الصفحة الأولى
عناوين {وطنية} و{ديمقراطية} لإيهام الناخبين.. تتهافت عليها الأحزاب المتنفذة
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
تشكو أحزاب وحركات سياسية تعتزم المشاركة في الانتخابات من فوضى خلفتها الأنظمة الانتخابية في العراق، وبسببها تجاوزت أعداد الأحزاب المسجلة في دائرة الأحزاب التابعة للمفوضية العليا المستقل للانتخابات، حاجز الـ 300 حزب، وهو ما يضطر الأحزاب والتحالفات للبحث عن عناوين انتخابية قد لا تعكس توجهاتها وبرامجها الانتخابية بسبب استخدامها من أطراف أخرى.
وتقوم أحزاب متنفذة في السلطة باستخدام عناوين لتحالفات رديفة لاسيما (المدنية، الديمقراطية)، فضلا عن عنوانها الصريح، ومن خلال هذا الاسلوب تعمد الى تشتيت أصوات القوى المنافسة من خلال ايهام الناخبين بهذه العناوين، وحجزها مسبقا، ما يضطر الأحزاب ذات التوجه المدني والديمقراطي الحقيقي لاستخدام عناوين أخرى.
حزب بـ10 أحزاب!
رئيس حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، مشرق الفريجي، يعزو كثرة الأحزاب الى طبيعة الأنظمة الانتخابية، مشيرا الى ان لدى كل حزب متنفذ قرابة 10 عناوين، يشارك من خلالها في الانتخابات، بهدف مضايقة المنافسين.
وقال الفريجي لـ"طريق الشعب"، إن "اعداد الأحزاب المسجلة لدى مفوضية الانتخابات سببها طبيعة الأنظمة الانتخابية في العراق. ففي كل انتخابات يتم تسجيل أحزاب سياسية مختلفة لكنها تابعة لنفس الشخصيات والقوى التقليدية".
وشدّد الفريجي على أن "زخم هذه الأحزاب واعدادها هي نتيجة للأنظمة الانتخابية والتحالفات والراغبة بإجراء تغيير على الأسماء والهويات والمشاريع الانتخابية".
رقابة حقيقية
وأضاف أنّ "الخلل يكمن في عدم طي صفحة هذه الأحزاب، كونها ما زالت تمتلك شهادات تأسيس برغم هيكلتها وتوقفها عن أي نشاط"، لافتاً الى أن "الرقابة على هذه الأحزاب ونشاطاتها تحتاج لبعض التدقيق في فترات ما بعد الانتخابات وقبلها أيضا".
ونوه الى ان "هناك ضرورة للرقابة والتدقيق من قبل المفوضية على هذه الأحزاب، إضافة الى ان هناك أحزابا تخالف قانونها اذ لديها اجنحة مسلحة، وبالتالي فإنها مستعدة لاستغلال نفوذها".
ولادات مشوهة
الكاتب والناشط السياسي، شمخي جبر، يقول ان كثرة الاحزاب لا يعني بالضرورة شيئا إيجابيا في الحياة الديمقراطية.
ويضيف جبر في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "كثرة الأحزاب هي ظاهرة سلبية مادامت هذه العملية لا تتجاوز الانشطار، فهي ولادات مشوهة لأحزاب افتقدت تأثيرها او فقدته ولم تعد ذات تأثير في الاوساط الشعبية، لأنها لم تلب حاجات الناخبين وتطلعاتهم".
ويواصل جبر ان "هذه الأحزاب سعت الى التناسل والتفريخ لإيجاد واجهات جديدة الهدف منها خداع الجمهور من جهة، ومن جهة اخرى تشتيت توجهات الناخبين".
ويشير إلى ان "بعض الاحزاب عملت على دفع مرشحين تحت تسمية مستقلين او الظهور بأسماء جديدة بهدف خداع الناخبين" معتبرا ذلك "افلاسا شعبيا".
اسم الحزب والقانون
من جانبه، قال معاون مدير دائرة شؤون الأحزاب في مفوضية الانتخابات، احمد اياد، ان "دائرة شؤون الأحزاب تعمل وفق قانون الأحزاب رقم 36 لسنة 2015 والأحزاب التي كانت موجودة قبل نفاذ القانون أعطاها هذا القانون مدة سنة واحدة لتكييف وضعها القانوني".
وأضاف، ان "القانون والتعليمات الساندة للقانون نصت على ان اسم الحزب لابد ان لا يكون مشابها ولا مطابقا لأي حزب مسجلا كان او قيد التسجيل، والذي حصل بعد ذلك ان بعض الأحزاب لجأت للقضاء بسبب تشابه الأسماء مع بعض الأحزاب الأخرى، والقضاء افتى بان الأحقية تكون للحزب الذي سجل مسبقا واخذ الاسم، الامر الذي اضطر البقية لتغيير أسمائهم".
وتابع اياد، ان "المفوضية ودائرة شؤون الأحزاب تضعان هذا الامر لمصلحة الأحزاب، ناهيك عن ان الناخب لا يستطيع التفريق بين هذا الحزب او ذاك في موضوع الأسماء، وباقي الإجراءات في المفوضية تسير بصورة سلسة".
وبيّن ان "دائرة شؤون الأحزاب رفعت مقترحا الى مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات بعملية تجزئة الاسم، وصار الاتفاق بان الاسم في بدايته (حزب أو حركة أو تجمع أو تيار) هذا متاح للكل، ونهاية الاسم الذي هو الجزء الثالث (الوطني أو العراقي أو الإسلامي أو العلماني) أيضا متاح للكل، وبقيت فقط المفردة الوسطية التي يجب ان لا تتشابه ولا تتطابق مع أسماء الأحزاب الأخرى المسجلة".
وخلص بالقول الى ان "دائرة شؤون الاحزاب تمنح الاحزاب التي قدمت طلبات تسجل مهلة شهر وأحيانا شهرين، لاستكمال باقي الإجراءات، وفي حال عدم اكتمال هذه الاجراءات ترفع الدائرة طلبا الى مجلس المفوضين لإلغاء طلبات هذه الاحزاب، كون هناك طلبات كثيرة لدى الدائرة، وقبل شهرين تم الغاء أكثر من 50 حزبا لعدم اكمال الإجراءات".
عدد الأحزاب والتحالفات
كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، عن عدد التحالفات والأحزاب الراغبة بالمشاركة بانتخابات مجلس النواب، المؤمل ان تجري نهاية العام الحالي.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي، ان "التحالفات المسجلة لدى دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية منذ سنة 2018 ولغاية الآن هي 66 تحالفاً، وخلال المدة الأخيرة منذ منتصف الشهر الماضي، تم تسجيل 5 تحالفات انتخابية جديدة".
وبينت، أن "التحالفات القديمة الـ(66) يمكن لها المشاركة دون أي تسجيل جديد، لكن يجب عليها تحديث بياناتها اذا ما كان هناك أي تعديل في التحالف من خروج أي حزب أو دخول أي حزب جديد بأي من التحالفات السابقة".
وأضافت أن "الأحزاب السياسية المسجلة هي 331 حزباً منذ عام 2015 ولغاية الان"، مبينة أن "80 حزباً من هذه الأحزاب أبدت الرغبة في المشاركة في انتخابات مجلس النواب المقبلة حتى الآن، فضلا عن وجود 70 حزباً قيد التأسيس حالياً".
ومن المفترض أن تجرى الانتخابات في 11 من تشرين الثاني المقبل، حسب قرار مجلس الوزراء العراقي.
وكانت مفوضية الانتخابات، قد أعلنت أمس الأحد، أن مجلس المفوضين قرر تمديد فترة تسجيل التحالفات لغاية نهاية الدوام الرسمي من يوم 14 أيار الجاري.
**********************************************
راصد الطريق.. نائب للإيجار ..!
في الشوارع الرئيسية لاغلب مناطق بغداد، يصادف الناس من المارّة منازل مرمّمة حديثا، وقد تم استئجارها لستة أشهر، ووُضعت في أعلى واجهاتها لافتات كتب عليها: مكتب النائب الفلاني لاستقبال شكاوى المواطنين وطلباتهم.
لم يكن هؤلاء النواب يعرفون من ذي قبل طريقا الى مشكلات الناس، وممَ يعانون. لكنهم ادركوا أخيرا أنه لا غنى عن الأصابع البنفسجية لهؤلاء الناس، لأنها هي التي اوصلتهم الى ما هم عليه، فراحوا يعيدون لعبة الاحتيال ذاتها، علّها تؤمّن لهم تجديد البيعة!
يُلاحظ هذه الأيام، إطلاق درجات وظيفية جديدة من قبل الحكومة، فيما تتوالى جولات مكوكيّة غير مسبوقة للمسؤولين والنواب، لاصطياد أصوات الناخبين في المناطق الشعبية، وفي دوائر الدولة، ومعها رعاية المؤتمرات والندوات والأمسيات السياسية والثقافية، وإطلاق شعارات وخطابات وطنية، يجمعها كلها هدف واحد: الاستحواذ على صوت الناخب!
يا ناس، كونوا أكثر وعيا وحرصا على أصواتكم، ولا تنساقوا وراء ألاعيب تبليط شارع، أو نصب محولة كهربائية، أو انشاء ملعب رياضي، أو وعد بعمل أو بتعيين..
فهذه الحقوق والأمور الواجبة على المسؤولين والسلطات، احالها رؤوس المحاصصة والفساد ويحيلونها إلى وسيلة، لسرقة اصواتكم والبقاء في كراسي السلطة!
**********************************************
الصفحة الثانية
تحذير من استغلال مهور الزواج في جرائم غسل الأموال
بغداد ـ طريق الشعب
أصدر مجلس القضاء الأعلى في العراق، تعميماً عاجلاً إلى محاكم التمييز والادعاء العام ومحاكم الاستئناف كافة، يحذر فيه من استغلال محاكم الأحوال الشخصية في جرائم غسل الأموال، وذلك من خلال تسجيل عقود زواج تتضمن مهوراً "باهظة وغير واقعية".
وبحسب التعميم، أوعز مجلس القضاء إلى المحاكم، أنه "بالنظر إلى خطورة جريمة غسل الأموال، والتي يُعدّ من صورها استغلال القضاء من خلال مراجعة محاكم الأحوال الشخصية لتسجيل عقود زواج وهمية وإدراج مهور زواج مُبالغ فيها للغاية، ثم إيقاع الطلاق بعد فترة قصيرة واستحصال مبلغ المهر المذكور، سواءً عن طريق تنفيذ العقد أو من خلال مراجعة محاكم البداءة بإقامة دعاوى صورية وفقًا لتطبيقات القرار المرقم (1198) لسنة 1977 المعدل، كالدعوى بالبيع الحكمي أو إعادة الحال أو غير ذلك من الأساليب التي تتضمن إقامة دعاوى مديونية صورية للمطالبة بمبالغ مالية كبيرة".
وأشار إلى أنه "في حال وجود معاملة عقد زواج أمام محكمة الأحوال الشخصية، وكان المهر المثبت في معاملة إجراء العقد مُغالى فيه جداً وغير معتاد وفقاً للعرف السائد في المنطقة، سواء كان نقداً أو عيناً أو بأي صورة من صور المتحصلات الجُرمية المنصوص عليها في قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب رقم (39) لسنة 2015، تقوم المحكمة المعنية بتكليف طرفي العقد ببيان مصدر الأموال بموجب محضر تحريري يُوقَّع من قبل طرفي العقد قبل إجراء عقد الزواج، ويُؤشَّر من قبل قاضي الموضوعة".
*********************************************
تهديد بالتصعيد في حال تجاهل المطالب.. احتجاجات في محافظات عدة تطالب بالحقوق المشروعة
بغداد ـ طريق الشعب
شهد عدد من المحافظات العراقية هذه الأيام سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات من قبل الموظفين والعمال الذين عبروا عن استيائهم من الأوضاع المعيشية والوظيفية التي يعانون منها.
وتضمنت مطالبهم الرئيسة تثبيتهم على الملاك الدائم وصرف رواتبهم المتأخرة وتحسين الظروف المعيشية من خلال توزيع الأراضي السكنية وتعديل الرواتب.
موظفو شركة النسيج
في محافظة بابل وتحديدًا في مدينة الحلة، نظم العشرات من موظفي الشركة العامة لصناعة النسيج وقفة احتجاجية أمام مبنى المعمل مطالبين بحقوقهم المشروعة. أبرز هذه المطالب كان توزيع الأراضي السكنية العائدة للشركة بشكل عادل بين الموظفين، وتحسين سلّم الرواتب بما يتناسب مع سنوات خدمتهم التي تجاوزت 25 و30 عامًا.
وأكد الموظفون، أن أرضًا بمساحة 27 دونمًا تعود ملكيتها للشركة كانت مخصصة لتوزيعها على العاملين، إلا أن إجراءات قضائية تحركت من قبل جهات دينية حالت دون تنفيذ هذا المشروع منذ سنوات. واشتكى الموظفون من عدم امتلاكهم لسكن، حيث أنهم يعيشون في الإيجار رغم وجود أراضٍ يمكن أن تُحل بها الأزمة.
وناشد نضال الهادي جاسم، أحد المحتجين، رئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى، ووزير الصناعة بالتدخل العاجل لإنصافهم، مؤكدًا أن العديد من الموظفين خدموا لسنوات طويلة دون أن يحصلوا على حقوقهم المشروعة. وفي تصريحات أخرى، عبرت إحدى الموظفات عن معاناتها منذ عام 1986، وقالت: "لا أملك بيتًا، وابني الذي يدرس في الجامعة يقول لي: إذا ما صار عندي بيت ما أقدر أتزوج".
من جانب آخر، أشار أسامة إبراهيم حسن إلى تدني الرواتب التي لا تتجاوز 600 ألف دينار شهريًا، رغم خدمتهم الطويلة، مؤكدًا أن العديد من الموظفين في دوائر أخرى يحصلون على رواتب تتجاوز المليون دينار.
عدم تنفيذ الوعود
في البصرة، أكد الشيخ علاء المنصوري، أحد ممثلي المحتجين في شمال البصرة، أن الجمعة المقبلة ستشهد تجدد التظاهرات في قضاء المدينة، احتجاجًا على فشل التفاوض وعدم الوفاء بالوعود التي تم تقديمها من قبل المسؤولين، لا سيما النائب الأول لمحافظ البصرة زيد الأمارة.
وأوضح المنصوري أن الثقة مفقودة بين الأهالي والمسؤولين بسبب تكرار الوعود دون تنفيذها. كما أشار إلى أن القوات الأمنية فتحت مبنى القائممقامية في قضاء المدينة تحسبًا لأي احتكاك مع المتظاهرين.
احتجاج واسع
المثنى أيضًا شهدت تظاهرات واسعة نظمها المعلمون والمدرسون أصحاب العقود، حيث طالبوا بتثبيتهم على الملاك الدائم وصرف رواتبهم المتأخرة منذ أكثر من 50 يومًا، إضافة إلى زيادة رواتبهم الحالية التي لا تتجاوز 300 ألف دينار. وأشار المحتجون إلى أن أغلبهم يعملون في مناطق ريفية نائية ويضطرون إلى دفع تكاليف إضافية تصل إلى 100 ألف دينار شهريًا كأجرة وسائل النقل.
لفته مدلول، مسؤول تنسيقية العقود في المثنى، أكد أن التظاهرات ستستمر حتى تحقيق المطالب المشروعة، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات السابقة لم تُؤتِ ثمارها، وأن المتظاهرين يرفعون صوتهم مجددًا لمحاسبة المسؤولين عن تأخير الرواتب.
وفي سياق متصل، نظم عدد من مواليد "التسعينات" في المثنى وقفة احتجاجية للمطالبة بشمولهم بعقود وزارة الداخلية. وأكد المحتجون أن شمولهم بالعقود سيقلل من نسب البطالة في المحافظة ويعزز الاستقرار الاجتماعي والمعيشي، خصوصًا في ظل غياب فرص العمل.
التصعيد وارد
وأكد المحتجون من مختلف الأطراف أنه في حال استمرار التجاهل الرسمي لمطالبهم، فإنهم سيصعدون من احتجاجاتهم، وقد يشمل التصعيد قطع الطرق أو تنظيم اعتصامات أمام مباني الحكومة المحلية. وتستمر هذه الاحتجاجات في إطار مطالب مشروعة لتحسين أوضاع الموظفين في القطاع الحكومي، سواء عبر تحسين الرواتب أو توفير الأراضي السكنية أو شمول فئات معينة بالعقود الحكومية.
إن هذه الاحتجاجات تمثل صرخة للعديد من الموظفين والعمال في محافظات عراقية مختلفة، الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة والتي تتمثل في تحسين أوضاعهم المعيشية والوظيفية.
*******************************************
الشيوعي العراقي يلتقي حركة امتداد
بغداد ـ طريق الشعب
زار النائب والأمين العام لحركة امتداد الدكتور علاء الركابي السبت الماضي، مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد، والتقى الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية.
وبحث الجانبان، تطورات الاوضاع السياسية، وأهمية وجود مشروع وطني مدني يهدف لإحداث التغيير المطلوب، كما ناقش الجانبان الاستحقاق الانتخابي وسبل التعاون.
حضر اللقاء الرفيقان حيدر مثنى وعلي صاحب عضوا المكتب السياسي للحزب.
******************************************************
تفاهم سياسي بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم يمهّد لتشكيل الحكومة الجديدة
متابعة ـ طريق الشعب
توصّل الحزبان الرئيسيان في إقليم كردستان، والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إلى تفاهم مشترك حول توزيع الحقائب الوزارية ضمن التشكيلة الوزارية العاشرة لحكومة الإقليم.
وبحسب معلومات صحفية فإن الاتفاق المبدئي ينص على استعادة الاتحاد الوطني الكردستاني كامل الوزارات التي كانت بحوزته في التشكيلة الوزارية التاسعة، إلى جانب ثلاث وزارات إضافية وهي: الإعمار والإسكان، التجارة والصناعة، الشهداء والمؤنفلين، والتي كانت سابقاً من حصة حركة التغيير والحزب الاشتراكي.
وتشير المعلومات إلى ان الوزارات التي تم الاتفاق على منحها للحزب الديمقراطي الكردستاني، شملت: رئاسة الإقليم، رئاسة الحكومة، وزارة الداخلية، وزارة المالية والاقتصاد، وزارة الموارد الطبيعية، وزارة البلديات والسياحة، وزارة الكهرباء، وزارة التربية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وزارة الصحة، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وزارة العدل، ورئاسة ديوان مجلس الوزراء.
أما الوزارات المقترحة للاتحاد الوطني الكردستاني فهي: نائب رئيس الحكومة، وزارة البيشمركة، وزارة التخطيط، وزارة الإعمار والإسكان، وزارة الزراعة والموارد المائية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة الثقافة والشباب، وزارة التجارة والصناعة، ووزارة الشهداء والمؤنفلين.
أما في ما يخص المكونات القومية، فلم تُحسم بعد وزارتا الإقليم لشؤون المكونات، وشؤون البرلمان والحكومة، لكن من المرجح أن يتم تخصيصهما للمكونين التركماني والمسيحي، ضمن إطار تمثيلي يضمن الشمولية والتعددية السياسية في الحكومة الجديدة.
وفي السياق ذاته، أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل بشارتي أن منصبي رئاسة حكومة الإقليم ورئاسة الإقليم، حُسما لصالح الحزب الديمقراطي ضمن التفاهمات الجارية.
وقال بشارتي ان "منصبي رئاسة حكومة إقليم كردستان ورئاسة الإقليم أصبحا من حصة الحزب الديمقراطي، وتم التوافق عليهما ضمن الترتيبات السياسية الجارية".
ويأتي هذا التفاهم في ظل حراك سياسي مكثّف يجري في الإقليم لتشكيل الحكومة المقبلة، بعد اكثر من 6 اشهر على اعلان نتائج الانتخابات النيابية في الإقليم.
****************************************************
الصفحة الثالثة
اكتظاظ خانق في السجون ووعود بالإصلاح.. وزير العدل: تدهور في مستوى الرعاية الصحية وتراجع في الالتزام بمعايير حقوق الإنسان
متابعة ـ طريق الشعب
تشهد السجون العراقية أزمة خانقة نتيجة الاكتظاظ الشديد، فهي تؤوي حالياً أكثر من ضعف طاقتها الأصلية، بحسب ما كشفه وزير العدل خالد شواني في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس".
ووفقاً للوزير، فإن عدد السجناء المحتجزين في 31 سجناً تديرها الوزارة يبلغ نحو 65 ألف نزيل، رغم أن القدرة التصميمية لهذه المنشآت لا تتجاوز نصف هذا العدد.
تدهور في الرعاية وانتهاك للحقوق
شواني أشار إلى أن هذا الاكتظاظ أدى إلى تدهور مستوى الرعاية الصحية داخل السجون، وتراجع ملحوظ في الالتزام بمعايير حقوق الإنسان. وبيّن أنه عند تسلمه المنصب، كانت نسبة الاكتظاظ تصل إلى 300%، إلا أن الإصلاحات التي نُفذت على مدار عامين ساهمت في خفض النسبة إلى 200%. وأضاف: "هدفنا أن نصل إلى نسبة 100% بحلول العام المقبل، بما يتوافق مع المعايير الدولية".
آلاف المعتقلين خارج مسؤولية الوزارة
وأكد وزير العدل أن آلاف المعتقلين لا يزالون محتجزين لدى الأجهزة الأمنية ولم يُنقلوا بعد إلى عهدة وزارة العدل بسبب ضعف القدرة الاستيعابية، رغم الحاجة الماسة لإخضاعهم لإشراف قضائي موحد.
وفي إطار معالجة الأزمة، أشار شواني إلى أن هناك أربعة سجون جديدة قيد الإنشاء حالياً، فيما تم إغلاق ثلاث سجون في السنوات الأخيرة، وافتتاح اثنين جديدين، إلى جانب توسيع ست منشآت قائمة.
من ناحية أخرى، أعلن الوزير الإفراج عن 2,118 سجيناً من سجون وزارة العدل منذ بدء تنفيذ قانون العفو العام، بالإضافة إلى إطلاق سراح عدد من المعتقلين الذين كانوا لدى الأجهزة الأمنية. وأوضح أن لجنة مختصة تتابع حالياً ملفات السجناء وتحدد من تنطبق عليهم شروط الإفراج، مشيراً إلى أن العدد المتوقع للإفراج عنهم سيكون "جيداً"، لكنه لم يحدد نسبة دقيقة بانتظار التوجيهات القضائية.
مئات السجناء الأجانب
وكشف شواني أن السجون العراقية تحتجز مئات الأجانب المدانين، أغلبهم بتهم الإرهاب والانتماء إلى تنظيمي القاعدة وداعش، ومن جنسيات مختلفة تشمل قرغيزستان وكازاخستان وأذربيجان وتركيا ومصر ودول شمال أفريقيا، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة. وأشار إلى وجود محادثات مع عدد من هذه الدول لإعادة مواطنيها، باستثناء من صدر بحقهم حكم بالإعدام.
وتحدث شواني عن اتفاقات قائمة مع إيران وتركيا والمملكة المتحدة لإعادة السجناء إلى دولهم، كاشفاً عن نقل 127 سجيناً إيرانياً إلى طهران. إلا أن مواطناً إيرانياً مداناً بقتل أميركي في بغداد عام 2022 لا يزال قيد الاحتجاز. وتعود القضية إلى مقتل المواطن الأميركي ستيفن إدوارد ترول، البالغ من العمر 45 عاماً من ولاية تينيسي، والذي قتل رمياً بالرصاص في منطقة الكرادة وسط بغداد في تشرين الثاني 2022. وأُدين بالجريمة المواطن الإيراني محمد علي رضا إلى جانب أربعة عراقيين، في عملية وُصفت بأنها "اختطاف انتهى بشكل خاطئ".
تعليق تنفيذ أحكام الإعدام
وفيما يخص أحكام الإعدام، أكد شواني أنها توقفت عقب بدء تطبيق قانون العفو العام، مشيراً إلى أن الحكومة تعرضت في السابق لانتقادات من منظمات حقوقية بسبب تنفيذها لعمليات إعدام جماعية دون إعلام المحامين أو ذوي المحكومين مسبقاً.
وقال الوزير إن "عدد عمليات الإعدام المنفذة محدود وليس كما يُنشر في وسائل الإعلام"، مضيفاً أن هذه العقوبة تُطبق فقط في "الجرائم التي تهدد الأمن القومي والسلامة العامة بشكل خطير"، مثل المتورطين في تفجير الكرادة عام 2016، ومرتكبي جرائم اغتصاب الأطفال، والقيادات البارزة في داعش.
وأشار إلى أن قرار تعليق تنفيذ الإعدامات جاء بهدف إعادة دراسة القضايا بموجب قانون العفو الجديد، مؤكداً أن "إجراءات صارمة" تُتخذ بحق أي انتهاكات تُرتكب داخل السجون، وأن عدداً من الموظفين أُحيلوا إلى التحقيق وتم فصلهم وملاحقتهم قضائياً.
أوضاع مزرية في السجون
من جهته، وصف الخبير الأمني صفاء الأعسم أوضاع السجون العراقية بـ"المزرية"، معتبرا أن البنية التحتية في معظم المؤسسات الإصلاحية "مهترئة ولا تتوافق مع المعايير الإنسانية". وقال الأعسم إن تقارير ميدانية تكشف عن اكتظاظ خانق داخل بعض السجون، تصل فيه أعداد النزلاء إلى نحو 60 شخصا في غرفة لا تتجاوز مساحتها (6×5 أمتار)، مما يدفع بعض السجناء إلى النوم وهم متلاصقون على الأكتاف.
وأضاف أن السجون العراقية تشهد مظاهر "استغلال فاضحة"، إذ تبلغ كلفة المكالمة الهاتفية الواحدة 10 آلاف دينار، في حين تصل كلفة استئجار هاتف أسبوعيا إلى 600 ألف دينار، وقد تبلغ 3 ملايين دينار شهريا.
وتابع أن "مثل هذه الأرقام تجعل من موقع ضابط السجن مصدرا لضخ ملايين الدنانير، وهو ما يثير تساؤلات حول احتمال شراء التواطؤ لتسهيل الهروب أو تمرير الممنوعات".
وأشار الأعسم إلى دخول المخدرات إلى السجون عبر جهات يفترض بها أن تمنعها، مؤكدا أن "الفساد داخل المؤسسات الإصلاحية بلغ مستويات مقلقة"، لافتا إلى ما سماها بـ"امتيازات النزلاء النافذين"، من قبيل امتلاك ثلاجات خاصة، وخدمة توصيل القهوة، وكأنها "سجون 5 نجوم".
ودعا إلى "إعادة تقييم شاملة للعاملين في السجون"، مؤكدا أن مواجهة هذا التحدي تتطلب "نزاهة وكفاءة عالية، بعيدا عن المجاملة والرشوة"، لضمان حماية منظومة السجون من الانهيار.
*********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
العراق حرية الإعلام والفترة الحرجة
نشر معهد صحافة الحرب والسلام على موقعه الإلكتروني، مقالاً للكاتبة عايدة القيسي حول حرية الإعلام في العراق، أشارت فيه إلى أن الاحتجاجات المطالبة بالتغيير وذات التأثير الحقيقي على المستويين السياسي والاجتماعي، والتي جرت في عام 2019 وسُميت بانتفاضة تشرين، تم إهمالها تماماً من قبل وسائل الإعلام الرئيسية في البلاد، مما دفع بالنشطاء الشباب، لإنشاء منصاتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل نقص واضح في أي نوع من وسائل الإعلام المحلية أو لأي مساحة معلوماتية يمكنهم الوصول إليها لإسماع صوتهم.
صحافة متعددة ولكن!
وتحدث المقال عن تجربة أجرتها الكاتبة مع زميلين آخرين لها، أنشأوا على ضوئها منصة لخلق مساحة للصحافة الدقيقة والمهنية، تمّكن الشباب العراقي من سرد قصصهم وتطوير مهاراتهم الصحفية. وذكر بأن الإعلام قبل 2003 كان مجرد أداةً دعائيةً للدولة، قبل أن تُسّن وبعد هذا التاريخ وكجزء من تجربة التحول الديمقراطي في البلاد، قوانين لدعم التعددية في الإعلام.
ورغم عدم وجود لوائح تنظيمية تتعلق بالملكية، أو تلقي الأموال من الأحزاب العامة، أو أنواع المحتوى، توجد اليوم وفق الدستور، هيئة بث عامة وهيئة تنظيمية، إلى جانب منصات إعلامية متعددة، كالإنترنت، والتلفزيون، والصحافة المطبوعة، والإذاعة.
وأضاف المقال بأن المشهد الإعلامي اليوم يهيمن عليه سياسيون، وأحزاب، وأثرياء، أو رجال أعمال لديهم طموحات سياسية أو علاقات وثيقة بالطبقة السياسية. كما أن بعض وسائل الإعلام مرتبطة جيوسياسيًا بجهات فاعلة في المنطقة وخارجها، ولها مصالحها الخاصة في السلطة، فيما شهدت السنوات التي أعقبت احتجاجات تشرين، تدهوراً في الوضع، جراء شعور أصحاب السلطة بالتهديد من الأصوات الداعية للتغيير.
لا أحد يفعل شيئًا
وذكر المقال بأن السلطات قد بدأت بالفعل بتضييق الخناق على المجتمع المدني ووسائل الإعلام، فلجأت إلى أساليب بيروقراطية، مثل جعل التسجيل مكلفًا وصعبًا؛ وهو نوع من الإجراءات الاستبدادية التي نراها في سياقات أخرى. ثم جاءت حملة قمع أخلاقية، تمثلت بإطلاق منصة إلكترونية، شُجّع فيها العراقيون على إبلاغ الحكومة عن أي شخص يكتب أي شيء على وسائل التواصل الاجتماعي قد يُعتبر غير أخلاقي. وضرب المقال مثلاً على ذلك بحظر استخدام مفردة "جندر" وكلمات أخرى ذات صلة، مثل "تمكين المرأة".
وأشار المقال إلى أن منصة الكاتبة وزميليها قد سُجّلت في ألمانيا كي يتمكنوا من مواصلة تغطية بعض القضايا دون ضغوط، ولهذا فمنصتهم عراقية – ألمانية، رغم أنها منصة عراقية بامتياز، وتتبع نهجًا عراقيًا خالصًا بدءًا من تصميمها وشعارها وصولاً إلى اللغة العربية المستخدمة في محتواها والجمهور العراقي الذي يتابعها.
وذكرت الكاتبة بأن العراقيين في الشتات، وبعض صانعي السياسات والأكاديميين والمؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء المنطقة والعالم، يساهمون في دعم المنصة، التي تشهد المزيد من الحوار والتفاعل مع جمهورها الرئيسي المتمثل بشبيبة العراق، دون أن تهتم كثيراً بقضايا تتعلق بسياسات وهموم المنطقة والعالم، معّربة عن سعادتها بالتجاوب الكبير الذي تحظى به المنصة من داخل البلاد.
وأكد المقال على أن العراق يمر بمرحلة حرجة، فقد خرج البلد من قائمة أولويات العديد من الجهات الفاعلة الدولية. ويُصنفه البنك الدولي الآن ضمن الدول متوسطة الدخل، مما يعني أن العديد من المنظمات المؤسسية لا ترى العراق أولوية للمساعدات الخارجية والتنمية.
لكن هذا لا يعكس الواقع على الأرض، وفق الكاتبة، التي تعتقد بأن هناك تحديات هائلة تواجه الإعلام المستقل في العراق، والعاملون في الإعلام بحاجة ماسة إلى دعم مباشر وتمويل أساسي وتوجيه للمبدعين الشباب الناشئين والكتاب والفنانين والموسيقيين والمصممين، ليتمكنوا من التعبير عن رغبتهم في التغيير والعمل. ودعت إلى متابعة الكثير من النقاشات الدائرة حاليًا في أوساط الإعلام الدولي حول أهمية صحافة المصلحة العامة، والبدء بالاستماع إلى الأصوات العراقية، وإيجاد طريقة لإعادة العراق إلى المشهد الإعلامي العالمي.
***********************************************
أفكار من أوراق اليسار.. الساحر ترامب - تشيبولا
إبراهيم إسماعيل
"الدعابات" التي أطلقها ترامب وبعض مساعديه، كالتعبير عن رغبته في أن يخلف البابا فرانسيس وأن يشتري بالقوة غزة وغرينلاند، والتي استُقبلت بلاأبالية وبشيء من السخرية، جعلت الكثيرين يتذكرون بقلق رواية توماس مان (ماريو والساحر)، والتي جسّد فيها قدرة الساحر تشيبولا، على تنويم جمهور استهزأ بألاعيبه واحتقره، قبل أن يتمكن الشاب ماريو من قتله وإيقاظ الناس من عبوديته. كان ذلك أيام صعود النازية في المانيا، حين تم ازدراء الديمقراطية والعدالة، واسُتخدمت الشرعية البرجوازية لشرعنة الإرهاب، وبُنيت الميليشيات خارج إطار الدولة لفرض الرأي الواحد وتخوين المختلفين وتمجيد القائد الأوحد وتقديس الاستبداد كمنقذ لروح الأمة، ويوم تجاهل الكثيرون مخاطر ما جرى، فاستفحل وكلّف الخلاص منه حياة 52 مليون إنسان والكثير من الخراب والدمار، حتى صار يوم سقوطه في 9 أيار عام 1945 يوماً لانتصار البشرية على البربرية المعاصرة.
إن النمو السريع الذي يحققه اليمين الاستبدادي الرجعي وبعض فصائله الأبشع والتي تتجلى بقوى الفاشية الجديدة، يتطلب الكثير من التمعن، لتعزيز مستلزمات التصدي ووأد الكارثة قبل أن تتكرر. ففاشية اليوم، النتاج الأخطر للعولمة المتوحشة، تمثل تراجعاً خطيراً عن اللعبة الديمقراطية، وشرعنة للعنف في مجرى الصراع الطبقي، وتحويلاً للدول القوية إلى تابع ذليل للشركات الإحتكارية، واستخداماً تعسفياً للقانون الدولي من أجل إستعباد الشعوب وتلويث البيئة ونشر البؤس في كل مكان. ولنا في آخر تقرير لمنظمة العفو الدولية شاهد على ما ترتكبه إدارة ترامب وحليفاتها في إيطاليا والأرجنتين وإسرائيل وغيرها من خروقات مدمرة للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان، التي كانت نتاجا للنصر في 9 آيار.
كما أن من الشواهد على ما نقول سعي العولمة المتوحشة كطور متقدم من الإمبريالية، لتغيير دور الدولة الوطنية، وتعميم الهيمنة الرأسمالية في جميع مناحي الحياة، في ظل اشتداد التفاوت الطبقي داخل مجتمعاتها وبينها وبين الدول التابعة، وفي ظل سباق التسلح وتضارب المصالح وحروب الإنابة، والضعف الذي تسببه المنافسة والذي قد يدفعها إلى اللجوء إلى الفاشية، والتخلي المخزي عن "قيم" الديمقراطية البرجوازية في حماية حرية التعبير والاختلاف والحق في المعلومة. ولا بد أن لا نغفل هنا الدور الذي يلعبه تدني شعبية يسار الوسط والوسط واليمين المعتدل في ابتعاد الناخبين وتحولهم إلى كتل ضعيفة يمكن أن تُسمى بالشعب الإفتراضي الذي يسهل على الفاشية إغراؤه، لاسيما في ظل العلاقة التكافلية بين الليبرالية الجديدة والفاشية.
وإذ يحتفل كل الأحرار بالعيد الثمانين للانتصار على الفاشية بعد أيام، فإنهم لا يستذكرون البطولات التي سطرها ملايين الجنود والفدائيون الشيوعيون والديمقراطيون المنضوون في الجيش الأحمر وتحت رايات المقاومة، ولا تضحيات رجال العمل السري وفي طليعتهم الشيوعيون في أرجاء العالم، وهم يناصرون المقاومة بكل ما قدروا عليه فحسب، بل ويرفعون الصوت عالياً بكلمة وفاء للمأثرة التي اجترحتها الشعوب السوفيتية وبقيادة حزبها الشيوعي والتضحيات التي فاقت 20 مليون قتيل و17 مليون معوق وتدمير 32 ألف منشأة صناعية وحوالي 65 ألف كيلومتر من السكك الحديدية. فكلمة الوفاء هذه ينبغي أن تسبق قراءة الواقع على ضوء تجارب تلك الأيام الصعبة، وتكشف دور البلد الذي ولد من رحم ثورة أكتوبر، في الدفاع عن الإنسانية، خاصة في ظل أبشع حملة تُشن منذ سنين لتشويه التاريخ وتقزيم الثقل الذي مثله كفاحه في الصراع مع الإمبريالية، وفي ظل المساعي الخبيثة لاستغلال بعض الخطايا والأخطاء لتصوير الصراع بين الظلم والعبودية وبين الحرية والعيش الرغيد وكأنه صراع بين الشمولية ومناهضيها.
*************************************************
الصفحة الرابعة
آلاف الوظائف بانتظار الإيعاز الرسمي.. وخبراء يحذرون من تضخم الجهاز الإداري!
بغداد – تبارك عبد المجيد
في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية وتفاقم معدلات البطالة، تواصل الحكومة اعتماد سياسة التوظيف في القطاع العام كوسيلة لامتصاص الضغط الشعبي وتوفير فرص العمل، لا سيما للخريجين والأوائل وحملة الشهادات العليا. وبينما تستعد مؤسسات الدولة لإطلاق آلاف الدرجات الوظيفية الجديدة، تتصاعد التحذيرات من خبراء اقتصاديين وسياسيين بشأن الآثار طويلة الأمد لهذا النهج، والذي يتهم بتكريس البطالة المقنّعة وتضخم الجهاز الإداري دون مردود إنتاجي حقيقي.
تأتي التعيينات الحكومية الأخيرة، التي تشمل نحو 8000 درجة وظيفية ضمن المرحلة الثالثة التي أعلن عنها مجلس الخدمة الاتحادي، في سياق استمرار اعتماد الدولة على القطاع العام كمنفذ أساسي لمعالجة مشكلة البطالة بين الشباب، ولا سيما الخريجين والأوائل وحملة الشهادات العليا.
ورغم أهمية هذه التعيينات في تلبية تطلعات شرائح واسعة من الباحثين عن العمل، إلا أن استمرار هذا النهج يسلط الضوء على تحديات هيكلية أعمق، تتمثل في تضخم الجهاز الإداري، وضعف قدرة المؤسسات على استيعاب الطاقات البشرية بما يوازي حاجتها الفعلية.
مرحلة ثالثة من التعيينات
أعلن مجلس الخدمة الاتحادي، في نهاية شهر نيسان الماضي، عن استكمال تقريره الخاص بتعيينات الأوائل وحملة الشهادات العليا، تمهيدًا لرفعه إلى مجلس الوزراء لاستحصال الموافقة النهائية. وأوضح المتحدث الرسمي باسم المجلس أن توزيع العناوين الوظيفية تم وفقاً لاحتياجات مؤسسات الدولة، وبإسناد مباشر من رئيس مجلس الوزراء، استعداداً لإطلاق المرحلة الثالثة من التعيينات، والتي تتضمن ثمانية آلاف درجة وظيفية جديدة.
وأشار إلى أن المجلس بانتظار التوجيه الرسمي لفتح منظومة الكودات، تمهيدا لبدء مرحلة جمع بيانات المشمولين بالتعيين.
الأولوية لـمن؟
وسبقها اعلان محافظ بغداد، عبد المطلب العلوي، في شهر آذار الماضي، أن عدد الدرجات الوظيفية المخصصة للمحافظة يبلغ 37 ألف درجة، موضحاً أنها لا تتعلق بتمويل الأمن الغذائي، بل خُصصت حصراً لمحافظة بغداد.
وأضاف أن نحو 22 ألف درجة تم تخصيصها لقاطع الرصافة، فيما تبقّى ما يقارب 15 ألف درجة، تم استثناء أكثر من 1500 درجة منها لتعيين عقود تنمية الأقاليم والتربويين، وقد تم بالفعل تعيينهم وتوزيعهم.
وأطلقت محافظة بغداد، يوم أمس، الشروط التي يجب توفرها في المتقدمين على تلك العقود.
وتقول مصادر مطلعة لـ"طريق الشعب"، أن رئيس الوزراء وجه باعطاء الاولوية في التعيين للفرق التطوعية، مبينا أن غالبية تلك الفرق ترتبط بتيار الفراتين الذي يتزعمه السوداني.
نهج غير مستدام
حذر دكتور في الاقتصاد نوار السعدي من استمرار تفاقم البطالة المقنعة في العراق، مشيراً إلى أنها تمثل أحد أبرز مظاهر الخلل في بنية الاقتصاد الوطني، وخصوصاً في القطاع الحكومي، الذي يعاني من تضخم عددي مقابل ضعف واضح في الإنتاجية.
وفي حديث لـ "طريق الشعب"، قال السعدي إن "اعتماد الحكومة على سياسة التوظيف الحكومي لامتصاص البطالة، كما هو الحال في التعيينات المرتقبة لـ8000 درجة وظيفية، يعكس نهجاً اقتصادياً غير مستدام". وأكد أن "هذا التوسع الإداري يتم دون حاجة فعلية لهذه الوظائف أو خطط لتوظيف الطاقات في تحسين الأداء المؤسسي".
وأضاف أن ما يشهده العراق اليوم هو نتيجة تراكم سنوات من الاعتماد شبه الكامل على الدولة كمصدر للتوظيف، في ظل غياب دور حقيقي للقطاع الخاص، وافتقار بيئة الاستثمار للقدرة على خلق فرص عمل منتجة. ولفت إلى أن "الوظيفة الحكومية باتت يُنظر إليها اجتماعياً كضمان اقتصادي أكثر من كونها مسؤولية ومهام وظيفية، وهو ما أسهم في تفشي مظاهر البطالة المقنّعة، وأدى إلى إنهاك الموازنة العامة التي تستهلك فيها الرواتب والمخصصات نحو 75 في المائة من الإنفاق الحكومي".
السعدي أشار إلى أن جذور الأزمة تتشابك بين الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، موضحاً أن "التعيينات تُستخدم في كثير من الأحيان لأغراض شعبوية أو كوسيلة لمكافأة جهات سياسية، بعيداً عن معايير الكفاءة أو الاحتياج المؤسسي". كما انتقد غياب استراتيجية حقيقية لتطوير القطاع الخاص، وضعف منظومة التعليم العالي والمهني التي لا تواكب متطلبات سوق العمل.
وحول سبل الحل، دعا السعدي إلى "ضرورة إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة عبر خطة تدريجية لإعادة توزيع الموظفين وتدريبهم بما يتناسب مع احتياجات المؤسسات". كما شدد على أهمية "إطلاق حوافز قوية لتحفيز القطاع الخاص، تتضمن تسهيلات ضريبية وقانونية وضمانات استثمارية، إلى جانب دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتبارها ركيزة لتوفير فرص عمل جديدة".
واعتبر السعدي أن إصلاح النظام التعليمي يمثل أحد المفاتيح الأساسية لحل الأزمة، من خلال "مواءمة المناهج والتخصصات مع متطلبات السوق، والتركيز على التعليم المهني والتقني بدلاً من التخصصات النظرية". كما دعا إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر بين الشباب، وتشجيعهم على الابتكار بدلاً من انتظار وظيفة حكومية قد لا تأتي.
سوء توزيع الموظفين
وقال المحلل الاقتصادي حسنين تحسين، أن جذور أزمة البطالة في العراق لا تكمن فقط في نقص فرص العمل، بل في سوء توزيع الموظفين على الوزارات، ما أدى إلى تفاقم البطالة المقنّعة داخل القطاع الحكومي.
وأوضح تحسين لـ "طريق الشعب"، أن "أكثر من 50 في المائة من الموظفين الحكوميين ينتمون إلى الأجهزة الأمنية"، مشيراً إلى أن "الكثير من الأفراد انضموا لهذه الأجهزة بحثاً عن الاستقرار المالي، في ظل غياب فرص حقيقية في القطاعات الإنتاجية".
وبين أن الوزارات الإنتاجية تعاني من نقص حاد في الكوادر البشرية نتيجة للإهمال الذي طال هذا القطاع منذ عام 2003، وهو ما فاقم الفجوة بين الوزارات الخدمية والأمنية من جهة، والقطاعات الاقتصادية الأساسية من جهة أخرى.
وأشار إلى أن السوق العراقية تعيش حالة من الفوضى، حيث تتقاطع فيها البطالة الظاهرة مع المقنّعة، ما يخلق بيئة اقتصادية غير مستقرة ويزيد من الأعباء على الدولة والمجتمع.
وأضاف أن "إطلاق درجات وظيفية جديدة أو إلغاء وظائف ليس حلاً جذرياً، بل المطلوب هو إعادة توزيع القوى العاملة وفقاً لحاجة كل مؤسسة وقطاع"، مشدداً على ضرورة بناء سياسة تشغيل واقعية تضمن استثمار الطاقات البشرية بشكل متوازن يخدم التنمية الاقتصادية.
لا أثر إنتاجيا ملموسا
فيما يقول الناشط السياسي علي القيسي إن ملف التوظيف في العراق يعاني من فشل واضح في الإدارة والتخطيط، مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم هو إنتاج لبطالة مقنعة تُرهق مؤسسات الدولة وتستنزف مواردها دون فائدة حقيقية.
وأضاف القيسي لـ "طريق الشعب"، أن "التعيينات تُمنح غالبا دون حاجة فعلية، أو رؤية واضحة، ما يجعلها مجرد أرقام تُضاف إلى الكادر الوظيفي دون أثر إنتاجي ملموس".
وتابع القيسي أن هذا التخبط لا يغد خللا إداريا فحسب، بل بات يستغل لأغراض انتخابية من قبل بعض الأطراف السياسية، التي تُطلق وعودا بالتعيين لكسب الشارع، في حين أن تلك الوعود لا تستند إلى خطط اقتصادية مدروسة.
وقال إن هذه الممارسات تسهم في تعميق أزمة الثقة بين المواطنين والمؤسسات، مؤكدا أن أي إصلاح حقيقي يجب أن يبدأ من تقييم شامل لاحتياجات الدولة من الوظائف، واعتماد اليات توظيف قائمة على الكفاءة والعدالة، لا الولاءات والانتماءات.
وختم القيسي بالتأكيد على أن استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإحباط لدى الشباب، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
*********************************************
من المدارس إلى البيوت.. الأركيلة الإلكترونية تهدد الصحة النفسية للشباب!
بغداد – طريق الشعب
في زوايا المقاهي، وعلى أطراف الأرصفة، وحتى في البيوت، بات مشهد الأركيلة الإلكترونية التي يطلق عليها في الشارع اسم "فيب" مألوفا بين أيدي الفتيان والشباب والشابات، الذين انجرفوا خلف موجة جديدة من الإدمان، صامتة المظهر وخطيرة الأثر.
الباحثة الاجتماعية بلقيس الزاملي أعربت لـ "طريق الشعب"، عن قلقها من الانتشار المتسارع لهذه الظاهرة، قائلة: "باتت الأركيلة الإلكترونية منتشرة بين الفئة العمرية من 15 عاما وحتى أواخر العشرينات بشكل يدعو للقلق. لم تعد مجرد عادة، بل تحولت إلى نوع من الإدمان، تغذيه ثغرات رقابية واضحة وغياب المتابعة الأسرية."
وأضافت الزاملي، أن هذا الانتشار يعود إلى عوامل عدة، من أبرزها انشغال الأهل وتراجع الدور التربوي داخل الأسرة، فضلا عن غياب أنظمة رقابة فعالة داخل العراق تواكب هذا النوع من التهديدات الحديثة.
وتابعت، ان "التكنولوجيا التي كان يفترض أن تكون رافدا إيجابيا، أضحت في بعض الحالات نقمة، خاصة حين تُستغل لأغراض تجارية من دون وعي مجتمعي أو ضوابط تحمي الفئات الهشة كالأطفال والمراهقين"، مشددةً على أهمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية والمهنية، وتكثيف حملات التوعية داخل المدارس وأماكن العمل، للحفاظ على صحة الشباب النفسية والجسدية، وتعزيز القيم الدينية والاجتماعية التي تُعد أساسا في بناء شخصية الفرد.
استدراج الأطفال والشباب
من جهة أخرى، دقت دراسات حديثة ناقوس الخطر، محذرة من أن الشبان الذين يبدأون باستخدام الأركيلة الإلكترونية في سن مبكرة، يصبحون أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للانتقال لاحقًا إلى تدخين السجائر التقليدية، مما يضاعف من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة في مراحل لاحقة من العمر.
"يتم استدراج الأطفال نحو هذه الأجهزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستغلين فضولهم الطبيعي بأكثر من 16 ألف نكهة وتصميمات كرتونية جذابة،" تقول منظمة الصحة العالمية داعية الحكومات إلى اتخاذ خطوات صارمة وسريعة لوقف هذا الانحدار، قبل أن يتحول إلى كارثة صحية واجتماعية واسعة النطاق.
مطلوب برامج توعية
يقول خضر عباس محمد مدرس في ثانوية للبنين، انه "في السنوات الأخيرة، لاحظنا ظاهرة متزايدة بين الشباب وطلاب المرحلتين المتوسطة والإعدادية، حيث أصبح استخدام الأركيلة الإلكترونية أو الفايب بديلاً عن السجائر التقليدية في أوساط المراهقين. وهذا يشير إلى أن الأركيلة لم تعد مجرد وسيلة للتسلية أو مظهر اجتماعي، بل أصبحت جزء من سلوكيات بعض الطلاب اليومية، على الرغم من خطورتها الصحية والنفسية".
وأضاف لـ "طريق الشعب"، إن "الشباب في هذه المرحلة العمرية يتأثرون بالثقافة السائدة في المجتمع، والعديد منهم يعتقد أن استخدام الفيب هو مجرد موضة أو وسيلة للتعبير عن الهوية الاجتماعية. لكن ما لا يدركونه هو أن هذه العادات قد تؤثر على صحتهم العقلية والجسدية في المستقبل".
وقال إن وجود الأركيلة في أماكن عامة بالقرب من المدارس أو في التجمعات الشبابية يعزز من هذه الظاهرة، حيث يجد الطلاب أنها وسيلة للتقرب من بعضهم البعض والتفاخر أمام أقرانهم، دون أن يكون لديهم الوعي الكامل بأضرارها.
وأضاف أنه من المهم أن تلتفت الجهات المعنية، سواء كانت المدارس أو الأسر، إلى هذه الظاهرة وتعمل على توعية الشباب حول المخاطر الصحية وضرورة الحفاظ على نمط حياة صحي. وبالتالي، يجب أن يتعاون الجميع للتقليل من هذه الظاهرة عبر برامج توعية موجهة للأطفال والشباب في المدارس. وأخيرا، نحتاج إلى إجراءات فعّالة من قبل المسؤولين لتنظيم استخدام الأركيلة، خاصة في الأماكن العامة القريبة من المؤسسات التعليمية، للحفاظ على صحة الأجيال القادمة.
حملات تفتيش
وأشار إلى أن "المدرسة تجري حملات تفتيشية بين فترة وأخرى، يتم خلالها مصادرة جميع الأركيلات الإلكترونية التي يتم العثور عليها، مع توجيه تحذيرات للطلبة المخالفين."
وبين أن "الباحث الاجتماعي في المدرسة يقدم محاضرات دورية لأولياء الأمور، تتناول مخاطر الفيب، مع التأكيد على ضرورة متابعة الأبناء بشكل مستمر".
عوامل بيئية واجتماعية
يقول أحمد مهودر، باحث نفسي واجتماعي، إن "من منظور علم النفس، يمكن النظر إلى استخدام الفيب بين المراهقين كاستجابة معقدة لعوامل متعددة تتمثل في الرغبة في إثبات الذات، تقليد الأقران، ومحاولة خلق هوية مميزة في هذه المرحلة الحساسة من النمو". وأضاف مهودر أن المراهق في هذه المرحلة يواجه صراعات داخلية بين الاستقلال والانتماء، وبين التمرد والقبول، مما يدفعه نحو سلوكيات قد يراها تعبيرا عن البلوغ أو الحرية الشخصية.
وتابع مهودر في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "العوامل البيئية تلعب دورا جوهريا أيضا، مثل ضعف الرقابة الأسرية، ووجود نماذج قدوة سلبية، والضغوط الأكاديمية والاجتماعية المتزايدة، وكلها تسهم في دفع المراهق نحو تعاطي الفيب كوسيلة تفريغ أو تكيف".
وأكد مهودر أن هناك تصورا شائعا ومضللا بين المراهقين بأن الفيب أقل ضررا من السجائر التقليدية، وهو ما يعكس نقصا في الوعي الصحي والنفسي. وأشار إلى أن هذا التصور يجد جذوره في الحملات التسويقية التي تروج له كـ"خيار صحي" أو "خال من التبغ"، وهو ما يعزز سلوك المجازفة لديهم، ويقلل من استجابتهم لمصادر التحذير الرسمية.
وأضاف مهودر، أن هذا الوهم بالأمان يُعد أحد أخطر العوامل النفسية التي تدفع المراهقين لاستخدامه بشكل متزايد.
وتابع مهودر قائلا: "تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا محوريا في تطبيع الفيب، خاصة عبر المنصات التي تسمح بمشاركة الصور والفيديوهات، حيث يقدم على أنه سلوك عصري وجذاب، مرتبط بالحرية والتمرد والاستقلالية".
وأشار إلى أن هذا التقديم يخلق تأثير "المقارنة الاجتماعية"، حيث يشعر المراهقون بضرورة تقليد ما يرونه من سلوكيات منتشرة بين المؤثرين أو الأقران. وأكد أن غياب الرقابة على المحتوى الرقمي يسمح بانتشار رسائل تشجع على الاستخدام دون إبراز مخاطره، مبينا أن "الاستخدام المبكر للاركيلة الالكترونية يرتبط باضطرابات في المزاج، ضعف الانتباه، وتدهور في القدرات المعرفية، نتيجة تأثير النيكوتين على الدماغ الذي لا يزال في طور النمو". وتابع قائلا: "أظهرت الدراسات أن التعرض للنيكوتين في مرحلة المراهقة قد يغير دوائر المكافأة في الدماغ، مما يزيد من قابلية الإدمان لاحقا". وأكد أن التعلق المبكر قد يساهم في تطوير أنماط سلوكية اعتمادية وضعف في استراتيجيات التكيف النفسي.
السجائر والقلق والاكتئاب
وبين أن الأدبيات النفسية تشير إلى علاقة وثيقة بين استخدام الفيب والسجائر عموما وارتفاع مستويات القلق، التوتر، وحتى أعراض الاكتئاب بين المراهقين، مؤكدا أن المراهقين الذين يستخدمون الفيب بشكل منتظم يعانون من معدلات أعلى من الاضطرابات الانفعالية مقارنةً بأقرانهم غير المستخدمين.
واكد انه من وجهة نظر علم النفس الإكلينيكي، أن الفيب يمكن اعتباره إحدى اليات الدفاع أو "الهروب الانفعالي" المستخدمة من قبل المراهقين لمواجهة الضغوط اليومية، سواء كانت ضغوطًا أسرية، دراسية، أو اجتماعية.
وخلص الى أن الفيب يستخدم كشكل من أشكال التهدئة الذاتية، وقد يصبح بمرور الوقت نمطا اعتياديا للهرب من القلق أو الإحباط، وهو ما يُضعف من مرونة الفرد النفسية.
**************************************************
الصفحة الخامسة
ألفاظ طائفية وعنف جسدي التنمر في المدارس يبلغ مستويات مقلقة
متابعة – طريق الشعب
في ساحات المدارس وصفوفها، حيث يُفترض أن تنمو الطفولة بأمان، تختبئ ظلال قاسية لا تُرى بسهولة.. تنمّرٌ صامتٌ يُشعر التلاميذ بدونيّة ويترك فيهم ندوبا قد لا تندمل. فبين زميل يسخر وآخر يدفع وثالث يُقصي، يتحوّل اليوم الدراسي إلى ساحة صراع نفسيّ، يخرج منها المتنمَّر عليه أكثر هشاشة، وأقل إيمانًا بنفسه. فهل أصبح التنمّر سلوكًا عابرًا أم مرضًا متفشّيًا؟ وكيف تتعامل المدارس مع هذه الآفة الصامتة؟ وما الذي يجعل التلميذ متنمرا: التربية المنزلية، أم الشارع، أم ضغوط نفسية؟!
يؤكد العديد من الأهالي أن أبناءهم يتعرضون إلى سلوكيات مؤذية من زملائهم في المدارس، تتراوح بين السخرية والتهميش، وتمتد أحياناً إلى أشكال أكثر قسوة ترتبط بالهوية أو المظهر الجسدي. وداخل الصفوف الدراسية يقف المعلمون في مقدمة المواجهة اليومية مع التنمر. فهم الأكثر معرفة بتفاصيل الحياة اليومية للتلاميذ، ويرون بأعينهم ما قد يغيب عن الأهل أو الإدارات.
وليس التنمر في المدارس ظاهرة غريبة أو جديدة. فمثل هذا السلوك طبيعي بين الأطفال، لكن المقلق في الأمر، هو بلوغه مستويات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة – وفق ما يؤكده تربويون.
الطائفية تدخل على الخط!
تقول فاطمة مزهر، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية في بغداد، أن "التنمر ليس ظاهرة نادرة كما يظن البعض، بل موجودة في كل زمان ومكان. لكن المشكلة انها باتت تزداد خلال السنوات الأخيرة. إذ يشتكي التلاميذ كثيراً من تعرضهم لعنف لفظي يصل أحياناً إلى عنف جسدي، ويتلقى بعضهم إساءات لفظية بسبب أشكالهم أو أسمائهم أو ملابسهم، أو بسبب ضعف مستواهم العلمي"، مبينة في حديث صحفي أن "بعض من يتعرضون للتنمر يفقدون أعصابهم ويردون على المتنمرين بالضرب أو بتحطيم الأشياء، ما يجعل الحالة تصل إلى عنف متبادل".
وتشير إلى أن "الأخطر هو انعكاس المواضيع السلبية التي يتناولها المجتمع أو المشكلات التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، في سلوكيات التنمر. فهناك تلاميذ يصوغون عبارات مُقلقة، منها ما يحمل ألفاظا طائفية انتشرت داخل المجتمع جراء الخلافات السياسية".
انعكاس الفهم المجتمعي للتعددية والاختلاف
تملك مرشدات تربويات يعملن في كواليس المدارس رؤية عميقة لحالات التنمر من خلال تواصلهن المباشر مع التلاميذ في جلسات الدعم والإرشاد النفسي. هذا ما تؤكده المرشدة التربوية هدى علي.
إذ تقول في حديث صحفي أنه "واجهت خلال عملي حالات عدة من التنمر بين التلاميذ كان بعضها صادماً.
رأيت تلاميذ يتعرضون لسخرية بسبب لهجتهم أو ملابسهم، وآخرين يواجهون التنمر الديني أو الطائفي، حتى إنه جرت مضايقة طالبة محجبة بسبب التزامها الديني. ويعكس هذا التنوع في أشكال التنمر هشاشة في الفهم المجتمعي للتعدد والاختلاف".
وتشير هدى إلى أن "العديد من المدارس تحتاج إلى فرق نفسية مدربة تستطيع التعامل مع الحالات مبكراً. علماً أن بعض التلاميذ لا يعرفون أنهم يتعرضون لتنمر، ويشعرون فقط بحزن وقلق من دون أن يفهموا السبب، لذا من واجبنا بصفتنا خبراء في الصحة النفسية أن نعلمهم كيف يعبرون عن مشاعرهم، ويطلبون مساعدة". وبالانتقال إلى المنازل التي تعكس غالباً ما يحدث داخل أسوار المدارس، يلاحظ الآباء والأمهات أحياناً كثيرة تغيّرات مفاجئة في سلوك أبنائهم.
تقول حسناء جمال الدين، وهي والدة طفل عمره 11 سنة: "تعرّض ابني لتنمر جسدي ولفظي في مدرسته الابتدائية، وكان يعود من المدرسة وهو صامت، ثم أصبح يصرخ لأبسط الأسباب، ويرفض أن يذهب إلى المدرسة. ظننت في البداية أنه مدلل ثم اكتشفت لاحقاً أن مجموعة من التلاميذ تسخر منه لأنه سمين، وتضربه أحياناً. اضطررت لنقله إلى مدرسة خاصة، وتحسنّت حالته تدريجاً".
آثار مزمنة
ولأن الطفولة هي المرحلة الأهم في بناء الشخصية، يرى خبراء أن ترك هذه الظاهرة من دون مواجهة قد يخلّف أثراً مزمناً على الصحة النفسية للأجيال القادمة، ويساهم في إنتاج مجتمع مثقل بالعقد تسوده الانطوائية أو العدوانية.
يقول اختصاصي الطب النفسي فارس موفق: "يؤثر التنمر في صحة الأطفال النفسية ومستقبلهم في حال لم يستطيعوا تجاوز الحالة التي يمرون بها. التنمر بحد ذاته سواء كان داخل المدرسة أم خارجها يعدّ من أبرز أسباب التوتر النفسي لدى الصغار"، مبينا في حديث صحفي أن "التنمر المدرسي، بأشكاله المتعددة، لم يعد مجرد مشادات عابرة بين التلاميذ، بل أصبح معولاً ينخر في النسيج التربوي ويهدد بنشوء جيل يفتقد الثقة في نفسه والشعور بالأمان، وهذا ما نتحدث عنه باستمرار مع أولياء الأمور". ويضيف قائلا: "ألاحظ كثيراً ازدياد حالات الاكتئاب والقلق بين الأطفال، ويرتبط كثير منها ببيئة المدرسة. الطفل الذي يتعرض لتنمر يشعر بالعجز، وقد يطور شعوراً بالكراهية تجاه المجتمع أو المدرسة، وربما يتحوّل لاحقاً إلى متنمر إذا لم يتلقَ العلاج والدعم". ويشير موفق إلى أن "التنمر لا يؤثر فقط في اللحظة، بل يترك بصمة طويلة الأمد في شخصية الفرد. الأطفال الذين يتعرضون لتنمر يعانون غالباً ضعفا في المهارات الاجتماعية، وانخفاض ثقتهم في أنفسهم، وقد يصبحون في المستقبل أقل قدرة على تحمل الضغوط أو التفاعل السليم مع الآخرين، وهذا يؤثر بالتالي على مجتمعنا الذي يعاني أساساً مشكلات مختلفة جراء الظروف المعيشية والاقتصادية".
*********************************************
بعد توقف بسبب مضايقات حكومية.. حملة {هذه ليست قمامتي، لكنه وطني} تعود إلى الناصرية
متابعة – طريق الشعب
بعد توقف دام شهورا بسبب مضايقات قيل إن مصدرها السلطات المحلية، عادت حملة “هذه ليست قمامتي، لكنه وطني” التطوعية في مدينة الناصرية، إلى نشاطها المعهود. حيث ركزت هذه المرة على إعادة تأهيل واحدة من أقدم الحدائق الثقافية في المدينة. يقول صاحب الحملة الشاب لاري، أن حملتهم تطوعية بيئية ثقافية تراثية، انطلقت عام 2019 في الناصرية، مبينا في حديث صحفي أنه "بدأتُ وحدي، ثم انضم إليّ ثلاثة متطوعين، وتدريجيًا توسع الفريق بفضل تفاعل الناس معنا عبر مواقع التواصل ويتابع قوله أنه "لسنا تابعين لأي جهة أو شخص، وكل جهودنا ممولة ذاتيًا، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي والإعلامي الذي يقدمه لنا أهالي المدينة"، مشيرا إلى انه "نفذنا حملات ميدانية عديدة، مثل تنظيف الشوارع والأنهر، وترميم الأماكن العامة المهملة". ويلفت لاري إلى ان "الناصرية، ورغم كونها مدينة عريقة، تعاني إهمالا كبيرا من الناحيتين التراثية والثقافية"، موضحا أنه "فقدنا العديد من معالمنا العمرانية والتماثيل التي كانت تمثل رموزاً لهويتنا، ولهذا السبب نولي اهتماماً خاصاً بإحياء هذا الجانب". وينوّه إلى انهم يعملون حاليا على تأهيل واحدة من الحدائق الثقافية التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1976، مؤكدا أنه "توقفنا لفترة بعد تنفيذ حملة في شارع الأُورزدي، أقدم شوارع المدينة، بسبب مضايقات من الحكومة المحلية". من جانبه، يقول المتطوع في الحملة محمد مبارك: "نحن شباب من الناصرية، جمعتنا محبة الوطن والرغبة في خدمة مدينتنا"، مضيفا قوله أن "أغلبنا طلبة شاركوا في حملات سابقة مثل شارع الثقافة وشارع الأُورزدي، والآن نعمل على تأهيل (حديقة 1 حزيران) التي أعدنا تسميتها إلى (لوغال زاغيزيسي)، تكريماً لآخر ملوك سومر قبل سرجون الأكدي". ويشير إلى ان نشاطهم لا يقتصر على الجانب البيئي، بل يشمل أيضا الجانب الثقافي، مبينا أن "الناصرية ليست مدينة عادية، إنها مهد الحرف الأول، ومنها تعلم العالم الكتابة وسُنّ أول القوانين". ويؤكد في قوله: "نحن نرفض أن يُطوى هذا المجد في سجلات النسيان، لذلك نسعى لإعادته إلى الشارع العراقي من جديد". وأمام حملات "لاري" وغيرها من الحملات التطوعية المماثلة الكثيرة التي تشهدها مدن البلاد الأخرى، يتساءل مواطنون عن دور المؤسسات الحكومية المعنية بالخدمات، ومستوى ادائها فيما إذا كان جيدا أم سيئا. ويرون أن ازدياد حملات التنظيف والترميم الأهلية يدل على وجود تقصير حكومي واضح في هذا الجانب.
*****************************************************
حقوق الإنسان في البصرة تحذّر من السلاح المنفلت
متابعة – طريق الشعب
أطلق مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، تحذيراً شديد اللهجة مما وصفه بـ”مؤشرات خطيرة تهدد استقرار المجتمع وتدفع به نحو نقطة اللاعودة"، داعياً إلى تحرك جماعي واسع يشمل الدولة والمجتمع على حد سواء.
وجاء في بيان أصدره مكتب المفوضية الجمعة الماضية، أن المفوضية رصدت بشكل مستمر “تنامياً مقلقاً لظاهرة السلاح المنفلت”، واصفة الأمر بأنه “تهديد بأعلى تصنيف، في ظل تراجع خطير لاحترام سيادة القانون، وتنامي ثقافة الاستقواء بجهات حزبية أو اجتماعية".
وأكد المكتب أن هذا التراجع لا يهدد فقط منظومة الأمن، بل يعزز من “مبدأ اللا دولة”، مشيراً إلى أن “غياب الردع القانوني وتلاشي الخشية من العقوبات، باتا يدفعان إلى مزيد من التمرد على النظام العام”.
ولم يتوقف البيان عند حدود الملف الأمني، بل حذر أيضاً من انتشار “آلة فساد عميقة”، وتدهور القيم المجتمعية بفعل “فضاء إلكتروني مفتوح بلا قيود”، أضحى يترك آثاراً سلبية مباشرة على الأطفال والمجتمع ككل.
ودعت المفوضية بوضوح إلى موقف موحد، قائلة ان مواجهة هذا التحدي تتطلب “استنفاراً تشاركياً عاجلاً من جميع المكونات الدينية والاجتماعية والسياسية والإعلامية، إلى جانب مؤسسات الدولة، قبل أن يبلغ المجتمع مرحلة يصعب فيها الإصلاح".
****************************************
بين البيجية والوشاش أكوام نفايات في {شارع المدارس}
متابعة – طريق الشعب
شكا مواطنون في منطقتي البيجية والوشاش بجانب الكرخ من بغداد، من ضعف خدمات النظافة في "شارع المدارس" الذي يوصل بين المنطقتين، مبينين في حديث صحفي أن النفايات تنتشر على جانبي الشارع وتتكوّم على الأرصفة. وأوضح المواطنون أن خدمات تنظيف هذا الشارع من مسؤولية بلدية المنصور، مشيرين إلى ان فرق النظافة لا تأتي إلا بعد أن يقدم الأهالي شكوى إلى الدائرة، لافتين إلى أن الشارع تقع عليه 6 مدارس، وتمر منه يوميا أعداد كبيرة من التلاميذ والطلبة، وبالتالي يُفترض أن يتم تنظيفه باستمرار حفاظا على الواقعين الصحي والبيئي.
***********************************************
اگول.. كول وفعل!
أسامة عبد الكريم
لا يمكن فصل التصريحات الأخيرة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بشأن استقدام العمالة الأجنبية بذريعة "الاختصاصات النادرة"، عن سياق الفساد المستشري الذي يحوّل القوانين إلى واجهات تجميلية، تُدار بما يخدم شبكات المصالح لا المجتمع. فالمعادلة التي طرحتها الوزارة – مقابل كل 20 عاملاً أجنبياً، يتم تشغيل 80 عراقياً – تبدو على الورق عادلة، لكنها في الواقع تفتح باباً واسعاً للتحايل، حيث تُمنَح عقود وهمية لمواطنين لا يُشغَّلون فعلياً، بينما تُدرّ الأرباح على المتنفذين من إدخال العمالة الأجنبية بأجور أدنى وشروط استغلالية.
إن تبرير استقدام الكفاءات الطبية بحجة "الندرة" يتجاهل طوابير الخريجين العراقيين العاطلين، لا سيما من كليات الطب والتمريض، الذين وُئدت آمالهم تحت غياب التخطيط وبسبب سياسات التوظيف العشوائي. وإذا كانت هناك حاجة فعلية لاختصاصات دقيقة، فلتُعلَن بشكل شفاف، وتُربط ببرنامج وطني لتأهيل الخريجين ودمجهم في المؤسسات الصحية، بدلاً من تحويل سوق العمل إلى تجارة باليد العاملة.
الاقتراح:
ــ تشكيل لجنة رقابة مستقلة من ممثلي نقابات المهن الصحية وآخرين عن المجتمع المدني، لمتابعة تنفيذ بنود التوظيف المزدوج (20 أجنبيا مقابل 80 عراقيا).
ــ فرض شرط إثبات عدم وجود البديل المحلي قبل استقدام أي عامل أجنبي، من خلال إعلان وظائف عامة واختبارات كفاءة مفتوحة.
ــ دعم برامج التدريب والتأهيل للخريجين العاطلين عبر صندوق خاص، يُموَّل من رسوم استقدام العمالة الأجنبية.
بهذا فقط يمكن الانتقال من الخطاب إلى الفعل، ومن المتاجرة بالبطالة إلى بناء اقتصاد يحترم الإنسان وكرامته.
*********************************************
المثنى مطالبات بزيادة عمال صيانة الكهرباء
متابعة – طريق الشعب
طالب عدد من المزارعين في منطقة الرحاب بمحافظة المثنى، مديرية توزيع كهرباء المحافظة بزيادة عدد عمال الصيانة في منطقتهم، مشيرين في حديث صحفي إلى ان الشبكة الكهربائية في المنطقة كثيرا ما تتعرض إلى أعطال، وبسبب قلة أعداد عمال الصيانة تستمر الأعطال فترة طويلة، ما يؤثر على العملية الزراعية.
وأوضحوا أنهم يعتمدون في سقي أراضيهم على المضخات الكهربائية، وبسبب استمرار أعطال شبكة الكهرباء ساعات طويلة، تتوقف عملية السقي، ما يتسبب في هلاك المحاصيل.
*****************************************
مواساة
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيقة كفاح خضير، بوفاة شقيقتها صديقة الحزب.
للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.
- بمزيد من الحزن والاسى تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا الفقيد مخلص عبد الواحد خلف، الذي فارق الحياة السبت الماضي بعد معاناة مع مرض عضال.
الفقيد من عائلة وطنية كرست حياتها للنضال من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب العراقي.
الذكر الطيب له، والتعازي الحارة لعائلته ورفاقه وأصدقائه، وللرفيق هشام عبد الواحد خلف (علاء الطريق).
*********************************************
الصفحة السادسة
سيارة البابا فرنسيس تتحول إلى عيادة صحية لأطفال القطاع العفو الدولية تدعو إلى خطوات جادة لوقف تجويع غزة وإبادتها
رام الله - وكالات
دعت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأوضحت الأمينة العامة لـ "أمنستي"، أنييس كالامار، في تصريحات صحفية يوم أمس، أن الإبادة الجماعية في غزة تُرتكب باستخدام الأسلحة العسكرية، أو سياسات التجويع التي جعلت القطاع "خالٍ تماما من الطعام".
وطالبت "كالامار"، الجهات الدولية بالضغط على "إسرائيل" لإدخال المواد الغذائية والمياه والأدوية إلى قطاع غزة، والعمل على محاسبة المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب.
ونوهت إلى أن الوضع الإنساني المتدهور في غزة، تفاقمت حدته مع فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا مطبقا على القطاع منذ 2 آذار الماضي.
وأشارت المسؤولة الحقوقية الدولية، إلى "دق ناقوس الخطر" في قطاع غزة، بسبب نفاد الغذاء وكافة مقومات الحياة، لاسيما بعد استئناف الاحتلال لحرب الإبادة في 18 آذار 2025.
وأردفت: "نعلم أن الناس يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء. منظمة الأغذية العالمية، ومنظمة الصحة العالمية، وجميع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى تدق ناقوس الخطر، فلم يعد هناك طعام في غزة".
واستطردت: "لم يعد هناك طعام في غزة". واصفة الأوضاع في عموم القطاع بأنها "مرعبة للغاية". وأكدت أن ما يجري في غزة هو "إبادة جماعية على مسمع ومرأى الجميع".
وكان مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني حذّر من أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة "سيقتل بصمت" مزيدًا من الأطفال والنساء يوميًا، إلى جانب من يُقتلون جراء القصف.
ذكر موقع أخبار الفاتيكان أن إحدى سيارات البابا فرنسيس البابوية يجري العمل على تحويلها إلى عيادة صحية متنقلة للأطفال في قطاع غزة، تلبية لواحدة من وصايا البابا الأخيرة.
وكان البابا فرنسيس استخدم هذه السيارة خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية عام 2014، ويجري العمل الآن على تجهزيها بمعدات تشخيص وإسعاف لمساعدة المرضى الصغار في القطاع الفلسطيني، حيث تسبب الهجوم الإسرائيلي في تدهور الخدمات الصحية.
وأضاف الموقع أن البابا فرنسيس أوكل هذه المبادرة إلى كاريتاس القدس، وهي منظمة إغاثة كاثوليكية، في الأشهر التي سبقت وفاته في أبريل نيسان.
وقال بيتر برون، الأمين العام لمنظمة كاريتاس السويد التي تدعم المشروع، للموقع "هذا تدخل ملموس ومنقذ للحياة في وقت تشهد فيه المنظومة الصحية في غزة انهيارا شبه كامل".
وستُجهّز الوحدة المتنقلة باختبارات سريعة لاكتشاف العدوى ولقاحات وأدوات تشخيص ومعدات تقطيب الجروح، وسيعمل بها طاقم طبي. وتعتزم كاريتاس نشر العيادة في المناطق التي لا تتوفر فيها مرافق رعاية صحية عاملة بمجرد أن يصبح الوصول الإنساني إلى غزة ممكنا.
وأضاف برون “إنها ليست مجرد سيارة، بل رسالة مفادها أن العالم لم ينسَ أطفال غزة".
وتوجد في غزة طائفة مسيحية صغيرة، ويقول الفاتيكان إن البابا فرنسيس كان يتصل بكنيسة العائلة المقدسة في غزة يوميا تقريبا طوال معظم فترة الحرب التي بدأت في أكتوبر تشرين الأول 2023.
وكان لدى البابا فرنسيس عدد من السيارات البابوية، لكن السيارة التي استخدمها في زيارته إلى الأراضي الفلسطينية عام 2014 ظلت في المنطقة بعد عودته إلى الفاتيكان.
************************************************
إلغاء قانون {حماية الرموز} يتصدر المشهد الموريتاني
نواكشوط - وكالات
تجدّدت الدعوات في موريتانيا إلى إلغاء قانون "حماية الرموز الوطنية" الذي يعرقل الولوج إلى مصادر الخبر، مطالبين السلطة بنبذ الإقصاء وتوخي الحياد تجاه الهياكل المهنية. وأحدث القانون الذي أقرته نواكشوط سنة 2021 ضجة قديمة جديدة في المواقع الموريتانية، بشأن نشر معلومات عن رئيس الجمهورية وكبار إطارات الدولة من دون إذن، أو انتقادهم، مما يفتح أبواب السجن والغرامات المالية أمام المخالفين. وأشاد ناشطون بتصدّر بلادهم لمؤشر حرية الصحافة عربيًّا، وفق تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2025، فقد اعتبروا ذلك غير كافٍ، معبّرين عن آمالهم في مزيد من الحريات لتحقيق التقدم المطلوب. وانتقد مغردون آخرون بشدة تراجع الحريات على كافة المستويات، في سابقة قالوا إنها لم تحدث منذ عقود، محمّلين المسؤولين ذلك، وداعين إلى القيام بمراجعات لتلافي النتائج السلبية لواقع الحريات، وفق تعبيرهم.
****************************************************
الجيش السوداني يتهم الإمارات بتزويد {الدعم السريع} بطائرات مسيّرة
الخرطوم - وكالات
اتهم الجيش السوداني دولة الإمارات بتوفير الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجوم على مطار بورتسودان. وقال المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، إن الضربة بطائرات بدون طيار والتي نفّذتها قوات الدعم السريع تشكّل تهديداً للأمن الإقليمي.
ولطالما نفت أبو ظبي تقارير خبراء الأمم المتحدة عن قيامها بتزويد قوات الدعم السريع.
وقد أعلنت سلطات مطارات السودان، استئناف العمل بمطار بورتسودان الذي تعرض للهجوم فجر الأحد.
وقال المتحدث باسم الجيش إن قوات الدعم السريع أطلقت عدداً من "الطائرات المسيّرة الانتحارية" على المدينة الساحلية شرق البحر الأحمر، مستهدفة قاعدة عثمان دقنة الجوية و"مستودعاً للبضائع وبعض المنشآت المدنية".
**************************************************
اليمن.. إصابة 15 مدنيا في عدوان جديد على صنعاء
صنعاء - وكالات
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، إصابة 15 مدنيا بعدوان أمريكي جديد على صنعاء استهدف منطقتين مساء الأحد.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الصحة والبيئة في حكومة الحوثيين.
وأعلنت الوزارة "إصابة 14 مواطنا جراء غارة شنها العدوان الأمريكي مساء أمس على شارع الأربعين بمنطقة سعوان في مديرية شعوب، وإصابة مواطن آخر في شارع المطار بمديرية بني الحارث في العاصمة صنعاء، في حصيلة أولية".
واعتبر البيان "استهداف العدوان الأمريكي للمدنيين انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية".
وتتعرض جماعة الحوثي لعدوان أمريكي مكثف منذ منتصف آذار الماضي، استهدف عشرات المواقع وأسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، وفق الجماعة التي تقول إن واشنطن شنت 1300 غارة وقصف بحري على اليمن منذ ذلك الحين.
************************************************
بروكسل: نؤيد الحل الدبلوماسي في ملف إيران النووي
بروكسل - وكالات
قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إنّها أكدت لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "دعمنا للدبلوماسية في القضية النووية وخفض التصعيد الإقليمي".
ولفتت كالاس في منشور على منصة "إكس"، إلى أنّها دعت إيران إلى "وقف الدعم العسكريّ لروسيا" مشيرةً إلى أنّها عبّرت عن قلقها تجاه اعتقال مواطنين أوروبيين في إيران إضافة إلى قضايا حقوق الإنسان.
وأوضحت كالاس خلال اتصالها بعراقجي، أن العلاقات الأوروبية الإيرانية تتوقف على التقدم في جميع المجالات.
************************************************
باكستان: لا نسعى إلى التصعيد مع الهند
إسلام أباد - وكالات
في خضم توتر متصاعد بين الجارتين النوويتين، أكد وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحاق دار، أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد مع الهند، مشددا على أن إسلام آباد تتصرف وفق مبدأ المعاملة بالمثل.
وقال دار في تصريحات أدلى بها يوم أمس، إن باكستان أبلغت مسؤولين دوليين بأنها تمارس أقصى درجات ضبط النفس، وأنها لن تقدم على أي خطوات تصعيدية ضد نيودلهي.
وأضاف في الوقت نفسه أن بلاده لن تتنازل عن أي شبر من مياهها، ولن تكون الطرف البادئ بأي تصعيد. وحذر من أن أي "تصرف عدائي" من الجانب الهندي سيقابل برد دفاعي "لحماية السيادة وسلامة الأراضي الباكستانية"، وفق تعبيره.
******************************************************
الولايات المتحدة تتقدم على الصين.. الإنفاق العسكري العالمي وصل مستويات قياسية
رشيد غويلب
في 28 نيسان نشر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام أحدث تقاريره، ووفق التقرير، فإن الإنفاق العالمي على القوات المسلحة ارتفع بنسبة 9,4 في المائة في عام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه، وهو أعلى ارتفاع منذ نهاية الحرب الباردة. وقفزت المانيا من التسلسل السابع إلى الرابع، بعد الولايات المتحدة، والصين، وروسيا. وتبلغ حصة الاتحاد الأوربي، الذي يضم 32 دولة 55 في المائة من الإنفاق العسكري العالمي، أي أن الدول الغربية تظل عسكريا مهيمنة، حتى إن فقدت شيئا من هيمنتها الاقتصادية. وبالتالي فان ضرورة "إعادة تسليح" أوروبا لا أساس لها من الصحة.
السلاح بدل الخبز
وفق معطيات التقرير، يصل إجمالي الاستثمار العالمي في صيانة وإعادة تسليح القوات المسلحة إلى مستوى قياسي بلغ نحو 2,718 تريليون دولار أميركي. أي يزيد بالثلث مقارنة بعام 2015 وأكثر من ضعف الاستثمار في بداية القرن الحالي. لقد ارتفعت حصة الإنفاق العسكري في الناتج الاقتصادي العالمي من 2,3 في المائة في عام 2023 إلى 2,5 في المائة. وارتفعت حصة الفرد من تكلفة الإنفاق على القوات المسلحة إلى 334 دولارًا أمريكيًا، وهو أعلى مستوى منذ عام 1990. ويشير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن العسكرة غير المسبوقة لا تزيد من خطر الحرب بسرعة فقط، بل تأتي أيضًا على حساب الإنفاق على الأغراض السلمية، وستكون لها "تداعيات خطيرة لسنوات قادمة" على المجتمعات المتضررة، لأنها تأتي على حساب جهود الحد من الفقر. يشير البنك الدولي إلى أن 8,5 في المائة من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، بحصولهم على أقل من 2,15 دولار في اليوم، والنسبة قابلة إلى الانخفاض.
قوى العسكرة الرئيسية
تقول معطيات المعهد، تعد أوربا المحرك الرئيسي للعسكرة العالمية في العام الفائت ويعود ذلك جزئياً إلى الحرب في أوكرانيا: فقد ازداد الإنفاق الروسي بنسبة 38 في المائة ليصل إلى 149 مليار دولار أميركي، في حين استثمرت أوكرانيا قرابة 65 مليار دولار أميركي. وزادت دول غرب ووسط أوروبا إنفاقها العسكري بنسبة 14 في المائة ليصل إلى 472 مليار دولار أميركي. واحتلت المانيا موقع الصدارة، حيث ارتفع إنفاقها العسكري من 28 في المائة إلى 88,5 مليار دولار أمريكي. وأنفقت المملكة المتحدة 81,8 مليار دولار في عام 2024 (2,8) في المائة أكثر من عام 2023، وتحتل المركز السادس عالميا، وفرنسا 64,7 مليار دولار (6,1) في المائة أكثر من عام 2023، وتحتل المركز التاسع عالميا. وسجلت السويد نسبة زيادة أعلى من ألمانيا، أكثر من 34 في المائة، حيث أنفقت أكثر بقليل من 12 مليار دولار أميركي: أي ما يعادل 2 في المائة من ناتجها الاقتصادي.
الهيمنة العسكرية
إن التوزيع العالمي للإنفاق العسكري يعكس الهيمنة العسكرية المتواصلة للتحالف الغربي، والذي كان في حالة انحدار اقتصادي منذ فترة طويلة. في عام 2024، بلغ إجمالي الإنفاق الدول الـ 32 الأعضاء في حلف الناتو في أميركا الشمالية وأوروبا على قواتها المسلحة 1,506 تريليون دولار أميركي. بلغت حصة الولايات المتحدة وحدها قرابة 997 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 5,7 في المائة مقارنة بعام 2023. وساهمت الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو بقرابة 454 مليار دولار أمريكي. وقد أدى هذا إلى زيادة حصتهم من إجمالي الإنفاق العسكري للتحالف من 28 في المائة في عام 2023 إلى 30 في المائة في عام 2024، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الارتفاع. ووفق معطياتها الخاصة، ستظل دول حلف الناتو المحرك الرئيسي للعسكرة في جميع أنحاء العالم في السنوات المقبلة؛ وهذا هو خلاصة المطالب: زيادة حصة ميزانية القوات المسلحة في الناتج الاقتصادي الوطني إلى أكثر من 3 في المائة، وربما حتى تصل إلى 5 في المائة. بالنسبة لحصة الفرد من سكان البلدان الاعضاء في الحلف، يبلغ الإنفاق العسكري 1528 دولارًا أمريكيًا.
آسيا والشرق الاوسط
سجل الشرق الأدنى والشرق الأوسط فقط زيادة أعلى من المتوسط في الإنفاق العسكري بنسبة 15 في المائة. وتعود الزيادة بالكامل تقريبا إلى زيادة إسرائيل إنفاقها بنسبة 65 في المائة (46,5 مليار دولار)، نتيجة لحروب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ولبنان، فضلا عن هجماتها على بلدان أخرى مختلفة من سوريا إلى العراق ومن إيران إلى اليمن. وزادت السعودية إنفاقها العسكري هذا العام بنسبة 1,5 في المائة فقط إلى 80,8 مليار دولار، لتتراجع من المركز الخامس إلى السابع على مستوى العالم. وجاءت الصين في المرتبة الثانية عالميا بـ 314 مليار دولار أميركي (بزيادة 7,0 في المائة). ومع ذلك، أثبتت اليابان أنها المحرك الرئيسي للعسكرة في شرق آسيا، حيث زادت بنسبة 21 في المائة في تخصيصاتها لقواتها المسلحة (55,3) مليار دولار، لتحتل المرتبة العاشرة عالميا. إن الحشد العسكري في شرق آسيا، الذي زاد بنسبة 7,8 في المائة مقارنة بالعام الفائت، يعكس صراع الهيمنة المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، والذي تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الشرقيون على تغذيته حاليا.
************************************************
الصفحة السابعة
207 أعوام مرّت على ميلاده.. العودة إلى كارل ماركس
كاوه محمود
الماركسية منهج علمي للتنبؤ الاجتماعي في مجال عملية التغيير الاجتماعي وفلسفة التاريخ. عندما نتحدث عن العودة إلى ماركس، لا نقصد أن الفكر الماركسي قد تم تجاهله أو دفنه في زوايا النسيان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وفشل النموذج السوفياتي في بناء الاشتراكية. كما لا نتحدث عن الماركسية كمجرد نظرية ولدت في القرن التاسع عشر وانتهت صلاحيتها الآن. وفي الوقت نفسه، فإن مناقشة الماركسية بالنسبة لنا ليست جزءًا من الحنين إلى الماضي أو الدوغمائية أو الرغبة في البقاء في التاريخ.
العودة إلى الماركسية هي جزء من قراءة الواقع المتجدد والعمل المستمر للمستقبل والنضال من أجل تحرر الانسانية والابداع والابتكار، وإنهاء جميع أشكال القمع والاغتراب. من هذا المنظور، فإن الموضوعات الرئيسية التي أشار إليها ماركس وإنجلز ولاحقًا لينين، مثل "رأس المال" و"البيان الشيوعي" و"الأيديولوجيا الألمانية" و"الاغتراب" وغيرها، لم تفقد قوتها وحقيقتها العلمية، ولكن في الوقت نفسه هناك العديد من القضايا الأخرى التي تحتاج إلى بحث عميق وإعادة تقييم نقدي، بطريقة تتلاءم مع جميع تطورات العالم المعاصر، حيث نكمل الآن الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
في عملية هذه المراجعة، لم تفقد الماركسية قيمتها العلمية، بل إن منهج الماركسية نفسه ومبادئ وقوانين الجدلية هي الأساس لمراجعة جميع أفكار ماركس وإنجلز ولينين وجميع المفكرين الماركسيين الذين بحثوا فيها سابقًا. وهكذا، فإن هذا المنهج يفتح الطريق أمام قراءة نقدية مستمرة للمجتمع، بحيث لا يتم تحويله إلى دوغما، بل يصبح قراءة للواقع الاجتماعي بكل أبعاده المتناقضة، كأساس للتنظير الفكري، والعمل الثوري في عملية التغيير الاجتماعي.
أعمال ماركس وإنجلز تعكس تطور الحركة العمالية والمجتمع ككل في عصر النهضة والثورة الصناعية وتناقضات وصراعات القرن التاسع عشر. وبالتالي، فإن تنبؤاتهم حول المستقبل والتغيير الاجتماعي والمفاهيم الفكرية تنبع من واقع ووعي ذلك العصر، وهذا ما أخرج الماركسية من طابع اليوتوبيا وأبقاها في إطار المادية التاريخية.
قراءة التغييرات الاجتماعية والأحداث التاريخية من القرن التاسع عشر حتى القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين تكشف الحقيقة التالية: أن تحقيق مفهوم التغيير والتطور الاجتماعي كعملية حيوية ومستمرة تهدف إلى إنهاء استغلال الإنسان وتحقيق مجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية، لا يمكن حصره أو تحديده بفترة زمنية محددة. بل إن عمق وجوهر مفهوم التغيير والتطور أوسع وأكثر تعقيدًا وعمقًا، ولا يمكن فهمه بعقلية تقيسه بعدد من السنوات أو العقود، أو تحليله ضمن إطار ميكانيكي مبسط.
لذلك، عندما نتحدث عن العودة إلى الماركسية، لا يمكننا بأي حال العودة إلى ظروف ووعي القرن التاسع عشر، أو إعادة إنتاج مجموعة من النصوص والمصطلحات الفكرية، بهدف التمسك بها دون تمحيص، أو محاولة تطويع الواقع المتغير مع النص الفكري السابق، فهذه الطريقة في التعامل مع الفكر مخالف لمنهج ماركس، الذي يؤكد على تطور الفكر ونظريته بشكل حيوي، بناءً على قراءة جديدة للواقع المتغير. هذا المنهج هو الذي منح القوة العلمية للنظرية الماركسية ولكل المنظرين الماركسيين بعد ماركس، وأنتج مدارس ماركسية جديدة ومتطورة في مجالات الفلسفة وعلم الاجتماع والاقتصاد السياسي والفن... إلخ.
الماركسية نقلت اتجاه التطور التاريخي نحو الاعتماد على إرادة الناس، في إطار نمط وعلاقات إنتاج محددة، نحو مستقبل الحضارة الإنسانية، من اليوتوبيا إلى العلم. ولكي لا تفقد هذه النظرية حيويتها وتظل في تطور مستمر، فإن التجديد والإبداع النظري، بناءً على التغييرات في هذه الظروف، هو مهمة القادة والكوادر والمنظمات الثورية من أحزاب اليسار والشيوعيين.
في أعمال ماركس وإنجلز وأبحاثهم حول المستقبل واتجاهات التطور وتنبؤاتهم حول هذا الموضوع، ركزوا على الخطوط العامة والعريضة للمستقبل، ولم يدخلوا في التفاصيل الدقيقة للنظريات، لأن أي معادلة بدون وجود عناصر الحل والبيانات اللازمة تبقى غير مكتملة. ولهذا أشار لينين إلى أن ماركس لم يعمل على خلق يوتوبيا، ولم يقم بتنبؤات غير مبنية على أساس حول موضوع مجهول.
في كتاب إنجلز "ملاحظات حول نقد الاقتصاد السياسي" (1843)، وهو أول بحث اقتصادي له، والذي يحلل فيه الاقتصاد الرأسمالي وينتقد الاقتصاد السياسي البرجوازي علميًا، يشير إلى موضوع التطور اللامحدود وقوة الإنتاج والعلم وقدرة البشرية على الإنتاج. ويعتقد أنه إذا استخدمت هذه القوة وتطور العلم بوعي لصالح المصلحة العامة، فإن عبء العمل على كاهل البشرية سينخفض.
من هذه المبادئ العامة حول موقف الماركسية من تطور قوى الإنتاج والعلم، يمكن قراءة تطورات الذكاء الاصطناعي اليوم. وهذا الموضوع، الذي سيطر على أدوات الإنتاج في الربع الأول من هذا القرن، سيؤدي إلى تغيير في علاقات الإنتاج. ولكن في عالم لا يزال يكرس التمايز الطبقي، حيث تُستخدم جميع الإنجازات والتطورات في مجال العلم والذكاء الاصطناعي، التي هي نتاج البشرية، لصالح قوى الملكية الخاصة، أي الرأسماليين والشركات والرأسمالية المالية وحملة وجهة حرية اقتصاد السوق الموجهة والمتحكمة من قبل الرأسمالية المالية.
هذه السياسة الرأسمالية لم تخلق فقط دولًا غنية ودولًا فقيرة على المستوى الدولي، بل خلقت أيضًا فقراء ومعدومين داخل الدول الغنية نفسها، بالإضافة إلى الفقر والبطالة وسوء الظروف المعيشية لغالبية البشرية، بينما تتركز الثروة والدخل في أيدي قلة من الاوليكارشية المتسلطة.
رؤية الماركسية لمستقبل الإنسانية وحريتها ترتبط بضرورة تهيئة الظروف الحقيقية للحرية، والتي تتمثل في توجيه وتخصيص أدوات العلم والتقنيات الحديثة والمتطورة للإنتاج لتلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان، في مجالات الغذاء والملبس والصحة والتعليم وتوفير السكن واحتياجات الحياة الكريمة الأخرى.
توفير هذه الحقوق المشروعة، كهدف لمستقبل البشرية جمعاء، يتطلب أن تعود ملكية أدوات الإنتاج الرئيسية إلى المجتمع، وليس إلى الرأسماليين.
حيوية الماركسية تعود إلى مجموعة من القضايا المنهجية، بما في ذلك وجهة ماركس وعمله على ألا تتحول أفكاره إلى نصوص مقدسة، وفي الوقت نفسه، ارتباط الماركسية بالحركات الاجتماعية الذي مكن من إبداع فكري مستمر وتأسيس مدارس جديدة في الماركسية.
في الخامس من مايو هذا العام، تمر 207 سنة على ميلاد ماركس، وفي عالم اليوم، لم تتمكن الرأسمالية من زج ماركس في المتاحف أو دفنه في زوايا منسية. فكر ماركس موجود في المجتمع، وهو سلاح الثوار ضد المستغلين، ودليل للإنسانية في طريق الحرية، ورمز نضال الشعوب من أجل التحرر.
يتواجد الفكر الماركسي اليوم في حركات السلام والدفاع عن البيئة والحركات النسوية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان وفي الحركات الاجتماعية المناضلة ضد الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي.
ماركس لا يزال بيننا.
**************************************************
عندما كان كارل ماركس شاباً
عبد الرزاق دحنون
في الرابعة والعشرين من عمره، كان ماركس شخصية مهيبة بشعر أسود كثيف مملوءًا بثقة غير محدودة بالنفس، وفقًا لما أخبرنا به رجل أعمال من مقاطعة كولونيا. وبعد مرور عشر سنوات، وصفته أجهزة المخابرات البروسية بعبارات مماثلة: رجل مهيب.
تعامل ماركس مع الظلم الاجتماعي، وطوّر نظرية ثورية، ووضعها على الورق مع رفيق دربه فريديك أنجلز في عام 1848 في بيانه الشيوعي. من الصعب أن نتخيل ماركس شاباً. ولكن قبل أن يكتب البيان الشيوعي كان ماركس قد خاض سلسلة من التجارب السياسية والفكرية والشخصية التي ستترك أثرها على أعماله اللاحقة.
في شبابه، الذي تزامن مع العصر الذهبي للرومانسية، كان ماركس ابن عصره، شاباً متمرداً. كان والده محامياً ناجحاً قام بتعريف ابنه بالأفكار الليبرالية لعصر التنوير ونقد الاستبداد البروسي (كانت راينلاند، موطن ماركس، جزءًا من بروسيا آنذاك). عندما بلغ ماركس السابعة عشر من عمره، ذهب للدراسة في الجامعة في بون. هناك شارك في مبارزة، وقضى يومًا في السجن بتهمة الإخلال بالنظام العام، وانضم إلى نادي الشعر.
وفي العام التالي التحق بجامعة برلين لدراسة القانون والفلسفة. هناك تعرف على أفكار هيجل، الفيلسوف الأكثر تأثيرًا في عصره. انضم ماركس إلى الهيجليين الشباب، وهي مجموعة من الفلاسفة التقدميين الذين أعادوا تشكيل جدل "ديالكتيك" هيجل الذي كان يقف على رأسه، من حيث أن الروح هي الأساس، وأنه ينبغي أن يوضع، في سياقه الصحيح واقفاً على قدميه (ماركس قلب فلسفة هيغل رأسًا على عقب: هيغل قال إن الواقع ينبع من "الفكرة" أو الفكر. ماركس ردّ عليه: لا، الفكر ليس أصل الواقع، بل هو مجرد انعكاس لما يجري في الواقع المادي داخل عقل الإنسان) وكان الأعضاء الرئيسيون في تلك المجموعة هم لودفيج فيورباخ - الفيلسوف واللاهوتي الذي قال: "إن عدم الإيمان هو إيماني" - والأستاذ الشاب في اللاهوت برونو باور، الذي أصبح مرشدًا لماركس الشاب.
كان عام 1841 هو العام الذي بلغ فيه ماركس سن الرشد: "هناك لحظات في الحياة"، كتب إلى والده، "تشبه المعالم، فهي تمثل نهاية عصر، ولكنها في الوقت نفسه تشير بشكل لا لبس فيه إلى اتجاه جديد". أدرك ماركس أن فرصته في الحصول على مهنة أكاديمية قد ضاعت، لذا تحول إلى مهنة جديدة كصحفي مستقل. وقد وقع تحت جناح الفقيه القانوني جورج يونج والمفكر الراديكالي موسى هيس، الذي أسس صحيفة تركز على السياسة والاقتصاد، وهي صحيفة "راينيشه تسايتونج". هناك بدأ ماركس في تطوير صوته الخاص، وهو مزيج فريد من الفلسفة والنقد الاجتماعي. كانت إحدى مساهماته الأولى هي الدعوة إلى حرية الصحافة، التي وصفها بأنها "المرآة الروحية التي يرى فيها الشعب نفسه"، وهي إحدى المبادئ التي كان ملتزماً بها في ذلك الوقت، وسرعان ما أصبح ماركس رئيس تحرير الصحيفة. وقد أدى وصوله إلى مضاعفة توزيع الصحيفة ثلاث مرات، مما أثار شكوك الحكومة. كتب ماركس في صحيفته عن قضايا محلية، مثل وضع مزارعي الكروم في منطقة موزيل أو القانون الذي يحظر على الناس جمع الحطب في الغابات المشتركة القديمة. في واقع الأمر، كانت هذه المقالات بمثابة هجوم على الدولة البروسية، وفي مارس/آذار من عام 1843 حظرت الرقابة الصحيفة. "لا أستطيع أن أفعل أي شيء آخر في ألمانيا"، اشتكى ماركس. ولكن هذا كان عامًا مهمًا بالنسبة له. بدأ بكتابة نقده لفلسفة الحق عند هيجل. وفي هذا العمل عرض وجهة نظره بشأن مبدأ الاغتراب. كما عبر عن أفكاره الجمهورية والديمقراطية، وبذلك ابتعد عن هيجل.
في يونيو تزوج من جيني فون ويستفالن. كانت ابنة يوهان لودفيج فون ويستفالن، وهو أرستقراطي ومسؤول بروسي رفيع المستوى، وكان صديقًا لوالد ماركس. واجهت العائلتان صعوبات في الزواج، بسبب فارق السن (كانت جيني أكبر بأربع سنوات)، ولكن أيضًا لأن الزوجين الشابين واجها مستقبلًا ماليًا غير مؤكد. لكن جيني كانت امرأة متألقة وذكية، لقد دعمت زوجها في الأوقات الجيدة والسيئة حتى وفاتها في عام 1881، أي قبل عامين من وفاته.
وفي الوقت نفسه، قرر هيجلي شاب آخر، أرنولد روج، تأسيس مطبوعة جديدة في باريس ـ خارج قبضة الرقابة البروسية، قبل ماركس الدعوة للمشاركة، وفي نهاية أكتوبر غادر كارل وجيني إلى باريس. وستكون هذه فترة حاسمة في حياته. كانت باريس في ذلك الوقت بمثابة المركز السحري العظيم للتاريخ العالمي، كما وصفها روج. لقد كانت مدينة نابضة بالحياة، لا مثيل لها في أوروبا. وفي باريس، قرأ ماركس بشغف كتابات الاشتراكيين الفرنسيين سان سيمون، وكابيه، وفورييه، وكذلك كتابات الاقتصاديين البريطانيين ريكاردو وسميث. كان على صلة بالشاعر هاينريش هاينه، وببرودون - مؤلف كتيب ما هي الملكية؟ والتي تضمنت الإجابة الشهيرة "الملكية هي سرقة" - والفوضوي ميخائيل باكونين، الذي أصبح فيما بعد أحد معارضيه الرئيسيين.
تعرّف ماركس على الحركة العمالية وأصبح معجباً بقدرة العمال على التنظيم: بالنسبة لهم فإن الأخوة بين الناس ليست عبارة فارغة، بل هي حقيقة محضة. في وجوههم التي تصلبت بفعل العمل، تتألق أسمى مشاعر الإنسانية. لكن ماركس أطلق على نظرياتهم اسم الطوباوية أو الرومانسية. لقد رأى أن مهمته هي تطوير عقيدة شيوعية علمية.
في مايو/أيار من عام 1844، أنجبت جيني وكارل طفلهما الأول (أطلقا عليه أيضًا اسم جيني) والتقيا بفريدريك أنجلز، الذي أصبح أفضل صديق للعائلة وركيزة الدعم. كان ابنًا لصاحب لمصنع نسيج ثري، وقد كتب كتابًا درسه ماركس بدقة. ومن هذا العمل (حالة الطبقة العاملة في إنجلترا) استقى ماركس المعلومات التي يحتاجها لنظريته التاريخية. وكانت هذه بداية صداقة وثيقة وتعاون فكري دام طيلة حياتهما. كان أول نتاج تعاونهما هو كتاب (العائلة المقدسة) الذي ظهر في عام 1845. وكان بمثابة جردة حساب لتعاليم هيجل ومع معلمه القديم برونو باور.
في فبراير/شباط من عام 1845 غادرت عائلة ماركس باريس واستقرت في بروكسل. وفي بروكسل أيضًا، كان هناك جو من الدفء والنشاط المحموم في حياة الأسرة. لقد شعروا بالترحيب في هذه المدينة، وكانت بروكسل تتمتع بأجواء حرة إلى حد ما. وُلدت ابنتهما الثانية لورا هنا. ومن الناحية المالية، وجدت الأسرة أن الأمور أصبحت صعبة بشكل متزايد. ولم تتمكن عائلة ماركس من إنقاذ نفسها من الغرق إلا بمساعدة أنجلز وأنصاره في ألمانيا. واصل كارل، الذي كان ينام أربع ساعات فقط في الليلة، دراساته في الاقتصاد والسياسة والتاريخ والنظريات الاشتراكية.
وفي بروكسل، تعاون ماركس مع فريدريك أنجلز في كتابة نصين مهمين، لم يتم نشرهما إلا بعد وفاته (الأيديولوجية الألمانية) و (أطروحات حول فيورباخ) يغطي العنوان الأول سلسلة من المخطوطات التي يعرض فيها ماركس وجهة نظره المادية للتاريخ. وبحسب رأيه فإن كل مجتمع هو انعكاس للعلاقات الاقتصادية والمادية: وعندما تتغير العلاقات يتغير المجتمع، ويكون ذلك دائما تحت قيادة الطبقة المهيمنة. في زمن ماركس، كانت الطبقة السائدة هي البرجوازية، ولكن بعد ذلك جاء دور طبقة جديدة: البروليتاريا، التي من شأنها أن تطيح بالنظام القائم وتضع حداً للقمع الطبقي. وكانت هذه أيضًا مهمة ماركس الشخصية، كما كتب في فقرة شهيرة من أطروحاته حول فيورباخ: "لقد قام الفلاسفة فقط بتفسير العالم بطرق مختلفة؛ "الهدف هو تغييرها."
في يونيو/تموز من عام 1845 سافر ماركس إلى مانشستر ولندن للتواصل مع المنفيين الألمان والمناضلين الإنجليز. وبعد عودته إلى بروكسل، أسس لجنة المراسلات الشيوعية، بهدف بناء شبكة دولية لها فروع في فرنسا وإنجلترا وألمانيا. كان هذا بمثابة مقدمة لعصبة الشيوعيين، التي تأسست في يونيو/تموز من عام 1847. في المؤتمر الثاني للرابطة الشيوعية في ديسمبر/كانون الأول 1847، تم تكليف كارل ماركس وفريدريك أنجلز بوضع تطلعات المجموعة على الورق. لقد قبلوا التحدي، وبمجرد عودتهم إلى بروكسل، بدأ ماركس العمل. وبحلول نهاية شهر يناير/كانون الثاني من عام 1848، كان البيان الشيوعي جاهزًا. يصف هذا الكتاب العقيدة الماركسية في التاريخ والثورة، بلغة حيوية وسهلة الفهم.
*********************************************
الصفحة الثامنة
التكنولوجيا والعقل البشري.. الأولوية لمن؟
د. مهران موشيخ
دور التكنولوجيا في التعليم في كل المراحل الدراسية موضوع حيوي، ودراسة تأثيرها على عملية التعليم بعنصريه المعلم والمتعلم هي من وجهة نظري مهمة ضرورية وحساسة وخطيرة في عصرنا الحالي، لأننا لا نعيش في تعاملاتنا اليومية مع ثابت اسمه التكنولوجيا الحديثة وإنما نحن نعاصر اكتشافات واستحداثات وتطبيقات تكنولوجية جديدة يوميا في كل بقعة من كوكبنا بدءا من أعماق المحيطات مرورا بالأرض وصولا إلى الفضاء. التكنولوجيا وتطبيقاتها لم تعد ثابتا لوغاريثميا وإنما أصبحت متغيرا تتطور حلزونيا وأحيانا بطفرات، يكفي هنا ذكر اختراع الذكاء الاصطناعي في السنين الأخيرة.
التكنولوجيا رغم ذكائها الباهر لا تستطيع أن تتسابق مع عقل الإنسان وأن تتفوق عليه، التكنولوجيا لا تستطيع ان تنتصر على مخ ومخيخ العقل البشري ولا تستطيع تحييده أو إقصاءه. وانما تبقى التكنولوجيا على الدوام أسير الفرد، أسير الإنسان الذي خلقته الطبيعة منذ عشرات الآلاف من السنين. هذا الإنسان قام بذكائه الفطري البدائي في تحسين ظروف معيشته البدائية وصنع الأدوات البسيطة من الصخور في العصر الحجري وعمل بجد إلى أن وصل إلى حد المكوث أشهر طوال في أعماق المحيطات على متن غواصات تحمل صواريخ نووية عابرة للقارات، لا بل فتح مكاتب سفرات سياحية لزيارة الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض.
أنا مقتنع بان دور التكنولوجيا في عملية التعليم متعدد الأوجه وهو يمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار حيث يتراوح بين السلب والايجاب. بإمكان التكنولوجيا إلحاق ضرر كبير بعملية التعلم وعرقلة تطورها، وبإمكان التكنولوجيا أيضا أن تلعب دور التعاون مع عملية التعلم ودعمها وصولا إلى العمل المشترك.
الإنسان، كما ذكرت أعلاه، خلقته الطبيعة وهذا الإنسان الواعي قد خلق وابتكر بذكائه علوم التكنولوجيا والأدوات التقنية وبناء على هذه الحقيقة تبقى التكنولوجيا تابعا لمتبوع اسمه الإنسان الواعي الذكي، وهذه التبعية تصب في مصلحة تطور التكنولوجيا.
من المحال أن يقوم التابع (التكنولوجيا (بقيادة المتبوع الذي هو الإنسان، هذا الذي قام بصنعها في عقله وانتجها في ورشات عمل المجتمع البشري ومستمر في تطويرها.
ان منح التكنولوجيا الأولوية في عملية التعليم على حساب الأسلوب الكلاسيكي السائد لحد الآن هو من وجهة نظري إقصاء للطاقات الكامنة المتوفرة عند المتعلمين ويقود في نهاية المطاف إلى جمود الذهن البشري في التفكير الخلاق ودخوله في سبات علمي، وبالنتيجة سيلحق الاذى بالتكنولوجيا نفسها بسبب الشلل الجزئي الذي سيصيب عقل الإنسان الذي في طور التعلم.
نعم، إدخال التكنولوجيا في التعليم وإعطاؤها الأولوية ستعجل من الحصول على مكاسب على المدى القصير لبضعة سنوات، بدءا من الروضة وإلى مرحلة قد تصل منتصف سنين الدراسات التي تسبق مرحلة الدراسة الاكاديمية. في هذه الفترة بالذات يكون مخ المتعلم قد ترهل عن العمل، ترهل عن التفكير وأصبح اتكاليا على التكنولوجيا في إيجاد حلول ومخارج لتمشيه أموره اليومية والناتج النهائي لهذه الحالة هو تخلف التكنولوجيا أيضا على المدى البعيد بسبب تضاؤل القدرات الفكرية للإنسان الصانع للتكنولوجيا وخالقها. نعلم جميعا بأننا كنا متمكنين على حفظ أرقام تلفونات الأهل والأصدقاء حتى لو تجاوز العدد عشرة أرقام او أكثر، اليوم هناك مئات الملايين من البشر وربما أكثر الذين يجهلون او ينسون رقم تلفوناتهم الشخصية.
ما العمل
لدينا هنا في هذا الحوار محوران هما التكنولوجيا والعقل البشري، بتعبير آخر نحن نواجه مهمة تحديد طبيعة ومدى ارتباط التكنولوجيا بالإنسان في عملية التعليم. إن رواد العقلية التجارية وكارتيلات الصناعيين الكبار يسعون إلى زرع بضاعتهم التقنية في قطاع التعليم بغض النظر إلى النتائج التربوية السلبية في مكننة عقل المتعلم، من جهة أخرى نفس هؤلاء الرأسماليون يزرعون التطرف الديني على حساب العلوم الحية ليس في عملية التعليم فقط وإنما في المجتمع قاطبة.
في قناعاتي الشخصية الحل العقلاني الموضوعي والأمثل لطبيعة ترابط هذين المحورين يكمن في استمرار بسط السجاد الأحمر تحت أقدام المتعلمين وفق الأسلوب الكلاسيكي العام المتبع منذ عقود طوال، طبعا مع أخذ الاعتبار الإصلاحات الضرورية التي تستجوبها عملية التعليم الكلاسيكي بين فترة وأخرى. أما التكنولوجيا فمن الضروري الاكتفاء باستغلالها في عملية تعليم التلاميذ لكسب الوقت واختصار المسافة الزمنية للحسابات الرقمية وعدم السماح للتكنولوجيا في الاستحواذ على العقل البشري واغتصابه. لا يصح للمحوريين (التكنولوجيا والتعليم) البقاء على خطين متوازيين، ولا يصح لأحدهما أن يقصي الآخر. إن العلاقة بين الاثنين لا يصح أن تكون تناحرية لأن سيادة التكنولوجية تؤدي بالضرورة إلى الاستغناء عن التفكير وضمور المخ تدريجيا، بالمقابل إقصاء التكنولوجيا كليا عن عملية التعليم يبطئ فترة التعلم ويعقدها وتصل أحيانا حد الملل والقرف وعرضة للسهو. خير مثال جوهري توضيحي هنا هو رسم الخرائط سواء الجغرافية او الجيولوجية التي كان إعدادها سابقا يأخذ من وقت الطالب عدة اسابيع على الأقل، أما الآن تحصل على الخارطة بثوان بعد إدخال المعطيات في الحاسوب، وكذا الحال في إعداد البيانات الإحصائية او نتائج الانتخابات البرلمانية في الدول الأوروبية. حيث يشارك في الانتخابات البرلمانية في النمسا قرابة ستة ملايين ناخب وبعد ساعة من غلق صناديق الاقتراع يتم إعلان النتائج بالتفاصيل الدقيقة وبدقة متناهية بفضل التكنولوجيا. إن التكنولوجيا هنا ساعدت الإنسان في كسب الوقت ولكنها لم تنجز له عملا فكريا عوضا عن مخه.
الخاتمة
إن العلاقة بين المحورين يجب ن تكون جدلية تكاملية حيث مخ المتعلم (الإنسان) هو الذي سينتج من تفكيره الذاتي وسائل استحداث تقنيات جديدة في استخدام التكنولوجيا، وعند التطبيق سيحصل هذا المتعلم على معطيات جديدة تضاف إلى معارفه السابقة، وبذلك يقوم بتطوير تقنيات الأمس التي أصبحت اليوم قديمة. إذن يبقى المتعلم هو الذي يصنع الآلة وهو سيد العلوم، لذا علينا الاهتمام بالتكوين الذاتي للتلاميذ والسماح لهم في المشاركة بعملية التعليم ليس مستمعين فقط حيث يتم تلقينهم، وإنما جعلهم أيضا مستمعين مشاركين في عملية التعليم. ضروري مفاتحة المتعلمين للتعقيب على المادة التي هم بصدد دراستها وتعلمها. أنا اعتبر هذا الاسلوب هو ضروريا ومهما ومفيدا جدا في تطبيق مبدأ ديمقراطية التعلم. إن تطبيقات هذا الأسلوب في عملية التعليم تقود حتما إلى الارتقاء أكثر فأكثر في استخدام العقل البشري لحل المعضلات الفكرية الجبارة ويبعد الانسان من الاتكال على الشريحة الرقيقة الدقيقة للتكنولوجيا.
هناك مشروع بحثي تجريبي عند بعض الخبراء التربويين هنا في النمسا حول أفضل سبل (التعلم)، تتجلى آراؤهم في إعطاء الحرية التامة للتلميذ في اختيار المواد التي يرغب في تعلمها وهو الذي يحدد الأيام والساعات التي يرتئي فيها الحضور إلى المدرسة، بما فيه التعلم ذاتيا في المسكن، هؤلاء التلاميذ خارجون عن المنهاج الوزاري المقرر لأقرانهم. أصحاب هذا المشروع يعتقدون أن متلقي العلوم" المتعلم" في هذه الحالة سيبدع في اكتساب العلوم كما ونوعا وسيساهم أكثر فأكثر في تطوير التكنولوجيا.
مسك الختام: العقل البشري هو الذي يصنع التكنولوجيا - التكنولوجيا عاجزة عن صناعة عقل بشري.
********************************************
فعاليات
بمشاركة الشيوعيين العراقيين والكردستانيين.. فيينا تشهد مسيرات جماهيرية في الأول من أيار
فيينا - نيازي المزوري
شهدت الشوارع الرئيسة في مدن النمسا وعاصمتها فيينا، يوم الخميس الأول من أيار، مسيرات جماهيرية في مناسبة عيد العمال العالمي نظمتها مجموعة من الأحزاب الاشتراكية والشيوعية والمنظمات اليسارية ونقابات العمال، في تقليد يقام سنويا منذ عام 1890.
وفي تمام الساعة الحادية عشرة صباحا انطلقت من أمام مبنى أوپرا فیینا الشهير، مسيرة الأول من أيار التي نظمها الحزب الشيوعي النمساوي واتحاد نقابات العمال ومنظمات يسارية أخرى، وبمساهمة رفاق منظمتي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في النمسا. ورفع المشاركون في المسيرة الرايات الحمر وشعارات تحيي الطبقة العاملة وتمجد نضالاتها من أجل حقوقها المشروعة. واختتمت المسيرة أمام مبنى البرلمان حيث موقع الاحتفالية.
وصادفت مسيرة هذا العام حدثا سياسيا مهما في المدينة. حيث أجريت انتخابات مجلس محافظة فيينا في 27 نيسان 2025، ولأول مرة في تاريخ الحزب الشيوعي النمساوي حصل على نسبة 4،2 في المائة من أصوات الناخبين. وألقيت خلال الاحتفال كلمات من قبل ممثلي الأحزاب والمنظمات. واعتلت المنصة الرفيقة باربارا اوربانيج رئيسة قائمة الحزب الشيوعي واليسار في فيينا.
وقدمت الشكر الى جميع الناخبين الذين صوتوا لقائمة الحزب.
ثم تلتها كلمة من قبل ممثل الحزب الشيوعي النمساوي وكلمة لممثل النقابات. وقد تطرقت الكلمات إلى مطالب العمال، وارتفاع تكاليف المعيشة، خاصة اسعار المواد الغذائية والايجارات. كذلك اسعار الوقود والطاقة.
واختتمت الاحتفالية بالنشيد الاممي.
**************************************************
شيوعيو كربلاء يحتفلون بعيد العمال
كربلاء - طريق الشعب
اقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الجمعة الماضية، حفلا في مناسبة عيد العمال العالمي، أحيته "فرقة انغام الشبيبة"، وحضره جمع من الرفاق والأصدقاء، إضافة إلى سكرتير المحلية الرفيق مرتجى فاضل.
وقدم العازفون الشباب معزوفات وأغنيات وطنية، فضلا عن أغنيات الحزب. وهم كل من الفنانة حنين، والفنانين علي خيون وليث.
**************************************************
الصفحة التاسعة
متى تُسحب قرعة كأس العرب 2025 وكأس العالم للناشئين في الدوحة؟
الدوحة ـ وكالات
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتنسيق مع الاتحاد القطري لكرة القدم، عن تحديد يوم السبت الموافق 24 أيار 2025 موعداً لإجراء مراسم سحب قرعة بطولتي كأس العرب 2025 وكأس العالم للناشئين تحت 17 سنة، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة.
وتُقام مراسم القرعة في فندق فيرمونت، ضمن برنامج حافل يقام على هامش نهائي بطولة كأس الأمير لكرة القدم في نسختها الـ 53. ومن المنتظر أن يمتد حفل سحب القرعتين لمدة ساعتين.
وسيحضر مراسم القرعة ممثلون عن 16 منتخباً عربياً مشاركاً في بطولة كأس العرب، إلى جانب ممثلي 48 منتخباً عالمياً مشاركاً في بطولة كأس العالم للناشئين، مما يعكس الطابع الدولي والاهتمام الواسع بهذين الحدثين الكرويين.
****************************************************
الأسترالي غراهام أرنولد قريب من تدريب المنتخب الوطني
متابعة ـ طريق الشعب
أكد مصدر في الاتحاد العراقي لكرة القدم أن الاتحاد توصل إلى اتفاق نهائي مع المدرب الأسترالي غراهام أرنولد لقيادة المنتخب الوطني العراقي.
وينص العقد على أن يمتد حتى نهاية كأس آسيا 2027، بشرط أن يتمكن أرنولد من قيادة المنتخب للتأهل إلى مونديال 2026. وفي حال فشل في التأهل، سيتم إلغاء العقد تلقائياً دون الحاجة إلى اتفاق إضافي أو شرط جزائي.
جاء اختيار أرنولد بعد أن كان الاتحاد العراقي يدرس خيارات أخرى من بينها البرتغالي هيليو سوزا والأرجنتيني هيكتور كوبر، لكن أرنولد دخل بشكل مفاجئ في مفاوضات سريعة قلبت اتجاه التعاقد لصالحه، خاصة بعد توسط أحد الأشخاص لدى رئيس الاتحاد عدنان درجال، الذي أجرى لاحقاً اتصالات مع مسؤولين في أستراليا، منهم إسحاق عنتر، الذي وصف أرنولد بأنه مدرب كفء.
يتميّز عقد أرنولد عن العقود السابقة بأنه سيكون على شكل رواتب شهرية دون شروط جزائية، ما يمنح الاتحاد العراقي مرونة مالية وقانونية أكبر مقارنة بعقد المدرب السابق خيسوس كاساس.
من الناحية الفنية، يُعد أرنولد من المدربين البارزين، حيث قاد منتخب أستراليا في 56 مباراة رسمية، حقق خلالها 36 فوزاً، و7 تعادلات، و13 خسارة. كما درب المنتخب الأولمبي الأسترالي في 12 مباراة، فاز في 6 منها.
ويُنتظر أن يقود أرنولد المنتخب العراقي في المرحلة المقبلة من تصفيات كأس العالم 2026، وسط آمال كبيرة بتحقيق التأهل والنجاح في البطولات القادمة.
********************************************************
الرباع موسى خضير يتألق ويحرز فضية وبرونزية في بطولة العالم لرفع الأثقال
ليما ـ وكالات
تألق الرباع العراقي موسى خضير صبحي في منافسات بطولة العالم للناشئين والشباب في رفع الأثقال، التي أقيمت في العاصمة البيروفية ليما، بإحرازه ميداليتين دوليتين وسط مشاركة نخبة من أبرز رباعي العالم.
ونجح صبحي في إحراز الميدالية الفضية في رفعة الخطف والبرونزية في رفعة النتر ضمن فئة وزن 89 كغم، بعد أن رفع 145 كغم في النتر و173 كغم في الخطف.
وأكد رئيس الاتحاد العراقي لرفع الأثقال، محمد كاظم مزعل، في بيان رسمي، أن هذا الإنجاز يُعد إضافة مشرفة للرياضة العراقية، ويعكس تطور مستوى رفع الأثقال على الساحة الدولية، مشيداً بالأداء المميز الذي قدمه الرباع الشاب.
وأضاف مزعل أن هذا النجاح سيكون حافزاً كبيراً لباقي الرباعين العراقيين لمواصلة التألق ورفع راية العراق في المحافل الدولية، مشدداً على استمرار الدعم من الاتحاد العراقي لرفع الأثقال واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية.
*******************************************
ألكسندر أرنولد يعلن رحيله عن ليفربول
ليفربول – وكالات
أعلن النجم الإنكليزي ترينت ألكسندر أرنولد، ظهير فريق ليفربول، رسميًا عزمه الرحيل عن النادي عقب انتهاء عقده الحالي في 30 حزيران 2025، وذلك بعد مسيرة امتدت لعقدين من الزمن داخل أسوار ملعب أنفيلد.
وأكد الموقع الرسمي لنادي ليفربول أن اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا، قرر وضع حد لعلاقته الطويلة بالنادي، بعدما انضم إلى أكاديمية الريدز في سن السادسة، وتدرج في صفوفه حتى ظهر لأول مرة مع الفريق الأول في عام 2016.
وقال أرنولد في بيان عاطفي:"هذا القرار لم يكن سهلًا على الإطلاق، لقد تطلب الكثير من التفكير والمشاعر. قضيت 20 عامًا هنا، وحققت خلالها كل أحلامي. لكن أشعر الآن أن الوقت قد حان لتحدٍ جديد في مسيرتي كلاعب وكشخص."
وخاض أرنولد 352 مباراة بقميص ليفربول، سجل خلالها 23 هدفًا، وساهم في تتويج الفريق بـ 8 ألقاب كبرى، من بينها الدوري الإنجليزي الممتاز، مؤكدًا أن موسمه الأخير مع الفريق كان رائعًا، ويرجو ألا تطغى أخبار رحيله على ما حققه الفريق هذا العام.
ووجّه أرنولد رسالة شكر لجماهير ليفربول قال فيها: "كنتم دائمًا معي، دعمتموني منذ البداية، وأشعر بالحب والتقدير الكبير الذي غمرني طوال هذه السنوات. آمل أن تكونوا شعرتم أنني قدمت كل ما أستطيع لهذا النادي."
من جهته، أعرب نادي ليفربول عن شكره وامتنانه الكبير لأرنولد، مشيدًا بـ "مساهماته المتميزة في فترة طويلة من النجاح المستمر".
يُذكر أن تقارير صحفية عديدة رجّحت انتقال أرنولد إلى ريال مدريد الإسباني في صفقة انتقال حر خلال صيف 2025، في انتظار الإعلان الرسمي.
**************************************************
هاميلتون ينتقد تكتيكات فيراري بعد سباق ميامي
ميامي – وكالات
عبّر بطل العالم سبع مرات لويس هاميلتون عن امتعاضه من أداء وتكتيكات فريق فيراري خلال سباق جائزة ميامي الكبرى، ضمن بطولة العالم للفورمولا 1، بعد أن أنهى السباق في المركز الثامن، خلف زميله شارل لوكلير الذي جاء سابعاً.
وفي ظل ظهور هاميلتون بأداء أسرع من زميله في الفريق خلال فترات متعددة من السباق، طالب عبر راديو الفريق بالسماح له بتجاوزه، قائلاً: "إنني أستنزف إطاراتي فقط خلفه، هل تريدونني أن أبقى هنا طوال السباق؟"، في إشارة إلى تأخر الفريق في اتخاذ القرار.
وعقب السماح له أخيرًا بالتجاوز، انتقد هاميلتون فريقه مجددًا قائلاً: "هذا ليس بعمل جماعي جيد... في الصين ابتعدت عن طريقه. خذوا استراحة لتناول الشاي أثناء ذلك، هيا!"، معبّراً عن استيائه من بطء ردود الفعل داخل الفريق.
وفي نهاية السباق، أوضح هاميلتون أن هدفه من الانتقاد كان تسليط الضوء على سوء التقدير في لحظة حرجة، قائلاً: "خسرت وقتًا طويلًا خلف شارل، كنت أرغب في اتخاذ قرار سريع. البعض قد لا يحب ما قلته، لكنه كان تعبيرًا ساخرًا أكثر من كونه غضباً حقيقياً."
من جانبه، دافع مدير الفريق فريديريك فاسور عن استراتيجية فيراري قائلاً إن القرار جاء "مدروسًا"، مضيفًا: "أتفهم إحباط السائقين، لكن التنفيذ كان بناءً على معطيات دقيقة."
أما زميله شارل لوكلير، فاختار الرد بلغة دبلوماسية، قائلاً: "الوضع لم يكن كما نأمل اليوم، وسنناقشه داخليًا. ليست هناك أي مشاعر سلبية تجاه لويس، لكننا كفريق يجب أن نعمل بشكل أفضل."
ويُعد هذا الموقف مؤشراً جديداً على التوترات التكتيكية داخل فرق الفورمولا 1، لا سيما في اللحظات الحاسمة من السباقات التي تتطلب قرارات سريعة ودقيقة.
**************************************************
برشلونة يواجه إنتر والريال في اختبارين مصيريين بموسم فليك الأول
برشلونة ـ وكالات
تتجه أنظار عشاق الكرة إلى برشلونة، حيث يعيش النادي الكاتالوني أسبوعاً لا يشبه سواه، أسبوع قد يُختصر فيه موسمٌ بأكمله، وتُحدَّد فيه ملامح مستقبل مدربه الألماني هانزي فليك. في غضون أيام قليلة، سيخوض الفريق معركتين ناريتين: الأولى أمام إنتر ميلانو في قلب سان سيرو لحسم بطاقة العبور إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، والثانية أمام غريمه الأبدي ريال مدريد على لقب "الليغا" الإسبانية.
فليك يدخل موقعة إنتر مثقلاً بثلاثيةٍ تلقّاها ذهاباً في ملعبه، وسط أزمة دفاعية واضحة فجّرتها الكرات الثابتة، إذ تلقى الفريق خمسة أهداف من ركلات ركنية في شهر واحد فقط. الأمر لا يُبشر بالخير، خصوصاً أن الإنتر سبق وأطاح ببايرن ميونيخ بنفس السلاح.
صحيفة "سبورت" الكاتالونية كشفت أن فليك رفع وتيرة التحضيرات الذهنية والدفاعية لمعالجة "نقطة الضعف القاتلة"، فيما وصفها المحللون بأنها اختبار مفصلي لمصداقية مشروعه الفني.
أما في موقعة الكلاسيكو المنتظرة، فستكون فرصة لفليك لاقتناص لقب الدوري، في مباراة تُعدّ صراع هوية وتاريخ بين قطبين لا يعترفان بأنصاف الحلول.
المدرب الإسباني رافايل بينيتيز أشار إلى أن إنتر عرف كيف يضرب برشلونة في المساحات، واستغل ضعف التمركز الدفاعي والكرات المرتدة. لكنه حذّر من الاستهانة بقوة خط هجوم برشلونة، بقيادة لامين جمال، ورافينيا، وربما العائد روبرت ليفاندوفسكي، ومعهم كتيبة خط وسط نارية تضم دي يونغ، بيدري، غافي، وأولمو.
هانزي فليك لا يغيّر قناعاته: الهجوم أولاً، الضغط المستمر، والإيمان المطلق بفكرة واحدة حتى النهاية. لكنه يدرك الآن أن الوقت لا يرحم، والتوازن بين الهجوم والدفاع لم يعد ترفاً بل ضرورة وجود.
***************************************************
وقفة رياضية.. الاستثمار في الرياضة خطوة للنهوض بالقطاع الرياضي
منعم جابر
يُعد الاستثمار أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي، إذ يتمثل في القدرة على توظيف رأس المال في مختلف الأنشطة الاقتصادية والحياتية، بما يسهم في تحقيق منافع مالية تدعم الاقتصاد الوطني. ولا يقتصر هذا الأمر على القطاعات الصناعية أو الخدمية فحسب، بل يشمل أيضًا القطاع الرياضي، الذي أصبح مجالاً حيويًا يتيح للعاملين فيه تحقيق أرباح ومكاسب تُسهم في تطوره ونهوضه.
لقد ظلت المؤسسات الرياضية في العراق، ولسنوات طويلة، كيانات استهلاكية تعتمد كليًا على التمويل الحكومي، مما جعلها عبئًا على الدولة. فغالبية الأندية الرياضية تعتمد على الدعم المالي الكامل من مؤسسات الدولة، لتغطية عقود اللاعبين والمدربين، وتوفير مختلف الخدمات التي تضمن استمرار نشاطها الرياضي. وبهذا، ظلت الأندية الرياضية قطاعًا غير منتج، يستهلك المال العام دون أن يحقق عوائد اقتصادية ملموسة.
لكن في المقابل، يمكن للرياضة أن تشكّل قوة اقتصادية داعمة للاقتصاد الوطني، إذا ما تم توجيهها نحو الاستثمار الصحيح. ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية تفعيل الاستثمار الرياضي، خصوصًا في ظل وجود قانون الاستثمار رقم (13) لسنة 2006 المعدّل، والذي يحتوي على الكثير من الحوافز والمزايا، إلى حين تشريع قانون خاص بالاستثمار الرياضي.
ويُذكر أن مسودة قانون الاستثمار الرياضي تمنح المستثمرين، سواء من العراقيين أو الأجانب، ضمانات وإعفاءات وتسهيلات واسعة، تُشجع على دخولهم إلى القطاع الرياضي، مع توفير فرص استثمار طويلة الأمد تسهم في نقل التكنولوجيا وتنمية البنى التحتية الرياضية.
إن الواقع المالي الحالي للأندية الرياضية، التي تمثل في معظمها مؤسسات حكومية، يُشكّل عبئًا ثقيلًا على ميزانية الدولة، نتيجة الاعتماد الكامل على المال العام. لذا، ندعو إدارات الأندية الرياضية إلى استثمار قدراتها ومرافقها من أجل تحقيق الاستقلال المالي، من خلال تفعيل مجالات الاستثمار المتاحة في ملاعبها ومنشآتها، وفي أنشطة رياضية وغير رياضية تدر أرباحًا وعوائد مالية.
ونرى في تجارب الدول المجاورة والعالمية مثالًا ناجحًا في هذا السياق، حيث تحولت الأندية إلى مؤسسات اقتصادية متكاملة، توسعت في أنشطتها لتشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية والترفيهية، محققة بذلك أرباحًا كبيرة ساعدتها في تطوير رياضتها وتحقيق الإنجازات.
إن استمرار اعتماد الأندية على الدولة لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، بل أصبح من الضروري أن تتحمل هذه المؤسسات مسؤولية تمويل نشاطاتها، وتسعى للتحرر من الدعم الحكومي، مما يتيح للدولة تركيز مواردها على أولويات أخرى، ويسهم في بناء قطاع رياضي وطني مستدام ومزدهر.
****************************************************
الصفحة العاشرة
قراءة في أغنية "هذاك انت".. طالب القره غولي.. يمنح القصائد عذوبة أخرى
د. حامد الشطري
الاحساس الذي يمتلكه طالب القرغولي استثنائي جدا كأن يكون هذا الاحساس الذي يشبه النهر المتدفق في روح الملحن المستمد من انسيابية وجمال المفردة الشعبية بدلالاتها ورمزيتها في روح النص والشاعر ايضا هذا النهر الخالد الشفافة ضفافه ،المطعمة امتداداته بطين الحري يسير وتتهادى موجاته كالمعاضد الفضيه.. لاحدود او نهايات لها..
هذا الاحساس المشتعل في روح الملحن كالوتر ..يمنح كلمات الاغاني بعدا اخرا عاطفيا او وطنيا..تتجلى من خلال النص لاسيما نصوص زامل سعيد فتاح المفتونة مناخاتها بشفافية العشق الجنوبي ..وعذوبة مفرداتها وجمالية لغتها والتي تمنح الملحن جذوة العشق هذه والجذور ..الانتماء للارض..للعراق..للماء..الماء الذي اصبح جزء من هوية الجنوب.. التي رافقت كل شعر زامل سغيد فتاح وكأن طالبا استلهم او استدعى الحانه من عمق المفردة ودلالاتها عند زامل لذا كانت ثنائية زامل وطالب مبنية على الصور الشعرية التي دفعت طالب لتلحين مجموعة الشاعر المگير وقصائد من مجموعاته الاخرى
وفي قصيدة هذا انه وهذاك انت يلتقيان هما هنا...
شفت موجاته ياموجاته مثل امعاضدك فضه
تتهادى وي جاري الماي هلولة فرح غضه..
الصوره الاولى مرئية الموجه..المعاضد الفضه المتلألأه المزدانة بالغزل والعشق والترافة.. الثانية تذهب لمحاكاة الاذن ..هلهولة فرح غضه..الاشتغال على حاستي النظر والسمع..
بين ما يلحنه طالب هو عملية استلهام لروح النص مصاغا بحب واشتياق طالب وبين مشاعره التي يريد ان يطعم بها الاغنية او يوشم عطرا على جسدها وهو يجسد الواقع الذي انطلق من مفرداته وظلت تسكن روحه تمنحه الفضاءات الواسعة والتامل والعذوبة في اللحن..
الى الروح الشاعرية التي يمتلكها ويتعامل معها بشعور ينم عن الصرخة لكنها باطار غنائي طربي هويته حزن الجنوب والانتماء..
عرفتك وردة القداح برد الصبح جفلها
من حبك هويت الگاع والماي اليغازلها..
شفت بعيونك ابلادي السهل والهور والوادي..
هذا الحلم الذي ياخذ طالب الى منابع الابداع والجمال..يشكل انتماء الملحن ليس لبناءه اللحني فحسب وانما يتماهى مع روح النص..فهل طالب يلحن تجليات زامل ام ارهاصاته..وعذاباته واحساسه بالوطن والحنين والعشق..
هذه الاغنية الاحب لطالب والتي لم يعطها لاي مطرب..رغم محاولة كريم منصور وامكاناته الجميلة..
طالب تسكنه روح اخرى لكنها بافقين، او بدائرتي اشتغال عجيبتين، احدهما ان يلحن والاخرى ان يغني هو كل اغانيه قبل المطربين .. معتمدا على صوته المميز والذي يستطيع ان يغني الجمل الطويلة.. بامتدادات ونهايات عذبة:
هواك انت يذكرني بفرات ودجله يوميه
مثل گلبي ومثل گلبك تلاكن صافيه النيه
هواك انت ورد اخضر يمطر وفه وحنيه
هواك انت شتل عنبر يفيض بغير منيه
ومن حبك غناي انه تعلمته وهذاك انت..
لنعود بعدها الى بداية النص / الاغنية:
هذاك انت يمر طيفك واشوف امالي لو شفته
كبرنه وكبرت الدنيه بهوانه وكل حلو عرفته
عرفتك جوري لو قداح
عرفتك طير من يصدح
ومن حبك غناي آنه تعلمته وهذاك انت
هذه المقارنات بين الانا والانت مرة تجسد الحب والاخرى الوطن الحلم الذي يكبر ليصبح الدنيا كلها..
اي غناء هذا الذي تفوح منه رائحة الماضي وجذور الماء والوطن والارض والعشق الذي لاينتهي..هو يمنحنا عشقا وعاطفة لاحدود لهما تنطوي تحتها مسافات الزمان والمكان ليشكلا الوطن والحياة والجمال..
***********************************************
أيار
يوسف المحمداوي
آيار چاكوچ الصبر
صوت المعامل والنصر
نفديه عمر فوگ العمر
ما دامنه بحلگ الرحي
ما نستحي…
ياغيرة الگصة بحزبنه تسلّحي
ولا تستحي
دار النزاهة تكبر وما تنمحي
والشرف ماله كل سعر
والنخل ما خلّص تمر
وآيار چاكوچ الصبر
لا ما تعبنه وداعة الضحى العمر
خطّينه للتاريخ امجاد انتفاضات ودمع دم الحبر
ويريدني المارجفن متونه بزعل لجل الوطن عن دربي أزلْ
والجبل وصفني الأشم
والهور صايحني يخلْ
آنه الجواب المالح بملح الأرض
خاف النخل فد يوم عني ينسئلْ
آنه النهر لو شافني زعلان …مايه يستعر
آيار چاكوچ الصبر
نفديه عمر يتبع عمر
رگصة فراشات بحضن ماي الورد
ما همني لا حر وبرد
عمال جامعها الحزب بعد البعد
ويريدني ألماسهرن عيونه لجل هذا الوطن عن دربي أرد
خل يسمع الوحشي الگضه عمره وغد :
هم سامع بشجرة أنكرت تعب الجذور الصافية
هم سامع بطيره أنكرت حضن العشوش الدافية
لو سامع بمغرم يضد…؟
لو سامع بعاشگ يصد؟
لا ما يصد لو ينتحر
آيار چاكوچ الصبر
آيار لبسنّه الغنى بوكت الفقر
آيار علمنه الشجاعة بوجه طاغوت العصر
آيار منجل حاد بصدور الغدر
شهر الأغاني والشعر
شهر الملاحم والنصر
ويّه العرض
بيك الارض..
حق وفرض …من تفتخر
آيار چاكوچ الصبر
************************************************
هذوله احنه الشيوعيين
حسين جهيد الحافظ
ذوله احنه
حلم بعيون
كل الناس
بالنبض نسري محبه
او بالحدايق ياس
چلمة مرحبه
او وسط الضمير
احساس
أعله حيطان الجوامع
ننطبع حنه
هذولنه احنه
شيوعيين
بينه من فهد غيره
او بينه إصرار
من حازم
الهوه حب الوطن
عدنه
مميه رضعنه
من عزم صارم
دم اصويحب
اعله الگاع
غناوه الحزب سالم
على أحبال المشانق
يبتسم دمنه
هذوله احنه الشيوعيين
ذوله احنه
الشمس بالليل
بسنون المناجل طيب
او بزنود المطارق حيل
تسيورة حبايب شوگ
غننانه حمد والريل
يتغنه الوفه ابحبنه
هذوله احنه الشيوعيين
ذوله احنه
يتباهه الزمن بينه
ابحب الناس
تتناغم أغانينه
اذا صح المثل
كل واحد او دينه
حب الناس
دين النه
هذوله احنه الشيوعيين
ذوله احنه
برعم للمحبه
خضر بـ أذار
وقار الدنيه
يا أجمل وقار
ابساحات المجد
أعظم شعار
ترجمه بالحب حزينه
هذوله احنه الشيوعيين
ذوله احنه
ابساعة الكلفه
عواصف نهدر
او نعلن قيامه
او ساعة الحب
غصن زيتون او حمامه
بالحرب احنه حربهه
والسلام احنه سلامه
بينه ابشوگ يتغنه
هذوله احنه الشيوعيين
ذوله احنه
بينه المجد يتباهه
او شوگ الفخر يتغنه
والايام شالت
مجد بيرغنه
هذوله احنه الشيوعيين
ذوله اجنه
*************************************************
إلى عيد العمال العالمي
سامي عبد المنعم
هذوله احنه ...
چواكيچ وفكر وزنود
نهدم قلعة السلطان
المندمنه بنه اقصور ومعامل
واشترانه ابلا ثمن ينگال
حته انحرك الآله
ودمنه ايحرك الآله
يكتب للعصر تاريخ عماله
صرخنه ابوجه كل سلطان
ليش النايم ابفينه يضل سلطان
ويضل بس التعب حگنه
مابین العرگ والدم
وسنين القهر والهم
يضل العامل التعبان
عايش على الكفاف اسنين
بين السوط والحيطان
موحته الله ابكتابه ايمجد الانسان
ليش النايم ابفينه يضل سلطان
موش الآله التنه .. ؟
ودمنه ايحرك الآله
وفز بين المعامل والاكواخ شياع
ابچفه اترفرف الرايه
تحمل منجل وچاكوچ
وابدم الشهيد الوفي امحنايه
اضراب وتنظيم وغايه
وصار التنضيم ايحزمنه ابفد حزام
والاضراب اتباهه ابدمنه ابكاورباغي
وشلنه الرايه المكتوب ابدمنه ونادينه
ياعمال الدنيه التموا..
واتلملمنه.. وصرنه اهوايه
وصارت كل الدنيه تناضل تحت الرايه
ياعمال العالم اتحدوا..
***********************************************
الليلة عيد
كتبتها في عمان في نهاية العام ١٩٩٩وانا في غربتي، ولا زلت غريبا في وطني!
سفاح ابو وليد
الليله عيد وحايرٌه الصفنات بيٌه !
،صافحٌت روحي ابلهب نيران گلبي..!
عايدتني اجروحها وصدٌت عليٌه..
اليوم اريد احباب گلبي،، واهلي والچكليت....،والحنٌه البديٌه .
أو لو دريت اصحه ابفراغي چابقيت ابنومتي اوجرٍح القضيهّ
الليله وحدي اتلگه روحي ! ،واعبٍر ابهمي الجديد وهاي هيٌه
الليله عيد..وحاولتٍ اجمّع بقايا اشواگ عمري ابراحة ايدي....
و أحتفل بيها ابدٌل شمعات عيدي وغربتي السودّه التواسيني ابهديه..،
عيدكم يهلي اعرفّه ابغير لذّه !
طابگ أنه اعله السرًه ابتابوت موتي !
دفترّه اهموي مخدّه !
اومنٍ اريد أنه اشتكي اعذركمٌ احسّن
ادري تبچون اعله روحي وانچفه الحاضرّ عليكم منٍ جديد
الليله عيد!، اچفوفي خشبهّ والمناشير الحديد!
اهمومي مشتعله ابعكس ماچنت اريد !
كلشي ظل يبچي ابمكانه ! والجرّح خضرّ جديد
الليله عيد وياچفوف اتشيل نعشي!؟
تگطعّت بيٌه الدروب اوثلجّت جنحان رمشي
شلهّت اظهور السفّن بالگاع والشّط بالجنوب
اشجابني الجرّف الصخرّ واشلون اتوب
اتقفلًت بيبان وكتيّ اگبال وجهي..ابنار حسباتي اذوب!
عاينٌت روحي ابسما امرايات ظلي...اتكسرّت بيٌه.،اوصفيت أنه شهيد
الليله عيد وهايجه اعصابي ابكثر نيسان جرحي
دمرتنّي الوٌ خشه والصفنات ما خلتلي لون!
وياماتانيت انتظاري..الفرّح چذاب لو صدّك تهون
انتظر شمس الربيع العافيه ابظٍل السكون
وحدي أنه اتهجه روحي وابتهل للجاي والحاضر اكيّد
الليله عيد!
اشلون احٌب غير الاحّب محبوب اخرّ!؟
،تنتهي بيّه الاغاني وينچفي أمن الشوگ بيدر
گمره أنه إبلا نجم بالوحشه أعثر!
منهظٍم واهلي اشبعدهٍم !
گلبي محتار ولهّج باللي احبهم
حشمٌت صوتي ابصدى المخنوگ ماردوا عليهّ!
وين اهلي!؟
وين چان الذي ايصبرً عليهّ!؟
المايشوف اهله يوم العيد احسٌنله المنيٌه
****************************************************
انه الندمان
كامل العتابي
انا المن كل كتر توجعني روحي هواي
وأنا الندمان چي ما تممت نوحي
أكابر والجرح عزّب هواي هموم
ولو عدت شماته أكظمهن جروحي
أهجس بالأخوه شكثر مر الحيف
وأگطع كل جدم ظل عابث بسوحي
أمايزهن سنيني... بياوكت حطيت
حد للمستحى!!! وأتجاهر إبوحي
بيَّ الآه كلفه إتمايِل الميزان
وعلى العكاز أمشي وأزرع بلوحي
خلها الدنيا غثه وماوفت وياي
تشد عضد اليودها وجزّرت موحي
أنا مغني الحمام الحطلي منه جناح
ومواله الزهالي بچلمتي ودوحي
دهاك إقره الذخاير طيح بالمضمون
أنا العادل رسنها وما گلت روحي
أنا العادل رسنها وما گلت روحي
**************************************************
{تعب السنين}
سالم الحمداني
تعب السنين انتهى
وللنفس ماظل حيل
والربه ابحضني اختفى
ماچن سهرت الليل
غلطان ماظل عتب
عثرت تراها الخيل
والچذب صاير صدگ
ويسدٌه حلگ السيل
كافي عتب يا زمن
والمايلات اختمن
ابظهر المنايا احتمن
بيه ابساطه اتعيل
تعب السنين انتهى
وللنفس ما ظل حيل
جبت الليالي ركض
بلكت يغزر العمر
عشره. وصفت للمنتچي
ومتاني ريله يمر
أنه اصفگ العشره قهر
عني فلا يشتمر
ربيت تيهت الرسن
تاه أعله غفلة وسن
راحن وما ادري اشأجن
دنياي شنهو اتچيل
تعب السنين انتهى
وللنفس ماظل حيل
چان النهر يرتوي
وحتى الجرف يرتوي
صوهد وماظن يرد
الأيامه ما يحتوي
كل خطوه تعبر نهر
هم ذبلاها السهر
لا چلمه حلوه لا سمر
اتداوي جرح الويل
تعب السنين انتهى
وللنفس ماظل حيل
*****************************************************
الصفحة الحادية عشر
{يسارية}: منبر تقدمي جديد
أعلنت الزميلة مجلة "الثقافة الجديدة" عن تأسيس "مجموعة الدراسات والأبحاث"، كإطار يضم نخبة من الباحثين في قضايا الفكر العلمي، وذلك بهدف إعمال العقل في الواقع لإنتاج معرفة يسارية تواكب التحديات الراهنة، وتسهم في تعزيز العلاقة بين النص المتجدد والممارسة.
وتعّد دورية "يسارية"، باكورة نشاطاتها وخطوة مهمة لبناء فضاء معرفي مفتوح للجميع، يساهم في تأصيل العلاقة بين الإشتراكية والديمقراطية بوجهيها السياسي والاجتماعي، وتبني مصالح القاعدة الاجتماعية لمشروع اليسار والمشروع الاقتصادي الذي يخدم توجهه الوطني والإنساني.
جاء في العدد الأول من "يسارية" البدء من ماركس الجديد، هل باتت الليبرالية الجديدة طائرة بلا طيار، اميركا اللاتينية: الانتقال القادم، الطبقة العاملة وعسكرة اوربا، الحرب الثقافية الباردة، اليسار في كوبا.
"يسارية" يرأس تحريرها: د. صالح ياسر، وساهم في انجاز عددها الأول: أ. د. إبراهيم إسماعيل، رشيد غويلب، د. سوران قحطان.
*************************************************
لا بدّ
فاروق فياض
لا بد من قصيدة لليل
لينجو عاشق من عتمته
ومن اغنية
تبدد وحشة الانتظار
لا بد من عاشقة
تزيح عن رفوف القلب الغبار
كمكتبة مهملة
ولا بد ان تكون مخلصا
لما تبقى من القصيدة لتكتمل
وللنجم في سمائها ليشتعل
وللقمر في ليلها ليحتفل
بكامل ضبابه المشاع
لا بد من غد
نسقيه معا
كي تزهر الذكريات
وتخلص الحلم الاتي
من بعض الثغرات
ونحن نسير فيه
او بدونه
يدا بيد
*****************************************************
مكاشفة حضورية لآثام الماضي.. الملمس الشعوري في لوحات سمير البدران
محمد خضير
نظّمت جمعية الفنانين التشكيليين في البصرة ثلاثة معارض تشكيلية خلال فترات متقاربة، للفنانين هاشم تايه وسمير البدران وجواد الجواد، اتسمت بملامح تقنية مشتركة، هي تقنية الكولاج (التلصيق) لإنشاء ملمس شعوري خشن ينهض من السطح المستوي ويعترض الممارسة التقليدية للمتلقّي في التفاعل البصري والذهني مع اللوحة التشكيلية. وفيما يلي أسجل حضوري لمعرض الفنان سمير البدران (شباط ٢٠٢٥) وممارستي الشعورية في استغوار الأبعاد الغائبة لأشكاله العائدة بهيآت وتصورات جديدة للسطح التلصيقي تحت عنوان "آثام الصحف". نستطيع أن ننظر إلى لوحات سمير البدران في معرضه المجمع من الآثار المؤجلة في عالم "الصحف" الورقية، ونستخرج من الممارسة التركيبية للوحة ما يعيد للأبصار نسخةً من عهد فائت/ بائد حوَت فيما حوَت إيهامات شتى وتحويرات متعمدة للوقائع الحياتية للمجموعة البشرية- العامة والمثقفة- سلّط عليها تأويلاً تشكيلياً يتسم بالجرأة والمبالغة في استعمال مواد الحياة المهملة- ومنها تذكارات شخصية عزيزة ومشاهد مُعمّاة أو ملطخة بالأصباغ والكتابات والرموز الخاصة بممارسة الفنان المتوارية في الظلّ- ظلّ حياته أو ظلّ مرسمه. وعلى الرغم من الطابع الجمالي المبالَغ في تركيبه- تقطيعه وتشويهه- فليس صعباً على الذات المتلقية تلك الآثار، لحظة المشاهدة الراهنة، التعرّف على مؤثرات تاريخية فاعلة في تضاريس السطح الممزق، تتشابه مع أمثالها من خبرات طامسة في الشعور، أثارتها الممارسة الطليعية لفنان "الصحف" الرائد في نقد ذاتيته الكتوم على ما تنطوي عليه من أفعال وأفكار تصل حد الانفجار والمطالبة بالعودة للسطح التفاعلي الممدود بين الجانبين. إنها وليمة "الإثم" المشتركة، التي تتكرر بمسميات مختلفة، كلما طوينا صحائف فترة طافحة بالفضائح والآثام. (تستطيع اللوحة تجريد رموز الإثم وتشكيله بلغة إشارية مختلفة عن لغة الفيلم السينمائي التي تتجسد في صور واقعية متحركة، ومثالها وليمة يجتمع حولها شخصيات داعرة في فيلم بازوليني: سالو). لقد تميز منجز سمير البدران بتركيز النظر- أو ربما توزيعه- على بؤرة مختفية تحت أوراق الصحف- الملصقة، بعد تقطيعها إلى مزق ثم تركيبها في خطاطات منسقة بشكل تجميعي، عشوائي ومضطرب، للإيحاء بذهن يعاني "الرهاب" تحت ضغط ذكرى مؤلمة، أو واقعة فاضحة، أو مجزرة دامية... إلخ من المعاني السردية غير القابلة للتجسد والحضور دفعة واحدة، ومرئيات غير كاملة الوضوح والنقاء البصري والمشهدي على مستوى واحد. وأحس من جانبي بالإعاقات الإنشائية الكثيرة التي برزت في مقابل الوضوح والرؤية المنطقية لعلاقات أيّ مشهد مركب في لوحات البدران. ولعله من السذاجة أن نطالب الفنان بتوسيع مسطحات اللوحات إلى حجم أكبر، كي تستوعب أنساقاً تجميعية واضحة الأبعاد؛ وتنوع منظوراتها/ ملامسها بمواد غير ورقية لكي تقيم اتصالاً/ مكاشفة أكثر حميمية مع الذوات القاصدة تأويلها بمداخل (نفسية وتاريخية وجمالية) متعددة. اقتصرت لوحات البدران على تضريسات ورقية، محدودة المساحة، كأنها تشترط جواً نفسياً وطقساً جمالياً مقتصرين على مساحة المعرض- ذي الطراز التراثي- ومحدودية زوايا النظر فيه. وبذلك قد نستوحي إعاقات بيئية من نوع آخر، تتمثل في التساكن الوظيفي للمعمار وبيئته الراكدة- استقراره على تقاليد ووظائف غير فنية، تكررت في فضائه المعماري القديم بتقليد مغاير.
لاحظنا في مقالنا عن لوحات هاشم تايه (معرضه: تسليات القانط) محاكاة سردية متحولة من فضاء لغوي كتابي إلى بيئة العرض التشكيلي التقليدية. أما في لوحات سمير البدران، فإن إمكانية السرد الحواري كانت قائمة فيها أصلاً، وقد بدأت في "التحديث" التلقائي حال التقائها ذوات الزائرين الدائرة حول/ أمام اللوحات؛ لكنها ضاقت بالمساحة التراثية لقاعة العرض. وآنئذ نشأت مفارقة أوسع من محاكاة زميله السردية، ألا هي التقاطع الجمالي بين البيئة والأثر، أو بين التاريخ وتحديث وقائعه. فقد قدّمت لوحات سمير البدران وظيفة مشابهة للوظائف التلصيقية على جدران قديمة، تذكرنا بشقوق الجدران وكتاباتها في لوحات شاكر حسن آل سعيد، لولا أنها جاوزتها إلى مسافة قصيرة من البيئة والتاريخ، وبنسق أكثر انتظاماً وقصداً متحفياً. فاللوحات تنهض هنا من جدرانها لتبدد الوهم التاريخي الدال على استحالة الجمع بين نوعين من البنيات التشكيلية التجريدية، العفوية والقصدية ذات الاتجاه النقدي التعبيري، في موقع متحفيّ. كذلك، فإن الأشكال الملصقة من صحف الماضي نهضت لتحرّك ظنوننا عن أنفسنا بمواجهة سطوح الذاكرة الممحوة أو المعمّاة- هذه التي هادنت الشقوقَ والتصدعات الأنطولوجية لحياة العراقيين. بل قد يذهب بنا الملمسُ البصَري إلى مضاعفة ذلك الشعور، فنعمد إلى اختلاق واقع ثان من أكاذيبها، بعدد الذاكرات المختلفة لزائري المعرض. فقد يُضطر شعورُ الذات المشاهِدة، الحاضرة في هذه اللعبة التشكيلية، إلى تفكيك "الآثام" بمحاكاة لا تقل وهماً وخداعاً بصرياً، من خلال توليفات متراكمة تحت السطح المستوي أمامه. لقد عمد البدران إلى جرّ الآخر- مشاهِد لوحاته- إلى زاويته التي لم تنقطع تلصيقاتها عن تركيب الواقع الحاضر بتجارب بصرية مستفزّة.
وإذا كان ظننا في محله، فإن هوية الاشكال السردية للملصقات في لوحات سمير البدران، تتعرف بمراجعة "الصُحُف" الماضية- أرشيفها الضخم والمهمل- وقد أعيدَ لصقُها لكي تحاكي واقعة مسرحية تدور في احتدام شعوري ومحاكمة صامتة "لإثمها" في تزييف الحقائق. وحين نصل إلى ختام- أو انفتاح- السرد الصحفي/ التصحيفي عند هذا الحد من التفاعل، وتبادل الأدوار بين ذات الفنان وذوات زائري معرضه، نكون قد أسقطنا الحجة الاستفزازية القائلة بمبالغة الفنانين "التلصيقيين" في إقحام وظائف وتفسيرات خارجية على لوحاتهم. لقد استأنف سمير البدران تقنيات فنية شائعة من نقطة جديدة، تتسم بالجرأة والتجديد الأسلوبي والدلالي.
*******************************************************
ثلاثة نصوص فلسطينية
ريتا عودة/ حيفا- خاص
لستُ رقمًا
لَسْتُ رَقَمًا،
لا.. لَسْتُ رَقَـمًا،
لِتُحْرِقُـوا جسدي وأَنا حَـيَّـةً..!
طِفْلَةٌ أَنَا،
لِيَ اسْـمٌ وَوَجْـهٌ وَهُـوِيَّـةٌ.
لي وَطَـنٌ
اسْـمُـهُ غَـزَّة
ينزفُ غصَّةً تلوَ غصَّة.
طِفْلَةٌ أَنَا
ألا يَحِـقُّ لِي أَنْ أَحْـيَا
أَتَـنَـفَّـسُ
أَحْـلُـمُ
كَـبَـاقِي أَطْـفَـالِ الْـعَـالَـمِ؟؟
أَلَـيْسَ لِيَ الْـحَـقُّ
فِي أَنْ أَحْـيَا،
أَنْ أَتَـنَـفَّـسَ هَـوَاءً نَـقِـيَّـا..!!
أَيُّ ذَنْـبٍ اقْـتَـرَفْـتُـهُ
لِـتخنقوا طُـفُـولَـتِي
وَأَنَا حَـيَّـةٌ؟
أَيْـنَ إِنْـسَـانِـيَّـتُـكُـمْ؟
هَلْ مَـاتَـتْ فِي قُـلُـوبِـكُـمُ
الرَّحْـمَـةُ؟
هَلْ أَصَـابَـكُـمْ طَـرَشٌ
فَـلَـمْ تَـعُـدْ آذَانُـكُـمْ
تَسْـمَـعُ صَـرَخَـاتِـنَا
والأَنَّة..؟!
لا تُصَدِّقُوا أَنَّهَا أَرْض بِلَا شَعْبٍ
لَا تُصَدِّقُوا أَنَّهَا أَرْضٌ
بِلَا شَعْبٍ،
(كَمَا يَدَّعِي الْغُزَاةُ)
وَبِلَا عُنْوَانِ.
صَدِّقُونَا..
نَحْنُ الشَّعْبُ
الَّذِي اغْتُصِبَتْ أَرْضُهُ
وَعِرْضُهُ
وَسَادَ عَلَيْهِ الطُّغَاةُ
فَشَبِعْنَا هَوَانَ.
لَا شَاهِدَ عَلَى
نَكْبَتِنَا
سِوَى مَفَاتِيحِ بُيُوتِنَا
وَقُلُوبِنَا النَّازِفَةِ
دَمًا، نَدَمًا وَتَوَهَانَ.
وَهَذِهِ الرُّوحُ الثَّائِرَةُ
الَّتِي تَأْبَى النِّسْيَانَ
وَتِلْكَ الْجُذُورُ الضَّارِبَةُ
فِي أَعْمَاقِ الزَّمَانِ
جَمِيعُهَا تَرْوِي
حِكَايَاتِ أَرْضٍ وَشَعْبٍ
صَامِدٍ.. سَامِقٍ
مَهْمَا طَالَ الْعُدْوَانُ.
اشْرَبُوا دَمَنَا!
هذَا دَمُنَا
ٱلْمَسْفُوكُ عَلَىٰ أَعْتَابِ
خُذْلَانِكُمْ
فَٱشْرَبُوهُ
قَطْرَةً..
قَطْرَةً..
لَعَلَّهُ يَغْسِلُ عَارَ
تَخَاذُلِكُمْ.
نَحْنُ هُنَا
(فِي غَزَّةَ)
يَنْبُتُ مِنْ جِرَاحِنَا
بَنَفْسَجًا
وَمِنْ أَوْجَاعِنَا
زَيْتُونًا وَنَخِيلًا.
غَدًا سَتَسْمَعُونَ
كَيْفَ
يَصْنَعُ ٱلدَّمُ ٱلْمُهْدَرُ
نَصْرًا
غَدًا سَتَرَوْنَ
كَيْفَ يُزْهِرُ ٱلْيَأْسُ
أَكَالِيلَ مَجْدٍ
وَعِزًّا.
*************************************************
الصفحة الثانية عشر
فيلم للمخرجة إيمان خضير.. «جواد سليم وسيمفونية البرونز}
متابعة – طريق الشعب
ضيّفت رابطة المرأة العراقية بالتعاون مع منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، المخرجة السينمائية إيمان خضير، التي عرضت فيلمها الموسوم "جواد سليم وسيمفونية البرونز"، الذي يوثق مراحل تشييد نصب الحرية، وذلك في جلسة حضرها جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمهتمين في الشأن الثقافي.
الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارتها نائبة رئيسة رابطة المرأة سهيلة الأعسم، واستبقتها بالحديث عن التحديات الفنية والسياسية التي واجهت تنفيذ مشروع نصب الحرية، وعن دور الفن في حفظ الهوية الوطنية.
وأظهر الفيلم، وهو وثائقي، مراحل تشييد نصب الحرية، الذي كلفت حكومة ثورة 14 تموز 1958، الفنان الرائد جواد سليم بإنجازه، ليكون شاهدا على تحولات البلاد السياسية والاجتماعية. كما أبرز الفيلم التعاون الاستثنائي بين جواد سليم، والمعماري رفعت الجادرجي الذي صمم قاعدة النصب.
ويطرح الفيلم رؤية سينمائية تمزج بين الأرشيف الحي والدراما. كما يتضمن آراء نقدية حول النصب للناقدين ياسين النصير ود. جمال العتابي. وفضلا عن ذلك يُظهر التناقضات التي أحاطت بالنصب، والتي تحوّلت إلى معركة وجودية بين الفنان والسلطة السياسية آنذاك.
ويعيد الفيلم بناء الأحداث من خلال سرد المعماري رفعت الجادرجي، الصديق القريب لجواد سليم، والوسيط بينه وبين الزعيم عبد الكريم قاسم. فالجادرجي هو من أقنع قاسم بفكرة إنجاز النصب.
وتابعت كاميرا خضير رحلة جواد سليم إلى إيطاليا. حيث استقر مع عائلته موقتا، بينما كانت قطع النصب البرونزية تُصب في بلدة بستويا التاريخية. وهناك، تحوّلت الورشة إلى فضاء للتجريب، وكان طالباه محمد غني حكمت وصادق ربيع يساعدانه في تكبير النماذج المصغّرة، بينما هو يحاول التوفيق بين طموحه الفني والضغوط التي يتعرض لها. فقد طُلب منه مثلا وضع صورة الزعيم في "قرص الشمس" أعلى النصب، لكنه رفض ذلك.
وكان من بين اللحظات الصعبة التي تناولها الفيلم، لحظة وفاة جواد سليم بنوبة قلبية قبل افتتاح النصب بأيام، ليُشيّع من معهد الفنون الجميلة.
وبعد انتهاء العرض، جرت نقاشات حول الفيلم بين الجمهور والمخرجة .
وفي الختام، قدمت رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، شهادة تقدير إلى المخرجة إيمان خضير.
*************************************************
في البصرة.. ورشة حول حقوق الإنسان ومكافحة الفساد
البصرة - ربيعة الحمزة
شهدت مدينة البصرة الأسبوع الماضي ورشة عمل بعنوان "النهج القائم على حقوق الإنسان في جهود مكافحة الفساد"، نظمتها دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية التابعة لهيئة النزاهة الاتحادية، ومكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI)، بمشاركة رابطة المرأة العراقية وعدد من المنظمات المدنية.
الورشة التي احتضنتها قاعة "فندق الموفنبيك"، شهدت نقاشا في محاور عدة، هي: آليات النظام العالمي لحماية حقوق الإنسان ودورها في مواجهة الفساد، تحليل الفساد الراهن في العراق وتأثيره على حقوق المواطنين الأساسية، سُبُل تفعيل الآليات المحلية والدولية التابعة للأمم المتحدة، مثل تقديم الشكاوى وتبادل البيانات، لدعم منظمات المجتمع المدني العراقية.
كما استعرضت الورشة جهود هيئة النزاهة الاتحادية، مع شرح إجراءات تقديم الشكاوى والضمانات القانونية لحماية المبلغين عن المخالفات والمشتكين.
وحضر الورشة ممثلون عن عدد من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في البصرة، إلى جانب خبراء في الشفافية ومكافحة الفساد. حيث تم تبادل الخبرات والتوصيات لتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية وغير الحكومية.
وفي مداخلة لها خلال الورشة، ذكرت ممثلة عن رابطة المرأة العراقية أن "دمج البُعد الحقوقي في استراتيجيات مكافحة الفساد يُعَد خطوة حاسمة لضمان العدالة وحماية حقوق المواطنين"، مشيدةً بدور منظمات الأمم المتحدة في دعم تلك الجهود.
ويأتي هذا الحدث ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى تعزيز الشفافية وتمكين المجتمع المدني، انسجامًا مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية التحول الوطني.
***************************************************
في لندن .. المشغل السردي يستضيف الكاتب زهير الجزائري
لندن – طريق الشعب
انطلقت في العاصمة البريطانية أولى جلسات المشغل السردي، الذي نظمه "مركز لندن للإبداع العربي" بالتعاون مع "نادي حبر أبيض" البريطاني.
واستضافت المؤسستان في الجلسة الكاتب العراقي البارز زهير الجزائري.
وقام الناقد الأدبي عدنان حسين أحمد، بتقديم الكاتب الضيف، الذي يعتبر من أبرز الأسماء الأدبية العراقية، وقد عُرف بأعماله التي تسلط الضوء على السرد الواقعي وتمزج بين التجربة الشخصية والسياقين الثقافي والسياسي.
وتناول الجزائري في الجلسة تجربته في كتابة السيرة الذاتية، متطرقًا إلى أبرز محطات مشواره الإبداعي. وأعقبت ذلك مناقشات ثرية حول تقنيات كتابة السيرة الذاتية، ودورها في توثيق الذاكرة الفردية والجماعية، شارك فيها عدد من الشخصيات الثقافية المرموقة في لندن، الذين حضروا الجلسة وأشادوا بأهميتها في إثراء المشهد الأدبي العربي في المهجر.
وأوضح الناقد عدنان حسين أحمد خلال ذلك أن المشغل يهدف إلى تعزيز مهارات السرد لدى الكتّاب، وتوفير مساحة لتبادل الخبرات بين المبدعين.
تجدر الإشارة الى ان المركز الذي تديره الشاعرة والكاتبة دلال جويد، والنادي الذي يديره الشاعر جمال نصاري، يسعيان إلى توفير منصة ثقافية مستقلة للجالية العربية في لندن، وتعزيز الإبداع والتواصل الثقافي هناك.
*************************************************
يوميات
- يعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، نتائج مسابقة الأدباء الشباب بدورتها السادسة/ دورة القاص والروائي أحمد خلف، وذلك في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- تضيّف "منصة مداد" التابعة إلى منظمة "بغداد مدينة الإبداع الأدبي – اليونسكو"، بعد غد الخميس، القاص حسب الله يحيى في جلسة حوارية بعنوان "عن الحب يسارا.. رحلتي في السرد والثقافة".
الجلسة التي من المقرر أن يديرها مدير المنصة د. سعدي عوض الزيدي، تبدأ في الساعة 10 صباحا على قاعة المنظمة في "بيت الحكمة".
- يضيّف "ملتقى روّاد المتنبي" الثقافي، الجمعة المقبلة، الباحث فارس ناجي، ليلقي محاضرة بعنوان "تداعيات أزمة الفكر في الغرب.. هل دخلنا في مرحلة ما بعد الحداثة؟".
تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحىً "قاعة علي الوردي" في المركز الثقافي البغدادي.
**************************************************
الخصيبيات 2
عن "مؤسسة أبجد" للترجمة والنشر والتوزيع، صدر حديثا الجزء الثاني من كتاب "الخصيبيات" لمؤلفه محمود بدر عطية. يسرد المؤلف في الكتاب مذكراته عن مدينة أبي الخصيب في البصرة، ويلقي الضوء على واقع الحياة فيها. وفي هذا الجزء يتناول المؤلف نحو 70 شخصية خصيبية.
****************************************************
ليس مجرّد كلام.. وانتخابات الادباء على الأبواب..!
عبد السادة البصري
يعقد قريباً المؤتمر الانتخابي لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق. والانتخابات ليست بالطبع لعبة كلمات متقاطعة، بل هي إيكال مهمًة إلى شخص عليه أن يحترمها ويصونها، ويقوم بخدمة منتخبيه على أكمل وجه.
ذات يوم حدثني أبي عامل الميناء الطيّب، الذي أحيل على التقاعد صحياً عام 1970 فقال:
يا ولدي إذا أردت أن تنتخب أحداً لأيّ مهمة، فتأكد من كونه يتمتع بثلاث خصال مجتمعة: النزاهة والأمانة، الإخلاص في العمل ونكران الذات، حب الوطن والناس ــ وإذا كانت هناك خصلة حسنة أخرى، يكون اختيارك رائعاً ولن تخسر شيئاً، فاز صاحبك أم لم يفز!
ظلّت كلماته محفورة في رأسي منذ الصغر حتى الآن، حيث فورة الانتخابات والترشيح والبحث عن منافع قد تكون شخصية أو فئوية أو ما إلى ذلك!
أنا سأشارك بالطبع زملائي انتخابات اتحادنا العريق، وقد ارتأيت أن أستذكر كلمات ابي، مثلما أحملها أيقونة في عنقي دائماً، لأننا لا يمكن أن ننجح إذا لم ننتخب الأصلح والأنزه والأفضل في كل مجال.
واتحاد الأدباء، هذه المنظومة الثقافية العريقة التي يمتد عمرها لستة وستين عاماً، علينا أن نقف عندها ونتفحص جيداً من يريد أن يقود دفتها، وأن ننظر بعين المنصف الى ما حققت دورتنا الحاليّة من نشاط منقطع النظير. فالأدباء هم الشريحة الأكثر إنتاجا إبداعيا،ً رغم قلة ذات اليد وحالة أغلبهم المعيشية الصعبة.
أطلب من اخوتي المرشحين وأنا واحد منهم، أن يرموا ذواتهم خارج كيان الاتحاد، ويعملوا بنكران ذات مع الجميع بلا فوارق أبداً، وأن يكون عملهم خدمة للجميع بلا استثناء، وان يبحثوا عن منافذ وحلول اكثر فأكثر، لأشكال معاناة الأدباء من أزمة سكن وبطالة وصعوبة معيشة وصعوبة إصدار نتاجاتهم في كتب خاصة، وأن يعملوا على اقامة النشاطات الثقافية المهمة دائماً، وإشراك الجميع فيها، وإيصال صوت الأدباء وإبداعاتهم إلى طبقات الشعب كافة، والخروج من القاعات والغرف المغلقة إلى الساحات العامة وما شابهها في الاقضية والنواحي، وأن تكون هناك مطالبة حثيثة اكثر بمنح الأدباء امتيازات خاصة بهم مثل ( قطع الأراضي، تخفيض أجور السفر بالطائرة، العلاج، طبع الكتب ،التفرغ الكتابي) وكما معمول به في أغلب بلدان العالم، وان يكون هناك احترام وتبجيل لقيمة المبدع، إضافة إلى النظر بعين المحبة والتقدير والوفاء للمبدعين الكبار المرضى والمتعبين،، وأن نواصل خطى البناء والتطوير والسمو والتفاعل المستمر التي قامت بها دورتنا الحاليّة>
لا أريد أن أدخل في مزايدة على شيء أعرفه عند الأدباء جميعا، فهم أنقياء وطيّبون ومحبّون لوطنهم وناسهم، لكنني أقول لكل واحد من أحبتي: انتخب مَن تُريد .. بشرط أن تعرف جيدا انه يحمل الصفات التي نبحث عنها جميعا.
مع تمنياتي بالفوز لمن يستحقون، وان يسمو اتحادنا ويزدهر اكثر فأكثر، وكل دورة انتخابية واتحادنا يتلألأ نجماً في سماء الابداع .
****************************************************
قف.. أخوان الأردن.. خطيّة!
عبد المنعم الأعسم
من وجهة النظر الحقوقية المثبتة في المعاهدات والدساتير المعاصرة ومدونات حقوق الإنسان في المشاركة والتعبير عن الرأي، واخذاً بالاعتبار ان الديمقراطية لا وجود لها من دون تنظيم المجتمع في أحزاب وهيئات اجتماعية وثقافية تراقب، وتتنافس، وتُرشد، وتردع الاستبداد والعنف والكراهيات وتنشر التسامح والمحبة وقيم الشأن العام، وعطفاً على السجل المخزي لأنظمة الحكم الاستبدادي في العالم العربي، ملكية. انقلابية. قومية. قبلية. ودينية فاجرة، تبتسم حين تكون ضعيفة وتكشر عن أنيابها حين تستقوي.. أقول: من هذه الزوايا مجتمعة، فان حزب الأخوان المسلمين في الأردن قد ظُلمَ في فاصلة حق التعبير عن رأيه في السلوك السياسي للسلطة ومرجعياتها. إنه ظُلم لو أن الأمر بقي في هذه الحدود الدستورية المجردة لحق التعبير عن الرأي، لكن من الذي يمكنه، من أنصار الحرية، أن يدوس على ضميره ويغفل التاريخ المدنس لأخوان الأردن في ذبح جميع مدونات الحقوق المدنية السلمية، بإنتاج، ورعاية، أجيال من الرعاع احترفت أعمال القتل والانتحار وتفخيخ المزدحمات والمجازر الوحشية مع رطانات عن الحفاوة في جنان الخلد، وفي الذاكرة، مجالس العزاء التي أقامها الحزب في أكثر من مائة مسجد بالمدن الأردنية، لقاتل متوحش اسمه أبو مصعب الزرقاوي؟.
*قالوا:
"القتلة لا يبحثون عن فلسفة، بل يبحثون عن ضحايا يشفون غليلهم".
شيشرون
***************************************************
موسيقى وغناء ومسرح بغداد تحتضن مهرجان الطائرات الورقية
متابعة – طريق الشعب
عاد زائرو مهرجان الطائرات الورقية، الذي احتضنته حدائق أبو نؤاس السبت الماضي، خائبي الأمل. إذ لم تحلق طائراتهم بسبب سكون الهواء في ذلك اليوم، لكن بقية فعاليات المهرجان لم تتوقف. إذ كان الغناء والموسيقى والمسرح حاضرين، إضافة إلى البازارات.
ويقام هذا المهرجان سنويا منذ عام 2017. إذ جاء وقتها ردا على تقرير صحفي صنّف بغداد على انها من أسوأ العواصم.
يقول علي الغالب، أحد مؤسسي المهرجان، أن مهرجانهم يشهد سنويا إقبال أعداد كبيرة من المواطنين، مضيفا في حديث صحفي قوله أن المهرجان يشهد فعاليات مختلفة، منها فقرات غنائية وموسيقية، ورسم حر، فضلا عن بازارات لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة.
من جانبها، تقول المواطنة أم لارا، التي زارت المهرجان، أنه "نحن بحاجة لمهرجانات كهذا. العائلة العراقية تتمنى أن تجد دوما متنفسات ومساحات خضراء"، مشيرة إلى ان ابنها يعاني التوحد، وان مثل هذه الأماكن المفتوحة تساعده على الاندماج والاختلاط مع بقية الأطفال، عكس الأماكن المغلقة مثل المولات والمطاعم.
أما أحمد سلمان، فيقول أنه "جهزنا الطائرات الورقية اليوم، لكن سكون الهواء لم يساعدنا على تحريكها. رغم ذلك كان المهرجان جميلا بتعدد فعالياته وبحضور العائلات والشباب".
فيما تقول نينا محمد، أن "المهرجان كان رائعا ومميزا، لكن الهواء خيب أملي، ولم تحلق طائرتي. فعاليات الموسيقى والغناء كانت جميلة جدا".