الصفحة الأولى

مع تصاعد حدة الصراع بين إيران وإسرائيل واستهداف المنشآت الغاز والنفط هل العالم على أعتاب أزمة طاقة؟

بغداد - طريق الشعب

في الوقت الذي بدأ فيه التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يأخذ منحى أكثر خطورة، مع استهداف متبادل لمواقع استراتيجية ومنشآت نفطية وغازية، تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب طاقة شاملة، قد تتجاوز الحسابات السياسية والعسكرية التقليدية.

اضطراب غير مسبوق

السؤال الذي بات مطروحاً بجدية والذي تتداوله أوساط اقتصادية وسياسية هو: ماذا سيحدث إذا اتسعت رقعة الضربات العسكرية لتشمل البنى التحتية للطاقة في المنطقة؟ وهل اغلاق مضيق هرمز والذي تمر عبره نحو ربع صادرات النفط العالمية، وارد في ظل تلويح ايراني بذلك؟

وفي حال تحقّق هذا السيناريو بحسب خبراء اقتصاد، فإن العالم سيواجه اضطراباً غير مسبوق في إمدادات الطاقة، سيرفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، ويضع الاقتصادات المستوردة في مواجهة تضخم متسارع، وركود محتمل، وسط تصاعد القلق من انهيار سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف التأمين والنقل.

التداعيات الاقتصادية الأوسع مقلقة

في هذا الشأن، يرى خبير الطاقة، د. بلال الخليفة أن تطور الصراع الايراني – الاسرائيلي إلى مواجهة أوسع ينذر بتداعيات خطرة على أمن الطاقة العالمي، لا سيما في حال تدخلت أطراف إقليمية ودولية، الأمر الذي قد يفضي إلى تهديد مباشر لممرات تصدير النفط في الخليج.

وقال الخليفة في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن أحد أكثر السيناريوهات تطرفاً هو إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو ربع صادرات النفط العالمية، ما قد يرفع أسعار برميل النفط إلى أكثر من 300 دولار في حال توقف الإمدادات بشكل كلي.

لكنه استدرك بالقول: إن هذا السيناريو "رغم انه ممكن لكن قد يكون مستبعداً حالياً لأسباب سياسية، أبرزها مرتبط بسعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحسب تصوره لتحقيق اختراق دبلوماسي يمنحه مكاسب سياسية، وربما يسعى من خلاله للفوز بجائزة نوبل للسلام كما صرح في اكثر من مناسبة”.

وأشار الخليفة إلى أن "الضربات المتبادلة التي طالت مصافي نفط في إيران وإسرائيل حتى الآن لم تُحدث تأثيرًا جوهريًا على الإمدادات العالمية، لكنها خلقت موجة قلق واسعة لدى المستهلكين، وهو ما انعكس في ارتفاع الأسعار بنسبة 12% خلال أيام قليلة".

وأضاف أن العراق، بصفته دولة ريعية تعتمد على النفط كمصدر أساس للدخل، "قد يستفيد مالياً من ارتفاع الأسعار في المدى القصير، كما حدث خلال الحرب الروسية – الأوكرانية، حين تجاوز سعر البرميل 120 دولارًا، إلا أنه نبه إلى أن "هذه المكاسب لا تخلو من كلفة وتداعيات اقتصادية اوسع".

وأوضح الخليفة، أن اتساع رقعة الصراع "سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على البضائع المستوردة من الخليج، مما سيُفضي إلى زيادة أسعار السلع في السوق العراقية، خاصة وأن هناك اعتمادا كبيرا على الواردات من دول الخليج".

كما أشار إلى أن "أي اضطراب في إمدادات الطاقة البحرية سيؤدي إلى ارتفاع كلفة الوقود المستخدم في الشحن، وهو ما سيتحمله المستهلك في نهاية المطاف".

واختتم بالتأكيد على أن "العراق ليس طرفا في المواجهة حالياً، لكنه ليس بعيداً عن تداعياتها وتبعاتها، إذ إن أي ارتفاع في منسوب التوتر الإقليمي سينعكس اقتصادياً على المواطن العراقي، سواء من بوابة الأسعار أو من خلال تراجع الاستقرار العام في أسواق الطاقة".

تداعيات خطرة

من جهته، حذّر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي من تداعيات نفطية واسعة قد تنجم عن تفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن أي هجوم إسرائيلي على منشآت الطاقة الإيرانية، أو رد انتقامي إيراني يستهدف مضيق هرمز، قد يُفضي إلى أزمة طاقة عالمية حادة.

وقال المرسومي في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن "إسرائيل تمتلك القدرة على توجيه ضربات مؤقتة للبرنامج النووي الإيراني، لكنها قد تتجه بدلاً من ذلك إلى استهداف منشآت نفطية تعتبر أكثر عرضة للهجوم".

وأضاف المرسومي أن "طهران، في حال تعرضت لمثل هذه الضربات، قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز أو استهداف ناقلات النفط والغاز، ما سيؤدي إلى تعطيل ربع حركة تجارة النفط العالمية".

وتابع أن "منظمة أوبك+ تمتلك طاقة إنتاجية فائضة يمكن أن تُستخدم لسد أي عجز في الإمدادات، إلا أن تصاعد التوترات قد يعقّد الاستفادة من هذه القدرة، خصوصاً إذا تأثر أمن الملاحة البحرية في المنطقة".

وبحسب المرسومي، فإن "أبرز التداعيات المحتملة ستشمل، ارتفاع تكاليف التأمين على شحنات النفط بسبب المخاطر المتزايد، وانسحاب ناقلات النفط من الخليج في حال تصاعد التهديدات، ما سيقلل الإمدادات للأسواق، ناهيك عن محدودية قدرة “أوبك+” على زيادة الإنتاج، خاصة مع اعتماد عدد من الدول الأعضاء على مرور النفط عبر مضيق هرمز".

ولفت الى ان "إغلاق مضيق باب المندب سيزيد من جهته تعقيد المشهد ويعيق حركة الطاقة، كما ان اتساع نطاق الحرب إلى منشآت نفطية خليجية، سيؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط الخام والغاز المسال".

واشار المرسومي الى تقديرات بنك جي بي مورغان التي ذكرت أن أسعار النفط قد تصل إلى 130 دولاراً للبرميل في “السيناريو الأسوأ”، ما سيؤدي إلى انخفاض نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 0.4%، اضافة لارتفاع أسعار البنزين والوقود والمنتجات المشتقة من النفط، مثل البلاستيك والكيماويات والأسمدة، على إثر ذلك".

وخلص الى القول انه "سينعكس سلباً على الاستثمارات والتوظيف ويهدد بدخول العديد من الاقتصادات في حالة ركود".

حرب الأصول الاستراتيجية

فيما حذّر أستاذ الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، من أن أي تصعيد واسع في الصراع بين إيران وإسرائيل، يتجاوز الضربات المحدودة الحالية ليصل إلى استهداف مباشر للبنى التحتية للطاقة، قد يدفع العالم نحو واحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية منذ عقود.

وقال السعدي: إن قصف منصة غاز من الجانب الإسرائيلي، ورد إيران بضرب مصفاة في حيفا، يمثلان مؤشرات أولية على احتمال اندلاع ما وصفها بـ”حرب الأصول الاستراتيجية”، التي تتحول فيها منشآت النفط والغاز إلى أهداف عسكرية، مع ما لذلك من تداعيات على الإمدادات وأسواق الطاقة.

وأضاف أن "أمن الطاقة العالمي سيكون أول المتضررين"، لافتاً إلى أن "مضيق هرمز، الذي تسيطر عليه ايران جغرافياً، تمر عبره أكثر من ربع صادرات النفط العالمية"، منوها بأن أي "تهديد فعلي لهذا الممر الحيوي — سواء عبر اغلاقه او من خلال القصف المباشر أو زرع ألغام بحرية — سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، قد يصل إلى 130 دولاراً للبرميل في سيناريو التعطيل الجزئي للملاحة".

وأشار إلى أن هذه الزيادة في الأسعار "ستضغط بشدة على اقتصادات الدول المستوردة، لاسيما في آسيا وأوروبا، وتدفع باتجاه موجة تضخم عالمي جديدة".

ونبه أيضا الى أن التداعيات ستصل الى سلاسل الامداد، التي ستتأثر في قطاعات النقل والصناعة الثقيلة، بسبب ارتفاع تكاليف الوقود، ما يؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية وتباطؤ في النمو قد يبلغ حد الركود إذا طال أمد الصراع".

وذكر السعدي، أن دول الخليج "لن تكون في مأمن، رغم بعدها النسبي عن ساحة المواجهة، حيث تبقى منشآت الطاقة فيها عرضة لهجمات صاروخية أو سيبرانية محتملة، ما يعمّق أزمة الإمدادات".

أما العراق، فرأى السعدي أن تداعيات النزاع عليه ستكون ذات وجهين: "فمن جهة، قد يستفيد من ارتفاع أسعار النفط على المدى القصير، لكنه بالمقابل سيكون في وضع حرج إذا أُغلقت المضائق أو تعطلت خطوط التصدير، خصوصاً مع استمرار توقف خط جيهان، واعتماده الكامل حالياً على الخليج كمنفذ وحيد".

واختتم السعدي حديثه بالقول: إن "تطور النزاع إلى حرب طاقة شاملة لن يبقى محصوراً في بعده الأمني أو الجيوسياسي، بل سيتحول إلى صدمة اقتصادية عالمية، قد تكون أعمق من تلك التي شهدها العالم عقب الحرب في أوكرانيا، مع تغييرات محتملة في خارطة التحالفات ومراكز النفوذ الاقتصادي".

***************************************

راصد الطريق.. هكذا يجري التصرّف بالمال العام!

في مشهد يعكس حجم الهدر والفساد، قررت الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات، خلال اجتماعها أمس الاول، تشكيل لجان للتحقيق في ملفات مشاريع توقفت أو اندثرت، رغم انفاق أموال ضخمة عليها.

تشمل هذه الملفات 28 مشروعاً في البصرة، انتفت الحاجة إليها رغم الصرف عليها وإنجاز بعضها، كذلك مشروع تبطين جدول في المسيب اندثر كلياً رغم إنجازه بنسبة 72.4%، ومعمل تعبئة مياه الشرب في كربلاء الذي لم يدخل الخدمة رغم استكماله، وتأخر استلام أجهزة طبية لمستشفيات ديالى، مع توجه لرفع دعاوى ضد شركات متلكئة.

ماذا نسمي ما حصل؟ وهل أن تشكيل اللجان حلٌ، ام مسعى آخر لتدوير الفشل والتغطية على الفاسدين؟

السؤال الجوهري هنا: من سمح بإحالة مشاريع تفتقر أساسا للجدوى؟ وأين كانت وزارة التخطيط وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة عندما أُهدرت الأموال؟ ومن يجرؤ اليوم على محاسبة كبار المتورطين، أم أن التحقيقات ان جرت أصلا ستنتهي عند صغار الفاسدين؟

هذه المشاريع ليست فقط "متلكئة"، بل هي شواهد ملموسة على الطريقة التي يُدار بها المال العام في العراق: عبث، ومحاباة، وصفقات مغلقة تنتهي بركام إسمنتي وفواتير منتفخة، مصيرها حسابات الفاسدين المصرفية.

****************************************

الصفحة الثانية

العراق خارج قائمة مؤشر تحول الطاقة

متابعة ـ طريق الشعب

كشفت النسخة الأحدث من مؤشر تحول الطاقة العالمي لعام 2025، الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، يوم السبت، عن عدم إدراج العراق ضمن قائمة الدول المشمولة بالتقييم، والتي شملت 118 دولة حول العالم.

وبحسب التقرير، فإن مؤشر تحول الطاقة (ETI) يُعد إطاراً تحليلياً قائماً على البيانات، يُستخدم لتقييم أداء الدول في مواجهة التحديات المتغيرة في قطاع الطاقة، ويقيس جاهزية الدول من حيث البنية التحتية، السياسات، ورأس المال الداعم، إلى جانب تقييم نظام الطاقة الحالي استناداً إلى ثلاثة محاور رئيسية: الأمن، العدالة، والاستدامة.

وأشار التقرير إلى أن دول الشمال الأوروبي واصلت تصدرها للمؤشر، حيث حافظت كل من السويد وفنلندا والدنمارك على المراكز الثلاثة الأولى بفضل تنوع مصادر الطاقة النظيفة، استقرار السياسات، وتطور البنية التحتية.

وعلى الصعيد العربي، أظهر المؤشر تحسناً في أداء 12 دولة عربية في مسار التحول نحو الطاقة النظيفة، فيما غاب العراق عن هذه القائمة، وهو ما يعكس تأخره في تبني السياسات والاستراتيجيات اللازمة لمواكبة التحول العالمي في قطاع الطاقة.

الإمارات العربية المتحدة تصدرت الترتيب العربي، تلتها السعودية ثم تونس في المركز الثالث، وجاء كل من الأردن والمغرب في المرتبتين الرابعة والخامسة، على التوالي، ثم مصر، قطر، لبنان، عمان، الجزائر، الكويت، والبحرين.

**********************************************

ومضة.. وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر

صبحي الجميلي

عالم اليوم مضطرب، غير آمن، يعاني فيه ملايين البشر من الجوع والمرض والفقر وانعدام ابسط مقومات الحياة، وتتفاقم الازمات الاقتصادية، وينتشر القلق وعدم اليقين، وتنتهك الأعراف والقوانين الدولية، وتهمش المؤسسات العالمية مثل الأمم المتحدة وغيرها، ويفرض الإذعان بالقوة والأسلحة الفتاكة، وتشهر الهراوة الغليظة بوجه من يقول "لا"، فيما تسعى  القوى المهيمنة الى إعادة رسم  خرائط  العالم بما يعزز نفوذها وهيمنتها وفرض ارادتها ونموذجها .

في هذا الزمن العاصف، لا سيما ما يحصل اليوم في منطقتنا، تعود الذاكرة الى مواقف الاتحاد السوفيتي السابق، الذي قد يعضّ البعض على أصابعه لانه طرب لتفككه، الذي انتهى بهيمنة القطب الواحد بكل شروره وعدوانيته ومصادرته حق الشعوب في الحياة والعيش الكريم. او لأنه ساهم ربما، بشكل او بآخر، في ما حصل ووقع، وما يحصل خاصة لشعب فلسطين والإبادة الجماعية التي يتعرض لها، ثم العدوان الإسرائيلي المستنكر والوقح  على الشعب الإيراني بذريعة الملف  النووي الإيراني ولمنع امتلاكها السلاح النووي، في حين يقول خبراء معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام،  ان إسرائيل لديها ٨٠ - ٤٠٠ رأس نووي ، رغم انها لا تعترف رسميا بذلك، ولكونها " الابن المدلل " فهي تظل مع أسلحتها النووية بعيدة عن الأضواء ، بعكس ايران وكوريا الشمالية مثلا.

واهمٌ من اعتقد او يعتقد بان العالم اصبح اكثر أمنا بعد اختفاء الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية الأخرى. فامريكا مثلا تدخلت في اكثر من ٨٠ بلدا في العالم بطرق مختلفة (عسكريا ، استخباراتيا ، عبر حلفائها ، او بالوكالة) منذ عام ١٩٩١ الذي تفكك فيه الاتحاد السوفيتي، وغالبا ما حصل ذلك من دون تفويض اممي،  وسعيا الى فرض "الفوضى الخلاقة".

لقد فتح غياب الاتحاد السوفيتي، وهو القطب الكابح، في ظل موازين قوى عالمي مختلّ، الطريق لتمدد الراسمالية المتوحشة، الآخذة تدريجيا باعتماد العنف لتأمين شروط الاستغلال، فيما تشتد حاجتها الى الحروب لتفريغ الازمات نحو الخارج.

لا تتسع هذه المساحة الصغيرة للتوقف عند كامل التجربة السوفييتية، بما لها وهو كثير، الى جانب الأخطاء المرتكبة في الممارسة والتطبيق. لكن من المؤكد ان الشعوب فقدت بطيّ صفحتها نصيرا ثابتا وداعما قويا لها ولحركات تحررها الوطني، حتى ليتساءل البعض عما اذا كان بالإمكان تحررها أصلا لولا الدعم متعدد الاشكال من الاتحاد السوفييتي.

في هذه الأيام الصعبة نتذكر موقفه الداعم لمصر ابان العدوان الثلاثي ( 1956) عليها غداة تأميم قناة السويس، والانذار السوفييتي آنذاك باستخدام الصواريخ النووية ضد لندن وباريس وتل ابيب، اذا لم يتوقف العدوان فورا، وبعدها في المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر  ولغيرها من دول المنطقة، وكان من ابرز معالمها بناء سد أسوان العالي.

وتكرر هذا الموقف في الإنذار السوفيتي دعما لثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ في العراق بوجه التحركات العسكرية الامريكية والبريطانية لاجهاض الثورة، وليعاد المشهد عام 1967 و1973 خلال حروب الدول العربية مع دولة الاحتلال.

ما احوج العالم اليوم الى قوة رادعة منحازة الى قضايا الشعوب - كتلك التي كان يمثلها الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية - لوقف الغطرسة الامبريالية – الصهيونية، ولإعادة الهيبة والاعتبار للاعراف والقوانين الدولية. والامل كله معقود طبعا على الشعوب ويقظتها ووعيها، وعلى الحركات والأحزاب والمنظمات والدول المناهضة للعدوان والتوسع، في ان ترفع صوتها وتوسع حراكها وانطلاقها نحو بناء عالم جديد، متعدد الأقطاب، لا مكان فيه للعنف والإرهاب والحروب، المباشرة او بالوكالة. فالحروب أبعد من ان تحل قضايا العالم الكثيرة، بل هي تفاقم المشاكل والازمات .

********************************************

في المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكردستاني.. رائد فهمي: نجدد دعوتنا للإسراع بتشكيل حكومة الإقليم على وفق برنامج يواجه التحديات

بغداد ـ طريق الشعب

عقد الحزب الشيوعي الكردستاني – العراق مؤتمره الثامن في دهوك للفترة من 18 – 21 حزيران 2025.

حضر اعمال المؤتمر الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والرفيق بسام محي، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب.

وفي جلسة الافتتاح للمؤتمر، القى الرفيق فهمي، كلمة الحزب وجاء فيها:

الرفيقات والرفاق الأعزاء أعضاء المؤتمر

الضيوف الكرام

أتوجه اليكم باسمي وباسم رفاقكم في اللجنة المركزية للحزب بالتحيات النضالية للمؤتمر ومندوبيه، ومن خلالهم إلى جميع الرفيقات والرفاق أعضاء الحزب وأصدقائه وهم يخوضون النضال في مختلف الساحات دفاعا عن حقوق ومصالح الشغيلة وعموم أبناء شعب كردستان وعن تطلعاتهم إلى مستقبل أفضل.

نحن نولي اهتماما كبيرا لأعمال المؤتمر ووثائقه ومناقشاته، متمنين له النجاح والخروج بنتائج تعزز عمل الحزب الشيوعي الكردستاني ووحدتَه ومكانتَه ودورَه النضالي في الحياة السياسية والاجتماعية في الإقليم، وذلك من مواقع الرفقة النضالية الطويلة للشيوعيين على مدى عقود في إطار الحزب الشيوعي العراقي، والتي تتواصل اليوم من خلال العلاقات الوثيقة بين حزبينا على قاعدة منهجنا وإرثنا المشترك واهدافنا وتطلعاتنا الراهنة والمستقبلية. 

لقد لعب الشيوعيون دورا رياديا في النضال الوطني والطبقي منذ بدايات تأسيس الدولة العراقية، وفي الدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي وفي دعم حركته التحررية، وخوض الكفاح المشتركة ضد الأنظمة المعادية للديمقراطية التي تعاقبت على الحكم، ومن أجل الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي ومن ثم الفدرالية لكردستان.

وكان للشيوعيين ونضالٍهم الفكري والسياسي دورٌ رئيس في النضال ضد التمييز القومي، والتصدي للأفكار والممارسات الشوفينية، كما خاض الشيوعيون الكفاح المسلح في إطار الحركة الأنصارية الباسلة حيث سالت على ارض كردستان دماء الشيوعيين الزكية، عربا وكردا ومن سائر أطياف الشعب العراقي. ولعب هذا النضال المشترك، وتضامن الحركة الوطنية الديمقراطية العراقية مع الحركة القومية التحررية للشعب الكردي، دورا أساسيا في تحقيق المنجزات على طريق تقرير الشعب الكردي لمصيره في الظروف الملموسة للعراق، والتي مرت بمراحل مختلفة وصولا إلى الفدرالية.

الرفيقات والرفاق الأعزاء

ينعقد مؤتمركم في ظروف دولية وإقليمية بالغة الدقة والخطورة. فمنطقة الشرق الأوسط تمر بتحولات عميقة وأوضاعا متأزمة، وتشهد أحداثا وتغييرات إقليمية متسارعة تتصدرها حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وسقوط نظام الأسد في سوريا وما تبعه. وقد أدّت هذه التطورات إلى حدوث اختلال كبير في موازين القوى الإقليمية، فيما كثفت الولايات المتحدة وإسرائيل سياساتها من أجل إحداث تغيير عميق في الخارطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط ضمن “مشروع الشرق الأوسط الجديد” الهادف إلى تحقيق الهيمنة السياسية والعسكرية للولايات المتحدة وإسرائيل على المنطقة، ودمج اقتصاداتها بالسوق الرأسمالية العالمي، وفتح أسواقها ومواردها الطبيعية أمام الاستثمارات الخارجية، والأمريكية بشكل خاص.

وفي الأيام الأخيرة شهدت المنطقة تصعيدا شديد الخطورة بشن إسرائيل هجوما عسكريا واسع النطاق على إيران في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية. ومرّت عدة أيام على العمليات العسكرية وهي في تصاعد مستمر ما يزيد من مخاطر توسع نطاقها وانخراط قوى أخرى فيها.

ونرى ضرورة قيام الحكومة العراقية بواجبها الوطني في تجنيب شعبنا ووطننا أية تداعيات محتملة، والدفاع عن مصالح الوطن وحمايتها، وتمتين عوامل ومستلزمات التماسك الوطني الداخلي ومقومات سيادة البلاد ووحدة قرارها الوطني المستقل.

وعلى الصعيد الداخلي، تعاني البلاد من آثار ونتائج الأزمة البنيوية لمنظومة الحكم القائمة على نهج المحاصصة، المتمثلة بالفشل في بناء دولة مواطنة ومؤسسات، واستشراء الفساد في مفاصل الدولة بحيث أصبح جزءا من تكوينها. وترتب على ذلك الفشل في توفير الخدمات الأساسية وفي تحقيق التنمية الاقتصادية، وفي إيجاد حلول مستدامة لمشاكل البلاد، ما يتسبب في معاناة متنامية لأوسع القطاعات الشعبية.

وتؤكد تجربة السنوات الماضية، إنه لا يمكن النظر للأوضاع في الإقليم بعيدا عن أوضاع البلد ككل، برغم هامش الاستقلالية الكبير الذي يتمتع به الإقليم.

 كما تؤكد ضرورة إدراك التلازم ما بين الأوضاع في الإقليم وتطور الأوضاع على صعيد العراق ككل. فأي محاولة للحكومة الاتحادية لمعالجة أزمات البلاد على حساب الإقليم، وكذلك توقع تحقيق تقدم ونجاحات راسخة في الإقليم في أجواء عدم ثقة مع الحكومة الاتحادية، سوف تلحق الضرر بجميع الأطراف وتنعكس سلبا على أوضاع الشعب في الإقليم، وفي العراق ككل.

فأي تقدم يحدث في الإقليم هو رافعة، أو ينبغي أن يكون كذلك، لتعزيز الوضع على المستوى الاتحادي، كما يصح ذلك في الحالة المعاكسة.

إلاّ أن العلاقة بين بغداد وأربيل قد اتسمت بالتوتر الدائم والتفاوض غير المثمر، حيث لا تزال الملفات الجوهرية العالقة بين الطرفين بلا حسم حقيقي. ومنها ملف رواتب موظفي الإقليم الذي تحول إلى ورقة ابتزاز، يُستخدم فيها الموظف كرهينة في صراع سياسي مفتوح!

ومن المؤسف أنه بعد مرور أكثر من نصف عام على الانتخابات البرلمانية في الإقليم، لا تزال مؤسسات السلطة في حالة شبه شلل كامل. ويبدو أن الانقسام بين القوى السياسية النافذة في الإقليم لا يتعلق فقط بتوزيع المناصب، بل يمتد إلى الرؤية السياسية لهوية الإقليم ومستقبله، ولعلاقته ببغداد وبالإقليم المحيط.

وتلقي كل هذه التطورات بتداعياتها السلبية على الظروف المعيشية لقطاعات شعبية واسعة في الإقليم، ولاسيما في أوساط ذوي الدخل المحدود وعموم الشغيلة والكادحين، والتي اشتدت معاناتها بسبب تدهور أوضاعها. 

وارتباطاً بكل تلك التطورات، يجدد حزبنا الشيوعي العراقي دعوته الى القوى الكردستانية للعمل سريعا على تشكيل حكومة الإقليم وفق برنامج ينسجم مع    التحديات التي يواجهها. كما آن الأوان أن تتعامل الدولة العراقية – بكل مكوناتها – مع العلاقة بين بغداد واربيل كمسألة بناء دولة، لا مجرد تفاهمات سياسية ظرفية. فاستمرار التوتر والجمود في الإقليم، وتصدّع العلاقة مع الحكومة الاتحادية، لا يهددان فقط مستقبل الإقليم، بل مستقبل الدولة العراقية وبناؤها الديمقراطي الاتحادي.

إن تجاوز هذه اللحظة الحرجة يتطلب رؤية جديدة جذرية، من شأنها تحويل العلاقة بين الإقليم والمركز من علاقة شدّ وجذب، إلى علاقة شراكة وطنية حقيقية تُسهم في بناء عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر.

إن أمامَ المؤتمر وأعمالِه طائفةً من التحديات السياسية والفكرية والتنظيمية، وهي تواجه الشيوعيين عموما، على صعيد العراق والعالم، بالارتباط مع التغييرات والتحولات والتناقضات والأزمات الناجمة عن العولمة الرأسمالية وعن التطورات المتسارعة على الصعيد العلمي والتكنولوجي، وفي وسائل الاتصال وتناقل المعلومات.

ويجعل كل ذلك من التجديد في الفكر والتنظيم، وفي أساليب العمل، ضرورةً لمواكبة هذه التطورات والتعامل معها بصورة سليمة، استنادا إلى الفكر الماركسي المتجدد ومنهجه العلمي، بعيدا عن الجمود والدوغمائية.

إن طبيعة المهام التي تواجهنا تتطلب تعزيز النضال المشترك للشيوعيين وتمتين الروابط الكفاحية بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني وتطويرها، والعمل على بناء الاصطفافات السياسية التي توحد عمل القوى المدنية والوطنية الديمقراطية واليسارية من اجل الدفاع عن مصالح الشعب وكادحيه، وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

كما ينبغي العمل على تقوية وتطوير العلاقة مع الأحزاب الشيوعية والقوى التقدمية في المنطقة والعالم وتوثيق أواصر التضامن ما بينها.

المجد والخلود للشهداء الابرار

النجاح للمؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكردستاني

معا في نضالنا من أجل الحريات الديمقراطية والسلام والتقدم والعدالة الاجتماعية

********************************************

الصفحة الثالثة

مراقبون يصفون المشهد: امتداد لأزمات متراكمة تصدع في أعلى سلطة قضائية يكشف عن خلافات عميقة تهدد التوازن بين السلطات

بغداد - طريق الشعب

كشف إعلان استقالة ستة من القضاة الأعضاء الأصليين وثلاثة من الاحتياط في المحكمة الاتحادية العليا، خلال الأيام الماضية عن حجم الخلافات العميقة بين السلطات في العراق.

فهذا الحدث الذي لم يكن متوقعاً، رغم ان بوادره ظهرت قبل شهور، يعد غير مسبوق في أعلى هيئة دستورية في البلاد، لكنه اعاد الحديث الى السطح من جديد عن الخلافات الحادة داخل المؤسسة القضائية، والضغوط الناجمة عن صراعات بين السلطات الثلاث.

امتداد لازمات متراكمة

يقول الباحث والأكاديمي د. غالب الدعمي إن الأسباب الدقيقة وراء الاستقالات الجماعية في المحكمة الاتحادية العليا لم تُعلن بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن رسالة رئيس المحكمة إلى البرلمان العراقي ألمحت بوضوح إلى وجود خلافات داخل المؤسسة القضائية.

ويضيف الدعمي في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "بعض التقديرات تربط الاستقالات بتفرد رئيس المحكمة الاتحادية في اتخاذ القرارات، وقيامه بإبداء الرأي في قضايا تشريعية بصورة مخالفة للدستور وقانون المحكمة نفسه، ما أثار تحفظات داخلية".

ويجد الدعمي أن هذا السلوك "دفع بعض القضاة، إلى تقديم استقالاتهم، الأمر الذي أدى فعليًا إلى شلل المحكمة".

ويشير الدعمي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعداً في حدة التباين بالمواقف بين المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى، إذ قامت محكمة التمييز الاتحادية بنقض العديد من القرارات التي أصدرتها المحكمة الاتحادية، في مؤشر واضح على وجود اختلافات جوهرية في التفسير القانوني".

ويحذّر الدعمي من أن "تداعيات هذا ستؤثر على المصادقة على نتائج الانتخابات المقبلة"، معتبراً أن "ما يجري اليوم هو امتداد لأزمات متراكمة، قد تتبعها أزمات أخرى أكثر تعقيداً".

مستشار السوداني مع تعديل الدستور

وبخلاف ما ذهب اليه الدعمي، فان مستشار رئيس الوزراء للشؤون الدستورية حسن الياسري، استبعد تأثير استقالة أعضاء المحكمة الاتحادية على إجراء الانتخابات النيابية.

وقال الياسري، أنه "لا تأثير مباشراً لاستقالة أعضاء المحكمة الاتحادية العليا، كلهم أو بعضهم، في إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، إذ يمكن إجراؤها من الناحية الدستورية المجردة في وقتها المحدد، ولا طعن في شرعيتها"، مردفا أن "ثمة تأثيراً غير مباشر لهذه الاستقالة، يتمثل بضرورة المصادقة على نتائج الانتخابات النهائية من قبل المحكمة، ما يفضي بالضرورة إلى القول بصحة إجراء الانتخابات المقبلة من جهة، وتعليق العمل بها لحين المصادقة عليها من قبل المحكمة من جهة أخرى، ولا تنافي بين الأمرين".

وأضاف، "نجدد الدعوة لتعديل الدستور مستقبلا وإلغاء النص الدستوري المتعلق بوجوب مصادقة المحكمة على نتائج الانتخابات، إذ لا فائدة من هذه المصادقة لسببين: أولهما فهو لكون المصادقة شكلية لا تنصرف إلى المضمون. وأما الآخر فهو لكون المفوضية العليا للانتخابات تتمتع بالاستقلالية التامة، وهي تستعين بلجان قضائية في عملها، سواء على مستوى الإشراف أو على مستوى الطعون الانتخابية"، مؤكدا أنه "لا تأثير لهذه الاستقالة، مباشراً أو غير مباشر، في بقاء الحكومة وشرعيتها أو في استمرار عمل مجلس النواب وشرعيته".

وبيّن أن "بالإمكان الخروج من هذا المأزق وحل المشكلة عبر آليات ثلاث: الأولى تتمثل برجوع المستقيلين عن استقالتهم. والثانية تتمثل باستقالة الأعضاء الآخرين، لغرض تنفيذ المادة الأولى من قانون تعديل قانون المحكمة الاتحادية العليا رقم 25 لسنة 2021، التي تنظم آلية اختيار أعضاء المحكمة، بغية اختيار أعضاء جدد للمحكمة. مع التنويه بأن لا مانع من تجديد عضوية البعض في المحكمة الجديدة. والثالثة تتمثل بقيام مجلس النواب بتعديل القانون المذكور آنفاً، بغية إعادة تأليف المحكمة من جديد.

مناكفات بين جميع السلطات

من جانبه، عّد المراقب للشأن السياسي جعفر الكعبي، استقالة هؤلاء القضاة سابقة خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ القضاء العراقي الحديث.

وقال الكعبي لـ"طريق الشعب"، أن "تتبع تسلسل الأحداث خلال العام الأخير، يكشف عن مناكفات متكررة بين المحكمة الاتحادية ومحكمة التمييز، وكذلك بين المحكمة والسلطتين التشريعية والتنفيذية، لا سيما بشأن تفسير القوانين والصلاحيات المتداخلة".

وأضاف ان هذا الصراع انعكس سلباً، على أداء المحكمة وأدى في نهاية المطاف إلى حدوث هذه الاستقالات الجماعية، مشيرا إلى أن المحكمة الاتحادية، وفق الدستور العراقي النافذ وقانونها الخاص "تضطلع بمهام حساسة تشمل الرقابة الدستورية على القوانين، تفسير النصوص الدستورية، الفصل في النزاعات بين السلطات، البت في الاتهامات الموجهة لرئيسي الجمهورية والوزراء، والبت في الطعون النيابية، فضلاً عن الفصل في التنازع بين الحكومة الاتحادية والإقليم".

ويؤكد أن غياب هذه المحكمة يخلق فراغاً دستورياً خطيراً قد يهدد مسار الدولة.

ويعتقد الكعبي أن الاستقالات جاءت نتيجة "تقاطعات كبيرة حول قضايا تمس اختصاص المحكمة، وعلى رأسها قضية خور عبد الله، وما أثارته من توتر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من جهة، وداخل المحكمة الاتحادية من جهة أخرى"، معتبراً أن "هذه القضية تمثل السبب الأقوى بين مجموعة الأسباب".

ويلفت الكعبي الى أن رئيس المحكمة الاتحادية طلب لقاءً مع عدد من القادة السياسيين المؤثرين، إلا أن كثيراً منهم اعتذر".

ويلمح الى ان" المحكمة وقعت في خطأ بإقحام نفسها في هذا المسار، فهي تمثل أعلى سلطة قضائية في البلاد، وكان الأولى بها الحفاظ على مبدأ الفصل بين السلطات، إذ لا سلطان على القضاء سوى القانون”.

ويخلص الى أن ما يحدث حالياً "يمس جوهر دور المحكمة الاتحادية ومكانتها الدستورية كضامن للتوازن بين السلطات"، محذراً من أن "استمرار هذا الانقسام المؤسسي قد ينعكس سلباً على الاستقرار السياسي والقانوني في البلاد".

لقاء مرتقب يجمع السلطات الثلاث

وكشف النائب عن اللجنة القانونية محمد عنوز، أن رئيس المحكمة الاتحادية طلب عقد لقاء موسع يضم السلطات الثلاث من أجل حل الإشكاليات التي تواجه عمل المحكمة، خاصة بعد استقالة الأعضاء بسبب الضغوط بشأن العديد من الدعاوى، ومنها دعوى اتفاقية خور عبد الله.

وقال عنوز إن "الوضع القضائي في المحكمة الاتحادية غير مستقر"، مؤكدًا أن قرار محكمة التمييز الأخير أثار شكوكًا كبيرة، ويعكس أزمة أعمق في بنية النظام السياسي العراقي، ما يجعل إقرار قانون المحكمة الاتحادية، الذي ظل معلقًا منذ إعلان الدستور، أمرًا ملحًا لا يمكن تأجيله".

*********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق وحرب الكيان ضد إيران

نشرت صحيفة The Japan Times مقالاً حول ما تعيشه المنطقة من توتر شديد جراء العدوان الإسرائيلي على إيران، أشارت فيه إلى أن الأجواء العراقية شهدت في الأيام الماضية تقاطع صواريخ وطائرات إيرانية مُسيّرة مع طائرات حربية إسرائيلية، مما أجبر بغداد على تكثيف جهودها لتجنب الانجرار إلى هذا الصراع، خاصة وهي تتمتع بعلاقة تحالفية مع طهران وتُعّد شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، أقرب داعمي إسرائيل.

مخاطر لانتشار الحريق

ونقل المقال عن محللين سياسيين تحذيرهم من امتداد القتال إلى العراق، سواء إذا ما تحول إلى حرب إقليمية شاملة أو إذا ما تدخلت فيه قوى عسكرية عراقية حليفة لطهران، وهي القوى التي ما تزال تتعاون مع الحكومة لإبعاد العراق عن الصراع، لكنها ربما لن تواصل ذلك إذا ما شاركت الولايات المتحدة في المعارك. واستشهد الكاتب بعدد من التصريحات التي أدلى بها عراقيون، وأعربوا فيها عن عدم حاجة إيران إلى دعم عسكري الآن، مؤكدين جهوزيتهم للتحرك ضد قوات وقواعد امريكية إذا ما تطلبت التطورات ذلك.

مساع عراقية مكثفة

وكي لا تكرر هذه القوى ضرب المعسكرات التي يقيم فيها الأمريكيون بشكل يدفع واشنطن إلى الرد على هجماتها، وبالتالي امتداد أعمال العنف الأخيرة إلى أراضيها، لجأت بغداد إلى قنوات دبلوماسية، فدعت واشنطن إلى منع الطائرات الإسرائيلية من استخدام المجال الجوي العراقي لشن هجمات على إيران، وطلبت من الأخيرة عدم ضرب أهداف أمريكية على أراضيها. ووفقًا لمسؤول عراقي رفيع المستوى، تحدثت معه الصحيفة دون أن تذكر أسمه، تلقت بغداد وعوداً إيجابية، وقامت بحثّ جميع الأطراف لحماية البعثات الدبلوماسية، وكذلك الأفراد العسكريين الأمريكيين، مشدّدة على أن استقلال العراق في مجال الطاقة سيجعله يحظى بمزيد من الاستقرار والسيادة.

كما نقل المقال عن مسؤولين عراقيين قولهم بإن لبلادهم، التي لم تعش إلا مؤخرًا بعض الاستقرار، بعد عقود من الصراعات والاضطرابات المدمرة، خططاً أخرى، وهي تستعد للانتخابات التشريعية في تشرين الثاني، والتي غالبًا ما تتسم بصراعات سياسية محتدمة، لاسيما وإن القوى المسلحة تعّدها ساحة معركة مهمة لتأمين المزيد من المقاعد في البرلمان.

بغداد تحت الضغط

ونشر موقع (The new region) الإخباري تقريراً حول العلاقة بين موقع العراق الاستراتيجي والحرب الجارية بين إسرائيل وإيران، والتحديات الأمنية التي تطرحها والتي تثير الكثير من المخاوف من عواقب اقتصادية وخيمة، خاصة إذا ما أغلقت طهران مضيق هرمز، أو إذا ما اشتركت الفصائل العراقية المسلحة في الصراع بشكل مباشر أو غير مباشر.

وذكر الموقع في تقريره بأن جميع المتغيرات قد أكدت على سعي العراق، ومنذ بدء العدوان الذي شنته إسرائيل، إلى تجنب الأذى وحماية شعبه، بسبب وقوعه في مرمى النيران المتبادلة، في وقت لم يتمكن فيه، وبسبب ضعف دفاعاته الجوية، من منع أو إعاقة الطائرات الإسرائيلية من اختراق مجاله الجوي، واكتفى بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي. وأشار التقرير إلى أن العراق لم يواجه هذا التحدي الدفاعي فقط بل واجه تحدياً أخر يتمثل في الحفاظ على الأمن الداخلي ومنع أي مخاطر تهدده كالإرهاب أو العنف، وحماية حدوده الطويلة مع سوريا، ومنع اختراق إرهابيي داعش والقاعدة لهذه الحدود.

تحديات اقتصادية

وأكد التقرير على أن تطورات الحرب الدائرة يمكن أن توقع العراق في أزمة اقتصادية ومالية، خاصة إذا ما ارتفعت أسعار الدولار والذهب، أو إذا ما نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز للضغط على خصومها الغربيين.

ورغم إن هذا التطور الأخير لا يعتبر مشكلة عراقية فقط، حسب رأي مستشار رئيس الحكومة، بل مشكلة عالمية، لأنها ستحجب حوالي 30 في المائة من تدفق الطاقة إلى السوق العالمية، فإنه سيضر كثيراً بالوضع المالي للعراق، الذي يبيع ثلثي انتاجه عبر خليج البصرة. كما إن إغلاق المضيق سيرفع تكاليف الشحن، وبالتالي تزداد مخاطر النقل والتأمين، وستتأثر التجارة والاستثمار في المنطقة بأكملها.

**********************************************

عين على الاحداث

أهكذا يعامل البواسل؟!

تصاعدت الاتهامات بين المتنفذين حول استخدام القوات الأمنية بكافة صنوفها كأداة في الصراع الانتخابي. ودعمِ كل طرف ادعاءاتِه هذه، ببصمات صوتية ورسائل متبادلة وأوامر داخلية، تُغري المنتسبين بالمكافآت أو تهددهم بعقوبات عسكرية، وذلك في إطار ممارسة ضغط مباشر على المنتسبين، بغية جمع بطاقاتهم الانتخابية أو توجيههم للتصويت باتجاه معيّن. هذا وفي الوقت الذي يرى فيه الناس هذه الممارسات خطراً جدياً على نزاهة العملية وما يُعلّق عليها من آمال، يعتبرونها استهانة قبيحة بتضحيات قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وبدورهما وبحق أفرادهما في التعبير بحرية تامة عن إرادتهم، كما ورد ذلك في الدستور.

يمعودين.. راح انفلّس!

أعلن البنك المركزي عن تراجع مستمر بإحتياطياته من العملة الأجنبية، ففيما كانت الإحتياطات قد بلغت 111.8 مليار دولار في نهاية 2023 وانخفضت إلى 100.3 مليار دولار في نهاية 2024، تراجعت هذا العام لتصل 98 مليار دولار في نيسان و97 مليار دولار في أيار الماضيين. هذا وفي الوقت الذي كانت فيه نسبة الانخفاض لا تتجاوز 10.6 في المائة خلال عام كامل، صارت اليوم 2 في المائة في الشهر، مما يعني بلوغ الإنخفاض 24 في المائة في نهاية العام، إن سار التدهور بهذه السرعة، الأمر الذي سيشكل خطراً جدياً على اقتصاد البلاد ومستقبلها.

للأسف!

كشف مؤشر الصحة العالمي لعام 2025 والذي نشرته مجلة "Ceoworld" الأمريكية، عن حلول العراق في المرتبة 119 من أصل 197 دولة، بحصوله على 66.88 نقطة. واعتمد المؤشر على عشرة معايير شملت متوسط العمر المتوقع، مستويات ضغط الدم، نسبة السكر في الدم، معدلات السمنة، انتشار الاكتئاب، مستوى السعادة العام، استهلاك الكحول، تعاطي التبغ، مستويات الخمول البدني، والإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المتنفذين، غير العابئين بحياة الناس، لم يخصصوا سوى 10.7 ترليون دينار، أي 5 في المائة من الموازنة لقطاع الرعاية الصحية المتهالك، ولم يفعلوا شيئاً لإنقاذه من الفوضى والفساد.

من يقره.. من يكتب؟

كشفت الإحصائيات عن تراجع في الإيرادات المالية العامة للبلاد بنسبة 12.7 في المائة خلال الربع الأول من العام 2025، مقارنة بالعامين السابقين، وذلك بسبب تراجع الإيرادات النفطية بنسبة 12.7 في المائة وضرائب الدخل بنسبة 5 في المائة والإيرادات غير النفطية بنسبة 30 في المائة. ومن جهة أخرى بينت الإحصائيات ارتفاع النفقات الاجمالية بنسبة 12.2 في المائة، منها زيادة في النفقات التشغيلية بنسبة 22.14 في المائة، خلال الربع الأول من هذا العام بالمقارنة مع نفس الفترة من عامي 2023 و 2024، مما يخشى معه من حدوث عجز كبير في الاقتصاد قبل أن نصل للعام القادم. 

مكافآت جيرانية!

شن الطيران التركي عدواناً على قرى دهوك بزعم استهداف عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي حل نفسه وأوقف عملياته العسكرية، مما أسفر عن احتراق 65 دونماً من مزارع المواطنين والغابات الحكومية وتشريد الفلاحين المقيمين فيها. وقد تزامن العدوان مع إعلان رئيس غرفة تجارة أنقرة عن اتفاق حكومتي تركيا والعراق على رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 38 مليار دولار في ميزان يميل بقوة لصالح أنقرة. هذا ويتساءل الناس عن سر سياسة "أولي أمورنا" مع جارتنا الشمالية التي تقلص من حصتنا في المياه وتحتل أراضٍ من بلادنا وتقيم عليها قواعد عسكرية وتعتدي على سيادتنا متى ما تشاء.

***********************************************

الصفحة الرابعة

البيئة تحتضر وصناع القرار في سبات التلوث يتصاعد ولا منجز حكومياً يُذكر في هذا الملف!

بغداد - طريق الشعب

رغم ما يواجهه العراق من تحديات سياسية واقتصادية معقدة، يبقى التدهور البيئي واحداً من أخطر الأزمات التي تتفاقم بصمت، وسط غياب المعالجات الجذرية وتراجع اهتمام صناع القرار.

فالتلوث بشتى أنواعه - سواء في المياه أو الهواء أو التربة - بات يشكل تهديداً يومياً لحياة الملايين، بينما تتنوع أسبابه من دون رادع: انبعاثات المصانع، نفايات غير معالجة، انحسار المساحات الخضراء، ورداءة إدارة الموارد البيئية.

وتعاني المدن العراقية، وعلى رأسها العاصمة بغداد، من نسب تلوث مرتفعة تضعها في مصاف المدن الأكثر تضررًا على مستوى المنطقة، وسط ارتفاع ملحوظ في الأمراض التنفسية وتراجع جودة الحياة.

وعلى خلفية التغيّر المناخي والتصحر المزمن والعواصف الغبارية المتكررة، يتزايد الضغط على بنية صحية وبيئية هشّة أصلًا، في وقتٍ لا تزال فيه السياسات البيئية المعتمدة عاجزة عن مجاراة حجم الكارثة.

تلوث متصاعد بلا رادع

وحذرت لجنة الصحة والبيئة النيابية، اخيراً، من تدهور مستمر في جودة الخدمات الصحية وارتفاع مستويات التلوث البيئي في مختلف مناطق العراق، في ظل ضعف التخصيصات المالية وتزايد آثار التغير المناخي.

وقالت عضو اللجنة النائبة ثناء الزجراوي، في تصريح صحفي تابعته "طريق الشعب"، إن "العراق، وخصوصًا المناطق الغربية، يشهد عواصف ترابية متكررة على مدار السنة، نتيجة تغير المناخ، وارتفاع معدلات الجفاف، والتصحر، وقلة الأمطار، وضعف الإيرادات المائية، ما ساهم في زيادة مستويات الغبار وتفاقم معاناة المصابين بأمراض تنفسية مزمنة".

وأضافت أن "ضعف التمويل والإهمال في قطاعات الصحة والبيئة، إلى جانب نقص الأدوية والخدمات، يشكل عبئًا مباشرًا على المواطنين، ويعرقل أي تقدم نحو تحسين الوضع الصحي في البلاد".

وشددت على أن "استمرار تصاعد التلوث البيئي يستدعي الإسراع في إنشاء مراكز تخصصية لمعالجة آثاره، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية الصحية والبيئية بشكل عاجل".

اخر اهتمامات صناع القرار

من جهته، حذر عضو مرصد “العراق الأخضر”، عمر عبد اللطيف، من تفاقم التلوث البيئي في العراق في ظل غياب إجراءات رادعة وحقيقية من قبل الجهات المسؤولة، مشددًا على أن المواطن العراقي يواجه خطرًا بيئيًا وصحيًا دائمًا، فيما يبدو أن صناع القرار لا يولون الملف البيئي الاهتمام الذي يستحق.

وقال عبد اللطيف، إن “أبرز التحديات البيئية التي نواجهها اليوم تتعلق بتلوث المياه، نتيجة تصريف المخلفات الصحية والصناعية، والمخلفات السامة، ومخلفات وقود الكهرباء، إلى الأنهار ومصادر المياه”، لافتًا إلى أن “أنواع التلوث هذه تنتشر في عدة مناطق، أبرزها محيط مدينة الطيب حيث التلوث الصحي، وكذلك المناطق المحيطة بمعسكر الرشيد بفعل التلوث الناتج عن محطات الوقود، فضلًا عن مخلفات المعامل التابعة لوزارة الصناعة، ومنها معامل دباغة الجلود التي تُخلّف مواد سامة شديدة الخطورة”.

وأضاف انه “إلى جانب تلوث المياه، نواجه تلوثًا خطيرًا في الهواء، خاصة في العاصمة بغداد، التي باتت تصنَّف إلى جانب مدن مثل دلهي والقاهرة من حيث ارتفاع نسب التلوث الهوائي، بفعل معامل الطابوق، وحرق النفايات، وغياب المساحات الخضراء. إن بغداد مدينة إسمنتية مكتظة، وهذه العوامل كلها تجعل من تلوث الهواء مصدر خطر مستمر على صحة الإنسان”.

وأشار إلى أن “الإنسان في العراق بات يعيش في خطر دائم، نتيجة تلوث الماء والهواء”، مضيفًا ان “العواصف الغبارية والرملية المتكررة، تُعدّ من العوامل المسببة للأمراض السرطانية على المدى البعيد، إذ يمكن أن تؤدي ذرات الغبار المتنقلة في الجو إلى أمراض خطيرة بعد عشر أو عشرين سنة”.

وفي ما يتعلق بجهود المعالجة، أوضح عبد اللطيف أن “التحركات الحكومية ما زالت بطيئة، ورغم أن وزارة البيئة أغلقت العديد من معامل الطابوق المخالفة وغيّرت نوع الوقود المستخدم فيها، إلا أن التلوث ما زال قائمًا، ولم تُطرح حلول جذرية كتوسيع التشجير أو تحسين إدارة المياه، خاصة في ظل تفاقم الجفاف وانعدام نقاء البيئة”.

وانتقد عبد اللطيف ما وصفه بـ”ضعف الاهتمام الحكومي والنيابي” بملف البيئة، مشيرًا إلى أن “لجنة الصحة والبيئة في البرلمان تكاد تركز على ملف الصحة فقط، وتتجاهل البيئة تمامًا، رغم ارتباطهما الوثيق”. وتابع ان “ما يخصص لوزارة البيئة في الموازنة العامة ضئيل للغاية، ولا يقارن بما قُدّم للعراق من دعم بيئي عبر صندوق العراق الأخضر أو منظمات دولية وتبرعات خارجية. وهذا يعكس غياب الإرادة السياسية لمعالجة الكارثة البيئية المتفاقمة”.

واختتم بالقول ان “الواقع البيئي في العراق مأساوي جدًا، وإذا استمر الإهمال والتجاهل من قبل القوى السياسية وصناع القرار، فإننا سنواجه مستقبلاً أكثر خطورة، بيئيًا وصحيًا. يجب أن يكون هناك اهتمام حقيقي واستثنائي بملف البيئة، لأنه من أهم الملفات التي تمس حياة الناس بشكل مباشر”

سياسات وقرارات ارتجالية

من جهته، قال مدير منظمة "الحقوق الخضراء"، فلاح الاميري  إن صناعة القرار البيئي في العراق ترتكز على منظومة من التشريعات والقوانين والتعليمات، إلا أن فاعلية هذه المنظومة تتباين باختلاف الأدوات المستخدمة في تنفيذها، ومدى كفاءتها، وحجم الحاجة الفعلية لها؛ فبعض الأدوات تُفعّل عند تكرار المشاكل البيئية، بينما تُهمَل أخرى حتى وقوع أزمة أو حادث بيئي طارئ.

واضاف في حديث مع "طريق الشعب"، ان المشكلات البيئية في العراق "تتسم بالتنوع من حيث النوع والموقع الجغرافي. إذ إن بعض الظواهر تظهر بشكل دوري، وأخرى تنجم عن تقلبات مناخية أو تغير في أنماط الاستخدام، ما يؤدي إلى معالجات عشوائية من قبل الجهات المعنية، دون وجود استراتيجية واضحة، وهو ما يعكس ضعف أدوات اتخاذ القرار، أو حتى القرار ذاته".

ويضيف الأميري ان “النتائج الحالية، رغم وجود بعض المعالجات، لا تزال تشكل تهديداً بيئياً قائماً، وهو مؤشر على خلل في فاعلية الأداة أو ضعف القرار البيئي، ما يعزز انطباع الباحثين والمتابعين بوجود خلل في الجانب التشريعي من حيث النصوص، أو في فهم طبيعة المشكلة البيئية تمهيدًا لاتخاذ قرارات مناسبة بحجمها ونوعها”.

وأشار إلى أن "ما يُعرف بالسياسة البيئية يُفترض أن تُبنى على تشريعات نافذة وملزمة، لكن الواقع يكشف عن غياب التنفيذ الفعال لها. إذ غالباً ما يتم التعامل مع المشكلات البيئية بشكل ارتجالي عند ظهورها، دون وجود قرارات تنفيذية استباقية أو إجراءات وقائية تعتمد على البحث الاستقصائي والتنبؤ بالمخاطر، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات البيئية".

غياب الأحزمة الخضراء

ويرى الأميري أن "أي قرار خارج إطار النصوص التشريعية لا يكفي وحده، بل يتطلب تطوير الأدوات التنفيذية اللازمة لتفعيل السياسة البيئية، فرغم أن المتوفر من التشريعات يعتبر مقبولاً إلى حد ما، ويوفر مساحة للعمل التنفيذي، إلا أن الواقع البيئي المتغير بفعل التغير المناخي وعوامل اخرى كثيرة، وتزايد الظلم البيئي وسوء إدارة الموارد، يتطلب تشريعات خاصة أكثر دقة ومرونة”.

ويؤكد أن تحقيق العدالة البيئية لا يمكن أن يتم من دون تبني “إدارة أفقية” تمثل جوهر صياغة السياسات البيئية الراهنة، إذ إن الاستمرار على هذا النهج الحالي، القائم على البطء والجمود ومحدودية الأدوات، سيجعل من المستحيل بلوغ بيئة صحية أو تعزيز القدرة على التكيف مع تغيّرات المناخ.

كما نبه إلى "غياب الأحزمة الخضراء التي يمكن أن تعادل أو تخفف من التلوث"، مؤكداً أن "تفاقم الأزمة مرتبط أيضًا بسوء إدارة ملفات المياه والزراعة، وبتقصير الدولة في منح البيئة والزراعة أولوية ضمن سياساتها العامة".

وحذر الأميري من أن الانبعاثات الغازية الناتجة عن عمليات الاستخراج النفطي تمثل أحد أخطر أنواع التلوث، كونها تؤثر مباشرة على التربة والزراعة. “طالما أن الغازات، بما فيها الكربون، تملأ سماء البصرة، فإنها ستنزل إلى الأرض مع الأمطار، ما يؤدي إلى تغير خواص التربة، وربما عدم صلاحيتها لزراعة أنواع معينة من النباتات، خاصة قرب الحقول النفطية التي تتكرر فيها الانسكابات النفطية”.

وأضاف أن جودة الهواء "تتأثر بشكل كبير نتيجة هذه الانبعاثات، ما ينعكس على صحة الإنسان، في ظل غياب التزامات واضحة من الشركات النفطية تجاه المعايير البيئية، سواء فيما يتعلق بآبار الطمر الخاصة بالمخلفات، أو بإيقاف الحرق المتواصل للغاز المصاحب، أو حتى بإنشاء محطات عزل نفطية صديقة للبيئة".

****************************************************

صمت يواجه الاحتجاجات.. وقمع بدل الحلول! سكان البصرة يشترون ماء الشرب بالتناكر بسبب {الملوحة}

بغداد – تبارك عبد المجيد

تتفاقم أزمة المياه في محافظة البصرة يوما بعد آخر، حيث تحول شط العرب من مصدر حياة إلى بؤرة للملوحة والتلوث، مهدداً صحة الإنسان. وبين انخفاض الإطلاقات المائية، وامتداد اللسان الملحي من الخليج العربي، باتت المياه المتدفقة الى المنازل غير صالحة للاستخدام، ودخلت المدينة مرحلة حرجة من التدهور البيئي والمعيشي.

ومع اشتداد الأزمة في محافظة البصرة ارتفعت أسعار المياه المباعة عبر التناكر إلى أكثر من 20 ألف دينار للطن الواحد، مقارنة بـ10 آلاف فقط في السابق، وهو امر أثقل سكان المحافظة خاصة ذوي الدخل المحدود.

ويعاني سكان محافظة البصرة، وتحديدا المناطق القريبة من الخليج العربي، من تفاقم أزمة ملوحة وتلوث مياه شط العرب، وهي أزمة لها أبعاد بيئية واقتصادية خطرة.

"خدعة إعلامية"

المهندس عدنان محمد، أحد أبناء البصرة، يصف هذه الأزمة بأنها "كارثة مستمرة منذ سنوات طويلة"، مشيراً إلى أن مناطق "مثل السيبة، الفاو، قضاء شط العرب، والهارثة، تعد من أكثر المناطق تضرراً".

ويُرجع عدنان في حديث لـ "طريق الشعب"، السبب الرئيس لهذه الأزمة إلى انخفاض منسوب مياه نهر دجلة، ما أدى إلى ازدياد المد الملحي القادم من الخليج العربي نحو شط العرب، بالتزامن مع غياب واضح لأي حلول فعلية من قبل الحكومة المحلية في البصرة.

ويضيف: "في السابق، خرجنا في تظاهرات حاشدة، احتجاجا على تدهور واقع المياه، وكانت التظاهرات آنذاك تعبيرا عن غضب شعبي عميق، استمرت أياما طويلة"، مضيفا "كنا نأمل أن يتحقق شيء، لكن كل ما حصلنا عليه كان اهتمام شكلي بالمنظر الخارجي للمحافظة دون معالجة حقيقية للبنية التحتية والخدمات الأساسية".

ويؤكد أن الأوضاع الحالية أصبحت أكثر سوءا مما كانت عليه في الماضي، حيث انكشف زيف المشاريع التي تم الترويج لها تحت اسم الإعمار، ليتبين لاحقا أنها كانت "خدعة إعلامية"، ولم تؤسس لبنية تحتية حقيقية، خصوصًا في ما يتعلق بمحطات معالجة المياه.

ويُشير عدنان إلى أن مياه الشرب والاستخدام اليومي في المناطق المتضررة باتت شبه معدومة، مع انتشار التلوث بشكل كبير، نتيجة تصريف المياه الصناعية والزراعية دون أي معالجة إلى مجرى شط العرب، فضلا عن المخلفات الصحية والنفطية التي تسهم في تدهور جودة المياه. كما أن استخدام الأسمدة الكيميائية في الزراعة يؤدي إلى تسربها إلى الأنهار، ما يزيد من حدة التلوث.

ويخلص الى القول: "نحن اليوم ندفع ثمن الإهمال المتراكم، ونواجه أزمة مياه حقيقية تهدد حياة الناس وصحتهم، وسط تقصير حكومي مستمر، وغياب لأي رؤية لحلول مستدامة تنقذ ما تبقى من مياه البصرة".

الملوحة في قلب المدينة

ويقول الناشط البيئي، وأحد وجوه الحراك الشعبي في المحافظة، سرمد البصراوي، إن رد الحكومة على احتجاجاتهم لم يكن بمستوى خطورة ما نادوا به. حيث تم التعامل معنا كمخالفين للقانون، وليس كصوت إنذار يحذر من كارثة وشيكة".

ويضيف البصراوي خلال حديث مع "طريق لشعب"، أن "الأمور وصلت إلى حد الملاحقة القانونية ورفع الدعاوى ضد المتظاهرين، بدل من محاورتهم والاستماع لمطالبهم المشروعة".

ويتابع بالقول: ان "لو تم التعامل بجدية مع أولى بوادر الأزمة في شمال العراق، لما وصلت الملوحة إلى مركز مدينة البصرة، ولما تفاقمت هذه الأزمة حتى باتت المياه المالحة تنساب الى البيوت".

ومع تراجع الإطلاقات المائية وانخفاض تدفق المياه في نهري دجلة والفرات، تمدد اللسان الملحي من الخليج العربي حتى بلغ قلب مدينة البصرة. مناطق مثل المعقل، الجبيلة، العشار، الجنينة، البراضعية، أصبحت تعاني من مياه ذات طعم مالح ورائحة كريهة ولون غير طبيعي، وفقًا لشهادات مواطنين.

ويشير البصراوي الى ان "الماء الذي يصلنا لا يصلح حتى لغسل الصحون، حيث نضطر بشكل يومي إلى شراء الماء من التناكر، ليس فقط للشرب، بل لكل الاستخدامات المنزلية، والذي تجاوز سعره الـ 15 الف دينار ووصل الى حد 20 الف فيما كان بالسابق يباع بـ 10 الاف دينار".

أرقام مقلقة

وأقرت دائرة ماء البصرة بوجود تصاعد خطر في نسبة الملوحة داخل الشبكات المغذية للمحافظة.

وقال هيثم جار الله، معاون مدير الدائرة، إن "قلة الإطلاقات المائية القادمة من الشمال باتجاه شط العرب هي السبب الرئيس وراء هذا التدهور"، مضيفا أن التراكيز الملحية في قناة كتيبان، التي تُعد مصدرا رئيسيا للمياه في أقضية شط العرب وأبي الخصيب، وصلت إلى 3500 TDS، بعد أن كانت لا تتجاوز 1500 TDS قبل أشهر قليلة فقط.

وأضاف قائلاً انه "في منطقة سيحان، الوضع أكثر خطورة، حيث تجاوزت التراكيز الملحية فيها 19,500 TDS، نتيجة غلق نهر الكارون من الجانب الإيراني، ما أدى إلى امتداد اللسان الملحي نحو مركز المدينة".

وقال علي العبادي، رئيس المركز العراقي لحقوق الإنسان في البصرة، إن أزمة الملوحة في المحافظة تمثل أزمة حقيقية ومركبة لم تُعالج حتى الآن بحلول استراتيجية فعّالة، مشيراً إلى أن ما تم طرحه حتى اليوم هو "مجرد حبر على ورق".

وأوضح العبادي في تعليق لـ "طريق الشعب"، أن "الأزمة تفاقمت منذ عام 2018 مع تزايد اللسان الملحي، ونتجت عن أسباب متعددة من أبرزها قلة الإطلاقات المائية والتغيرات المناخية".

وأضاف، أن المفوض السامي لحقوق الإنسان زار البصرة قبل عامين بعد زيارته للعاصمة بغداد، وأكد في تصريح له أن "من هنا تبدأ درجة الغليان"، وقدم توصيات واضحة للحكومة، لكنها لم تلقَ آذانا صاغية، على حد قوله.

وأشار إلى أن مؤتمر المناخ الذي عُقد في البصرة تضمّن عدة توصيات من بينها، توسيع المساحات الخضراء، وتخصيص الأموال لتحسين شبكات المياه، وفرض ضرائب مضاعفة على شركات الوقود الأحفوري، والالتزام بخفض التلوث البيئي، إلا أن أياً من هذه التوصيات لم يُنفذ حتى الآن.

كما ذكر أن من بين الحلول المقترحة نصب محطات تحلية على البحر، مشيراً إلى أن الحكومة منحت في 9 آذار 2024 الصلاحية للحكومة المحلية، وفي 19 من الشهر نفسه تم التعاقد مع عدد من الشركات، متوقعاً أن تُقدم خرائط وموقع المشروع خلال 90 يوماً. لكنه أكد أن "وتيرة العمل تسير ببطء".

وعن التأثيرات الصحية، أشار العبادي إلى أن البصرة شهدت في عام 2018 أكثر من 120 ألف حالة إصابة نتيجة تلوث المياه والتسمم، مشدداً على أن الوضع اليوم لا يقل خطورة.

كما كشف عن اجتماع عُقد يوم 18 حزيران مع وزير الموارد المائية، أشار فيه الوزير إلى أن مشكلة توزيع المياه الخام من قبل مديرية ماء البصرة لا تتعلق فقط بالإطلاقات المائية، بل أيضاً بوجود مشاكل داخل المدينة، منها رمي النفايات ومياه الصرف الصحي في الأنهار، وتعطل بعض محطات المعالجة.

واختتم العبادي حديثه بتجديد دعوة المركز العراقي لحقوق الإنسان إلى تشكيل غرفة طوارئ فورية، وتنفيذ حلول حقيقية تشمل: استكمال خط الأنبوب الناقل، نصب محطة التحلية على البحر بشكل استثنائي، رفع التجاوزات، وتخصيص الأموال بشكل مباشر لتحقيق التوازن البيئي في البصرة.

***************************************************

الصفحة الخامسة

وسط غياب الدعم الحكومي العطش يُنهك قرى جنوبي بابل

متابعة – طريق الشعب

تعيش قرى جنوبي محافظة بابل، لا سيما التابعة إلى قضائي الكفل والقاسم وناحية الشوملي، أزمة بيئية واجتماعية حادة، بعد أن جفّت الأنهر بالكامل وتحوّل الماء من حاجة يومية بديهية إلى حلم. وبينما يُحرم الأهالي من إغاثة حكومية لإنقاذهم من واقعهم المرير، تدهورت مزارعهم ونفقت أعداد كبيرة من مواشيهم، ما اضطر الكثيرين منهم للهجرة إلى المدن.

السرطان يفتك بالأغنام!

تنقل وكالة أنباء "شفق نيوز" عن أحد سكان قرى جنوبي بابل، قوله أنه وأبناء قريته يعملون في تربية المواشي، وبسبب أزمة المياه لم تبق لديهم مواشٍ.

ويوضح في حديث صحفي أنه "قمنا ببيع أغنامنا. قسم منها نفق، وقسم آخر أصيب بالسرطان. إذ تنتفخ بطن الخروف، وبعد يومين يموت"! ويضيف الرجل الذي لم تذكر وكالة الأنباء اسمه، أنه "كنا نملك أكثر من خمسين رأس غنم، واليوم لا نملك شيئا من ذلك. الناس تركوا القرية بسبب العطش".

ولا يقتصر هذا المشهد المأساوي على نفوق المواشي وحسب، بل يطاول العملية الزراعية، التي بدأت تتراجع في تلك القرى منذ العام 2003، في ظل غياب أي خطة حكومية فعلية لإغاثة السكان ومزارعهم.

يقول المواطن حمزة راضي، وهو أب لستة أطفال: "لم أزرع شيئاً في أرضي منذ 10 سنوات. الماء انقطع نهائياً، جداولنا جفّت، وما لم يجف منها أصبح ماؤه مالحا".

ويضيف في حديث صحفي قوله أن الأهالي يشترون الماء من أصحاب الصهاريج، ما يثقل كواهلهم بنفقات كبيرة.

أزمة نزوح

وعلى إثر أزمة المياه، اضطر العديد من سكان قرى جنوبي بابل إلى الهجرة نحو المدن. بينما علقت العائلات الفقيرة في دوامة الفقر والتهميش، إذ لم يبقَ لها مصدر دخل بعد موت مواشيها وتوقف زراعتها. وفي هذا الصدد تنقل "شفق نيوز" عن أحد السكان، قوله أنه "وصلنا إلى مرحلة حرجة. بتنا نبيع كل شيء حتى نشتري صهريج ماء لتأمين احتياجاتنا اليومية من المياه. ليس لدينا قدرة مالية للاستمرار. ناشدنا كل الجهات المعنية، لا أحد يسمع".

بدوره، يشكو أبو أحمد من شح المياه الحاد في قراهم الواقعة قرب مدينة الكفل. ويقول أنه يجول الأراضي يوميا بأغنامه، لعله يحصل لها على ماء، تحت درجة حرارة مرتفعة تُقارب الخمسين مئوية.

هل عجزت الحكومة عن إيجاد حل؟!

إلى ذلك، يقول مدير الموارد المائية في بابل، مثنى الوطيفي، أن "بابل من أكثر المحافظات تضرراً من انخفاض الإيرادات المائية القادمة من دول المنبع"، موضحاً في حديث صحفي أن "تصريف شط الحلة لا يتجاوز 70 إلى 73 مترا مكعبا في الثانية، وهو لا يكفي لتغذية الجداول، ما يعرّضها للجفاف الكامل". ويضيف قوله أن "وزارة الموارد المائية لم تُقر أي خطة زراعية صيفية لهذا الموسم بسبب شح المياه الحاد"، لافتا إلى أن "الوزارة توجّه بتأمين المياه لمراكز الأقضية والنواحي ومجمعات الإسالة فقط".

جدير بالذكر، أن قرى عديدة في جنوبي بابل، نظمت صيف العام الماضي تظاهرات احتجاجا على أزمة المياه. ومنها قرى ناحية الشوملي. حيث أغلق الأهالي الطريق الدولي، لكن ذلك لم يُقابل بأي إجراء حكومي لمعالجة الأزمة.  وتظاهر وقتها أهالي قرى الخضرية وطريمش والاكرع والبو محيميد والسعيد والبو سلطان والعواودة، بعد مضي ثلاث سنوات على جفاف جدولي أم الورد والعتاب اللذين يمدانهم بالمياه.  وأكد الأهالي أنهم أكثر من ثلاثين ألف عائلة تعيش حياة مأساوية جراء أزمة المياه. حيث هلكت مزروعاتهم ونفقت مواشيهم. وفي تلك الاثناء، ذكر مدير ناحية الشوملي عادل الخيكاني في حديث صحفي، أن معاناة أهالي القرى جراء شح المياه كبيرة جداً، مستدركا "لكن الموضوع متعلق بوزارة الموارد المائية، وهي الجهة المسؤولة عن جدول الحصص المائية ولا يمكن لنا أن نتدخل".

***************************************

الضرائب تُثقل كواهل أهالي البصرة

متابعة – طريق الشعب

 

حذّر مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي، من تداعيات الضرائب والجبايات المتزايدة على أهالي المحافظة، داعياً الجهات التشريعية والتنفيذية إلى التدخل السريع ووقف هذه الإجراءات.

وقال في حديث صحفي أن "المكتب، ومن خلال رصده الميداني واستطلاع آراء المواطنين، لاحظ تذمراً واسعاً من فرض ضرائب جديدة وزيادة أخرى موجودة بالشكل الذي جعلها أعباء فوق العادة"، مبينا أن "هناك ضرائب فُرضت على الطلبة، تصل إلى 50 دولارا تؤخذ من كل طالب عند إكمال كتاب براءة الذمة خاصته. وهناك ضرائب مستحدثة في وزارة الداخلية، وأخرى على مراجعات المؤسسات الصحية والمعاملات المرورية، فضلا عن زيادة الضرائب الكمركية وارتفاع أجور جباية الكهرباء".

وأشار التميمي، إلى أن "فرض هذه الضرائب يتم في ظل انعدام كامل لأي قرارات حكومية من شأنها تحسين الأوضاع الاقتصادية أو تقليل نسب الفقر"، مؤكداً أن "هذه السياسات أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل مقلق، وقد تفضي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي والمجتمعي، من ضمنها زيادة معدلات الجريمة".

وتسعى الحكومة من خلال زيادة الضرائب – حسب ما تنقله وكالات أنباء عن مراقبين - إلى تعظيم موارد الدولة، بسبب قلة السيولة المالية. فيما تحاول تمرير قانون جباية الخدمات داخل مجلس النواب.

*******************************************

حملة شبابية تطوعية لتنظيف سد الدبس

متابعة – طريق الشعب

أطلقت منظمات مدنية وفرق تطوعية، أخيرا، حملة تنظيف في قضاء الدبس شمال غربي كركوك، والذي يُعد من المناطق السياحية في المحافظة.

وتركزت الحملة في سد الدبس على نهر الزاب الصغير. وشارك فيها نحو 40 متطوعا، بالتعاون مع القائم مقامية والبلدية وإدارة السد.

وتضمنت الحملة إلى جانب تنظيف الموقع، نصب مقاعد للجلوس، ووضع حاويات لجمع النفايات.

في حديث صحفي، قالت الناشطة المتطوعة في الحملة ريواس صلاح الدين، أن حملتهم جرت في منطقة "نمرة 8" ضمن سد الدبس، وهي منطقة سياحية ووجهة مفضلة للسائحين والزائرين ممن يهوون صيد الأسماك والاستمتاع بالطبيعة الخلابة.

وأوضحت في حديث صحفي، أنهم يهدفون من هذه الحملة إلى إدامة نظافة المنطقة السياحية، مطالبة زائري الموقع بتنظيف أماكنهم حين المغادرة.

فيما دعا المتطوع سعد عطية، المواطنين إلى التعاون مع الفرق المتطوعة، من خلال الحفاظ على نظافة الموقع، مشيرا في حديث صحفي إلى أن العديد من الأهالي ساهموا في الحملة.

إلى ذلك، أكد مدير سد الدبس شاخوان سعيد، انهم سيواصلون حملات التنظيف التطوعية.

*****************************************

العمارة مطالبات بتأهيل حديقة حي الإسكان

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من أهالي مدينة العمارة، بتأهيل حديقة حي الإسكان في مركز المدينة، والتي تعاني إهمالا واضحا – حسب ما أظهره مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء.

وفي المقطع يُعلق مواطن وهو يصوّب عدسة كاميرته نحو أرجاء وزوايا مختلفة من الحديقة، قائلا أن هذه البقعة كانت متنفسا للعائلات من جميع مناطق العمارة وليس حي الاسكان وحسب.

ويُظهر الفيديو أرض الحديقة وقد بدت تداعيات الإهمال واضحة عليها. حيث النفايات وأغصان الأشجار المتيبسة تتراكم في الزوايا وقرب الجدار المتهالك. بينما تظهر النافورة التي تتوسط الحديقة، متهالكة خربة يغزوها الغبار.

وطالب المواطن بتنظيف الحديقة وزراعتها بالثيل وتشجيرها وإدامتها، إلى جانب بناء ممرات للمشاة.   

*******************************************

اگول.. كَاعد.. ينتظر التقاعد!

أسامة عبد الكريم

في بلدٍ يأكل الزمن فيه الوجوه والسنين، يتحول التقاعد من استراحة مستحقة إلى اختبار قاسٍ لكرامة الموظف، وكأن ما قضاه في الخدمة مجرد "تجريب". هنا، لا تنتهي الوظيفة عند الستين، بل تبدأ رحلة جديدة من الانتظار.. على أبواب الدوائر، خلف طابور الأختام، وتحت رحمة التعليمات المتغيرة.

وفقاً لقانون التقاعد الموحد رقم 9 لسنة 2014 المعدّل، يحال الموظف إلى التقاعد عند إكماله 60 عاماً، بشرط إتمامه 15 سنة خدمة. لكن في الواقع، يبدو أن هناك من يفهم القانون على مزاجه، ومن يفسّره بمنظار ضيّق، أو يتعمد التلاعب في "العدّادة" لتقليل ما يستحقه المتقاعد من حقوق، تارة باسم التبويب المالي، وتارة باسم التنظيم الإداري.

المفارقة تكمن فيمن أُبعدوا عن وظائفهم قسراً: طردوا لأسباب سياسية، أو هربوا في سنوات القمع، أو أُجبروا على الصمت أو الغياب. هل ينظر إليهم كضحايا؟ أم يعاملون كمن "نقصت خدمتهم"؟ لا أحد يجيب. تختصر قضيتهم بـ"ما عنده خدمة كافية". لكن من يقيس الغياب؟ من يحتسب القهر؟ تستمر حلقات البيروقراطية، فتعطل العلاوات، وتتوقف الترفيعات، وتربط الحقوق بموازنة لا تصل. وزارة المالية تُبرّر: "هذا رد على استفسار، لا قرار!"، أما المواطن فيسأل: هل من المعقول أن تسلب سنة كاملة من خدمة موظف فقط لأنه بلغ الستين ولم يكملها بالكامل؟ هل العدل يُجزّأ إلى أيام وساعات؟ إننا بحاجة إلى تصحيح لا في القوانين فقط، بل في الضمير الإداري. الموظف الذي خدم في الحصار، وصبر على انقطاع الرواتب، وواصل العمل في الحرب، يستحق أكثر من تقاعد مبتور. يستحق أن يقال له: شكراً. وما لم تتغيّر النظرة إلى الموظف كرقم في جدول، وما لم تُرفع الحواجز المصطنعة بينه وبين حقوقه، ستظل العبارة الساخرة – والمرّة – تقال بلا توقف: كَاعد… ينتظر التقاعد!

************************************************

مواساة

  • اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط تقدم خالص التعازي والمواساة إلى سكرتيرها الرفيق تيسير حذر العتابي، وذلك بوفاة خاله الفقيد سالم نقي رحيمة، شقيق صديق الحزب الاعلامي يحيى نقي رحيمة.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة وجميع معارفه.

  • ببالغ الحزن والأسى، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان الرفيق المناضل عبد الله شرهان مهدي (أبو عمار)، الذي توفي بعد مسيرة طويلة زاخرة بالنضال والتفاني من أجل وطنٍ حر وشعبٍ سعيد.

كان الفقيد مثالاً للثبات على المبادئ، مناضلاً صلباً في مواجهة الاستبداد والظلم، مدافعاً مخلصاً عن قضايا الكادحين وحقوقهم. عرفه رفاقه رفيقاً صادقاً، متواضعاً، ملتزماً بقيم حزبه. لم يتردد يوماً في أداء واجبه، ولم تفتر عزيمته رغم الصعاب.

له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة ورفاقه وأصدقائه أصدق المواساة.

  • تعزي تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف بوفاة الشخصية الوطنية والتربوية المعروفة الاستاذ عبد الوهاب الشيخ سالم سميسم، ابن عم عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي نجاح سميسم، وابن عم عضو هيأة تنسيقيات الخارج حسين سميسم.

له الذكر الطيب ولاهله الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والألم تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الفاو، الرفيق عبد الأمير نبهان محمد، بوفاة شقيقته.

للفقيدة الذكر العطر ولذويها جميل الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الأسف والألم تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق جبار فليح حسن (ابو مقدام)، الذي توفي بعد رحلة طويلة من النضال والتعرض لمختلف المضايقات والملاحقات والسجون. حيث قضى زهرة شبابه في سجن نقرة السلمان.

لم يدخر الفقيد، الشخصية الاجتماعية المرموقة في منطقة جديدة الشط، جهدا في خدمة حزبه وشعبه. وقد بقي لصيقا بالحزب حتى آخر نبض في حياته. 

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان.

**********************************************

الصفحة السادسة

غوتيريش يدعو لمنح {السلام} فرصة وغروسي يحذر من قصف المفاعلات النووية طهران: لن نتفاوض تحت القصف

متابعة – طريق الشعب

أدت الهجمات الصاروخية التي انطلقت من إيران يومي الجمعة والسبت إلى حدوث أضرار بالغة في عدة مدن داخل المدن الفلسطينية المحتلة، في حين شن طيران الاحتلال سلسلة من الغارات ضربت عدة مدن إيرانية.

يأتي ذلك في وقت، تتصاعد فيه دعوات وقف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار، فيما يراوغ الرئيس الأمريكي في سلسلة تصريحات بشأن موقفه من الاشتراك في الحرب ضد الشعب الإيراني من عدمه.

الأمر متروك للأمريكيين

وفي شأن دعوات التفاوض، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "الأمر متروك للأميركيين لإظهار عزمهم على التفاوض أو أنهم يريدون مهاجمة بلاده".

وذكر عراقجي، أنه "إذا كانت واشنطن تريد الدبلوماسية وجادة في ذلك فقد كنا منخرطين معها حين هاجمتنا إسرائيل، وعليهم أن يتصلوا بها لوقف هجومها". مبينا ان "طهران توصلت إلى أن الدبلوماسية الأميركية كانت غطاء لما قامت به إسرائيل، مشددا على أن هناك حاليا غيابا للثقة مع الولايات المتحدة".

وأشار إلى أنه ربما لدى واشنطن مخطط للهجوم على إيران وكانت بحاجة فقط إلى المفاوضات كغطاء، وأكد أن العودة إلى الدبلوماسية غير ممكنة إلا عندما يتوقف العدوان الإسرائيلي ويحاسب المعتدي، لكنه رأى أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف رجل طيب وشخص يمكن العمل معه.

تصريحات ترامب

وأطلقت إدارة الرئيس الأمريكي خلال اليومين الفائتين سلسلة من التصريحات، بخصوص موقف ترامب من الدخول في الحرب ضد الشعب الإيراني من عدمه، اذ نقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض أنه سيقرر خلال أسبوعين، ونقلت مصادر دبلوماسية عن أن "وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحدث إلى عدد من نظرائه في الغرب قبل اجتماع جنيف وأشار إلى استعداد واشنطن للتواصل المباشر مع طهران حتى في الوقت الذي تدرس فيه المشاركة في الضربات".

لكن ترامب جدد تصريحاته، الجمعة، بأنه أمهل إيران أسبوعين كحد أقصى لتفادي التعرض لضربات أميركية محتملة، مشيرا إلى أنه قد يتخذ قرارا قبل هذا الموعد النهائي الذي حدده الخميس.

وقلل ترامب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها كما طلبت إيران، قائلا "من الصعب جدا تقديم هذا الطلب الآن". وأضاف "إذا كان الطرف رابحا، فسيكون الأمر أصعب قليلا منه إذا كان الطرف خاسرا".

وكان وزير الخارجية الإيراني قال لنظرائه الأوروبيين الجمعة، إن "بلاده لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة ما دامت إسرائيل تواصل حملتها العسكرية"، مؤكداً التزامها بالمسار الدبلوماسي وإمكانية الاجتماع مجدداً مع الأوروبيين.

"امنحوا السلام فرصة"

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الفوضى في الشرق الأوسط، ودعا إلى "إعطاء السلام فرصة"، وذلك في كلمة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بدعوة من طهران.

وجاء في كلمته أن "اتساع رقعة الصراع قد يشعل نارا لا يمكن إخمادها"، محذراً من ان تصاعد المواجهة ستخلف خسائر فادحة. وأضاف: "نحن لا ننجرف نحو أزمة، بل نتسابق نحوها. نحن لا نشهد حوادث معزولة، بل في طريقنا نحو الفوضى".

وأوضح غوتيريش أن المسألة المحورية في هذا الصراع هي المسألة النووية، مشددا على أن عدم الانتشار "ضرورة لسلامتنا وأمننا جميعا".

وأكد أنه "يجب على إيران احترام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، مشيرا إلى أن طهران صرحت مرارا بأنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.

طريق الحل السلمي لم يغلق

وفي الاجتماع قدمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، تفصيلا عن الخسائر والتداعيات الناجمة عن التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني.

وقالت في إحاطتها إن دورة الهجمات والهجمات المضادة المتصاعدة أسفرت عن سقوط مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك وفيات، في كل من إيران وإسرائيل.

وحذرت كذلك من التداعيات الاقتصادية للصراع مضيفة: "لا يمكننا استبعاد التأثير العالمي لاحتمال انقطاع حركة التجارة عبر مضيق هرمز، الذي وصفه البنك الدولي بأنه أهم ممر نفطي في العالم".

وشددت المسؤولة الأممية على أن هجمات إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية مثيرة للقلق، وكذلك خطر اتساع نطاق الصراع.

لكنها أكدت أن فرصة منع تصعيد كارثي والتوصل إلى حل سلمي لم تغلق بعد. من جانبه، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من أن الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية في إيران تسببت في "تدهور حاد" في السلامة والأمن النوويين.

*************************************************

الأمم المتحدة: الأعمال العدائية تتصاعد في السودان

الخرطوم - وكالات

حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من "العواقب الوخيمة الناجمة عن الأعمال العدائية المستمرة والمتصاعدة" في وسط وغرب السودان، مع استمرار النزاع على مناطق النفوذ بين الجيش والدعم والسريع. وقال تورك في بيان إن "القتال في أنحاء شمال دارفور وكردفان والخطر الجسيم من تفاقم الصراع الوحشي والمميت يثيران مخاوف جدية متعلقة بالحماية، في ظل بيئة تسودها ثقافة الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان". وحذّر المسؤول الأممي من أن الدعم السريع "قد تشن هجوما على (الأبيض) في الأيام المقبلة، وفقا لما أعلنه قائدها".

وبسبب الصراع الدائر في السودان، علق آلاف اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب على الحدود مع جنوب السودان، بعدما تسبب تراجع المساعدات الإنسانية العالمية في تعليق نقلهم إلى مناطق آمنة في جنوب السودان، على ما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة. وبسبب "نفاد الأموال المتاحة"، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة أنها اضطرت منذ الأول إلى تعليق تسيير "القوارب والحافلات والطائرات" التي كانت تُستخدم لنقل النازحين السودانيين إلى مناطق آمنة في جنوب السودان بحسب "مستوى الأمن وصعوبة الوصول إلى الطرق".

***********************************************

الشيوعي العراقي يحيي مؤتمري الشيوعي النرويجي وحزب القائمة الموحدة الدنماركي

بغداد ـ طريق الشعب

وجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي تحايا إلى المؤتمر ال32 للحزب الشيوعي والمؤتمر السنوي لحزب القائمة الموحدة الدنماركي اللذين عقدا في الفترة 7 إلى 9 حزيران الجاري.

وعبرت التحايا عن تقدير الشيوعيين العراقيين لتضامن الحزبين مع الشعب العراقي وقواه الوطنية ونضالها من أجل البديل المدني الديمقراطي. وأكدت مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في النضال المشترك من أجل السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

*******************************************

تظاهرات غاضبة في لندن ومدريد غزة.. الاحتلال يواصل التجويع والقتل

متابعة – طريق الشعب

واصل جيش الاحتلال الصهيوني، حملته الممنهجة لقتل الفلسطينيين وتجويعهم، وحصدت آلة القتل الصهيونية خلال 48 ساعة ما يزيد على 150 ضحية فلسطيني، أكثر من نصفهم كان ينتظر المساعدات الإنسانية، التي يستخدمها الصهاينة كفخ لحصد المزيد من الأرواح.

تظاهرات غاضبة

وخرجت يوم أمس السبت، تظاهرة كبيرة في لندن داعمة للشعب الفلسطيني، وتأتي هذه التظاهرة في ظل تصاعد الغضب الشعبي من الموقف البريطاني الرسمي، وسط مطالبات واسعة بوقف إطلاق النار فورًا، وإنهاء الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، ومحاسبتها على جرائمها المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين.

ووجه المتظاهرون رسالة موحدة إلى الحكومة البريطانية: "كفى تواطؤًا، كفى صمتًا". وفي وقت سابق، اقتحم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين أكبر قاعدة جوية بريطانية في جنوب شرق إنكلترا وخربوا طائرتين.

فيما شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، الجمعة، تظاهرة دعت إليها نقابات عمالية وأحزاب يسارية ومنظمات غير حكومية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.

ودعا المتظاهرون الحكومة الإسبانية إلى قطع علاقاتها التجارية والعسكرية مع إسرائيل، ومحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الفلسطينيين.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية

دعا الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش إلى ضرورة اعتراف بلاده بدولة فلسطين، معتبرًا أن السياسات الإسرائيلية تمثل سلوكًا إجراميًا يخالف القانون الدولي.

وأشار إلى أن "جزء من القيادة الإسرائيلية الحالية يجب أن يُحاسب على الجرائم المرتكبة"، مؤكدًا أن "الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتطلب موقفًا واضحًا من المجتمع الدولي، لا سيما من الدول الأوروبية".

وأوضح ميلانوفيتش، أن "استمرار إسرائيل في ممارساتها العدوانية بحق المدنيين الفلسطينيين، ورفضها الامتثال لقرارات مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، يُعد تمردًا صريحًا على القانون الدولي"، مضيفًا: "إسرائيل تفعل ما يحلو لها منذ عقود، بدعم مطلق من واشنطن. لكننا في أوروبا لا يجب أن نكون تابعين أعمى للبيت الأبيض."

واعتبر الرئيس الكرواتي أن الاعتراف بفلسطين هو موقف "أخلاقي وقانوني" قبل أن يكون سياسيًا، مشيرًا إلى أن تأخير هذه الخطوة لا يخدم السلام، بل يمنح الغطاء لاستمرار الاحتلال.

الوقود ينفد

أكدت الأمم المتحدة منع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول شحنات الوقود إلى غزة للأسبوع الـ 16 تواليا، محذرة من التبعات الكارثية لهذه الممارسات على حياة سكان القطاع.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي "إن إسرائيل تمنع دخول شحنات الوقود إلى غزة منذ 16 أسبوعا"، مشيرا إلى تمكن مسؤولي المنظمة الدولية من استعادة كمية من الوقود كانت موجودة بالفعل في قطاع غزة من محطة التحرير برفح يوم الأربعاء الماضي.

وذكر أنه تم تسليم كمية محدودة من هذا الوقود إلى مرافق عامة في جنوب القطاع، مما سمح باستمرار عمليات محطات تحلية المياه وخدمات شاحنات لتوزيع المياه ومحطات ضخ الصرف الصحي.

كما كشف المسؤول الأممي عن أنه تم إرسال الوقود أيضا إلى شمال قطاع غزة، الجمعة، لكن "نقص الوقود يتسبب في تقييد العمليات ويؤدي إلى تراجع عدد ساعات العمل وقدرة العمل".

**********************************************

بعد تهديد الحزب الشيوعي.. الحكومة الإسبانية ترفض زيادة تخصيصات حلف الناتو

عادل محمد

أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الخميس الفائت، رفض طلب السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، بحلول عام ٢٠٣٢، زيادة الإنفاق العسكري من 2 إلى 5 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي. وقبل قمة الناتو في لاهاي في ٢٤ حزيران، كتب رئيس الحكومة الإسبانية إلى روته أن مثل هذه الزيادة "غير منطقية وغير مناسبة".

تؤكد الحكومة الإسبانية قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف الناتو دون الحاجة إلى هذه المبالغ الطائلة، وتقترح أن تساهم الدول الأكثر ثراءً بشكل أكبر في بتمويل التحالف. إن زيادة ميزانية الدفاع إلى 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي تساوي 80 مليار يورو إضافية، مما سيؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة الدين العام. ولتحقيق المستوى المطلوب، لا بد من خفض الإنفاق على السياسات والمشاريع الاجتماعية، مما يعني زيادة العبء على الفئات الفقيرة والمتوسطة.

ويُؤكد سانشيز، الذي يقود تحالف حكومي يضم إلى جانب حزبه الديمقراطي الاجتماعي، تحالف سومار اليساري، الذي يشترك فيه اليسار الإسباني المتحد، والذي يعتبر الحزب الشيوعي الإسباني قوته الرئيسية، أن حكومته خصصت بالفعل 10,5 مليار يورو إضافية للإنفاق العسكري هذا العام محققةً بذلك، لأول مرة، الهدف السابق للناتو البالغ 2 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للدول الأعضاء. وهذا يُضاعف الإنفاق العسكري بالفعل. ولهذا السبب، يُطلق حزب المعارضة اليساري "بوديموس"، غير المشترك في الحكومة على رئيس الوزراء لقب "أمير الحرب"، وهو ما يُزعج سانشيز بشدة.

لقد اضطر تحالف سومار اليساري الشريك في الحكومة إلى الموافقة على قبول أكبر زيادة في الإنفاق العسكري في تاريخ إسبانيا، منذ نهاية دكتاتورية فرنكو الفاشية، ويعود، ضمن أسباب أخرى، إلى قناعة سومار بأن أوروبا يجب أن تحرر نفسها من الولايات المتحدة وتخصص المزيد لميزانية الدفاع.

الشيوعي الإسباني يهدد

في السابع من حزيران، هدد إنريكي سانتياغو، السكرتير العام للحزب الشيوعي، بمغادرة التحالف الحاكم، إذا وافق سانشيز على تحقيق هدف الناتو البالغ 5 في المائة، خلال قمة الناتو في لاهاي. والمعروف ان سانشيز يحتاج إلى طمأنة حلفائه اليساريين، بسبب تزايد فضائح الفساد داخل حزبه الحاكم، بالإضافة إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تؤكد فوز اليمين المحافظ في حال الذهاب إلى انتخابات مبكرة. إن ما حدث يؤكد أن ضغط اليسار يحقق أهدافه، إذا ما تم استخدامه بمصداقية ووضوح عاليين.

وكانت العاصمة مدريد قد شهدت في السابع من حزيران تظاهرة كبيرة ضد إعادة التسلح في إسبانيا. دعت إلى هذه المظاهرة "الجمعية المناهضة لإعادة التسلح"، التي تضم 75 من أحزاب سياسية ونقابات وحركات اجتماعية. وجاءت التظاهرة بمثابة تحذير مباشر للحكومة من أي موافقة تبديها خلال قمة الناتو المقبلة نهاية حزيران، وتُشدد على أهمية زيادة ضغط المجتمع المدني. وقد تحقق ما دعا اليه المحتجون في ضمان عدم قبول الحكومة الإسبانية أي زيادات مُلزمة أخرى في الإنفاق العسكري.

شارك في التظاهرة أبرز قوى اليسار الاسباني المتحد، وحزب بدوموس غير المشارك في التحالف الحاكم. في حين يحمل بودوموس مسؤولية القرارات الحكومية لطرفي التحالف الحاكم بالتساوي، يؤكد سومار أن قرارات الحكومة بشأن الحرب والسلام، تقع حصرياً على عاتق حزب العمال الاشتراكي الإسباني الحاكم.

ولذلك قرر "اليسار المتحد" المشاركة بفعالية في تنظيم تظاهرة السلام في 7 حزيران في مدريد، وكذلك المشاركة في القمة المضادة لقمة الناتو في يومي 20 و21 حزيران، بالإضافة إلى أنشطة أخرى مُخطط لها في عواصم أوروبية مُختلفة،. وقد شارك أنطونيو مايلو، المنسق العام لحزب اليسار المتحد، بالفعل، إلى جانب قياديين من بودوموس في تظاهرة أصغر حجمًا ضد الحرب وتكديس الأسلحة في إشبيلية، نظمت في وقت سابق، دعت إليها 40 منظمة. وتشير قيادة سومار أن بودوموس كان قد وافق على زيادات سابقة أقل قيمة لأغراض الدفاع، عندما كان جزءًا من التحالف الحاكم. وعلى الرغم من التباين، إلا أن بودوموس واليسار الإسباني المتحد متفقان على أن ملف الحرب والسلام يمثل قضية رئيسية مشتركة.

مما لا شك فيه سيثير الرفض الإسباني جدلاً واسعاً داخل أروقة الناتو، خاصةً في ظل الدعوات المتزايدة لتصعيد العسكرة في سياق حروب الهيمنة الجارية داخل أوربا وخارجها. ويبقى السؤال مطروحاً: هل ستتم مراجعة مقترح زيادة الإنفاق الدفاعي في ضوء الرفض الإسباني، أم سيتجه الحلف نحو إجراءات أخرى لضمان التزام جميع الأعضاء بالمساهمات الدفاعية المطلوبة؟

**********************************************

الصفحة السابعة

مبدعون في الغربة الإبحار في عوالم الفنان ليث عباس الخزفية

محـمد الكحـط

الفنان ليث عباس (55 عاما) من الفنانين العراقيين المغتربين في السويد، وبعد أن أكمل البكالوريوس والماجستير من جامعة بغداد للفنون الحرة - قسم الخزف، أكمل الدكتوراه في الاختصاص نفسه، شارك في عشرات المعارض الفنية في العراق والسويد، منها خمسة معارض في عدة مدن سويدية، وله أيضا العديد من المعارض الخاصة، وهو مالك قاعة فنية في السويد، ومدير ورش عمل فنية، وعضو في الهيئة الإدارية لجمعية الفنون السويدية، وكذلك له استوديو سيراميك خاص في بغداد والسويد.

- ممكن اعطاؤنا فكرة عن بداية نشوء وتبلور موهبة الفن لديك؟

- نشأت في بيئة فنية كون الوالد رحمه الله كان فنانا تشكيليا، وكوني نشأت في مدينة بغداد وفي أحد أحيائها الجميلة، تبلورت بداخلي  بذرة الحس الجمالي مبكرا بفعل مشاهدات العمارة الحديثة وما تعلق معها من أعمال فنية كذلك البيئة الثقافية العراقية التي كانت ولازالت غنية وزاخرة، إلا أني استطيع أن أشخص نقطة مفصلية في توجهي الفني وهي تلك المتعلقة بتعليم والدي لي دروس المنظور في سن مبكرة من عمري، وهذا أثر بيَّ بشكل كبير على تنشيط الحس الجمالي ثلاثي الأبعاد، فقد رسمت ومنذ فترة مبكرة مجموعة من الهياكل المعمارية،  كما شكلت دراستي الإعدادية في الفرع العلمي نقطة تحول أخرى، بمعنى انها ولدت عندي شغف العلم والمعرفة العلمية، والتي سنراها قد انعكست بشكل واضح فيما بعد بأقبالي نحو الخزف كونه حالة فنية علمية تحتاج لمستوى عال من المعرفة بالكيمياء.

وشكلت الدراسة الاكاديمية مفصلا هاما في حياتي الفنية، فالاحتكاك بالوسط الفني والأكاديمي، أعطاني تصورا عن المواضيع الدراسية مثل كيمياء الخزف والخامات والأفران، والدرس العملي، إضافة إلى مواضيع مثل تاريخ الفن وعلم الجمال والنقد بنية قوية لمعرفتي الفنية.

- لك حضور جميل في معارضك، وخصوصا في السويد.. فكيف أثرت فيك الغربة؟

- الإغتراب، مفصل مهم في حياتي الفنية والاجتماعية، تراه قد انعكس في نشاطي الفني، الذي بقي نشطا ومكثفا إلى هذه اللحظة، بسبب السهولة النسبية لامتلاك مشغل الخزف، رغم الصعوبات، لكن هناك عوامل أخرى سهلت ذلك مثل البنية التحتية، والنقل، ومصدر الطاقة، ومن جهة أخرى كان نشاطي مكثفا بسبب التحديات لإثبات الوجود ولصنع دور مهم لي في بلاد المهجر، كما لا ننسى أن لتغيير البيئة والثقافة كوننا مهاجرين، ينعكس على أداء الفنان بشكل مؤثر، فتراني أحاول ان أنقل إحساس الدهشة والاكتشاف من خلال ما أطرحه من نتاجات فنية.

- ما هو التكنيك المتبع لاخراج هذه الألوان الزاهية وبهذه الأشكال المغلفة بالغموض؟

-  في  السويد، تولد عندي نوع ما أسميه الوهج التعبيري، لأني  وجدت في وسط حركة فنية عالمية نشطة، فحاولت ان أطرح في أعمالي كل ما تجود به معرفتي وثقافتي الفنية،  إضافة إلى استخدامات لتقنيات غير مألوفة ومواضيع وتكوينات قد ابتعد عنها الخزافون لصعوبتها، وانطلاقهم بشكل عام من ما يملكونه من تقنية وهي التي تقودهم لإنتاج أعمالهم، أما في حالتي فكان العكس هو الصحيح، وهو أن الموضوع التعبيري الفني الذي أحب القيام به هو الذي يفرض علي التقنية والأداء، وهو ما عملت عليه في عدة معارض على مدى عشر سنوات، أي قبل حدوث التحول الجديد في أسلوبي، كان ذلك المفهوم قد تمحور حول الأسطورة، وحتى بشكلها المعاصر. إننا إزاء جهلنا بهذا الوجود لازلنا نعالج هذه المشكلة بتأويلات أسطورية تشكل بها علاقتنا مع الكائنات الأخرى محور الحكايات، إن هذا يفرض علي مستوى أداء وتقنية ليست تقليدية، وهنا تظهر ضرورة تكييف المادة أي مادة الخزف لتستطيع ان تجسد هذه المنطلقات، فتقنيات أعمالي تبدأ من تحضير الأطيان التي تمتلك اللدونة في التشكيل والصلابة  بعد الحرق فهذه نقطة مهمة فهي تساعد على صناعة تفاصيل دقيقة في العمل وكذلك تحملها الكسر والتلف بعد الحرق، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن عميلة التلوين والتزجيج تحمل في طياتها دراية وممارسة كبيرة، فقد استخدمت أولا تقنية الأطيان الملونة، واستخدام طرائق ووسائل تطبيق متنوعة، ومن ثم يتم طلاء العمل بأكاسيد وألوان تحت الطلاء الزجاجي، ثم مرحلة التزجيج الذي يتكون من تركيب متنوع من الألوان والتراكيب الزجاجية.  ثم مراحل أخرى من التذهيب والطلاءات البورسلينية.

- ما الذي تخطط له من أعمال وانجازات؟

- أكيد ان المشاريع لا تنتهي، وتركزت نشاطاتي الأخيرة على البنيالات والمعارض العالمية، وهناك مشاركات ومشاريع قريبة وكثيرة، وبكل تأكيد ستكون لي نشاطات في بلدي الحبيب العراق، ستكون نشاطات بشكل معارض شخصية ومشاركات في المعارض السنوية، كما أقمت ستوديو خاص لي بالعراق أيضا سيكون نواة لمشاريعي في العراق ومدينتي بغداد.

نماذج من أعمال الفنان الخزفية:

***********************************************

فعاليات ونشاطات متنوعة للجالية العراقية في لندن

 لندن - طريق الشعب

شهدت العاصمة البريطانية -لندن- في الفترة الأخيرة نشاطات متميزة للمنظمات العراقية الثقافية والاجتماعية من خلال إقامة الندوات والمعارض والأماسي التي حضرها حشد كبير من أبناء الجالية.

ومن هذه الفعاليات إقامة المقهى الثقافي في لندن أمسيتين مهمتين الأولى كانت للفنان رعد بركات، ابتدأت بترحيب مديرها الفنان شافي الجيلاوي اذ استهل بالقول: نحن اليوم نستضيف فنانا، أعتبره حالة متميزة ومتفردة، هذا الفنان الذي استطاع، رغم الصعاب التي واجهته.

وتم بعد ذلك عرض فيلم، بتقنية الذكاء الاصطناعي.. وسرد (بصوت رعد بركات) كيف أنه وبعمر أثني عشر عاما كان يتردد على النادي متابعا ذلك العازف الذي كان يؤدي أغنيته المفضلة (جوني غيتار) وقال إنه كان يشعر بمعانيها حتى قبل أن يعرف كلماتها وزاد هذا من فضوله فتوجه إلى ذلك العازف، الذي كان يدعى (جوني) وطلب منه المساعدة في تعلم العزف، فبادره هذا بالسؤال فيما لو كان يمتلك غيتارا وحين أجابه بالنفي قال له إن من الصعوبة بمكان التعلم على العزف دون وجود الآلة. وقال إن شغفه بهذه الآلة كانت عنوانا لأطراف أحاديثه مع أصدقائه ومنهم (فوزي) الذي تبرع له بغيتار.

كما قدم المقهى قراءة جديدة للشاعر والمفكر، والفلكي والعالم عمر الخيام، اذ تناول الاستاذ د. نجم الدين غلام، في محاضرة قيمة مختلف جوانب عالم هذه الشخصية الفريدة ذات الأثر في الأدب الفارسي والعربي والعالمي. وتطرق للتنوع والتفرد في عالم هذا الإنسان الفذ.

وتحدث عن الترجمات العربية للرباعيات. وقدمت الأمسية الشاعرة دلال جويد التي ساهمت في طرح الأسئلة والتوضيح إلى جانب عدد من الحضور الكريم الذي تداخل وسأل مما أضاف بهاء آخر للأمسية.

وفي مناسبة أخرى، افتتح ملتقى الشعر الشعبي العراقي في بريطانيا موسمه الثالث بمجموعة من الشعراء الشباب المتحمسين للكلمة المعبرة والمعنى النابت، حيث رحب رئيس الملتقى ومؤسسه الشاعر هاني الجوراني بالحضور الكريم، شاكرا لهم الاهتمام بهذا الفن الذي يعبر عن تطلعات الناس ومعاناتهم.

وحملت هذه الدورة اسم الكبير مظفر النواب احتفاء وتقديرا لدوره المجدد والرائد.  والشعراء هم:

أحمد والي، محمد هليل. محمد الجاسر، أحمد الفيصل، ناصر البدري، فارس الشمري، على باش، عبد الله الكوح، طارق القشعمي وختمها عميدهم الشاعر هاني الجوراني بمجموعة من أبيات شعرية عاطفية صفق لها جمهور القاعة.

وفي مساء يوم 23 من أيار، وفي قاعة الإحتفالات في المركز الثقافي البولوني في غرب لندن، تم الاحتفاء بالشاعر المبدع عبد الكريم كاصد من قبل منظمة الحزب الشيوعي العراقي، حيث قدمه الفنان فيصل لعيبي صاحي مع مداخلة قصيرة عن سيرته الثقافية ونتاجه الادبي والشهادات بحقه.

بعدها جاء دور الشاعر الذي تناول دوره في جعل الشعر أداة لرصد الأحداث، وما يدور داخل مجتمعه والعالم كذلك. وقرأ عددا من قصائده ومنها (مرثية إلى سلام عادل) فكانت عالية النبرة وشديدة الحزن رغم صمود بطلها الأسطوري.

 كما أُقيمت ندوه أدبية متميزة في مركز لندن للإبداع العربي بالتعاون مع نادي حبر أبيض البريطاني، للكاتب الكبير زهير الجزائري الذي قدّم للحضور رؤى غنية من تجربته الأدبية والصحفية الطويلة وطفولته بالنجف وعن بغداد أيام الستينيات.

وتولى تقديم الأمسية الناقد والأكاديمي عدنان حسين الذي أضاء جوانب متعددة من تجربة الضيف وفتح الحوار أمام الحضور لمداخلات وأسئلة أثرت النقاش وأضفت على الأمسية طابعاً تفاعلياً مميزاً.

وجاءت هذه الأمسية ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية التي يسعى المركز والنادي بإشراف الشاعرة دلال جويد.

واستضافت أكاديمية الفنون والتراث العربي، عازف البيانو المعروف الاستاذ د.  سلطان الخطيب، الذي قدم أمسية ممتعة حول الموسيقى وآلة الهارب (القيثارة) السومرية بالذات وكيف أنها حسمت موضوع الموسيقى المسموعة نهائيا من خلال الصندوق الذي تم اختراعه لهذا الغرض، وعدد أنواعها وطبيعتها وأشكالها وكيف كان سكان العراق القدماء يمارسون الموسيقى في حياتهم.  وعن مسعاه لمعرفة أن كانت هناك نوتة مكتوبة أم لا. وكانت الأمسية من الإماسي الممتعة.

كما أقيم معرضان، الأول هو (ترانيم النهرين) اشترك فيه الفنانون: علاء جمعة وعلاء سريح، ومحمد الدعمي، وزيد الفيكيكي. وقد تنوعت الأعمال الفنية فيه كما يقول الصحفي حازم المنجد التي شملت لوحات زيتية ومائية ومنحوات ورسومات مميزة بين المواضيع الشعبية والتراثية ذات الطابع والخصوصية العراقية.

إما الثاني فكان للفنانات العراقيات في المهجر، اشتركت فيه كل من سلوى الخوري، وهناء الأعسم، وناجحة صالح، وابتهاج البلوري، ولمى حمزة، وشاهناز نوزاد ماجد، وسوزانا الاسدي، وزينب الفكيكي، ولينا العكيلي، وقدس السماوي، وزينب السعيد. وحمل المعرض اسم مجموعة أنانا المستوحى من الآلهة السومرية.

وتعمل المجموعة الفنية أنانا على إستحداث منصة ثقافية فنية معروفة إعلاميا وإجتماعيا، وإقامة معارض فنية لنتاجات فناناتها لعرض إعمال تخضع للمعايير الجيدة.

كما أقامت رابطة المرأة العراقية نشاطا في عيد الطفل ورابطة الأكاديميين ندوات متعددة على الزوم. كما شهد ديوان الشذر عددا من الأمسيات المختلفة ومنا استضافته الدكتور علي الأعسم المعروف بإبتكاراته التكنولوجية في الحديث عن الذكاء الصناعي.

*********************************************

اليمين واليمين المتطرف الأوروبيان يزيدان التشدد تجاه اللاجئين

متابعة خاصة - لندن

لم يعد خافيا أن البنود التي تتعلق بحقوق الإنسان المهاجرين لم توضع على الرف فقط، بل زاد تشريع القوانين المعادية لهم، تحت هذه الحجة أو تلك، مع تصاعد دور اليمين واليمين المتطرف في الحياة السياسية والاجتماعية بشكل أكبر في العديد من البلدان الأوروبية.

ومن ضمن هذه الإجراءات التي أشار إليها عدد من المتابعين هو نقل السجناء الأجانب وخصوصا اللاجئين إلى سجون خارج الدول المعينة بالأمر ومنها فرنسا، والدنمارك، وايطاليا والسويد بحجة الاكتظاظ، رغم الأخيرة لا تعاني شيئا من هذا الموضوع.

ويرى مختصون في الجانب القانوني لهذا الأجراء إن "التركيز على الجنسيات غير الأوروبية أو أشخاص لا تعرف جنسياتهم هو أيضا مسألة تثير تساؤلات قانونية حول التمييز في المعاملة، ما يدفعنا إلى الحديث عن أبعاد سياسية واجتماعية لهذا التوجه".

ويضيفون أن نقل السجناء الأجانب وخاصة إلى دول ذات معايير حقوقية أدنى، يثير تساؤلات حول الدوافع السياسية الكامنة وراء هذه الخطوة. وربطوا القضية مع تصاعد في الخطاب اليميني المتطرف، إذ تروج بعض الحركات لمفاهيم مثل الإعادة الجماعية للمهاجرين.

وكان مركز كوسوفو لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب قد عبر عن "أسفه لعدم إجراء مشاورات عامة بشأن المشروع (نقل السجناء من الدانمارك) وأبدى قلقه إزاء نقص القدرة في نظام السجون" في البلد الواقع وسط البلقان، حسبما نقلت منظمة العفو الدولية في تقرير سابق.

ومن المتوقع أن تحصل كوسوفو بموجب هذه الصفقة على 210 ملايين يورو (228 مليون دولار) على مدى السنوات العشر المقبلة.

وعلى صعيد آخر أعلنت الحكومة البريطانية في 12 أيار 2025، عن خطط لإجراء تغييرات كبيرة على سياسة الهجرة في المملكة المتحدة في جهد مستمر لتقليل أعداد المهاجرين.  وأشار رئيس الوزراء كير ستايمر إلى أن "كل مجال من نظام الهجرة، بما في ذلك العمل والعائلة والدراسة، سيتم تشديده حتى نتمكن من التحكم بشكل أكبر. ستصبح إجراءات التنفيذ أكثر صرامة من أي وقت مضى وسينخفض عدد المهاجرين".

 وأعطت المؤشرات كيف تحدد نوعية القوى العاملة التي تدخل إلى البلد، وكذلك الاجراءات التي تتعلق بالطلبة الاجانب للحد من بقائهم من البلد بعد انتهاء دراستهم، كما يجري تشدد إزاء العوائل المهاجرة ولم الشمل، وتقليل نسبة عدد المنح بناءً على ظروف استثنائية من خلال تقديم إطار عمل واضح.

كما سيتم تقديم سياسات جديدة تتطلب مزيدًا من التدقيق لأولئك الذين يطالبون باللجوء، حتى إذا لم يكن هناك تغيير مادي في بلدهم الأصلي يبرر مثل هذا الطلب. وتبسيط القواعد والعملية لترحيل المخالفين الأجانب وزيادة عدد عمليات الترحيل، واتخاذ إجراءات مستهدفة ضد أي قادمين جدد يرتكبون جرائم في المملكة المتحدة.

ويرى مراقبون أن الحكومة تنوي إجراء تغييرات شاملة ستجعل، في العديد من الحالات، من الصعب على المهاجرين الدخول إلى المملكة المتحدة أو البقاء فيها. وفي حالة اقرارها في البرلمان ستصبح قانونا ويدخل حيز التنفيذ.

ولا تنتهي معاناة اللاجئين عند هذه الحدود، أذ يسعى اليمين المتطرف، ومن خلال إعلامه وتحريضاته المختلفة تحميل اللاجئين مسؤولية كل شيء يحدث في البلاد، فاللاجئ متهم إلى أن يثبت براءته!

*******************************************

الصفحة الثامنة

خطوات إخضاع السودان 

السودان: قرشي عوض

التدخل الدولي في الحرب السودانية أصبح مباشرا بعد انتشار  قوات ليبية في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا تحت سمع وبصر العالم.

 وبدلا من إدانة  المجتمع الدولي لهذا التدخل السافر  نجده يصر على تحميل الجيش السوداني وزر استمرار الحرب. ويتبعه في ذلك إعلام القوى الديمقراطية المحلية التي ما انفكت تقوم بتصوير فلول النظام السابق باعتبارهم الخطر المحدق بالبلاد. مع أنها لا ترفض بقبول التسوية مع التيار العسكري، ممثلا في الجنرالات الذين يتسيدون المشهد الآن كممثلين للجيش الموصوف من قبل تلك القوى بأنه جيش الإخوان المسلمين،  ودون ان تحفل بالتناقض الظاهر في هذا الموقف.

الملاحظ أن التحركات الدولية تتزامن مع تحسن الموقف الميداني لقوات الدعم السريع، مثل احتلالها او استعادتها لمدينة او منطقة استراتيجية  بينما ينعدم او يستعصم  بتجديد الدعوة لطرفي النزاع بوقف الحرب وتسهيل توصيل المساعدات في أوقات تقدم الجيش على الأرض. ومع ان تلك المطلوبات لا يمكن ان يختلف معها أحد، إلا أنها يمكن النظر إليها من زاوية ان المجتمع الدولي الذي يسعي لوقف الحرب بطريقته المجربة في مناطق أخرى من العالم، والتي ظل يطرق عليها في السودان منذ عام 2012. وهي تقضي بجمع أطراف النزاع على صعيد واحد وتكوين حكومة منهم. وكما عبرت عنها الشراكة بين المدنيين والمكون العسكري بشقيه، الدعم السريع ولجنة البشير الأمنية، إذا لم نكن قد نسينا شعارات الثورة في ظل تكالب الأجندة العالمية. وتبدو الفكرة وكأنها تنطوي على قدر من الحكمة، ولكنها في الحقيقة تعكس شكل التسوية بين الكيانات والمجموعات الدولية التي تقف خلف أطراف الصراع وتستجيب لمصالح اللاعبين الدوليين والإقليميين في السودان وفي المنطقة. وفي ظن المجتمع الدولي أو الفاعلين فيه أن شعب السودان إذا لم يقبل بهذه الوصفة لاقتناعه بها فإنه سيفضلها على استمرار الحرب حتى وإن كانت تهدر السيادة الوطنية وتهدد وحدة البلاد. وفي ذلك تعد واضح على الحقوق التاريخية لشعب السودان وخياراته الوطنية وحقه في أن يندرج في المدنية المعاصرة من مواقعه المستقلة وبعيدا عن الضغوط والترتيبات الدولية في المنطقة.

يحدث هذا في وقت تخلو فيه  توجهات التيار الديمقراطي خاصة الليبرالي، وكما في كل المنطقة، من المنحى التحرري. وتكاد تنكر وجود هيمنة استعمارية وتعتبر التدخلات الدولية خاصة الأمريكية والاوربية مشروعة، وإن التماهي معها وتبنيها يعتبر نوعا من العقلانية والرشد السياسي. فتغيب تبعا لذلك الأجندة الوطنية وترتفع بدلا عنها المصالح الدولية في الخطاب السياسي، مثل محاربة الارهاب والوقوف ضد التمدد الروسي والصيني. مع ان ذات الأجندة يمكن اتخاذ مواقف ايجابية منها وتصب في مصلحة الشعب من مواقع مستقلة تصون السيادة الوطنية.

 هنا يختلط الحابل بالنابل، وبدلا من الدفاع عن وجود الدولة وحقها المشروع في بسط سيطرتها على أراضيها، تصبح القضية الأساسية مكافحة جماعات الإسلام السياسي التي  استيقظت أمريكا مؤخرا على أنها جماعات إرهابية مع أنها كانت تتبنى نفس أفكارها الانغلاقية وتقوم بنفس ممارساتها الإجرامية خلال العقود الماضية. كما أن هناك مؤشرات عديدة على أن أمريكا يمكن أن تجمد قراراتها ضد الجماعة الإسلامية إن هي وافقت على أجندتها، وتحديدا القبول بوجود قوات الدعم السريع ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية الى جانب مشاركتها في السلطة. هذا ما يريدون منا الصمت عليه، ولكن هيهات.

***********************************************

الشيوعيون يعرّفون بحزبهم ومواقفه السياسية

طريق الشعب – خاص

في إطار نشاطهم الإعلامي الجماهيري، يواصل الشيوعيون العراقيون في بغداد ومحافظات عديدة، حملاتهم الميدانية للتعريف بتاريخ حزبهم ومواقفه النضالية والسياسية ودوره البارز في الدفاع عن حقوق الشعب.

في مدينة الكاظمية، جاب فريق من منظمة الحزب الأربعاء الماضي، منطقة باب المراد سيرا على الأقدام. ووزع على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وروّاد المقاهي، نسخا من بيان اللجنة المركزية للحزب المعنون "ندين العدوان ونتضامن مع الشعب الإيراني".

كما تبادل الفريق مع جمهور واسع من المواطنين، الحديث حول موقف الحزب من العدوان الصهيوني الغاشم على الأراضي الإيرانية.

فريق آخر من منظمة الحزب في الصالحية/ اللجنة المحلية في الكرخ، تجول في منطقة حسون اغا في الصالحية، ووزع على المواطنين نسخا من البيان المذكور. وتجاذب معهم الحديث عن مواقف الحزب السياسية.

كما قام فريق من هيئة الحزب في مدينة الحرية، بتنظيم جولة في منطقة دور نواب الضباط. ووزع الفريق على المواطنين نسخا من البيان. بينما نظمت "هيئة النخبة" جولات راجلة مماثلة في منطقتي الإعلام والرسالة، ونظمت هيئة الحزب في المنصور، جولة أخرى. 

كذلك نظمت اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثالثة، جولة راجلة في الشوارع العامة ضمن الرقعة الجغرافية لنشاطها. ووزعت على المواطنين نسخا من البيان المذكور.

اللجنة المحلية العمالية في الحزب، نظمت من جانبها، على مدى ثلاثة أيام متواصلة، جولات إعلامية في عدد من المناطق الصناعية البغدادية، بهدف التعريف بتاريخ الحزب ونضاله ومواقفه السياسية.

وشملت الجولات مناطق بغداد الجديدة (شارع معمل الشخاط)، والمنطقة الصناعية في كسرة وعطش وسبع قصور، فضلاً عن شارع الشيخ عمر في الباب الشرقي، والمنطقة الصناعية في الكاظمية. وقد وزع المشاركون في الجولات على أصحاب الورش والمحال الصناعية والعمال، نسخا كثيرة من فولدرات توضح سياسة الحزب ومواقفه الوطنية والانتخابية ومواقفه الداعمة لحقوق الشعب.

كما وزعوا عليهم نسخا من بيان الحزب حول الحرب الإسرائيلية – الإيرانية والاعتداءات الصهيونية في غزة. وتبادلوا معهم الحديث عن رؤية الحزب في شأن مواجهة المحاصصة الطائفية، وسعيه إلى التغيير الشامل.

من جانبهم، عبّر المواطنون عن دعمهم لمواقف الحزب، ومساندتهم مسعاه في بناء بديل وطني قائم على العدالة الاجتماعية.

في السياق، خرج فريق شبابي من منظمة الحزب في قضاء الصويرة شمالي واسط، إلى شارع الكازينوهات وسط القضاء. ووزع على المواطنين نسخا من البيان "ندين العدوان ونتضامن مع الشعب الإيراني".

رفاق من اللجنة الأساسية للحزب في مدينة الديوانية، خرجوا بدورهم إلى الشوارع العامة والأسواق في المدينة، ووزعوا على المواطنين نسخا من البيان. وأوضحوا لهم موقف الحزب من العدوان الصهيوني على الشعب الإيراني.

وشهد قضاء الهندية في كربلاء، جولة راجلة لرفاق من منظمة الحزب، قاموا بتوزيع نسخ من البيان المذكور على المواطنين وأصحاب المحال التجارية.  

وفي كركوك، نظمت أساسية المدينة/ اللجنة المحلية في المحافظة، جولات راجلة على الطرق الرئيسة وفي الأسواق. ووزعت على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من البيان آنف الذكر. 

********************************************

شيوعيو الكاظمية يتفقدون الرفيق مجيد حميد دبه

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية، أول أمس الجمعة، الرفيق وصديق الحزب مجيد حميد دبه في منزله في منطقة الدولعي، وذلك للاطمئنان على صحته بعد خضوعه لعملية جراحية تكللت بالنجاح.

ونقل الوفد للرفيق تحيات قيادة المنظمة، وتمنياتها له بالشفاء العاجل.

ضم الوفد كلا من الرفاق ستار جبار ود. مؤيد عبد الصاحب ومظهر سلمان وماجد القصاب.

************************************************

شيوعيو البصرة يزورون رفيقهم عبد العباس

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من شيوعيي البصرة الرفيق عبد العباس عبد الحسين محمد في قضاء الفاو، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي وإدامة التواصل معه.

الرفيق عبد العباس مناضل عتيد، كان سكرتيراً لمنظمة الحزب في الفاو قبل أن يتراجع وضعه الصحي ويقعده عن العمل.

ضم الوفد كلا من الرفاق نائب سكرتير محلية الحزب في البصرة فاروق احمد الهاجري، جاسم محمد حاجي، عبد العظيم عبود جابر وعدنان صادق يوسف.

*************************************************

ندوة نسوية حول مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية

بغداد ـ طريق الشعب

نظّمت رابطة المرأة العراقية ندوة توعوية في مدينة الصدر (الثورة) بعنوان: “دور المرأة في الانتخابات: تحديات وطموحات”، بمشاركة أكثر من 20 امرأة.

سلّطت الندوة الضوء على واقع المشاركة السياسية للنساء، والمعوقات التي تعرقل وصولهن إلى مواقع صنع القرار، في ظل غياب الدعم الجاد من القوى السياسية والمؤسسات المعنية. وعبّرت المشاركات عن استيائهن من التهميش المتكرر لأصوات النساء، سواء في مرحلة الترشيح أو خلال الحملات الانتخابية.

وأكدت المشاركات ضرورة توفير بيئة انتخابية عادلة تضمن تمثيلًا حقيقيًا للمرأة، بعيدًا عن الشعارات والوعود غير المنفّذة.

تأتي الندوة ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى تعزيز الوعي السياسي، وتمكين النساء من أداء دور فاعل في الحياة العامة.

********************************************************

الصفحة التاسعة

عماد محمد مدرباً للمنتخب الأولمبي وأحمد صلاح لمنتخب الشباب

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، تسمية عماد محمد مدرباً جديداً للمنتخب الأولمبي، فيما تم تكليف أحمد صلاح بقيادة منتخب الشباب، في إطار التحضيرات للاستحقاقات المقبلة على المستويين الآسيوي والدولي. وقال عضو الاتحاد، غالب الزاملي، إن "الاتحاد عقد اليوم اجتماعه الدوري، وتم اتخاذ قرار تسمية المدربين استعداداً للمرحلة المقبلة التي تتضمن تحديات مهمة". ومن المنتظر أن يشارك المنتخب الأولمبي العراقي في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، المؤهلة إلى النهائيات، بمشاركة 44 منتخباً تم توزيعهم على 11 مجموعة، حيث تقام المباريات بنظام التجمع من 1 إلى 9 أيلول 2025. وبحسب نتائج القرعة التي أجريت مؤخراً في العاصمة الماليزية كوالالمبور، جاء المنتخب الأولمبي العراقي ضمن المجموعة السابعة إلى جانب كمبوديا (المضيف)، عُمان، وباكستان. يأتي هذا التغيير في الجهاز الفني في إطار سعي الاتحاد العراقي لتعزيز جاهزية المنتخبات الوطنية، وتحقيق نتائج إيجابية في التصفيات القارية المقبلة.

********************************************

دوري نجوم العراق الشرطة يدخل التاريخ بتتويج رابع على التوالي

متابعة ـ طريق الشعب

حقق فريق الشرطة العراقي إنجازًا تاريخيًا بتتويجه بلقب دوري نجوم العراق للموسم 2024-2025، للمرة الرابعة على التوالي، كأول نادٍ عراقي يحقق هذا الرقم القياسي في تاريخ البطولة.

وجاء التتويج بعد فوز "القيثارة الخضراء" على فريق نفط البصرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي أقيمت على ملعب الفيحاء في مدينة البصرة، ليحسم الفريق اللقب قبل جولتين من نهاية المسابقة.

وعبّر مدرب الفريق، مؤمن سليمان، عن فخره الكبير بما حققه فريقه، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل التكاتف الكبير بين الإدارة والجهاز الفني واللاعبين والجماهير.

وقال سليمان: "أهنئ جماهير القيثارة بهذا اللقب التاريخي الذي جاء بعد عناء ومجهود كبير من الجميع. البصرة دائمًا فأل خير على الشرطة، واليوم تأكد ذلك من خلال تتويجنا بلقب هو الأصعب في السنوات الأخيرة".

وأوضح المدرب المصري أن دعم الإدارة كان "ثابتًا في كل الظروف، سواء في الفوز أو الخسارة، وهذا ما صنع الفارق الحقيقي في مشوارنا هذا الموسم".

من جانبه، أكد نجم الفريق محمود المواس أن الشرطة قدّم موسمًا استثنائيًا رغم بعض العقبات في البداية، مضيفًا: "أثبتنا أن البطل ينهض دومًا. الفريق لعب بروح عالية وحقق نتائج قوية، واليوم نحتفل بهذا التتويج مع جماهيرنا في بغداد والبصرة وكل محافظات العراق".

وأضاف المواس: "سنحتفل اليوم فقط، وغدًا نبدأ الاستعداد لما تبقى من مباريات، وهدفنا المقبل هو تحقيق كأس العراق والتتويج بالثنائية".

أنهى الشرطة الجولة 36 من الدوري في الصدارة برصيد 83 نقطة، جمعها من 25 فوزًا و8 تعادلات، مقابل 3 خسارات فقط، ليؤكد تفوقه الكامل هذا الموسم.

في المقابل، وفي مشهد مغاير، قررت الهيئة المؤقتة لنادي الزوراء فرض عقوبات مالية على لاعبي الفريق، بسبب تراجع المستوى وتوالي النتائج السلبية، وآخرها الخسارة أمام الكرخ 2-1 في الجولة ذاتها.

وأوضحت الإدارة أن هذه العقوبات تأتي ضمن لوائح النادي الداخلية، في محاولة لتصحيح المسار وتحفيز اللاعبين قبل ختام الموسم.

وبين تتويج الشرطة المبكر ومعاناة منافسيه، تتجه الأنظار إلى ختام الدوري وما تبقى من مواجهات، لا سيما مع استعداد الفرق الكبيرة لخوض غمار كأس العراق، حيث يسعى الشرطة لإضافة لقب جديد إلى خزائنه ومواصلة السيطرة محليًا.

*************************************************

العراق يشارك في بطولة العالم للسباحة

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للسباحة والألعاب المائية، عن مشاركة المنتخب العراقي للسباحة الأولمبية في بطولة العالم المقرر إقامتها في سنغافورة، والتي ستنطلق في السابع والعشرين من شهر تموز المقبل.

وقال نائب رئيس الاتحاد، هاشم الخزرجي، إن "المنتخب العراقي للسباحة سيشارك في بطولة العالم للسباحة الأولمبية في سنغافورة نهاية الشهر المقبل"، مشيرًا إلى أن التحضيرات للمشاركة جارية على أكثر من صعيد.

وأضاف الخزرجي أن الاتحاد قرر إقامة بطولة الأندية العراقية للسباحة الأولمبية مطلع شهر تموز، بمشاركة واسعة من سباحي العراق، موضحاً أن "الهدف من هذه البطولة المحلية هو اختيار لاعبي المنتخب الوطني استناداً إلى نتائج المتسابقين الحاصلين على المراكز الأولى، تمهيداً لخوض بطولة العالم".

كما كشف المسؤول في الاتحاد عن نية إقامة معسكر تدريبي خاص بالمنتخب، سيتم تحديد مكانه وتوقيته لاحقاً، بالتنسيق مع الجهاز الفني، لضمان الجاهزية الكاملة للحدث العالمي.

وفي جانب آخر، أعلن الخزرجي عن إقامة دورة تحكيمية لحكام العراق في مسبح الشعب الدولي خلال شهر تموز المقبل، مبيناً أن "الدورة ستكون تحت إشراف حكام دوليين رفيعي المستوى، وسيتم منح المشاركين الذين يجتازون الدورة شهادات تحكيم رسمية معتمدة في رياضة السباحة".

****************************************

أتلتيك بيلباو يلعب ورقته الأخيرة لإقناع نيكو ويليامز بالبقاء

بلباو ـ وكالات

يواصل نادي أتلتيك بيلباو مساعيه الحثيثة لإقناع نجمه الشاب نيكو ويليامز بعدم مغادرة النادي، في ظل اهتمام كبير من برشلونة الذي يترقب تفعيل الشرط الجزائي في عقد اللاعب.

وبحسب ما نقلته صحيفة "سبورت" الإسبانية، فإن بيلباو يعوّل على العلاقة العاطفية القوية التي تربط عائلة ويليامز بالنادي، حيث سبق أن احتضن والدي اللاعب بعد قدومهما من غانا واستقرارهما في إقليم الباسك، وهو ما جعل من انضمام نيكو وشقيقه إينياكي إلى النادي رحلة شخصية وعائلية قبل أن تكون مهنية.

الصحيفة أوضحت أن الشقيقين يشعران بانتماء عميق لأتلتيك بيلباو، النادي الذي منحهم فرصة الاحتراف في أعلى المستويات. ولهذا السبب، لم يكن قرار نيكو في الصيف الماضي بالاستمرار قرارًا سهلًا رغم رغبته في تطوير مسيرته، وقد لعب شقيقه إينياكي، الذي سيرتدي شارة القائد الموسم المقبل، دورًا محوريًا في إقناعه بالبقاء، كما كان لوالدتهما موقف حاسم حينها.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه آمال بيلباو بإقناع اللاعب بالاستمرار هذا الصيف، إلا أن إدارة النادي لا تزال تراهن على مشاعر الولاء والحب العائلي، وقدمت عرضًا جديدًا يتضمن زيادة كبيرة في راتبه، قد تتجاوز حتى ما عرضه برشلونة.

حتى الآن، لم يرد نيكو على العرض، فيما يأمل النادي أن تُسهم ضغوط الأسرة، خاصة شقيقه ووالدته، في ترجيح كفة البقاء داخل أسوار ملعب "سان ماميس".

ويُعد نيكو ويليامز أحد أبرز المواهب الصاعدة في الكرة الإسبانية، وهو عنصر أساسي في مشروع برشلونة المستقبلي، ما يجعل مسألة بقائه مع بيلباو محط أنظار الصحافة والجماهير على حد سواء.

***********************************************

البرازيل تعلن رغبتها في استضافة كأس العالم للأندية 2029

ميامي – وكالات

أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، عن رغبته في استضافة كأس العالم للأندية 2029، وذلك خلال قمة الفيفا التنفيذية التي عقدت يوم الجمعة في مدينة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد رئيس الاتحاد البرازيلي، سمير زود، خلال اللقاء مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جياني إنفانتينو، والأمين العام ماتياس غرافستروم، تقديم البرازيل عرضاً لاستضافة النسخة المقبلة من مونديال الأندية بعد أربع سنوات.

وقال زود في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية: "كل شيء بدأ بحديث تمهيدي. تحدثت عن أهدافي كرئيس للاتحاد، وأكدت رغبتنا في تعزيز علاقاتنا مع الفيفا، وأثنيت على أداء أنديتنا، ثم عرضت استضافة كأس العالم للأندية 2029 في البرازيل."

وأشار إلى أن إنفانتينو أبدى سعادة كبيرة بالعرض، ووصفه بأنه "ممكن تماماً"، رغم عدم تقديم ملف رسمي حتى الآن، معتبرًا أن ما تم يُعد خطوة رسمية نحو الإعلان عن نية البرازيل استضافة البطولة.

وتشهد النسخة المقبلة من مونديال الأندية في عام 2025 مشاركة أربعة فرق برازيلية هي: بالميراس، بوتافوغو، فلامينغو، وفلومينينسي، وتُقام منافساتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تصدرت ثلاثة من هذه الفرق مجموعاتها حتى الآن، فيما تعادل فلومينينسي مع بوروسيا دورتموند في مباراته الأولى.

جدير بالذكر أن نسخة عام 2029 ستكون الثانية التي تُقام بمشاركة 32 فريقًا في تاريخ البطولة، حيث ضمنت حتى الآن أربعة أندية تأهلها: باريس سان جيرمان (بطل أوروبا) والأهلي السعودي (بطل آسيا) وبيراميدز المصري (بطل أفريقيا) وكروز آزول المكسيكي (بطل الكونكاكاف).

ويُعد فلامينغو البرازيلي أحد الفريقين الوحيدين اللذين ضمنا التأهل إلى دور الـ 16 من بطولة 2025، إلى جانب بايرن ميونخ الألماني.

 

 

وقفة رياضية.. الإعلام الرياضي مرآة للحقيقة لا للتجميل

منعم جابر

قد يعتقد بعض المسؤولين وقادة الرياضة العراقية ومؤسساتها أن واجب الصحافة الرياضية والإعلام الرياضي هو كيل المديح والتشجيع للمؤسسات الرياضية وقادتها فقط، ولا مجال عند هؤلاء المسؤولين، ولا فرصة للصحافة والإعلام الرياضي، في أن يوجِّها النقد أو أن يشيرا إلى عمل خاطئ أو أداء فاشل في هذه المؤسسات. ذلك لأن قادة هذه المؤسسات ومسؤوليها لا يقبلون نقدًا أو ملاحظة تجاه أداء مؤسساتهم الرياضية، لأنهم، كما يعتقدون، قد بلغوا الكمال، ولا يحق لأحد أن ينتقدهم، حتى ولو كان من السلطة الرابعة (الصحافة).

أحبّائي العاملين في المؤسسات الرياضية: أنتم بشر، ولستم معصومين من العيوب والأخطاء، وما دمتم تعملون في الساحة الرياضية، فإن عملكم عرضة للنواقص والخلل. إن جميع الأعمال والنشاطات الإنسانية، ومنها العمل الرياضي، قابلة للخطأ والصواب، لذا أطالب أحبتنا قادة القطاع الرياضي أن يكونوا مؤمنين بقيم الرياضة وسلوكها، وأن يدركوا أن العمل في هذا القطاع هو جهد إنساني قابل لكل الاحتمالات. وعليكم، يا قادة القطاع الرياضي، أن تؤمنوا بهذه الحقيقة الثابتة، وأن تمارسوا دوركم انطلاقًا من هذا المبدأ: أن العمل الرياضي هو عمل إنساني، قابل للنجاح والتفوق، مثلما هو قابل للفشل والأخطاء.

ولكن، مع الأسف، نجد أن بعض قادة الرياضة ومؤسساتها يكونون على وفاق وانسجام عندما يرون الإعلام والصحافة يمتدحان أعمالهم ويباركان جهودهم، بينما نجدهم، في أحيان أخرى، ينزعجون جدًا من هذا الصحفي أو ذاك الإعلامي الذي أشار إلى عيوب واضحة في أنشطتهم أو إلى نواقص رافقت ألعابهم، مما دفع بعض الإعلاميين إلى تدوين ملاحظات نقدية مشروعة. وهنا نجد بعض قادة المؤسسات الرياضية يصبّون جام غضبهم وهجومهم على من كتب نقدًا، أو قدم ملاحظة، أو أشار إلى خلل في نشاطهم الرياضي، الأمر الذي يستدعي تواصل الشكاوى، وقد تصل بعضها إلى المحاكم.

إننا نقول لأحبتنا في المؤسسات الرياضية: نحن نعيش اليوم تجربة جديدة، وواقعًا رياضيًا مختلفًا، بعيدًا عن فترات الحكم الدكتاتوري السابقة. وإن الإعلام، بشكل عام، والإعلام الرياضي بشكل خاص، هو سلطة حقيقية، من حقها بل من واجبها أن تحاسب المقصرين، وتفضح الفاسدين، وتكشف المتلاعبين بالمال العام. كما أن من واجب الإعلام والصحافة الرياضية تسليط الضوء على العمل الجيد والأداء السليم، تمامًا كما يُسلَّط الضوء على العيوب والنواقص والأخطاء، أيًا كان مصدرها، حفاظًا على المصلحة العامة والمال العام.

أما أن يعتقد بعض قادة الرياضة ومؤسساتها أن دور الصحافة والإعلام ينحصر في خدمة النشاطات الرياضية فقط، دون الإشارة إلى العيوب والأخطاء، فإن هذا النوع من الأداء الصحفي والإعلامي لا ينتمي إلى الصحافة الحرة والملتزمة، بل يندرج ضمن ما يسمى بـ"الصحافة الصفراء" أو "المشبوهة".

نحن نعمل من أجل الارتقاء بالنشاطات والفعاليات الرياضية التي تخدم الوطن وتسعى إلى تطوير الأداء الرياضي. فمن نجح وتفوق، يستحق الإشادة والثناء، أما من قصَّر أو أخفق، فإن الواجب الوطني يفرض علينا تذكيره بأخطائه وتقصيراته، سعيًا للإصلاح والتغيير، فهذه هي سنة الحياة. ومن لا يعجبه هذا النهج والسلوك الصحفي القويم، فعليه أن يشرب من ماء البحر.

***************************************************

الصفحة العاشرة

في ذكراه السبعين.. باندونغ المؤتمر والمدينة

إعداد: رشيد غويلب

قبل سبعين عامًا، تم زرع بذور النظام العالمي الجديد في باندونغ بإندونيسيا. ففي قاعة المهرجانات الاستعمارية السابقة "سوسيتيه كونكورديا"، اجتمع قادة بلدان آسيوية وأفريقية لتشكيل جبهة مشتركة ضد الإمبريالية والهيمنة. وأصبح المبنى ـ الذي علقت في مدخله لافتة كُتب عليها "ممنوع دخول الكلاب والسكان الأصليين"، حيث كان الضباط ورجال الأعمال وكبار الشخصيات الهولنديون يحتفلون ذات يوم بقوتهم الاستعمارية ـ مسرحًا لمؤتمر باندونغ، وهو معلم بارز في النضال من أجل الاستقلال وتقرير المصير. لقد أصبح ما كان في الأصل معقلاً للغطرسة الاستعمارية رمزاً للتحرر.

رمزية المدينة

في قلب مدينة باندونغ، المدينة التي اكتسبت لقب "باريس جاوة" بسبب جمالها وموقعها الاستراتيجي، يقف مبنى يجسد الغطرسة والرضا عن الحكم الاستعماري الهولندي على نحو لا مثيل له: مبنى سوسيتيه كونكورديا. تم تأسيس هذا المعقل الحصري في عام 1895 وتمت إعادة بنائه في عشرينيات القرن العشرين. وقد كانت بمثابة مكان اجتماع للنخبة الاستعمارية الهولندية - أصحاب المزارع وكبار المسؤولين والضباط العسكريين، الذين قرروا مصير ملايين الإندونيسيين.

بين جدران كونكورديا الرخامية، تم إبرام عقود مربحة لتوريد الشاي والقهوة والمطاط والكينين، المنتجات التي كانت أساس لقوة هولندا الاقتصادية. وكلما اندلعت ثورة في أي مكان في جاوة أو سومطرة، كان الأمر الاستراتيجي بإرسال القوات واستعادة "النظام والاستقرار" يصدر من معبد القوة الاستعمارية هذا.

وفي جمعية كونكورديا، لم يتم وضع خطط لإنشاء خطوط سكك حديدية ومزارع جديدة فقط، بل تم أيضًا وضع الأساس لنظام قمع منهجي. وفي أماكن مثل جمعية كونكورديا، تم تحسين وتوسيع نظام الزراعة، حيث كان على المزارعين الإندونيسيين التنازل عن جزء من محاصيلهم للحكومة الاستعمارية. وناقشت شبكات من المزارعين والمسؤولين الاستعماريين كيفية تنظيم العمالة المهاجرة، ومضاعفة الأرباح، وقمع حركة التحرر الإندونيسية المتنامية. لكن باندونغ لن تظل جنة الحكام الاستعماريين إلى الأبد.

باندونغ مركز المقاومة

بينما كان الاحتفال داخل أسوار كونكورديا بالاستعمار الهولندي الأبدي، بدأت الثورة تكتسب زخمًا خارج الأسوار. في عشرينيات القرن العشرين، أصبحت باندونغ مركزاً للوعي السياسي. هناك، أسس مهندس شاب يدعى سوكارنو ورفاقه الحزب الوطني الإندونيسي. وأصبحت باندونغ المركز الفكري للمقاومة، والمكان الذي توزع فيه المنشورات المعادية للاستعمار، حيث نظم الطلاب في الجامعة التقنية صفوفهم ضد قوات الاحتلال.

لقد أدت الحرب العالمية الثانية إلى تغيير موازين القوى مؤقتًا. طرد اليابانيون الهولنديين من إندونيسيا، وعلى الرغم من قسوتهم، سمحوا للإندونيسيين ببناء هياكلهم السياسية. عندما استسلمت اليابان في عام 1945، أعلن سوكارنو ومحمد حتا الاستقلال. ردت هولندا بغضب. وفي محاولة أخيرة للحفاظ على المستعمرة، أرسلت الى البلاد عشرات الآلاف من الجنود.

في آذار 1946، حدثت نقطة تحول في النضال من أجل استقلال إندونيسيا في باندونغ. دخل الجنود البريطانيون المدينة، لمساعدة الهولنديين في استعادة مستعمرتهم السابقة، لكنهم واجهوا مقاومة شرسة. قرر المقاتلون الإندونيسيون إخلاء مدينتهم وإشعال النار فيها. وأصبح الجحيم الناتج عن ذلك يُعرف باسم "بحر نار باندونغ". وبعد ذلك سمح البريطانيون للجنود الهولنديين بالزحف إلى مدينة ميتة، الأمر الذي أدى إلى تحطيم وهم استعادة الاستعمار. وبعد ثلاث سنوات استسلموا. وأصبحت اندونيسيا حرة. استولت الحكومة الإندونيسية على جمعية كونكورديا، التي كانت في يوم من الأيام رمزاً للهيمنة الغربية، وعندها أصبحت تسمى "مبنى الحرية".

مؤتمر باندونغ

بعد ست سنوات من إجبار هولندا على سحب قواتها والاعتراف باستقلال إندونيسيا، اجتمع زعماء 29 دولة من آسيا وأفريقيا في باندونغ لحضور مؤتمر تاريخي. ولأول مرة في التاريخ الحديث، اجتمعت المستعمرات السابقة دون حضور ممثلي البلدان الغربية.

في 18 نيسان 1955، افتتح الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو في باندونغ، ثالث أكبر مدينة في البلاد المؤتمر، الذي شارك في اعماله أكثر من 300 مندوب من 29 مستعمرة وشبه مستعمرة سابقة تمثل أكثر من نصف سكان العالم في ذلك الوقت. وكانت هناك تباينات في الرأي في ما يتعلق بطبيعة الاستعمار، وتخللت المؤتمر في بعض الأحيان مناقشات ساخنة. ولكن عندما انتهت اعمال المؤتمر في 24 نيسان، تم الاتفاق على مبادئ مناهضة الاستعمار ومناهضة العسكرة: كرس إعلان باندونغ المكون من عشر نقاط مبادئ "التعايش السلمي" و"عدم الانحياز". لقد كانت لحظة حاسمة في تاريخ القرن العشرين.

وكانت قائمة الضيوف مثيرة للإعجاب. وكان من بين المشاركين شخصيات بارزة: جواهر لال نهرو، رئيس الوزراء الهندي صاحب الرؤية؛ الرئيس المصري جمال عبد الناصر، صاحب التأثير الكبير حينها في البلاد العربية، الذي ألهم تأميمه لقناة السويس في وقت لاحق نضال مناهضة الاستعمار؛ وتشو إن لاي، رئيس الوزراء ووزير الخارجية لجمهورية الصين الشعبية. كان الضيوف يمثلون البلدان التي تحررت من قيود الاستعمار، وبلدان أخرى ما زالت تناضل من أجل حريتها.

كان جدول أعمال المؤتمر واضحا: إنهاء الاستعمار، ورفض التحالفات العسكرية، وتعزيز التعاون الاقتصادي دون تدخل غربي. وفي الجلسة الختامية، تم اعتماد عشرة مبادئ، من بينها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعايش السلمي.

ولم تكن هذه المبادئ العشرة بمثابة بوصلة أخلاقية للعالم الناشئ بعد الاستعمار فقط، بل شكلت أيضا الأساس لحركة عدم الانحياز التي ظهرت في وقت لاحق. وقد تم تطوير الأفكار التي ظهرت في باندونغ في مؤتمر حركة عدم الانحياز الأول في عاصمة يوغسلافيا الاشتراكية بلغراد عام 1961، وأدت في نهاية المطاف إلى إنشاء مجموعة الـ 77 داخل الأمم المتحدة.

طبيعة حركة عدم الانحياز

إن حركة عدم الانحياز التي تطورت في السنوات التي أعقبت مؤتمر باندونغ لا يمكن فهمها إلا في السياق التاريخي للوضع العالمي حينها. لقد سعت الدول الإمبريالية إلى دمج مستعمراتها السابقة في "الحرب الباردة" ضد بلدان المنظومة الاشتراكية وحركات التحرر الوطني، عبر سلسلة من الاتفاقيات العسكرية. على سبيل المثال، تم إنشاء حلف بغداد في 24 شباط 1955 من قِبل إيران والعراق الملكي وباكستان وتركيا والمملكة المتحدة. كامتداد لحلف الناتو على الحدود الجنوبية الغربية للاتحاد السوفييتي، وكان مقره الرئيس في بغداد، حتى انتصار ثورة 14 تموز 1958 وخروج العراق من الحلف، الذي عرف لاحقا بحلف المعاهدة المركزية (السنتو)، الذي استضافته تركيا، حتى حله رسميا في 16 اذار 1979. وكان السعي للحياد الإيجابي حينها موضوعيا موجها ضد هذه السياسة الإمبريالية. وتحدث رئيس الوزراء الهندي نهرو عن "الحياد الإيجابي" لتمييزه عن النموذج السويسري للحياد السلبي. كانت "روح باندونغ" تتألف من المقاومة النشطة ضد المؤامرات الإمبريالية في المستعمرات السابقة والقائمة.

عكس قيام حركة عدم الانحياز الطبيعة الطبقية وتعبيراتها السياسية في الحكومات الجديدة في الدول المستقلة حديثا. لقد كانت حركات التحرر في هذه البلدان بقيادة البرجوازية الوطنية: المثقفين البرجوازيين الصغار مثل سوكارنو ونهرو أو الضباط الأحرار، كما هو الحال في التجربة المصرية. لقد سعى هؤلاء الزعماء إلى مزيد من الاستقلال عن الإمبريالية، ولكن موقعهم الطبقي منعهم من الانحياز بشكل واضح ومتسق إلى الدول الاشتراكية.

بعد الاستقلال، حدثت عملية تمييز طبقي في هذه البلدان، وفي سياق الصراع بشأن توجهها اللاحق. في حين اقتربت بعض الحكومات من المعسكر الاشتراكي، بل وتبنت بعضها الماركسية، أصبحت حكومات أخرى صديقة بشكل متزايد للغرب، واتخذت إجراءات قمعية ضد الشيوعيين والديمقراطيين في بلدانها.

في المعسكر الاشتراكي، قوبل تشكيل حركة عدم الانحياز في البداية بتحفظ. لكن مع مرور الوقت، تم التوصل إلى استنتاج مفاده أن التحالف كان ظاهرة متناقضة ولكنها حقيقية للغاية ولا يمكن تجاهلها. كمفهوم في السياسة الخارجية، عكس عدم الانحياز المصالح الطبقية للبرجوازية الوطنية ذات التطلعات القومية ومع ذلك، في سياق "الحياد الإيجابي"، خلص ديثيلم فايدمان، أستاذ نظرية وتاريخ العلاقات الدولية في آسيا بجامعة هومبولت في برلين الشرقية عاصمة المانيا الديمقراطية السابقة عام ١٩٧٤، إلى أن "عدم الانحياز كان متأصلًا بلا شك في نزعة أساسية مناهضة للاستعمار والإمبريالية". وأضاف: "على الرغم من التقلبات والتناقضات العديدة، وبغض النظر عن إرادة القادة البرجوازيين في بعض البلدان، فإن الموقف الأساسي في السياسة الخارجية لدول عدم الانحياز قد أنتج، موضوعيًا، آثارًا مناهضة للإمبريالية، وعرقل الاستراتيجية والسياسة الإمبريالية، وأضعف مكانة الإمبريالية في العلاقات الدولية".

وكانت حركة عدم الانحياز تعتبر أيضًا مجالًا مثيرًا للتنافس.

وكان من الضروري، من ناحية، دعم مطالبهم التقدمية في الأمم المتحدة، ولكن من ناحية أخرى، مواصلة السعي إلى مواقف مناهضة للإمبريالية ثابتة داخل التحالف، كما فعل فيدل كاسترو وآخرون.

"روح باندونغ"

في خطاب الافتتاح الذي لا ينسى، قال الرئيس سوكارنو استعارة قوية ودائمة: "روح باندونغ". وأكد على الأهمية التاريخية لهذه اللحظة ووجود "الروح الخالدة القوية، التي لا تقهر لمن سبقونا". إن نضالهم وتضحياتهم مهد الطريق لهذا الاجتماع بين اكبر زعماء الدول المستقلة وذات السيادة من اثنتين من أعظم قارات العالم".

لقد كان التأثير الحقيقي لمؤتمر باندونغ أبعد من مجرد التصريحات الدبلوماسية. وفي أروقة "مبنى الحرية"، نجح المشاركون في إقامة روابط من شأنها أن تغير مسار القرن العشرين. ووجد القادة الأفارقة الدعم في نضالهم من أجل الحرية. وفوق كل ذلك، تم إرسال رسالة إلى العالم في باندونغ: كان عصر الاستعمار قد انتهى.

باندونغ تهديد لحضارة الغرب!

في المراكز الرأسمالية، استقبل مؤتمر باندونغ باستياء شديد. وحذرت الصحف الاستعمارية من "أفكار خطيرة" من شأنها أن تعرض الاستقرار في المستعمرات المتبقية، وكثيراً ما تم تصوير المؤتمر على أنه "معاد للغرب". ولعبت الصحف الأخرى بورقة معاداة الشيوعية. وكتبت الصحف السائدة حينها، إن مؤتمر باندونغ لعبة في يد موسكو وبكين.

وحذرت جماعات الضغط الاستعمارية المؤثرة، من أن باندونغ قد يؤدي إلى "التحريض على التمرد". ووصف المؤتمر بأنه تهديد لعمل الدول الاستعمارية في آسيا وافريقيا. وبشأن الكونغو، التي كانت مستعمرة بلجيكية أعلن وزير الخارجية البلجيكي ا بول هنري سباك: "نحن نؤيد تقرير المصير، ولكن النظام والتنمية يجب أن يحتل الأولوية"، اي الاعتقاد الاستعماري بأن الكونغو "لم تنضج بعد" للاستقلال. وكان الحزب الشيوعي البلجيكي هو الوحيد الذي أعرب عن دعمه الصريح لمؤتمر باندونغ، الذي اعتبر "خطوة تاريخية ضد الإمبريالية". ولكن الموقف الاستعماري البلجيكي لم يتمكن من منع روح باندونغ من إلهام باتريس لومومبا في نضاله من أجل الاستقلال لاحقا.

الثورة المضادة

بعد موجة التحرر الوطني في الخمسينيات والستينيات، والتي استمرت حتى متصف السبعينيات، شنت الثورة المضادة هجوماً مضاداً شاملاً منذ منتصف العقد السادس. بعد مرور عشر سنوات على مؤتمر باندونغ، تمت الإطاحة بحكومة سوكارنو في انقلاب عسكري مدعوم من الغرب. وبمساعدة المعلومات الاستخباراتية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات الألماني، تمكنت الحكومة العسكرية الجديدة من قتل أكثر من مليون شيوعي ومناهض للإمبريالية في إندونيسيا. وتبع ذلك انقلابات مماثلة ضد الحكومات ذات التوجه الاشتراكي في غانا ومالي في عامي 1966 و1968، ومن المفيد الإشارة الى ان استراتيجية انقلابات المخابرات المركزية الامريكية سبقت انعقاد مؤتمر باندونغ، واستمرت في السنوات التي تلته، فكانت البداية مع الاطاحة بحكومة مصدق الوطنية في إيران 1953، تبعها انقلاب 8 شباط الأسود الذي أنهي مسيرة ثورة 14 تموز في العراق. وفي الوقت نفسه، كثفت الولايات المتحدة حربها ضد الشعب الفيتنامي، بحيث ارتفع عدد القوات الأمريكية المنتشرة، بحلول عام 1968، إلى أكثر من نصف مليون مقاتل. أما الحكومات التي تمكنت من الإفلات من النظام العنيف للإمبريالية فقد تم احتواؤها، أو ببساطة ابتلعها الاقتصاد الرأسمالي العالمي. فرضت سياسات المؤسسات المالية الغربية، مثل صندوق النقد الدولي، أزمة ديون على بلدان في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، ولا تزال مستمرة حتى اليوم. وتراجعت روح باندونغ إلى حد كبير منذ ثمانينيات القرن العشرين فصاعدا. وبتفكك الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية في شرق أوربا، فقدت حركات التحرر شريكها الأقرب وأُجبرت على التراجع لفترة طويلة.

بين باندونغ و"بركس"

في عام 2009 تأسس تحالف "بريكس" وتوسع في عام 2024، وبالتالي السؤال المطروح: هل بمثل تأسيس بركس إحياء لروح باندونغ؟ من المؤكد أن قمة بريكس الموسعة تعالج العديد من القضايا التي تمت مناقشتها في باندونغ قبل سبعين عاماً: التعاون بين بلدان الجنوب، وعدم الانحياز، وتخفيف الديون، ومسألة الاتحاد النقدي وأنظمة الدفع البديلة. ولكن كما يشير المؤرخ الهندي والشيوعي فيجاي براشاد، فمن المضلِّل أن نزعم أن روح باندونغ قد تعافت بالفعل من الثورة المضادة: "إنها موجودة، ولكن كحنين وليس كعلاقة عضوية في اوساط الجماهير المكافحة واغلب الحركات التي تقف على عتبة السلطة". ويرى براشاد أن التطورات التي شهدناها اليوم تمثل ظهور "مزاج جديد في الجنوب العالمي". إنها "مجرد إشارة إلى إمكانية جديدة، بالإضافة الى ان مفهوم "السيادة" في جوهرها، ينطوي على إمكانيات ديمقراطية هائلة".

إن أغلب الحكومات التي اجتمعت في باندونغ عام 1955 نشأت من نضالات ضد الاستعمار. وكانوا مسؤولين إلى حد كبير امام الحركات الجماهيرية في بلدانهم. ولكن طموحات العديد من حكومات مجموعة بريكس اليوم لا تحركها الجماهير بقدر ما يحركها السعي لتوظيف التغيرات في توازن القوى العالمي. لقد مكّن النمو الصناعي في الصين وغيرها من "قاطرات الجنوب" البلدان النامية من الاعتماد بشكل متزايد على مصادر بديلة للتمويل. إنّ التفكير الجدي بإيجاد مؤسسات مالية بديلة، للمؤسسات الغربية مثل صندوق النقد الدولي يضعف الهيمنة الإمبريالية على الساحة العالمية، وبالتالي يمثل موضوعيا فعلا مناهضا للإمبريالية. إن تحالف بريكس، مثل حركة عدم الانحياز آنذاك، يظل ظاهرة متناقضة ولكنها حقيقية. ومن الضروري لقوى اليسار والتقدم أن تستوعب هذا التطور، وأن تسعى إلى تعزيز العامل الذاتي في النضالات التحررية المناهضة للإمبريالية.

ومن الضروري ايضا التأكيد ان مجموعة بريكس تعد الأكثر حظاً في خلق توازن جديد في العلاقات الدولية، إثر انتهاء حقبة انفراد الولايات وحلفائها الغربيين بالهيمنة على العالم في السنوات التي تلت اختفاء الاتحاد السوفيتي وتفكك حلف وارشو.

وبالتأكيد فإن الكثير من المعطيات الجغرافية والسكانية والاقتصادية والعسكرية، التي تمتلكها البلدان الأعضاء، تقف وراء هذا الاهتمام، الذي يتوزع بدوره على مسارين:

الأول: خلق توازن جديد في العلاقات الدولية، في ضوء معايير لعبة المصالح بين المحاور والتكتلات الدولية. وهو أمر مفهوم، يضع من لا يراقب تطوره ويسعى لتوظيفه لصالح مشروعه السياسي او قضيته الوطنية، نفسه خارج اللعبة، ويسّهل على خصومه ومنافسيه تحجيمه، او حتى هزيمته.

الثاني: هو اهتمام الواهمين أو في أحسن الأحوال أصحاب التشخيص غير الدقيق ممن يرى بمثل هذه التجمعات الدولية، رافعة لبديل تنموي تحرري، يفتح الطريق لتجاوز الرأسمالية. ولعل قوى التحرر في البلدان المحتلة، وقوى اليسار الجذري والحركات الاجتماعية معنية بهذا الأمر أكثر من غيرها، لأن هذا الوهم يقود بالنتيجة الى تبني تحليلات وحسابات خاطئة، تنعكس سلبا على مسار القضايا الوطنية ومشاريع التغيير الكبيرة. والتجربة العالمية مليئة بالأمثلة على مثل هذه المراهنات التي قادت أصحابها الى اشكال متعددة من الهزائم والتراجعات المجانية. ولكيلا نبتعد كثيراً يمكننا أن نتساءل، هل تمثل مجموعة بريكس بديلاً، يحمل مضامين تنموية وتحررية، يمكن التعويل عليها؟ ان المساحة التي تمتلكها البلدان التقدمية داخلها محدودة جدا، مقارنة بتلك التي أطلقها مؤتمر باندونغ في عام 1955. ولذلك ستظل أهمية بركس محصورة بشكل كبير في خلق توازن قوى بين التكتلات الدولية افضل من تلك التي سادت عقود ما بعد 1990.

إرث باندونغ

واليوم، بعد مرور 70 عاماً، لا تزال الهياكل التي حاولت باندونغ تدميرها قائمة إلى حد كبير. لا يزال الاقتصاد العالمي خاضعًا لسيطرة القوى الاستعمارية السابقة. وتستمر الشركات المتعددة الجنسيات والمؤسسات المالية الغربية في إبقاء المستعمرات السابقة في دوامة الديون والتبعية الاقتصادية. ولا يزال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يفرضان شروط "التنمية"، ويواصل الغرب التدخل عسكريا في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

ومع ذلك، لم يتم نسيان باندونغ. وستستمر المناقشات في إطار مجموعة الـ 77، ومجموعة البريكس، وحركات العدالة المناخية، وإنهاء الاستعمار، والتجارة العادلة. وفي كل احتجاج ضد الاستغلال الاقتصادي، وفي كل نضال من أجل السيادة الوطنية، وفي كل دعوة إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب، نجد صدى هذا المؤتمر الذي عقد في عام 1955.

في ذلك الوقت قال سوكارنو الكلمات التالية: "لا يمكنك أن تكون نصف حر، كما لا يمكنك أن تكون نصف حي". وهذه حقيقة لا تزال مهمة اليوم كما كانت آنذاك. باندونغ ليست مجرد حاشية في التاريخ. لقد كانت بداية الانتفاضة في بلدان الجنوب. وهذه المعركة ما تزال نهايتها مفتوحة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أُعدت هذه المادة بالاستناد إلى مقالة بقلم ماثيو ريد نشرت في جريدة الحزب الشيوعي الألماني في 18 نيسان 2025. وتحليل بقلم السكرتير العام لحزب العمل البلجيكي بيتر ماتينز، نشر على موقع الحزب في 9 أيار ـ 2025 .

****************************************************

الصفحة الحادية عشر

أمريكا وصناعة الجوع

"أمريكا وصناعة الجوع/ خرافة القدرة" كتاب من تأليف فرانسيس مورلايي وجوزيف كولينز وديفيد كينلي، ترجمة حسن أبو بكر. صدر عن دار فكر- بيروت. الكتاب يشير الى ان الجوع والفاقة ليست من صنع القدر، وانما جراء السياسات الاستعمارية العدوانية على امن وسلامة الشعوب، وغياب العدالة الاجتماعية وشن الحروب من اجل السلطة والهيمنة، مؤكداً ان مشكلة الجوع والفاقة والتدهور الاقتصادي اعمال عدائية مضادة للبشرية وامنها.

المؤلفان يدعوان الى سياسة غذائية وإنسانية عادلة بعيدا عن التعسف والاستئثار بقوت البشر، وشن الحروب وخلف الازمات في العالم.

*****************************************

ذاكرة الصحافة الشيوعية.. تسعون عاماً من صحافة الشعب - أبو كاطع مثالاً 

د. باقر الكرباسي

يمكن القول وبثقة تامة أن الصحافي شمران الياسري (أبو كاطع) ظاهرة فريداة في صحافة العصر الحديث، شخصية أنتجتها التحولات الكبيرة في فترة صباه وشبابه، فاختمرت مع ما يملكه من مواهب متعددة ورؤى صافية والتصاق بالأرض وفك لرموز هموم الناس وفهم مسبق للصراعات الاجتماعية والسياسية ، فأجاد في وصف الصراع الطبقي عبر ما كان يحمل من قدرة على استثمار آليات الخيال لديه على وفق نسيج لذاكرة ريفية تحمل ألوان العذاب والحرمان للمجتمع كله مع نخبة مترفة متعالية تحصد أتعاب الناس كما وصفها الجواهري سنة ١٩٤٤م قائلاً:

لكن بي جنفاً عن وعي فلسفةٍ             

 تقضي بأن البرايا صنفت رتبا

وان من حكمة أن يجتني الرطبا          

فرد بجهد ألــوف تملك الكربــا

أصدر أبو كاطع صحيفة محلية سرية باسم (صوت الفلاح) مع أربعة فلاحين ومهندس زراعي في مشروع الدجيلة الزراعي ، هكذا كانت البداية مع الصحافة وقبل أن ينتمي إلى الحزب الشيوعي العراقي , وفي سنة ١٩٥٨م وبعد ثورة ١٤ تموز عمل في بغداد وكتب في صحف عديدة منها صوت الأحرار والحضارة إضافة إلى برنامجه الإذاعي الذائع الصيت، كما أصدر في فترة تخفيه عن السلطة من سنة ١٩٦٣ إلى سنة ١٩٦٨ صحيفة الحقائق وهي نشرة أسبوعية خاصة لمنظمة الكوت المحلية ، وكتب بعد سنة ١٩٦٨م في صحيفتي "التآخي" و"طريق الشعب" وكذلك في "الفكر الجديد" وكان مديراً لتحرير مجلة "الثقافة الجديدة"، ومن خلال عموده في طريق الشعب كان الناس يعرفون حقيقة الأوضاع في البلاد، يقول عزيز السماوي وهو يصف عمود شمران الياسري : ( كان عموده مجساً .. مرهفاً .. حلوًا شفافًا رغيف خبز ساخن , ثراً بالحكايات والأقاصيص، الحكم والأمثال، الشعر والمفارقات كلها ممزوجة  بسخرية حزينة تمس شغاف القلب والعقل معاً بتوحد ندر مثيله في عالم الصحافة ).

إنفرد أبو كاطع بفنه الرفيع هذا وأقصد كتابته للعمود وهو أسلوب مقالي بلغةٍ عامة مفهومة كان يشخص كثيراً من الحالات السلبية بتناقضاتها وشخوصها وأبطالها فأصبحت كتابته هذه سمة مميزة من مزايا أدواته الإبداعية , يقول أحد الباحثين: (خاطب أبو كاطع العقل مستفزاً تارة، مهاجماً ومستفهماً  تارة أخرى ، كان يكتب بإحساس مرهف مثير يأخذ إنتباهة القراء إلى ما خالطته عجينة الأرض بروح الصبر وحلم المعوزين ورغبة الآملين في خلق نهضة للمجد يسترد من خلالها أبناء تلك الأرض حقوقهم لينتجوا مجتمعاً لا طبقياً يعيشه الناس آمنين). كان أبو كاطع يستعرض بلغة ساخرة شفافة مقالاته التي تدخل وعي المتلقي على مراحل لتتحول إلى مادة ثقافية يتناولها المثقف وغيره , فقد جسد عن طريق كتاباته الشهيرة شخصية ومعاناة الفلاح العراقي وكان لهذه الكتابات الأثر البارز في الثقافة العراقية، فقد كان يكتب التناقضات الأجتماعية والسياسية بمفردة شعبية سهلة الوصول لمدارك الناس، سير أغوارهم فكان محركًا وموجهًا وشارحًا لهم نفوسهم بحكايات ذات نكهة وفكاهة تستمد نسيجها من موروث شعبي أساطيره وقصصه لنفوس أتعبها الواقع بكل تناقضاته وصراعاته.

أنتج أبو كاطع شكلاً أدبيًا وجدانياً ثقافياً منفرداً فيه بروح إبداعية يختزل اللحظات المهمة في عمق التاريخ فيصير منها نافراً متمردًا ومرتبطًا بآنٍ واحد  وبقوة جذوره الريفية وفطرته الإنسانية وتوجهاته الإشتراكية، يقول الكاتب والروائي زهير الجزائري عن كتابات شمران الياسري: ( تعبر الحياة المألوفة اليومية عن نفسها بيسر بلا ملحمية ولا رمزية ولا أطناب أو تعاطف خارجي وبلغتها اليومية الخاصة المزدحمة بالأمثال والمجازات والكتابات المأخوذة من البيئة نفسها). كان أبو كاطع يناضل ويكافح بالكلمة من أجل دولة مدنية تتوازن فيها الطروحات في القواسم المشتركة التي يلتقي عندها الجميع  والتركيز على المواطنة وهي الإطار العام الذي يجمع المكونات كلها، ومن أجل صيغة تنفع مجتمعنا فلا بد من علمنته ومدنيته أولاً لأن العلمانية والمدنية صيغتان ضروريتان في بلد متعدد الأديان.

*********************************************

حوار الشاعر كاظم الحجاج: الانتماء للعراق هو الحس الوطني الأساس

حاوره: ماجد قاسم

كثيرا ما تحدثوا عن البصرة ونخيلها وأنهارها وعن تراثها. قوافل من المبدعين خرجت منها منذ تأسيسها قبل أربعة عشر قرناً ونيّف.. 

وفي حوار موجز مع القامة الشعرية كاظم الحجاج.. سألناه:

* كيف بدأ الحس الوطني لديكم، وما هي غاية الانتماء إلى الحركات الوطنية؟

 - في فترة ما قبل ثورة 1958 كنا شباباً وكان وعيُنا فطري أولي، كما ان هناك حقائق اثبتت صحتها، في إحدى الأيام صرّح وزير خارجية أمريكا وهو يخاطب المملكة العربية السعودية قائلاً لهم:ـ (احيوا الوهابية للوقوف بوجه الشيوعية)، في تلك المرحلة أسست أحزاب قومية ودينية لم استطع أن احددها كونها لا تزال موجودة في وقتنا الحاضر، وجعلها كسد بوجه الشيوعية أو ضد التقدمية .

إن الفكر الاشتراكي تأسس في أوربا على يد علماء كبار أمثال ( ماركس وانجلز ولينين)، وكانوا على وعي متقدم أكثر منا، نحن كشباب عندما قرأناهم وجدنا افكارهم تناسب أفكارنا وتطلعاتنا .

* هل كانت أهدافكم هي تحقيق العدالة الاجتماعية والوقوف مع حكومة 1958 بقيادية الزعيم عبد الكريم قاسم ؟

- في بداية حياتنا كنا نحب الملك ( الصغير) بعدها عرفنا بان الملك ليس عراقياً وانما تم تعيينه من قبل الإنكليز ملكاً على العراق، نتج عن ذلك حقيقة الانتماء إلى العراق، وبدأ يتنامى الحس الوطني الاساس، شعرنا بوجود أحزاب شيوعية في كل بلدان العالم البعيدة مثل أوربا وروسيا أو إنكلترا، أدركنا بالانتماء الغريزي إلى الشيوعية بدون دافع الأشخاص أو نلتقي بأشخاص يدفعوننا للانتماء .

* هل كان للرموز والثورات التي ظهرت في العالم تأثير على انتمائكم وتوجهكم نحو الحس الوطني كالثورة الروسية أو الكوبية مثلاً ؟

- حصلت حادثة بين محلة الفيصلية ــ سميّت بعد ثورة 1958 الجمهورية ــ سنة 1952 مع شرطة شركة نفط البصرة، في تلك الفترة حصل إضراب عمال النفط ضد الإنكليز، طورد المتظاهرون من قبل الشرطة، فكانت نساء المحلّة يرمين الشرطة بالحجر، أدركنا بان هجوم الشرطة كأنه على مدينتنا وكأن هناك عدو داخلي، لا نعرف ما هي الأسباب، هذا كان جزء من الإدراك والحس بالانتماء إلى الوطن والى الحركات والأحزاب الوطنية، هذه الأفكار بدأت تنمو وتكبر لدينا، كان العراق أولا، في تلك الفترة زاد اهتمامنا بالقراءة، كنا نأخذ الكتب من مكتبة المدرسة، كنا نستعير الكتب والمجلات من المكتبة، في سنة 1959 كان سعدي يوسف مشرفا عليها، كذلك نستعير الكتب من الأصدقاء، اغلبنا من الفقراء، اروي حادثة عن أستاذ صاحب معلم مادة الإنكليزي الذي كان يعمل الفطور في بيتهم ويجلبه إلى الطلبة الفقراء بحجّة تعليمهم درس الإنكليزي حيث كان يخاطبهم لفظاً وكلمات تعليمية طالباً تأديتها عملياً .

* قراءتك للشارع هل يعود إلى عهده السابق بامتلاكه الروح الوطنية ؟

- من الأمور الصعبة، لكن لا يوجد شيء مستحيل، نحن في الداخل صحيح أصابنا الوهن والضعف لكن لم ننكسر ولم نركع لسلطة النظام آنذاك، وبسبب خروج وتهجير الكثير والملاحقة بالقتل لعدد غير قليل من كبار المثقفين، نحن ولدنا ونحمل هم الناس ومن طفولتنا كنا نميز الخائن والوطني والعميل والقومي الكاذب، كل مفردة من هذه المفردات تحمل مفهوماً.

* المدارس التي درست فيها والكلية التي تخرجت منها، ومتى تبلور لديك وعي كتابة الشعر ومتى نشرت أولى قصائدك؟

-  أنا من مواليد 1942 مدرستي الأولى كانت احدى مدارس ( الرباط ) بعدها في مدرسة الفيصلية ومن زملائي فيصل لعيبي وصلاح جياد كنا نقرأ سوية، صحيح نحن في محلة صغيرة لكن لم نكن معزولين عن العالم، البصرة مدينة ثقافة ووعي، كان انتماؤنا وطنياً فطرياً ما كان لدينا انتماء آخر إلى بلد آخر أو قومية أو ديانة أخرى .

بداياتي في الشعر مع القصيدة العمودية وأنا في المرحلة المتوسطة ، احد أصدقائي عرض إحدى قصائدي على سعدي يوسف الذي كان يدرّس في مدرستنا فأشّر على سبعة أبيات من أصل تسعة قائلاً له هذه صحيحة، فكانت بالنسبة لي شيئاً كبيراً، واستمرت علاقتي بسعدي منذ ذلك الحين فاخذ ينشر لي في جريدة "اتحاد الشعب" ومن ثم "طريق الشعب" عندما كان يعمل بهما، بعدها دخلت كلية الشريعة في سنتها الأولى في جامعة بغداد بعد أن كانت أهلية، وكثيرون كانوا معي منهم (موفق محمد ، حاتم الصكر ، صباح ياسين.

* كيف ترى الشعر اليوم، وكيف ترى قصيدة النثر ؟ 

-  أنا أرى الشعر في الغرض الوطني أكثر من أي شعر آخر سواء قبل الإسلام أو عندما جاء  الإسلام  لأغراض أخرى مثل الشعر الديني ( الموشحات ) وبظهور شعر التفعيلة؛ أنقذ الشعر بدلاً من موته لان الشعر العمودي قد استهلك تماماً، وكتبت العمودي في بداياتي، بعدها كتبت قصيدة التفعيلة لمقبوليتها لانها تمتلك الوزن والقافية والموسيقى ، علما ان القافية فيها إجبارية وهي عبارة تكرار الكلمة والحروف نفسها بالنسبة لي أصبحت ( ممجوجة ) أي صاحَبها  شيء من الروتين، جرّبت كتابة قصيدة النثر، حيث أن قصيدة النثر في نظري ليست حركة تقدمية في الشعر كانت دوافعها التنويع فقط، يوجد بعض الشعراء ليس لديهم فكر، اتجهوا لقصيدة النثر ربما هي اقرب إلى إمكاناتهم الشعرية.

* هل حقّقت قصيدة النثر غايتها كمرحلة ووصلت إلى المتلقّي كما يرغب بتناوله ؟

- كتبت قصيدة العمود ليس أكثر من ثلاث أو أربع قصائد واحدة منها فازت في مهرجان الكلية التي تمثل ( مجدي) آنذاك وكانت لجنة التحكيم تتألف من ( شاذل طاقة وعاتكة الخزرجي وشفيق الكمالي )، لكنني لم أكمل مسيرتي في كتابة قصيدة العمود لإحساسي بأنه استهلك، وكما قلت الشعر يمثل لي حالة وطنية في داخلي، وان إدراكنا بان العمودي استخدم للمديح،  وبعد فترة طويلة وعبر مئات من السنين مروراً بالعصور (الجاهلي والأموي والعباسي) إلى أن وصلتنا قصيدة النثر حاليا والتي لم تخضع إلى قواعد الشعر مثل الوزن والقافية، وكذلك التغيير الذي حصل في العالم انعكس علينا أيضا كتجربة شعرية، التغيير لابد منه كحتمية تاريخية حتى في الشعر والآداب بصورة عامة لما تحملها المرحلة، أنا فخور حينما ينال طلبة شهادات الماجستير أو الدكتوراه من خلال قصائدي.

ومعلوم ان الحجاج كان رسّاماً ونال جائزتين وكاتب للقصة القصيرة ومحرّرا للصحف والمجلات والنشرات الداخلية حينما كان طالباً، لديه موهبة التمثيل في المناسبات، ولاعبا مع فريق المدرسة والمحلّة  لكرة القدم ،

 كاظم الحجاج سبق وان اعتقل ثلاث مرات كانت  واحدة  في  زمن عبد الكريم قاسم والأخرى  في زمن الحرس القومي والثالثة  في زمن عبد السلام محمد عارف، ليس نادما على شيء مر به رغم قساوة الأيام، فان جذوره سومرية مغروسة في باطن الأرض قريبة إلى جذور النخيل قريبة من أدوات الزراعة والتراث والحكايات.

**************************************************

الفلسفة بين سارتر وكامو

كتابة: مارني بيندر

ترجمة: حسين علي الوائلي *

مقدمة المحرر :

ظهر سارتر و كامو كصوتين يحاولان إعادة تعريف ما يعنيه أن تكون إنسانًا. ولم تكن الوجودية بالنسبة لهما مجرد فلسفة، بل كانت تجربة حياة، ورفضا لسلطة المعنى الجاهز

جمعتهما صداقة فكرية عميقة، لكن سرعان ما فرّق بينهما سؤال جوهري: كيف نعيش في عالم بلا يقين؟  سارتر آمن بالالتزام السياسي والثورة الجماعية، فيما اختار كامو طريق التمرد الفردي والوضوح الأخلاقي هذه القصة ليست عن فلاسفة فقط، بل عن كيف يمكن لفكرتين متقاربتين أن تنقلبا إلى طريقين متباعدين. في زمن يعيد فيه العالم طرح الأسئلة نفسها عن الحرية، والمعنى، والعدالة لكي تبدو عودة هذا الحوار بين سارتر وكامو أكثر راهنية من أي وقت مضى .

 الوجودية ليست تيارًا فلسفيًا تقليديًا بقدر ما هو تقاطع لأسئلة ملحّة حول ماهية الإنسان ومعنى الحياة , تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر مع كيركغور ونيتشه، لكنها ازدهرت فعلًا في القرن العشرين، في ظل ما شهده العالم من فوضى تاريخية و في هذا السياق، برز سارتر وكامو كلٌ بطريقته، وكلٌ بسؤاله الوجودي الخاص . ولد سارتر في باريس عام 1905 وعاش حتى عام 1980. نشأ يتيم الأب، في كنف أمّه وجدّيه، في عزلة وصفها لاحقًا بأنها “خانقة” و وجد في الكتب صحبةً وملاذًا و درس الفلسفة في “المدرسة العليا للأساتذة” بباريس، ثم سافر إلى ألمانيا حيث تعرّف على الظاهراتية لدى هوسرل وهايدغر، فكانت تلك الأفكار بمثابة بذور رؤيته الفلسفية

خلال الحرب العالمية الثانية، وقع أسيرًا لدى الألمان، وهناك تعمّق أكثر في فكر هايدغر. وبعد إطلاق سراحه لأسباب صحية، انخرط في صفوف المقاومة الفرنسية، وهناك التقى بكامو للمرة الأولى.  كانت السياسة آنذاك جسرًا بينهما، لكنه تحوّل لاحقًا إلى هاوية

وفي الجزائر وُلد كامو عام 1913. يتيم الأب أيضًا، نشأ في أسرة عاملة متواضعة، وعاش فقرًا لم يعرفه سارتر. اختلفت بيئته الاجتماعية، لكن مثل صديقه القديم، كان لأمّه وجدّته أثر بالغ في حياته .

كان كامو كاتبًا وروائيًا ومسرحيًا، وعُرف بشخصيته اللا منضبطة على المستوى الشخصي، حيث تعددت علاقاته العاطفية.

ولكن ما فرّق بينه وبين سارتر ليس أخلاقياته الشخصية، بل تجربته السياسية في الجزائر. فقد عارض كامو اليسار ، فيما رأى سارتر في الماركسية حلًا جماعيًا جذريًا لمشكلات الإنسان الحديث وفي خلافاتهما، اشترك كامو وسارتر في محاور رئيسية فكلاهما دعا الى تحرير الإنسان ورأى كلاهما أن الإنسان لا يعيش في عزلة، بل في علاقات دائمة مع الآخرين، تتجسد فيها حالات الاغتراب والانفصال

لكن تباينت نتائجهما: فالنسبة لسارتر، كان هذا الاغتراب يكشف “العدم” الذي يُدخل الوعي البشري إلى العالم، ويمنحه حرية مطلقة، لأنه يميّز بين الممكن والواقع، بين الذات والموضوع.

أما كامو، فقد رأى في ذلك “العبث” صراع الإنسان مع عالم بلا معنى ، حيث يصبح استمرار الحياة موقفًا عبثيًا، لكنه نبيل.

ولم تكن نظرتيهما دعوة لليأس بقدر ما كانت بحثًا عن أفق للحرية. “الوجود يسبق الماهية”، قال سارتر، أي أن الإنسان يُخلق أولًا، ثم يقرر بنفسه ما يكونه. أما كامو، فقد اختصر فلسفته في صورة (سيزيف)، الذي يدحرج صخرته إلى أعلى الجبل كل يوم، على الرغم من عبث المهمة، لكنه مع ذلك “سعيد”، لأنه اختار الحياة، وواجه عبثها بلا وهم . أزمة الخلاف بينهما قد وصلت ذروتها عندما نشر كامو كتابه (الإنسان المتمرد)، الذي دعا فيه إلى الحوار واللا عنف، محذرًا من وهم الثورات الدموية, وقد  ردّ سارتر عليه بحدة، واتهمه بالعجز عن فهم التاريخ.  كان سارتر يسعى الى دمج الوجودية بالماركسية،  مع تناقضهما الظاهري، مؤمنًا أن الحرية الفردية لا تكتمل إلا بتحرر الجماعة" لا أحد حر، ما لم يكن الجميع أحرارًا" ورغم الجفاء الذي ختم علاقتهما، فقد ترك كلاهما أثرًا لا يُمحى في الفكر الحديث. حين توفي سارتر عام 1980، وكان قد رفض جائزة نوبل للآداب عام 1964، قائلاً إنه لا يريد أن يُحوَّل نفسه إلى “مؤسسة”. 

كامو من جهته قبل الجائزة عام 1957، وكان أصغر فرنسي ينال هذا الشرف. مات بحادث سير عام 1960، في مشهد بدا وكأنه تجسيد لعبثية الحياة التي طالما كتب عنها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتب ومترجم مقيم في نيويورك*

**************************************************

الصفحة الثانية عشر

ندوة تاريخية في {نادي الكتّاب} الكربلائي

كربلاء - مرتجى فاضل

عقد "نادي الكتّاب" في كربلاء أخيرا، ندوة حوارية بعنوان "قراءة موضوعية للتاريخ"، تحدث فيها الرفيق خليل الشافعي، وأدارها الأديب عبد الهادي البابي. بينما حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في قضايا التاريخ.

واستبق البابي الندوة بالحديث عن ارتباط التاريخ بالحاضر والمستقبل، مبينا أن الكثيرين من الناس لا يزالون أسرى أفكار الماضي في حياتهم وتعاملاتهم اليومية.

بعدها استهل الشافعي حديثه مقسّما عملية قراءة التاريخ والأحداث التاريخية من قبل المؤرخين والباحثين، إلى منهجين رئيسين. هما المنهج المادي، الذي يعتمد على الفلسفة المادية والطريقة الديالكتيكية في التحليل والتفكير. والمنهج المثالي الذي يستند إلى الفلسفة المثالية في تحليل الظواهر الاجتماعية.

 وبيّن الشافعي الاختلاف بين الشقين الموضوعي والمثالي في دراسة التاريخ. وعرّج على أهم روّاد القراءات التاريخية. فيما أوضح الكيفية التي ينظر من خلالها المؤرخ المثالي للأحداث، موضحا أيضا أسباب تسمية الفترات أو الحقبات التاريخية بأسماء أشخاص، كعهد فرانكو أو عهد هتلر، وغيرهما، مع إغفال نشاط وحركة المجتمع في إحداث التغيير في الواقع، وما تؤول إليه التراكمات الكمية من متغيرات تُصبح لاحقا تاريخية.

واشار إلى ان "الدراسة المادية للتاريخ تعطي قراءة كاملة وشاملة وواضحة للحدث التاريخي، لأنها تدرس الظاهرة التاريخية في وحدتها وحركتها وعلاقتها مع جميع الاحداث المرافقة لنشوئها في تلك الفترة الزمنية، وما تفضي إليه من نتائج مستقبلية".

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها، وهم كل من علي الضويهري وعلي لفتة سعيد والحقوقي فاضل مناتي وأبو غسان وعلي الحلو. وقد عقّب الشافعي على المداخلات بصورة ضافية.

******************************************

الرمادي أجواء المتنبي في {مقهى الرصافي}

متابعة – طريق الشعب

في تجربة تهدف إلى استنساخ مقاهي شارع المتنبي، وإلى إحياء روح التراث في مدينة الرمادي، افتتح الشاب ثائر الفهداوي مقهى ثقافيا باسم "الرصافي" وسط المدينة.

ويتميز المقهى بطرازه المعماري المستوحى من البيوت البغدادية القديمة، مع زخارف فنية تعكس الهوية المحلية. ويضم مكتبة تحتوي على مجموعة متنوعة من الكتب السياسية والدينية والثقافية، ما يوفر لرواده بيئة ملهمة للقراءة والنقاش.

يقول الفهداوي في حديث صحفي، أنه "لاحظت أن العديد من الشباب والأصدقاء يتوجهون لشارع المتنبي في بغداد لاكتشاف تفاصيل الأجواء البغدادية العريقة والتراثية. ومن هنا استوحيت فكرة إنشاء مشروع ينقل هذه الأجواء إلى مدينة الرمادي ليعيش أهالي المدينة تجربة مشابهة دون الحاجة لعناء السفر"، مبينا أن مقهاه يوفر مساحة ثقافية مفتوحة لكل أبناء الأنبار والعراق، وانه إضافة إلى المكتبة، يضم زاوية خاصة للشعراء والأدباء.

من جانبه، يعرب الناشط المدني عمر عبد الجبار الحياني، عن سعادته بافتتاح المقهى، مبينا أن هذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة، تسعى إلى استنساخ التجارب السياحة التراثية والفلكلور الشعبي، وإلى تقديم أنماط مختلفة من الأماكن التي تجذب الشباب وتعكس التزام المجتمع بالقيم الحضارية وتمسكه بتراثه الوطني.

ويضيف قوله أن الأنبار تفتح صفحة جديدة بعد ما ذاقته من ويلات الإرهاب والحرب، وانها تشجع الشباب على تحقيق أفكارهم الريادية عبر تلك المشاريع، بدلاً من انتظار فرص العمل من الحكومة.

******************************************

في {بيت المدى} استذكار المسرحي الرائد منذر حلمي

متابعة – طريق الشعب

نظم "بيت المدى" للثقافة والفنون في شارع المتنبي، صباح أول أمس الجمعة، جلسة استذكار للفنان والممثل المسرحي منذر حلمي، أحد أبرز روّاد المسرح العراقي.

وشارك في الجلسة عدد من النقاد والمخرجين والفنانين، الذين تحدثوا عن تجربة الفنان الفقيد حلمي، والتي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، وامتدت إلى المنافي، حتى رحيله عام 2011 "دون أن يُحظى باهتمام وتوثيق يليقان بمكانته" – وفقا لعدد من المتحدثين.

أدار الجلسة الباحث والناقد المسرحي د. سعد عزيز، الذي ذكر في مستهل حديثه أن "حلمي ممثل مسرحي من الطراز الأول. يتحلى بروح السخرية والكوميديا، وبقدرة ذكية جدا على إعادة إنتاج فن الممثل بطريقة أو بأخرى"، مضيفا أن "الفقيد كان مختلفا على مستوى العمل التمثيلي، وأنه قدم كثيرا من الأعمال في حقبتي الستينيات والسبعينيات، حتى هاجر البلاد نهاية عام 1978".

وذكر د. عزيز عددا من أعمال الفقيد، مثل "المود والقضية" و"الغريب" و"دائرة الفحم البغدادية" و"السؤال" و"روح اليانورا"، وغيرها من الأعمال التي قدمها لصالح "فرقة مسرح اليوم" و"الفرقة القومية" للتمثيل و"فرقة المسرح الشعبي".

ثم عرّج على سيرته الذاتية، مبينا أنه ولد عام 1936 في الكرخ، ولم يُعرف عنه فيما إذا تخرج في معهد أو كلية الفنون الجميلة، وانه بقي هاويا للفن، وعمل في الكسب الحر، ثم موظفا في سكك الحديد، مبينا أن الفقيد من مؤسسي "فرقة مسرح اليوم".

وأشار د. عزيز إلى رحلة منذر إلى بلغاريا، ثم إلى اليمن وسوريا وبيروت، ونهاية إلى ألمانيا التي كانت منفاه الأخير، لافتا إلى ان الفقيد لم يعد إلى العراق حتى بعد 2003.

وكان بين المتحدثين المخرج السينمائي د. حكمت داود، الذي بيّن أن الفقيد واحد من الممثلين المهمين الذين أعطوا دوراً كبيراً للممثل المسرحي، وانه ممثل مثقف واع ملتزم، يعمل على تجسيد الشخصيات الشعبية والتاريخية بأمانة كبيرة.

وتابع قوله: "عشت معه تجارب عديدة، منها في نقابة الفنانين في لجنة المسرح. وقد قدمنا أعمالاً مسرحية، والتقينا خارج العراق. وآخر عرض مسرحي شاهدته له كان في السويد، عنوانه (السيد والعبد) من إخراج عوني كرومي"، موضحا أن "ما يميز الفقيد هو أسلوبه الجاد والرصين، وعمق مسؤوليته، وأمانته التاريخية في التعامل مع الدور والنص".

************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • استمر الدكتور صادق اطيمش بدعم العمل عبر التبرع (٤٠٠) يورو.
  • جبار يوسف النجار يحرص على الاستمرار بالتبرع وآخرها بمبلغ (١٠٠) الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**********************************************

انتخاب الرئيس والأمين العام والمكتب التنفيذي لاتحاد أدباء العراق

متابعة – طريق الشعب

اجتمع المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب، أول أمس الجمعة، لانتخاب الرئيس والأمين العام والمكتب التنفيذي.

وأسفرت النتائج عن فوز الشاعر عارف الساعدي رئيساً، وعمر السراي أمينا عاما. بينما فاز الناقد علي حسن الفواز بمنصب نائب الأمين العام.

وتوزعت المهام الأخرى على كل من ئاوات حسن أمين/ نائباً للأمين العام - شؤون الثقافة الكردية، إبراهيم قوريالي/ نائباً للأمين العام - شؤون الثقافة التركمانية، روند بولص/ نائباً للأمين العام - شؤون الثقافة السريانية، منذر عبد الحر/ أميناً للشؤون الثقافية، جمال الهاشمي/ أميناً للشؤون الإدارية والمالية، د. غنام محمد خضر/ أميناً للعلاقات العربية، د.جاسم محمد جسّام/ أميناً للعلاقات الداخلية، جبار الكوّاز/ أميناً للعلاقات الدولية وحسن البحّار/ أميناً للمتابعة.

*******************************************************

تحويل مبنى وزارة الثقافة  إلى متحف للفن المعاصر

متابعة – طريق الشعب

أصدر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الأسبوع الماضي، توجيها بتحويل مبنى وزارة الثقافة الحالي، إلى متحف للفن المعاصر.

وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية عارف الساعدي، في حديث صحفي، أن "العام الجاري هو عام الفن التشكيلي. وقد صدر كتاب رسمي من رئيس الوزراء إلى وزارة الثقافة يتضمن نقل الدائرة الإدارية ودار المأمون إلى البناية المجاورة لهيئة السياحة، ومن المؤمل خلال الشهور المقبلة أن يرمم مبنى الوزارة الحالي، الذي كان في السابق مركزًا للفنون، ويُحوّل إلى متحف للفن المعاصر. وهو طموح يراود الفنانين".

وأضاف قوله أنه "تم الحصول على كتاب ديواني بهذا الخصوص، ومن المفترض أن تُسرِع وزارة الثقافة في تنفيذ هذا المشروع خلال الأيام المقبلة، بعد إطلاق الموازنة". فيما لفت إلى ان "بغداد ستشهد قريبًا انطلاق بينالي للفنون التشكيلية، يعد أكبر تجمع فني من نوعه"، مبينًا أنه تم تنظيم مسابقة خاصة بالفنانين التشكيليين الشباب، وإصدار كتاب إلى هيئة الاستثمار يوجه جميع المستثمرين بضرورة التعاون مع الفنانين من خلال شراء أعمالهم وعرضها في مداخل البنايات والمجمعات السكنية.

**********************************************

قف.. موقف السوداني 

عبد المنعم الأعسم

بصرف النظر عن النيات، والبطانات، والتأويلات، يمكن القول إن موقف رئيس الحكومة محمد شياع السوداني صعبٌ للغاية، حيال التجاذبات المتفجرة في الحلقة الضيقة التي يتحرك فيها، وإلى أبعد الحلقات ذات الصلة بمستقبل ولايته، والولاية الثانية التي يتطلع اليها، وشاءت المصادفات أن تتجمع العواصف على كتف جسر ضيق من عمر الحكومة: الحرب الإسرائيلية على إيران. استخدام الفضاء العراقي في الحرب. التهديدات الأمريكية. استقالة القُضاة على خلفية أزمة خور عبد الله كما يقال. المخاشنات مع الفصائل وقيادة الحشد وأركان الإطار التنسيقي. فتيل أزمة الرواتب مع الإقليم. تصدع، وربما انهيار، صورة الرجل الذي يبني ويُجسّر. الفساد الجامح في أروقة الحكومة. الانتخابات وفرص الفوز القلقة، عدا عن شظايا صراعات مجالس المحافظات.

ومن زاوية معينة يظهر رئيس الحكومة أحوج من غيره، من بين جميع رؤساء الحكومات في العالم، إلى ايقاف الحرب، للخروج من إملاءات الوظيفة في الموقف الوسط المستحيل بين أمريكا وإيران: فإما مع هذه وإما مع تلك، ولم يحدث أن وُضعت حكومة، طوال عمر الدولة العراقية، في مثل هذا المأزق الوطني، سوى حكومة المرحوم عبد المحسن السعدون أواخر العشرينيات.. حيث نَحَر السعدون نفسه، قبل انْ ينحروه.

*قالوا:

"إنْ لم يستقمْ دينُ محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني".

الحسين

********************************************

في البصرة {جيكور} يحتفي بالشاعر محمد الحمداني

البصرة – طريق الشعب

احتفى "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، مساء الثلاثاء الماضي، بالشاعر محمد الحمداني في جلسة احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.

أدارت الجلسة الكاتبة سرى الحدّاد، واستهلتها بالحديث عن سيرتي المحتفى به الأدبية والفنية، وعن مشاركاته في مهرجانات ثقافية عديدة.

بعدها جرى عرض فيلم بعنوان "الحلم البعيد". وهو من تأليف الحمداني، ويتحدث عن أزمة السكن ومعاناة سكان العشوائيات المنتشرة في مدن البلاد.

ثم قرأ المحتفى به مختارات من قصائده. بينما قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن تجربته ومساهماته الثقافية، وهم كل من ناظم المناصير، عبد السادة البصري، محمد الخزاعي وجلال عباس.

وفي سياق الجلسة، أدى الفنان أحمد الخالد أغنيتين. ثم جرى تقديم أغنية جديدة من كلمات الحمداني.

*********************************************

في {بيت المدى} استذكار المسرحي الرائد منذر حلمي

متابعة – طريق الشعب

نظم "بيت المدى" للثقافة والفنون في شارع المتنبي، صباح أول أمس الجمعة، جلسة استذكار للفنان والممثل المسرحي منذر حلمي، أحد أبرز روّاد المسرح العراقي.

وشارك في الجلسة عدد من النقاد والمخرجين والفنانين، الذين تحدثوا عن تجربة الفنان الفقيد حلمي، والتي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، وامتدت إلى المنافي، حتى رحيله عام 2011 "دون أن يُحظى باهتمام وتوثيق يليقان بمكانته" – وفقا لعدد من المتحدثين.

أدار الجلسة الباحث والناقد المسرحي د. سعد عزيز، الذي ذكر في مستهل حديثه أن "حلمي ممثل مسرحي من الطراز الأول. يتحلى بروح السخرية والكوميديا، وبقدرة ذكية جدا على إعادة إنتاج فن الممثل بطريقة أو بأخرى"، مضيفا أن "الفقيد كان مختلفا على مستوى العمل التمثيلي، وأنه قدم كثيرا من الأعمال في حقبتي الستينيات والسبعينيات، حتى هاجر البلاد نهاية عام 1978".

وذكر د. عزيز عددا من أعمال الفقيد، مثل "المود والقضية" و"الغريب" و"دائرة الفحم البغدادية" و"السؤال" و"روح اليانورا"، وغيرها من الأعمال التي قدمها لصالح "فرقة مسرح اليوم" و"الفرقة القومية" للتمثيل و"فرقة المسرح الشعبي".

ثم عرّج على سيرته الذاتية، مبينا أنه ولد عام 1936 في الكرخ، ولم يُعرف عنه فيما إذا تخرج في معهد أو كلية الفنون الجميلة، وانه بقي هاويا للفن، وعمل في الكسب الحر، ثم موظفا في سكك الحديد، مبينا أن الفقيد من مؤسسي "فرقة مسرح اليوم".

وأشار د. عزيز إلى رحلة منذر إلى بلغاريا، ثم إلى اليمن وسوريا وبيروت، ونهاية إلى ألمانيا التي كانت منفاه الأخير، لافتا إلى ان الفقيد لم يعد إلى العراق حتى بعد 2003.

وكان بين المتحدثين المخرج السينمائي د. حكمت داود، الذي بيّن أن الفقيد واحد من الممثلين المهمين الذين أعطوا دوراً كبيراً للممثل المسرحي، وانه ممثل مثقف واع ملتزم، يعمل على تجسيد الشخصيات الشعبية والتاريخية بأمانة كبيرة.

وتابع قوله: "عشت معه تجارب عديدة، منها في نقابة الفنانين في لجنة المسرح. وقد قدمنا أعمالاً مسرحية، والتقينا خارج العراق. وآخر عرض مسرحي شاهدته له كان في السويد، عنوانه (السيد والعبد) من إخراج عوني كرومي"، موضحا أن "ما يميز الفقيد هو أسلوبه الجاد والرصين، وعمق مسؤوليته، وأمانته التاريخية في التعامل مع الدور والنص".