الصفحة الأولى

مراقبون يحذرون من استمرار {الثنائية الخطرة} في ملف الأمن.. أحداث الدورة.. تعبير صارخ عن أزمة الدولة في سيادتها الداخلية

بغداد – طريق الشعب

لم تكن الاشتباكات التي شهدتها مديرية زراعة الكرخ في منطقة الدورة، أمس الاول، حدثاً عابراً أو معزولاً، بل كشفت مجدداً عن عمق الأزمة التي تواجه الدولة، وسط تصاعد الحديث عن "ثنائية الدولة واللادولة"، وتضارب الصلاحيات، واستمرار هيمنة السلاح المنفلت على المشهدين السياسي والأمني، فيما تثار أسئلة أخرى  نقول لماذا أصلا هذه الاشتباكات في دائرة الزراعة وماذا تدر على المتحاصصين؟

واندلع، صباح الأحد، اشتباك مسلح بين قوة من الشرطة الاتحادية ومجموعة تابعة لأحد ألوية الحشد الشعبي، داخل مبنى مديرية زراعة الكرخ، أسفر عن مقتل أحد منتسبي الشرطة، وسط صدمة شعبية وردود فعل سياسية غاضبة.

وأعلنت قيادة الشرطة الاتحادية استشهاد المفوض "غزوان كريم سلمان الربيعي"، مؤكدة التزامها "بسيادة القانون وهيبة الدولة"، فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة إلقاء القبض على 14 مسلحاً ينتمون إلى اللواءين (45 و46) التابعين للحشد الشعبي، وبدء إجراءات قانونية بحقهم.

وعلى أثر ذلك، ترأس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، اجتماعاً طارئاً فور وقوع الحادث، وأصدر توجيهات صارمة بـ"عدم التهاون في تطبيق القانون"، ورفض "أي جهة تعمل خارج سلطة الدولة"، مؤكداً أن "هيبة الدولة خط أحمر".

كما وجّه بتشكيل لجنة تحقيقية عليا لكشف الملابسات الكاملة للحادث، والتعامل معه كتهديد مباشر لبنية الدولة ومؤسساتها.

في المقابل، عقد الإطار التنسيقي اجتماعاً طارئاً أيضاً وأصدر بياناً دان فيه "الاعتداء على إحدى مديريات الزراعة"، واعتبره "خروجاً عن القانون"، مؤكداً دعمه للإجراءات الحكومية والقضائية، ومطالباً بتحقيق شفاف.

إلا أن مراقبين رأوا أن الإطار اكتفى بإدانة شكلية، دون التطرق العميق إلى مسؤولية بعض الفصائل التابعة له أو المحسوبة عليه او دعوة لمعالجة دوافع ما حصل، وهو ما أثار تساؤلات حول جدية التزامه بسيادة الدولة.

مواقف مختلفة

وأصدرت وزارة الزراعة بياناً نفت فيه أي علاقة لها بمديرية زراعة الكرخ، مؤكدة أن الأخيرة تتبع محافظة بغداد منذ نقل الصلاحيات في عام 2016، وهو ما يشير إلى أن الصراع على منصب المدير يأتي ضمن أجواء سياسية ومحلية متوترة، خصوصاً بعد تغيير المحافظ مؤخراً.

فيما سارعت هيئة الحشد الشعبي، من جانبها، إلى إصدار بيان أكدت فيه التزامها التام بتوجيهات القائد العام، وشددت على أنها "لن تتساهل مع أي فرد يخالف الأوامر أو يخرق السياقات الأمنية"، واعتبرت أن الحشد يعمل "تحت مظلة الدولة وقيادتها الشرعية".

فيما علق رئيس كتلة حقوق النيابية التابعة لـ"كتائب حزب الله"، على الاشتباكات، قائلاً إنه "من غير المقبول الوقوع في خطأ الاشتباك ما بين نيران صديقة".

وقال مؤنس في تدوينة، إن "الحادث المؤسف الذي حصل في بغداد، مُدان بكل معنى الكلمة، حيث من غير المقبول الوقوع في خطأ الاشتباك ما بين نيران صديقة، وهو ما يدفع إلى ترصين العمل الأمني أكثر وتوسعة دائرة التنسيق بين القطعات والتشكيلات".

ودعا مؤنس، إلى "عدم فسح المجال للمتصيدين بالماء العكر، الذين يستغلون البيانات الرسمية، التي تصدر عادة باستعجال يسبق التحقيقات الأصولية".

تهديد الدولة من الداخل

وفي هذا الصدد حذر الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد من خطورة بقاء السلاح خارج إطار الدولة، مؤكداً أن العراق يواجه ثنائية خطيرة في ملف الأمن، تتمثل في “الدولة مقابل اللادولة”، إلى جانب تناقض صارخ بين “شعارات المقاومة” من جهة، و”المشاركة في العملية السياسية” من جهة أخرى.

وقال رعد في حديث "لـ"طريق الشعب"، إن “بعض الفصائل ممن يمتلكون أذرعاً سياسية ومناصب ونفوذاً حكومياً، يعتبرون أن السلاح هو الضامن لبقائهم في السلطة، ويستخدمون شعارات المقاومة كغطاء لهذا الوجود”، مشيراً إلى أن “العراق يدفع ثمن هذه الشعارات منذ أكثر من عقد، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو العسكري”.

وأضاف أن “مستقبل العراق يجب أن يُبنى على أسس الدولة والدستور والقضاء والمؤسسات، فهي الضامن الحقيقي للاستقرار”، لافتاً إلى أن "تجربة السلاح خارج الدولة أثبتت فشلها".

وختم تصريحه بالقول: “على القوى السياسية أن تدرك أن الحفاظ على النظام الديمقراطي لا يمكن أن يستمر بالشعارات. الدولة تُبنى بالعلم والتكنولوجيا والقرار السيادي".

مستقبل الأمن على المحك

أما الخبير صفاء الأعسم، فأكد أن السيادة والأمن في العراق لا يمكن ضمانهما إلا من خلال حصر السلاح بيد الدولة.

وقال الأعسم في حديث لـ "طريق الشعب"، إن “أي جهة مسلحة لا ترتبط بمنظومة الدولة ولا تلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، لا يحق لها استخدام السلاح، وتُعد خارجة عن القانون”، مضيفاً ان “العراق بحاجة إلى منظومة أمنية موحدة، ولا يمكن القبول بتعدد مصادر القرار العسكري أو الأمني”.

وأضاف الأعسم أن “بعض الفصائل تمتلك نفوذاً سياسياً داخل مؤسسات الدولة، لكن هذا لا يُبرر أي سلوك مسلح خارج الإطار الرسمي”، مشيرا الى أن “مستقبل الأمن في العراق مرهون بالتزام الجميع، بأوامر الدولة، وأي تصرف فردي أو استخدام للسلاح خارج هذا الإطار سيجرّ تداعيات خطيرة، ويتحمل من قام به مسؤوليتها الكاملة أمام القانون والدولة”.

مظاهر الفوضى المسلحة

الى ذلك، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، محمد الشمري، أن بناء دولة حقيقية يتطلب حصر السلاح بيد الدولة، مشددًا على ضرورة إنهاء مظاهر الفوضى المسلحة التي تفاقمت بعد عام 2003.

وقال الشمري إن "السلاح المنتشر اليوم بين بعض الأفراد والجماعات لا يُستخدم دائمًا في مواضعه الصحيحة، بل يُوظف أحيانًا لفرض السيطرة والنفوذ على مناطق معينة"، مشيرًا إلى أن "هذا السلاح يجب أن يُسلَّم إلى الدولة لتكون هي الجهة الوحيدة المخولة باستخدامه والتحكم فيه".

وأوضح أن "ما شهده العراق بعد سقوط النظام السابق أدى إلى انتشار واسع للأسلحة، وأصبحت متاحة لمن هب ودب، ما تسبب في فوضى أمنية مستمرة"، مؤكدًا أن "هذا الوضع مرفوض كليًا ويتنافى مع مقومات الدولة الحضارية والقانونية".

ودعا الشمري إلى "بناء نظام سليم قائم على سيادة القانون والمؤسسات"، مشددًا على أن "حصر السلاح بيد الدولة هو الخطوة الأولى نحو استقرار البلاد وارتقائها نحو واقع أفضل".

الدولة أمام مفترق

ان ما حصل من اقتحام لمديرية الزراعة، وكذلك استمرار هجمات المسيرات على حقول النفط في كردستان، وغيرها من حوادث تقف خلفها قوى مسلحة، يثير القلق من استخدام السلاح لتحقيق مآرب واهداف ضيّقة لهذه المجموعة أو تلك، وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية. كما أن ذلك يكشف هشاشة البناء المؤسسي للدولة، لذا لا بد من التأكيد على أهمية وضرورة الحصر الفعلي للسلاح بيد مؤسسات الدولة الدستورية وتوحيد القرار العسكري والأمني، فاستمرار السلاح المنفلت يجعل توظيفه في تحقيق مكاسب سياسية، أمرا سهلا، ويخلق دويلات داخل الدولة.

*****************************************

رائد فهمي: السلاح المنفلت جزء من أزمة أكبر

من جهته، أكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، ان "حدث الدورة ليس عابرا تنحصر مسؤوليته بأشخاص غير منضبطين، بل تعبير صارخ عن الأزمة الجوهرية للدولة وسيادتها الداخلية، وغياب الحدود بين سلاح الدولة واللادولة وتوظيفه في الصراع على المغانم".

ونبه الرفيق فهمي الى ان "التحقيق ينبغي الا يقتصر على خروقات وتجاوزات المجموعة المسلحة، وانما التعمق لكشف صراع المصالح والنفوذ، الكامن وراء هذا التعدي الصارخ على الدولة".

***************************************

راصد الطريق.. لا تعليق

 

  • وجّه النائب محمد فاضل الدليمي، أمس الاثنين، رسالة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أبلغه فيها بانتهاكات يمارسها عناصر السيطرات في قضاء الراشدية، وقال إنها تحوّلت إلى أدوات للإذلال الممنهج وانتهاك لكرامة الإنسان ووسيلة لتضييق الأرزاق، مؤكداً أن سلوك هذه السيطرات لا يمت بصلة لسلطة القانون ومؤسسات الدولة، كما تطرّق إلى حادثة احتجاز مجموعة من الشباب عند إحدى تلك السيطرات دون مبرر قانوني.
  • شهدت شوارع العاصمة بغداد، يومي الأحد والاثنين، وقبلهما، زخماً مرورياً شديداً تسبب بحالة من الشلل في مناطق مختلفة، ما أثبت أن معالجة أزمة الزحام المروري في العاصمة تتطلب ما هو أكثر من بناء المجسرات.
  • وجّه وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، بمتابعة مذكرات إلقاء القبض على المطلوبين، ومن بينهم مطلوبون دولياً، خاصة أن المحاكم المختصة أصدرت مذكرات قبض دولية بحق 81 تاجراً ومهرباً دولياً خطيراً، بعد إكمال جميع الإجراءات التحقيقية الخاصة بهم من قبل المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، بالتنسيق مع منظمة الإنتربول الدولية خلال العام الحالي.

*******************************************

الصفحة الثانية

{سومو} تحذر من أنشطة مشبوهة لناقلات نفط داخل المياه الإقليمية العراقية

بغداد – طريق الشعب

كشفت شركة تسويق النفط العراقية (SOMO)، التابعة لوزارة النفط، عن رصد أنشطة مشبوهة لناقلات نفط داخل المياه الإقليمية العراقية، تتضمن استخدام تقنيات "تزييف بيانات نظام تحديد الهوية الآلي (AIS Spoofing)" وتنفيذ عمليات نقل غير مصرح بها.

وأوضحت "سومو" في وثيقة موجهة الى جهاز الامن الوطني، أنها تتابع حركة ناقلات النفط الخام والمنتجات النفطية بدقة، خاصة في موانئ قصر وخور الزبير، باستخدام منصات تتبع عالمية موثوقة مثل Vortexa وKpler وPlatts/SEA WEB.

وبيّنت الشركة أن بيانات التتبع تشير إلى محاولات لإخفاء مواقع الناقلات أو تغيير مساراتها عبر تقنيات متقدمة، إلى جانب التأخر في الإعلان عن معلومات الشحنات ووجهتها، الأمر الذي يصنّف ضمن "فئة المخاطر العالية".

وأشارت إلى أن هذه الممارسات قد ترتبط بعمليات "التحويلات المظلمة" (Dark Ship-to-Ship Transfers) التي تتم بعيداً عن الأنظمة الرسمية وفي عرض البحر، محذّرة من أنها لن تتهاون مع أي ناقلة غير مدرجة ضمن جداول التحميل المعتمدة مسبقاً.

ودعت الشركة الجهات المختصة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المعلومات المتوفرة، للحفاظ على سيادة المياه الإقليمية ومنع التلاعب بثروات البلاد النفطية.

********************************************

تظاهرات تطالب بالخدمات وفرص عمل وبتوزيع عادل للمياه والكهرباء احتجاج حاشد في بغداد ضد اتفاقية خور عبدالله

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظات عدة، موجة واسعة من التظاهرات الشعبية، طالبت بإلغاء اتفاقيات سياسية، وتحسين الواقع الخدمي، وتوفير فرص العمل، وإنصاف الخريجين، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية في البلاد.

عدم المصادقة على اتفاقية خور عبد الله

وتظاهر المئات من الناشطين والمواطنين في ساحة النسور بمنطقة المنصور في العاصمة بغداد، مطالبين بإلغاء اتفاقية خور عبد الله بين العراق والكويت.

ورفع المحتجون شعارات وهتافات تنتقد الحكومة والطبقة السياسية، متهمين إياها بالتفريط بالسيادة الوطنية. وشارك في التظاهرة ناشطون من محافظات الجنوب، معلنين نيتهم توسيع رقعة الاحتجاجات في حال تجاهل المطالب.

وفي وقفة احتجاجية أخرى، تجمّع العشرات من خريجي معاهد النفط أمام مبنى وزارة النفط وسط بغداد، مطالبين بالتعيين وتوفير فرص العمل لهم، مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.

حملة الشهادات العليا

فيما نظم حملة الشهادات العليا والخريجون الأوائل تظاهرة أمام مجلس الخدمة الاتحادي، رفضًا للتمييز في التعيينات، مطالبين بشمولهم بالدرجات الوظيفية.

المحتجون عبّروا عن رفضهم لما وصفوه بالازدواج الوظيفي، الذي يمنح عقودًا وظيفية لموظفين حاليين على حساب العاطلين عن العمل، مؤكدين أن المحسوبيات تهدد مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص.

مزارعو ميسان

وفي جنوب غرب ميسان، نظّم العشرات من المزارعين وقفة احتجاجية عند جسر السلام، مدخل ناحية السلام، بسبب شح المياه وتجفيف الأنهار.

وأفاد المحتجون أن الجفاف أدى إلى نفوق المواشي وتوقف الزراعة، مطالبين الحكومة المحلية بتوفير حصة مائية عاجلة لإنقاذ مصادر رزقهم من الانهيار.

وشهدت مدينة بعقوبة في محافظة ديالى تظاهرة لعدد من المقاولين والعمال أمام مجمع بلاد الرافدين السكني، احتجاجًا على عدم تسديد مستحقاتهم من قبل المستثمرين. المحتجون قالوا إن ديونهم بلغت المليارات، وإن بعضهم لا يستطيع تسديد أجور العمال أو الديون للمجهزين، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذهم.

أزمة الكهرباء في الديوانية

وأقدم المئات من أهالي قضاء الشافعية في محافظة الديوانية على قطع الطريق الرابط بين الديوانية والنجف، احتجاجًا على تردي خدمة الكهرباء واستمرار الانقطاع لساعات طويلة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

المحتجون طالبوا بحصص كهربائية عادلة، ونددوا بعجز الحكومة عن حل الأزمة المتكررة صيفًا.

كما نظم العشرات من سكان منطقة "الوافدين" جنوب الكوت، وقفة ليلية قرب منزل المختار، للمطالبة بـ4 مطالب رئيسية: توفير خدمات البنية التحتية، تخفيض أسعار قطع الأراضي، توفير مياه الإسالة وأعمدة الكهرباء، بالإضافة إلى معالجة التلوث الإشعاعي الناتج عن كون المنطقة كانت ثكنة عسكرية. واعتبر الأهالي أن منطقتهم منسية وتعاني من تفشي الأمراض الجلدية والسرطانية.

موظفو شركة الحفر

ونظّم منتسبو شركة الحفر العراقية في موقع البرجسية وقفة أمام مقر الشركة للمطالبة باحتساب شهاداتهم الدراسية أسوة بباقي موظفي الشركات النفطية. وأكدوا أن شهاداتهم تم الحصول عليها وفق القانون، مطالبين وزارة النفط بتنفيذ توجيهات رئيس الوزراء ووزير النفط بإنصافهم. المتظاهرون لوّحوا بالتصعيد في حال تجاهل مطالبهم.

وتشير هذه التظاهرات إلى حالة من الاحتقان الشعبي المتنامي في مختلف المدن العراقية، بسبب فشل الحكومات المحلية والمركزية في الاستجابة لمطالب الخدمات، وتردي الوضع الاقتصادي، وتزايد نسب البطالة، مما ينذر بموجة احتجاجية أوسع في حال استمرار الإهمال الحكومي.

**************************************************

امتيازات طلابية مشروطة بالدفع! التربية ترفع أجور الاعتراضات وتحمّل الطلبة أعباء مالية غير مبررة

بغداد -طريق الشعب

أثار قرار وزارة التربية الأخير برفع أجور الاعتراض على نتائج الامتحانات إلى 5000 دينار للمادة الواحدة استياءً واسعاً في الأوساط الطلابية والتعليمية، وسط اتهامات للوزارة باتباع نهجٍ متكرر في تحميل الطلبة أعباءً مالية إضافية بدلاً من زيادة الإنفاق الحكومي على التعليم.

ويرى مختصون ان هذه الخطوة تأتي في سياق واحد مع اجراءات اخرى تفرضها وزارتا التربية والتعليم العالي، تمثل اوضح صورة للتوجه المتصاعد لدى الوزارتين في التنصّل من واجباتهما الأساسية في تمويل العملية التعليمية، عبر تحميل الطلبة وأسرهم مزيداً من الأعباء المالية تحت مسميات مختلفة.

مجانية التعليم مهددة

وبدلاً من أن تضطلع الدولة بمسؤولياتها في توفير تعليم مجاني يضمن تكافؤ الفرص ويُعد استثماراً حقيقياً في رأس المال البشري، يجري التعامل مع التعليم كمصدر للإيرادات السهلة من خلال الرسوم والجبايات.

ان هذا النهج يعكس بشكل لا يقبل الشك غياب رؤية واضحة للنهوض بالقطاع التعليمي، ويحوّل حق الطالب في الاعتراض أو الحصول على خدمات أساسية إلى امتياز مشروط بالدفع، ما يهدد جوهر مجانية التعليم التي اكد عليها دستور الدولة، ويعمّق الفجوة بين إمكانيات الطلبة وظروفهم الاقتصادية.

سياسات تزيد أعباء الطلبة

في هذا السياق، انتقد سكرتير اتحاد الطلبة/ فرع كربلاء علاء مشتاق، السياسات التي تنتهجها الوزارات المعنية بالتعليم، مشيرا الى أنها تلقي بالعبء المالي على الطلبة بدلاً من تحمّل الحكومة مسؤولياتها في تمويل العملية التربوية والتعليمية.

وقال مشتاق في حديث لـ"طريق الشعب"، إنّ هذه السياسات تتجلى في عدة أشكال، من بينها فرض رسوم على الاعتراضات الخاصة بنتائج الامتحانات، رغم أنّ هذا الحق يُفترض أن يكون مكفولاً ضمن إطار مجانية التعليم، فضلاً عن استيفاء مبالغ تتعلق بإصدار البطاقات الإلكترونية للطلبة، وهو ما بدأ يشمل الجامعات الأهلية ويمتد تدريجياً إلى التعليم الحكومي.

وأضاف أنّ هذا النهج يعكس “عجزاً واضحاً في توفير التخصيصات المالية الكافية للقطاع التعليمي”، مبيناً أنّ الجهات المعنية “تتعامل مع التعليم كعبء مالي على الدولة بدلاً من اعتباره استثماراً في رأس المال البشري”، ما يؤدي في النهاية إلى تحميل الطلبة تكاليف دراستهم بشكل متزايد.

وحذّر في ختام حديثه من أنّ هذه الممارسات “تهدد مبدأ مجانية التعليم في العراق”، معتبراً أنّ “رفع الرسوم التعليمية يأتي كحلّ لسد العجز المالي بدلاً من مطالبة البرلمان ومجلس الوزراء بزيادة موازنات التعليم وتخصيص إنفاق أكبر لهذا القطاع الحيوي بدلاً من استنزاف جيوب اهالي الطلبة”.

سلوك غير مبرر

من جانبه، قال المهتم بالشأن التربوي والتعليمي علي حاكم، إن وزارة التربية “تنتهج سياسة متكررة في استيفاء مبالغ مالية من الطلبة، من خلال فرض رسوم على خدمات وإجراءات متعددة، أبرزها الاعتراضات على النتائج أو أداء الدور الثالث”، مشيراً إلى أنّ هذه الإجراءات “لا تراعي الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة التي تمر بها آلاف العائلات العراقية”.

وأضاف حاكم في حديث لـ"طريق الشعب"، أنّ الوزارة “تبدو في أحيان كثيرة وكأنها تبحث عن تعويضات مالية، فتسعى إلى فرض رسوم بسيطة في ظاهرها لكنها تُطبق على أعداد ضخمة من الطلبة، ما يجعل منها مورداً مالياً كبيراً، من دون وجود شفافية واضحة في كيفية صرف تلك الأموال أو تحديد وجهتها بدقة”.

وتابع أنّ “التحول المستمر نحو فرض رسوم إضافية على مختلف المعاملات التربوية، سواء في المدارس أو الجامعات، هو منهج غير مبرر، خاصة وأنّ غالبية العائلات قد لا تملك حتى هذه المبالغ (رغم بساطتها الظاهرة)، ما يشكل عبئاً حقيقياً على الطلبة”.

وفي ما يتعلق برفع رسوم الاعتراضات، أكد حاكم أنّ “المشكلة لا تكمن فقط في رفع الرسوم، بل في فرضها أساساً على حقٍ أصيل للطالب”، معتبراً أنّ الوزارة “تسعى بهذا الإجراء إلى تقليل عدد المعترضين، بينما يجب أن يُصان حق الطالب في الاعتراض وألا يُقيد برسوم مرتفعة أو غير مبررة”.

وختم قائلاً إنّ “وزارة التربية مطالَبة بالتعامل مع الطالب كطرف له حقوق كاملة، بعيداً عن استغلال حاجته أو لحظة ضعفه، مع ضرورة أن تكون هذه الإجراءات مدروسة وشفافة وبعيدة عن أي دوافع مادية غير مبررة”.

********************************************

رائد فهمي يستقبل وفد حركة حرية المرأة الإيزيدية ويؤكد دعم المطالب المشروعة

بغداد – طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الأحد 27 تموز، وفداً من حركة حرية المرأة الإيزيدية في سنجار، حيث جرى بحث الأوضاع الإنسانية والأمنية في القضاء، وسبل دعم النازحين وتمكينهم من العودة الآمنة إلى مناطقهم.

وقدّم وفد الحركة، عرضاً شاملاً عن التحديات التي يواجهها أهالي سنجار، لا سيما مع اقتراب الذكرى الحادية عشرة لمجزرة سنجار وحملة الإبادة الجماعية التي شنها تنظيم داعش الإرهابي على الإيزيديين.

وشدد الوفد على ضرورة مضاعفة الجهود من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، وجميع الجهات المعنية، لإنهاء معاناة النازحين، والكشف عن مصير المئات من النساء والفتيات الإيزيديات اللواتي لا يزلن في عداد المفقودين، إضافة إلى تكثيف البحث عن المقابر الجماعية.

ودعا الوفد إلى استثمار حالة الهدوء الأمني الحالية في سنجار لإيجاد حلول دائمة ومستقرة لإدارة القضاء، ترتكز على مشاركة جميع مكوناته، بما يعزز السلم الأهلي والثقة، ويفتح المجال أمام بدء عملية الإعمار.

من جانبه، أكد الرفيق رائد فهمي موقف الحزب الثابت في دعم المطالب المشروعة لأهالي سنجار، وضرورة تأمين عودة كريمة وآمنة للنازحين، وكشف مصير المختطفات، والعمل على ترسيخ الاستقرار والعدالة في المنطقة.

*******************************************

الصفحة الثالثة

مركز حكومي واحد في بغداد.. و85 مركزا أهليا في عموم البلاد أطفال التوحد في العراق.. غياب السياسات يزيد العزلة ويؤخّر الاندماج!

بغداد – تبارك عبد المجيد

في الوقت الذي تتزايد فيه حالات الإصابة باضطراب طيف التوحد في العراق، يواجه الأطفال المصابون وأسرهم واقعًا صعبًا، تغيب فيه الرؤية الحكومية الواضحة، وتفتقر فيه المؤسسات التعليمية والصحية إلى الجاهزية للتعامل مع هذه الفئة.

ورغم الجهود الفردية ومبادرات منظمات المجتمع المدني، تبقى المعاناة مستمرة في ظل غياب إحصاءات رسمية دقيقة، وتأخر في التشخيص، وندرة في المراكز المتخصصة، ما يفاقم من عزلة الأطفال المصابين ويحدّ من فرصهم في التعليم والاندماج المجتمعي.

التعامل مع 2700 حالة

وقال مدير المركز، نعمة جلود التميمي، في تصريح صحفي، إن "الحالات المسجلة تخضع حالياً لبرامج علاج متكاملة، تشمل التشخيص المبكر، والعلاج السلوكي، والتأهيل النطقي والحركي، إلى جانب المتابعة الدوائية والدعم النفسي لكل من الطفل وأسرته".

واضاف التميمي أن المركز، الذي تأسس عام 2014، تعامل حتى الآن مع أكثر من 2700 حالة إصابة باضطرابات التوحد، موضحاً أن "العديد من الأطفال تمكنوا من تجاوز مراحل التوحد الشديدة بنجاح، وتم لاحقاً دمجهم في المسارات التعليمية والاجتماعية، بعد تحقيق تحسّن واضح في قدراتهم".

وكشفت إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء عن وجود أكثر من 350 ألف طفل يعانون من إعاقات في الفهم والإدراك في العراق، وسط تحديات كبيرة تواجههم وأسرهم، في ظل غياب الوعي المجتمعي، وقلة البرامج الحكومية المتخصصة.

لا خطط حكومية فاعلة

من جهتها، أكدت هبة أسعد، أخصائية في علم النفس، أن طيف التوحد يُعتبر من أكثر الاضطرابات تعقيدًا، حيث يواجه الأطفال المصابون به وأسرهم صعوبات كبيرة نتيجة غياب الخطط الحكومية الفاعلة، بالإضافة إلى انخفاض الوعي المجتمعي بطبيعة الحالة.

وأعربت هبة في حديث لـ "طريق الشعب" عن أسفها لكون أغلب حالات التوحد تُكتشف في مراحل متأخرة، ما يقلل من فرص التدخل المبكر ويؤثر سلب على التطور الاجتماعي والمعرفي للطفل.

وأشارت إلى أن "الوصمة المجتمعية ما زالت تلاحق الأطفال المصابين بالتوحد، كما تعاني أسرهم من عزلة نفسية واجتماعية بسبب الجهل بطبيعة الاضطراب"، مؤكدة ضرورة إطلاق خطة وطنية شاملة تشمل الكشف المبكر، وتدريب الكوادر التعليمية، وتنظيم حملات توعوية تستهدف المدارس ووسائل الإعلام.

وبالحديث عن العلامات المبكرة لاضطراب التوحد، تبين انه "يمكن ملاحظتها من خلال القصور في مهارات التواصل، وغياب التواصل البصري، صعوبة في فهم مشاعر الآخرين، وقلة الرغبة في التفاعل واللعب مع الأقران.

وخلصت هبة أسعد الى التأكيد على أن "التوحد ليس مرض نفسيا، بل حالة نمائية تتطلب فهماً علمي، وبيئة داعمة، وإرادة مجتمعية تؤمن بحق كل طفل في التعليم، والاندماج، والرعاية المناسبة".

مطالبة بمنهاج دراسي خاص

الى ذلك، دعت ميسون الحديدي، رئيسة مركز دار العطاء للتوحد وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى إعداد منهاج دراسي خاص بأطفال التوحد وذوي الاحتياجات التعليمية المختلفة، يتم اعتماده وتعميمه على جميع المدارس التي تضم صفوفًا مخصصة لهذه الفئات.

وفي حديثها لـ "طريق الشعب"، أوضحت الحديدي أن "أطفال التوحد الذين يجدون صعوبة في الاندماج مع أقرانهم داخل المدارس، يواجهون كذلك تحديات في دراسة المنهاج الاعتيادي، حتى داخل المدارس الخاصة، ما يتطلب إعداد مواد تعليمية مخصصة تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم".

وشددت الحديدي على ضرورة أن تراعي وزارة التربية الفروق الفردية وتفاوت الأعمار والقدرات الاستيعابية داخل الصفوف الخاصة، مع توفير الدعم اللازم للكوادر التعليمية المشرفة على هذه الفئات، مؤكدة أن "المعلم هو عنصر أساسي في إنجاح أي تجربة تعليمية، ويجب تمكينه وتأهيله بشكل كافٍ".

وتعود بداية تجربة مركز دار العطاء إلى عام 2016، عندما أنشأت الحديدي المركز بـ12 طالباً فقط. "جاءت الفكرة من إيماني بأن هذه الشريحة تستحق نيل حقها في التعليم والحصول على شهادات علمية"، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الطلبة أصبحوا اليوم في المرحلة المتوسطة.

وتابعت: "بعد نجاح التجربة من خلال تحسين النطق والاستيعاب، توسعت مجموعة دار العطاء إلى أربع محافظات، وبلغ عدد الخريجين حتى الآن حوالي 400 طالب، بعضهم التحق بالتعليم الأساسي العام".

إلى جانب التعليم، تؤكد الحديدي على أهمية الجانب التوعوي، مطالبة الجهات التربوية والإعلامية بـ"تعريف الأطفال الآخرين بمتلازمة التوحد، وبقية الحالات الصحية التي يعاني منها أقرانهم، بهدف تعزيز القبول المجتمعي والتقليل من التنمر والعزلة".

مركز حكومي واحد في بغداد

ويقول المختص في الإرشاد النفسي والباحث الاجتماعي، غزوان فيصل، إن "الاهتمام بفئة المصابين بالتوحد لا يزال دون المستوى المطلوب، سواء على صعيد الرعاية النفسية أو التعليمية"، مشيرًا إلى أن "الكثير من العائلات تواجه هذا الاضطراب بمفردها، في ظل غياب مراكز متخصصة كافية أو دعم حكومي منظم".

ويضيف أن "الدولة لم تضع حتى الآن سياسات واضحة للتعامل مع اضطراب طيف التوحد، وترك الأمر للمبادرات الفردية وجهود منظمات المجتمع المدني، التي تعمل بإمكانيات محدودة"، مشددًا على أن "هذا التقصير الرسمي ينعكس سلبًا على جودة حياة الأطفال المصابين وأسرهم".

وأوضح فيصل أن "أغلب المدارس في العراق غير مهيأة لاستقبال أطفال التوحد، لا من حيث الكوادر ولا المناهج، ما يؤدي إلى عزلتهم الاجتماعية ويقلل من فرص اندماجهم الطبيعي في المجتمع".

وأشار الى ان "وزارة الصحة لا تمتلك إحصاءات دقيقة أو تقريبية عن أعداد المصابين بالتوحد في البلاد". ويعزي غياب الإحصاءات الدقيقة إلى "نقص قواعد البيانات وعدم تسجيل العديد من الحالات، سواء في المراكز الحكومية أو الأهلية"، طبقا لحديث فيصل.

ويؤكد ان "انتشار المراكز والمعاهد الأهلية المتخصصة في علاج اضطراب التوحد في مختلف محافظات البلاد، يشير إلى وجود أعداد كبيرة من المصابين، ويعكس بالمقابل تقصيرا حكوميا واضح في رعاية هذه الشريحة".

وبيّن انه "في بغداد، يوجد مركز حكومي وحيد لعلاج مرضى التوحد، وهو "مركز بغداد الحكومي للتوحد" في جانب الكرخ، في حين تشير إحصاءات غير رسمية إلى وجود نحو 85 مركزا أهليا مرخصا تقدم العلاج في أنحاء متفرقة من البلاد"، لافتا الى وجود "معاهد أخرى خارج إطار الرقابة الرسمية، وسط تكاليف علاج تتراوح بين 250 إلى 500 ألف دينار شهريا".

واختتم غزوان فيصل بالتأكيد على "ضرورة وضع استراتيجية وطنية شاملة للتعامل مع اضطراب التوحد، تبدأ بالتشخيص المبكر وزيادة الوعي المجتمعي، مرورًا بدمج الأطفال في النظام التعليمي بطريقة مدروسة، وتأهيل المعلمين، وصولًا إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر".

**********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الثروة الضائعة

نشر موقع "أمواج" البريطاني تقريرًا عن ثروة العراق الضائعة في الخارج، والمتمثلة في عقارات وممتلكات تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، ذكر فيه أن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي قد طرحت في حزيران الماضي مبادرة طموحة لاستعادة مليارات الدولارات من أصول الدولة التي يُعتقد أنها متناثرة في أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا.

مجرد مصفاة!

وأشار التقرير أن هذه الخطوة جاءت بعد أسابيع فقط من كشف مذهل في قمة جامعة الدول العربية ببغداد، حين أبلغ الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، مضيفيه أن مصفاة النفط العراقية الموجودة خارج مقديشو، والتي نُسيت لعقود، لا تزال سليمة. وقد بُنيت هذه المصفاة، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 500 ألف طن، عام 1974 كرمز للشراكة بين العراق والصومال. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مهجورة، وتعاني من ركود في ظل صراعات عنيفة في كلا البلدين. وإلى جانب المقترحات الصومالية لإعادة تأهيل الموقع، دفعت هذه الأخبار أيضًا إلى إعادة تقييم محلي معمّق لجهود العراق في الوصول إلى أصول الدولة التي لطالما أُهملت في الخارج.

ثروات العراق المنسية

وبيّن التقرير أن العراق قد استحوذ بسرعة، في مطلع السبعينيات، على محفظة دولية من الاستثمارات شملت عقارات فاخرة في أوروبا، ومزارع في آسيا، ومصافي تكرير في أفريقيا، وغيرها من المشاريع التي أرادت بها بغداد توسيع نفوذها الاقتصادي، وتنويع القاعدة الاقتصادية للبلاد، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية.

غير أن فرض العقوبات الدولية في التسعينيات جمّد العديد من هذه الأصول بين عشية وضحاها، فيما زاد الغموض حولها حين اختفى جزء كبير من هذه الثروة من السجلات العراقية بعد الغزو الامريكي، دون أن يعرف أحد مصير الأرشيفات المنهوبة أو الوثائق المدمّرة.

وذكر التقرير أن السلطات قد أطلقت مشروعًا لرسم خرائط تاريخية لإعادة بناء محفظة العراق الخارجية، بالاعتماد على سجلات السفارات وخبرة الدبلوماسيين المتقاعدين، بهدف إعداد قائمة رئيسية شاملة بالممتلكات المملوكة للدولة، وتوجيه الجهود الدبلوماسية والقانونية لاستعادتها. كما سبق للجنة العلاقات الخارجية أن قدمت طلباً إلى وزارة الخارجية في عام 2019، وألزمتها فيه بفهرسة الممتلكات الخارجية، دون جدوى. فيما قدّرت لجنة النزاهة البرلمانية في عام 2021 أن ما يصل إلى 240 مليار دولار أمريكي من الأموال العامة – بما في ذلك الممتلكات الخارجية – قد هُرّب إلى الخارج أو اختُلس.

وأضاف التقرير أن جهود استرداد الأصول المالية، والتي بُذلت منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم تُثمر حتى الآن سوى عن استعادة حوالي 2.5 مليار دولار أمريكي من الأموال المجمّدة، فيما تم تجاهل الممتلكات المادية إلى حد كبير. وقد زُعم أن العديد منها قد تم بيعه بشكل غير قانوني، بينما يبدو أن البعض الآخر قد هُجِر أو وُضع عليه المتنفّذون أيديهم، حتى بات يُصطلح على ما فُقد بـ "الثروة المنسية" للبلاد.

ويقدّر المشرّعون العراقيون الآن أن ما لا يقل عن 50 أصلًا رئيسيًا في الخارج لا يزال مجهول المصير، مما يشكّل محفظة متنوعة من المصالح تشمل قصورًا وفيلات في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة؛ ومزارع تُزرَع فيها الشاي والمطاط والتبغ في ماليزيا وسريلانكا وفيتنام؛ ومصفاة نفط تقع خارج العاصمة الصومالية؛ وقصرًا يقع على جزيرة في موزمبيق؛ وأراضيَ زراعية شاسعة في نيجيريا واليمن؛ ومشروعًا ضخمًا لتطوير مسجد في أستراليا.

عقبات بلا حدود

وحسب التقرير، فإن هناك عقبات كثيرة وكبيرة تحول دون استرداد هذه الممتلكات، منها نزاعات على الملكية، حيث قد تصبح سندات الملكية القانونية غامضة بمرور الوقت، أو بسبب الحيازة العكسية، أو البيع غير المصرّح به، مما يتطلّب من السلطات العراقية تقديم أدلة دامغة على دعاواها في المحاكم الأجنبية، وخوض معارك قانونية مطوّلة وصعبة، خاصةً في ظل ضعف التعاون الدبلوماسي من الدول المضيفة، حيث يُزعم أن بعض الحكومات أبدت تردّدًا أو تباطؤًا في تقديم المساعدة، فيما يسعى أفراد ذوو نفوذ إلى عرقلة التحقيقات التي قد تُطال مصالحهم وشبكاتهم.

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أهمية استعادة العراق سيطرته على أمواله في الخارج، لا لأسباب سياسية فحسب، بل لأسباب اقتصادية أيضًا، حيث يمكن أن يُسهم عشر هذه الأموال في تعزيز الميزانية العامة، التي تعتمد على النفط بشكل شبه كامل.

*****************************************

أفكار من أوراق اليسار.. "أشباح" غرامشي

إبراهيم إسماعيل

تُعَدّ كل أزمةٍ يخلقها احتضار القديم وتلكؤ ولادة الجديد شبحًا يجوب سماء الشغيلة، ويؤدي بها – كما أشار غرامشي في دفاتر سجنه – إلى مسارين متعاكسين: إما أن يحملها إلى شاطئ الخلاص، أو أن يتخذه أعداؤها مطية لإعادة استعبادها.

ويبدو أن الطائفية في عالمنا اليوم واحدةٌ من أخطر تلك الأشباح، لا لأنها مسعى لفرض قيم ومعتقدات معينة على الآخرين وتشكيل المجتمع وفقًا لتصور خاص فحسب، بل لأنها تمثّل شكلاً من أشكال الهيمنة الثقافية والاجتماعية، ينتج عنها نظام سياسي وأيديولوجي يهدف إلى إدامة الهيمنة الطبقية للرأسمالية التابعة، ويتستر بصراع لاهوتي بين الأديان والمذاهب.

وتتجسّد خطورة الطائفية أيضًا في قدرتها على خلق وعي زائف، يُقنع العامل بتصوراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى لا يرى في الرأسمالي الذي يستغله خصمًا، بل يراه في العامل الآخر الذي يتعبّد بطريقة مختلفة، ويحوّل الانتماء الطائفي من عنوان ثقافي إلى سجن للوعي، تتكسر فيه إرادة الشغيلة ووحدتها وقوّتها، فيَسْهُل تهميشها وإقصاء دورها ومحاصرتها بالبطالة والفقر، ليستأثر زعماء الأنظمة الطائفية وكتلها بالثروة والسلطة، متحالفة من موقع أدنى مع الرأسمالية المعولمة.

ولهذا، يُلقي تنامي خطورة هذه الأشباح على اليسار مهمةَ إنتاج هيمنة بديلةٍ مضادّة، عبر تنظيم العمال والفلاحين والمثقفين والطلبة وعموم الكادحين، في أطر نقابية وسياسية مستقلة عن الكتلة الطائفية المهيمنة، وتحريرهم من فكرها، ومن الكراهية والتمييز والاستعباد، ومن تغييب الوعي الجمعي، وتبرير مشاريع حماية وإعادة إنتاج السيطرة الطبقية المُقنّعة. كما لا بد أن يتبنى اليسار برنامجًا كفاحيًا لتحقيق بديلٍ جذري يُفضي إلى دولة ديمقراطية تُعيد توزيع الثروة لصالح المنتجين الحقيقيين، تحترم الدين تمامًا وتمنع تسييسه واستخدامه في الصراع السياسي، وتضمن – ليس حرية المتدينين فحسب – بل وتستلهم من قيم الخير الحقيقية التي يُفترض بأنهم مؤمنون بها، ما يساهم في تحقيق العدل وحقوق المواطنة المتساوية للجميع، فالدين هو "زفرة المظلوم" وهو "روح عالم بلا روح"، كما قال ماركس.

وبسبب تأثيرها الكبير على شكل البديل الثوري المرتجى، ينبغي على اليسار التعرف بدقة على طبيعة الأنشطة والمؤسسات التي تساعد الكتلة الطائفية في المحافظة على هيمنتها، وهي غالبًا ما تكون معظم – إن لم تكن جميع – مرافق الدولة، وبشكل خاص التعليم والإعلام والعسكر والقضاء، والتي تُستخدم في تشكيل الانتماء الاجتماعي على أساس الهويات الجزئية بدلاً من المصالح الاقتصادية المشتركة، وبالتالي تُغيِّب وعي الشغيلة، لا لكي تجهل عدوّها الحقيقي – أي علاقات الإنتاج الاستغلالية – بل كذلك كي تدافع عن برجوازية "طائفتها" بوصفها الدرع الرمزي للجميع، دون أن ننسى منظمات المجتمع المدني والحركات الشعبية التي يُشِلّ النظام الطائفي حركتها ويوظفها لصالحه. إن أي تهاون يبديه اليسار في استجلاء كل ذلك، سيصيب الصراع بسكونٍ يُقدِّم خدمة مضاعفة للهيمنة ولا يقوّضها.

وإذ لا يرى اليسار في الطائفية إقصاءً للصراع الطبقي، بل سعيًا موهومًا لإخفائه خلف صراعات مُفبركة تخدم الاستغلال الرأسمالي، لا يُعوّل كثيرًا على أي تغيير جذري للنظام من داخله، بل يخوض نضالًا متعدد الأشكال ضده، بما في ذلك خوض الصراع الانتخابي، حتى وإن لم يشهد هذا الصراع منافسةً بين البرامج واقتصر على الولاء للزعيم أو الكتلة التي تقدم نفسها حاميةً للجماعة، إيمانًا منه بأن تظافر ميادين الكفاح المختلفة يُعزز إنتاج الهيمنة البديلة.

وأخيرًا، لا يرى اليسار في الأنظمة الطائفية قَدَرًا – كما يحلو للبعض القول – بل نظامًا هشًّا وقابلًا للكسر والاستبدال، بنظامٍ أقرب لروح الدين وفطرة الإنسان والعدالة والتنوع، وهو ما تؤكده تجارب الشعوب.

*****************************************

الصفحة الرابعة

مجلس محافظة بغداد يرفع تسعيرة الامبير! عقود من الخسائر المالية والضجيج والدخان والمولدات الأهلية سيدة الموقف الكهربائي

بغداد – طريق الشعب

برغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على أزمة الكهرباء في العراق، لا تزال المولدات الأهلية تشكل الحبل الوحيد الذي يتشبث به المواطن لتأمين طاقة لا توفرها الدولة. ومع تصاعد درجات الحرارة، وتدهور البنية التحتية، وتفاقم أزمة المياه، تحولت هذه المولدات من حل مؤقت إلى معضلة بيئية وصحية واقتصادية مزمنة، تفرض أعباءً يومية على حياة العراقيين.

ففي الأزقة المكتظة والدروب السكنية، ينبعث دخان كثيف، وضجيج مستمر، ورائحة احتراق لا تهدأ، لتخلق واقعاً خانقاً يعاني فيه الناس من التلوث الهوائي والضوضائي، واستنزاف المياه، والمخاطر الصحية، وسط غياب رقابة حكومية فعالة، وحلول بديلة ما تزال حبيسة التصريحات والخطط المؤجلة.

وبين ضعف التخطيط الرسمي، وتمدد سوق المولدات العشوائي، يقف العراق أمام تحدٍ مصيري: هل يستمر في تدوير أزمة عمرها ثلاثون عاماً؟ أم يقرر أخيراً الدخول في عصر الطاقة المستدامة؟

وبحسب مسح ميداني أجراه الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط، وأُعلنت نتائجه في آذار/ مارس 2023، بلغ العدد الكلي للمولدات الأهلية في عموم العراق 48,533 مولدة. وقدّر المسح أن الإيرادات الشهرية لهذه المولدات تجاوزت 3.47 مليار دينار عراقي، أي ما يعادل نحو 2.3 مليون دولار أميركي.

وتُظهر البيانات أن نحو 60 في المائة من هذه الإيرادات تحققت خلال ساعات الذروة، حيث بلغت 2.105 مليار دينار (نحو 1.385 مليون دولار)، فيما توزعت النسبة المتبقية، البالغة 1.374 مليار دينار (900 ألف دولار)، على الفترات خارج الذروة.

أصحاب المولدات يشكون

ويؤكد أحمد وميض، وهو صاحب مولدة أهلية، أن أصحاب المولدات في العراق يواجهون صعوبات نتيجة السياسات الحكومية المتعلقة بتحديد سعر الأمبير، مشيرا إلى أن السعر الرسمي المقّر، والبالغ 8000 دينار فقط، لا يغطي التكاليف الحقيقية لتشغيل المولدات، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية والحرارة الشديدة خلال فصل الصيف.

وأوضح وميض، أن تشغيل المولدة على مدار 24 ساعة يتطلب نفقات عالية تشمل أجور العمال، وتبديل الزيوت بشكل دوري، فضلا عن الصيانة المستمرة نتيجة الأعطال المتكررة، وهي كلها نفقات لا تأخذها التسعيرة الرسمية بنظر الاعتبار.

وأضاف: "نشتغل في كثير من الأحيان بخسارة أو على الحافة، لأن سعر الأمبير لا يتناسب أبدا مع كلفة التشغيل الفعلية".

وعلى الرغم من أن الحكومة قامت، في بادرة دعم مؤقت، بتوفير زيت الغاز (الگاز) مجانا لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن هذا الدعم لم يكن بلا مقابل، إذ أرفقته بمجموعة من الرسوم الإضافية التي فُرضت على أصحاب المولدات دون إعلام واضح للمواطنين.

وبيّن وميض، أن من بين هذه الالتزامات تسجيل موقع المولدة في دوائر الكهرباء والماء والضريبة، والتعامل معها كموقع تجاري، وهو ما يعني فرض رسوم شهرية مرتفعة تصل إلى أضعاف ما يدفعه المواطن العادي، حتى وإن كانت المولدة تخدم أحياء سكنية.

ولم تقف المعاناة عند هذا الحد، إذ أشار وميض إلى أن أصحاب المولدات كثيرا ما يتعرضون لغرامات مالية كبيرة من قبل الجهات المختصة بالمشتقات النفطية، وقال: "تُفرض علينا غرامات قد تتجاوز 500 ألف دينار، وقد تُسحب منا الحصة المخصصة من الوقود فقط، لأن هناك من قدم شكوى، حتى لو كانت غير مثبتة".

الطاقة النظيفة

وفي ما يتعلق بمستقبل الطاقة في العراق، أكد وميض أن مشروع الطاقة المتجددة لا يشكل تهديدا حقيقيا لأصحاب المولدات في الوقت الحالي، مرجعا ذلك إلى ضعف الإقبال الشعبي على هذا النوع من المشاريع.

وأوضح أن غالبية المواطنين، وخصوصا ذوي الدخل المتوسط والمحدود، لا يرون الطاقة الشمسية كبديل حقيقي، لأسباب تتعلق أولًا بكلفتها المرتفعة عند التأسيس، وثانيا بعدم توفر المساحات المناسبة في كثير من المنازل، خاصة في المجمعات السكنية التي تفتقر لأسطح كافية. كما أشار إلى أن صيانة منظومات الطاقة المتجددة تُعد تحديا بحد ذاته، إذ لا يتجاوز عمر البطاريات المستخدمة فيها سنتين، واستبدالها مكلف جدا، مما يجعل المشروع غير عملي بالنسبة للأسر العادية.

واختتم وميض بالتأكيد على أن نجاح الطاقة المتجددة في العراق لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مشروع حكومي واسع النطاق، يستثمر المساحات الشاسعة غير المستغلة لإنشاء محطات طاقة شمسية مركزية. فبحسب رأيه، الحل الوحيد هو أن تكون هذه الطاقة مدعومة ومنظمة من قبل الدولة، وتقدم للمواطنين ضمن إطار الخدمة العامة، لا أن تترك كخيار فردي لا يستطيع كثيرون تحمّل أعبائه المالية أو الفنية.

تحد بيئي!

الباحث البيئي احمد سلام، يقول إن "المولدات الأهلية في العراق تحولت إلى أحد أكبر التحديات البيئية والصحية اليومية وهي لا تمثل مجرد حل مؤقت لانقطاع التيار الكهربائي بل أصبحت مصدراً دائماً لتلويث البيئة واستنزاف مواردها، والإضرار بصحة الإنسان ومحيطه الحيوي".

ويضيف سلام لـ "طريق الشعب"، أن هذه المولدات التي تجاوز عددها عشرات الآلاف تعمل دون أي التزام بالمعايير البيئية المعمول بها دولياً حيث تنبعث منها غازات سامة وخطرة مثل أوكسيد الكربون والنتروجين والكبريت، فضلاً عن دقائق كربونية مرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي، وبعضها مصنف كمادة مسرطنة، ومع الاستخدام المتزايد للنفط الأسود بدل الديزل النقي تتضاعف نسبة التلوث إلى مستويات مقلقة للغاية.

ويشير سلام إلى أن الضرر لا يقتصر على الهواء بل يمتد إلى المياه والتربة حيث ملايين اللترات من المياه العذبة تستهلك يومياً لتبريد محركات هذه المولدات ثم تصرف ملوثة إلى المجاري أو الأرض محملة بالزيوت وبقايا الوقود دون معالجة أو رقابة وهذا يعد استنزافاً مباشراً لمورد مائي شحيح خاصة في ظل أزمة مائية وطنية تتفاقم سنوياً.

ويوضح أن التلوث الضوضائي لا يقاس فقط بمستوى الإزعاج بل بتأثيره النفسي والعصبي على السكان وخاصة الأطفال والمصابين بأمراض حساسية الصوت أو الاضطرابات النفسية، ونتيجة لذلك لدينا حالات موثقة تعاني من مشاكل دراسية وسلوكية بسبب الأصوات المستمرة لهذه المولدات.

ويؤكد سلام أن المولدات الأهلية تشكل أزمة بيئية متكاملة. ويرى أن استمرارها بشكلها الحالي يعني تثبيت نمط حياة مدمر للصحة العامة والبيئة والاقتصاد.

وبناء على ذلك، يجد سلام أن ما نحتاجه اليوم هو إرادة سياسية حقيقية تبدأ من وضع خطة وطنية للتخلص التدريجي من المولدات خلال السنوات القادمة، وتحسين البنية التحتية للطاقة وتوسيع مشاريع الطاقة النظيفة، وفرض اشتراطات بيئية حازمة على أصحاب المولدات تتضمن الفلاتر وكاتمات الصوت وأنظمة تبريد مغلقة بمياه غير صالحة للشرب وإطلاق حملات تفتيش منتظمة من الشرطة البيئية، وربط تراخيص المولدات بمعايير الأداء البيئي.

ويختتم بالتأكيد على أن البيئة في العراق ليست رفاهية بل شرط أساسي للحياة الكريمة، وعليه يجب على الجهات الحكومية أن تتعامل مع هذه القضية كأولوية وطنية لا كمشكلة فرعية مؤجلة، لأن استمرار الوضع بهذا الشكل يجعلنا ندفع كلفة صحية واقتصادية واجتماعية باهظة لنظام مؤقت عمره ثلاثون عاماً.

الحكومة غير جادة

من جانبها، تقول اماني التميمي الخبيرة في مجال الطاقة النظيفة: "لقد أصبحت المولدات، على الرغم من دورها المؤقت في سد العجز بالطاقة، عبئاً بيئياً وصحياً واقتصادياً لا يمكن تجاهله. فهذه المولدات تُطلق كميات كبيرة من الغازات السامة، مثل ثاني أوكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، وتُسهم بشكل مباشر في تلوث الهواء وزيادة معدلات الأمراض التنفسية، لا سيما في المناطق السكنية المكتظة".

وتضيف التميمي لـ "طريق الشعب"، إن "التحول نحو الطاقة المتجددة لم يعد خياراً، بل ضرورة وطنية لضمان أمن الطاقة وحماية البيئة وصحة المواطنين"، مشيرا الى ان "العراق يمتلك إمكانيات كبيرة في هذا المجال، خصوصاً في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، نظراً لموقعه الجغرافي المميز وساعات السطوع الشمسي العالية على مدار العام".

وتشير الى انه برغم هذه الإمكانيات، هناك تحديات حقيقية تواجه هذا الملف، منها "ضعف البُنى التحتية، وقلة الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة، وغياب السياسات التحفيزية، إضافة إلى البيروقراطية وتعقيدات الإجراءات الإدارية. كما أن هناك حاجة ماسة إلى رفع الوعي المجتمعي حول فوائد الطاقة المتجددة، وتدريب الكوادر الوطنية لتبني وتشغيل هذه الأنظمة بشكل فعال".

وتختتم التميمي حديثها بالقول: "نحن بحاجة إلى إرادة سياسية قوية، واستراتيجية وطنية واضحة، تتضمن خطوات تنفيذية جريئة، تضع العراق على طريق الاستدامة الطاقية، وتُخرجه من دوامة الاعتماد على المولدات والمصادر التقليدية التي استنزفت موارده وأثرت سلباً على صحته البيئية والاقتصادية"، لكنها تجد ان "الحكومة غير جادة تماما بتبني ملف الطاقة النظيفة حتى الآن".

أعلن مجلس محافظة بغداد، امس الاثنين، عن رفع تسعيرة الأمبير للمولدات الحكومية والأهلية إلى 12 ألف دينار للمولدات التي تستلم حصة وقودية من وزارة النفط، بعد أن كانت 10 آلاف دينار في الشهر الماضي.

وأوضح المجلس أن المولدات التي لا تستلم الحصة الوقودية سيكون سعر الأمبير فيها 15 ألف دينار بدلا عن 12 الف دينار، وذلك في إطار مراعاة ارتفاع تكاليف التشغيل.

************************************************

وقفة اقتصادية..  توزيع الدخل والعدالة الاجتماعية

إبراهيم المشهداني

نظام التوزيع في الاقتصاد يمثل الرافعة الأساسية لتحقيق العدالة في توزيع الدخل بين المواطنين الذي أجمع عليه الاقتصاديون، وأكدت عليه مبادئ حقوق الانسان فضلا عما أكد عليه الدستور العراقي، غير أن المتابع للبنية الاجتماعية العراقية يكتشف دون تردد أن نظام التوزيع لا يستند إلى أي من المبادئ المذكورة من خلال تفاقم الفجوة الطبقية في المجتمع وظهور طبقات لوغارشية هيمنت على مصادر الدخل والثروة وسخرت وجودها في السلطة لهذا الغرض.

إن معدلات التضخم في الاقتصاد تلعب دورا أساسيا في طريق توزيع لدخل  وحجمه، فالتضخم بطبيعته يؤدي إلى إعادة توزيع الدخول الحقيقية للشرائح الاجتماعية المختلفة لأن الدخول النقدية والأسعار لا تزداد بالنسبة نفسها للقطاعات كافة، إذ أن التفاوت في درجة ارتفاع أسعار السلع والخدمات يؤدي إلى زيادة الدخول لشرائح اجتماعية على حساب شرائح اجتماعية أخرى والنتيجة تنعكس سلبا على المستوى ألمعاشي لهذه الشرائح فتدني المستوى ألمعاشي يكون من نصيب أصحاب الدخول الثابتة (التعاقدية) كالموظفين وجميع الذين يعيشون على المعاشات التقاعدية والإعانات والمدفوعات التحويلية (شبكة الرعاية الاجتماعية) وكذلك بعض الحرفيين الصغار والعمال الزراعيين. في حين ترتفع وبدرجات متفاوتة الدخول الحقيقية لفئة المنظمين وأصحاب المزارع والمقاولين والصناعيين والوسطاء وذوي المهن الحرة وأصحاب الشركات التجارية، لأن دخول معظم هذه الفئات تتسم بالمرونة والاستجابة السريعة لتغيرات المستوى العام للأسعار.

وفي بلادنا المبتلية بغياب الشفافية في توزيع الثروة وهيمنة الطغمة المالية والكومبرادور والبيروقراطية المتحكمة بمفاصل الدولة والمتخادمة في الهيمنة على مفاتيح الثروة تتسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء بما لا تقبل التورية او التأويل وأكثر الدراسات والأبحاث التي تجريها المنظمات الدولية ومؤسساتها المالية تشير بوضوح إلى أن العراق متأخر كثيرا في مقدار حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، فاستنادا إلى تقرير مجلة (CEWORLD) المختصة بالإحصاءات فان العراق يأتي بالمرتبة 113 عالميا من أصل 190 دولة والسابعة عربيا،  فعلى سبيل المثال اذا ما قايسنا حصة الفرد العراقي من الناتج  المحلي الإجمالي البالغة 4775 دولار سنويا مع نسبتها إلى حصة الفرد في بعض  البلدان العربية لتبين ان هذه النسبة تشكل 7 في المائة بالنسبة إلى  قطر  و10 في المائة بالنسبة  لدولة الامارات،  وأكثر من ذلك فان العراق يأتي تراتبيا أعلى من بوروندي  وأفغانستان  والصومال، وتشير المصادر الموثوقة أن 36 فردا عراقيا يمتلك كل منهم اكثر من مليار دولار  وأن 16 الف عراقيا يمتلكون مليون دولار فأكثر، فيما تشير مصادر وزارة التخطيط أن اكثر من 23 في المائة يقعون تحت خط الفقر، وأن ثلاثة استراتيجيات للتخفيف من الفقر ابتداء من 2010 لم تشفع لهذه الشرائح من الخروج من هذا المستوى الاجتماعي الحرج.

إن طبيعة النظام الضريبي السائد يمكن ان يكون اداة لإعادة توزيع الدخل بما يتوافق مع شروط ومتطلبات العدالة الاجتماعية وتزايد عدد  السكان الذي يصل وفق آخر إحصاء 45.07 نسمة غير ان حجم الضريبة المستحصلة في العراق حاليا من الضآلة بمكان بحيث تعجز أن تكون مرجعية مضمونة لإعادة توزيع الدخل بما يحسن من مستوى معيشة الشرائح الاجتماعية الفقيرة، فعلى سبيل المثال يتم في العادة تقدير المبلغ الضريبي بين(2--3) تريليون دينار أي ما يعادل (1،1 ) مليار دولار  في حين التقديرات الحقيقية تتجاوز ال7 تريليون دينار أي ما يعادل (4،8) مليار دولار  وهذا التدني في التحصيل  الضريبي يرجع إلى جملة من التحديات نذكر منها  التهرب الضريبي وحالات الإعفاء من دفع الاستحقاق الضريبي على الشخصيات او الشركات الاستثمارية التابعة لجهات متنفذة في السلطة او عن طريق دفع الرشاوي نضير تخفيض مقدار الضريبة بأرقام فلكية،  وهذا يرتبط بالوضع التاريخي للدوائر الضريبية المصابة بأمراض مزمنة من الفساد والتلاعب  في تخمين الضرائب،  والتحدي الآخر يتمظهر بتجاهل فرض الضريبة على أصحاب الدرجات الخاصة  بالإضافة إلى رواتب الرئاسات.

إن تحقيق العدالة الاجتماعية بين العراقيين تتطلب من الدولة مراجعة مستمرة لتحويل الثروة الوطنية المتحققة من كافة مصادر الدخل الوطني وإعادة توزيعها وفقا لمبادئ (العدالة الاجتماعية) الوضعية والموضوعية.

************************************************

الكوت تشهد بطولة شطرنج على شرف ذكرى الثورة

الكوت – طريق الشعب

نظّمت المختصة الرياضية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، بالتعاون مع اتحاد الشطرنج في المحافظة، بطولة الشطرنج السنوية، وذلك على شرف الذكرى 67 لثورة 14 تموز المجيدة.

البطولة التي احتضنها مقر اللجنة المحلية يومي 25 و26 تموز، أشرف عليها الحكم الدولي الرفيق نوري الزهيري، وشارك فيها 22 لاعباً من مختلف مناطق المحافظة، ومن فئات عمرية مختلفة.

وفي مستهل البطولة، ألقى سكرتير المحلية الرفيق تيسير حذر، كلمة تطرق فيها إلى ثورة تموز وأهميتها وأثرها الإيجابي على مسار الحركتين الوطنية والشعبية، مشيرا إلى أن الثورة جسدت قيم العدالة والمساواة والتقدم.

واشتملت البطولة على سبع جولات اتسمت بمنافسة نزيهة انتهت بفوز 3 لاعبين بالمراكز الثلاثة الأولى.

وفي يوم الختام، ألقى سكرتير المختصة الرياضية الرفيق حيدر خليل، كلمة شدد فيها على أهمية الرياضة في تعزيز القيم الإنسانية والتضامن بين الشباب، مؤكدا أن مقر الحزب الشيوعي سيبقى مفتوحاً أمام جميع أبناء الشعب، باعتباره "بيت الشعب" الذي يحتضن الطاقات والمبادرات.

وبحضور سكرتير اتحاد شطرنج واسط تحسين العتابي والرفيقين نوري الزهيري وحيدر خليل،  اختتمت البطولة بتوزيع شهادات تقدير على اللاعبين المشاركين، فضلا عن توزيع الجوائز على الفائزين الثلاثة الأوائل، من قبل نائب سكرتير محلية واسط الرفيق أبو جورج.

وعبّر المشاركون عن سعادتهم بنجاح البطولة وحسن التنظيم، مقدمين شكرهم إلى محلية واسط على هذا النشاط النوعي الذي يعكس اهتمام الحزب المتواصل برعاية الشباب ودعم الأنشطة الرياضية والثقافية في المحافظة.

******************************************

في ستوكهولم.. إحياء ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة

ستوكهولم - عاكف سرحان

نظمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، السبت الماضي، سفرة  عائلية على ضفاف بحيرة "ليلياهولمن" جنوبي العاصمة ستوكهولم، في مناسبة الذكرى 67 لثورة 14 تموز المجيدة، وبحضور عدد من الرفاق والأصدقاء وعائلاتهم. وتحت علم الثورة ولافتات وشعارات تحيي أمجادها، افتتح برنامج السفرة بعزف النشيد الوطني. ثم رحب الرفيق جاسم هداد بالحضور وعرج على وقائع الثورة التي تلاحم فيها الجيش مع الشعب لإحداث التغيير الجذري. وقال انها كانت بحق ثورة عمال وفلاحين حققت المزيد من المكاسب التي لا تزال شواهدها شاخصة. ثم شرح مكونات شعار الجمهورية، ومكونات علم ثورة تموز. كذلك تحدث الرفيق د. سعدي السعدي عن ذكرياته أيام الثورة في مدينة الناصرية. حيث كان صغيرا، وكان والده ووالدته من الرفاق النشطين في تلك الفترة. فيما تحدث الرفيق فيصل الفؤادي عن مكاسب ثورة تموز للطبقة العاملة وإتحاد نقابات العمال. وتخللت برنامج السفرة فقرات ترفيهية وغنائية.

****************************************

شيوعيو ديالى يتفقدون رفيقهم صادق الدر ويزورون مبنى المحافظة

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق صادق الدر في منزله، للاطمئنان على صحته بعد خضوعه إلى عملية فوق الكبرى في الأردن، تكللت بالنجاح.

وتمنى الوفد للرفيق الدر وافر الصحة والعافية، والشفاء العاجل. وقدم له باقة ورد. كما زار وفد من المحلية، مكتب ديوان المحافظة لتقديم التهاني للدكتور عادل العبيدي بمناسبة تسلّمه منصب مدير مكتب محافظ ديالى.

وناقش الوفد خلال الزيارة عدداً من القضايا الخدمية في المحافظة، بينها مطالب السجناء السياسيين بالإسراع في توزيع قطع الأراضي، واحتياجات قرية بيرات (مقاطعة 28) للخدمات وإنشاء قنطرة تربطها بالطريق العام.

*******************************************

الصفحة الخامسة

بين لهيب الصيف وأزمة الكهرباء إنهاك جسدي ونفسي وأمزجة على حافة الغضب!

متابعة – طريق الشعب

مع ذروة موجة الحر التي يشهدها العراق، والتي تتكرر سنويا، لم يعد الصيف مجرد فصل اعتيادي، بل تحول الى عبء نفسي وجسدي ينعكس على السكان، ويعيد تشكيل نمط الحياة اليومية وسلوك الأفراد وحتى العلاقات الاجتماعية.

وبينما تسجل الحرارة نصف درجة الغليان، يزداد التوتر والانفعال، وتتغير تفاصيل الحياة وأوقات العمل بالنسبة للكثيرين.

يأتي ذلك وسط أزمة كهرباء حادة حوّلت بيوت المواطنين إلى أفران – حسب تعبير الكثيرين منهم، الذين يرون أن الإنسان قد يتحمل حرارة الجو في الشارع أو في العمل بشكل قد لا يُعكّر مزاجه، لمجرد تفكيره في انه سيعود إلى البيت ويجد ماء يستحم به وكهرباء يشغل بها جهاز التبريد، ما يبدد كُل ذلك الإرهاق، مستدركين "لكن لما يتيقن الإنسان من انه سيعود إلى بيته ويجده قد تحوّل إلى فرن من شدة الحر ورداءة الكهرباء، فهنا لن يجد ما يُمنّي النفس به، الأمر الذي يجعل مزاجه مُعكرا وأعصابه متوترة وغضبه متصاعدا".

انفعالات شائعة تحت اللهيب

الغضب والتوتر وتهيّج الأعصاب باتت انفعالات شائعة بين الأفراد خلال فصل الصيف، سواء في الطرقات العامة أم في الدوائر الحكومية، وحتى في المنازل - وفقا للباحث في الشأن الاجتماعي هيثم السوّاك، الذي يرى في حديث صحفي أن كل شيء يتغير مع ارتفاع درجات الحرارة "لذلك من الصعب مشاهدة وجه يبتسم او وجه طبيعي على الأقل. معظم الناس في الشارع تظهر عليهم علامات الانزعاج والتذمر".

ويضيف قوله أن "من الأسباب الرئيسة لانعكاس ارتفاع درجات الحرارة على سلوكيات الأفراد، هو غياب الخدمات الأساسية التي توفر أجواء مريحة للسكان، مثل الكهرباء وأجهزة التبريد التي تعمل باستمرار في المنازل او أماكن العمل".

موظفون لا يردون التحية!

من جانبه، يقول المواطن مصطفى حسين أن "تأثيرات الحر واضحة حتى في الدوائر الحكومية في تعامل بعض الموظفين مع المراجعين. فعندما راجعت إحدى الدوائر قبل أيام، كان كل الموظفين الذين قابلتهم للحصول على توقيع او إكمال متطلبات المعاملة، لا يردون التحية عليّ، وان ردوا ستبدو ردودهم باردة تخرج منهم بصعوبة. كما انهم لا يجيبون عند سؤالهم عن أي تفاصيل".

ويبيّن في حديث صحفي أن "بعض الموظفين يبدون ممتعضين، وتشعر انهم قنابل موقوتة قد تنفجر بوجهك في أية لحظة"!

ويوضح حسين أن "تأثيرات الصيف واضحة في الشوارع أكثر من أي مكان آخر. فالحرارة أصبحت السبب الرئيس للانفعالات والنزاعات والمشاجرات، خاصة وسط الازدحامات المرورية".

وتسجل مدن العراق أعلى درجات حرارة في العالم، وغالبا ما تتصدر النشرة الدولية. فمن أصل 15 مدينة يكون نصيب العراق نحو 10 مدن هي الأعلى، بدرجات حرارة تتجاوز الـ50 مئوية.

تغيير ساعات العمل

في ظل الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، يضطر الآلاف من العاملين في القطاع الخاص والمهن اليدوية إلى تغيير جداول عملهم. فعمال البناء على سبيل المثال، باتوا يباشرون أعمالهم قبل شروق الشمس أو بعد المغيب، تجنبا لساعات ذروة الحرارة والاصابة بأمراض ضربة الشمس.

يقول العامل محمد عبد الله، أن "عملنا صار يبدأ قبل الـ5 فجرا وينتهي قبل الـ12 ظهرا، وبعض أصحاب الأعمال والحرف يعملون بعد العصر ويستمرون طيلة الليل حتى الفجر وينامون ساعات النهار الذي يغلي بسبب الحرارة".

ويتابع قوله في حديث صحفي أن "الكثيرين من العمال وأصحاب المهن باتوا يعملون ساعات قليلة، غير مكترثين للربح على حساب الراحة الجسدية. فالغالبية باتت ترضى بمردود بسيط بالكاد يكفي لتوفير حاجة العائلة من الطعام"، مضيفا القول أن "العمل غير ممكن تحت ضغط نفسي وحرارة عالية قد تترك آثارا وأمراضا خطيرة".

ويشير عبد الله إلى أن موظفي الدوائر الحكومية يناشدون باستمرار عبر وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تقليص ساعات الدوام، أو تغييرها، بسبب الحرارة العالية في أوقات الظهيرة.

تأجيل المناسبات الاجتماعية

إلى ذلك، يقول الاختصاصي في علم النفس علي المياحي، أن "موجات الحر أثرت حتى على العلاقات والواجبات الاجتماعية. فالبعض بات يؤجل مناسباته أو زياراته لحين انتهاء موجات الحرارة".

ويوضح في حديث صحفي أن "التغير المناخي المتسارع والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، كل ذلك يتطلب اجراءات حكومية تساهم في تطوير الخدمات والبنية التحتية، خاصة في ما يتعلق بتوفير الكهرباء ووسائل التكييف في الأماكن العامة والدوائر الحكومية وغيرها من مواقع العمل".

***********************************************

أمانة العاصمة: لا تتوفر بدائل للباعة حملة {بغداد أجمل} تطيح ببسطات السوق العربي

متابعة – طريق الشعب

نفذت أمانة بغداد أخيرا حملة لإزالة الأكشاك والبسطات المتجاوزة في السوق العربي بمركز العاصمة، ضمن برنامجها "بغداد أجمل" الهادف إلى معالجة التجاوزات وفتح الطرق العامة.

ووفقا للأمانة فإن الحملة تأتي امتداداً لإجراءات مماثلة في مدينتي الكاظمية والصدر، وانها أسفرت عن إزالة جميع التجاوزات وفتح الشوارع المحيطة بالسوق أمام حركة المرور، تمهيداً لأعمال تطوير تُنفذ خلال الفترة المقبلة، وتشمل القشط، التبليط، إعادة رصف المقرنص وإنارة الطرق.

في المقابل عبر أصحاب البسطات عن استيائهم من عدم توفير أي بدائل أو حلول تعويضية، خاصة أنهم يعتمدون على هذه الأعمال كمصدر معيشة يومي منذ سنوات طويلة، مؤكدين أن البلد يعاني قلة فرص العمل وغياب الدعم الاقتصادي للفئات الهشة.

المتحدث باسم أمانة بغداد عدي الجنديل، قال في حديث لشبكة "964" الخبرية، أن حملة إزالة البسطات في السوق العربي جزء من سلسلة حملات تنفذها الأمانة لإعادة تنظيم الفضاء العام وفتح الطرق المغلقة، مبينا أن الحملة شملت السوق العربي والشارع المجاور، وساهمت في تقليل الزخم المروري.

واشار إلى ان "الأمانة لا تمتلك حالياً أراضي مخصصة يمكن تحويلها إلى أسواق نظامية. لذلك لا يتوفر بديل مباشر لأصحاب البسطات في هذه المرحلة".

من جانبه، قال المواطن أحمد، وهو صاحب بسطة في السوق العربي: "نحن نعمل هنا منذ أكثر من عقدين، وهذه البسطات هي مصدر معيشتنا الوحيد. حيث تمت إزالتها من دون أي إنذار أو بديل، ما وضعنا في موقف صعب، خاصة أننا نعيش على قوتنا اليومي". وأضاف في حديث صحفي قوله: "للأسف، إجراءات الدولة لا تُطبق الا على الفقير. لذلك نحن نطالب بالنظر في أوضاعنا، وتوفير بدائل تُراعي ظروفنا".

أما محمد كاظم، وهو أيضا صاحب بسطة، فقال: "نعترف بأننا متجاوزون ونعمل خارج الأطر الرسمية، لكن غياب البدائل والحاجة دفعانا لهذا الخيار. فمنذ 20 عاماً ونحن نكسب قوتنا من هذا السوق".

وأوضح أن "إزالة البسطات بهذا الشكل دون خطة بديلة، قد تؤدي إلى نتائج اجتماعية خطيرة، خاصة على الشباب العاطلين عن العمل".

إلى ذلك، قال المواطن ياسر، وهو صاحب محل في السوق العربي، أن "البسطات غير نظامية، لكنها تمثل مصدر دخل لآلاف العائلات"، مبينا انه "كان يمكن تنظيم هذه البسطات من خلال تخصيص مواقع مناسبة وتأجيرها بأسعار رمزية".

ولفت إلى ان "إزالة العشوائيات يجب أن تكون مصحوبة بحلول وليس بناء على قرارات مفاجئة تقطع سبل معيشة الناس دون بديل".

***********************************************

هربا من الجفاف مربو مواشي ينزحون من الهور إلى مركز الناصرية

متابعة – طريق الشعب 

أفادت وكالات أنباء بانتشار مربيّ مواشٍ مع مواشيهم في مركز مدينة الناصرية. حيث اضطروا إلى النزوح من مناطق الأهوار بسبب الجفاف وارتفاع نسبة الملوحة، في ظل غياب الدعم الحكومي، ما يهدد بنفوق الثروة الحيوانية وانقطاع سبل معيشة المربين.  وفي حديث صحفي، قال مربي المواشي أحمد عباس: "نحن نازحون من الجبايش بعد أن جفت مياه الأهوار فيها وأصبحت مالحة. اضطررنا للنزوح إلى الناصرية بحثاً عن الماء، لكن الوضع هنا لا يختلف كثيراً. فالمياه مالحة أيضاً وحيواناتنا تعاني"، مبيناً في حديث صحفي أن عائلته تعتمد بشكل كامل على الماشية كمصدر وحيد للعيش. وأضاف قوله أن غياب أي دعم حكومي يجعلهم في وضع صعب للغاية، موضحاً أن ارتفاع أسعار الأعلاف زاد من معاناتهم "حيث وصل سعر كيس الطحين إلى 28 ألف دينار، ما اضطرهم إلى بيع عدد من المواشي بشكل دوري لتوفير الطعام للبقية". من جانبه، قال وليد هاشم فلاح، وهو نازح آخر من الأهوار، أن "الجفاف وتدهور حالة المياه تسببا في نفوق أعداد كبيرة من المواشي، ما دفعنا للنزوح والبحث عن أماكن بديلة، لكن الوضع صعب للغاية". وأعرب عن "خيبة أمل كبيرة نتيجة غياب الدعم الحكومي"، داعياً الجهات المعنية إلى تقديم الأعلاف أو السلف أو أي نوع من المساعدة لتحسين أوضاعهم ومنع انهيار الثروة الحيوانية، التي تمثل سبيل معيشتهم الوحيد. وانتقد فلاح "استغلال تجار الأعلاف حالة السوق برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه"، مناشدا الحكومة التدخل العاجل من أجل إنقاذ حيواناتهم.

*****************************************

تطبيقات الكترونية تسرق أموال الموظفين!

متابعة – طريق الشعب

كشف عدد من الموظفين الحكوميين عن تعرضهم لسرقات واحتيال إلكتروني عبر تطبيقات وهمية تستغل اسمي شركتي "كي كارد" و"ماستر كارد"، وسط تحذيرات من تنامي هذه الظاهرة نتيجة ضعف الوعي التقني لدى بعض المستخدمين.

في حديث صحفي يقول الموظف حسن خالد، أن "عملية الاحتيال تبدأ عبر روابط أو مكالمات من أشخاص ينتحلون صفة ممثلين عن الشركة، ويطلبون من الضحية إدخال معلومات البطاقة أو تحميل تطبيقات الغرض منها القرصنة الإلكترونية".

ويضيف قائلا أنه "يتم سحب مبالغ مالية من قبل المحتالين، باستخدام خاصية (سلفني). حيث سُحب مني مبلغ وصل إلى 600 ألف دينار دون علمي".

فيما يقول الموظف جميل العبيدي، في حديث صحفي، أن "شخصاً اتصل بي مدعياً أنه موظف في شركة ماستر كارد، وقال إن راتبي سيتوقف لمدة خمسة شهور إذا لم أقم بتحميل تطبيق معين".

ويتابع قوله: "فعلاً قمت بتحميل التطبيق، وبعد إتمام العملية، تمكن من الدخول إلى حسابي وسحب مبلغ 500 ألف دينار من خلال خاصية (سلفني)".

ويدعو العبيدي إلى "إلغاء هذه التطبيقات غير الرسمية وحصر التعامل الإلكتروني بالتطبيقات والمواقع المعتمدة من قبل الشركة الأصلية فقط، مع ضرورة تشديد الرقابة على هذه المنصات الإلكترونية". وتتزايد حالات الاحتيال الإلكتروني في العراق في ظل الاستخدام الواسع للبطاقات الذكية وبرامج السلف، فيما لم تصدر شركتا "كي كارد" أو "ماستر كارد" أي توضيح رسمي بشأن هذه الخروقات.

ويطالب الموظفون المتضررون الجهات المتخصصة، بإطلاق حملات توعية رقمية، وتعزيز الإجراءات الأمنية، وتوفير قنوات دعم فوري للتبليغ عن أي اختراقات مالية أو محاولات نصب إلكتروني.

في السياق، يحذر الخبير الاقتصادي سمير الحسني، من "الآثار الاقتصادية الخطيرة لانتشار مثل هذه العمليات الاحتيالية"، مشيراً إلى أن "السرقات الإلكترونية لا تضر الأفراد فقط، بل تقوض الثقة في النظام المالي الرقمي بأكمله، وتؤثر على توجه الدولة نحو الشمول المالي".  ويلفت الحسني في حديث صحفي إلى أن "غياب الوعي المالي والتقني وضعف إجراءات الحماية الإلكترونية لدى بعض الشركات، كل ذلك يوفر بيئة خصبة لهذه الانتهاكات"، داعياً إلى "سنّ تشريعات أكثر صرامة بحق منتحلي الصفة، وتنظيم حملات توعية وطنية للمستخدمين بشأن التعامل الآمن مع التطبيقات المصرفية".

**********************************************

لم يبق سوى أشجار بائسة! مزارع بابلي يروي حكاية موت بستانه

متابعة – طريق الشعب

سعد حسن مزهر الشمري (أبو يونس)، مزارع من محافظة بابل يبلغ عمره 66 عاماً. يملك بستانا على مساحة 6 دوانم في منطقة المجرية، كان أخضرَ حتى وقت قريب، ينبض بالحياة، قبل أن يتحوّل اليوم إلى أرض جرداء تتوزع عليها أشجار بائسة!

يقول أبو يونس في حديث صحفي، أن "بستاني أصبح اليوم مجرد أرض جافة متشققة، بعد أن جف النهر الذي كان يُغذيه ويسقي مزروعاته، قبل أكثر من 35 يوما، في أزمة مياه غير مسبوقة".

ويوضح أنه "كنت أزرع على 6 دوانم بامية وجتاً وبرسيما وشعيرا، واليوم لم يبق شيء. كانت لدي 8 بقرات، والآن لم تبق سوى بقرتين جائعتين هزيلتين"!

أبو يونس لم ييأس. حاول حفر بئر في أرضه، لكن الماء وصله مالحا، ممتزجا بالكبريت، لا يصلح للشرب ولا حتى للزراعة.

وعن البئر يقول أن أداة الحفر (البريمة) نزلت في الأرض 25 مترا، ورغم ذلك كان الماء مالحا، مبينا أن المعاناة لم تتوقف عند فقدان المزروعات والمواشي، بل وصلت إلى النخيل "هذا ليس موسم زرع، انه موت بطيء"!

أبو يونس ليس لديه راتب وظيفي أو تقاعدي أو رعاية اجتماعية، وليس لديه عمل آخر. فهو كان يعتاش على ما ينتجه بستانه. أما اليوم فلم يعد لديه مصدر عيش، لا بل ان ملوحة المياه وصلت إلى مبردات الهواء في منزله. فوسط هذا الصيف اللاهب، وعدم القدرة على تشغيل المكيفات بسبب تدهور الكهرباء الوطنية، لم تعد مبردات الهواء تعمل في بيت أبي يونس وبقية بيوت المنطقة. إذ ان الأملاح تراكمت فيها بفعل المياه المالحة، وأوقفت عملها!

في منطقة المجرية، إحدى أكثر مناطق بابل تضرراً من أزمة المياه، تتكرر قصة أبي يونس مع عشرات العائلات التي كانت تعتاش على الزراعة التقليدية. في حين لا تزال الإجراءات الحكومية إزاء هذه الأزمة، ضعيفة وغير مجدية.

جدير بالذكر، أن سلطات بابل فتحت مياه الري في نهر منطقة المجرية، بعد ساعات من تظاهرات غاضبة شهدتها المنطقة مساء الجمعة الماضية.

وكان الأهالي قد قطعوا الطريق الرئيس الرابط بين بابل والديوانية وأشعلوا الإطارات، مطالبين بتحرك فوري لإنهاء أزمة الجفاف التي تضرب منطقتهم، والتي تسببت في هلاك مساحات من مزارعهم وبساتينهم وأعدادا من مواشيهم.

**************************************

مواساة

  • ببالغ الحزن والأسى تعزّي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق عادل قاسم، بوفاة ابن عمه صادق كاظم رضا. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

***********************************************

الصفحة السادسة

مساعدات غزة تسقط في مناطق قتال حمراء! تصاعد غير مسبوق في المقاطعة الأوروبية والأمريكية لجامعات الاحتلال

رام الله - وكالات

قالت لجنة رؤساء الجامعات التابعة للاحتلال، إنها رصدت أكثر من 750 حالة "مقاطعة مثبتة" طالت الجامعات والباحثين الإسرائيليين منذ شن الإبادة في قطاع غزة، مع تزايد هذه الحالات في الأشهر الأخيرة.

مقاطعة كاملة

وأوضحت اللجنة أن بعض حالات المقاطعة كانت "محدودة"، مثل رفض نشر مقالات في دوريات علمية أو إلغاء منح بعد الموافقة عليها، بينما شملت حالات أخرى مقاطعة كاملة من جامعات أو منظمات مهنية حظرت أي تعاون مع الأكاديميين الإسرائيليين.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن عشرات الجامعات الأوروبية أعلنت عن "قطع العلاقات" الأكاديمية مع إسرائيل خلال الفترة الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن مدير مقر مكافحة المقاطعة الأكاديمية في لجنة رؤساء الجامعات، عمانوئيل نحشون، أن "جميع الجامعات في بلجيكا تقريبا تقاطع إسرائيل، إضافة إلى 80 بالمئة من المؤسسات الأكاديمية في هولندا، فيما أعلنت جهات عديدة في إسبانيا والنرويج عن خطوات مماثلة، وسُجلت حالات محدودة في إيطاليا وإيرلندا وسويسرا".

فيروس ينتشر في أوروبا

ووصفت المقاطعة الأكاديمية بأنها "أشبه بفيروس ينتشر في أوروبا الغربية منذ نحو عام ونصف، والتصعيد الأكبر حدث بعد استئناف الحرب عقب وقف إطلاق النار في آذار الماضي".

وأشارت اللجنة إلى وجود "مقاطعة رمادية" غير معلنة، تتمثل في تجاهل الباحثين الأوروبيين للرسائل الإلكترونية الواردة من نظرائهم الإسرائيليين، أو الامتناع عن تجديد العقود الأكاديمية معهم بعد انتهاء فترتها.

مجزرة مروعة

في الأثناء، لم تهدأ وتيرة القصف الوحشي الإسرائيلي طوال ساعات الليل المظلم في قطاع غزة، بينما تستشري المجاعة في أوساط الأهالي، ناهشة بطونهم ومزهقة أرواح الفئات الأضعف، لا سيما الأطفال.

وشنت قوات الاحتلال خلال الساعات القليلة الماضية سلسلة من الغارات الدامية، استهدفت خيام للنازحين ومنازل مأهولة ومراكز إيواء، في خانيونس، وغزة ومناطق أخرى من القطاع. ما تسبب في استشهاد وجرح العشرات.

وارتكبت الاحتلال مجزرة مروعة، بعد أن قصفت طائراته خيمة نازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 9 مدنيين معظمهم نساء وأطفال، وبينهم امرأة حامل.

ترويج كاذب

وبالتزامن، لا زالت المجاعة تسيطر وتتعمق في القطاع المحاصر، بفعل الشح الشديد في المواد الأساسية، واستمرار الاحتلال في منع إدخال الغذاء والدواء، رغم محاولات ترويجه للسماح بإدخالها.

وتسببت المجاعة في استشهاد العشرات من الفلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضي، لا سيما بين الأطفال الذين يعانون من سوء التعذية، جراء نقص الأغذية، لا سيما الحليب.

مساعدات ممنوعة!

من جانبه قال المكتب الإعلامي الحكومة في غزة، إنه رصد ثلاث عمليات إنزال جوي للمساعدات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، مؤكدا أنها لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات.

وأكد المكتب أن الحمولة سقطت في "مناطق قتال حمراء"، وفق خرائط الاحتلال، يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية.

ويعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيداً بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً.

وذكر المكتب أنه "في اليومين الأخيرين، تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، لكن الواقع فاضح: دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع".

*****************************************************

الديمقراطيون يختارون {الاشتراكي الثاني} في مينيابوليس

واشنطن - وكالات

قرر مندوبو مؤتمر الحزب الديمقراطي في ولاية مينيسوتا دعم المرشح الاشتراكي عمر فاتح (35 عاما)، وهو من أصول صومالية، لمنصب عمدة مدينة مينيابوليس، في خطوة اعتبرتها صحيفة وول ستريت جورنال رسالة دعم من تقدميي تلك الولاية لمرشح الحزب لمنصب عمدة نيويورك، الاشتراكي زهران ممداني (33 عاما).

في افتتاحية صحيفة "وول ستريت جورنال" أن عمدة مينيابوليس (مدينة في مينيسوتا)، جاكوب فراي، ترشح لإعادة انتخابه، لكنه رُفض في مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي عُقد نهاية الأسبوع الماضي، حيث أيد مندوبوه بدلاً منه عمر فاتح، عضو مجلس الشيوخ الاشتراكي البالغ من العمر 35 عامًا.

وأوضحت الصحيفة أن "فاتح يقترح ضبط الإيجارات وزيادة المساكن العامة، بما في ذلك بتمويل من ضريبة مخصصة، ويقول إن مينيابوليس لا ينبغي أن تكون ساحة لعب للمطورين".

ويتمثل موقفه تجاه المشردين في الوعد "بنهج رحيم تجاه المخيمات"، بما في ذلك قوله إنه سيعمل على "ضمان حصول السكان على البنية التحتية اللازمة لإنقاذ حياتهم، مثل محطات غسل اليدين، والحمامات المتنقلة، والمياه الجارية، وبرامج التخلص الآمن من الإبر، وتخزين الأمتعة الشخصية".

وأضاف فاتح أن الناخبين يريدون عمدة جريئًا "يُنهي دوامة عنف ووحشية إدارة شرطة مينيابوليس التي أسرت مدينتنا لسنوات طويلة"، موضحا أن "أكثر من 47 بالمئة من المكالمات الواردة إلى إدارة شرطة مينيابوليس يمكن تحويلها إلى جهات غير شرطية".

وذكر أنه يريد الحد من الجريمة من خلال الاستثمار في "حلول بديلة" لمعالجة الفقر والصحة النفسية.

وأكدت الصحيفة أنه "ليس من المستغرب أن يكون فاتح مؤيدًا بشدة للعمال، ويتعهد بالتعاون مع النقابات التي تمثل موظفي المدينة لضمان حصول العمال على عقود عادلة".

**************************************************

أول انتخابات برلمانية في سوريا والشرع {يستفرد} بثلث المقاعد

دمشق - وكالات

ستعد سوريا لإجراء انتخابات برلمانية بين 15 و20 أيلول المقبل، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).

وستكون هذه الانتخابات أول استحقاق تشهده البلاد منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وتسلّم الإسلاميين الحكم في كانون الأول الماضي، حين أُعلن عن تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، وشُكّلت حكومة برئاسة أسعد الشيباني دون اللجوء إلى صناديق الاقتراع.

ذكرت "سانا" أن مقاعد البرلمان ستزيد من 150 مقعدًا إلى 210 وأن الرئيس المؤقت سيُعيّن ثلثها، على أن يُنتخب الباقي بشكل غير مباشر.

وفي آذار الماضي، وقع الشرع على دستور مؤقت كلّف بموجبه لجنة شعبية للعمل كبرلمان انتقالي إلى حين اعتماد دستور دائم وإجراء انتخابات عامة، وهي عملية قيل إنها ستستغرق سنوات.

ويأتي الإعلان عن الانتخابات في ظل تزايد الانقسام في مواقف السوريين تجاه السلطات الجديدة في دمشق، لا سيّما بعد اندلاع اشتباكات طائفية في محافظة السويداء الجنوبية مطلع الشهر الجاري. وقبلها أحداث الساحل التي استهدفت العلويين موقعة مئات القتلى الربيع الفائت.

وقد شهدت السويداء، في ضوء تلك الاشتباكات، عمليات اختطاف متبادلة بين عشائر بدوية مسلحة ومقاتلين من الطائفة الدرزية انخرطت فيها القوات الحكومية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وهدّد بتقويض المرحلة الانتقالية الهشة التي تمر بها سوريا بعد الحرب.

***************************************************

لبنان يودّع زياد الرحباني  صوت من أصوات الثورة والفنّ الهادف

بيروت - وكالات

ودّع لبنان، أمس الاثنين، الفنان والمسرحي الكبير زياد الرحباني، إلى مثواه الأخير، حيث انطلقت جنازته من أمام مستشفى خوري في بيروت، وسط احتشاد جموع كبيرة لتوديعه.

وبدأت مراسم العزاء في كنيسة رقاد السيدة في بكفيا في جبل لبنان.

وكان الرحباني قد توفيَ، يوم السبت، عن عمر ناهز الـ 69 عاماً، بعد مسيرة طويلة من الإبداعات الفنية والموسيقية والمسرحية، حيث جسّد أيقونة فنية وثقافية لا تهتز أمام السلطة وتدافع عن كرامة الإنسان والمقاومة.

ونعت الرحباني العديد من الشخصيات السياسية والفنية والحزبية في لبنان والخارج، مؤكدة أنه لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة.

ويُعد الرحباني، أحد أبرز رموز الفن اللبناني، حيث جمع في شخصه عبقرية موسيقية وفكراً مسرحياً وسياسياً متقدماً، لا يخشى نقد نفسه أو محيطه. وكان يتناول مواضيع الهوية والسياسة والمقاومة بأسلوب فني.

*******************************************

إيران.. زيارة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غضون أسبوعين

طهران - وكالات

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أمس الاثنين إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ستجري زيارة لإيران في غضون أسبوعين.

ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تصريح المدير العام للوكالة بأن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات الفنية.

وأضاف بقائي أنه سيتم تقديم دليل إرشادي بشأن مستقبل تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بناء على قانون برلماني صدر في الآونة الأخيرة يفرض قيودا على هذا التعاون.

********************************************

بعد دعمها الدعوى القضائية لجنوب أفريقيا ضد إسرائيل نيكاراغوا تقاضي ألمانيا للتواطؤ في الإبادة الجماعية في فلسطين

رشيد غويلب

قدمت حكومة نيكاراغوا تحريرا بالأسباب الموجبة لدعواها القضائية ضد ألمانيا، بتهمة انتهاك للقانون الدولي، إلى محكمة العدل الدولية خلال المهلة المحددة. وكانت نيكاراغوا قد اقامت في نيسان 2024، دعوى قضائية عاجلة ضد المانيا، وطلبت، لحين البت بالدعوى، إصدار تدابير مؤقتة ضد ها.

تستند نيكاراغوا في ادعائها إلى أدلة على دعم ألمانيا السياسي والمالي والعسكري لدولة الاحتلال، مما يُسهّل ارتكاب جرائم دولية خطيرة. كما تتهم نيكاراغوا ألمانيا بالتواطؤ، بشكل مباشر أو غير مباشر، في الحفاظ على "نظام الاحتلال والفصل العنصري " الذي تعتمده إسرائيل.

وتشير نيكاراغوا أيضًا إلى تقييمات محكمة العدل الدولية لعامي ٢٠٠٤ و٢٠٢٤، التي تُحذر الدول الثالثة في الابتعاد عن المشاركة في أنشطة غير قانونية. وانه، لا ينبغي إضفاء الشرعية على انتهاكات إسرائيل للقانون.

في الاسباب الموجبة للدعوى، تؤكد نيكاراغوا بأن انتهاكات ألمانيا للقانون الدولي بدأت منذ عقود. وتُشير نيكاراغوا إلى إخفاق المانيا في الوفاء بالتزاماتها بضمان احترام القانون الإنساني الدولي، وإخفاقها في احترام وتعزيز حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

وفقًا لبيان صحفي صادر عن الحكومة النيكاراغوية، فإن ألمانيا مُلزمة أيضًا "بعدم دعم أو مساعدة إسرائيل في إدامة الوضع الناتج عن وجودها غير القانوني ونظامها القائم على التمييز العنصري والفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاء في البيان أن ألمانيا مُلزمة "بمنع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها وعدم المشاركة فيها".

وتدعو نيكاراغوا ألمانيا إلى الكف عن سلوكها غير القانوني، وخاصة وقف تصدير المعدات العسكرية إلى إسرائيل. كما تطالب ألمانيا بالتمييز بين الأراضي الإسرائيلية والأراضي الفلسطينية المحتلة في أنشطتها التجارية والثقافية والأكاديمية، والكف عن مواصلة سلوكها السابق، وتقديم تعويضات للضحايا الفلسطينيين.

وتدعو نيكاراغوا جميع الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لوقف الإبادة الجماعية والفصل العنصري وجرائم الحرب، والامتثال لمعايير القانون الدولي ذات الصلة. كما تطالب نيكاراغوا جميع الدول بوقف جميع عمليات تزويد إسرائيل بالأسلحة، لتجنب خطر استخدامها في انتهاك القانون الدولي. وقد ورد ذلك في رد محكمة العدل الدولية على الطلب العاجل الذي قدمته نيكاراغوا ضد ألمانيا بتاريخ 30 نيسان 2025

وفي الختام، تُعرب حكومة نيكاراغوا عن شكرها لكل من ساهم في صياغة الدعوى القضائية. بهدف وضع حد لانتهاكات أهم قواعد القانون الدولي ضد الشعب الفلسطيني. تدعم نيكاراغوا أيضًا الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لانتهاكها القانون الدولي. في نيسان من هذا العام، وكانت نيكاراغوا قد انسحبت من دعم هذه الدعوى، بسبب التكاليف الباهظة والجهد المبذول، لكنها أعادت رفعها لاحقًا نتيجةً للتصعيد المستمر في غزة.

كانت نيكاراغوا أول دولة تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. ونظرًا لارتفاع التكاليف، أعلنت حكومة الرئيس دانييل أورتيغا في الأول من نيسان انسحابها من الإجراءات. إلا أنها تراجعت عن انسحابها في العاشر منهن، وأعلنت أنها ستواصل الدعوى. وأكدت: "خلال الأسبوع الماضي، تصاعدت حدة الهجمات ضد الشعب الفلسطيني، وحتى ضد منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، مما يبين تجاهل إسرائيل لجميع قواعد القانون الدولي، وتواطؤ بعض الدول الغربية بشكل كامل. وفي ضوء هذا التطور، من المهم مواصلة دعم الدعوى. وقد أصبح ذلك ممكنًا أيضًا بفضل عروض المساعدة والتعاون التي تلقتها نيكاراغوا لمواصلة الإجراءات أمام محكمة العدل الدولية".

وأكدت حكومة نيكاراغوا مجددًا "التزامها الراسخ بسيادة القانون على المستوى الدولي، وبالتسوية السلمية للنزاعات بين الدول". وتدعو محكمة العدل الدولية إلى إعلان أن دولة إسرائيل "انتهكت وما تزال تنتهك التزاماتها بموجب القانون الدولي"، و"يجب عليها التوقف فورًا عن أي أعمال واجراءات تنتهك هذه الالتزامات، بما في ذلك تلك التي قد تتسبب في مقتل مدنيين فلسطينيين في غزة".

وشكر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى نيكاراغوا على دعمها. في رسالة إلى وزير خارجية نيكاراغوا فالدراك جانتشكي، كتب مصطفى أنه من المهم أن "يحقق المجتمع الدولي فيما إذا كان القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان يُطبقان، وكيف يُطبقان". كما أثار مسألة كيف يمكن للدول القوية وحلفائها التصرف دون عقاب، وما إذا كانت الأطر القانونية القائمة قوية بما يكفي لمحاسبة الدول القوية. وأكد في رسالته: "إن قراركم بالتراجع عن الانسحاب، رغم الضغوط المالية والسياسية الهائلة، هو تأكيد قوي على التزام نيكاراغوا الثابت بالعدالة والقانون الدولي وحماية حقوق الإنسان الأساسية".

*********************************************

الصفحة السابعة

ثلثا مساحة العراق متأثرة بالتصحر أزمة بيئية تتفاقم وتضرب ركائز الأمن الغذائي

بغداد – طريق الشعب

في ظل تسارع التغيرات المناخية وتزايد الضغوط على البيئة، يواجه العراق واحدة من أخطر أزماته البيئية والاقتصادية المترابطة التي تنمو ببطء وتتسع خطورتها، إذ كشفت تقارير رسمية وبيئية عن اتساع رقعة التصحر لتشمل نحو 42 في المائة من مساحة البلاد، ما يشكل تهديداً مباشرًا على الأمن الغذائي، وسبل العيش، والتنوع البيئي.

ما هو التصحر ولماذا يتسارع؟

التصحر بحسب اصحاب الاختصاص لا يقتصر على وجود صحراء بطبيعتها الجغرافية، انما يشير إلى تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة، نتيجة عوامل طبيعية وبشرية، مثل تغيّر المناخ، والتوسع العمراني، والإفراط في استغلال الموارد، وضعف سياسات الإدارة البيئية.

ويؤدي هذا التدهور بطبيعة الحال إلى فقدان الغطاء النباتي، وانخفاض إنتاجية التربة، وتحوّل الأراضي الخصبة إلى مساحات قاحلة، ما ينعكس على الاقتصاد الوطني وعلى التوازن البيئي في آنٍ معًا.

وفي حالة العراق، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الزراعة كمصدر للرزق وركيزة أساسية للأمن الغذائي، تصبح تداعيات التصحر مضاعفة، خصوصاً مع تراجع الموارد المائية، وارتفاع درجات الحرارة، وغياب استراتيجيات وطنية فعالة لمكافحة الظاهرة.

التصحر بالأرقام

وتكشف البيانات البيئية المختلفة المتوفرة حتى منتصف عام 2025 عن صورة مقلقة لحجم التصحر في العراق، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 41 في المائة من مساحة البلاد، أي نحو 168,552 كم مربع، تُصنّف كمناطق صحراوية بطبيعتها الجيولوجية وهي المساحة الصحراوية الثابتة.

إلا أن الخطر الأكبر يكمن في التوسع المتسارع للتصحر في الأراضي غير الصحراوية، إذ تُظهر التقارير أن نحو 42 في المائة من تلك الأراضي – ما يزيد عن 113,000 كم مربع – تدهورت خلال السنوات الخمس الماضية وتحولت إلى مساحات متصحّرة، ما يعني أن أكثر من 64 في المائة من إجمالي مساحة العراق بات متأثراً بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الظاهرة.

ووفقًا لتقديرات بيئية، فإن نحو 7 ملايين عراقي يعيشون في مناطق متأثرة بالتصحر وتراجع خصوبة التربة، ما يهدد سبل معيشتهم ويُضعف قدرة المجتمعات الريفية على الصمود. كما تفقد البلاد سنويًا ما بين 25,000 إلى 30,000 هكتار من التربة الصالحة للزراعة، بسبب عوامل مناخية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ممارسات بشرية كالتجريف، والردم، والزحف العمراني غير المنظم.

وتسجّل محافظات مثل المثنى وذي قار انخفاضاً في إنتاجية الأراضي الزراعية بنسبة تصل إلى 60 في المائة، نتيجة تراكم تأثيرات التصحر وتراجع موارد المياه. ورغم هذا التدهور البيئي الواسع، لا تزال الاستجابة الحكومية ضعيفة، حيث لم تتجاوز المخصصات المالية لمشاريع مكافحة التصحر 0.4 في المائة، من إجمالي الموازنة البيئية لعام 2024. كما لا يتجاوز عدد مشاريع التشجير والواحات الصناعية النشطة على مستوى البلاد عشرة مشاريع فقط، يواجه معظمها عقبات تمويلية أو إدارية

ثلثا الأراضي في دائرة الخطر

يرى مدير منظمة الحقوق الخضراء، فلاح الأميري، أن وتيرة التصحر في العراق بلغت مستويات حرجة، مشيراً إلى أن 41 في المائة من مساحة العراق هي بطبيعتها صحراوية، بينما شهدت السنوات الخمس الأخيرة تصحرًا جديدًا طال 42 في المائة من الأراضي غير الصحراوية سابقًا، أي نحو 113 ألف كيلومتر مربع، ما يجعل نحو ثلثي مساحة البلاد اليوم تحت مظلة التصحر أو التهديد المباشر به. ويحذر الأميري من أن استمرار تدهور الأراضي سيؤدي إلى فقدان أكثر من نصف التربة الزراعية الخصبة، وتحوّلها إلى أراضٍ غير منتجة، ما سينعكس مباشرة على الأمن الغذائي، ويزيد معدلات الفقر والبطالة، ويعطل التنمية في الريف والمدينة.

وأضاف في حديث لـ "طريق الشعب"، أن هذه التحولات تفرض خسائر اقتصادية فادحة، ليس فقط في القطاع الزراعي والمائي، بل أيضًا في قطاعات أخرى، نتيجة الإنفاق المتزايد لتعويض العجز البيئي، ما يؤدي إلى عجز تراكمي في الموازنات العامة يصعب تتبع أسبابه.

وأوضح أن التصحر لا يعني مجرد وجود الصحراء، بل هو تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة، بسبب عوامل مناخية وسلوكية بشرية"، مبينا ان المناطق الصحراوية تشكل أصلًا نحو 41 في المائة من مساحة العراق، أي ما يعادل 168,552 كم مربع من أصل 438,317 كم مربع".

واشار الى ان "التصحر خلال السنوات الخمس الأخيرة امتد ليشمل نحو 42 في المائة  من الأراضي غير الصحراوية، أي ما يعادل أكثر من 113 ألف كم مربع، مما قلّص المساحة الصالحة إلى أقل من 136 ألف كم مربع فقط، وهي معرضة هي الأخرى لخطر الزوال بوتيرة متسارعة".

ويعتقد الاميري أن الوضع مرشّح للتفاقم بوتيرة طردية مع تصاعد الضغوط المناخية والتوسع العمراني والأنشطة البشرية غير المنظمة. وانتقد في السياق ذاته الأداء الحكومي في ملف التصحر، واصفاً إياه بـ”الضعيف والمجزأ”، مرجعاً ذلك إلى غياب استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التصحر، وضعف التنسيق بين الوزارات المعنية (الزراعة، البيئة، الموارد المائية)، إلى جانب قلة المخصصات المالية لمشاريع مكافحة التصحر والتشجير، وضعف برامج التوعية البيئية، وقصور الجهود المبذولة لاستغلال المياه الجوفية.

فيما دعا إلى إعادة النظر جذرياً في سياسات إدارة الأرض، من خلال وضع خطط وطنية شاملة تستند إلى معالجة الأسباب لا النتائج، مع توسيع مشاريع التشجير واستصلاح الأراضي المتدهورة، والاعتماد على حلول تقنية لاستخدام المياه الجوفية في الزراعة الصحراوية.

وأكد ضرورة إدارة متكاملة للمياه وترشيد استخدامها بمعزل عن التأثيرات السياسية، في ظل تدهور حاد يتوقع أن يؤدي إلى موجات جفاف قاسية خلال السنوات الخمس المقبلة، و تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان حقوق العراق المائية، من خلال مبدأ تبادل المصالح لا الاستجداء".

غياب التدابير وزحف الصحراء يهددان المدن

من جهته، يؤكد الخبير البيئي صميم سلام أن العراق يُعد من بين أكثر دول العالم تضرراً من التغير المناخي، ما يجعله في صدارة الدول المهددة بزحف الصحراء نحو المناطق الحضرية. ويُرجع ذلك إلى ضعف التدابير الوقائية، وغياب مشاريع الواحات الصناعية، واستمرار تجريف الأراضي الزراعية لصالح الاستثمارات العشوائية.

وقال سلام في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "ضعف تطبيق القوانين، وغياب الردع، واستغلال بعض المتنفذين للمساحات الزراعية بشكل خاطئ، أسهم في تعميق الأزمة، إلى جانب عزوف الفلاحين عن الزراعة بسبب قلة الدعم الحكومي والتحوّل نحو البيئة الحضرية".

وأضاف أن إحجام الفلاحين عن العمل في القطاع الزراعي بسبب ضعف الدعم الحكومي وغياب التجهيزات الملائمة، فضلاً عن الهجرة نحو المدن، ساهم في تفاقم معدلات التصحر، واصفاً هذه المؤشرات بـ”المقلقة”.

وأكد أن المختصين المراقبين يشعرون بقلق بالغ حيال غياب الحلول الواقعية والجذرية، وعدم الاستفادة من البحوث العلمية وأطروحات طلبة الدراسات العليا في هذا المجال. وحذر سلام من أن اتساع رقعة التصحر "يُفضي إلى تدهور كبير في النظام البيئي"، مشيراً إلى أن المساحات الخضراء تحوّلت إلى كتل إسمنتية، كما هو الحال في بغداد التي وصفها بـ”الكتلة الكونكريتية” التي "تختزن الحرارة وتُطلقها ببطء، في ظل غياب التشجير وإزالة الأشجار، كما حصل في شارع أبو نؤاس ومناطق أخرى نتيجة غياب معايير هندسة الطرق المستدامة".

ولفت إلى أن ذلك "سيؤثر سلباً على الموائل الطبيعية للطيور المهاجرة والحيوانات البرية، ويؤدي إلى تدهور التنوع البيئي في عموم البلاد".

وأكد أن الحكومة الحالية "اتخذت بعض الخطوات الإصلاحية، من بينها إطلاق مبادرات للحد من التلوث، وانتهاج سياسات تفاوضية مع دول المنبع، فضلاً عن تفعيل الأنشطة الرقابية ومتابعة التجاوزات". لكنه شدّد على أن "الأمر يستلزم تدخلاً سيادياً يمنح وزارة البيئة صلاحيات تنفيذية بدلاً من الاكتفاء بالدور الرقابي".

ودعا سلام إلى "دعم الشرطة البيئية وتطويرها إلى قسم متخصص، بالإضافة إلى تشجيع المشاريع البيئية الناشئة، وسحب العقود الزراعية غير المستثمرة ومنحها لفلاحين ذوي كفاءة أكبر".

***********************************************

معرفة زراعية نخالة الشعير

د. علي سالم

تشكّل ربحية بساتين الفاكهة التقليدية مشكلةً بسبب قسوة المناخ والجفاف، والمنافسة الشديدة من الفاكهة المستوردة، فيما تتضاعف الخسائر في الزراعة العضوية جرّاء التقييد الكبير على استخدام المواد الكيميائية فيها، درءًا للمخاطر على الحياة والبيئة. وقد بيّنت مختلف الأبحاث العلمية أن الإصابات الفطرية قبل القطاف وبعده تُعدّ من أبرز أسباب التلف، وبالتالي زيادة الخسارة الاقتصادية، مما يتطلّب البحث عن مواد طبيعية جديدة، مضادة للفطريات وصديقة للبيئة في الوقت ذاته.

وتُطبَّق في دول العالم المتطورة زراعيًا استراتيجياتٌ مختلفة لتقليل الخسائر في الفاكهة العضوية أثناء التخزين والبيع، مثل المعالجة بالماء الساخن، والزيوت العطرية كالقرنفل والزعتر والعشب الليموني والنعناع، وكذلك الأوزون. وقد قام الباحثون في جامعة علوم الحياة السويدية مؤخرًا بدراسة تأثير نخالة الشعير والذرة، والتي تُستخرج من القشور الخارجية للحبة، على تثبيط نمو الفطريات، فأظهرت الدراسة نتائج إيجابية مهمة، حيث توقّف نهائيًا نمو العديد من الفطريات كالبنسيليوم، والغلوسبوريوم، والمونولينيا وغيرها. كما ظهر هذا التأثير عند رشّ الأشجار بمحلول يحتوي على المادة الفاعلة في النخالة، وهي دهن فينولي يُدعى (Alkylresorcinol)، ويمكن استخلاصه بسهولة في المختبرات.

وبعد القطاف، قلّل غمس الثمار الناضجة في المحلول نفسه من الإصابة بالفطريات، مما أتاح المجال لإطالة فترة حفظ ثمار التفاح في التبريد العادي إلى خمسة أشهر، وثمار الكمثرى إلى ثلاثة أشهر، بدون خسائر تُذكَر.

إن رشّ أشجار الفاكهة في البساتين العضوية بمحلول النخالة، الذي يضمن وجود 0.2 في المائة من تركيز الدهن الفينولي (Alkylresorcinol)، ساعد كثيرًا في تقليل الخسائر. علمًا بأن أفضل مواعيد للرش كانت: مرة قبل الإزهار، ومرة أخرى بعده بشهر، ومرة ثالثة قبل القطاف بأسبوعين. وقد وُجد أن عملية الرش لم يكن لها أي تأثير سلبي على الطعم أو الجودة أو اللون، لكن عدد الأزهار الملقحة في الأشجار المُعامَلة كان أقل بحوالي 20 في المائة من غير المُعامَلة، وذلك بسبب عدم رغبة النحل في زيارة الأغصان والأزهار الدبقة نتيجة رشّها بالنخالة، دون أن يقلل ذلك من المحصول حيث كان حجم الثمار في هذه الأشجار كبيراً.

وعلى العموم، يمكن الاستفادة من هذا التأثير "السلبي" باعتماده طريقةً للخفّ تُنظّم عدد الثمار على الشجرة، وتُوازِن بين الحاصل والنوعية، وديمومة الإنتاج على مرّ السنوات.

***************************************************

تسديد مستحقات الفلاحين  ضرورة ملحّة

عبد الكريم عبد الله بلال*

من المعروف أن عمليات تسويق محصول الحنطة للموسم الماضي بدأت في شهر أيار 2025 وانتهت في 14 تموز 2025، حيث قام الفلاحون بتسليم محصولهم إلى سايلوات وزارة التجارة، وقد تم الاستلام في السايلوات ومخازن الوزارة رسميًا.

ومع بقاء شهرين فقط على بدء الموسم المقبل، الذي عادة ما يبدأ فيه الفلاحون بتسوية أراضيهم وتهيئة مرشاتهم الزراعية خلال شهر أيلول 2025، يلفت الانتباه أن وزارة التجارة لم تمنح الفلاحين سوى 20 بالمائة من مستحقات محاصيلهم، في حين لم يتسلّم البعض الآخر — ممن تأخروا في التسويق بسبب الظروف الجوية في مناطقهم — أي مبالغ حتى الآن.

هل يُعقل هذا؟ فالفلاحون لديهم التزامات معيشية تجاه عوائلهم، كما أن على الكثير منهم ديون متراكمة نتيجة زراعة المحاصيل في الموسم الماضي، إلى جانب الأقساط السنوية المترتبة عليهم مقابل استلامهم المرشات المحورية من شركة التجهيزات الزراعية أو من القطاع الخاص.

واليوم، هم مطالبون مجددًا بدفع أجور الحراثة، وتسوية الأراضي، وتوفير الوقود والبذور، وتنظيم المرشات، بالإضافة إلى أجور العمال والشغيلة العاملين معهم. إن عدم تسليم مستحقات الفلاحين يُعد خللًا كبيرًا تتحمل مسؤوليته كل من مجلس الوزراء ووزارتي التجارة والزراعة.

ونظرًا لقرب انطلاق الموسم الزراعي المقبل، وللأسباب التي ذكرناها آنفًا، أصبح من الضروري أن تقوم الحكومة العراقية، ممثلة بوزاراتها المعنية، بتسديد مستحقات الفلاحين ورصد المبالغ اللازمة لذلك، وتسليمها إلى المصارف الحكومية.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الفلاحين تسلّموا صكوكًا بنسبة 20 بالمائة من مستحقاتهم، لكنهم لم يتمكنوا من صرفها حتى الآن، بحجة "عدم توفر السيولة المالية" في المصارف!

إن من يتابع هذا الملف سيدرك أن ما يحدث يعكس إهمالًا عامًا للقطاع الزراعي بجميع مفاصله، فهل المطلوب أن نضيف شريحة الفلاحين إلى قائمة الفئات التي تعيش تحت خط الفقر؟

إننا نؤكد مجددًا، وبشكل عاجل، على ضرورة توفير الموارد المالية الكاملة وتسديد جميع مستحقات الفلاحين دون تأخير، أو تجزئة، أو وضع عوائق بيروقراطية.

فهل سنضيف أزمة جديدة إلى أزمة شح المياه؟

نأمل ألا يحدث ذلك، خصوصًا أن الوقت لم يعد في صالحنا، في ظل الروتين المستشري في مؤسسات الدولة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

********************************************

فوضى استئجار الأراضي الزراعية في المناطق الصحراوية: بين تهديد التنمية واستغلال النفوذ العشائري

كاظم عبد حسين*

يُعد التوزيع والاستئجار العشوائي للأراضي الزراعية لغير الفلاحين، لا سيما في ظل سيطرة بعض العشائر على مساحات واسعة دون تخطيط مسبق، تحديًا كبيرًا يعرقل جهود التنمية الشاملة في العراق. فهذه الظاهرة تحمل في طياتها مجموعة من السلبيات، إلى جانب بعض الإيجابيات المحدودة، مما يتطلب دراستها وتحليلها بعمق.

السلبيات

تبرز سلبيات هذه الظاهرة في عدة جوانب رئيسية:

1- عرقلة التنمية العمرانية والبنى التحتية: يمثل التوزيع العشوائي عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ مشاريع البنى التحتية الأساسية مثل الطرق، المبازل، السدود، وشبكات الري الحديثة. فغياب التخطيط المسبق يصعّب من عملية استملاك الأراضي اللازمة لهذه المشاريع، أو يؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف التعويض، مما يعيق التوسع العمراني المنظم والفعال.

2- تدهور القطاع الزراعي: عندما تُمنح الأراضي الزراعية لأشخاص لا يمتلكون الخبرة الزراعية أو لا ينتمون إلى شريحة الفلاحين، فإنها غالبًا ما تُستغل بطرق غير مستدامة، أو تُحوّل لأغراض غير زراعية، ما يؤدي إلى تدهور خصوبة التربة، وانخفاض الإنتاجية، والإضرار بالأمن الغذائي الوطني.

3- النزاعات الاجتماعية: إن سيطرة بعض العشائر على مساحات واسعة من الأراضي دون سند قانوني واضح يخلق بيئة خصبة للنزاعات العشائرية والمجتمعية بشأن الملكية وحقوق الانتفاع، الأمر الذي يعوق الاستقرار ويهدد السلم الاجتماعي.

4- غياب العدالة وعدم المساواة: يحرم هذا النمط من التوزيع الفلاحين الحقيقيين من حقهم المشروع في استغلال الأراضي، بينما تنتفع منها جهات لا تملك الرغبة أو القدرة على الاستثمار الزراعي الفعّال. وهذا يؤدي إلى تزايد الشعور بالظلم ويضعف الثقة في مؤسسات الدولة.

5- صعوبة تطبيق السياسات الحكومية: تجد الحكومة نفسها عاجزة عن تنفيذ خططها التنموية بسبب عدم وضوح ملكية الأراضي وسيطرة بعض الجهات العشائرية التي قد لا تلتزم بالتوجيهات الرسمية، ما يضعف فعالية التخطيط المركزي ويعرقل التنمية المستدامة.

الإيجابيات

رغم أن السلبيات تفوق الإيجابيات بكثير، إلا أنه يمكن الإشارة إلى بعض الجوانب الإيجابية المحتملة، وإن كانت محدودة:

1- الاستغلال السريع للأراضي: في بعض الحالات، قد يسهم استئجار الأراضي من قبل الأفراد أو العشائر في استغلالها بسرعة، خاصة إذا كانت مهملة أو غير مستخدمة، مما يزيد الإنتاج الزراعي على المدى القصير، رغم أن ذلك يتم غالبًا بأساليب غير مستدامة.

2- توفير فرص عمل مؤقتة: يمكن أن تخلق هذه الأنشطة الزراعية العشوائية بعض فرص العمل المؤقتة للعمالة المحلية، خاصة خلال المواسم الزراعية.

3- الاستثمار الخاص في ظل غياب التخطيط: في غياب دور الدولة، قد تبادر بعض الجهات المستأجرة إلى تنفيذ استثمارات محدودة على نفقتها، كحفر الآبار أو تسوية الأراضي، بهدف استغلالها بصورة فردية.

الخلاصة

إن ظاهرة العشوائية في توزيع واستئجار الأراضي الزراعية، لا سيما في ظل سيطرة بعض العشائر، تستوجب تدخلًا حكوميًا جادًا وعاجلًا. ومن الضروري وضع خطط استراتيجية شاملة لإدارة الأراضي الصحراوية، وتطبيق القوانين بحزم، ودعم الفلاحين الحقيقيين، وضمان العدالة في توزيع الموارد الزراعية. إن معالجة هذه الظاهرة تمثل خطوة محورية نحو تحقيق الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، والاستقرار الاجتماعي في العراق.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

******************************************

الموارد المائية تكشف عن ثلاث خطوات رئيسية لمواجهة أزمة المياه

متابعة ـ طريق ابلشعب

كشف المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، عن سلسلة إجراءات داخلية وخارجية تبنتها الحكومة العراقية لمواجهة أزمة شح المياه، مؤكداً وجود تحركات دبلوماسية وحملات ميدانية تهدف إلى تعزيز الإيرادات المائية وتنظيم استخدامها.

وقال شمال، إن "الحكومة تبذل جهوداً على المستويين الداخلي والخارجي، مشيراً إلى استمرار التواصل مع دول الجوار المائي – تركيا، سوريا، وإيران – من أجل ضمان حصول العراق على إطلاقات مائية إضافية، بإشراف مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".

وأوضح أن "الوزارة شرعت داخلياً بثلاث خطوات محورية، أولها إطلاق حملة وطنية شاملة لإزالة التجاوزات على المنظومة المائية، بتنفيذ مشترك مع القوات الأمنية وبدعم من رئيس الوزراء ووزير الموارد المائية".

أما الخطوة الثانية، فتتمثل في تطبيق نظام مناوبة وتوزيع صارم للمياه بين المحافظات، لضمان عدالة التوزيع، ومنع الهدر، وفقا للمتحدث.

وفيما يخص الإجراء الثالث، أشار شمال إلى أن "الوزارة بدأت بضخ المياه من بحيرة الثرثار لتعويض النقص في نهر الفرات، بواقع ألف لتر مكعب في الثانية".

كما شدد على "أهمية التوجيهات الحكومية بدعم برامج ترشيد استهلاك المياه وتطوير القطاع الزراعي، بما يضمن استدامة الإيرادات المائية، إضافة إلى إجراءات للحفاظ على مياه الأنهار وتجنب إهدارها في المناطق غير ذات الحاجة الفعلية".

************************************************

الصففحة الثامنة

الصحافة الشيوعية.. مبادئ العمل والعلاقة بالناس

تيسير عبدالجبار الآلوسي

وسط زخم التطور التكنولوجي ومتغيرات الخطاب الإعلامي ووسائل وصوله إلى جمهور أوسع هناك صحافة حافظت على قيم العمل واحترام أسسها المهنية بدءا بالمصداقية والأمانة وليس انتهاء باحترام عقل متابعاتها ومتابعيها فهي في جوهر مدخلات الصحافة الشيوعية ومخرجاتها..

ما بات واضحا في عمل مجمل الصحف والفضائيات وخطاباتها هو صراعها من أجل أن تحظى بأوسع جمهور وأكثر إعلانات والظاهرتين تخضعان لقيم التجارة أولا وآخرا لأن تلك الوسائل الإعلامية والصحافية إنما تبحث عن فكرة الربح بديل الخسائر المادية كون المنصة المالية هي ما يديم وجودها ويستمر به.. لكن الصحافة الشيوعية بين قليل أو نادر من الصحافة مازالت تتمسك بمبادئ العمل وأسراره المهنية الأنجع وهي بالجوهر تتمسك بالإنسان وحقوقه وحرياته والدفاع عن وجوده الحر الكريم بالمقام الأول وصلاتها بالناس وواسع الجمهور ينطلق من هذه الحقيقة التي أدركتها الجماهير العريضة ومازالت تنظر إلى تلك الصحافة من هذا المنطلق ومنظوره الفكري.. إن القارئ يعرف أن ما يبحث عنه من حقائق واستكشاف صائب الأمور بمعالجاته الموضوعية لا يجده في القنوات أو المنصات التجارية الكبرى بحجم استثماراتها ولكنه يجده هنا في المنصة التي تعتمد بكفاحها من أجل إيصال الواقع بتفاصيل اليوم العادي وبكل ما يتناول ويعالج المشكلات والقضايا بمنطق العقل العلمي نجده هنا..

المال ومؤسساته تطفو وتعلو وتكبر لكنها سرعان ما تتراجع وربما تختفي وتحتجب الصحيفة مثلما مؤسستها الاستثمارية؛ لكن الصلة القائمة على احترام الإنسان هي الثابت المكين للصحافة الشيوعية ونظيراتها الديموقراطية اليسارية فتلك صحافة يشتغل العاملون فيها بصيغ كفاحية وبروح معطاء كثرما تكون تطوعية فضلا عن تلك التي تأتي بالأساس بروح التعاون والتطوع خدمة للمبادئ وإعلاءً لها.. هنا من يضحي بعطائه على الرغم من انتسابه لمستويات الفقر المادي هو الغني الثر بما يمتلك العقل وقدرات الكشف بل التضحية من أجل الكشف عن الحقيقة ومن أجل إيصالها إلى أوسع جمهور..

تلكم الصحافة هي صحافة الناس التي تتغنى بعبارة مأثورة بأن "الصوت لو يُشترى ما تشتريه الناس" إن محرري نصوص تلك الصحافة لا يعتمدون استدرار عواطف أو اللعب بميادين الانفعال غير المحتكم لمنطق العقل، إنّهم يكتبون بمداد من دماء زكية وأحبار الصدق والأمانة وحماية مصادرهم والتيقن من سلامة المادة ومن صواب نشرها بما يتفق ومصالح الناس بخاصة هنا الفقراء، البسطاء، الأبرياء الباحثين عن منصة تنشر قضاياهم ومشكلاتهم ومعاناتهم لتجد حلا ليس بمناشدات لسارقي تلك الحاجات الإنسانية ولكن المطالبة بها عبر كشف الأسباب ومن يقف وراءها..

لابد من إصرار على توكيد منظومة أخلاقية تحكم العمل الصحفي ومبادئ المهنة حيث لا يمكن لصحافة تلتزم الإنسان ثابتا جوهريا لعملها وتنتهك تلك القيم والمبادئ كما تفعل عديد المؤسسات الصحافية المتاجرة بالمهنة.. الصحافة التي تتمسك بالناس وعلى رأسها الصحافة الشيوعية، تتمسك بأخلاقيات معروفة للإنسان القارئ الباحث عن إجابات أسئلته بمصداقية ومن تلك الأخلاقيات سنرصد:   النزاهة، والمسؤولية والاحترام؛ إذ تشير الأولى إلى أمانة وصدق في تناول معلومة واتخاذ موقف وإنجاز هدف فيما سيتعزز بالمنظومة الأخلاقية كل ما يتعلق بالتعامل مع الآخر إنسانا أو قضية أو إشكالية واحترام الحقوق كافة في هذه العلاقة..

وبخلفية المبادئ التي يتبناها صحفيو اليسار فإن معايشة حيوات الفقراء والمهمشين وأوسع جمهور لهذه الصحافة ينبغ من درجة الحساسية تجاه تفاصيل اليوم العادي   للإنسان البسيط ومن تلك الاستقلالية والشجاعة في تبني صائب الحقائق المعبرة؛ لكن تلك الشجاعة بهذا النهج وأخلاقياته تتحمل المساءلة وتدافع عن الحق والحقيقة وترفض إفشاء أسرار مصادرها وتضع نصب الأعين معايير العمل المثبتة في اللوائح الدولية المعتمدة..

إن الصحافة الشيوعية ليست مجرد أوراق تمتلئ بنصوص موضوعية أو جمالية في محمولاتها الفلسفية الفكرية والسياسية ولكنها أبعد من تسليطها الأضواء على الأحداث والاستقصاء المعمق لها وفيها، تقدم تشريحا للواقع بما يبني الشخصية ويتقدم بها نحو آفاق تنويرية ديموقراطية تخلق أسس العلاقات البناءة إيجابيا لدى جمهورها..

لكل تلك الأسباب كان تحرير تلك الصحف يعتمد عقولا خبيرة عركتها التجاريب والوقائع الطبقية والاجتماعية حداً باتت تصل برسائلها على أساس وحدة بين المنصة الصحافية والوجود الشعبي الأشمل لقرائها.. وطبعا يتأتى هذا ويتنامى مع تعميقها الوعي الاجتماعي والارتقاء به عبر حواراتها المعمقة المشرقة بتطلعات وبخطاب لا يتماهى مع مصطلحات مستهلكة للمعجم الشا~ع ولكنه يتماهى مع القيم الشعبية وحراك المجتمع نحو آفاق تجدد الآمال وتخلقها وسط تلك الجموع..

وبين تمسك بمبادئ العمل وأخلاقياته المنحازة للفقراء والمحادة تجاه ذكر الرؤى بتعدديتها وتنوعها وحتى باختلافها وبين جسور العلاقة بالناس تتحول الصحافة الشيوعية إلى وضع أكبر من منصة مقروءة لتشكل وجودا تنظيميا لقادة الفكر ولتشكيلات تنظيمها المتشكل من آلاف حاملي رايات تعزيز صلاتها وتوزيعها على الرغم من المطاردة والتضييق والتنافس السلبي من أطراف معادية وتُخلق تركيبة تنظيمية من شبكة مراسلين هم جسم المناضلات والمناضلين ممن يجسد هموم الناس ومعاناتهم وأصواتهم المتعالية في فضاء الوطن عابرة الحدود نحو الآفاق الأممية إنسانيا..

تلك هي صحافة تحتفل اليوم بتسعة عقود من الكفاح والتضحيات الجسام لتؤكد أنها الباقية بفضل محبة الناس وتجسيد الصوت الشريف السامي الذي لا يباع ولا يُشترى بل يقاوم التحديات نحو تلبية أروع الأماني والتطلعات وتجسيدها قيمة فعلية بحيوات الناس..

وبهذه المناسبة الكرنفالية الشعبية أنحني لكل شهداء الصحافة في العالم والوطن وفي الحركة التنويرية والحركة الشيوعية في عراق يكافح من أجل غد أفضل وأقف إجلالا لرائع المنجزات وخطى التقدم حيث باتت الصحافة الشيوعية وجها لكل الشرفاء من حركة التنوير ودمقرطة المسار..

وإلى أعوام المائة عامة من عمر هذي الصحافة الأصيلة وقيمها التي تنثرها بذورا تخوضر أشجارا مثمرة.. وليكن هذا العام الاحتفال مقرونا بتوزيع يكسر حدود المليون يوم 31 تموز العيد والكرنفال الشعبي.

*********************************************

أسلوب فهد الصحفي *

يوسف أبو الفوز

لدراسة أسلوب الرفيق الشهيد يوسف سلمان يوسف ـ فهد (1901 - 1949)، باني الحزب الشيوعي العراقي على الأسس اللينينية، في كتاباته الصحفية، يتطلب القول إنه يرتبط بشخصيته كعامل مثقف، ومناضل شيوعي نذر نفسه لمهمة بناء حزب من طراز جديد في أوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة في مرحلة الاربعينات من القرن العشرين، والتي امتازت بالتعقيد الشديد. كان فهد في حياته العامة ومثلما سجل الكثيرين ممن عايشوه في مذكراتهم، ميالا إلى البساطة العمالية، وإلى عدم الكلام الكثير ومثل هذا الأمر نجده في كتاباته إذ هو يميل إلى الاقتصاد في الكتابة، فأسلوبه بشكل عام لا يميل إلى الإطالة، ويمتاز بالوضوح والبساطة وعمق في التحليل وكثافة في التعبير والسخرية الحادة. ووفقا للمنهج الماركسي الذي استوعبه خلال دراسته النظرية وشروعه بتطبيقه على واقع العراق المتشابك، كان فهد يتميز بامتلاكه وعيا طبقيا لواقع المجتمع العراقي وتمتاز كتاباته بسمة طبقية وانحياز واضح إلى قضايا الطبقة العاملة وكادحي الشعب، وإذ يشخص أسباب كل ظاهرة ويوجه النقد لهذه الأسباب بشكل مباشر فإنه يقدم الحلول التي تعبر عن وعيه الطبقي وفهمه لحركة المجتمع العراقي. وكتلميذ بارع استوعب من لينين القدرة على الإمساك بالحلقة الأساسية، نجده في كتاباته ومثلما في حياته يذهب إلى صلب الموضوع مباشرة، ويحدد أعداء الشعب بوضوح كامل. واذ كان يميل إلى الاختلاط بالكادحين وتجنب كل ما يميزه عنهم ويجد معهم لغة تفاهم سريعة، نجد ان لغة كتاباته مفهومة من قبل كادحي الشعب والبسطاء من الناس، فأمثلته الإيضاحية مستمدة من حياة الناس الذين يعاشرهم، من جماهير الكادحين من العمال والفلاحين، عمال السكك، والمغارسين، وسكنة الصرائف وعتالة الموانئ، هذه الجماهير منحته ذخيرة دائمة من التشبيهات والأمثال التي راح يستخدمها بلا رأفة للسخرية من أعداء الشعب. فلتقريب أفكاره من عامة الناس وتفكيرهم وعاداتهم، نجده في كتاباته واذ يستثمر معرفته الموسوعية، وقدراته في فهم أمور الاقتصاد والسياسة، وكونه ملما بالفلكلور وبحياة الجماهير يستخدم الأمثال والحكم والشواهد الشعبية، وإلى جانب ذلك يضع استردادات من كتب ساسة ومؤلفين عرب وعالميين، مثل جبران خليل جبران وماركس ولينين، ولا يكتفي بذلك، بل ويرشد الرفاق إلى استخدام أمثلة يفهمها رجل الشارع البعيد عن السياسة. وبما ان عمله التنظيمي والإعلامي السري اساسا هو تحد للسلطات الحاكمة ولا مكان للرقيب الرسمي في كتاباته، امتازت كتاباته عن امراض المجتمع العراقي وفضح أجهزة السلطة والحكومات المرتهنة بعجلة الاستعمار وسياسته بالوضوح السياسي التام.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقتطف من دراسة طويلة.

********************************************

رحلة {صبي} في { طريق الشعب}

عامر مؤيد

في ظهير أقل حرارة من أيامنا هذه، كان الدخول الأول لمبنى صحيفة "طريق الشعب"، في شارع ابي نؤاس، دخولا ممتلئا بالخوف لصبي، بلغ السادسة عشر من عمره تواً، كيف يمكن أن يحقق حلما راوده منذ الطفولة، ان يَكتب في كرة القدم تلك المستديرة التي رسمت حياتها لاحقا في ميدان العمل.

لحظة "الرهبة"، في أن يُقرأ اسمك يوميا في صحيفة يومية، سرعان ما تحول إلى فرح غامر، حين صدرت المادة الاولى، حاملة اسمي، واتذكر انها كانت المادة الصحفية الاصعب في حياتي المهنية لأني اعدت كتابتها لأكثر من عشرين مرة، فالأمر كان اشبه بتجربة في الهواء الطلق، في لحظة جاءت بها الرياح عالية، حيث احيانا لا جدوى للقوانين.

بعد المادة الأولى التي نشرت في صفحة الرياضة، بدا الحلم يكبر، أذهب إلى مدرستي الإعدادية صباحا، وظهرا أساهم في كتابة صفحة رياضية، التي أصبحت صفحتين لاحقا، أشرفت على العالمية منها، وبعدها بدأت العمل كمصمم إضافة إلى التحرير الرياضي.

سارت الايام، واصبحت "طريق الشعب"، ليس مكانا للعمل فقط، بل منزلا نستقر فيه انا وزملاء كثر، اذ اضطر بعضهم للمكوث في مبنى ابو نؤاس، بسبب العنف الطائفي حينها، بينما آخرون من محافظات اخرى.

وبالتزامن مع العمل، كان الحديث يكبر حول التنظيم الحزبي، حيث بعض العاملين في الجريدة، لديهم تنظيمات داخل الحزب، بينما كنت لم احسم خياري بالانتماء ولم أواجه اي ضغط بذلك، حتى اخذتني أقدامي ذات يوم، بعد قناعة تامة، إلى ساحة الاندلس، هناك حضرت اول اجتماع حزبي، فأصبح واجبي مضاعفا ما بين الجريدة والتنظيم الطلابي.

البعض يقول إنه يتعلم في كل يوم، بينما، كنت اتعلم عند كل ساعة في هذا المبنى الفخم بفكره والشخوص الموجودين به، حتى اصبحت اليوم مفتخرا بالقول، إنني عملت في مؤسسة واحدة مع "الراحل عريان السيد خلف، الاستاذ مفيد الجزائري، المعلم علي السراي، د. صبحي الجميلي وغيرهم أسماء كثيرة".

وفي رحلة الذاكرة مع هذه الأسماء، جلست ذات يوم كما جرت العادة دائما مع الراحل عريان السيد خلف وقلت له "أنت سعيد هنا دائما"، لحظتها كنا في الغرفة المطلة على شارع ابي نؤاس تحديدا وبنفس عميق مع سكارته قال "هذا المكان روح، لا فلوس ولا شي آخر".

وقد اكون "مشكلجيا" أحيانا، لكن في هذا المكان كانت أغلب تقاطعاتي في العمل مع والدي الذي فاجأني ذات يوم بطلب زيادة لراتب أحد الزملاء لكنه رفض أن يقدم ذات الطلب لي، وبعتاب شديد قلت له لماذا، رد "ما تستحق هذه الزيادة"، لحظتها شعرت بغضب كبير لكن بعدها تيقنت أن قيمة هذا المكان تجعلك تتجرد عن كل أحاسيسك الأخرى وتخلص للمكان فقط.

غادرت المكان لكن روح الصبا بقيت في جدران مبنى أبي نؤاس، وأقداري تحتم دوما أن أسير قرابة الأماكن التي أحبها "طريق الشعب" أمامي وفي ذاكرتي، ذكريات بناء إنسان لولا هذا المكان لما كان شيئاً اليوم.

ربما هو اتفاق تام، بين كل من ركب قطار العمل في "طريق الشعب"، ان وميض الحنين يأخذك دوما اليها، حيث الاشياء ثابتة لا تتلاشى في مسكن الروح، المسكن الذي لا يصله أحد الا انت لحظة الصفاء الذهني، حينها تكون انت الشاهد الوحيد على الصدق تجاه الذكريات الخالدة والتي لو صورت في مشهد قصير قبل ان تغادرك الروح فجدران طريق الشعب لا بد ان تكون حاضرة كشيء اساسي.

**********************************************

الصحافة الشيوعية.. صوتٌ للتيار الوطني التقدمي والديمقراطي

أثير الدباس*

تحل علينا الذكرى التسعون لانبثاق أول صحيفة شيوعية عراقية – كفاح الشعب – يوم 31 تموز 1935، حاملةً معها إرثًا نضاليًا وفكريًا كبيرًا أسهم في ترسيخ قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والدفاع عن مصالح الكادحين والمهمشين.

لقد كانت صحافة الحزب الشيوعي العراقي – بأسمائها المختلفة وعلى امتداد عقود القمع والنفي والمنفى، كما في فترات الانفتاح والانتفاضات – حاضرة في قلب الحركة الوطنية العراقية، تشارك في تشكيل وعي الجماهير، وتدافع بثبات عن قضايا الوطن، وتتصدى ببسالة لمحاولات طمس الحقيقة وتزييف الوعي.

إن جريدة طريق الشعب، بصفتها الامتداد المعاصر لهذا التقليد الصحفي المناضل، تمثل اليوم أكثر من مجرد صحيفة حزبية؛ إنها صوتٌ للتيار الوطني التقدمي والديمقراطي، ومنبرٌ للمثقفين والكتاب والعمال والفلاحين، ولكل من ينشد عراقًا حرًا موحدًا تسوده العدالة والديمقراطية.

إننا في التيار الديمقراطي العراقي، إذ نشارككم الاحتفاء بهذه المناسبة، نعبّر عن اعتزازنا بالصحافة الشيوعية وبمواقفها الصلبة، وبدورها المتقدم في الدفاع عن الحريات العامة وحرية التعبير، وبما أنجزته من تراكم في الوعي النقدي والثقافة الديمقراطية، التي نحن اليوم بأمسّ الحاجة إليها في وجه تحديات الاستبداد والطائفية والفساد.

نجدد التهنئة لكم بهذه الذكرى العزيزة، ونؤكد دعمنا لحرية الصحافة المستقلة والتقدمية، ولصوت طريق الشعب الحر والواعي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي

****************************************************

أكاديمية  {طريق الشعب} للعلوم

فلاح إسماعيل حاجم

ربما يكون من باب التجني والقفز على الحقيقة الاكتفاء بالقول إن "طريق الشعب" صحيفة سياسية ناطقة باسم حزب عريق، يقال عنه بحق إنه عميد الأحزاب الوطنية العراقية وهو الحزب الشيوعي العراقي. لقد تعدت طريق الشعب حدود الحزبية الضيقة وحتى حدود السياسة بكل مفرداتها التقليدية لتصبح واحداً من الصروح الرصينة التي تؤرخ لتاريخ مديد يمتد لتسعين عاماً، تاريخ بالغ التنوع مثلما هو بالغ التعقيد كانت فيه طريق الشعب ليس فقط الراصد والمراقب، بل والمحرك والمؤثر في مجرياته وتقلباته وانعطافاته الحادة.

إن مراجعة بسيطة لتاريخ طريق الشعب تريك بوضوح بالغ أن هذه الصحيفة خطت خلال سني عمرها التسعين طريقاً واضحاً كانت فيه قضايا الوطن والشعب في الصميم من موضوعاتها المختلفة، التي عكست إلى جانب هموم الناس وقضاياهم اليومية شؤون الوطن الجيوسياسية، راسمة خارطة طريق واضحة لمصيره ومستقبل مكوناته المختلفة، مستندة بذلك إلى أرقى ما توصل إليه الفكر الإنساني الحر من مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية.

ونحن بصدد الاحتفاء بتسعينية "طريق الشعب" لابد من الإشارة إلى أن هذه الصحيفة المتفردة شكلاً ومضمونًا جسدت المعاني العميقة للصحافة الملتزمة وعانت جراء ذلك الأمرين من تعسف الأنظمة الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة مراقبة وملاحقة واضطهاداً، وكانت رفيقًا ملازمًا للمناضلين سواءً في بيوت الفلاحين بأعماق الريف أو في قمم الجبال وقواعد الأنصار الشيوعيين، الأمر الذي ترتب عليه تقديم كوكبة من المناضلات والمناضلين المكلفين بإيصال "طريق الشعب" إلى بيوت الفقراء ومحبي الحرية في ظروف العمل السري القاسية.

لقد تتلمذت على صفحات "طريق الشعب" مجاميع من خيرة الصحفيات والصحفيين تجاوز تأثيرهم حدود الوطن ليصبحوا علامات فارقة في الصحافة العربية والعالمية الإنسانية المرموقة، فمثلما "خرج جميع عمالقة الأدب الروسي من معطف غوغول" على حد قول الروائي الروسي الكبير دوستويفسكي، خرج عمالقة الصحافة العراقية الملتزمة من صفحات "طريق الشعب" وبيوتها السرية لتغدو "طريق الشعب" بحق أكاديمية للعلوم السياسية والاجتماعية.

*******************************************

الصفحة التاسعة

زاخو يمثل العراق في دوري أبطال الخليج للأندية

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، أمس الاثنين، قائمة الأندية المشاركة في النسخة الثانية من دوري أبطال الخليج للأندية للموسم 2025-2026، والتي ستشهد مشاركة ثمانية أندية تم ترشيحها من قبل الاتحادات الوطنية الأعضاء، من بينها نادي زاخو ممثلاً عن العراق.

وذكر الاتحاد في بيان أن القائمة تضم كلاً من: زاخو (العراق)، العين (الإمارات)، سترة الرياضي (البحرين)، الشباب (السعودية)، النهضة (عُمان)، الريان (قطر)، تضامن حضرموت (اليمن)، والقادسية (الكويت).

وأشار البيان إلى أن البطولة تهدف إلى تعزيز التنافس الكروي بين الأندية الخليجية، وتوفير بيئة احترافية لتبادل الخبرات الفنية، بما يسهم في تطوير كرة القدم في المنطقة.

وجاء ترشيح نادي زاخو للمشاركة بعد موسم مميز قدمه على الساحة المحلية، في وقت كان فيه نادي دهوك العراقي قد تُوج بلقب النسخة الأولى من البطولة، عقب فوزه في النهائي على القادسية الكويتي بنتيجة 2-1.

******************************

سوق انتقالات ساخن في دوري النجوم انتقادات لغياب العدالة بين الأندية وغياب الاحترافية

متابعة ـ طريق الشعب

 

شهدت أندية دوري النجوم العراقي حركة انتقالات نشطة خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية استعداداً لمنافسات موسم 2025–2026، حيث أبرمت عدة فرق صفقات لتعزيز صفوفها بلاعبين محليين وأجانب، في وقت تصاعدت فيه الانتقادات لأوضاع الدوري من قبل نجوم سابقين.

فقد أعلن نادي ديالى عن إتمام عدد من التعاقدات، من بينها ضم اللاعب حيدر جلاوي قادماً من نادي الغراف بعقد يمتد لموسم واحد، بالإضافة إلى تجديد عقد لاعبه حسين يونس لموسم آخر.

بدوره، جدد نادي الكهرباء عقد حارسه محمد أحمد لموسم إضافي، كما تعاقد مع اللاعب حسن عباس قادماً من نادي نوروز، أيضاً لموسم واحد.

أما فريق الزوراء، فقد عزز خط دفاعه بالتوقيع مع المدافع عمر نوري لمدة موسمين قادماً من فريق الكرخ.

وفي نادي الموصل، جرى التوقيع مع المدافع مرتضى جمال، الذي سبق له تمثيل أندية عديدة منها الحدود والكهرباء ونفط الوسط وسامراء والقوة الجوية وأمانة بغداد. كما تعاقد النادي مع لاعب الوسط الإيفواري بيدا سيرجيس قادماً من نادي الحالة البحريني.

كذلك ضم الموصل الحارس مهدي هاشم، المنتقل من الكرخ، وهو حارس سابق للمنتخب الأولمبي، وسبق له اللعب في صفوف الطلبة والنفط ونفط ميسان وأربيل.

وفي خضم هذه التعاقدات، وجه اللاعب الدولي السابق حبيب جعفر انتقادات لاذعة إلى واقع الدوري العراقي، مشككاً في كونه دوريًا احترافيًا، على خلفية ما وصفه بـ "المبالغات الكبيرة" في عقود اللاعبين.

وقال جعفر في تصريح صحفي: "الدوري العراقي لا يزال بعيداً عن الاحتراف الحقيقي، فكثير من اللاعبين عاديون جداً، لكنهم يتقاضون مبالغ مالية مبالغاً فيها"، معرباً عن استغرابه من ظاهرة "تقديم أموال ضخمة للاعبين فوق سن الثلاثين"، ضارباً مثالاً باللاعبين أيمن حسين وأمجد عطوان.

ورغم تأكيده أنه "ليس ضد أرزاق اللاعبين"، إلا أن جعفر دعا إلى تحديد سقف مالي موحد للعقود بين الأندية، لتقليص الفوارق وخلق بيئة تنافسية أكثر عدالة بين الفرق.

وتأتي هذه التطورات في ظل ترقب انطلاق الموسم الجديد، وسط آمال بتحسين المستوى الفني للدوري ورفع كفاءته التنظيمية بما ينسجم مع طموحات الفرق والجماهير.

*****************************************

مهدي علي يتألق ويحرز برونزية آسيا للتايكواندو في ماليزيا

متابعة ـ طريق الشعب

اختتم اللاعب العراقي مهدي علي مشاركته في بطولة آسيا للتايكواندو لفئة الناشئين، التي أُقيمت في ماليزيا، بإحراز ميدالية برونزية مستحقة بعد أداء مميز وتغلبه على عدد من أبرز منافسيه في القارة.

وقال المنسق الإعلامي أحمد الغراوي، إن "اللاعب مهدي علي نجح في تحقيق انتصارات قوية على خصومه من اليابان والفلبين، قبل أن يفجّر مفاجأة مدوية بإقصاء بطل العالم التايلندي في مواجهة مثيرة".

وأضاف الغراوي أن "مهدي خسر بصعوبة في المواجهة الأخيرة أمام لاعب منتخب تركمانستان، بعد نزال قوي، ليكتفي بالوسام البرونزي في ختام مشاركته المشرفة".

وأشار إلى أن "لاعبي المنتخب الوطني للناشئين قدموا أداءً مميزاً في البطولة، وحققوا نتائج إيجابية أمام خصوم من مدارس آسيوية متقدمة، وهو ما سيسهم في رفع جاهزيتهم وخبرتهم الفنية".

كما لفت الغراوي إلى تألق اللاعب هارون عبد الله الذي تمكن من الفوز في مواجهتين مهمتين أمام الهند وإندونيسيا بنتيجة 2-0 في كل نزال.

يُذكر أن بعثة المنتخب العراقي للناشئين والشباب غادرت بغداد متوجهة إلى ماليزيا بعد إتمام برنامج تحضيري مكثف، تضمن معسكرًا داخليًا في أربيل لمدة 24 يومًا، تلاه معسكر خارجي في الأردن لمدة 14 يومًا، استعداداً للمشاركة في بطولة آسيا.

*************************************************

منتخب الشباب يدشّن معسكره في البصرة  استعداداً لتصفيات كأس آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

انطلق أمس الإثنين، معسكر منتخب شباب العراق تحت 20 عاماً في مدينة البصرة، وذلك ضمن تحضيراته المكثفة لخوض منافسات تصفيات كأس آسيا 2025، التي ستنطلق في شهر أيلول المقبل.

وشهد اليوم الأول من المعسكر إقامة أول وحدة تدريبية للمنتخب تحت إشراف المدرب الجديد أحمد صلاح، الذي تسلّم قيادة المنتخب خلفاً للمدرب عماد محمد، بعد انتقال الأخير إلى تدريب المنتخب الأولمبي.

ويشارك منتخب العراق في التصفيات ضمن المجموعة السابعة التي تضم إلى جانبه منتخبات كمبوديا (المضيف)، عُمان، وباكستان، وتُقام جميع مبارياتها في العاصمة الكمبودية.

وبحسب جدول التصفيات، يبدأ منتخب شباب العراق مشواره بمواجهة منتخب باكستان يوم الأربعاء 3 أيلول 2025، ثم يلاقي منتخب عُمان يوم السبت 6 أيلول، قبل أن يختتم مبارياته أمام منتخب كمبوديا يوم الثلاثاء 9 أيلول.

***********************************************

سابالينكا تحافظ على الصدارة في التصنيف العالمي للتنس

لندن ـ وكالات

حافظت البيلاروسية أرينا سابالينكا على صدارة التصنيف العالمي للتنس للسيدات، الصادر صباح اليوم الإثنين، والذي لم يشهد أي تغييرات في المراكز العشرة الأولى.

وجاءت سابالينكا في المركز الأول برصيد 12,420 نقطة، تلتها الأمريكية كوكو جوف برصيد 7,669 نقطة، ثم إيغا شفيونتيك بـ 6,813 نقطة، بينما احتلت الأمريكية جيسيكا بيجولا المركز الرابع بـ 6,423 نقطة.

وشهد التصنيف قفزات بارزة خارج المراكز الأولى، حيث صعدت الكندية ليلى فيرنانديز 12 مركزًا لتصبح 24 عالميًا، بعد فوزها بلقب بطولة واشنطن من فئة 500 نقطة. كما ارتقت وصيفتها الروسية أنا كالينسكايا 17 مركزًا لتبلغ المركز 31 عالميًا.

بدورها، تقدمت البريطانية إيما رادوكانو 13 مركزًا بعد وصولها إلى نصف نهائي البطولة ذاتها، لتصبح 33 عالميًا، بينما صعدت التشيكية ماري بوزكوفا 8 مراكز لتبلغ التصنيف 39 عالميًا بعد تتويجها بلقب بطولة براغ.

*********************************************

عرض سعودي.. تكهنات حول مستقبل دوناروما مع باريس سان جيرمان

باريس ـ وكالات

تتواصل التكهنات حول الوجهة المقبلة للحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، في ظل احتمالية رحيله عن نادي باريس سان جيرمان خلال الفترة القادمة.

وأكدت صحيفة "لا ريبوبليكا" أن دوناروما قد يغادر البي إس جي بعد تعثر مفاوضات تجديد عقده الذي ينتهي في صيف 2026، حيث يطالب الحارس براتب سنوي يصل إلى 12 مليون يورو، مما أدى إلى تعقيد المفاوضات.

ويبدو أن توجه باريس سان جيرمان لضم الحارس لوكاس شوفالييه من نادي ليل يعزز من فرص رحيل دوناروما عن حديقة الأمراء.

وفي الوقت نفسه، ترغب عدة أندية في التعاقد مع الحارس الإيطالي، من بينها جالطة سراي التركي، والثلاثي الإنجليزي مانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد. كما دخل نادٍ سعودي السباق، لكن هويته لم تُكشف بعد.

ورجحت الصحيفة أن عودة دوناروما إلى الدوري الإيطالي تبدو صعبة بسبب مطالبه المالية الضخمة، مشيرة إلى أن أي عودة محتملة إلى إيطاليا قد تحدث فقط في صفقة انتقال مجانية خلال الموسم المقبل.

يُذكر أن جيانلويجي دوناروما انضم إلى باريس سان جيرمان في صيف 2021 قادماً من ميلان في صفقة انتقال حر.

*******************************************

وقفة رياضية.. رفع قدرات الهيئات العامة للاتحادات الرياضية

منعم جابر

تُعدّ الهيئات العامة في المؤسسات الرياضية الرافعة الأساسية التي تدعم عمل الإدارات والهيئات الإدارية، فهي التي تُسهم في قيادة العمل الرياضي، وتحقيق النجاح والإبداع في إدارة شؤون هذه المؤسسات. فإذا كانت الهيئات العامة نشطة، تراقب وتتابع، وتمد الهيئات الإدارية بالدعم والتحفيز، فإنها تُشكّل قاعدة متينة لنجاح المؤسسة وتطورها.

أما إذا كانت هذه الهيئات غائبة عن المتابعة، وغير فاعلة، فإن ذلك يؤدي إلى تراجع أداء الإدارات، ويُضعف قدرتها على الإنجاز والتطوير.

وهذا ما نلاحظه بوضوح في أغلب الاتحادات الرياضية المركزية، حيث انعكس ذلك سلبًا على مستوى المؤسسات الرياضية، وأدى إلى تراجع في أداء العديد من الألعاب. ويُعزى هذا القصور، في جزء كبير منه، إلى ضعف الكفاءة، أو عدم الاختصاص لدى كثير من أعضاء الهيئات العامة، إذ إن العديد من ممثلي الألعاب لا يمتلكون الخلفية الفنية أو التخصص المطلوب، بل إن بعضهم ترشّح لعضوية الاتحادات بعيدًا عن اختصاصه، وكأن المسألة تُدار بمنطق "چفيان شر".

ولعلّنا نجد أمثلة على ذلك؛ فهناك من يتقن لعبة كرة القدم، ولكن لعدم توفر فرصة له في اتحادها، يقوم ناديه بترشيحه لاتحاد البيسبول، ليصبح رئيسًا لهذا الاتحاد، دون أي خلفية معرفية أو فنية باللعبة! وهكذا في ألعابٍ أخرى عديدة.

من هنا، أوجّه كلامي إلى الأحبة في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية: لا تفتحوا الباب لعضوية الاتحادات الرياضية لكل من "هبّ ودبّ".

الاختصاص الرياضي مطلوب، بل هو ضروري، للعاملين في الاتحادات الرياضية، إذا ما أردنا التطوير وتحقيق الإنجازات.

لذلك، من الضروري أن تلتزم الأندية الرياضية بترشيح الكفاءات والقدرات الفنية المختصة، لأن هؤلاء هم من يمتلكون الكفاءة الحقيقية، والقدرة على تطوير ألعابهم وقيادتها نحو النجاح.

أما الطارئون على الرياضة، فنجدهم غالبًا ضائعين، ومشتّتين، وعاجزين عن أداء العمل الإداري أو الفني المطلوب.

وهنا، أوجه الدعوة إلى الأخوة في الاتحادات الرياضية لبذل جهد حقيقي في البحث عن المختصين، وإن تعذّر وجودهم، فليكن البديل هو إقامة دورات تدريبية وتطويرية لرفع كفاءة العاملين في هذه المواقع.

أما أن تُشغل هذه المناصب من دون تطوير أو تحديث للمعلومات، فتلك ستكون خطيئة كبيرة بحق الرياضة.

إن الهيئات العامة أمامها مؤتمرات سنوية تُشكّل فرصة مهمة لرصد الأخطاء، والهفوات، وتحديد مكامن الضعف، ما يساعد على نضج أداء الاتحادات وتطوّرها، وتقليص العيوب وتصويب المسارات.

إن نجاح الهيئات العامة في اختياراتها للإدارات الرياضية، يعني اختيار الأكفأ، والأنزه، والأفضل لقيادة الاتحادات، والسير معها نحو تطوير الألعاب وتحقيق الإنجازات على الصعيد الدولي.

فالاختيار الصحيح لممثلي الأندية في الهيئات العامة، يُسهم في تقدم وتطور الألعاب، لذا أقول لأحبتي العاملين في الأندية: أحسنوا اختيار ممثليكم في الهيئات العامة، فهم مرآة أنديتكم، ومن خلالهم تقوم الاتحادات الرياضية وتنهض الألعاب المتنوعة.

*********************************************

الصفحة العاشرة

{جسر من طين} وإشكالية العبور

رحمن خضير عباس الشريباجي

تحتل مجموعة الشاعر رحيم الغالبي (جسر من طين) مساحات زمنية شاسعة. فرغم أنه بدأ النشر في نهاية الستينيات، وهو لم يزل في بواكير حياته، ثم امتنع عن النشر لظروف خارجة عن ارادته، ولطبيعة شخصيته الخجولة والشديدة الحساسية والتي جعلته يتردد في النشر أربعة عقود كاملة، فقد بدت المجموعة التي صدرت عام 2010، ضمن منشورات مجلة الشرارة، وكأنها مجموعة أولى للشاعر، وأنه قد بدأ الشعر حديثاً.

يبني الشاعر الغالبي هيكله الشعري، حجرا حجرا، هذا الهيكل الذي يضم المعاني والكلمات، كما يضم نتفا من أوجاعه وأحلامه وآماله. كانت البدايات الأولى في الشطرة، ضمن مناخات سياسية واجتماعية غير مواتية . والشاعر يتلمس هذا الدرب فيحاول العبور كما يحاول ان يستنشق هواءً غير ملوث، ضمن أجواء من الرعب والقمع ومصادرة الرأي.

كانت بدايته خجولة، لكنها غير متعثرة، وصوته يعلو أحيانا ويخفت أحيانا أخرى وذلك بسبب هيمنة أعتى نظام منتج للرعب في تاريخ العراق. وقد جرت محاولات احتواء المثقفين وتدجينهم . ثم تجنيدهم لخدمة النظام وتلميع صورته. وكان ذلك صدمة للمثقفين عامة وللشعراء خاصة، فمنهم من صمد وبقي على نقائه الفكري، ومنهم من تحول إلى بوق للسلطة. وهو – حتماً – ليس البوق الذي ذكره رحيم الغالبي في إحدى قصائده:

( البوق وبنادم سوه

ايموتون لو ماكو هوه )

تلك الشريحة من الشعراء الذين أجبروا على تغيير قناعاتهم، وأصبحوا أبواقا للسلطة، التي أغدقت عليهم العطاء إذا امتثلوا وقطعت عنهم الأرزاق ثم الأعناق إن عارضوا. وفي هذه الظروف التآريخية المحفوفة بالرعب، التزم رحيم الصمت، أو كان يكتب بسرية تامة، فتتسرب بعض قصائده عبر أصدقائه. وقد ينشر بعضا منها في بعض المنابر الوطنية، حينما يرى أن ثمة انفراجة في الأجواء السياسية، كما حدث في بداية السبعينيات حينما نشر بعض القصائد في صحيفة طريق الشعب، الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي.

التقيت بالشاعر رحيم الغالبي بعد عقود. كان يحمل روح طفل في نقائه وبراءته، رغم تجاعيد السنين التي تشبه شقوق أرض يباب. وبيد مرتجفة قدم لي جسره الطيني، وكأنه يهدي روحه. تلك الباقة من الأشعار والتي تجعلك تتيه عبر سفر زمني طويل. صدمات وأحزان، حروب وعنف، طموحات وآمال وقليل من الأفراح. هل تستطيع كل هذه العوالم ان تعبر من خلال هذا الجسر الطيني إلى ازمان قادمة؟ وهل يستطيع هذا الجسر ان يستوعب هذه الحفنة من الأمنيات؟

(لاتعبرين ، اخاف عليج ...لاتعبرين

احس روحي جسر من طين ) .

وقد تعمد ان يضّمن قصيدته –عنوان المجموعة - أبياتا للشاعر المُغيّب أبو سرحان، ليجعل من شعره امتدادا، حيث معين الشعر والفكر لايموت. وهذا يقودنا حتما إلى الأرضية الشعرية في العراق عموما والجنوب خصوصا، حيث يشكل الشعر الشعبي روحه وكيانه، ولايمكن ان نتخيل الشعر بهذه القوة والمتانة والغنى، بمعزل عن هذا العالم السحري، المكّون من النهر والنخل والحب والخمر، وحيث تمتزج هذه العناصر لتكون رحيق القصيدة الذي امّد الأغاني الشعبية، وجعلها لحنا وشجنا غمر تلك السهوب المغبرة، وتشابك مع تلك القيم الرائعة القائمة على الأخوة والكرم والوفاء والحب الحقيقي.

( كون اكعد انه من الصبح

ماشوف سجينه وجرح

عمال اشوفن والفلح ....)

ولا شك أن الشعراء الشعبيين سيجدون أرضية رائعة لموروث شعري كبير ترك بصماته على الساحة الأدبية، واضحة معينا لا ينضب. ومن هذا الموروث نتذكر الشاعر الفذ الحاج زاير الذي قال عنه احد النقاد الفرنسيين بانه شكسبير العراق، لما يزخر به شعره من المعاني الأنسانية الهائلة، ومن صوره التي تضاهي فحول الشعر العربي. وهناك عبود الكرخي الشاعر الذي لايتكرر، حيث رصد الظواهر السياسية والأجتماعية وعراها امام الناس . ولعل قصيدته عن البرلمان في ذلك الوقت حاضرة في الذهن، وكأنها كتبت لهذا الزمان. وهناك عدد لايحصى من الشعراء المبدعين الذين اثروا الساحة الشعرية أمثال مظفر النواب الذي اسكرته الفصحى، تاركا الشعر الشعبي، وعريان السيد خلف الذي مازال يحلق في سماء الشعر وكاظم اسماعيل كاطع وغيرهم من الشعراء الذين احترقوا عطاءً.

وقد غرف رحيم الغالبي من هذا المعين، ولكنه أفرد لنفسه صوتا شعريا خاصا، رغم اعجابه بهذه الرموز، وكأنه يواصل مسيرتهم، ويتعمق في معاناتهم؛

(طلبيت من شرطي...جكاره

بس بجيت بروحي وحدي دخنيت

لأن رادوا اعتراف ...وماحجيت )

لا شك انها معادلة غير متوازنة بين القيم الأنسانية والوطنية التي يحملها الشاعر وبين السلطة وبشاعتها. وتكمن قوة الشاعر في مساحة الحب الذي يختزنه .

(احبك يا وطن ..مجروح

واحضنك ياوطن ..بالروح)

تعبر قصائد رحيم الغالبي عن وجدان الجنوب العراقي، وعن القيم الوطنية. فهو يتعطش إلى الحرية. ولكنه يهمس همسا، حيث أن مشروع القصيدة يجعل صاحبه خطرا على النظام، مما يجعله اي الشاعر، يرفع درع الرمز ليقي نفسه.  ويغير المسميات ويلوذ بأحزانه التي هي سمة عراقية بامتياز.

(كالولك نهر يمشي عكس ممشاه

جي ضيّع مصبه وما بعد يلكاه ..)

حمل الغالبي همه الشعري صليبا. فكان البحث عن الحرية هاجسا يتدفق في أغلب جمله الشعرية، وهذا المقطع يأتي ضمن هذا السياق:

(اكلك حيل اكرهني ، احبك حيل

ولو حبك مدينة يصير بيها السجج شرطه وليل)

فالحب مكرس للقيم ممثلة بالقوى اليسارية وما تمثله والتي تعاني من إرهاب السلطة. لقد مزج الشاعر بين العواطف الذاتية والمباديء العامة . فالحب حزمة من الأنفعالات والقناعات سرعان ما تتحد بشكل جميل . فقد يكون الغزل تعبيراً يرمي به إلى معان اخرى.

كما يزخر شعر رحيم الغالبي بالصور الفنية التي تؤطرها مسحة بلاغية مدهشة .

(هواجس روحي نور إو ضي

 مشه الحايط إوظلّ الفي،

عبرت اشگد سواجي اوياك،

عافتني الجروف إو ثبت بس الميّ...)

وهكذا تنساب الصور بشكل جميل أخّاذ، وبلغة بسيطة قادرة على الوصول إلى القارئ او المستمع. ورغم أن القصائد غير مؤرخة في أغلبها، لكنها ترسم التضاريس الأجتماعية والسياسية، والتي انعكست في وعي الشاعر عبر هذه الحقبة المضطربة، حيث سياسة القمع واذلال المجتمع، ومحاولة تدجينه وبث الرعب في أوصاله، وحيث الأمنيات المكبوتة لدى الشاعر هي وسيلة دفاعه:

( مليت المذله .. وطاحت متوني

يا محله العراق بغير زيتوني)

ولعل التنوع في جسر من طين يعكس اطاره الزمني . فهناك نفحات من الغزل تعبر عن وجدان وعاطفة مكبوتة، ولكنها من ناحية أخرى تبوح بغزل أوسع، وهو الهيام بالمبادئ والقيم اليسارية، حيث يتلاشى الحزن احيانا ويُستبدل بتفاؤل، فترفل قصائده بالحياة، وتسبح بولادة المطر والشجر والأنسان.

يلجأ الشاعر إلى الغموض، بحيث أنك كقاريء تذهب في اتجاهات مختلفة في تفسيراتك. والغموض في الشعر الشعبي جزء من عملية الإبداع. ولكنه من ناحية أخرى يقي الشاعر من انتقام السلطة التي اغتالت الثقافة. تتجلى الغربة في قصائد الغالبي، برغم أنه أصر على التشبث والبقاء في مدينته، وكأنه جذر نخلة تكافح التصحر، لذالك فهو يلوذ بالطفولة من أهوال السنوات الرصاصية القاتمة.

**********************************************

وجه الماي

محمد جواد الكعبي

أجيتك من سفر

تايه

مثل طير اليدور

بالسما وشايه

وين أنت ؟

حبيبي

رويحتي

وچبدي 

ناعور الهموم

وياي 

يملي بهمي

ويبدي 

مثل زيبگ بچف

سكران

تطّشر ضاع

شيلمك

 يوجه الماي 

فتشت الدروب أعليك

شارع  ..  شارع

لوحدي 

مامش أثر بس

أسمك

حفرته أعلى الشجر

ذكرى

بستان و ورود هواي

أنت الجرح وأنت

دواي 

تعال نسامح

ونبدي

يگلبي ويابعد

چبدي

******************************************

وصيه من حمد للناس

جواد الدراجي

بالجيه.. حمد ما شح

لچن سچة عشگهم 

رادت تودعه

واحبابه أفزعو بالليل

شالو درب الیجيبه 

وحمد ندري الوفه بطبعه

أمسحو وجه الخريطه

التوصف الرجعه

حمد يعرفهم من سنين

صاح بدمعه .. وين الريل؟

لمن ما نشف دمعه

وحسبها حساب

خافن ضیعو صوته

شعل عمره الترف شمعه

ولگاها الناس .. بالسكته ..

اعله نفس الحال

ماچن ... واحد يسمعه

يسومه الليل ..نجمه

ویشتریه غروب وأحبابه 

فلا بيهم  .. گمر فزعه

ورجع لملم سواليفه

ومشه لعمته .. الیسميها

فريضة كل حزن ..(فدعه)

من اهدها .. وصوتها تغير

لحد اليوم ولباچر

گعد ینعه .. ویظل ینعه

وتبلل بالحزن لونه

وجفنها تعود یخلطه

یردد من وصيته شطور

ویصوغ بلحن روحه

كواغد ... دمع تتغطه

يوصي المرجله اعله الناس ..

خافن بالظلام ..

الخوف يتسطه يوصيهم

اشعلو الحان اغانيكم

شرط .. ماكو شفاف ..

التعثر .. بغلطه 

وأكتبوني .. شرط موكلي

اكتبوني .. حرف واحد

واذا يثكل عليكم

كافي بس نقطه

اكتبوني .. حلم مجنون

مر .. هامش .. يفوج الليل

مايدري ... الجفن شطه

ويوصيهم ..اصلبوني ..

الورد منصوبه مشنقته

وعليه الموت .. يتخطه

الورد مطلوب

عطره .. بثار

وجفوف الزمن .. سلطه

وطلع وجه النهار

وكشف كل مضموم

والباع الوفه مبين  يلالي ..

شما یثگل هدوم

واليعشگ فتل عمره

اعله طول العیب 

وأنشرت علیه هموم

وچتاف الأمس تمثال ..

يشرح للأجيال الجاي

بين الصعب و المفهوم

والطاح الندى براگه

نريده ينكت جروحه

اعله واهس عشگ من یگوم

ويشوف العطش نزوه

ولا يقبل تعازي

ولا منادس لوم

وآخر .. خطوه ينذرها

وصية ... بخت من غالي

لگلب ملچوم

وصه اليشتري .. ويبيع

مو كلشي التبيعه انباع 

لا كلشي يحل للسوم

***********************************************

چنت اظنك

سامي عبد المنعم

چنت أضنك ...

من تجي .. اتبلسم جروحي

إتطفي بضلوعي الجمر

وتهيد روحي

سنين تانيتك تجيني

وجيت بوشالة عمر

شكثر حسدوني ...

عليك الناس

وماعرفوا البيه

وهاموا ابشباچ حسنك ...

مثل بقصم ..

ذايب ابچاي العصر

إغتاضوا العذال ..

من شافوا فرح گلبي

غميج

ردتك .. اتشوف العذاب البيه ...

گبل الناس كلها

ردتك إتكمل الطريج

لا إترد بيه الحزن ...

وتعوفني ابنص الدرب

وتشمت العذال بيه

بعد مابيه سهر وهموم

وفراگ وغرب

آنه عايش ..

لأجل حب الناس ...

وتحقيق الاماني ..

إبنص  گلب

شوفني .. وضلت إبكيفك ... بعد

نصطلح .. لو نفترگ

للدوم .. وضحلي الامر

***********************************************

قصيدتان

حسين جهيد الحافظ

1-عشگ احديثه

حلم واتمر

او يكحل طيفك اجفوني

 و ذوب ابحضنك احديثه

العشگ توه العشگ

دغدغ مشاعرهه

موج البحر مبهور متباهي

لأن موجه مثل

موجة ظفايرهه

الليل غافي اعله الشعر

أمن الوجنه أخذ

لونه الگمر

حيران ما عنده وصف

عاف الحچي شاعرهه

2-شوگ النده

مشتاگ الك

شوگ الورد للنده

او شوگ النخل للماي

يالتمشي بي نبض

ابكل ابتأني او رهدنه

مشية طفل بهداي

كل خطوه منك عشگ

بيهه أذوب او أحترگ

ياخذني الخيال ابعيد

واتطشر أغروب او ناي

اسرح ابدنيه الهوه

كل شهگه أتنفسك

مثل اسمي أنته اوياي

***********************************************

الصفحة الحادية عشر

بغداد أجمل..!

نعم، الجمال ثقافة، ونحن نعمل على اشاعة الجمال في حياة الناس وعندما اعلنت الحكومة العراقية مؤخراً عن حملة كبرى تحمل عنوان (بغداد اجمل) باركناها واعلنا عن احترامنا واعتزازنا ودعمنا لهذه الحملة، وتحويل بغداد وكل مدن العراق الى اماكن جميلة جديرة بالعراقيين، إلا اننا لا نعد طلاء الارصفة والجدران واقامة المجسرات، كافية لسمة الجمال المنشودة في ظل وجود البناء العشوائي وفوضى الاسواق الشعبية والشوارع، وانتشار المتسولين والعاطلين..

كما لا يمكن ان تكون هناك جمال وسط مدن بلا ماء نقي ولا كهرباء ولا مدارس ولا مسارح ولا سينمات ولا حدائق ولا متنزهات ولا مستشفيات نظيفة..

ان بغداد تعاني من اجتثاث نخيلها واشجارها ومتنزهاتها.. فماذا يبقى لبغداد من الجمال الذي تعمل عليه الحكومة؟

********************************************

الرواية العراقية – جيل الرواد – ونقده

د. حسين حمزة الجبوري

تعرض جيل الرواد إلى مشاغل نقدية مختلفة بحسب الزمان والمكان، فقد كانت

هناك تجارب نقدية سعى كتّابها إلى نهضة الادب و الرواية وتطويرهما من "النقاد

"الذين عاشوا تلك المرحلة المبكرة منذ عطاء أمين الذي كان" يطلب النصح

والمشورة" لنهضة وطنه وثقافته في "رؤياه الصادقة" . وقد ظل أمر هذا التطور

للقصة من أبرز ظواهر الجيل الريادي وهمومه ، ولاسيما بعد صدور الدستور

العثماني في العام 1908 الذي فتح الآفاق للتحولات السياسية والمعرفية والأدبية، و

بدايات ظهور الصحافة التي نشرت فيها القصص و المقالات "النقدية" التي تدعو

الى تطور الأدب والقصة ، وقد تبلورت هذه الدعوات على نحو أكثر أهمية نهاية

الأربعينيات وبداية الخمسينيات من جيل الكتّاب الجدد ، وهذا الجيل كان أكثر وعيا

بالفن القصصي والروائي، وربما اكثر " نرجسية " لتأكيد حضوره في المشهد الثقافي

ورغبته في ان تكون له الريادة لا لمحمود أحمد السيد أو لجيله مع أن السيد ادرك

-منذ العشرينيات- الحاجة لتطوير هذا الفن - بحسب د. محسن الموسوي- ومن ثم برزت مقالات في "النقد" لكتّاب الثلاثينيات "ممتاز العمري، ولطفي بكر صدقي، ولعبدالمجيد لطفي "..وغيرهم، و"لم تنقطع ثقة المثقفين" بهذا الفن مع

أنهم كانوا يدركون مواطن ضعفه إلا أنهم كانوا يرون فيه أداة لإشاعة الفكر الجديد

في الحياة ، لهذا سادت الدعوات في السرد القصصي المبكر إلى الواقعية ، وإلى "الصدق الفني" لما يعانيه الواقع العراقي من مشكلات كثيرة ، بعد تأسيس الدولة

العراقية "بعملية خروج سياسيّة– اجتماعية قسريّة من عالم قروسطيّ تقليدي

ومجتمعات محلية شبه مستقلة إلى مشروع دولة الأمّة الحديثة" –علي حاكم صالح- ولقد نضج النقد في الخمسينيات  الذي كان يعي أزمة القصة والرواية

إلا أن هذا النقد كان متطرفا ولاسيما عند النقاد الذين هم في الأساس من كتّاب القصة/الذي يؤرخ لهم د. عبدالاله أحمد/ و أبرزهم فؤاد التكرلي وعبدالملك نوري من

خلال رد هم على بحث د. سهيل ادريس "الرائد" عن القصة العراقية العام 1953،

وقد انتشرت في مقالاتهم الفاظ  قاسية" ساذج ، وسخيف ، وسطحي، وتهريج

رخيص "إذ كانت الضرورة - عندهم - تقتضي" أن يحقق العمل القصصي هدفا

فنيا إلى جانب الرسالة الاجتماعية " بحسب عبدالملك نوري ، وكان "ربما " فؤاد

التكرلي الأكثر قسوة في رده على بحث د. ادريس: ما الذي "تقرر ماهية الإنتاج

الأدبي: أهو عمل فني منظم أم تهريج صحفي رخيص" . وقد تبنى د. عبدالاله أحمد وجهة نظرهما هذه في قسوتها ، وتطرفها فهو يقول عن : " السيد وشاؤول وايوب ولطفي وفاضل والخليلي والناهي والشيخ علي " أنهم " لم ينتجوا إلا كلّ غث وركيك متفكك، لهم أحق بأن يعطوا القيمة الحقيقية التي يستحقونها ..الموت". وبهذا الرأي "ربما" اغلق الباب على من جاء بعده لدراسة قصص الرواد ، وذلك لقيمة د.

عبدالاله أحمد النقدية والريادية ، مع أن سرديات هؤلاء الكتّاب " الرواد " وقصصهم

وروايتهم يمكن أن تمثل " هوية سردية " مبكرة تكشف ما كان يعيشه المجتمع

العراقي ثقافيا ، وحضاريا ، وفي هذا يقول د. محسن الموسوي في كتابه "استقراء

العراق" : "إنّ السرديّات تمنحنا منظورا يصلح أن يكون تتمّة للتاريخ وعلاجا

لقصوره" وهذا ما يؤكده هايدن وايت ، بما تمنحه " السردية التخييلية قدرة على

رؤية أعمق إلى التجربة الإنسانية" و تجربة ذو النون أيوب – مثلا - في روايته "

الدكتور إبراهيم" واحدة من هذه السرد يّات التي تكشف هذه " الهوية "الي يحددها بول ريكور في أن السرد : "يؤلف... الخواص الدائمة لشخصية ما، ..يمكن ان

يسميها المرء هوية سردية ببناء نوع من الهوية الدينامية المتحركة الموجودة في

الحبكة التي تخلق هوية الشخصية " على اعتبار ان بنية الشخصية قائمة –عنده - على

التضارب والتوافق، كما الحبكة التي تتشكّل من مركبات مختلفة ، وعناصر متنافرة

وهذه العناصر المختلفة  والشخصيات المتنوعة، إنما هي جزء من طبيعة السرد ،

ولاسيما أن رؤية أيوب كانت تحمل رؤية نقدية للمجتمع، وتعرية لسلبياته، وللثقافة

والسلطة وبيان صراعهما، مع أن الدكتورة فاطمة المحسن تعد تجربة المثقف

والسلطة في الثلاثينيات ، تتبدى فيها الشراكة لا الصراع، لأن المثقف كان جزءا

من الكيان الثقافي الذي شيدته الدولة ، من هنا كانت رؤية أيوب تمثل نزعته التحررية

الفكرية  والسياسية ، لما له من آراء يمكن ان تمثل جزءا من المنظور " الحداثي

لليسار" في زمنه، هذا اليسار الذي انتمى إليه أيوب مبكرا، في بدايات وجود هذا

التيار وانتشاره، وقد صاحب هذا التيار" نشأة الرواية" العراقية بدءا من " ماركسية

"محمود أحمد السيد، إذ إن الثقافة التي تبنتها الحركة الأدبية العراقية الحديثة كانت ثقافة واعدة في رؤية ما يعانيه المجتمع من مشكلات ، منها مثلا - معاناة النساء في المجتمع المتخلف كما في مجموعة أيوب القصصية "ضحايا" العام 1938 - ومع ذلك وقف النقد الأدبي "الخمسيني" من تلك التجارب موقفا سلبيا وقاسيا / ومنها تجربة ذو النون أيوب / وهذا ما تبناه د. عبدالاله أحمد، مما دعا د. نجم عبدالله كاظم الى وصف رأي د .عبد الاله في هذه الرواية، بانه كان موقفا متطرفا "يتناسى تاريخ كتابتها وينسى الشوط القصير الذي قطعته الرواية العراقية " إذ إن الدكتور عبدالاله: يرى أنهم لم ينتجوا فنا متكاملا على الرغم من تطور الرواية العالمية ، لأنهم لم يطلعوا عليها، ومن ثم فهم قصروا في مهامهم في انتاج رواية فنية. مع أن أيوب أدرك مشكلات الفن القصصي والروائي، وقد فصّ ل معاناته الفنية فيها، فكتب : "أنا ممن يؤمنون بان الكاتب يستطيع ان يستوحي كل ما تقع عليه عيناه، فهو ناجح دائما.." ثم يكتب: أنه حين يخطط لكتابة اقصوصة، فانه يسرق صفات فلان ، و وجه

فلان وفلسفة فلان وعقلية فلان ليشكّل الشخصية ، وهذا الفعل في المحصلة النهائية

يعني أنه يخلق صناعة شعرية خيالية محرفاً الشخصية وصفاتها، ليخلقها من جديد، وكذا في تجربة الواقع لأنه مهما فعل لا يستطيع نقل الواقع حرفيا في الرواية، وهذه إشكالية طالما عالجها النقد منذ أفلاطون وأرسطو،" قضية المحاكاة "ومن ثم فأن فعل أيوب هو فعل" تخييلي –شعري " مع أن هناك قصورا في

التقنيات الروائية المختلفة، أو أنه كان يستخدم هذه التقنيات على نحو "بسيط" لا يرقى إلى أن ينتج رواية حديثة / مع انه ترجم روايات من الأدب الروسي وتأثر

بواقعيتها / وهذا الضعف كان موجودا في " وجهات النظر أو زوايا الرؤية "

وتقنيات الزمان ، وصناعة المكان ، وتشكيله أو في الفضاء القصصي ، ومن ثم فان

شخصية إبراهيم مهما قيل عنها نقديا لا علاقة لها في هذا الوزير أو ذاك ، فهي رمز

شعري لواقع يعيش أزمته في زمنه ، ولاسيما ان أيوب استل شخصية الدكتور إبراهيم

من قصة سابقة له "برج بابل"ليخلق هذه الشخصية من" كائن ورقي إلى كائن

ورقي "يلامس الواقع ، ومن ثم فهي عمل تخييلي" الدكتور إبراهيم يبعث حيا " ؛

فضلا عن ذلك فأن ايوب تلاعب بالزمن السردي، إذ بدأ حكايته بعودة الدكتور إبراهيم الى بلده بعد ان اتم دراسته في لندن، فلا هو زمن بداية حياة الدكتور إبراهيم ولا زمن نهايته وهروبه من العراق، لقد بدأ الرواية من نهاياتها ، فضلا عن رسائل الدكتور إبراهيم إلى الراوي الضمني التي شكّلت الراوي العليم الذي يروي حكاية عودة الدكتور كلّها ، ليبدو لنا الزمن بصور مختلفة "القصة المروية كلية زمانية" يقول بول ريكور ، مادامت " الحياة تعاش والقصص تروى" وهذا ما كانت عليه شخصية الدكتور إبراهيم، فثمة حياة عاشها، وأخرى رواها الراوي المتخيل من خلال رسائل الدكتور إبراهيم للراوي، وفيها اختلاق من دون شك لأن فيها" خديعة " سردية تروي زمنية الراوية، لتكون "قصة داخل قصة" فضلا عن ذلك فأن هذه الشخصية في رسائلها ، كانت في بنيتها تبدو توافقية تعاني من النمطية لأنها لا تتغير - للوهلة الأولى - بصفاته الشخصية " انتهازي منافق مثل أبيه " ولكن قراءة الشخصية على نحو اخر، تظهر غير ذلك فقد كان ناقدا لسلوكه والمجتمع ، وكاشفا

لعيوبه، وقد صارت الرسائل مرآة للشخصية تعكس كلّ تجاربه ، وفي إطار هذه

"المرآة" ظهرت الشخصيات الأخرى التي حاربها، وتآمر عليها ، كأنها "مرايا

متعاكسة" وبذلك بدت الشخصية تعيش أزمتها الداخلية ، وصارت الرسائل تشبه "

المنولوج الداخلي " يتكشف عن طريقه ما كان يشعر به ، ويحسه ، فهو من جهة كان

ناقدا للسلبيات عبر رؤيته التقويمية للمجتمع، ومن جهة أخرى صوّر نقيضها

من خلال الشخصيات القويمة الخيرة التي كانت بالضد منه ، فقدمها على أنها شخصية

صادقة تكافح من أجل خير وطنها وتقدمه، ومن ثم فضح سلوكه الانتهازي ، وهكذا

صوّرت الشخصية النقائض في تكوينها فبدا "التوافق والتضارب" في بنية الشخصية، فتشكّلت صورة للمجتمع العراقي سواء أكانت تلك الصور سلبية وفقيرة معرفيا وثقافيا ، أم تلك الايجابية . نقول - مهما قيل نقديا عن ضعف الرواية

–وهو صحيح- تبقى رواية "الدكتور إبرهيم" من التجارب المبكرة التي كشفت

تاريخ المجتمع في زمانها ومكانها.

*******************************************

قصة قصيرة.. جسر الغربان

فاضل الفتلاوي

سنوات الدراسة الابتدائية مرت سريعة، كان فيها على مستوى عال من الذكاء حتى انه أبهر معلميه ولا عجب في ذلك فهو درج في حي يعج بالأدباء والمفكرين ناهيك عن العائلة التي نشأ  فيها والتي خالفت تقاليد الآباء والاجداد الذين كان جل طموحهم ان يحصلوا على مركز بسيط في سلك الشرطة بعد أن هجروا قراهم بسبب ظلم الاقطاع وهاهو وللمرة الأولى يبتعد عن الحي الذي ولد وترعرع فيه ليلتحق بمدرسة متوسطة تبعد بضع كيلومترات عن مكان نشأته، في الصباح الباكر وكعادته استيقظ من النوم ليجد والده قد سبقه وهو يرتدي بزته الخاصة برجال الشرطة وقد حرص على تلميع الازرار النحاسية مع حرصه على وضع اشرطته البيضاء التي تشي بكونه  عريف والتي طالما شعر بالزهو والفخار وهو يرتديها، قبل الوصول لمدرسته أشار الوالد للتوقف قرب جسر لاتعبره السيارات وقد وضعت إشارة تحذيرية، مسافة قصيرة تفصل بين الجسر والمدرسة وهاهو يدخل منتشيا وبعد إجراءات قليلة تم توجيهه إلى الشعبة التي نسب إليها مع دعوات المعاون له بالنجاح الباهر، غادر الوالد وبقي ليكمل اول ايام دراسته، عالم غريب لم يالفه ايام  الابتدائية وماهي إلا دقائق حتى التقى بزملاء يعرفهم انسته شعوره بالغربة، انتهى اليوم الأول سريعا لكن هناك أمرا ماتفارق مخيلته منذ عبوره الجسر لايعلم ماهو رغم محاولات عديدة لاستعادة ذاكرته الغضة، مضت ايام عديدة ولم يفارق مخيلته الجسر الذي نسي اسمه لكنه قرر ان يتوجه هذا اليوم ماشيا عبر طريق شبه ريفي حيث اشجار نخيل متراصه بشكل فوضوي على مدى الرؤية وهي ضمن منطقة يطلق عليها منذ القدم (بستان ابو عبيد) هذا البستان يبدأ من منطقة سكناه حتى الجسر وقد سمع الكثير من القصص عن السعالي والجن والطنطل تجوب البستان ليلا وآخر ما سمعه  رواية جارهم سالم الطالب في إعدادية قريبة من مدرسته الجديدة والذي تتداول حكايته وصدقها الكثير، تأخر يوما سالم في دوامه المسائي بسبب عطل في دراجته الهوائية فقادها بيده حتى وصل تخوم البستان وقد بدأ الظلام يغطي المكان وهو يمشي خائفا متوجسا وصوت الرياح يضرب سعفات النخل فيخرج صوتا مخيفا توسط المكان واذا به يفاجئ بالعم فرهود حارس البستان وقد تغيرت نبرة صوته قليلا ولكن الذي ارعبه ان  غرابا شديد السواد يرقد على يده بعينين حمراوين، لم يعر للأمر أهمية، حدثه عن سبب تأخره فاشار إلى إطار الدراجة الفارغ من الهواء، ركض فرهود بسرعة مخيفة نحو البستان وضاع في الظلام بين النخيل وعاد سريعا وهو يدفع بيديه اطارا ضخما، صاح، ياعم هذا إطار (شفل) وانت ترى دراجتي الهوائية، رجع بنفس السرعة وهو يدحرج بيده اطارا صغيرا يستخدم للعربات الصغيرة، شك في الأمر وركض لايلوي على شيئ حتى الشارع الرئيس حيث استقل باص خشب اوصله قريبا من بيته، ظلت هذه الحكاية متداولة ورويت غيرها مما ولد خوفا مستداما لسالكي الطريق، وبما إن الشائعات وقصص الجان والسعالي تجد طريقها سالكا في المحلات القديمة فقد انتشرت رواية سالم كالنار في الهشيم واضيفت إليها الكثير من الفصول البعض منها يثير الرعب وآخر يثير التندر، سلخ عامه الأول بلا حوادث تذكر وفي عطلة نهاية العام الدراسي كان يتردد على الدوام مشيا على الأقدام رغم المسافة الطويلة بين حيه وموقع مدرسته الجديد، امر واحد كان يتردد في مخيلته خصوصا بعد أن اخبره والده عن اسم الجسر الذي بقي لغزا يقض مضاجعه وصار يستعرض مع نفسه كثيرا مفردة الجسر الخشبي الذي يمتد لمسافة تقدر  بخمسة عشر من الأمتار وراح يسأل المسنين في الحي المجاور الجسر عن معنى تسميته ب جسر الغربان وراح يقلب مجلات قديمة ويتابع بشغف مواسم هجرة الغربان وطباعها وحكمتها، وعلى حين غرة استرجع ذاكرته عندما كان بسن صغير عندما كان والدة الشرطي يعمل في صنف طبابة الشرطة يوم كانت هناك طبابة خاصة برجال الشرطة وقوى الأمن، كان والده يصطحبه معه عصرا إلى محل صغير يمارس فيه مهنته الصحية يقع في حي قديم وللوصول اليه كانا يسيران مشيا على الأقدام ليصلا بعد حين إلى منطقة عبارة عن غابة مترامية الأطراف من النخيل ليعبرا جسرا خشبيا قديما، عند عبورهما الجسر التفت الوالد إلى ولده قائلا له - بني هذا الجسر يطلق عليه جسر الغربان، تساءل الصبي: ابي ولكن لا أثر لغراب هنا ضحك الرجل وقال ستعرف اجلا ام عاجلا لماذا سمي هكذا في يوم خريفي تفاجأ بغمامة سوداء وصراخ وزعيق لا يطاق لقد وصلت الغربان وهذا موسم هجرتها، امتلأت اسلاك الكهرباء بكائنات سوداء كالليل واصطبغ الجسر القديم بسواد مخيف، أنه جسر الغربان..

***************************************

نصان

ياسين غالب

1- أذيال الليل

ليلاً، كائنات من قلق ورماد تجيء،

ملوك من ورق ودم خاثر تجيء،

قوارب مملوءة بالعيون، شفاه متشققة من الصمت،

رؤوس بأربعة وجوه، كلها تجيء إلى شرفتي،

ألتقطُها واحدة واحدة وأدسُها في دفتري،

في الحقيبة المسنة،

عند كرسي الضجر وطاولة الوقت الثابتة.

مسامير تنمو في الخشب، تصل جلدي ولا صراخ.

مسامير في كلماتي وفي لثتي الوردية ولا صراخ،

مسامير من الوقت، مسامير من حروف و حديد صدئ،

مسامير ضد الهرب،مسامير من تابو،

مسامير عنصرية،مسامير تصنع للجميع.

يتصلب قلبي، ما زلت أجلس منذ وُلِدت

فيها ليل مثل تنين هائل لا يموت.

2- رشقات

مموج كالبحر وغاضب كبعض مزاجه ،

كلما حاول مهاجر افتضاض ساحله

بقارب من جلود البشر.

يعلمنا البحر، ولا نتعلم،

يفقهنا البحر، كل موت وموت مزجج

ولا نفقة الماء.

كان كل الهروب بزرقة، مرة للسماء، مرة للماء، للفجر وألف مرة إلى اللايقين.

هناك ستُصلب وتكون مسيحا من لا مسيح.

ستفهم معنى الرحيل، وتسكنك دون أرضك أرض وأرض وأرض.

سبع طباق،

تطبق فوق مبصرك سبع طباق.

علك تسرق جرعة من هواء المدينة التي من زجاج.

تزفرك مدن. تشهقك أخرى بذل مداف بثلج،

قلتُ "كلنا من تراب".

ضحك الجمع قالوا "وحدك من تراب، نحن من جليد".

سترى فيما ترى.

أمم من جذوع وصخر،

أمم من بحار،

أمم من صحارى،

أمم من محار.

*************************************

الصفحة الثانية عشر

بقراءات شعرية ونقدية استذكار الجواهري الكبير في ذكرى رحيله  

بغداد ـ مآب عامر

نظّم نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، جلسة استذكار للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، بحضور عدد من الشعراء والباحثين، منهم مضر الآلوسي، ياس السعيدي، مهدي النهيري، رضا السيد جعفر، ومحمود فرحان.

أدار الجلسة الشاعر حمادي الشايع، حيث افتتحها نائب الأمين العام لاتحاد الأدباء الناقد علي الفواز، الذي استعرض رحيل الجواهري رغم حضوره المستمر في المشهد الثقافي، متحدثًا عن تأسيس الاتحاد العام للأدباء ومسؤولياته الثقافية، التي تجمع بين العمل المهني والالتزام الوطني.   وبيّن الفواز كيف يُعد الجواهري رمزًا ثقافيًا ووطنياً، متطرقًا إلى علاقة شعره بثورة العشرين التي شكلت مفصلًا هامًا في تاريخ الحركة الوطنية والحركة الثقافية في العراق، وأشار إلى أهمية الاحتفاء بالجواهري في سياق تحقيق الأهداف الثقافية الوطنية. من جانبه، شارك رئيس مركز الجواهري الباحث رواء الجصاني، من خلال كلمة ألقاها أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد، الشاعر منذر عبد الحر، الذي تحدث عن عطاء الشاعر وفلسفته في الحياة، ومكانته الشعرية المتميزة. وأكد الجصاني في كلمته أن الجواهري وُلد فقيرًا في ظروف قاسية، معبراً عن ذلك من خلال استعاراته الشعرية التي جسدت المعاناة والصراعات التي عاشها، مثل رفضه للمجاملات الزائفة وانتقاده للمجتمع الذي لم يقدّر قيمة الطبيعة والإنسان.

كما قدّم الشاعر د. عمار المسعودي والناقد د. جاسم الخالدي ورقتين نقديتين، سلطتا الضوء على حياة الجواهري ومسيرته الأدبية، وتأثيره في تاريخ الأدب العربي الحديث.

وشهدت الجلسة أيضًا تلاوة قصيدة "يا دجلة الخير" بصوت الشاعر الجواهري، إلى جانب تقديم بعض قصائده النادرة التي عكست أبعاد تجربته الشعرية الفريدة.

جاءت هذه الجلسة بمثابة تكريم حقيقي لشاعر حمل قضايا وطنه وثقافته في قلب شعره، وأعاد التأكيد على مكانته كأحد أعمدة الشعر العربي في العصر الحديث.

*****************************************

الشيوعي العراقي يعزي برحيل الفنان الكبير زياد الرحباني الرفاق الأعزاء في المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني

تحية رفاقية

هزّنا من الأعماق نبأ الرحيل الفاجع للفنان الكبير زياد الرحباني، فقد شكّل فقدانه خسارة لا تعوض لعالم الموسيقى والجمال والثقافة العربية التقدمية والتنويرية.

لقد كان زياد الرحباني مدرسة فريدة في الابداع، جسدت عبقرية فذة في المجالات الموسيقية والمسرحية. وتجلت هذه العبقرية منذ صباه، حيث نشأ في أجواء الفن الرفيع، وكان امتدادا طبيعيا للعائلة الرحبانية، وبقيت هذه العبقرية تلازمه حتى رحيله. فقد ظل طليعيا ومجددا، متمسكا بأصالته، وجامعا، على نحو لا نظير له، بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية والجاز، في توليفات عكست أسلوبه الخاص، الذي جعل منه واحدا من ألمع المجددين في الموسيقى العربية.

وعبرت إبداعاته الفنية عن نزعة يسارية استطاعت أن تجتذب الملايين، وان تقدم مثالا لا في القيم الجمالية حسب، وإنما في الموقف السياسي والانحياز للكادحين والتعبير عن آلامهم وآمالهم وتطلعاتهم.

ورغم كل المصاعب التي عانى منها الشعب اللبناني، وكانت معاناة زياد الرحباني جزءا منها، فقد ظل هذا الفنان الملهم يحمل مصباح الأمل. ولعل أسطوانة "أي في أمل"، التي صدحت بها أمه الفنانة الكبيرة السيدة فيروز، أحد الأدلة الكثيرة الساطعة على تمسكه بالحياة، وكفاحه من أجل القيم السامية.

لقد جمع زياد الرحباني، في مسيرته الفنية الفريدة، بين الجمال والتحدي والسخرية والتمرد. وترك إرثا عظيما، مثلما ترك حزنا عميقا في نفوسنا، وفي وطنه لبنان والعالم العربي. ولم يكن زياد الرحباني فنانا حسب، بل ظاهرة جمالية وثقافية فريدة، فقال ما عجز كثيرون عن قوله في الشعر والتلحين والعزف والتوزيع والاخراج، وكان مبدعا متفردا في كل هذا.

إننا إذ نتقدم إليكم بالتعازي الحارة، نرجو أن تنقلوا مشاعر المواساة للسيدة الجليلة فيروز وعائلة الرحباني، وكل أبناء الشعب اللبناني، الذي ظل زياد الرحباني وفيا له.

 المكتب السياسي  للحزب الشيوعي العراقي

27 تموز 2025

********************************************

استذكار الرفيق نعمان علوان سهيل

عنكاوا – طريق الشعب

دعت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين ومنظمة الحزب الشيوعي العراقي في أربيل، إلى المشاركة في إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرفيق، الفريق الأول نعمان علوان سهيل، رئيس رابطة الأنصار.

يُقام الاستذكار في الساعة السادسة من مساء بعد غد الخميس على "قاعة الشهداء" في مقر منظمة كلدوآشور للحزب الشيوعي الكردستاني في عنكاوا. 

********************************************

ليس مجرّد كلام.. موانئ سكنت الذاكرة

عبد السادة البصري

في اللحظة التي سمعت فيها عما يجري حول خور عبد الله نزلت الدموع على خديّ آهة وحسرة وتساءلت: كيف يفرّط المرء بأرضه ومياهه وموانئ سكنت ذاكرتنا، نحن الذين أبصرنا النور قبالة الشطِّ وتشنّفت أسماعنا بصفّارات المراكب صباحاً ومساءً؟! أخذتني الذكريات إلى أيام طفولتي عندما أخذني أبي معه إلى الساحبة دجلة التي كان يعمل ضمن طاقمها آنذاك وتحديداً عام 1968 لأستمع وأشاهد في تلفزيونها ولأول مرّة المطرب فؤاد سالم وهو يغني (يسوار الذهب لا تعذّب المعصم، معصمها رقيق وخاف يتألم)، وأقف بعد ذلك في مقدّمتها انظر إلى الميناء، الذي شيّد في أواخر عشرينيات القرن المنصرم، ليكون نافذة البصرة والعراق المطلّة على العالم، وتبدأ المدينة الصغيرة ــ الفاو ــ بالاتساع والعمران حتى تغدو من المدن المهمّة عربياً وعالمياً، كونها الميناء الذي سيفتح أبوابه لكل أنواع التجارة البحرية والسياحة وغيرها قبل أن يتم انجاز ميناء المعقل بالكامل ومينائي العميق في خور عبد الله والعميّة البحريين!

حينما أنشىء ميناء الفاو، تم بناء الحي السكني للطاقم الإداري والفنّي، حيث أُطلقت عليه تسمية (الكمب) وتعني المخيّم. أقيم هذا الكمب على ضفاف شط العرب بالقرب من الأرصفة المخصصة لرسو البواخر، وأقيمت في الجزء الشمالي منه دور الموظفين والعمّال، وكانت جميع شوارع الكمب والحدائق والبيوت على الطراز الغربي (الانكليزي)، كما تم بناء مستشفى كبير لتقديم الخدمات الطبيّة لجميع أبناء الفاو وكان يسمى (مستشفى الميناء). تتوسط الكمب دائرة الموانئ الرئيسية وبجانبها حديقة كبيرة تتوسطها نافورة بنيت عام 1959، وعند إنشاء الميناء وملحقاته آنذاك تم إنشاء دائرة الإطفاء لتكون أول مدينة ــ الفاو ــ يبنى فيها أول مركز إطفاء. يضم الكمب بالإضافة إلى الدوائر الحكومية ملعباً للتنس وآخر للطائرة ومسبحا بجانب الملعبين ثم ناديا للسينما (صيفي وشتوي) كان يعرض أفلاماً أجنبية مرتين في الأسبوع قبل وصول الأفلام العربية. كما تستخدم السينما لعرض الأفلام الصحية والوثائقية لتعليم الناس الوقاية من الأمراض وغيرها.

كان الميناء يضم منصّات لرسو البواخر ومعمل تصليح السفن ودوائر فنية وإدارية إضافة إلى مخازن للمواد الاحتياطية ومحطّة لا سلكي عالمية تعمل على تأمين دخول وخروج البواخر من وإلى الفاو والمعقل والمحمرة وعبادان وغيرها. كذلك تم تشييد معامل للغاز وثلج الموانئ (مربع الشكل) ورحبة لسيارات نقل العمال والموظفين، ومحطّة توليد الطاقة الكهربائية (باور هوس) وأخرى للماء العذب!

صوَرٌ وذكريات مرّت لحظتها في خاطري لميناء كان عامراً بالخير قبل اندلاع حرب الثمانينيات وتكون المدينة مسرحاً للمعارك فيدمّر الميناء والمدينة بالكامل وينزح عنها أهلها حاملين معهم ذكرياتهم وعشقهم للأرض والميناء، ليغدو شريطاً سينمائياً يسكن ذاكرة أبناء الفاو. حسرة كبيرة سكنت نفوس ابناء الفاو منذ تلك اللحظة وإلى ما لا نهاية على ضياع وخراب مدينتهم ومينائها إثر الحرب رغم إعادة بنائها ولكن...!  كيف بنا الآن ونحن نعيش أزمة ضياع ميناء وبيعه إلى دولة أخرى، ألا وهو خور عبد الله، ماذا سنقول للأجيال القادمة؟!

****************************************

قف.. حرامية نبلاء

عبد المنعم الأعسم

آخر المهازل التي تسبق انتخابات نوفمبر القادم تتمثل في الحديث عن حرامية نبلاء وزعوا قسماً من سرقاتهم على المحتاجين والفقراء ما يوجب انْ نفتح صفحة جديدة مع مطلوبين منهم للعدالة، ثم (يقولون للمغفلين) يجب ان لا نحاسب اولئك الذين كسبوا أموالا من التهريب واعمال النصب وصرفوها في الاحسان ومثوبات  التقرب "الى الله" وتدخل هذه الدعوات في قوانة الرأفة المغشوشة وطيّ صفحات الماضي، بل اننا فوجئنا بمن يتحدث عن نهابين وحرامية "طيبين" و "أسخياء" صرفوا كل ما جمعوا من ثروات السحت الحرام على عائلات "متعففة ومحتاجة".

 في اللاواقع المتخيّل قد نحصل على "اللصوص الطيبين"  مثل الشخصية الخيالية من القرون الوسطى "روبن هود" الذي كان يعيش في غابة شيروود بانكلترا، ويغير منها على ضيعات الاثرياء لينهب منها الاموال بهدف مساعدة المعوزين والجياع، أو اللص الظريف ارسين لوبين الذي اخترعه الكاتب الفرنسي موريس لبلان وصار مثار اعجاب المراهقين بالنظر لشجاعته وروح الفروسية والشفقة والوفاء التي تحلى بها على الرغم من شغفه بالسرقة وفنونها، لكن الاغرب في مسلسل رد الاعتبار لسراق قوت الشعب (عندنا) يتمثل في الدعوة المبطنة الى مكافأة هؤلاء(انتباه) بمقعد في مجلس النواب.. وإذا عُرف الهدف بان الخرَف، وسقط الشرف.

*قالوا:

" الكذب على الناس فعل سيء ، ولكن الأسوأ منه الكذب على النفس".

تولستوي

**********************************************

منارة هيت التاريخية على وشك الانهيار!

متابعة – طريق الشعب

حذّر مدير آثار الأنبار عمار علي، من "خطر داهم" يُحيق بمنارة هيت التاريخية (مئذنة الفاروق). وفيما أوضح أن "المنارة تعاني تصدعات وتشققات واسعة وميلان في القاعدة، ما يجعلها مهددة بالانهيار في أي لحظة"، أكد أن "آخر صيانة أجريت لها كانت في العام 1945، وعلى يد الأهالي وبطرق بدائية غير مدروسة".

وأشار علي في حديث صحفي، إلى ان المنارة يعود تاريخها إلى ما قبل الفتوحات الإسلامية. وكانت تستخدم كفنار لمراقبة القوافل التجارية بين بلادي الشام والرافدين، قبل أن تُلحق مع مسجد صغير في زمن الخليفة عمر بن الخطاب وتتخذ مئذنة له، لافتا إلى أن "أعمال الصرف الصحي والرطوبة المتراكمة أثرت سلباً على بنيتها، رغم ارتفاعها عن مستوى المدينة".

ونوّه إلى أن "الهيئة العامة للآثار خاطبت عدة جهات رسمية لصيانة المنارة، لكن ملكيتها التابعة لديوان الوقف السني بموجب قانون الآثار رقم 55 لسنة 2002، تحتم أن يتولى الوقف أعمال الترميم تحت إشراف الهيئة"، مبيناً أن "الوقف وعد مراراً بتمويل أعمال الصيانة، لكن تلك الوعود لم تُنفذ حتى الآن".

وأضاف قوله: "نحن في انتظار تخصيصات الوقف للبدء بصيانة علمية بمشاركة خبراء أثار ومهندسين متخصصين، بعد إعداد دراسة فنية دقيقة، لكن التأخير المستمر في التمويل يُعد العائق الأكبر، رغم جاهزية الهيئة للإشراف الكامل على المشروع".

وأكد علي أن "المحافظة طالبت بإعداد خطة صيانة هندسية عبر مراكز استشارية متخصصة، إلا أن المخاطبات والإجراءات لا تزال تراوح مكانها".

من جانبه، اتهم الناشط المدني الهيتي علي أحمد، الجهات المعنية، بـ "التقاعس والإهمال المستمر تجاه مئذنة الفاروق التاريخية"، موضحا أن "المنارة مهددة بالانهيار في أي لحظة، ومع ذلك لا تزال الوعود الحكومية بترميمها وتأهيلها معلّقة دون تنفيذ فعلي".

وقال في حديث صحفي، إن "أهالي هيت يشعرون بخيبة أمل كبيرة بسبب التجاهل الواضح لهذا المعلم الأثري الذي يمثل هوية المدينة وذاكرتها الحضارية"، مضيفاً أنه "رغم تحذيرات المتخصصين والمخاطبات الرسمية، لم نشهد أي خطوة ملموسة من ديوان الوقف السني أو الجهات الفنية للبدء بأعمال الصيانة".