الصفحة الأولى
غابت معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة.. مصدر لـ{طريق الشعب}: أحزاب السلطة أخفت ٨ آلاف عقد من تعيينات بغداد لاستخدامها في الدعاية الانتخابية
بغداد ـ طريق الشعب
كشف مصدر مسؤول في مجلس محافظة بغداد، أمس الأربعاء، عن قيام الأحزاب السياسية المتنفذة في مجلس محافظة بغداد باخفاء قرابة ٨ آلاف درجة تعيين (عقد) من حصة أبناء المحافظة، وذلك لاستخدامها في الدعاية الانتخابية، واستمالة الشباب العاطل عن العمل.
وزعم المصدر لـ"طريق الشعب"، الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان "العقود المخصصة لمحافظة بغداد أكثر بكثير من الأرقام التي جرى الإعلان عنها"، مبينا ان الرقم الحقيقي هو ١٩ ألف درجة وظيفية بصيغة عقد، وليس 11 ألفا.
وقال أن القوى السياسية المتنفذة داخل مجلس المحافظة عملت على اقتسام ٨ درجة وظيفية في ما بينها. كما ستكون لها حصة اخرى في الدرجات المعلنة الـ١١ ألفا.
وأكد المصدر، ان أكبر كتلتين في المجلس حصلتا على قرابة نصف هذه الدرجات الوظيفية"، مضيفا ان "أعضاء المجلس كذلك حصلوا على حصة من هذه التعيينات، اذ بلغت حصة كل عضو في المجلس ما بين 250 و 300 درجة".
يذكر ان عدد الموظفين في العراق يزيد على 4 ملايين و200 ألف موظف، بينما يتجاوز عدد المتقاعدين 3 ملايين، إلى جانب أكثر من 3 ملايين عراقي يتسلمون اعانات اجتماعية من الحكومة، ما يرفع إجمالي الالتزامات السنوية في موازنة 2025 الى 90 تريليون دينار على الاقل.
ويعاني القطاع العام ترهلا وظيفيا، جعل العراق يتصدر قائمة الدول العربية في عدد الموظفين الحكوميين.
مرحلة المحاصصة وتقاسم المغانم
رئيس هيئة النزاهة الأسبق، موسى فرج، قال ان "الوظيفة حق شرعي ودستوري وقانوني لكل مواطن عراقي، ويفترض ان يحصل عليها من خلال المنافسة والمفاضلة، وهي تعتمد على معايير محددة أهمها الكفاءة والجدارة والنزاهة، وفي نفس الوقت هي ليست حقا للمواطن العراقي فحسب وانما حق دستوري للمجتمع، كون مخرجاتها تتلامس مباشرة مع المجتمع، فاذا كان شاغل الوظيفة غير كفوء او غير نزيه فلن يقدم مخرجات صحيحة للمجتمع بل سيلحق الضرر به".
وذكر فرج في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "حقبة المحاصصة التي بدأت بعد العام ٢٠٠٥ جعلت عملية التوظيف تتحكم بها الأحزاب المتنفذة، لا سيما في الرئاسات الثلاث وفي الهيئات المستقلة، انطلاقا من مبدأ تقاسم المغانم".
رشوة انتخابية
ولفت رئيس هيئة النزاهة الأسبق، الى ان "الحصول على وظيفة في العراق صار عن طريقين محددين، اما بدفع الرشوة او الانتماء لحزب من أحزاب المحاصصة، وهذا خرق لحق المواطن الدستوري، فالمجتمع لم يحصل على حقوقه من مخرجات الخدمات، فيما تحولت الوظيفة الى عبء، وأخيرا أصبحت الوظائف تشكل نسبة هائلة من المجتمع العراقي خلافا للمعايير الدولية وفي نفس الوقت أصبحت تمثل رشوة انتخابية.
ترويج سياسي وانتخابي مبكر
من جهته، قال الخبير في مكافحة الفساد سعيد ياسين، ان "إدارة الوظيفة العامة من اساسيات زرع النزاهة في المؤسسات العامة ان كانت محلية او اتحادية، لذلك عندما ينال الموظف هذه الوظيفة خارج المعايير بالتأكيد ستكون هناك شبهات فساد على أدائه".
وعن ملف الدرجات الوظيفية التي اطلقتها محافظة بغداد، أشار ياسين الى انه "يفترض بالحكومة المحلية ومجلس المحافظة اعتماد معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة والمستوى العلمي بالإضافة الى الامتيازات القانونية لعوائل الشهداء وغيرها، وبغير هذه الطريقة يعتبر الموضوع في خانة الفساد"، لافتا الى ان "هذا الموضوع يدخل في تقاسم المغانم مما يؤثر على أساس القرار ويكون ترويجا سياسيا وانتخابيا مبكرا لهذه الأطراف السياسية".
جهتان معنيتان بالمراقبة!
ونوه ياسين الى ان "هناك حاجة لاعتماد هذه الوظائف على المنافسة والكفاءة والخبرة وحسب نوع الوظيفة، وكذلك يجب الإشارة الى حصة الأقليات ونسبتهم وضرورة عدم التجاوز على هذه النسبة".
وعن عمله في معالجة الفساد، بين الخبير انه "كنا نعاني في مسألة مراقبة مجلس المحافظة والمحافظة ولسنوات طويلة. هناك جهتان معنيتان بمراقبة ملف الوظائف، الأولى هي المجلس الأعلى للتنسيق بين المحافظات التابع لمجلس الوزراء، والأخرى هي ديوان الرقابة المالية، ويفضل ايضا ان يتم انتداب ممثل عن مجلس الخدمة الاتحادي كجهة قطاعية مسؤولة عن توزيع الوظائف العامة".
وانتقد النائب السابق في البرلمان، رزاق الحيدري، ظاهرة "الاستغلال الواضح والكبير للمال العام ومشاريع الدولة في الدعاية الانتخابية"، مبيناً أن هذه السلوكيات تعكس "مزاجا سياسيا عاما يتكرر مع كل انتخابات، برغم أنها ظاهرة مخزية للعملية السياسية بتوظيف المال العام بمنّة على العراقيين".
وقال الحيدري، ان "هناك أموالا وعروضا وصلت بعضها إلى مليارات الدنانير لمن يملك مساحة وثقلاً عشائرياً وسياسياً. هذا الأمر ينذر بخطر على العملية السياسية".
********************************************
راصد الطريق.. عمارة من دون أبواب
يرى حميد حسيني، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية العراقية، ان التهريب من إيران إلى العراق "ليس بالمهمة الصعبة في بعض النقاط الحدودية دون رقابة كمركية"، ويضيف "أن إخفاء البضائع داخل الشحنات الرسمية بات أمرًا شائعًا جدًا، فلا تُسجل هذه البضائع لدى الكمارك".
هذا التصريح يكشف واقع المنافذ الحدودية، واضعا علامات استفهام كبرى بشأن دور الدولة وهيبتها، ويظهر أن التهريب يجري علناً بغطاء رسمي، وأن الفساد في المعابر صار قاعدة في العمل اليومي لشبكات متنفذين مع حماياتهم السياسية والعشائرية.
واللافت أن هذا الكشف جاء على لسان مسؤول اقتصادي إيراني، فيما الجهات العراقية تفتقد الجرأة على الاعتراف بحجم الانهيار الإداري والأمني عند بوابات البلاد. والأكثر اثارة للسخرية أن أموال التهريب التي تُسرق من جيب المواطن، تُودع أرباحا في خزائن المنتفعين، البعيدين عن يد القانون ولجان التحقيق.
حين يصبح التهريب “مألوفًا” والفساد “محميًا” ويأتي الاعتراف به من خارج الحدود، فلا عجب أن تغدو الدولة بوابة مفتوحة لمن هبّ ودبّ، شرط أن يمر عبر “سادة المنافذ” و”شيوخ الصفقات” الذين جعلوا العراق سوقًا بلا أبواب وحكومة بلا مفاتيح!
******************************************
كتب المحرر السياسي: نكبة فلسطين الجرح النازف
تحل اليوم الذكرى ٧٧ لنكبة فلسطين، التي لا ترمز فقط الى انتزاع وطن من أصحابه الشرعيين، واقتلاع شعب بأكمله من جذوره وتشريده، وتحويل غالبيته الساحقة الى لاجئين في بقاع المعمورة، بل وتمثل واحدة من اكبر المآسي الإنسانية والسياسية في التاريخ المعاصر. وما يضاعف هول النكبة استمرار ارتكاب المجازر بحق فلسطين وشعبها حتى اليوم، وكأن الصهاينة لا يتلذذون الا بسفك دماء شعب الجبارين، الصامد والمقاوم.
ان ما ارتكب من جرائم بحق الشعب الفلسطيني يشكل وصمة عار في جبين مرتكبيها، وجبين من يسّر لهم ذلك، وقطع لهم الوعود وأغدق عليهم بالدعم غير المحدود، وهرول للتطبيع معهم، فيما الدماء الزكية والارواح المزهقة في ديرياسين واللد وكفر قاسم وغزة وجنين وطولكرم، لما تزل تستصرخ ضمائر العرب والمسلمين، والبشر عامة، ليوقفوا القتل الممنهج والتهجير القسري وفرض الاستيطان وقضم الأرض، وتصحيح الأخطاء التاريخية المرتكبة، والانتصار للعدالة ولحق شعب فلسطين في العيش بامان وسلام.
تطل الذكرى ٧٧ هذا العام، فيما حرب الإبادة ضد شعب فلسطين في غزة والضفة الغربية تتواصل بوحشية، بدعم امريكا وحلفائها، رغم كل الادعاءات والتدليس المكشوف، والذي تعيه شعوبنا جيدا الا الحكام الذين يمعنون في دفن رؤوسهم في الرمال. انما تبقى الحقائق ساطعة ولن تغطى بغربال.
انها ايام صعبة وتاريخية هذه التي يعيشها الشعب الفلسطيني حاليا، وهو يُجوّع ويشرّد ويذبّح، ويطعن في الظهر مجددا، حيث يقف من بيده القرار متفرجا يردد الكلمات المعروفة اياها منذ عام ١٩٤٨، بل وحتى قبله.
في ذكرى النكبة المشؤومة لا مطلب أهم من الوقف الفوري لحرب الإبادة، والاستجابة لارادة شعب فلسطين وحقه المشروع في دولته الوطنية ذات القرار المستقل، والمقامة على ارض وطنه وعاصمتها القدس، ولا خيار امام شعوبنا العربية وقواها الوطنية الا التصدي لمخططات التطبيع والتهجير وتصفية قضية فلسطين. ومن المؤكد ان الكثير سيعتمد على الشعب الفلسطيني نفسه وعلى خيارات فصائله وقواه الوطنية، ومدى نجاحها في بناء الموقف الموحد والرؤى المشتركة، وتفعيل مقومات الصمود والتحدي، متعددي الأنماط والاشكال.
ان نكبة فلسطين ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل مآساة إنسانية مستمرة قل نظيرها، وجريمة متعددة الابعاد. فكل لاجئ، وكل أسير، وكل شهيد، وكل طفل يموت جوعا وعطشا، يذكّر العالم بان هذا الجرح مفتوح بعد، وان المجرم لم تطله يد العدالة، وان الحق ما زال غائبا.
في ذكرى المآساة، نجدد اعلان الوقوف بجانب شعب فلسطين، ونحيّي صموده ونضاله، ونُكبر تضحياته الجسام واصراره على نيل حقوقه المشروعة. ويقيننا راسخ بانه مهما طال الزمن وادلهمت الآفاق وضاقت الأحوال، فان إرادة الشعوب لا تقهر وهي المنتصرة.
*******************************************
الصفحة الثانية
الخارجية تكشف عن تعاون ثلاثي لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني
بغداد ـ طريق الشعب
أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن الحكومة الاتحادية ستتعاون مع كل من حكومة إقليم كردستان وتركيا لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني، في خطوة تأتي بعد إعلان الحزب عن حلّ نفسه وإلقاء السلاح.
وقال حسين، خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد، أمس الأربعاء، إن العراق "سعيد بإعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه ونزع سلاحه"، مشيراً إلى أن هذا الإعلان جاء استجابة لدعوة زعيم الحزب عبدالله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ أكثر من 25 عاماً.
وأوضح الوزير أن "نقاشاً عميقاً" جرى بين العراق وتركيا حول هذه الخطوة، كاشفاً عن وجود "أفكار لتعاون ثلاثي بين الحكومة الاتحادية والحكومة التركية وحكومة إقليم كردستان" في هذا الملف الأمني الحساس.
وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن، يوم الإثنين الموافق 12 أيار 2025، عن حلّ نفسه وإلقاء السلاح، استجابة لدعوة أوجلان التي أطلقها في نهاية شباط/فبراير الماضي.
******************************************
برغم قرار الداخلية منع التظاهر الاحتجاجات الشعبية تستمر في مدن عدة مطالبةً بالحقوق المشروعة
بغداد ـ طريق الشعب
رغم قرار وزارة الداخلية القاضي بمنع التظاهرات والاحتجاجات في عموم محافظات العراق، يواصل المواطنون تحركاتهم الاحتجاجية في مختلف المدن مطالبين بحقوقهم المشروعة، في مشهد يعكس تصاعد الاستياء الشعبي من الأوضاع المعيشية، وتفاقم الأزمات الخدمية والاجتماعية، وعجز الجهات المسؤولة عن إيجاد حلول حقيقية لها.
السماوة تنتفض ضد انقطاع الكهرباء
العشرات من أهالي مناطق عشائر آل عبس خرجوا في مدينة السماوة بمحافظة المثنى في تظاهرة احتجاجية، عبّروا خلالها عن سخطهم على الانقطاع غير المبرمج للتيار الكهربائي، والذي يستمر – بحسب إفادات الأهالي – أكثر من سبع ساعات متواصلة يوميًا، في ظل درجات حرارة مرتفعة، أثّرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
وأكد المتظاهرون، أن هذه الانقطاعات تسببت بخسائر مادية كبيرة نتيجة تلف الأغذية داخل الثلاجات وتعطّل أجهزة التبريد، إضافة إلى تعريض حياة الأطفال وكبار السن للخطر بسبب أمراض محتملة مثل الجفاف والإسهال، بالتزامن مع تردي نوعية المياه وعدم تصفيتها.
وطالب المحتجون الجهات المعنية بوضع جدول زمني واضح للقطع وتحسين مستوى الفولتية الكهربائية، محذرين من أن استمرار هذا الوضع سيدفعهم إلى خطوات احتجاجية تصعيدية.
وشددوا على أن مطالبهم لا تتعدى الحصول على أبسط مقومات الحياة، مثل الكهرباء والماء النقي.
وفي محافظة البصرة، تجددت يوم أمس الصدامات بين القوات الأمنية ومجموعة من خريجي كليات الهندسة والجيولوجيا المتظاهرين أمام محطة حقن الماء التابعة لحقل غرب القرنة النفطي في قضاء الهوير، لليوم الثاني على التوالي، وسط أجواء مشحونة وتوترات متصاعدة.
ووقعت حالات تدافع واشتباك بالأيدي أمام بوابة المحطة، بعد أن حاول المحتجون اقتحام الموقع مطالبين بتوفير فرص عمل ضمن مشروع FCC المرتبط بالحقل، في ظل انتشار أمني مكثف لمحاولة احتواء التوتر.
وقال المتظاهر حسن عبد الأمير، وهو من خريجي كلية الجيولوجيا، إن "الاحتجاجات ستستمر لحين الاستجابة لمطالبنا المشروعة في التعيين. وإذا لم تُلبَّ مطالبنا فسنصعّد الموقف ونلجأ إلى دعم عشائري لإيصال صوتنا إلى المسؤولين".
ويواجه المتظاهرون حالة من اليأس والغضب، في ظل ما وصفوه بـ"حرمان أبناء المناطق القريبة من المشاريع النفطية من فرص التعيين"، مقابل "تعيينات محدودة تُمنح لأشخاص من خارج المحافظة أو عبر علاقات شخصية ومحاصصة حزبية".
موظفو موانئ
وفي مدينة المعقل بالبصرة، نظم العشرات من موظفي الشركة العامة لموانئ العراق تظاهرة جديدة صباح أمس الأربعاء، مطالبين بتفعيل قرار توزيع الأراضي السكنية المخصصة لهم في مدينة السياب، وهو القرار الصادر منذ عام 2021 دون أن يتم تنفيذه حتى الآن، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات عليه.
وأكد الموظفون، أن هذه الوقفة هي الخامسة على التوالي، مشددين على أنهم يعيشون أوضاعًا معيشية صعبة، حيث يضطر أغلبهم إلى السكن في التجاوزات أو دفع الإيجارات الباهظة، رغم سنوات الخدمة الطويلة في واحدة من أكبر المؤسسات الاقتصادية في العراق.
وقال الموظف باسم الكناني: "أنا في الخدمة منذ 24 سنة، ولم أحصل على قطعة أرض واحدة. خرجت اليوم لأطالب بحقي، وأناشد السيد المحافظ بالتدخل السريع لإنهاء هذا الملف المؤجل دون مبرر".
أما غيث عباس، وهو موظف من ذوي الشهداء، فصرّح قائلاً: "أغلب الموظفين يسكنون في بيوت تجاوز، وبعضهم على أبواب التقاعد دون أي أمل بالحصول على سكن لائق. نطالب بإنصافنا وتقدير تضحياتنا".
من جهته، عبّر الموظف حسين جبار عن استيائه من التمييز الحاصل، مشيرًا إلى أن "1700 موظف مشمولون بقرار توزيع أراضي السياب، ولكن لم يُنفذ حتى الآن. في حين تم توزيع أراضٍ في وزارات أخرى. نحن نطالب بحقوقنا، فلماذا هذا الإهمال؟".
ودعا المحتجون المحافظ والجهات التنفيذية إلى التدخل العاجل لتفعيل القرار وإنهاء معاناة المئات من العائلات التي أنهكها الإيجار وفقدان الأمل بالسكن المستقر.
احتجاجات ضد قرار بيع الأراضي بـ"الأسعار السائدة"
في ساحة الصدرين وسط محافظة النجف، شهد يوم الثلاثاء الماضي تظاهرة حاشدة شارك فيها العشرات من سكان الأراضي التابعة للبلدية، احتجاجًا على القرار الحكومي رقم 20 لسنة 2025، الذي يقضي ببيع الأراضي المشغولة من قبل المواطنين بأسعار السوق.
المتظاهرون، ومعظمهم من العائلات محدودة الدخل، عبّروا عن رفضهم لهذا القرار، واعتبروه مجحفًا وغير منصف، مطالبين بتعديله ليشمل آلية بيع تقسيطية تمتد لعشرين عامًا وبأسعار رمزية تتناسب مع واقعهم المعيشي الصعب.
وقالت "أم أحمد"، وهي أم لست بنات، إنها تقطن على منزل تعود أرضه لدائرة البلدية منذ عشرين عامًا بسبب عجزها عن دفع الإيجار، مضيفة: "نعيش على راتب رعاية لا يتجاوز 125 ألف دينار.
هذه الأرض هي مأوانا الوحيد، ولا نملك بديلاً، فكيف يُطلب منا شراءها بسعر السوق؟".
أما أبو أمير العامري فشدد على أن القانون تجاهل آلاف العائلات التي أفنت عمرها في خدمة البلد، قائلاً: "كان الأجدر بالدولة أن تمنح الأراضي للمحتاجين، لا أن تقدمها مجانًا للمستثمرين. نحن أصحاب حق وسنواصل التظاهر حتى يتم إنصافنا".
ووصف المحتج فاضل الشيباني القرار بأنه انتهاك صريح للدستور، مضيفًا ان "الدستور كفل لنا حق السكن.
كيف تطلب الحكومة من محدودي الدخل شراء أراضٍ بأسعار خيالية؟ المطلوب هو التوزيع العادل، أو البيع الرمزي والمقسط".
بدورها، أوضحت بلدية النجف أن القرار جاء استنادًا إلى تعليمات وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، وتم تشكيل لجنة منذ 18 شباط 2025 لاستلام طلبات الشاغلين.
كما بيّنت أن البيع مشروط بأن يكون المتجاوز شاغلاً فعليًا قبل تعداد 2024، وألا يكون مالكًا لأي عقار، وأن تكون الأرض مشيدة، فيما أُعفي المواطنون من دفع بدل الإيجار للسنوات السابقة.
الشارع يغلي والحكومة تتجاهل
وتعكس هذه التحركات المتعددة في السماوة والبصرة والنجف وغيرها من المحافظات، حجم الأزمة التي يعيشها المواطن العراقي، في ظل استمرار تدهور الخدمات، وغياب العدالة في التوزيع، واتساع فجوة الثقة بين الشارع والسلطة.
ورغم محاولات منع التظاهر، يتضح أن صوت الشارع لا يزال حاضرًا وبقوة، مدفوعًا بهمومه اليومية، ومطالبًا بحقوقه المسلوبة في الكهرباء والماء والسكن والعمل، وسط مؤشرات على اتساع رقعة الغضب إذا استمر التجاهل الرسمي لهذه المطالب.
*************************************
كل خميس.. ثقافة الرثاثة.. وجه آخر للفساد
جاسم الحلفي
لم تعد الرثاثة في العراق مجرد تراجع في الذوق، ولا انحداراً عفوياً في الذائقة، بل غدت واجهةً سياسيةً لطغمةٍ لا تريد لهذا المجتمع أن ينهض أو يفكِّر. إنها بنيةٌ ثقافيةٌ أُنتجت ووُظِّفت بعنايةٍ لتخدير الوعي، وتفكيك الحسّ النقدي، وتجريد الناس من أدوات الفهم والاحتجاج.
لم تعد الرثاثة مجرد انعكاسٍ لانحدار الذوق العام، بل تحوّلت إلى أداةٍ استراتيجيةٍ في يد الطغمة، تُغلِّف الفساد والتخلف بغلافٍ ناعمٍ لا يثير مواجهةً مباشرة. فهي تُروّض الذوق العام على التسطيح والبلادة، وتُضعف القدرة على التمييز بين الممكن والمفروض، وتُقلِّل من الميل للاعتراض أو مساءلة الواقع. بهذا المعنى، تسهم الرثاثة في تشكيل وعيٍ مطيعٍ، يتكيّف مع الرداءة بوصفها قدراً، ومع الانهيار كأنه نتيجةٌ حتميةٌ لا يُساءل أحد عنها.
تتسرّب هذه البنية إلى تفاصيل الحياة اليومية: في البرامج التي تحتفي بالتفاهة، في خطاب المشعوذ الذي يروِّج للغيبيات بدل الحقوق، وفي استعراضات الانحطاط، وفي نماذج "النجاح" القائمة على الابتذال. إنها رثاثةٌ ممنهجةٌ، تُدار من الأعلى وتُزرع في الأسفل، لتُفرغ المجال العام من كل ما هو تنويري أو نقدي. في مناخٍ يُقمع فيه التفكير، وتُهمَّش فيه النخب، وتُغذّى فيه الأمية، تصبح الرداءة هي القاعدة، لا الاستثناء.
ولهذا، فإن الطغمة لا تكتفي بالفساد، بل ترعى الرداءة كضمانٍ لاستمرار سطوتها: رداءة في الذوق، في الخطاب، وفي مستوى الوعي العام. في بلدٍ تتفاقم فيه الفجوة الطبقية، لا يكفي إفقار الناس مادياً، بل يُضاف إليه تجريف الوعي، وتطبيع الانحدار بوصفه الواقع الوحيد الممكن.
فمن إعلامٍ سطحيٍّ وتعليمٍ مفرغٍ من التفكير، إلى "بروباغندا" مزوّقة تُخفي الخراب، وتستبدل المعرفة بالخرافة، وتروّج للجهل كقيمةٍ وهوية. وكلما اتسعت أحزمة الفقر وارتفعت نسب الأمية، بات الجهل وسيلةً للحكم، لا مجرد نتيجةٍ له.
الرثاثة هنا ليست مجرد ذوقٍ رديء، بل أداةٌ لإعادة إنتاج التخلف.هي ما يدفع المواطن المهمَّش إلى اللهاث وراء أوهام الخلاص عبر برامج فارغة، أو إلى التماهي مع وعودٍ غيبية، بدل المطالبة بحقه في السكن والصحة والتعليم.
في قلب هذا المشهد، تتمدَّد ثقافةٌ استهلاكيةٌ جوفاء، لا تصنع معنى، بل تغذّي الإحساس بالنقص.
يُروَّج فيها لنمطِ عيشٍ مفصولٍ عن الواقع، وتُقاس القيمة بما يُشترى، لا بما يُنتَج أو يُفكَّر فيه.
وإلى جانب ذلك، يُكرَّس نمطُ تفكيرٍ سطحي، تُغذّيه احتفالاتٌ فارغة، ومهرجاناتٌ شكليةٌ تُقام في مدنٍ محرومةٍ من أبسط مقوّمات الحياة.
وما يزيد الفجوة الطبقية فجاجةً، هذا البذخُ المستفزُّ الذي تمارسه الطغمة الحاكمة بلا خجل: سفراتٌ رسمية، مواكب صاخبة، قصور وولائم، بينما يُجبر الفقراء على التنازل عن حقّ أبنائهم في التعليم، وعن دواء مرضاهم. إنه بذخٌ لا يُعبّر عن ثراء، بل عن قسوةٍ رمزية، تُذكّر الفقراء يومياً بموقعهم خارج المعادلة.
ومع كلّ ذلك، لا تُطفئ الرثاثة الحاجةَ العميقة إلى الكرامة والمعرفة. فكلُّ طبقةٍ مسحوقة، وإن بدا صمتها طويلاً، تحمل داخلها أسئلتها المؤجَّلة، وأشواقها لما هو أصدق وأعمق. ومواجهة هذا الخراب لا تبدأ بالشعارات، بل باستعادة الوعي النقدي، وربط المعرفة بالحياة اليومية، والنضال من أجل العدالة والكرامة. فلا نهضةَ بلا معنى، ولا تغييرَ بلا وعي.
*******************************************
الصفحة الثالثة
تطور الجريمة المنظمة في العراق تهديدات أمنية واجتماعية يغذيها الفقر والبطالة
بغداد – تبارك عبد المجيد
تتخذ الجريمة المنظمة في العراق أشكالًا متطورة تتجاوز السرقات التقليدية لتلامس أنشطة الاتجار بالبشر وبالمخدرات وبالسلاح، وسط بيئة أمنية واجتماعية هشّة. وفي وقت تؤكد فيه الجهات الرسمية أن عصابات محلية تقف وراء معظم الجرائم بدوافع مادية، يحذر خبراء من وجود شبكات إجرامية عابرة للحدود، تغذيها ظروف محلية مزمنة من البطالة، وتفشي السلاح، وضعف الردع القانوني. وفي خضم هذا المشهد، يؤكد مختصون ضرورة اعتماد حلول استراتيجية تبدأ من إصلاح النظام التعليمي والاقتصادي، وصولاً إلى تفعيل العمل الاستخباري وتطبيق العدالة بصرامة.
ووفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن منظمة الشفافية الدولية، احتل العراق المرتبة 140 عالميًا في مؤشر مدركات الفساد لعام 2024، محققًا درجة 26 من 100.
أما في ما يتعلق بحجم تجارة غسل الأموال، فتشير التقديرات إلى أن حجم الأموال المغسولة عالميا يتراوح بين 950 مليار دولار و1.5 تريليون دولار سنويا، مع العلم أن 70 في المائة من هذه الأموال تأتي من تجارة المخدرات، بينما يتوزع الباقي بين أنشطة أخرى مثل تجارة السلاح، وتزييف العملات، والاختلاس، والرشاوى الحكومية، والجريمة المنظمة، والتهرب الضريبي.
تطور الجرائم
ويقول الخبير الأمني والسياسي سرمد البياتي، إن الجريمة المنظمة في العراق تطورت في الآونة الأخيرة وأصبحت تتخذ أشكالًا متعددة، مشيرا إلى أن الدافع المالي بات يستقطب شرائح متنوعة من المجتمع للانخراط في هذه الأنشطة الإجرامية.
وأوضح البياتي، أن الجريمة المنظمة ليست حكرا على العراق، بل هي ظاهرة موجودة في أغلب دول العالم، إلا أن الوضع العراقي مختلف نتيجة للتاريخ الحافل بالنزاعات والحروب. وأضاف انه "إذا تجاوزنا مرحلة الانقلابات في الخمسينيات والستينيات، فإننا نبدأ فعليا من الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، التي خلفت تأثيرات نفسية عميقة على المجتمع، مرورا بحرب الخليج ثم حرب 2003، وما تبعها من تداعيات أمنية واجتماعية واقتصادية".
وقال البياتي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "وقوع السلاح بين أيدي المواطنين بعد هذه الحروب أدى إلى تفشي العنف، ما ساهم في نشوء بيئات حاضنة للجريمة".
وانتقد البياتي ضعف تطبيق العقوبات، خاصة أحكام الإعدام، التي تُصدر من قبل القضاء ولكن لا تُنفذ بالشكل المطلوب، مؤكدا أن "تنفيذ العقوبات القضائية أمر ضروري لفرض هيبة الدولة وسيادة القانون".
وشدد البياتي على أهمية العمل الاستخباري في منع الجريمة قبل وقوعها، بدلا من الاكتفاء بمعالجتها بعد وقوعها.
العوامل الحاسمة في المحاسبة
وربط المحلل السياسي عدنان الكناني، زيادة ونقص الجريمة بشكل مباشر بوجود نظام حكومي عادل وفاعل.
وقال الكناني، إن النظام الحكومي بما يتضمنه من سياسات اجتماعية واقتصادية، هو العامل الحاسم في معالجة أو تفاقم ظاهرة الجريمة.
وأوضح الكناني لـ "طريق الشعب"، أن "العدالة الاجتماعية ووجود فرص حقيقية للشباب، سواء عبر مراكز لاحتضان طاقاتهم أو من خلال برامج توعية في المدارس والمعاهد والجامعات، يمكن أن تنقل المجتمع من حالتي الجهل والفقر إلى الوعي والثقافة".
وأضاف أن المثقفين والمستقلين ماديًا يشكلون مخرجات إيجابية للمجتمع، بينما يبقى الجهل والفقر من أبرز مسببات الجريمة. وأشار الكناني إلى أن انعدام أماكن الترفيه والأنشطة الشبابية دفع شريحة واسعة من الشباب إلى تعاطي المخدرات والاتجار بها، كما أسهم في تصاعد معدلات الجريمة المنظمة، وتنامي ظواهر مثل القتل والخطف والتسلح غير المشروع، محذرًا من أن الوضع قد يتفاقم في المستقبل القريب إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية.
وأكد أن الحكومة هي "المسؤول الأول والأخير عن حالة الجريمة في العراق، سواء من حيث تفشيها أو الحد منها". واعتبر أن الحل يكمن في الاستثمار الحقيقي في الشباب، سواء من خلال توفير فرص العمل، أو الإسهام في مشاريع إعادة الإعمار، أو عبر تعزيز التعليم والإصلاح.
واختتم الكناني بقوله إن على الدولة أن "تتعلم من تجارب الدول التي سبقتها في استثمار الطاقات الشابة بالشكل الأمثل"، لأن العراق يمتلك قدرات هائلة، ولكن الظروف الحالية تجعل من الصعب تحمّل هذا الواقع دون حلول استراتيجية طويلة الأمد.
شبكات دولية تدير الجرائم المنظمة
فيما أكد الخبير الأمني أحمد الشريفي وجود شبكات إجرامية عربية ودولية تنشط في تنفيذ عمليات سرقة كبرى وجرائم منظمة داخل العراق، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تأثيرها لا يزال محدوداً مقارنة بالعصابات المحلية.
وقال الشريفي في حديث لـ"طريق الشعب"، إن "العراق ليس بمعزل عن أنشطة شبكات الجريمة المنظمة الدولية، لكن لا يمكن القول إنها منتشرة أو تنفذ عمليات واسعة داخل البلاد".
وأضاف ان "الغالبية العظمى من الجرائم، خصوصاً السرقات، تنفذها عصابات محلية، وغالباً ما تكون بدوافع مادية أو نتيجة خلافات شخصية".
ونوه الخبير الأمني إلى أن الأجهزة الأمنية حققت تقدماً ملموساً في هذا الملف، مؤكدا ان "هناك إنجازات واضحة في ملاحقة هذه العصابات، والعديد من الجرائم تكتشف خلال فترات زمنية قصيرة، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في آليات التحقيق والاستجابة الميدانية".
*******************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
التواجد التركي في العراق ماذا بعد حل حزب العمال الكردستاني لنفسه؟
لموقع "عين الشرق الأوسط" البريطاني، كتب محمد الأغا مقالاً حول القرار الذي اتخذه حزب العمال الكردستاني بحل نفسه وتفكيك قواه التنظيمية وشبكاته العسكرية، استجابة لطلب رئيسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في تركيا، أشار فيه إلى تداعيات هذا القرار على العلاقات بين أنقرة وكل من بغداد وأربيل، وذلك لتواجد الثقل الرئيسي للحزب في جبال قنديل العراقية، واستغلال أنقرة لهذا التواجد في إقامة العديد من القواعد العسكرية داخل العراق وشن قواتها مئات العمليات العسكرية في أراضي جارتها الجنوبية.
قضية خارجية
وذكر الكاتب بأن بغداد دأبت خلال العقدين الماضيين على اعتبار مشكلة حزب العمال الكردستاني، المتورط منذ فترة طويلة في صراع مع تركيا، قضية لا تعنيها، ولهذا فقد أثارت أنقرة غضب بغداد عندما شنت عمليات عسكرية ضد قوات هذا الحزب على الأراضي العراقية، في انتهاك فاضح لسيادتها، أو حين وسّعت تركيا نطاق عملياتها الجوية لتشمل السليمانية وسنجار، وأقامت عشرات المواقع العسكرية داخل العراق. وأضاف الكاتب بأن فعاليات سياسية عراقية عديدة قد دعمت موقف الحكومة ووصفت التواجد العسكري التركي بالاحتلال. الاّ أن أنقرة بقيت متمسكة بدبلوماسية متعنتة، هددت ولمرات عديدة، العلاقات الثنائية، مما يبعث قرار حزب العمال الكردستاني بحل نفسه ونزع سلاحه، على التفاؤل بالقدرة على نزع فتيل الأزمة بين البلدين.
هل انتهت الذرائع؟
ونقل المقال عن مستشار الأمن القومي العراقي قوله بأن أنشطة حزب العمال الكوردستاني هي التي وفرت التبرير للوجود العسكري التركي في أراضي بلاده، ولهذا فأن على كل الجماعات المسلحة والقوات الأجنبية مغادرة العراق عند حل المشكلة. وتساءل الكاتب عما إذا كانت خطوة حزب العمال الكردستاني قادرة على المساهمة في تحقيق تمنيات بغداد.
وحول تداعيات القرار على الوضع الداخلي للبلدين والعلاقات الإقليمية، أشار الكاتب إلى أن القرار سيخدم تركيا بشكل كبير، حيث سيخلص نفوذها في العراق من جماعات كانت تستخدمها طهران لتقويض هذا النفوذ، حسب تصور الكاتب، كما سيمثّل خبراً ساراً للاقتصاد التركي، حيث يزيل المخاطر التي كانت تهدد خطوط نقل الطاقة ونجاح مشروع طريق التنمية المزمع انجازه في تعاون عراقي تركي خليجي، وحماية التبادل التجاري بين البلدين والذي تجاوزت قيمته عشرين مليار دولار.
ولم يبد الكاتب تفاؤله من قرب رحيل القوات التركية عن الأراضي العراقية حتى بعد حل مشكلة حزب العمال الكوردستاني، متوقعاً أن تكون أنقرة راغبة في البقاء داخل العراق "لمحاربة داعش أو لموازنة النفوذ الإيراني أو لتعزيز دورها بعد انسحاب أمريكي محتمل"، مما سيعيد إحياء خطاب "الاحتلال" ضدها ويئد العلاقات الجيدة التي ولدت مؤخراً بين الحكومة التركية وأقطاب الحكم في العراق.
على صعيد كردستان
وذكّر الكاتب بما تركته العلاقات بين حزب العمال الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني من تأثيرات سلبية على علاقات أنقرة بإقليم كردستان، وعلى العلاقات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، معرباً عن تصوره بأن قرار حزب العمال سيساهم في تسريع التقارب بين الحزبين وبين أنقرة والسليمانية، مستدركاً بالقول بأن الانقسامات التاريخية ومناطق النفوذ، ستظل عوامل حاسمة في السياسة الإقليمية خلال الشهور والسنوات المقبلة.
*******************************************
عين على الأحداث
سلاح "تربوي"
استنكرت نقابة المعلمين العراقيين فرع البصرة، قيام حماية مكتب المدير العام لتربية المحافظة، بالتجاوز العنيف على سكرتير النقابة، معربة عن استيائها من وجود مظاهر مسلحة في مؤسسة مهنية. الناس الذين اطلعوا على الخبر تساءلوا عن معنى تحول مفاصل مدنية إلى ثكنات عسكرية، وماذا سيحل بهيبة المعلمين والتربويين وبقدرتهم على الارتقاء بالمستوى العلمي والأخلاقي والحضاري لتلامذتهم، حين يتم استخدام العنف في التعامل مع ممثليهم ويُعاملون بطريقة مهينة عند مراجعتهم الدوائر لإنجاز معاملاتهم. كما طالب الجميع الحكومة بالتوقف جدياً أمام هذه الخروقات وضبطها وحصر السلاح بيد الدولة وتثقيف حامليه بالقانون وبحقوق البشر.
والي، لو مندوب سامي؟!
وجّهت اللجنة القانونية النيابية سؤالا برلمانيا إلى وزارة الخارجية بشأن تعيين تركيا مبعوثاً خاصاً لها في العراق، كان يشغل سابقاً وزارة الغابات والمياه في بلاده. وعبرت اللجنة عن قلقها من أن يبعث هذا الأمر رسائل سلبية تفتح الباب للتدخل في الشؤون الداخلية وفرض وصاية مستترة. هذا وكانت الصحف التركية قد كشفت عن تعيين الرئيس التركي رجب أردوغان لفيصل إيروغلو ممثلاً له لقيادة العلاقات الثنائية مع بغداد بشأن قضايا تتراوح بين الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي وتقاسم الموارد المائية وجهود إعادة الإعمار، على أن يعمل خارج السفارة التركية في بغداد.
تربان وغربان
شهدت مناطق واسعة من البلاد عواصف ترابية شديدة تسببت بحجب الرؤية وتوقف حركة الملاحة الجوية وإصابة المئات بحالات من الاختناق، فيما تدهورت الأوضاع الصحية لمئات المرضى وخاصة من يعاني منهم من أمراض تنفسية. هذا وفي الوقت الذي يتوقع فيه بلوغ عدد العواصف 300 عاصفة في العام بعد عقد من الزمان، منذرة بأن تكون مصدراً لخراب بيئي وتدن في الإنتاج الزراعي، يشير الخبراء إلى أن زراعة 15 مليار شجرة تكفي لإنقاذ الغطاء الخضري والتقليل بشكل كبير من التصحر وتأثيرات الجفاف اللذين يسببان هذه العواصف، مما لا يحّسن حياة الناس فحسب بل ويخدم اقتصاد البلاد.
شلون يصير القمع؟
أعلن في اليوم العالمي لحرية الصحافة بأن العراق هو الخامس عالمياً في مؤشر إفلات قتلة الصحفيين من العقاب، حيث لم تتم متابعة سوى 10 في المائة من هذه الجرائم حتى نهايتها، في بلد قتل فيه 495 صحفياً و36 صحفية خلال عقدين من الزمان. هذا ولا يقتصر الاضطهاد الذي يتعرض له الإعلاميون التصفية الجسدية فقط، بل وتغييب الحقوق كالعمل في عقود غير موثقة والفصل التعسفي ومنع الوصول للمعلومة والإهانات وتحطيم المعدات في أماكن الحدث، إضافة إلى منع عرض بعض البرامج ومنع ظهور آخرين فيها، وهي صنوف من القمع أجبرت الكثيرين على الهرب من مجتمع "الحريات"!
غراب لغراب
كشف وزير سابق عن وجود ورش لتعدين العملة الرقمية (البيتكوين) في العراق مما يؤدي إلى استهلاك مريع للطاقة الكهربائية، جراء حاجة هذه الورش المحتوية على أعداد هائلة من أجهزة الحواسيب، إلى كميات هائلة من الطاقة الكهربائية، لتشغيلها ومن ثم تبريدها. وفي الوقت الذي رفضت فيه وزارة الكهرباء التعليق على التصريح، يتساءل الناس عن الجدوى من وجود هذه الورش في ظل العجز الذي نعانيه في توفير الكهرباء، وعن من يقف وراءها ليجنبها القطع المبرمج، ومدى قدرة أجهزتنا على متابعة مستوى التزام هذه الورش بالقانون، خاصة بعد أن عُرف بعض أصحاب هذه العملة بسلوكيات مافاوية.
**************************************
الصفحة الرابعة
وقفة اقتصادية.. تداعيات تأخير جداول الموازنة وكيفية مواجهتها
إبراهيم المشهداني
أقدمت الحكومة العراقية الحالية على تصميم جديدة للموازنات السنوية لمدة ثلاث سنوات شملت سنوات 2023 و2024 3025 بدافع التخلص مظاهر التأخير في عرض الموازنات السنوية السابقة التي كان يؤدي تأخيرها إلى تعطيل تنفيذ الخطط التنموية والمشاريع الاستثمارية السنوية التي كان الهدف منها وفقا للبرامج الحكومية إعادة بناء البنية التحتية وتحقيق تعافي للنمو الاقتصادي الذي لطالما عانى من الركود والخلل الهيكلي مع ما يصاحب ذلك من ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الازمة الاجتماعية.
والمؤكد حسب معظم التوقعات أن تأخير بنود موازنة 2025 وضرورة التصويت عليها سينتج عقبات جديدة ومن بينها استمرار الجدل غير المنتج حول آلية الانفاق وأولويات الصرف وانعكاساتها على المشاريع الاستثمارية ورواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية واستحقاقات القطاع الخاص الأمر الذي يترتب على ذلك نشوء حالة من الركود الاقتصادي وارتباك في السوق العراقية.
إن الارتباك الحاصل في تأخير الجداول المالية لموازنة 2025 أكد بصورة يقينية أن توقعات الحكومة العراقية في تحديد سعر برميل النفط بحدود 70 دولارا يدلل على خطأ في حساب المتغيرات الاقتصادية الجيو سياسية على نطاق العالم عامة والشرق الأوسط خاصة، باعتبار أن العراق جزء من هذه الخارطة الجغرافية مع استمراره في الاعتماد على الريع النفطي بوصفه المصدر الأساسي في تمويل الموازنات السنوية وإعادة موارده إلى الخارج مرة أخرى لتمويل سلسلة استيراد من ذات الدول التي صدر لها البترول لإشباع حاجة السوق من البضائع المعدة للاستهلاك. إن اجدادنا أغنوا معارفنا بالمثل القائل إن حساب الحقل غير حساب البيدر، فان تخمين سعر برميل البترول ب 70 دولارا قد اندحر أمام اتجاه الأسعار العالمية إلى الهبوط بسبب التعرفة الكمركية التي أسس لها الرئيس الامريكي ترامب والتي انعكست على نطاق الاقتصاد العالمي، وعندنا في العراق أدى إلى التأخير في ارسال جداول الموازنة إلى مجلس النواب. ويعزو اقتصاديون سببا آخر إلى التعديلات التشريعية التي أجراها البرلمان العراقي على قانون الموازنة الاتحادية رقم 13 لسنة 2023وما شملته التشريعات المتعلقة بمنافذ تصدير نفط الإقليم. واذا كان تأخير الجداول المالية الجديدة سببه إعادة تكييف الإيرادات والنفقات تبعا لمؤشرات أسعار البترول بعد الانخفاض تبعا السياسات الكمركية الامريكية فإن مثل هذه الخطوة غير ممكنة بسبب دخول البرلمان في فصله التشريعي الذي ربما سيكون الأخير حسب توقعات السياسيين، ولهذا فليس من المتوقع تنفيذ موازنة 2025 وفقا لكل هذه المعطيات التي لم تأخذها الحكومة بالحسبان وهي تخطط لبرنامج اقتصادي استراتيجي سواء في مجال جذب الاستثمارات مع الشركات الكبيرة البريطانية والأمريكية التي تعاقدت معها الحكومة العراقية في الفترة الأخيرة، وبهذا وقعت الحكومة بين مطرقة انخفاض الأسعار وهول الإنفاق التشغيلي مما ستواجه بدون شك الارتفاع في عجز الموازنة ولجوئها إلى الآليات التي سبق أن اعتمدتها بالصرف حسب قانون الإدارة المالية والدين العام رقم 6 لعام 2019 المعدل بالنسبة للرواتب وعلى المشاريع التي وصلت نسبة إنجازها اكثر من 70 في المائة.
وفوق ما تقدم فان تأخير الجداول المالية لم يقف عند الحدود التي أشرنا لها فهي في ظل هيكلة بنود الموازنة، فسيؤدي إلى ازمة اقتصادية وتعطيل المشاريع الاستراتيجية كمشروع طريق التنمية الذي بنيت عليه آمال عريضة في إعطاء دفعة قوية لمعدلات التنمية الاقتصادية، وتوقف مشاريع البنية التحتية والتطوير العمراني والطاقة وبالتالي تقليص في فرص العمل مما يزيد من معدلات البطالة وزعزعت فئة المستثمرين المحليين والأجانب باستثناء أولئك الذين أثروا على حساب المال العام وأنتجوا خللا في نظام التوزيع.
مما تقدم يتضح أن الحكومة تدرك الأزمة المحدقة لذلك فهي مطالبة بالاستفادة من دروس الماضي القريب والتحوط لمآلاته من خلال العمل على إيجاد آليات تحوطية للموازنات التي تتعرض إلى ظروف غير محسوبة، من خلال بناء تخميناتها التخطيطية وفقا لمعطيات حقيقية والاستفادة من الفوائض النفطية في الضغط على النفقات المبالغ فيها وإيجاد صناديق سيادية داعمة لمواجه الحالات الطارئة.
****************************************
هكذا تُطمس هوية بغداد.. بناء عشوائي ومشاريع مشبوهة تحاصر ضفاف دجلة
بغداد – تبارك عبد المجيد
لم تعدْ ضفاف نهر دجلة في بغداد كما عرفها أهل المدينة لعقود، متنفسا طبيعيًا ومجانيا لهم، إذ تحوّلت تدريجيا إلى واجهات مغلقة لمشاريع استثمارية خاصة: مطاعم وكازينوهات ومرافق ترفيهية لطبقة معينة من المجتمع.
يقول الناشط زين العبيدي إن "ضفاف دجلة، التي كانت مساحة خضراء ومفتوحة أمام الجميع، خصوصًا في مناطق الكرادة والأعظمية والجادرية، أصبحت اليوم محاطة بسلاسل من الاستثمارات التي تقطع طريق الناس إلى النهر، الذي اخذ يقفد هويته ورمزيته كجزء من الذاكرة الجمعية والحياة اليومية لسكان العاصمة".
ويضيف العبيدي لـ "طريق الشعب"، ان "المشكلة لا تكمن فقط في مشاريع الاستثمار، بل في كيفية إدارتها"، ويؤكد أن "ما يحدث هو خصخصة لضفاف النهر التي يفترض أن تكون مرافق عامة، لكن الفوضى والفساد وضعف التخطيط والمتابعة جعلت رؤوس الاموال المشبوهة تسيطر على تلك الضفاف".
ودفع هذا الواقع نشطاء بيئيين ومدنيين إلى إطلاق حملات طالبت بتحييد آفة الاستثمار التي غيرت ملامح النهر، مطالبين بإيقاف الاستحواذ على تلك الضفاف، ووضع خطة عمرانية تضمن التوازن بين التنمية واحترام الفضاءات العامة.
لا تخطيط عمرانياً مدروساً
وقال المهندس المختص في شؤون البلديات سلوان الأغا إن "عملية البناء والتوسع العمراني في بغداد يجب أن تتم وفق تخطيط حضري مدروس يحدد استخدامات الأراضي بوضوح، سواء كانت للسكن، التجارة، الصناعة أو المساحات الخضراء، وهذا ما تُبنى عليه التصاميم الأساسية للمدن".
وأضاف الاغا في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "الضغوط السياسية والاقتصادية، وكذلك تدخل رجال الأعمال، بات لها تأثير واضح في كيفية إنشاء المجمعات السكنية والمباني العالية، بينما تجد الدوائر الحكومية صعوبة في تنفيذ مشاريعها الخدمية بسبب ضعف الدعم والتخطيط".
وأوضح الأغا أن "البناء على ضفاف نهر دجلة، خاصة داخل مركز العاصمة بغداد، يتطلب مراجعة للقرارات التنظيمية، وينبغي أن يُقيد بعدد طوابق لا يتجاوز الثلاثة، كما هو معمول به في مدن أوروبية مثل برلين، حفاظًا على الطابع التراثي والهوية البصرية للنهر".
وأشار إلى أن "البنايات العالية، خصوصًا في المناطق القديمة المشبعة بالخدمات، تُشكل ضغطًا هائلًا على البنية التحتية من كهرباء، مجار، اتصالات، وحتى مواقف السيارات، إذ أن بناء برج من 30 طابقًا لا يُقارن ببناية من 3 طوابق من حيث الاستهلاك والتحميل على المرافق العامة".
وبين الأغا أن "هناك حاجة ملحة لقرار تشريعي يحدد بوضوح المسافات المسموح بها للبناء قرب حافة نهر دجلة، مع فرض قيود على عدد الطوابق ونوع الاستخدام، منعا لإنشاء نشاطات صناعية أو تجارية كثيفة تؤدي إلى تلوث بيئي أو ضغط خدمي غير محتمل".
واختتم بالقول ان "بغداد ليست فقط عاصمة سياسية، بل هي مركز حضاري وتاريخي، ويجب أن يكون هناك وعي مجتمعي وحراك مدني وبيئي يضغط باتجاه الحفاظ على واجهتها النهرية وتوازنها العمراني، قبل أن تُفقد ملامحها التراثية بالكامل".
التجاوز على المناطق التراثية
من جهته، حذر المعماري والخبير في تخطيط المدن، موفق الطائي، من التدهور العمراني الكبير الذي تعيشه العاصمة بغداد، نتيجة الفوضى والتجاوزات المستمرة على ضفاف نهر دجلة، وعلى المناطق التراثية والعامة، في ظل غياب واضح لتطبيق التصاميم الأساسية للمدينة.
وقال الطائي إن "ضفاف نهر دجلة في بغداد أصبحت ضحية للفوضى العمرانية، حيث يُسمح بالبناء عليها بشكل اعتباطي، رغم أنها مناطق محرّمة عمرانيًا وفق التصاميم الأساسية"، مشيرًا إلى أن "هذه التصاميم وضعتها شخصيات معمارية مرموقة منذ العشرينيات من القرن الماضي وحتى عام 2014، لكنها أُهملت بالكامل، ما تسبب في انحراف المدينة عن مخططها الأصلي وفتح الباب أمام انتشار البناء العشوائي".
وأوضح أن "من أبرز مظاهر هذا التشويه، التجاوزات على المناطق التراثية، مثل شارع الرشيد ومنطقة الكرخ، حيث أُهملت المباني التاريخية، وتعرض بعضها للهدم أو المصادرة"، مضيفًا أن "حديقة الزوراء باتت مهددة بفقدان جزء كبير من مساحتها لصالح مشروع المتحف العراقي الجديد، في تعدٍ واضح على المساحات الخضراء والمعالم التراثية".
وأكد الطائي، أن "الفساد المستشري في ملف الإعمار هو أحد الأسباب الرئيسة لهذا الانحدار، إذ لا تُبنى البنايات بمبالغ طائلة من دون أن يكون خلفها عمليات تبييض أموال"، مشيرًا إلى أن "ملف الاستثمار تحول إلى أداة خطيرة للتجاوز على الأراضي العامة، حيث تُمنح أراضٍ حكومية خارج إطار التصميم الأساسي، دون مقابل حقيقي للدولة".
وشدد على أن "هناك قاعدة عالمية مفادها أن الأرض تعود للدولة ولا تُمنح لأفراد إلا في حالات خاصة جدًا، لكن في بغداد تُمنح بلا ضوابط وتُستخدم لأغراض استثمارية في أماكن غير مخصصة أصلاً للاستثمار، ما زاد من حالة العشوائية العمرانية وفقدان المدينة لهويتها البيئية والمعمارية".
بدوره، ذكر المحلل السياسي محمد زنكنة إن "لكثير من الرؤوس الكبيرة في العملية السياسية متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في المشاريع المثيرة للجدل على ضفاف نهر دجلة، والتي تُعد بالنسبة لهم وسيلة للاسترزاق السريع".
وأضاف زنكنة في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "ما يجري في بعض مناطق بغداد من تنفيذ مشاريع مشبوهة ليس مجرد نشاطات ترفيهية أو خدمية، بل هو أحيانا غطاء لغسل الأموال وتمويل أنشطة غير قانونية، مثل تجارة السلاح، المخدرات، بل وحتى الاتجار بالبشر"، على حد قوله.
وأوضح أن "وجود المقاهي والكازينوهات على ضفاف دجلة ليس بالضرورة أمرا سلبيا، فهذا موجود في كثير من دول العالم، لكن الخطر يكمن في غياب الإطار القانوني والتنظيمي، وفي التراخي بمحاسبة المخالفين، ما يجعل هذه المشاريع وسيلة لتكريس هوية الفساد".
وأشار إلى أن "بعض الجهات السياسية تستخدم هذه المشاريع كغطاء للحصول على أرباح سريعة، دون اكتراث بالعواقب الاجتماعية أو الأمنية، وهو ما يمثل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار المدينة وسلامة المجتمع".
واكد بالقول "إذا لم تتم معالجة هذه الظواهر بجدية ومحاسبة المتورطين فيها، فإننا نسير نحو تحويل الفضاء الحضري لبغداد إلى مرتع لأنشطة مشبوهة تعزز نفوذ قوى الفساد".
****************************************
شيوعيو الديوانية يقدمون باقة ورد لقصر الثقافة والفنون
الديوانية - طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الأحد الماضي، قصر الثقافة والفنون في المحافظة، لتقديم التهاني إلى مديره الجديد. وكان في استقبال الوفد مدير القصر فيصل رحيم حسين. الذي ثمّن دور الشيوعيين في العمل الثقافي، وما يضمه الحزب من نخب ثقافية وفنية وأدبية، مبينا أن القصر الثقافي شريك أساسي لهذه النخب والقامات الثقافية.
وتحدث الوفد عن أهمية التعاون بين الجانبين في المجالات الثقافية. وأبدى استعداده للمساهمة في أي برنامج ثقافي يخدم الديوانية.
وفي ختام الزيارة، قدم الوفد باقة ورد إلى مدير القصر الثقافي، وتمنى له التوفيق في عمله.
وقد ضم الوفد كلا من الرفاق عضو المحلية عبادي حميد (أبو أصيل)، وعضوي العلاقات الوطنية عادل الزيادي وهادي حنتوش.
*************************************
رابطة المرأة تتفقد عاملات الطابوق
بغداد – طريق الشعب
تحت شعار "بيئة سليمة، عمل آمن، قانون عادل"، واستكمالا لسلسلة الزيارات الهادفة إلى دعم المرأة العاملة وتحسين ظروفها الصحية والمهنية، أجرت رابطة المرأة العراقية الاثنين الماضي، زيارة ميدانية إلى عاملات معامل الطابوق في منطقة النهروان في بغداد، وذلك بهدف الاطلاع على واقع عملهن وتقديم الدعم اللازم لهن.
وشاركت في الزيارة الرابطيتان سهيلة الاعسم ونضال توما إضافة إلى د. أبهى علي، التي قدمت إرشادات صحية مهمة للعاملات. حيث عرّفت بطرق الوقاية من الإصابات المهنية والعناية بالجهاز التنفسي والتغذية السليمة في ظل ظروف العمل الشاقة والأجواء الملوثة.
******************************************
شيوعيو كركوك يستقبلون وفدا من التيار الديمقراطي
كركوك – طريق الشعب
استقبلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كركوك، أول أمس الثلاثاء، وفدا من التيار الديمقراطي، جاء مهنئا في مناسبة نجاح كونفرنس المحلية.
وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحديث حول الانتخابات القادمة، وتحالفات القوى المدنية.
وكان في استقبال الوفد سكرتير المحلية الرفيق وائل محجوب وعضوا المحلية الرفيقان قيس عباس وعماد الداودي.
*****************************************
الصفحة الخامسة
الأهالي يواجهون مخاطر جمة والمعنيون غير مكترثين أنهار ميسان تغُصّ بالملوّثات والسموم
متابعة – طريق الشعب
يتعرّض أهالي محافظة ميسان الى مخاطر صحية جمّة إثر أزمة المياه التي تشهدها المحافظة، بدءا من جفاف الأهوار، مرورا بتلوّث مياه الأنهار، وفي مقدمتها نهر دجلة. إذ لم تعد المياه تصلح للاستخدام البشري، ولا حتى لسقي المزروعات.
ورغم زيادة الاطلاقات المائية الاخيرة من قبل وزارة الموارد المائية، إلا ان ذلك لا يُعتبر سوى حل مؤقت، وان مشكلتي الجفاف والتلوث قائمتان – وفقا لمتابعين.
ولا تقتصر مشكلة تلوّث المياه وشحها على ميسان فقط، إذ تعاني البلاد بصورة عامة تلوّثا حادا في مصادرها المائية، نتيجة تصريف كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية والزراعية في الأنهار، دون معالجة كافية. وأصبحت الأنهار الرئيسة، وعلى رأسها دجلة والفرات، بيئة ملوثة بفعل المواد الكيميائية والفضلات العضوية، ما يشكّل خطرا كبيرا على صحة الإنسان والتنوع الاحيائي والبيئي.
وتستمر هذه المشكلة في التفاقم، نتيجة ضعف الرقابة وغياب أنظمة المعالجة الفعالة.
ملوّثات وطحالب سامة
مستشار لجنة الخدمات العامة في مجلس محافظة ميسان، منتظر السيد نور، يذكر في حديث صحفي ان "وضع المياه بشكل عام خلال المدة الماضية سيء للغاية بسبب قلة الاطلاقات في عمود نهر دجلة الذي يمر بمحافظة ميسان، وكثرة الملوثات التي تأتي من بعض محطات الصرف الصحي، والتي تُلقى دون معالجة في مجرى النهر"، مضيفا في حديث صحفي قوله أن "من الملوثات أيضا مياه بعض المبازل الزراعية التي تحتوي على مركبات الأسمدة الكيميائية، والتي ترفع من نسب أيونات ملوثة للماء، الى جانب تصريف مياه بحيرات الأسماك الحاوية على الأملاح ومخلفات العلف البروتيني في الأنهر، ما يزيد من معدلات تعكر الماء ويساهم في ظهور أنواع متعددة من الطحالب".
ويشير إلى انه "تم تحديد ستة انواع من الطحالب في مياه نهر دجلة، بضمنها الطحالب الخضر المزرقة التي تفرز السموم في الماء، فضلا عن الطحالب الخيطية التي تسبب تعطل الفلاتر المنزلية"، مبينا أن "معدلات المواد الصلبة الذائبة في الماء، والتي تعرف ب TDS، مرتفعة، خصوصاً في الأنهر الفرعية. اذ وصل أعلاها إلى نحو 4000 ملغم/ لتر في نهر المشرح. اما بقية الأنهر فلم تقل معدلاتها عن 2500 ملغم/ لتر، كما هو الحال في ناحية السلام و قضاء الميمونة. في حين أن المعدل الطبيعي كحد أعلى يفترض أن يكون أقل من 1000 ملغم/لتر".
ويلفت السيد نور إلى ان احصاءات الجهاز المركزي نبّهت إلى ان مجمعات الماء لم تقم بمعالجة حقيقية للمياه "وكأنها لم تعالج شيئا سوى الضخ من النهر إلى منازل المواطنين"! موضحا أن "المياه المجهزة لمنازل المواطنين غير صالحة للشرب. وانه وصل الحال في قرى اذناب الأنهر الفرعية إلى عدم صلاحية المياه حتى لشرب الحيوانات، بعد ارتفاع نسب الملوحة فيها إلى أكثر من 4 آلاف ملغم/ لتر. لذا اضطر المواطنون إلى توفير مياه (آر أو) لمواشيهم"!
مسؤولية مشتركة
ويعتبر السيد نور أن "مسؤولية تلوث المياه مشتركة بين الحكومة بمختلف مؤسساتها والمواطنين، خاصة المزارعون وأصحاب بحيرات الأسماك، فضلا عن بعض المؤسسات الحكومية. إذ لا توجد في جميع مستشفيات ميسان محطات معالجة لمياه الصرف الصحي، فتلقى تلك المياه في الأنهر دون معالجة".
ويلفت إلى ان "الإطلاقات المائية الأخيرة التي ساهمت في ارتفاع مناسيب نهر دجلة في ميسان، جاءت لدفع اللسان الملحي في شط العرب، وليس لمعالجة التلوث في ميسان، وان ارتفاع المناسيب حصل في مجرى النهر الرئيس فقط، وتم تصريف كميات قليلة باتجاه الأنهر الفرعية والاهوار"، مؤكدا أن "الانهار الفرعية لا زالت تعاني زيادة التلوث، خاصة في قضاء الميمونة وناحية السلام، بسبب تصريف مياه المجاري دون معالجة، من قبل محطة مجاري البتيرة".
ويكشف السيد نور عن "وجود 8 محطات للصرف الصحي في عموم المحافظة، 5 منها تلقي مياهها في مجاري الانهار دون معالجة، هي محطات: البتيرة، وقلعة صالح الأولى، وقلعة صالح الثانية، والعزير وطريق العمارة- الكحلاء. إذ لا توجد حتى الان معالجات واضحة من الحكومة المحلية"، موضحا ان "بغداد تعد الملوث الأكبر لمياه دجلة. حيث تلقي نحو 700 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في النهر. كما تلقي مجاري ناحية الشيخ سعد في محافظة واسط أيضاً كميات من مياه الصرف الصحي في نهر دجلة دون معالجة، إلا أن الأخطر هو ما تلقيه المستشفيات في بغداد وواسط وميسان".
تمدد اللسان الملحي
من جانبه، يذكر الخبير البيئي احمد صالح نعمة، انه قبل نحو أسبوع أطلقت وزارة الموارد المائية موجات مائية كبيرة من سدة الكوت باتجاه البصرة مرورا بمحافظة ميسان، لسد اللسان الملحي في شط العرب وتعويض النقص الحاصل في المياه، مبينا أن تلك الاطلاقات تستمر 10 أيام.
ويوضح في حديث صحفي أن "هذا الاجراء وقتي، والحل الأمثل هو تدارك الوضع المائي بالاتفاق العاجل مع تركيا"، منوّها الى ان "النقص الحاصل في المياه أدى الى ارتفاع التراكيز الملحية نتيجة إلقاء مخلفات الصرف الصحي في الأنهر"، مشيرا إلى ان "الخزين الاستراتيجي متدهور جداً، والمياه لن تكفي في هذا الصيف، وستكون البيئة والاهوار اول ما يضحى به في ظل أزمة المياه".
وتعد ميسان من أبرز المحافظات التي تعتمد على الزراعة وتربية الأسماك والمواشي، كمصدر أساسي للعيش، وان شح المياه وجفاف الأنهار له تأثير كبير على الاوضاع المعيشية للمواطنين وعلى اقتصاد المحافظة بشكل عام.
الماء لا يصلح للاستحمام!
في السياق، يقول المواطن الميساني مهدي الساعدي، ان "الماء الذي يصل إلى منازلنا لا يصلح للشرب ولا حتى للاستحمام. وقد سبّب الكثير من المشكلات الصحية، ومنها تساقط الشعر وانتشار الأمراض. لذا يضطر الأهالي إلى استخدام ماء (آر أو)".
ويشير في حديث صحفي إلى انه "بسبب شح المياه، انتشرت عربات بيع الماء في جميع أنحاء محافظة ميسان، وأن الوضع يزداد سوءاً في اقضية المحافظة ونواحيها".
اما المواطن باسم كريم من أهالي قضاء العزير، فيقول انه "على الرغم من الاطلاقات المائية التي شهدتها انهار المحافظة أخيرا، لكن مشكلة التلوث لا زالت قائمة وازدادت في بعض الأنهر بسبب ارتفاع مناسيب مياهها. إذ جرفت المياه كميات كبيرة من النفايات المنتشرة على أكتاف الأنهر، نحو مجراها".
مصادر التلوّث مستمرة
إلى ذلك، يقول أستاذ التلوث البيئي في كلية العلوم بجامعة ميسان، د. صالح حسن جزاع، انه "لا فائدة من زيادة نسب الاطلاقات المائية. فهي تخفف التلوث لكنها لا تقضي عليه بشكل تام ما دامت مصادره مستمرة في إطلاق مخلفاتها نحو الأنهار والجداول".
ويشير في حديث صحفي إلى ان "الحلول تتلخص في إيقاف تدفق الملوثات من المصانع والمعامل والمستشفيات وشبكات الصرف الصحي والمزارع، او معالجتها قبل إطلاقها في الانهار".
***********************************
اگول.. كول وفعل!
أسامة عبد الكريم
إن التصريحات الأخيرة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بشأن استقدام العمالة الأجنبية تحت ذرائع "الاختصاصات النادرة"، لا يمكن فصلها عن سياق الفساد المستشري الذي يحوّل القوانين إلى واجهات تجميلية، تُدار بما يخدم شبكات المصالح لا المجتمع. فالمعادلة التي طرحتها الوزارة – مقابل كل 20 عاملاً أجنبياً، يتم تشغيل 80 عراقياً – تبدو على الورق عادلة، لكنها في الواقع تفتح باباً واسعاً للتحايل، حيث تُمنَح عقود وهمية لمواطنين لا يُشغَّلون فعلياً، بينما تُدرّ الأرباح على المتنفذين من إدخال العمالة الأجنبية بأجور أدنى وشروط استغلالية.
إن تبرير استقدام الكفاءات الطبية بحجة "الندرة" يتجاهل طوابير الخريجين العراقيين العاطلين، لا سيما من كليات الطب والتمريض، الذين وُئدت آمالهم تحت غياب التخطيط وسياسات التوظيف العشوائي. وإذا كانت هناك حاجة فعلية لاختصاصات دقيقة، فلتُعلَن بشكل شفاف، وتُربط ببرنامج وطني لتأهيل الخريجين ودمجهم في المؤسسات الصحية، بدلاً من تحويل سوق العمل إلى تجارة باليد العاملة.
الاقتراح:
ــ تشكيل لجنة رقابية مستقلة من نقابات المهن الصحية وممثلين عن المجتمع المدني لمتابعة تنفيذ بنود التوظيف المزدوج (20 أجنبيا = 80 عراقيا).
ــ فرض شرط إثبات عدم وجود البديل المحلي قبل استقدام أي عامل أجنبي، من خلال إعلان وظائف عامة واختبارات كفاءة مفتوحة.
ــ دعم برامج التدريب والتأهيل للخريجين العاطلين عن العمل عبر صندوق خاص، يُموَّل من رسوم استقدام العمالة الأجنبية.
بهذا فقط يمكن الانتقال من الخطاب إلى الفعل، ومن التجارة بالبطالة إلى بناء اقتصاد يحترم الإنسان وكرامته.
********************************************
متقاعدون: تأخير غير مبرر في صرف رواتبنا
بغداد – طريق الشعب
عبّر عدد من المتقاعدين ووكلائهم، ممن يحملون البطاقة الذكية، عن استيائهم من إجراءات تتخذها دائرة التقاعد العامة اثناء التدقيق في صحة معلوماتهم. إذ تقوم بحجب رواتبهم في فترة التدقيق، وتؤجل صرفها إلى الشهر التالي.
وأوضحوا لـ"طريق الشعب"، أنهم راجعوا دائرة التقاعد بطلب منها لغرض التدقيق في بياناتهم، وبعد اكمال ذلك لم تطلق رواتبهم للشهر الجاري. حيث أجلتها للشهر المقبل.
وأشاروا إلى انهم يواجهون صعوبات في تسيير حياتهم والإيفاء بالتزاماتهم الشخصية والعائلية، بسبب تأخر صرف رواتبهم "التي لا تكفي سوى لأيام معدودة" – حسب تعبيرهم، رافضين إجراء دائرة التقاعد بتأخير صرف رواتبهم لهذا الشهر.
وطالب المتقاعدون الحكومة بالتدخل لحل هذه الإشكالية "التي على ما يبدو انها ناتجة عن مشكلة تقنية يمكن حلها بسهولة".
**************************************
مواساة
- تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة إلى الرفيق العزيز سرحان عودة (ابو بشارة)، عضو مكتب المحلية، وذلك بوفاة ابن عمه.
للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.
كذلك تتقدم اللجنة المحلية بالتعازي والمواساة إلى الرفيق عائد نجم الهلالي، بوفاة ابن عمه.
الذكر الطيب للفقيد الذكر والصبر والسلوان لعائلته وذويه.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق غانم عبد الواحد جاسور بوفاة ابن عمه الفقيد سعدون محمد جاسور، اثر مرض عضال لم يمهله طويلا. كذلك تعزيه بوفاة عقيلة أخيه الفقيد حازم عبد الواحد جاسور، بالسكته الدماغية.
للفقيدين الذكر الطيب ولذويهما الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى عائلة الشخصية الوطنية والاجتماعية صديق الحزب ابراهيم محمد الجياشي، بوفاته.
للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.
****************************************
إلى السيد رئيس الوزراء وشركة {كي كارد}
نحن لفيف من المتقاعدين، وردتنا من شركة "كي كارد" رسالة ترجونا أن نسدد مبالغ "شهور التلكؤ"، أي ما في ذمتنا من مبالغ السلف غير المدفوعة في مواعيدها. على أن يتم السداد عبر مراجعة أحد فروع مصرف الرافدين، أو من خلال تطبيقي "خدمات كي" أو "سوبر كي"، أو عبر نافذة "تسويات". وتقول الرسالة أنه بخلاف ذلك سيتم إيقاف بطاقات الماستر كارد الخاصة بنا.
علما ان التلكؤ في السداد حصل في فترة إحالتنا على التقاعد. إذ لم تستقطع الاقساط من قبل شركة "كي كارد". كذلك هناك قسطان لعيدي الفطر والأضحى، لم يُستقطعا بأمر من رئيس الوزراء، الذي قضى بتأجيل السداد.
اليوم نتفاجأ بمطالبتنا بسداد تلك الأقساط دفعة واحدة، رغم ان تأخير السداد لم يكن بإرادتنا، إنما بسبب إجراءات الشركة وأيضا بناء على قرار رئيس الوزراء. فمن اين يأتي المتقاعد الآن بتلك المبالغ ويدفعها دفعة واحدة. فهي كبيرة عليه ولا يقوى على تأمينها.
المشكلة ان الشركة تنذر المتقاعد، في حال لم يسدد المبلغ، بإيقاف بطاقة الماستر كارد خاصته، وبالتالي إيقاف صرف راتبه الشهري! نطالب رئيس الوزراء وشركة كي كارد بإنصافنا، وإيجاد حل عاجل لمشكلتنا هذه.
عن لفيف المتقاعدين
المتقاعد الطبيب البيطري
سفاح بدر صير
*****************************************
البصرة مطالبات بالتحقيق في{ابتزاز} داخل دائرة حكومية!
متابعة – طريق الشعب
أبدى فرع اتحاد المقاولين العراقيين في البصرة استياءه مما وصفه بـ"التلكؤ الإداري والفني المستمر" في دائرة الضمان الاجتماعي في المحافظة، محذراً من الأضرار الجسيمة التي تلحق بشركات القطاع الخاص، وفي مقدمتها شركات المقاولات.
وقال فرع الاتحاد في بيان صحفي أول أمس الثلاثاء، أن "المنصة الإلكترونية المعتمدة من قبل دائرة الضمان الاجتماعي، تحوّلت إلى عائق رئيس أمام إنجاز المعاملات، لا سيما في ما يخص إصدار سلامة الموقف للشركات"، مشيراً إلى أن "المعالجات تستغرق ما بين شهر إلى ثلاثة شهور دون مبرر قانوني أو إداري، الأمر الذي ألحق الشركات بخسائر مالية جسيمة وأفقدها فرصاً اقتصادية مهمة".
ولفت إلى أن "تلك الحالات غير منطقية في آلية عمل المنصة، منها مطالبة شركات تأسست عام 2024 بتقديم حسابات ختامية للسنوات الثلاث السابقة لتأسيسها، وهو ما نعتبره دليلاً على وجود خلل إداري وفني واضح".
وأضاف فرع الاتحاد أنه تلقى مؤشرات خطيرة على "وجود شبهات فساد إداري في الدائرة، تتعلق بتعمد تعطيل المعاملات وتحويلها إلى مكاتب محددة مقابل مبالغ مالية"، محذرًا من أن "هذه الممارسات تقوض ثقة الشركات والمواطنين بالمؤسسة". وأكد أن "المنصة بصيغتها الحالية لم تسهم سوى في تعقيد الإجراءات، وباتت أداة للابتزاز بدلاً من تسهيل العمل. حيث تُنجز معاملات من يدفع بشكل سريع، فيما تواجه الشركات الأخرى عراقيل غير مبررة، ما يدل على وجود نوايا متعمدة لاستنزافها".
وطالب رئيس فرع الاتحاد حسين فاضل سدخان المالكي، في البيان، الجهات الرقابية والتنفيذية، وفي مقدمتها رئيس الوزراء بـ"فتح تحقيق عاجل وشامل في آليات عمل دائرة الضمان الاجتماعي ومراجعة أداء المنصة الإلكترونية، من أجل حماية حقوق شركات القطاع الخاص ووقف الممارسات غير القانونية".
**********************************************
سباع {ساحة السباع} اتكاد تراها العين!
تحمل "ساحة السباع" في بغداد دلالة سياسية وفنية تاريخية. ورغم انها شهدت أعمال ترميم، إلا انه عند المرور منها لا يمكن مشاهدة النصب الذي تحمل اسمه "نصب السباع". فتماثيل الأسود التي تشكل النصب، تكاد تختفي لأنها تقع في قاعه المصمم كـ"نافورة"، ما يجعلها غير مرئية للعيان.
نقترح على الجهات المعنية بالأمر، رفع النصب ثلاثة أمتار على أقل تقدير، ليكون بارزا للمشاهد، وبالتالي يضفي جمالية أكبر على المكان ودلالة أوضح على اسم تلك الساحة.
المواطن احمد الشيخلي
*****************************************
الصفحة السادسة
الاحتلال يهدد الجامعات التي تحيي ذكرى النكبة الفلسطينية.. الرئيس الفرنسي: ما يفعله نتنياهو {عار}
متابعة – طريق الشعب
تتواصل حملة الإدانات لجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وشدد مسؤولون أوروبيون على ضرورة توزيع المساعدات الإنسانية عاجلاً ورفضوا المقترحات الإسرائيلية في آليات توزيعها.
نتنياهو عار
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "ما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو عار، وطالب بالضغط على إسرائيل وإعادة النظر في اتفاقيات الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي. جاء ذلك في مقابلة صحفية بعد عرض مقطع فيديو لطبيب طوارئ يصف الوضع المأساوي في غزة"
واعتبر أن "ما يحدث في قطاع غزة مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة ويجب وقفها، لكنه تسمك بموقفه المتحفظ حين جرى سؤاله عن مصطلح الإبادة الجماعية، وقال: "ليس من دور المسؤولين السياسيين استخدام هذا المصطلح، بل يعود ذلك للمؤرخين في الوقت المناسب".
الطعام يتعفن على حدود غزة
أدان المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيروم بونافونت تمديد العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، مبيناً إن بلاده تعارض آلية توزيع المساعدات التي اقترحها الاحتلال، ودعا إلى رفع العوائق أمام الإمدادات الإنسانية ونشاط عمال الإغاثة في غزة فورا.
واعتبر أن آلية الاحتلال لإدخال المساعدات لغزة تتعارض مع القانون الدولي ولا تلبي الاحتياجات، من جانبها أكدت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد رفض بلادها لدعم أي آلية مساعدات بغزة تسعى لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية. مشيرة إلى أن أطنان الطعام تتعفن على حدود غزة بدلا من إيصالها لمن يتضورون جوعا. ودعت حكومة الاحتلال إلى التعاون مع الأمم المتحدة.
وفي ذات السياق، اعتبر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر أن طريقة توزيع المساعدات في غزة التي وضعها الاحتلال ليست هي الحل، معتبرا أن استمرار حصار غزة سيئ والوزراء الإسرائيليون يفخرون بذلك.
النبكة الفلسطينية
وفي مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 77، هدد وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش بقطع التمويل عن أي جامعة إسرائيلية تنظم فعاليات إحياء الذكرى، ودعا إلى سحب التمويل من الجامعة العبرية في القدس وجامعة تل أبيب بسبب فعاليات من المقرر إقامتها في حرمهما الجامعي في ذكرى النكبة".
وقبل ذلك قالت مجاميع طلابية فلسطينية في الجامعة العبرية، إن إحياء ذكرى النكبة أصبح أكثر أهمية هذا العام "مع استمرار الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة". كما قالت جامعة تل أبيب والجامعة العبرية إنهما تدعمان حق الطلاب في إحياء هذه الذكرى، ووصفتا تهديدات الوزير بأنها غير قانونية.
وأكدت جامعة تل أبيب أنه وفقا للقانون الإسرائيلي فإن "الاحتجاجات التي ينظمها الطلاب في يوم النكبة، محمية بموجب حرية التعبير والتظاهر". فيما رد الوزير على ذلك بالقول: "أي طالب يعتبر يوم النكبة يوم حداد وطني مرحب به للدراسة في جامعة بيرزيت" الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
محاصرة الاحتلال
وتستمر ملاحقة جرائم الاحتلال الصهيوني عالمياً، وهذه المرة صوتت هيئة التدريس بجامعة تورنتو الكندية على قرار يقضي بسحب استثماراتها من إسرائيل، ودعت إلى إعداد جدول زمني، على وجه السرعة، للتخلص الكامل من جميع الاستثمارات والاستحواذات المباشرة وغير المباشرة في كيانات تدعم أو تساعد الاحتلال.
وأعلنت الهيئة أن "إجراءات التصويت ضمنت سرية المصوتين، لوجود مخاوف مزعومة من تعرضهم "للعقوبة على اتخاذ موقف معلن مناهض للحرب في غزة"، اما في بريطانياً، "فقد حضّت منظمات حقوقية، قضاة المحكمة العليا للمملكة المتحدة على وقف عمليات إمداد بريطانية لـ "إسرائيل" بقطع غيار مقاتلات في خضم الحرب الدائرة في غزة".
******************************************
طهران تقترح إقامة برنامج نووي مع دول عربية
طهران - وكالات
كشفت صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان نقلاً عن 4 مسؤولين إيرانيين مطلعين بوجود مقترح إيراني بإنشاء مشروع مشترك لتخصيب اليورانيوم يضم دولا عربية واستثمارات أميركية، وذلك للتغلب على اعتراضات الولايات المتحدة على استمرار برنامج التخصيب.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن "وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اقترح الفكرة على المبعوث الأميركي للمنطقة ستيفن ويتكوف خلال محادثاتهما في عُمان".
وأوضحت أن "الاقتراح يتضمن إنشاء اتحاد نووي ثلاثي تقوم إيران من خلاله بتخصيب اليورانيوم إلى درجة منخفضة ثم شحنه إلى دول عربية أخرى للاستخدام المدني.
ونقلت نيويورك تايمز عن سید حسین موسویان الدبلوماسي الإيراني السابق أن إقرار المقترح سيُعالج العديد من المخاوف الأميركية، كما سيعالج المقترح المخاوف طويلة الأمد بشأن تراجع إيران عن مسارها.
من جهتها، ذكرت صحيفة الغارديان ان " فكرة تشكيل اتحاد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران يضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
********************************************
الاحتلال الإسرائيلي يهدد بضرب موانئ اليمن
صنعاء – وكالات
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحذيرا بإخلاء 3 موانئ في اليمن، وقال إن المناطق التي سيتم استهدافها هي رأس عيسى والحديدة والصَّليف. وذلك بعد وقت قصير من إعلانه أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا أطلق من اليمن، في ثالث هجوم من نوعه خلال 24 ساعة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي: "نحثكم على إخلاء هذه الموانئ والابتعاد عنها حتى إشعار آخر".
وفي وقت سابق أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتوقف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون الدولي أثناء اعتراض الصاروخ، مشيرة إلى أن الصاروخ اليمني كان قريبا من الوصول إلى هدفه قبل نجاح عملية الاعتراض.
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن سقوط شظايا صواريخ اعتراضية بمستوطنات في الضفة الغربية، بينما دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة غرب القدس.
*****************************************
الميدان: سبيلنا لانتزاع السلطة من أيدي الجيش والمليشيات
الخرطوم – طريق الشعب
قالت صحيفة الميدان التي تصدر عن الحزب الشيوعي السوداني، في عددها الصادر الاحد 11 أيار 2025، إن "معركة انتزاع السلطة في السودان ليست معركة جزئية أو موسمية، بل هي معركة تاريخية متواصلة بين معسكرين: معسكر الشعب وقواه الحية الساعية للتغيير الجذري، ومعسكر العسكر والمليشيات والطفيلية المتحالفة مع الإمبريالية والمحاور الإقليمية". وأضافت، إن "استحضار تجارب شعبنا في مقاومة الديكتاتورية والانقلابات العسكرية يعيننا على رسم طريق الفعل الثوري في الحاضر، ويضع أمامنا دروسًا ثمينة حول أدوات ووسائل المواجهة الناجعة". وأكدت الصحيفة، على انه في "ظل الحرب المدمرة التي تسحق المدنيين وتفتك بالوطن، وتتغذى على تصريحات لوردات الحرب الذين يستقوون بالخارج ويدّعون تمثيل الشعب، تبرز الحاجة لبناء جبهة جماهيرية قاعدية عريضة. هذه الجبهة يجب أن تضم القوى السياسية الديمقراطية الجذرية، ... وغيرها" واكملت الافتتاحية: هذا البناء القاعدي العريض هو مدخلنا الجاد للفعل الثوري المنظم، وشرط التقدم نحو الإضراب السياسي والعصيان المدني، كخطوة استراتيجية نحو انتزاع السلطة من أيدي مشعلي الحرب ووكلاء الإمبريالية الإقليمية والدولية.
واختتمت الميدان افتتاحيتها بالقول: إنها "لحظة تستدعي منا الجرأة والوضوح، لا المساومة ولا الانتظار. سبيلنا هو التنظيم من القاعدة، والتعبئة من أجل الانتفاضة الشعبية، ووضع حد نهائي لحكم العسكر والمليشيات".
************************************************
{الإرادة الشعبية} السوري: نحو إعمار البلاد ووحدتها
دمشق – طريق الشعب
قال حزب الإرادة الشعبية السوري، في بيان تلقته "طريق الشعب" ان "العقوبات الغربية والأمريكية، لعبت دوراً إجرامياً تجاه الغالبية الساحقة من أبناء الشعب السوري". ولفت إلى إن "حجم الفرح الكبير الذي غمر السوريين برفع العقوبات، يتناسب مع حجم الألم والمعاناة التي سببتها تلك العقوبات على مختلف المستويات".
وأشار الحزب إلى انه كان يرفض العقوبات كونها لم تستهدف نظام الأسد بل استهدفت الشعب والدولة أولاً وأخيراً". ودعا إلى إيقاف الاعتداء الاقتصادي على الشعب السوري، وإنْ تم استكماله فعلاً بقرارات واضحة تنهي العقوبات بشكل كامل.
واكد البيان على أهمية انتهاز هذه الفرصة واستثمارها عبر توحيد السوريين وارضهم كنقطة انطلاق لا بديل عنها لإعادة إعمار حقيقية، ودراسة نماذج الاعمار التي خاضتها الدول بعد الأزمات التي شهدتها وتجنب الوقوع في تجارب فاشلة التي أدارها صندوق النقد والبنك الدوليان، والتي أضعفت بالمحصلة جهاز الدولة والدولة ككل، وحولت المجتمع إلى مجتمع غير منتج، وأعادت إنتاج الأزمة بعد عقد أو عقدين بشكل أضخم وأكبر، كما جرى في لبنان والعراق وغيرهما.
**********************************************
أيقونة يسارية.. وفاة أفقر رئيس دولة في العالم
مونتيفيديو ـ وكالات
توفي رئيس الأوروغواي السابق وأيقونة اليسار في أمريكا اللاتينية خوسيه "بيبي" موخيكا، أمس الأول الثلاثاء، عن عمر ناهز 89 عاماً، بحسب ما أعلن الرئيس الحالي ياماندو أورسي.
وموخيكا، الذي يعرف بـ "أفقر رئيس في العالم"، ورئيس الأوروغواي بين 2010 و2015، كان مناهضاً للإفراط في الاستهلاك ومن أبرز شخصيات اليسار في أمريكا اللاتينية.
وكتب الرئيس أورسي في منشور على منصة إكس: "ببالغ الحزن والأسى، ننعى وفاة رفيقنا بيبي موخيكا. الرئيس والناشط والقائد والمرشد. سنفتقدك كثيراً أيها الرجل العجوز العزيز".
وحصل موخيكا على لقب "أفقر رئيس في العالم" بسبب تبرّعه بكامل دخله تقريباً لبرنامج إسكان اجتماعي.
********************************************
حزب العمال الكردستاني يحل نفسه ويُنهي الكفاح المسلح
رشيد غويلب
حل حزب العمال الكردستاني نفسه وأنهى ممارسته للكفاح المسلح، تنفيذا لقرار مؤتمره الثاني الذي عقد الأسبوع الفائت في مناطق جبل قنديل داخل الحدود العراقية، التي أطلق عليها الحزب تسمية "مناطق الدفاع المشروع".
وبهذا استجاب الحزب لطلب مؤسسه عبد الله أوجلان الذي طرحه في 27 شباط الفائت. وصرح أوجلان حينها، أنه يتبني مبادرة الدولة التركية لتحويل الصراع العسكري، الذي استمر قرابة 40 عاما، وقُتل فيه أكثر من 40 ألف ضحية في المعارك بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، ناهيك عن القمع وتدمير المدن والقصبات الكرية، إلى عملية تُدار ديمقراطيا. وشدد أوجلان المسجون في جزيرة إمرالي منذ عام 1999، أنه يتحمل بنفسه "المسؤولية التاريخية" عن هذه الخطوة.
وجاء في البيان الختامي الذي صدر يوم الاثنين الفائت أن حزب العمال الكردستاني "حقق مهمته التاريخية"، ووضع القضية الكردية "في مركز الخطاب السياسي وكسر سياسة الإنكار والاحتواء التي استمرت لعقود من الزمن".
تأسس حزب العمال الكردستاني في 27 تشرين الثاني 1978، "كحركة ماركسية لينينية تهدف إلى إقامة دولة كردية اشتراكية". ومنذ تسعينيات القرن العشرين، خضع الحزب لعملية تحول وضعت الديمقراطية والحكم الذاتي داخل حدود الدولة التركية في مركز نضالها.
وقالت النائبة والقيادية في حزب "العدالة والديمقراطية"، وهو الاسم البديل لحزب الشعوب الديمقراطي المحظور برفين بولدان، التي كانت إلى جانب آخرين حلقة الوصل بين أوجلان والحكومة التركية في الأشهر الأخيرة، في بيان صدر عقب بيان حزب العمال الكردستاني: "لقد أكد لنا السيد أوجلان باستمرار أنه يريد إنهاء الصراع المستمر منذ 52 عاماً وتمهيد الطريق للسلام والحلول السياسية".
ردود فعل المسؤولين الاتراك
أدلى عمر تشيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بتصريح تصالحي غير معتاد بعد قرار الحل: "قد تكون أسماؤنا مختلفة، لكن لقبنا المشترك هو: الجمهورية التركية". وقال محمد أوجوم، المستشار الرئيسي للرئيس التركي، الاثنين: "لقد بدأ فصل جديد من الإصلاحات الشاملة في مجالات الديمقراطية وسيادة القانون".
وكانت عملية التفاوض قد بدأت في نهاية العام الفائت بعد أن طالب دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية الفاشية، المشارك في الائتلاف الحاكم بزعامة أردوغان، بأن يأتي أوجلان إلى البرلمان ويعلن حل حزب العمال الكردستاني. وتلت ذلك جولات عديدة من المحادثات بين الطرفين حتى شباط 2025.
تشكيك في نوايا أردوغان
وهذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها الحكومة التركية انفتاحها على إمكانية التوصل إلى سلام مع الحركة الكردية. في عامي 1993 و2002، وكذلك من عام 2013 إلى عام 2015، كانت هناك عملية سلام واعدة إلى حد ما بين أنقرة والحركة الكردية، ولكن هذه المحاولات كانت تنتهي دائمًا برد حكومي عسكري عنيف، وحاليا ورغم كل هذه المحالات، يظل من المشكوك فيه ما إذا كانت تركيا سوف تعمل على تهيئة الظروف الملائمة لسياسة ديمقراطية للحركة الكردية، وكيف سوف تعمل على ذلك. وتظل هناك مسائل قانونية أخرى دون حل، مثل مستقبل كوادر الحزب المحلول. ربما دفعت التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة الكبرى الحكومة إلى تغيير موقفها. وكان بهجلي قد أكد باستمرار أن تركيا تقع في "دائرة نار" وبالتالي فهي بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن السياسة الداخلية.
وتشكك الخبيرة في الشؤون التركية غونول تول من معهد الشرق الأوسط في الولايات المتحدة في أن الاهتمام الأساسي لأردوغان هو "تعزيز سلطته". هدفه هو التنافس في انتخابات 2028 بقوة ضد المعارضة المنقسمة. إذا تم حل حزب العمال الكردستاني بسلاسة، فسيكون ذلك بمثابة "انتصار كبير لأردوغان". إن المستوى المنخفض لمشاركة السكان الأكراد في الاحتجاجات ضد اعتقال منافس أردوغان أكرم إمام أوغلو يُظهر أن استراتيجية أردوغان المتمثلة في "خلق انقسام بين الحزب المؤيد للأكراد وبقية المعارضة" ناجحة.
مستقبل التدخل التركي في العراق
وجاءت نبرة تفاؤل أيضا من العراق، قال رئيس إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني أنهم "سيدعمون كل الجهود الرامية إلى حل المشاكل بالوسائل السلمية". ولا يزال حزب العمال الكردستاني يحتفظ بمقره في جبل قنديل.
في الواقع، قد يكون السلام الدائم مفيدًا بشكل مباشر لإقليم كردستان والعراق عموما: ففي السنوات الأخيرة، نفذت تركيا عمليات عسكرية متكررة، داخل الأراضي العراقية بحجة مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، واحتلت أجزاء كبيرة في المنطقة الحدودية في انتهاك صريح لسيادة العراق والقانون الدولي. وسببت الهجمات التركية مقتل وهجرة اعداد كبيرة من سكان المنطقة. ومن الضروري ان تدفع التطورات الأخيرة الحكومة العراقية إلى المطالبة الجدية بانسحاب جميع القوات التركية من الأراضي العراقية.
****************************************
الصفحة السابعة
تخبط حكومي في تطبيق القوانين وسط تفاقم أزمة البطالة
بغداد – طريق الشعب
على الرغم من قيام الحكومة بتحديد الحد الأدنى للأجور في العراق بـ 350 ألف دينار وفق قانون العمل، أطلقت محافظة بغداد مؤخراً رابطاً للتعيين بصفة عقد لمدة ثلاث سنوات وبراتب شهري لا يتجاوز 300 ألف دينار. مما أثار جدلا واسعا حول مدى التزام الجهات الحكومية بالقوانين النافذة.
انتهاكات قانونية في عقود التوظيف
ضرغام إبراهيم، العامل في إحدى شركات القطاع الخاص منذ سبع سنوات، كمراقب خط إنتاج براتب شهري يبلغ 600 ألف دينار وبلا ضمان اجتماعي، رغم حصوله على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب، يوضح للجريدة بأن محاولات زملائه للمطالبة بالحقوق وخاصة شمولهم بالضمان، قوبلت برفض صاحب الشركة، الذي استبدلهم بعمال آخرين وهدد باقي الموظفين بعدم المطالبة بشيء، مبررا ذلك بتوفر عمالة تقبل أجوراً أقل.
ضرغام أعرب عن رغبته في الحصول على وظيفة مضمونة، لكنه أبدى استغرابه من شروط عقود محافظة بغداد، معتبرا أنها تخالف قانون العمل الذي حدد الحد الأدنى للأجور بـ 350 ألف دينار. وأضاف أن العقود الجديدة لا تضمن مستقبل العاملين بعد انتهاء مدة الثلاث سنوات، ما يترك آلاف العمال أمام مصير مجهول.
انتقادات نقابية للسياسات الحكومية
بدوره وصف، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار خلال حديثه لـ "طريق الشعب"، خطوة محافظة بغداد بتحديد الأجور بـ 300 ألف دينار بأنها "انتهاك واضح للقوانين". وأضاف أن "هذه ليست المرة الأولى التي تتجاوز فيها الحكومة القانون، مستشهدا بحالات سابقة كتعيينات قانون الأمن الغذائي التي جاءت برواتب تقل عن 350 ألف دينار".
الصفار انتقد ضعف الرقابة الحكومية على القطاع الخاص، محذرا من أن هذه الانتهاكات من قبل الجهات الرسمية تعزز المخالفات لدى أرباب العمل في القطاع الخاص. ودعا إلى رفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 ألف دينار لمواكبة التضخم والغلاء المعيشي.
أزمة بطالة متفاقمة
من جهته أشار رئيس المرصد العراقي لحقوق العمال والموظفين، عباس كاظم رباط، إلى أن عدد المتقدمين لعقود محافظة بغداد، تجاوز 370 ألف شخص رغم أن العدد المطلوب لا يتجاوز 11 ألف وظيفة، مما يعكس حجم البطالة المتزايدة. وأوضح أن غياب ضمانات العمل دفع العديد من العمال في القطاع الخاص للتقديم، إلى جانب الشباب العاطلين عن العمل، وهو أمر يكشف بوضوح عن افتقار الحكومة لخطط استراتيجية لاستغلال الطاقات المتاحة.
وأكد رباط لـ "طريق الشعب" أن إطلاق عقود عمل مؤقتة دون ضمانات مستقبلية يعكس الفوضى الحكومية في معالجة أزمة البطالة وتنظيم سوق العمل، مشيرا إلى التناقض بين تصريحات الحكومة بشأن معالجة مشكلة البطالة المقنعة وبين السياسات التي تزيد من الأعباء المالية على المؤسسات العامة.
وحول الإجراءات أفاد رئيس المرصد أنه "بإمكان العمال رفع دعوى للمطالبة بتحسين أجورهم، بحكم أن شروط عقد العمل مخالفة للقوانين النافدة".
إعلان رسمي من محافظة بغداد
هذا وأعلنت محافظة بغداد عن أن "عدد المتقدمين حتى الآن بلغ 370768 متقدما، على الرغم من أن العدد المطلوب هو 11 ألف درجة وظيفية".
وذكر عضو لجنة التعيينات في مجلس محافظة بغداد، محمد الشعلاني، في تصريح اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "التقديم على تعيينات عقود 11 ألف درجة وظيفية في محافظة بغداد لعام 2025 مخصص لكل وحدة إدارية من وحدات محافظة بغداد." وأضاف أن "هذا القرار جاء استجابة للطلبات المتكررة من عمال القطاع الخاص، الخريجين، وذوي الاحتياجات الخاصة، ويُعد من أكبر برامج التوظيف المحلي التي تُنظم على مستوى العاصمة". وأخيرا، يدعو الخبراء والنقابات العمالية إلى ضرورة مراجعة السياسات الحكومية وخلق فرص عمل في القطاعات الانتاجية، والالتزام بالقوانين النافذة لضمان حقوق العمال، والعمل على تحسين بيئة العمل في القطاعين العام والخاص، بما يحقق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للعامل العراقي.
*********************************************
لحظة عمالية.. توحيد الجهود النقابية
نورس حسن
يواجه العمال تحديات كبيرة ومعقدة تهدد استقرارهم المعيشي وحقوقهم الأساسية، ففي ظل اقتصاد يعاني من التذبذب والاعتماد المفرط على قطاع النفط، تظل فرص العمل محدودة، خصوصا في القطاعات الإنتاجية. ويعاني العمال من تدني الأجور وعدم وجود ضمان اجتماعي شامل وغياب بيئة عمل آمنة، إضافة إلى تفشي ظاهرة البطالة المقنعة في القطاع العام.
وأحد أبرز التحديات يتمثل في ضعف تطبيق القوانين العمالية التي يفترض أن تحمي حقوق العاملين، إذ غالبا ما تُترك تلك القوانين حبرا على ورق بسبب الفساد الإداري وضعف الرقابة الحكومية. إلى جانب ذلك، نجد أن القطاع الخاص، الذي يمكن أن يكون مصدرا رئيسيا للتشغيل، يعاني من غياب الحوافز التنظيمية ويفتقر إلى نظام مستقر يشجع على استثمار العمالة المحلية.
هذه الأوضاع تدعو إلى إعادة التفكير في دور النقابات والاتحادات العمالية كجهات تمثيلية تسعى للدفاع عن حقوق العمال. ومع ذلك، تعاني النقابات نفسها من ضعف في التنسيق ومن الانقسام الذي يحدّ من تأثيرها في الساحة.
إن غياب رؤية موحدة للنقابات يجعلها عاجزة عن مواجهة أصحاب العمل أو الضغط على الحكومة لإجراء الإصلاحات الضرورية والاسراع بتشريع قانون حرية العمل النقابي.
ولهذا يكمن الحل في توحيد الجهود النقابية والعمالية تحت مظلة واحدة تتمتع برؤية واضحة وأهداف محددة. فيجب أن تعمل النقابات كمنصات للدفاع عن الحقوق، سواء من خلال تنظيم الاحتجاجات السلمية، أو عبر التفاوض المباشر مع الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق إصلاحات جذرية.
إضافة إلى ذلك، فإن إشراك النقابات في صياغة السياسات الاقتصادية يمكن أن يسهم في توفير بيئة عمل أفضل، مع تعزيز التدريب المهني وتوفير فرص عمل حقيقية. كما أن على الحكومة أن تلتزم بتفعيل القوانين العمالية ومكافحة الفساد لتوفير العدالة الاجتماعية.
في النهاية، تظل قوة العمال مرتبطة بقدرتهم على توحيد الجهود والعمل الجماعي. فقط من خلال هذه الوحدة يمكن أن يتحقق التغيير المنشود ويضمن العمال حقوقهم في عراق أكثر عدلا واستقرارا.
*******************************************
دعوات واسعة لحماية حقوق العاملين في قطاع المنصات الرقمية
بغداد – طريق الشعب
دعا سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، في تغريدة له إلى ضرورة حماية حقوق العاملين في قطاع المنصات الرقمية، قائلاً "العاملون في المنصات الرقمية من سائقي أجرة ودلفري ومبرمجين ومصممين وغيرهم، في تزايد مستمر، ظروف عملهم هشة وبدون أية حماية قانونية. المطلوب من الدولة إصدار التشريعات واتخاذ الإجراءات الضامنة لحقوقهم".
يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه مجموعة من الاتحادات والنقابات العمالية وعدد من منظمات المجتمع المدني، من خلال بيان مشترك صدر مؤخراً بالتعاون مع الاتحاد العربي للنقابات والاتحاد الدولي للنقابات، على ضرورة تعديل القوانين المحلية لضمان حقوق العاملين في هذا القطاع. واعتبر الموقعون أن تجاهل هذه الحقوق يهدد استقرار الاقتصاد الرقمي والمجتمع على حد سواء.
غياب الأمان
وأضاف البيان بأنه و "في ظل النمو المتسارع لقطاع المنصات الرقمية في العراق، يواجه العاملون فيه تحديات عديدة تتعلق بانعدام الأمان الوظيفي، منها ساعات العمل الطويلة، وانعدام التأمين الصحي والاجتماعي. هؤلاء العاملون، الذين يشملون سائقي الأجرة في تطبيقات التوصيل، عمال التوصيل، المبرمجين، المصممين، والمسوقين الرقميين، يعملون في بيئة تفتقر إلى الحماية التشريعية والتنظيمية، مما يجعلهم عرضة للتهميش والاستغلال". ودعا الموقعون على البيان إلى تطوير معايير وطنية ودولية تُلزم المؤسسات والشركات العاملة في هذا القطاع باحترام حقوق العاملين، وذلك من خلال تأمين الاستجابة للمطاليب التالية:
- توفير ضمان اجتماعي وتأمين صحي.
- تحديد حد أدنى للأجور.
- اعتماد ساعات عمل عادلة.
- تعزيز حرية التمثيل النقابي.
كما دعا البيان النقابات العمالية، ومنظمات المجتمع المدني، والنشطاء الحقوقيين إلى الانضمام إلى الحملة، مؤكداً أهمية التضامن لضمان مستقبل عادل ومستدام لجميع العاملين.
هذا ووقعت الجهات التالية على البيان: اتحاد نقابات عمال العراق، شبكة النساء العراقيات، رابطة المرأة العراقية، منظمة النجدة الشعبية، النقابة العامة لعمال المنصات الالكترونية، منظمة تموز للتنمية الاجتماعية، منظمة السلام والحرية، المركز الإعلامي لمنظمات المجتمع المدني العراقي، شبكة حقي للمدافعات عن حقوق الإنسان، شبكة المستقبل الديمقراطية العراقية، مركز المعلومة للبحث والتطوير، المركز الثقافي العمالي، وشخصيات نقابية وحقوقية بارزة.
*******************************************
العراق: الصناعة الوطنية تُدمَّر والعمال يُذَوَّبون
د. علي طبلة
الطبقة العاملة العراقية، التي كانت ذات يوم عمود الإنتاج الوطني وقوة التغيير الاجتماعي والسياسي، وجدت نفسها بعد الاحتلال الأميركي سنة 2003 تحت مقصلة مزدوجة، فمن جهة كانت هناك آلة الغزاة التي قصفت وخصخصت وأغلقت المصانع، ومن جهة أخرى، كانت قوى المحاصصة الطائفية والقومية، التي تحالفت مع رأس المال الطفيلي لتحويل العراق إلى سوق مفتوحة، بلا صناعة ولا طبقة منتجة. كانت هذه العملية أكبر من مجرد انهيار اقتصادي، كانت مجزرة طبقية حقيقية، هدفها قتل آخر ما تبقى من قوة منتجة في البلاد.
الصناعة قبل الخراب
في السبعينيات والثمانينيات، كان العراق يملك أكثر من 200 مصنع حكومي كبير (حديد وصلب، آليات ثقيلة، نسيج، إسمنت، بتروكيمياويات)، وآلاف المصانع والمعامل المتوسطة والصغيرة. كان القطاع الصناعي يسهم بنسبة 14–18بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، وكان قوام الطبقة العاملة يربو على مليون عامل صناعي مباشر، ناهيك عن العمالة غير المباشرة (نقابات قوية، وعي طبقي ناشئ). ¹ هذا لم يكن كافياً لبناء دولة اشتراكية، لكنه كان يشكل أساسا ماديا لاقتصاد منتج.
الاحتلال الأميركي والخصخصة السامة
في 2003، أصدر الحاكم الأميركي بول بريمر الأمر الإداري رقم 39، الذي ينص على فتح العراق أمام الاستثمارات الأجنبية دون قيود، وخصخصة القطاع العام بالكامل. لم تكن هذه إصلاحات عشوائية، بل سياسة نيوليبرالية ممنهجة تم تطبيقها سابقاً في أميركا اللاتينية وشرق أوروبا. وكان الهدف منها تدمير الاقتصاد الوطني وربطه تماما بالشركات متعددة الجنسيات. ويكشف لنا تقرير وزارة الصناعة (2010) ² ما يلي:
- أكثر من 80 في المائة من المصانع الحكومية توقفت عن العمل خلال 3 سنوات فقط.
- 70 في المائة من العمال تم تسريحهم أو تحويلهم إلى عقود مؤقتة دون ضمان اجتماعي.
كما تؤكد تقارير من منظمة العمل الدولية³ على أن قوات الاحتلال كانت تشرف على عمليات نهب واسعة لمصانع حيوية. مصنع الحديد والصلب في البصرة، مصنع الإطارات في الديوانية، مصنع الآليات الثقيلة في التاجي، والتي سُرقت معداتها جميعاً أو تم بيعها كخردة.
قوى المحاصصة والسمسرة
لم تعارض الحكومات المتعاقبة هذا الخراب، بل شاركت فيه وتربّحت منه. ومن الأمثلة على ذلك شركة الصناعات الجلدية والنسيجية، الأكبر في العراق، والتي تم بيعها إلى تحالف شركات مقرب من متنفذين بمبلغ زهيد لا يتجاوز 20 مليون دولار، رغم أن أصولها كانت تساوي أكثر من 200 مليون دولار آنذاك. (راجع وثيقة وزارة الصناعة 2015⁴). واستخدمت بعض هذه القوى المصانع المدمّرة كمعسكرات أو كمخازن استيراد لمنتجات تركية وإيرانية وصينية، مما يعني قتل المنتج الوطني مرتين، مرة بإغلاق المصنع، ومرة بإغراق السوق بالبضاعة المستوردة.
العمال .. من طليعة التغيير إلى جيش عاطلين
البطالة الجماعية: قبل الاحتلال كان معدل البطالة في صفوف العمال الصناعيين لا يتجاوز 14بالمائة، لكن بحلول 2015 وصل إلى 65 بالمائة، حسب تقرير وزارة العمل⁵. وتحول مئات الآلاف من العمال الى باعة متجولين، أو مشتغلين في أعمال هامشية بدون ضمان اجتماعي، أو اضطروا للانخراط في فصائل مسلحة بحثاً عن القوت.
قمع النقابات
النقابات العمالية المستقلة، التي كانت تمثل وعيًا طبقيًا خطيرًا على المشروع الطفيلي، تم قمعها واختراقها. وتشير وثيقة حصلنا عليها الى أن بعض الاتحادات تلقت تمويلات مشبوهة من منظمات أميركية وألمانية، هدفها نشر خطاب “الشراكة الاجتماعية” بدل النضال الطبقي.
وفي ظل هذا الخراب، لم تكتفِ قوى المحاصصة بالقمع الاقتصادي، بل عملت على تفكيك الوعي الطبقي، بنشر الاستقطاب الديني والقومي واستخدام شعارات مثل القناعة كنز لا يفنى، والوحدة الوطنية أهم من المطالب الاقتصادية، في عملية استبدال الوعي الطبقي بوعي زائف، يجرد العمال من هويتهم الطبقية ويحصرهم في هويات طائفية وإثنية مفرغة.
تكامل الخراب الإقليمي
وقد لعبت كل من تركيا وإيران دوراً فيما جرى، حيث أطلقت الأولى سيلاً من البضائع الجاهزة (نسيج، آليات بسيطة) مما دمّر ما تبقى من مصانع العراق، وضخت الثانية منتجات غذائية وصناعية بأسعار مدعومة، أدت إلى موت الصناعات الغذائية العراقية (ألبان الموصل، معمل الأجبان في كربلاء مثالاً). ولم يفعل الجيران ذلك بدوافع خبيثة، بل لأن العراق فُتح اسواقه على مصراعيها دون أي حماية، بإرادة أميركية ورضى الحاكمين.
الطبقة العاملة ستعود
جريمة سحق الطبقة العاملة والصناعة العراقية لن تُمحى بالتقادم ولن يستمر هذا الخراب إلى الأبد. فالطبقة العاملة، حتى وإن تم تفكيكها، تحمل بذرة عودتها في كل عاطل وكل عامل مقاوم وكل من يكدح بأمل. لقد قال ماركس بحق، "إن البروليتاريا وحدها قادرة على تحطيم قيود رأس المال لأنها هي نفسها صنيعة هذا الاستغلال الوحشي".
****************************************
عمال النرويج: لا للاستثمار في اسرائيل
أوسلو – طريق الشعب
صوّت اتحاد نقابات عمال النرويج في مؤتمره العام الجمعة 9 آيار، على خطة موسعة لمقاطعة "إسرائيل"، حيث ينص قرار المقاطعة على حظر التجارة والاستثمار مع الشركات "الإسرائيلية". وكان اتحاد نقابات العمال في النرويج قد حث صندوق الثروة السيادي النرويجي الذي تبلغ قيمته 1.8 تريليون دولار على سحب استثماراته من جميع الشركات التي تساعد "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تكثيف لحملة مستمرة بالفعل لسحب الاستثمارات. ويعّد اتحاد نقابات العمال، أكبر اتحاد نقابي في النرويج وهو متحالف مع حزب العمال الحاكم، ويمتد نفوذه غالبا إلى ما هو أبعد من قضايا حقوق العمال التقليدية. وكان نائب رئيس الاتحاد "شتاينار كروجشتاد"، قد قال في مقابلة صحفية: "نريد أن ينسحب الصندوق من الشركات التي لها أنشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وأضاف أن السياسة العامة لصندوق الثروة السيادي النرويجي، وهو الأكبر في العالم، تقضي بألا يستثمر الصندوق في الشركات التي تنتهك القانون الدولي.
وأرسل الاتحاد النرويجي لنقابات العمال و47 منظمة أخرى من منظمات المجتمع المدني رسالة إلى وزير المالية "ينس ستولتنبرج"، للضغط من أجل اتخاذ مثل هذه الخطوة. وتطلب الرسالة من "ستولتنبرج"، وهو عضو في الاتحاد، أن يصدر توجيهات للبنك المركزي الذي يدير الصندوق، بسحب الاستثمارات من شركات حينما يجد خطر غير مقبول "يتعلق بالتورط في انتهاك القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتطلب الرسالة أيضا من "ستولتنبرج" أن يبادر لوضع مبادئ توجيهية أكثر دقة لمراقبة واستبعاد الشركات من الصندوق "بطريقة تتوافق مع القانون الدولي". ويواجه الصندوق ضغوطا لسحب استثماراته من الشركات العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية الحرب في العام 2023. ومنذ ذلك الحين، خرج الصندوق من شركة بيزك "الإسرائيلية" للاتصالات وهناك شركة أخرى لم يعلن عنها يجري دراسة استبعادها من جانب مجلس إدارة البنك المركزي.
******************************************
الصفحة الثامنة
حول صناعة للمشروع الاشتراكي المعاصر ودعوة استراتيجية للتحرر في العالم العربي
الرأسمالية الجشعة وأوهام الاستقرار.. الشرق الأوسط بين فوضى مفتعلة وحلول اشتراكية مغيبة
محمد راسم قاسم
في عمق الفوضى التي عصفت بالشرق الأوسط، من حروب أهلية وصراعات طائفية وأزمات اقتصادية متمادية، تتخفى منظومة عالمية ذات أذرع رأسمالية متشابكة لا تصنع التاريخ، بل تفككه وتعيد تشكيله بما يخدم مصالحها الخاصة. ليست الأزمات، في هذا السياق، أعراضاً عرضية لخلل داخلي فقط، بل كثيراً ما تكون صنائع مبرمجة لإعادة ضبط الإقليم على مقاسات نظام دولي رأسمالي لا يحتمل الشراكة، بل يقتات على التبعية والنهب المنظم.
الرأسمالية كنظام للأزمات المفتعلة:
إن تاريخ الرأسمالية، منذ نشأتها الحديثة، لا يُقرأ دون قراءة سجل الأزمات التي تغذي بقاءها. ماركس فهم الرأسمالية، منذ القرن التاسع عشر، كنظام لا يعيش إلا بتناقضاته: وفرة تنتج ندرة، وأسواق تُغلق بأيدٍ كانت قد فتحتها، وفوضى تُسوّق كتحرير. غير أن التطور النوعي الذي أصابها في مرحلتها المتأخرة، خصوصًا مع النيوليبرالية، جعلها تنتج الأزمات لا فقط كنتيجة جانبية، بل كآلية اشتغال: أزمة تخلق سوقاً، وسوقاً تخلق تبعية، وتبعية تستدعي تدخلاً إمبريالياً جديداً.
من هذه الزاوية، يصعب فصل الصراعات المحتدمة في الشرق الأوسط، من العراق إلى سوريا، ومن ليبيا إلى اليمن، عن مفاعيل التدخلات الرأسمالية المدفوعة بأهداف جيوسياسية واقتصادية بحتة. لم تكن الحرب على العراق سنة 2003 مجرد ردة فعل على "تهديد نووي" مختلق، بل كانت عملية سطو نفطية منظمة تحت غطاء أيديولوجي – أمني، لا يختلف كثيراً عن تدخلات القرن التاسع عشر الاستعمارية.
سياسة النهب.. من الاستعمار القديم إلى الرأسمالية الرقمية
تحوّل الاقتصاد المعولم في القرن الواحد والعشرين إلى آلة تجريد هائلة، لا تستهدف فقط الثروات المادية كالمعادن والنفط، بل تمتد لنهب البنى المجتمعية والثقافية والبشرية. لم تعد الشركات العملاقة مجرد كيانات اقتصادية بل تحوّلت إلى أدوات سيادية، تُعيد إنتاج الاستعمار بثياب السوق.
شركات مثل (بلاك روك)، وهي أكبر شركة إدارة أصول في العالم، تتحكم بتريليونات الدولارات وتدير أموال حكومات وصناديق تقاعد وجيوش من المستثمرين. هذه القوة المالية تجعلها لاعباً خفياً في رسم السياسات الدولية وتوجيه الاقتصادات المحلية، بما يتجاوز سلطة كثير من الدول.
أما (إكسون موبيل)، وريثة "ستاندرد أويل" التاريخية، فهي تمثل الذراع الطاقوي للهيمنة، تفرض شروطها على الحكومات وتُسهم في تعطيل أي تحوّل بيئي أو طاقوي لا يخدم أرباحها. نفطها ليس فقط وقوداً للمركبات، بل أيضاً وقود لصراعات طويلة تُغذى بها الحروب والصفقات.
وتأتي (هاليبرتون)، شركة الخدمات النفطية العملاقة، كمثال فجّ على تواطؤ المال مع الحرب. فقد راكمت ثرواتها من خلال عقود مشبوهة خلال الغزو الأميركي للعراق، وكانت وثيقة الصلة بشخصيات سياسية نافذة كديك تشيني. لم تكن تنقب عن النفط بقدر ما كانت تعيد رسم خرائط النفوذ تحت ستار "الإعمار".
في ظل هذا المشهد، يبدو أن الرأسمالية الرقمية ليست سوى امتداد لصوت المدفع القديم، ولكن بلغة البيانات والأسواق والاستثمار. إنها استعمار بلا جنود، ونهب بلا أعلام، تمارسه مؤسسات ترفع شعار "الربح أولاً" وتسدل الستار على معاناة الشعوب.
ما يحدث اليوم ليس فقط اختراقاً للأسواق، بل إعادة هندسة للعالم على مقاس الشركات لا الشعوب. تُنتزع السيادة من الدول وتُسلّم إلى مجالس إدارات عابرة للحدود. تدار السياسات بأرقام الأسهم، وتقاس التنمية بمعدلات الربح لا بمؤشرات العدالة. الفقر، التهجير، تفكيك الطبقات الوسطى، كلها نتائج لمنظومة تجني أرباحها من التفاوت، وتُبقي على الخراب كشرط لاستمرارها.
نحن أمام عصر تستبدل فيه المدافع بالمؤشرات المالية، والاستعمار القديم بخوارزميات تسعير الأزمات.
بلدان مثل السودان وسوريا واليمن وقعت في فخ الصراعات الداخلية بعد أن تم تفكيك جهاز الدولة أو إنهاكه بضغط اقتصادي مبرمج (عقوبات، خصخصة، إغراق السوق، تخريب العملة...). وما يُسمّى بـ "برامج الإصلاح" المفروضة من صندوق النقد الدولي ليست إلا وصفات تقشفية تمهّد الأرض لنهب الشركات متعددة الجنسيات.
ولكن هنالك سؤال يطرح نفسه: لماذا لم يذكر العراق مع تلك الدول التي وقعت في فخ الصراعات الداخلية بعد تفكيك جهاز الدولة أو إنهاكه بضغط اقتصادي مبرمج؟
والجواب يكمن ان تجربة العراق فريدة بسبب الغزو الأمريكي عام 2003 الذي أدى إلى تدمير بنية الدولة والاقتصاد العراقي، وفرض تغييرات جذرية في النظام السياسي والاقتصادي. ومع ذلك، يشترك العراق مع تلك الدول في نتائج سلبية مثل تدهور الاقتصاد وزيادة الفقر والبطالة.
صندوق النقد الدولي.. قناع التمويل ويد الإمبراطورية الناعمة
يُقدَّم صندوق النقد الدولي ظاهرياً كأداة لمساعدة الدول على تجاوز الأزمات الاقتصادية، لكنه في الواقع أحد أبرز أذرع الهيمنة المالية العالمية. دوره يتجاوز الدعم المالي، ليصبح وسيلة لإعادة تشكيل السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدول المستدينة بما يتوافق مع مصالح القوى الكبرى، لا مع احتياجات الشعوب.
يعمل صندوق النقد الدولي على منح قروضاً للدول التي تواجه أزمات اقتصادية، لكن بشروط صارمة تُعرف بـ "برامج الإصلاح الهيكلي"، تشمل:
خفض الإنفاق العام (خصوصاً على الصحة والتعليم والدعم الحكومي).
خصخصة الشركات والمؤسسات الوطنية.
تحرير الأسواق وإزالة القيود على التجارة والاستثمار.
تثبيت أو تعويم العملة وفقًا لإملاءات السوق.
هذه الشروط، رغم أنها تُقدَّم كإصلاحات، تؤدي غالبًا إلى تفاقم الفقر، تهميش الطبقات الضعيفة، وبيع أصول الدولة الحيوية لشركات متعددة الجنسيات.
الأذرع الخفية..
الصندوق لا يعمل منفردا، بل بالتوازي مع البنك الدولي، ومؤسسات تصنيف ائتماني، وشبكات نفوذ سياسي وإعلامي تُطبّع مع السياسات النيوليبرالية وتشوّه بدائلها.
كثيرًا ما تُستخدم تقارير الصندوق كأداة لشرعنة التدخلات الدولية، أو لابتزاز الدول سياسيًا تحت غطاء اقتصادي.
كما يُستخدم لضبط الدول الناشئة ومنعها من الانفلات عن المنظومة الرأسمالية العالمية أو التحوّل نحو سياسات سيادية مستقلة.
فرضياته الأساسية تقوم على الإيمان المطلق بآليات السوق، واعتبار النمو الاقتصادي هو المعيار الوحيد للتقدم، حتى لو تمّ على حساب العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية.
بذلك، لا يمثّل صندوق النقد الدولي مجرّد مؤسسة مالية، بل أداة لإعادة إنتاج التبعية الاقتصادية، حيث يُعاد رسم خرائط النفوذ من خلال القروض لا المدافع، ومن خلال التوازنات المالية لا صناديق الاقتراع.
الاشتراكية المعاصرة.. استعادة الدولة الاجتماعية
إذا كان البديل عن هذا النظام هو العودة إلى نموذج اشتراكي كلاسيكي جامد، فستكون الدعوة محكومة سلفاً بالفشل. غير أن الاشتراكية اليوم، في صيغتها المعاصرة، ليست دعوة إلى مركزية بيروقراطية قاتلة، بل إلى عقلنة توزيع الثروة، واستعادة دور الدولة كحامية للعدالة لا كشرطي للأسواق.
أنموذج النرويج، على سبيل المثال، يكشف كيف يمكن لدولة صغيرة أن تدير ثروتها النفطية عبر صندوق سيادي يخدم الأجيال، لا الشركات. في أمريكا اللاتينية، تُظهر تجربة بوليفيا تحت حكم إيفو موراليس كيف أن تأميم الثروات الطبيعية لم يؤد إلى الانهيار بل إلى تحسين البنية التحتية وخفض الفقر بشكل غير مسبوق. وفي الصين، ورغم كل التعقيدات، يبقى التوازن بين التخطيط المركزي والسوق أداة للحفاظ على الاستقلال الاقتصادي والتقدم الصناعي.
من الفوضى إلى البديل.. الاشتراكية كخيار تحرري
ان الاشتراكية ليست وهماً أيديولوجياً، بل خياراً عقلانياً في مواجهة نظام دولي يُعيد إنتاج التبعية عبر آليات السوق. وهي، في العالم العربي، لم تفشل لأنها غير صالحة، بل لأنها حوربت من الخارج، وخُوّنت من الداخل. كل محاولة لبناء اقتصاد وطني مستقل، كما حدث في تجربة عبد الناصر أو في بعض ملامح ثورة 1958 في العراق، قوبلت بتآمر عالمي من أجل إعادة المنطقة إلى بيت الطاعة الرأسمالي.
ان السبيل إلى كسر هذه الحلقة يبدأ باستعادة النقاش حول ملكية الموارد، والعدالة التوزيعية، ودور الدولة، ضمن أفق لا يكتفي بالنقد، بل يؤسس لبناء مشروع اشتراكي واقعي، ديمقراطي، معاصر، يضمن كرامة الإنسان قبل أرباح المستثمر.
الاشتراكية المعاصرة.. من التمكين الاقتصادي إلى السيادة السياسية
إن الحل الاشتراكي، في صيغته المعاصرة، لا يقوم على مصادرة الملكية الخاصة أو شعارات الحرب الطبقية الكلاسيكية، بل على إعادة هندسة الاقتصاد بما يجعل الثروة وسيلة للكرامة لا أداة للهيمنة. نحن لا ندعو إلى النهج الستاليني، بل إلى نظام إنتاج وتوزيع يضع الإنسان لا السوق في مركزه.
في هذا النموذج، تُؤمّم القطاعات السيادية الكبرى: كالنفط، الغاز، المياه، الاتصالات، الطاقة، الزراعة الاستراتيجية، والمصارف الوطنية. لا بوصفها غنيمة للدولة البيروقراطية، بل كحق للمجتمع تدار عبر مجالس منتخبة تضم ممثلي العمال والفنيين والخبراء المحليين. على هذا النحو، تنزع الثروة من يد الشركات الأجنبية وتعاد إلى يد المواطن.
كما يعاد بناء نظام ضرائبي تصاعدي، يُحمّل الأثرياء والتكتلات المالية مسؤولية تمويل الصحة والتعليم والإسكان، لا تحميل الكادحين أعباء الفساد الذي لم يصنعوه.
الديمقراطية الاقتصادية.. الوجه الآخر للحرية..
لا يمكن بناء اشتراكية معاصرة دون دمقرطة القرار الاقتصادي. المواطن لا يكون حراً إن لم يكن قادراً على التحكم في لقمة عيشه، ومسكنه، ومستقبله المهني. ولهذا، تُنشأ في هذا النموذج مؤسسات تشاركية رقابية على الإنفاق العام، وتُكافَح الاحتكارات، وتحمى النقابات الحقيقية، لا النقابات المزيفة التابعة للسلطة.
وهنا تلعب التقنيات الحديثة دوراً في بناء اقتصاد شفاف، موزع، مقاوم للفساد، وقادر على التكيف مع الواقع لا الخضوع له.
لا يمكن لأي دولة في الشرق الأوسط أن تُنجز مشروعاً اشتراكياً وهي معزولة. الرأسمالية نظام شبكي عابر للحدود، ولا بد من مواجهته بشبكات مضادة. من هنا، فإن الحل يتطلب تحالفاً اقتصادياً إقليمياً بين دول العالم العربي – لا على أساس الشعارات القومية الجوفاء – بل عبر برامج تكامل: كالربط بشبكات سكك الحديد، ومشاريع إنتاج غذائي مشترك، واستثمارات علمية موحدة. وأنموذج "التحالف البوليفاري" في أمريكا اللاتينية يمكن أن يلهم مساراً مشابهاً بين العراق ودول العالم العربي المحيطة به وغيرها.
اشتراكية ضد الطغيان أيضاً
وهنا لا بد أن نقولها بوضوح.. الاشتراكية المعاصرة ليست فقط ضد الاستعمار الخارجي، بل ضد الاستبداد الداخلي. لا اشتراكية حقيقية دون حريات مدنية، ودون إعلام مستقل، ودون قضاء نزيه. فكم من أنظمة رفعت شعار "الاشتراكية" بينما كانت تسحق العمال وتسجن المثقفين وتحول الشعب إلى موظفين عند السلطة.
الاشتراكية التي ندعو إليها لا تختبئ خلف شعاراتها، بل تواجه الواقع المعقد بمشروع تحرري كامل اقتصادياً، سياسيا، ثقافيا. وهي ليست خلاصاً لفئة أو طبقة، بل أفق للإنسان العربي المغيب من المحيط إلى الخليج.
الاشتراكية كأفق للكرامة والتحرر
في زمنٍ تتكاثر فيه الخرائط وتتآكل فيه الأوطان من الداخل والخارج، تُطل الاشتراكية المعاصرة لا كأيديولوجيا جامدة، بل كأفق حيّ يعيد للإنسان العربي علاقته بالأرض، بالثروة، بالزمن، وبذاته. لا تنادي الاشتراكية اليوم بثورة دموية، بل بثورة عقلانية – روحية، تستعيد فكرة العدالة لا كشعار، بل كمؤسسة، وتستعيد الدولة لا كجهاز قمع، بل كضامن للكرامة، وتستعيد الاقتصاد لا كآلية ربح، بل كأداة لتحرير الإنسان من الحاجة والخوف.
لقد آن للشرق الأوسط أن يتحرر من قبضتين: قبضة الرأسمال العابر للحدود، وقبضة الطغيان المحلي الذي حول الدولة إلى شركة خاصة. الاشتراكية المعاصرة التي ننشدها هي فعل مقاومة للنهب، وبذرة أمل في تربة الخوف، ومشروع نهوض لأمة أُريد لها أن تبقى في قاع السلسلة الغذائية للرأسمالية العالمية.
فالاشتراكية ليست حلماً، بل ضرورة. وليست ماضياً يُستعاد، بل مستقبل يُصاغ.
فمن لا يحلم بالعدالة... لا يليق به أن يحيا بين الأحرار.
*****************************************************
الصفحة التاسعة
إصابة قوية تبعد جايسون تايتم عن بلاي أوف ألـ NBA
بوسطن ـ وكالات
أعلن نادي بوسطن سلتيكس الأميركي لكرة السلة، أن نجم الفريق جايسون تايتم خضع لعملية جراحية لعلاج تمزق في وتر أخيل الأيمن، ما سيبعده عن بقية مباريات الأدوار الإقصائية (البلاي أوف) في الدوري الأميركي للمحترفين NBA. وأكد الفريق، في بيان رسمي، أن الإصابة وقعت خلال المباراة الرابعة من سلسلة البلاي أوف أمام نيويورك نيكس، والتي انتهت بخسارة بوسطن بنتيجة 121-113، موضحاً أن تايتم خضع للجراحة بعد يوم واحد فقط من تعرضه للإصابة. وتعد هذه الضربة موجعة لبوسطن سلتيكس، الذي كان يأمل في الدفاع عن لقبه هذا الموسم، حيث يُعد تايتم أحد الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق، ما يضع مسار الفريق في الأدوار المتبقية من البطولة أمام تحدٍّ صعب. كما أثارت الإصابة مخاوف بشأن مستقبل اللاعب في الموسم المقبل، خاصة أن حالات مشابهة، مثل إصابة كيفن دورانت بتمزق في وتر أخيل عام 2019، أدت إلى غياب طويل امتد لموسم كامل.
***************************************
المنافسة على لقب دوري النجوم تحتدم الشرطة للدفاع عن اللقب والزوراء للعودة إلى المنصات
بغداد ـ طريق الشعب
تواصلت الإثارة في دوري نجوم العراق مع اقتراب الموسم من نهايته، حيث تشهد القمة صراعاً محتدماً بين الغريمين التقليديين الزوراء والشرطة، بعدما حقق كلا الفريقين الفوز في الجولة الـ 33 ليبقيا متساويين بالنقاط، ما ينذر بنهاية دراماتيكية للبطولة.
على ملعب نفط ميسان، فرض الزوراء شخصيته القوية وحقق فوزاً ثميناً بهدفين دون رد أمام أصحاب الأرض. افتتح التسجيل اللاعب إبراهيم توميو في الدقيقة 15، قبل أن يعزز المنذر العلوي النتيجة بهدف ثانٍ مطلع الشوط الثاني (د47)، ليحصد فريقه ثلاث نقاط ثمينة رغم النقص العددي الذي عانى منه بعد طرد المدافع حسين فلاح في الدقيقة 66.
هذا الانتصار رفع رصيد الزوراء إلى 71 نقطة في صدارة الترتيب، ليؤكد عزمه على استعادة اللقب الغائب، بقيادة كتيبة تزداد انسجاماً في المراحل الحاسمة من الموسم.
في توقيت متزامن، لم يتأخر رد الشرطة كثيراً، حيث أمطر شباك مضيفه الكرمة برباعية نظيفة. وتناوب على تسجيل الأهداف كل من بسام شاكر (د39)، ومهند علي "ميمي" الذي سجل ثنائية (د62، د77)، قبل أن يختتم أحمد يحيى المهرجان بهدف في الوقت بدل الضائع (د90+5).
بهذا الفوز، رفع الشرطة أيضاً رصيده إلى 71 نقطة في المركز الثاني بفارق الأهداف عن الزوراء، مع امتلاكه مباراة مؤجلة قد تخلط الأوراق في الأسابيع المقبلة، وتمنحه فرصة الانفراد بالصدارة.
تقدم الزوراء والشرطة بسرعة ثابتة نحو خط النهاية، ما يجعل المواجهات المتبقية لكل فريق بمثابة مباريات نهائية. كلا الفريقين يتمتع بقوة هجومية وصلابة دفاعية، كما يمتلكان دكة بدلاء قادرة على صنع الفارق.
ويترقب الشارع الكروي العراقي لقاءات الفريقين القادمة، وسط توقعات بأن تحسم البطولة إما بفارق المواجهات أو بنتيجة المباراة المؤجلة للشرطة، ما يزيد من حدة التوتر والإثارة.
مع تبقي أربع جولات فقط، واقتراب كل من الزوراء والشرطة من خط النهاية، فإن أي تعثر قد يكلف أحدهما اللقب. وبينما يعول الزوراء على الاستقرار الفني والروح القتالية للاعبيه، يملك الشرطة سلاحاً إضافياً بمباراته المؤجلة، ما يجعل مصيره أقرب للتحكم به إذا استغل الفرصة بشكل مثالي.
********************************************
إنهاء تكليف رئيس مركز التسوية والتحكيم الرياضي في العراق
بغداد ـ طريق الشعب
أنهى مجلس القضاء الأعلى، بشكل رسمي، تكليف رئيس مجلس إدارة مركز التسوية والتحكيم الرياضي، القاضي محمد محمود علي محمود نديم، وذلك وفقاً لوثيقة رسمية وردت إلى وكالة شفق نيوز.
وجاء في الوثيقة أن القرار يستند إلى أحكام المادة 16 من قانون اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية رقم 29 لسنة 2019، حيث تقرر أولاً إيقاف الأمر القضائي المرقم 308 لسنة 2022، ثم إنهاء تكليف قاضي استئناف الكرخ محمد محمود علي محمود نديم من منصبه كرئيس لمجلس إدارة مركز التسوية والتحكيم الرياضي العراقي.
وأكدت الوثيقة أن القرار يُنفذ اعتباراً من تاريخ صدوره.
ويُعد مركز التسوية والتحكيم الرياضي أول جهة مؤسسية متخصصة في فض المنازعات الرياضية في العراق، ويشكّل بديلاً قانونياً عن المحاكم التقليدية، إذ يتوجه إليه الرياضيون والجهات الرياضية لحل نزاعاتهم ضمن إطار قانوني يتماشى مع خصوصية القضايا الرياضية.
************************************************
مانشستر يونايتد يتصدر سباق التعاقد مع رودريغو
مانشستر ـ وكالات
دخل نادي مانشستر يونايتد بقوة على خط التعاقد مع رودريغو، نجم ريال مدريد، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، مقدماً عرضاً ضخماً بقيمة 100 مليون يورو، ليصبح بذلك أكبر عرض مالي حتى الآن من بين الأندية المهتمة بخدمات النجم البرازيلي.
وبحسب ما كشفه برنامج "الشيرنغيتو" الإسباني الشهير، فإن كل من ليفربول ومانشستر سيتي سبق أن تقدما بعروض رسمية للتعاقد مع اللاعب، فيما دخل آرسنال هو الآخر في السباق بعرض لم ينل التغطية الإعلامية ذاتها، لكنه كان حقيقياً ورسميًا.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه تقارير متعددة إلى أن إدارة ريال مدريد منفتحة على فكرة بيع رودريغو هذا الصيف، في ظل تراجع دوره داخل الفريق الأول، وتزايد غضب اللاعب من التهميش الذي تعرض له هذا الموسم، إلى درجة الحديث عن رفضه ارتداء قميص النادي مجددًا.
ولا يزال مستقبل رودريغو معلقًا، لكن المؤكد أن الصيف المقبل قد يشهد واحدة من أبرز صفقات الميركاتو، في حال استجابت إدارة ريال مدريد للعروض الكبيرة المطروحة على الطاولة.
****************************************
غراهام أرنولد يكسر القواعد ويتواصل مع عماد محمد
متابعة ـ طريق الشعب
بدأ المدرب الجديد للمنتخب العراقي، غراهام أرنولد، أولى خطواته العملية في مهمته الجديدة، بالتواصل المباشر مع عدد من المدربين المحليين في العراق، وذلك بالتزامن مع تحضيره لقيادة "أسود الرافدين" في المرحلة الحاسمة من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويستعد أرنولد للمواجهتين القادمتين أمام كوريا الجنوبية والأردن في شهر حزيران المقبل، حيث يسعى لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والنصائح حول اللاعبين المحليين والدوري العراقي، بهدف بناء قائمة قوية قادرة على المنافسة في التصفيات الحاسمة.
ضمن هذه الاستعدادات، أجرى المدرب الأسترالي اتصالًا مع مدرب منتخب الشباب عماد محمد، بهدف ترتيب لقاء قريب في مقر الاتحاد العراقي لكرة القدم. من المقرر أن يناقش الطرفان وضع اللاعبين الشباب الذين أشرف عليهم عماد، وفي مقدمتهم علي جاسم ويوسف أمين، إضافة إلى استعراض تقييم شامل لقدراتهم وإمكانية تصعيدهم للفريق الأول.
كما يعتزم أرنولد توسيع دائرة تواصله لتشمل مدرب المنتخب الأولمبي السابق راضي شنيشل، الذي يُعد من الأسماء التي يوليها أهمية خاصة نظرًا لتجربته الواسعة مع المنتخب الأولمبي في تصفيات أولمبياد باريس 2024. ويهدف أرنولد من هذا اللقاء إلى الاستفادة من خبرات شنيشل في اختيار العناصر المناسبة، ومعرفة تقييمه لمستوى المنافسة في الدوري العراقي، إضافة إلى التعرف على أبرز المواهب المحلية.
اللافت في خطوات المدرب الجديد أنه يظهر انفتاحًا كبيرًا على الكوادر المحلية، بخلاف عدد من المدربين الأجانب الذين سبقوه، والذين اتسمت علاقاتهم بالمدربين العراقيين بالتوتر أو الفتور. أرنولد، بحسب مقربين، ينظر إلى المدربين المحليين كـ "أصدقاء"، ويحرص على كسر الحواجز القديمة التي عطلت في السابق فرص التعاون البنّاء بين المدرب الأجنبي والبيئة المحلية.
ومن المنتظر أن تكون مباراة كوريا الجنوبية ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية، أول ظهور رسمي لأرنولد على رأس الجهاز الفني للعراق، خلفًا للإسباني خيسوس كاساس، الذي أُقيل من منصبه بسبب تراجع النتائج.
بذلك، يدخل أرنولد فترة مفصلية تمتد نحو 90 يومًا، تُحدد خلالها ملامح تشكيلته الجديدة، في محاولة لإنعاش آمال العراق في بلوغ مونديال 2026، وتحقيق بداية قوية مع المنتخب في مرحلة يُعوّل فيها الشارع الرياضي العراقي كثيرًا على التغيير والانفتاح الفني.
**********************************************
وقفة رياضية.. ضرورة مكافأة المجتهد في المؤسسة الرياضية
منعم جابر
يوم كنا في المدرسة الابتدائية، ترسخ في أذهاننا مبدأ مهم، وهو "مكافأة المجتهد وإصلاح الكسلان". وكانت أيام إعلان النتائج المدرسية مناسبة للفخر والاعتزاز بالنسبة للمجتهدين، وأيام بؤس وحزن لغيرهم. وهكذا تربّينا على ثقافة التقييم والمكافأة المدرسية.
لكن هذا الحال اختفى في أيامنا هذه، وخاصة في المجال الرياضي، حيث نلاحظ أن العاملين في المؤسسات الرياضية لم يقدموا، من خلال نشاطاتهم، المستوى العالي والمتقدم في المنافسات الرياضية، وعلى الرغم من الدعم الحكومي المتواصل، إلا أن هذا القطاع ما يزال يعاني من الترهل، والكسل، واللامبالاة، وانعدام الشعور بالمسؤولية، وذلك نتيجة غياب المحاسبة. فأغلب العاملين في المؤسسات الرياضية يفتقرون إلى الكفاءة والقدرات الرياضية العالية.
لذا، أطالب – وباسم أهل الرياضة والحريصين على سمعة الوطن ورياضته – بأن يُسند العمل في المجال الرياضي إلى المختصين من أهل الرياضة أنفسهم، والبارزين في مجالاتها، وألا يُسمح لكل من هبّ ودبّ بالعمل في هذه المؤسسات، سواء كانت أندية، أو اتحادات، أو اللجنة الأولمبية.
وأكرر في هذا المقال ما قلته سابقاً: يجب ألا يُسمح باحتكار المواقع القيادية في المؤسسات الرياضية لأكثر من دورتين انتخابيتين، وينبغي على المسؤول بعد انتهاء فترته أن يترك منصبه، ليفتح الطريق أمام الكفاءات، بعيداً عن الاحتكار والتشبث بالكرسي، حتى نستطيع أن نمضي بخطى واثقة نحو تحقيق الإنجاز الرياضي.
وعلى القيادات الراعية والموجهة للعمل الرياضي أن تعمل على مكافأة المجتهد استناداً إلى ما يحققه من إنجازات في البطولات الوطنية، والإقليمية، والعربية، والقارية، والعالمية، على أن يتم من خلالها تقييم المؤسسة الرياضية، ورعاية أبطالها، وتقديم المحفزات والهدايا لهم.
كما ندعو القادة إلى محاسبة غير المنتجين والفاشلين في الميدان الرياضي، ومساءلتهم عن التقصير والإخفاق، لأن ذلك من شأنه أن يرسخ مبادئ العدالة والمساواة، وإعطاء كل ذي حق حقه.
وبذلك، نستطيع أن نُقيِّم المجتهد والكفء، ونُحاسب المقصر والفاشل، في سبيل بناء رياضة وطنية قوية تليق بطموحات العراقيين.
***************************************
سيدات العراق في تحدٍّ آسيوي جديد
متابعة ـ طريق الشعب
أعلن أحمد الموسوي، عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، عن مشاركة المنتخب الوطني العراقي للسيدات في تصفيات كأس آسيا لكرة القدم التي ستقام على الساحات المكشوفة في تايلاند، ابتداءً من 23 حزيران المقبل.
وأكد الموسوي، أن المنتخب العراقي جاء ضمن فرق المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه منتخبات تايلاند، الهند، تيمور الشرقية، ومنغوليا، مشيراً إلى أن التصفيات تشهد مشاركة واسعة من المنتخبات النسوية في القارة الآسيوية.
وأوضح الموسوي أن قرعة المباريات التي أجرتها لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي أفرزت أربع مواجهات للعراق، حيث يبدأ مشواره بمواجهة تيمور الشرقية في 23 حزيران، ثم يلتقي منغوليا في 26 من الشهر ذاته، قبل أن يواجه تايلاند في 29 حزيران، ويختتم مبارياته أمام الهند في 2 تموز المقبل.
وبيّن الموسوي أن المنتخبات التي تتصدر مجموعاتها ستتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2026 المقررة في أستراليا، لافتاً إلى أن المنتخب العراقي للسيدات دخل حالياً في مرحلة إعداد مكثفة في العاصمة بغداد، تحت إشراف المدرب عبد الوهاب أبو الهيل، بهدف تحقيق نتائج إيجابية في التصفيات.
********************************************
الصفخة العاشرة
تركن أحلامهن ونَسَجْن السجاد أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم {الأجور الزهيدة}
منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة عام 2021، مُنعت الفتيات فوق سن 12 عاماً من التعليم، ومُنعت معظم النساء من العمل في الوظائف العامة، ما دفع الكثير منهن نحو التوجه إلى حرف نسج السجاد لأيام طويلة وشاقة، وهي إحدى الحرف القليلة التي تسمح حكومة طالبان للنساء بممارستها. كانت شاكيلة، البالغة من العمر 22 عاماً طالبة تحلم بأن تصبح محامية، لكنها الآن تعمل في صناعة السجاد، الحرفة التي تمتهنها عائلتها.
تقول شاكيلة: "لا يوجد أي عمل آخر غير نسج السجاد، ليس هناك أي وظائف أخرى".
عُرضت سجادة نسجتها شاكيلة وشقيقتاها في معرض في كازاخستان عام 2024، حيث بيعت تلك التحفة الحريرية التي تبلغ مساحتها 13 متراً مربعاً، مقابل 18 ألف دولار أمريكي، لكنهن لم يحصلن على أي ربح. يُباع السجاد في أفغانستان بسعر زهيد، وبالتالي يحصل العمال على أجور منخفضة، حيث يبلغ متوسط سعر المتر المربع الواحد من القطعة المنسوجة يدوياً، ما بين 100 و150 دولاراً أمريكياً.
تنحدر الشقيقات الثلاث من منطقة دشت برجي شديدة الفقير، في الضواحي الغربية لكابول، ويتشاركن إيجار سكن متواضع مكون من غرفتي نوم مع والديهما المسنين وثلاثة أشقاء، وحولن إحدى غرف السكن إلى ورشة لصناعة السجاد. تقول شاكيلة: "تعلمت هذه الحرفة عندما كنت في العاشرة من عمري، حين علمني والدي بينما كان يتعافى من حادث سيارة". وما كان مهارة ضرورية في أوقات الشدة، أصبح الآن شريان حياة للأسرة.
وفقًا للأمم المتحدة، يعتمد ما بين 1.2 و 1.5 مليون أفغاني على صناعة السجاد، وتشكل النساء ما يقرب من 90 في المئة من القوى العاملة في هذه الصناعة.
كانت سميرة، شقيقة شاكيلة، البالغة من العمر 18 عاماً، تحلم بأن تصبح صحفية، بينما أُجبرت أختهما مريم البالغة من العمر 13 عاماً، على ترك المدرسة، حتى قبل أن تتمكن من نسج حلم لمستقبلها. قبل عودة طالبان، كانت الفتيات الثلاث طالبات في مدرسة سيد الشهداء الثانوية، لكن حياتهن تغيرت إلى الأبد بعد التفجيرات المميتة التي وقعت في المدرسة عام 2021، وأسفرت عن مقتل 90 شخصاً، معظمهم من الفتيات، وإصابة ما يقرب من 300 آخرين. وخوفًا من وقوع مأساة أخرى، اتخذ والدهن قراراً بمنعهن من الذهاب إلى المدرسة.
"أعداء تعليم الفتيات"
أصيبت سميرة، التي كانت في المدرسة وقت وقوع الهجمات، بصدمة نفسية؛ حيث أصبحت تتلعثم في الحديث، وتجد صعوبة في التعبير عن نفسها بطلاقة. ومع ذلك، فهي لا تزال مستعدة لفعل أي شيء للعودة إلى التعليم الرسمي. تقول سميرة: "أردت حقاً أن أكمل دراستي، الآن بعد أن أصبحت طالبان في السلطة، تحسن الوضع الأمني، وتراجعت التفجيرات الانتحارية". وأضافت: "لكن المدارس لا تزال مغلقة، لهذا السبب علينا أن نعمل". وقد حمّلت الحكومة السابقة حركة طالبان مسؤولية الهجوم، رغم أن الحركة نفت ذلك. وتعتقد شاكيلة وسميرة ومريم أن الحكام الحاليين هم أعداء لتعليم الفتيات.
وادّعت حركة طالبان مراراً أن الفتيات سيُسمح لهن بالعودة إلى المدرسة بمجرد معالجة بعض المشكلات مثل مواءمة المناهج الدراسية مع القيم الإسلامية، ولكن حتى الآن، لم تُتخذ أي خطوات ملموسة لتحقيق ذلك. في ورشة "إلمك بافت" في كابول، تعمل 300 امرأة وفتاة في مكان ضيق يكاد ينعدم فيه الهواء. وفي فرع آخر من الورشة، تعمل 126 فتاة صغيرة على 23 نولاً. كانت صالحة حساني، البالغة من العمر 19 عاماً، طالبة مجتهدة في المدرسة حتى بلغت السابعة عشرة من عمرها، بل إنها أمضت عامين في التدريس، ومارست أيضاً مهنة الصحافة لمدة ثلاثة أشهر. تقول صالحة بابتسامة باهتة: "لم يعد لدينا نحن الفتيات فرصة للدراسة، لقد سلبتنا الظروف ذلك، لذا لجأنا إلى ورشة العمل".
سجاد بملايين الدولارات
أشارت وزارة الصناعة والتجارة في حكومة طالبان إلى تصدير أكثر من 2.4 مليون كيلوغرام من السجاد، بقيمة 8.7 مليون دولار إلى دول مثل باكستان والهند والنمسا والولايات المتحدة، خلال الستة أشهر الأولى من عام 2024. ومع ذلك، هناك تناقض مثير للقلق رغم ازدهار التصدير، حيث يقول العمال إنهم يكسبون حوالي 27 دولاراً عن كل متر مربع من السجاد، الذي يستغرق إنتاجه عادة حوالي شهر، ما يعني في كثير من الأحيان أقل من دولار واحد يومياً رغم ساعات العمل الطويلة والمرهقة، التي تمتد في كثير من الأحيان إلى 10 أو 12 ساعة. يقول نصار أحمد حسيني، رئيس شركة "إلمك بافت"، إنه يدفع لموظفيه ما بين 39 و42 دولاراً للمتر المربع الواحد، كما يدّعي أنهم يتقاضون أجورهم كل أسبوعين، بينما تبلغ ساعات العمل ثماني ساعات. ويضيف أن منظمته تهدف لدعم أولئك الذين تركوا الدراسة بسبب إغلاق المدارس بعد صعود حكومة طالبان. ويضيف: "أنشأنا ثلاث ورش عمل لنسج السجاد وغزل الصوف". وأوضح أن حوالي 50 إلى 60 في المئة من هذا السجاد يُصدّر إلى باكستان، بينما يُرسل الباقي إلى الصين والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وروسيا لتلبية طلبات الزبائن".
ويعانى الاقتصاد الأفغاني من الانكماش بنسبة 29 في المئة منذ عام 2020، إذ بلغت تكلفة القيود المفروضة على النساء ما يصل إلى مليار دولار، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي عام 2020، بلغت نسبة النساء العاملات 19 في المئة فقط، بمقدار أقل من أربعة أضعاف الرجال العاملين، وانخفض هذا الرقم بشكلٍ أكبر في ظل حكم طالبان.
ورغم التحديات، إلا أن عزيمة هؤلاء الشابات لم تنكس، إذ تقول صالحة ويبدو عليها الإصرار والأمل، أنها كرست ثلاث سنوات من حياتها لدراسة اللغة الإنجليزية، موضحة: "رغم إغلاق المدارس والجامعات، إلا أننا نرفض التوقف عن التعلم". وتضيف أنها تخطط لأن تصبح أفضل طبيبة يوماً ما، وأن تبني أفضل مستشفى في أفغانستان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بي بي سي" – 15 نيسان 2025
********************************************
{فيرجينيا وولف والسيدة دالواي}.. مئوية رواية في معرض بزيورخ
يستعيد "متحف شتراوهوف" (Strauhof) في مدينة زيورخ سيرة واحدة من أبرز الكاتبات في تاريخ الأدب الحديث من خلال معرض "فيرجينيا وولف والسيدة دالواي"، بمناسبة مرور مئة عام على صدور رواية "السيّدة دالواي"، التي تُعدّ واحدة من أبرز أعمال الأدب الحداثي في القرن العشرين. وتضيء هذه الاستعادة على الصراعات النفسية التي واجهتها الكاتبة، بما فيها معاناتها من نوبات الاكتئاب وتأثيراتها على كتابتها، لتبدو وولف هنا شخصية معقدة تجمع بين الهشاشة والإبداع، وبين الانعزال وقوّة التأثير بالآخرين. يُقسَم المعرض، الذي يتواصل حتى الثامن عشر من مايو/ أيار المُقبل، إلى جزأين متكاملين. يركز الجزء الأول على رواية "السيدة دالواي" نفسها، التي نُشرت للمرة الأولى عام 1925، وتدور أحداثها خلال يوم واحد في مدينة لندن ما بعد الحرب العالمية الأُولى، حيث تتابع وولف تفاصيل الحياة الداخلية لشخصياتها، وعلى رأسهم كلاريسا دالواي، السيدة الأرستقراطية التي تحضّر لحفل مسائي بينما تعيش تأملات وجودية تتقاطع مع مصائر شخصيات أخرى مثل الجندي السابق سيبتيماس سميث، الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. يلقي هذا القسم الضوء على البناء الزمني للرواية، واستخدام تقنية تيار الوعي، وعلاقة النص بالتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية في بريطانيا بين الحربين. أما الجزء الثاني من "فيرجينيا وولف والسيّدة دالواي"، فيأخذ الزائر إلى العالم الشخصي والفكري للكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف (1882-1941)، ويستعرض حياتها المعقدة، وأفكارها النسوية والحداثية، وشبكتها الثقافية ضمن مجموعة "بلومزبري" التي ضمت مفكرين وفنانين ومبدعين بارزين. كما يتتبع مسيرتها كاتبة وناشرة، من خلال وثائق نادرة، ومراسلات، وصور فوتوغرافية، إلى جانب مقتطفات من مقالاتها ومذكراتها، التي تعكس وعيها العميق بقضايا المرأة، والهوية، والحرية الفكرية. كذلك يهدف المعرض إلى إظهار تداخل السيرة الذاتية بالفكر الأدبي، ويتيح للزائرين فرصة تأمل إنتاج وولف من زوايا جديدة تربط بين النصوص والسياقات الاجتماعية والسياسية التي أنتجتها. كما يشكّل مناسبة للتذكير بمكانة وولف كاتبة غيرت شكل الرواية الحديثة، وساهمت في بلورة خطاب نقدي نسوي مبكر. يضع "فيرجينيا وولف والسيّدة دالواي" أعمال الروائية البريطانية في السياق التاريخي لفترة ما بين الحربين، والحياة الاجتماعية النابضة بالحياة في لندن بداية عشرينيات القرن العشرين. ومن اللافت في المعرض تركيزه على البعد النسوي في فكر وولف، لا سيما عبر استحضار مقالتها المطولة "غرفة تخصّ المرء وحده"، وقراءاتها الجذرية للعلاقة بين المرأة والمعرفة والسلطة. بهذا، لا تقدم هذه الاستعادة صورة مؤطرة عن كاتبة كلاسيكية، بل تكشف عن حضورها المتجدد في النقاشات المعاصرة حول الكتابة والهوية والتحرر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"العربي الجديد" – 18 نيسان 2025
************************************************
تلقي الكتّاب والمبدعين لفكر الدكتور عبدالله الغذامي
هذا كتاب يبحث في بصمة الكاتب السعودي عبدالله الغذامي في الثقافة العربية عامة، والسعودية على وجه الخصوص، عبر كتبه التي أثارت، في غالبيتها، ولا يزال بعضها يثير التساؤلات والجدالات والمزيد من التأمل والتفكير في مختلف مناحي الفكر والفلسفة والأدب والنقد الثقافي وغيرها من الموضوعات. يضم كتاب "أصداء الغذامي – تلقّي الكتّاب والمبدعين لفكر الدكتور عبدالله الغذامي" الذي جمعه وحرره كل من عبد العزيز بن علي النصافي ورحمة القرشي، وصدر، مؤخرا، عن دار رشم للنشر والتوزيع في السعودية، مقالات لم تنشر من قبل. فمنذ طرح الفكرة على المبدعين والنقاد العرب، بادرت نخبة من الكتاب العرب بحماسة للكتابة عن الناقد العربي الدكتور عبد الله الغذامي، بحسب ما جاء في المقدمة، وهي مقالات تنوعت موضوعاتها، بسبب تنوع كتّابها واختلاف اتجاهاتهم الفكرية والثقافية. وأضافت هذه المقالات للكتاب، وذلك بسبب جودة ما كُتب، وانضمام عدد من النخب العلمية في العالم العربي للكتابة عنه. يقول الكاتب رحمة القرشي في مقدمته: "إن جمع المادة كانت فكرة أذكى جذوتها الأستاذ الفاضل عبد العزيز النصافي، وشاركته اعتزازا بدور الدكتور الغذامي، وإيمانا بدور طلبة العلم في الحفاظ على إنتاج أساتذتهم، وهو محاولة لتوثيق مادة ثرة عن العالم الجليل الذي خرج بأفكار أنار بها دروب البحث، وولدت أفكاره قراءات متباينة عن النص. وقد جمعنا في هذا الكتاب المقالات التي صدرت عن الدكتور وعن دراساته، من داخل المملكة وخارجها، وسيلحظ المتلقي الكريم أن المقالات المختارة لم تغطِّ مسيرة الدكتور كاملة، نظرا إلى ضخامتها، فحاولنا جمع المقالات المترامية في الصحف العربية، احتفاء بمسيرة الدكتور الطويلة، والمقالات التي تلقّت الدكتور أكبر بكثير من هذا العدد، وهي تتفاوت في الجودة والنضج، وبعضها ضعيف صَعُبَ علينا وضعه".
يصف القرشي المقالات التي ضمها الكتاب بـ"الرصينة"، وبأنها جاءت "احتفاء بمسيرة الغذامي، الناقد الذي أعطى النقد العربي، وبوّأ له مكانة مرموقة تليق بالفكر العربي الضارب في عمق التاريخ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة "المجلة" – 29 نيسان 2025
*****************************************
كتاب يجمع رسائل ستيفان تسفايغ وجان ريتشارد بلوخ
أحمد نظيف
تحتلّ الرسائل في أدب ستيفان تسفايغ (1881-1942) وحياته مكاناً أساسياً، فقد شكلت صلات وصل للكاتب النمسوي بأصدقائه وأحبائه في سيرة تكللت بالترحال والرحيل في سياق من الحروب والمنافي خلال النصف الأول من القرن العشرين. وضمن هذا التراث العظيم من الرسائل، يتنزل كتاب ''رسائل ستيفان تسفايغ وجان ريتشارد بلوخ (1912-1940)''، الصادر عن منشورات جامعة ديجون الفرنسية، والذي اعتنت بجمعه وتحقيقه كلودين ديلفيس، الأستاذة الفخرية للتاريخ والحضارة الألمانية المعاصرة في جامعة باريس ديدرو، قبل رحيلها العام الماضي.
يجمع هذا الكتاب للمرة الأولى المراسلات بين ستيفان تسفايغ والروائي والكاتب الفرنسي جان ريتشارد بلوخ، من عام 1912 إلى عام 1940، وهو التاريخ الذي غادر فيه تسفايغ أوروبا إلى الأبد. في البداية، تبدو محادثاتهما رسمية، لكنها تصبح مألوفة بشكل متزايد. فقد لعب كلاهما دوراً كبيراً في العديد من الشبكات الفكرية الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين. وفي حين أن الروابط التي وحدت تسفايغ بفرنسا كانت موضوعاً للبحث على مر السنين وما زالت كذلك، فإن علاقاته ببلوخ لم تدرس إلا قليلاً، على رغم أن الدراسات المخصصة للأخير زادت بشكل كبير مدى السنوات الثلاثين الماضية وتذكرنا بتعلقه بالثقافة الجرمانية. وفيما يقول تسفايغ في كتابه "عالم الأمس"، وهو كتاب يشهد على فترة محددة من حياته وليس سيرة ذاتية بالمعنى الحقيقي للكلمة، إنه "أحب فرنسا مثل وطن ثانٍ"، فإن بلوخ ، من جانبه، يشعر ببعض عناصر الألمانية فيه، النابعة من "مهد فروعه الأصلية بصفتها مزيجاً من الجوانب الجرمانية والفرنسية، التي "تتساوى في الجوهر"، على حد قوله. وهكذا، فإننا نشهد في بلوخ كما في تسفايغ، تحالفاً بين الثقافتين اللاتينية والجرمانية، ما يؤدي إلى تمازج حقيقي للعقل والقلب.
تغطي هذه المراسلات، التي تتألف من 75 رسالةً، مدة زمنية طويلة من عام 1912 إلى عام 1940. ومع ذلك، فهي موزعة بشكل غير متساو، إذ لم تصل إلا أربع رسائل قبل الحرب العظمى تبعها انقطاع طويل خلالها. وعلى رغم أن هذا الانقطاع في المراسلات بين الصديقين قد يكون دافعه الظروف الصعبة في قارة تمزقها الحرب، فإن من الممكن إعادة بناء الحوار بين الرجلين، لأن تسفايغ وبلوخ كانا يشتركان في عدد كبير من الأصدقاء الذين لعبوا في أوقات معينة من حياتهما دور الوسيط. عندما بدأت مراسلاتهما عام 1912، كان بلوخ يبلغ 28 عاماً أما تسفايغ فبالكاد بلغ 31 عاماً. كما تظهر الرسائل طبيعة الاختلاف بينهما. في العشرينات انفصلت دروبهما، فقد انخرط بلوخ في العمل السياسي وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، بينما حافظ تسفايغ على حياده حيال السياسة الحزبية.
لاحقاً، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية أصبحت القارة أكثر تمزقاً. في بداية عام 1941، وبعد أن شعر بلوخ بالتهديد المتزايد من طرف النازية، باعتباره شيوعياً ويهودياً، قرر الفرار إلى الاتحاد السوفياتي. وعلى رغم الحاجز اللغوي، يبدو هذا الاختيار منطقياً لأسباب سياسية. وفي الاتحاد السوفياتي أصبح بلوخ صحافياً وأنتج برامج إذاعية باللغة الفرنسية في إذاعة موسكو. أما تسفايغ فقد غادر أوروبا ليستقر بداية من عام 1940 في مدينة نيويورك مع زوجته حيث عاشا لمدة شهرين ضيفين في جامعة ييل. ثم انتقلا مرة أخرى إلى البرازيل. كان يائساً بشأن مستقبل أوروبا وثقافتها. انتهت المراسلات بين الصديقين في هذا السياق من التمزق عام 1940، لكن لم ينس أي منهما الماضي. فقد ذكر تسفايغ اسم بلوخ مرات عدة في كتابه "عالم الأمس"، بينما استشهد بلوخ بصديقه وكتاباته في خطاباته على راديو موسكو، ولم يكن يعرف أنه قد انتحر وزوجته بجرعة زائدة من الباربيتورات في منزلهما في مدينة بتروبوليس البرازيلية، وكانا ممسكين بأيدي بعضهما بعضاً في شتاء 1942.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"النهار العربي" – 16 نيسان 2025
**********************************************
ابتهال أبو السعد المفصولة من {مايكروسوفت} تدعو إلى مقاطعة منتجاتها
دعت المبرمجة المغربية السابقة بشركة "مايكروسوفت"، ابتهال أبو السعد، اليوم الأربعاء، إلى مقاطعة جميع منتجات الشركة، على خلفية دعمها إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. جاء ذلك في مقطع مصور نشرته أبو السعد بمنصة "إنستغرام" بعد أيام من فضحها الدعم الذي تقدّمه "مايكروسوفت" لإسرائيل في الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 18 شهراً، خلال حفل رسمي للشركة في الولايات المتحدة. وكلف هذا الموقف أبو السعد خسارتها وظيفتها في الشركة العالمية. وقالت أبو السعد إنها نشرت المقطع المصور على "إنستغرام" بعدما تواصل معها الكثيرون، لمعرفة سبل مساندتها خلال هذه الفترة، على حد تعبيرها. وأضافت: "يجب مقاطعة جميع منتجات شركة مايكروسوفت وعدم استخدام منتجاتها، بهدف تبليغها رسالة بعدم دعمها مادياً، وحتى تتبنى مبادئ إنسانية" في إشارة إلى ضرورة توقفها عن دعم إسرائيل. وفي السياق، دعت المبرمجة المغربية إلى فضح جميع الشركات التي تدعم إسرائيل. وتابعت بهذا الصدد: "كل شخص يعمل في أي شركة تنتهك المبادئ الإنسانية عليه أن يرفع صوته ويغادرها، ويتحدث عن ذلك"، داعية الجميع إلى التحدث عن هذه الأمور ونشر قضية المقاطعة.
"مايكروسوفت" متواطئة مع الاحتلال
في الاثنين الماضي، أفادت شبكة سي إن بي سي الأميركية عبر موقعها، بأن "مايكروسوفت" قد فصلت ابتهال أبو السعد إثر احتجاجها ضد الخدمات التي توفرها الشركة لإسرائيل، خلال احتفال الشركة بالذكرى الـ50 لتأسيسها، الجمعة الماضية. واتهمت أبو السعد إدارتها بالمشاركة في الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة، قائلةً إن أيدي الشركة "ملوثة بدماء الفلسطينيين"، وذلك خلال مقاطعتها كلمة للمدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في "مايكروسوفت"، مصطفى سليمان. وكان تحقيق أجرته وكالة أسوشييتد برس مطلع عام 2025 قد كشف أن نماذج الذكاء الاصطناعي من شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" استُخدمت في جزء من برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"العربي الجديد" – 9 نيسان 2025
**********************************************
الصفحة الحادية عشر
جديد دار الشؤون الثقافية
تواصل دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة اصداراتها الجديدة، وقد صدر مؤخراً:
- معجم ابي العلاء (8 أجزاء)/ صنفه وقدم له أ. د. ميثم محمد علي.
- موسوعة المصطلح النقدي/ ترجمة د. عبد الواحد لؤلؤة.
- هذا القرنفل ليس لي/ شعر بشرى البستاني.
- السيرة الذاتية القصصية/ وعي التجربة، افق الرؤية/ محمد صابر عبيد.
- بول شاؤول/ مختارات، اختارها محمود وهبة وضياء سالم إسكندر.
- الكاولي/ قصص كريم شعلان.
- في النقد والعقل النقدي/ د. صائب عبد الحميد.
- مفاكهة الجلساء في ادب الظرفاء/ انتخاب وتقديم د. جابر خضير.
- موسوعة المكان/ د. حسن مجيد العميدي.
- الاعمال الشعرية الكاملة للشاعر بلند الحيدري/ تقديم د. حسن عبد راضي.
******************************************
في الخطاب الثقافي الاستعماري.. مجلة {شعر}.. آراء ومواقف (2- 2)
د. رهبة أسودي حسين
كان الاتحاد الذي بنته وكالة المخابرات المركزية - والذي يتكون مما وصفه هنري كيسنجر بأنه "أرستقراطية مكرسة لخدمة هذه الأمة نيابة عن مبادئ تتجاوز الحزبية" - هو السلاح الخفي في صراع أمريكا في الحرب الباردة، وهو سلاح كان له، في المجال الثقافي، تداعيات واسعة النطاق. لصالح الغرب، باسم حرية التعبير. وبوصفها الحرب الباردة بأنها "معركةٌ على عقول الرجال"، خزّنت ترسانةً هائلةً من الأسلحة الثقافية؛ مجلاتٍ وكتبًا ومؤتمراتٍ وندواتٍ ومعارضَ فنيةً وحفلاتٍ موسيقيةً وجوائز. حيث تطرح المؤلفة معتمدة على عدد كبير من المقابلات الشخصية وفحص عدد كبير من الوثائق الرسمية التي أفرج عنها مؤخرا و تظهر أسماء عدد كبير من أبرز مفكري وفناني المرحلة البعض تعاون دون ان يدري وكان البعض الآخر يعمل عن علم واستعداد للتعاون.
في دراسة تقويمية وتحت عنوان (مجلة شعر اللبنانية ... مدخل الى دراسة تقويمية) يطرح الاستاذ سامي مهدي في مجلة "الأقلام" في عددها الصادر في أيلول 1987 ضمن مناقشة الاطار الفني للمجلة يذكر سامي مهدي : حين صدرت مجلة شعر سنة 1957 كانت ثمة حركة شعرية جديدة ونشيطة انبعثت من العراق، وامتدت الى أقطار عربية أخرى منها لبنان. فقد تمكن بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري من تحطيم الشكل التقليدي للقصيدة العربية، وفتح الباب على مصراعيه لأشكال شعرية جديدة. صحيح ان هذه الحركة كانت ما تزال تقاوم من جانب العقليات التقليدية والمحافظة الا ان هذه المقاومة كانت في ذلك الحين قد ضعفت كثيرا .ويمكن تميز اتجاهين سياسيين في تجمع مجلة شعر هما:
- أتجاه قومي سوري (نسبة الى الحزب القومي السوري) وهو الاتجاه الذي غلب على المجلة منذ بداية صدورها حتى مرحلة متقدمة من حياتها وينتمي الى الاتجاه الاول (يوسف الخال و اودونيس ونذير عظمة وفؤاد رفقة وخالدة سعيد ومنير بشور ومحمد الماغوط واخرون).
- أتجاه اقليمي لبناني وهو الاتجاه الذي بدأ مع بداية المجلة ثم نما مرحلة بعد اخرى حتى غلب عليها في المرحلة الاخيرة من حياتها. وينتمي الى هذا الاتجاه كل من (أنسي الحاج وشوقي ابو شقرا وعصام محفوظ واسعد رزوق وغيرهم ).
وعلى الرغم مما بين الاتجاهين أعلاه (خارج المجلة) من خلافات فكرية عميقة وخصومات سياسية مستمرة وصلت الى العنف التقيا في المجلة وتعاونا معا على اصدارها. اذ كان هناك ما يجمع الاتجاهين على المستويين السياسي والفكري وعلى وفق الأتي:
- المستوى السياسي : كان الاتجاهان يتفقان اتفاقا تاما على معادات فكرة (العروبة) وكل ما يمت اليها من أهداف وشعارات وقوى سياسية ، ولا يعترفان بوجود (امة عربية)، وينظران الى تاريخها وتراثها نظرة مغرقة في السلبية.
- المستوى الفكري: جمعت الطرفين اتجاهاتها اليمينية ونزوعها الشديد الى التغريب (نسبة الى الغرب) والتشبث بأطراف الدعوات الليبرالية في مواجهة ما يعتبرانه (قمعا عنصريا وطائفيا).
على هذه الارضية التقى تجمع مجلة شعر وعلى الارضية نفسها استقطبوا العناصر المعادية للعروبة ، ومن انسجم معهم من ذوي النزعات الاقليمية والطائفية في لبنان والوطن العربي ،ومن راقت لهم اتجاهاتهم من ذوي الاتجاهات اليمينية ودعاة التغرب والليبرالية، ويمكن استثناء الذين أغوته اتجاهاتهم الفنية ، او من طمع في ذيوع شهرة، او من راقته علاقته بهم كل الوقت أو بعضه (ولم يكن لهم دور داخل المجلة).
يجد سامي مهدي ان تجمع مجلة "شعر" كان يدعي خلاف ما يمارس كان يرفض
(السياسة) و(الايديولوجية ) وهو مسيس ومؤدلج الى عنقه بل كان هذا التجمع يعمل عمل حزب سياسي كامل : مجلة ، وندوة أسبوعية ، ودار نشر تصدر كتبا ذات لون خاص وجوائز تمنحها المجلة وامتداد الى الصحف اليومية ومبشرون ومراسلون واتصالات عربية وعالمية فالمجلة تدعو الاخرين فقط الى شعر بلا رسالة والى التنصل من التزاماتهم ومن القضايا التي يؤمنون بها وتقبل التزاما من نمط أخر وايمانا بقضايا أخرى.
وقعت المجلة تحت مجموعة من الأزمات التي قادت توقف مجلة شعر للمرة الأولى عن الصدور في آخر سنة 1964، بعد أن أصدرت خلال ثماني سنوات 32 عددًا وقسمًا لا يستهان به من المؤلفات الأدبية، وأن جزءًا منها جاء للتعريف بالأدب الإنكليزي عامة والأميركي خاصة. وعادت مجلة شعر إلى الصدور في صيف 1967، بعد توقف دام ثلاث سنوات (1964 1967-)، وكان صدورها هذه المرة عن دار النهار التي تولّى الخال الشؤون الثقافية فيها، إضافة إلى رئاسة تحرير المجلة. وصدرت المجلة بهيئة التحرير نفسها باستثناء الشاعر أدونيس، وبابتعاد خليل حاوي والناقدة خالدة سعيد والشاعر محمد الماغوط وكتّاب آخرين عن المجلة.
يجد الاستاذ حاتم الصكر بخصوص توقف المجلة :لم يكن الخصوم وحدهم سبب توقف المجلة الأول خريف عام 1964، بل كانت المجموعة ذاتها تعاني مشكلات داخلية، اعترف ببعضها يوسف الخال (رئيس التحرير) في بيان التوقف الأول ، ومنها حاجز اللغة بين المجلة وقرائها وبين قصيدة النثر والمتلقي، ولكن التوليف الفكري للمجموعة وتباين منطلقاتها رغم التمامها الظاهري حول المشروع كان سببا أكثر أثرا في التوقف وتعثر المشروع التحديثي، الأمر الذي تغفله كثير من الدراسات التي تناولت تجربة المجلة ومشروعها ،رغم اعتراف أفراد المجموعة نفسها بذلك ، فجبرا إبراهيم جبرا لا يصنف كتابته الشعرية ضمن ( قصيدة النثر ) بل يسميها ( الشعر الحر ) بالمصطلح الغربي السليم ويدرج شعر توفيق صايغ والماغوط ضمنه ، وهو ما نبّه إليه الدكتور عبدالواحد لؤلؤة في دراساته المبكرة حول قصيدة النثر ، بينما ينتمي عدد من شعراء المجموعة لميراث قصيدة النثر الفرنسية ذات التمركز اللغوي وإغفال المعنى ، مقابل إنتاج علاقات لغوية غريبة وبنى صورية صادمة –كما في شعر أنسي الحاج وأبي شقرا، ومن الجماعة من لم يهمل الوزنية تماما مثل فؤاد رفقة.
أما في المنظور الرؤيوي فثمة متدينون ودنيويون، إليوتيون وبودليريون، وفي الموقف من التراث هناك من يصرخ ويصرح بأنه لا تراث له وأنه خارج الموروث كله، بينما تفرد المجلة وبتأثير مباشر من أدونيس صفحات من كل عدد لمختارات من الشعر العربي القديم، كانت نواة قراءته المعمقة للموروث الشعري التي نتج عنها كتابه المهم ديوان الشعر العربي.
ولعل أكثر الجنايات التحديثية فداحة هو ما بشّرت به المجلة بحماسة غريبة لأفكار سوزان برنار في أطروحتها عن "قصيدة النثر من بودلير حتى أيامنا"، وليس الخطأ في تبني أفكار برنار والقوانين التي استقرأتها من متابعة التحديث في أدب لغتها الفرنسية ، بل في التلخيص المخل الذي صنعه كتًاب المجلة لتلك الأفكار والصنمية التي منحوها لها.لم تغب عن عقل محرري المجلة وأصدقائهم تلك التباينات فراحوا يمهدون لأرض مشتركة لتقبل تجاربهم المتنوعة، فاهتموا –كل عدد- بتقديم ترجمات مطولة لشاعر غربي حداثوي، ولم يمنع تباين الحاضنات الفكرية لهم من الالتقاء حول سلالة متمردة، ترضي القادمين من الثقافة الإنكلو-سكسونية كجبرا وصايغ والخال، والفرانكفونيين كأدونيس وأنسي الحاج وأبي شقرا ،كما حرصوا على تقديم الثقافة المتنوعة لا الشعرية فحسب، فظهرت الاهتمامات بالتشكيل والدراما في إشارة لحاجة قارئهم الجديد لتلك الفنون في كتابتهم الشعرية.
لكن ذلك لم يخفف من الهجوم على المجلة التي اتهمتها نازك الملائكة مثلا بأنها مجلة تصدر ببيروت ( بلغةٍ عربية وروحٍ غربية) وبأن تجارب شعرائها ونصوصهم( بدعة غريبة) حتى استحال معنى كلمة شعر عندهم كما تعتقد ( إلى التعبير عن النثر) واستفزها بخاصة وضع المجلة كلمة ( شعر ) على كتب ترى نازك أنها تحوي نثرا لا شعرا كديوان الماغوط (حزن في ضوء القمر).ولعل إصدارات المجلة وجوائزها التي فاز ديوان السياب( أنشودة المطر) بإحداها عام 1960دليل طموح المجموعة والمجلة ، إذ لم تكتف بالإصدار الفصلي لها أو بالندوات وتعدت ذلك إلى المنشورات التي تحمل اسم( دار شعر) الحاضنة للمجلة.
وهنا وبعد أشارة الصكر لكتاب(سوزان برنار/ قصيدة النثر من بودلير حتى الوقت الراهن) الذي يعد المصدر الذي يتصدر اهتمام جماعة (مجلة شعر) وكما جاء في مقدمة الكتاب بترجمته العربية الصادر عن (دارشرقيات للترجمة والنشر سنة 1998في القاهرة) في تبنيه ضمن موقف جماعي إجماعي من كتّاب (مجلة شعر) باعتماد مفاهيمه - من قبل واحدة من أهم الحركات الشعرية في القرن العشرين – اعتمادا مطلقا ليتحول الى إنجيل الجماعة المقدس .ففي العدد 14 من مجلة شعر / ربيع 1960 ترد الإشارة الأولى الى الكتاب في مقال لأودنيس حمل عنوان في قصيدة النثر. فضلا عن أشارة أنسي الحاج في مقدمة ديوانه (لن)1960 . باستعادة حرفية لمفاهيم ومصطلحات سوزان برنار. ويتكرر ذكر الكتاب من قبل جماعة مجلة شعر علما ان تاريخ صدور الكتاب هو 1958، وصدور اول عدد للمجلة هو 1957، فلا يمكن ترك هذا التوقيت للصدفة التاريخية فقط، وكأنما المجلة والجماعة كانتا في أنتظار الكتاب من أجل تأسيس نظري لقصيدة النثر. فما أكثر الأسئلة ..... وما أقل الإجابات.
وبهذا فنحن امام تجربة ثقافية – ادبية ارتبطت بمخرجات الحرب الباردة من خلال صلة (مجلة شعر) بالمنظمة العالمية لحرية الثقافة جعل المجلة تتجاوز عن كونها مجلة ادبية الى حركة شعرية جعلت محاورها تخرج عن ادوارها الثقافية في غاية رسالة الشاعر ضمن (الادب الملتزم ) و موقفها من التراث العربي في تبني الاتجاهات الشعرية الحديثة ضمن الخروج عن الموروث الثقافي العربي وموقفها من اللغة العربية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هامش المحرر الثقافي: عن دار المأمون في وزارة الثقافة/ بغداد، صدر مؤخراً كتاب بعنوان "شعراء الحرب الباردة" ترجمة وتوثيق جمال جمعة، يتناول تفاصيل عن مجلات المنظمة العالمية لحرية الثقافة وبخاصة مجلة شعر، حوار، ادب.. والمواقف المتعلقة بها.. لا غنى عن قراءته تواصلاً مع الدراسة الواردة أعلاه.
**********************************************
منى سعيد تواجه {كدمات يمام} بشجاعة وتفاؤل
راسم الحديثي
أدهشتني العتبة الأولى لهذه السردية وهو العنوان الذي يراه رولان بارت هو نص موازي ويفتح إمكانية التأويل منذ البداية فهو عتبة أولى نصية مهمة، فالروائية منى سعيد ترى أن الحمام تعرض لكدمات طويلة ومؤذية، ذلك أن هذا الطير يعد طيرًا دالًا على السلام ، وهي تحلم بعالمٍ يسوده الأمن والأمان.
بدأت الرواية بعبارة لبابلو نيرودا" ها أنا في حوزتي ندى إلى الناس جميعًا".. وهي تشي بحلمها أن يسود العالم الندى الناعم الرطب لا الشوك والعقارب والقنابل.
وهكذا استأنفت عالمها الجديد في محن السرد الروائي كثير العدد اليوم قليل العطاء بسبب كثرة النتاج وضعف النقد الصادق وغياب القراء وأخص الشباب بسبب الهجمة الالكترونية الحديثة.
استهلت السرد برسم ذاك البيت الكبير العتيق المفتوح على عوالم الغرف والحوش والساقية والبط والأشجار وكلاب الحراسة وزريبة الحيوانات والداخل والخارج بهيبة، قبل أن نرى قصورًا تتشظى إلى عدة بيوتٍ بمساحة خمسين مترًا مربعًا ليمحو جمال المدينة و العاصمة بموت بريقها العتيق، النوستالجيا التي تتسيد الذاكرة العطنة بالحديث المشوه.
ذاك البيت وتلك الأم الحنونة التي فقدت صالح بالغرق واستقبلت أخيه سلمان وهو في أنفاسه الأخيرة مستسلمًا لمرض السل المنتشر أيام زمان. صالح الذي غادر أمه لوحدها مع ولديه محمود وحامد.
وسلمان المرفوض من العائلة مضطراً لعدم استشارتهم بزواجه من غريبة ويعد هذا خرقًا للعادات آنذاك.
هكذا دخلت سليمة بنت سلمان البيت العتيق لتكون لها حصة مهمة في عالم هذه السردية، فجعلتها الروائية فوضوية مقرفة لا تدرك شيئًا من العادات والطباع السائدة في ذاك الزمان، لتتبناها زمردة زوجة محمود وبتوجيه من أم البيت سليمة، هذا الاسم الذي تسور عقل سلمان بسبب فقدانه لوالدته فحمّل ابنته هذا الاسم الكبير لديه.
لتتزوج من حامد وليبتلي بشبقها الجنسي المبالغ به ويستسلم لكل أمراضها وتصرفاتها.
ثم تسرد الروائية ما حصل للأولاد والأحفاد مرورًا بعدة عصور ومنتهية لما حصل بعد 2003 من عنف ديني متطرف، تبين في ممارسات القاعدة وداعش التكفيريين ناسية تنظيمات أخرى من الطائفة الاخرى سلكت ذات السلوك.
كانت القدرة البديعة للرواية تتميز بصياغة الجمل بكلماتٍ عطرة وكأنها سلاسل من أحجار الماس والزمرد وبعطور أيام زمان تلك العطور الطبيعية خالية من عبث المصانع، سطور محمّلة بروائع التشبيه البلاغي وبقدرة هائلة بصياغة الجمل الطويلة التي قد يصعب على الآخر بناءها. سرد يجعلك تعيش الجمل الشعرية بمرادفات وكلمات قد لا تخطر بسهولة على الذاكرة وحتى الناشطة.
مرت الرواية بأحداثها على قصص وسرديات عاشها الجميع وكتب عنها الكثير الى جانب انحيازها وانتمائها أو ولائها الفكري للحزب الشيوعي العراقي، الحزب الذي اعتمد خطاباً لم يكن مألوفاً آنذاك حاملاً العقيدة الماركسية والمادية الديالكتيكية ومتوجهاً نحو القضاء على فائض القيمة ونشر العدل في هذا الكوكب وكأنه تناص مع فكرة المسيح.
*******************************************
محطات
سعد السوداني
محطة رقم ١
سيصل القطار قريباً
المحطة التالية قريبة
سينجو ولدي
لقد حصلت على الدواء
مر القطار
لكنه لم يتوقف
محطة رقم ٢
القطار في طريقه إلينا
سيصل والدك قريباً
يحمل الدواء
مر القطار
لكنه لم يتوقف
مات الولد
محطة رقم ٣
أسمع صوت القطار
سيصل قريباً
تنتظرني زهراء
في المحطة التالية
ساتزوجها وفاء للعهد
مر القطار
لكنه لم يتوقف
محطة رقم ٤
القطار آت لا ريب
عدنان قادم
وعدني بالزواج
مر القطار
لكنه لم يتوقف
ذبحت زهراء
غسلاً للعار
محطة رقم ٥
أرجوك اسرع
أيها القطار
أمي تحتظر
ساطبع على جبينها قبلة
أرجوك يا الله أغفر لي
مر القطار
لكنه لم يتوقف
محطة رقم ٦
هل وصل القطار ؟
سيصل القطار قريباً
هل سيصل محمود ؟
هو قادم بأذن الله
مر القطار
لكنه لم يتوقف
ماتت أم محمود
محطة رقم ٧
نجاح الخطة يتوقف
عليك أيها القطار
اسرع أرجوك
الرفاق هناك في انتظاري
مر القطار
لكنه لم يتوقف
محطة رقم ٨
ها قد وصل القطار
شاغلوا رجال الأمن
تهريب الرفيق سلام
مهمة كبرى
مر القطار
لكنه لم يتوقف
وصل خبر
اعتقال الرفيق سلام
المحطة الأخيرة
مر القطار بجميع المحطات
لكنه لم يتوقف
إلا بالمحطة الأخيرة
كان محشواً بألف مناضل
توقف أخيراً
عند نقرة السلمان
**********************************************
الصفحة الثانية عشر
في ضيافة {ملتقى روّاد المتنبي} فراس ناجي.. عن {أزمة الفكر في الغرب}
بغداد - طريق الشعب
ضيّف "ملتقى رواد المتنبي" الثقافي بالتعاون مع التيار الديمقراطي المدني، الجمعة الماضية، الباحث فراس ناجي، الذي ألقى محاضرة بعنوان "تداعيات أزمة الفكر في الغرب.. هل دخلنا في مرحلة ما بعد الحداثة؟".
المحاضرة التي احتضنتها "قاعة علي الوردي" في المركز الثقافي البغدادي، استمع إليها جمع من المثقفين والأكاديميين، وأدارتها الباحثة فريال ايليشا شليمون. فيما استهلها الضيف بالحديث عن الحداثة وتطورها، وأزمتها في الوقت الراهن.
بعدها تناول محورين رئيسين لمحاضرته، الأول تطور النظام الديمقراطي ونشأة البرلمانات، مبينا أن أول برلمان أوربي تشكل عام 1295، كنتاج للصراع بين الملوك والنبلاء ورجال الدين، ثم تطورت البرلمانات بعد حرب المائة عام بين إنكلترا وفرنسا (1337 – 1453).
وتابع قوله أن الثورة الفرنسية في 1789 مثلت نقطة تحوّل نحو الديمقراطية التمثيلية، وصولاً إلى إعلان حقوق الإنسان العالمي، مستدركا "لكن تطبيق الديمقراطية بقي ناقصا، كما يظهر في انتهاك الحريات حتى اليوم".
أما المحور الثاني الذي تناوله المحاضر، فهو دور الدولة بين الحماية والهيمنة، موضحا أن الدولة تحولت من حامية للحريات إلى أداة للهيمنة، خاصة مع صعود الرأسمالية والثورة الصناعية التي عمّقت الصراعات الطبقية.
وأشار إلى ان "الدول اليوم تُوظف القوانين وإعلان حالة الطوارئ، لتوسيع سلطتها على حساب الحريات. كما في تجربة ترامب في أمريكا، والأزمات الأمنية عندنا في العراق".
وتحدث المحاضر عن مسيرة الحريات الإنسانية وتطورها التاريخي. وأوضح أنه مع صعود عصر التنوير في القرن السابع عشر، برز دور الفلاسفة الذين نادوا بفصل السلطات وحقوق الإنسان الطبيعية كالحرية والمساواة: "فهذه الأفكار غذّت تحولات اجتماعية. حيث انتشر التعليم وارتفع وعي الطبقات الدنيا (العمال والحرفيون) بحقوقهم، ما أدى إلى مطالبات شعبية بإصلاحات سياسية".
وزاد قائلا أنه "في النهاية توّجت تلك المسيرة الدولية بإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة عام 1948، والذي ثبّت المبادئ الأساسية مثل الكرامة الإنسانية، والحرية، والعدالة الاجتماعية".
بعدها عرّج الباحث على مفهوم الحداثة، كمجموعة من التحولات الفكرية والاجتماعية والثقافية التي ظهرت في أوربا خلال القرن السابع عشر، بهدف القطيعة مع التقاليد القديمة وتبني مفاهيم جديدة مثل العقلانية والعلم والتقدم.
ثم تناول الأزمة الراهنة للحداثة، وقال أنه "رغم نجاح الحداثة في تشكيل الأنظمة السياسية والاقتصادية الحديثة، إلا أنها تواجه اليوم أزمة عميقة تظهر جلياً في اختلال النظام الدولي، من حيث تراجع التضامن العالمي، وهيمنة القوى العظمى كالولايات المتحدة، على مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي".
كما عرّج على "تآكل الديمقراطية"، من حيث صعود الحركات الشعبوية والاستبدادية، ومحاولات تقويض المؤسسات الديمقراطية، فضلا عن انتقاد مبادئ الحداثة، وظهور تيارات "ما بعد الحداثة" التي تشكك في العقلانية المطلقة وتؤكد نسبية الحقيقة، إضافة إلى ظهور حركات معارضة تستند إلى الهويات الدينية أو الثقافية.
وتناول المحاضر أزمة الحداثة في المجتمعات العربية. وذكر ان "العراق الحديث تأسس عام 1921 على أسس حداثية مستوحاة من النموذج الأوربي، لكنه وقع تحت تأثير الانتداب البريطاني الذي رسخ انقسامات اجتماعية وسياسية".
وأضاف قائلا أن "العراق اليوم يعاني من تفكك النظام السياسي، ويتجلى ذلك في إعلان حالة الطوارئ من دون مبرر دستوري، وفي وجود تدخلات خارجية في تعيين القضاة، فضلا عن ضعف المؤسسات المستقلة، وانعدام الأمن والاستقرار وغياب سيادة القانون وانتشار الفوضى، والتعدّي على الحريات بانتهاك حق التعبير عن الرأي والمعارضة، وسط غياب آليات حقيقية لحماية الحقوق الدستورية".
وانتهى المحاضرإلى انه " في ظل غياب الحلول، يبدو أن العالم يتجه نحو فوضى تُهدد المكتسبات الإنسانية، ما يستدعي إعادة النظر في المنظومة الفكرية والسياسية القائمة".
وفي الختام، قدم وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، الذي حضر الندوة، شهادة تقدير باسم الملتقى إلى الباحث فراس ناجي.
*******************************************
في مناسبة افتتاح مهرجان {كانّ} 400 سينمائي يدينون الإبادة في غزة
متابعة – طريق الشعب
انطلقت أول أمس الثلاثاء فعاليات مهرجان كانّ السينمائي بدورته الـ78، وسط عالم تتقاذفه الحروب والنزاعات، من أوكرانيا إلى غزة. حيث أضحت المأساة هناك نداءً يدوّي في الكواليس قبل أن يُسمع ويُرى على الشاشة!
في هذا الجو الملبّد، يلمع على السجادة الحمراء اسم روبرت دي نيرو، الذي سيُكرَّم بجائزة السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل مسيرته، في لحظة مؤثرة يقدّم فيها الجائزة صديقه وشريكه على الشاشة، ليوناردو دي كابريو.
ومن المتوقع أن تُشدّ آذان السينمائيين لكلمة دي نيرو، المعروف بمواقفه الصريحة المعارضة لسياسات دونالد ترامب، لا سيما بعد تهديد الأخير بفرض ضريبة بنسبة مائة في المائة على الأفلام الأجنبية، ما ينذر بتحولات خطيرة في صناعة السينما العالمية. خارج أروقة المهرجان، وبالتزامن مع افتتاحه، نشرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية رسالة مفتوحة وقّعها نحو 400 سينمائي، بينهم بيدرو ألمودوبار، سوزان ساراندون وريتشارد غير، دعوا فيها إلى عدم الصمت حيال "الإبادة الجارية في غزة". وحملت الرسالة طابعاً إنسانياً لافتاً، وحيّت ذكرى المصوّرة فاطمة حسونة التي قُتلت في قصف إسرائيلي منتصف نيسان الفائت، والتي ستُعرض سيرتها في وثائقي ضمن برمجة المهرجان.
وجاء في الرسالة: "ما الهدف من مهنتنا إن لم نستخلص دروس التاريخ والأفلام الملتزمة، إن لم نكن موجودين لحماية الأصوات المضطهدة؟". وكانت من بين الموقّعين أيضاً المخرجة جوستين ترييه والممثل رالف فاينز. فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن إحدى المجموعات التي تقف خلف هذه المبادرة، أنّ اسم جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، ورد سابقاً بين الداعمين، لكنه لم يظهر في النسخة النهائية للائحة المنشورة.
في المقابل، وجّهت بينوش في حفل الافتتاح تحية للمصورة فاطمة حسونة التي كان من المفترض أن تحضر، مؤكّدة أنّ "الفن يبقى. فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا".
وسيُعرض في المهرجان فيلم "ضع روحك على يدك وامشِ"، من إخراج الإيرانية سبيده فارسي، والذي يروي قصة محنة غزة والحياة اليومية للفلسطينيين من خلال محادثات فيديو مُصورة بين حسونة وفارسي.
بدورها، اعتبرت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي أنّ الموقف الذي اتخذه الفنانون "جزء من مسؤوليتهم".
******************************************
الرفيق إبراهيم إسماعيل سلامات ..
يتوجه زميلنا العزيز الرفيق د. إبراهيم إسماعيل (أبو دجلة)، هذا اليوم الخميس، الى المستشفى ليخضع الى تدخل جراحي لا يخلو من صعوبة.
ونحن رفاقه وزملاءه في "طريق الشعب" نتابع اخباره وكل جديد يخص العملية بانتباه وبمشاعر تعاطف غامرة، وكلنا ترقب للنبأ الذي سيطمئننا على نجاحها، وعودة أبو دجلة بسلام وعافية الى البيت، ولاحقا الى أحضان جريدته، التي وهبها ويهبها دائما دفء مشاعره الصافية وعصارة جهده الذهني والفكري.
**************************************
يوميات
- يعقد المجلس العراقي للسلم والتضامن هذا اليوم الخميس في بغداد، ندوة بعنوان "الأمم المتحدة وإشكالية تخطيط الحدود العراقية – الكويتية"، يتحدث فيها القاضي هادي عزيز علي.
تبدأ الندوة في الساعة 11 ضحى في مقر المجلس الكائن في الفرع المقابل لـ "سينما بابل" سابقا من شارع أبو نؤاس.
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، الباحث السياسي محمد أرسلان ليتحدث في ندوة عنوانها "حزب العمال الكردستاني يطوي صفحة الحرب: قراءة في الدوافع والنتائج".
تبدأ الندوة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
******************************************
أما بعد.. نتذمر لكن لن نستسلم
منى سعيد
سُئل مرة ألكسي تولستوي، الكاتب الروائي الكبير، عن سبب حرصه على الكتابة للأطفال، فأجاب: "أنا طفل في الستين"! فمفهوم الشيخوخة بالنسبة له يشتمل كما يبدو على ما هو أكثر من مجرد تداعي الجسد وتعب المخ، بل يتضمن بناء معقدا للموقف من الحياة. فليس محتما أن يكون شيخا من هو في الستين أو في السبعين فيُعد عجوزا ، بل أن ابن الخامسة والثلاثين قد يشيخ ويعجز عن تحقيق أهداف حيوية، حين يتوقف عند حد معين من قدراته ولا يتغير.
مفهوم الكِبر نسبي يغاير الصورة التقليدية في مجتمعاتنا العربية. فعندنا مثلا يُقال "عند الأربعين تُحد له السكين". ولا ادري لماذا يضرب هذا المثل لسن النضوج والتعقل؟ّ!
وكثير منا يرتعب لرؤية أول شعرة بيضاء تغزو رأسه، لكنه يستسلم بالتالي مرددا بيت الشعر " إن شابت الذوائب مني / فالليالي تزينها الأقمار". وقد سخر برنادشو مرة من كبار السن قائلا" احذروا الشيوخ من الرجال، فما عاد عندهم ما يخشون عليه" موضحا أنهم يسعون دائما لاجتراح أمجاد وبطولات جديدة يُحسدون عليها!
آخرون لا يحفلون بالتقدم في السن ويرونه "خصب للسلف ونضج كريم في ضوء الغسق، رغم كونه يشكل أحيانا الوحدة والبرودة والبؤس" ..
قد نتذمر نعم، لكن لا نستسلم، فلا يحَق لنا ذلك! قد يخذلنا الجسم في حركة الزمان، وقد تأخذ منا الحياة عنوة ما منحته لنا يوما بسخاء، وعن رضا نوعا ما يمكن قبول هزائم الكِبر، لكن على ألا نتقبلها مهزومين تماما، بل يمكن تلافي الهزيمة كما يفعل ربّان السفينة حين تجنح سفينته ويتجاوز محنته بهدوء ورزانة!، ومثلما كتب الشاعر الفرنسي فونتين " عش ودع سواك يعيش، فالكِبر يجعل الإنسان متسامحا رقيقا، بل يصير أحيانا مثل المريض طيّعا!".
في الكِبر نشعر أحيانا بعناد مفرط، وفي مرّات نشعر ببراءة طفولة نحسد عليها الشباب أيما حسد! وقد يتشبث الكثيرون تشبثا بائسا وغبيا، بحثا عن عشبة الخلود، ويترددون على عدة أطباء في آن واحد، خاضعين لإغراءات شتى من وسائل الإعلام بالبحث عما يطيل العمر، ويديم الشباب، من علاجات وأدوية. في حين يركز البعض على ما تبقى من عمره في سن التقاعد، دونما شعور بالإهمال أو التجاهل، مثلما قال مرة الراحل الدكتور علي جواد الطاهر: " في سن التقاعد بدأت حياتي العقلية". إذ واصل إبداعه في الكتابة والتأليف والترجمة، حتى زادت كتبه ومخطوطاته على الخمسين .. فالفن هنا كان دافعا مُرَّكزا سَهَّل وجوده ، وأقصاه عن الاستسلام.
وفي مرة قال قائد الأوركسترا الأوبرالية توسكانين: "نحن ملوك على أعمارنا، فهل نستطيع الحفاظ على هذه المملكة"؟
من جانب آخر لابد لنا من مواجهة حقائق كارثية، لا تجعلنا ملوكا ولا حتى خدما، عندما تصبح أعمارنا رهينة كبسة زر صاروخ نووي بقرار من سياسي مجنون، يوقد في العالم جحيما يحرق الأخضر واليابس !
*******************************************
قف.. المؤامرة.. ونظرية المؤامرة
عبد المنعم الأعسم
المؤامرة في الاصطلاح المدرسي هي "مكيدة" من أصل الفعل "أمَرَ" وتأتى بمعنى التشاور والإمارة، والقول (القاموسي) إنهم تآمروا، يعني أنهم تشاوروا حول أحدهم، واتفقوا على إيذائه، وفعل الإيذاء، مسبوق بإيحاءات مطَمْئنة للضحية تؤدي به إلى الغفلة، وكلما كان الضحية قليل التحسب والحذر واليقظة كان أسهل للوقوع في شباك المؤامرة.
أما نظرية المؤامرة فهو اصطلاح حديث في علوم السياسة، وقد دخل في الاستخدام منذ العقد الثالث من القرن الماضي على هامش الانشقاق في النظام الدولي وسيادة نظام القطبين، وأصبح معبرا لتفسير الأحداث مع صعود الحرب الباردة، وخصّه "قاموس أوكسفورد" بسطور ضافية بوصفه "محاولة لشرح السبب النهائي لحدث او سلسلة من الأحداث السياسية والاجتماعية او التاريخية على أنها أسرار" وغالبا ما يحال الحدث إلى عصبة متآمرة.
إلى ذلك، قدمت نظرية المؤامرة (كل حدث وراءه مؤامرة) خدمات جليلة للذين اختلطت عليهم الأمور وصعُب عليهم البحث الصبور الواعي والموضوعي في خلفيات الأحداث، أو الذين ولعوا في توليف الروايات وجمع النتف العابرة من الحقائق لتقديمها كحقائق خافية، كما ساعدت المسؤولين عن الاخفاقات والفشل والنكسات على رفع اللوم عن النفس وإبراء الذمة عنها وإلقاء المسؤولية عن ذلك على متآمرين مفترضين، وفي النتيجة تحولت "نظرية المؤامرة" إلى مخدر للتعايش مع العجز.. وإلى دواء يباع مجاناً.
*قالوا:
" اصْبر على كيد الحسودِ فإن صبرَك قاتله".
عبد الله بن المعتز
******************************************
إعلان
استناداً إلى المادة 10 - (عاشراً) من قانون الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق رقم (70) لسنة (1980) ولغرض إقامة الانتخابات العامة للاتحاد، يدعو المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الهيأة العامة للحضور في الساعة 9 من صباح يوم الجمعة 23/5/2025 في مقر الاتحاد ببغداد/ ساحة الأندلس، وفي حال عدم اكتمال النصاب القانوني يؤجّل المؤتمر إلى الساعة 9 من صباح يوم الجمعة 30/5/2025 في فندق فلسطين ميريديان ببغداد.
المجلس المركزي
للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق
*****************************************************
تحت اسم الفنان علي الإمام معهد الدراسات الموسيقية يحتفل بتخرج دفعة جديدة
متابعة – طريق الشعب
أقام معهد الدراسات الموسيقية في بغداد، الاثنين الماضي، حفله السنوي في مناسبة تخرّج دفعته الـ54 - دورة الفنان علي الإمام.
الحفل الذي أقيم على "قاعة الشعب"، حضرته نخبة من الفنانين وجمهور غفير من متذوقي الموسيقى.
وعزف الطلبة بقيادة أستاذهم مدير المعهد عازف العود علي حسن، على آلات شرقية مثل السنطور والجوزة والعود والقانون والناي. وقدموا قطعا من المقام العراقي والأطوار الريفية العراقية.
ووفقا لما نقلته وكالات أنباء عن متابعين، فإن الطلبة كانوا متميزين في ادائهم. فيما ذكر المايسترو علاء مجيد الذي حضر الحفل، أن هذه الدورة حملت اسم الفنان علي الإمام، تكريما له ولمسيرته الحافلة بالعطاء في تأهيل أجيال من الفنانين، مشيرا إلى ان "المعهد يسعى إلى الحفاظ على الهوية الموسيقية العراقية الأصيلة من خلال التركيز على التراث الغنائي والموسيقي والأزياء واللهجة، وكل ما يشكل ملامح الهوية الثقافية الوطنية".
من جانبه، قال مدير المعهد الفنان علي حسن، أن "هذا الحفل مناسبة سنوية نكرّم فيها خريجي المعهد الذين قضوا سنوات من الجهد والتدريب المكثف"، مضيفاً في حديث صحفي قوله: "تغمرني مشاعر متباينة بين الفرح بتخرجهم، والحزن على فراقهم. فهم جزء من هذه المؤسسة التي تفخر بتخريج طاقات فنية ناضجة".
وأبدى حسن شكره وامتنانه لكل من ساهم في إنجاح الحفل، من أساتذة المعهد والإداريين والداعمين، متمنياً للطلبة الخريجين مستقبلاً فنياً مشرقاً، والمساهمة في إثراء الساحة الموسيقية العراقية.