الصفحة الأولى

 

الاحتياطي يتراجع 11 تريليوناً.. والحكومة تُنفق أكثر مما تملك وتُراهن على المجهول.. تحذيرات بالجملة: الاقتصاد العراقي يترنح

تحت وطأة الفساد وسوء الإدارة وانخفاض أسعار النفط

بغداد – طريق الشعب

يرزح الاقتصاد العراقي تحت وطأة اختلال التوازن بين الإيرادات والنفقات، وتضخم الإنفاق التشغيلي، وتآكل الاحتياطيات النقدية، إضافة إلى الهشاشة وسوء التخطيط في إدارة الموارد، برغم محدوديتها، وعدم خضوع غالبيتها لرقابة الدولة.

وتشير المعطيات الراهنة إلى وجود أزمة هيكلية تتفاقم بفعل السياسات المالية غير المنضبطة وضعف الإدارة الحكومية. اما الاسباب التي قادت الى ذلك، فيربطها مراقبون بازمات اخرى غير بعيدة عن سوء الإدارة، والفساد، والتدخلات السياسية في مفاصل الدولة الاقتصادية، والهبوط الراهن لأسعار النفط عالميا.

مؤشرات مقلقة

وكشف البنك المركزي، اخيراً، عن انخفاض الاحتياطي الرسمي أكثر من 11 تريليون دينار خلال عام واحد.

جاء ذلك في احدث تقرير للبنك حول المؤشرات المالية والنقدية في العراق في شهر شباط 2025، موضحا ان "الاحتياطي الرسمي بلغ في شباط 127.20 تريليون دينار منخفضا بنسبة 8.21 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي الذي بلغت فيه الاحتياطيات 138.570 ترليون دينار وهو بذلك يفقد 11 تريليونا 370 مليار دينار".

واضاف المركزي في تقريره ان "الدين العام الداخلي انخفض في شهر شباط عام 2025 الى 82.81 تريليون دينار، مقارنة بشهر كانون الثاني الماضي الذي كان قد بلغ فيه 83.04 تريليون دينار، مؤشرا ارتفاعا ملحوظا بالمقارنة مع شهر شباط من عام 2024 الذي كان قد بلغ فيه 73.75 تريليون دينار".

عجز وتخبط مالي!

في هذا الصدد، وصف عضو اللجنة المالية النيابية، جمال كوجر، الحالة الاقتصادية للبلاد بانها “سلبية”، مشيرا الى أن أي دولة ينبغي أن تكون مواردها المالية موازية أو مكافئة لنفقاتها، وأن تحدد موازناتها بناءً على تقديرات واقعية ومدروسة.

وأضاف كوجر في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن “المشكلة في العراق تكمن في أن الحكومات تُشكَّل على أساس المحاصصة والانتخابات، لا على أساس الكفاءة والخبرة، ما أدى إلى انفجار في الإنفاق التشغيلي”، مبيناً أن “80 في المائة من موارد البلاد تذهب إلى تغطية النفقات التشغيلية، حتى باتت الحكومة غير قادرة على تلبية نفقاتها بالاعتماد على الموارد المتاحة”.

وتابع أن هناك "مشكلات عميقة تتعلق بالفساد، والترهّل الإداري، وهيمنة بعض الجماعات المسلحة والمكاتب الاقتصادية التابعة لأحزاب نافذة على مصادر الإيرادات"، مؤكداً أن “العديد من موارد الدولة لا تخضع لسيطرة الحكومة، ولا تُجبى بشكل فاعل”.

ولفت كوجر إلى أن الحكومة في عام 2024 "أنفقت أكثر من 160 تريليون دينار، بينما لم تتجاوز مواردها 140 تريليونا، ما أدى إلى عجز لا يقل عن 20 تريليون دينار"، مشيراً الى ان هذا "يعكس غياب التخطيط الاستراتيجي، وتشتت السياسات النقدية والمالية”.

وبيّن أن اللجنة المالية "حذّرت مراراً من مخاطر الاستمرار بهذه السياسات، لكن “لا أحد يريد أن يسمع الحقيقة”.

وأضاف ان “كل مسؤول يعتبر نفسه عبقرياً، ولا توجد جهة تُنصت للخبراء أو تعتمد على مراكز دراسات، ولهذا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن”.

واستحضر كوجر في أثناء الحديث، حالة سابقة حصلت خلال أزمة داعش، قائلاً: “في عامي 2015 و2016 سحب البنك المركزي نحو 40 مليار دولار من احتياطيه، ما أدى إلى انخفاضه من 83 مليار دولار إلى ما دون الأربعين”، مضيفاً أن “فقدان أكثر من 11 تريليون دينار من الاحتياطي في الوقت الحالي يذكرنا بتلك المرحلة الحرجة”.

وفي ختام حديثه، شدد كوجر على أن “العراق ليس دولة مؤثرة اقتصادياً على المستوى العالمي، ولا يُنظر إلى الدينار العراقي كعملة دولية، لأننا دولة مستهلكة وغير منتجة”.

وأكد أن “إصلاح الأوضاع الحالية يتطلب حكومة قوية ورئيسا يفرض رؤية الحكومة، أما في ظل ضعف الإرادة السياسية فلن يكون هناك تغيير حقيقي".

سياسات مالية متضخمة

وأكد نائب محافظ البنك المركزي السابق، إحسان الياسري إن تراجع احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية يرتبط بشكل رئيس بحجم ما تبيعه وزارة المالية من الدولار إلى البنك المركزي، مشيرًا إلى أن هذا الانخفاض لا يُعد بالضرورة مؤشرًا على تدهور الوضع المالي للدولة.

وأوضح الياسري في حديث خصّ به "طريق الشعب"، أنه وفق المعطيات المتداولة، فإن "الاحتياطي فقد ما يعادل 11 تريليون دينار عراقي، أي نحو 8 مليارات دولار، بسعر الصرف الرسمي، وهو ما يُعد تطورًا طبيعيًا في حال تراجعت الإيرادات النفطية المُخطط لها في الموازنة العامة".

وأضاف ان “هذا التراجع دفع وزارة المالية إلى اللجوء للاقتراض الداخلي، ما أسفر عن ارتفاع الدين الداخلي بين عامي 2024 و2025 بنحو 10 تريليونات دينار، وهو ما يعكس تمويل البنك المركزي لهذا العجز من خلال السوق الثانوي دون أن يتسلم مقابله دولارا من وزارة المالية”.

وأشار إلى أن هذا "التوازن بين ارتفاع الدين الداخلي وانخفاض الاحتياطي النقدي يوضح حجم التمويل المحلي الذي لجأت إليه المالية العامة. كما أن التراجع الطفيف في الدين الداخلي بين شهري كانون الثاني وشباط 2025 يعزى إلى إدارة الالتزامات وسداد جزئي لبعض الديون".

وشدد الياسري على أن وظيفة احتياطي البنك المركزي تتمثل في دعم التجارة الخارجية واستقرار الأسعار، مؤكداً أن تغيّر مستوى الاحتياطي لا يعكس بالضرورة تحسناً أو تراجعاً في الوضع المالي، بل يُقاس بمدى فاعلية السياسة النقدية في تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني والقطاع الحقيقي.

************************************************

بلاغ مشترك للشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني.. نعمل من اجل الدفاع عن حقوق المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية

عقدت قيادتا الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني في 23 ايار 2025 اجتماعاً مشتركاً، بحثتا فيه آخر التطورات السياسية في عموم العراق وفي اقليم كردستان، والمتغيرات في المنطقة والعالم، والعلاقة بين الحزبين وسبل تطويرها وتنشيط آليات التنسيق والعمل المشترك. وخرج الاجتماع، الذي قدم الرفاق في الحزب الشيوعي الكردستاني خلاله عرضا للتحضيرات الخاصة بعقد المؤتمر الوطني للحزب، بجملة توصيات وتوجهات تتعلق بتطوير العمل في الفترة القادمة. 

وتوقف الاجتماع عند المستجدات والاوضاع الراهنة في المنطقة، وملامح مشروع الشرق الاوسط الجديد، وتنامي الدور الامريكي، واستمرار حرب الابادة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني في غزة ، والمساعي الامريكية لدمج بلدان المنطقة ضمن عجلة الرأسمال والاستثمارات العالمية، وتداعيات المتغيرات على المشهد السياسي والاقتصادي في العراق.

واكد الاجتماع استمرار الازمة البنيوية التي تعاني منها البلاد بسبب فشل المنظومة الحاكمة واستشراء الفساد، وتأثيرات الاقتصاد الريعي والتوجهات الليبرالية الجديدة في مجال الخصخصة، بموازاة انخفاض أسعار النفط وارتفاع المديونية والعجز عن تشريع قانون الموازنة العامة، مع تردي الخدمات في مجالات الكهرباء والصحة والتعليم والسكن، وتفاقم البطالة والفقر، مقابل تنامي التذمر والاستياء الشعبيين، جراء بقاء المنظومة الحاكمة وتمسكها بنهج المحاصصة.

كما توقف الاجتماع امام ضرورة العمل المشترك للقوى الوطنية والديمقراطية والمدنية الداعية الى احداث التغيير، ودعوة الجماهير الى المساهمة الفعالة والواسعة في الانتخابات البرلمانية القادمة، باعتبارها ميدانا للصراع السياسي، وإحدى وسائل التغيير نحو اقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

واكد الحزبان ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة الاقليم بعد اشهر من انتهاء الانتخابات فيه، وذلك لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتوفير مستلزمات العيش الكريم للمواطنين، مع ضرورة حسم القضايا العالقة بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الاقليم وفقا للدستور.

وحيا المجتمعون النضالات الجماهيرية، وتطور اساليب الضغط الشعبي، وتحوّله الى فعل سياسي ضاغط، كما شددوا على دعوة المواطنيين الى المشاركة الفاعلة في الانتخابات البرلمانية .

وناقش المجتمعون أيضا جملة من القضايا التنظيمية والاعلامية والعلاقاتية والنقابية ذات الاهتمام المشترك،  وسبل الاستمرار في عقد الاجتماعات المشتركة للمكتبين السياسيين وللجنتين المركزيتين ولجان الاختصاص المركزية، وتفعيل ميادين العمل المشترك.

23-5-2025

*******************************************

راصد الطريق.. مريرٌ .. واقع مستشفياتنا!

تابعنا في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمرضى ومراجعين، يستخدمون مراوح شحن داخل طوارئ مستشفى الصدر بمدينة النجف، بسبب تعطل سبالت التبريد في المستشفى.

وفي مشهد لا يقل اثارة للغضب، رصدنا احتجاج عشرات من أهالي المناذرة أمام مستشفى مدينتهم وهم بطالبون بإعادة افتتاح صالة العمليات المغلقة منذ عام ويزيد، دون تأمين بديل!

وفي مدينة الطب ببغداد عجزت صالة العلاج البيولوجي لمرضى المناعة عن استيعاب أعدادهم المتزايدة، ما اضطر بعض المرضى الى تلقي العلاج جالسين على كراسي عادية!

هذه المناظر المؤلمة رُصدت خلال يومين فقط من عمر "حكومة الخدمات"، التي رفعت شعار الرعاية والتطوير وأطلقت سيلا من الوعود إبان زيارة رئيس الوزراء مستشفى بغداديا مع بداية ولايته، ابدى خلالها امتعاضه من ضعف الخدمات ووعد بالإصلاح!

فماذا تغير؟ المستشفيات الحكومية تتراجع، وعلل الفقراء تتزايد، فيما تنتشر المستشفيات الخاصة! وهذه مفتوحة.. نعم، لكن لمن يملك المال فقط! أما آلاف المرضى العاجزين عن تسديد أجورها العالية، فمصيرهم الانتظار في أجواء الحر اللاهب، أو العلاج جالسين على كراسي، أو الموت بصمت!

وعجيب أمر المسؤولين الذين يبصرون كل هذا الانهيار، ويواصلون الحديث عن "الخدمات"!

*******************************************

الصفحة الثانية

مجلس محافظة بغداد يتوعد أصحاب المولدات الأهلية المخالفين للتسعيرة

بغداد ـ طريق الشعب

أكد عضو مجلس محافظة بغداد، صفاء المشهداني، اتخاذ إجراءات لمحاسبة أصحاب المولدات الأهلية المخالفين للتسعيرة الرسمية، بالتزامن مع انطلاق توزيع الحصص المجانية من مادة الكاز المخصصة لتلك المولدات، مشيراً إلى أن العقوبات ستكون رادعة لضمان التزام الجميع بالأسعار المقررة. وقال المشهداني إن "مجلس الوزراء خصص مادة الكاز مجاناً لأصحاب المولدات الأهلية، وفي المقابل، حدد مجلس محافظة بغداد سعر الأمبير الواحد للخط الذهبي بين 7 إلى 8 آلاف دينار"، مؤكداً أن "أي مخالفة لهذه التسعيرة ستقابل بقطع حصة الكاز عن المخالفين".

وأضاف أن "حصة الكاز التي تُمنح مجاناً تصل قيمتها إلى نحو 9 ملايين دينار، وبالتالي لا مبرر لفرض أسعار أعلى من المحددة"، موضحاً أن "المجلس شكّل لجاناً لمراقبة عمل أصحاب المولدات، مع فرق جوالة لمتابعة مدى الالتزام بالتعليمات في مختلف النواحي".

وتابع المشهداني أن "التسعيرة النهائية للأمبير ستُعلن خلال الأيام القليلة المقبلة، وستكون ملزمة للجميع، مع فرض عقوبات رادعة بحق من لا يلتزم بها"، مبيناً أن "هناك لجنة خاصة لمتابعة ملف المولدات، وسيُعلن على موقع مجلس المحافظة الرقم الخاص باستقبال شكاوى المواطنين خلال اليومين المقبلين".

*********************************************

المشخاب تندد بالجفاف.. والسليمانية تحتج على «التسعيرة الجديدة».. أزمة الكهرباء تدفع المواطنين إلى إغلاق الشوارع الرئيسة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظات عدة من أقصى الجنوب لأقصى الشمال، تصاعدًا لافتًا في وتيرة الاحتجاجات الشعبية، نتيجة تراكم الأزمات الخدمية والمعيشية التي لم تجد الحكومات المحلية والمركزية حلولًا فعلية لها.

وتوزعت تلك التظاهرات على محافظات ميسان والمثنى والديوانية وواسط والنجف والسليمانية، حيث عبّر المحتجون عن غضبهم من تدهور الواقع الخدمي، لاسيما في قطاعات الكهرباء والمياه والصحة، إضافة إلى البطالة وقرارات حكومية وصفت بـ"الظالمة".

إغلاق طريق ميسان – البصرة

في ناحية العزير، جنوب محافظة ميسان، أقدم محتجون غاضبون على إغلاق الطريق العام الرابط بين ميسان والبصرة، احتجاجًا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لساعات طويلة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وانطلقت شرارة الاحتجاجات وسط مدينة العمارة، وسرعان ما تصاعدت لتشمل إغلاق الطريق المحاذي لقرية الجمشة، حيث أضرم المحتجون النيران في إطارات السيارات، وأغلقوا الطريق بشكل كامل أمام حركة المركبات. واستمرت الاحتجاجات حتى ساعات المساء، وسط غياب الحلول الفعلية من الجهات المعنية.

خريجو النفط والغاز

وفي العمارة أيضا، نظّم العشرات من خريجي كلية اقتصاديات النفط والغاز، تظاهرة حاشدة أمام مكتب تيار الفراتين، مطالبين بتوفير فرص عمل بعد سنوات من المطالبات المستمرة التي لم تلقَ استجابة.

وقال عدد من المتظاهرين إنهم يواصلون تنظيم هذه التظاهرات منذ أربع سنوات دون أي نتيجة ملموسة، مشيرين إلى أن مطلبهم الأساسي يتمثل بتوفير فرص عمل لهم، سواء عبر التعيينات الثابتة أو العقود ضمن ملاك الشركات النفطية العاملة في البلاد.

وأكد المحتجون، أنهم يمتلكون كتابًا رسميًا صادرًا عن كليتهم يُثبت أن تخصصهم مطلوب وحيوي في سوق العمل، خصوصًا في مجالات الطاقة والصناعات الاستخراجية. كما أبدوا خيبة أملهم من عدم تمكنهم من لقاء رئيس الوزراء خلال زيارته الأخيرة إلى المحافظة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.

وبيّن المتظاهرون، أن اختيارهم لمكتب تيار الفراتين، الذي يمثل التيار السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كموقع للاحتجاج، جاء في محاولة لإيصال صوتهم بشكل مباشر إلى رئاسة الحكومة، معربين عن أملهم في التجاوب مع مطالبهم بعد سنوات من الانتظار والوعود الحكومية غير المنفذة.

احتجاجات في المثنى

وفي محافظة المثنى، شهد قضاء الوركاء تظاهرة شعبية نظمها عدد من الأهالي مطالبين بتحسين واقع الكهرباء، في ظل استمرار معاناة المواطنين من ضعف التجهيز والانقطاعات المتكررة.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة المحلية ووزارة الكهرباء باتخاذ خطوات عاجلة لتحسين مستوى الخدمة، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وفي قضاء السوير، نظم عشرات المواطنين وقفة احتجاجية أمام محطة كهرباء آل عبس، مطالبين بتحسين واقع التيار الكهربائي في المنطقة.

ورفع المحتجون لافتات تطالب الجهات المعنية بالتدخل الفوري لمعالجة ضعف التجهيز والانقطاعات المتكررة التي تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية، مؤكدين أن منطقتهم تعاني منذ سنوات من تراجع واضح في مستوى الخدمة دون وجود حلول جذرية.

وفي الشافعية أيضا

وفي قضاء الشافعية غربي محافظة الديوانية، نظّم العشرات من أبناء القضاء، تظاهرة شعبية احتجاجًا على الانقطاع المتواصل للكهرباء والماء، إضافة إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية.

وقال شهود عيان، إن المتظاهرين خرجوا إلى الشارع الرئيس في القضاء، مؤكدين على ضرورة توفير مقومات الحياة الأساسية، مطالبين الجهات المعنية بإيجاد حلول سريعة لمعاناتهم المستمرة.

وتعاني الشبكة الكهربائية من تراجع كبير في ساعات التجهيز، مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال، إضافة إلى انخفاض ضغط الغاز الإيراني المغذي لمحطات الكهرباء، مما تسبب بفقدان نحو 3500 ميغاواط من القدرة الإنتاجية.

وطالب المتظاهرون الحكومتين المركزية والمحلية بإجراءات فاعلة وسريعة لإنهاء معاناتهم وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الضرورية.

المشخاب تندد بالجفاف

وفي جنوب قضاء المشخاب، خرج العشرات من أهالي منطقة شلال في تظاهرة ليلية غاضبة احتجاجًا على أزمة الجفاف التي دمرت مزارعهم وتسببت في نفوق مواشيهم.

وأبدى المحتجون استغرابهم من حرمانهم من حصص المياه من نهر المشخاب المجاور، معبرين عن امتعاضهم من غياب أي تحرك رسمي لتحمل المسؤولية وإنقاذ الموسم الزراعي المتبقي.

وأكد المتظاهرون، أنهم لن يتوقفوا عن الاحتجاج حتى تنفيذ مطالبهم، مهددين بخطوات تصعيدية إذا استمر الإهمال، وحددوا الجمعة القادمة موعدًا لتجمع واسع قرب ناظم المشخاب القديم، حيث ينوون إغلاق بواباته في حال عدم الاستجابة.

وأشاروا إلى أن ناظم المياه مغلق منذ أكثر من عام، وأن البديل المتوفر يبعد حوالي 40 كيلومترًا، ما يزيد من معاناة أهالي شلال عطشة والمناطق المجاورة.

غلق صالة العمليات؟

وفي جنوب محافظة النجف، نظم العشرات من أهالي المناذرة والمناطق المجاورة، وقفة احتجاجية أمام مستشفى المناذرة العام، مطالبين بإعادة افتتاح صالة العمليات الجراحية المغلقة منذ أكثر من عام دون وجود بديل.

وقال المحتجون، إن استمرار الإغلاق يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، بسبب اضطرارهم لقطع أكثر من 40 كيلومترًا إلى مستشفيات النجف أو كربلاء عند وقوع أي حالة طارئة.

زيد الفتلاوي، أحد المتظاهرين من المشخاب، قال ان "المستشفى يخدم مناطق واسعة من جنوب النجف، لكن أي حالة طارئة تحتاج لعملية تُضطر لقطع أكثر من 40 كم، وهذا يهدد حياة المرضى، خاصة في الليل أو الحالات الحرجة".

أما عدنان الكلابي، من أهالي المناذرة، فأشار إلى أن الوعود الحكومية بإعادة تأهيل الصالة بقيت حبرًا على ورق، مضيفًا انه "منذ سنتين نسمع وعودًا بإعادة تأهيل الصالة، لكنها بقيت حبرًا على ورق، ولم نرَ أي تحرك جدي".

ورفع المحتجون لافتات تطالب بإنهاء الإهمال الحاصل في القطاع الصحي، مؤكدين أنهم يمنحون الجهات المعنية مهلة 72 ساعة فقط للشروع بحل المشكلة، ملوحين باعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة.

تجار الحي يغلقون محالهم

وفي قضاء الحي جنوب محافظة واسط، نفّذ أصحاب المحال التجارية في السوق المسقف إضرابًا واسعًا، احتجاجًا على قرار بلدية القضاء برفع أجور جباية الخدمات، التي قالوا إنها بلغت ما يصل إلى 300 ألف دينار شهريًا لبعض المحال.

وأغلق التجار محالهم وعلّقوا لافتات احتجاجية، معلنين اعتصامًا مفتوحًا، ومطالبين بمراجعة القرار والتراجع عنه.

كرار علي، أحد أصحاب المحال، قال: "قررنا تنظيم اعتصام مفتوح مع غلق محلاتنا احتجاجًا على رفع أجور الجباية التي وصلت إلى 300 ألف دينار شهريًا، بينما إيجار بعض المحال لا يتجاوز هذا المبلغ سنويًا. في بغداد ومدن أخرى لا تتجاوز أجور الجباية 6 آلاف دينار شهريًا، فلماذا هذه الفروقات؟"

وجاء في بيان للمعتصمين: "أغلقنا محلاتنا اليوم لإيصال رسالة إلى الجهات المعنية حول الظلم الواقع علينا جراء رفع جباية النفايات بشكل غير منطقي. نأمل في استجابة عاجلة لوضع حد لهذه المعاناة".

ويُعد السوق المسقف في قضاء الحي من أقدم المراكز التجارية وأكثرها نشاطًا، ويضم عشرات المحال التي تخدم سكان المنطقة.

احتجاج على تسعيرة الكهرباء

أما في محافظة السليمانية، فقد نظم العشرات من المواطنين تظاهرة احتجاجًا على التسعيرة الجديدة للكهرباء التي أقرتها حكومة إقليم كردستان ضمن مشروع "روناكي" الوطني للطاقة.

وحمّل المحتجون المشروع مسؤولية فرض أعباء مالية إضافية عليهم، معتبرين الأسعار الجديدة كبيرة وغير منصفة.

وقال متظاهرون إن "الوعود الحكومية بتقليل الفواتير مقارنة بالمولدات الأهلية لم تتحقق، وإن الشريحة الأكبر من السكان ستتأثر سلبًا بسبب نظام التسعير التصاعدي الذي أقره المشروع".

وكانت حكومة الإقليم قد أعلنت رسميًا في 15 أيار الجاري عن إطلاق مشروع "روناكي"، وأوضحت أنه يهدف إلى توفير طاقة كهربائية بتسعيرة عادلة لأغلبية المواطنين، ويعتمد نظام الشرائح التدريجي لتحديد أسعار الكهرباء المنزلية. وتظهر هذه الموجة من الاحتجاجات اتساع رقعة الغضب الشعبي في مختلف مناطق العراق، بسبب تدهور الخدمات وغياب العدالة الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة. وبينما تختلف الأسباب المباشرة لكل تظاهرة، فإن القاسم المشترك بين جميعها هو شعور المواطنين بالتهميش والخذلان من قبل السلطات، والمطالبة بحقوق أساسية باتت صعبة المنال في ظل استمرار الأزمات.

***********************************

تفاصيل التحالفات والأحزاب المشاركة في انتخابات 2025.. حراك مرتقب لتعديل القانون.. والمفوضية تحدد موعد استلام قوائم المرشحين

بغداد ـ طريق الشعب

بغداد – حددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس السبت، موعد استلام قوائم المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما أعلنت موقف التحالفات والأحزاب السياسية المشاركة، وأصدرت توضيحاً بشأن نظام تسجيل المرشحين والمصادقة عليهم.

وذكرت المفوضية في بيان أن "استلام قوائم المرشحين، سواء القوائم المفتوحة أو القوائم المنفردة، لانتخابات مجلس النواب العراقي 2025 سيبدأ اعتباراً من يوم غد الأحد الموافق 25 أيار الجاري، ويستمر لغاية نهاية الدوام الرسمي ليوم 24 حزيران 2025".

وفي سياق متصل، أعلنت دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية في المفوضية، اليوم الخميس، الموقف النهائي لعملية تسجيل التحالفات السياسية مع انتهاء المهلة الزمنية المقررة لتقديم طلبات التسجيل.

وبحسب بيان المفوضية، فقد بلغ عدد الأحزاب المجازة 343 حزباً، فيما بلغ عدد الأحزاب قيد التأسيس 60 حزباً. وأبدى 118 حزباً رغبته بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، في حين بلغ عدد التحالفات السابقة 66 تحالفاً، منها 5 تحالفات حصلت على شهادة المصادقة من مجلس المفوضين، و11 تحالفاً لا تزال بانتظار المصادقة.

وأشار البيان إلى أن عدد التحالفات التي أبدت رغبتها بالمشاركة في الانتخابات بلغ 25 تحالفاً، فيما قدمت 16 قائمة منفردة طلبات للمشاركة.

وفي إطار الاستعدادات القانونية والتنظيمية، أصدرت المفوضية، يوم الأربعاء، نظام تسجيل المرشحين والمصادقة عليهم لانتخابات مجلس النواب رقم (3) لسنة 2025، استناداً إلى الصلاحيات الممنوحة لمجلس المفوضين بموجب القوانين النافذة.

وأكدت المفوضية أن النظام الجديد يتضمن مواد تنظيمية تهدف إلى ضبط إجراءات الترشيح والمصادقة بما يضمن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن المادة الأولى من النظام عرّفت المصطلحات الأساسية المرتبطة بالعملية الانتخابية مثل "المفوضية"، و"المرشح"، و"الناخب"، و"مجلس المفوضين"، وغيرها من الجهات المعنية.

من جانب اخر، أكد النائب ثائر الجبوري أن الجهود النيابية لتعديل قانون الانتخابات لم تتوقف، بل ستشهد زخماً أكبر ومسارات علنية عقب انتهاء عطلة الفصل التشريعي، بهدف تعزيز الشفافية وزيادة ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية المقبلة.

وقال الجبوري في تصريح صحفي، إن "المساعي الجارية لتعديل القانون لا تنطلق من بعد سياسي ضيق، بل تنبع من رؤية شاملة تهدف إلى طمأنة الرأي العام ورفع نسب المشاركة في انتخابات تشرين الثاني المقبل".

وكشف الجبوري عن عدد من المقترحات الجوهرية التي يجري العمل على تضمينها ضمن التعديلات المرتقبة، من أبرزها:

  • منح إجازة مبكرة للمسؤولين التنفيذيين مثل المحافظين ورؤساء المؤسسات قبل موعد الانتخابات بفترة لا تقل عن شهرين أو ثلاثة، للحد من استغلال موارد الدولة في الحملات الانتخابية.
  • إلزام الفائزين التنفيذيين بالاستقالة من مناصبهم وعدم السماح لهم بالعودة إلى مواقعهم بعد فوز مرشحين بدلاء عنهم، في خطوة وصفها الجبوري بأنها تهدف إلى "معالجة الالتفاف القانوني الذي يتكرر منذ سنوات".
  • دعم القوائم الصغيرة والمستقلة من خلال إعادة النظر في آليات احتساب المقاعد وتوزيع الدوائر، بما يضمن عدم تهميشها من قبل الكتل الكبرى وتحقيق "العدالة الانتخابية والتعددية السياسية". وشدد الجبوري على أن الإصلاح الانتخابي ضرورة ملحة لضمان نزاهة العملية الديمقراطية، داعياً الكتل السياسية إلى التفاعل الإيجابي مع التعديلات المطروحة، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة.

******************************************

الصفحة الثالثة

الاحتياطي يتراجع 11 تريليوناً والحكومة تُنفق أكثر مما تملك وتُراهن على المجهول

ونوه الى ان "المعايير التي تبنى عليها تصورات قوة او ضعف الاحتياطات، تتعلق بعلاقة احتياطات البلد من العملة الأجنبية مقابل النقد المصدّر الى التداول".

وبحسب الياسري أن "احتياطات البنك المركزي الحالية تغطي ما يعادل 120 في المائة من النقد المصدر للتداول، في حين أن المعيار المقبول هو أن تغطي 60 في المائة، كما أن هذه الاحتياطيات قادرة على تمويل التجارة الخارجية لأكثر من 20 شهراً، حتى في حال توقف تصدير النفط وتوقفت المالية العامة عن بيع الدولار، وهو سيناريو غير وارد".

وبشأن قدرة البنك المركزي على تعويض الانخفاض في الاحتياطي، قال الياسري إن "الأمر يعتمد أساساً على حجم ما تبيعه وزارة المالية من العملة الأجنبية"، مردفا ان "البنك المركزي يستطيع في بعض الأحيان، التدخل بتنظيم نافذة بيع العملة، وترشيد عمليات البيع، وضبطها لتغطية الحاجات الأساسية فقط، وحصر مبيعات البنك المركزي بالأمور المهمة، دون فرض قيود على الجمهور لغرض الاستيراد وغيرها فهو امر ممنوع قانوناً، طالما أن الدينار المتداول مصدره سليم".

ولفت إلى أن "الرقابة المصرفية تتركز على مدى سلامة مصدر الدينار الذي يُقدمه المواطنون عبر المصارف، والتي تقوم بدورها بشراء الدولار نيابة عنهم من البنك المركزي".

وفي ما يخص إدارة الدين الداخلي، رأى الياسري أن "السياسات المالية ما تزال خاضعة لضغوط سياسية وانتخابية، تؤدي إلى تضخم في الإنفاق الحكومي عبر إطلاق مشاريع أو التوسع في التعيينات، ما يشكّل عبئاً على المالية العامة".

واعتبر أن الحل المستدام يتمثل في "تنشيط القطاع الحقيقي وتوفير فرص عمل في القطاع الخاص، إلى جانب تشريع قانون ضمان اجتماعي متكامل للعمال، بما يعادل نظم التقاعد للعاملين في الدولة، ما يُخفف الضغط عن القطاع الحكومي".

واعتبر الياسري أن "أبرز التحديات التي تواجه السياسة النقدية في العراق حالياً تتمثل في قرار خفض سعر الصرف مطلع عام 2023، والذي كبّد المالية العامة خسائر تُقدّر بنحو 10 تريليونات دينار سنوياً".

وبيّن أن هذا التخفيض "لم يحقق الأثر المرجو، إذ لم ينخفض سعر الصرف الموازي إلى مستوى السعر الرسمي البالغ 1320 دينارًا للدولار، بل بقي قريباً من سعره السابق عند حدود 1470 ديناراً".

وخلص الى أن "الاقتصاد الحقيقي فقد قدرته التنافسية التي بدأ باستعادتها بعد رفع سعر الصرف نهاية عام 2020، وهو ما كان قد ساهم حينها في تقليص الاستيراد وإنعاش الإنتاج المحلي، غير أن إعادة خفض السعر بعد عامين أجهض تلك المكاسب، وأدى إلى تراجع تنافسية الاقتصاد مجددًا، بالإضافة إلى خسارة المالية العامة للمبالغ التي كانت قد كسبتها من ارتفاع السعر سابقاً".

تحذير من عدم ضبط الانفاق

من جهته، قال الخبير الاقتصادي د. عبد الرحمن المشهداني إن مهمة البنك المركزي الأساسية تتمثل في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، ولا سيما استقرار سعر الصرف، موضحاً أن العراق يعتمد سعر صرف ثابت يقدر بـ1300 دينار للدولار.

وأضاف أن البنك المركزي يُجبر على ضخ الدولارات المتوفرة لديه – والتي تُعدّ من أصوله – للدفاع عن هذا السعر، مبينا أن “ارتفاع احتياطي العملة الأجنبية لا يُعدّ مؤشراً على قوة الاقتصاد، كما أن انخفاضه لا يعني بالضرورة ضعفه”.

وأشار المشهداني في حديث مع "طريق الشعب"، إلى أن إيرادات البنك المركزي تأتي من استثماراته في سندات الخزانة الأمريكية، ومن الفوائد على القروض التي يمنحها، إضافة إلى الغرامات التي يفرضها على المصارف وشركات الصرافة المخالفة.

 ولفت إلى أن “الاحتياطي يجب أن يغطي استيرادات البلد لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وحالياً يغطي نحو سنة وأربعة أشهر، وهو مؤشر جيد”.

وتابع قائلاً: “علينا البحث عن أسباب انخفاض الاحتياطي”، موضحاً أن “البنك المركزي خفّض عرض النقد بنحو 5 تريليونات دينار عبر سحب العملة المصدرَة من السوق وتعقيمها في خزائنه، في حين استخدم 6 تريليونات أخرى للدفاع عن سعر الصرف”.

وبيّن أن تعويض هذه المبالغ يعتمد على ارتفاع إيرادات النفط، قائلاً: “إذا تجاوزت إيرادات النفط 7.5 أو 8 مليارات دولار شهرياً، فإن الفائض سيُستخدم لتعزيز احتياطي البنك المركزي”.

وفي ما يخص ارتفاع الدين العام، أوضح المشهداني أن "السبب الرئيس هو التوسع في الإنفاق التشغيلي، خصوصاً على الرواتب والأجور والحماية الاجتماعية والمتقاعدين. في عام 2019 كانت هذه النفقات نحو 41 تريليون دينار، أما الآن فتصل إلى نحو 60 تريليون”.

وأضاف أن انخفاض أسعار النفط يدفع الحكومة إلى الاقتراض، سواء بشكل مباشر أو عبر طرح سندات وأذونات خزينة.

وتابع ان “هناك أيضاً نفقات الطاقة، والأدوية، والبطاقة التموينية، والتي تُقدَّر بنحو 10 تريليونات دينار، وهي نفقات لا يمكن تأجيلها، إلى جانب مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في قطاع النفط، التي تُسدّد بانتظام”.

كما أشار إلى أن فوائد وأقساط الدين الخارجي تبلغ نحو 2 تريليون دينار سنوياً، فيما تصل فوائد وأقساط الدين الداخلي إلى نحو 12 تريليون دينار.

وواصل القول أن الدين الداخلي “أقل خطورة لأنه يمكن إعادة جدولته أو تأجيله أو إلغاء فوائده، على عكس الدين الخارجي الذي يجب تسديده في مواعيده المحددة”.

ونبّه المشهداني الى أن معالجة هذه التحديات تتطلب “تخطيطاً سليماً وتنسيقاً فاعلاً بين السياسات المالية والنقدية والتجارية”، مضيفاً انه “لا يجوز أن تكون السياسة المالية توسعية في ظل موارد محدودة، ثم نلجأ لاحقاً إلى الاقتراض الداخلي أو الخارجي”.

الايرادات غير النفطية

ودعا إلى تعزيز الإيرادات غير النفطية من خلال تحسين أداء مؤسسات الدولة، لافتاً إلى أن “الفساد هو السبب الرئيس لتباطؤ النمو، كما أشار صندوق النقد الدولي”.

وتابع “نحن نموّل التجارة سنوياً بنحو 65 مليار دولار، لكن الكمارك لا تحقق سوى إيرادات لا تتجاوز تريليون دينار، رغم أنه من المفترض أن تصل إلى أكثر من 10 تريليونات دينار، وهذا الفارق ناتج عن الفساد، وتحديداً بسبب وجود 22 منفذاً غير رسمي تدخل من خلالها البضائع، أو يتم تسجيلها بأقل من قيمتها أو تمريرها عبر الرشوة”.

وأكد أن معالجة ملف الكمارك والضرائب والعقارات (الطابو) من شأنه تحقيق إيرادات ضخمة للدولة، محذّراً من أن “بقاء الحال على ما هو عليه، من دون سياسة اقتصادية واضحة وسليمة، ومن دون إدارة رشيدة للموارد، سيقود البلد إلى وضع لا تُحمد عقباه، وسيدفع المواطن وحده ضريبته”.

واختتم بالقول: “إذا لم نضبط النفقات، فسنضطر إلى المزيد من الاقتراض داخلياً وخارجياً، علماً أن الدين الخارجي حالياً لا يتجاوز 9 مليارات دولار، وهو رقم بسيط نسبياً، لكن الخطر يكمن في تصاعده وتضاعفه مستقبلاً”.

***************************************

عين على الأحداث

على ماذا يكافؤون؟

كشف مسؤول سابق عن قيام البرلمان بتخصيص 17 مليار دينار لشراء 54 سيارة جديدة لأعضائه، أي بمعدل 315 مليون دينار للسيارة الواحدة، وذلك خلال جلسة سرية عقدها قبل إنهاء الفصل التشريعي الأول. هذا وفي الوقت الذي تمثل فيه هذه الصفقة هدراً صريحاً وغير مفهوم للمال العام وتجاوزاً على الصلاحيات، فإنها تأتي من مجلس نواب أخفق في الالتزام بعقد جلساته كما ينص على ذلك نظامه الداخلي، وعجز عن مراقبة الحكومة وعن تشريع عشرات القوانين الهامة، كقانون مجلس الإتحاد والنفط والغاز والموازنة والخدمة المدنية وسلم الرواتب والنقابات وغيرها، مبقيّاً البلاد في دوامة فوضى تشريعية وفساد شامل.

أولويات مقلوبة

عاشت البصرة وماتزال صراعاً بين محافظها والحكومة، بسبب قيام الأول بحملة هدم بعض العشوائيات لمنح أرضها لمستثمرين، وقيام الثانية بالدعوة لإيقاف الحملة، استجابة لنداء السكان المهددين بالطرد من مساكنهم البائسة وربما للاستفادة من الملف في التنافس الانتخابي. هذا وفي الوقت الذي اندهش فيه الناس من الحرص المفاجيء على حماية الممتلكات العامة، كانت دهشتهم أكبر من اكتفاء الحكومة بمنع هدم العشوائيات بدل الشروع في إنقاذ سكانها من البؤس الذي يعيشون فيه، فيما بدا البرلمان منسجماً مع عزلته عن الشعب، حين اهتم بتحديد الصحة القانونية لقرار كل طرف، متجاهلاً القهر الذي يعانيه تسعة ملايين مواطن.

صدمة

شمل قانون العفو العام ضابطاً وعدداً من مساعديه، حكموا بالإعدام بعد إدانتهم بجريمة راح ضحيتها أكثر من 20 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم 12 طفلاً، وذلك في عام 2021 حين داهموا بيتاً لا علاقة لسكانه بالإرهاب، ومن دون أوامر قضائية وبناءً على بلاغ من مخبر سري قدّمه أحد أقرباء العائلة نتيجة لخلافات معها. هذا وقد شكّل العفو صدمة للناس الذين تساءلوا عن معنى عدالةِ تحترم نفسها فتعفو عن قوات حكومية ارتكبت جريمة جماعية خارج نطاق القانون، وكان 60 في المائة من ضحاياها من الأطفال، الذين ستبقى دماؤهم صرخة تدين منظومة المحاصصة وتؤشر مستوى الدرك الذي أوصلتنا اليه.

والنواطير النشامة!

اكتشفت الحكومة على هامش مؤتمر القمة العربية، وجود مصفاة نفط مقامة في الصومال منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي أكبر مصفاة عراقية خارج الحدود. هذا وفي الوقت الذي أندهش فيه رئيس الحكومة ووزير نفطها من وجود المصفاة وطلب الرئيس الصومالي من بغداد القيام بصيانتها، أشار خبراء إلى أن المصفاة المنسية كان يمكن أن تدر على البلاد دخلاً مهماً، لكنها أهملت كباقي الأملاك العراقية في الخارج، مثل مزارع الشاي والتبغ والرز في فيتنام وسنغافورة وغيرها، التي لا أحد يعرف من يستغلها وأين يذهب دخلها. بقي أن نشير إلى أن ردود الفعل على الاكتشاف بقيت في حدود الدهشة!

إخفاء الشمس بالغربال

حذر صندوق النقد الدولي من أن العراق يواجه عامًا مليئًا بالتحديات الاقتصادية، بعد إن ارتفعت نسبة العجز المالي إلى 4.2 في المائة جراء الزيادة الكبيرة في النفقات التشغيلية وتكاليف شراء الطاقة وانخفاض أسعار النفط. هذا وفيما دعا الصندوق بغداد لمراجعة خطة الانفاق وزيادة الإيرادات غير النفطية وعدم اللجوء لاحتياطيات النقد الأجنبي من أجل سد العجز المالي، عبّر الخبراء عن قلقهم الشديد من تباطؤ النمو جراء تلكؤ قطاع الزراعة وتعرض الصناعة للإهمال والفساد وتدني مستوى القطاع المصرفي وتردد المستثمرين في العمل خشية من الابتزاز وبلوغ الدين ما يقارب 90 تريليون دينار.

********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

هل هناك المزيد من الذرائع؟!

حول العلاقة بين قرار حزب العمال الكردستاني بحلّ نفسه وبين إنهاء الوجود العسكري التركي في العراق، نشر موقع "أمواج" البريطاني مقالاً أشار فيه إلى أن قرار الحزب، قد أثار المزيد من النقاش والتكهنات بصدد مستقبل الوجود العسكري التركي في شمال العراق، ومدى التزام مقاتلي الحزب المتواجدين في جبال المنطقة بقرار قيادتهم المركزية، في ظل الغموض الذي يكتنف تطوّر عملية تسريح هذه الفصائل المسلحة، وكيف سيُعيد هذا الواقع الجديد تشكيل العلاقات بين أنقرة وبغداد وحكومة إقليم كردستان.

ترحيب عراقي

وذكر المقال بأن حكومة الإقليم قد رحبت بحلّ الجماعة وإعتبرته أساسًا لسلام دائم وشامل، في موقف مشابه للحكومة الإتحادية في بغداد التي وصفت وزارة خارجيتها القرار بالخطوة الإيجابية والهامة نحو انجاح جهود السلام. ودون أن تشير الوزارة إلى الوجود التركي المستمر، وصفت هذا التطور بأنه "مدخل طبيعي لإعادة النظر في ذرائع ومبررات وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية"، فيما اكتفى وزير الخارجية بالتصريح بأن المشاورات جارية "لنزع سلاح الحزب" بين أنقرة وبغداد وسلطات حكومة إقليم كردستان.

ونقل المقال عن صحيفة عراقية قولها بأن فصائل حزب العمال الكردستاني قد لا تُلقي سلاحها، بسبب تعارض ذلك مع تفاهماتها الإقليمية والداخلية، في وقت توقع فيه أحد النواب العراقيين من الإئتلاف الحاكم، أن يشترط الحزب أُطلاق سراح مؤسسه عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا، قبل إتمام هذه العملية. وأكد المقال على أنه ورغم ورود أنباء عن إيقاف أنقرة لعملياتها العسكرية ضد الحزب، كشفت افلام نشرها مراقبون وإعلاميون عن استمرار الغارات التركية على مناطق عديدة في محافظة دهوك.

وأضاف المقال إلى أنه وفي ظل صمت تركي حول ما يجري وتعتيم إعلامي على نوايا حكومة أردوغان، انتقدت قوى سياسية عراقية بشدة قيام أنقرة بتعيين مبعوث رئاسي لها في العراق، واعتبرته تدخلاً سافراً في السيادة الوطنية واستمراراً "للسياسات التوسعية التركية التي تستهدف وحدة العراق وأمنه".

مستقبل غامض

وأعتبر المقال مستقبل العملية غامضاً، فرغم التعليل الذي أعطاه الحزب لقراره من أنه سيولي مسؤولية تطوير الديمقراطية وضمان تشكيل دولة كردية، للأحزاب السياسية الكردية، لم يعرف أحد حتى الآن مدى شمول هذا القرار لفروع حزب العمال الكردستاني في العراق ولقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي أعلن قائدها بأن دعوة أوجلان لنزع السلاح لا علاقة لها بهم.

وأشار المقال إلى أن تركيا قامت ومنذ 2018 بنشر آلاف الجنود وإنشاء مئات من القواعد العسكرية في شمال العراق بذريعة محاربة 2000-2500 مقاتل من حزب العمال الكردستاني متمركزين في هذه المناطق وعلى طول الحدود العراقية التركية، مما شكّل مصدر توتر بين أنقرة وبغداد، حيث احتج العراق مرارًا على هذه الإنتهاكات لسيادته.

وذكر المقال بأن نجاح هذه العملية السلمية ربما يعتمد إلى حد كبير على مدى امتثال جميع فصائل حزب العمال الكردستاني لقرار القيادة المركزية، وعدم ظهور جماعات منشقة لا تلتزم بذلك من جهة، وحدوث استجابة حقيقية من أنقرة لمساعي بغداد تشكيل خلية عمل أمنية وعسكرية مشتركة مع تركيا وبالتشاور مع حزب العمال الكردستاني لتسهيل نزع سلاح مقاتليه في شمال العراق من جهة أخرى، وهي مساع سيكشف الغد عن مدى واقعيتها وما إذا كانت قابلة للصمود في وجه بعض الأجندات السرية.

******************************************

الصفحة الرابعة

النجف تقاسي العطش، والجفاف يهدد البيئة والحياة!

بغداد – طريق الشعب

في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تداعيات التغيّر المناخي وتراجع الإيرادات المائية من دول الجوار، تعيش محافظة النجف واحدة من أسوأ أزماتها البيئية والمائية منذ سنوات. فقد أدى الانخفاض الحاد في كميات المياه ـ إلى جانب الإهمال الحكومي وتدهور البنى التحتية ـ إلى جفاف مساحات واسعة من الأهوار والمسطحات المائية، لا سيما في مناطق جنوب المحافظة.

سوء إدارة الموارد المائية

قال الباحث في الشأن العام حسين القاضي إن "جفاف الأهوار في جنوب النجف، ضمن الممتدة من ناحية الحيرة وصولًا إلى محافظة ميسان، يعود إلى قلة الدعم الحكومي المركزي وسوء إدارة الموارد المائية"، مؤكدا أن "الإطلاقات المائية القادمة من تركيا وسوريا انخفضت بشكل كبير، ما فاقم الأزمة".

وأضاف القاضي لـ "طريق الشعب"، أن "الأهوار تعاني اليوم بسبب سياسة توزيع مياه غير عادلة من قبل الحكومة المركزية، الأمر الذي أدى إلى جفاف مساحات واسعة، خصوصا في مناطق جنوب النجف، التي تعتمد كليا على هذه المياه في الزراعة وتربية المواشي".

وتابع، ان "النتائج كارثية؛ فقد بدأ التصحر يزحف على الأراضي الزراعية، وارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ما أجبر الكثير من العائلات على الهجرة القسرية، بعد أن فقدوا مصادر رزقهم. المحاصيل الزراعية تدمرت بالكامل، والحيوانات التي يعتمد عليها الأهالي في معيشتهم بدأت بالهلاك".

وأشار القاضي إلى أن "ما فاقم من حجم الكارثة هو غياب الرقابة البيئية الحقيقية، وانعدام الصيانة الفعلية للأهوار"، مبينا أن "معظم المشاريع التي أُعلن عنها لم تكن سوى واجهات شكلية شابها الفساد الإداري، ولم تترجم إلى أية إجراءات ملموسة على الأرض".

وحذّر القاضي من أن استمرار هذا الإهمال يؤدي إلى "زوال بيئة الأهوار بالكامل، بما تحمله من تراث طبيعي وإنساني فريد"، داعيا إلى "ضرورة تحرك حكومي عاجل، عادل وفعال، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان".

أزمة مائية خانقة

وقال محمود السعيدي، مراقب محلي وبيئي، إن "محافظة النجف تعاني من أزمة مائية خانقة نتيجة انحسار المياه والتغير المناخي الذي أثر على العراق عموما، وعلى النجف بشكل خاص"، مشيرا إلى أن "المطالبات بإيجاد حلول حقيقية لا تزال تُقابل بالتجاهل".

وأضاف السعيدي لـ "طريق الشعب"، ان "بعض المحافظات بدأت تتحرك وتطالب بزيادة الإطلاقات المائية أو طرح حلول بديلة، لكن للأسف حتى الآن لم نرَ أية خطوات عملية تجاه النجف. هناك مقترحات اليوم باستخدام المياه الجوفية في الصحراء الغربية القريبة من النجف، وهي من أكبر المكعبات المائية الجوفية في العراق، لكن حتى الآن لم يتم استغلالها بشكل فعلي".

وأشار إلى أن نهر الفرات في الكوفة يتعرض لتلوث خطر، نتيجة المصانع القريبة منه، إضافة إلى مياه المجاري التي تُصرف مباشرة في النهر من خلال مجاري الكوفة، ما أدى إلى ارتفاع نسب التلوث بشكل كبير، خصوصًا في ظل انخفاض مناسيب المياه والجفاف العام.

وقال السعيدي ان "أغلب أهالي النجف يعانون من شح المياه التي تصلهم ملوثة وتحمل روائح كريهة، ما أثر بشكل مباشر على الحياة اليومية والصحة العامة".

وفي ما يخص القطاع الزراعي، أشار إلى أن المزارعين، خصوصا مزارعي الشلب والحنطة، هم الأكثر تضررا، حيث تكبدوا خسائر كبيرة بعد أن زرعوا على نفقتهم الخاصة دون أي دعم أو تعويض من الدولة.

وأشار الى لقائهم عددا منهم، وعبّروا عن استيائهم من الإهمال، خاصة أنهم واجهوا الجفاف دون أدنى مساندة.

وتطرق السعيدي إلى التظاهرات التي خرجت في المشخاب والقادسية والعباسية، للمطالبة بالماء وإنقاذ الزراعة، مؤكدا أن هذه التظاهرات لم تجد آذانًا صاغية حتى الآن.

واختتم بالقول ان "الوضع في النجف مأزوم، والخلل في المنظومة المائية والإدارية بات واضحا من دون تحرك عاجل، سنشهد انهيارا كاملاً للواقع الزراعي والبيئي في المحافظة".

فقدان المكونات البيئية

قال مدير بيئة النجف جمال عبد زيد إن جفاف الأهوار والمسطحات المائية في المحافظة، مثل بحر النجف وهور ابن نجم، يعود بشكل رئيس إلى انخفاض الإيرادات المائية القادمة من دول المنبع.

وأضاف زيد لـ "طريق الشعب"، أن "هذا الانخفاض أدى إلى انحسار هذه المسطحات وفقدانها لمكوناتها البيئية الطبيعية"، مشيرا الى أن "الأهوار تُعد مناطق بيئية متكاملة، وتشمل أنظمة نباتية، وأحياء مائية، وطيورا مستوطنة وأخرى مهاجرة، وقد تعرضت جميعها إلى مستويات مختلفة من التأثر تبعا لتراجع الواردات المائية"

وأوضح، أن المديرية تتابع الإجراءات البيئية ضمن خطط العمل السنوية والروتينية التي تصدر من وزارة البيئة، وأن شعبة النظم البيئية في المديرية هي الجهة المسؤولة مباشرة عن ملف الأهوار والمسطحات المائية.

وأشار المدير إلى أنه تم تشكيل لجنة عليا برئاسة النائب الثاني لمحافظ النجف تُعنى بمكافحة الجفاف، وتركّز على معالجة قضايا المياه، الشحة، والتلوث البيئي في عموم المحافظة.

وخلص الى أن "الاهتمام الحكومي بملف المياه بدأ يتصاعد تدريجي، لما لهذا الموضوع من أهمية قصوى على المستوى البيئي والزراعي والمعيشي في النجف".

*********************************************

ميسان تشكو من الملوثات في دجلة، والأهالي يبحثون عن مياه صالحة للشرب

بغداد – تبارك عبد المجيد

تحولت مياه الشرب في محافظة ميسان إلى مصدر قلق يومي لسكانها، بعد أن بلغت مستويات التلوث حدا غير مسبوق، ما دفع بالأهالي إلى استخدام مياه التحلية "ارو" المخصصة للاستهلاك البشري لسقي المواشي، في مشهد يعكس عمق الأزمة البيئية.

المياه التي تمر عبر نهر دجلة إلى ميسان تصل مثقلة بالملوثات ومخلفات الصرف الصحي والمبازل الزراعية، وسط انخفاض حاد في الإطلاقات المائية، ما أدى إلى تراجع جودة المياه وتهديد مباشر للصحة العامة والتنوع البيئي في المحافظة. وبالرغم من وجود اطلاقات مائية الا ان مراقبين وصفوا هذه بأنها ترقيعية.

ميسان تنتظر معالجات حقيقية

وحذر مستشار لجنة الخدمات العامة في مجلس محافظة ميسان، منتظر السيد نور، من تدهور خطر في نوعية المياه بمحافظة ميسان، مشيرًا إلى أن الوضع المائي خلال الفترة الماضية كان سيئًا للغاية، نتيجة لعوامل بيئية وإنسانية متداخلة.

وقال السيد نور في حديث لـ"طريق الشعب"، إن "قلة الإطلاقات المائية في عمود نهر دجلة المار بالمحافظة، بالإضافة إلى كثرة الملوثات الناتجة عن محطات الصرف الصحي التي تلقي مياهها دون معالجة، ومخلفات المبازل الزراعية التي تحتوي على مركبات الأسمدة الكيميائية، كلها ساهمت في رفع نسب التلوث".

وأضاف أن هذه العوامل أسفرت عن زيادة معدلات العكورة في المياه، وانتشار أنواع متعددة من الطحالب، منها الطحالب الخضر-المزرقة التي تُفرز السموم، والطحالب الخيطية التي تسببت بتعطل الفلاتر المنزلية، خصوصًا في نهاية عام 2024.

وأوضح أن "معدلات المواد الصلبة الذائبة (TDS) في المياه سجلت أرقامًا مقلقة، إذ بلغت قرابة 4000 ملغم/لتر في نهر المشرح، وتجاوزت 2500 ملغم/لتر في مناطق أخرى مثل ناحية السلام وقضاء الميمونة، في حين أن المعدل الطبيعي يجب أن لا يتجاوز 1000 ملغم/لتر كحد أعلى".

وأكد السيد نور أن "العاصمة بغداد تصرف ما يقارب 700 ألف متر مكعب يوميًا من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى نهر دجلة، ما يفاقم الأزمة التي تمتد عبر واسط وصولاً إلى ميسان، وتؤثر سلبًا على جودة المياه المستخدمة في الزراعة".

وتابع أن "مياه المعالجة بالتناضح العكسي (ارو) أصبحت تُستخدم فقط لسقي المواشي، خاصة في ذيول الأنهر حيث تصل المياه بنسب ملوحة مرتفعة"، محذرا من تفاقم تأثير امتداد اللسان الملحي من شط العرب، والذي أدى إلى تدهور الأراضي الزراعية ونفوق الأسماك والحيوانات في بعض مناطق المحافظة.

ورغم الإشارة إلى تحسن نسبي في وضع المياه بعد الإطلاقات المائية الأخيرة، بيّن السيد نور أن "تلك الإطلاقات لم تكن

موجهة لمعالجة أزمة ميسان بشكل مباشر، بل جاءت ضمن جهود الحد من أزمة اللسان الملحي في شط العرب بمحافظة البصرة"، مضيفا أن "ميسان لم تشهد حتى الآن أي تدخلات فعلية أو عاجلة لمعالجة الوضع البيئي المتدهور".

وأشار إلى أن "مناطق الأهوار لم تشملها الإطلاقات المائية رغم أهميتها البيئية، كونها مدرجة على لائحة التراث العالمي ومشمولة باتفاقيات دولية"، محذرًا من تهديد حقيقي للتنوع الأحيائي في ميسان نتيجة شح المياه والإهمال الحكومي.

التلوث يتجاوز ٨٠ في المائة

فيما قال الناشط البيئي الميساني مرتضى الحنوبي، إن "التلوثات المائية في مدينة العمارة باتت مصدر قلق حقيقي، خاصة وأنها تمثّل الامتداد الأخير لما يُعرف بـ(أذناب الأنهار)، وهي الفروع التي تتغذى من نهر دجلة بعد مروره بعدة محافظات، تبدأ من بغداد وما بعدها".

وأوضح الجنوبي أن "النهر يمر على العديد من المنشآت الصناعية والمستشفيات والمصادر الملوثة، ما يجعله محملاً بالمخلفات والمواد السامة عندما يصل إلى العمارة، ثم يتفرع ليغذي مناطق متعددة مثل قضاء الكحلاء وناحية المشرح والسلام والميمونة والمجار وغيرها".

وأشار إلى أن "نسب التلوث وصلت  بحسب دراسات ميدانية إلى أكثر من 80 في المائة في بعض المناطق، وهي نسب مرتفعة جداً، تعكس حجم الكارثة البيئية الممتدة على طول مجرى النهر".

وبين أن "السبب الرئيس في تفاقم هذه التلوثات هو قلة الإطلاقات المائية، والتي تراجعت بشكل حاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب موجات الجفاف المستمرة، حيث باتت الإطلاقات من سدة الكوت إلى العمارة لا تتجاوز 120 متر مكعب بالثانية، وهي كمية غير كافية لدفع الملوثات أو تخفيف تركيزها".

وأضاف أن "الوضع في نهر المشرح وقضاء الكحلاء خير مثال على خطورة الوضع، إذ تصل الإطلاقات في بعض المناطق إلى أقل من 15 متر مكعب بالثانية، وهو رقم ضئيل جداً مقارنة بالحاجة الفعلية

واختتم الجنوبي بالقول: "ما لم تكن هناك زيادة جدية في الإطلاقات المائية ومعالجات فورية لمصادر التلوث، فإن الوضع سيستمر في التدهور، والمخاطر البيئية ستتضاعف مع كل عام يمر".

المشرح يعاني من مياه المجاري

من جهته، اكد سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، الرفيق علي السفير إن محافظة ميسان، تعاني من تفاقم أزمة تلوث المياه، لا سيما في الأنهار الفرعية مثل نهر المشرح، نتيجة لتراكم عدة عوامل بيئية وبشرية أثرت سلباً على الصحة العامة والنظام البيئي".

وأضاف لـ "طريق الشعب"، أن "أحد أبرز أسباب هذا التلوث هو قيام بعض المستشفيات والمعامل برمي نفاياتها السائلة والصلبة مباشرة في المجاري المائية دون معالجة، ما يؤدي إلى تلوث خطير بمسببات الأمراض والمواد الكيميائية السامة، ويُسهم في انتشار الأمراض الجلدية والمعوية، إضافة إلى تأثيره الكبير على التنوع البيولوجي في المياه".

وتابع السفير أن "قلة الإطلاقات المائية أسهمت في تفاقم الأزمة، حيث تعاني الأنهار، خصوصاً نهر المشرح، من انخفاض حاد في منسوب المياه نتيجة تراجع الحصص المائية من أعالي النهر وضعف إدارة الموارد المائية، ما يزيد من تركيز الملوثات ويقلل من قدرة النهر على تجديد نفسه طبيعياً".

وأكمل حديثه قائلاً: ان "الصرف الصحي غير المعالج يمثل عاملاً خطراً أيضاً، إذ يتم تصريف مياه المجاري في كثير من المناطق مباشرة إلى الأنهار دون معالجة، ما يزيد من التلوث العضوي ويؤدي إلى تكاثر الطحالب وتدهور جودة المياه".

وأكد أن "الآثار البيئية والصحية لهذه الأزمة كارثية، بدءاً من تراجع حاد في الثروة السمكية وانقراض بعض الأنواع المحلية، مروراً بانتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة كالإسهال المزمن والتسمم وأمراض الكبد، ووصولاً إلى نفوق الحيوانات التي تعتمد على مياه النهر، وتلوث الأراضي الزراعية نتيجة استخدام مياه غير صالحة في الري".

واختتم السفير بالقول إن "استمرار تلوث المياه في محافظة ميسان يمثل تهديداً مباشراً لحياة الإنسان والبيئة، ولا بد من تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية للحد من هذه الأزمة واستعادة النظم البيئية المتدهورة".

*************************************************

وسط غياب إقليمي عن مؤتمر بغداد للمياه وزير الموارد المائية: العراق يواجه أزمة مائية حادة

بغداد ـ طريق الشعب

 

أكد وزير الموارد المائية، عون ذياب، أن العراق يواجه انخفاضاً حاداً في مناسيب المياه نتيجة تراجع الواردات المائية من الدول المتشاطئة وقلة الأمطار، محذراً من تفاقم التحديات البيئية، وعلى رأسها ظاهرة رمي النفايات في دجلة والفرات.

وقال ذياب، في مؤتمر صحفي عقده السبت عقب مشاركته في مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه، إن الطلب على المياه يشهد تزايداً متواصلاً، في ظل عجز كبير بالإمدادات المائية، مشدداً على ضرورة التصدي لـ"الثقافة الخاطئة" المتمثلة في تلويث الأنهار بالنفايات.

وأشار الوزير إلى أن العراق لا يحتاج حالياً إلى إنشاء سدود جديدة، لافتاً إلى وجود تنسيق مشترك مع وزارة الكهرباء حول بعض السدود المخصصة لتوليد الطاقة وحصاد المياه.

وفيما يخص العلاقات مع الدول المتشاطئة، أوضح ذياب أن العراق وجه عدة رسائل إلى دول الجوار، داعياً إياها للتعاون في تقاسم الضرر الناجم عن الجفاف الإقليمي، مؤكداً استمرار المباحثات مع تركيا وإيران من خلال لجان مشتركة لتأمين حقوق العراق المائية.

وبشأن الأهوار، أكد ذياب أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر أثرت بشكل سلبي على مناسيب المياه فيها، مبيناً أن الجهود الحكومية متواصلة لضمان استدامة الأهوار رغم الشح المائي وقلة الأمطار هذا العام، معرباً عن أمله في تجاوز الصيف المقبل دون أزمات إضافية.

وكانت العاصمة بغداد قد استضافت، يوم السبت، فعاليات مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه تحت شعار: "المياه والتكنولوجيا.. شراكة من أجل التنمية"، وسط غياب واضح لممثلين رفيعي المستوى من دول الجوار.

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، لوكالة شفق نيوز، إن المشاركة الإقليمية في المؤتمر لم تكن بالمستوى المأمول، مشيراً إلى غياب وزراء أو مسؤولين حكوميين كبار من تركيا وإيران وسوريا، رغم توجيه دعوات رسمية من قبل الحكومة العراقية.

وأرجع شمال ضعف الحضور إلى سياسات دبلوماسية خاصة بتلك الدول أو لأسباب غير معلنة، مبيناً أن المشاركة اقتصرت على إدارات عامة، "وهو ما لا يرقى إلى حجم التحديات التي يواجهها ملف المياه في المنطقة".

*************************************************

الصفحة الخامسة

نظرة المجتمع أخطر من المرض! الخجل من مراجعة الطبيب النفسي يدفع إلى الانتحار

متابعة – طريق الشعب

يُسجّل العراق أرقاماً قياسية في حالات الانتحار. ويؤكد اختصاصيون أن الوصمة المجتمعية وتأثيراتها النفسية تفاقم الظاهرة. إذ تمنع الحواجز الثقافية والمفاهيم الاجتماعية التي تستهجن مراجعة الطبيب النفسي، بعض المصابين بحالات نفسية من طلب الدعم، فينتهي بهم الأمر إلى الانتحار.

يأتي ذلك في وقت تعاني فيه بنية قطاع الصحة النفسية ضعفا في الخدمات ونقصا في الكوادر المؤهلة للعمل في هذا المجال، ما يفاقم الأزمة ويترك الضحايا في مواجهة معاناتهم من دون ملاذ آمن.

ورصدت تقارير صحفية 64 حالة انتحار في بغداد بين الأول من كانون الثاني والأول من نيسان الماضيين. في حين وثّقت السلطات 772 حالة انتحار خلال العام الماضي، بارتفاع 663 حالة عن عام 2023، ما يعكس استمرار الوتيرة المتصاعدة للظاهرة في السنوات الأخيرة.

أكثر المنتحرين من الشباب

تنقل وكالة أنباء "العربي الجديد" عن مسؤول أمني، قوله أن "أكثر الوسائل التي استخدمها من أقدموا على الانتحار، القفز من المرتفعات والجسور والحرق وإطلاق النار والشنق".

ويبين المسؤول الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه أن "الشباب من كلا الجنسين هم أكثر من يُقبل على الانتحار الذي تقف خلفه صراعات أسرية بالدرجة الأولى، وبعدها الإخفاق في العلاقات العاطفية أو الزوجية، ما يؤدي إلى مرور أشخاص بحالات نفسية سيئة. ومن انتحروا لم يستطيعوا تجاوز هذه الحالة".

وحاولت الحكومة وضع حدّ للزيادة اللافتة في حالات الانتحار، وأقرّت الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار للفترة بين عامي 2023 و2030، لكنها لم تذكر تفاصيلها باستثناء أنها تركّز على تعزيز فرص الحصول على رعاية صحية، وتكثيف جهود توفير مساعدة في مجال الصحة النفسية، ومعالجة الوصمة المرتبطة بها.

طفلة تنقذ والدها من الانتحار!

في تجربة حية، يقول ماجد عواد (34 عاماً): "كنت أظنّ أن لا أحد يفهمني بعد أن خسرت عملي وضاقت بي سبل الحياة. قضيت ليالي بلا نوم، وأعدت حساباتي لأتخلص من كل شيء فقررت الانتحار".

ويتابع في حديث صحفي قائلا أنه "قبل أن أقدم على ذلك عبر إلقاء نفسي من سطح مبنى مرتفع، جاءت طفلتي الصغيرة وارتمت في حضني من دون أن تدري ما أريد فعله، وسألتني عن سبب حزني، فأيقظتني كلماتها وعزمت على طلب مساعدة، واعترفت للمحيطين بي بأنني أمرّ بحالة نفسية سيئة، وأتناول حبوباً مهدئة كتبها لي طبيب. ورغم خوفي من نظرات الآخرين لي بعد مرور أكثر من عامين على هذه القصة، لا أزال اعتقد بأنهم يشكون باتزاني العقلي".

تجربة أخرى

يروي جواد كاظم (52 عاماً) قصة أخرى تؤكد خطورة الوصمة الاجتماعية التي تنتشر بين العراقيين في شأن مراجعة الطبيب النفسي.

ويقول: "كان جارنا شاباً طموحاً وخجولاً في الوقت ذاته. وبعد مرور شهور على معاناته بسبب الاكتئاب، بدأ الناس يتهمونه بالجنون لأنه خضع لجلسات علاج نفسي، وشيئاً فشيئاً أخذوا ينصرفون عنه، وتحوّلت نظرات الشفقة لديهم إلى سخرية، حتى فقد الأمل وحاول الانتحار مرة عبر أخذ جرعة من مادة سامة، لكن عائلته نجحت في إنقاذه بسرعة عبر نقله إلى المستشفى".

خطورة الوصمة الاجتماعية

تسلط شهادات العديد من متابعي حالات الانتحار، الضوء على الوصمة الاجتماعية التي تحيط بمرضى الصحة النفسية في البلاد، وكيف يمكن للانعزال والاتهامات المجتمعية أن تعمق جراحهم النفسية.

وهذا ما يؤكده اختصاصي الطب النفسي د. فارس موفق، الذي يتطرق إلى دراسة تناولت تقارير الطب الشرعي في العراق، حول حالات الانتحار، موضحا أن الدراسة بيّنت أن العجز المالي وقف وراء 14 في المائة من حالات الانتحار، في حين بلغت نسبة الحالات التي سببها الخلافات والمشكلات العائلية 13 في المائة، ونسبة حالات الانتحار بسبب الاكتئاب النفسي 17 في المائة.

ويؤكد الطبيب في حديث صحفي أنه عالج حالات صعبة حاول أصحابها الانتحار. ويوضح أن "الوصم الاجتماعي والأعراف الدينية تشكل عوائق كبيرة أمام المصابين بأمراض نفسية في العراق. فاللجوء إلى المعالجة النفسية يعدّ أمراً مخجلاً في كثير من المجتمعات المحلية".

ويرى أن "هذه الموانع النفسية والاجتماعية تمنع المرضى من الإفصاح عن معاناتهم أو طلب مشورة من اختصاصيين، ما يفاقم الحالة لدى بعضهم وصولاً إلى الانتحار".

الحكومة تتحمل المسؤولية

فيما يرى الطبيب النفسي حسن الشمري، أن الجهات الحكومية تتحمل مسؤولية كبيرة في انتشار ظاهرة الانتحار وزيادة الوصمة المجتمعية تجاه الحالات النفسية.

ويلفت في حديث صحفي إلى أن "الموارد المخصصة للصحة النفسية في العراق لا تزال دون المستوى المطلوب. إذ تفتقر المستشفيات، معظمها، إلى أطباء نفسيين ومدربين اختصاصيين.  كما تنعدم خدمات الدعم المجتمعي والمتابعة المنتظمة للمرضى"، مشيرا إلى ان "العراق، بكثافته السكانية العالية ومدنه وقراه المترامية في مناطق واسعة، يعاني نقص المنظمات والجمعيات المتخصصة، التي تراقب وتدرس وتحلل حالات الانتحار. في حين لا تتبنى السلطات خطة خاصة بتثقيف المجتمع وتوعيته بشأن أهمية الطب النفسي وضرورة استشارة الأطباء النفسيين. وهذه مسؤولية الدولة قبل المجتمع".

********************************************

رئيس شعبة زراعة الخضر: إنتاجنا وفير ولدينا مشاريع زراعية وحيوانية

حاوره: صالح قيصر

قال رئيس شعبة زراعة قضاء الخضر في محافظة المثنى حامد محبس عبد الحسين، أن إنتاج الحنطة في القضاء وفير وذو نوعية جيدة، مبينا أن الانتاج بلغ 200 ألف طن للخطة الزراعية 2024 – 2025، وحلّت شعبة زراعة القضاء في المركز الثاني بعد قضاء السماوة في إنتاج الحنطة. 

جاء ذلك في لقاء صحفي قصير أجرته معه "طريق الشعب".

وتحدث عبد الحسين عن طبيعة عمل دائرتهم، موضحا انها تتابع مشاريع الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية والدواجن، فضلا عن بحيرات الأسماك التي يمتاز بها القضاء من حيث وفرة الانتاج وجودته.  

وأشار إلى ان لديهم مشروعا لتسمين العجول، وانهم يسعون جاهدين إلى إنجاح هذا المشروع لما يمثله من حجر أساس لتحسين الثروة الحيوانية في محافظة المثنى بشكل عام، مبينا أنهم حاليا يقومون بزراعة المحاصيل الصيفية التي يمتاز بها قضاء الخضر، ويتابعونها باستمرار من أجل الارتقاء بالإنتاج، خاصة بالنسبة للتمور، وغيرها من المحاصيل التي ينتجها القضاء وتسوّق إلى الأسواق المحلية.

وفي شأن المشكلات التي يعانونها، ذكر عبد الحسين أن أبرز تلك المشكلات هو شح المياه، الذي أصبح معوقا أساسيا للعملية الزراعية، وتسبب في تذبذب الإنتاج، لافتا إلى ان الحصة المائية التي خصصتها وزارة الموارد المائية لقضاء الخضر خلال موسم ٢٠٢٣ -٢٠٢٤، بلغت نسبتها 20 في المائة، وهذه النسبة تعتبر أفضل من نسب السنوات السابقة، بنحو 10 في المائة، ما جعل القضاء يحتل مركزا متقدما في إنتاج الحنطة.

وختم رئيس شعبة الزراعة حديثه بإلقاء الضوء على مبادراتهم الزراعية الجديدة، ومنها زراعة الفطر واستزراع الشعير، مؤكدا أن هاتين المبادرتين كُتب لهما النجاح، وان لديهم مبادرات أخرى في طور الدراسة.

**************************************

مركز بيئي: الضوضاء خطر يحيق بالصحة ويتطلب تحركا جماعيا

متابعة – طريق الشعب

حذر رئيس "مركز الفرات" البيئي، صميم سلام، من مخاطر "التلوث الضوضائي" في العراق. إذ يؤكد انه يشكل تهديدا للصحة العامة. فيما يشدد على ضرورة التحرك الجماعي للحد من هذا التهديد.

وأوضح سلام في حديث صحفي، أن "مصادر التلوث الضوضائي متنوعة وتشمل وسائل النقل مثل السيارات والشاحنات والدراجات النارية، والأنشطة الصناعية كالمصانع والآلات والمعدات الثقيلة، وأعمال البناء كآلات الحفر والهدم، إضافة إلى الطيران مثل المروحيات والطائرات النفاثة، وأخيراً الضوضاء المنزلية الناتجة عن استخدام الأجهزة الكهربائية كالمكنسة وغسالة الملابس".

وبيّن أن "وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) تحدد مستوى الضوضاء المسموح به في المؤسسات التعليمية بين 30 و40 ديسيبل، بينما يتراوح في المناطق السكنية عادة بين 40 و60 ديسيبل، ويرتفع في المناطق الصناعية ليزيد على 60 ديسيبل، وهو ما يجعل بعض البيئات أكثر عرضة لتأثيرات الضوضاء الضارة"، مشيرا إلى أن "للتلوث الضوضائي آثارا سلبية خطيرة على الصحة، أبرزها فقدان السمع الناتج عن التعرض لفترات طويلة لمستويات عالية من الضوضاء، إضافة إلى الشعور بالتوتر والقلق واضطرابات النوم، ما ينعكس سلباً على الصحة النفسية ويؤثر على الأداء في العمل أو الدراسة".

ولفت سلام إلى أن "الحد من التلوث الضوضائي يتطلب اتخاذ إجراءات عدة ، منها استخدام معدات السلامة الشخصية، مثل سدادات الأذن أو سماعات الرأس. كذلك تطبيق القوانين الخاصة بتنظيم الضوضاء في الأماكن العامة"، مؤكدا أن "قانون حماية وتحسين البيئة العراقي رقم 27 لسنة 2009 في مادته السادسة عشر، يتناول مسألة التلوث الضوضائي ويدعو إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد منه، بما في ذلك تحديد مصادر الضوضاء، وحماية الصحة العامة والبيئة".

وتابع قوله أن "من الوسائل الفعالة أيضاً، تصميم المدن بطريقة تقلل من مستويات الضوضاء، كإنشاء المناطق الخضراء، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحد من الضوضاء وتأثيراتها السلبية على الصحة".

ونوّه سلام إلى ان "أهمية مكافحة التلوث الضوضائي تكمن في حماية الصحة العامة وتحسين جودة الحياة"، مبينا أن "هذه المهمة تتطلب تضافر الجهود بين الأفراد والمجتمعات والدوائر المتخصصة، من خلال الإبلاغ عن الضوضاء عبر قنوات التواصل كخطوط الشكاوى وغيرها".

*****************************************

اگول.. أمّا طلابنا فيموتون ركضا!

حسن الجواد

في زمنٍ تُدار فيه الحروب من غرفٍ مكيفة، بكبسة زرٍ واحدة يُمحق جيشٌ ويُبنى آخر، ما زال العقل العسكري العربي مصمماً على إقناعنا بأن "الرجولة" لا تُكتسب إلا بتكسير العظام. والكرامة الوطنية لا تُستعاد إلا إذا مات طالب الكلية العسكرية تحت الشمس، بسلاحٍ خشبي وركضٍ حتى الانهيار.

واليوم، توفي طالبان في إحدى الكليات العسكرية العراقية بسبب "الإجهاد الشديد"، وهو تعبير مهذب لحقيقة أن التدريب كان أشبه بتعذيب جماعي رسمي ومقبول، لأنه ببساطة "منهج تدريبي تقليدي". تم استدعاء الشمس لتكون أحد عناصر الفحص، وتم تجاهل العصر الحديث بالكامل.

كلنا يعرف أن الحرب الحديثة تُدار بطائرات بلا طيار، بذكاء اصطناعي، بحواسيب وخوارزميات، حتى الجيوش الكبرى أصبحت تُخفض من أعداد المشاة وتستثمر في العقول لا في العضلات. أما نحن، فنصمم جيوشنا على طريقة "القرن التاسع عشر المطور"، ونصرّ على فكرة أن الضابط لا بد أن يشرب العرق من الجزمات ويأكل التراب كي يتخرج.

أحد الضباط الكبار قال في تبريره ان “الانضباط لا يُبنى إلا بالقسوة”، وكأن الانضباط لم يُكتشف بعد في الدول التي ترسل أقماراً صناعية إلى المريخ، دون أن يُقتل فيها طالب كلية. لماذا لا يُسأل أحد عن القاتل؟ لأن القاتل هنا ليس شخصاً، بل عقلية كاملة تعيش في متحف التاريخ، وتظن أن النصر يُصنع بالزحف على البطون.

المضحك المبكي أن هؤلاء الطلاب ماتوا وهم يتدربون على "الدفاع عن الوطن"، في حين أن الوطن لا يحتاج الآن لمن يركض 10 كيلومترات تحت الشمس، بل يحتاج لمن يعرف كيف يعطّل طائرة مسيرة أو يخترق نظام اتصالات. الوطن بحاجة إلى عقل لا عضلة، إلى تخطيط لا تعذيب.

لكن لا حياة لمن تنادي، فالمنهج مقدس، والتدريب منقوش على الحجر منذ أيام الحكم العثماني، ومن يقترح التحديث يُتهم بالخيانة أو "قلة الرجولة".

باختصار: في أوطان تُدار فيها الحروب بكبسة زر، لا يزال طلابنا يموتون بكبسة صرخة: "اركض!" .

***********************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق محسن زاير، بوفاة زوج شقيقته الفقيد جبار حسين بدر الصباحي.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته وأهله.

  • تعزي اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الخضر/ اللجنة المحلية في المثنى، عائلة ال صالح بوفاة الشخصية الوطنية حسن عبد الصالح.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل ومعها منظمة الحزب في المحاويل الرفيق الشاعر محمد صادق المحاويلي، عضو المكتب الاعلامي في محلية، وذلك بوفاة عقيلته إثر مرض عضال.

للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الصبر والسلوان. كما تعزي اللجنة المحلية الرفيق عبادي رضا العامري، بوفاة عقيلته إثر مرض عضال.

للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الكريمة خالص العزاء والمواساة.

******************************************************

الصفحة السادسة

استطلاع رأي لصهاينة: نريد تهجير الفلسطينيين مستوطنون يقتلعون أشجار زيتون في الضفة الغربية

متابعة – طريق الشعب

كثّف جيش الاحتلال الصهيوني غاراته على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع عشرات الشهداء والمصابين، امس السبت، فيما اقتلع عدد من المستوطنين أشجار الزيتون في الضفة الغربية المحتلة.

وأقدم مستوطنون صهاينة، على تقطيع واقتلاع أشجار زيتون، وتخريب ممتلكات المواطنين شرق يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن الإعلامي أسامة مخامرة قوله: أن "مستوطنين قطعوا واقتلعوا أعدادا كبيرة من أشجار الزيتون المثمرة في منطقة حوارة شرق يطا".

كما هدم مستوطنون خياما وعرائش في منطقة البويب شرق يطا، وواصلوا اعتداءاتهم على ممتلكات الفلسطينيين لدفعهم إلى الرحيل القسري تمهيدا للتوسع الاستيطاني. وفي أريحا، دمر مستوطنون، ممتلكات أحد المواطنين.

الخبز لا يسد الحاجة

ورفض جيش الاحتلال مقترح جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، والذي يقضي بتوزيع الطحين مباشرة على المواطنين، ومن ثم تشغيل المخابز في مرحلة ثانية، لضمان الحد الأدنى من الامن الغذائي.

ووصفت الجمعية الآلية التي اعتمدها برنامج الغذاء العالمي لتوزيع الخبز بأنها مجحفة وأنها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين، في حين برر البرنامج التابع للأمم المتحدة قراره بأنه لم يحصل حتى الآن على تصريح من السلطات الإسرائيلية لتوزيع المواد الغذائية والطحين (الدقيق) مباشرة على العائلات.

وقال رئيس الجمعية عبد الناصر العجرمي، إن "الآلية المعتمدة تقضي بتشغيل المخابز وفق كميات محدودة من الدقيق والسكر والزيت والخميرة والوقود، لإنتاج الخبز وتسليم الكميات الجاهزة له، والذي يتولى بدوره توزيعه على المستفيدين"، مؤكداً ان ذلك لا يكفي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين والنازحين في ظل حالة المجاعة والحصار المشدد والإغلاق المستمر.

إبادة جماعية

وطالب آلاف المحتجين في لندن، امس الاول الجمعة، الحكومة البريطانية بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية في غزة. وتجمع الآلاف في شارع داونينغ، حيث يقع مكتب رئيس الوزراء البريطاني، للاحتجاج على مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل.

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مقررة في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أن ما يحدث في قطاع غزة قد يرقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية، ووصفت "المجزرة التي تجري حاليا" بأنها "مأساة هائلة".

وتحدثت ساسكيا كلويت عن "الحاجة العاجلة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتعلقة بالنساء والأطفال"، مؤكدة أنها "مأساة هائلة تَسبّب فيها الإنسان والبشرية جمعاء، لأننا تركناها تجري على مرأى منا من دون أن نتدخل".

وقالت، ان "التصريحات التي أدلى بها أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن سكان غزة، تجعل من الصعب جدا تجاهل حقيقة أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية"، مشددة على أن "العقاب الجماعي وتجريد الفلسطينيين من الطابع الإنساني يجب أن ينتهيا على الفور".

يريدون التهجير!

وأظهر استطلاع أجرته جامعة أميركية ارتفاع نسبة المؤيدين الصهاينة لتهجير الفلسطينيين من غزة وداخل الأراضي المحتلة إلى الضعف خلال عقدين من الزمن.

وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته جامعة بن ستيت في بنسلفانيا ونشرته صحيفة هآرتس العبرية، أن 82 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون التهجير القسري للفلسطينيين في غزة، و56 في المائة يدعمون طرد الفلسطينيين من داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وأشار التقرير إلى أن التأييد لعمليات تهجير الفلسطينيين في أوساط الرأي العام الصهيوني زادت مقارنة باستطلاعات أجريت في عام 2003.

وفي استطلاع آخر، نشرته القناة الـ12 الإسرائيلية، فأن 55 في المائة من الاسرائيليين يرون أن الهدف الأساسي من سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الراهنة هو البقاء بمنصبه، ويرى 53 في المائة أن الاعتبارات السياسية هي السبب وراء عدم التوصل حتى الآن إلى صفقة تبادل أسرى، فيما يخشى 50 في المائة من احتمال إلغاء الانتخابات العامة المقررة في عام 2026، بحجة استمرار الوضع الطارئ في البلاد.

*******************************************

رؤساء جامعات يدينون حظر الأجانب بهارفارد

واشنطن - وكالات

دان رؤساء عدد من جامعات دول العالم محاولة الإدارة الأميركية حظر التحاق الطلاب الأجانب بجامعة هارفارد.

وقال ديفيد باخ، عميد كلية ي.إم.دي. لإدارة الأعمال في لوزان بسويسرا، إن الخطوة التي أعلنت عنها وزارة الأمن الداخلي في أميركا، لا تهدد بتقويض جامعة هارفارد فحسب ولكن أيضا التعليم العالي في أنحاء الولايات المتحدة.

وأضاف ان "التاريخ واضح حقا، لا يمكن بناء مؤسسة أكاديمية عالمية بالاعتماد فقط على بلد واحد، ولكن جذب الأفضل والأذكى من مختلف أنحاء العالم وبالاستفادة من تنوع وجهات النظر والرؤى والخلفيات يجعل هذا ممكنا".

وتوقع إيمانويل ميته، عميد كلية إيه.دي.أتش.إيه.سي. لإدارة الأعمال في نيس بفرنسا، أن تمتد عواقب خطوة الرئيس دونالد ترامب إلى خارج أميركا، وأضاف ميته "إنها تهدد الشراكات الأكاديمية وإضعاف التبادل الأكاديمي وإرسال رسالة خاطئة بشأن قيمة الانفتاح في التعليم والتجارة".

ودان جون فوستر-بيدلي، عميد ومدير كلية هينلي للأعمال بجنوب أفريقيا، خطوة الإدارة الأميركية، قائلًا إن من شأنها أن تؤدي إلى عواقب اقتصادية مدمرة اذا وضعنا في الاعتبار مليارات الدولارات التي يسهم بها الطلاب الدوليين سنويا في تعزيز الاقتصاد الأميركي.

ويمنع أمر الإيقاف المؤقت الحكومة من سحب شهادة جامعة هارفارد في برنامج الطلاب وتبادل الزوار الأكاديمي الذي يسمح للجامعة باستضافة الطلاب الأجانب الذين يحملون تأشيرات للدراسة بأميركا.

********************************************

الجوع يفتك باللاجئين السودانيين

الخرطوم - وكالات

أعلنت شبكة أطباء السودان، امس، وفاة 13 شخصا بالجوع بمعسكر "قاقا" للاجئين السودانيين في تشاد خلال الأسبوع الماضي. وقالت الشبكة في بيان: "يعاني اللاجئون السودانيون داخل معسكر قاقا في تشاد من أوضاع إنسانية كارثية بسبب نقص الغذاء والدواء مع تفشي الأمراض بسبب تجاهل المنظمات الدولية والإنسانية للاجئين بالمعسكر، وعدم توفير الغذاء الكافي لهم، حيث توفى 13 شخصا بسبب الجوع خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي يهدد مصير آلاف السودانيين بالمعسكر".  وناشدت الشبكة المنظمات الأممية والدولية القيام بدورها في توفير الغذاء العاجل للاجئين السودانيين في المعسكر  الذي يؤوي 21 ألف لاجئ سوداني، ووقف عمليات النزوح مرة أخرى للمجهول بحثا عن الغذاء والدواء. وعبرت الشبكة عن بالغ أسفها لتردي أوضاع اللاجئين السودانيين بدولة تشاد، وللتجاهل الدولي للمهجرين السودانيين، مؤكدة أن ما يحدث هو فضح للمنظمات التي تقدم أعذارا خاصة بالمعابر لإيصال المساعدات في ظل معاناة آلاف من السودانيين بالمعسكرات بدولة تشاد.

****************************************************

ليبيا.. تظاهرات تطالب بإسقاط جميع القوى السياسية

طرابلس - وكالات

احتشد آلاف الليبيين في ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس في تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط كافة القوى السياسية في البلاد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عبر حكومة تصريف أعمال. وردّد المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة الحاكمة في الغرب الليبي، كما نادوا بإنهاء ظاهرة المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة والمضي قدما بعملية سياسية تضمن لليبيين حرية اختيار من يحكمهم. واتجه المتظاهرون، الجمعة، من مدن عدة غربي البلاد نحو ميدان الشهداء وسط طرابلس، مطالبين بإسقاط الدبيبة وبقية قوى السلطة، في جمعة الخلاص التي دعي لها منذ أيام. وقال ناشطو الحراك، إن "هذه الجمعة هي جمعة الحسم لإسقاط حكومة الدبيبة، وحكومة حماد، والبرلمان، والمجلس الأعلى للدولة". وشهدت طرابلس انتشارا أمنيا كثيفا حيث قالت وزارة الداخلية إن الإدارة العامة للدعم المركزي تواصل جهودها لتأمين العاصمة طرابلس، عبر تكثيف الدوريات، وتعزيز الانتشار الأمني في مختلف المناطق. وطالب بيان للمتظاهرين بإسقاط حكومتي الدبيبة وحماد ومجلسي النواب والدولة، وإمهال المجلس الرئاسي 24 ساعة للخروج بقرار يتولى بموجبه مهمة إنجاز الدستور وإجراء انتخابات عامة في البلاد. وأكد المتظاهرون رفضهم الانقسام السياسي المستمر منذ 10 سنوات وسيطرة الأجسام السياسية على مقدرات البلاد.

********************************************

قيود جديدة على الصحفيين داخل البنتاغون

واشنطن - وكالات

أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، تعليمات جديدة تُلزم الصحفيين المعتمدين بالحصول على مرافقين رسميين عند دخول معظم مرافق وزارة الدفاع في أرلينغتون بولاية فرجينيا. ودخلت الإجراءات الجديدة حيّز التنفيذ الفوري، وهي تمنع دخول الصحفيين إلى مناطق في الوزارة من دون تصريح رسمي ومرافق معتمد، وقد أثارت انتقادات حادة من رابطة صحافة البنتاغون التي رأت في القرار "هجوما مباشرا على حرية الصحافة". وقال هيغسيث في مذكرة إن "الوزارة لا تزال ملتزمة بالشفافية، لكنها ملزمة بالقدر نفسه بحماية المعلومات الاستخباراتية السرية والمعلومات الحساسة، والتي قد يؤدي الكشف غير المصرح عنها إلى تعريض حياة الجنود الأميركيين للخطر". لكن رابطة الصحفيين قالت في بيانها إن "القرار يستند إلى مبررات أمنية واهية"، مشيرة إلى أن "الصحفيين المعتمدين تمكنوا طوال عقود من الوصول إلى مناطق غير حساسة في البنتاغون من دون إثارة قلق بشأن الأمن".

*********************************************

هل تتسع خسارات الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية؟

رشيد غويلب

يتزايد الغضب والمقاومة ضد سياسات الترهيب التي ينتهجها دونالد ترامب: الترحيل الجماعي والقمع الاقتصادي ضد أميركا اللاتينية.

ثلاث قضايا تصعد المقاومة لترامب في أميركا اللاتينية: الرسوم الكمركية، والترحيل، وسياسات واشنطن الإقصائية. ويشمل ذلك عزل كوبا وفنزويلا، فضلاً عن الخطاب السياسي والحملة الرامية إلى إخراج الصين من القارة، وتصطدم هذه الحملة بواقع التوسع الصيني في القارة.

في سياق الصراع داخل القارة، تؤدي سياسات ترامب إلى تعزيز دور القوى التقدمية على حساب اليمين.

لقد أصبح الاستقطاب بين الحكومات التقدمية التي تدعم التكامل في أميركا اللاتينية والحكومات اليمينية المرتبطة بواشنطن من خلال اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية واضحا في قمة مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي التي عقدت في هندوراس في نيسان الفائت.

وكان غياب رؤساء الأرجنتين وباراغواي وبيرو والإكوادور من اليمين المتطرف ملحوظا، في حين شارك نظراؤهم من مختلف ألوان الطيف السياسي بشكل نشط. اجتمع الأربعة بشكل منفصل في عاصمة بارغواي، لاتخاذ موقف مؤيد لتعريفات ترامب الكمركية. ورفض ممثلوهم في القمة التوقيع على الوثيقة الختامية التي حملت عنوان "إعلان تيغوسيغالبا" أكبر مدن هندوراس، والتي رفضت سياسات ترامب العدوانية.

وكان إصرار لولا على ابتعاد بلدان المنطقة عن التبادل التجاري بالدولار. وفي إشارة واضحة إلى ترامب، قال لولا: "كلما كانت اقتصاداتنا موحدة بشكل أوثق، أصبحنا محميين بشكل أفضل من الإجراءات الأحادية الجانب".

وكانت مضيفة القمة، رئيسة جمهورية هندوراس شيومارا كاسترو، أكثر وضوحا حين قالت: "لا يمكننا أن نغادر هذا التجمع التاريخي دون مناقشة النظام الاقتصادي الجديد الذي تفرضه الولايات المتحدة علينا"

لقد أدت سياسات ترامب إلى استقطاب حاد في أميركا اللاتينية، أدى إلى إزاحة أحزاب يمين الوسط التقليدية لصالح اليمين المتطرف، الذي يتم تمويله من قبل الولايات المتحدة ويحظى بدعم قوي من وسائل الإعلام، في حين اكتسب اليسار في الوقت نفسه أرضية في بعض البلدان، نتيجة الترحيل القسري والعنصرية المكشوفة. بالإضافة الى إساءة ترامب لمشاعر كاثوليك أمريكا اللاتينية، عندما شبه نفسه ببابا الفاتكان الراحل.

ويتخذ رفض سياسات ترامب في أميركا اللاتينية أشكالا عديدة. في المكسيك، تشكلت جبهة مشتركة ضد الرسوم الكمركية، تضم رجال أعمال معروفين وبعض زعماء المعارضة.

بالإضافة إلى المقاومة في أكثر من ألف مدينة في الولايات المتحدة نفسها، هناك احتجاجات في شوارع أميركا اللاتينية. في 12نيسان، خرج البنميون إلى الشوارع احتجاجا على زيارة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، والإصرار على ابتلاع قناة بنما.

وشكرت رئيسة وزراء باربادوس، ميا موتلي الطواقم الطبية الكوبية على مساعدتهم في مكافحة وباء كورونا. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فرض عقوبات على مسؤولين في حكومة باربادوس وعائلاتهم بسبب تواطؤهم المزعوم في دعم البعثات الطبية الكوبية. وهددت واشنطن بفرض قيود تجارية على الدول التي تتعاون مع هذه البعثات.

قالت موتلي إنها لن تتراجع عن دفاعها عن التعاون الطبي الكوبي، مضيفةً: "إذا كان الثمن هو فقدان تأشيرتي لدخول الولايات المتحدة، فليكن. ما يهمنا هو المبادئ".

وفي العاشر من آذار تلقى ترامب مفاجأة، عندما انتُخب وزير خارجية سورينام، ألبرت رامدين، أميناً عاماً لمنظمة الدول الأميركية، بعد أن سحب منافسه الوحيد، وزير خارجية باراغواي روبين راميريز، الذي وعد بتعزيز "تغيير النظام" في فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، ترشيحه. وسيحل رامدين محل الأوروغوياني لويس ألماغرو.

وكانت وسائل الإعلام السائدة، قد رددت تصريح مبعوث البيت الأبيض لأمريكا اللاتينية، ماوريسيو كلافير كاروني، الذي أكد أن "الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية سيكون حليفًا للولايات المتحدة"، مشددًا على أن "حكومة رامدين سلكت المسار الاقتصادي الصحيح. وهي تسعى إلى جذب استثمارات أجنبية ليس مصدرها الصين".

يبدو أن مبعوث البيت الأبيض كان مخطئا، او حاول نشر معلومات مضللة. إن رامدين يعارض الاجراءات القسرية الأحادية الجانب التي فرضتها واشنطن ويدعو إلى الحوار مع الحكومة الفنزويلية، بشكل مختلف تماما عن راميريز.

ويهدف تحرك الرئيس البرازيلي "لولا" الدولي إلى تحقيق رد متعددة الأطراف على هجوم ترامب الكمركي. في نهاية آذار الفائت، زار اليابان للحصول على الدعم لاتفاقية كمركية بين اليابان وكتلة ميركوسور التي تضم البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي..

إن النهج الجماعي الذي اقترحته الحكومات التقدمية في أميركا اللاتينية لمكافحة التعريفات الكمركية المفرطة يتناقض مع الاتفاقيات الثنائية التي روجت لها الولايات المتحدة في المنطقة منذ عام 2005. ففي ذلك العام، وجه رؤساء أميركا اللاتينية التقدميون ضربة مدمرة للتعددية على الطراز الأميركي، منطقة التجارة الحرة للأميركيتين، مما أثار استياء الرئيس بوش الابن.

*********************************************

الصفحة السابعة

الصين في العصر الرقمي.. تكامل بين التقنية والثقافة

علي شغاتي

في وقت اعتادت فيه دول عديدة على تحويل الطائرات المسيّرة لآلات حربٍ ودمارٍ، اختارت مدينة "تشونغتشينغ" الصينية أن تخطف الأضواء بعرضٍ فنيٍّ أخّاذ. ففي التاسع عشر من نيسان الماضي، ارتفعت خمسة آلاف طائرةٍ مسيّرةٍ في سماء المدينة، وراحت ترسم لوحات ضوئية مبهرة، تروي حكايةً من حكايات التقدّم والإبداع.

كنتُ هناك ممثلا لـ طريق الشعب"، ضمن وفدٍ يضمّ مدراء وكالات أنباء وقنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية، جاءوا من 26 دولة، تلبية لدعوة من الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهدف التعرف على التقدّم الذي أحرزته الصين في عملية التنمية عالية الجودة، وعلى مسار التحديث والانفتاح على العالم، ومن ثم عرض نتائج ما تحقق على الآخرين، وخاصة في التقنيات الحديثة وفي مقدمتها التطور الكبير باستخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة والإعلام. ولم يخلُ برنامج الدعوة من زيارات لمواقع اثرية قديمة ومتاحف مختلفة.

الفضول وشغف المعرفة

تلقيتُ الدعوة في آذار الماضي، لكني تردّدتُ في تلبيتها في بداية الأمر، فالمسافة بعيدة ومشاغلي كثيرة. لكن ما حفّزني على المشاركة وكان الوقود الذي دفعني إلى قطع الشكّ باليقين، شغف المعرفة وحبّ الاستكشاف. ومذ وطأت قدماي أرض الصين، حتى أدركت صواب قراري، فقد وجدت نفسي أمام تجربةٍ فريدة، لزيارة بلد يعبق بتاريخٍ عريق، لكنّه لا يغفو على أمجاد الماضي، بل يمدّ جسورًا متينةً بين تراثه العريق وتطلّعاته المستقبلية.

خلال أحد عشر يومًا، تنقّلتُ بين ثلاث محافظات صينية: " تشونغتشينغ" حيثُ العرض الضوئي الذي حوّل السماء إلى لوحةٍ فنيّة، و"شانشي" بجبالها الشامخة وثقافتها الغنيّة، و"بكين" العاصمة الصاخبة بأسواقها التقليدية وناطحات السحاب التي تخترق الغيم. في كلّ مكان، لمسْتُ فلسفةً صينيّةً واضحة: التكنولوجيا ليست بديلًا عن الإنسان، بل أداة تُعزّز إنسانيته، تُزيّن حياته ولا تنتزع جذوره.

تشونغتشينغ

هذه المدينة هي مركز للصناعة التحويلية في الصين، والمقر الرئيسي لصناعة السيارات، وأكبر منتج لأجهزة الكمبيوتر المحمولة في العالم، والحضن الرؤوم لمصانع كبرى لإنتاج الهواتف المحمولة، وذلك في إطار 31 قطاعًا صناعيًا مختلفًا.

وباعتبارها إحدى المدن الرئيسية في عصر الانفتاح، تواصل المدينة، تحسين بيئة الأعمال، وتسهيل عمليات التجارة والاستثمار، وتطوير السياسات الاقتصادية الحديثة، فتستضيف حاليًا 322 شركة من بين 500 شركة كبرى مدرجة في قائمة "فورتشن" العالمية، وتحتضن أكثر من 7200 مشروعا استثماريا أجنبيا، وفيها 15 قنصلية عامة للدول الأجنبية.

كما باتت المدينة اليوم تُروّج لنفسها كأكثر المدن "السيبرانية" (Cyberpunk) في الصين، وواحدة من أبرز الواجهات السياحية التي تدمج بين الابتكار الرقمي، وجمال الطبيعة الجبلية، وثراء الثقافة، مقدّمة تجربة لا تُنسى لكل زائر.

عندما اصطفت 5000 طائرة مسيّرة في سماء تشونغتشينغ، فوق نقطة التقاء نهري اليانغتسي وجيالينغ، لم يكن المشهد مجرد استعراض تقني مدهش، بل كان عملًا فنيًا وهندسيًا يعكس جوهر مدينة ذكية لا تكتفي بعرض تقدمها، بل ترويه.

الطائرات، رغم كونها وحدات مستقلة، كانت تتحرك كأنها كيان واحد، تشكّل صورًا متحركة تتناغم مع الموسيقى وتضبط إيقاعها مع أضواء ناطحات السحاب المحيطة. المدينة كلها بدت وكأنها تنطق بلغة الضوء والصوت، لغة لا تحتاج إلى ترجمة. لم يكن العرض مجرد تجربة حسية، بل تجلٍّ لفلسفة حضرية جديدة، حيث التكنولوجيا لا تؤدي دور الأداة فقط، بل تصبح وسيطًا للسرد الحضاري.

التجديد لا ينسيهم الجذور

قد يبدو الحفاظ على الطابع الإنساني والروابط الاجتماعية أمرًا صعبًا، في زمن تتسارع فيه وتيرة التحديث والعمران. إلا أن قرية مينشو، الواقعة في قلب مدينة تشونغتشينغ، تحوّلت من حيّ مهمل ذي مبانٍ متداعية إلى نموذج ملهم للتجديد الحضري الذي يجمع بين الحداثة وروح المكان. لقد نجح مشروع متكامل لإعادة التأهيل في تحويل هذا الحي الصناعي القديم إلى فضاء نابض بالحياة، يزخر بالمقاهي والمتاجر والمساحات الثقافية، ويستقطب السكان والزوار على حدّ سواء.

ففي السنوات الأخيرة، نُفذت خطة تجديد شاملة ارتكزت على مبدأ "الحفاظ، الترميم، الهدم، والاستكمال"، ما أدى إلى إعادة تأهيل أكثر من 110000 متر مربع من المباني، وترميم نحو 31000 متر مربع، وهدم الهياكل غير الآمنة، وكانت النتيجة إعادة صياغة حيّ بأكمله دون طمس ذاكرته التاريخية.

ما يجعل تجربة قرية مينشو فريدة، هو هذا التوازن بين الأصالة والتجديد، حيث تُحافظ الحِرف القديمة مثل الحياكة وصناعة المفاتيح على حضورها، بينما تتكامل الخدمات الحديثة كالمراكز الصحية والمجتمعية في النسيج العمراني الجديد. ولعل من أبرز ما لفت انتباهي أن كبار السن ما زالوا جزءًا فاعلًا من المجتمع، وأن الحياة فيها لا تُقصي أحدًا، بل تحتضن الجميع ضمن منظومة متكاملة يعمل الجميع فيها على أداء ما هو مطلوب منه، وبالمقابل تتكفل الدولة بتسهيل كافة أنواع الرعاية من الطعام والسكن والنقل والرعاية الصحية دون تحميل سكانها عناء التنقل.

الثورة والتاريخ

تُعدّ تشونغتشينغ اليوم واحدة من أبرز الحواضر الثقافية والتاريخية في الصين، حيث تحتضن إرثًا ثوريًا غنيًا تجسّده مواقع ونُصُب تذكارية متعددة، من أبرزها متحف هونغيان لتاريخ الثورة، والذي يضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية، ويُشرف على عشرات المواقع التراثية التي كانت محورًا لنشاط الحزب الشيوعي الصيني خلال فترات مفصلية من تاريخه. من بين أبرز المعالم التي يشملها المتحف، المنزل الذي أقام فيه ماو تسي تونغ خلال مفاوضات السلام عام 1945، وهي إقامة استمرت 43 يومًا وشكّلت لحظة محورية في السعي نحو تسوية سياسية عقب الحرب ضد اليابان. هذا المنزل، المعروف باسم "الصخرة الحمراء"، لا يزال محتفظاً بهيبته، ويُقدَّم للزوار كجزء من تجربة تعليمية توثّق مرحلة مفصلية من التاريخ الصيني الحديث.

رمزية الحجر وحياة البشر

في أعماق مقاطعة تشونغتشينغ، وتحديدًا وسط تلالها الخضراء المتعرجة، ينهض مجمع المنحوتات الصخرية كأحد أبرز المعالم الثقافية التي تجسّد التراث الروحي والفني للصين القديمة.

بفضل ما يضمه من نحو 50 ألف تمثال وأكثر من 100 ألف نقش، يُقدّم هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو تجربة نادرة، تتجاوز كونها مشاهدة لمعالم أثرية، إلى حوار عميق مع التاريخ والفكر والمعتقد.

تماثيل بوذا، والشخصيات الكونفوشيوسية تقف جنبًا إلى جنب مع صور لفلاحين وأطفال وموسيقيين، ما يمنح الزائر لمحة أصيلة عن الحياة الصينية القديمة، من خلال عدسة الفن والنقش على الحجر.

شانشي.. حيث تتجاور المصانع والمعابد

في قلب شمال الصين، تُشكّل مقاطعة شانشي مثالًا حيًا على التوازن النادر بين التسارع الصناعي والسكينة الروحية. من مدينة تاييوان المتطورة، حيث تصطف الرافعات والمجمّعات الحديثة في مشهدٍ يُجسّد طموح الحاضر، إلى المعابد البوذية العتيقة التي تعود لقرون، تُقدّم المقاطعة رحلة فريدة تمتزج فيها نكهات التقاليد بروح المستقبل.

أولى المحطات كانت زيارة شركة "Heavy Machinery Group"، أول مصنع كبير أُسس في الصين الجديدة بعد ثورة 1949. هناك، حيث لا تزال آلات الأمس تعمل جنبًا إلى جنب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُحاك مستقبل الصناعة الثقيلة، مع تطلعات لإنتاج معدات الطائرات بحلول 2050.

لكن على بُعد دقائق من هذا المشهد الصناعي، يظهر معبد "جينتسي" كلوحة من الماضي، محاطًا بالسرو وينابيع مقدسة، ومُفعمًا بأجواء تأملية لا تُخطئها العين. في شانشي، لا تتوارى الطبيعة خلف الإسمنت، بل تتسلل إليه بحيوية.

الحدائق والغابات والبحيرات الصناعية، كمثل "جينيان" التي وُلدت من مبادرة بيئية، تُشكّل متنفسًا حضريًا ومسرحًا للتأمل وركوب الدراجات والتنزه العائلي.

إحدى أبرز المحطات الروحية هي معبد "شياوشيتيان"، الذي يضم أكثر من ألف تمثال بوذي محفور بدقة منذ سلالة مينغ، ويُنظر إليه على أنه نسخة مصغرة من "الجنة الغربية" في البوذية. مؤخرًا، أعادت لعبة الفيديو "Black Myth: Wukong" تسليط الضوء على المعبد، بعد أن استلهمت منه عشرات المشاهد، ما أدى إلى طفرة سياحية كبيرة في عام 2024.

ولا تكتمل الرحلة هناك دون التوقف عند شلالات هوكو، حيث ينساب النهر الأصفر في عرض مذهل من القوة الهادئة، ودون زيارة مصنع "رونغزي" للنبيذ الفاخر.

مفارقة التنمية والركود

في وقت تغرق فيه دول مثل العراق بأزمات سياسية واقتصادية متكررة، تواصل الصين تقدمها بثبات على مسار تنموي يعيد رسم خريطة القوة العالمية. بنموذجها الاقتصادي الفريد "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"، تمكّنت بكين من الدمج بين تدخل الدولة ومرونة السوق، مما أهلها لتصبح ليس فقط مصنعًا للعالم، بل مختبرًا متقدمًا لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، مع الحفاظ على العدالة الاجتماعية.

هذا النموذج لا يُفرض، بل يُعرض للمشاركة من خلال سردية جديدة تتجنب النزعة الاستعلائية وتؤسس لتعاون عالمي. فالصين اليوم لا تكتفي ببناء قوتها الاقتصادية والتقنية، بل تسعى لإعادة تشكيل صورتها الدولية عبر ما تسميه بـ "التواصل الذكي"، في وقت لا تزال فيه الأنماط الغربية تهيمن على المشهد الإعلامي والثقافي العالمي.

وفي زمن تهيمن عليه الأوهام والتصورات الغربية القديمة، تُقدّم الصين نموذجًا بديلًا، واضحاً في الحاضر، وقوياً لا مفر من التعامل معه في المستقبل.

جامعة تسينغهوا.. نافذة على التحوّل الإعلامي

في بكين، تمثّل جامعة تسينغهوا، المصّنفة ضمن أفضل الجامعات عالميًا والأولى آسيويًا في مجال الإعلام، دليلاً على الطموح الصيني في بناء منظومة معرفية وتكنولوجية متكاملة. ففي بلد يضم أكثر من 1.1 مليار مستخدم إنترنت، أصبحت الصين تمتلك أكبر سوق لغوي موحد في العالم، وهو ما يوفّر لها قاعدة بيانات ضخمة لتطوير نماذج اللغة الكبرى (LLMs) التي تُعد ركيزة الذكاء الاصطناعي اللغوي.

هذا التقدم مكّن شركات مثل "هواوي" من تجاوز العقوبات الأميركية وتطوير تقنياتها الخاصة، من رقائق إلكترونية إلى شبكات الجيل السادس. ويبدو أن مستقبل الهيمنة التكنولوجية ستحسمه القدرة على الدمج بين البنية التحتية الرقمية والرؤية الثقافية المحلية.

إعلام صيني بطموح عالمي

منذ عام 2018، انتقلت الاستراتيجية الإعلامية الصينية من تقليد نماذج الغرب إلى بناء منصات رقمية خاصة بها مثل TikTok و Deepseek، مع التركيز على محتوى ذي طابع ثقافي صيني. توقفت الصين عن محاكاة النماذج الهوليوودية، واتجهت إلى إنتاج أعمال مثل "الأرض المتجولة" و"أسطورة القرد: ووكونغ"، التي نالت قبولًا عالميًا بفضل جذورها الثقافية العميقة. الصين اليوم لا تصدر التقنيات فقط، بل تصدر خيالها وسرديتها ومكانتها كقوة ثقافية عالمية مستقلة، تسعى لبناء "طريق حرير رقمي" يستند إلى مفاهيمها وقيمها.

الإعلام كجسر ثقافي

الزيارة الأخيرة إلى منظمة الاتصالات الدولية كشفت عن أبعاد جديدة في العمل الإعلامي الصيني، إذ تجاوز النقاش حدود الإنتاج التقليدي ليشمل أهمية بناء الثقة والتفاهم الإنساني. فالإعلام، من وجهة نظرهم، لم يعد مجرد قناة للمعلومة، بل أداة لتعزيز الشراكات وتقريب الشعوب.

تتضمن الاستراتيجية الإعلامية للمنظمة مزجًا بين أحدث التقنيات والتحليل الثقافي العميق، بما يخدم الحكومات والشركات في فهم الرأي العام العالمي. كما تبرز مبادرات مثل "فرصة الصين" وبرامج التدريب الدولي كخطوات لتأهيل جيل إعلامي جديد قادر على تجاوز الفروقات الثقافية.

وتُوظف الدراما الشعبية والمؤثرون الرقميون كأدوات للدبلوماسية الناعمة، عبر سرد قصص تعكس وجه الصين العصري، مع شراكات إعلامية دولية تنقل هذه الصورة إلى الخارج، منها التعاون مع "إنستغرام" لتسهيل النشر وتوزيع المحتوى، وتنظيم "أسابيع ترويجية" في مدن عالمية مثل سنغافورة وكوتا، تتكفل فيها المنظمة بجميع التكاليف.

التحدي بين الإعلام الورقي والرقمي

رغم التحول الرقمي الكبير، لا تزال الصحف الورقية تجد قرّاءً في المدن الصغيرة، ما يعكس قدرة الإعلام الصيني على التكيّف. وتعمل المؤسسة على تطوير الإعلاميين عبر برامج تدريبية تتناول موضوعات الذكاء الاصطناعي والترويج السياحي والتفاعل الثقافي، إلى جانب التحقق من مصداقية المؤثرين لضمان إيصال الرسائل بشكل موثوق ومبدع. وتسعى هذه الجهود إلى تجاوز الترويج السياحي التقليدي نحو بناء صورة شاملة للمدن الصينية تجمع بين الأبعاد الاجتماعية والسياسية والثقافية، مما يعزز الفهم المتبادل بين الصين وباقي دول العالم.

الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي

خلال الزيارة استعرضت صحيفة محلية نموذجها الإعلامي الرائد، حيث دمجت بين التقنيات الذكية وخدمة المجتمع المحلي، مع تركيزها على القضايا اليومية، والإرث الثقافي. وتحولت الصحيفة إلى منصة متعددة القنوات تضم أكثر من 30 وسيلة تقليدية ورقمية، ويصل عدد متابعيها إلى 4.5 مليون شخص.

استخدمت الصحيفة الذكاء الاصطناعي في أتمتة النشرات الإخبارية، توليد الأصوات، وإنتاج الفيديوهات، ما أتاح للصحفيين التركيز على العمل التحليلي، كما عقدت شراكات مع جهات دولية مثل CCTV لتعزيز المحتوى الإقليمي.

الذكاء الاصطناعي  أداة للتقدم أم تهديد للمصداقية؟

ورغم المكاسب التي يحققها الذكاء الاصطناعي للإعلام، إلا أنه يطرح تحديات جوهرية تتعلق بالمصداقية والطابع الإنساني للصحافة. فبينما يمكّن هذا التطور الصحف من تقديم محتوى سريع وفعال، إلا أنه يهدد بتحويل الصحافة إلى أداة آلية خالية من الروح.

تجربة الصحافة في الصين تؤكد أن الخيار ليس بين التكنولوجيا وبين القيم، بل في كيفية الجمع بينهما لصناعة إعلام عصري يلامس حياة الناس دون التفريط في جوهره المهني والأخلاقي.

كما قال الفيلسوف مارشال ماكلوهان: "نحن نشكّل أدواتنا، ثم تعيد هذه الأدوات تشكيلنا". اليوم، تقف المؤسسات الإعلامية أمام مفترق طرق: إمّا أن تذوب في صحافة آلية خالية من القيم، أو أن تتبنى التكنولوجيا بروح إنسانية تُعيد للإعلام مكانته كمصدر للحقيقة والتنوير. الزمن يمضي، والقرار لم يعد ترفًا، بل ضرورة لبناء مستقبل إعلامي عادل، مسؤول، وفعّال.

***********************************************

الصفحة الثامنة

في العيد الثمانين للانتصار على الفاشية منْ ما زال يهدد السلام العالمي؟

د. إبراهيم إسماعيل

لم تمثّل الاحتفالات الرسمية والشعبية، بمناسبة التاسع من آيار، الذكرى السنوية للانتصار على الفاشية، والتي جرت في العديد من عواصم دول العالم وفي مقدمتها موسكو، مجرد وفاء للتضحيات الهائلة التي قدمتها شعوب الاتحاد السوفيتي وحلفائه وكتائب المقاومة الشيوعية والديمقراطية في الحرب العالمية الثانية، بل وأيضاً استذكاراً لدروس تلك المأثرة والتي تحتاج البشرية اليوم أن تتفحصها وتتمعن بها، وهي تواجه تصاعد الفاشية الجديدة وهيمنة اليمين الرجعي الاستبدادي على الحكم والسياسة في مراكز القرار، كما هو الحال في البيت الأبيض وروما وبودابست وبوخارست وبوينس آيرس ونيودلهي غيرها، وما يثيره هذا التصاعد وتلك الهيمنة من مخاوف كبيرة على السلام العالمي، لما تضمره أو تعلنه هذه القوى المتطرفة من أهدافها في القضاء على الحريات وشرعنة العنف في مجرى الصراع الطبقي واستعباد الشعوب بالاستخدام التعسفي للقانون الدولي أو عبر تأجيج سباق التسلح والتهديد باستخدام أسلحة الدمار بدون أي اعتبار للحياة على الأرض، إضافة إلى الاستهتار بالبيئة وتشديد الممارسات التي تزيد من تلويثها والإنكار الوقح للتغييرات الخطيرة في المناخ، وتبرير البؤس الذي تنشره في كل مكان، وإضفاء القدسية القومية والدينية على ممارساتها البشعة.

سباق التسلح

ولعل المتغير الأخطر الذي يقلق شعوب العالم وقواها الحية، هذا السعار الهستيري الذي راح يحجب بسحبه الداكنة برامج العسكرة من جهة وهذا النمو السريع في التصنيع العسكري من جهة مكملة. ورغم إن هذا السعار راح يشمل حتى الدول الصغيرة جراء خشيتها من العبودية للكبار، فإن الأرقام التي تقدمها المؤسسات الأكاديمية المستقلة تشير بدقة إلى مسؤولية الدول الإمبريالية عن ذلك، وتدينها باعتبارها السبب الأبرز في تأجيج هذا السباق وتهديد أمن البشرية للخطر الذي يمكن أن يبيدها.

فبعد أن نجحت واشنطن في توسيع الكتلة العسكرية التي تأتمر بأمرها، وذلك من خلال ضم جميع دول حلف وارشو السابق ماعدا روسيا لها (49 دولة)، في نقض صارخ لجميع التعهدات التي حصل عليها غورباتشوف حينها، عمدت إلى تركيع الأنداد من أعضاء هذه الكتلة نفسها، وسلبت منهم قدرتهم على أن يكون لهم رأي مختلف حتى ولو كان في بعض التفاصيل. وما الاشتراطات التي فرضها ترامب على دول الاتحاد الأوربي وتدخله المباشر حتى في سياساتها الداخلية (1) سوى أمثلة على ذلك. ثم تخلت الولايات المتحدة عن العديد من معاهدات الحد من انتشار الأسلحة النووية مثل اتفاقية مناهضة الصواريخ الباليسيتية 2002 ومعاهدة القوات النووية متوسطة المدى في 2019، ومعاهدة السماء المفتوحة 2020 (2).

وترافقت مع هذا كله زيادة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري الحقيقي للولايات المتحدة، لتبلغ 1537 مليار دولار أمريكي، وهو رقم يعادل ضعف ما تصرح به علناً الحكومة وما رصده معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (3)، الذي سجّل زيادة في الانفاق بنسبة 14.5 في المائة، أي بما يعادل 6 في المائة من ناتج واشنطن المحلي الإجمالي، وبأكثر من أربعة أضعاف الصين التي تليها في الإنفاق، رغم إن الأخيرة تفوق الأولى بأربع أضعاف عدد السكان (4). ويبين الرسم رقم 1، الفرق الكبير بين الإنفاق العسكري في الكتلة التابعة للمراكز الامبريالية والذي يمثل 74.3 في المائة من كل النفقات العسكرية في العالم والإنفاق العسكري في الدول من خارج الكتلة.

القواعد العسكرية في الخارج

وتشكل القواعد العسكرية في العالم مؤشراً خطيراً على السياسات العسكرية التي تهدد السلام، كما تستنزف الكثير من الدخل القومي وتمثل سبباً رئيسياً للاقتراض وبالتالي التقشف الذي يرهق الشعوب وتصفية أو تقليص مكتسبات دولة الرفاه. كما تعكس أعداد هذه القواعد وأماكن انتشارها الطبيعة العدوانية للإمبريالية.

 وحسب الإحصائيات، فإن هناك 902 قاعدة عسكرية للولايات المتحدة (ثلثها في الدول التي هُزمت في الحرب العالمية الثانية) و145 قاعدة عسكرية للمملكة المتحدة (5). ولا تشمل هذه الإحصائيات منشآت ومواقع العديد من المهام العسكرية المخصصة والأراضي التي تنازلت بعض الحكومات عن سيادتها لصالح الأمريكان والمواقع التي تسيطر عليها محطات وكالة المخابرات المركزية وغيرها من النشاطات السرية (الشكل رقم 2).

كما تبين المعطيات بأن الولايات المتحدة تمتلك ما يقارب 50 ألف مبنى داخل حدود دول أخرى، حيث تبلغ مساحة الأراضي التي تقف عليها هذه البنايات 245 مليون متر مكعب. وقد استخدمت الدول الإمبريالية هذه الأماكن في جميع عمليات نشر قواتها، وغالباً دون موافقة حقيقية من قبل الدول التي "تستضيف" هذه المباني. ويوضح الجدول رقم 1 عمليات الانتشار التي تشملها هذه المعطيات والتي تمت خلال الخمس سنوات الماضية، وكانت تستهدف كما يبدو في أغلبها منطقة الشرق الأوسط (6).

لقد نفذت الولايات المتحدة 100 تدخل عسكري على مستوى العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى سقوط الاتحاد السوفيتي و 100 تدخل عسكري آخر في الفترة التي أعقبت الحرب الباردة (7).

ويتضح مما تقدم بأن الهدف الرئيسي لتأجيج الولايات المتحدة لسباق التسلح محاصرة روسيا والصين، باعتبارهما من أقوى الدول ذات القدرات الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية ومن أكثرها امتلاكاً للطاقة والمنتجات الغذائية من جهة، والاعتماد على التفوق والهيمنة العسكرية لتعويض التراجع المستمر في النمو الاقتصادي والهيمنة السياسية لواشنطن عالمياً من جهة أخرى.

تقييد تجارة السلاح

وفي سياق متصل، ووفق معهد أبحاث السلام السويدي، فإن الدول الإمبريالية الأعضاء في الكتلة العسكرية هي الأكثر تصديراً للسلاح، حيث تهيمن على أكثر من 62 في المائة من سوق السلاح (جدول رقم 2). ورغم قيام الأمم المتحدة بفرض 14 حظراً على توريد الأسلحة، وفرض الاتحاد الأوربي 22 حظراً والجامعة العربية حظراً واحداً، فقد استغلت الحرب في أوكرانيا لتبرير عدم الالتزام بذلك، فيما تراجع الاهتمام بأنظمة الرقابة على تصدير وتوزيع السلاح، بسبب التوترات الجيوسياسية وتفاقم الاستقطاب العالمي.

معالم السياسة العدوانية لواشنطن

وتكشف أية قراءة للسياسة العدوانية التي تتبعها واشنطن بأن الهدف الرئيسي لها توفير التكامل الداخلي ضمن الكتلة العسكرية وبقاؤها مذعنة للولايات المتحدة من جهة وشن حرب باردة جديدة لاحتواء الصين وخلق الظروف اللازمة لتقطيع أوصالها وللإطاحة بنظامها كعدو استراتيجي أساسي من جهة أخرى. وهناك في الهدف الثاني مكان جلي لروسيا، وإن بمستوى أدنى.

وتستخدم واشنطن في هذه السياسة إنكار العهود المتفق عليها والتخلي عنها، وحجب هذا التخلي غير الشريف، بدخان التضليل، الذي تمارسه آلاف المؤسسات الإعلامية والسياسية والثقافية وغيرها، الأجيرة لدى البيت الأبيض. كما تدخل في سياق هذه السياسة محاولات افتعال العديد من القضايا التي تهدد الأمن القومي لموسكو وبكين، كما حدث في أوكرانيا وتايوان، لجر البلدين إلى حروب صغيرة منهكة. كما تدخل فيه مجموعة التدريبات التي يجريها الجيش الأمريكي مع الفلبين واليابان وأستراليا، ومحاولة استثمارها في خلق مواجهات واحتكاكات خطيرة مع الجيش والبحرية الصينية. ورغم نجاح الصين في ضبط النفس، فإن الأمور تبقى مقلقة بشكل كبير ليس للصين فحسب، بل ولكل دول المنطقة.

من مهام قوى السلام

إن كل القوى الحريصة على حق البشر في الوجود وفي الحرية، باتت موقنة من أن الإمبريالية الأمريكية وشركاءها في الكتلة العسكرية، هي التي تؤجج سباق التسلح وتنشر القواعد العسكرية خارج حدودها ولا تلتزم بالقانون الدولي وبالاتفاقيات الخاصة بحماية الأمن الدولي. ويفرض هذا الاستنتاج على هذه القوى والدول، العمل على المزيد من التعاون الأمني والتكامل الاقتصادي الإقليمي، وتقليل الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية، و تعزيز الابتكار التكنولوجي، ومعالجة فخ الديون، و ضمان حق الشعوب والدول في تحديد سياساتها الزراعية والغذائية، و تعزيز القدرة على التحكم في المساحات الرقمية في الأجهزة والبرامج والبيانات والمحتوى، وبناء بدائل للمنصات الرقمية المحتكِرة من قبل الولايات المتحدة، وامتلاك خطط علمية متطورة لحماية البيئة، وإرغام الدول الإمبريالية التي سببت التغيرات المميتة في المناخ، على تمويل مشاريع الحد من التلوث.

الهوامش

  1. راجع تصريحات ترامب حول السياسة الداخلية لألمانيا والدنمارك وحتى السويد.
  2. رابطة الحد من الأسلحة، كانون الأول 2020، https://www.armscontrol.org/act/2020-12/news/us-completes-open-skies-treaty-withdrawal؛
  3. Monthly Review, 1 November 2023, https://monthlyreview.org/2023/11/01/actual-u-s-military-spending-reached-1-53-trillion-in-2022-more-than-twice-acknowledged-level-new-estimates-based-on-u-s-national-accounts/
  4. بيانات صندوق النقد الدولي ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2022.
  5. https://worldbeyondwar.org/no-bases/ 27 تشرين الثاني 2023.
  6. راجع بربارة سالازار توريون 2023 في الرابط:

https://crsreports.congress.gov/product/pdf/R/R42738

  1. راجع كودمان وويلاند 2022 , https://www.csis.org/analysis/securing-asias-subsea-network-us-interests-and-strategic-options.

*********************************************

فعاليات

المحلية العمّالية تزور الرفيق حميد الطائي

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

زار وفد من اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، أول أمس الجمعة، عضو مكتب المحلية الرفيق جمال حميد الطائي (ابو مصطفى)، في منزله، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية وخضوعه لعملية قسطرة في القلب.

وقدم الوفد إلى الرفيق باقة ورد. ونقل له تحيات رفاقه في المحلية وتمنياتهم له بوافر الصحة والشفاء التام.

وحمل الرفيق الطائي وعائلته الوفد، التحيات الى الرفاق في المحلية العمالية.

********************************************

شيوعيو البصرة يتفقدون عائلة الشهيد فالح الطائي

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، عائلة الشهيد الشيوعي فالح الطائي، لتفقد أحوالها.

وتبادل الوفد مع العائلة، الحديث عن الشهيد وعمله الحزبي ونشاطه الثقافي في نضاله من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

ونقل الوفد إلى العائلة تحيات اللجنة المحلية، وجميع الرفاق في التنظيم.

ضم الوفد كلا من الرفاق ماجد قاسم، مقداد حسين، عبد الزهرة عذار وكريم الحربي.

**************************************

شيوعيو بابل يزورون صديقهم أحمد إسماعيل

الحلة- طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الأربعاء الماضي، صديق الحزب أحمد إسماعيل بربن، للاطمئنان على صحته إثر تعرضه لحادث أدى إلى إصابته بكسر في ساقه اليمنى.

وتمنى الوفد للصديق، الشفاء العاجل. وقدم له باقة ورد. فيما عبر هو من جانبه عن شكره وامتنانه على الزيارة، مشيدا بالشيوعيين ومتمنيا لحزبهم دوام التقدم والازدهار في سبيل تحقيق إرادة الشعب وتطلعاته.

*******************************************

الصفحة التاسعة

منتخب العراق لكرة صالات السيدات يتقدم إلى المركز الـ16 آسيوياً

بغداد – طريق الشعب

أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، امس، التصنيف الجديد لمنتخبات القارة في كرة الصالات للسيدات، حيث حلّ المنتخب العراقي في المركز السادس عشر من أصل 47 منتخباً آسيوياً.

وذكر بيان صادر عن اتحاد كرة الصالات، أن "منتخب سيدات العراق تقدّم ستة مراكز في التصنيف الجديد، ليصعد من المركز 22 إلى المركز 16".

وأضاف البيان أن "منتخب اليابان تصدر التصنيف الآسيوي، تلاه منتخب تايلاند في المركز الثاني، ثم منتخب إيران في المركز الثالث".

وأوضح أن الاتحاد الآسيوي اعتمد في تصنيفه على نتائج المنتخبات في المشاركات القارية السابقة، حيث تم تصنيف 21 منتخباً بناءً على مشاركاتها في الاستحقاقات الرسمية خلال الفترة الماضية.

********************************************

رسائل تطمين من أرنولد المنتخب الوطني يستعد في البصرة لحسم سباق التأهل للمونديال

متابعة ـ طريق الشعب

بعث إعلان مدرب المنتخب العراقي غراهام أرنولد عن القائمة الأولية لمنتخب "أسود الرافدين" رسائل طمأنينة وأمل إلى الشارع الرياضي العراقي، وذلك قبل خوض مواجهتين مفصليتين أمام كوريا الجنوبية والأردن ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقرر إقامتهما في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

القائمة، التي ضمّت 30 لاعباً، جاءت مزيجاً من عناصر الخبرة والشباب، وسط إشادة بقرارات أرنولد التي وصفها البعض بـ"العقلانية" و"المتوازنة"، في ظل حساسية المرحلة وقصر الوقت المتبقي.

أبرز ما لفت الأنظار في التشكيلة هو انضمام أسماء جديدة تشكل إضافة فنية وبدنية واضحة، من بينها محمد قاسم (النجف)، حسن عبد الكريم (الزوراء)، سجاد جاسم (الشرطة)، إيمار شير (سارزبورغ النرويجي) بعد إكمال أوراقه الرسمية، والمهاجم الواعد محمد جواد (القوة الجوية).

ورغم هذه الإضافات، فقد حافظ أرنولد على نواة الفريق السابقة، وهي خطوة اعتبرها محللون استثماراً في الاستقرار الفني وتجنباً للمجازفة.

وقال نجم المنتخب السابق سعد قيس: ان "المدرب لم يغير كثيراً وهذا أمر صائب في هذا التوقيت الحرج. التشكيلة تعكس فهماً جيداً لمستوى اللاعبين، وهي امتداد منطقي لما كان يعتمده المدرب السابق كاساس، مع بعض التحسينات المهمة".

وأضاف ان "أرنولد لم يغامر، وكل الأسماء الحاضرة قادرة على تمثيل العراق بأفضل شكل، شرط أن يتم توظيفهم في مراكزهم الصحيحة، وهي النقطة التي أرهقت المنتخب في الفترات الماضية".

استعداداً لهاتين المواجهتين المصيريتين، طالب أرنولد جميع اللاعبين المدعويين، سواء من الدوري المحلي أو المحترفين في الخارج، بالالتحاق بمعسكر تدريبي ينطلق اليوم الأحد في مدينة البصرة.

ويعتزم أرنولد الاجتماع باللاعبين فور انطلاق المعسكر للتعارف عن قرب، وسماع آرائهم، وتوضيح رؤيته للمباريات المقبلة.

المدرب وطاقمه المساعد وصلوا بالفعل إلى البصرة، وأطلعوا على التحضيرات الفنية واللوجستية قبل انطلاق التمارين.

في مؤتمر صحفي عقده الخميس، أعرب أرنولد عن حماسه الشديد لبدء العمل مع المنتخب، وقال: "تابعت 13 مباراة في الدوري المحلي خلال 13 يوماً، وهدفي الآن هو الفوز فقط. لا نلتفت إلى الماضي، تركيزنا الكامل ينصب على المباراتين القادمتين".

كما شكر الاتحاد العراقي على إيقاف الدوري المحلي مؤقتاً لإتاحة الفرصة للتحضير، مؤكداً أن اختياراته جاءت بعد دراسة دقيقة للمستوى البدني والفني لكل لاعب، وأن هناك تناغماً واضحاً في المجموعة المختارة.

قائمة المنتخب الأولية ضمت في حراسة المرمى: فهد طالب، جلال حسن، أحمد باسل، ومن اللاعبين: مصطفى سعدون، حسين علي، أحمد يحيى، ميرخاس دوسكي، زيد تحسين، مناف يونس، أكام هاشم، علي فائز، ريبين سولاقا، فرانس بطرس، سعد ناطق، سجاد جاسم، أمير العماري، إيمار شير، منتظر ماجد، ماركو فرج، بيتر كوركيس، محمد قاسم، علي جاسم، يوسف الأمين، حسن عبد الكريم، إبراهيم بايش، أيمن حسين، مهند علي، علي الحمادي، محمد جواد.

********************************************

ليفركوزن يسعى للتعاقد مع سانشو

برلين – وكالات

كشفت تقارير صحفية امس السبت عن اهتمام مفاجئ من باير ليفركوزن الألماني بالتعاقد مع الجناح الإنكليزي جادون سانشو خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، في محاولة لإعادة إحياء مسيرته المتعثرة.

سانشو، البالغ من العمر 25 عاماً، يمر بمرحلة حاسمة في مشواره الكروي، بعد موسم باهت مع تشيلسي، الذي استعاره من مانشستر يونايتد، حيث سجل 3 أهداف وصنع 5 أخرى في الدوري الإنكليزي الممتاز، دون أن يترك البصمة المنتظرة.

وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن عقد الإعارة بين تشيلسي ويونايتد يتضمن بنداً يمنح "البلوز" أحقية شراء اللاعب مقابل 23 مليون جنيه إسترليني، غير أن النادي اللندني يمكنه التراجع عن تفعيل البند مقابل دفع غرامة بقيمة 5 ملايين جنيه، ما يفتح الباب أمام أندية أخرى.

ومن بين هذه الأندية، أبدى باير ليفركوزن اهتمامه بضم سانشو، خاصة مع معرفة النادي الألماني بإمكاناته جيداً، بعدما تألق سابقاً في البوندسليغا بقميص بوروسيا دورتموند، مسجلاً 53 هدفاً وصانعاً 67 تمريرة حاسمة في 153 مباراة بين عامي 2017 و2021.

وأشارت صحيفة الإندبندنت إلى أن أندية إيطالية دخلت أيضاً على خط المفاوضات، إلا أن دورتموند قرر عدم استعادة لاعبه السابق. في المقابل، يعاني مانشستر يونايتد من ضغوط مالية كبيرة، خاصة بعد خسارته نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام، مما قد يدفعه لتسريع بيع سانشو ضمن خطة إعادة التوازن المالي للفريق.

وكانت علاقة سانشو مع يونايتد قد انهارت تماماً عقب خلاف علني مع المدرب السابق إريك تين هاج في أيلول 2023، بعد أن انتقد المدرب أداءه في التدريبات، ليرد سانشو باتهام تين هاج بالكذب ورفضه الاعتذار، وهو ما أدى إلى استبعاده التام من الفريق.

ورغم اهتمام ليفركوزن، إلا أن هناك عقبة محتملة قد تعرقل الصفقة، إذ يُعد تين هاج نفسه أحد المرشحين لتولي تدريب الفريق الألماني خلفاً لتشابي ألونسو، المتوقع رحيله إلى ريال مدريد هذا الصيف.

******************************************

إنديانا بايسرز يواصل تألقه ويتقدم على نيكس في نهائي المنطقة الشرقية

نيويورك – وكالات

واصل إنديانا بايسرز عروضه القوية في الأدوار الإقصائية لدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA)، وتقدّم على نيويورك نيكس 2-0 في سلسلة نهائي المنطقة الشرقية، بعد فوزه عليه بنتيجة 114-109 مساء الجمعة، في معقل الأخير قاعة "ماديسون سكوير غاردن".

وبات بايسرز على بعد انتصارين فقط من بلوغ نهائي الدوري، حيث يستضيف المباراتين المقبلتين على أرضه يومي الأحد والثلاثاء، علماً أن الفريق الذي يسبق خصمه في تحقيق 4 انتصارات من أصل 7 مباريات يتأهل إلى النهائي.

وتألق النجم الكاميروني باسكال سياكام بشكل لافت، مسجلاً 39 نقطة، في أعلى رصيد له خلال مشاركاته في الـ"بلاي أوف". كما شارك جميع لاعبي التشكيلة الأساسية لبايسرز في صناعة الفوز، إذ أحرز مايلز تيرنر 16 نقطة، بينما سجل تايريز هاليبورتون 14 نقطة مع 11 تمريرة حاسمة و8 متابعات، وأضاف الكندي أندرو نيمهارد وآرون نيسميث 12 نقطة لكل منهما.

وجاءت المباراة مختلفة في سيناريوها عن الأولى، التي شهدت تقلبات كبيرة وانتهت بفوز بايسرز 138-135 بعد التمديد. ففي المباراة الثانية، سيطر بايسرز على مجريات اللقاء منذ بدايته، رغم محاولة نيكس العودة في الربع الأخير بعد تقليص الفارق إلى نقطة واحدة.

لكن رميتين حرتين ناجحتين من نيسميث بعد تعرضه لخطأ، ثم محاولة ثلاثية فاشلة من نجم نيكس جالين برونسون، أنهت آمال أصحاب الأرض، قبل أن يحسم تيرنر اللقاء برميتين حرتين أخريين.

ويمثل هذا الفوز السادس توالياً لبايسرز خارج أرضه في سلسلة الـ"بلاي أوف"، منذ خسارته الأولى أمام ميلووكي باكس في الدور الافتتاحي.

وقال باسكال سياكام عقب اللقاء: "لعبت بعدوانية في نهاية المطاف. نحن فريق، ولا يهم من يسجل، هذا ما أحبه هنا". وأضاف: "في ليلة أخرى قد يتألق لاعب آخر، وهذا ما يجعلنا فريقاً مميزاً".

وأشاد مدرب الفريق ريك كارلايل بأداء لاعبه، قائلاً: "كانت 39 نقطة هادئة، وهذا ما يفعله المحترفون. هو يدرك متى يصبر ومتى ينفجر، ولا يتأثر بالضغوط".

كارلايل الذي قاد بايسرز إلى إطاحة كليفلاند كافالييرز 4-1 في نصف النهائي، أكد على أهمية التماسك الذهني في هذا النوع من المباريات، قائلاً: "في الأدوار الإقصائية، الأمر يتعلق بالانضباط والنهج المستمر، وهذا ما فعله الفريق الليلة".

وبهذا الانتصار، يضع إنديانا بايسرز نفسه في موقع قوي للتأهل إلى نهائي الدوري للمرة الأولى منذ عام 2000، بينما يجد نيكس نفسه في موقف صعب يتطلب منه الفوز خارج أرضه لتعديل الكفة.

******************************************

السماسرة والوسطاء ينهبون الأندية

منعم جابر

نعم، السماسرة والوسطاء باتوا يتاجرون بحقوق الأندية عبر عقود اللاعبين المحترفين، ويتلاعبون بقيمها ومبالغها، بعد أن تحوّل بعض قادة الأندية والمشرفين على فرقها، من ممثلين حريصين على مصالح أنديتهم إلى سماسرة، يسعون وراء العمولات والأموال المشبوهة، أو ما يُعرف بـ "السُحت الحرام".

اليوم، بات ختام الدوري فرصة لبعض إدارات الأندية للتحضير لموسم جديد من التعاقدات، وهي في واقع الأمر بوابة جديدة للسرقة وهدر المال العام. فالبعض يشدّ "حزامه" ويتهيأ لـ"المعركة القادمة"، لا من أجل تطوير الفريق، بل من أجل اقتسام "الكعكة"، دون أن يضع في حسبانه الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية، أو سياسة التقشف المفروضة عليها.

لقد شهدت عقود اللاعبين طفرة غير مسبوقة في قيمها ومبالغها، والسبب الرئيس يعود إلى هؤلاء المتلاعبين والفاسدين، في وقت تعاني فيه بعض الأندية من الفقر والعجز المالي، بينما تمتلك الأندية المؤسساتية الغنية ميزانيات مفتوحة تُستغل بلا رقابة.

أكثر الصيغ شيوعاً في هذه التعاقدات هو الاتفاق على مبلغ مرتفع يُدوّن باسم اللاعب، بينما يُمنح جزء بسيط منه له، وتذهب الحصة الكبرى إلى السمسار أو الوسيط، والذي يتقاسمها غالباً مع أحد أعضاء إدارة النادي الفاسدين، إذ تُدفع هذه المبالغ "تحت الطاولة" بعيداً عن أعين الرقابة.

هذا السلوك المنحرف الذي يمارسه بعض الوسطاء من أعضاء إدارات الأندية يشكل عبئاً أخلاقياً ومالياً خطيراً، ويُعدّ أحد أبرز مظاهر الفساد المستشري، خاصة أن معظم الأندية تعاني أصلاً من ضعف الموارد وقلّة الدعم.

في المقابل، نجد هؤلاء المتورطين يستثمرون هذه الأموال في شراء العقارات والسيارات الفاخرة، بينما تنهار بنية الرياضة تحت أقدامهم. لقد فاحت رائحة الفساد من سياسة التعاقدات و"الاحتراف" المزعوم، وبدأت تزكم الأنوف، في ظل غياب الرقابة والحرص، والمبالغة في دفع الأموال دون تقييم حقيقي للمستوى الفني للاعبين.

لقد أُبرمت العديد من العقود الفاشلة مع لاعبين دون المستوى، وبعضهم مصاب وغير جاهز أصلاً، ما تسبب في خسائر مالية فادحة ونتائج رياضية متواضعة. هذه التجربة، بكل مساوئها، تحتاج إلى مراجعة شاملة، وتقييم دقيق لمعالجة الأخطاء والعيوب والنواقص.

وهنا، أتوجّه بنداء إلى قادة الأندية وإداراتها: لو أنكم أنفقتم هذه المليارات من الدنانير على فرق الشباب والأشبال والناشئين، وعلى تطوير بنى أنديتكم التحتية وتشييد ملاعبها وساحات تدريبها، لكنتم جنيتم مواهب محلية حقيقية قادرة على تمثيل الأندية والمنتخب بأفضل صورة، بدلاً من التعاقد مع "أنصاف محترفين" خلال السنوات الماضية.

إن بناء كرة القدم العراقية لا يتم بعشوائية أو استعجال، بل عبر برنامج مدروس، وخطة واضحة تُبنى على أسس علمية، بعيداً عن الصفقات المشبوهة واللهاث وراء النتائج السريعة. كما أن الاتحاد العراقي لكرة القدم، بوصفه الجهة الرسمية الراعية للعبة، يتحمّل المسؤولية الأكبر في إصلاح الوضع، ولن يتم ذلك إلا من خلال النقاش المفتوح والمستمر مع أهل الخبرة والاختصاص.

وأخيراً، فإن معظم الاتحادات الكروية التي سبقتنا في تطبيق نظام الاحتراف واجهت في بداياتها أخطاء مشابهة. لذا، أدعو الإخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى الاستفادة من تجارب الآخرين، ومراجعة سياساتهم، وتفادي أخطائهم، حتى نتمكن من إنجاح التجربة الاحترافية، والسير بها نحو مستقبل أكثر شفافية وتطوراً. ولنا عودة.

*********************************************

الصفحة العاشرة

قراءة في كتاب {التمرد - كيف يهتز نظامنا العالمي}/  أولريكه إيفلر*

ترجمة: رشيد غويلب

في تشرين الأول 2024، نشرت دار برومير للنشر كتابا مذهلا بعنوان: "التمرد - كيف يهتز نظامنا العالمي"، لمؤلفه، بيتر ميرتنز، السكرتير العام لحزب العمال البلجيكي. يقدم الكتاب تحليلاً ذكياً وواقعياً للأزمة العالمية الراهنة، ويساعد على فهم التطورات المعقدة، ويفحص التناقضات التي تحتويها، ويخلق أفقاً للتغيير.

اتهام الظروف

في كتابه "التمرد"، يصف ميرتنز التأثيرات المعقدة والمتنوعة لأزمة عصرنا: ظلم كبير في  التوزيع، فقر متزايد للأكثرية وثراء للقلّة، وارتفاع أسعار الإيجارات في سوق السكن، مما يضع المزيد والمزيد من الناس تحت الضغط للعثور على منزل، ظروف العمل مروعة في جميع أنحاء العالم وخطر مستمر الذي يهدد العمال بالانزلاق إلى المزيد من الفقر، ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمضاربة الفاحشة في الأغذية، تزايد فقر الطاقة وزيادة أرباح شركات الطاقة، العواقب المخزية لعقود من خصخصة الخدمات العامة، الانهيار المناخي الوشيك، والتهديد المتزايد بالحرب.

ويسلط ميرتنز الضوء على تأثير هذه التطورات على الطبقات العاملة وكذلك الدور الهائل الذي لعبته الطبقات الحاكمة غير العاملة في هذا التطور. ويصبح الوصف الشامل للظلم والأزمات والحرب بمثابة لائحة اتهام قاسية للظروف الاجتماعية.

لكن تركيز الكتاب لا ينصب على وصف الدمار المعروف منذ زمن طويل فقط، بل أيضا على تحليل المتغيرات. تقول إحدى أطروحات الكتاب المركزية إن الليبرالية الجديدة، التي شوهت العلاقات الوطنية والدولية لقرابة خمسة عقود، دخلت الآن في أزمة التناقضات الداخلية. يتناول ميرتنز وباء كورونا، الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تعليق معاييره الصارمة للميزانية والديون (ما يسمى بميثاق النمو والاستقرار) لمدة ثلاث سنوات. ويشير إلى أن إعادة تطبيق هذه القواعد الصارمة دون تغيير سيؤدي إلى انخفاض غير مسبوق في الإنفاق العام. وفي الوقت نفسه، تنتظرنا تحديات ضخمة. وسيكون من الضروري توفير 430 مليار يورو سنويا لتحقيق الهدف المناخي الأوروبي. إن مستوى الاستثمار العام في الطاقة والنقل وشبكات الألياف الضوئية والإسكان والبنية الأساسية سوف يحدد مستقبل القارة. وتعمل ألمانيا خصوصا، من خلال سياسة  الميزانية الصارمة، على تحديد النغمة في الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء للتحرك نحو مد من اجراءات الادخار الجديدة. إن المحركات الرئيسية لهذه المدخرات هي الخطط الرامية إلى توسيع المجمع الصناعي العسكري الأوروبي: فالتخفيضات العمياء وارتفاع الإنفاق العسكري يسيران جنباً إلى جنب. ويبدو أن أزمة اليورو التي شهدناها عام ٢٠١١ ستتكرر. ولكن هذه المرة، في زمن الحرب والاضطرابات الاجتماعية والاستقطاب، وبالتالي يستنتج المؤلف أن الأمور تتفاقم.

تحليل جيوسياسي

وتكمن الأهمية الكبيرة  للكتاب في التزامه المستمر بمساعدة القارئ على فهم الآليات المعقدة التي تؤدي إلى هذه التطورات، التي تدفعنا إلى أعماق أزمة الفقر، وأزمة المناخ، والحرب النووية. ويرى ميرتنز أن العلاقات بين الجنوب والشمال آخذة في التحول. ويلعب الصعود الاقتصادي والسياسي للصين دوراً رئيسياً فيها. ومن بين أهم العوامل التي ساهمت في ذلك انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001. لقد ساهم ذلك في تعزيز التنمية السريعة للصناعات الجديدة في الصين. وللتغلب على الأزمة العالمية التي بدأت في عام 2008، استثمرت بكين بشكل كبير في البنية الأساسية والإنتاج في السنوات الأخيرة. وما يزعج الولايات المتحدة أن الصين لم تعد مجرد طاولة عمل ممتدة للعالم، بل أصبحت تنتج تقنيات ومنتجات متطورة، في حين أصبح الاقتصاد الأميركي أكثر مالية بشكل متزايد مع تراجع الصناعة، لقد ركزت الصين على التصنيع، وانتقل مركز العالم الصناعي تدريجيا إلى جنوب شرق آسيا.

وفي ظل هذا المزيج، تحاول الولايات المتحدة، بكل الوسائل، فرض نفسها كقوة عالمية. على سبيل المثال، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، تمكن جو بايدن من ممارسة ضغوط هائلة على أوروبا من أجل إحداث تحول في سياسة الغاز. لقد أدت سياسة العقوبات إلى حرمان السوق الأوروبية الكبيرة من الغاز الرخيص القادم من روسيا عبر خطوط الأنابيب، وربطتها بالغاز الصخري الأميركي القذر والمكلف، والذي كان من الصعب بيعه في السابق. وهي خطوة أدت في غضون بضعة أشهر فقط إلى إضعاف موقف الصناعة الأوروبية بشكل كبير وتعزيز موقف الصناعة الأمريكية. ويأتي هذا التطور في إطار استراتيجية الولايات المتحدة الهادفة إلى استقطاب الصناعة الأوروبية، وخاصة في مجالات بطاريات السيارات، وطواحين الهواء، والخلايا الشمسية، وأشباه الموصلات. إن أسعار الطاقة المرتفعة وبرنامج الدعم الشامل مع الإعانات السخية ــ قانون خفض التضخم ــ يخلقان الظروف المناسبة لذلك. ولكن ميرتنز يرى أن هذه ليست نهاية الليبرالية الجديدة، بل  بداية حرب باردة جديدة. وبذلك، ستطغى مصالح القوة الجيوسياسية الأولوية على وصفات أصولية السوق: "نحن ندخل مرحلة جديدة لا تحمل اسما مناسبا بعد. ولكنها ستتأثر بشكل كبير بالواقع المتنامي للصين الصاعدة".

تحولات في العلاقات العالمية

بالإضافة الى ذلك يتسم العالم أيضا بحمائية جديدة. وتهدف الرسوم الكمركية على الواردات والعقوبات الأمريكية القاسية إلى حماية السوق الأمريكية وإبطاء التطور التكنولوجي والاقتصادي في الصين. ويتزايد خطر تحول المنافسة الاقتصادية إلى منافسة عسكرية. وتعتبر المواد الخام مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والجرافيت ضرورية للانتقال إلى الإنتاج منخفض الكربون. ومع ذلك، فإن أكثر من أربعة أخماس المعادن المهمة تتم معالجتها الآن في دولة واحدة هي الصين. لقد أصبح إنتاج البطاريات ساحة معركة، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع بين الشمال والجنوب. وتقاوم بالفعل إندونيسيا وزيمبابوي وناميبيا وتشيلي والبرازيل وبوليفيا النهب المستمر لموادها الخام على يد الولايات المتحدة. لقد أدت خمس نقاط تحول في التاريخ الحديث إلى تعزيز هذه الثقة الجديدة بالنفس لدى بلدان  الجنوب واستعداده لتحدي الهيمنة الأميركية: حرب العراق غير الشرعية في عام 2003، والأزمة المالية العالمية في عام 2008، وقمة المناخ في عام 2009، ووباء كورونا، ومنذ عام 2022، حرب أوكرانيا. وقد أظهرت هذه اللحظات الخمس الرئيسية، وفق ميرتنز ما يلي: "لقد أصبحت واشنطن عرضة للخطر، وبات عدد متزايد من البلدان يبحث عن بدائل".

وتشكل هذه التغيرات الاقتصادية الأساس المادي للتحولات في العلاقات بين الشمال والجنوب العالمي. في عام 2023، ولأول مرة منذ قرون، تجاوزت حصة الجنوب العالمي في الناتج الإجمالي المحلي العالمي حصة بلدان الشمال. وتفوقت مجموعة دول بريكس على مجموعة الدول السبع الكبرى، في حصتها من  الاقتصاد العالمي،. إن حقيقة انضمام المزيد من البلدان إلى مجموعة بريكس، وإعراب 40 دولة أخرى عن اهتمامها بالتعاون، تشير إلى أن التعاون في ما بين بلدان الجنوب آخذ في الازدياد. ولم تعد بلدان الجنوب راغبة في الالتزام بالانضباط، بل أصبحت تضع مصالحها الوطنية في المقام الأول، مثل ضمان واردات الطاقة والغذاء. وفي سياق هذا التطور، تنشأ علاقات عالمية جديدة لم تنعكس بعد في المؤسسات الدولية، لا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولا في صندوق النقد الدولي.

التمرد كعنوان فخري

تتحدث فيونا هيل، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الامريكي، عن "تمرد"، وعن "تمرد مفتوح"، وعن "ثورة البقية ضد الولايات المتحدة". ويقترح ميرتنز اعتماد هذا المصطلح كنوع من "العنوان الفخري" وعدم إغفال العلاقة الجدلية بين التمردات المختلفة للغاية: على سبيل المثال، بينما تتمرد الحكومة الهندية ضد النظام العالمي الحالي (التمرد الأول)، ينتفض المزارعون والنساء والعمال والأقليات الهنود ضد حكومة ناريندرا مودي الرجعية (التمرد الثاني). ويتحدث ميرتنز عن "تمرد مزدوج". من ناحية أخرى، يثور الجنوب العالمي ضد الشمال. ومن ناحية أخرى، تتزايد الضغوط في بلدان الجنوب نفسها. هناك "حركات شعبية تسعى لتمرير أجندة تقدمية. كلٌّ منها يفعل ذلك في سياقه الخاص: من حركة الفلاحين المعدمين في البرازيل، إلى الحركة النسوية  العظيمة في الهند، إلى نضال نقابة عمال المعادن في جنوب أفريقيا. إنها انتفاضة تحت السطح،  ترفع صوتها عاليا من أجل الحقوق الديمقراطية، وإصلاح الأراضي، والعمل بأجر جيد. وفي الوقت نفسه، إنها نضال من أجل الحرية، ضد الأنظمة الرجعية والديكتاتورية".

بالنسبة لميرتنز، هذه هي أعراض لعالم يحتضر. ويقول إن العديد من الناس يريدون أشياء بسيطة مثل دخل لائق، اطعام صحي، سقف فوق رؤوسهم، وطاقة بأسعار معقولة. وللقيام بذلك، ينضمون لبعضهم البعض وينهضون. ويحذر قائلاً: "ما دام هناك ظلم وقمع، فسوف تكون هناك مقاومة أيضاً"، ويحثنا على التفكير في تناقضات عصرنا. نحن نقف عند مفترق طرق في عالم مستقطب قد يتأرجح في أي لحظة. الوحوش ليست بعيدة. الأمل مجرد كلمة، وعلينا أن نعمل على تحقيقه. بمساعدة الناس على النهوض بشموخ، ورفع أصواتهم، والوحدة، وتثقيف الذات، واتخاذ ما يلزم".

كتاب لحزب يساري قوي

في "التمرد" نجد كتابا توجيهيا وملهما وتنويريا،  لكل الذين لا يريدون أن يكتفوا بديناميكيات الأزمة والحرب الحالية. إذا كانت الرأسمالية لاتؤدي إلى نهاية الكوكب، فلا بد أن لا تكون نهاية التاريخ. يهدف الكتاب إلى التشجيع واستنهاض العزائم وبالتالي يسعى إلى شرح العلاقات المتبادلة المعقدة للتغيرات العالمية بلغة مفهومة، مع العديد من النوادر  والحجج الجيدة.

وليس مصادفة أن يصدر كتاب بهذه القوة التحليلية والوضوح من أحد الأحزاب اليسارية القليلة المستقرة في أوروبا اليوم. يحدد ميرتنز ثلاثة أشياء يجب أن تشكل الأساس لليسار من أجل النجاة من عواصف عصرنا وإطلاق أشرعته: الثقة بالنفس، والطبقة، والأممية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أولريكه إيفلر: مواليد 1975، المتحدثة باسم شؤون النقابات العمالية والمصانع، وعضوة اللجنة التنفيذية لحزب اليسار الألماني. الترجمة باختصار طفيف لنصها المنشور في 14 كانون الثاني 2025 في موقع "شيوعيون" الألماني.

********************************************

لينين حول الخلط بين السياسة والتربية

كتب فلاديمير لينين هذا المقال غير المكتمل، في حزيران 1905، ونشر لأول مرة، عام 1926، أي بعد وفاته:

لدينا عدد لا بأس به من الاشتراكيين الديمقراطيين الذين يستسلمون للتشاؤم كلما مُنيَ العمال بهزيمة في معاركهم الفردية مع الرأسماليين أو مع الحكومة، ويتجاهلون بازدراء أيّ ذكر للأهداف العظيمة والنبيلة لحركة الطبقة العاملة، مشيرين إلى ضعف تأثيرنا على الجماهير.

يقولون: مَن نحن وأيّ مساعٍ نبذل لتحقيق هذه الأهداف؟ لا جدوى من الحديث عن دور الاشتراكية الديمقراطية كطليعة الثورة، ونحن لا نعرف حتى حقيقة مزاج الجماهير، ولسنا قادرين على الاندماج معها وتحفيزها! لقد عززت النكسات التي مُني بها الاشتراكيون الديمقراطيون في الأوّل من أيار الماضي [1905] هذا المزاج بشكل كبير. وبطبيعة الحال، استغلَّ المناشفة، أو الإيسكريون الجدد، هذه الفرصة ليرفعوا من جديد شعار «إلى الجماهير!» - وكأنما بشكل نكاية، وكأنما هو ردٌ على من فكروا وتحدثوا عن الحكومة الثورية المؤقتة، وعن الديكتاتورية الديمقراطية الثورية... إلخ.

يجب الاعتراف بأنه في هذا التشاؤم، وفي الاستنتاجات التي يستخلصها دعاة الإيسكرا المتسرعون منه، توجد سمة خطيرة للغاية قد تسبب ضرراً كبيراً للحركة الاشتراكية الديمقراطية. من المؤكد أن النقد الذاتي ضروري للغاية لكل حزب حيّ وقوي. لا يوجد شيء أكثر إثارة للاشمئزاز من التفاؤل المتغطرِس. لا يوجد شيء أكثر مبرراً من الحث على الاهتمام بالضرورة المستمرة والحتمية لتعميق وتوسيع، وتوسيع وتعميق، تأثيرنا على الجماهير، ودعايتنا وتحريضنا الماركسي الصارم، وارتباطنا الوثيق بالنضال الاقتصادي للطبقة العاملة، إلخ.

ومع ذلك، نظراً لأن مثل هذا الحث مبرر في جميع الأوقات، وفي جميع الظروف وفي جميع المواقف، فلا يجب تحويله إلى شعارات خاصة، ولا ينبغي أن يبرر محاولات بناء اتجاه خاص في الديمقراطية الاجتماعية عليه. يوجد خط فاصل هنا؛ إن تجاوز الحدود هو تحويل هذا الحث المشروع بلا منازع إلى تضييق نطاق أهداف الحركة، وإلى عمى عقائدي تجاه المهام السياسية الحيوية والجوهرية في تلك اللحظة.

من واجبنا دائماً تكثيف وتوسيع عملنا وتأثيرنا بين الجماهير. الاشتراكي الديمقراطي الذي لا يفعل ذلك ليس اشتراكياً ديمقراطياً. لا يمكن اعتبار أي فرع أو مجموعة أو حلقة منظمة اشتراكية ديمقراطية إذا لم تعمل لتحقيق هذه الغاية بثبات وانتظام. إلى حد كبير، يتمثل هدف فصلنا الصارم كحزب للبروليتاريا متميز ومستقل، في حقيقة أننا نؤدي دائماً وبلا انحراف هذا العمل الماركسي المتمثل في رفع الطبقة العاملة بأكملها، قدر الإمكان، إلى مستوى الوعي الاشتراكي الديمقراطي، دون السماح لأي عواصف سياسية، ناهيك عن التغيّرات السياسية، بأن تحرفنا عن هذه المهمة الملحة. من دون هذا العمل، سينحط النشاط السياسي حتماً إلى لعبة، لأنه لا يكتسب أهمية حقيقية للبروليتاريا سوى عندما يثير، وبقدرِ ما يثير، جماهيرَ طبقة محددة، ويكسب اهتمامها، ويحرّكها للمشاركة الفعّالة والرئيسية في الأحداث. هذا العمل، كما ذكرنا، ضروري دائماً. بعد كل نكسة، يجب أن نعيدَ تذكيرنا به ونؤكد عليه، لأن ضعف هذا العمل هو دائماً أحد أسباب هزيمة البروليتاريا. وبالمثل، يجب أن نلفت الانتباهَ إليه دائماً ونؤكد أهميته بعد كل انتصار، وإلا فسيكون انتصاراً ظاهرياً فقط، ولن تُؤمَّن ثمارُه، وستتقزّم أهميته الحقيقية في النضال الكبير من أجل هدفنا الأسمى، بل قد تكون ضارة (خاصة إذا أضعف نصر جزئيٌ يقظتنا، وخفَف من ريبتنا تجاه حلفائنا غير الموثوقين، ودفعنا إلى تفويت اللحظة المناسبة لهجوم مُجدَد وأكثر قوّة على العدو).

ولكن لأن القيام بتكثيف وتوسيع نفوذنا بين الجماهير ضروري دائماً، بعد كل انتصار كما بعد كل هزيمة، في أوقات الهدوء السياسي كما في أشد فترات الثورة عصفاً، يجب ألا نحول التركيز على هذا العمل إلى شعار خاص أو نبني عليه أي اتجاه خاص، إذا كنا لا نرغب في المخاطرة بالانحدار إلى الديماغوجية [الشعبوية، أو التطرف بطرح سقوف وشعارات غير واقعية على الجماهير وباسمها - المعرّب]، وإهانة أهداف الطبقة المتقدمة والثورية الحقيقية الوحيدة.

هناك دائماً وسيظل هناك عنصر تربوي في النشاط السياسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.

يجب أن نثقف طبقة العمال بأجر بأكملها لدور المناضلين من أجل تحرير البشرية من كل اضطهاد. يجب أن نعلّم باستمرار المزيد والمزيد من أقسام هذه الطبقة؛ يجب أن نتعلم كيف نقترب من أكثر أفراد هذه الطبقة تخلفاً وأقلّهم تطوراً، أولئك الأقل تأثراً بعلمنا وعلم الحياة، حتى نتمكن من التحدث إليهم، والتقرب منهم، ورفعهم بثبات وصبر إلى مستوى الوعي الاشتراكي الديمقراطي، دون أن نجعل من عقيدتنا عقيدة جافة - أن نعلّمهم ليس من الكتب فقط، بل من خلال المشاركة في النضال اليومي، من أجل وجود هذه الطبقات المتأخرة وغير المتطورة من البروليتاريا. هناك، نكرر، عنصر معين من التربية في هذا النشاط اليومي. الاشتراكي الديمقراطي الذي يغفل عن هذا النشاط سيتوقف عن كونه اشتراكياً ديمقراطياً.

هذا صحيح. لكن بعضنا غالباً ما ينسى، في هذه الأيام، أن الاشتراكي الديمقراطي الذي يختزل مهام السياسة إلى التربية سيتوقف أيضاً، وإن كان لسبب مختلف، عن كونِه اشتراكياً ديمقراطياً. إن كل من يفكر في تحويل هذه «التربية» إلى شعار خاص، ووضعها في مقابل «السياسة»، وبناء اتجاه خاص عليها، ومناشدة الجماهير تحت هذا الشعار ضد «سياسيّي» الاشتراكية الديمقراطية، فإنه سوف ينحدر على الفور وبشكل لا مفرّ منه إلى الديماغوجية.

إن المقارنات بغيضة ومسلَم بها قديماً. ففي كل مقارنة، يرسَم تشابه فيما يتعلق بجانب واحد فقط أو جوانب متعددة من الأشياء أو المفاهيم المقارنة، بينما تُجرَد الجوانب الأخرى بتردد وتحفّظ. لنذكِر القارئ بهذه المسلَمة الشائعة، وإن كانت كثيراً ما يتم تجاهلها، ولنبدأ بمقارنة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمدرسة كبيرة تجمع بين الابتدائية والثانوية والجامعية. إنّ تعليم مبادئ اللغة الإنكليزية، وتعليم أساسيات المعرفة والتفكير المستقل، لن يُهمل أبداً، تحت أي ظرف من الظروف، في هذه المدرسة الكبيرة.

ولكن إذا سعى أحد إلى التذرع بضرورة تعليم مبادئ اللغة الإنكليزية كذريعة لتجاهل مسائل التعليم العالي، وإذا حاول أحد موازنة النتائج الزائلة والمشكوك فيها و»الضيقة» لهذا التعليم العالي (المتاحة لفئة أصغر بكثير من الذين يتعلمون مبادئ اللغة الإنكليزية) بالنتائج الدائمة والعميقة والواسعة والراسخة للمدرسة الابتدائية، فسيكون ذلك دليلاً على قصر نظر مذهل.

بل قد يساهم في تحريف هدف المدرسة الكبرى، إذ بتجاهله التعليم العالي، سيسهّل على الدجّالين والديماغوجيين والرجعيين تضليل الناس الذين لم يتعلموا سوى الأبجدية. أو لنشبّه الحزب بالجيش.

لا نجرؤ على إهمال تدريب المجندين لا في زمن السلم ولا في زمن الحرب، ولا على إهمال التدريب على الرماية، ولا على نشر أساسيات العلوم العسكرية بأكبر قدر ممكن من الكثافة والشمول بين الجماهير...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"قاسيون" – 6 نيسان 2025

*******************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. الحرفة

اعداد: د. صالح ياسر

الحرفة (profession): انتاج يدوي صغير، يقوم على استخدام ادوات عمل بسيطة، وعلى عدم وجود تقسيم للعمل داخل الاستثمارة. والحرفة، كشكل للانتاج، تميّز مجتمعات ما قبل الرأسمالية. ان أبسط شكل للحرفة هو انتاج الصناعة المنزلية من اجل تلبية احتياجات المنتجين الخاصة. ان تطور الحرفة يؤدي الى انفصالها عن الزراعة، ويبدأ بالظهور تحويل منتجات المواد الاولية الى منتجات جاهزة، حسب توصية المستهلك. كما يؤدي التطور اللاحق للحرفة، والعلاقات السلعية النقدية، الى تحول الحرفة الى الانتاج السلعي البسيط. لقد هيأ تطور الحرفة، على مدى آلاف السنين، الانتقال الى التكنيك الآلي، وظهور الانتاج الراسمالي الكبير. وفي ظروف المنافسة المحتدمة دوما، والتي تميز الرأسمالية، تجري عملية تمايز واسعة في اوساط الحرفيين تؤدي الى ظهور حفنة قليلة من الاثرياء الذين يستثمرون عمل الآخرين، من جهة، والى انخراط جماهير ضخمة من الحرفيين في صفوف البروليتاريا، وتصبح مضطرة الى بيع قوة عملها، من جهة اخرى.

**********************************************

الصفحة اللحادية عشر

الجديد في المكتبة

- ماركس من الالف الى الياء/ تأليف جون نيما ديكانج، ترجمة المنتصر الحملي، منشورات صفحة 7. الكتاب يدرس النظرية الماركسية من خلال جذرها كارل ماركس (1818- 1883) المفكر الأكثر أهمية في تحليل الاقتصاد الرأسمالي.

- الفكر السياسي والنظرية السياسية والمجتمع المدني/ تأليف ستيفن ديلو، اصدار المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة.

- حي حتى الموت/ شذرات- تأليف بول ريكول، ترجمة عمارة الناصر- منشورات ضفاف.

- لِمَ يتقاتل البشر؟ الديناميات الاجتماعية للعنف الجسدي المباشر/ تأليف سينثا مالشيفيتش/ منشورات الشركة العربية.

- اينيشتان، بيكاسو/ المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى. تأليف آرثر ميلر، ترجمة عارف حديفة، اصدار هيئة البحرين للثقافة والآثار.

- أوهام النخبة او نقد المثقف/ تأليف علي حرب، منشورات فضاء الكتب (قناة ثقافية).

- ليلة الثاني من آب/ رواية فلاح رحيم/ اصدار: دار الرافدين- بغداد. 

**********************************************

" خلف المنصة شاعر آخر" الشعر و الذكاء الاصطناعي 

احمد موحان

في زمن تتسارع فيه التقنية و تتداخل فيه الحدود بين الانسان و الآلة تبرز ظاهرة مقلقة، وهي لجوء البعض الى تقنية الذكاء الاصطناعي لكتابة القصائد!! وكأن الشعر ,هذا الفعل الروحي العميق يمكن ان يُستعار او يُصنّع بضغطة زر.

و لما كان الشعر ليس مجرد تركيب لغوي أنيق، بل هو تجربة وجودية و صدق داخلي لا يمكن محاكاته بلا روح، مما يتطلب التأمل فيما يسببه ذلك من ازمة في الاصالة، و تحذير من مسخ الروح فيه حين نسمح للآلة ان تتكلم نيابة عن اعماقنا.

لقد اضحى الذكاء الاصطناعي ظاهرة تقنية و ثقافية غير مسبوقة , تتسلل الى حياتنا اليومية و تعيد تشكيل العديد من اشكال الإنتاج المعرفي و الفني، و يمكن القول ان الذكاء الاصطناعي اثبت فعاليته في ميادين عديدة الا ان تحوله الى كاتب شعرٍ يطرح إشكالات جذرية تتعلق بالاصالة و الروحية في الشعر، ذاك ان الشعر هو فعل وجودي روحاني لا يمكن اختزاله الى مجرد بناء لغوي او نمط صوتي بل هو تجربة تنبع من ذات معاناة و حيرة، تتحول فيها اللغة الى فضاء انفعالي تأملي حيث تتقاطع الذات مع العالم في لحظة إبداعية فريدة، يقول (ريلكه) في هذا السياق  "الشعر هو صرخة الروح داخل الصمت، ليس فقط كلمات تُجمع، بل تنفس روحي"، و هذا يجعل من الشعر انتاجا لا يمكن لمحاكاة حاسوبية ان تواكبه او تحل محله، فالقصائد المنتجة او المطعمة آليا,رغم دقتها الشكلية، تخلو من الحنين، الألم، الوجد، و الرهافة التي تشكل أبعاد الشعر الحقيقي  وهذا يؤدي الى تدهور الذوق الشعري و تشويه مفهوم الشعر كصوت فريد للذات.

لذا ينبغي ان نميز الشعر كأنجاز بشري خالص يحمل تجربة وجودية و تعبيرا عن الحضور الذاتي، و بين ذلك (ما يسمى بالشعر) الذي يهذر به الذكاء الاصطناعي من قبل شعراء تجاوزوا على بهاء و مهنية القصيدة  و الذي هو تكرار لخوارزميات لغوية فارغة من المعنى العميق. 

ان هذا التمييز يطرح إشكالات جمالية و أخلاقية وفق التساؤلات التالية :

جماليا، هل يمكن اعتبار نصوص الذكاء الاصطناعي شعر فعلا إذا فقدت البعد الإنساني؟

 اما أخلاقيا، ماهي المسؤولية الأدبية تجاه جمهور الشعر الذي قد يُظلل بأعمال ليست سوى منتجات برمجية جاهزة.؟

لو أجرينا مقارنة بأختيار نماذج منجزات شعرية اصيلة لشعراء اصلاء و بين المنجز نفسه بعد إدخاله الى (مطبخ الذكاء الاصطناعي) لوجدنا الفارق بين شعر تسير في شرايينه الدماء و شعر و نفس الشعر (منزوع الدسم) الذي انتجه الاخر.. مثلا مقطع من قصيدة محمود درويش قال فيها "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" نلاحظ الكم الكبير من الصدق العاطفي و الارتباط الوجداني بالذات و الوطن. في حين لو ادخلنا هذا النص في حاضنة الذكاء الاصطناعي لتولد النص التالي

"في الأرض التي تسكنها الأرواح، يشرق القمر بأنواره الباردة"!! نلاحظ انه نص بهيئة شعرية لكنه يخلو من المعنى الإنساني العميق، و هو مجرد تركيب لغوي لا غير .

من جانب آخر و لغرض لا نغبن حق هذا الاختراع المبهر واستثماره بشكل امثل، يجب النظر الى الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة للشاعر، في البحث و التنظيم و الدراسات النقدية و ليس كبديل للذات الشعرية او كاتب القصيدة و ان إعادة تأكيد هذا التمييز ضرورة لعدم المساس بقدسية الشعر كفعل روحي و انساني، ذلك لأن أهمية هذا الموضوع لا تقتصر على حدود الابداع الفردي او الأسئلة التقليدية، بل تتعداها الى ما هو اعمق و هو "ما هو مصير الذائقة الشعرية الجمعية ؟"

ففي ظل تسارع تقنيات توليد النصوص، هنالك خشية حقيقية من ان تستفحل الظاهرة و تصبح القاعدة لا الاستثناء، و مع كثرة ما ينشر على انه "شعر" دون وعي نقدي او تمحيص، يتآكل الحس الجمالي و تختزل التجربة الشعرية الى مجرد استهلاك لغوي فارغ، هذا التراكم الزائف قد يؤدي الى تدجين الذائقة الشعرية وتعويد الأذن و الروح على الإيقاع المصنوع بلا روح و المعنى المحايد بلا حرارة، و هنا تكمن الكارثة, لا في وجود الذكاء الاصطناعي، بل في غياب مقاومة نقدية جادة تحمي الشعر من الاستسهال و الانتحال .

ان انزياح الشعر نحو الإنتاج الآلي لا يمثل فقط تدهورا جماليا  بل تهديدا لجوهر انسانيتنا و ابداعنا الوجودي، و لا بد هنا من الإشارة ان النقد الادبي ملزم اليوم بالتصدي لهذه الظاهرة و إعادة التأكيد على قيمة الاصالة و التجربة الشخصية للشاعر و الحفاظ على الروحية التي تميزه عن أي انتاج آخر.

******************************************

في الظواهر الثقافية فخامة المدير العام!

حسب الله يحيى

في حياتنا الثقافية الكثير من الظواهر السلبية، التي تنمو وتكرر وتزداد شراسة وهيمنة وقسوة على الاخرين . وسنحاول في هذا الميدان؛ رصد عدد من هذه الظواهر ونشرها بين وقت واخر , وذلك بهدف الوصول الى حلها من قبل الأشخاص او الدوائر والمؤسسات او الدعوة للعمل على اصدار قوانين وقرارات تحول دون تفشيها وذلك لما تلحقه من اضرار للفرد والمجتمع على حد سواء. وفي مقدمة هذه الظواهر؛ اعتقاد مطلق من قبل عدد كبير من المدراء العامين , او حتى من رؤساء اقسام , بأنهم يتفردون عن سواهم بعبقرياتهم وتجاربهم وشهادتهم وشهرتهم عن غيرهم من خلق الله. ولانهم (استثناءات) نادرة فقد تم انتقاؤهم واختيارهم و (اقناعهم) بتولي وظيفة (مدير عام) او معاونه او رئيس قسم في دائرة ما .. الا ان اشغال مقاعد هذه الوظائف، سواء كان في الدوائر او المؤسسات الثقافية او الجامعية او التربوية او سواها ؛ لايتم ابدا عن طريق دقة وحسن الانتقاء، وانما لان الامر يعود الى جملة اعتبارات من بينها.. الولاء لهذه الجهة السياسية او تلك او هذا المسؤول او ذاك.. في حين يفترض انتقاء الأفضل والأكثر كفاءة ودراية وخبرة.. فمن شأن هذا الاختيار الصحيح ان يحقق للمسؤول الأعلى النجاح والتوفيق والتطور البناء في العمل، اما اذا ما تم اختيار العنصر الذي لا يمت بصلة ولا معرفة بابجديات العمل المناط به؛ فأن من شأنه ان يلحق الضرر والفشل بمن اختاره ..

وفي احسن الأحوال سوف لن يكون عنصر نجاح في عطاء المسؤول الأعلى، ذلك ان الأدنى وظيفيا هو الذي يرسخ قاعدة ونجاح والق وجود المسؤول الأول .

الا ان ما نراه اليوم على العكس من ذلك تماما.. فالمدير العام في دائرة ثقافية ما قد نجده عنصرا فاشلا في عطائه ومنجزه الثقافي الغائب أصلا، الى جانب ذلك يجهل الوسط الثقافي في حضوره، فكيف يتولى أمور المثقفين وهو يجهلهم ويجهل قضاياهم مثلما يجهل الشأن الثقافي.. وكيف يسهم في تطوير دائرة ثقافية يتولى امرها , فيما لا قدرة له على إدارة عائلته او إدارة مدرسة ابتدائية؟ هنا نجد هذا المسؤول، يستعين بسكرتيرته او مدير مكتبه وهما الأكثر جهلا منه في إدارة الدائرة.. وبغية التخلص من المسؤولية؛ نجد المدير العام يكتب على أي كتاب رسمي يفترض ان يوقعه عبارة: (لا مانع لدينا وحسب الضوابط) او (موافق وحسب التوجيهات والتعليمات) او (موافق مع اتخاذ الإجراءات القانونية والاصولية) وهذا يعني انه لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرار الحاسم، لانه يجهل مثل هذا القرار أصلا والذي يفترض ان يحدد موقفه من محتواه. كما ان مثل هذا المدير العام او سواه ممن يتولى مسؤولية اكبر من حجمه، يسعى لبسط نفوذه عن طريق ضبط الدوام والتوقيع على الدخول والخروج وكل متجاوز على الزمن الوظيفي حتى لو كان لدقائق، سيعاقب إداريا حتى لو كان التأخير لاسباب مرضية او عرضية.. حتى اذا انتهى هذا الامر القسري للدوام؛ فأن هذا المدير العام لا يجد ما يفعله، لا هو ولا أي موظف في دائرته لانه لا يعرف ما يفعل وما عليه ان يؤديه وظيفيا وينصرف الى تجاهل مراجعيه بحجة ان المدير لديه اجتماع او لديه معاملات تتطلب الإنجاز في حين لا يوجد لمثل هذه الدائرة من يراجعها لانها في الغالب تكون دائرة مزدحمة بالفراغ ولا جدوى من وجودها أصلا بدءا من مديرها الى اصغر موظف فيها وليست بنا حاجة اليها ولا وحراسها وبنايتها.. لذلك نجد ان الموظف الذي يلتزم بالدوام يعاني من فراغ قاتل لذلك لا يجد امامه سوى جهاز الموبايل يبدد عنه وحشة الفراغ الهائل المحيط به وبدائرته وهو الامر الذي يجعل الزمن المهدور مدفوع الثمن لموظفين يتناولون رواتبهم دون عمل. في حين يفترض بالقائمين على إدارة الثقافة على وجه الخصوص الحرص على تعاون وتفاعل الموظفين مع مديرهم العام و احترامهم للزمن بوصفه عاملا حضاريا لاحترام العمل. في حين لو كانت هناك خيارات سليمة في ملء كرسي المدير العام او رئيس القسم بكفاءة وخبرة فأن الامر سيختلف تماما. ان الإدارة ـ أي إدارة ـ تسعى الى تنظيم العمل وتفعيل دور كل موظف.. فهذا شأن ثقافي ومعرفي لا يطاله الا من كان حكيما وبارعا في اداء عمله بحيث يتقن تسييس الامور بما يخدم نجاح وتفوق عمل الدائرة ولا يتقاطع ابدا مع جميع العاملين في الدائرة، فالجميع يفترض ان يكون سعيهم فاعلا ومشتركا ولا يقتصر على فرد او افراد يعاملهم المدير العام بتمييز خاص عن سواهم ؛ اما المدير المفرغ من المحتوى فهو الذي يعمل على تفرقة العاملين في دائرته. ان الثقة بالاخر لا تكفي وحدها وانما اقتران هذه الثقة بما يمتلكه الاخر من وعي ودراية وتحمل المسؤولية المناطة به .

كما ان السبب الأهم في فشل العديد من الدوائر؛ يكمن في اغفال شأن العاملين و التفرد بعدد محدود من موظفي الدائرة وترك من له الخبرة او نقله خارج اختصاصه والذي لا يعرف تفاصيل العمل فيه .

ومثل هذه الدوائر لا يمكن وصفها الا حجارة صماء، جامدة وساكنة تعاني من الكسل والإحباط لانها لم تأخذ الدور الذي يفترض ان تتولى امره.. فالمدير العام يعد نفسه امبراطور هذه الدائرة مستفيدا من المخصصات والموقع الوظيفي والزمان والمكان الذي وضع فيهما في حين يفترض ان تكون ثقافة المدير العام وحسن ادارته، لا تظهر في قسرية القرارات ومزاجية التصرف الذي يتخذه إزاء هذا الموظف او ذاك وانما شعور العاملين والجمهور الذي له تماس بهذه الدائرة بحيث يرى ان المدير العام هو من يكون الأكثر حرصا على ضبط الأمور والعمل المثمر ليس لنفسه وانما جعل كل العاملين في خدمة دائرة يراد ان تقدم ثمارها المرجوة والمناطة بها .

********************************************

قصة قصيرة.. ابنُ الرئيس

ياسين غالب

الحذرُ لا يُنجي من القدر، هكذا كانت تُردد فطوم، بصوتها الأجش، وهي تجلس على عتبة البيت الطيني، تسحب من سيجارة بالية كأنها تمتص ما تبقى لها من الحياة. كانت تلك الحكمة ترن في أذني شاهين مثل تعويذة، لكنه، ككل الرجال الذين يظنون أنهم فوق القانون، لم يُعرها اهتمامًا قط، ولم يرَ في كلماتها سوى بقايا من رماد الحكايات القديمة التي لا تنتمي لزمانه.

شاهين، بجسده الخلاسي الذي أورثته له أمه، كان شهابًا ينفجر وسط ظلام المرقص. عيناه تقدحان شررًا، وخطواته على أرضية الملهى كانت تُسمع كإيقاع منفصل عن موسيقى المكان. الراقصة، تلك التي اختار لها القدر أن توضع في طريقه، كانت تتلوى أمامه كحية مضيئة، تدور حوله، تشعل فيه النيران التي لا تنطفئ إلا بالمجازفة. مدّت يدها تضرب صدره بخفة، مشيرة له أن يقترب، فتقدم بلا تردد، كفراشة تطارد وهج النار، ولم يعلم أن اقترابه هذا كان بداية سقوطه. كان المرقص غارقًا في نافورة من أضواء النيون، كأنه مشهد مقلوب من جنة تتوارى في أحضان الجحيم. شاهين، بفحولته التي كانت مثار أحاديث النساء والرجال على حد سواء، أمسك بالراقصة، وجعلها تتحسس قضيبه كمن يعيد اكتشاف جسده. لم تكن تلك أول مرة، ولن تكون الأخيرة، لو لم يأتِ ابنُ الرئيس.

ابن الرئيس، ذلك الظل الثقيل الذي يجر وراءه حرسًا ببدلات سوداء ووجوهًا خالية من التعابير، دخل المكان كما يدخل الصياد غابة يعرف كل ممراتها. توقف فجأة أمام شاهين، كأنما شمّ رائحة تحدٍّ في الهواء، وسأله ببرود أشبه بالسكين:

— نِمتَ مع الراقصة من قبل؟

رفع شاهين رأسه، كأنه يتحدى ما لا يُتحدى:

— نعم، سيدي.

— كم مرة؟

— مرة واحدة.

نظر ابن الرئيس إلى الراقصة، التي صارت كتمثال من الخوف، ثم عاد إليه بنبرة أشد قسوة:

— تعرف أنها تابعة لي؟

— كلنا في خدمتك، سيدي.

لم يُعجب الجواب ابن الرئيس. كان يبحث عن ذريعة، أي ذريعة. قال:

— هل استأذنتَ مني قبل أن تنام معها؟

— لا، سيدي.

لم يكن هناك وقت للتفكير أو التراجع. يد ابن الرئيس ارتفعت كعاصفة مفاجئة وصفعت شاهين بقوة كأنها تهدف إلى محو وجوده. سقط ضرسه الأمامي على الأرض مثل نذير شؤم. قال ابن الرئيس بصوت يملؤه احتقار مميت:

— امك عاهرة. لماذا لم تستأذن؟

بقي شاهين واقفًا، يمسح دماءه بيده العارية، ويرد بهدوء بدا أقرب إلى الجنون:

— أمي ليست عاهرة، سيدي.

عاد ابن الرئيس يضحك، ضحكة بدت كأنها صوت أبواب جهنم تُفتح:

— أمك ماتت من كثرة المضاجعة!

لم يعرف شاهين كيف يرد. لم يكن يعلم ما إذا كان عليه أن يبكي أمه التي لم يعرفها إلا كظل غائب، أم يغرق في لحظة الغضب التي تجتاحه. كان الصمت ثقيلًا، يكاد يقتل الجميع في المكان.

ثم أضاف ابن الرئيس بنبرة حاسمة:

— أي راقصة هنا تابعة لي. إذا أردت أن تلمسها، تتكلم معها، أو تنام معها، تستأذن أولًا. فهمت؟

رفع شاهين رأسه، وفي عينيه بريق كمن يواجه الموت مباشرة:

— لماذا أستأذن، سيدي؟ هل هي قريبتك؟ أمك؟

تجمد الهواء في المكان. لا أحد يجرؤ على الحركة. وفي تلك اللحظة، بدأت النهاية. انفجر المكان بالصرخات، قبضات الحراس تنهال على جسد شاهين كأنهم يريدون محو وجوده من على وجه الأرض. كان يسقط، ثم ينهض، ثم يسقط مجددًا، مثل غريق يُقاوم أمواجًا أقوى منه.

في تلك اللحظة، أدرك شاهين أن الحذر، مهما بلغ، لا يُنجي أبدًا من القدر.

*********************************************

عهدي وكلمتي

سهيل الزهاوي

أنثرُ الأوراقَ للريحِ

بحثًا عن همسةٍ من صوتك،

أجدُ كلمةً خطَّها دمُك،

تزهرُ بينَ السطورِ نداءً،

وتُشعلُ في القلبِ وهجَ الخلود.

وإذ بي أسمعُ صدى الحروفِ يجيبني:

أنا الفكرُ الحرُّ، لا ينحني،

أمضي كنورٍ يتحدّى الدجى.

تصفَّحوا التاريخَ، تجدونني

جذوةً تتقدُ في دربِ الحياة.

حُلمي حياةٌ تُعمِّرُ الأرض،

وصوتي نشيدُ التغييرِ العميق،

فما زلتُ أنبضُ في الكلماتِ حياةً،

وأبعثُ في الدروبِ ضياءً.

وإن غابَ صوتُ الجسدِ،

يظلُّ الفكرُ شعلةً لا تنطفئ.

في دربٍ معتمٍ، في الطرقاتِ الوعرة،

كنتُ أمشي...

أواجهُ العواصفَ الدامية،

براعمُ الربيعِ تلفحها ريحٌ مجهولة،

والنجومُ تائهةٌ في ليلٍ بلا صمامٍ ولا أمان.

لكنني أقسمتُ أن أقاوم،

وقفتُ صامدًا أمامَ موجِ البحرِ الهائج،

لم يرعبني أزيزُ الرصاص،

يشقُّ الهواءَ كصرخةٍ مذعورةٍ

تترددُ في أعماقِ الزمن،

ولا سيوفُ الطغاةِ الجُدد.

حملتُ قيثارتي وغنّيتُ نشيدَ الحرية،

ورسمتُ على راحتي أوراقي،

لتكونَ جسرًا بينَ الأجفانِ الساهرة.

أفرشُ الورودَ بينَ الأشواك،

أزرعُ شجرةً بعدَ شجرة،

ترقبُ بزوغَ فجرٍ ذهبي،

يشرقُ متلألئًا في الأفق.

علَّ العصافيرَ تجدُ الأمان،

ويحملُ الهواءُ العليلُ نَفَسَ الحقيقة،

لمن لا يزالُ يحلمُ بالضياءِ.

لكنني كنتُ أخشى الغدر،

من القريبِ... ومن البعيد،

فالرياحُ العاتيةُ تعصفُ كلَّ يوم،

تقتلعُ براعمَ الحقولِ دونَ رحمة،

ويُطوِّقُني الشكُّ كليلٍ طويل.

فجأةً... دخلتُ نفقًا معتمًا،

حُجِبَت الشمسُ عن عيني،

ولفَّني صمتُ الظلام،

لكنني أبصرتُ الأفقَ البعيد،

فما دامَ في الأرضِ إنسانٌ كريم،

سيولدُ الفجرُ رغمَ الجراح.

قلتُ في نفسي:

الموتُ أهونُ مِن حياةِ مذلّةٍ،

إن خُنتُ يومًا نجومَ المسيرِ.

أقسمتُ،

أن أُبقي صوتي حيًّا،

حتى ولو مزّقته الريحُ ومضى.

تكالبت سياطُ القهرِ على جسدي،

تتغلغلُ في أعماقي كنارٍ حارقة،

فاستجمعتُ صوتي كي يعلو على الألم،

فانقضَّ سوطُ العذابِ كمن يلتهمُ ظلي،

متوغّلًا في أعماقي.

فحينها، قطّعوا يدي... وثقبوا خاصرتي،

كأنهم أرادوا دفنَ حُلمي،

لكن الحلمَ لا يُدفن،

جذورهُ تمتدُّ في الأرض.

تكالبَ السوطُ على جسدي،

يتوغّلُ نحوَ أعماقي،

فاستجمعتُ إرادتي في صوتي،

وهتفتُ:

خذوا جسدي...

لكنني لن أُفشي السِّرَّ!

سأظلُّ أمضي، وفي يدي كلمتي،

وفي روحي عهدي،

وفي صدري حكايةُ وطنٍ لن يموت.

لكنكم لن تطفئوا صرختي!

لن أتركَ الحرفَ يذبلُ في رمادِ الصمت،

وهبتُ روحي... كي تزهرَ الحياة.

*******************************************

الصفحة الثانية عشر

في بيتنا الثقافي.. {حزب العمال الكردستاني يطوي صفحة الحرب}

بغداد – طريق الشعب

شهد منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، أخيرا، جلسة حوارية بعنوان "حزب العمال الكردستاني يطوي صفحة الحرب - قراءة في الدوافع والنتائج"، قدم فيها الباحث محمد أرسلان عرضا تحليليا معمقا لخلفيات التحول في موقف الحزب من العمل المسلح إلى النضال السياسي السلمي.

الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وجمع من المثقفين والمهتمين بالقضايا السياسية. بينما أدارتها السيدة إخلاص حميد، واستهلتها بالحديث عن أهمية مناقشة التحولات العميقة في الحركات السياسية، لا سيما ذات الامتداد التاريخي، مثل حزب العمال الكردستاني.

وفي مفتتح حديثه، استعرض الباحث أرسلان أبرز المراحل التاريخية لتطور الحزب، متوقفًا عند مؤتمراته الحاسمة، وما صدر عنها من قرارات سياسية وتنظيمية مهمة.

وأشار إلى أن التحول في موقف الحزب من الكفاح المسلح إلى التسوية السياسية "جاء في سياق فكري مهّد له عبد الله أوجلان، قائد الحزب، الذي دعا إلى تبني مفهوم المجتمع الديمقراطي التعددي، كبديل عن الطروحات القومية الصدامية، مؤمنًا بإمكانية بناء نموذج سياسي يحتضن مختلف القوميات والأديان في المنطقة".

وأوضح أن هذا "التحول هو نتاج تفاعل مع السياقين الإقليمي والدولي. حيث تتعالى الأصوات الداعية إلى حل سلمي شامل تُشارك فيه جميع القوى التركية، وعلى رأسها البرلمان، بما يكفل شرعية الاتفاق واستدامته"، لافتا إلى ان "هذا الخيار لم يكن وليد لحظة انفعال أو ضغط خارجي، بل هو نتاج مراجعة داخلية عميقة، وتراكم نظري وفكري طويل أسس له أوجلان".

ونوّه إلى أن "قوة أي تحول لا تكمن فقط في تجاوز السلاح، بل في قدرة المشروع السياسي الجديد على تجسيد مطالب المجتمع وتحقيق العدالة التاريخية في إطار ديمقراطي".

وتخلل الجلسة نقاش مفتوح ساهم فيه عديد من الحاضرين، بين من رأى ان التحول في موقف حزب العمال الكردستاني مؤشر على تطور ناضج في فكره وأدائه، وخطوة مهمة نحو العمل السياسي السلمي، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية والحقوقية للأكراد داخل تركيا، ومن اعتبر ان الظروف الحالية لا توفر ضمانات كافية لنجاح هذا التحول، في ظل استمرار السياسات القمعية والتمييزية من جانب الدولة التركية.

وفي الختام، قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الباحث محمد ارسلان.

*********************************************

في تكريت إعلان نتائج جائزة د. ناجي التكريتي للإبداع القصصي

تكريت – طريق الشعب

أقيم أخيرا في مدينة تكريت، حفل إعلان نتائج الدورة الثانية لجائزة د. ناجي التكريتي الدولية للإبداع القصصي، والتي تقدمت إليها 734 قصة من 24 دولة عربية وأجنبية.

الجائزة التي تموّل شخصيا من قبل الشاعر والكاتب د. ناجي التكريتي، كان يُشرف عليها القاص الراحل فرج ياسين، فضلا عن د. فائز طه عمر. فيما تضم لجنة التحكيم نقادا أكاديميين من جامعات تكريت والموصل وسامراء.

وأحرزت المركز الأول القاصة روزيت كرم مسعودي من سوريا، فيما فازت بالمركز الثاني القاصة علجة صدوقي من الجزائر. أما المركز الثالث فكان من نصيب القاص صادق الطريحي من العراق، والرابع من نصيب القاصة ميرفت علي أحمد من سوريا، والمركز الخامس أحرزته القاصة نورهان نشأت فكري من مصر.

وأقيم الحفل في قصر الثقافة والفنون، بحضور عدد من المثقفين والأدباء والمواطنين الآخرين.

جدير بالذكر، أن لجنة التحكيم رشحت بداية لقائمة الجائزة الطويلة، 220 قصة من أصل 734 قصة. وبعد التصفيات وصلت إلى القائمة القصيرة 20 قصة، جميعها طُبعت في كتاب جرى توزيع نسخ منه على حاضري الحفل.

***************************************

بالكوفية فيانسو يتضامن مع فلسطين على سجادة {كان}

متابعة – طريق الشعب

في لحظة خاطفة محمّلة بالمعاني، تركت تأثيراً مدوياً في مهرجان كانّ السينمائي الدولي الـ 78، ظهر الفنّان الفرنسي ذو الأصول الجزائريّة سفيان زرماني، المعروف باسم "فيانسو"، على السجّادة الحمراء لفيلم "القيمة العاطفية" مرتدياً الكوفيّة الفلسطينيّة، كرسالة تضامن قويّة مع الشعب الفلسطيني.

لطالما عُرف فيانسو بأغاني الراب التي كان يسرد من خلالها حكايات الضواحي الفرنسيّة، معبرّاً عن هموم الناس، قبل أن ينتقل إلى عالم السينما محقّقاً نجاحات عالميّة جديدة.

وأطلّ فيانسو المعروف بجرأته ومواقفه السياسيّة، ببدلة سوداء أنيقة غلّف كتفها الأيسر بالكوفيّة الفلسطينيّة التي باتت أيقونة للنضال والصمود، طُبع عليها شعار تضامني للجزائر.

وتأتي هذه الكوفيّة كلغة بصريّة صامتة محمّلة برسائل سياسيّة وإنسانيّة عميقة تختصر الخطابات السياسيّة المملّة. وقد أراد سفيان من خلالها رفض الظلم، مذكّراً العالم بأن القضيّة الفلسطينيّة ما زالت حيّة في ضمير الشعوب في زمن تصاعد فيه الصمت الدولي عما يجري في فلسطين. وأحدثت رسالة فيانسو التضامنيّة هذه، التي أعلنها أمام جمهور عالمي من صناع السينما والإعلام، صدى قوياً. إذ أن صوره على منصّات التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلاميّة انتشرت كالنار في الهشيم.

وخلال مسيرته الفنيّة الناجحة، أكّد زرماني أنه ليس مجرد ممثل سينمائي أو مغني راب، بل هو صوت فنّي يحمل هموم الناس. وأثبت في أكثر من مناسبة أن الفن بالنسبة إليه ليس وسيلة للترفيه فحسب، بل منبر للتعبير والمقاومة. وهو يحرص دائماً من خلال مواقفه الجريئة على أن يؤكد هويته الثقافيّة والسياسيّة، خصوصاً في المناسبات العالميّة التي تتجه إليها أنظار ملايين المتابعين حول العالم، ليكون وقع الرسالة التي يحملها أقوى، ويسجّل تفاعلاً حقيقياً في تسليط الضوء على فلسطين والقضايا الحقوقيّة. ففي زمن السرعة، وعصر الصورة، لقطة واحدة على السجّادة الحمراء كانت أشدّ تأثيراً من عشرات التصريحات. إذ نجح فيانسو بأن يحوّل اقتناعه الشخصيّ إلى موقف عالمي من خلال صوت لم يُسمع بكلمات، بل نقله من خلال قطعة قماش بسيطة تحمل في طيّاتها تاريخ شعب، ووجع أمّة، وعزيمة لا تنكسر.

*********************************************

يوميات

  • تنظم الجمعية العراقية لدعم الثقافة بالتعاون مع جمعية المهندسين العراقية، بعد غد الثلاثاء، جلسة بعنوان "المعمار الكبير محمد مكية .. عشر سنوات على الرحيل"، يتحدث فيها د. معتز عناد غزوان، ويديرها د. جواد الزيدي.

تبدأ الجلسة في الساعة 5 عصرا على قاعة نادي جمعية المهندسين العراقية – قرب الاتحاد العام للأدباء والكتاب. 

*****************************************

في الحلة إشعال الشموع  عند نصب شاعر الشعب

الحلة – علي الويسي

تجمعت نخبة من أهالي مدينة الحلة، يرافقها ضيوف من بغداد، مساء الخميس الماضي وسط المدينة، حول نصب الشاعر الكبير الراحل أخيرا موفق محمد "شاعر الوجع العراقي". حيث أشعل الجميع، وهم من أصدقاء الفقيد ومحبيه، الشموع عند النصب، استذكارا لمسيرته الشعرية ومواقفه الوطنية والإنسانية.

وكان بين المستذكرين وفد من بغداد مثّل "رابطة الأفندي العراقي"، وضم الشاعرين جمال عبد الله القصب وأحمد قاسم الأمين، اللذين عكسا المكانة الرفيعة التي يحتلها الفقيد في قلوب المثقفين ومحبي شعره المعبّر عن معاناة الناس وهمومهم وأوجاعهم.

وسبق هذه الفعالية حفل تأبين في ذكرى الفقيد، أقيم عصر اليوم ذاته في "مقهى الحلة" الثقافي. حيث ألقيت كلمات مؤثرة، استذكرت مسيرته ومنزلته الأدبية وخصاله الإنسانية، وسط حضور نوعي من المثقفين وأبناء المدينة.

*****************************************

في البصرة احتفاء بالكاتبة شيماء ثائر وإصدارها الجديد

البصرة – طريق الشعب

احتفى "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة و"دار الأدب البصري"، أخيرا، بالكاتبة شيماء ثائر وإصدارها الشعري الجديد الموسوم "إينانا"، وذلك في جلسة احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحليّة للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.

الجلسة التي حضرها جمع من المثقفين والأدباء، أدارها رئيس "ملتقى جيكور" الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، وابتدأها بالحديث عن المحتفى بها وإصداريها السابقين، وهما مجموعة قصصية ورواية، معرّجا على سيرتها العلمية باعتبارها دكتورة صيدلانية. 

بعدها تحدّثت المحتفى بها عن تجربتها الأدبية، واشتغالاتها في السرد والشعر، اضافة الى مهنتها كصيدلانية. فيما ألقت الضوء على كتابها الجديد وقرأت مختارات من نصوصه.

وفي سياق الجلسة، ساهم عدد من الحاضرين في الحديث عن المحتفى بها وتجربتها، وهم كل من الكاتب شاكر الشاهين، الشاعرة وئام السوادي، الناقدة ازهار عيسى والكاتب ماجد قاسم.

وفي الختام، قدم سكرتير اللجنة المحلية هدية تذكارية باسم "ملتقى جيكور" و"دار الأدب البصري"، إلى الكاتبة شيماء ثائر.

*******************************************

قف.. شعيط ومعيط

عبد المنعم الأعسم

في وصيته المدوية سيكون الشاعر العراقي الراحل موفق محمد قد ابلغ ضحايا الحروب والصراعات، من نزلاء القبور، بانهم قتلوا "ليتربع شعيط ومعيط على صدورنا" وها هم المتربعون يواصلون دورهم، إذ يجتمعون في الغرف المظلمة مع منهوباتهم المليارية من قوت الشعب، موزعين على موصوفات انتخابية مموهة، وعناوين مخاتلة، ووعود براقة، مدوّرة،  بالامن والاستقرار والرخاء والسكن والوظيفة والخدمات والكهرباء والماء، والديمقراطية! عربونا مغشوشاً للوصول الى مقاعد البرلمان، ما يذكرنا بهجاء بليغ للشاعر عبود الكرخي وهو يهجو سياسيين يرشحون انفسهم للبرلمان، قبل ثمانية عقود بالقول:

."والا إحنا ما نقبل أبدْ بشعيط/ في المجلس علينا ينتصب، ومعيط"   

وفي "موسوعة الكنايات العامية البغدادية-الجزء الثاني" جاء ان شعيط ومعيط كناية  "عن اجتماع التافهين الذين لا قيمة لهم" وان تكملتها "..وجرار الخيط" انما جاءت لدواعي القافية.. ويذهب صاحب الموسوعة الى ان العراقيين يسخرون بهذه الكناية من الجاهل الدعيّ الذي يتربع بالمجالس.

قبلة لرخامة قبرك شاعر الغضب العراقي موفق محمد.

*قالوا:

."من المستحيل هزيمة رجل جاهل في نقاش"

وليم ماكدو- عالِم بالغرائز  

****************************************

في اتحاد الأدباء العراقيين {أنماط القراءة وتجربة التحليل الصنفي}

متابعة – طريق الشعب

ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، الأربعاء الماضي، الباحث والمترجم سعيد الغانمي، الذي قدم محاضرة بعنوان "أنماط القراءة وتجربة التحليل الصنفي"، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في النقد.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها الناقد د.علي متعب جاسم. واستبقها بالحديث عن النقد الأدبي، مبينا أن "مرآة النقد مرآة منتجة وليست عاكسة".

وفي معرض محاضرته، ذكر الغانمي أن هناك ثلاث طرق لقراءة التراث، هي: القراءة التراثية التي تعني التخلي عن زمن القراءة، والقراءة الاستشراقية التي تعد غريبة على التراث، والتي هي النقيض المباشر للقراءة التراثية للتراث، فضلا عن القراءة النقدية المتمثلة في إعطاء التراث خصوصيته بعدّة منهجية عصرية.

وفي شأن التحليل الصنفي، أوضح أن الصنف الأدبي هو مجموعة من الأشكال الأدبية التي تتكرر عبر الزمن، والتي تنطوي على عمليتين في وقت واحد، بمعنى أن هناك أشكالاً أدبية لا بد من تكرارها لدى الكاتب والقارئ، فضلا عن وجود تقاليد شكلية أدبية يتم تداولها باستمرار.

وتحدث الغانمي عن السيرة الشعبية كجنس أدبي، وعن المقامات وبنيتها الفنية وعلاقتها المباشرة بالراوي، مشيرا إلى ان في المقامات تداخلا بين السرد والشعر، كما في مقامات بديع الزمان الهمذاني.

وتخللت المحاضرة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين.