الصفحة الأولى

قيادات مدنية تؤكد وجود تقاربات ومشتركات القوى المدنية والديمقراطية تواصل مباحثات تشكيل تحالف انتخابي واسع

بغداد – طريق الشعب

تنشط القوى السياسية المدنية والديمقراطية في إجراء اتصالات مكثفة من اجل تحقيق تقارب قد ينتج عنه تحالف انتخابي مدني واسع، يرفع شعار التغيير، ويواجه قوى المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.

ومنذ ان أعلنت مفوضية الانتخابات عن فتح باب تسجيل الكيانات السياسية والأحزاب المنفردة والتحالفات الانتخابية للمشاركة في الانتخابات المزمع إقامتها في 11 تشرين الثاني المقبل، جرت عدة لقاءات بين مختلف القوى المدنية بغية تقارب وجهات النظر بشأن هذا التحالف.

وأخذت الأوضاع الإقليمية المتوترة، تؤثر بشكل اكبر في الواقع العراقي، ما يتطلب جهداً وطنياً واسعاً لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، عبر تحقيق أوسع اصطفاف سياسي مدني – وطني جامع، يمهد لإقامة دولة تحترم الحقوق والحريات على أساس المواطنة والعدالة الاجتماعية.

نحو توحيد صفوف القوى المدنية

وفي الأيام الماضية عقدت عدة لقاءات في بغداد والمحافظات بين مختلف القوى المدنية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي، وبحثت هذه اللقاءات مجمل الأوضاع السياسية والتطورات في المنطقة. كما بحثت امكانية تشكيل تحالفات انتخابية مدنية واسعة.

وفي هذا السياق يؤكد د. أحمد علي إبراهيم، القيادي في التيار الاجتماعي لـ"طريق الشعب"، ان المطلوب، اليوم، من القوى المدنية أن توحد صفوفها، لا سيما ان هناك مشتركات كثيرة تجمعها، وبالتالي عليها ان تضع وثيقة تثبت فيها تلك المشتركات. ويشير الى ان هناك حراكا انتخابيا واسعا من قبل القوى الوطنية، من اجل تشكيل تحالف واسع للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم. ويشدد على ان القانون يمنع مشاركة الأحزاب التي تملك أذرعاً مسلحة في الانتخابات، لذلك تحاول بعض تلك الأحزاب ان تخفي أجنحتها المسلحة، وان تتنكر للتشكيلات المسلحة المرتبطة بها بشكل او بآخر، لكنها مستعدة لتوظيفها سياسيا وانتخابيا. وفي هذا الصدد، أكد الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في مقابلة سابقة على قناة الرشيد الفضائية، ضرورة محاسبة القوى السياسية التي تشتري الذمم والأصوات، واتخاذ إجراءات عملية بهذا الخصوص، بالتزامن مع دعوة المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة.

مباحثات لتشكيل أكبر تحالف مدني

فيما يكشف المنسق العام للتيار الديمقراطي اثير الدباس، عن تحضيرات مبكرة من قبل أحزاب مدنية راسخة بالمنهج والتفكير للانتخابات المقبلة، مرجحا أن يكون ثقل هذه الأحزاب في الانتخابات المقبلة قويا وواضحا.

ويقول الدباس إن ما يمر به البلد من ظروف داخلية وخارجية جعلت الناس تدرك أن خلاصها الوحيد من قوى المحاصصة والفساد هو التوجه نحو دعم الأحزاب المدنية.

ويؤكد لـ"طريق الشعب" أن القوى المدنية والديمقراطية والوطنية تخوض نقاشات جادة ومستمرة من أجل تشكيل اكبر تحالف مدني لدخول الانتخابات، في مواجهة قوى الفساد والمحاصصة الموجودة حالياً.

ويدعو الدباس كل القوى المدنية، التي ترفع شعار التغيير، الى ان تتحد وتدخل الانتخابات البرلمانية في قائمة مدنية موحدة كبيرة، تستطيع من خلالها تجاوز العتبة الانتخابية وتحقق حضوراً في مجلس النواب المقبل، لتنفيذ برامجها السياسية التي تنادي بالعدالة الاجتماعة والمواطنة.

تفاهمات انتخابية مبكرة

ويقول النائب المستقل سجاد سالم، ان القوى المدنية دائماً ما كانت تصل الى مرحلة التفاهمات والدخول في جو الانتخابات في وقت متأخر، لكنها اليوم وصلت الى تفاهمات جيدة، يمكن الاعتماد عليها في تشكيل تحالف مدني انتخابي واسع.

ويضيف سالم في حديث لـ"طريق الشعب"، انه ليس أمام تلك القوى سوى ان تتوحد في تحالف انتخابي، لا سيما في ظل الانتهاكات التي تطال الحريات العامة والخاصة، وفي ظل حالة اللا استقرار وتفشي السلاح المنفلت. وبالتالي فان حاجة ماسة الى "ترسيخ سيادة القانون ومفهوم الدولة الوطنية العادلة".

ويعتقد سالم، ان جميع القوى المدنية والديمقراطية والوطنية تحمل هذه الأفكار، لذا فإن التحالف في ما بينها الان ضروري بحكم المعطيات الراهنة.

وفي السياق حث رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد مفوضية الانتخابات على "ضرورة تكثيف الجهود لاستكمال تحديث بطاقات الناخبين لضمان مشاركة واسعة في الانتخابات المقبلة"، مشددا على "أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، ليتمكن العراقيون من اختيار ممثليهم في البرلمان بكل حرية".

*******************************************

حكومة الوعود المؤجلة: ماذا حققت وبمَ أخفقت قبل انتهاء ولايتها؟

بغداد -طريق الشعب

مع اقتراب انتهاء عمرها الدستوري، تبرز التساؤلات حول اداء الحكومة خلال السنوات الماضية، وعن مدى وفائها بالتزاماتها وتعهداتها التي أعلنتها في برنامجها الحكومي والزمت نفسها بها، وبين الإنجاز المحدود والإخفاقات المتراكمة يؤكد مراقبون ان الوضع لم يختلف كثيراً في عهد الحكومة الحالية عما سبق سوى في بعض المواطن البسيطة.

وعلى الصعيد السياسي، فأن غياب المعارضة الحقيقية داخل قبة البرلمان وهيمنة التوافقات بين القوى المتنفذة أفرغت العملية السياسية من مضمونها الرقابي، وكرّست إدارة الدولة بمنطق المحاصصة، ما حال دون إحداث تغيير جوهري في بنية الحكم.

**********************************************

بحيرة عانة.. مقصد سياحي في مواجهة الجفاف الكامل

بغداد – تبارك عبد المجيد

في قلب الأنبار، وعلى امتداد نهر الفرات الذي طالما كان شريان الحياة للعراقيين، تتلاشى تدريجيا بحيرة عانة، تاركة وراءها أرضا متشققة، وصمتا ثقيلا، ووجوها أنهكها العطش والانتظار، حيث يكشف هذا الانخفاض في منسوب المياه، تدهورا حادا وهشاشة في الأمن المائي العراقي. يقول صميم سلام، رئيس مرصد الفرات البيئي، قائلا: إن "بحيرة عانة، التي ولدت من رحم سد حديثة عام 1985، لم تعد كما كانت. فالمياه التي كانت تغمر مدينة عانة القديمة لتشكل البحيرة، باتت اليوم تذوي شيئا فشيئاً، تاركة قاعها مكشوفاً، وأمل السكان مكبلًا بالعطش". بحيرة عانة، التي كانت تغذى من مياه الفرات القادمة من سوريا وتركيا، إلى جانب السيول والعيون الطبيعية، أصبحت اليوم ضحية مباشرة لقلة الإيرادات المائية وشح الأمطار.

****************************************************

راصد الطريق.. إيغال في الطائفية المقيتة

 يبدو ان لا أمر يشغل بعض السياسيين المتنفذين مثل الحديث عن "المكون" و"تمكينه"، وما قد يكسبونه هم في تقاسم الحصص والمناصب والمواقع والمشاريع والأسهم. وليس هذا فقط، فالبعض قد ذهب بعيدا في السعى الى تقسيم محافظات الوطن وجعلها كانتونات طائفية.

وواضح انه مع اقتراب موعد الانتخابات، وبدء السباق الانتخابي غير القائم على أساس برامج ومشاريع تنطلق من مصلحة العراق وشعبه أولا، نرى الركض وراء المزيد من الانغماس في وحل الانغلاق الطائفي والمكوناتي، على حساب المواطنة العراقية الجامعة، ومن دون التوقف عند ما سبّبه هذا من ماسٍ ويلات للبلد ولغالبية مواطنيه.

والانكى ان البعض ينسى وحتى يتناسى موقعه في الدولة، ويتصرف وكأنه يمثل هذا المكون او ذاك. وهناك العديد من الأمثلة التي يمكن ايرادها بما فيها من دعاية تبدو باسم المكون، لكنها دعاية انتخابية شخصية بامتياز، وهذا ليس استغلالا للمنصب وموارد الدولة ومؤسساتها فقط، بل حتى للمكون الذي يجري الحديث باسمه.

 تفضلوا بزيارة موقع مجلس النواب العراقي وغيره من مواقع مؤسسات الدولة، وتمعنوا جيدا في تصريحات ومواقف المتنفذين، ستجدون الدليل والبرهان.    

****************************************************

الصفحة الثانية

الشيوعي العراقي يؤكد أهمية توسيع حملة تحديث البطاقة البايومترية

بغداد – طريق الشعب

 

اكد الرفيق وسام الخزعلي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، "أهمية توسيع حملة تحديث البطاقة البايومترية لتصل الى عموم الناخبين"، مشدداً على أهمية إعطاء فرصة اكبر للناخبين من اجل تحديث بياناتهم وتجديد بطاقاتهم الانتخابية.

وقال الخزعلي في تصريح لـ"طريق الشعب"، ان "مفوضية الانتخابات حددت مدة تحديث البطاقة البايومترية بشهر واحد، لكننا لم نشهد حملة إعلامية واسعة بهذا الصدد، وبالتالي من المناسب ان تكثف المفوضية والقوى السياسية من دعوة الناخبين لتحديث بطاقاتهم والحصول على البطاقة البايومترية التي من دونها لن يستطيع احد المشاركة في الانتخابات المقبلة".

وجدد الرفيق الخزعلي دعوة الحزب الى جميع المواطنين بالتوجه الى مراكز مفوضية الانتخابات وتجديد بطاقاتهم البايومترية، كونها فرصة مناسبة للمساهمة في الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد.

وفي السياق ذاته، طالب المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، امس السبت، مفوضية الانتخابات بتمديد فترة تحديث سجل الناخبين لشهر آخر، مشيرا الى ان "عدد الناخبين الذين بلغوا سن الاقتراع بعد إضافة مواليد 2007 يبلغ 29 مليونا و118 الف ناخب، والمسجلين بايومتريا بحدود عشرين مليون ناخب فقط، وهم من يحق لهم التصويت "، ما يعني ان 9 ملايين ناخب لا يحق لهم التصويت وفقاً للقانون الذي حصره بمن يملك بطاقة بايومترية فقط.

*********************************************

التربويون في إقليم كردستان يؤكدون: سنعود إلى ساحات الاحتجاج في عموم العراق.. الفلاحون يستعدون لتظاهرة واسعة غداً

بغداد – طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد، ومدن عراقية اخرى، فعاليات احتجاجية متنوعة خلال اليومين الماضية، طالبت بالعيش الكريم وبالحقوق والخدمات. واكد المحتجون مواصلة التظاهرات لحين تحقيق مطالبها المشروعة.

غداً.. تظاهرة جديدة للفلاحين

وقال المكتب الإعلامي للاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، ان رؤساء الاتحادات المحلية، سيعقدون اجتماعاً مهماً اليوم الاحد، لبحث المستجدات الفلاحية والتنسيق في مطالبهم.

ونوّه الاتحاد الى إقامة تظاهرات سلمية يوم غد الاثنين، في تمام الساعة التاسعة صباحا، ودعا جميع الفلاحين والمزارعين إلى الحضور والمشاركة الفاعلة للمطالبة بالحقوق المشروعة.

وقال مراسل "طريق الشعب"، ان "الاتحادات الفرعية في مختلف المحافظات بدأت بالتحشيد والاستعداد لهذه التظاهرة"، مشيراً الى ان "جهات متنفذة تحاول عرقلة خروج التظاهرات لأغراض شخصية انتخابية".

المعلمون في الإقليم

وقال عضو لجنة المعلمين المحتجين في السليمانية دلشاد ميراني، انهم "سيعودون للتظاهر والاحتجاج مجددا"، مؤكداً ان سبب ذلك يعود الى عدم تنفيذ قرارات المحكمة الاتحادية بتوطين رواتب الموظفين في الإقليم على المصارف الاتحادية، ومحاولة الالتفاف على القرار.

وأشار ميراني الى ان "التظاهرات لن تخرج في السليمانية فقط، وانما ستمتد الى مختلف مدن الإقليم، وستكون لنا زيارة إلى بغداد، نجدد فيها مطالبنا بالتوطين حصرا على مصرفي الرشيد والرافدين".

الاستحواذ على أراضي الفلاحين

وخرج أهالي قرية جديدة الأغوات، إحدى أقدم القرى في محافظة ديالى، امس السبت، في تظاهرة طالبت بمواجهة جهات متنفذة تحاول الاستيلاء على أراضيهم الزراعية بطرق ملتوية.

وقال عضو تنسيقية التظاهرة محمد أحمد حسن، في حديث صحفي، إن "العشرات من أهالي قرية جديدة الأغوات، الواقعة ضمن قاطع شمال ديالى في محيط قضاء الخالص، خرجوا في تظاهرة سلمية حاملين مطالب مشروعة، أبرزها التصدي لقوى وجهات متنفذة تحاول التلاعب بطرق غير قانونية للاستيلاء على أراضيهم الزراعية التي يمتلكونها منذ عشرات السنين".

وأضاف، أن "هذه الجهات تمتلك أدوات داخل مؤسسات الدولة، ما يجعل من تحركاتها خطراً حقيقياً على مصادر رزق العشرات من المزارعين"، مشيرا إلى أن "التظاهرة تأتي في إطار إيصال صوت المظلومين إلى الجهات المسؤولة، خصوصاً بعد شعور الأهالي بأن رزقهم على المحك".  وتابع، أن "المحتجين يوجهون دعوتهم إلى محافظ ديالى وأصحاب القرار في المحافظة، إضافة إلى وزارة الزراعة، بضرورة التدخل العاجل لكبح جماح هذه القوى التي تحاول فرض سيطرتها على عقود الأراضي الزراعية، ليس في قرية جديدة الأغوات فحسب، بل في مناطق أخرى تشهد الظاهرة ذاتها".

وتشهد بعض مناطق محافظة ديالى منذ سنوات مشاكل متكررة تتعلق بملكية الأراضي الزراعية، وسط اتهامات موجهة إلى جهات متنفذة بمحاولات السيطرة على تلك الأراضي عبر أساليب تشمل التزوير واستغلال النفوذ داخل مؤسسات الدولة.

تظاهرة للمحاسبين

ونظم عدد من المحاسبين وأعضاء نقابة المحاسبين والمدققين العراقيين، الجمعة، وقفة احتجاجية قرب بوابة الخضراء، مطالبين بحقوقهم الوظيفية والمهنية.

ورفع المحتجون شعارات تدعو الحكومة ومجلس النواب إلى تنفيذ التعيين المركزي لخريجي المحاسبة، وتوزيع قطع أراضٍ لهم أسوةً بباقي الاختصاصات، إضافةً إلى إطلاق المخصصات المالية الخاصة بالمحاسبين.

كما وجه المحتجون مناشدات إلى الجهات المعنية للوقوف ضد قرارات رئيس ديوان الرقابة المالية الاتحادي، والتي وصفوها بأنها “تُقوّض دور المحاسبين والنقابة”، خصوصاً بعد إلغاء نظام توزيع الأعمال بين المحاسبين ونظام تصديق الحسابات المعتمد على الباركود، الذي يُعد أساساً لاحتساب الضرائب وتسوية الحسابات الختامية للشركات.

وأكد المشاركون، أن هذا الإجراء أدى إلى توقف عملية التحاسب الضريبي، ما يعرض العديد من الشركات لغرامات تأخيرية. وقد رفعت نقابة المحاسبين دعوى قضائية بهذا الخصوص، وهي حالياً بانتظار الحكم من المحكمة المختصة.

وتأتي هذه الوقفة في إطار سلسلة تحركات يقوم بها المحاسبون سعياً لإنصافهم وضمان حقوقهم ضمن الأطر القانونية والدستورية.

الخدمات والوظائف

وجدّد مواطنون في مدينة بابل تظاهراتهم جنوب مدينة الحلة، مطالبين بتوفير الخدمات والوظائف الحكومية. وقال مراسل "طريق الشعب"، ان "العشرات من سكان قضاء الحمزة الغربي جنوب مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، تظاهروا مجدداً للمطالبة بتوفير الخدمات وإنصاف أبنائهم في التعيينات الحكومية".

وأضاف، أن "المتظاهرين توجهوا إلى المجلس المحلي للقضاء". واكدوا استمرار خروجهم بالتظاهرات حتى تتحقق مطالبهم المشروعة

عقود كركوك

وتظاهر العشرات من العاملين بنظام العقود في مستشفى النصر الحكومي بمدينة كركوك، احتجاجاً على توقف صرف رواتبهم منذ شهرين، مطالبين بصرفها كاملة وزيادتها بما يتناسب مع غلاء المعيشة.

وقال المتظاهر أحمد علي، إن "العمال العاملين بنظام العقود في مستشفى النصر يتقاضون نصف الراتب فقط، أي ما يعدل 150 ألف دينار عراقي، بينما العقد الأصلي ينص على مبلغ 300 ألف دينار شهرياً"، مضيفاً أن "تظاهرتنا تهدف إلى إنصافنا من الظلم الذي وقع علينا".

وأشار إلى أن "عمال النظافة هم العمود الفقري للمؤسسات الصحية، وإذا توقفنا عن العمل ليوم واحد فقط، فستغرق المستشفيات بالنفايات والأوساخ".

من جانبها، قالت المتظاهرة بشرى يوسف، إن "تظاهرتنا رسالة واضحة تطالب بزيادة أجورنا من قبل الجهات الحكومية، فنحن نُعيل عوائل، ومبلغ 150 ألف دينار لا يكفي حتى لتغطية أجور النقل".

وأضافت أن "العمال يطالبون بصرف رواتب مجزية لا تقل عن 300 ألف دينار شهرياً".

واختتمت حديثها بالقول إن "أي توقف عن عملنا سيتسبب بتحول المستشفيات إلى مكب للنفايات، وهذا ما لا نريده، لكن لنا حقوقا يجب أن تُحترم".

وقفة احتجاجية في البصرة

وفي محافظة البصرة، دشن عدد من المواطنين والناشطين بمشاركة جمعية صيادي الأسماك والاتحادات والنقابات، وقفة احتجاجية رفضاً لمساعي المصادقة على اتفاقية الملاحة البحرية في خور عبد الله العراقي، مجددين مساندتهم لقرار المحكمة الاتحادية الرفض لنص الاتفاقية.

وقال احد المتظاهرين يدعى يعرب المحمداوي، انه "في الوقت الذي يقف الشعب الوطني موفق الدفاع عن حقوقه الوطنية وفي ظل تصاعد المحاولات الرامية لتجديد العمل في اتفاقية تنظيم الملاحة في قناة خور عبد الله، نؤكد رفضنا إعادة إحيائها بشكلها القديم او الجديد والتي تمس بحقوق العراق التاريخية وهي تمثل الطعن المباشر بكرامة الوطن وسيادته غير القابلة للمساومة".

من جانبه، أكد رئيس جمعية الصيادين في قضاء الفاو بدران التميمي تأييده لقرار المحكمة الاتحادية، مشيرا الى ان مياه قناة خور عبد الله الملاحية عراقية بالأصل، رافضا أي مشاركة من أي جهة أخرى بهذه القناة.

***********************************************

جدد دعوته لتوحيد الصفوف والانخراط في مشروع وطني مشترك التيار الديمقراطي يحشّد قواه للانتخابات المقبلة

بغداد – طريق الشعب

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي، اجتماعه الدوري، الجمعة الماضية، لمناقشة جدول الأعمال المدرج، ومتابعة التطورات السياسية والمهام التنظيمية والتحضيرات الانتخابية، في ظل ما تشهده البلاد من تحديات مفصلية تتطلب حضورًا وطنيًا ومدنيًا مسؤولًا.

وقال بلاغ صادر عن الاجتماع، ان "المجتمعين ناقشوا آخر المستجدات على الساحة السياسية، وعلى رأسها تحديد موعد الانتخابات النيابية المقبلة في 11 تشرين الأول 2025، وما تشهده الساحة من حراك متصاعد بين مختلف القوى لتشكيل التحالفات"

واكد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، ضرورة انخراط التيار الديمقراطي من خلال التحالف المدني الديمقراطي بقوة في هذا الحراك عبر الدفع نحو تشكيل تحالف مدني وطني واسع، يستند إلى مبادئ بناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والمؤسسات، وسيادة القانون، والعدالة الاجتماعية. وتطرق الاجتماع الى سلسلة اللقاءات والاجتماعات التي عُقدت مؤخرًا مع عدد من الأحزاب والقوى المدنية ذات الانتماء الوطني، والتي أبدت استعدادًا مشتركًا للانخراط في مشروع تحالفي مدني، يُتوقع أن يُشكّل خيارًا انتخابيًا حقيقيًا لقوى التغيير الديمقراطي، ويخوض الانتخابات المقبلة ببرنامج واضح يعبر عن تطلعات العراقيين نحو الإصلاح والتغيير.

وشدد الاجتماع على أهمية الدور المحوري لتنسيقيات المحافظات في بناء هذه التحالفات، وضرورة تمكينها من المبادرة في إدارة التنسيق على المستوى المحلي، بما يضمن تشكيل تحالفات منطقية وواقعية تراعي طبيعة كل محافظة، وتسهم في توسيع القواعد الانتخابية، وزيادة حظوظ الفوز من خلال ترشيح شخصيات كفوءة ونزيهة قادرة على تمثيل المشروع المدني الديمقراطي.

وفي هذا الإطار، أكد المكتب التنفيذي ضرورة الإسراع في عملية تشخيص المرشحين المناسبين، على مستوى بغداد وسائر المحافظات، واختيارهم وفق معايير الكفاءة والنزاهة والحضور المجتمعي، ليكونوا الواجهة السياسية لتحالف مدني قادر على كسب ثقة الناخبين، وتمثيل تطلعاتهم، وخوض غمار الانتخابات القادمة بفعالية ومسؤولية.

وتم الاتفاق على تكليف اللجان المعنية بالتنسيق مع التنسيقيات في المحافظات لإنجاز هذه المهمة خلال الفترة القريبة القادمة، وبما ينسجم مع الاستراتيجية العامة للتحالف المرتقب.

كما تم التأكيد على أهمية العمل من أجل ضمان بيئة انتخابية نزيهة، تعزز ثقة المواطنين بالقوى المدنية، وتشجع المشاركة الواسعة في العملية الانتخابية.

من جانب آخر، عبّر المجتمعون عن دعمهم الكامل للحراك الجماهيري السلمي المستمر في عدد من المحافظات، وأشادوا بالوعي الشعبي المتنامي، مطالبين السلطات بالاستجابة الجدية للمطالب المشروعة، وعدم التهرب من الاستحقاقات الوطنية. كما ناقش الاجتماع تداعيات المفاوضات الإيرانية – الأمريكية، وانعكاساتها على الوضعين الداخلي والإقليمي، مؤكدين ضرورة الحفاظ على استقلال القرار الوطني العراقي، والنأي بالبلاد عن سياسة المحاور والصراعات الدولية.

وفي إطار التنظيم الداخلي، تم استعراض تقارير اللجان التنظيمية، الإعلامية، المالية، ولجنة التنسيقيات، بالإضافة إلى اللجان الأخرى ذات الصلة، حيث تم تثمين الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية، والتشديد على ضرورة تعزيز التنسيق بين هذه اللجان ورفع وتيرة العمل استعداداً للاستحقاق الانتخابي المقبل.

كما ناقش الاجتماع ورقة المشروع الوطني الديمقراطي للتغيير، باعتبارها وثيقة سياسية تعبر عن رؤية التيار والقوى الحليفة للتغيير الجذري في بنية النظام السياسي، وجرى طرح عدد من الملاحظات التطويرية، مع الاتفاق على استكمال مناقشتها مع جميع المكونات لاعتمادها رسميًا، والعمل على نشرها كأداة للتعبئة السياسية والتواصل الجماهيري خلال المرحلة القادمة.

وفي ختام الاجتماع، جدّد المكتب التنفيذي دعوته إلى جميع القوى المدنية والديمقراطية لتوحيد الصفوف والانخراط في مشروع وطني مشترك، يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، ويؤسس لمرحلة جديدة من التغيير الحقيقي، وبناء الدولة على أسس مدنية ومؤسساتية عادلة.

*******************************************

رائد فهمي يلتقي النائب سجاد سالم

بغداد-طريق الشعب

التقى الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بالنائب المستقل سجاد سالم، لبحث التطورات السياسية والعمل البرلماني والتحضير للاستحقاقات المقبلة. وتناول الجانبان التحديات البنيوية التي تواجه الدولة العراقية، وجرى تبادل وجهات النظر بشأن سبل تجاوز الأزمة السياسية عبر توحيد الصف الوطني، بعيدًا عن نهج المحاصصة والطائفية السياسية، والتأكيد على أهمية بلورة مشروع وطني ديمقراطي يعكس تطلعات العراقيين في العدالة الاجتماعية.

وشدد الجانبان، خلال اللقاء، على ضرورة تكثيف التنسيق بين القوى المدنية والوطنية، من أجل الدفع باتجاه التغيير الشامل.

وحضر اللقاء الى جانب سكرتير الحزب، الرفيق حيدر مثنى عضو المكتب السياسي للحزب.

************************************************

مواساة

الى اسرة الفقيد الكاتب جمعة اللامي المحترمين

تلقينا بألم وأسف نبأ رحيل القاص والروائي جمعة اللامي، المبدع التقدمي الملتزم قضايا الانسان والفكر التنويري، والذي خسرته الأوساط الثقافية في العراق والعالم العربي.

عرف الفقيد بنشاطاته ومواقفه المناهضة للسلطات الدكتاتورية، والمدافعة عن حقوق الشعب ومصالحه، والتي تحمل بسببها الكثير من الملاحقة والعذاب في السجون وخارجها. وذلك ما اضطره الى مغادرة العراق، ليستقر آخر المطاف في دولة الامارات.

نتوجه اليكم في هذه المناسبة الحزينة بخالص التعازي، متمنين لكم الصبر والسلوان.

وللفقيد الراحل أطيب الذكر على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

19/4/2025

*******************************************

الصفحة الثالثة

اقتصاد مأزوم، حريات مقيدة، خدمات ضعيفة حكومة الوعود المؤجلة  ماذا حققت وبم أخفقت قبل انتهاء ولايتها؟

بغداد -طريق الشعب

مع اقتراب انتهاء عمرها الدستوري، تبرز التساؤلات حول اداء الحكومة خلال السنوات الماضية، وعن مدى وفائها بالتزاماتها وتعهداتها التي أعلنتها في برنامجها الحكومي والزمت نفسها بها، وبين الإنجاز المحدود والإخفاقات المتراكمة يؤكد مراقبون ان الوضع لم يختلف كثيراً في عهد الحكومة الحالية عما سبق سوى في بعض المواطن البسيطة.

نظرة عامة

وعلى الصعيد السياسي، فأن غياب المعارضة الحقيقية داخل قبة البرلمان وهيمنة التوافقات بين القوى المتنفذة أفرغت العملية السياسية من مضمونها الرقابي، وكرّست إدارة الدولة بمنطق المحاصصة، ما حال دون إحداث تغيير جوهري في بنية الحكم.

أما اقتصاديًا، فقد استمرت الأزمات البنيوية في ظل الاعتماد المفرط على النفط وتراجع ملفات الإصلاح، مقابل فشل في تنويع الموارد أو تحفيز القطاع الخاص، وسط استمرار الفساد والمحسوبية، وغياب سياسات واضحة للتنمية المستدامة.

وفي ما يتعلق بالحريات، لم تُحدث الحكومة انفراجًا ملموسًا، بل استمرت القيود المفروضة على الصحافة والتعبير، وتكررت محاولات تمرير قوانين تحدّ من الحقوق المدنية، في مشهد يعكس عجزًا عن تبني نهج إصلاحي جاد يحترم التعددية ويصون كرامة المواطن.

أين مكامن النجاح والإخفاق؟

في هذا الصدد، قال المحلل السياسي داوود سلمان إن مقارنة الحكومة الحالية بالحكومات السابقة تُظهر تفوقًا نسبيًا لها من حيث الاستقرار الأمني والسياسي، ويعود ذلك إلى اشتراك جميع القوى السياسية في تشكيلها وغياب أي معارضة فعلية، ما جعل حالة الاستقرار هدفًا مشتركًا لا يرغب أي طرف بإخلاله.

وأضاف في حديث لـ "طريق الشعب"، أن “الحكومة رفعت شعار النهوض بجميع القطاعات، سواء الخدمية أو الاقتصادية أو التكنولوجية وحتى الأمنية، لكن عند التقييم الموضوعي نجد أن الكثير من هذه الوعود لم تُنفذ بالشكل المأمول”.

وأوضح سلمان أن “النجاح الأبرز للحكومة يتمثل في مشاريع الطرق والجسور التي شهدت تطورًا ملحوظًا، إلا أن قطاعات حيوية أخرى، كالكهرباء مثلًا، ما تزال تعاني، ونخشى أن نعود إلى نقطة البداية مع حلول فصل الصيف، رغم توقيع اتفاقيات مع شركات أميركية كبيرة، إلا أن آثارها لن تظهر على المدى القصير”.

وتابع انه “اقتصاديًا، ما تزال الأزمات قائمة، خصوصًا في ما يتعلق بسعر صرف الدولار، الذي لم ينخفض إلى مستوياته الطبيعية، إلى جانب استمرار المحسوبية والابتزاز داخل مؤسسات الدولة، وفشل الحكومة في محاسبة الفاسدين واختيار الكفاءات، وهي كلها وعود لم تُترجم إلى نتائج ملموسة”.

واختتم سلمان بالقول:، انه “باستثناء ملف الطرق والجسور، لم تحقق الحكومة تقدمًا حقيقيًا في بقية الملفات، فالقطاع الزراعي ورثته الحكومة وهو في تصاعد، لكنها لم تسهم في تطويره، والقطاع الاقتصادي ما يزال هشًا ويعتمد على النفط فقط، دون أي تقدم في تنويع القاعدة الاقتصادية أو إيجاد مصادر بديلة للدخل الوطني”.

فشلت اقتصادياً

في الجانب الاقتصادي، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي إن “أداء الحكومة الحالية لم يكن بمستوى الطموح، خصوصاً في ما يتعلق بالسياسات الاقتصادية وتنفيذ الالتزامات التي قطعتها على نفسها في البرنامج الحكومي، إذ شهدنا تراجعاً واضحاً في ملفات حيوية مثل دعم القطاع الخاص، وتقليل البطالة، وتنويع الاقتصاد بعيداً عن الريعية النفطية”.

وأوضح في حديث لـ"طريق الشعب"، أن “الحكومة ركزت في خطابها على وعود بالإصلاح ومكافحة الفساد وتحقيق التنمية المستدامة، لكنها لا تملك إرادة كافية أو أدوات تنفيذية فاعلة لتحويل هذه الشعارات إلى واقع ملموس، وبقي الأداء محصوراً في الإنجازات الشكلية والدعائية”.

وأشار إلى أن “الوعود الحكومية بخلق فرص عمل حقيقية ومعالجة أزمات الفقر والخدمات لم تتحقق، بل إن المؤشرات الاقتصادية شهدت تدهوراً في بعض الجوانب، فيما بقي الاقتصاد معتمداً بشكل مفرط على الإيرادات النفطية دون أي خطوات جدية لتطوير الزراعة أو الصناعة أو الاستثمار”.

وأكد الهماشي، أن “أزمة الثقة بين المواطن والحكومة تعمّقت نتيجة الإخفاق في تنفيذ التعهدات، وغياب الرؤية الاقتصادية الواضحة، واستمرار نهج المحاصصة والصفقات في إدارة الملفات الاقتصادية المهمة، ما جعل السنوات الماضية فرصة اخرى مهدورة لإحداث أي تغيير حقيقي”.

وخلص الى القول إن “النجاحات التي تحاول الحكومة الترويج لها لا ترتقي إلى مستوى التحديات التي يواجهها البلد، وأي تقييم موضوعي لأدائها يُظهر أنها لم تنجح في إدارة الملفات الاقتصادية والاستراتيجية، بل كرّست الأزمات وعمّقت حالة الجمود”.

حرية التعبير والفكر مقيدة

الى ذلك قال الكاتب والصحافي فلاح المشعل، إن حرية الكلمة والتعبير والفكر في العراق، وتحديدًا في العاصمة بغداد، ما تزال خاضعة لسلسلة من القيود والموانع، رغم عدم صدور أوامر مركزية مباشرة بذلك من الحكومة أو البرلمان أو السلطة القضائية.

وأوضح أن بعض التوجهات المتعلقة بملاحقة ما يُعرف ”المحتوى الهابط” أو المساس بالرموز الدينية والشخصيات العامة، قد تحوّلت إلى أدوات لقمع حرية التعبير، رغم أنها طُرحت كهواجس أخلاقية أو اجتماعية.

وأشار المشعل في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن هامش التعبير "بقي محدودًا، وأن الكتّاب والمفكرين استطاعوا إيصال أصواتهم ضمن نطاق ما هو مسموح به، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو الصحف اليومية، أو شاشات القنوات الفضائية".

واكد أن الحديث عن تطور في دعم حرية التعبير خلال فترة حكم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “يحتاج إلى مقاربة دقيقة”.

وبيّن أن "المنهجيات المتبعة من قبل مؤسسات الدولة، وبشكل خاص البرلمان، لا تزال بعيدة عن المفهوم الحقيقي للديمقراطية، التي تقوم على الفصل بين السلطات واحترام الإعلام كسلطة رابعة".

وتابع “نحن نعيش منذ أكثر من عشرين عامًا ضمن بيئة سياسية تضيق الفضاءات، وتضع المزيد من القيود على حرية التعبير، ما يولّد قلقًا مستمرًا من السلطات تجاه الكلمة والرأي”.

ولفت المشعل إلى أن السلطات التنفيذية والتشريعية وحتى القضائية "ساهمت جميعها في تقويض الحريات، عبر فرض ضوابط مشددة، بل وتجاوزت ذلك إلى إجراءات عقابية".

ونوه إلى أن "القضاء العراقي لا يزال يعمل بقوانين رادعة تعود إلى حقب سابقة، من بينها المادة 226، التي تعاقب بالسجن من يسيء إلى الرموز أو يتجاوز على الحكومة، دون تحديد واضح لمفهوم “الإساءة”، ودون تمييز بين النقد البنّاء والإهانة".

وواصل الحديث بأن هناك وزراء ونوابًا ومكاتب رسمية، بما فيها مكتب رئيس الوزراء، لا يزالون يقيمون دعاوى قضائية ضد صحافيين وكتّاب ومؤثرين على وسائل الإعلام، وبعضهم تعرض للتوقيف أو السجن.

وشدد على انه "إذا كان انتقاد رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان أو الوزير يُعد تجاوزًا يُعاقب عليه، فنحن ما زلنا نعيش في مناخ استبدادي، حتى وإن بدا ذلك بصورة مخففة”.

*******************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

العراق وتدهور أسعار النفط

في مقال حول تأثير ما تشهده أسواق النفط العالمية على العراق، نشر موقع "أمواج" البريطاني مقالاً أشار فيه إلى المخاوف التي تعيشها البلاد من إحتمال حدوث أزمة مالية بسبب تدني أسعار النفط لأقل من 60 دولارًا للبرميل الواحد، بعد التعريفات الجمركية المستمرة التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما مثلته من كوابح لنمو الاقتصاد العالمي.

تهديد وجودي

وأكد الموقع على أن مصدر تلك المخاوف يكمن في اعتماد حوالي 90 في المائة من إيرادات الدولة على صادرات النفط، مما سيؤدي انخفاض أسعاره إلى صعوباتٍ في تمويل بغداد لالتزاماتها الباهظة المتعلقة برواتب ومعاشات القطاع العام، لاسيما وإن موازنة البلاد قد صيغت على أساس توقعات تبدو متفائلة وغير مستدامة، مما قد يُهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي الهش الذي تشهده البلاد.

وفيما اعتبر المشكلة ذات تأثيرات خطيرة ربما تهدد النظام السياسي الحاكم، ذكر المقال بأن خطوة منظمة أوبك بلس، وهي منظمة عالمية، بزيادة إنتاج النفط الخام بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، أي ثلاثة أضعاف الكمية المتوقعة، قد تزيد الطين بلة. وادعى المقال بأن استياء السعودية من تجاوز العراق وكازاخستان لما حددته لهما المنظمة من حصص، كان وراء قرار الأوبك بلس غير المتوقع.

تحذيرات ومقترحات

واشار المقال إلى أن العديد من المسؤولين العراقيين، بما فيهم رئيس الحكومة، قد حذروا من تحديات اقتصادية ومالية خطيرة نتيجةً لتقلب أسعار النفط، فيما دعا عدد من الخبراء إلى الاهتمام بتنويع مصادر الدخل القومي وتلبية حاجة البلاد إلى إعمار وتطوير بنيتها التحتية، وكشف الفساد المستشري وسوء الإدارة في المالية العامة ومكافحتهما. وفي الوقت الذي أكد فيه المراقبون على أن الحكومات العراقية المتعاقبة فشلت في الاستعداد لتقلبات السوق، قللت الحكومة من أهمية الأزمة، لأنها مؤقتة ولأن الموازنة كانت قد أخذت بنظر الإعتبار هذه التقلبات. وإذ لم يُعرب كاتب المقال عن قناعته برأي الحكومة التي حددت 70 دولاراً كسعر متوقع للبرميل الواحد عندما وضعت الموازنة، نقل عن صندوق النقد الدولي تصوره عن حاجة العراق إلى أن تبقى أسعار النفط الخام فوق 92 دولارًا أمريكيًا للبرميل الواحد إن أراد تجنب العجز في موازنته.

نفقات تشغيلية بلا حدود

وذكر المقال بأنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العراق أزمة اقتصادية ناجمة عن تقلبات سوق النفط، خاصة مع التوسع في النفقات التشغيلية الذي دأبت الإدارات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 عليه وبشكل غير محدود وصل إلى استنفاد ما يزيد عن نصف الدخل القومي، وهو ما يؤكد هشاشة الوضع الناجم عن الاعتماد على سلعة متقلبة الأسعار من جهة، ويذكرنا بأيام جائحة كورونا حين انخفض سعر النفط الخام إلى 30 دولارًا للبرميل، وجعل العراق يتأرجح على حافة الانهيار المالي من جهة أخرى. ونوه المقال إلى أنه ورغم كل هذه المخاوف مازالت الحكومة تضيف عشرات الآلاف من الوظائف الحكومية الجديدة وما زالت معدلات الفقر في تزايد حتى بلغ عدد العراقيين الذين يعيشون دون مستوى الفقر 32 في المائة.

غدُّ بحكم الغيب

وأشار المقال إلى أن احتياطيات النقد الأجنبي التي تقّدر بما يقارب 100 مليار دولار، وهي في معظمها سندات أمريكية، تعّد احتياطيات متواضعة نسبيًا مقارنة بمصّدري النفط الرئيسيين الآخرين، ومن المرجح أن تضع بغداد أمام خيارات صعبة، إما الاقتراض بكثافة، أو خفض الرواتب، أو المخاطرة بالتضخم من خلال طباعة النقود، متوقعاً أن تلجأ بغداد إلى احتياطياتها من النقد الأجنبي لسد العجز أو تأجيل مشاريع البنية التحتية لتغطية مدفوعات الرواتب الفورية. وأضاف بأن كل ذلك على العموم إجراءات لن تُجدي نفعًا سوى تأجيل حل المشكلة المالية، وبالتالي تأخير اندلاع احتجاجات شعبية واسعة النطاق، على غرار تلك التي شهدناها في عام 2019، عندما أججت المظالم الاقتصادية والسياسية المظاهرات المناهضة للمؤسسة في جميع أنحاء البلاد. ويبقى البديل السليم مرتبطاً بالقيام بإصلاحات هيكلية تهدف إلى تنويع اقتصاد العراق بعيدًا عن الاعتماد الكبير على عائدات تصدير النفط، والتغيير الذي يفضي إلى مكافحة النفوذ غير المشروع للفاسدين.

******************************************

عين على الاحداث

زوروا مقاعدكم  بالسنة مرة!

كشف أحد النواب عن تغيب أكثر من 50 نائباً عن جميع جلسات البرلمان منذ انطلاق الدورة البرلمانية الحالية، في ظاهرة استثنائية وغير مسبوقة في برلمانات العالم. وعزا النائب السبب في التساهل مع هذه المخالفة القانونية والسياسية، إلى التحاصص في رئاسة مجلس النواب، والذي يحمي بسببه كل عضو في الرئاسة جماعته من الحساب. هذا ويتساءل الناس عما إذا كان لهؤلاء النواب امتيازات إضافية أخرى غير المالية والقانونية والسياسية والإعلامية والاجتماعية والسكنية، المعلنة والمقنعة، تسمح لهم بمخالفة قوانين الوظيفة العامة، التي تُلزم مسؤوليهم بتنبيههم أو إلفات نظرهم على الأقل للغيابات المتكررة!

ومنو يُشطب {الكبارية}

كشفت نقابة المحامين عن تجاوزات خطيرة يتعرض لها المتهمون في مراكز الشرطة ومديريات التحقيق كمنع المحامين من لقاء موكليهم وتعقيد الإجراءات والتعذيب والإبتزاز والرشاوي والفساد وتوجيه الإهانات والتعامل بطرق مخالفة لشرعة حقوق الانسان. هذا وفي الوقت الذي اعتبرت فيه النقابة بقاء عمليات التحقيق بعيدة عن إشراف القضاء مخالفة للقانون، داعية جميع تشكيلاتها إلى رصد وتوثيق حالات تورط المحامين في الرشاوى والسمسرة تمهيداً لشطبهم من سجلاتها، تساءل الناس بحرقة عمن سيشطُب الفاسدين من "أولي الأمر" إذا ما نجحت النقابة في شطب المرتشين من المحامين، خاصة في ظل تواصل صمت الإدعاء العام.

استيراد الكراث

كشف فلاحون عديدون عما يعانيه القطاع الزراعي من غياب الدعم الحكومي والاستيراد المنفلت لمختلف المحاصيل وشح المياه والتحولات البيئية، مما أدى إلى تراجع الإنتاج بشكل خطير. وكرر الفلاحون شكواهم من تقليص وزارة الزراعة كل عام من خدماتها لهم بلا مبرر معقول، وتخبطها في اتخاذ قرارات محبطة للمنتجين ومنها قرارات التسويق حيث لا تستلم الوزارة سوى ثلث المنتوج رغم وجود موافقة رسمية منها على خطة المُنتج الزراعية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا التخبط يمثل ضربات موجعة بالإنتاج الزراعي، ترفع معدلات البطالة وأعداد العوائل التي تعيش تحت مستوى الفقر مقابل زيادة تخمة الطفيليين.

وين النواطير؟!

حذّرت المديرية العامة للماء ومنظمة اليونيسيف الدولية، من أن البلاد تواجه أزمة مائية خانقة، لدرجة سيصعب معها على الملايين شرب الماء. وأكدوا على أن الأزمة تتفاقم جراء ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر ونقص الأمدادات من دول المنبع بعد أن انخفضت كميات مياه دجلة والفرات من 93.47 مليار متر مكعب في عام 2019 إلى 49.59 مليار متر مكعب في عام 2020 وذلك بسبب بناء الأتراك للعديد من السدود وقيام الأيرانيين بتحريف مسار أكثر من 30 نهراً للحيلولة دون وصولها إلى العراق، الذي يفقد 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية عندما ينقص مليار متر مكعب من حصته المائية.

{يسرق من الحافي نعل}

حصلت إحدى النواب على موافقة هيئة رئاسة البرلمان لتوجيه سؤال نيابي إلى وزيرة الهجرة والمهجرين فيما يخص السلات الغذائية المقدمة للنازحين، عددها، نوعية مفرداتها، ومدى صلاحيتها للاستهلاك البشري، وذلك لتوفر مؤشرات لدى النائب على وجود ملفات تتعلق بهدر المال العام والفساد في برامج السلة الغذائية ومنحة المليون وتوفير الخيام، والمساعدات الأخرى المخصصة للنازحين. هذا وتحوم منذ سنين شبهات فساد حول هذا الملف، دعمتها تقارير محلية ودولية، دون أن يقوم أحد بالتحقيق فيها، كما تتطلبه المسؤولية القانونية تجاه هدر المال العام، والمسؤولية الاخلاقية تجاه هؤلاء المعذبين في بلادهم.

********************************************

الصفحة الرابعة

سوء البنى التحتية وغياب الاستعدادات اللوجستية يُعيقان تنفيذه قانون التعليم الإلزامي: حبرٌ على ورق!

بغداد – طريق الشعب

تنتشر ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس، وسط غياب شبه تام للإجراءات الرادعة أو الخطط الجادة لإعادة هؤلاء الأطفال إلى التعليم. وعلى الرغم من ان قانون التعليم الالزامي رقم 118 قد حدد في 1976 عقوبات بحق أولياء الأمور الذين لا يلتزمون بتعليم أبنائهم، إلا أن الواقع يقول شيئًا آخر.

قانون منسٍ

وتتفاقم ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف الخدمات وارتفاع نسب الفقر، حيث يذكر الخبير القانوني مصطفى البياتي، أن "الدستور العراقي وضع أسسا واضحة لحماية حقوق الطفل، إذ تنص المادة 34 على أن الدولة تلتزم بتوفير التعليم ومحو الأمية، وتكفل حماية الطفولة. إلا أن الأزمة الحقيقية لا تكمن في النصوص، بل في غياب التنفيذ من قبل الحكومات المتعاقبة وحتى الحالية.

ويقول البياتي لـ "طريق الشعب"، أن "قانون العمل العراقي يمنع تشغيل الأطفال دون سن 18 عامًا، وهو ما يعني أن إشراكهم في سوق العمل يعد انتهاكا قانونيا واضحا"، مشيرا إلى أن الواقع مختلف تماما، حيث يلاحظ تزايد أعداد الأطفال العاملين في الشوارع، وفي الأسواق والمناطق الصناعية والتجارية، دون وجود إجراءات فعلية للحد من هذه الظاهرة أو محاسبة المتسببين فيها.

ويعتبر البياتي، أن هذا التناقض بين النصوص القانونية والتطبيق العملي يعكس ضعف الإرادة الرسمية في معالجة ملف الطفولة بشكل جاد، مؤكدًا أن غياب الرقابة والمتابعة القانونية يفتح الباب واسعًا أمام استغلال الأطفال، ويُعمّق من مشكلات التسرب الدراسي والفقر والتهميش.

الأطفال إلى الشارع لا إلى المدارس

أحمد سعد، عضو سكرتارية اتحاد الطلبة العام، قال لـ "طريق الشعب"، أن عدم تنفيذ هذا القانون بشكل جدي، ساهم بشكل مباشر في انحدار آلاف الأطفال نحو سوق العمل في سن مبكرة.

وأضاف أن "غياب تطبيق القانون سمح لعدد كبير من العائلات بإجبار أطفالهم على ترك الدراسة، دون وجود محاسبة. اليوم نرى الأطفال يعملون في الشوارع، يغسلون السيارات، أو يتسولون، وهذا أصبح مشهدا يوميا".

وتابع، أن الاستهانة بهذه المرحلة العمرية تؤثر على الطفولة بشكل عميق، إذ يدفع الطفل لتحمّل أعباء تفوق عمره، ما يحرمه من بيئة طبيعية للنمو والتعلم.

وحذر من أن استمرار هذا الإهمال سيؤدي إلى نتائج خطيرة، مثل ازدياد نسب الجريمة، وتفشي تعاطي المخدرات، وتراجع الفرص أمام الأجيال الجديدة لبناء مستقبل مستقر.

واختتم سعد بالتنبيه إلى أن العراق بلد يتميز بتركيبة سكانية شابة، ما يعني أن الاستثمار في هذه الفئة يجب أن يبدأ من التعليم، وإلا فإن البلاد ستخسر واحدة من أهم مواردها.

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في تقرير سابق عن وجود  2.3 مليون طفل عراقي في سن الدراسة خارج أسوار المدارس. وهذا الرقم لا يعكس فقط حجم الأزمة التعليمية في العراق، بل يكشف أيضا عن آثار عقود من الحروب والصراعات والإهمال، التي تركت النظام التعليمي هشًا، يكاد لا ينهض من تحت ركامه.

متى يطبق التعليم الإلزامي؟

يقول التربوي حيدر كاظم، إن "نظام التعليم في العراق واجه تحديات كبيرة خاصة بعد الغزو الأمريكي عام 2003، بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي مر بها البلد، والتي أسفرت عن وجود ما بين 2 إلى 3 ملايين طفل عراقي في سن الدراسة خارج مقاعد التعليم". هذه الأزمة، كما يوضح، دفعت الحكومة العراقية إلى السعي لتطوير نظام التعليم الإلزامي وتحسين جودته من خلال مجموعة من الإجراءات، في محاولة لمعالجة آثار الإهمال والتسرب، وتحقيق العدالة التعليمية.

ويضيف كاظم في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "عدم تطبيق قانون التعليم الإلزامي بصورة صحيحة يؤثر سلباً على مستوى تعلم الأطفال، ويتسبب في انحدار أغلبهم نحو العمل في الشوارع والأماكن العامة، حيث يُجبر الكثير منهم على ترك التعليم من قبل ذويهم دون أي رادع قانوني".

ويبيّن أن "تاريخ التعليم الإلزامي في العراق يعود إلى عام 1978، حين صدر قانون التعليم الإلزامي رقم 118، والذي شكل نقطة تحول مهمة في مسار التعليم، إذ نص على إلزامية ومجانية التعليم في المرحلة الابتدائية، باعتباره حقًا يكفله الدستور لجميع العراقيين".

ويتابع بالقول ان "القانون لا يزال نافذا حتى اليوم، وينص على معاقبة ولي أمر الطفل الذي يخالف القانون بغرامة مالية لا تقل عن دينار واحد ولا تزيد على 100 دينار، أو بالحبس مدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد على شهر، أو بكلتا العقوبتين. كما يلزم القانون إدارات المدارس الابتدائية بحصر حالات عدم التسجيل ومتابعتها من خلال القوائم المعلنة، والتواصل مع أولياء الأمور، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان انتظام الأطفال في الدراسة ومنع تسربهم، مع إبلاغ الجهات المعنية بمتابعة الدوام الدراسي".

وبرغم ذلك، يشير إلى أن "القانون يواجه تطبيقه عقبات وتحديات كبيرة على أرض الواقع، يأتي في مقدمتها التسرب المدرسي، والذي يُعد من أكبر التحديات التي تهدد التعليم الإلزامي، خصوصا في المناطق الريفية والمناطق الشعبية في بغداد والمحافظات"، مضيفا أن "النظام التعليمي يواجه ضعفا حادا في البنى التحتية، حيث تفتقر العديد من المدارس إلى الأبنية المؤهلة، والوسائل التعليمية الحديثة، إضافة إلى نقص المعلمين والتأخير في تسليم المناهج الدراسية للتلاميذ".

أما العامل الاقتصادي، فيشكل عائقا كبيرا أمام التحاق الأطفال بالمدارس، إذ تمنع الظروف الصعبة الكثير من العائلات من إرسال أبنائها للدراسة، ما يدفع الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة.

يشار إلى ان العام الدراسي 2017-2018 سجل أعلى نسبة تسرب من المرحلة الابتدائية، وبلغ عدد المتسربين دون سن 15 عامًا نحو 131,368 تلميذًا، منهم 47 في المئة من الإناث، وفقا لإحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء عام 2019.

"العودة الى التعليم"

ويؤكد كاظم، انه "على الرغم من أن المادة 34 من الدستور العراقي تنص على حماية الطفولة وتكفل الدولة التعليم ومحو الأمية، إلا أن المشكلة تكمن في ضعف تطبيق القوانين من قبل الحكومات المتعاقبة. كما ينص قانون العمل على منع تشغيل الأطفال دون سن 18 عاما، غير أن الواقع يشير إلى تفشي هذه الظاهرة دون وجود رادع قانوني حقيقي".

وفي محاولة لمعالجة هذه الإشكالات، يذكر كاظم أن "الحكومة أطلقت عام 2024 حملة بعنوان "العودة إلى التعليم"، بالتعاون مع منظمة اليونسيف وبإشراف مباشر من رئيس الوزراء، حيث استمرت الحملة لمدة 50 يوما وشملت جميع مديريات العراق عبر فرق جوالة. واستهدفت الحملة الفئات العمرية من 6 إلى 35 سنة.

وتمكنت الحملة، بحسب إحصائيات الجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية، من إعادة قرابة 90 ألف تلميذ وطالب إلى مقاعد الدراسة، في خطوة وصفت بأنها بارقة أمل في طريق إصلاح نظام التعليم في العراق.

تحول الى تجارة مربحة

ويرى الباحث الاقتصادي عبد السلام حسن، أن قانون التعليم الإلزامي يُعد من أفضل ما أقر في التشريعات العراقية، لكنه لم يفعل بالشكل المطلوب على أرض الواقع.

وفي حديثه لـ "طريق الشعب"، يشير حسن إلى أن فكرة الإلزام بالتعليم، رغم وجاهتها من الناحية النظرية، تُعد صعبة التطبيق في بيئة مثل العراق، لعدة أسباب، أبرزها غياب الأسس الحقيقية للإلزام، قائلاً: ان "كلمة إلزام بحد ذاتها من الصعب تحقيقها، خصوصاً في بلد مثل العراق، الذي لا يُعتبر من الدول المتقدمة في هذا المجال".

ويقارن حسن بين العراق وبعض الدول الأوروبية والخليجية، فيما يؤكد أن التعليم الطوعي هو الأنجح، لأنه نابع من رغبة المتعلّم، وليس مفروضاً عليه.

ويضيف، ان "البيئة الديمقراطية لا تعني دائماً وجود نظام صارم، بل تعتمد على قناعة الفرد، وهنا تكمن الصعوبة".

ويشير إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور، وسوء البنية التحتية التعليمية، وغياب الاستعدادات اللوجستية، مثل المدارس المناسبة وأجور المعلمين، كلها عوامل تُعيق تنفيذ هذا القانون. كما يشير إلى أن الدولة لا تنظر إلى التعليم كأولوية استثمارية، بل تركز على أرباحها الاقتصادية، على حد وصفه.

ومن الملاحظات المهمة التي يثيرها حسن أن التعليم تحول في كثير من الأحيان إلى تجارة مربحة بيد بعض الأفراد، قائلاً: "هناك من لا يملك مؤهلات تعليمية حقيقية، لكنه يؤسس مدرسة خاصة لمجرد امتلاكه المال، دون رقابة أو تأهيل"، كما أبدى أسفه من أن الشهادات التعليمية العراقية لا تلقى قبولاً خارج البلاد، باستثناء بعض التخصصات مثل الطب، مبرزاً غياب الثقة العامة بالمؤسسات التعليمية.

ويختتم حديثه بالتأكيد على أن تطبيق التعليم الإلزامي في العراق بحاجة إلى تحول جذري في البنية الاقتصادية والتعليمية، لأن القانون، رغم أهميته، يبقى حبرا على ورق في ظل هذا الواقع الصعب.

******************************************

وسط صمت حكومي بحيرة عانة.. مقصد سياحي في مواجهة الجفاف الكامل

بغداد – تبارك عبد المجيد

في قلب الأنبار، وعلى امتداد نهر الفرات الذي طالما كان شريان الحياة للعراقيين، تتلاشى تدريجيا بحيرة عانة، تاركة وراءها أرضا متشققة، وصمتا ثقيلا، ووجوها أنهكها العطش والانتظار، حيث يكشف هذا الانخفاض في منسوب المياه، تدهورا حادا وهشاشة في الأمن المائي العراقي.

كارثة بيئية واجتماعية

يقول صميم سلام، رئيس مرصد الفرات البيئي، قائلا: إن "بحيرة عانة، التي ولدت من رحم سد حديثة عام 1985، لم تعد كما كانت. فالمياه التي كانت تغمر مدينة عانة القديمة لتشكل البحيرة، باتت اليوم تذوي شيئا فشيئاً، تاركة قاعها مكشوفاً، وأمل السكان مكبلًا بالعطش". بحيرة عانة، التي كانت تغذى من مياه الفرات القادمة من سوريا وتركيا، إلى جانب السيول والعيون الطبيعية، أصبحت اليوم ضحية مباشرة لقلة الإيرادات المائية وشح الأمطار. ومع شكلها الهرمي الذي يجعلها تفقد المياه بسرعة كما تمتلئ بسرعة، تسارعت الأزمة، وتدهور معها واقع الصيادين، وانقطع الأمل لدى المزارعين الذين يراقبون محاصيلهم تموت واقفة.

ويضيف سلام لـ "طريق الشعب"، أن "انخفاض المنسوب اجبر مشروع ماء عانة على تمديد أنابيب عميقة داخل البحيرة، وبناء منصات ضخ، لضمان بقاء مياه الشرب تصل إلى سكان قضاءي عانة وراوة. أما في القرى النائية، فقد أصبح الوصول إلى المياه رحلة يومية شاقة، حيث يعتمد الأهالي على الحوضيات لجلب الماء من أدنى نقطة في البحيرة، وهي مياه تُوصف بأنها "ثقيلة ومليئة بالتلوث".

وطبقا لرئيس مرصد الفرات البيئي، فان المشكلة لا تتوقف عند حدود العطش، بل تتجاوزها إلى كارثة بيئية واجتماعية وصحية. فالتلوث الذي وصفه سلام بـ"أنابيب الموت"، يزحف في شرايين نهر الفرات، حيث تُلقى مياه الصرف الصحي غير المعالجة مباشرة إلى مجرى النهر، خاصة في مناطق شرق الرمادي. هذا التلوث لم يرحم البشر ولا الشجر، إذ انتشرت الأمراض الجلدية بين السكان، وتعرضت المزروعات للتلف، بعدما سقيت بمياه غير صالحة، ووصلت إلى الأسواق دون رقابة، ما عمّق الأزمة الغذائية والاقتصادية في البلاد.

ويختتم قائلاً إنها "ليست مجرد بحيرة تنحسر، بل حياة كاملة تنكمش مع كل متر ماء يختفي. وأمام كل هذا، ما زال الصمت الرسمي أقوى من صرخات الأرض والناس. والبحيرة، كما أهلها، ما زالت تنتظر... لعل من يسمع".

تراجع الإطلاقات المائية

وحذر الخبير البيئي رأفت الهيتي من التدهور المستمر في منسوب المياه في بحيرة عانة، الواقعة على نهر الفرات، والتي تُعد الخزان الاستراتيجي الرئيسي خلف سد حديثة.

وقال الهيتي لـ"طريق الشعب"، إن البحيرة، التي كانت في السابق ممتلئة بمستويات عالية من المياه، باتت اليوم تعاني من انخفاض كبير في منسوبها نتيجة عدة عوامل داخلية وخارجية.

وأضاف الهيتي، أن أحد أبرز الأسباب المؤثرة على الوضع المائي في البحيرة هو تراجع الإطلاقات المائية من دول المنبع، وبشكل خاص تركيا، إضافة إلى التأخير أو الحجز الحاصل في سوريا عند سد الطبقة. هذه السياسات المائية الإقليمية، بحسب الهيتي، ساهمت بشكل مباشر في تقليص كمية المياه التي تصل إلى نهر الفرات داخل الأراضي العراقية، ما ضاعف من حجم الأزمة المائية التي تواجهها البلاد.

أما على الصعيد الداخلي، فقد شدد الهيتي على أن مواسم الجفاف المتكررة وقلة الأمطار في السنوات الأخيرة كانت عاملاً رئيسيًا في تفاقم هذه الأزمة. كما نبه إلى أن الجفاف الذي أصاب الأهوار في جنوب العراق أثر أيضًا على النظام المائي العام، مشيرًا إلى أن بحيرة عانة تُعد جزءًا حيويًا من منظومة الأمن المائي الوطني في العراق، وأن تراجع مستواها المائي يعد إنذارًا بمخاطر جسيمة على الأمن البيئي والاجتماعي في المنطقة.

وأضاف الهيتي، أن انخفاض منسوب المياه في البحيرة لم يؤثر فقط على حجم المياه، بل أيضا على جودتها، ما أدى إلى تداعيات سلبية على الصحة العامة في المدن المجاورة مثل عانة وراوة. كما أشار إلى أن مشاريع المياه في هذه المناطق بدأت تعاني من شح شديد، ما اضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مصادر مياه صالحة للاستخدام.

كما لفت الهيتي إلى أن الأنشطة الزراعية وصيد الأسماك قد تأثرت بشكل كبير بسبب الجفاف. فقد تضررت الأراضي الزراعية القريبة من البحيرة بسبب نقص المياه المخصصة للسقي، بينما تراجعت فرص العيش لدى العائلات التي تعتمد على صيد الأسماك كمصدر دخل رئيسي.

وفي الختام، شدد الهيتي على أن استمرار هذا الوضع دون تدخل حقيقي وفوري من الجهات المعنية، سواء على المستوى الداخلي أو عبر التفاوض الإقليمي حول المياه، سيؤدي إلى أزمة بيئية وإنسانية حادة في المناطق الواقعة على نهر الفرات، ما يهدد الاستقرار البيئي والاجتماعي في المنطقة.

ظهور مئذنة عانة الأثرية

من جانبه، ذكر محمود الفهد مراقب للشأن المحلي من محافظة الانبار، أن "مديرية الموارد المائية في الأنبار لا تقدّم معلومات دقيقة بشأن أوضاع المياه، خاصة مع ما تشهده المحافظة من انخفاض ملحوظ في مناسيب المياه خلال الفترة الأخيرة".

وقال الفهد لـ "طريق الشعب"، إنّ مديرية الموارد المائية بدأت، منذ نحو عشرين يوما، الاستعداد لملء البحيرة بمياه الأمطار الأخيرة، في محاولة لمعالجة الأزمة، مشددا على أن الواقع البيئي والموارد المائية يكشفان عكس ما يعلن رسميا. وأرفق الفهد لـ "طريق الشعب" صورا تظهر الفارق الكبير بين مشهد البحيرة وهي ممتلئة سابقا، وحالتها الراهنة وقد جفت أجزاء واسعة منها، مشيرا إلى أن "البحيرة اليوم تعاني من الجفاف والتلوث، وسط إهمال واضح من قبل الجهات المعنية".

وأضاف، أن البحيرة، التي كانت فيما مضى مقصدا سياحيا واقتصاديا مهما يقصدها الزوار من مختلف مناطق البلاد للاستجمام وصيد الأسماك، باتت اليوم شبه مهجورة، تعاني من الإهمال والتراجع البيئي.

وأكد الفهد، أن المحافظة بشكل عام تواجه مشكلات كبيرة في إدارة مواردها المائية، حيث أن الخطة الزراعية الصيفية أصبحت "صفر"، بينما الخطة الشتوية تعتمد بالكامل على الخزين المائي المتوفر، الذي لا يبشر بالخير في ظل هذا الواقع.

من جانب آخر، لفت الفهد إلى إيجابية واحدة من الجفاف، تمثلت ظهور مئذنة عانة الأثرية التي كانت عائمة في البحيرة. واكد ان مدينة عانة تعد احد المناطق الأثرية ويشار إلى أنها ذكرت في المخطوطات البابلية والآشورية.

*********************************************

الصفحة الخامسة

المستورَد سيّد السوق عبارة {صُنع في العراق} تكاد تختفي!

متابعة – طريق الشعب

في ظل هيمنة البضائع المستوردة على الاسواق المحلية، باتت عبارة "صنع في العراق" التي تُلصق على السلع، نادرة جدا، بالرغم من كونها وصلت إلى السوق العالمية قبل عقود.

وعلى الرغم من توفر الخبرات والمواد الأولية الصالحة لصناعات مختلفة، يشهد العراق حالة من الشلل في القطاعين الصناعيين العام والخاص، باستثناء بعض المحاولات الخجولة التي لا يمكنها ان تجعل منه بلداً صناعياً.

ويواجه قطاع الصناعة في العراق بشكل عام، تدهورا كبيرا منذ العام 2003، في ظل توقف أغلب المعامل والتوجه نحو الاستيراد. وقدّر اتحاد الصناعات العراقية قبل سنوات، نسبة المشاريع المتوقفة بـ40 ألف مشروع. ودائما ما تتضمن البرامج الحكومية المتعاقبة موضوع تنشيط الاقتصاد والصناعة المحلية، لكن من دون تحقيق أي من ذلك، بل يستمر الاستيراد من  دول المنطقة وغيرها ويتصاعد مع إهمال الصناعة المحلية.

لكن المتحدثة باسم وزارة الصناعة والمعادن ضحى الجبوري، تفيد بأن "الشركة العامة للصناعات الكهربائية والالكترونية، إحدى تشكيلات الوزارة، تواصل عملها وتعرض منتجاتها للبيع عبر عدد من المنافذ التسويقية، بالتعاون مع القطاع الخاص".

وتُبيّن في حديث صحفي أن "الشركة تتخصص في صناعة الأجهزة الكهربائية، مثل التبريد الذي يتضمن المكيف الشبكي، والذي يأتي بسعات مختلفة، فضلا عن اجهزة التبريد الكنتورية والمكيف الجداري بنوعيه العادي والاقتصادي، إضافة الى صناعة برادات الماء والمراوح السقفية والمنضدية والعمودية وأجهزة الحماية".

وتشير الجبوري الى "قيام الشركة بإنتاج سخانات الماء بسعات مختلفة فضلاً عن إنتاج مبردات الهواء ومضخات الماء"، مضيفة أن "هناك مصنعا متكاملا تابعا للشركة يتخصص في انتاج المصابيح ومواد الانارة الحديثة الموفرة للطاقة، ومنها مصابيح بأحجام وألوان مختلفة".

وتنوه إلى "وجود منافذ تسويقية للشركة في بغداد وديالى وبابل وواسط وكركوك، وإلى وجود تعاون ملموس في هذا الاطار بين الشركة والقطاع الخاص".

وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني قد أعلن في مطلع أيار 2023، خلال مؤتمر الاستثمار المعدني الذي أقيم في بغداد، ان "العراق قادر على إنتاج صناعة وطنية تضاهي ما ينتج في الدول العربية.. ولن نظل متفرجين على بقاء العراق سوقا استهلاكية، بل سيكون هنالك إنتاج وطني".

ويمتلك العراق شركات رسمية لا تزال فاعلة ومنتجة، مثل النسيج، والصناعات الكهربائية التي تحمل اسمي "عشتار" و"القيثارة"، فضلا عن شركات لإنتاج المواد الغذائية، كالألبان.

عوامل منافسة المستورد

يرى الخبير الاقتصادي منار العبيدي، أن إعادة الحياة لشعار"صنع في العراق" تتوقف على مجموعة من العوامل، وعلى مقومات تساعد في إنتاج صناعة محلية قادرة على منافسة المستورد. 

ويوضح في حديث صحفي، أن "أبرز تلك العوامل هو إعادة الثقة في المنتج العراقي. إذ لن تتوفر هذه الثقة إلا من خلال طرح منتجات رصينة ومتينة تناسب قدرة دخل الفرد"، لافتا إلى ان "عامل الكلفة المالية له دور مهم في الصناعة. فتكلفة إنتاج أي منتج محلي عالية مقارنة بدول الجوار، مثل تركيا وإيران أو الصين".

ويشدد العبيدي على أهمية "إعادة النظر في التعرفة الكمركية للسلع المستوردة، بما يحقق قدرة تنافسية للمنتج العراقي، رغم ان ذلك سيؤدي الى ارتفاع بعض السلع في السوق المحلية وسيؤثر على قدرة المواطن الشرائية"، منوها إلى انه "نحتاج الى استراتيجية واضحة تعتمد على الثقة وتوفير العوامل الأساسية للمنتجات المحلية، وتقليل الكلف المالية لتصبح تلك المنتجات قادرة على منافسة مثيلاتها المستوردة".

جدير بالذكر أن وزير الصناعة خالد بتال النجم، أقر أخيرا بصعوبة منافسة المنتج المحلي للبضائع المستوردة من البلدان المجاورة، اضافة إلى الصين، بسبب انخفاض تكلفة الإنتاج في تلك البلدان وارتفاعها في العراق.

جاء ذلك خلال استضافته في انطلاق قمة الأعمال العراقية IBS، التي عقدت في بغداد بمشاركة مؤسسات اقتصادية وشركات استثمارية محلية ودولية.

وأشار النجم إلى أن "أكثر استيرادات العراق، تأتي من ايران وتركيا والصين".

باب الاستيراد المفتوح

من جانبه، يبيّن الخبير الاقتصادي علي دعدوش أن "من العسير جداً عودة الصناعة المحلية في ظل سياسة باب الاستيراد المفتوح، وضعف ضبط الحدود، ووجود منافذ غير رسمية".

ويشير في حديث صحفي إلى ان "اتجاه التجار والمستثمرين نحو تحقيق الربح السريع عبر الاستيراد، حول العراق إلى بلد مستورد لكل شيء"، مؤكدا أن "السلع المستوردة رخيصة، وهو ما أثر سلباً على الصناعة المحلية، خاصة أن التصنيع المحلي يحتاج إلى كلف مالية مرتفعة".

ويلفت دعدوش إلى أنه "في حال رغب العراق في عودة سياسة التصنيع المحلي، عليه مراجعة القوانين الخاصة بالمنافذ الحدودية، وعدم إعطاء استثناءات لاستيراد السلع والخدمات بشكل تدريجي، بما يعني تفعيل أدوات السياسة التجارية بالتزامن مع وضع سياسة اقراضية للمستثمرين المحليين الذين يرومون صناعة السلع والخدمات في الداخل، مع تعطيل استيفاء الضرائب لأول عامين من بدء المشروع".

ويتابع قوله أن "اتخاذ هذه الخطوات الجريئة من شأنه تفعيل الصناعة المحلية واعادتها الى الواجهة من جديد".

العزوف عن المنتج المحلي

يعزف أصحاب الشركات والمحال التجارية عن جلب بضائع كهربائية ومنزلية محلية الصنع الى شركاتهم ومحالهم، لأسباب تتعلق بالجودة والكلف المالية التي لا تسمح بتحقيق ارباح كبيرة، إضافة الى امتناع المواطنين عن اقتناء تلك البضائع.

وفي هذا الصدد يقول عباس عطوان، وهو صاحب شركة استيراد مواد كهربائية ومنزلية، أن "عدم وجود منتجات عراقية الصنع في شركتنا يعود الى عوامل عديدة، أبرزها ان البضائع المستوردة ارخص ثمنا من المنتجات المحلية".

ويوضح أن "المجمدة على سبيل المثال تصل الى الشركة مع الكمرك بسعر 200 ألف دينار، فيما تباع المجمدة محلية الصنع على الشركة بسعر 275 ألف دينار. وإذا اضفنا لها أرباحا بقيمة 50 الف دينار او اكثر، عند ذاك يصبح سعرها ضعف سعر المجمدة المستوردة أو قريبا من ذلك، ما يجعل تسويقها صعبا للغاية".

ويلفت عطوان إلى "فقدان المواطنين الثقة في المنتج المحلي.

لذا يفضلون البضائع المستوردة على البضائع المحلية. وتلقى هذه البضائع ترويجاً وتسويقا دائما، وهو ما يشجع التجار واصحاب الشركات على استيرادها"، مبينا أن "الحكومة يجب ان تدخل كطرف داعم للمنتج الوطني عبر منح خصومات مالية للتجار، بدل ان تدخل كطرف منافس وتطرح اسعارا باهظة لا تقوى العديد من الشرائح الاجتماعية على تحملها".

هل الصناعة المحلية تفتقر للمتانة؟!

ويعود سبب امتناع المواطنين عن شراء الأجهزة الكهربائية محلية الصنع، إلى ضعف كفاءتها، فضلا عن ارتفاع أسعارها – حسب ما تراه المواطنة سناء حمزاوي.

إذ تقول انه "لا يوجد قياس بين الصناعات الكهربائية العراقية التي كانت تنتج في فترة السبعينيات والثمانينيات، والتي تنتج حاليا"، مبينة في حديث صحفي أن جدها كان قد اقتنى مجمدة نوع "عشتار" صمدت امام الزمن ما يقارب 40 عاما دون ان تدخل ورشة صيانة "فيما لا يقاوم هذا النوع من الثلاجات والمجمدات اليوم، لأكثر من عام واحد"!

وقد لا يكون السعر المناسب للبضائع المستوردة هو الشيء الوحيد الذي يجذب المستهلك، فثمة المتانة واتقان الصنع والاستجابة السريعة لتصليح العطل الطارئ. وهذه من الأمور الجاذبة.

وفي هذا الشأن يقول علي علوان الخفاجي، أن "ارتفاع السعر غير مهم بالنسبة للبضاعة الجيدة، لان اقتناء اجهزة رصينة بسعر مرتفع قليلاً افضل من اقتناء اجهزة رخيصة وغير متينة".

ويضيف في حديث صحفي قوله أنه "من الغرابة ان تكون المنتجات الكهربائية المحلية غالية الثمن رغم بساطة تصنيعها، بينما تباع المنتجات المستوردة، مع رصانتها ومتانتها، بسعر مناسب".

*******************************************

ناشط ميساني يُحيي أشجارا منقرضة منذ الستينيات

متابعة – طريق الشعب

على مدى عام كامل وفي مهمة بدت مستحيلة، استطاع الناشط البيئي علي جبار، من محافظة ميسان، إعادة إحياء عشرة أصناف من الأشجار العراقية المنقرضة، بزراعتها في صحراء الطيب والشيب شرقي المحافظة.

وكانت تلك الأشجار قد اختفت تماما بين عامي 1940 و1960 نتيجة الرعي الجائر والتحطيب. لذلك سعى جبار إلى الحصول على بذورها من دول الجوار، بعد أن خرجت من العراق مع المواشي التي كانت تُصدر إليها سابقا. إذ انتقلت البذور مع فضلاتها ونمت في أراضي تلك الدول.

وبجهد فردي نجح جبار في إنبات البذور في منزله وعلى سطحه، وفي أحد المشاتل، قبل أن ينقلها إلى موطنها الطبيعي. ومن بين تلك الأشجار شجرة الطلح العراقي، التي تنتمي إليها أصناف مثل السلم، السيال الأبيض، السيال الأحمر، السمرة والصمغ العربي.

إضافة إلى أشجار الغاف، التي كانت أيضاً مفقودة تماماً من العراق. وهذه الأشجار ليست فقط جزءاً من الهوية البيئية العراقية، بل انها تُعد أيضا من الأنواع المقاومة للظروف الصحراوية القاسية، وتلعب دوراً مهماً في تقليل آثار العواصف الترابية وفي مكافحة الحشرات.

ويذكر جبار في حديث صحفي، انه غرس الأشجار في الصحراء والبساتين مجانا، بمساعدة مجموعة من أصدقائه، مشيرا إلى انه يواصل نشاطه هذا في أوقات فراغه، للحفاظ علي الأشجار ومنع اندثارها مرة أخرى.

ويشير إلى ان شجرة الطلح من أبرز الأشجار العراقية المنقرضة، وانه تمكن من إعادتها إلى البلاد، عبر جلب بذورها من دول الجوار. 

**************************************

في ديالى تلاميذ يدرسون تحت سقوف متهالكة

متابعة – طريق الشعب

في منطقتي المرادية وخان بني سعد جنوب غربي مدينة بعقوبة، يدرس عشرات التلاميذ والطلبة في مدارس تعاني مشكلات كبيرة في البنية التحتية.

ففي صفوف متهالكة وتحت سقوف هشة مبنية من خشب وجريد نخيل وأعمدة حديدية أكلها الصدأ، يجلس هؤلاء المتعلمون قلقين من سقوط السقوف والجدران على رؤوسهم، بينما يأملون وأولياء أمورهم، من الجهات المعنية التحرك العاجل لمعالجة هذا الواقع التعليمي البائس الخطير!

وتنقل وكالة أنباء "شفق نيوز" عن مواطنين في تَينِك المنطقتين، قولهم أن "من أبرز المشكلات التي تواجه التعليم، قلة البنايات المدرسية النموذجية في بعض القرى، لاسيما في منطقتي المرادية وخان بني سعد"، مبينين أن "من بين المدارس المتهالكة في المنطقتين، مدرستي التفوق والتكاتف".

ويضيف المواطنون أن "فرقا حكومية عدة زارت المنطقتين في أوقات سابقة، ووثقت واقع التعليم فيهما، لكن لم يتم اتخاذ إجراءات حتى الآن"، مؤكدين أن "عدم وجود بيئة ملائمة للدراسة في بعض القرى والمناطق الريفية، انعكس سلباً على واقع التعليم وعلى قدرات الطلبة الاستيعابية، في ظل تفاقم معاناتهم خلال موسمي البرد والحرارة. فالسقوف لا تحمي ولا تقي من المطر والبرد والحرارة".

**************************************

اگول.. المجتمع يبدأ من الحديقة!

حسن الجواد

في ظل ما تشهده المجتمعات العراقية من تصاعد في معدلات العنف والإدمان بين فئة الشباب، تبرز الحاجة الماسة إلى إعادة التفكير في الطريقة التي تُبنى بها مدننا، لا من منظور عمراني صرف، بل من زاوية إنسانية ونفسية واجتماعية عميقة. فالمساحات الحيوية المفتوحة مثل الحدائق العامة، مراكز الرياضة، البحيرات، والممرات الخضراء، ليست مجرد مظاهر تجميلية للمدينة، بل هي عناصر حيوية تمس صميم الاستقرار النفسي والاجتماعي للمجتمع.

من الطبيعي أن يشعر الشاب المحاصر بالإسمنت، المحروم من الهواء الطلق، والمفتقد لبيئة مريحة وآمنة، بالضيق والقلق والانفعال، ما قد يدفعه إلى البحث عن متنفس في مسارات خاطئة، كتعاطي المخدرات أو الانخراط في سلوكيات عدوانية. في المقابل، وفرت التجارب العالمية أدلة دامغة على أن المدن التي تمنح مواطنيها مساحات خضراء واسعة، ومرافق رياضية مجانية أو منخفضة الكلفة، تشهد نسبًا أقل من الجريمة والانحراف.

نموذج بحيرة الرزازة في كربلاء يقدم دليلاً مؤلمًا على الفرص التي أُهدرت. فقد كانت هذه البحيرة، ثاني أكبر بحيرات العراق، تمتد بمياهها العذبة الهادئة لتشكل فضاءً طبيعيًا مذهلًا، جذب الزوار والسياح لعقود، وخلق حراكا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا في المنطقة. كان يمكن استثمار هذه البحيرة كمركز ترفيهي متكامل، يضم حدائق واسعة، مسارات للدراجات، أماكن لممارسة الرياضة، مسارح مفتوحة، ومقاهي ثقافية مطلة على الماء. كان يمكن أن تتحول إلى واجهة حضارية لمدينة كربلاء، توفر فرص عمل للشباب وتمنحهم متنفسًا من ضغوط الحياة اليومية.

لكن بدلاً من ذلك، تعرضت البحيرة على مدى سنوات طويلة لإهمال ممنهج. فتناقصت مياهها تدريجيا بفعل السياسات المائية غير المستدامة، وغابت عنها خطط الاستثمار الحقيقي.

جفاف البحيرة لم يكن فقط طبيعيًا، بل جفافًا في الرؤية والنية، وسرقة لمستقبل منطقة كاملة كان يمكن أن تصبح نبضًا نابضا بالحياة.

ومع اختفاء البحيرة، خفتت الحياة من حولها. ارتفعت نسب البطالة، وازدادت ظواهر الفراغ والضياع بين الشباب، الذين لم يجدوا بديلًا صحيًا أو ثقافيًا يشغل أوقاتهم. تحولت المساحات التي كان يمكن أن تكون منارات أمل، إلى مناطق مهجورة يطاردها الغبار، ويتسلل إليها الضيق والإحباط.

إن إعادة تأهيل بحيرة الرزازة، وتحويلها إلى مشروع وطني متكامل يخدم البيئة والمجتمع والاقتصاد، لا يجب أن يكون حلماً مؤجلاً، بل هو ضرورة ملحة، وخطوة استراتيجية في طريق مكافحة الظواهر الخطرة التي تنهش جسد المجتمع العراقي. المدن ليست جدرانًا فقط، بل أرواح ومساحات ووجوه وأشجار، وهي لا تُبنى بالأسمنت وحده، وانما بالوعي والرؤية والتخطيط طويل الأمد.

لقد حان الوقت لنفكر بطريقة مختلفة. أن نمنح شبابنا ما يستحقونه: بيئة تحترم إنسانيتهم، وتوفر لهم أسباب الصحة النفسية والجسدية. فالمجتمع، في النهاية، لا يبدأ من المؤسسات الأمنية ولا من قوانين العقوبات، بل من الحديقة، من البحيرة، من المقعد المظلل تحت شجرة، من لحظة صفاء تمنع لحظة انهيار.

*******************************************

مواساة

  • بحزن وألم، تتقدم سكرتارية رابطة المرأة العراقية بالتعازي الحارة والمواساة الصادقة إلى زميلتها العزيزة أديبة بسيطة (أم مسار)، سكرتيرة فرع الرابطة في السماوة، وذلك بوفاة ابنها مسار.

للفقيد الذكر الطيب، ولوالدته وعائلته الصبر الجميل.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق المناضل عبد الجاسم الفتلاوي (ابو حيدر)، المسؤول السابق للمختصة الفلاحية في المحلية، ورئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية الفرعي في المشخاب، والذي توفي إثر مرض عضال.

له الذكر الطيب ولذويه ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان. 

كذلك تنعى المختصة الفلاحية الزراعية المركزية في الحزب، الرفيق الفتلاوي، متمنية له الذكر الطيب على الدوام، ولأهله ورفاقه وأصدقائه الصبر الجميل.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في المحافظة أديبة بسيطة، بوفاة ولدها مسار مزهر.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الزعفرانية، الفقيد علي، نجل الرفيق جاسم وهيم، والذي توفي إثر حادث سير مؤسف.

له الذكر الطيب ولذويه الصبر والسلوان.

***********************************************

الصفحة السادسة

الأمم المتحدة: الغرب عنصري وازدواجي المعايير في يوم آخر من الإبادة الجماعية  غزة تودع المزيد من الشهداء

متابعة – طريق الشعب

تواصل آلة الحرب الصهيونية، إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وحصد المزيد من الضحايا في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، وسط صيحات منددة باستمرار الحرب والحصار ونقص الغذاء والماء والدواء.

تزايد أعداد الشهداء

وخلال اليومين الماضيين، استشهد ما يزيد على 114 فلسطينياً في قطاع غزة، حيث أدى القصف الدموي المستمر إلى استشهاد 64 فلسطينيا وإصابة العشرات في مختلف أنحاء قطاع غزة يوم الجمعة، فيما ارتفع عدد شهداء القطاع يوم أمس السبت إلى اكثر من 50 شهيداً حتى ساعة إعداد التقرير في ظل تصعيد جيش الاحتلال جرائم الإبادة الجماعية التي تستهدف في معظمها الأطفال والنساء.  وقال الجيش الإسرائيلي إنه "استهدف نحو 40 موقعا في غارات جوية على قطاع غزة". في الاثناء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جندي وإصابة 4 آخرين، بعضهم بجروح حرجة جراء استهداف مركبة مدرعة في حي التفاح شرقي غزة.

وبدعم أميركي يرتكب الكيان الصهيوني منذ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

معايير مزدوجة قديمة!

انتقدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي بشدة مواقف بعض الدول الغربية تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وقالت "ما زلنا عنصريين نتمسك بالمعايير المزدوجة القديمة، ولا نشعر بأي تعاطف تجاه الفلسطينيين".

وأكدت ألبانيزي في تصريح صحفي يوم امس، إن "القانون الدولي يحظر ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة" وأضافت "هذه ليست حربا، بل هجوم إبادة جماعية". ووصفت الوضع الحالي في غزة بـ"المدمر"، مشيرة إلى أن 90 في المائة من الفلسطينيين بالقطاع يعانون من انعدام الأمن المائي، ولا تتوفر لهم إمكانية الوصول إلى الغذاء أو الدواء، إلى جانب القصف الإسرائيلي المستمر وتعرض المدنيين "لانتهاكات جسدية ونفسية وجنسية".

تحريض على تفجير المسجد الأقصى!

ويوم أمس حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، من "خطورة ما يتم تداوله على منصات استعمارية"، بشأن "تفجير ونسف المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

واعتبرت ذلك تحريضا ممنهجا لتصعيد استهداف المقدسات بالقدس المحتلة، لا سيما وأن اليمين الإسرائيلي الحاكم بات لديه شعور بقدرته على تنفيذ مخططاته التوسعية والعنصرية، في ظل ردود فعل دولية باهتة على مظاهر وجرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة بالذات".

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية المختصة بـ "التعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض، واتخاذ الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي، لوضع حد لاستفراد الحكومة الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني، وإجبارها على الالتزام بإرادة السلام الدولية والإقليمية، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية، والإجماع الدولي على وقف الإبادة".

لا لتحويل الموانئ إلى جسر إبادة

ومساء الجمعة، شارك مئات النشطاء المغاربة في احتجاج بميناء الدار البيضاء، على رسو سفينة بالميناء، للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية إلى إسرائيل. ورددوا شعارات مؤيدة لغزة ومناهضة للتطبيع، وعبروا عن رفضهم بأن "تتحول الموانئ المغربية إلى جسر لإبادة الشعب الفلسطيني".

ويتحدث النشطاء الذين حضروا في هذه الوقفة، بأن السفينة "في طريقها إلى ميناء طنجة المتوسط لتحميل شحنة المعدات الخاصة بطائرة إف-35 والتوجه إلى قاعدة "نيفاتيم" بإسرائيل.

تظاهرات ترفض الحرب

ويوم الجمعة ايضاً، شهدت عواصم ومدن عربية عديدة مظاهرات حاشدة تضامنا مع قطاع غزة، ففي اليمن، خرجت تظاهرات حاشدة في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة شمال غربي البلاد، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورفضا للغارات الأميركية الأخيرة التي استهدفت ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة.

وفي المغرب، تظاهر الآلاف في عدة مدن بالمملكة للأسبوع الـ 72، تضامنا مع الفلسطينيين وقطاع غزة، وأكد المشاركون رفضهم لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة. وفي موريتانيا، تظاهر الآلاف بالعاصمة نواكشوط، رفضا لاستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وللمطالبة بوقف العدوان على الفلسطينيين. كما شهدت مدن أخرى مظاهرات مناهضة للحرب، ومنها العاصمة البلجيكية بروكسل التي شهدت وقفة احتجاجية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، كما نظم متظاهرون في العاصمة اليابانية طوكيو فعالية تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

**********************************************

طهران: جولة ثالثة من المباحثات  مع الولايات المتحدة

متابعة – طريق الشعب

نقلت وسائل اعلام عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله، ان "جولة المباحثات الثالثة سوف تعقد السبت المقبل في سلطنة عُمان" وأفاد بأن المباحثات في الجولة الثانية كانت بناءة ونتطلع الى المستقبل.

وقال عراقجي، انه " تقرر ان تستمر المفاوضات وتنتقل الى المرحلة التالية وذلك من خلال بدء جلسات الخبراء، ومن الممكن ان تبدأ اعتباراً من الأربعاء المقبل" وأضاف : نسعى ان نصل الى اتفاق. وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، عصر امس السبت، مع ساعة اغلاق تحرير هذا العدد، اختتام الجولة الثانية من المحادثات النووية الإيرانية الأميركية، التي عقدت في روما.

ووفقاً للتلفزيون فإن أجواء المحادثات في روما كانت بنّاءة.

**************************************************

تونس.. سجن معارضين  لمدة 66 عاماً

تونس - وكالات

أصدرت محكمة تونسية أحكاما بالسجن تتراوح بين 13 و66 عاما على 40 شخصية من المعارضين ورجال أعمال ومحامين، ضمن ما يعرف بقضية التآمر. فيما ترفض المعارضة ذلك، وتؤكد انها تهدف إلى قمع الأصوات الرافضة للإجراءات الاستثنائية التي فرضها الرئيس قيس سعيد منذ تموز 2021.

وصدر القرار في القضية عقب جلسة رافقتها احتجاجات خارج مقر المحكمة رفع خلالها عشرات النشطاء وأهالي المعتقلين شعارات منددة بالمحاكمة. وطالبوا بعقد جلسة علنية بحضور المتهمين، معتبرين أن المحاكمة تفتقر لأدنى شروط العدالة والشفافية.

وخلال الجلسة اعترض المحامون أمام القاضي بعد تلاوته لائحة الاتهام وطرحها للمداولة، من دون أيّ مرافعات من جانب الدفاع. ووصفت هيئة الدفاع ملف القضية بأنه فارغ، في حين قالت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية إن المحاكمة تجري في سياق قمعي.

**************************************************

حزب الله:  لن نسمح لأحد بنزع سلاحنا

بيروت - وكالات

قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الجمعة، إن "الحزب لن يسمح لأحد بنزع سلاحه"، مؤكداً، أن "من يدعو لنزع سلاح المقاومة بالقوة يقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي، وهدفه الفتنة بين المقاومة والجيش اللبناني، وهذه الفتنة لن تحصل".

وأضاف "سنواجه من يعتدي على المقاومة ويريد نزع سلاحنا، وننصح بألا يلعب معنا أحد هذه اللعبة".

وقال "عندما تتم دعوتنا إلى الحوار سنكون جاهزين، لكن ليس تحت ضغط الاحتلال وعدوان الاحتلال"، مضيفا "يجب أن تنسحب إسرائيل وتُوقف عدوانها، وأيضا على الدولة اللبنانية أن تبدأ بالالتزام بإعادة الإعمار"، مشيرا إلى أن هذا "سيمثل خطوة مهمة من أجل أن ندخل إلى نقاش الاستراتيجية الدفاعية".

وحذر قاسم الاحتلال الاسرائيلي من مواصلة اعتداءاتها على لبنان، مؤكدا أن "حزب الله ليس ضعيفا، ويملك خيارات للرد على هذه الاعتداءات في الوقت المناسب حال لم تتوقف".

**************************************************

العثور على أسلحة بلغارية في السودان

متابعة – طريق الشعب

أكدت بلغاريا أنّها زوّدت الإمارات العربية المتحدة، بأسلحة تمّ نقلها لاحقا إلى السودان رغم الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على تصدير الأسلحة إلى هذا البلد.

وقالت شركة دوناريت المصنّعة للأسلحة، في بيان صحفي: "تمّ استلام المنتجات بالكامل من قبل وزارة الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة".

ونشرت الشركة نسخة من شهادة مؤرّخة في آب 2020 تتعلّق بطلب القوات المسلّحة الإماراتية شراء 15 ألف قذيفة هاون من عيار 81 ملم، وذلك "لتبديد أي شكوك بشأن شرعية الموقف البلغاري في هذه المسألة"، حسبما أفادت دوناريت.

كذلك، نقلت وكالة الأنباء البلغارية عن وزارة الاقتصاد البلغارية نفيَها أي انتهاك للحظر الأوروبي على تصدير الأسلحة للسودان. وقالت الوزارة إنّ تصريح التصدير مُنح "لجهة حكومية في دولة لا تخضع لعقوبات الأمم المتحدة".

وأفادت شبكة فرانس 24 في تحقيق صحفي، بأنّ "الأسلحة البلغارية ظهرت في مقطع فيديو نشره في تشرين الثاني 2024 مسلّحون سودانيون قالوا إنّها كانت مخصّصة لقوات الدعم السريع".

************************************************

إسرائيل.. ترجيحات بضرب المنشآت النووي الايرانية

متابعة – طريق الشعب

قالت مصادر مطلعة، إن "إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة حاليا لدعم مثل هذه الخطوة".

وتقول المصادر إن "الخطط تشمل مزيجا من الغارات الجوية وعمليات للقوات الخاصة تتفاوت في شدتها بهدف إعاقة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية لأشهر أو عام أو أكثر".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مسؤولين أمنيين أن "اسرائيل ترى أن نافذة الفرصة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني تضيق بسرعة، وتشير تقديرات إلى أن المؤسسة العسكرية باتت تملك القدرة العملياتية على تنفيذ مثل هذه الضربة، رغم التحذيرات من أن النجاح الكامل يتطلب تنسيقا أميركيا".

وبحسب الصحيفة، فإن أوساطا سياسية وأمنية في إسرائيل تعتبر أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية لا يهدف فقط إلى وقف المشروع النووي، بل قد يؤدي إلى انهيار النظام في طهران.

*************************************************

الحوار بدلاً من التهديدات..   معهد ستوكهولم لأبحاث السلام يطرح طرقاً جديدة لنزع السلاح في الكوريتين

متابعة – طريق الشعب

دعا تقرير أصدره ويدعو تقرير معهد ستوكهولم العالمي لأبحاث السلام في 5 نيسان 2025 إلى اتباع استراتيجية أمنية تعاونية تدريجية مع كوريا الشمالية.

لقد كانت شبه الجزيرة الكورية بمثابة نقطة اشتعال جيوسياسية لعقود من الزمن. في حين تجري كوريا الجنوبية تدريبات عسكرية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة وتتمتع بحماية المظلة النووية الأميركية، تنتهج كوريا الشمالية سياسة ردع وتجري اختبارات صاروخية بانتظام، وسط تصاعد سياسة وخطاب والتهديدات المتبادلة. ويقدم التقرير تحليلا للطريق المسدود الذي وصلت إليه محاولات نزع السلاح السابقة، ويقترح مسارا أكثر واقعية لبناء الثقة. يستكشف التقرير إمكانيات بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية لمعالجة ديناميكيات الصراع التي تكمن وراء العسكرة المفرطة في هذه المنطقة. وقد أصبحت هذه الديناميكيات، التي نشأت عن الحرب الكورية (1950-1953)، خطيرة بشكل متزايد بمرور الوقت مع الاعتماد الكبير على الردع من الجانبين.

لماذا فشلت الدبلوماسية السابقة

وينتقد التقرير بشكل رئيسي التعامل الدولي مع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، الذي بسياسة الإملاء والاكراه لغرض تحقيق هدف نزع السلاح الفوري لكوريا الشمالية، معتمدا العقوبات والعزلة السياسية لإقناع النظام الحاكم بالتخلي عن برنامجه النووي، ولكن دون نجاح يُذكر. وبدلاً من ذلك، يؤكد التقرير أن نزع السلاح المستدام لا يمكن أن يتحقق إلا في إطار التنازلات المتبادلة والتقارب التدريجي وبناء الثقة على المدى الطويل للنهج التدريجي بدلاً من الحد الأقصى من المطالب.

وبدلاً من نزع السلاح النووي الكامل والفوري، يدعو معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى التركيز على ضبط الأسلحة: فتجميد البرنامج النووي لكوريا الشمالية، على سبيل المثال من خلال وقف التجارب النووية والصاروخية والتحقق من إغلاق المنشآت في البلاد، يمكن أن يكون بمثابة خطوة أولى. وفي المقابل، يتعين تخفيف العقوبات، وخاصة تلك التي تؤدي إلى تفاقم حالات الطوارئ الإنسانية دون أن تكون ذات صلة بالأمن.

 وتضم ترسانة كوريا الشمالية 50 رأسا نووياً، وتستعرض في كثير من الأحيان قدراتها من خلال تجارب صاروخية استفزازية. وفي حين لم يحدث صراع كبير في شبه الجزيرة منذ أكثر من سبعة عقود، فإن الحوادث العسكرية بين الكوريتين تشكل حدثاً متكرراً نسبياً. وتتضاعف المخاطر المرتبطة بهذا الأمر حالياً بسبب المبادئ العسكرية الاستباقية التي يتبناها كلا الجانبين والتي تعمل على تحريك ديناميكيات سباق التسلح وتخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية.

بناء الثقة على عدة مستويات

وشدد التقرير على أن المخاوف الأمنية لكوريا الشمالية يجب أن تؤخذ على محمل الجد. إن التدابير الاستراتيجية لبناء الثقة ــ مثل الامتناع عن توجيه ضربات استباقية من جانب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أو استعادة قنوات الاتصال العسكرية ــ من شأنها أن تمنع التصعيد. ومن الضروري أيضًا العودة إلى التعاون الاقتصادي والثقافي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية لتخفيف التوترات.

منذ عام 2020، اعتمد التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بشكل حصري تقريبًا على الضغط العسكري والاقتصادي كوسيلة لمواجهة التحدي النووي من كوريا الشمالية. إن هذا النهج يتقاسمه جزئيا بقية المجتمع الدولي، مع صدور العديد من قرارات العقوبات عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تطالب كوريا الشمالية بالانضمام مجددا إلى معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1968 و"التخلي عن جميع الأسلحة النووية والبرامج النووية القائمة بطريقة كاملة وقابلة للتحقق ولا رجعة فيها". وتماشيا مع هذه المطالب، كانت الجهود الأميركية السابقة للتعامل مع كوريا الشمالية ــ مع احتوائها أيضا على عناصر بناء الثقة ــ تستند إلى حد كبير على الدبلوماسية القسرية. وقد عكس هذا المنطق القائل بأن الجمع بين العقوبة التي تخلقها العقوبات والمكافآت في شكل تخفيف العقوبات يمكن أن يقنع كوريا الشمالية بالتحرك نحو نزع السلاح، وهو الهدف الذي يميل إلى أن يتم تأطيره على نطاق أوسع باعتباره "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

مشاركة الجهات الفاعلة الإقليمية

ويقترح معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إشراك بلدان أخرى في الحوار، مثل الصين وروسيا واليابان. ومن الممكن أن يساعد هذا في جعل الضمانات الأمنية المقدمة لكوريا الشمالية أكثر مصداقية ــ على غرار الاعتبارات السابقة بشأن الضمانات الأمنية المتعددة الأطراف المقدمة لأوكرانيا.

الخلاصة: نزع السلاح يتطلب الوقت والصبر والثقة المتبادلة

ويذكرنا التقرير بأن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية لا يمكن أن يكون هدفا قصير الأمد. وهذا يتطلب الصبر والتوقعات الواقعية وتحولاً نموذجياً في الدبلوماسية: بعيداً عن المواجهة والإنذارات النهائية، نحو نهج تعاوني موجه نحو الأمن حيث تكون الثقة بنفس أهمية السيطرة.

*************************************************

الصفحة السابعة[1]

***********************************************

الصفحة الثامنة

مقدار استفادة المحاسبة من قوانين الجدل الفلسفية

د. وليد ناجي الحيالي

مقدمة

المحاسبة ليست مجرد نظام تقني لحصر البيانات المالية، بل هي علم اجتماعي يتأثر بالبيئة الاقتصادية والسياسية، ويتطور وفق متغيراتها.

وبما أن الفلسفة تقدم الأطر الفكرية العامة التي تفسر الظواهر والتطورات، فإن قوانين الجدل الفلسفية (الديالكتيك) تمثل أداة تحليلية عميقة لفهم تطور المفاهيم المحاسبية والتغيرات التي تطرأ على معاييرها وأسسها.

يرتكز الجدل الفلسفي على ثلاثة قوانين رئيسية: قانون وحدة وصراع الأضداد، قانون تحول التغيرات الكمية إلى تغيرات نوعية، وقانون نفي النفي.

ويمكن لهذه القوانين أن تفسر كيفية نشوء وتطور الفكر المحاسبي، وتغير المعايير المحاسبية وفق احتياجات المجتمع ومتطلبات السوق.

أولاً: قانون وحدة وصراع الأضداد في المحاسبة

مفهوم القانون

ينص هذا القانون على أن كل ظاهرة تحتوي على تناقضات داخلية، وأن هذه التناقضات هي القوة الدافعة للتطور والتغيير.

بمعنى آخر، فإن التطور يحدث من خلال الصراع بين الأضداد داخل النظام نفسه.

التطبيق في المحاسبة

في المحاسبة، يمكن ملاحظة تطبيق هذا القانون من خلال الصراع بين المبادئ المحاسبية التقليدية والمفاهيم الحديثة. على سبيل المثال:

  • الصراع بين التكلفة التاريخية والقيمة العادلة: لفترة طويلة، اعتمدت المحاسبة على مبدأ التكلفة التاريخية كأساس لتقييم الأصول، ولكن مع تطور الأسواق المالية وزيادة الحاجة إلى معلومات مالية تعكس القيمة الفعلية للأصول، برزت القيمة العادلة كمفهوم محاسبي حديث.

هنا، نرى صراعًا بين مفهومين متناقضين داخل الفكر المحاسبي، مما أدى إلى ظهور معايير جديدة مثل معيار IFRS 13 الذي يحدد كيفية قياس القيمة العادلة.

  • التعارض بين التحفظ والمقاربة العادلة: تقليديًا، كانت المحاسبة تتبنى مبدأ التحفظ (الحذر)، والذي يقضي بتسجيل الخسائر المحتملة وعدم الاعتراف بالأرباح إلا بعد تحققها، إلا أن تطور الأسواق المالية الحديثة استدعى وجود تقارير مالية أكثر حيادية تعكس الوضع المالي الحقيقي، مما أدى إلى تعديل هذا النهج في بعض المعايير الحديثة.

ثانياً: قانون تحول التغيرات الكمية إلى تغيرات نوعية

مفهوم القانون

يشير هذا القانون إلى أن التغيرات التدريجية الصغيرة تتراكم بمرور الوقت، وعند بلوغ نقطة معينة، تؤدي إلى تحول جذري في الظاهرة.

التطبيق في المحاسبة

يمكن رؤية هذا القانون بوضوح في تطور نظم ومعايير المحاسبة على مر الزمن، حيث أن التعديلات التدريجية في القوانين والمعايير المحاسبية قد أدت إلى تغيرات جذرية في الممارسات المحاسبية.

ومن أمثلة ذلك:

  • تطور معايير المحاسبة الدولية: بدأت المعايير المحاسبية كإرشادات محلية لكل دولة، لكن مع ازدياد العولمة الاقتصادية، أصبحت هناك حاجة إلى معايير موحدة على المستوى الدولي. هذا التطور التدريجي أدى إلى ظهور المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS)، والتي أصبحت الآن المعيار العالمي الأساسي للتقارير المالية.
  • الانتقال من المحاسبة الورقية إلى المحاسبة الإلكترونية: مع التطور التدريجي في استخدام التكنولوجيا، تحولت المحاسبة من النظام الورقي التقليدي إلى الأنظمة المحاسبية الإلكترونية، مثل استخدام ERP (Enterprise Resource Planning)، مما غير بشكل جذري طريقة إعداد وتحليل البيانات المالية.

 

ثالثاً: قانون نفي النفي في المحاسبة

مفهوم القانون

يؤكد هذا القانون أن التطور لا يحدث في خط مستقيم، بل عبر دورات متتالية من النفي، حيث يتم تجاوز مرحلة معينة، ثم تعود بعض المفاهيم السابقة ولكن بشكل أكثر تطورًا.

التطبيق في المحاسبة

  • عودة مفاهيم المحاسبة الاجتماعية: خلال العقود الماضية، كانت المحاسبة تركز على الجوانب المالية البحتة، ولكن مع تنامي الوعي الاجتماعي، عادت بعض المفاهيم القديمة مثل محاسبة المسؤولية الاجتماعية إلى الظهور ولكن بصياغة حديثة تتناسب مع التحديات المعاصرة.
  • إعادة الاعتبار لمحاسبة القيمة العادلة: كانت القيمة العادلة تستخدم في المحاسبة قبل أن يتم استبدالها بمفهوم التكلفة التاريخية بسبب الحاجة إلى الثبات والموضوعية، ولكن مع تطور الأسواق، عادت القيمة العادلة كمعيار أساسي في العديد من المجالات المالية، مثل تقييم الأصول المالية والاستثمارات العقارية.

خاتمة

يتضح مما سبق أن قوانين الجدل الفلسفية توفر إطارًا نظريًا قويًا لفهم التطورات التي يشهدها علم المحاسبة. فالمحاسبة ليست ثابتة، بل هي علم متغير يتأثر بالصراعات الفكرية بين الاتجاهات المختلفة، ويتطور نتيجة للتغيرات التراكمية، كما أن بعض المفاهيم قد يتم تجاوزها ثم تعود مجددًا في سياقات أكثر تطورًا. لذلك، فإن فهم هذه القوانين يساعد المحاسبين والباحثين في تحليل التحولات المستقبلية في هذا المجال، واستشراف الاتجاهات المحاسبية الجديدة التي قد تظهر استجابة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة

*******************************************

الشيوعيون يواسون الشيخ كريم الغرباوي

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي يتقدمه نائب سكرتير اللجنة المركزية الرفيق بسام محي وسكرتير وأعضاء اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، الشيخ كريم عبد الصاحب عبد الله الغرباوي في منزله، وذلك لمواساته بوفاة ولده إثر حادث مؤسف.

ونقل الوفد إلى الشيخ الغرباوي، مواساة الرفاق في اللجنة المركزية، وتمنياتهم له ولعائلته بالصبر الجميل.

*****************************************

شيوعيو الهندية يزورون رفيقهم محمد محيي الفتلاوي

الهندية – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية، الرفيق محمد محيي الفتلاوي (ابو سجاد ) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد خضوعه لعملية في عينيه تكللت بالنجاح.

والرفيق أبو سجاد من الشيوعيين الرواد. وكان ممثلا للحزب في نقابة معلمي الرصافة أوائل سبعينيات القرن الماضي.

وتمنى الوفد للرفيق الصحة والسلامة. وضم كلا من سكرتير المنظمة الرفيق هادي عودة الكفري والرفيق حسن مهدي حسين.

********************************************

محلية الشيوعي العراقي في ميسان تحتفل بالذكرى الـ 91: لتكن الانتخابات المقبلة بابا للخلاص من نظام الفساد والمحاصصة

ميسان ـ طريق الشعب

 

أقامت محلية الحزب الشيوعي العراقي في ميسان، يوم الجمعة 18 نيسان 2025، احتفالية جماهيرية في قاعة النشاط المدرسي بمدينة العمارة، لمناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب، وافتُتحت الاحتفالية الذي حضرها جمع غفير من الرفيقات والرفاق وأصدقاء الحزب، إلى جانب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الرفيق حيدر مثنى وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ونقابات العمال ونقابة المعلمين وشخصيات اجتماعية وثقافية محلية، افتتحت بالنشيد الوطني العراقي، تلاه دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية. واستعرض سكرتير محلية الحزب في المحافظة الرفيق علي السفير في كلمة له بالمناسبة المسيرة النضالية للحزب منذ تأسيسه عام 1934، مشدداً على مواقفه الثابتة في الدفاع عن قضايا العمال والفلاحين، والنضال من أجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة.

وأكد أهمية تجميع القوى المدنية الوطنية الديمقراطية والاستعداد والتهيؤ للانتخابات المقبلة، للخلاص من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها بلدنا، جراء نظام الفساد والمحاصصة الزبائنية. كما أُلقيت كلمات تضامنية من قبل ممثلي القوى الديمقراطية والمدنية، ابرزها تنسيقية التيار المدني الديمقراطي التي أكدت أهمية الدور التاريخي الذي لعبه الحزب في الحياة السياسية العراقية، خاصة في ظل الأزمات الراهنة التي تمر بها البلاد.

وتخللت الاحتفالية فقرات فنية وشعرية قدمها عدد من الفنانين، احتفاءً بتاريخ الحزب وتراثه النضالي.

***********************************************

شيوعيو كربلاء يحتفلون بذكرى ميلاد حزبهم

كربلاء - غانم الجاسور

وسط أجواء بهيجة، أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أول أمس الجمعة، حفلا في مناسبة الذكرى 91 لتأسيس الحزب. حضر الحفل الذي أقيم على "قاعة ريحانة" وسط كربلاء، عضو المكتب السياسي الرفيق حسين النجار وعضو لجنة الرقابة المركزية الرفيق إبراهيم حلاوي، ود. عبد الحميد الفرج وعبد الجبار العلي ومحمد الطرفي من التيار الديمقراطي الاجتماعي، إلى جانب جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.

الرفيق المختار محمد أدار الحفل وافتتحه داعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني، والوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقى سكرتير المحلية الرفيق مرتجى إبراهيم، كلمة في المناسبة باسم المحلية، أشاد فيها بالدور الطليعي الذي يلعبه رفاق الحزب في الذود عن مصالح الكادحين، مستذكرا المواقف البطولية للشهداء في سوح النضال، وفي مقدمتهم الرفاق فهد وحازم وصارم وآلاف الشهداء الشيوعيين.

وقال أن الحزب نشأ كضرورة موضوعية للتعبير عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين وسائر ابناء الشعب. فيما ألقى الضوء على الظروف السياسية الراهنة، حيث المحاصصة الطائفية والفساد وسرقة المال العام، مشيرا إلى ان الحزب توصل مبكرا، ومنذ سنوات إلى ان التغيير الشامل بات ضرورة وطنية ملحة، وانه لا بد من تعبئة الجماهير وقوى التغيير من اجل الخلاص من المنظومة الفاسدة وإقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

وأكد الرفيق في الكلمة، أن الحزب يؤمن بقدرات جماهير الشعب النضالية والثورية، الكامنة في التحرك من اجل المساهمة الفعلية في ميادين الصراع السياسي، والعمل على التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

وكانت للتحالف المدني الديمقراطي كلمة ألقاها الاستاذ حيدر النواف، واشاد فيها بمواقف الشيوعيين الوطنية، وسعيهم المستميت إلى تحقيق مطالب الفقراء والمعوزين وكافة فئات الشعب.

ثم ألقى الشاعر الشاب  حيدر الياسري قصيدة في المناسبة. أعقبه الشاعر علي العليان بقصيدة شعبية، لتدخل بعدها مجموعة من الأطفال، بنات وبنينا، ملوحة بالأعلام العراقية والرايات الحمر، ومقدمة لوحة راقصة على أنغام أغنية "سالم حزبنا ما همته الصدمات".

وفي الختام، كرّمت اللجنة المحلية مجموعة من الرفاق الروّاد بألواح تقديرية، تناوب على توزيعها الرفاق حسين النجار وام النور وعبد نور نجم.

*********************************************

الصفحة التاسعة

في مواجهته المقبلة أمام الشرطة الزوراء يطالب بطاقم تحكيمي أجنبي لضمان العدالة والحيادية

بغداد – طريق الشعب

طالبت الهيئة الإدارية المؤقتة لنادي الزوراء، أمس الأول، الاتحاد العراقي لكرة القدم بتعيين طاقم تحكيم أجنبي أو عربي لإدارة مباراته المرتقبة أمام الشرطة، يوم الثلاثاء المقبل 22 نيسان 2025، ضمن منافسات الجولة المقبلة من دوري نجوم العراق. وعزت ذلك إلى ضمان النزاهة في إدارة المباراة.

وأكدت الإدارة في بيان صحفي، أنها ستقدم طلباً رسمياً إلى الاتحاد، تشير فيه إلى تحملها كافة التكاليف المالية المتعلقة بالقرار مثل جلب الطاقم التحكيمي من الخارج، مشددة على أن هذا الطلب يأتي لأهمية اللقاء في حسم المنافسة على لقب الدوري، ولضمان أعلى درجات الحيادية والنزاهة في إدارة المباراة.

وأشار النادي إلى أن "تكرار الأخطاء التحكيمية خلال الجولات السابقة أصبح أمراً مقلقاً، وتحدث عن ما جرى خلال مواجهة الشرطة والميناء، والتي شهدت أخطاء تحكيمية واضحة وغير مقبولة أثرت بشكل مباشر على نتيجة اللقاء".

وبينت الإدارة أنها تحترم بشكل كامل الكادر التحكيمي المحلي، لكنها ترى أن حساسية المرحلة الحالية من عمر المسابقة تتطلب إسناد المهمة إلى طاقم خارجي لضمان العدالة وتفادي أي قرارات قد تضر بفرص الفريق في المنافسة على اللقب.

*********************************************

عمومية اتحاد الكرة تقرر انتخاب رئيس ونواب وأعضاء اللجنة التنفيذية

 بغداد – طريق الشعب

قرر اجتماع أعمال الجمعية العمومية العادية الذي انعقد يوم أمس 19 نیسان 2025، انتخاب الرئيس ونواب الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، وانتخاب أعضاء اللجان المستقلة، فيما نوه الى عدم إمكانية الجمعية العمومية اتخاذ قرار بشأن أي نقطة غير مدرجة في جدول الأعمال.

وذكر بيان للاتحاد، ان "الاجتماع شهد تعيين الأعضاء للتحقق من المحاضر، وتعيين مدققي الأصوات، إضافة الى تقديم تقرير النشاط الذي يحتوي على الأنشطة منذ المؤتمر الأخير".

وأضاف البيان، انه "تم عرض الميزانية العمومية الموحدة والمنقحة وبيان الأرباح والخسائر وكذلك تقارير المدقق المستقل والخارجي، والموافقة على البيانات المالية المدققة والميزانية".

كما قرر الاتحاد "التصويت على مقترحات التعديلات على هذا النظام الأساسي والتعليمات الدائمة للجمعية العمومية".

وأشار البيان الى "مناقشة المقترحات المقدمة من الأعضاء واللجنة التنفيذية وفقاً للإجراء المنصوص عليه في المادة 31 الفقرة 3 من النظام الأساسي".

وأوضح البيان انه "تم تعيين مدققي حسابات مستقلين وخارجيين من المتقدمين (إذا وجد بناءً على اقتراح من اللجنة التنفيذية، وإقالة عضو من هيئة تابعة الى الاتحاد العراقي لكرة القدم إذا وجد".

كما قرر الاجتماع "انتخاب الرئيس ونواب الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، وانتخاب أعضاء اللجان المستقلة، ولجنة التدقيق والامتثال واللجان الانتخابية والهيئات القضائية".

ونوه الى انه "لا يجوز للجمعية العمومية اتخاذ قرار بشأن أي نقطة غير مدرجة في جدول الأعمال".

*********************************************

في دوري الطائرة.. الشرطة يفوز على الدغارة ويلاحق المتصدر

بغداد – طريق الشعب

فاز فريق الشرطة بكرة الطاولة على الدغارة في مباراة مؤجلة من دوري الطائرة الممتاز، ليسجل انتصاراً مهما بثلاثة أشواط لواحد ويواصل ملاحقته للمتصدر مصافي الجنوب.

وكانت نتيجة الاشواط كالتالي 25-20، 16-25، 20-25، 21-25.

وفي مباراة مؤجلة أخرى ضمن المنافسات ذاتها، فاز فريق مصافي الشمال على نينوى بثلاثة أشواط دون رد: 20-25، 22-25، 16-25. ليؤكد أحقيته بصدارة الدوري الممتاز بالفوز. 

من جانب آخر، قررت لجنة الانضباط معاقبة لاعب نادي الشرطة (غيث نعمة جهاد) على خلفية التصرفات التي صدرت منه في مباراة فريقه مع فريق مصافي الشمال.

وأصدرت الانضباط استناداً للمادة 21 وبناءً على تقرير مشرف المباراة، عقوبة حرمانه اللعب لمباراتين متتاليتين في المسابقة وغرامة مالية قدرها (مليون دينار) استناداً للمادة 6 من اللائحة ذاتها والتي تنص على (معاقبة كل من قام بسلوك مشين او استخدام اشارات عدوانية او بذيئة اتجاه المنافس او مسؤول المباراة او اي شخص ينتمي إلى الكرة الطائرة.

***********************************************

ينتظر مباراتي الكلاسيكو من يخلف كارلو انشيولتي في قيادة ريال مدريد؟

متابعة – طريق الشعب

ينتهي تعاقد نادي ريال مدريد مع المدرب الكروي المخضرم كارلو أنشيلوتي صيف العام المقبل 2026، وسط توقعات كبيرة بالاستغناء عن خدماته بوقت قريب، أي قبل عام من انتهاء العقد.

من يخلف انشيلوتي؟

وترجح وسائل الاعلام التي تراقب النادي الملكي وجود عدة أسماء لخلافة انشيلوتي، اذ يتصدر الترشيحات الألماني يورجن كلوب المدير الرياضي لمجموعة ريد بول والمدرب السابق لليفربول، والإسباني تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن، وبدرجة أقل الفرنسي زين الدين زيدان. لكن تبدوا ان فرصة زيدان الأقل من بين المرشحين لأسباب عدة من بينها انه عمل في ولايتين سابقتين مع النادي.

والجدل لا يتعلق بمن يخلف انشيلوتي فقط، بل بوجهته القادمة، اذ تشير التوقعات إلى أنه سوف يتوجه إلى قيادة منتخب البرازيل بعد إقالة مدربه دوريفال جونيور، يأتي ذلك وسط تكهنات بأن انشيلوتي لا يريد الاستقالة حالياً، بل انه ينتظر نتيجة مباراتي الكلاسيكو أمام برشلونة في 26 نيسان في نهائي كاس ملك اسبانيا وفي أيار المقبل في الدوري الاسباني، والتي ستكون فاصلة في مشواره لتفادي موسم صفري.

وبحسب منصة (Defensa Central) من المرجح أن يرحل المدرب أنشيلوتي عن ريال مدريد مباشرة بعد المباراة النهائية في كأس ملك إسبانيا.

من ناحية أخرى، أكد صحفي شبكة "سكاي سبورت" أن تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن الألماني، يظل الهدف الرئيسي لريال مدريد في الوقت الحالي، وأوضحت، أن "اثنين من أساطير ريال مدريد مرشحان بالفعل لقيادة الفريق حتى نهاية كأس العالم للأندية وهما سانتياغو سولاري وأيضاً راؤول غونزاليس".

نتائج مخيبة

وبعد توديع دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي، ما يزال الفريق الملكي متشبثًا ببعض الآمال لإنقاذ موسمه، حيث ينافس على لقبي بطولتي الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا. في المباراة المقبلة، يستقبل الريال نظيره الباسكي أتلتيك بيلباو على ملعب "سانتياغو برنابيو" أمسية الأحد 20 نيسان الجاري، في قمة مباريات المرحلة 32 من الدوري الإسباني. تجدر الإشارة إلى أن الريال لم يحقق سوى انتصار واحد من آخر 5 مباريات في كل المسابقات، حيث انهزم 3 مرات وتعادل مرة، ما يعني أن مباراة أتلتيك بيلباو ستحمل طابعًا ثأريًا للعودة إلى المسار الصحيح.

***********************************************

سفيتولينا إلى نصف نهائي روان للتنس

متابعة – طريق الشعب

تأهلت الأوكرانية إلينا سفيتولينا المرشحة الأولى للقب بطولة روان للتنس، إلى نصف النهائي بالفوز على الإسباني جيسيكا بوزاس.

وفازت سفيتولينا على الإسبانية المصنفة الـ 73 عالميا بمجموعتين من دون رد بواقع (6-3)، و(6-2).

وهذه ثاني مرة تتواجه فيها اللاعبتان وفازت الإسبانية في المواجهة الأولى في بطولة سينسيناتي ذات الألف نقطة.

واحتاجت اللاعبة الأوكرانية اليوم إلى ساعة و21 دقيقة لتحقيق الفوز.

وستواجه سفيتولينا في نصف النهائي الرومانية إيلينا روسي المصنفة الـ 48 عالميا.

********************************************

مبارك لصقور الجبال فوزهم ببطولة الخليج

منعم جابر

حدث كبير يستحق الإشادة والتبريكات، ألا وهو فوز نادي دهوك ببطولة الخليج للأندية بكرة القدم، فقد أجاد وأبدع في مشواره الخليجي وقدم نفسه بكفاءة واقتدار عاليين.

لقد كان نادي دهوك ولاعبوه بحق ممثلي جمهورية العراق من زاخو حتى الفاو، وقدموا أنفسهم بقوة وجدارة وبمستوى مشرف وأداء فني عالٍ وعطاء كبير، وقدموا صورة زاهية عن العراق الجديد ووحدته الوطنية وقدرته على بناء تجربته المتميزة.

إن عراقنا الجديد، والذي يعيش أبناؤه جميعًا بأمن وسلام، يعطي لكل العالم صورة متفتحة نحو مستقبل آمن وزاهر.

إن ما تحقق لنادي دهوك في مشواره الخليجي يشكل علامة بارزة في الرياضة العراقية ويدفع بقية الأندية لتقديم الأفضل في كل التجمعات والمنافسات العربية. وسيبقى هذا الإنجاز الخليجي دافعًا قويًا للمزيد من الإنجازات والنجاحات في الساحة الرياضية، بعد أن مثلوا العراق أفضل تمثيل وقدموا مستويات عالية تفرح القلب وتسر أبناء وبنات العراق.

هنا أدعو المؤسسات الرسمية إلى أن تدعم وتساند هذا الإنجاز الذي حققه صقور الجبال، والذي يعد الإنجاز الأول الذي يحققه نادٍ عراقي-كردستاني، وبدورنا نبارك للاعبي نادي دهوك هذا الإنجاز الحيوي الكبير متمنين لهم إنجازات مقبلة، ونبارك لإدارة النادي المجتهدة ونتمنى لهم النجاح والتوفيق من أجل إنجازات جديدة، كذلك نبارك لجماهير النادي وأبناء دهوك وإلى مزيد من الانتصارات والنجاحات، ولتكن هذه المشاركة العربية-الخليجية حافزًا لتحقيق المزيد من الإنجازات.

********************************************

زامبروتا يعاني مرضا نادراً {قد يضطره إلى بتر ساقيه}

متابعة – طريق الشعب

كشف أسطورة كرة القدم الإيطالية جانلوكا زامبروتا أنه يواجه حالة طبية نادرة، سيحتاج بسببها إلى تقويم ساقيه وتركيب ركبتين اصطناعيتين، مع احتمال كبير بأن يضطر إلى بتر ساقيه وتركيب طرفين اصطناعيين كاملين خلال سنوات.

وكان زامبروتا، الفائز بكأس العالم 2006 مع منتخب إيطاليا و3 ألقاب للدوري الإيطالي مع يوفنتوس وميلان، عانى جسديا بشدة منذ اعتزل كرة القدم.

ويعاني صاحب الـ 48 عاما تقوسا في الساقين، وهو مرض يجعلهما تنحنيان للخارج على شكل قوسين.

والمرض أكثر شيوعا لدى الأطفال، لكنه سبب مشاكل لزامبروتا في السنوات الأخيرة، مما حير الأطباء عن سببه.

وقال لاعب برشلونة الإسباني السابق: "مع مرور الوقت أصبحت ساقاي مقوستين. خلال مسيرتي لم أتعرض لأي إصابات خطيرة. خضعت لثلاث عمليات جراحية على الغضروف الهلالي الداخلي (داخل الركبة)". وأضاف: "اليوم أصبحت نموذجا مختبريا للعديد من الجراحين" بسبب تقوس ساقيه. ولا يزال زامبروتا قادرا على المشي، لكنه أقر أنه "بعد بضع سنوات سأضطر إلى ارتداء طرف اصطناعي كامل"، متحدثا عن "تدخل جراحي لإزالة الأجزاء التالفة من الركبتين واستبدالها ببدائل اصطناعية مصنوعة من المعدن والبلاستيك". وأوضح: "تفاقمت المشكلة مع مرور الوقت بسبب بعض العوامل الوراثية وخلل في الغضروف الهلالي الداخلي، ربما كان عليّ البدء في العمل عليها مبكرا. سأخضع قريبا لجراحة في كلتا ركبتي".

وتابع زامبروتا: "زرت 3 أو 4 جراحين بارزين في إيطاليا لكنهم لم يتمكنوا من شرح كيفية حدوث تقوس الركبتين. سأخضع لعملية قطع عظم. باختصار سيُقوّمون ساقيّ بقطع قطع صغيرة من العظم من الأعلى والأسفل، وتركيب صفائح معدنية لتجنب الحاجة إلى تركيب طرف اصطناعي كامل الآن، مع أنني سأضطر إلى تركيبه خلال بضع سنوات".

****************************************************

الصفحة العاشرة

سبعون عاماً على انطلاقة اليسار الكويتي: {العصبة الديمقراطية الكويتية} في الخمسينيات

شهد العام 1954 تشكيل “العصبة الديمقراطية الكويتية” كأول تنظيم يساري سياسي كويتي، وبالتأكيد فقد ساهم عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتأثيرات الدولية والإقليمية في تكوين هذا التنظيم ويأتي في مقدمتها:

  1. تشكّل الطبقة العاملة بعد اكتشاف النفط في 1939 وتصديره في 1946 وصناعة تكريره بداية الخمسينيات وما صاحب ذلك من بروز حركة مطلبية عمالية تمثلت في الإضرابات التي قام بها عمال النفط في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات.
  2. تأثير تنامي الحركات التحررية في العالم وفي البلاد العربية مع انهيار النظام الاستعماري العالمي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبروز دور الاتحاد السوفياتي ونجاح الثورة الصينية بقيادة الحزب الشيوعي.
  3. تأثير قدوم الوافدين العرب والأجانب من دول الجوار للعمل في الكويت، وبينهم يساريون وتقدميون من فلسطين وسورية ولبنان، ولجوء أعداد كبيرة من الشيوعيين واليساريين العراقيين والإيرانيين إلى الكويت في بداية الخمسينيات هرباً من بطش السلطات الحاكمة في العراق خلال العهد الملكي وبعد هزيمة الحكم الوطني بقيادة الدكتور محمد مصدق في إيران.

ونلاحظ هنا أنّ تأسيس “العصبة الديمقراطية الكويتية” في العام 1954 قد تزامن تاريخياً مع تأسيس “جبهة الإصلاح الوطني” في السعودية ذات الاتجاه اليساري خلال العام 1954 التي تحولت في العام 1958 إلى “جبهة التحرر الوطني”، وتأسيس “جبهة التحرير الوطني البحرانية” في 15 فبراير “شباط” من العام 1955، وهذا ما يمكن أن نعزوه إلى تشابه الظروف والتأثيرات التي أدّت إلى تأسيس هذه التنظيمات اليسارية الثلاثة في الكويت والسعودية والبحرين.

ووفقاً للمصادر السوفياتية المتوافرة لدى أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي – معهد الاستشراق يشير الكتاب الصادر عنها تحت عنوان “تاريخ الأقطار العربية المعاصر”، منشورات دار التقدم في موسكو، 1976 (الجزء الأول صفحة 575) إلى أنه في عام 1954 تأسست الرابطة الديمقراطية الكويتية التي طالبت بعقد المجلس التأسيسي لوضع الدستور وقطع دابر التدخل البريطاني والأميركي وتصفية الحماية (لاحظ الخلط في الترجمة بين عصبة ورابطة)… فيما يورد الدكتور فلاح المديرس في كتابه “ملامح أولية حول نشأة التجمعات والتنظيمات السياسية في الكويت (1938-1975)” الصادر عن دار قرطاس للنشر، الكويت، ط 2، صفحة 30 إلى أنه في عام 1954 “ظهر أول تنظيم شيوعي سري يحمل اسم “العصبة الديمقراطية الكويتية” والتي نشطت في توزيع المنشورات التي تحتوي على نقد للأوضاع المحلية والهجوم على المصالح الغربية في الكويت ومنطقة الشرق الأوسط. وكان “للعصبة الديمقراطية الكويتية” نشرة أسبوعية تحمل اسم “راية الشعب الكويتي”، والتي رفعت شعارات معادية للإمبريالية والمصالح الغربية في الكويت، وطالبت “راية الشعب الكويتي” بوضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات حرة وانتقدت أوضاع العمال العاملين في الشركات الغربية للبترول”، وهذا ما تضمنته تقارير بريطانية صادرة عن المعتمد السياسي البريطاني في الكويت إلى المقيم البريطاني في الخليج ومقره البحرين بتاريخ 26 أغسطس 1954.

ويزيد الدكتور فلاح المديرس على ذلك في كتابه “التوجهات الماركسية الكويتية”، دار قرطاس للنشر، الكويت، 2003 في الصفحتين 19 و20 إلى أن “العصبة الديمقراطية الكويتية” طالبت بأن تسلم الحكومة البريطانية إلى حكومة الكويت جميع الودائع المحفوظة في البنوك البريطانية من أجل استخدامها في التنمية الاقتصادية في الكويت، ووصف المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الهجوم الذي شنته “العصبة الديمقراطية الكويتية” بأنه من أشد الانتقادات التي وجهت لنظام الحكم في الكويت وذلك في تقريره:

‏F.O. 371/109810 – confidential 107/3/33/54. British Embassy. Washington D.C to Eastern Department, F.O., London. 20 Nov.1954

وفي كتاب “صقر الخليج عبدالله مبارك الصباح” للدكتورة سعاد محمد الصباح، دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، ط3، الذي يعرض سيرة رئيس دوائر الشرطة والأمن العام في الخمسينيات ترد تفاصيل عدة من بينها أن القنصلية الأميركية في الكويت كتبت في سبتمبر من العام 1954 تقريراً عن المنظمات الشيوعية في الكويت، بل لقد بلغت التقارير الأميركية في هذا الشأن خلال ذلك العام 16 تقريراً، وفي شهر يناير من العام 1955 وحده تم إعداد 6 تقارير، وفي أبريل من العام 1955 عقد اجتماع بين أحد موظفي السفارة البريطانية بواشنطن مع المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية لتبادل المعلومات حول النشاط الشيوعي في الكويت وفقاً للوثيقة المعنونة:

‏Memorandum of Conversation about Communist Activities in Kuwait, April 15. 1955

ويورد الكتاب في الصفحة 83 منه أنه “في عام 1956 استمرت التقارير حول النشاط الشيوعي في الكويت، وقدم الوكيل السياسي إلى الشيخ معلومات عن نشاط الشيوعيين المحليين، وذلك بناءً على تقارير أجهزة المخابرات البريطانية في البصرة، والتي رصدت ازدياد التعاون بين العناصر الشيوعية في العراق والكويت”.

وفي الصفحة 84 يشير الكتاب إلى أن الشيخ عبدالله مبارك الصباح رئيس دائرة الأمن العام، بالتعاون مع مستر كوتس المستشار البريطاني لدائرة الأمن العام، بدأ “في اتخاذ إجراءات الملاحقة والقبض على الشيوعيين، ولعب سكرتيره هاني قدومي دوراً هاماً في هذا المجال. وفي السابع من مايو تم القبض على 12 شيوعياً غير كويتي، وفي مايو عام 1956 تم القبض على 15 شيوعياً آخر. ولكن في مناسبة أخرى ضاعت فرصة القبض على ثلاثين شيوعياً كانوا يعقدون اجتماعاً في أحد المنازل بالمدينة بسبب عدم تحرك عبداللطيف فيصل الثويني، رئيس قسم الأمن الداخلي، في الوقت المناسب مما دفع كوتس إلى انتقاده لدى الشيخ”!.

ويضيف الكتاب “وتزايدت انتقادات المستشار كوتس لأسلوب الثويني في التعامل مع الشيوعيين، الذي كان يقوم باستدعاء المشتبه فيهم للحضور إلى مبنى الأمن العام، مما أعطاهم فرصة للتخلص من الوثائق التي قد تكون بحوزتهم قبل ذهابهم” وذلك وفقاً لتقرير:

‏From American consulate (Brewer) to Department of State, March 6, and April 10. 1956

ومع اشتداد حملة العداء للشيوعية والاتحاد السوفياتي وملاحقة اليساريين الكويتيين واعتقالهم والتضييق عليهم، وإبعاد اليساريين غير الكويتيين من الكويت، فقد جرى تفكيك “العصبة الديمقراطية الكويتية” في العام 1959.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منصة "تقدم" – 31 آب 2024

*******************************************************

تجديد التصورات عند ماركس.. ماركس حول المشاعة

ثامر الصفار

وفقا لمسودات الرسالة إلى فيرا زاسوليتج يصنف ماركس ثلاث مراحل متتالية في تطور المشاعة الجرمانية: (1) الشكل الأول يتوافق مع المشاعة الجرمانية قبل ظهور المشاعة الزراعية كما وصفها قيصر. وهو يعتبرها نوعا أكثر قدماً (un type plus archaïque)  من المشاعة الجرمانية، التي تتميز بحقيقة أن الحقول يتم تخصيصها سنويا لمجموعات من نفس المشاعة (تسمى عشائر وأقارب) ، ولكن لم يتم تخصيصها بعد لأي أسر فردية وتتم زراعة هذه الحقول بشكل جماعي من قبل المجموعات. (2) الشكل الثاني يسمى المشاعة الزراعية (la commune agricole)، التي تتميز بحقيقة ظهور إدارة مستقلة لأسرة فردية داخل نفس المشاعة، في حين أن إعادة التخصيص السنوية للحقول من خلال المشاعة لا تزال مستمرة، ولم يتم بعد تحديد الملكية الخاصة من قبل المزارعين الأفراد كما وصفها تاسيتوس. (3) الشكل الثالث سميّ بالمشاعة الجديدة (La Nouvelle commune) ، التي نشأت في أحضان المشاعة الزراعية، وتتميز بحقيقة أن الحقول تنتمي بالفعل إلى المزارعين الأفراد كممتلكات خاصة لهم بينما لا تزال الغابات والمراعي والأراضي غير المزروعة وما إلى ذلك ملكية جماعية.

ويتوافق هذا الشكل مع الشكل الجرماني للملكية البدائية (https://www.marxists.org/archive/marx/works/1881/zasulich/index.htm)  أو الملكية الألمانية (المرجع نفسه) الموصوفة في الغروندريسة. من خلال هذا يمكننا أن ندرك أن تصور ماركس عن المشاعة الجرمانية في الغروندريسة قد اقتصرعلى آخر مرحلة (الثالثة) من تطورها ولم يغطِ المراحل السابقة من المشاعة الجرمانية التي عرضها ماركس في مسودات الرسالة إلى زاسوليتج عند تطرقه الى مفهومه عن تاريخ المجتمعات ما قبل الرأسمالية.

نلاحظ هنا:

أولاً، من المثير للاهتمام أن ماركس في المسودة الثالثة للرسالة إلى زاسوليتش يعتبر الانتقال من الشكل الأول إلى الشكل الثاني بمثابة تطور طبيعي. في حين إن اختفاء المشاعة الزراعية وانتقالها إلى المشاعة الجديدة يأتي نتيجة للحروب المتواصلة والهجرة. ولذلك، لا يمكن اعتبار التحول الثاني عملية حتمية تخضع لقوانين الطبيعة. «ومنذ ذلك الحين، غضضنا بصرنا عن رؤية المشاعة الزراعية. إنها تهلك بشكل غامض في خضم الحروب والهجرات المتواصلة. ربما ماتت بطريقة عنيفة» (المسودة الثالثة، المصدر السابق). ويؤكد أنه لولا تعدي

القبائل الأجنبية والحروب المتواصلة، لكانت المشاعة الزراعية قادرة على البقاء حية طيلة العصر الوسيط. وهنا يمكننا أن نفترض أن ماركس يميز بين نوعين من التطور التاريخي للتشكيلات الاجتماعية المختلفة: (1) النوع الأول يقوم على التطور الطبيعي التلقائي الكامن في كل تشكيل اجتماعي. (2) النوع الثاني هو الذي يحدث نتيجة للعنف الذي تتعرض له من قبل قوى خارجية مثل الحروب أو غزو جماعات عرقية غريبة. كما أن الانتقال الثاني يمثل أيضا الانتقال من الملكية المشاعية إلى الملكية الخاصة.

إن المشاعة الزراعية باعتبارها المرحلة الأخيرة من التشكيلة البدائية للمجتمع تشكل في الوقت نفسه مرحلة انتقال إلى التشكيلة الثانية؛ وبالتالي الانتقال من مجتمع قائم على الملكية المشتركة إلى مجتمع قائم على الملكية الخاصة. ومن الطبيعي أن تشمل التشكيلة الثانية سلسلة من المجتمعات القائمة على العبودية والقنانة. (المسودة الثالثة، المصدر السابق).

في السنوات الأخيرة من عمر ماركس توصل ماركس الى أن نشوء وقيام الملكية الخاصة لم يعد ضرورة تاريخية قائمة على تطور عفوي متأصل في مجتمع ما، بل نتيجة للتغيرات غير الطبيعية التي فرضتها قوى غريبة، ولنتذكر الحكم البريطاني في الهند والاستعمار الأوروبي.

ثانياً، من المهم أن يستمد ماركس الحرية في الغرب من المشاعة الزراعية (قبل نشوء الملكية الخاصة): «بفضل الخصائص المستعارة من نموذجها الأولي، أصبحت المشاعة الجديدة خلال العصور الوسطى بأكملها الحاضنة الوحيدة للحرية والحياة الشعبية» ( المصدر السابق). وفي رأيه الأخير، تتكون الحيوية الهائلة الاستثنائية للمشاعة الزراعية من مزيج أو ثنائية الملكية المشتركة للأرض (عنصر جماعي) والإدارة الفردية من قبل الأسر الفردية مصحوبة بالاستيلاء على منتجات الأرض. ويميز ماركس المشاعة الزراعية عن المشاعيات الأكثر قدماً من خلال السمات التالية:

  1. «كانت المشاعة الزراعية أول تجمع اجتماعي للناس الأحرار غير المقيدين بروابط الدم».
  2. «في المشاعة الزراعية، يكون المنزل ومكمله، أي الفناء، ملك للمزارع. وعلى النقيض من ذلك، كان المنزل المشترك والمسكن الجماعي يشكلان قاعدة اقتصادية للمجتمعات الأكثر بدائية، وقد تم تأسيس هذا بالفعل قبل فترة طويلة من قيام الحياة الرعوية أو الزراعية».
  3. «إن الأرض الصالحة للزراعة باعتبارها ملكية مشتركة غير قابلة للتصرف وتقسم دورياً بين أعضاء المشاعة الزراعية بحيث يستخدم كل عضو، على نفقته الخاصة، الحقول المخصصة له ويمتلك بشكل فردي منتجاتها. وفي المجتمعات الأكثر بدائية، يتم تنفيذ العمل بشكل مشترك ويتم توزيع المنتج المشترك، باستثناء القسم المخصص لإعادة الإنتاج، وفقاً للاستهلاك. ونحن ندرك أن الثنائية المتأصلة في تشكيل المشاعة الزراعية يمكن أن توفر لها حياة قوية.» (المصدر السابق).

ومع تعديل وجهة نظره حول المشاعة الجرمانية، غير ماركس تصوره عن المشاعة الآسيوية. فلم يعد يعتبرها أقدم شكل من أشكال المشاعيات البدائية التي مرت بها كل حضارة ذات مرة في البداية، بل آخر وأحدث تشكيلة من تشكيلات المجتمع القديم. تشكيل يمكن أن يكون مؤهلا للبقاء على قيد الحياة باستمرار. وينطوي هذا التصور الجديد على نقد ذاتي لرأيه السابق حول الملكية الجماعية الآسيوية، وخاصة الهندية ، في أقدم أشكالها.

»إن دراسة أكثر تفصيلاً لأشكال الملكية المشاعية الآسيوية، وخاصة الهندية، من شأنها أن تظهر كيف أن الأشكال المختلفة للملكية الممشاعية الطبيعية تؤدي إلى أشكال مختلفة من انحلالها. على سبيل المثال، اشتقاق الأنواع الأصلية المختلفة من الملكية الخاصة الرومانية والجرمانية من أشكال مختلفة من الملكية المشاعية الهندية» (المخطوطات الإقتصادية 1861-1863، ص 113).

على هذا الأساس نجد ماركس وهو يتخلى عن تصوره حول الدور الحضاري للحكم البريطاني في الهند، معتبراً إياه عملاً تخريبياً. ويذكرنا بقبائل الوندال، وهي من القبائل الجرمانية التي كانت تسكن في ما يعرف الآن بولونيا، والقبائل البدوية الأخرى التي قطعت، بعنف، التطور التلقائي الطبيعي للمشاعيات البدائية الجرمانية ودمرت المشاعة الزراعية. ولم تعد الرأسمالية البريطانية تعني أعلى مرحلة من التطور الحتمي، الذي لا مفر منه، للقوى والعلاقات الاقتصادية.

ونتيجة لذلك، يعترف بالمشاعة الريفية الروسية كنقطة انطلاق محتملة للتغلب على النظام الرأسمالي.

ينطوي هذا التغيير النظري على انتقاد لإنجلز لأنه كان لا يزال، حتى عام 1875 متمسكا بأطروحة الدور الثوري للبرجوازية التي شاركها مع ماركس عندما كتبا (البيان الشيوعي) عام 1848. ففي مقال له عام 1875 بعنوان (الأدب في المنفى) انتقد الكاتب الروسي بيوتر نيكيتيش تكاتشيف الذي نشر في زيورخ عام 1874 رسالة مفتوحة الى فردريك أنجلز على النحو التالي:

«إن التنظيم الجديد للمجتمع من خلال إلغاء كل أشكال التمييز الطبقي لا تساهم فيه البروليتاريا التي تقوم بهذا التحول فحسب، بل وأيضاً البرجوازية التي تطورت بين يديها قوى الإنتاج الاجتماعي إلى درجة تجعل من الممكن إلغاء التمييز الطبقي نهائياً. وحتى بين المتوحشين وأنصاف المتوحشين لا يوجد تمييز طبقي، وقد مرت كل أمة بمثل هذه المرحلة. ولا ينبغي لنا أن نعيد بناء هذا فقط لأنه مع تطور قوى الإنتاج الاجتماعي ينشأ التمييز الطبقي حتماً. لقد وصلت قوى الإنتاج إلى هذا المستوى من التطور أولاً على أيدي البرجوازية. لذلك فإن البرجوازية هي أيضاً، من هذا الجانب، شرط ضروري للثورة الاشتراكية مثل البروليتاريا نفسها. إذا استطاع رجل أن يدعي أن هذه الثورة يمكن تحقيقها بسهولة أكبر في بلد ما لأن هذا البلد ليس فيه بروليتاريا فحسب، بل ولا برجوازية أيضا، فهو بذلك يثبت أنه يجب عليه أن يتعلم أبجديات الاشتراكية». (MEW المجلد 24 ص. 60 وما يليها).

************************************************

الصفحة الحادية عشر

جمعة اللامي.. وداعاً

ودعت الأوساط الثقافية العراقية والعربية القاص والروائي جمعة اللامي الذي كان قد غادر العراق بعد احالته لمحكمة الثورة العراقية في ظل السلطة الدكتاتورية السابقة وذلك بسبب مقال كتبه الزميل حسب الله يحيى باسم مستعار عن مسرحية "القرامطة" ونشر في مجلة "الف باء" التي كان اللامي يعمل سكرتيراً لتحريرها.

وعلى الرغم من دفاع المؤرخين الراحلين: د. جواد علي و د. طه باقر واتخاذ المحكمة قرار في القضية.. الا ان اللامي كان حذراً من السلطة وغادر العراق واقام في الامارات العربية منذ الثمانينات.

ولد جمعة اللامي في مدينة العمارة عام 1947 وتوفي في الشارقة 2025. اصدر الاعمال الآتية:

(من قتل حكمة الشامي/ الثلاثيات/ التراجيدا العراقية/ مجنون زينب/ ابن ميسان).

حصل على جوائز عربية عديدة منها: جائزة السلطان قابوس، جائزة العنقاء، قلادة الابداع/ بغداد.

**********************************************

حين رفعتُ عصا المايسترو

شعر : خزعل الماجدي

كلّ شيء ملوث هنا

إيها المجهول

أيها الشاعر الضلّيل ،

لن تجد ماتريد في هذه المدينة ،

ولن تصادفها تحت هذه الأضواء والظِلال ،

لابد أن ترفع ثوبَك عن مياهها الآسنة ،

ولابد أن تملأ قربتك بمياه الينابيع ،

كلّ شيء ملوث هنا ،

فاعبر الى الآفاق البعيدة ،

واسترح عند شجرةٍ مورقةٍ

حدّق في الماضي بشجاعةٍ

حدّق في السماء بقسوةٍ

وهناك تدرّب على ترويض الوجود بين يديك.

يتدرب على الوجع

فجأة وجدتُ مجنوناً مثلي ،

يرفعُ يده فتسقطُ  الثمار في حضنه ،

وتفتحُ الغابةُ طريقاً له .

يا إلهي !  كيف فعلتَ هذا بعيداً عني

النظير الجميل .. المايسترو المذهل

يرفعُ عصاه فتتبعه الطيور في السماء

هكذا يتدرب على الوجع

ويراوغ  الموت ،

ويجد نفسه في الفردوس.

حين ترى عاشقَين

إذهبْ بعيداً إلى أعمق المسرّات

وإلى أبعد البلدان

وازرع الحبّ في كلّ خطوة من خطاك

وحين ترى عاشقَين إركع لهما ..

وصلِّ .

دع جسدَك يصير دخاناً

قف على مقربةٍ من أيامكَ البيضاء

وابتعد عن أيامك السوداء

إصنع لكَ حلماً بعيداً

واجتمع في وهجكَ

ودع جسدَك يصير دخاناً

واجمع رمادكَ لليوم التالي كي تنثره في نهر الماضي

وابدأ من جديد .

إشعل حاضرك

ضع فحمَ ماضيكَ على موقدٍ

وراقب توهجه

انتزع الوهج منه واشعل حاضرك

ستندمل جروحك القديمة

وتكون لك جروح جديدة

وارفع صوتك بالغناء.

تبلل بصوتكَ

وبمطر من تحب

كلّها مياهٌ لغسل روحِكَ وبدنكَ

من ماضٍ تكدّسَ

وتكاثر عفنُهُ .

عبيد الوهم

ينحدرُ في طبقات الخوف

يحملُ شمعةً وقلباً مرتجفاً بالحب

يفتح طريقاً مورقاً

ورغم عبيد الوهم الذين يرجمونه كل يومٍ

لكنه يتلألأ ويزداد لهباً

الشمعة تمنحهُ نبضها

وذلك البرج البعيد الذي يمضي نحوه .

تدريب

يتدربُ على حمل الوجود بين كفيه

لم تعد اليدان عاطلتين

تحقق تأويل خطوطهما

بينما أقدامه المسرعة تتدربُ على القفزِ بعيداً

وتمتلأ أكتافه ريشاً

يغوصُ في أعماق الليل

مصحوباً ببكاءٍ مرٍّ

وغيمةٍ خائفة .

النهران سيندثران

ماذا عن وجعٍ لاينام ؟

ماذا عن سلالته التي تستقر في العيون وفي الأصابع

بين الأوراق وعند الجذور

وهو يمسّ ذلك الطائر الواقف على غصنهِ

النهران سيندثران

ومدوناتهما ستتوجع

والجالسون على الكراسي سينامون

ويذوبون في العراء

كلّ شيءٍ سيمضي بعيداً

وستبقى الجدران العازلة وصمة عارٍ

وجنايةً .

أمضي في مركبٍ صغيرٍ

ليس فجراً جديداً

بل هو شقٌّ في الجدار الأصمّ للزمن

واطلالة على مياهٍ بعيدةٍ

وارتباك عينين دامعتين

وتشبّثُ أجنحةٍ مقصوصةٍ بالهواء

ذلك الحلمُ في غفوةٍ

حملني ووسّع صدري

كنتُ أمضي في مركبٍ صغيرٍ

أجذف بمهارة وأرى مطاردات الأسماكِ حولي

وأسمعُ غناء بيوت القصب يتصاعدُ

وفي استدارة منعطفٍ

غرق ظلّي في المياه وتوارى

كم لبثتُ هنا منذ ذاك الزمان !

وكم كانت عصاي تصارع المياه !

والدخان .. كم ملأ هذه الغدران الواسعة فمات أهلها !

وغرق مركبي !

أيها الماضي

من علّمكَ ، كلّ هذا النباح ، أيها الماضي ؟

ولماذا تركضُ ورائي ؟

لماذا تداهمني كالأعمى وتحاول جَلدي ؟

كنتُ اسمعكَ في الكتبِ

وفي الأوراق الصفراء

لكنك ، اليوم ، تظهر كقاطعِ طريقٍ

وكشيخٍ ملثمٍ وجريح !

مستنقع

لكي أعبر هذا المستنقع

لابد من جزمةٍ طويلةٍ

ولابد من بخورٍ يلازم طاستي

لابد من قمرٍ على كتفي

ولابد من كلابٍ تحرسني

لكي أعبر لابد من سطولٍ من العطر

ومن كمامات سوداء

لابد من صرخةٍ هادرة من الأعماق .

منبر خشبيّ

العباءةُ التي ألبسوني إياها تمزقت

ولم يعد لكلِّ تلك القوافل طريقٌ نحو غايتي

أغلقَ الوهمُ أسوار المدينةٍ

وتناسلت الغربانُ

وهي تمجّدُ ذلك الطاووس العجوز

والذي يتلو معجزاته

من على منبرٍ خشبيّ

الدمُ يسيلُ على رؤوسنا

والأحجار تتساقطُ فوق أجسادنا

وظلام عميقٌ يدخلُ أعماقنا

لكنه يستمر بالكلام !

قوس روحكِ

لم يحن بعدُ ذلك العناق

أنتظرُ بشغفٍ قوس روحكِ

وهو ينحني على خشبةِ صلبي

وانتظرُ دقَّ المسامير

هنا سنصعدُ

وهنا سنهبطُ

وفمكِ يرتّل النداء

وبين شفتين تتحركان يبتهل

ويمنحني البشارة .

عصا المايسترو

ارتجفُ في مغاوركِ حين أغني

وحين أمدّ يدي الى قيثارتكِ

وحين أرفعُ عصا المايسترو

وحين أضربها  بالطبلِ

ذلك النور ، لاريب، ينفجرُ من أغواركِ

ذلك وهو يتخطى وهمي

ويذهب بعيداً

ولايبالي بي .

*****************************************

فارغاس يوسا والسينما

رضا الاعرجي

كان الكاتب البيروفي الحائز على جائزة نوبل، وأحد أبرز رموز الأدب الإسباني، الذي رحل عن عمر ناهز 89 عاماً، شغوفاً بالسينما طوال حياته، وقد تأثر خياله بالصور المتلألئة لعروض السينما في عاصمة بلاده ليما وفي كل عاصمة حل بها. وبالتالي، لا يمكن له أن يشكك في قدرة هذه الوسيلة على تجسيد الأعمال الأدبية بكل تعقيداتها. وقد خاض تجربة سينمائية غنية، ممثلاً وكاتب سيناريو ومخرجاً.

بدأت العلاقة بين أعمال يوسا والسينما جدياً عام ١٩٧٣، عندما حوّل المخرج المكسيكي خورخي فونس " الأشبال"، وهي رواية قصيرة صدرت عام ١٩٦٧، إلى فيلم روائي طويل.

ويروي الفيلم قصة كويلار، الصبي الصغير الذي تغيرت حياته بشكل مأساوي إثر حادث عنيف في المدرسة. ومع نضوج أصدقائه وإقامة علاقات وتكوين عائلات، يعاني كويلار من العزلة وشعور متزايد بالاختلاف. وتنتهي قصة الحب التي عاشها مع عارضة أزياء بالرفض، مما يدفعه إلى نهاية مأساوية. ووفقاً للمعلومات المستقاة من البحث، حقق الفيلم نجاحاً باهراً في شباك التذاكر في المكسيك، واستمر عرضه لمدة ٢٠ أسبوعاً في دور العرض. وفي عام ١٩٧٦، كتب يوسا سيناريو الفيلم الوثائقي "أوديسيا الأنديز"، الذي أخرجه ألفارو كوفاسيفيتش، المولود في تشيلي.  ويروي الفيلم القصة الحقيقية المروعة لفريق الركبي الأوروغواياني الذي تحطمت طائرته في جبال الأنديز في أكتوبر/تشرين الأول ١٩٧٢، وكفاح الناجين من أجل البقاء على قيد الحياة لمدة ٧٢ يوماً.

في العام نفسه، قام فارغاس يوسا بتعديل فيلم "بانتاليون" المُقتبس من روايته "الكابتن بانتوجا والزائرات" الصادرة عام ١٩٧٣، وأخرجه بالاشتراك مع خوسيه ماريا غوتيريز سانتوس . تدور أحداث الفيلم حول الكابتن بانتوجا، وهو ضابط منضبط وفعال في الجيش البيروفي، يُكلَّف بإنشاء خدمة خاصة لتقديم خدمات جنسية للجنود المتمركزين في مواقع نائية في الأدغال. في عام ١٩٨٥، قدّم المخرج البيروفي فرانسيسكو جيه لومباردي رواية يوسا "المدينة والكلاب" إلى الشاشة. وكانت الرواية نُشرت لأول مرة عام ١٩٦٣، وعُرفت باسم آخر هو "زمن البطل"، وتمثل نقداً لاذعاً للاستبداد، وتدور أحداثها في أجواء أكاديمية عسكرية قاسية، على غرار مدرسة ليونسيو برادو العسكرية في ليما. ويجسد اقتباس لومباردي للرواية البيئة القمعية والتعقيد النفسي للسرد، مع التركيز على عصابة طلابية تُعرف باسم "الدائرة"، تُتاجر بالمواد الممنوعة (السجائر والكحول والمواد الإباحية) وإجابات الامتحانات المسروقة، مما يُزعزع استقرار التسلسل الهرمي الصارم للأكاديمية.

بعد عامين، وتحديداً عام ١٩٨٧، أعاد المخرج التشيلي سيباستيان الاركون تصور رواية "زمن البطل" للجمهور السوفييتي في فيلم "ياغوار".

وينقل هذا التعديل، نقد الرواية للعسكرة إلى سياق تشيلي في عهد بينوشيه، مقدماً تفسيراً سياسياً لمواضيع فارغاس يوسا من منظور الحرب الباردة.

في عام ١٩٩٠، تجلّى الجانب الكوميدي والخيالي لفارغاس يوسا في فيلم "انتظرونا غداً..." ، وهو اقتباس هوليوودي لروايته الصادرة عام ١٩٧٧ "العمة جوليا وكاتبة السيناريو".

أخرج الفيلم جون أميل، وكان من بطولة كيانو ريفز، وباربرا هيرشي، وبيتر فالك، وينقل أحداثه من ليما في خمسينيات القرن الماضي إلى نيو أورلينز عام ١٩٥١.  يروي الفيلم قصة طالب قانون شاب يعمل في محطة إذاعية محلية ويقع في حب عمته جوليا ذات الروح الحرة.  تسود الفوضى عندما يبدأ بيدرو، كاتب السيناريو الجديد والمتألق في المحطة، بدمج علاقتهما الرومانسية في مسلسلاته الإذاعية الميلودرامية، مما يطمس الخط الفاصل بين الحياة والخيال.  في عام ١٩٩٩، عاد لومباردي إلى أعمال فارغاس يوسا بفيلم مقتبس ثانٍ من رواية "الكابتن بانتوجا والزائرات"، وهذه المرة مع سلفادور ديل سولار، وأنجي سيبيدا، ومونيكا سانشيز في الأدوار الرئيسية.

حقق الفيلم نجاحاً عالمياً كبيراً، ونال إشادة واسعة بفضل نبرته الساخرة، وأداء الممثلين المتميز، وتجسيده الدقيق والسينمائي لنقد فارغاس يوسا اللاذع للنفاق المؤسسي داخل الجيش. رواية "حفلة التيس" ليوسا، الصادرة عام ٢٠٠٠، حُوِّلت أيضاً إلى فيلم سينمائي عام ٢٠٠٥ على يد لويس يوسا، ابن عم الكاتب.

وتدور أحداث الفيلم في جمهورية الدومينيكان، ويشارك في بطولته كل من توماس ميليان، وإيزابيلا روسيليني، وبول فريمان، وخوان دييغو بوتو، وإيلين أتكينز.

يتتبع الفيلم قصة أورانيا كابرال، التي تعود إلى سانتو دومينغو بعد سنوات طويلة، وتُجبر على مواجهة تورط عائلتها مع الديكتاتور رافائيل تروخيو والأحداث التي أدت إلى اغتياله.

في عام ٢٠٢٣، حُوِّلت روايته "الفتاة السيئة" الصادرة عام ٢٠١٠، إلى مسلسل تلفزيوني تدور أحداثه حول امرأة غير تقليدية ومغامرة، وحبيبها ريكاردو، الذي كان في سن المراهقة، وهو رجل عالق في روتين مُتوقع.

وفي عام ٢٠٢٤، أخرج لويس يوسا فيلم "وشوم في الذاكرة " وهو سيناريو كتبه يوسا عن كتاب يروي السيرة الذاتية للكاتب لورخيو جافيلان سانشيز، ويروي قصة جندي سابق ومقاتل في حرب العصابات يسعى للتكفير عن خطاياه بأن يصبح كاهناً. بالإضافة إلى التعديلات السينمائية لأعماله، أختير يوسا أيضاً لرئاسة عدد من لجان التحكيم في مهرجانات سينمائية لاتينة وإسبانية بينها مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي.

****************************************

فارغاس يوسا: صوت الحرية والمقاومة

فرح غارس عدنان

برحيل ماريو فارغاس يوسا، غاب كاتبٌ نوبليٌّ عالميّ، بل طوى فصلاً من فصول النضال الإنساني ضد الطغيان والفساد، فصلٌ كتبه يوسا بالكلمات، لكنه كان أشبه بالرصاص في وجه القمع. الكاتب البيروفي، الذي أمضى حياته ما بين سطور الرواية ومواقف الفكر، لم يكن يوماً مجرد روائي، بل كان "صوتاً"، وصوتاً عالياً في زمن الأصوات الخافتة.

في روايته "البطل المتكتم"، يقدّم يوسا نموذجاً لذلك البطل الذي لا يرفع شعارات ولا يتحدث كثيراً، لكنه يقاوم من الداخل، بصبر وصلابة، ليصنع فرقاً حقيقياً في مجتمعه.

هي رواية عن رجلين بسيطين في الظاهر، لكنهما يواجهان منظومة الفساد والتسلّط بهدوء الأبطال الحقيقيين. ومن يقرأ الرواية، لا يحتاج أن ينظر بعيداً ليجد ظلال ماريو نفسه في كل صفحة: الكاتب الذي رفض الانخراط في لعبة الطغاة، والذي لم يجامل السلطة، وظل متمسكاً بالمبدأ حتى الرمق الأخير.

كان يوسا يؤمن بحرية الفرد، لا كشعارٍ استهلاكي، بل كحقّ مقدّس، لا يجوز التنازل عنه. حارب الاستبداد بكل أشكاله، وانتقد كل ما يحاول تقييد الإنسان أو إذلاله.

وفي زمنٍ تتماهى فيه الثقافة مع السوق، بقي يوسا يكتب عن الإنسان، عن جوهره، عن مقاومته اليومية للظلم، وهو ما جعل رواياته تعيش خارج اللحظة الآنية وتبقى شاهدة على عصور.

"البطل المتكتم" ليست مجرد رواية، بل مرآة لفلسفة يوسا: أن التغيير لا يحتاج ضجيجاً، بل يحتاج ضميراً. وكما بطل الرواية قاوم بابتسامته وإصراره، قاوم يوسا نفسه بقلمه، بمقالاته، بمواقفه، وظلّ ذلك "البطل المتكتم" في زمنٍ صاخب.

برحيله، يُخيم حزن ثقيل على أرواح من آمنوا بالكلمة الحرة. ليس من السهل أن نفقد من كان يكتب ليوقظ، لا ليُسلّي فقط. نشعر وكأن العالم صار أكثر صمتاً، وأكثر هشاشة، حين يغيب من كان صوته شجاعاً بقدر ما كان إنسانيّاً.

وعلي الرغم من كل شيء، يبقى فينا شيء من ماريو…

من مقاومته، من إيمانه، ومن أمله العميق بأن الكلمة تملك قدرة التغيير، ولو بعد حين.

********************************************

الصفحة الثانية عشر

في ضيافة «ملتقى جيكور» البصري مهدي التميمي محاضراً  عن حقوق الإنسان

البصرة - ماجد قاسم

ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، مدير مكتب حقوق الإنسان في المحافظة مهدي التميمي، الذي قدم محاضرة بعنوان "حقوق الإنسان.. الإنسان والاتفاقيات الدولية وواقع التطبيق".

المحاضرة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرتها نخبة من المثقفين والمهتمين بقضايا الإنسان وحقوقه، بينما استهلها الضيف بتقديم نبذة عن مفوضية حقوق الإنسان في العراق، وكيفية تشكلها استنادا إلى المادة 102 من الدستور، إضافة إلى تشكيل مفوضية الانتخابات وهيئة النزاهة.

وأوضح أن الكثيرين من المعنيين يجهلون عمل مفوضية حقوق الإنسان، ومنهم نواب في البرلمان او في مجالس المحافظات ومسؤولون كبار "فهم في واد والمدافعون عن حقوق الانسان في واد آخر".

ولفت إلى ان هناك تزايدا في اتساع الفجوة بين القانون وتنفيذه "فمثلا المادة 333 من قانون العقوبات العراقي حذرت من استخدام التعذيب والمعاملة السيئة المهينة مع كل من يقع تحت طائلة القانون، لكن للأسف يقع التعذيب على المتهمين في زوايا مختلفة وتحت السلالم"!

ونوّه التميمي إلى ان "الكثيرين من كبار المسؤولين وماسكي العصا، يعتبرون حقوق الانسان عبارة عن سلة غذائية او بعض المساعدات مثل كسوة الشتاء او الصيف او العيد، تقدم الى المحتاجين".

وأشار إلى ان من مشكلات مفوضية حقوق الإنسان، هي تولي إدارتها من قبل وزير العدل "إذ تُعتبر الوزارة سلطة تنفيذية، في حين ان المفوضية هيئة مستقلة. لذلك أن الأمر مخالف للقانون". 

وتطرق التميمي إلى المواد المعنية بحقوق الإنسان في الدستور، مبينا أن هناك 33 مادة مستنبطة من اتفاقات دولية وقعها العراق سابقا. فيما أوضح ان المفوضية تعمل على 13 ملفا منها المدني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وحقوق المرأة والطفل والصحة والتربية وحقوق المهاجرين والمهجرين قسرا والأقليات ومناهضة التطرف، فضلا عن مشكلة البطالة ومشكلات العاملين والمعاقين.

وتابع قوله أن المفوضية تعمل أيضا على ملفات جنائية، كملف المخدرات.

ولفت إلى ان "هناك قوانين يجري التصويت عليها في مجلس النواب، فيها مخالفات للاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل العراق، مثال تعديل قانون الأحوال الشخصية"، مضيفا القول أن "هناك قوانين مُلغمة مُزمع التصويت عليها، مثل قانوني الجرائم الالكترونية والتجمع وحرية التعبير. فهذان القانونان إذا ما مررا سندخل إلى الدولة الشمولية، لما لهما من مخاطر على النهج الديمقراطي ومخالفات لحقوق الانسان".

وتحدث التميمي عن دور المفوضية في إيقاف بعض مسودات القوانين في مجلس النواب، وعن الملفات التي تعمل عليها المفوضية في البصرة، مثل الملف البيئي وملفات المخدرات وإزالة الألغام والتطرف، فضلا عن ملف العمالة الاجنبية.

وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، بضمنهم د. محمد حميد وشاكر الشاهين والشيخ محمد الحساني.

وفي الختام، قدم رئيس الملتقى عبد السادة البصري، شهادة تقدير إلى الضيف التميمي.

********************************************

نظمتها رابطة المرأة العراقية فعالية رسم حر في حدائق دار الأزياء

بغداد – طريق الشعب

بدعم من منظمة "المرأة للمرأة" السويدية، نظمت رابطة المرأة العراقية بالتعاون مع الدار العراقية للأزياء، الأربعاء الماضي، فعالية رسم حر تحت عنوان "ريشة وصرخة.. الفن في مواجهة العنف ضد المرأة".

الفعالية التي نُظمت في الهواء الطلق على حدائق دار الأزياء، شاركت فيها رسامات ورسامون من أجيال ومدارس فنية مختلفة.

وتأتي هذه الفعالية ضمن البرامج التي تنفذها رابطة المرأة في سياق مشروعها الذي يُلقي الضوء على معاناة المرأة العراقية وإمكانية الحد من تلك المعاناة.

وخلال الفعالية ألقى وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ومدير عام دار الأزياء د. فاضل محمد حسين، كلمة ذكر فيها أن رسوم الفنانين حملت رسائل ضد تعنيف المرأة.

فيما قالت رئيسة رابطة المرأة شميران مروكل، أن العنف ضد المرأة يُعد مؤشرا خطيرا لغياب العدالة والمساواة، مشيدة بما حمله المرسم من مساحة للتعبير الحر والجريء، وما ضمه من فضاء إبداعي يتبنى قضايا المجتمع، ومنها مناهضة العنف.

ورأت أن الفعالية بعثت رسائل اجتماعية بليغة بأسلوب ثقافي معاصر، وأن اللوحة قادرة على التغيير ورفع الوعي المجتمعي.

وفي الختام، وزعت شهادات تقدير على الفنانين المشاركين في الفعالية، والجهات الساندة التي ساهمت فيها.

**********************************************

أعمال يدوية وأطعمة كورنيش الكوت يحتضن بازاراً أسبوعياً

متابعة – طريق الشعب

للشهر الثاني على التوالي يشهد "كورنيش دور المعلمين" وسط مدينة الكوت، بازارا أسبوعيا لأصحاب المشاريع الصغيرة، يضم أعمالا يدوية وكتبا وملابس وأطعمة شعبية.  البازار الذي يُفتتح في يوم الجمعة من كل أسبوع، نجح في جذب أهالي المدينة، ما حفّز أصحابه على توسيعه. إذ بدأوا بـ12 طاولة و50 مشاركا، لتصل اليوم أعداد الطاولات إلى 50 طاولة والمشاركين إلى 250 شخصا.

في حديث صحفي، تقول رانيا عودة، وهي من منظمي البازار، ان "كورنيش دور المعلمين" متنفس عائلي لا تدخله السيارات، لذلك وجدوه موقعا مناسبا لإقامة بازارهم، مبينة أن البازار وفر لأصحاب المشاريع الصغيرة من كلا الجنسين، فضاء رحبا يروجون فيه بضائعهم. فيما يقول علي حسين يوسف، وهو أيضا من منظمي البازار، أن الكورنيش يشهد يوم الجمعة إقبالا كبيرا من العائلات، لا سيما من فترة العصر حتى الليل، لذلك قرروا افتتاح بازارهم من الـ5 عصرا حتى 11 ليلا، مشيرا إلى ان مشروعهم نجح، وانهم يطمحون إلى تطويره باستمرار.  من جانبها، تتحدث الشابة فاطمة عن مشروعها ضمن البازار، مبينة انه عبارة عن صفحة الكترونية لطباعة الصور الشخصية للنساء، يديرها كادر نسائي. وأشارت إلى أن مشروعها حُظي بتشجيع الناس ودعمهم.

*********************************************

التشكيلي د. سعد الطائي يقيم {رحلة عمر}

بغداد – محمد الكحط

احتضنت  قاعة إيوان في بغداد، معرضا تشكيليا للفنان د. سعد الطائي، حمل عنوان "رحلة عمر".

المعرض الذي افتتح يوم 4 نيسان الجاري، شهد حضورا نوعيا من فنانين ومثقفين ومحبين للفن. ويجسد المعرض تجربة الفنان الطائي ومسيرته الطويلة وهو يُكمل تسعين عاما من العمر، قضى معظمها مع الفن. 

وضم المعرض أكثر من 77 لوحة مختلفة في التكنيك والأدوات. منها زيت على كانفاس وحبر على ورق، ورصاص وألوان مائية على كرتون، فضلا عن مجموعة من التخطيطات القديمة والجديدة، إلى جانب نسخ من مؤلفات الفنان الأكاديمية، ما شكل مجمل مسيرته الإبداعية التي أطلق عليها "رحلة عمر".

ويتحدث الطائي عن أعماله، مبينا انها "لم تكن ثابتة، بل متحولة بمتغيرات مستمرة لم تبتعد عن تطور ومتغيرات الفنون المعاصرة".

ويوضح أن أعماله تتميز بأسلوبها الواضح، وان للبيئة العراقية أثرا كبيرا في معالمها، مشيرا إلى انه رسم الحياة في الريف والصيادين في الأهوار. كما درس أشكال العمارة وجسدها في أعماله، ومنها العمارة الإسلامية حيث القباب والأروقة والأشكال المتداخلة.

ويتابع الطائي قوله أنه رسم الصخور والصحراء والفرسان والطيور، ورسم الناس المؤطرين بحصار مفروض عليهم.

وعلى كرّاس المعرض كتب د. جواد الزيدي كلمة أشار فيها إلى أن الإنسان هو المحور الاساسي والثيمة المركزية في لوحات الطائي، وفي مجمل خطابه البصري.

جدير بالذكر، أن الطائي ولد عام 1935 في مدينة الحلة، وبدأ الرسم وهو في السادسة من العمر. وفي بداية الخمسينيات سافر إلى بيروت، ومنها إلى إيطاليا ليكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة في روما. حيث حصل على البكالوريوس في الرسم والنحت، وعلى الماجستير. بعدها عاد إلى العراق.

وشارك الطائي في معارض عديدة داخل العراق وخارجه، وحاز على العديد من الجوائز، وألف كتبا عدة في التشكيل. كما انه أسس قسم اللغة الإيطالية في كلية اللغات بجامعة بغداد، وأصبح أول رئيس للقسم عام 2002.

********************************************

قف.. مفارقات الحرب!

 عبد المنعم الأعسم

المفارقة الاولى ان كل الحروب الكارثية تسبقها مفاوضات، وسط اجمل العبارات عن النوايا الحسنة، وجدوى السلام، ونبذ لغة التهديد، وشتم سياسات قصر النظر والتهور، ثم، فجأة يبتلعون كل ماقيل، ويرتدون دروع القتال، فتنطلق صفارات الإنذار، ويُحشر السكان في الملاجيء التي لا تتسع لهم فيما تبقى الاعداد الغفيرة منهم تحت رحمة الطائرات المغيرة وراجمات الاساطيل والدبابات، وتمتليء الشوارع وبرادات المستشفيات بالجثث .. هل تتذكرون مفاوضات الرياض بين عزة الدوري وصباح الاحمد قبل ساعتين من غزو الكويت في 2 آب 1990، وحدث ما مجموعه مائة الف ارملة ؟ وهل نسينا سلسلة التفاهمات والوفود المتبادلة بين روسيا واوكرانيا عشية انهيار خط الهدنة بين البلادين في 24 شباط 2022 وذلك امام حربٍ عبثية تنهك الجانبين وتهدد سلام العالم؟.

والمفارقة الثانية ان وراء كل حرب ثمة حماقة تسكن عقل مسؤولٍ، شاءت الاقدار ان يملك عود الثقاب، حيث يطلقه على اكوام القش والضغائن، وهي مفارقة سجل الانتساب لها الالاف من الحمقى منذ حرب داحس والغبراء حين فقد النعمان بن المنذر زمام اعصابه ليأمر أتباعه بشن حرب على جيرانه بني ذبيان دامت اربعين سنة جاهلية. اما المفارقة الثالثة، ونحن نتابع حمية إشعال الحرب بين امريكا وايران فقد جاءت في رواية "نجمة" للجزائري كاتب ياسين بالقول " ان المنتصرين والمهزومين يخرجون عادة في غنائم حرب".

*قالوا:

"لا أدري من باع الوطن، لكن أعرف من دفع الثمن"

محمود درويش

***********************************************

صورة طفل من غزة تهز العالم!

نيويورك - أسامة عبد الكريم

في مشهد اختزل الألم الفلسطيني في نظرة طفل، منحت مؤسسة الصحافة العالمية (World Press Photo Foundation) جائزتها الكبرى لعام 2025 للصحافية الفلسطينية سمر أبو العوف، عن صورة التقطتها للطفل محمود عجّور، البالغ من العمر تسع سنوات، والذي فقد ذراعيه إثر قصف إسرائيلي أثناء محاولته الفرار من منزله في قطاع غزة.

تعود الحادثة إلى آذار العام الماضي، حين أصيب محمود بانفجار أدى إلى بتر إحدى يديه وتدمير الأخرى، حينما كان يهرب برفقة عائلته. وبينما كانت العائلة تفرّ، طلب منهم محمود مواصلة الهرب وتركه خلفهم. وبعد شهور، التقطت أبو العوف صورته في العاصمة القطرية الدوحة، حيث نُقل لتلقي العلاج، وذلك ضمن مهمة صحفية لصالح "نيويورك تايمز"، تناولت أوضاع الغزيين الذين يتلقون رعاية طبية خارج البلاد. الصورة الفائزة، التي أُعلن عنها في 17 نيسان الجاري، تُظهر محمود بنظرة صلبة، تغمره أشعة الشمس، كاشفةً ملامح وجهه المتجمدة على جراح لا يمكن تجاهلها. وقد اعتبرتها لجنة التحكيم العالمية التابعة للمؤسسة "صورة هادئة تنطق بصوت مرتفع" - وفق ما جاء في تصريح المديرة التنفيذية للمؤسسة، جمانة الزين خوري، التي قالت: "إنها تسرد قصة طفل، لكنها تعكس في جوهرها صدى حرب ستخلّف آثاراً عميقة لأجيال قادمة".

ونوّهت المؤسسة في بيانها الرسمي، أن اختيار صورة محمود جاء من بين أكثر من 59 ألف صورة قدّمها مصوّرون محترفون من 141 دولة، ما يعكس حجم المنافسة وأهمية التوثيق البصري في كشف معاناة الشعوب.

وتُعد هذه الجائزة المرموقة تتويجاً لمسيرة سمر أبو العوف، المصوّرة الذاتية التعليم، والتي غادرت قطاع غزة في كانون الأول 2023، وتقيم حالياً في المجمع السكني نفسه الذي يعيش فيه الطفل محمود في قطر.

وبحسب تقارير لمنظمة اليونيسيف، فإن غزة تضم النسبة الأعلى من مبتوري الأطراف من الأطفال في العالم، ما يجعل من صورة محمود تجسيداً لجراحٍ جماعية لا تزال مفتوحة.

وتُعد أبو العوف ثاني صحافية فلسطينية تفوز بهذه الجائزة منذ 2023، بعد المصور محمد سالم، الذي فاز بالجائزة العام الماضي عن صورته المؤثرة لامرأة غزية تحتضن جثمان ابنة شقيقتها ذات الأعوام الخمسة.

وستحصل أبو العوف على جائزة مالية قدرها عشرة آلاف يورو، إضافة إلى كاميرا احترافية من شركة فوجي فيلم. كما ستُعرض صورتها ضمن جولة دولية تقيمها المؤسسة، تمتد لعام كامل، وتشمل معارض في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوربا وأستراليا، إلى جانب الصور الفائزة الأخرى.

 

**************************************************

في ذكراه الثانية والعشرين كيف غيّر غزو العراق العالم نحو الأسوأ؟

 

اعداد: رشيد غويلب

 

في العشرين من اذار عام 2003، قادت الولايات المتحدة "تحالف الراغبين" لغزو دولة العراق ذات السيادة.

وفق ريتشارد أ. كلارك، المستشار السابق لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، اقترب  منه الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في اليوم التالي للهجمات الإرهابية في 11 أيلول 2001، وطلب منه إثبات وجود صلة بين الهجمات والعراق. لكن كلارك رفض هذا الرأي، قائلاً إن العراق ليس له أي علاقة بالأمر. وفي كتابه الصادر عام 2004 تحت عنوان "ضد كل الأعداء:  حرب أميركا على الإرهاب"، كتب في وقت لاحق أن بوش ووزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أرادا إيجاد ذريعة لقصف العراق. لقد فشلت هذه الخطط في حينه مؤقتا.

بعد وقت قصير من بدء حرب  الولايات المتحدة وحلف الناتو  في أفغانستان، اخترعت الحكومة الأميركية كذبة جديدة لتبرير غزو العراق. وقد زعموا، بالتعاون مع حكومة توني بلير البريطانية، أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل قادرة، خلال 45 دقيقة،  على الوصول إلى قواعد الناتو في شرق البحر الأبيض المتوسط. لقد نشر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول هذه الكذبة في الأمم المتحدة. ولم تحاول إدارة بوش إثبات وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق في ذلك الوقت.ـ ونُقل عن بوش في وقت لاحق قوله،  إنه لم يكن مهتماً على الإطلاق بالعثور على تلك الأسلحة.

لقد اتسع نطاق نقد الحرب، ليشمل اوساطا واسعة خارج نطاق الصحافة اليسارية المعارضة في أوروبا الغربية، وساعد ذلك  في نشوء أكبر حركة مناهضة للحرب منذ حرب فيتنام . في 15 شباط 2003، خرج ملايين البشر إلى الشوارع لمنع الحرب الوشيكة ضد العراق. وتظاهر نحو ثلاثة ملايين شخص في روما، وحوالي 1.5 مليون شخص في مدريد. وتشير التقديرات إلى أن نحو 36 مليون شخص شاركوا في 3 آلاف احتجاج مناهض للحرب في جميع أنحاء العالم في ذلك اليوم.

 

تكاليف بشرية

لم يكن وقف  الحرب  ممكنا. وأعلن بوش أنهم سوف "يُستقبلون كمحررين". كانت النتيجة حرب احتلال دامية. لقد ساهمت إعادة تشكيل السياسة العراقية على أساس طائفي، والتي أدت أيضاً إلى استبعاد العاملين في المؤسسة السياسية القديمة من المناصب الإدارية، والتي كانت في معظمها من "السنة"، في إشعال فتيل حرب أهلية دامية، جرى تغذيتها من الدول المجاورة في سياق صراع الهيمنة الاقليمية. وأسفرت الحرب عن مقتل ما بين 28800 - 37400  الف جندي وعدد غير معروف من الجرحى والمصابين من العراقيين، فضلاً عن مقتل قرابة  5 آلاف جندي أمريكي وإصابة أكثر من 33 ألف آخرين. وسجل إحصاء ضحايا العراق 103,160 - 113,728 ألف  حالة وفاة بين المدنيين من عام 2003 -  14كانون الأول 2011. وتفترض التقديرات الإحصائية أرقام خسائر أعلى بكثير: إذ تقدر مجلة لانسيت مقتل 654,965 الف مدنياً في الفترة آذار 2003 - تموز 2006 وحدها، وتقدر شركة أوبينيون ريسيرش بيزنس مقتل 1,033 مليون في الفترة آذار 2003 - آب 2007، وتقدر دراسة بلوس ميديسن مقتل 405 ألف في الفترة آذار 2003 - حزيران 2011 ..

وكانت الحرب ضد العراق مجرد واحدة من العديد من "الحروب ضد الإرهاب" التي شنتها الولايات المتحدة. حتى الآن، تنفذ الحكومة الأميركية "عمليات مكافحة الإرهاب" في 85 دولة حول العالم. ويقوم مشروع بحثي بعنوان "تكاليف الحرب" في جامعة براون بالولايات المتحدة الأمريكية بتحليل التكاليف الإنسانية والمالية منذ عام 2010. ويقدر الباحثون أن "أكثر من 929 ألف لقوا حتفهم في الحروب التي أعقبت أحداث 11 ايلول نتيجة للحروب المباشرة ، بما في ذلك أكثر من 387 ألف مدني. ويقال ايضا، إن "عدداً أكبر عدة مرات" من هؤلاء قد ماتوا بسبب "مخلفات الحرب". تم تهجير 38 مليون شخص. للمقارنة: يقدر عدد الضحايا في العام الأول من الحرب في أوكرانيا بنحو 300 ألف جندي قتيل من الجانبين. وتقدر الأمم المتحدة عدد القتلى المدنيين بحلول 12 آذار 2023 بنحو 8231 ضحية.

 

تكاليف مالية

ويقدر مشروع البحث "تكاليف الحرب"  التكلفة المالية لـ"الحرب على الإرهاب" بنحو ثمانية تريليونات دولار أميركي منذ عام 2001 (هذه الأرقام لا تشمل المساعدات العسكرية الأميركية الحالية لأوكرانيا). وبالمقارنة، فإن هذا المبلغ يزيد على عشرة أضعاف قيمة قانون الإنعاش والاستثمار الأميركي، وهو برنامج التحفيز الاقتصادي العملاق الذي أقرته إدارة أوباما لمكافحة الأزمة المالية العالمية في عامي 2008 -2009 . كما أنها تتجاوز بشكل كبير خطط الإنفاق الأصلية للرئيس جو بايدن لتحفيز الاقتصاد.

 

خراب اجتماعي

أدت الحرب ضد العراق إلى الإطاحة بدكتاتورية  صدام حسين. وفي الوقت نفسه، خلقت الحرب بيئة مروعة من انعدام الأمن والعنف، ودمرت البنية الأساسية للبلاد إلى حد كبير، وأدت إلى بطالة جماعية كارثية (بلغت ذروتها غير الرسمية، بعد الغزو  60 في المائة)، وأزمة إنسانية. وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجراها معهد غالوب، يكافح أربعة من كل عشرة عراقيين لتوفير الطعام، ولا تزال البطالة الجماعية مرتفعة، مما يؤدي إلى احتجاجات جماهيرية متكررة مثل انتفاضة تشرين 2019. ووفقًا لغالوب، "في عام 2022، أفاد غالبية العراقيين أنهم عانوا من : الألم (61 في المائة)، القلق (59 في المائة)، التوتر (53 في المائة) خلال معظم يومهم، وشعر قرابة  نصفهم بالغضب والحزن  (45- 46 في المائة).

لكن الغزو ترك أيضًا عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والبريطانيين مصابين بصدمات نفسية. ومن بينهم مايكل بريسنر، الذي قاطع خطاب جورج دبليو بوش في بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا في 19 أيلول 2021، وطالب الرئيس الاسبق بالاعتذار عن أكاذيب إدارته بشأن أسلحة الدمار الشامل ومقتل مليون عراقي. "أرسلوني إلى العراق"، و "أصدقائي ماتوا لأنك كذبت".

اتساع الارهاب

ويجب أن نتذكر حرب العراق باعتبارها حدثاً غيّر تاريخ العالم يشكل مستدام. في سجون العراق التي كانت تديرها قوى الاحتلال، انضم أعضاء أجهزة الأمن السابقة (في دولة علمانية سابقاً) إلى سجناء آخرين من تنظيم "القاعدة في العراق". وشكلوا معًا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) واستغلوا الفراغ الذي خلفته الحرب في سوريا، والتي تحولت إلى حرب بالوكالة مع قوى عالمية وإقليمية مختلفة بسبب القمع الوحشي الذي مارسته حكومة الأسد ضد الاحتجاجات ، وبعبارة أخرى، لولا الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد العراق، لما ظهر تنظيم الدولة الإسلامية إلى الوجود. ولولا حرب العراق لما شهد الغرب سنوات من الهجمات الإرهابية الأصولية الإسلامية والسلفية التي كانت تهدف إلى طرد القوى "الغربية" من الشرق الأوسط، تماماً كما دفعت الهجمات الإرهابية على مترو مدريد الحكومة الإسبانية إلى الانسحاب من تحالف الراغبين.

وما عدا ذلك، لولا تنظيم الدولة الإسلامية ومحاولته إقامة "خلافة" جديدة، لما شن أنصار التنظيم في جميع أنحاء العالم حرباً غير متكافئة ضد السكان المدنيين في البلدان المشاركة في الحرب بالوكالة في سوريا. ولولا هذه الهجمات ولولا الهجرة الجماعية لملايين النازحين من سوريا والعراق وأفغانستان، لما كان صعود القومية الاستبدادية اليمينية والقوى العنصرية المعادية للمسلمين في أوروبا وأميركا الشمالية سهلاً كما كان آنذاك وكما هو اليوم. وبعبارة أخرى، فإن الحرب ضد العراق قد غيرت العالم والتاريخ العالمي بشكل جذري نحو الأسوأ.

و على النقيض من فلاديمير بوتن، فإن الذين كذبوا على الأمم المتحدة والرأي العام العالمي وأمروا وقادوا حرباً دفع مئات الآلاف من المدنيين ثمنها بحياتهم ما زالوا طلقاء وغير مطلوبين بأوامر اعتقال من لاهاي. حتى أنهم يحظون بالترحاب باعتبارهم رجال دولة كبار في الولايات المتحدة وأوروبا. وحتى لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد مجرمي الحرب الأميركيين، فإن الولايات المتحدة هددت مراراً بغزو هولندا لمنع محاكمتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عن مقالة للباحث الماركسي الالماني انغار سولتي نشرت في موقع مؤسسة روزا لوكسمبورغ في 20 اذار 2023 . والمعطيات الوردة في النص تعود لتاريخ نشره لأول مرة.

 

*********************************************************

تعريفات ترامب الكمركية ليس أكثر جنونًا من النظام الرأسمالي برمته

ترجمة: عادل محمد

 

كونراد شولر*

 

"لقد بدأّ ترامب للتو الحرب التجارية الأكثر تطرفًا في التاريخ الحديث. لم يُخطّط لها في دافوس، ولم تُقرّها وول ستريت، ولم يدعمها أيّ اقتصاديّ عاقل. لكن هذه المرّة، ليست ليبرالية جديدة" (وليم هو في 5 نيسان 2025 على منصة اكس".

إن فوضى جنون ترامب تعكس التناقضات والطبيعة المأزومة للنظام الرأسمالي. وكذلك تحديه العالمي لنظام الكمارك والتجارة. ووفق ترامب، فإن الولايات المتحدة تعرضت، طيلة عقود، للاستغلال من قبل شركائها في التبادل التجاري، بما في ذلك حلفاؤها. ومعياره لهذا الاحتيال العالمي على الولايات المتحدة هو العجز في ميزانها التجاري.

على مدى عقود من الزمن، كانت الولايات المتحدة تستورد من الدول الأخرى أكثر مما تصدره من السلع والخدمات الأمريكية. في عام 2024، صدرت ألمانيا إلى الولايات المتحدة سلعاً بقيمة 76,4 مليار دولار، وخدمات بقيمة 3,8 مليار دولار أكثر من تلك التي استوردتها ألمانيا من الولايات المتحدة. ويقوم ترامب الآن بمقارنة هذا العجز بحجم الواردات ويستخدمه لتحديد مدى تعرض الولايات المتحدة للاستغلال. في حالة ألمانيا، فإن النسبة تصل إلى 54 بالمائة. ترامب، باعتباره اللورد الأعظم، يحصل (يفرض) فقط على النصف، أي 27 في المائة على الألمان. لم يذكر ترامب ألمانيا في رسالته صراحةً؛ أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فقد فرض ترامب عليه رسوما كمركية بنسبة 20 في المائة.

اقتصاديا، لا أساس من الصحة إلى حد كبير، لحسابات ترامب. أولا، لم تول حساباته اهتماما كبيرا بقطاع الخدمات، الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة بفوائض، مقارنة بأغلب البلدان.

ولا يتم أخذ حركة رأس المال في الاعتبار على الإطلاق. على سبيل المثال، يدخل سنويا أكثر من 30 مليار دولار من ألمانيا إلى الولايات المتحدة، حيث تُستثمر في الأسهم والبنوك وغيرها، وتكون متاحة للاستثمارات المحتملة أو القروض هناك. ومن ناحية أخرى، يدخل أكثر من 40 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة إلى ألمانيا.  وبالتالي هنا أيضا، من وجهة نظر الولايات المتحدة، فان المحصلة العامة سلبية. ان ما تقدم لا يثبت، أن نقص الاستثمار في الولايات المتحدة لا يعود إلى العرض المفرط للسلع والبضائع في الخارج، بل إلى حقيقة أن الرأسماليين الأميركيين يستثمرون رؤوس أموالهم حيث يحقق الاستثمار أكبر قدر من الربح، بغض النظر عن انعكاسه السلبي على الإنتاج وفرص العمل في بلادهم.

وهذا يثير التساؤل أيضا، حول سبب تمكن الولايات المتحدة من استيراد سلع من الخارج سنة بعد سنة وعلى مدى عقود تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات أكثر من قيمة صادراتها. تستطيع الولايات المتحدة القيام بذلك، لأنها حافظت، حتى اليوم، على الدولار كعملة عالمية. يتم تداول قرابة ثلثي التجارة العالمية بالدولار، وول ستريت في نيويورك هي موطن بورصة الأوراق المالية حيث يتدفق رأس المال العالمي معًا.

وبناء على ذلك فإن تجارة السلع والخدمات العالمية تتم بشكل رئيسي بعملة تحدد الولايات المتحدة قيمتها وحجمها. وهذا يوفر الظروف المثالية لصانع ديون عملاق، والذي، إذا لزم الأمر، يستطيع سداد ديونه من خلال إنشاء مطبعة عملة خاصة به.

ويوفر للاقتصاد الأميركي فوائد عظيمة كذلك، ولكنه يسبب أيضا ضررا خطيرا. بسبب النقد المتزايد لحوافز إنتاج السلع محلياً، التي يتم استيرادها بكميات كبيرة وبتكلفة رخيصة.

إن إزالة التصنيع في المدن الكبرى هي النتيجة المنطقية لهذا النوع من العولمة، والتي تبدأ بالقطاعات ذات إنتاجية العمل المنخفضة ولكنها تنتشر باستمرار بخط بياني متصاعد.

يريد ترامب استخدام جدار التعريفات الجمركية لإجبار المنتجين على الإنتاج في الولايات المتحدة مرة أخرى.

هذا التصور غير قابل للنجاح. وفق نموذجه الاستغلالي الفظ، يفترض ترامب أن الأسعار لن تتغير بعد زيادة الرسوم الكمركية تقريبا.  وأن القدرة الشرائية للمستهلكين تبقى على سابق عهدها. في الواقع، ستؤدي الرسوم الكمركية إلى زيادة أسعار السلع المعنية. ولا يمكن للموردين استيعاب زيادات تعريفات جمركية بزيادة قدرها 50 في المائة أو أكثر. وكقاعدة عامة، تتعلق السلع بالضروريات اليومية، ويتعين على أصحاب الدخول المنخفضة نسبيا من الطبقات الدنيا والمتوسطة تجنب ارتفاع أسعار السلع (في الولايات المتحدة، يعتبر قرابة 20 في المائة من السكان فقراء، وهذا هو الحال في ألمانيا ايضا).

وترى أصوات الرأسمالية المحترفة في وسائل الإعلام السائدة لدينا هذا الخطر أيضًا. سواء كانت مجلة شبيغل، او جريدة "سود دويجه تسايتنغ"، او جريدة "دي تسايت" (من كبريات الصحف في المانيا – المترجم)، يشير الجميع إلى أنه منذ عهد ديفيد ريكاردو (من كبار الاقتصاديين الكلاسيكيين- المترجم)، كنا نعلم أن التجارة الحرة غير المقيدة، هي التي تؤدي فقط، إلى أعظم قدر ممكن من الثروة لجميع الأمم.

صاغ ريكاردو قانون التكلفة المقارنة، والذي ينص على أن الرخاء العام يتحقق إذا ركزت كل دولة على إنتاج السلع ذات العيوب الأقل. انتبه، ليس أكبر المزايا، بل أصغر العيوب. إذا كانت إنجلترا والبرتغال تنتجان النبيذ والقماش، فسيكون من الأفضل لكليهما، إذا ركزت إنجلترا على إنتاج القماش والبرتغال على انتاج النبيذ، وعندها سوف يستفيد كلاهما أكثر مما لو انشغل كل منهما في تصنيع المنتجين. وسيكون هذا التوزيع أفضل أيضاً إذا استطاعت الدولة أن تنتج بطريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة في كلا القطاعين. وهذا كله يعود إلى "الميزة المقارنة".

يبدو أن مثال ريكاردو له معنى رياضي باعتباره نموذجًا لدولتين مع سلعتين. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب بالإضافة إلى مسائل تكاليف النقل، وتنوع المنتجات والموردين الدوليين، بين أمور اخرى، أن تسود علاقة التضامن بين البلدين. وفي زمن ريكاردو (القرن الثامن عشر)، كانت النظرية بمثابة تبرير للاستعمار البريطاني: هنا، في إنكلترا، تزدهر الرأسمالية الصناعية، ومن هناك (في المستعمرات) تأتي المواد الخام والغذاء والعمالة الرخيصة.

لقد أيدت الرأسمالية هذا التقسيم للعمل باعتباره مبدأ أساسيا للعولمة. واليوم، يتجلى هذا الأمر بشكل رئيسي في شكل "سلاسل القيمة العالمية"، التي تمثل بالفعل ثلث الناتج الاقتصادي العالمي. المبدأ الأساسي هو الإنتاج حيث تكون التكاليف في أدنى مستوياتها. ويؤثر هذا بشكل خاص على تكاليف العمالة، والتي يتم تحويلها بشكل متزايد إلى البلدان التي تحقق تقدما في التصنيع.

يتم نقل الإنتاج إلى بلدان ذات إنتاجية عمل أقل نسبيا، وهو الأمر الذي من المرجح أن يتحقق في بلدان الجنوب العالمي. في الولايات المتحدة، كما هو الحال في العواصم الأخرى، يؤثر هذا في البداية على الصناعات "القديمة"، وهي المناطق الأصلية لأنصار ترامب. وسوف يشكل هذا "التراجع الصناع       ي" مشكلة أساسية في العواصم الكبرى، مع ترامب أو بدونه.

إن تاجر العقارات النرجسي والمغرور والغبي في نيويورك هو مصدر إزعاج كامل، كما نقول في بافاريا. ولكنه ليس أكثر من تجسيد لنظام مجنون لا يزال الناس العقلاء يتسامحون معه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 *كاتب وصحفي الماني. الترجمة لمقاله المنشور في موقع "شيوعيون" في 7 نيسان 2025