الصفحة الأولى

احتجاجات فلاحية في 10 محافظات تطالب بالإنصاف.. اعتقالات في الناصرية واعتداءات في البصرة وواسط

بغداد – طريق الشعب

خرج الفلاحون في بغداد وعدد من المحافظات، صباح أمس، في تظاهرات سلمية، احتجاجاً على القرارات الحكومية المتعلقة بتخفيض أسعار شراء المحاصيل الزراعية، وللمطالبة بتوسيع الخطة الزراعية وشراء المحاصيل خارج الخطة ودعم الفلاحين بالماء والوقود الكافي للزراعة.

وعلمت "طريق الشعب" من مصادر مطلعة، أن "القوات الأمنية في محافظة ذي قار اعتقلت عددا من الفلاحين المتظاهرين سلمياً، بعد ان نظموا وقفة احتجاجية أمام سايلو المحافظة".

وبيّنت المصادر أن "فلاحي ذي قار الآخرين لم يخرجوا أمس في تظاهرتهم السلمية كما كان مقرراً، بسبب زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المحافظة، وبعد تلقي اتحاد الفلاحين في المحافظة اتصالا من احد المسؤولين في مجلس المحافظة، يطلب منهم تأجيل التظاهرة بسبب الإجراءات الأمنية التي ترافق زيارة السوداني". ويبدو أن الاعتداءات ستبقى تواجه كل فعالية احتجاجية سلمية، وباتت تمارس ببساطة مع كل من يرفع مطالب مشروعة وعادلة.  واعتدى نائب محافظ البصرة ماهر العامري على عدد من الفلاحين، أثناء تجمهرهم في تظاهرتهم السلمية أمام ديوان المحافظة. وتداول ناشطون مقطع فيديو له وهو يواجه المتظاهرين بطريقة غير مسؤولة.

وفي العاصمة بغداد، نظم الفلاحون تظاهرة حاشدة أمام مقر الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، مطالبين بدعمهم وبشراء محاصيلهم من الحنطة والشعير والرز بنفس القيمة المحددة للأسعار خلال العام الماضي.

حقوق وليس مطالب

وانطلاقا من أقصى جنوب العراق، نظم الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية بالاشتراك مع الفلاحين والمزارعين من عموم محافظة البصرة، وقفة احتجاجية أمام مبنى ديوان المحافظة.

وطالب رئيس جمعية الزبير الفلاحية رياض شداد الفارس، أن مسؤولي المحافظة بإنصاف الفلاحين، وتوفر الدعم الكافي لمزارعي الطماطم.

فيما وصف متظاهرون آخرون القرارات الحكومية الأخيرة بأنها "مجحفة"، خاصة وانهم انفقوا أموالاً طائلة لزراعة أراضيهم.

قرارات تعسفية

من جانبهم، تظاهر فلاحو ميسان أمام مبنى المحافظة، وطالبوا بحقوقهم المشروعة وبالتراجع عن القرارات الحكومية التعسفية في تسعيرة المحاصيل. كما طالبوا بالتراجع عن أسعار البذور والأسمدة والمواد الكيماوية التي وصلتهم في شهر نيسان الحالي، وليس في بداية الموسم.

وشارك عدد من أعضاء منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ميسان في هذه الفعالية الاحتجاجية، وأكدوا موقفهم الداعم لمطالب الفلاحين التي كفلها الدستور. كما دان الشيوعيون في ميسان قمع الفلاحين المحتجين في واسط.

الفلاحون يصعّدون في واسط

وفي محافظة واسط، استنكر الفلاحون الاعتداء الآثم الذي طال المتظاهرين منهم، على يد القوات الأمنية، مطالبين بمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات.

ولليوم الثاني على التوالي، خرج فلاحو واسط في مشهد تصعيدي رافضين الاعتداء الذي حصل يوم امس الأول، وطالبوا بمحاسبة مرتكبيه.

وتظاهر المئات من الفلاحين والمزارعين من جميع النواحي والأقضية، امس، أمام حقل الأحدب النفطي، وطالبوا رئاسة الوزراء بإقالة قائد شرطة المحافظة بسبب العنف المفرط الذي استخدم ضد الفلاحين المتظاهرين يوم أمس الأول.

وأفاد مراسل "طريق الشعب" شاكر القريشي، بأن "الفلاحين قرروا قطع طريق واسط ـ ميسان، وتطورت الاحتجاجات لاحقاً الى إغلاق حقل الأحدب النفطي لزيادة الضغط على المسؤولين من اجل تحقيق مطالبهم".

وقال المتظاهر احمد نوري لـ"طريق الشعب"، إن "الاعتداء على الفلاحين يتنافى مع حقوق المواطنين في التعبير عن رأيهم، ويجب الاستماع لهم وليس قمعهم بالقوة".

وأضاف انه "في حال عدم الاستجابة لمطالبنا فانه سيكون هناك تصعيد من قبلنا حتى تتحقق مطالبنا المشروعة".

العزيزية والصويرة

وفي العزيزية قال مراسلنا علي العزاوي، ان "العشرات من الفلاحين خرجوا صباح أمس مطالبين بدعمهم، واستنكروا الاعتداء الذي تعرض لهم الفلاحون في واسط أمام مجلس المحافظة"، مشيراً إلى ان قائم مقام القضاء التقى وفداً منهم ووعدهم بنقل مطالبهم إلى المحافظة.

كما تجمع المئات من فلاحي الصويرة أمام مقر الاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية التعاونية، مطالبين بشراء الحنطة أسوة بالعام الماضي، وإدراج أراض زراعية ضمن الخطة الزراعية الوطنية فوراً.

وأكد مراسلنا، ان "شبيبة الحزب الشيوعي العراقي في الصورة شاركوا في تظاهرات الفلاحين، ووزعوا بيان محلية واسط الذي دان الاعتداء على الفلاحين".

ازدواجية المسؤولين

وفي المثنى، خرج الفلاحون في تظاهرة غاضبة أمام مديرية زراعة المثنى في السماوة، مطالبين بإنصافهم وتحقيق العدالة في أسعار شراء محاصيل الحنطة والشعير والرز.

وطالب أحد المتظاهرين ويدعى أبو غازي، في حديث لمراسلنا عبدالحسين ناصر السماوي، وزير الزراعة بالوقوف إلى جانب الفلاح وخاصة في ما يتعلق بالأسعار، متهماً مسؤولي المحافظة بالتعامل بازدواجية مع الفلاح، خصوصاً في وقت الحصاد.

واشتكى فلاحو الرميثة من عدم مصداقية وزارة الزراعة في تحديد الأسعار مقارنة بالأسعار العالمية. وقالوا إن الرميثة منطقة شلبية وان إجراءات الوزارة أثرت على المستوى الاقتصاد باعتبار ان تكلفة زراعة الشلب عالية. 

فيما طالب فلاحو الخضر بإنصافهم وعدم التعامل معهم بلامبالاة في الأسعار واعتماد السعر القديم للغلة، مؤكدين استمرارهم في التظاهر حتى تتحقق مطالبهم المشروعة.

وبيّن مراسل "طريق الشعب"، أن أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في المثنى، ساهموا في هذه التظاهرة، وأكدوا على أهمية إنصاف الفلاحين وتحسين وضعهم المعيشي، وطالبوا بتحقيق العدالة في الأسعار.

حرمان الفلاحين من أراضيهم

وطبقا لمراسلنا أحمد عباس الجنابي، فإن محافظة النجف شهدت تظاهرة كبيرة شاركت فيها مجاميع غفيرة من الفلاحين ساندها الفلاحون الشيوعيون ورابطة المرأة العراقية وممثلو عن الاتحادات والنقابات المهنية، ومنها نقابة المهندسين الزراعيين واتحاد نقابات عمال النجف.

ودعت التظاهرة في البيان الذي قرأه رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية محسن هدهود الحجامي إلى الإيفاء بمستحقات الفلاحين لمحصول الحنطة وتوفير الدعم اللازم، لتخفيض أسعار البذور والمواد الكيماوية وشمول جميع الأراضي الزراعية بالخطة الزراعية وإلغاء النسبة المئوية وتوحيد سعر الشراء لمحصول الحنطة، سواء كان ضمن الخطة الزراعية ام خارجها، فضلاً عن توفير حصة الفلاحين والمزارعين من مياه السقي والوقود اللازم لتشغيل المكائن الزراعية.

ودان أحمد سوادي مستشار رئيس مجلس المحافظة في حديث لـ"طريق الشعب"، الاعتداء على فلاحي محافظة واسط، واكد ضرورة محاسبة المتورطين.

وقال إن هذه التظاهرة خرجت للمطالبة بإنصاف الفلاحين والمزارعين وحماية حقوقهم وتوفير مطالبهم. كما طالب بإلغاء الإجراء التعسفي في الخطة الزراعية التي حرمت الفلاحين من الكثير من أراضيهم الزراعية.

حقوقنا مسلوبة

كما نظم العشرات من فلاحي محافظة كربلاء وقفة احتجاجية لمطالبة الحكومة بمساواة أسعار شراء الحنطة لهذا الموسم بأسعار العام الماضي، واستلام كامل المحصول المزروع سواء داخل الخطة الزراعية أو خارجها.

 وشدد المتظاهرون على أن "القرار الذي يجري تداوله بشأن تخفيض سعر شراء الحنطة خارج الخطة الزراعية يشكل ظلماً وغبناً واضحاً للفلاحين، رغم عدم تأكيده من الجهات الرسمية".

وطبقا لرئيس الجمعيات الفلاحية جواد الكريطي، يقدَّر عدد فلاحي كربلاء الذين يزرعون محصول الحنطة بما بين 8 آلاف و10 آلاف فلاح. ويعاني هؤلاء من ظلم وغُبن واضحين من قبل الحكومة الاتحادية، ويطالبون بحقوقهم المسلوبة، في الوقت الذي بذل فيه الفلاح جهداً كبيراً لتوفير السلة الغذائية لأبناء بلده، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول الحنطة.

بابل وديالى

وخرجت جمهرة واسعة من الفلاحين في محافظة بابل، في تظاهرة فلاحية نددوا فيها بالإجراءات الحكومية التي خفضت أسعار المحاصيل الزراعية، وشارك في التظاهرة أعضاء من مجلس المحافظة ومجلس النواب.

وطالب المتظاهرون بالعدول عن القرار الحكومي واعتبروه مجحفاً، وكذلك اكدوا أهمية استلام محصول الحنطة خارج الخطة الزراعية.

كما خرجت تظاهرات واسعة في ديالى، طالب الفلاحون فيها بإلغاء القرارات التي اتخذها الحكومة والعودة الى التسعيرة السابقة.

*******************************************

راصد الطريق.. بطاقتك الانتخابية .. يـاطالب!

في قلب فلسفة كارل ماركس يترسّخ اعتقاد بأن الرأسمالية لا تترك شيئاً مقدساً، وبالتالي فإن الاوليغارشية التي صنع المال العام إمبراطورياتها، تحاول أن تتآمر على وعي الناس من خلال مشاريعها المشبوهة وغيرها.

أحد الشخصيات السياسية المتنفذة ممن تتمدّد مشاريعهم في قطاعي التعليم والطب، حوّل جامعته الأهليّة إلى مقر حزبي للترويج الانتخابي لائتلافه، عبر تشكيل مجاميع طلابيّة تتحرك بين الطلبة وتطلب منهم بطاقاتهم الانتخابية، في مقابل منحهم تخفيضاً مالياً في أجور الدراسة، ومساعدات اخرى.

مع كل انتخابات يشكل المال السياسي علامة فارقة لصالح قوى المحاصصة والفساد، التي راكمت سرقاتها خلال العقدين الأخيرين، بينما يتفاقم الفقر والبؤس لدى عامة المجتمع. فتبقى الأغلبية أسيرة لواقعها الذي تتحكم به الأقلية الحاكمة.

ويكمن الحدّ من فاعلية المال السياسي في تطبيق قانون الأحزاب، الذي يمكن أن يفسح المجال أمام مسارات مهمة للتغيير والانفتاح على القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية الأخرى. كما ان هذا يمنح العملية الانتخابية مشروعية وشفافية ونزاهة اكبر.

الأيام اللاحقة ستشهد ايقاعا عاليا للشعارات التسويقية التي تتبناها أحزاب السلطة، وستتحول أذرعها إلى أدوات للتربح الانتخابي عبر استغلال حاجة الناس. لكن يبقى الرهان على وعي الناس، وبضمنهم الطلبة، الذين يظلون أملنا الكبير في صنع مستقبل أكثر عدالة.

*****************************************************

الصفحة الثانية

احتجاجات في بغداد والديوانية تطالب بالتعيين وتوزيع الأراضي

بغداد – طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد، وقفة احتجاجية لموظفي الشركة العامة لتجارة المواد الإنشائية، طالبوا فيها بتوزيع قطع الأراضي على الموظفين المستحقين وعدم إحالة مواقع الشركة على الاستثمار.

وأكد المتظاهرون في أحاديث لـ"طريق الشعب"، ان "عددا من الموظفين في الشركة سجلت لهم قطع أراض منذ اربع سنوات، لكنهم حتى الان لم يتسلموا هذه القطع"، فيما طالب آخرون بمنع إحالة مواقع الشركات الى الاستثمار، وعدوا ذلك فسادا كبيرا يمهد لتسليم القطاع العام الى كبار الفاسدين والتجار.

ويوم امس الأول، نظمت في ساحة التحرير ببغداد، تظاهرة شارك فيها العشرات من خريجي محافظة واسط ممن عملوا في مشروع التعداد السكاني، مطالبين بتعيينهم وتوفير وظائف دائمة لهم، مؤكدين أن جهودهم في إنجاح التعداد السكاني تستحق التقدير والتثبيت على الملاك الوظيفي.

وفي محافظة الديوانية، نظم عدد من المحامين وقفة احتجاجية أمام مبنى البلدية، طالبوا خلالها بشمولهم في توزيع قطع الأراضي أسوة بباقي الشرائح، مؤكدين أن حقهم في السكن مكفول وفق الدستور والقوانين العراقية.

وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد المطالبات الشعبية بتوفير فرص عمل وتحقيق العدالة الاجتماعية.

**********************************************

التنافس يحتدم بين المتنفذين.. موعد الانتخابات يقترب والوعود العرقوبية تتزايد

متابعة – طريق الشعب

ما زالت سياسة القوى المتنفذة ونهج المحاصصة والفساد يفاقمان الهوة الاجتماعية والاقتصادية بين شرائح المجتمع المختلفة، فبينما يواصل نصيب فئة قليلة من المواطنين الذين يسيطرون على الثروة الارتفاع، تبقى الاغلبية الساحقة من المجتمع تعاني من صعوبات معيشية كبيرة، لا تمكّنهم من تأمين واحتياجاتهم المعيشية اليومية.

في المقابل يتلقى هؤلاء الأكثرية وعودا بالجملة من المتنفذين، لكن ينتهي بهم الامر الى الاحتجاج السلمي، رافعين شعارات مطلبية عادلة، ومؤكدين احقيتهم في العيش الكريم.

وحين تصل المطالب الى المتنفذين، تُقابل بالتسويف والتعطيل تارة، او الاستفادة منها سياسياً وانتخابياً تارة أخرى، وهذا ما برز في احتجاجات المعلمين الأخيرة؛ اذ استخدمت المطالب وسيلة لعدد من النواب والمسؤولين في الحكومة كدعاية انتخابية فارغة، سرعان ما تبين زيفها.

سباق سياسي واعلامي

وبدأت الحكومة ومجلس النواب ومسؤولون تنفيذون سباقا سياسيا وإعلاميا على إعلان تقديم حزم من المخصصات والحوافز للكوادر التربوية التي تظاهرت في الأيام الماضية، وأثار ذلك جدلاً واسعاً حول مدى جدية هذه القرارات من جهة، ومدى التنسيق بين الطرفين لتحقيقها من جهة ثانية.

ويتساءل مراقبون حول ما إذا كانت هذه الخطوات تهدف فعلاً إلى دعم المعلمين، أم إلى كسب تأييدهم في ظل الاستحقاقات السياسية القادمة.

قراءة القانون.. إنجاز؟

وقرأ مجلس النواب، اخيراً (القراءة الأولى لتعديل قانون وزارة التربية رقم 22 لسنة 2011)، والذي يتضمن رفع مخصصات المعلمين واحتساب الخدمة في المناطق الريفية بشكل مضاعف، وتثبيت عقود 2020 وصرف مستحقات عقود 2024، إضافة إلى شمول التربويين بقطع أراضٍ سكنية.

ومع ان "القانون ما زال في بداياته التشريعية ولم يُقر بعد، تحدثت رئاسة مجلس النواب وأعضاء فيه بان ما جرى هو (إقرار) لحزمة قرارات تشريعية داعمة للمعلمين، وهو ما أثار استغراباً واعتراضاً من المعلمين والناشطين ونواب آخرين".

وقال مراقبون، ان القانون لم يصوت عليه بعد، وان الحديث عن انجاز سابق لأوانه.

حزمة حوافز جديدة

وفي طور منافسة الحصول على ود المتظاهرين من المعلمين، أصدر مكتب رئيس الوزراء حزمة حوافز تشجيعية خاصة بالملاكات التربوية والتعليمية والمرشدين التربويين العاملين في المناطق الريفية والنائية.

وتضمنت هذه الحزمة إضافة سنتين خدمة فعلية بعد إكمال خمس سنوات في المناطق الريفية، وزيادة أجور النقل بنسبة 50%، ومنح قطع أراضٍ بعد عشر سنوات خدمة، وحوافز معنوية وجوائز تكريمية، مع توصية بالتنفيذ التدريجي كنموذج أولي.

واعتبر مراقبون وتربويون هذا الإجراء يتعارض مع خطوة تعديل قانون وزارة التربية، ويمثل حالة من السباق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ما قد يؤدي الى تضارب السياسات، ويصعب الوصول الى حل مناسب.

سباق أم تعاون؟

مراقبون ومحللون يرون أن "ما يجري ليس مجرد تعاون بين مجلس النواب ومكتب رئيس الوزراء لدعم المعلمين، بل هو ربما سباق سياسي لكسب تأييد شريحة المعلمين والكوادر التربوية، التي تمثل قاعدة شعبية كبيرة وحيوية في المشهد العراقي. كل طرف يحاول تقديم مكاسب ملموسة قبل إقرار القانون رسمياً، في محاولة لتعزيز موقفه السياسي".

وفي هذا السياق، دعا عضو مجلس النواب باسم الغريباوي، الحكومة الى ايجاد حلول نهائية لمشاكل الفلاحين والتربويين وغيرهم من شرائح المجتمع الذين يتظاهرون يومياً للمطالبة بحقوقهم المادية. 

وقال الغريباوي في حديث صحفي، انه "لا توجد مشكلة عصية، جميع مشاكل المجتمع لها حلول في حال وجود إرادة حقيقية للإصلاح".

واشار الى ان "أكثر الحلول التي تطرح غير دائمية ومؤقتة والغرض منها عبور المرحلة الحالية"، منوهاً الى ان "هذه المشاكل ستتجدد مرة اخرى اذا لم يتم وضع حلول نهائية لها". 

واوضح ان "ملفات التربية والزراعة وغيرها من المشاكل ليست وليدة اللحظة وانما جاءت نتيجة تراكمات والاخطاء الماضية، الى ان وصلت الى مرحلة الانفجار"، مشيراً الى ان "التظاهرات والاحتجاجات ستأخذ طابعاً تصاعدياً وتستمر في حال لم يتم حلها بشكل جذري".

وتواجه الحكومة ومجلس النواب تحدياً كبيراً في التنسيق والتوافق على حزمة شاملة من الإصلاحات والمخصصات للمعلمين، وسط ضغوط شعبية متزايدة. ما بين قراءة أولى لقانون لم يُقر بعد، وحزمة حوافز منفصلة من مكتب رئيس الوزراء، يبدو أن المعركة السياسية على دعم المعلمين قد تحولت إلى سباق لتقديم المكاسب، بدلاً من شراكة حقيقية تخدم مصلحة هذه الشريحة الحيوية.

المتظاهرون السلميون من الفئات والشرائح المتضررة من نهج المحاصصة الفاشل، ينتظرون ان تحقق مطالبهم بالعيش الكريم وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة النظر في سياسات توزع الثروة.

**************************************************

صلاح الدين تعلن حالة طوارئ ودهوك تمنع تسلل الفيروس للمحافظة.. الحمى النزفية تعود الى الواجهة

والزراعة تطلق حملة وقائية في عموم البلاد

بغداد ـ طريق الشعب

عادت فيروس الحمى النزفية الى الواجهة مرة أخرى، بحدوث عدد من الاصابات في المحافظات، بينها حالتا وفاة، الامر الذي يستلزم اعتماد تدابير وقائية في المراعي ومحال القصابة وغيرها.

وأعلن وزير الصحة، امس الإثنين، تسجيل (19) إصابة بالحمى النزفية في العراق.

وقال في مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة، إن "الإصابات المسجلة تتركز في محافظة ذي قار بواقع (7) إصابات، و(4) في كركوك، و(3) في المثنى، وبقية الإصابات توزعت بواقع إصابة واحدة في عدة محافظات، وأن حالات الوفيات المسجلة هي اثنتان فقط".

وأضاف أن "أحد المتوفين هو من منتسبي دائرة صحة كركوك، وقد تعرض للإصابة نتيجة التماس المباشر مع أحد المرضى المصابين بهذا المرض"، مشددا على "أهمية الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها من قبل ربات البيوت ومربي المواشي والقصابين".

كما أكد "أهمية وضرورة استخدام الكفوف وغسل اللحوم جيداً قبل طبخها للوقاية من الإصابة".

ويعد الحمى النزفية من الأمراض الفيروسية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بطرق متعددة، وقد تؤدي مضاعفاته في بعض الأحيان إلى الوفاة. وينتقل هذا الفيروس عادة عن طريق لدغة كائن صغير يُعرف بـ"القراد"، والذي يحمله من الحيوان إلى الإنسان. فيما تكمن خطورة المرض في أن الحيوانات المصابة لا تظهر عليها الأعراض، بينما يتسبب في تدهور حاد في صحة الإنسان.

وتتعدد أنواع الحمى النزفية وتشمل عدة فيروسات قاتلة، من بينها: إيبولا، لاسا، دنغي، ماربورغ، والحمى الصفراء.

حالة طوارئ في صلاح الدين

وأعلن مجلس محافظة صلاح الدين، امس، دخول المحافظة في حالة طوارئ صحية، عقب تسجيل إصابات بفيروس الحمى النزفية في عدد من المحافظات، وتشكيل خلية أزمة لمواجهة أي طارئ صحي محتمل.

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في مجلس المحافظة، سيف المهند، إن "مجلس محافظة صلاح الدين عقد اجتماعاً موسعاً لمناقشة تطورات انتشار فيروس الحمى النزفية، وتسجيل العديد من الإصابات في محافظات عراقية، والسعي لاتخاذ كافة الإجراءات لمنع تسجيل أي إصابة داخل حدود المحافظة".

وأضاف، أن "رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، أكد أن المحافظة في حالة طوارئ صحية، وشدد على ضرورة استمرار الاجتماعات والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، عقب تشكيل خلية أزمة مختصة لمواجهة أي طارئ صحي".

وأشار المهند إلى أن "تقييماً شاملاً أُجري للأوضاع في مدينة تكريت وبقية مدن المحافظة، ولم تُسجل حتى الآن أي إصابة بالحمى النزفية، لكن هذه التحركات تأتي ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية، لا سيما بعد تسجيل إصابات مؤكدة في محافظة كركوك مؤخراً".

وتابع أن "المحافظة بصدد تنفيذ خطة شاملة تتضمن عدداً من المحاور، أبرزها منع دخول المواشي من المناطق المصابة بالتنسيق مع الحكومة المحلية، إضافة إلى تكثيف عمليات التعقيم المجاني، وإطلاق حملات توعية صحية لمكافحة مصادر العدوى والتأكيد على أهمية الإجراءات الوقائية".

حملة كبيرة في دهوك

وأكد المسؤول البيطري في محافظة دهوك أحمد المزوري، أن المحافظة لم تسجل حتى الآن أي إصابات بالحمى النزفية.

وقال المزوري، أمس، إن "المستشفيات البيطرية وبالتعاون مع الجهات الصحية بدأت خطة واسعة وحملة كبيرة، لمنع انتشار فيروس الحمى النزفية".

وأضاف "قمنا بغلق عدد من محلات القصابة المخالفة لشروط السلامة، وأطلقنا أكبر حملة توعية، ويجب على المواطن أن يتعاون معنا، لبقاء المحافظة خالية من هذا الفيروس".

وأشار إلى أنه "مع تسجيل حالة وفاة وإصابات في كركوك، فإن محافظات إقليم كردستان دخلت حالة الإنذار، ورفعت من استعدادها، لمنع انتشار الفيروس".

حملة وطنية وقائية في الربيع

من جهته، أكد مدير دائرة البيطرة في وزارة الزراعة حبيب الخفاجي، إن الوزارة وزعت شحنات من الأدوية والمستلزمات الوقائية بين المستشفيات البيطرية في المحافظات لغرض حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية.

وأشار إلى استمرار الحملة الوطنية الوقائية الربيعية المجانية لتغطيس الأغنام والماعز ورش الأبقار والجاموس وحظائر الحيوانات بمضادات حشرة القراد، للسيطرة على الوسيط الناقل المسبب لمرض الحمى النزفية، إذ تنفذ بمشاركة أكثر من 250 فرقة من الأطباء البيطريين مع تشكيل فرق جوالة، وتستمر حتى نهاية نيسان الحالي.

ولفت الخفاجي إلى تفعيل عمل الرقابة والتفتيش بالتنسيق مع وزارات الصحة والبيئة والبلديات والجهات الأمنية ودوائر البيطرة، للحد من الجزر العشوائي ومنع حركة الحيوانات من الأماكن الموبوءة إلا بشهادة صحية تؤكد خلوها من طفيلي (القراد).

وأضاف، أن هناك حملات توعية صحية بيطرية لمربي الحيوانات بشأن مرض الحمى النزفية وطرق الوقاية، واتباع جميع الضوابط الصحية للحد من خطورة الأمراض المشتركة.

*****************************************************

بيان اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط حول ما تعرض له الفلاحون من قمع

تستنكر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط أعمال القمع التي تعرض لها جمهرة الفلاحين المزارعين هذا اليوم ‏20‏/04‏/2025 خلال التظاهرة الفلاحية أمام مجلس محافظة واسط للمطالبة بحقوقهم التي كفلها الدستور، وهذا الفعل يتنافى مع أبسط حقوق المواطنة، فبدل أن يقدم دعم مجزي لمنتجي خبز الشعب، وبدل من الاستماع إلى مطالبهم والعمل على إيصالها للجهات العليا واجهتهم السلطات في المحافظة بخراطيم المياه الحارة وفرقتهم بقوة. لذا نطالب الجهات المسؤولة محاسبة من أشرف ونفذ هذه الاعتداءات وتقديم الاعتذار لجمهور الفلاحين والاستماع إلى طلباتهم والعمل على تنفيذها وتذليل كل المشاكل والمعوقات التي يواجهونها، ومن الضروري أن يقدم دعم كبير لقطاع الزراعة لأنه من القطاعات الإنتاجية المهمة التي ترفد المواطن والاقتصاد على حد سواء.

اللجنة المحلية

للحزب الشيوعي العراقي

في واسط

******************************************************

البابا فرانسيس .. وداعا!

لوحت الايادي على امتداد العالم صباح امس الاثنين 21 نيسان، مودعة بابا الفقراء فرانسيس، الذي رحل بعد 12 عاما من اعتلائه كرسي البابوية، حقق خلالها عديدا من الإصلاحات الكنسية الجريئة، واتخذ مواقف منفتحة غير مسبوقة ضد الظلم ومن اجل السلام والحوار بين الأديان ونحو تحقيق العدالة الاجتماعية، منتقدا الحكومات التي تتقاعس عن دعم الفئات الأشد فقرا في المجتمع.

اشتهر البابا الراحل بالتواضع ونبذ مظاهر البذخ، وعُرف بعبارته الذائعة: كم اود ان تكون الكنيسة فقيرة ومن اجل الفقراء.

ربطت البابا فرنسيس علاقة متميزة بالشرق الأوسط، تجلت في مواقف اعتُبرت واضحة وجريئة تجاه الصراعات في المنطقة. وفيما يُذكر دائما توقيعه الوثيقة الإنسانية "الاخوة" سنة 2019 مع شيخ الازهر أحمد الطيب، لا يُنسى خصوصا كونه كان اكثر صراحة بشأن العدوان الصهيوني على غزة، وادانته لهجماته الوحشية على سكان القطاع وعلى الفلسطينيين عموما. وقد تطرق في لآخر موعظة له الى الحرب في غزة ودعا الى وقف اطلاق النار.

ونتذكر نحن في العراق زيارته التاريخية في آذار 2021الى بلدنا، وما حفلت به من احداث مهمة بالنسبة للعراقيين من المسيحيين والمسلمين.

في هذه المناسبة الحزينة نتوجه بالتعازي الحارة الى اخوتنا المسيحيين العراقيين، والى اتباع الديانة المسيحية في العالم كله، كذلك الى سائر من تابعوا بتقدير وعرفان مساعي البابا الراحل، خلال الاثني عشر عاما الماضية ، في مصلحة ملايين المحرومين والمهمشين ولخدمة قضايا السلام والأمن والعدالة الاجتماعية في العالم.

****************************************************

الصفحة الثالثة

حراك شكلي يخفي أهدافاً سياسية الامتيازات المالية للمسؤولين  ملف ينشط في مواسم الانتخابات

بغداد -طريق الشعب

تتجدّد من وقت لآخر الدعوات لإعادة النظر في الرواتب والامتيازات الممنوحة للرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها، بينما تواصل الفجوة بين المواطن والمسؤول الاتساع، نتيجة لتحكم فئة محددة بمقدرات البلد.

وفي حين تبدو هذه الدعوات منسجمة ومتسقة ظاهرياً مع مطالب الشارع المتزايدة خصوصاً في الايام الاخيرة التي تفجرت فيها الاحتجاجات بمختلف مناطق البلاد، مطالبة بتعديد سلم الرواتب وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلا أن توقيتها وغياب المعالجات الجذرية الحقيقية يطرحان تساؤلات جادة حول مدى صدق النوايا، في ظل استحقاقات انتخابية قريبة، ما يجعل هذا الحراك بنظر كثيرين أقرب إلى المناورة السياسية منه إلى مشروع إصلاحي حقيقي.

حراك نيابي

وكشف عضو مجلس النواب فراس المسلماوي، اخيراً، عن جمع أكثر من 60 توقيعاً نيابياً، لتعديل قانون سلم رواتب الموظفين، وكذلك تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والنواب والدرجات الخاصة، كافة في عموم العراق لتحقيق العدالة الاجتماعية".

وأضاف "نحن مع مطالب المعلمين وشرائح الموظفين في الوزارات والمؤسسات الدولة كافة"، مشيراً إلى أن "الطلب قُدم إلى رئاسة مجلس النواب لتفعيل عمل لجنة الرواتب لتحقيق العدالة الاجتماعية برواتب الموظفين، وأن الراتب الأدنى للموظفين سيحدد لاحقاً".

عبء الرواتب الخاصة

ومع تصاعد الدعوات المطالِبة بمراجعة رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث، وأعضاء مجلس النواب، والدرجات الخاصة، يرى الباحث والأكاديمي جليل اللامي أن هذا الحراك، رغم ما يحمله من مطالب مشروعة تتوافق مع نفس الشارع العراقي، لكنه لا يخلو من بُعد سياسي واضح، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. إذ تشير المعطيات إلى سعي بعض الأطراف لتوظيف هذا الملف انتخابيًا، من دون أن تقترن تلك المطالب برؤية إصلاحية شاملة ومتكاملة.

وقال اللامي في حديث مع "طريق الشعب"، أن "الامتيازات الممنوحة لكبار المسؤولين تمثّل عبئًا ماليًا ورمزيًا على الدولة، إذ تُنفق الحكومة أكثر من 1.5 ترليون دينار سنويًا على هذه الفئة، وتشمل المبالغ مخصصات السكن، الحماية، النقل، الوقود، إضافة إلى الرواتب التقاعدية، ما يُسهم في تعميق فجوة الثقة بين المواطن والدولة".

وتابع قائلاً انه برغم أن "هذه المبالغ قد لا تمثل نسبة كبيرة من الموازنة العامة السنوية التي تتجاوز 200 ترليون دينار، فإن رمزية استمرار تلك الامتيازات وسط أزمة مالية وإنفاق حكومي مترهّل، تعكس غيابًا حقيقيًا لرؤية اقتصادية إصلاحية".

واعتبر اللامي أن "القلق اليوم لا يرتبط فقط بارتفاع النفقات، بل بغياب الاستراتيجيات الجدية لإصلاح الهيكل الاقتصادي، في ظل التوسّع الكبير في الإنفاق التشغيلي على حساب الإنفاق التنموي والإنتاجي"، مضيفاً ان "أي حراك يُطرح في هذا السياق يجب أن يكون جزءًا من حزمة إصلاح شاملة، تتضمن مراجعة النظام المالي والإداري، وليس مجرد إجراءات انتقائية تفتقر إلى الاستدامة".

وواصل اللامي القول أن "مجلس النواب، وبكل أسف، لم يشهد خلال السنوات الأربع الماضية أي تشريع نوعي على الصعيد الاقتصادي، كما لم يمارس رقابة فاعلة على الأداء المالي للدولة، ما يثير تساؤلات جدية حول توقيت الحراك الحالي ودوافعه".

ودعا إلى "تقييم جدوى استمرار المؤسسات التشريعية إذا لم تكن بمستوى التحديات الوطنية، لا سيما في القضايا الاقتصادية الحساسة".

وختم اللامي بالقول: إن "المعالجة الجذرية باتت ضرورة لا تحتمل التأجيل"، داعيًا إلى إعادة هيكلة الامتيازات، وتحديد سقف أعلى للرواتب والمخصصات، وتطبيق مبادئ العدالة والشفافية ضمن إطار إصلاح اقتصادي شامل، لا مجرد شعارات وقتية أو خطوات مرتبطة بالمواسم الانتخابية".

امتيازات بلا منطق

فيما قال الناشط السياسي هشام الجبوري إن “رواتب الرئاسات الثلاث والامتيازات المرتبطة بها تمثل عبئًا كبيرًا على موازنة الدولة، إذ لا تنتهي هذه الامتيازات بانتهاء الدورة الانتخابية، بل تستمر عبر إحالتها إلى هيئة التقاعد، ما يعني تراكمًا مستمرًا للامتيازات دون توقف، وهو أمر غير منطقي في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها المواطن العراقي”.

وأوضح الجبوري، أن “العراق يعاني من ظاهرة متكررة تتمثل بظهور ما يُسمى بالإنجازات قبيل كل انتخابات، وهي ليست سوى أدوات دعائية تهدف إلى كسب تعاطف الشارع، من خلال تبني ملفات تحاكي همومه وتطلعاته، لكن دون نية حقيقية لمعالجتها جذريًا”.

وأضاف: ان “الشارع العراقي يدرك جيدًا أن الطبقة السياسية تتمتع بامتيازات ضخمة على حساب الناس، وأن ما يُطرح من مشاريع أو خطوات إصلاحية في المدة التي تسبق الانتخابات لا يمكن فصله عن الحملات الانتخابية المبكرة، وإلا فلماذا لم يُفتح هذا الملف طوال السنوات الأربع الماضية؟ ولماذا يجري التركيز عليه الآن فقط مع اقتراب انتهاء الدورة البرلمانية؟”.

وختم بالقول إن “أي تحرك في اللحظة الأخيرة لا يمكن اعتباره جهدًا إصلاحيًا حقيقيًا، بل هو محاولة لكسب الشارع في الوقت الضائع، ولو كانت هناك نية صادقة للتغيير، لكان الأجدر فتح هذا الملف في بداية الدورة وليس في نهايتها”.

********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق.. تحسن المكانة  وتحدي المتغيرات في المنطقة

لصحيفة "ذي ناشيونال" الناطقة بالإنكليزية، كتب محمد علي حريصي، مقالاً حول المتغيرات التي يشهدها دور العراق في المنطقة، أشار فيه إلى أن العراق قد تجاوز أخيرًا مرحلة العنف إلى مرحلة النفوذ، مستنداً في ذلك إلى تصريح للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، محمد الحسن، الذي أعرب عن تصوره بأن العراق، الذي عانى لعقود من العنف تقلص خلالها دوره الإقليمي، قد تحوّل الآن من ضحية للصراع إلى دولة تستعيد مكانتها المؤثرة في الشرق الأوسط.

إمكانيات متميزة

وذكر الكاتب بأن مشاركة العراق وتأثيره في المنطقة والعالم بأسره سيساعد العراقيين على التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم مسار هذا التعافي من خلال منحه المساحة اللازمة لمعالجة تحدياته الداخلية والتغلب عليها بشكل مستقل.

ونقل الكاتب عن الدبلوماسي العماني والأممي المخضرم تفاؤله من تطور دور العراق في مواجهة الأزمات، ليس فقط في الشرق الأوسط لوحده بل وفي العالم، لاسيما والبلاد ذات تاريخ عريق وغنية بالثروة المعدنية والنفطية وبالموارد البشرية التي مكنتها من معالجة جروح هائلة سببتها حرب الثماني سنوات مع إيران والغزو الأمريكي في عام 2003 ثم الصراع الداخلي للقضاء على الإرهاب.

إعادة الاندماج

وتحدث المقال عن سعي بغداد لإعادة الاندماج في المنطقة وإصلاح علاقاتها تدريجيًا مع الجيران والموازنة بعناية بين العلاقات بين الخصوم، مثل إيران والولايات المتحدة، وهي اليوم أكثر انسجامًا مع المجتمع الدولي مما كانت عليه قبل بضع سنوات.

وذكر الكاتب بأن ممثل الأمم المتحدة أخبره بأن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني القادم، تعتبر إحدى أهم أولويات البلاد، التي قد تُعيد تشكيل المشهد السياسي العراقي، خاصة إذا لم يتكرر الصراع السياسي الداخلي الذي حدث بين النخبة الحاكمة بعيد انتخابات 2021، وأدى إلى تأخير تشكيل حكومة جديدة لما يقارب العام.

الانتخابات

وبعد أن أوضح الكاتب الظروف التي جرت فيها انتخابات عام 2021 وفق القانون الذي قسم المحافظات إلى دوائر انتخابية أصغر، ومنح مقاعد للحزب الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في كل منها، مما ساعد الأحزاب الفتية وتلك المدعومة من حركة الاحتجاج، على الحصول على تمثيل في البرلمان، تطرق إلى قيام البرلمان بإجراء تعديلات على القانون، يعتبرها الكثيرون مفصلة على مقاسات الأحزاب الأكبر والأكثر رسوخًا، مما يُصعّب على المستقلين الفوز بمقاعد.

ويبدو إن لممثل الأمم المتحدة رأي مختلف حين لم يبد أي قلق بشأن العملية الانتخابية، لإعتقاده بأن هناك مستوى من النضج السياسي الذي شهده العراق في السنوات القليلة الماضية، مما يجعله متفائلاً من أن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة وحرة، خاصة مع ما يتمتع به العراقيون من مستوى تعليمي عالٍ يمكنهم من اختيار الأشخاص المناسبين الذين سيمثلون تطلعاتهم وأهدافهم، على حد تعبيره.

وتطرق المقال إلى النقاشات والتحديات الداخلية الرئيسية، ومنها الدور المستقبلي للفصائل المسلحة وتحديات احتياجات النمو السكاني، وتنويع اقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز، ومكافحة الفساد، وتساءل عما إذا كانت ستترك آثارها على العملية الانتخابية.

وفيما رفض المبعوث الاممي التعليق على هذه التحديات، باعتبارها قضايا داخلية بحتة، اتفق مع الكاتب على اهمية حماية أمن العراق وتجنيبه مخاطر عودة الإرهاب وتحسين الأجواء السياسية بينه وبين النظام الجديد في سوريا.

************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. مع لينين من جديد 

إبراهيم إسماعيل

- هل ما زلت لينينيا؟!

سؤال تسمعه من كثيرين، وبنبرات مختلفة، منها ما يحمل سخرية وتشفياً بليدين، ومنها ما يحمل رغبة باكتشاف سر التمسك بفكرة طالما أوهم خصومها أنفسهم بفنائها واحتفوا بوهمهم هذا، ومنها ما يعكس توقاً للاستزادة من معين يسار لم يحنّط الرجل ليتخذه قديساً ولم يحذف سفره من الذاكرة، رضوخاً لأباطيل العدو الطبقي. يسار رأى التجديد في التعلم من كل صواب لينين وفي التعلم من كل أخطائه. يسار يلتقط انتباهات لينين لمسألة بناء الحزب، من نساء ورجال، يمنحون القضية كل حياتهم ولا يشغلون بها شيئاً من أوقات فراغهم فقط. يسار يرى بعينين ناقدتين كيف رفض الرجل التوافق الطبقي وأصر على قطيعة جذرية مع المستعبدِين، مع من يحرمون البشر من آدميتهم. يسار يرى كيف درس لينين جملة الظروف الذاتية والموضوعية فاقتنص اللحظة الثورية، كيف درس سلوك كل القوى القادرة على المساهمة في التغيير، من حلفاء واصدقاء بل وحتى أعدقاء، فمد جسور التعاون معهم لتغيير موازين القوى مع العدو.

يسار يتعلم من لينين العلاقة التي لا تنفصم بين حق تقرير المصير وبين حل المسألة الاجتماعية – الطبقية، علاقة لا تجد في فكرة التفوق القومي سوى خيانة للشيوعية. يسار يتعلم منه استراتيجة حماية السلم العالمي وكل التكتيكات الجريئة وغير المسبوقة التي اتبعها ضد الحرب ومشعليها. يسار يتعلم منه علاقة جدلية تجمع بين نضال اقتصادي لتحقيق ظروف عمل أحسن ودخل أعلى وخدمات مقوننة، ونضال سياسي نحو الاشتراكية وكفاح فكري يؤصل ما بقيّ نابضاً من الماركسية ويجدد ما تقادم منها، ليبني قدرته على تحديد المهام الثورية الملموسة في الظرف الملموس، كإتقان العمل في أكثر البرلمانات والنقابات والمنظمات رجعية، وكإدراك الحقيقة بأن الثورة مستحيلة بدون أزمة وطنية شاملة، لا ترضى الطبقات المسحوقة فيها العيش بالطريقة القديمة ولا يمكن للمستعبدين حينها فرض عبوديتهم على الناس كما اعتادوا. يسار يرفض العفوية ويؤكد صحة ماقاله لينين (أعطونا منظمة من الثوريين وسنقلب روسيا رأسا على عقب).

- ولكن ألا يتعارض التجديد مع التمسك بلينين؟

يجيب غوركي وكروبسكايا وجون ريد ودرجينسكي وكلارا زيتكن في كتاباتهم وحواراتهم عن السؤال فينقلون لنا كيف أكد لينين مراراً على أن الفكرة بالنسبة له ولرفاقه، أداة عمل وليست نصاً مقدساً، وإنها تتعارض مع التزمت وضيق الأفق وصبيانية المتياسرين وشيخوخة الدوغمائيين، وكيف دعا للاستفادة من الجديد في تطوير الفكرة والفعل.

ولهذا ينهل اليسار اليوم من نبع لينين، ليصحح العلاقة التي شُوهت بين الديمقراطية والاشتراكية، بين المركزية وطوعية الالتزام، بين الجمود عند تعاريف تقادمت للطبقة ودور الدولة والملكية العامة لوسائل الانتاج ومعالم الصراع الطبقي وبين واقع يشترط إجابات تتيح الاستفادة من الإستقلال النسبي للدولة قبل اضمحلالها وعن شكل المؤسسات الشعبية وأشكال التنظيم الذاتي والديمقراطية المباشرة أو التشاركية، عن الطبقة (الطبقات) التي ستدير النظام الاجتماعي البديل، عن الوقت والتدبير الذي يحتاجه تراكم النمو المطرد للتنظيم الذاتي، لتطوير ميزان القوى، للاستيلاء على الدولة والانتاج وتحويلهما.

يسار يُعْمل العقل بأسلوب لينين في فهم جوهر الصراعات الطبقية وما تعتمل فيها من حركة، ولا يخشى الاعتراف بأن الجمود عند ما رآه لينين نقيضا للتجديد، وإن المسار الثوري والعلمي يبقى في أن ننهل مما قاله ونبني عليه.

بعيد ميلاده 155 الذي يصادف اليوم، انحني في رحاب القائد الفذ، وأضع قلبي عند ضريحه زهرة وفاء، وأقول مجداً يا معلمنا على مامنحته للبشرية من خير وجمال.

***************************************************

الصفحة الرابعة

بيئة القطاع الخاص تعاني غياب التنظيم وانعدام الرؤية تنفيذ شكليّ لقانون العمل والعمال يشكون من الاستغلال وغياب الضمان القانوني

بغداد -طريق الشعب

برغم الجهود الحكومية المعلنة لتحفيز القطاع الخاص في العراق، لا تزال التحديات المتراكمة تعيق تحوله إلى احد مصادر توفير فرص العمل وإمكانية لتنويع الموارد؛ ففي وقت يعاني فيه القطاع العام من الترهل والبطالة المقنعة، يظل القطاع الخاص بيئة طاردة للعمالة، لا سيما في ظل غياب الضمانات القانونية والاجتماعية، وعدم تكافؤ الفرص والامتيازات بينه وبين نظيره الحكومي.

وفي هذا الإطار، تبقى أبرز الإشكاليات التي تواجه القطاع الخاص، من ضعف في تطبيق القوانين وخصوصاً قانون العمل، إلى غياب دور الدولة في تنظيم ومتابعة سوق العمل، فضلاً عن تأثير الفساد الإداري وتعدد المرجعيات الرقابية، بدون معالجات ما جعل البيئة الاستثمارية غير جاذبة ومثبطة للراغبين في الانخراط بالقطاع الخاص، سواء من أصحاب العمل أو الباحثين عن الوظائف.

اشكالات عديدة

وبات القطاع العام مترهلاً ومثقلا بملايين الموظفين ونسب بطالة مقنّعة عالية، وهذا ما تريده القوى السياسية المتنفذة، من اجل محاولة خصخصته وبيعه الى الفاسدين المدعومين من قبلها، في وقت يعاني فيه القطاع الخاص من ضعف شديد في التشريعات التنظيمية، وغياب الرقابة، وتراجع واضح في فرص التدريب والتطوير المهني.

وتُعد قضية تطبيق قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي أحد أبرز الإشكالات التي تُعيق انخراط الشباب العراقي في سوق العمل الخاص، حيث يفتقر العاملون فيه إلى الحماية الاجتماعية والتأمينات الصحية والامتيازات المالية، ما يكرس الفجوة بين القطاعين، ويعزز ثقافة الاعتماد على الوظائف الحكومية.

كما تفتقر بيئة الأعمال في العراق إلى الوضوح القانوني والتنظيمي وتقييد شديد للتنظيم النقابي، في ظل تداخل الصلاحيات بين المؤسسات الحكومية، وغياب جهة مركزية تنظم التصاريح وتراقب الالتزام المهني، ناهيك عن تدخل الجهات الأمنية في نشاطات لا تقع ضمن اختصاصها، ما يزيد من تعقيد المشهد، ويؤخر نمو القطاع الخاص الذي يُعد ركيزة أساسية في أي اقتصاد ناشئ.

ممَ يعاني القطاع الخاص؟

في هذا الشأن قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي إن مشكلة القطاع الخاص في العراق لا تكمن فقط في غياب القوانين، بل في ضعف تطبيقها وغياب المتابعة الجادة من قبل الجهات المعنية"، مشيراً إلى أن "الحكومة قامت ببعض الخطوات الإيجابية، مثل قانون الضمان الاختياري، والذي يُعدّ من القوانين المهمة والمفيدة، إلا أن تطبيقه على أرض الواقع جاء ضعيفاً وغير فاعل".

وتساءل في حديث لـ "طريق الشعب" عن “هل قامت وزارة العمل بتسهيل تنفيذ هذا القانون أو الترويج له ومتابعة تنفيذه؟ الواقع يقول لا، فقد بقي القانون حبراً على ورق، وقلة قليلة من المواطنين فهمت تفاصيله أو استفادت منه فعلياً”.

وأشار الهماشي إلى أن “إنتاجية العامل في القطاع الخاص تعاني من تراجع كبير بسبب عزوف الأيدي العاملة الماهرة وهجرتها إلى خارج البلاد، إلى جانب غياب مراكز التدريب والتطوير المهني”، مضيفاً أن "منظمات المجتمع المدني، التي كان من المفترض أن تلعب دوراً فاعلاً في هذا المجال، ركزت جهودها على الجوانب النظرية والإدارية فقط، مثل التنمية البشرية والإعلام، دون تقديم أي مساهمة حقيقية في مجال التدريب الفني أو تأهيل الكوادر".

وأضاف أن “وزارة العمل بدورها لم تقدم خطوات حقيقية لافتتاح مراكز مهنية تُعنى بتطوير العاملين في القطاع الخاص أو تمنحهم امتيازات مشجعة”.

وفي ما يخص الجوانب القانونية، أشار الهماشي إلى أن “تطبيق القوانين المتعلقة بالقطاع الخاص ما يزال يعاني من إشكالات كثيرة، أبرزها غياب المتابعة، إضافة إلى أن الفساد يبقى أحد الأسباب الرئيسية وراء فشل الدولة في تفعيل بيئة اقتصادية صحية”. وأوضح أن “محاولات الحكومة لمحاربة الفساد كانت خجولة جداً وغير كافية”.

وانتقد الهماشي ضعف الضمانات التي يتمتع بها العاملون في القطاع الخاص، قائلاً إن “الموظف في هذا القطاع يُعامل كمواطن من الدرجة الثانية، فحتى الكفالات في مراكز الشرطة أو المؤسسات الرسمية لا تُقبل إلا من موظفي الدولة، كما أن المصارف لا تمنح القروض إلا لمن يمتلك كفالة حكومية من موظف رسمي، في تجاهل واضح لوجود القطاع الخاص”.

كما أشار إلى مشكلة أخرى تتعلق بتعدد الجهات المعنية بمنح تصاريح مزاولة المهنة، موضحاً أن “هناك تداخلات بين وزارات العمل والبلديات والبيئة، إضافة إلى أمانة بغداد، بل وحتى الأجهزة الأمنية التي تتدخل في منح التراخيص الخاصة ببعض الأنشطة الاقتصادية مثل الكراجات ومعارض السيارات ومواقف النقل، وهو أمر يجب أن يكون خارج نطاق صلاحياتها”.

وأكد الهماشي، أن “كل هذه التحديات مجتمعة جعلت من القطاع الخاص بيئة طاردة وغير جاذبة للشباب أو للاستثمار المحلي”.

وختم حديثه بالقول: “إذا كانت الحكومة العراقية جادة في تنشيط القطاع الخاص وتخفيف الضغط عن القطاع العام، فعليها أن تمنح هذا القطاع امتيازات حقيقية، وتعمل على تسهيل الإجراءات، وتُفعل قوانين الضمان الاجتماعي بطريقة عادلة ومنصفة، مع مراجعة دقيقة وشاملة للسياسات الحالية ومتابعة تنفيذها بصرامة”.

القطاع الخاص بيئة طاردة

من جهته، أكد المحلل الاقتصادي حسنين تحسين أن العراق يواجه إشكالات كبيرة في بيئة العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص، مشيرًا إلى أن القطاع العام لم يحقق أي نجاح يُذكر في تنفيذ مشروع وطني أو جهد اقتصادي فاعل، نتيجة لانعدام الرؤية والتخطيط السليم من قبل الدولة.

وقال تحسين أن “القطاع الخاص ما يزال يُعاني من بيئة طاردة وغير مستقرة، والسبب الرئيس في ذلك هو غياب الضمانات القانونية والاجتماعية، ما جعل المواطنين، وخاصة الشباب، يعزفون عن العمل فيه ويفضّلون اللجوء إلى الوظائف الحكومية”.

وفي ما يخص قانون الضمان الاجتماعي، قال إن تطبيقه في القطاع الخاص ما يزال شكليًا وغير فاعل، مؤكدًا أن "الدولة لا تتابع هذا الملف كما ينبغي".

وأضاف في حديثه مع "طريق الشعب"، انه "من غير المنطقي أن تنتظر الدولة من الشركات أن تُخبرها باحتياجاتها أو بنيتها الوظيفية. يجب أن يكون للدولة دور رقابي وتنظيمي واضح يتيح لها الإشراف على هيكلة هذه المؤسسات، وضمان التزامها بشروط الضمان الاجتماعي بشكل فعلي”.

وشدّد تحسين على أن "غياب الضمانات في القطاع الخاص أثّر بشكل كبير على نظرة الباحثين عن العمل لهذا القطاع، فحين يغيب الأمان الوظيفي، وتتلاشى الامتيازات، يصبح من الطبيعي أن يتوجه الناس إلى القطاع العام الذي ما زال يحتفظ بحد أدنى من الاستقرار والتأمينات”.

كما أوضح أن "الفوارق الكبيرة في الامتيازات الوظيفية، مثل التقاعد، الرعاية الصحية، القروض، والكفالات القانونية، جعلت القطاع الحكومي الخيار الأول والأكثر أمانًا لدى المواطنين، وهو ما أدى إلى “قطيعة شبه تامة” مع القطاع الخاص، رغم الحاجة الملحّة لتنشيطه وتفعيله كجزء من حل أزمة البطالة وتخفيف العبء عن الدولة".

وحول أسباب استمرار عزوف المواطنين عن العمل في القطاع الخاص، أشار إلى أن “البيئة القانونية غير المحفّزة، وغياب الحماية الاجتماعية، والاستغلال وانعدام الرقابة على أصحاب العمل، كلها عوامل جعلت هذا القطاع غير جاذب وغير قادر على المنافسة”.

وختم تحسين تصريحه بالقول: “إن إصلاح القطاع الخاص يتطلب إرادة سياسية حقيقية، تبدأ بوضع رؤية اقتصادية واضحة، وتفعيل القوانين الرقابية، وضمان تنفيذ قانون الضمان الاجتماعي بشكل صارم، وإيجاد توازن في الامتيازات بين القطاعين العام والخاص، حتى لا يبقى أحدهما ملاذًا اضطرارياً والآخر بيئة طاردة”.

*****************************************************

المحاصصة والبيروقراطية والفساد حجر عثرة في المواجهة مع «الاجنبي» متى تستطيع الصناعة المحلية منافسة البضائع المستوردة؟

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعتبر ارتفاع كلف الانتاج، أبرز التحديات التي تواجه الصناعة المحلية في ظل منافستها للبضائع المستوردة التي غالباً ما تكون رديئة، لكنها رخيصة الثمن، بسبب كلفها المخفضة والفساد المستشري في الحدود، والذي جعل البلاد سوقا مفتوحة أمام جميع البضائع والمنتجات التي تتوافق ومعايير السيطرة النوعية والتعرفة الجمركية المنصوص عليها بالقانون.

وتحدث وزير الصناعة والمعادن خالد بتال النجم عن ذلك في احدى ورش العمل، مؤكدا ان الطاقة التشغيلية تشكل نحو 30 في المائة من إجمالي الإنتاج، وهو ما يضعف قدرة المنتج المحلي على المنافسة. وتطرق إلى ان انخفاض عملة الدول المصدرة خصوصاً في دول الجوار، يمنح منتجاتها ميزة سعرية أرخص بكثير من المنتج المحلية، محذراً في الوقت ذاته من إمكانية إعادة انتاج السوق السورية لنفسها بعد تحسن الأوضاع، ما يزيد تحديات الصناعة العراقية

فرص ممكنة.. حلول غائبة

وقال الخبير الاقتصادي دريد العنزي، إن تصريح بتال ليس غريباً، بل ان هناك غيابا للفعل الحقيقي في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وبيّن العنزي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "أحد أبرز الطروحات التي قدمناها تتمثل في منح القطاع الخاص آلية واضحة لتسويق منتجاته، من خلال تفعيل قانون الشراء المحلي، وهو قانون موجود لكنه بحاجة إلى تطوير وتطبيق فعلي".

وينصّ القانون على أن تشتري كل دائرة من دوائر الدولة 50 في المائة من احتياجاتها من إنتاج القطاع الخاص العراقي. وهنا ينبه العنزي الى أهمية التمييز بين الشراكة والمشاركة، فالشراكة تعني دمجًا إداريًا وماليًا، في حين أن ما يقترحه هو منح القطاع الخاص فرصة إنتاج وتوريد حقيقية، مستقلة وقائمة على الجودة والتنافس.

وزاد العنزي بالقول: إن القطاع الخاص العراقي قادر على إنتاج سلع لا تقتصر على المنافسة فقط، بل تتفوق على الكثير من المنتجات المستوردة، ويمكنه تحدي كبرى الشركات الأجنبية التي تدخل السوق العراقية.

وأضاف، أن أي "شركة تستثمر في العراق، سواء في قطاعات السكن أو الزراعة أو الصناعة أو الخدمات، يجب أن تلتزم بشراء 50 في المائة من احتياجاتها من منتجات المحلية، بما يعزز السوق المحلية، ويفعّل دوران المال داخل الاقتصاد الوطني".

وأوضح العنزي، أنّ "عدد الشركات المسجلة بلغ أكثر من 36,000 وهذا رقم كافٍ لدعم السوق المحلية"، متسائلا "هل من المعقول أننا لا نستطيع إنتاج حلويات أو طرشي؟ هل من الصعب أن نؤسس معامل خياطة أو مصانع بسيطة؟ هذه ليست قضية سعر فقط، بل عملية متكاملة".

المنافسة ممكنة

وتطرق الخبير الاقتصادي دريد العنزي الى أهمية ان تعد الجامعات العراقية دراسات جدوى للمشاريع، وان تباشر هذه الجامعات تقديم الحلول القابلة للتطبيق في مختلف المجالات ومنها الزراعة والصناعة، باعتبارها تملك كوادر علمية قادرة على ذلك، مشيراً الى أن "تفعيل آلية تسويق المنتج المحلي، مهما كانت الأسعار، سيؤدي إلى خفضها بشكل طبيعي نتيجة التنافس بين شركات القطاع الخاص نفسه، لا بسبب تدخل الدولة المباشر".

وشدد على أهمية ان يكون لوزارة التخطيط دور فاعل في مراقبة الجودة والتقييس والسيطرة النوعية، للحفاظ على المنتج العراقي وضمان منافسته ومستواه مع المنتج الأجنبي.

ودعا البنك المركزي الى تقديم قروض ميسرة خالية من الفوائد، مع تسهيلات حقيقية بعيدة عن روتين المصارف، مطالبا بأن تكون الموافقات على الإجازات الاستثمارية إلكترونية بالكامل، ودون الحاجة إلى دفع رشاوى أو الدخول في المحاصصة.

واكد أن "مجرد إزالة هذه العوائق عن طريق القطاع الخاص، سيكفي لتشغيل 90 في المائة من المواد الأولية المتوفرة محليًا"، معتبرًا أن الحكومة لا تزال مغلقة تمامًا أمام هذا النوع من الحلول العملية، حيث يتم استيراد منتجات أساسية مثل المناديل الورقية والمياه رغم توفرها في السوق العراقية.

أبرز التحديات

من جانبه، تطرق الخبير الاقتصادي نوار السعدي الى أبرز معوقات قيام الصناعة المحلية وتتمثل في أزمة الكهرباء وصعوبة الحصول على التمويل وتشابك البيروقراطية، فضلًا عن تحدٍ لا يقل أهمية، وهو النظرة السلبية للمستهلك العراقي تجاه المنتج المحلي، الذي غالبًا ما يُقارن بمنتجات أجنبية أرخص سعرًا وأفضل جودة.

واقترح السعدي حلًا يتجاوز الإجراءات التقليدية مثل فرض الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، معتبرًا أنها قد تسهم في حماية السوق المحلي، لكنها ليست كافية بمفردها. بل قد تحمل أثرًا عكسيًا على أسعار السلع وأثقلت كاهل المواطن، لا سيما ذوي الدخل المحدود.

وتطرق السعدي الى إمكانية إيجاد حزمة متكاملة من الإجراءات تبدأ بتقديم حوافز حقيقية للمستثمرين الصناعيين، تشمل إعفاءات ضريبية، وأراضي صناعية بأسعار مدعومة، وتسهيلات مصرفية فعلية تتجاوز الوعود النظرية، فضلاً عن تقليل الروتين وتبسيط الإجراءات التي تعطل أي مشروع جديد.

واكد السعدي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "الإجراءات البيروقراطية تمثل عائقًا جوهريًا أمام تطور الصناعة".

واختتم حديثه بأهمية الاستثمار في البنية التحتية الصناعية والتعليم الفني، لبناء قاعدة بشرية مؤهلة قادرة على النهوض بالقطاع، مضيفًا أنه "اذا لم توفر الجهات المعنية بيئة جاذبة للمستثمر، وغيّرت نظرة الناس للمنتَج المحلي، فسوف تبقى الصناعة العراقية تدور في نفس الحلقة المفرغة".

************************************************

الصفحة الخامسة

رواتب بائسة وشروط عمل خطيرة عمال النظافة يعتاشون على دعم الناس

متابعة – طريق الشعب

في شوارع العراق التي تغيب عنها أنظمة إدارة النفايات الحديثة، يقف عمال النظافة يوميا في مواجهة مع القمامة والأتربة ومخلفات المواد الكيميائية وغيرها من المواد الخطيرة، بلا شروط عمل صحية ولا حماية أو تقدير رسمي. وفي المقابل، يجدون لفتات إنسانية من السكان الذين يحاولون تعويض غياب الدولة، ما يعطيهم حافزاً للاستمرار في عملهم الذي يعدّ بالغ الأهمية.

ويواجه عمال النظافة معاناة طائلة. إذ لا راتب جيدا يوازي جهودهم، ولا ضمان صحيا أو حقوق تجزي أتعابهم. وفيما يناشدون باستمرار، أصحاب القرار ضرورة الإلتفات الى حقوقهم وإحقاقها، لا يجدون اذنا صاغية.

170 ألف دينار شهريا!

العامل حسين الراضي (27 عاماً)، وُلد بإعاقة في قدمه اليسرى، ومنعته ظروف عائلته المعيشية الصعبة من إكمال تعليمه الابتدائي، لكنها لم تمنعه من النهوض يومياً عند الفجر للعمل في تنظيف الأرصفة المجاورة للمطاعم في منطقة الكرادة الشرقية.

يتحدث الراضي عن ظروف عمله، ويقول أنه يعمل بجد، لكن راتبه الذي يبلغ 170 ألف دينار، لا يكفيه لسد احتياجات عائلته. حيث يسكن مع والدته وشقيقتيه، إحداهما طالبة في الجامعة والأخرى في المرحلة الثانوية.

ويضيف في حديث صحفي أن "بعض أصحاب المطاعم يعاملونني كما لو كنت فرداً من عائلاتهم. يمنحونني وجبات طعام يومية، ويقدمون لي مبالغ مالية، خصوصاً في الأعياد. لولا مساعدتهم، لما تمكنت من إعالة أسرتي".

ورغم قسوة الواقع، يرفض الراضي الاستسلام أو التذمر. إذ يقول: "أحب عملي، لكن أتمنى أن تهتم الدولة بنا، خصوصاً نحن الأشخاص المعاقين".

الدعم المجتمعي

من جهته، اضطر عامل النظافة أحمد علي (17 عاماً) إلى ترك مقاعد الدراسة بعمر 11 عاماً، بعد أن أقعد المرض والده، ليصبح المعيل الوحيد لعائلة مكونة من خمسة أفراد.

يتحدث علي عن الدعم الذي يتلقاه من المجتمع قائلا: "يقدّرني الناس كثيراً. يتوقفون ليتحدثوا معي ويُظهرون الاحترام. بعض أصحاب المحال التجارية يمنحونني المال بين حين وآخر، وكثيراً ما يقدمون لي ملابس جديدة".

ويضيف في حديث صحفي قوله أنه "خلال الشتاء الماضي، خلع أحدهم معطفه الثمين الواقي من المطر وأهداني إياه، إذ كنت أختبئ من المطر تحت شجرة. لن أنسى هذا الموقف ما حييت. أشعر أن جهدي لا يضيع سدىً. كما أن حب الناس يُشعرني بأنه لا فرق بيني وبين الآخرين".

مخاطر المهنة

في السياق، يرى العامل قاسم علاوي (32 عاماً)، وهو متزوج وأب لطفلين، أن التضامن المجتمعي هو ما يمنحه القدرة على الاستمرار.

ويوضح في حديث صحفي أن "راتبي لا يكفي لتغطية نفقات الأسرة، لكن أصحاب المحلات يقدّمون لي الدعم باستمرار"، مبينا أن "المحلات تمنحني ملابس لي ولأطفالي. بعضهم يزودني بأدوات ومواد تنظيف أو حاجات منزلية أخرى".

ويتحدث علاوي عن الخطورة التي يواجهها عمال النظافة في عملهم، مبينا أنه "أحياناً، نضطر إلى إزالة نفايات تحتوي على زجاج مكسور أو مواد كيميائية ضارة.

نعمل بأيدينا وبمعدات بسيطة، من دون تأمين صحي أو فحوصات طبية منتظمة".

وتعاني مدن البلاد تدهوراً بيئياً، وضعفاً إدارياً في ملف النظافة والصحة العامة. إذ لا تتوفر الجهات المعنية منظومات حديثة لفرز النفايات أو معالجتها، فيُلقى جزء كبير منها في أماكن عشوائية.

وغالباً ما يستخدم العمال أدوات بدائية في التنظيف وجمع النفايات ويُتركون لمواجهة تحديات بيئية من دون وقاية.

وتشير تقارير بيئية إلى أن نسبة تلوث الهواء في بغداد كبيرة نتيجة انبعاثات المركبات وإحراق النفايات، بينما تغيب الحملات التوعوية والتشريعات البيئية الفاعلة. وفي مسح أجرته شركة "آي كيو آر" السويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء في آذار 2024، احتل العراق المرتبة الثانية من بين أكثر دول العالم تلوّثاً، وجاءت بغداد في المرتبة 13 من بين مدن العالم.

واجب دعم عمال النظافة

وسط هذا الواقع القاسي، يبرز وعي مجتمعي متزايد حول أهمية دعم عمال النظافة وحمايتهم ومساندتهم – وفقا لمحمد كريم، وهو صاحب محل أدوات منزلية في الباب الشرقي.

ويضيف في حديث صحفي أن "عمال النظافة في العراق لا يطلبون الإحسان، بل العدالة". ويوضح أن "هؤلاء الذين يكنسون الشوارع ويطهرون الزوايا المنسية، لا يملكون صوتاً إعلامياً ولا نقابياً، لكنهم يحظون بمحبة الناس واعترافهم بفضلهم".

ويتابع كريم قوله أن "هؤلاء العمال يؤدّون عملاً ضرورياً جداً. لا أحد يتحمّل ما يتحملونه يومياً. مع ذلك، رواتبهم ضئيلة جداً. نحاول مساعدتهم بما نقدر عليه، لكن هذا ليس حلّاً طويل الأمد".

أما سارة جاسم، وهي صيدلانية. فتقول أنه "كل صباح أرى عمال النظافة يرفعون النفايات بأيديهم من دون وسائل وقاية تتناسب مع مختلف تصنيفات النفايات. هناك نفايات سائلة وأخرى صلبة وبينها مواد جارحة وسامة وخطيرة".

وتشير في حديث صحفي إلى ان "هذا وضع لا يليق بكرامة الإنسان. لذلك، تجدنا نتفاعل معهم. دائماً ما أقدم لهم معقمات وعلاجات وضمادات مجاناً.

إذ يتعرضون باستمرار لجروح وإصابات. إن لم نقف نحن معهم، فمن سيفعل ذلك؟ هم أبناؤنا وإخوتنا، لكن ظروفهم الصعبة تجبرهم على العمل في بيئة مؤذية".

*********************************************

كركوك.. ناشطون بيئيون يحذرون من انتشار الحمّى النزفية

متابعة – طريق الشعب

حذر ناشطون بيئيون في كركوك من وجود بؤر لتجمعات الجواميس في مدخل المحافظة، مشيرين إلى أن هذه المجاميع تشكل خطراً حقيقياً لنقل الفيروسات، خاصة الحمى النزفية. وقال الخبير البيئي عبد الرحمن علي في حديث صحفي، أن "المنطقة الواقعة قرب ناحية تازة في كركوك، وتحديدا أسفل الجسر عند مدخل المحافظة، وبجانب التكية الكسنزانية، أصبحت مأوى لمجاميع من الجواميس، الأمر الذي قد يساهم في انتشار الأمراض، خاصة في ظل غياب الرقابة البيئية والصحية الكافية". واضاف قوله أن "الجواميس هناك تموت يوميا بالعشرات، وهي بؤر ناقلة للحمى النزفية".

وكانت وزارة الصحة قد أكدت في وقت سابق، صحة تلك المعلومات، مشيرة إلى تسجيل حالتي وفاة بمرض الحمى النزفية في كركوك.

فيما كشفت عن تسجيل 14 اصابة في محافظات مختلفة.

من جهته، قال الناشط عباس الحيدري أن "على دائرتي صحة وبيطرة كركوك التحرك فورًا للكشف عن هذا الموقع، واتخاذ إجراءات وقائية لمنع وقوع كارثة بيئية محتملة".

وتابع قوله أن "التحذيرات تأتي بعد تسجيل حالتي وفاة يعتقد أن لهما صلة بهذه البؤر، الأولى لموظف حكومي يعمل في صحة كركوك ويدعى يادكار نوري، وهو شاب في العشرينيات من عمره، والثانية لرجل من أهالي ناحية تازة". وأكد الحيدري أن "تجاهل هذه البؤر الحيوانية من شأنه أن يؤدي إلى تفشي أمراض خطيرة، في وقت تعاني فيه المؤسسات الصحية ضغوطا متزايدة".

****************************************

الأسماك العراقية بين فكي الاستيراد والمرض

متابعة – طريق الشعب

شكا رئيس الجمعية العراقية لمنتجي الأسماك إياد الطالبي، من مواصلة دخول السمك المستورد إلى البلاد، والذي ينافس المحلي نظرا لرخص ثمنه. وفيما أكد انتشار فيروس "الهربس" الذي يفتك بالأسماك، طالب الحكومة بحماية المنتج المحلي ودعمه بحظر المستورد وإيجاد معالجات للفيروس. وقال في حديث صحفي أن "العراق لا يعاني شحا الأسماك. فهناك اكتفاء ذاتي منها، لكن عندما تُصاب الأسماك بفيروس الهربس الذي ينتشر مرتين في السنة، في نيسان وتشرين الثاني، يتراجع العرض، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار".

وعن أضرار المستورد، أوضح الطالبي أن "كل أنواع السمك المستورد الذي يدخل إلى العراق، إذا لم يُحسب بشكل دقيق وضمن الرزنامة، سيشكل ضررا على المنتج المحلي والمشاريع الاستثمارية الداعمة للاقتصاد العراقي". وأشار إلى ان "أسماك الدول المجاورة التي تدخل العراق، خاصة الكارب، فيها فارق سعري يؤثر على المشاريع العراقية، في ظل ارتفاع سعر المنتج المحلي بناء على ارتفاع تكاليف الإنتاج. إذ يصل سعر الكيلوغرام إلى 6,250 دينارا، ويباع بـ7 آلاف دينار. أما المستورد فهو يدخل بسعر 3 آلاف دينار، ما يدمر الاقتصاد العراقي".

ودعا الطالبي الحكومة ووزارة الزراعة، إلى "ضرورة حماية المنتج المحلي ودعم الاقتصاد العراقي بغلق الاستيراد وإيجاد معالجات ولقاحات لفيروس (الهربس) الذي يدمر الأسماك".

**********************************************

النفايات تخنق منطقة سكنية في الرمادي!

متابعة – طريق الشعب

يواجه أهالي منطقة الصوفية شرقي مدينة الرمادي واقعًا بيئيًا مقلقًا بسبب تراكم كميات هائلة من النفايات في الأحياء والشوارع، وسط عجز واضح عن الاستجابة الخدمية وغياب أي تحرك فعلي لمعالجة الأزمة.

هذا المشهد اليومي الذي يعيشه أهالي المنطقة، لا يقتصر على الروائح الكريهة ومظاهر التلوث، بل يتعداه إلى مخاوف حقيقية من كارثة صحية تهدد حياتهم. فهذه المنطقة التي تُعد من أكثر مناطق الرمادي كثافة سكانية، تحولت أزقتها إلى مكبات مفتوحة، بينما تتكدس أطنان القمامة قرب المنازل والمدارس والمساجد، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات والقوارض.

يقول أبو عبد الله، أحد سكان المنطقة، أن "الوضع لم يعد يُحتمل. نعيش وسط أكوام من النفايات. لا توجد آليات ترفع القمامة بانتظام، والأطفال بدأوا يعانون التهابات في الجلد والجهاز التنفسي. لم نعد نعرف إلى من نشتكي"!

ويضيف في حديث صحفي قوله أنه "طرقنا كل الأبواب، ولم نجد استجابة. كأن أرواحنا لا تهم أحدًا"!

من جانبه، يحذر الخبير البيئي محمد إبراهيم، من تداعيات هذا التلوث المتراكم. ويقول في حديث صحفي: "نحن أمام خطر بيئي وصحي مزدوج، تراكم النفايات يؤدي إلى إطلاق غازات سامة كالميثان والأمونيا، ما يؤثر على الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأطفال والمسنين. كما أن تحلل المخلفات العضوية يوفر بيئة مثالية لتكاثر البعوض والذباب، وينذر بعودة أمراض منقرضة مثل حمى التيفوئيد والكوليرا، في حال استمر التهاون".

ويلفت إلى ان استمرار الأزمة دون تدخل عاجل "يمثل تقصيرًا إداريًا فادحًا يجب مساءلة الجهات المعنية عنه"، داعيًا إلى "حملة تنظيف طارئة ومراقبة دورية للمناطق السكنية".

وحول موقف الجهات الرسمية، يوضح مدير بيئة الأنبار قيس ناجح، أن "هناك قسما لشكاوى المواطنين. يجب ان يأتي إلى الدائرة أحد المتضررين ليسجل الشكوى ويحدد المكان، واللجنة سوف تزور الموقع لغرض إعداد تقرير يُرفع للجهة المسؤولة عن رفع النفايات".

ويشير في حديث صحفي إلى أن "دور مديرية البيئة يتركز على الرصد والمتابعة وتقديم التقارير للجهات التنفيذية المتخصصة"، مشددًا على "ضرورة قيام المواطنين بدورهم في تقديم الشكاوى الرسمية لتسهيل تحرك اللجان".

وتتعالى في الصوفية أصوات تطالب بإجراءات فورية من قبل الحكومة المحلية والدوائر الخدمية، ومحاسبة أي جهة قصّرت في أداء واجبها الخدمي تجاه السكان.

ويؤكد ناشطون في المجتمع المدني أن تجاهل هذه الأزمة لا يمثل فقط خطرًا بيئيًا، بل أيضًا استخفافًا بكرامة الإنسان في هذه المدينة!

وفي ظل تفاقم الوضع، تبقى الأنظار موجهة نحو الجهات المسؤولة، في انتظار استجابة تنهي معاناة الأهالي وتعيد للمكان نظافته وصحته البيئية، قبل أن يتحول إلى بؤرة كارثية يصعب احتواؤها لاحقًا.

***********************************************

اگول.. مطبات اصطناعية سريعة التلف

صلاح العمران

في خطوة تُحسب للحكومة المحلية في محافظة البصرة، تشهد شوارع المدينة حملةً واسعةً لتبليط الطرقات وتأهيل البنى التحتية، في إطار جهودٍ تهدف إلى تحسين الخدمات وتطوير الواقع الحضري بعد سنواتٍ من الإهمال. هذه المشاريع التي لاقت ترحيبًا من قبل السكان، تعكس التزامًا حكوميًا بمعالجة التحديات اليومية للمواطنين، خصوصًا في قطاع النقل الذي يُعد شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية. 

غير أن هذه الإيجابيات تصطدم بتفاصيل تُثير استياءً شديدا، أبرزها انتشار المطبات الصناعية البلاستيكية قرب المنعطفات الخطرة، والتي يصفها سائقون كثيرون بأنها غير مجدية بسبب تلفها السريع وعدم ملاءمتها معايير السلامة العالمية. فبحسب سائقين واختصاصيين، تتحول هذه المطبات بعد فترة وجيزة إلى حطامٍ مُشوّه، كما تخلف أضرارا بالمركبات بسبب ارتفاعها غير المبالغ فيه، إضافةً إلى غياب الإضاءة الليلية الكافية التي تنبه السائقين إلى وجودها. 

وفي مقابل ذلك، يطرح مواطنون ومعنيون بالشأن الهندسي حلولًا بديلة، تتمثل في دمج مطبات مرورية مُثبتة ضمن طبقة الإسفلت نفسها، بحيث تكون جزءًا من تصميم الشارع، مع مراعاة الارتفاع القياسي المُعتمد عالميًا (ما بين 3 إلى 5 سنتيمترات)، وتزويدها بعلامات إضاءة ليلية واضحة، كما هو معمولٌ به في إقليم كردستان. هذا النموذج، بحسب الخبراء، سيحد من التكاليف المتكررة لاستبدال المطبات التالفة، وسيحقق توازنًا بين تحقيق السلامة المرورية والحفاظ على جمالية المدينة، فضلًا عن حماية المركبات من الأعطال الميكانيكية الناتجة عن الاصطدام بالمطبات المرتفعة. 

في تعليقٍ لمسؤول محلي، أشار إلى أن "اختيار المطبات البلاستيكية جاء كحلٍ مؤقت لمعالجة حوادث السرعة على المنعطفات". فيما أقر بضرورة تطوير الحلول على المدى البعيد.

من جهتها، تطالب منظمات مدنية بتبني منهجية تشاركية في تصميم المشاريع الخدمية، عبر الاستماع إلى آراء الاختصاصيين والمواطنين، لضمان الجدوى الاقتصادية والاستدامة. 

لا شك أن تطوير البنى التحتية في البصرة يستحق الإشادة، لكن التفاصيل الصغيرة قد تحول الإنجاز إلى عبءٍ مالي واجتماعي. فهل تُصغِي الحكومة المحلية إلى صوت الخبرة والتجارب الناجحة، كما في كردستان، لتحويل شوارع البصرة إلى نموذجٍ يُحتذى به في الجَودة والذكاء الحضري؟

السؤال ينتظر إجابةً عملية مُرضية..

*********************************************

الديوانية مشروع بنى تحتية يتسبب في هدم منزل مواطن!

متابعة – طريق الشعب

أظهر مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، تعرض منزل في "حي الزهراء" بمدينة الديوانية، إلى أضرار بالغة نتيجة أعمال مشروع للبنى التحتية، تنفذه شركة إسبانية في المنطقة. وفي الفيديو، ناشد صاحب المنزل الجهات المعنية تعويضه عن الضرر، مبينا أن مهندسي الشركة تملصوا من وعودهم بالتعويض، رغم مرور أسبوع على الحادث.

فيما لفت إلى أن عمل الشركة يتواصل الآن دون وجود مهندس أو خرائط دقيقة للأزقة لتأمين العمل دون أضرار، وأن مخلفات المشروع تسببت في قطع الشوارع الفرعية.

***********************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق محمد عبد شلال الشمري، بوفاة والدته. للفقيدة الذكر الطيب ولذويها الصبر والسلوان.

**************************************************

الصفحة السادسة

المستوطنون يهاجمون المسيحيين بالشتائم أثناء مراسم إحياء عيد الفصح الأغذية العالمي: عائلات غزة لا تدري كيف ستحصل على وجبتها التالية

متابعة – طريق الشعب

 

قال برنامج الأغذية العالمي، إن العائلات في قطاع غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ نحو 7 أسابيع، فيما قامت مجموعة من المستوطنين بالاعتداء على المسيحيين الذين يحيون عيد الفصح في القدس المحتلة، بالشتائم والتحريض.

المخبز مغلق حتى إشعار آخر

وحث البرنامج الأممي، في منشور عبر حسابه في منصة "إكس"، جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، وحماية العاملين في المجال الإنساني، والسماح بدخول المساعدات لغزة فورا، وسط تواصل الحصار والإبادة الإسرائيلية.

وأرفق برنامج الأغذية العالمي منشوره بمقطع مصور يظهر لافتة كتب عليها: "المخبز مغلق حتى إشعار آخر"، وأخرى تقول: "غزة بحاجة إلى الغذاء".

ومنذ 2 آذار الماضي أغلق الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

استفزازات للمحتفلين بعيد الفصح

في الأثناء، قالت مصادر مقدسية، إن مستوطنين اعترضوا موكب البطريرك قرب باب الخليل بالقدس المحتلة، تزامنًا مع احتفالات المسيحيين بالعيد.

وأظهر مشهد مصوّر اعتراض المستوطنين للموكب وتوجيه الشتائم لهم وممارسة سلوكيات استفزازية بحقهم.

وتوافد المسيحيون للبلدة القديمة في القدس؛ لإحياء عيد الفصح بالتزامن مع تضييقات الاحتلال والمستوطنين عليهم ومحاولة منعهم الوصول للكنيسة.

وفرضت قوات الاحتلال، إجراءات عسكرية مشددة على الحواجز المحيطة بمدينة القدس، وحرمت آلاف المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية، من الوصول إلى مدينة القدس، للمشاركة في إحياء "سبت النور".

وذكرت مصادر مقدسية، أن الاحتلال منع عشرات المسيحيين منهم رجال دين من الوصول إلى كنيسة القيامة في القدس لإحياء سبت النور اليوم واعتدت عليهم.

وقال التجمع الوطني المسيحي في القدس المحتلة للعاصمة إن "ما يرتكبه الاحتلال بحق الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية لا ينفصل عن المشروع الاستعماري الأهم في كيان الاحتلال والذي يسعى إلى تفريغ القدس العربية المحتلة من معناها العابر للزمن".

وأضاف التجمع أن الاحتلال يسعى لتحويل القدس إلى مساحة مصطنعة خاضعة لرواية استعمارية صهيونية زائفة تشطب الوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي الأصيل.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين بشدة انتهاكات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني المسيحيين خلال أعياد الفصح، والتي تضمنت تقييدات تعسفية ومنعًا من أداء الشعائر الدينية.

واستنكرت الوزارة، في بيان، مشاهد الاعتداء على زوار كنيسة القيامة، ومنع سفير الفاتيكان من الدخول، وحرمان مسيحيي الضفة من الوصول إلى القدس.

وأكدت أن هذه الممارسات العنصرية تستهدف القدس ومقدساتها، وتمثل امتدادًا لسياسات التهجير والإبادة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني.

اعتقال الأسرى المفرج عنهم

وفي تطور جديد، قال إعلام عبري، إن إسرائيل تدرس إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم ضمن صفقات التبادل مع حركة "حماس" بغية الضغط على الحركة للقبول بشروط تل أبيب لعقد اتفاق جديد.

وكانت إسرائيل أفرجت عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين من غزة في إطار اتفاقين مؤقتين لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية: "بعد منع إدخال المساعدات الإنسانية وقطع خط الكهرباء الوحيد في المواصي، تدرس إسرائيل خطوة دراماتيكية تجاه حماس، وهي إعادة اعتقال الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم في الصفقات السابقة، وخاصة أولئك الذين تم الإفراج عنهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

وخلال صفقات التبادل، أفرجت إسرائيل عن أسرى فلسطينيين عادوا إلى الضفة بما فيها مدينة القدس وغزة فيما تم إبعاد العشرات منهم خارج الأراضي الفلسطينية.

وبحسب القناة فإن إسرائيل "تدرس تنفيذ اعتقالات جماعية، ليس واحد أو اثنين، إنما للعشرات في نفس الوقت".

وذكرت أن هذه الخطوة طرحت في أوقات سابقة خلال مناقشات المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، فيما رفضتها المؤسسة الأمنية في جميع المناسبات، التي اعتقدت أنها خطأ، وفق ما أوردته القناة.

************************************************

قتلى وجرحى في عدوان أمريكي على سوق وحي سكني بصنعاء

صنعاء - وكالات

قتل 12 شخصا وأصيب 30 في غارات أمريكية على سوق وحي سكني بالعاصمة اليمنية صنعاء، فيما تعرضت 3 محافظات لغارات صباح أمس الاثنين.

وقالت وزارة الصحة بحكومة الحوثيين عبر منصة إكس: "ارتفاع حصيلة العدوان الأمريكي على سوق وحي فروة الشعبي (بصنعاء) إلى 12 شهيدا و30 جريحا في حصيلة غير نهائية".

وأضافت أن "فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل عملها في البحث عن ضحايا تحت الأنقاض".

وكانت الوزارة أفادت في وقت سابق بـسقوط "3 شهداء و12 جريحا في حصيلة أولية للعدوان الأمريكي".

فيما ذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أن العدوان "ألحق أضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين والمحلات التجارية".

وأظهرت صور بثتها القناة أشلاء ضحايا ودمارا ماديا كبيرا، إضافة إلى جرحى بينهم كبار في السن.

وفجر الاثنين، شن الطيران الحربي الأمريكي 4 غارات على مديرية صرواح واثنتين على مديرية الجوية بمحافظة مأرب وسط البلاد، حسب القناة.

والأحد، قالت جماعة الحوثي إن الولايات المتحدة تجهز لعملية عسكرية برية في اليمن، وحذرت من أن مثل هذه الخطوة "تهدد بتفجير الوضع بشكل شامل".

****************************************************

سوريا.. ناشطون يوثقون حوادث اختطاف ويطالبون بتحقيق عاجل

دمشق - وكالات

يوثق ناشطون سوريون حوادث اختطاف في مناطق عدة، آخرها ثلاث حالات في مناطق الساحل السوري ورابعة في حمص.

وفي ظل غياب رواية رسمية لما يجري، تتداول عائلات الضحايا القصص ومناطق الاختطاف وسط مخاوف من استهداف النساء والفتيات.

وفي الأثناء، وجّه ناشطون مدنيون وعدد من الأهالي من محافظة طرطوس، نداءً عاجلًا إلى السلطات الحكومية مطالبين بإجراء تحقيق عاجل وشامل للكشف عن ملابسات ما قالوا إنها جرائم خطف متكررة، معربين عن قلقهم العميق من استمرار هذه الحوادث، ومطالبين بإعلان نتائج التحقيقات بشكل شفاف علاوة على تعزيز الإجراءات الوقائية لمنع تكرار هذه الحوادث.

من جانبها، وبالتوازي مع نشر عناصرها في عدد من المحافظات، تقول سلطات الأمن السورية إنّها نفذت مداهمات بشكل متكرّر ضد أماكن عصابات اختطاف في المدن والمحافظات، ونجحت في اعتقال مجموعات منهم، لافتة إلى أن عددًا من الخاطفين بدأوا ينتهجون خطة انتحال هـويات رجالِ الأمن. كما أطلقت تحذيرًا للأهالي بالتزام التعليمات التي تعلنها بشأن كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات.

***********************************************

السودان.. آلاف النازحين يفرون الى دارفور  هرباً من المعارك

الخرطوم - وكالات

نزح آلاف السودانيين من الفاشر إلى شمال دارفور هربًا من القتال العنيف بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة حميدتي، في ظل كارثة إنسانية متفاقمة.

بدأ المزيد من النازحين السودانيين في الوصول إلى منطقة طويلة في شمال دارفور هربًا من القتال العنيف المستمر في عاصمة الولاية، الفاشر.

وأظهرت لقطات مصورة التقطتها "التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور"، وهي مجموعة محلية، مئات الأشخاص يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة مع أمتعتهم.

وأفاد مسؤول في الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع(RSF)، وحلفاءها، أطلقوا مؤخرًا هجومًا على مخيمي زمزم وأبو شوروك، بالإضافة إلى مدينة الفاشر القريبة.

وأشارت تقارير صادرة عن وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أن أكثر من 300 مدني قتلوا خلال يومين من القتال العنيف، في وقت يقترب فيه الصراع الأهلي الوحشي في البلاد من بلوغ عامه الثاني. ووفقًا لمصدر أممي، فقد أسفرت الهجمات التي وقعت على المخيمين اللذيْن يعاني سكانه من المجاعة وعلى الفاشر في 11 و12 نيسان عن مقتل أكثر من 100 شخص، من بينهم 20 طفلاً وتسعة من العاملين في المجال الإنساني.

*****************************************************

إدارة ترامب تلاحق جامعة هارفارد وتحرمها من مليارات الدولارات

واشنطن - وكالات

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لقطع تمويل بقيمة مليار دولار عن جامعة هارفارد، في خطوة جديدة بعد تجميد أكثر من ملياري دولار من مخصصات الجامعة، التي كانت مسرحا بارزا لمظاهرات الدعم لفلسطين.

وأفادت الصحيفة، نقلا عن أشخاص مطلعين، بإن المسؤولين في مجموعة العمل المعنية بمكافحة معاداة السامية في البيت الأبيض، الذين أرسلوا إلى هارفارد رسالة تتضمن مطالب الحكومة الفيدرالية، كانوا يعتقدون أن الجامعة ستقبل مطالبهم.

وأضافت أن الأشخاص الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، ذكروا أن إدارة ترامب كانت غاضبة جدا بعد رفض الجامعة المطالب، لدرجة أنها خططت لخفض تمويل أبحاث الصحة في الجامعة بمقدار مليار دولار.

وأوضحت أن الإدارة كانت تنوي أن تكون "أكثر تساهلا" مع هارفارد مقارنة بجامعة كولومبيا، ولكن المسؤولين مارسوا المزيد من الضغوط على الجامعة بعد نشر رسالة المطالب.

***************************************************

الذكرى الخمسون لانتصار فيتنام الصين وفيتنام تشكلان تحالفا اقتصادياً مصيرياً

رشيد غويلب

تريد الصين وفيتنام توسيع شراكتهما التعاونية الاستراتيجية الشاملة. وتعتزم الدولتان تشكيل "تحالف اقتصادي مصيري" ردا على الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. جاء ذلك خلال الزيارة التي استغرقت يومين لزعيم الحزب والدولة الصيني شي جين بينج إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، والتي بدأت في 15 نيسان الجاري. وستشكل هذه الشراكة عامل ضغط وازعاج للرئيس الأمريكي.

وبهذا تتخلى هانوي عن حيادها، وموقفها السابق بعدم الانضمام إلى أي تحالف، وتشكل تحالفا اقتصاديا مع بكين. وعمليا، كان الجانبان يعملان على توسيع نطاق تعاونهما، على الأقل من الناحية الاقتصادية، منذ سنوات. وبحسب وكالة أنباء فيتنام، ارتفعت قيمة التجارة الثنائية أكثر من 6400 ضعف خلال العقود الثلاثة الماضية، لتصل إلى مستوى قياسي جديد تجاوز 200 مليار دولار العام الماضي. وتبلغ الرسوم الكمركية الأمريكية المفروضة على فيتنام 46 في المائة، في حين تفرض الولايات المتحدة رسوماً كمركية بنسبة 145 في المائة على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة.

شراكة واسعة

تعد فيتنام أكبر شريك تجاري للصين ضمن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وتحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم. لا تستفيد الشركات الصينية في فيتنام من المبيعات المحلية فقط، بل تستفيد أيضًا من اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والمتعددة الأطراف الـ 16 التي وقعتها البلاد. وتسمح هذه الروابط التجارية للصين أيضًا بتوسيع علاقاتها مع دول آسيان الأخرى وخارجها ومقاومة ضغوط واشنطن. ولتحقيق أقصى استفادة من اتفاقيات التجارة الحرة مع فيتنام، تتصاعد الاستثمارات الصينية في فيتنام.

على سبيل المثال، ستقدم الصين قروضاً لدعم بناء خط سكة حديد بتكلفة قرابة ثمانية مليارات دولار أميركي. ويهدف المشروع إلى ربط مدينة هايفونغ الساحلية الفيتنامية بالصين. في وقت مبكر من عام 2024، بدأت شركة تكنولوجيا صينية عالمية بناء مصنع لوحات الدوائر الالكترونية في مقاطعة باك نينه الفيتنامية، بقيمة 520 مليون دولار أمريكي. واستثمرت شركة أخرى متخصصة في التكنولوجيا الفائقة 120 مليون دولار في بناء مصنع في العام نفسه. وفق وزارة المالية الفيتنامية، احتلت الصين المرتبة الثالثة في الاستثمار الأجنبي المباشر في فيتنام بداية العام. وحتى من حيث عدد المشاريع الفردية، فقد احتلت الصين المرتبة الأولى، بواقع 251 مشروعاً جديداً، وبلغت حصة الصين قرابة 30 في المائة من إجمالي المشاريع المسجلة.

ولا ينحصر التعاون الواسع على الرد على حرب ترامب التجارية فقط، بل حدد البيان المشترك في ختام زيارة الزعيم الصيني، طبيعة الشراكة ء باعتبارها استجابات مشتركة للتغيرات الجذرية التي ستحدث حتى عام 2030 وما بعده حتى عام 2050. ووفقا لهذا، وبسبب الاضطرابات في السياسة والاقتصاد والمجتمع والعلم، فإن النظام العالمي الجديد يلوح في الأفق بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، والذي لا يمكن تشكيله إلا من خلال العمل المشترك لكلا الحزبين والبلدين. ويجب التأكيد على ذلك من خلال الاتفاقيات التي في تم توقيعها في قرابة 40 قطاعًا مختلفًا. وبالإضافة إلى النقل، فإن هذه التحديات تشمل أيضًا القطاع الزراعي والاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر.

رفض الاحتواء

وبموجب زيارة الزعيم الصيني والبيان المشترك الصادر في ختام الزيارة، تم رفض محاولات الولايات المتحدة لجعل فيتنام جزءًا من استراتيجيتها لاحتواء الصين بشكل قاطع. وأكد الجانب الفيتنامي أيضا دعمه القوي لسياسة الصين الواحدة التي تنتهجها بكين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفيتنامية. وبحسب هذا فإن "تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية"، وأن الحكومة في بكين هي الممثل الشرعي الوحيد للصين، بما في ذلك تايوان.

ويأتي التقارب الصيني -  عام الذكرى الخمسين للانتصار التاريخي للشعب الفيتنامي على الإمبريالية الأمريكية، ففي الثلاثين من نيسان 1975، تم تحرير سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية التي كانت خاضعة بالكامل للهيمنة الأمريكية. لقد كانت هزيمة الولايات المتحدة غير مسبوقة تاريخيا في دلالاتها. ويكتسب الاحتفال بالذكرى الخمسين أهمية استثنائية، في عصر عودة واتساع حروب الهيمنة الإمبريالية في العالم. لقد أكد انتصار الشعب الفيتنامي أن هزيمة المعسكر الإمبريالي العالمي على تنوعه ممكنة.

*****************************************************

الصفحة السابعة

في ذكرى ميلاده 155 لينين، المعلم الذي لن يغيب

في 22 نيسان من عام 1870، رزقت عائلة مفتش المعارف في مدينة سيمبرسك الروسية، ايليا أوليانوف، بصبي أسموه فلاديمير، والذي حين صار شاباً ثورياً، اختار له إسماً حركياً إشتهر به (لينين).

التحق لينين بالنشاط الثوري منذ صباه، وشارك بقوة في تظاهرات عارمة تزامنت مع اعدام أخيه ألكسندر، وانضم الى التنظيمات الماركسية وإنهمك في النضال السياسي، فاعتقل لمرات عديدة ونفي لأكثر من مرة الى سيبريا والى خارج البلاد، دون أن يتخلى عن مشروعه بالخلاص من الإستبداد والفساد وبناء مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية.

درس لينين الماركسية بعمق لا نظير له وساهم في إنشاء أول تنظيم للبروليتاريا (اتحاد النضال من اجل تحرير الطبقة العاملة) وفضح كل الأفكار الإنتهازية التي حاولت تبني فكرة التوافق الطبقي مع المستغلين، من رأسماليين وإقطاعيين، وأسس صحيفة (الشرارة) عام 1900 ووظفها لدحض هذه الأفكار، وأكد على أن المهمة الرئيسية للماركسيين هي إسقاط القيصر وتنظيم وقيادة النضال الطبقي للبروليتاريا الروسية الصاعدة والمتحالفة مع الفلاحين من أجل الديمقراطية والسلام والأرض والخبز للجميع، وهو ما حققه بإنتصار ثورة أكتوبر العظمى 1917.

وكأفضل إستراتيجي في القرن العشرين، أولى لينين اهتماماً كبيراً بمسألة بناء منظمة ثورية نقية، حزب من الثوريين القادرين على الجمع بين النضال من أجل المصالح الاقتصادية للعمال والنضال السياسي الحازم، معتبراً إياه الأداة التي لا بديل عنها للقضاء على همجية الرأسمالية. كما جسد العلاقة بين التطبيق الواعي للمادية الجدلية وبين رسم الاستراتيجية الثورية، وبذل مجهوداً نظرياً متميزاً لتنمية الوعي الطبقي لدى البروليتاريا، حتى كتب أكثر من 55 كتابا من ابرزها، كتاب الإمبريالية اعلى مراحل الرأسمالية (كشف فيه عن التغييرات في التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية للرأسمالية من مرحلة المنافسة الحرة الى مرحلة الإحتكار)، وكتاب ما العمل (الذي حدد فيه أسس البناء الداخلي للحزب العمالي الثوري)، وكتاب موضوعات نيسان (مجموعة مقالات عن الشروط الاجتماعية والاقتصادية للثورة). كما كتب في الفلسفة والاقتصاد وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها.

لقد كان لينين صاحب مشروع محدد، يتمثل بالإستيلاء على السلطة والقضاء على الرأسمالية، كسبيل لإنقاذ البروليتاريا من مآسيها وتنمية قدراتها المختلفة. وعُّرف بمقدرته الفذة على التطبيق الخلاق للماركسية عبر صياغته لنظرية الثورة بكل مفرداتها المتعلقة بالطبقة والحزب والأممية والسلام وغيرها، ولنظرية الدولة التي رسمت خطط التعامل مع السلطة والديمقراطية والصراع الطبقي المحلي والعالمي.

وتمكن لينين من تشخيص حالة روسيا كحلقة أضعف في السلسلة الرأسمالية، وقاد رفاقه الشيوعيين البلاشفة الى كسر تلك الحلقة، وتدمير القيصرية والشوفينية الروسية المقيتة، والخلاص من ثقافتها وبيروقراطيتها. ورغم موقفه الحازم من التكتل والشللية في الحزب ودفاعه عن وحدته فقد عرف بديمقراطيته واحترام معارضيه والإنصات للمختلفين معه في الأراء والتكتيكات، حتى تحولت الأممية الشيوعية (الكومنترن) التي بناها لجهاز ثوري قيادي لكادحي العالم ضد الاستعمار والعبودية. وتميز لينين بقدرته على نقد الأخطاء وممارسة النقد الذاتي وإجراء مراجعات فكرية وتغيير الخطط التي لا تناسب الواقع بما هو أفضل منها.

وبالنسبة لبلادنا، كانت مساهمات لينين في فضح الإستعمار، وخاصة اتفاقية سايكس بيكو التي الحقت العراق سوقاً لتصريف منتجات الرأسمالية واخضعته للمستعمر البريطاني، فرصة لتنمية الوعي الوطني، حيث جرت المراسلات بينه وبين قادة ثورة العشرين، ووجه رسالة دعم وتضامن للشعوب العربية والإسلامية في نضالها من أجل الحرية والإستقلال. وعلى هدى أفكاره، تمكن الرواد البواسل من بناء حزب العمال والفلاحين والمثقفين وكل الكادحين، الحزب الشيوعي العراقي، الذي احتفلنا قبل أيام بعيد ميلاده الحادي والتسعين.

المجد للذكرى 155 لميلاد القائد البروليتاري الفذ لينين، ولتنتصر راية الفقراء والمضطهدين في العالم.

************************************************

لينين الإنسان

تزدحم المكتبات ومواقع الإنترنيت بمواضيع لا تحصى عن لينين، كتب الكثير منها خلال القرن العشرين، ثم عاودت الظهور بقوة، منذ أكثر من عقد من الزمان بعد افتضاح ازمة العولمة المتوحشة، خاصة مع اتساع هيمنة اليمين المتطرف وخطر عودة الفاشية. لكن في هذا البحر المتلاطم، ربما نجد القليل مما كتب عن الجوانب الشخصية لهذا القائد البروليتاري الفذ.

اتسمت شخصية لينين بنقاء روحي وعاطفة جياشة وحساسية مفرطة تجاه الطلم واستعداد لا يتزعزع بالتضحية لنصرة الشغيلة. كما اتسمت شخصيته بالتواضع الجم والبساطة والصدق، بالاخلاص، ليس للقضية فحسب بل وللأصدقاء والرفاق. يقول عنه مؤرخ الثورة، الصحفي الأمريكي (جون ريد)، "لم يكن فيه مايوحي بأنه معبود الجماهير، إنه بسيط ومحبوب ومحترم بقدر لم يحظ به غير عدد قليل من الزعماء في التاريخ. كان النموذج النادر ممن كانوا يمتلكون الحصانة الراسخة ازاء مغريات الحكم وغرور السلطة".

وعرف لينين بتواضعه تجاه رفاقه، كتب عنه الأديب الكبير مكسيم غوركي يقول "كان يبدي اهتماما مخلصا صادقا برفاقه، ويعاملهم بود كأنداد متكافئين". "إن الذين زاملوه، ماكانوا في العادة يشكون الى أي حد كانت مشاغلهم وتجاربهم تلهمه. كان مثل مرآة مقعرة تكثف وتركز تجربة ومعرفة الاخرين في أفكار وشعارات صائبة".

كان يعشق الاطفال ويوجه لحمايتهم واسعادهم الى الحد الذي كتب يقول "شحن البضائع الموجهة الى معسكرات الاطفال مهمة بقدر اهمية شحن الاسلحة". وتنقل عنه كلارا زايتكن شكواه من قلة عدد رياض الاطفال والمدارس، حيث قال لها "ان ملايين الاطفال يكبرون دون ان يحصلوا على تربية وتعليم ويظلون جهلاء كآبائهم واجدادهم. كم من موهبة تموت من جراء ذلك. انها جريمة تعادل نهب ثروات الدولة السوفيتية". وكان يضحك من القلب كالاطفال. تقول عنه كروبسكايا "كان يضحك ذلك الضحك المعدي ويمزح ذلك المزاح المرح، ويحب سدرة الحياة الخضراء، بقدر ما أعطته الحياة الفرحة". 

***************************************************

لينين سيرة حياة لمؤرخ منصف *

ما الذي ينبغي أن نفهمه عن لينين اليوم؟ كيف ينبغي تأطيره ضمن توجه للماضي يُنير الحاضر بشكل مفيد؟ في القرن الذي تلا وفاته، وقع لينين ضحيةً لمنهجيةٍ مُقدسة في الاتحاد السوفيتي، ولنظريةٍ مُعاديةٍ للشيوعية في الغرب. وحتى خلال فترة البيريسترويكا، أدعي بأن إصلاحات غورباتشوف، تطبيق لأفكار لينين عن الديمقراطية السوفيتية الحقيقية، لكن ومع التحول الجذري نحو اقتصاد السوق، وتبني الليبرالية المعادية للشيوعية أيديولوجية جديدة لروسيا، جرت عمليات تشويه لتراثه، تماماً ربما كما يحدث في الدول الرأسمالية. وكان آخر التشويهات الهجوم الظالم الذي شنه بوتين على لينين، وهو يغزو أوكرانيا، واتهمه فيه بالمسؤولية عن وجود أوكرانيا كـ"دولة مصطنعة" جراء سياسته في حق الشعوب بتقرير المصير!

قبل عام من الأن، حاول ليف دانيلكين، وهو ناقد روسي مشهور، غير يساري على أية حال، إعادة قراءة مجلدات لينين الخمسة والخمسين، وزيارة جميع المتاحف التي ضمت تراثه والسفر إلى جميع الأماكن النائية التي أقام فيها، وخلص بعد أكثر من خمسة سنوات الى كتاب ممتع، جمع بين رموز الأدب الروسي والأحداث التي شارك فيها لينين أو كان بطلها، كتاب حمل في كل صفحاته احتراماً كبيراً ولا لبس فيه للقائد البروليتاري الفذ.

طفولة لم تكتمل

يستهل دانيلكين كتابه بوصف لينين، الطفل الأوسط الصاخب والمشاغب، الذي يحب الدعابة ويسبح في نهر الفولغا ويقود رحلات استكشافية ليلية عبر الغابات، الطفل المتفوق في صفه بدروس الأدب اليوناني واللاتيني والألماني والروسي، والذي يشيد به مدير مدرسته لمواهبه الاستثنائية واجتهاده، المفعم بالحماس للرواية والشعر، في وقت كان فيه شقيقه وشقيقته يدرسان "رأس المال"، قبل أن يُدمر إعدام شقيقه الاكسندر بتهمة محاولة قتل القيصر، عالم طفولته، فيمنحه التزامه السياسي عزيمة فولاذية.

وعلى ضوء لوحة رسمها الصبي الذي لم يبلغ عامه الثاني عشر، وسماها حول "رسالة في طواطم"، أكتشف دانيلكين معلومات الفتى عن حضارات الشعوب وتاريخ الانسان الحجري والجمع الجدلي بين رموز اللوحة، فيما عكست قراءتها امكانيات لينين في التشفير والتكثيف، وهي امكانيات خدمته كثيراً في توقيت الحركة وملاحظة المتغيرات والاختفاء السريع من موقع الخطر، حتى أولى الكاتب اهمية استثنائية لمهارات لينين في الإخفاء وتغيير الذات، داخل روسيا وخارجها، والظهور بمظهر الشخص العادي، المستعد للحديث مع الجميع أينما كان، وهو ما وفر له كنزاً من الخبرة في التعامل مع الناس.

ويمعن الكاتب في ملامح لينين، فيقرأ أرثاً انسانيا متميزاً، دماء روسية واخرى سويدية وثالثة مغولية والمانية، اختلطت وتمازجت لتنتج هذا الرجل الأممي، ولتترك في محياه زهورها، التي رسمها جده لأبيه، الخياط الكالموكي الفقير القادم من أفقر أحياء أستراخان، بالقرب من شواطئ بحر قزوين، وجده لأمه، الطبيب ألكسندر بلانك، الذي أصرّ على خرق القواعد وتعليم بناته.

نضال فكري متواصل

لم يكن يبلغ لينين 16 عاماً، حين توفي والده وأُعدم أخوه، ليتحمل والعائلة سخط السلطة القيصرية، وليتمسك بعائلته المغضوب عليها، والتي اصبحت الى جانب حبيبته، ناديجدا كروبسكايا، عالمه الشخصي الأثير، الذي لم ينسه دانيلكين، وهو يجوب في كتابات لينين والأماكن التي عاش فيها.

ويبدأ الكاتب رحلته من سامارا، حيث مجموعات المناقشة اليسارية التي ترجم لينين معها وهو في التاسعة عشرة من عمره، البيان الشيوعي إلى اللغة الروسية، لينتقل بعدها إلى العمل السري في سانت بطرسبرغ، حيث التقى كروبسكايا في عام 1894، ومنها الى الاجتماعات مع الثوار في جنيف وباريس وبرلين، قبل أن يُعتقل ويُنفى الى شوشينسكوي، فيعكف على تأليف كتابه تطور الرأسمالية في روسيا (1899)، والذي ناقش فيه التحول الاجتماعي في بلد يعاني من الفقر المدقع، ويشهد انهيارًا هائلاً في هياكل حياة الفلاحين ويشهد نمواً مضطرداً لطبقة عاملة جديدة، متوصلاً الى أن ظهور الرأسمالية مأساةً جسيمة وفرصةً للتغيير الثوري. وبدى طبيعياً أن يكون كتابه الثاني "ما العمل؟"، والذي خصصه لتحديد الأداة القادرة على قلب روسيا الرأسمالية رأساً على عقب، ونعني بذلك المنظمة الثورية، حزب البروليتاريا. في عرضه لكتاب "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" يُؤكد دانيلكين صراحةً على أن تحليل لينين لا يزال يحتفظ بأهميته إلى حد كبير اليوم، ثم ليقدم بعد ذلك تحليلًا مُفصلًا ومُثيرًا للإعجاب لقراءة لينين لهيجل من خلال "الدفاتر الفلسفية". وعن كتابه "الدولة والثورة"، يعرب دانيلكين عن اعتقاده بأن لينين قد أدرك في سنواته الأخيرة بأن هذا النص لم يكن مكتملاً حين أدرك بوضوح خطر البيروقراطية الصاعدة وهيمنتها على المجتمع.

تدقيق بحاجة لتوثيق

وفي دراسته للسنوات الأخيرة من حياة لينين، يدحض دانيلكين بقوة التشويهات التي حاول ألكسندر سولجينتسين ودميتري فولكوغونوف، الصاقهما بلينين، ويرى بأن المؤرخ فالنتين ساخاروف، الذي حمّل تروتسكي مسؤولية تزييف كتابي "وصية" لينين و"مسألة القوميات"، تعبّر عن نصف الحقيقة، حيث إدعى بأن لينين لم يكتب هذين الكتابين، وإن من كتبتهما ومررتهما بإسمه هي أرملته كروبسكايا بهدف إعادة إرساء توازن القوى داخل الحزب وضمان إمكانية وجود خط لينيني خالص، دون أن يستند في ادعائه إلى بحث أرشيفي جاد. ويدحض دانيلكين الفرية التي روجت لها الدوائر الإمبريالية من وجود عشيقة شابة للينين (إينيسا أرماند)، ويؤكد على إنها كانت أختاً صغيرة وآثيرة للزوجين.

رفاق منسيون

ويفرد دانيلكين فصلاً مهماً للحديث عن رفاق لينين الذين نساهم المؤرخون، فيقدم صوراً مؤثرة لإيفان بابوشكين، أحد أبرز المناضلين في أول مجموعة لينين، رابطة النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة، وللاشتراكي السويسري فريتز بلاتن، الذي رافق لينين في القطار عبر ألمانيا في نيسان 1917، ولرومان مالينوفسكي، زعيم المجموعة البرلمانية للبلاشفة في مجلس الدوما.

دفاع عن حق

ويبرز دانيلكين كمدافع صادق عن لينين، تجاه الإتهامات الظالمة، كخطأ حل الجمعية التأسيسية، ومعاهدة بريست ليتوفسك، وإعدام آل رومانوف وفرية تعاونه مع الألمان لإيقاف الحرب العالمية الأولى، ويثبت بالدليل الملموس، التناقض بين هذه التهم وبين الوقائع التاريخية، مؤكداً على إن الكثير من القرارات جاءت  كردود فعل عقلانية لظروف ملموسة، وكانت القرارات الوحيدة الممكنة آنذاك. ويخلص – ككاتب سيرة فقط - الى أن لينين لم يكن مجرد ثوري يؤمن بإمكانية قيام مجتمع اشتراكي، بل هو مُفكّر ذو رؤية شاملة وواقعية لتناقضات الرأسمالية وحدودها كنظام. وبأن فهمه المُستند إلى جدلية ماركسية، مكّنه من تشخيص العلاقة بين الحروب الإمبريالية والانتفاضات الثورية، وإدراك الإمكانات الهائلة للنضال ضد الاستعمار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* اعداد بتصرف عن مقال ضحكة لينين للكاتبة ايليا بودراتسكس، منشور في سردية اليسار الجديد 2023 العدد 140/141.

اراء في لينين بعد قرن على رحيله

في مواجهة أشرس حملة تشويه مارستها الدوائر الإعلامية في الدول الرأسمالية لأرث لينين، كتب الكثيرون من مفكري اليسار، واليسار المتجدد، أراءً مختلفة في لينين، نقتطف منها:

ميشائيل بيري (فيلسوف ماركسي ألماني):

اسمحوا لي اولا ان اقول ثلاثة اسباب تجعلنا لا نستغني عن ارث لينين:

اولا.  كانت ثورة اكتوبر 1917، التي بدأت في شباط في بتروغراد، ثورة ايدها ودافع عنها القسم الأكبر من عمال وجنود روسيا. وكانت تعني القطيعة الجذرية مع سياسات النخب الحاكمة في الإمبراطورية الروسية، التي كانت تحرم الفلاحين الأرض، والعمال الحقوق الاجتماعية الأساسية، والمواطنين الحرية، والشعوب المضطهدة في الإمبراطورية الحق في تقرير المصير. وكانت الثورة تعني القطيعة مع الحرب الامبريالية. وعندما أصبح واضحا أن الحكومة المؤقتة غير قادرة ولا راغبة في انجاز واحد من اهم مطلبين للشعب، السلام والأرض، طُرح البديل، حكم البلاشفة بقيادة لينين أو الحكم العسكري بقيادة الجنرال كورنيلوف، فإختار العمال والجنود الإنحياز لجانب البلاشفة.

ثانيا. مع انتفاضة اكتوبر بقيادة البلاشفة جاءت الى السلطة قوى مقتنعة بجدية بالاشتراكية، وهو امر لايستطيع المرء قوله عن الديمقراطيين الاجتماعيين اليمينيين. عندما أدرك لينين في عام 1916 ان هناك فرصة حقيقية للقيام بثورة اشراكية في روسيا، بدأ مجدداً بدراسة مكثفة لاعمال ماركس وانجلس. واستوعب تصوراتهم عن الاشتراكية، الشيوعية، عن الدولة بعد الثورة ودكتاتورية البروليتاريا. يمكن قراءة ذلك في ملخصاته "الماركسية والدولة" وكتابه "الدولة والثورة". نفذ تفسيره احادي الجانب لاعمالهما، لكنه اخذ منها رؤية عظيمة. اليساري المنشفي زيخاننف يذكر كلمة لينين في نيسان 1917: "فجأة ظهر امام اعيننا ضوء مشرق حتى العمى، جعلنا لانرى شيئاً، كان العامل الذي شكل حياتنا حتى ذلك الحين". لقد كانت تلك، بشكل لايصدق، الرؤية الجذابة للاشتراكية، احرار ومتساون بالاستناد الى سلطة الشعب، التي ما كان بدونها للبلاشفة ان ينتصروا في الحرب الأهلية 1918 – 1922.

ثالثا. ثبت لينين في عام 1917 انه استراتيجي بمستوى العصر. لقد استطاع استحضار ارث ما يقارب ربع قرن من بناء حزب العمال الراسخ في نفوس الجماهير الروسية. لقد كان من الأوائل الذين أعلنوا في عام 1914 القطيعة بثبات مع كل سياسات ما يسمى بالدفاع عن الوطن، وأعلن مثل كارل ليبكنشت "الحرب على الحرب". لقد امتلك اساساً ديالكتيكياً لسياسة القطيعة في زمن الأزمة، وعند دراسة ما كتب حول الامبريالية، أدرك ضعف هذا النظام فيما يتعلق بملف القوميات، بوضوح فاق تقريبا الآخرين. لقد صاغ الحل المؤثر في الوقت المناسب، واستطاع خلال الصراع الديمقراطي الصعب اقناع حزبه مرارا وتكرارا. من يريد ان يتعلم استراتيجة اليسار في زمن ازمة وجود، عليه دخول مدرسة لينين.

انغار سولتي (كاتب وعالم اجتماع الماني):

لينين جدير بالقراءة. ليس لان الاسئلة التي اثارها تتمتع براهنية شديدة فقط، بل لان الاجوبة التي طورها لينين تشكل اليوم معينا لنا. ان قراءة اعمال لينين على طريقة تفسير الانجيل خطأ. ولكن عدم قراءتها اكثر من خطأ، انه الغباء بعينه.

لقد كان لينين في الكثير من تقديراته على حق: الرؤية بأن سياسة النوافذ الصغيرة غير الرأسمالية مثل التعاونيات والكومونات الريفية وحدها ليست وسيلة للتغلب على الرأسمالية، كما أنها لا تحميك من الكوارث الكبرى مثل الحرب أو كارثة المناخ الحالية، بل ولا يمكن تغيير العالم بدون الاستيلاء على السلطة. وصحيح القول ايضا: ان الفوضوية واليسار المتطرف ظاهرة مرتبطة قبل كل شيء بـ"الطبقة الوسطى" والبرجوازية الصغيرة القديمة والجديدة، والتي كانت وما زالت "فردية برجوازية مقلوبة" تعبيرا جزئيا عن موقعها الطبقي. لقد برر لينين اهمية الحزب بان "الدور النضالي الرائد لا يمكن تحقيقه إلا بواسطة حزب يمتلك نظرية متطورة".

ان الموضوعة القائلة بإن السياسة الثورية ملموسة وتتعامل مع الظرف الملموس صحيحة، وبالتالي يجب على الثوري أن ينتمي الى الجناح اليساري في الحركة العمالية المنظمة و"من الضروري تعلم العمل العلني في أكثر البرلمانات رجعية، وفيما هو الأكثر رجعية بين النقابات والمنظمات التعاونية ومنظمات التأمين وما شاكلها". والحزب الثوري لا يستطيع ولا يجب أن يقاطع الانتخابات والبرلمانات. "وخلافا للفوضويين" كما يقول لينين "يعترف الماركسيون بالنضال من اجل الإصلاحات، اي تحسينات في اوضاع الشغيلة، عندما لا تزال السلطة بيد الطبقة السائدة.

 

ميمو بوركارو (منظر حزب اعادة التأسيس الشيوعي الايطالي):

ما ينبغي أن يثير اهتمامنا هنا بشأن لينين هو أسلوب التفكير والتعامل الذي يمكن تلخيصه باعتباره تغييراً مستمراً وثابتاً بالنسبة للوضع القائم. الاسلوب اللينيني يعني إعادة دراسة مستمرة لوضع معين استنادًا إلى ديناميات الصراعات الطبقية والمسافات التي تفتحها أو تغلقها من وقت لآخر لنشاط الحركات الثانوية.  ان "ساعة لينين" لا تعني عودة لينين لنا، ولا عودتنا إليه. هي بالأحرى عودة الى "لحظة لينين". لقد عاد حضوره في وقت لا تتوفر فيه الكثير من الظروف، التي كانت قائمة في زمن قائد البلاشفة. يمكن القول إن كل الإجابات المنفردة التي أعطاها لينين على اسئلة الإمبريالية - الطبقة، ديكتاتورية البروليتاريا، الشيوعية - لم تعد كافية. لكن كل أسئلته لا مفر منها. لذلك تعود مسالة الحزب ثانية الى الواجهة. كان مطلب لينين الأساسي دائما هو التمييز بين طريقين للنضال: الأول يبقى ضمن منطق إعادة إنتاج رأس المال، والثاني هو تطوير الظروف التنظيمية والثقافية والسياسية للتغلب عليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: كتابات ماركسية معاصرة

رشيد غويلب – كتاب تحت الطبع

*****************************************************

الصفحة الثامنة

اتفاقية اليونسكو لعام 1970 واسترداد الممتلكات الثقافية* العراقية المهربة: تحديات وآفاق نحو {معاهدة بغداد} المقترحة

بهاء المياح*

يحتل العراق مكانة فريدة على خارطة الحضارات الإنسانية، فهو مهد العديد منها، ويحتضن في ترابه كنوزاً أثرية لا تقدر بثمن، تشهد على قرون من الإنجاز البشري. يُقدر الخبراء أن ما تم اكتشافه من مواقع أثرية وما استخرج منها لا يمثل سوى جزء يسير من الغنى الكامن في باطن الأرض العراقية. ومع هذا الإرث الحضاري الهائل، يواجه العراق تحديات جسيمة في مجال حماية وصون ممتلكاته الثقافية، لا سيما في ظل غياب رؤية واضحة أو خطة وطنية شاملة تُعنى باسترداد الآثار المسروقة، وتطوير المتاحف، وحماية المواقع الأثرية، ومكافحة شبكات التهريب المحلية والدولية بصرامة وفعالية.

تُعد الدول ذات التاريخ والحضارات القديمة، ومنها العراق، من أكثر الدول تضرراً من ظاهرة تهريب الممتلكات الثقافية. وتتجسد هذه الظاهرة في وجود آلاف القطع الأثرية والمخطوطات في متاحف عالمية شهيرة، بالإضافة إلى تلك التي يتم تداولها بشكل غير قانوني في أسواق الفن والآثار العالمية، من خلال شبكات إجرامية منظمة تمتد فروعها إلى دول عديدة، بما في ذلك العراق نفسه، وتتمركز بشكل كبير في أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول الآسيوية. إن استعادة هذه الممتلكات الثقافية إلى موطنها الأصلي يمثل معضلة قانونية وسياسية معقدة تتطلب جهوداً دولية منسقة.

في ضوء هذه التحديات، خاصة في المنطقة العربية التي تعاني من نزاعات وعدم استقرار، تبرز الحاجة الملحة لمراجعة اتفاقية اليونسكو لعام 1970 بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية غير المشروع. فرغم أهميتها كأول إطار دولي شامل لمعالجة هذه القضية، إلا أن الاتفاقية تفتقر إلى "الأنياب القانونية الفاعلة" على المستوى الدولي، مما يحد من فعاليتها في استرداد الممتلكات المهربة، خاصة تلك التي نُهبت قبل دخولها حيز النفاذ.

لقد طرحت شخصياً خلال حضوري مؤتمرات دولية متخصصة مقترحات جادة لمراجعة هذه الاتفاقية أو التفاوض على اتفاقية جديدة تحل محلها. وقد حظي هذا المقترح باهتمام وتأييد العديد من الدول المتضررة، مثل مصر وبعض دول الخليج، بالإضافة إلى دول مثل إيطاليا. كما قدمت بولندا استشارات قانونية مهمة في هذا الصدد. وعلى المستوى المحلي، ورغم معارضة وزارة الثقافة آنذاك نتيجة لـ"الجهل المطبق للمسؤول عن ملف الآثار" في حينه، إلا أن وزارة الخارجية العراقية أيدت المقترح. وكان هذا المقترح يركز على الدعوة لعقد مؤتمر دولي في بغداد برعاية اليونسكو، بهدف التوصل إلى "معاهدة بغداد للحفاظ على الممتلكات الثقافية"، والتي من شأنها أن تمنح العراق دوراً ريادياً في هذا المجال الحيوي.

إن التعديلات المطلوبة على اتفاقية اليونسكو لعام 1970، أو مضامين الاتفاقية الجديدة المقترحة، ترتكز على عدة محاور أساسية تهدف إلى تعزيز الإطار القانوني الدولي، وتوسيع نطاق الحماية، وتكثيف التعاون الدولي، ومواجهة التحديات الأمنية والجيوسياسية:

أولاً: تعديل القيود الزمنية في الاتفاقية:

إلغاء الشرط الزمني: تنص الاتفاقية الحالية على عدم إلزامية استرداد الممتلكات المسروقة قبل عام 1970. هذا البند يحرم دولاً مثل العراق ومصر، وأكثر من خمسين دولة أخرى حول العالم، من استعادة آلاف القطع الأثرية التي نُهبت قبل هذا التاريخ، والتي تُعرض اليوم في كبرى المتاحف العالمية أو تباع في المزادات. يقترح تعديل هذا البند ليشمل جميع الممتلكات الثقافية المسروقة، بغض النظر عن تاريخ السرقة. هذا التعديل سيوفر أساساً قانونياً قوياً للمطالبة بآلاف القطع الأثرية التي خرجت من العراق خلال فترات سابقة، سواء بفعل الاحتلال أو التهريب المنظم.

توسيع نطاق "الملكية الثقافية":** يجب أن يشمل تعريف "الملكية الثقافية" بموجب الاتفاقية الجديدة المخطوطات والقطع الأثرية غير المسجلة رسمياً في قوائم الجرد الوطنية، لا سيما تلك التي سُرقت من مواقع أثرية لم تُكتشف بعد. هذا التوسيع ضروري نظراً لغياب السجلات الكاملة للمواقع الأثرية والقطع المستخرجة في العديد من الدول المتضررة، وخاصة في العراق، حيث لا يزال جزء كبير من ثروته الأثرية كامناً في باطن الأرض.

 ثانياً: تعزيز الإطار القانوني الدولي:

 إلزامية الاسترداد:  يجب أن تتحول الاتفاقية من مجرد "إطار توجيهي" أو توصيات غير ملزمة إلى معاهدة دولية ملزمة قانوناً. يتطلب ذلك فرض عقوبات واضحة على الدول التي ترفض التعاون في استعادة الممتلكات المهربة أو التي تتهاون في تطبيق أحكام المعاهدة. هذه العقوبات يمكن أن تكون اقتصادية أو دبلوماسية أو حتى فرض قيود على استعراض الممتلكات الثقافية من هذه الدول في المحافل الدولية.

تبسيط الإجراءات القضائية:  يجب السماح للدول المتضررة برفع دعاوى قضائية مباشرة أمام المحاكم في الدول التي تتواجد بها القطع المهربة، دون الحاجة إلى المرور بإجراءات معقدة وغير فعالة. هذا المبدأ تم تضمينه في اتفاقية "يونيدروا" لعام 1995 بشأن الممتلكات الثقافية المسروقة أو المصدرة بصورة غير مشروعة، والتي تعد أكثر فعالية في هذا الجانب من اتفاقية اليونسكو لعام 1970. دمج هذه الآلية في الاتفاقية الجديدة المقترحة سيسهل بشكل كبير عملية استرداد الممتلكات المسروقة.

 ثالثاً: تعزيز التعاون الدولي والتكنولوجي:

 إنشاء منصة رقمية موحدة:  يُعد إنشاء منصة رقمية دولية موحدة لتوثيق الممتلكات الثقافية المسروقة أمراً حيوياً. تهدف هذه المنصة إلى مطابقة القطع المسروقة مع القطع المعروضة للبيع في المزادات العالمية أو المعروضة في المتاحف الخاصة. يمكن الاعتماد في بناء هذه المنصة على قواعد بيانات موجودة، مثل قاعدة بيانات "الإنتربول" التي تضم حالياً أكثر من 52 ألف عمل فني مسروق. يجب أن تكون هذه المنصة متاحة للدول المتضررة والجهات المعنية الدولية لتسهيل عملية تحديد ومتابعة القطع المهربة.

تدريب الكوادر: يجب توفير برامج تدريبية مكثفة للدول النامية، خاصة تلك التي تعاني من ضعف الإمكانيات في مجال الحفاظ على التراث وتوثيقه. يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال، مثل مشروع "حماية" الذي نفذته مكتبة قطر الوطنية، والذي قدم ورش عمل حول الأدوات القانونية والعملية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. تدريب الكوادر المحلية في العراق والدول المتضررة الأخرى على أحدث تقنيات الحفظ والتوثيق سيساهم في بناء قدرات وطنية قادرة على حماية التراث وتوثيقه بشكل فعال.

رابعاً: مواجهة التحديات الجيوسياسية والأمنية:

حماية المواقع الأثرية في مناطق النزاع:  يجب أن تتضمن الاتفاقية الجديدة بنوداً تُلزم الدول بحماية التراث الثقافي خلال فترات النزاع المسلح. يمكن الاستناد في ذلك إلى اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، والتي لم تُفعَّل بشكل كافٍ في دول شهدت نزاعات مؤخراً مثل العراق واليمن وسوريا. يجب أن تتضمن الاتفاقية آليات واضحة لتقييم الأضرار وتقديم المساعدة الدولية لحماية وإعادة تأهيل المواقع المتضررة.

 ملاحقة الشبكات الإجرامية: يتطلب مكافحة تهريب الآثار، الذي يُعد ثالث أكبر نشاط إجرامي عالمي بعد تجارة المخدرات والأسلحة، تعزيز التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون الدولية. يجب أن تتضمن الاتفاقية آليات لتبادل المعلومات والتنسيق بين الشرطة والجمارك والجهات القضائية في الدول المختلفة لملاحقة عصابات تهريب الآثار وتفكيك شبكاتها الإجرامية.

 خامساً: تقييم إمكانية اتفاقية جديدة: "معاهدة بغداد للحفاظ على الممتلكات الثقافية"

إن المقترح الذي قدمه كاتب هذا المقال لعقد مؤتمر دولي في بغداد تحت مظلة اليونسكو، بدعوة من الحكومة العراقية، يمثل فرصة تاريخية لإعادة صياغة الإطار القانوني الدولي لحماية الممتلكات الثقافية. هذا المؤتمر يجب أن يجمع الدول المتضررة (كالعراق، مصر، اليمن، وأكثر من خمسين دولة أخرى) والدول التي تعتبر مستفيدة من وجود هذه الممتلكات لديها (مثل دول أوروبا، أمريكا، واليابان)، بهدف إعادة التفاوض على بنود المعاهدة الجديدة لضمان تحقيق العدالة والإنصاف.

الاتفاقية الجديدة يجب أن تكون بديلاً كاملاً عن اتفاقيتي 1970 و1995، مع التركيز على معالجة الثغرات ونقاط الضعف. يجب أن تركز "معاهدة بغداد للحفاظ على الممتلكات الثقافية" على النقاط التالية:

إعادة القطع المسروقة قبل عام 1970: هذا هو البند الأكثر أهمية للدول المتضررة. يجب أن تنص المعاهدة بوضوح على إلزامية إعادة القطع المسروقة قبل هذا التاريخ.

حظر تداول القطع غير الموثقة:

يجب حظر تداول وملكية وحيازة وشراء أو بيع أي قطعة أثرية أو ثقافية لا يمكن إثبات مصدرها الشرعي وتسجيلها في السجلات الوطنية للبلدان الأصلية ونزع القيمة التجارية لها.  

 فرض غرامات وتعويضات:

يجب فرض غرامات مالية على المتاحف والمؤسسات التي تثبت حيازتها لقطع مهربة بشكل غير شرعي. كما يجب المطالبة بتعويض مادي عن المراحل الزمنية السابقة لدخول الاتفاقية حيز النفاذ، نظراً للاستفادة المادية والمعنوية التي حققتها هذه المؤسسات من عرض هذه القطع.

يجب الاتفاق على آلية واضحة لتحديد حجم التعويضات وتوزيعها.

إن العراق، بتاريخه وحضاراته الغنية، مؤهل لأن يكون في طليعة الدول التي تسعى لتعزيز الإطار القانوني الدولي لحماية الممتلكات الثقافية. وإن عقد مؤتمر دولي في بغداد، كما هو مقترح هنا، سيكون بمثابة رسالة قوية للمجتمع الدولي حول عزم العراق على استعادة تراثه المسلوب، وسيوفر منصة للتفاوض على معاهدة دولية أكثر فعالية وعدالة، تضمن حماية الممتلكات الثقافية للإنسانية جمعاء. علماً إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب أيضاً جهوداً داخلية حثيثة من قبل الحكومة العراقية لتطوير رؤية واضحة، ووضع خطط وطنية فعالة لحماية المواقع الأثرية، وبناء المتاحف الحديثة، وتدريب الكوادر المتخصصة، وتطبيق القانون بصرامة ضد شبكات التهريب المحلية.

إن حماية واسترداد الممتلكات الثقافية العراقية ليست مجرد قضية قانونية أو سياسية، بل هي واجب وطني وإنساني للحفاظ على جزء لا يتجزأ من تاريخ العراق والإرث الحضاري العالمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الممتلكات الثقافية: تشير إلى العناصر المادية والمعنوية التي تُعتبر ذات قيمة ثقافية أو تاريخية أو فنية أو علمية لمجتمع ما أو أمة أو للإنسانية جمعاء.

.مستشار سابق في رئاسة ومجلس الوزراء. متقاعد حاليآ.

**********************************************

شيوعيو المحمودية يحتفلون بذكرى تأسيس حزبهم

المحمودية – مهدي العيسى

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء المحمودية جنوبي بغداد، احتفالا في مناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب، حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، ورفاق من اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الثانية. 

وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية، ألقى الرفيق سعد عبد الأمير كلمة في المناسبة باسم المنظمة، تحدث فيها عن "التضحيات العظيمة التي قدمها حزبنا الشيوعي من أجل ترسيخ قيمه النبيلة منذ تأسيسه عام ١٩٣٤"، مبينا أن الحزب قدم كوكبة من الشهداء، في مقدمتهم القادة فهد وحازم وصارم، ورغم ذلك استمر الرفاق في نضالهم الحثيث.

وعاهد عبد الأمير في الكلمة، الشعب على مواصلة النضال من أجل الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد.

بعدها قرأ الأستاذ سرمد صبار قصيدة للشاعر سعد الحمداني، عنوانها "لي الغد". فيما أقامت "الورشة السينمائية في المحمودية" في سياق الاحتفال، مهرجانها السنوي، تحت عنوان "بالفن نحيا".

تضمن المهرجان معرض رسم للطلبة والتلاميذ، ومعرضا آخر فوتوغرافيا. وقد شارك في معرض الرسم كل من فاطمة مجيد حميد، رنيم مجيد حميد، فرح مجيد حميد، اسينات سرمد صبار ونرجس قاسم المعموري.

كذلك عرضت الورشة فيلمين من إنتاجها، الأول بعنوان "نحن لا نقتل الطيور"، سيناريو وإخراج استناد حداد، والآخر عنوانه "زهرة الساعة"، وهو سيناريو استاد حداد واخراج ضياء مهدي.  

وفي الختام وُزعت هدايا تقديرية على المساهمين في الاحتفال.

***********************************************

المحلية العمالية تزور رفيقين

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

في مناسبة الذكرى 91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وقرب حلول عيد العمال العالمي، زار وفد من اللجنة الاجتماعية التابعة إلى اللجنة المحلية العمالية في الحزب، السبت الماضي، الرفيق توفيق عبد الستار (أبو علي) في منزله، للاطمئنان على وضعه الصحي.

ونقل الوفد الى الرفيق تحيات قيادة الحزب ورفاقه وتمنياتهم له بوافر الصحة والسلامة. فيما أعرب هو من جانبه عن جزيل شكره وامتنانه لقيادة الحزب وجميع رفاقه، لسؤالهم عن صحته.

وتحدث الرفاق عن آخر المستجدات السياسية وعن استعداد الحزب لخوض الانتخابات المقبلة، فضلا عن الأوضاع الاقتصادية في البلد وموقف الحزب منها.

من جانب ذي صلة، زار الوفد الرفيق طالب عزيز، الذي يرقد في إحدى مستشفيات بغداد إثر إصابته بوعكة صحية.

وضم الوفد كلا من سكرتير المحلية الرفيق حسين حسن، والرفاق عادل قاسم (ابو سرمد) وابتسام مثنى (ام احمد) ومهدي صالح (ابو آذار).

**********************************************

في عيد القيامة شيوعيو ألقوش يهنؤون ويتلقون التهاني

ألقوش – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في ناحية القوش بمحافظة نينوى، ابرشية القوش الكلدانية ودير السيدة العذراء، وذلك لتقديم التهاني في مناسبة عيد القيامة المجيد.

 وضم الوفد كلا من سكرتير المنظمة الرفيق عامل قودا وسكرتير رابطة الأنصار الرفيق سمير توماس، وعددا من الرفاق. 

في المقابل، استقبل شيوعيو القوش في مقرهم العديد من المهنئين في المناسبة، رفاقا وأصدقاء وأهالي وقادمين من بلدان المهجر.

وتمنى الجميع أن يحل الأمان والاستقرار في ربوع الوطن.

**************************************************

في النجف.. رابطة المرأة العراقية تتضامن مع الفلاحين

ملاذ الخطيب - النجف

شاركت عضوات رابطة المرأة العراقية في التظاهرات الجماهيرية الفلاحية التي خرجت صباح امس في النجف. ولاقت الوقفة التضامنية ترحيباً من الفلاحين المتظاهرين، وبين رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية محسن الحجامي اعتزازه بمشاركة وفد الرابطة وتحدث بشكل إيجابي عن المشاركة في دعم الفلاحين. وأكدت عضوات الرابطة التزامهن بالوقوف الى جانب القضايا المشروعة للفلاحين وعدم التخلي عن دورهن في مساندة النساء الفلاحات.

*********************************************

شيوعيو البصرة يهنؤون بعيد القيامة

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من شيوعيي البصرة، أول أمس الأحد، أبرشية البصرة والجنوب للمسيحيين الكلدان، لتقديم التهاني بعيد القيامة المجيد. وكان في استقبال المهنئين المطران حبيب النوفلي والأب آرام وبقية الكادر الكنسي. وقد تبادل الطرفان الحديث حول علاقة الشيوعيين في البصرة بأصدقائهم من مختلف الطوائف، وتواصلهم الدائم معهم، لا سيما في المناسبات. وقدم الوفد في ختام زيارته، باقة ورد إلى القائمين على الأبرشية.

ضم الوفد الرفاق فاروق الهاجري وباسم محمد حسين وعبد الزهرة عذار ومحمد عبد الرضا وربيعة الحمزة.

*************************************************

الصفحة التاسعة

هل يواجه رونالد وميسي مجدداً؟

متابعة – طريق الشعب

قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو، انه " يأمل مشاركة البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي، في بطولة كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 14 حزيران إلى 13 تموز المقبلين، بمشاركة 32 فريقا لأول مرة".

وفي السياق، تحدث خوسيه فيليكس دياز، رئيس تحرير صحيفة "ماركا" الإسبانية، خلال تصريحات تلفزيونية، إن "إنفانتينو يحلم بمشاركة رونالدو في مونديال الأندية، كأنها الرقصة الأخيرة، قد يتواجد رونالدو بالفعل، مع أحد الفرق المشاركة في البطولة لكن المعلومة المؤكدة، أنه لن يلعب بقميص الهلال السعودي".

وتابع دياز: "بعض الأحلام قد تتحقق، خاصة أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي سيتواجد في البطولة، مع فريقه إنتر ميامي الأمريكي، وقد تكون هناك دعوة خاصة لكريستيانو رونالدو، للمشاركة في المونديال مع أحد الفرق".

*************************************************

الشرطة يتمسك بصدارة دوري نجوم العراق

بغداد – طريق الشعب

واصل فريق نادي الشرطة تمسكه بصدارة دوري نجوم العراق لكرة القدم برصيد 59 نقطة بعد انتهاء الجولة 28، بفارق نقطة واحدة عن ملاحقه فريق الزوراء، ثم نادي زاخو بالمركز الثالث برصيد 52 نقطة، يليه فريق الطلبة بالمركز الرابع برصيد 47 نقطة، ثم فريق القوة الجوية بالمركز الخامس برصيد 44 نقطة. وجاء بالمركز السادس فريق القاسم برصيد 43 نقطة، ثم فريق نفط ميسان بالمركز السابع برصيد 42 نقطة، ثم دهوك بالمركز الثامن برصيد 38 نقطة، يليه فريق النفط بالمركز التاسع برصيد 38 نقطة، وحل بالمركز العاشر فريق الكرخ برصيد 38 نقطة أيضا وبفارق المواجهات المباشرة عن النفط.

ويأتي فريق الكرمة بالمركز الـ 11 برصيد 37 نقطة، يليه فريق النجف بالمركز الـ 12 برصيد 36 نقطة، ثم فريق نوروز بالمركز الـ 13 برصيد 35 نقطة، وهو نفس رصيد فريق أربيل، الذي حل بالمركز الـ 14 لكن بفارق المواجهات المباشرة، وحل فريق الكهرباء بالمركز الـ 15 برصيد 34 نقطة، ثم الميناء بالمركز الـ 16 برصيد 28 نقطة، يليه فريق نفط البصرة بالمركز الـ 17 برصيد 24 نقطة‏.

وجاء فريق ديالى بالمركز الـ 18 برصيد 22 نقطة‏، وبعدها فريق كربلاء بالمركز الـ 19 برصيد 21 نقطة، وأخيرا فريق الحدود بالمركز الـ 20 في رصيد 14 نقطة.

وفي الدوري ايضاً، أصدرت لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم، عقوبة للاعب نادي الطلبة همام طارق، تمثلت بحرمانه من اللعب مباراة واحدة وغرامة مالية.

وقالت اللجنة، إن "لجنةُ الانضباط في الاتحادِ العراقيّ لكرة القدم، اجتمعت لمناقشةِ تَقريرِ حكم مباراة ناديي الطلبة والزوراء (مهند قاسم)، والتي جرت ضمن دوري نجوم العراق بتاريخ (29-3-2025) على أديم ملعبِ المدينة، وكذلك التذكرة الواردة إلى اللجنةِ من قبل إدارةِ نادي الطلبة التي يستفسرون فيها عن مدة عقوبةِ اللاعب (همام طارق) لسلوكه المشين في المباراةِ، والتي حصل على إثرها على البطاقة الحمراء".

وأضافت "كما جاءَ في تقريرِ حكم المباراة: في الدقيقة 62 قام لاعبُ نادي الطلبة الرياضيّ (همام طارق فرج) الذي يحمل الرقم (88) بارتكاب سلوكٍ مشين، وذلك لتعمده ضرب لاعب نادي الزوراء (حسن عبد الكريم) بدون كرة، وعلى إثر هذا الفعل قمت بإشهارِ الكارت الأحمر بوجهه".

************************************************

اتحاد الكرة: مباراتنا مع كوريا ستقام في البصرة

بغداد – طريق الشعب

أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أن "مباراة منتخب العراق أمام نظيره الكوري الجنوبي، ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، ستُقام رسمياً على ملعب البصرة الدولي".

وقال درجال في تصريح صحفي، إن "الاتحاد أكمل جميع الإجراءات الإدارية الخاصة بالمباراة، بما في ذلك إصدار تأشيرات الدخول للوفد الكوري الجنوبي، مشيراً إلى أن الوفد الإداري سيصل إلى العراق خلال الفترة المقبلة لاستكمال التحضيرات الفنية والتنظيمية". واكد أن" القرار الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن إقامة المباراة في البصرة نهائي، وسيتسلم الاتحاد العراقي إشعاراً رسمياً بذلك في وقت قريب، مشدداً على جاهزية العراق الكاملة لاستضافة اللقاء الدولي".

وكانت وسائل إعلام كورية جنوبية قد أفادت في وقت سابق بأن الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم قد بعث رسالة إلى الـ "فيفا"، أبدى فيها رفضه خوض المباراة في الأراضي العراقية.

****************************************************

الأزمة المالية تمنع مشاركتنا في بطولتين دوليتين

بغداد – طريق الشعب

كشف الاتحاد العراقي لألعاب القوى، أمس، عن إلغاء مشاركته في بطولتين دوليتين مقبلتين بسبب الأزمة المالية التي يمر بها.

‏وقال المدير التنفيذي للاتحاد، زيدون جواد، إن "الاتحاد قرر عدم المشاركة في بطولة العرب المقرر إقامتها في الجزائر للفترة من 30 نيسان الجاري ولغاية 4 أيار المقبل". ‏وأضاف جواد، أن "الاتحاد قرر أيضاً إلغاء مشاركته في بطولة الإمام الرضا الدولية والتي من المقرر انطلاقها في 25 نيسان الجاري في إيران"

‏وأوضح جواد، أن "السبب في ذلك يعود لعدم توفر المبالغ التشغيلية للاتحاد والتي هي محجوبة منذ مدة طويلة ولم يتم صرفها من قبل وزارة المالية رغم أنها استحقاق".

‏وأشار إلى أن "الاتحاد يعاني كثيرا بهذا الجانب المهم، لا سيما وأن عدم مشاركة المنتخبات سيؤثر سلبا على الجانب الفني"، مبيناً أن "عدم المشاركات المتتالية للعراق في البطولات الخارجية سيؤدي إلى تراجع تنقيطه وترتيبه قياساً مع الفرق التي تواظب على أنشطتها بشكل متواصل".

*********************************************************

أوزبكستان تتوج بلقب كأس آسيا للناشئين 2025

بغداد – وكالات

حصل منتخب أوزبكستان، يوم أمس الأول، على لقب كأس أمم آسيا للناشئين لكرة القدم تحت 17 عاما، وذلك بعد فوزه على نظيره السعودي بهدفين دون رد في المباراة النهائية للمسابقة التي استضافتها السعودية.

وجاء هدفا المباراة في الشوط الثاني، حيث افتتح موحاميد خاكيموف التسجيل في الدقيقة 51، فيما أضاف زميله صدر الدين خاسينوف الهدف الثاني في الدقيقة 70.

وسبق لمنتخب أوزبكستان، الذي سجل ظهوره الثالث في المباريات النهائية للبطولة القارية، التتويج باللقب عام 2012 في إيران، في حين كان المنتخب السعودي يأمل في رفع الكأس للمرة الثالثة، بعدما سبق أن نالها عامي 1985 و1988.

تجدر الإشارة إلى أن المنتخبين السعودي والأوزبكي قد حجزا مقعديهما ضمن 8 ممثلين للقارة الآسيوية في نهائيات كأس العالم للناشئين.

**********************************************

حسن علي يلعب في بطولة تنس مصنفة عالمياً

بغداد – طريق الشعب

يستعد اللاعب حسن علي حاتم، للمشاركة في أقوى البطولات التنس الآسيوية المقرر إقامتها في الهند، وهي بطولة مصنفة عالميا، بعد ترشحيه من قبل الاتحاد الآسيوي للعبة.

وقال رئيس الاتحاد العراقي للعبة سيف العگيلي، إن "مشاركة لاعب منتخبنا تأتي بعد حصوله على المركز 19 في بطولة آسيا الأخيرة، والذي يعد مركزاً مصنفاً حسب الترتيب القاري".

وأضاف "لقد تم استحصال الموافقة الرسمية من قبل الاتحاد بمشاركة اللاعب حسن علي حاتم في البطولة الآسيوية التي ستقام في نيودلهي الهندية للفترة من 20 نيسان الحالي ولغاية 5 ايار المقبل".

وأوضح، أن "البطولة تستمر لمدة 14 يوماً يتخللها معسكر تدريبي بأشراف مدربي الاتحاد الدولي، وسيرافق البطل حسن علي مدرب المنتخب العراقي لفئة دون 14 سنة بهاء الدين علي".

وتابع أنه "لأول مرة في تاريخ التنس العراقي يشارك سبعة لاعبين حاصلين على تصنيف دولي في بطولات الاتحاد الدولي وبطولات الاتحاد الآسيوي"، مشدداً على "ضرورة دعم هذه النخبة والاستمرار في مشاركاتهم في الاستحقاقات الخارجية المهمة".

*************************************************

وقفة رياضية.. من هو البديل الأصلح لكاساس؟

منعم جابر

 

تبقى الأخطاء الفنية والإدارية ترافق رياضتنا ومنها كرة القدم، فالكثير من المعنيين بالرياضة وهمومها، معنيون أيضاً بتراكم الأخطاء في العمل الرياضي وكلنا شركاء في هذه العيوب والأخطاء، فقادة الرياضة هم أول الخطائين، فالاتحاد العراقي لكرة القدم فيه العيب الأول لغياب التفاهم والانسجام بين أعضائه، وهذا ساهم بالتمزق والتشتت، بينما كنا في المنافسات الأولى في أبهى صورة وانسجام عال.

وهكذا حققنا العلامة الكاملة، وقد يقول قائل: لقد كانت أغلب الفرق دون المستوى، وهذا قد يكون صحيح، لكن بعضها ممن رافقنا إلى الدور الثاني ظهرت بمستوى متقدم، وهكذا كان الفريق الاندونيسي، وكيف استطاع ان يقدم مستويات جيدة.

وكذلك وجدنا التمزق في إسناد فريقنا الوطني ودعمه أثناء المنافسات واشتدادها حيث ظهرت المناكدات والمناكفات في البرامج الرياضية، وقد نشرنا كل عيوبنا في تلك البرامج، وما زالت أحوال اتحاد كرة القدم ممزقة والخلافات متواصلة والضحية هي كرة القدم العراقية، وبدأنا حملة منظمة ضد المدرب الاسباني كاساس وطاقمه المساعد (حقاً او باطلاً) وكانت الخسارة أمام المنتخب الفلسطيني هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وصارت التصريحات الارتجالية تطلق هنا وهناك مما حفز المدرب كاساس ومحاميه ووكيل اعماله للرد على أخطاء قادة الاتحاد العراقي لكرة القدم، إذ كان علينا أن نتريث معه لحين نهاية الجولة الأخيرة ومعرفة نتائجه، اما أن ينسحب اتحاد الكرة إلى الانفعالات العفوية والجماهيرية ويعلن إنهاء عقده فهذا خطأ كبير، فقد سلمنا للمدرب كل المبررات والحقوق والمكاسب التي تضمنها عقده واعفيناه من المحاسبة على ما ارتكبه من أخطاء وعيوب تدريبية ومنها قلة خبرته وعدم استقراره على تشكيلة محددة في ميدان اللعب وكثرة تبديلاته وغياب الأسلوب الواضح في طريقة اللعب، فلم نشاهد أداءً على الطريقة الإسبانية ولا على الطريقة الإنكليزية، ولم نجد لديه فكراً كروياً محدداً.

اذاً لا بد من خلاص لهذا الحال، وهذا الواقع، فأين الحل؟ أمامنا مباراتان مع كوريا الجنوبية والأردن ويجب أن نفوز بهما، وهي مهمة صعبة، ولكنها غير مستحيلة، علينا أن نسعى جاهدين من أجل تحقيق الهدف المنشود، لذا أجد ان هذه المهمة الصعبة والمعقدة لا بد لها من مدرب محلي يمتلك الخبرة والقرار والشجاعة وأنا أرى أن الأصلح لقيادة المنتخب هو الكابتن عدنان درجال بصفته أحد نجوم اللعبة ومدرباً محترفاً يمتلك الخبرة والدراية ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب ولاعبيه. لذا أدعوه لاستلام المهمة ومن دون الحاجة إلى المدرب الأجنبي، لضيق الوقت وصعوبة التعاقد مع مدرب في الوقت الراهن.

*************************************************

بسبب وفاة البابا  تأجيل 4 مباريات  في الدوري الإيطالي

متابعة – طريق الشعب

قررت رابطة الدوري الإيطالي، تأجيل المباريات التي كانت ستقام، أمس الإثنين، عقب وفاة بابا الفاتيكان، البالغ من العمر 88 عاما.

وقالت الرابطة في بيان رسمي "عقب وفاة البابا فرنسيس، تؤكد رابطة الدوري الإيطالي للمحترفين، أنه قد تم تأجيل مباريات اليوم (أمس) في دوري الدرجة الأولى ودوري الشباب، وسيتم الإعلان عن المواعيد الجديدة للمباريات المؤجلة في وقت لاحق".

وكان من المقرر إقامة 4 مباريات بالدوري الإيطالي اليوم، وهي (تورينو ضد أودينيزي)، (كالياري أمام فيورنتينا)، (جنوى ضد لاتسيو)، (بارما أمام يوفنتوس).

بينما كانت ستلعب 3 مباريات في دوري الشباب بإيطاليا، وهي (روما ضد أودينيزي)، (مونزا أمام ساسولو)، (سامبدوريا ضد تورينو).

****************************************************

الصفحة العاشرة

الشاعر عماد المطاريحي روح هائمة تبحر بوعي الى ما وراء الواقع

كاظم جلاب نشمي

عماد المطاريحي روح هائمة تبحر بارادة واعية الى ما وراء حدود الواقع لتمسك براس خيط الضوء الاول من خواطر استهلاك القصيدة الشعرية حين تبزغ معلنة نفسها ابتداء مثل بزوغ الهلال اللامع كقوس ذهبي على وجه السماء..

فتبدا الخواطر تتدفق متواردة الواحدة تلو الاخرى متشكلة مع بعضها.. الكلمات الى ابيات والابيات متحلقة فيما بينها الى قصائد كبذرة اينعت وانفلقت خضراء.. تبرعمت وتغضت وتشابكت فروعها..

تبدا متكونة في وجدانه كصرح كبير مارة بمراحل ولادة عسيرة ومخاض مرير ومضنٍ.. فهو هناك.. هناك في جزر الامكنة البعيدة عن خرائط الاطالس والازمنة الاثيرية خارج تقاويم الزمن يحاور روحه بلغة نقية صافية.. حوار الانسان مع ذاته حوارا صريحا واضح الدلالات لذلك تاخذ القصيدة المتولدة درجة كبيرة من قدرة فائقة من تناغم عناصرها فيما بينها وامكانية هائلة من التعاشق والتآلف.

والمفردة كوحدة بناء صغير في صرحه الشعري فانه يموسقها مع التي تسبقها ويناغمها مع التي تلحقها وهذه الموسقة اتية من مهارته في اصطياد اللفظ المتالف ايقاعا مع بقية الالفاظ في البناء التكويني للقصيدة باكملها.. فتظهر القصيدة بمفرداتها المنسجمة كانها حبات قلادة ذهبية يخترق قلبها نسغ يغذي تيار الافكار وبايقاع جميل الى نهاية القصيدة التي تمتلك بناء فكريا كاملا وتكوينا دراميا تاما.

وعماد المطاريحي شاعر ملك قصائده سمة الديمومة والاستمرارية فهي لم تولد كقصيدة زمان محدد الاطر او مكان معين فجاءت مفتوحة الافق محلقة فوق كل المساحات.. ان المتتبع لقصائده القاء تلمع في ذهنه ملاحظة ان هذا الشاعر المبدع عندما يلقي قصيدة ما فانه يسكر الكلمات داخل فمه بحلاوة خاصة قبل ان ينفثها عطرا يلامس اسماع متلقيه فتاتي منعشة مسكرة فتراه يلقي شعرا وكانه يعزف لحنا فيطرب سامعا.. يجمل الكلمات بحلة مزوقة فيستانس السامع متشوقا مشدودا الى اخر القصيدة.

وقصائده التي تبدا بلمسة احساس تخطر في البال موقظة الروح اتية من ايحاءات ملائكية فتبدو مضامينها ذات قيمة عالية . يسمعك القصيدة فتوصلك حد النشوة وهذا هو فعل الفن الذي يوازي فعل السحر تاثيرا.

في زمن ما احتار هذا الشاعر اين يكتب قصائده وباعة الاوراق كانوا تجارا.. فلم يحتر ودون اشعاره في قلوب الناس.. واين كان سيلقي كلماته في زمن كان منظمو المهرجانات الكبيرة يحتاجون لوساطات كبيرة وهو الذي لم يلق في حضرة الوالي.. فالقى في الشوارع المكتظة والباحات والاسواق واماكن الناس الفقراء الطيبين.. ونام جائعا قرب اهل التنانير.

*********************************************

خنياب الزمان

حسين جهيد الحافظ

 وحدك أنته

فرح بعيون الاحباب

91 و أنته ابعز شباب

   *  *  *

بيك يتباهه الزمان

او يلبس الفرحه صدگ

بيك المكان

خطوتك تنثر محنه

او چلمتك هيل او أمان

رايه حمره امطرزه

تزهي الثياب

91 وانته ابعز شباب

  *  *  *

يا مضيف امشرع البيبان

و أشبابك هله

اكحيل أنته

او بيه تتنومس هله

جبت عمرك

تاج راس المرجله

يحسب التاريخ الك

ذاك الحساب

91 وانته اترد شباب

  *  *  *

نظرة أعيونك قصيده

بيهه الشعر  غنوة سمر

ترتيلة امحبين

وي ليل السهر

معزوم النجم

وياه و ايغني الگمر

طورالعشگ والشوگ

مو طور العتاب

91 وانته ابعز شباب

  *  *  *

هوه اعذيبي أنته

والهوه اعذيبي

صار منك

فنك الدنيه ابكبرهه

افيش بويه

اشمحله فنك

ايطش على الوادم

 حنين الهوه الهاب

 91 وانته ابعز شباب

  *  *  *

يللي عمري على عمرك

ليل و امسامر حبيب

أمطرز ابنبض الفرح

ايودي بالفرحه او يجيب

اسمك للنبض شريان

چذاب او ألف چذاب

من گلك غريب

يا عطر أذار

يا أغله الأحباب

91 وانته ذاك أنته شباب

  *  *  *

يا حبيبي الدنيه بعدك

ما هي دنيه

والوكت موش الوكت

أنته ( خنياب ) الزمان

الخوش بالطيبه تكت

اشگد مرت عليك

 أيام صعبه اشگد شفت

لا رجف گلبك

وحگ گلبك و لا هاب

 91 وانته ذاك أنته

يا شباب ابعز شباب

******************************************************

شجرة البنفسج

عبد السادة العلي

الى الراحل المرحوم المهندس معتز ريسان الخزعلي رحمه الله

(عن لسان ابيه)

داير حول

تنعاك الدموع٠٠٠

اشما عمرنه ايطول

داير حول٠٠٠

يا خيط العمر ٠٠؟

ما ظلْ ! بعد غازول

يشربني الحزن ٠٠٠

وتخضّر اكتاري٠٠٠

طبع عاكول

يا شهكة الملكه٠٠٠

اوسورة المجهول

يا شجرة بنفسج٠٠٠!

بالكٓلب مشتول

تاخذني صفنتي٠٠٠

اوأشركٓ ـ ابروحي٠٠٠

وسافر ويّ حياطينك٠٠٠

سفر شاهول

ترس عيني جنت٠٠٠

واليوم عن عيني ٠٠٠

اصبحت معزول

يا روج الحياة اشكد وجع شايل٠٠٠

كبل متزول

يا طعم الهوه٠٠٠

ابأخر نفس٠٠٠مسلول !!!

دايرحول

اسافر وي نجم سعدك٠٠٠

البعده ابكل سمانه ايجول

خبر موتك حفيرة كاع٠٠٠

اشما أحفر يسع ويطول

أسف لعبت الدنيه اوياي٠٠٠

لعبة زول

يل جانت الك ايدي وساده٠٠

اوكل جتف حيمول

داير حول

ما شوف العمر بعدك٠٠٠

علينا ايطول

يل جلماتك ابعودي٠٠٠

فرض بهلول

اشلون أيطول ٠!!؟

١٥/ ٤ / ٢٠٢٥

*******************************************************

ليله من تالي العمر 

سامي عبد المنعم

سنين …

وآنه إمشرع شبابيچ  عمري

إمناطر وكلي سهر

ليله وحده …

ردتك إتشوف المخده

إشكثر غرگانه قهر

سنين ضيعني غيابك

وإنت حسبة واحد إمعاند ليل

مايخلص عذابك

سنين تاركني .. عله هذا الحال

يامطول عقابك

ماردت منك .. وفه وعتاب

من سديت بابك

ردت بس ابچي إعله صدرك

وإنت غافي …

وآنه ماخذني المطر

مادريت .. إبعشرتك عبرة نهر

إشتهيت الدفو البشفافك

يغطيني عمر

ولو چوياتك إبروحي  …

حيل أحر إمنلجمر

انت آخر شوگ بيه ..

وآنه آخر سالفه ابتالي  العمر

****************************************************

{ثرثرة}…

يوسف المحمداوي

سكّت لسانك بالعيون احجيلي…

راويني ليلك خلني اگبعه بليلي…

ماهمني ويلك ردتك تحس ويلي..

هو الحزن مثل المهن …خبرة وراي…

والناي گصبه بلانفع لو بطل يغنيلي…

تدري الحليب ارخص سعر…

من الحليب البلثدي يلوليلي ….

نشف دمعتك بالضمير ابجيلي …

الموقف فعل ياصاحبي مو ثرثره…

خرسه الشموع وبالدمع تضويلي…

هوه الحزن مثل المهن خبرة وراي …

والناي…گصبه بلا نفع لو بطّل يغنيلي

مر بيه ساعه من الوفه …

حتى استحي طول العمر…

صفي الضمير الماصفه …

وبردلي قطعه من الجمر…

راويني ليلك خلني اوزنه بليلي…

سكت لسانك بالعيون احجيلي…

تانيتك من اول صبا …

حتى افرح بآخر شيب..

ما ادري رخصان الربه …

وما تفرح الجرحي يطيب..

وترتاح من جرحي يفز ويصيحلك ياويلي..

الناي گصبه بلانفع لو بطل يغنيلي

سكت لسانك بالعيون احجيلي

************************************************

الربيــــــــع

محمد جواد الكعبي

فَلت ظفايرها بعرس

شمس الله هاي الدافية

نزلت خيوط من السمه

عريانه فقّره وحافية

مثل الورد ويه الندى

بيض الگلوب وصافية

أيصبح الله لكل محب

بصحة وبخير وعافية

فوگ المناير والگبب

أمئمنه الطيور وغافية

بيه خير  ياناس البلد

بس تمر نخله الكافية

ظّلام حكموو هالبلد

نور الله بيهم طافية

وين المسحسل والنذل

أحزاب كلها اللافية

ياربي أرحم هالشعب

نسمع أخبار الشافية

**************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- الاديب والارتياب/ تأليف عبد الفتاح كلبلو. اصدار: المتوسط.

- فانتازيا الغريزة/ تأليف د. هـ. لورنس، ترجمة عبد المقصود عبد الكريم. اصدار: دار آفاق.

- افكر في انهاء الأمور/ تاليف ابان ربد، ترجمة اميرة الوصيف. اصدار: الصفحة 7.

- الاقناع/ فن الفوز بما تريد/ تأليف ديف لاكاني، اصدار: الصفحة 7.

- أسباب عملية/ إعادة النظر في الفلسفة/ تأليف بيير بورديو، ترجمة د. أنور مغيث. اصدار: دار آفاق.

- الوعي/ دليل موجز للغز الجوهري للعقل/ ترجمة احمد هنداوي. اصدار/ الصفحة 7.

- الميتا مسرح/ اداءات الفهم والاستقبال. تأليف احمد ضياء. اصدار الهيئة المصرية- القاهرة.

- بن يجوب العالم/ تأليف دوريس ليسنج، ترجمة بثينة الناصري. اصدار: الهيئة المصرية- القاهرة.

- الرسم والشعر/ مشتركات الحياة والعقل/ تأليف هاشم تايه.

- اسجن على الماء/ شعر: راسم المرواني.

- الثلاثة الكبار في علم الاقتصاد/ آدم سميث، كارل ماركس، جون ماينارد كينز، تأليف مارك سكويسين. اصدار: المركز القومي للترجمة- القاهرة.

**********************************************

تمثيلات الميتا- رسم في لوحات هاشم تايه

محمد خضير

تجربة هاشم تايه الفنية في معرضه (تسليات القانط، الخامس من نيسان ٢٠٢٥- جمعية الفنانين التشكيليين- البصرة) من التجارب القليلة التي تقرّب بين المفهوم التعبيري في الرسم، والتسريد العجائبي لأشكال ما بعد الرسم (الميتا- رسم). الأول: مفهوم اللوحة المنجزة بإنشاء تهكّمي تعبيري عاقل، والثاني ارتجال حرّ لفطرة التخييل المتمثلة برسم سكيتشات تخطيطية اعتباطية. لكن الرسام- الشاعر- السارد يشاء أن يجمعهما معا- اللوحة الكاملة مع أسلوبها التخطيطي الارتجالي- في طقس نفساني واحد، ويبعثهما من مرقده المُقصى من المفهومية الجاهزة للفن، باعتبارهما "تسليته" الوحيدة للانتقام من صورة الواقع السويّة. بهذا الإنشائين المتراوحين بين الاشتغال الواعي والفطرة الحرة اللاواعية، يقف زائرو المعرض متسائلين عن حدود التسلية الارتجالية وحقيقة القنوط التعبيرية، وهل يجوز مزجهما في مستوى إدراكي- بصَري وذهني- مشترك، من دون احتياط لسوء الفهم، أو السقوط في قنوط "تأويليّ" مقابل؟

جمع هاشم تايه بين عنوانين متعالقين في تجربة رسم واحدة: القنوط باعتباره عنوان قصة أو قصيدة دال على مفهوم واقعي- انتقادي، والتسلية باعتبارها تخييلاً بصَرياً نابعاّ من لعبة تصويرية، مفتوحة الحدود؛ وقصده من هذا التعالق تمثيل العلاقة بين الموضوعات ومعناها غير القابل للتفسير، أي عدم ترتيبها في علاقة سردية مفهومة. فالبداية والنهاية غير موجودتين على طرفي نص متجانس الأشكال في اللوحة، معا وفي لحظة تصوّر فورية. فحيث ترتسم الأشكال البشرية كي تفتتح علاقة تشبيهية بنمط معين من العلاقة الأسرية أو المؤسسية الجماعية، تشرع اللوحة بتجهيز نهاية نقيضة غير مفهومة أو متوقعة. وما يرتسم من مسرودات لونية، مرحة وبهيجة، صريحة وفاضحة، قد تبدو ثانيةً تحريضاً على فكّ العلاقة المعطاة وترتيب بداية ونهاية لها مختلفتين. أي: عند التمثيل بالأشكال المرسومة لإيجاد بديل معقول لها/ لأوضاعها، فقد لا يقابل ذلك غير ارتسامات أكثر اختلالاّ وشططاً عن المفهوم والمعقول في أي علاقة مماثلة (حتى بقصد التسلية لا غير). إذ وراء هذه التقابلات الملغزة تكمن قيمة التشابك بين التمثيل واليقين، التسلية المحضة والنقد الذاتي المرير للذات المتسلّية. (هل نقول بأن تجربة المعرض، التي تتجاوز الرسام لتقصد قرينَه المتسلّي برسومه، ستُلزِم هذا بوضع نفسه في موضع ذاك من القنوط والسلوان؟).

من ناحية ثانية، فلعل شطري التجربة اللذين جمعهما الفنان في مجموعتين منفصلتين، إحداهما مرسومة على القماش، والثانية ملصقة على خلفيات من تصاميم هندسية وأوراق دفاتر مكتوبة، أي ما سماهما الفنان بالمتن والهامش (في قاعتي عرض متجاورتين) قد تشيران إلى ما في التجربة من محاولة لجمع المفهوم والتقنية (القنوط والتسلية) على حدّ واحد من التمثيل والإقناع. ففي المجموعة الأولى يفرش اللون مساحات فارغة لتدخلها أشكال بشرية مختلفة الأوضاع، وإلى جوارها ملصقات سود لكائنات أسطورية محترقة، معالجة من أكياس بلاستيك مسطحة، على خلفيات خرائط لمتاهات مدنيّة. وفي الحالتين تبدو الأشكال المعالجة بتقنية التخطيطات الارتجالية (السكيتشات) عملاً مضطرباّ بيدٍ تحاول ضبط الإحساس بتوازن المساحة التصويرية: مقاومةُ الفراغ بإدخال أشكال بشرية غريبة، مخربة ومشوهة، تحاكي ما يحاول العقل نقضه باعتدال ومنطق سويّ لعلاقات ما بعد الواقع المرسوم. ونكاد نحدد المكان الغامض (مصحة عقلية، مسلخ للحوم، مقهى حشاشين، منزل فوضويّ، متاهة مدنيٌة تعمرها الأحلام) وراء الأشكال البشرية والأسطورية، الداخلة معاً على المتن الواقعي المخرَّب. إن كلتا المعالجتين- الملونة والسوداء- تكاد تبلغ درجة الانفجار بما تحمله من حركة مجنونة فائضة على مساحة اللوحة (حوى النوع الأول من المعرض لوحات كبيرة، إلى جانب لوحات النوع الثاني المتماثلة في حجمها الصغير).

تأتي الرسوم اللامنطقية بحججها من خارج اللوحة لترتسم ضمنها باسنادات مفهومية سردية، يُضمرها الفنان من ممارسته فنَّ الكتابة الأدبية، حتى لتكاد تلك تضج في إطارها كحفل صامت، يريد التعبير عن حالته الخليطة بين العقل وفوضاه اللاواعية. تماما، وكحفل صامت، فإن الأشكال لا تكفّ عن التعبير عن حالات عدم الاستقرار في وضع تشكيلي متزن. إنها حالات القلق المزاحة من حقل الكتابة إلى حقل الرسم في أدق تعبيراتها الما ورائية: بقصد أن ندع الأشكال تتكلم/ تواصل كلامها المقطوع تحت ضغط الممنوعات والوصايا العاقلة. وكأننا نعيد رسم أجواء مسرحية جرَت في مصحّة عراقية شبيهة بمصحّة شارنتون التي حُبِس المركيز دي ساد خلف جدرانها. أما شخصياتها فصُوَر مموّهة من حياة الفنان نفسه- من شعريات كتاباته- تطابق تسلياته ومرحه المكبوت. وما نكاد نبدأ بالتصريح بتفسير نفسي نريد له أن يتوسط بين اللوحة ومشاهدها، حتى يشرع الوقتُ والمكان- الفضاءُ التاريخي للمعرض- بإعادتنا إلى سويّتنا المنطقية، وقراءة المعروضات بمداخل ملونة ومخططة وملصقة بأفضل وضع ستاتيكي مطلق- الجمال، رغم جنون الجسد الطائر بصحبة غيلانه العارية والجامحة.

وعند هذا الحدّ التناصيّ، يكاد النصُّ الستاتيكي- البصَري في لوحات هاشم تايه يفسر تمثيلاته الما ورائية لمفردة شائعة في رسومه، السرير، بهذا المصدر السردي المؤوَّل من كتابه (السرير، الجسد في خلوته، دار خطوط وظلال، عمّان، ٢٠٢٤): "بوسعنا أن نعدّ الأسرّة تماثيل نحتتها أجسادنا، يمكن نصبها في قاعة غاليري عريضة لتصف غيابنا عن الوعي، ذلك الغياب الذي يعيد تصفيف قوانا، تحضر في مجراه إنشاءاتُ الجسد المحتجبة، وتعبيراته الداكنة، وأفعاله اللاهية المرحة، في وجوده الظلّي الساحر". (ص ٤٧)

وعندما نتمادى أكثر في تتبع مغاور التجربة الماورائية للرسم- متاهة الأشكال الحرة لمعرض (تسلية القانط)- فسنرى مفهوماّ مجازياّ آخر يدعوه هاشم تايه ب"شعرية الرسم" وهي: "طاقة الشعر تصطبغ لوناّ، وتتحرك خطّاً، وتُرى في تمثيل على سطح تصويري في لوحة رسم". (الشعر والرسم، هاشم تايه، دار الشؤون الثقافية، بغداد، ٢٠٢٤، ص ٦٩).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • هامش:

نظّمت جمعية الفنانين التشكيليين في البصرة بتاريخ (١٥/ ٤/ ٢٠٢٥) جلسة خاصة لمناقشة الانطباعات المتحصّلة من معرض الفنان هاشم تايه.

وبقدر انتقال الفنان من الرسم التخطيطي والكولاج إلى الرسم الصافي، جرت مناقشة العلاقة السردية بين نصين، حكائي أساسي وبصَري متحوّل عنه. وجاء المعرض باستئناف تلك السرديات المضمَرة وتحميل اللوحات بما يعتمل من مراجع نفسية وتاريخية مستقرّة في ذاتية الفنان، فأصبح ملمسها محاكاة سردية واستثارة دلالية ملحقة بها. لقد جاءت اللوحات لتملأ حياة الفنان "الكئيبة" أو "القانطة" بقدر من "التسليات" المؤقتة، كما أعلن هاشم تايه في عنوان معرضه، غير أن هذه المواجهة حرّكت ظنوننا عن أنفسنا- على الجانب المقابل لها- وادّت إلى استبدال وهمٍ بوهم، ومظهرٍ بباطنٍ شعوريّ منيعٍ على النسيان والإهمال.

وفي الحقيقة، فإن "القنوط" أو"االسأم مفردتان سرديتان شعوريتان، مقحمتان على البنية التناصية للوحات، عمد الفنان هاشم تايه على الإيحاء بها على سبيل الجذب والمحاورة الممتنعة بين صنّاع الفن ومستهلكيه الثانويين. وإذا كان السطح التلصيقي في القسم الهامشي من المعرض يحيل إلى عالم موحش وأسطوري، فإن جنس العلاقة الرسموية الشعورية في المتن الصافي من اللوحات يحيلنا إلى العلاقة النصّية بين اللوحة وخزينها السردي- اللاشعوري. هذا ما يُسفِر عنه حوارُ اللوحة مع الآخر الذي يتعجّل اختتام نزهته، قبل العودة إلى عالمه "القانط" والكئيب. أليس محتملاً أنّ هاشم تايه نصبَ لكلّ فرد من زائري معرضه فخّاً، بهدف كشفِ علاقةٍ متخيّلة من علاقات الحياة النفسية الداخلية يأنف الزائر من البوح بها؟

يقال: "إن الصورة الفوتوغرافية قد تكذب". وليس بعيداً عن هذا الظنّ الخادع، فقد تبدو اللوحة التشكيلية أداةَ خداعٍ وتعمية، أو لهوٍ وتسلية. غير أنّ هاشم تايه يبدّد مثل هذا الظنّ في حقل ثانٍ من الإبداع، هو حقل الكتابة السردية. فلوحاته- في حقيقة تفسيرها- ترجمة بصَرية لنصوصه القصصية المكتوبة بإتقان لغويّ وتحليل نفسانيّ مشدَّد. وفي كتابه الأخير (السرير، الجسد في خَلوته) ما يساعدنا على كشف اللعبة التصويرية، وتناقل المفردات الحكائية. (نلاحظ أن اثنتين من لوحاته اللونية الكبيرة استعارتا مفردة- السرير- واستخدمتاها في تركيب وضعيات تهكّمية ونصّيات سردية). وعلى هذا النسق الاستعاري، سنرى هاشم تايه يحوّل مدّخراتٍ من نصوصه الحكائية إلى لوحاته، ويقبض على أثر منها ضلَّ سبيلَه نحو قارئه الفعلي فيركّب منه وضعاً بصَرياً تماثلياً. السارد- الحاكي عن حالات "سريرية" يضخّ إمدادات غير مشهودة في لوحاته "التشبيحية". الرسوم كالحروف الكتابية قد تهيم عن موقعها وتمرح بعيداً عن ذات مؤلفها، فإنْ لم تجد مَن يفهم مزاجها السلبيّ، فقد تتركّب على نحو غير مفهوم في موقع آخر- صورة فوتوغرافية، لوحة تشكيلية، فيلم سينمائي، جِدار- أو تضيع وتختفي تماماً عن الأنظار؛ لكنها في كل الأحوال تعمل على إبقائنا على اتصال بأثرها. وهذه هي قواعد اللعبة التكافلية، المفروشة على جانبي السرير: رسماّ وكتابة.

***************************************************

نصان

ريتا عودة/ حيفا/ خاص

* يا ليل غزة

يا ليلُ غَزَّةَ، الماردُ قصفَ العِبادَ

أفَلا يجيءُ الفجرُ، يَمْحُو السّوادَ

هُنَا حِكَايَاتٌ، لَمْ تُحْكَ بَعْدُ

وَأَحْلَامُ عاشقٍ لم يُسعِفْهُ العَهْدُ

هُنَا صَغِيرٌ يَسْأَلُ عَنْ أَبِيهِ

وَأُمٌّ تَجُوبُ الْرَّمَادَ تَبْغِيهِ

تَسْأَلُ الرُّوحَ عَنْ فَجْرٍ بَعِيدٍ

ويصرخُ الجسدُ: هل مِنْ مَزيدٍ؟

يَهْمِسُ الْأَمَلُ، فِي ثَنَايَا الظَّلَامِ:

لَا بُدَّ لِلْفَجْرِ، أَنْ يَلُوحَ أَمَامِي.

 

* حلمٌ أم كابوس؟

1

لَا خُبْزَ فِي الْخَيْمَةِ..

لَا شَايَ..

لَا مَاءَ..

لَا هَوَاءَ..

لَا سُكَّرَ..

ثَمَّةَ الْقَلِيلُ مِنَ الْمِلْحِ. ضَعْهُمْ عَلَى الْجُرْحِ وَانْسَ فِكْرَةَ أَنَّ الْخُبْزَ الْأَبْيَضَ لِلْيَوْمِ الْأَسْوَدِ، وَانْسَ أَنَّكَ هُنَا فِي جَحِيمٍ يُدْعَى غَزَّةَ.. تَحْيَا.

2

أَكَانَ حُلْمًا أَمْ كَابُوسًا حِينَ رَأَيْتُنِي

بِأُمِّ عَيْنَيَّ مُسَجَّاةً فِي نَعْشِ،

وَالْمُجَنْزَرَاتُ مِنْ حَوْلِي تَحْصُدُ مَنْ تَبَقَّى مِنْ أَهْلِي،

وَرَائِحَةُ الْبَارُودِ تَخْنُقُ أَنْفَاسِي،

وَالْأَرْضُ تَنْزِفُ دَمًا قَانِيًا،

وَصَدَى صُرَاخِ الْأَطْفَالِ يُمَزِّقُ رُوحِي.

وَالْأَشْلَاءُ تَتَطَايَرُ كَكُرَاتِ الثَّلْجِ فِي الْفَضَاءِ.

أَكَانَتْ فَزَّاعَاتُ الْحُقُولِ تَئِنُّ تَحْتَ بَسَاطِيرِ الْجُنُودِ،

وَالنَّخِيلُ يَنُوحُ عَلَى أَرْضٍ يَبَابِ، أَمْ هُيِّئَ لِي!!

أَكُنْتُ فِي الْفِرْدَوْسِ أَمْ فِي الْجَحِيمِ أَمْ فِي غَزَّةَ،

حِينَ رَأَيْتُ مَا رَأَيْتُ، فَتَلَعْثَمَتِ الْكَلِمَاتُ فِي فَمِي،

خَارَتْ قُوَايَ وَتَسَاءَلْتُ:

أَأَنَا عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ أَمْ مِنَ الْقَهْرِ..قَضَيْتُ..!!!

هَلْ مِنْ بَصِيصِ أَمَلٍ فِي هَذَا الظَّلَامِ الدَّامِسِ أَمْ أَنَّ الْأَمَلَ صَارَ عَاطِلًا عَنِ الْأَمَلِ؟!

****************************************************

من يحتمي بالأرق؟

د. مصعب زبيبة

في المجموعة الشعرية (أيها المحتمي بالأرق) لشلال عنوز تتصالح الكلمات في ضجيجها، وذرات الرمال الدافئة، وأصوات الطيور المغردة، وبهجة الأطفال في أيام العيد والألفة، وصهيل الخيول الأصيلة، ووجيف القلب النابض بالحبّ، وابتهالات الأمهات لعودة أبنائهن الغائبين في قبضة النيران، وروائح الأزهار والورود في حدائق الكلمات المطمئنة، وهمهمة الروح المتسامية المتقاربة من حنين الوطن، لا تذهب الأبجدية عنه بعيدا في توحده وفرادته وتسير في دورتها الأزلية النجوم المضيئة:

هذا العراق ومن سناك بريقه  

 صبا يهرول في هتافك عارما

واصدح فقد غنى النهار وأشرقت   

طهر النفوس فصرن فيك توائما

سقط الطغاة وأنت تمسك مجدها    

وعلى ذراها كنت تنشد باسما

تتحطم الكلمات وتتقاطع في دورتها الأزلية في مراوغة الثعابين، في قتل الأبرياء، في لحظات الرعب، في لحظات الزيف والمخاتلة، في ذوي أوراق الأشجار، في رفرفة النفاق، في تناقض الأقوال:  

ما زلت تركض في صحراء بلقعة     

لا ظلّ فيها فلا سدر ولا أثلُ

تراود الريح مجنونا لتسبقها       

وأنت غصن وبالإعصار تنفتلُ

في مجموعة (أيها المحتمي بالأرق) تتوغل نار الدموع وتسافر الأحزان، وتشيخ الصبايا، ويُعشق الموت، ويتأطر الشذى ويتعانق الزهو، وينزف قيثار الأعياد، ويثور العشق، وينبض الحداد. استطاعت قصائد شلال عنوز أن تضمّ هذا النقيض في ألفة ووئام وتصالح أراد الشاعر أن يكون من الأرق مساحة من الحرية، ومن الضجيج الذي يستنزف الوطن فضاء للحلم، فرؤية النص تتشكل من بساطة اللغة الموغلة بالدهشة، الموشاة ببريق الأصوات التي تتوسع وتكبر لتنتج نصا بمساحة وطن، وبمدى اكتشاف وتكهن، فالشحنة العاطفية ساكنة ما أن تمتد إليها يد القارئ حتى تتفرقع وتنفجر وتحدث الاهتزاز والانبعاث للمياه العذبة وشلالات العاطفة والوجدان والإحساس والدلالات والتوقعات والاكتنازات.

ما زلت تكتسح الظلام وتلهب   

أنفا فيشربك السناء ويسكب

طاغ بهاك وكل طاغ مقفر    

إلا بهاك على المدى معشوشب

هي تجربة اضطرام واحتراق وصراع بين عنف التحدي ونداء الحب، بين هواجس الموت، واخضرار الحياة، بين يباب الأرق وانتصار الحرية، لا ثمة رؤية جامدة، ولا ثمة خمول في النسيج اللغوي المتنامي. نحن أمام شاعر مقتدر على الصياغة الفنية والربط المتين.

*********************************************

قصة قصيرة.. موتٌ جميل

د. جمال العتّابي

في زمنٍ بعيد، في مدينةٍ تُدعى ( العصف المأكول )، لم تكن الحرب مجرد صراعٍ على الأرض أو السلطة، بل كانت فناً مظللاً بالأخلاق الغريبة والجمال القاتل. في قلب تلك المدينة، عاش صانع أسلحة يُدعى (هيكل)، رجلٌ غريب الأطوار، يلبس قفازات مخملية حتى في الصيف، ويتحدث إلى بندقيته كما يتحدث العشاق في ليالي الشتاء. لم يكن (هيكل) صانع أسلحةٍ عادي، فقد سئم من صوت الصراخ الذي يعقب الطلقات، ومن النظرات الجامدة التي تطفئ آخر ومضات الحياة في عيون ضحاياه. نهض أحد أتباعه، ضم أصابعه كحبّة كمثرى، علا بها وهبط، فتحدث الرجل بهدوء: آه...لو يعرفون كم يحرص على سلامتهم، لو يستطيع مصارحتهم بأنه ليس مستبداً كما يشاع عنه. على أية حال، عندما تنجح التجربة سوف تعلمون الحقيقة، كم أمضى أياماً عصيبة، ليس من أجلهم فقط، بل من أجل الخصوم أيضاً، نعم من أجل الخصوم . ابتسم وقد لاح له عنادهم، بينما هو يؤكد لهم: أليس الخصوم بشراً.. أليس من واجبنا العمل على راحتهم.

ـ الهدوء...الهدوء ياسادة، وتفرس بعينيه في رجاله، كان يعرف أنهم سوف يفهمونه وأن طلب الهدوء سيثير خصومه.

نعم.. فالخصوم بشر أيضاً، ويا للفظاعة، كانوا يغتالونهم بالرصاص، وللبارود رائحة منفرة، وحين صارح زملاءه أن هذه الفضاعة تؤرقه، وتجعل مستعصياً عليه، اقترحوا عليه تنعيم الظرف الذي يحوي المقذوف الناري، أتوا بورق (السنفرة)، الذي يجعل سطح المعدن ناعماً وانسيابياً. عندئذ قال هيكل من قلب مكلوم: المقذوف.. المقذوف هو بغيتي. نظروا إليه مبهوتين. لا تقولوا أن تغليف المقذوف بمادة رقيقة، تليق بالبشر، مستحيل هذا هو التحدي. ردّ أحدهم كأنه رجع صدى: تحدي! ضغط على الكلمات ونطقها ببطء: نعم التحدي بأمثالنا، وبعد أن غاص في عيني محدثه هنيهة، أردف بصوت رصين: ونتخلص من الظرف المعدني، وتساءل شارداً: ألا يصيب ملمسه البارد الإنسان بقشعريرة..؟ أمنوا على كلامه، فاستمر غير عابىء بالحيرة في عيونهم، كيف كانوا يطيقون رائحة لحم الإنسان المحترق، أيّ قلوب كانت بين ضلوع هؤلاء السادة..؟ لا استطيع تصور أن تكون قد خلت تماماً من الرحمة. كان يرى في الموت ظلماً. حين أدرك أنهم يحاولون النجاة، مما غزله لهم من خيوط الدهشة قذف إليهم بابتكاره الغريب : رصاصة عطرة لا تنطلق من مسدس. ماذا؟ أو بندقية. وأطرق نحو الأرض حتى يتفكروا في كلماته، رفع رأسه وقال : مسدسات وبنادق في عصر العلم والمدنية  كيف؟! المسدسات تصدر أصواتاً مزعجة..ألا يكفي إنساننا في المدينة ما يعيش فيه من ضوضاء وفوضى ؟ كانت تلك الرصاصة تُصنع من معادن نادرة، لا تجرح إلا مرة واحدة، وتذوب في الجسد من دون أن تترك أثراً فوضوياً. في داخلها، زُرعت نواة زجاجية صغيرة تحتوي على مزيجٍ سري من العطور... عبق ياسمين من سهول لورين، ورحيق زعفران من جبال الشمس، ونفحة من ندى اللافندر الذي لا ينمو إلا في مقابر الملوك.

قال أحدهم : تعلمون ان الصاروخ يتابع الطائرة المعادية، منجذباً نحو الحرارة الصادرة منها، أو نحو ذبذبات معينة لها، ألسنا في عصر القلوب والحب؟ أليس للقلوب نبضات؟ أريد من الرصاصة تتجه وحدها نحو القلب مباشرة. تعجب أحدهم: وحدها؟ نعم وحدها. وبهذا نريح المتلقي من أي ألم، فأي سعادة ...وأي مستقبل ينتظر البشرية لو نجحنا!

حين تُطلق هذه الرصاصة وتخترق جسد العدو، لا يشعر الأخير بألم، بل يتوقف الزمن للحظة. يشم العطر… ويبتسم. يرى ذكرياته الجميلة تمر أمام عينيه كأنها حلم أخير، يسمع ضحكة طفلٍ كان قد نسيه، أو لحن أغنيةٍ كانت أمه ترددها له. ثم… ينام، كما ينام العشاق على صدور من يحبونهم

ذات يوم، جاء إلى (هيكل) جنديٌ عجوز بعينٍ واحدة وقلبٍ مليء بالحروب، وقال

أيها الفنان، لقد فعلت ما لم يفعله أحد، لكن أخبرني… هل تريح الرصاصة المقتول، أم تُعذب القاتل؟

تجمّد (هيكل) للحظة، وضرب كفاً بكف، وقال وهو يحرّك رأسه يمنة ويسرة: لحظات الإنسان الأخيرة...ألا نستطيع جعلها سعيدة.. ودون ألم ؟! نظر إلى الطاولة التي كانت فوقها ترقد آخر رصاصة معطرة لم يصنع مثلها من قبل. ثم أجاب الجندي العجوز بصوتٍ خافت :كلاهما، يا سيدي… كلاهما.

***************************************************

الصفحة الثانية عشر

في ورشة عمل ناشطون وحقوقيون يناقشون واقع حرية التعبير

متابعة – طريق الشعب

حذر ناشطون وصحفيون وحقوقيون من "التداعيات الخطيرة" لاستمرار حملة التضييق على الحريات، والملاحقات والتهديدات والاعتقالات التي تُطال الصحفيين والناشطين.

جاء ذلك في ورشة عمل حملت عنوان "الحفاظ على حرية التعبير في العراق"، عقدتها أخيرا "منظمة التجديد" للتطوير المجتمعي بالتعاون مع "منظمة تشرين" لحقوق الإنسان، وذلك في فندق بغداد.

وناقشت الورشة أوضاع حرية التعبير في البلاد. وركزت على التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون والناشطون، وعلى حملات الاعتقال بحق المعارضين، محذرة من فرض قوانين لا تضمن حرية التعبير.

عضو اللجنة القانونية البرلمانية سجاد سالم، ساهم في الورشة متحدثا عن واقع حرية التعبير في البلاد.

وقال أن "الغلبة السياسية للون الواحد الموجود في البرلمان، كان لها أثر عكسي على موضوع حرية التعبير والصحافة. فالتشريعات المقدمة إلى المجلس تعكس هذا التوجه"، مضيفا أن غياب الدولة أدى إلى انتشار فواعل أخرى، تتعامل مع الرأي الآخر بالتضييق، وتمتلك المال والسلاح وتضغط وتؤثر بشكل كبير.

ورأى سالم أن "الإرادة السياسية مفقودة في الإصلاح، وفي حماية الحقوق والحريات وتعزيز القيم المدنية، وهذا واضح جداً"، لافتا إلى ان "بعض مفاصل السلطة تؤثر سلباً على الحريات الإعلامية. وقد تم التماس ذلك بشكل واضح".

فيما قالت المحامية والناشطة زينب جواد، أن "حرية التعبير في خطر. فالكثيرون من الناشطين مهددون بالقتل، أو التصفية، أو التهجير، ومعرضون لتهم كيدية، مثل إخوتنا الناشطين في ذي قار".

وأضافت قولها أن "هناك حملات اعتقال ممنهجة ضد الناشطين، وضد كل من يبدي رأياً، وكأن حرية الرأي أصبحت جريمة"، مشيرة إلى ان "المنظومة الحكومية استبدلت القوانين بتشريعات سنتها بما يتلاءم مع أهوائها الحزبية والمذهبية، ولذلك أصبحت المادة 38 من الدستور، المعنية بحرية التعبير، شبه معطلة".

ونوّهت جواد إلى أن "العراق بحاجة إلى تشريعات تضمن حقوق الصحفيين والإعلاميين، وتحافظ أيضاً على حياتهم، لا سيما أصحاب الرأي".

من جانبها، قالت رئيسة "مؤسسة نما" للتدريب الإعلامي أمل صقر، أنه "كدنا نتعرض أنا وفريق إعلامي، لمحاولة اغتيال أثناء تغطية إعلامية لصالح الـ (بي بي سي). حيث قام أحد المواطنين بتحذيرنا، فما كان منا إلا أخذ الاحتياطات الأمنية وقطع المهمة والتوجه مباشرة إلى مكتب الفضائية".

وتابعت قائلة أنه "الآن في عام 2025، تحول التهديد من القتلة إلى ساحة القضاء. إذ ان أي إعلامي أو صحفي بات مهددا بأن تُقام عليه دعوى قضائية لأسباب قد تكون مختلقة وغير صحيحة".

إلى ذلك، ذكر الإعلامي عمر الهلالي أن العمل الصحفي في البلاد بات غير آمن، مبينا أن "هناك خطوطا حمرا، لا سيما في مناطق النزاع. وان الكثير من هذه الخطوط تضعها أحزاب ورجال دين، وحتى بعض المؤسسات الإعلامية". 

*************************************************

اتحاد الادباء يقيم مجلس عزاء للفقيد تشييع القاص والروائي جمعة اللامي في موكب ثقافي ورسمي

متابعة – طريق الشعب

اقام الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، خلال اليومين الماضيين، مجلس عزاء القاص والروائي الراحل جمعة اللامي في مقره بساحة الاندلس، حضره العشرات من المثقفين والاكاديميين والمبدعين وشارك فيه ايضاً الرفاق مفيد الجزائري رئيس تحرير "طريق الشعب" وفاروق فياض عضو المكتب السياسي وعلي مهدي عضو اللجنة المركزية. إلى جانب مسؤولين في وزارة الثقافة. وشيّعت الأوساط الثقافية والأدبية صباح أول أمس الأحد في بغداد، جثمان الراحل ، نحو مثواه الأخير في "مقبرة وادي السلام" في النجف، بعد وفاته في الإمارات عن 78 عاما.  واستقبل الاتحاد العام للأدباء والكتاب جثمان الفقيد، صبيحة اليوم ذاته في مقره، بعدها حمل زملاء الفقيد من الأدباء والمثقفين، نعشه وشيعوه في الشارع المقابل للاتحاد في ساحة الأندلس، وسط موكب ثقافي ورسمي يرافقه حرس الشرف، وعلى وقع الموسيقى الجنائزية.   ويقيم اللامي، الذي يُعد أحد أعمدة القصة القصيرة العراقية، خارج البلاد منذ عام 1979، إثر معارضته النظام الدكتاتوري المباد. ووفقا لأدباء فإنه جمع بين الفكر اليساري والتصوّف، وانه كان شاهدا على تحولات وتطورات في الثقافة العراقية.  وفي حديث صحفي، قال رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، أن "رحيل جمعة اللامي خسارة كبيرة للثقافة العراقية"، مبينا أن "الأثر الطيب الذي تركه اللامي لا يمكن أن يجعله غائبا أو ميتا. فالحياة تكتمل بالأثر والإبداع". 

وأشار إلى ان الراحل كان شاهدا حيا على تحولات الثقافة العراقية وتطوراتها، وكانت كتاباته تمثل طوقا للحرية.  فيما قال الشاعر زعيم نصار، أن "اللامي يُعد من أهم كتّاب العراق. بدأ مسيرته في الستينيات، وكان متميزا في القصة والرواية، وكان من اليساريين الذين اعتقلوا وعانوا طويلاً قبل مغادرته العراق إلى الإمارات سنة 1979".

*******************************************

متحف تراثي مؤقت في قضاء عانة

متابعة – طريق الشعب

نظّم المتحف الحضاري في قضاء عانة بمحافظة الأنبار بالتعاون مع دائرة البلدية، متحفاً تراثياً مؤقتاً يسلط الضوء على الإرث الثقافي للمنطقة، وذلك في إطار فعاليات "ملتقى الأنبار الجغرافي" الأول الذي احتضنته المحافظة الأسبوع الماضي.

ويهدف المتحف إلى تعريف الزائرين بالأدوات التقليدية والمهن القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية لأهالي عانة، ما يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث المحلي ونقله للأجيال القادمة حسب ما نقلته وكالات أنباء عن منظمي المتحف.

في حديث صحفي، قال أستاذ الجغرافيا سامي الجميلي، أن "الربط بين الجغرافيا والتراث المحلي يمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق للهوية المكانية للمجتمعات المحلية"، مبيناً أن "مثل هذه المبادرات لا توثق الماضي فحسب، بل تعزز أيضاً الوعي المعرفي لدى الأجيال الجديدة بأهمية المكان ودوره في تشكيل الثقافة".

من جانبه، قال الباحث في جامعة البصرة حسن العاني، أن "المتحف قدّم صورة حية عن الحياة في عانة عبر مراحل زمنية متعددة. شاهدنا أدوات زراعية ومستلزمات منزلية وأزياء تقليدية كانت تستخدم في حياة الأجداد".

وأضاف في حديث صحفي قوله أن "هذا النوع من التوثيق البصري له تأثير قوي في ربطنا بجذورنا، خاصة حين يُعرض ضمن فعالية أكاديمية تجمع باحثين من مختلف المحافظات".

وشهد المتحف حضوراً لافتاً لأساتذة جغرافيا من 12 جامعة عراقية.

*********************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • محمود عاصي {أبو سرمد} 100 يورو
  • أمين عبد الكريم ربح 100 دولار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*******************************************

يوميات

  • يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب غدا الأربعاء، جلسة حوارية بعنوان "التناص بعد مفهوم كرستيفا وباختين"، يحاضر فيها د. رشيد هارون، ويديرها الشاعر منذر عبد الحر.

تبدأ الجلسة في الساعة ٥ مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • يُنظم الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد الخميس، جلسة حوارية للروائي كريم كطافة، يشارك فيها عدد من النقاد، ويديرها الشاعر والكاتب حمدان المالكي.

تبدأ الجلسة في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

*********************************************

ليس مجرّد كلام.. كفانا تصريحات ناريّة..!

عبدالسادة البصري

من وراء زجاج نافذة السيارة أخذتني الهواجس والافكار بعيداً، وانا أبصر الشعارات التي تملأ الشوارع واعالي البنايات. وقفت عند بوّابة الشعارات هذه لأجد اننا الشعب الوحيد في العالم، المهووس بحب الشعارات واطلاقها في مناسبة ودون مناسبة، كذلك اطلاق التصريحات النارية.. ففي كل زمان ومكان وتحديداً حينما يقترب موعد الانتخابات، تمتلىء شوارعنا وحاراتنا وازقّتنا ودوائرنا الحكومية وغيرها، وحيطان البيوت والمدارس بالشعارات الرنّانة، وتتعب أسماعنا من المسؤولين والسياسيين وهم يتفوّهون بتصريحات ناريّة، ما أُنزل بها من سلطان، تنقلنا الى سطح القمر وتبني لنا عمارات وبيوتا فوق المريخ..ولكن حينما نعود للواقع لا نجد شيئا منها ابدا .. حيث اننا نقرأ الكثير منها ونمنّي النفس بأماني واحلام كثيرة وكبيرة، ونسمع الكثير من التصريحات والوعود التي وكما اسلفت تجعلنا نعيش افضل وابهى واجمل عيش على وجه الأرض، ثم نكتشف انه كلام في كلام في كلام .. إذ لا يوجد منه على ارض الواقع شيء، وما يصدر من قرارات يخلق ازمات متتالية تبقينا في دوّامة لا تنتهي!

ياسادتي الافاضل: كفانا شعارات وتصريحات، نريد قولاً وفعلاً وتطبيقاً لأقل ما يمكن .. عمّي كافي حچي ولافتات وفلكسات وصور، قوموا ولو لمرة واحدة بما هو صحيح وكفى، اخدموا وابنوا وعمّروا وراعوا الفقراء والمساكين، ومن هم بلا مأوى وساكني التجاوز والعشوائيات والايجارات، والاطفال المشرّدين في تقاطعات الطرق والمتسولين، وكل طبقات الشعب البائسة الذين يطالبون بحقوقهم في كل يوم، وبعدها قولوا ما تريدون، وسنستمع اليكم بحب، وسنصدقكم العمر كله، وسنقول بملء الفم: صدقوا في قولهم ! وبعدها اكتبوا ما تريدون ..

و"طسّة"  قوية، وصوت "بريك"  جعلاني افيق من سرحتي وهواجسي، لأجد السيارة التي اركبها قد وقعت في حفرة مجاري وسط الشارع .. ليظلّ طنين اذني يردد: كافي تصريحات ناريّة ! كافي!!

***********************************************

قف.. مَصْكَعة..

عبد المنعم الأعسم

هناك اشخاصٌ مصكَعة، حين يخشون الدفاع عن انفسهم من الهوان، ويقبلون به حتى ممن هم اضعف منهم، وهناك دولٌ مصكَعة، لما تُستباح ولا تقوى على حماية حدودها وأمنها حتى بمواجهة عصابات هزيلة، ويقول مؤلف  "الكنايات العامية البغدادية" الكاتب عبود الشالجي ان المصكَعة "كناية عمن تعوّد على تحمّل الاهانة والاذى".. وهي "الضرب على الرأس بالكف مبسوطة، والبغدادي اذا اصابته مصيبة، قال: مْعلّم على الصكَعات كَلبي" وينقل الكاتب عن شاعر الهجاء الشهير الملا عبود الكرخي بيتا يجلد نفسه فيه بالقول: "بالخلاق اقسم وبنبيّه شيت/آني مصكَعه واشبه دجاجة هيت" ولم يشرح الشالجي لماذا خص الكرخي دجاجة هيت بالمصكّعة،  ولكنه في موضع آخر تحدث عن تفاهة الدجاجة في الامثال الشعبية وإدعائها وزهوها الكاذب حيث "تضع الدجاجة بيضة واحدة زهيدة الثمن فتملأ الدنيا، بقيقاً وقاقاً، بينما تضع السمكة الالاف من بيض الكافيار، غالي الثمن، وهي صامتة.. والامثلة تُضرب وتُقاس.

*قالوا:

"اللهُ لا يَضَعُ ثِمارًا عَلَى غُصْنٍ ضَعيفٍ لا يَقْدِرُ عَلَى حَمْلَها".

حكيم

************************************************

اصدار جديد  لـ {الطريق الانتخابي}

بغداد – طريق الشعب

يصدر اليوم العدد الأول من ملحق "الطريق الانتخابي"، وهو منشور تثقيفي توعوي غايته لتسليط الضوء على العملية الانتخابية المقبلة، والتحضير لانتخابات مجلس النواب في 11 تشرين الثاني 2025.

ويتضمن المحلق في عدده اليوم مقالاً عن أهمية بطاقة الناخب البايومترية، ومواضيع أخرى تخص كيفية تحديث السجل الانتخابي، وآلية توزيع الأصوات وفق قانون الانتخابات. كذلك قضايا توزيع المقاعد على المحافظات، والكوتا النسوية، وشروط الترشح للانتخابات، ومعلومات مهمة عن انتخابات مجلس النواب 2025.

**********************************************

{منصة برنز} جسر بين الطلبة والخبراء 

بغداد - تضامن عبد المحسن

تأسست في بغداد أخيرا، منصة علمية توفر فضاء تواصليا بين الطلبة وخريجي الجامعات، والخبراء العاملين في مجال اختصاصاتهم العلمية.

المنصة التي أسسها طلبة وخريجون بجهود شخصية، دشنت أول نشاطاتها الأسبوع الماضي، بورشة عمل في كلية الصيدلية – الجامعة المستنصرية، لتمكين الخريجين وتدريبهم على العمل في القطاع الخاص، في ظل غياب التعيينات الحكومية. 

 وعن المنصة، يقول الشاب أنيس عامر، وهو أحد مؤسسيها، ان فكرتها تبلورت بينه وبين صديقه الطالب الجامعي أمير ثامر، مبينا لـ"طريق الشعب" أنه تخرج قبل سنتين في كلية العلوم التطبيقية، وعانى صعوبة الحصول على تعيين في مؤسسات الدولة، لذلك فكّر مع صديقه ثامر في تأسيس هذه المنصة لتكون بمثابة جسر بين طلبة الجامعات بمختلف الاختصاصات، والخبراء العاملين في تلك الاختصاصات، الذين تدعوهم المنصة إلى الحديث عن تجاربهم المهنية بما يدعم طموحات الطلبة ويعزز توجهاتهم ويؤهلهم للانخراط في سوق العمل.

ويؤكد عامر أن تأسيس المنصة جاء اعتمادا على جهود شخصية من قبل مؤسسيها، دون أي دعم، حكوميا كان أم أهليا.

وشهدت الورشة حوارا علميا بين الطلبة والمحاضرين، حول الربط بين سوق العمل والواقع المهني للصيدلي الخريج. وقد تناول المحاضرون التحديات التي يواجهها خريجو الصيدلة في ظل ازدياد أعدادهم وشح فرص العمل، ما يتطلب تعزيز المهارات وتنمية القدرات العلمية بالشكل الذي يؤهل الخريج للعمل في القطاع الخاص.