الصفحة الأولى
قصور ويخوت ومزارع ومصاف منسية منذ عقود.. أملاك العراق المهربة: أصول بالمليارات رهينة الإجراءات الدولية وفساد المتنفذين
بغداد - طريق الشعب
تُعد قضية استرداد العراق لممتلكاته وأصوله المفقودة في الخارج، واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الحكومات المتعاقبة منذ العام 2003، لما لها من أهمية اقتصادية وقانونية وسيادية كبيرة؛ إذ تقدر قيمة هذه الأصول التي توزعت في دول آسيوية وأفريقية وأوروبية بحوالي 100 مليار دولار، وتشمل عقارات فاخرة ومزارع ومرافق نفطية ويخوت تمتلكها الدولة منذ عهد النظام السابق.
إن استعادة هذه الممتلكات لا تخلو من صعوبات جمة وإجراءات دولية معقدة؛ إذ يواجه العراق تحديات متعددة تتمثل في تسجيل الأصول بأسماء أشخاص وشركات وهمية، وغياب التعاون الكافي من قبل بعض الدول، إلى جانب التعقيدات القانونية والإجرائية لدى محاكم مختلفة حول العالم.
وجمدت أموال العراق في الخارج بعد فرض الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية خانقة على بغداد، جراء غزو النظام الديكتاتوري المباد للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
موزعة في آسيا وأفريقيا وأوروبا
تقول منصة “أمواج” البريطانية، أن العراق يواجه صعوبات كبيرة في استرداد ممتلكاته وأصوله المفقودة في دول آسيوية وأفريقية وأوروبية، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 100 مليار دولار. وتشمل هذه الأصول قصورًا وفيلات في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، إضافة إلى مزارع للشاي والمطاط والتبغ في ماليزيا وسريلانكا وفيتنام، ومصفاة نفط في الصومال وأراضيَ زراعية في نيجيريا واليمن.
وتضيف أمواج في تقرير لها، أن البرلمان العراقي أطلق في حزيران الماضي مبادرة لاستعادة هذه الأصول بعد تأكيد الرئيس الصومالي خلال القمة العربية الأخيرة أن مصفاة نفط عراقية قرب مقديشو ما زالت قائمة لكنها مهملة منذ عقود.
وينبه التقرير إلى أن الحكومة العراقية بدأت حملة للتحقق من ملكية هذه الأصول ومعالجة العوائق القانونية.
ويقدّر مشرّعون أن نحو 50 أصلاً رئيسياً لا يزال مجهول المصير، وتصل قيمتها الإجمالية إلى 80–100 مليار دولار.
حوافز قانون الاسترداد
ويمنح قانون الاسترداد حوافز للمبادرين بإعادة الأموال المنهوبة من العراق، إذ يؤكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، أن النظام السياسي السابق على مدى أكثر من ثلاثة عقود وزع ممتلكات الدولة وأموالها الضخمة بين عواصم مختلفة حول العالم، وغالبًا ما كانت تسجل، بشكل غير مباشر، بأسماء أشخاص.
ويقول صالح في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن هذه الممتلكات تنوعت بين أرصدة مصرفية وأموال نقدية ويخوت وعقارات وقصور وأبنية موزعة في دول عدة، مشيرا الى ان قرارات مجلس الأمن، الصادرة عقب اجتياح الكويت، أتاحت لبعض الدول والشركات الاستحواذ على جزء من هذه الأموال والممتلكات بشكل صريح، فيما خضع جزء منها لدعاوى قضائية أفضت إلى السيطرة عليها.
ويضيف، أن العراق تمكن من استرداد قسم محدود من هذه الأموال، بينما لا يزال جزء كبير منها مسجلًا بأسماء أشخاص مجهولين أو وهميين، مبينا أن قانون الاسترداد الحالي "يمنح فرصة لمن يبادر بالاعتراف بامتلاك أموال تابعة للعراق، مقابل حصوله على نسبة تصل إلى 10 في المائة منها، في حال إقراره بأنها أموال عراقية وإبداء رغبته في إعادتها".
ويوضح أن "عملية الاسترداد معقدة وطويلة، إذ تتطلب رفع دعاوى قضائية وإثبات ملكية الأموال للعراق أمام محاكم مختصة في دول مختلفة، إضافة إلى الحاجة إلى ميزانيات وفِرق محامين متخصصة".
ويشدد صالح على أن الهدف الأساسي من هذه الجهود هو "قطع الطريق أمام الفساد وحماية المال العام، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل"، مؤكدًا أن الإصرار على الاسترداد، حتى بعد مرور عقود، يمثل رسالة واضحة بعدم التسامح مع أي تجاوز على أموال الدولة.
ويشير إلى أن "الاستيلاء على العقارات المسجلة بأسماء أشخاص يعدّ أحد أشكال الفساد العابر للحدود، ما يجعل العملية معقدة وطويلة، خصوصًا أن المشكلة تكمن في الخارج أكثر مما هي داخل العراق"، لافتاً الى أن "القيمة الفعلية لهذه الأصول غير معروفة بدقة، وأن ما يُعلن عنه هو مجرد تقديرات".
ويخلص الى أن صندوق استرداد الأموال "يعمل بفاعلية كبيرة من خلال قراراته ورفع الدعاوى بالتنسيق مع الادعاء العام العراقي"، مشيراً الى أن هناك "تطوراً مهماً يتمثل في إدراج بنود خاصة بالتعاون مع العراق في أية اتفاقيات ثنائية، تنص على دعم جهود استرداد الأموال المنهوبة أو المستولى عليها".
بعض الدول غير متعاونة
من جانبه، قال مدير مكتب إعلام هيئة النزاهة، علي محمد، إن صندوق استرداد الأموال يعمل منذ عام 2012 على تتبع تلك الأصول والممتلكات، مبينًا أن العراق تمكن مؤخرًا من استرداد 150 مليون دولار، من أحد أزلام النظام السابق الذي شغل منصب مدير عام في جهاز المخابرات. وتتوزع هذه بين عقارات ومزارع ويخوت وغيرها.
وأضاف محمد في حديث مع "طريق الشعب"، أن تعقيد هذا الملف يعود إلى تسجيل الأصول بأسماء شخصيات أو شركات وهمية، أو بأسماء أشخاص آخرين، فضلًا عن عدم تعاون بعض الدول مع العراق في هذا الشأن. وأكد أن استرداد الأموال والممتلكات يمثل خطوة مهمة في إطار مكافحة الفساد ومنع استغلال أصول الدولة العراقية، مشددًا على أن الأرقام المعلنة بشأن قيمة هذه الأصول غير دقيقة بسبب غياب المعلومات الكاملة عنها.
وبيّن محمد، أن التعقيدات المرتبطة بهذا الملف "شديدة ومتعددة الأبعاد، إذ إن أغلب الأصول تم تسجيلها بأسماء شركات أو شخصيات وهمية، أو بأسماء أشخاص آخرين لا صلة لهم بالنظام السابق بشكل مباشر، ما يصعّب عملية إثبات ملكيتها للعراق"، مضيفاً أن بعض الدول "لا تزال غير متعاونة مع العراق في هذا المجال، ما يعرقل جهود الاسترداد ويطيل أمد القضايا القانونية المرتبطة به".
وأكد أن التحرك لاسترداد هذه الأموال والممتلكات يمثل خطوة جوهرية في إطار مكافحة الفساد، مشدداً على أن هذه الجهود تهدف إلى "حماية المال العام ومنع استغلال أصول الدولة العراقية التي تم الاستيلاء عليها أو تهريبها خلال الحقبة السابقة".
وأشار محمد إلى أن القيمة الحقيقية لهذه الأصول "لا تزال غير معروفة على وجه الدقة، وأن كل الأرقام المعلنة ليست سوى تقديرات تقريبية، نظراً لتعقيد عملية الحصر وصعوبة الوصول إلى المعلومات الدقيقة بشأنها".
وزاد بالقول: أن "الصندوق يعمل على رفع الدعاوى القضائية في الدول ذات العلاقة بالتنسيق مع الادعاء العام العراقي، ويتم نقل الملفات إلى المحاكم المختصة ضمن الولاية القضائية لكل دولة، بهدف إثبات ملكية العراق لهذه الأصول".
وشدد على أن العراق "يسعى في جميع الاتفاقيات الثنائية والدولية إلى تضمين بنود خاصة بالتعاون في ملف استرداد الأموال المنهوبة، لضمان استرجاع أكبر قدر ممكن من الأصول التي نُهبت أو سُجلت بطرق ملتوية".
وواصل الحديث أن هذه الجهود "لا تنطوي فقط على مجرد تحرك مالي، بقدر ما تمثله من ركيزة أساسية في تعزيز هيبة الدولة وترسيخ مبدأ عدم الإفلات من العقاب و ترسيخ القيم القانونية وحماية المال العام من أي تجاوز مستقبلي".
عراقيل ومعوقات
وكان رئيس هيئة النزاهة محمد علي اللامي، وهو رئيس مجلس إدارة صندوق استرداد أموال العراق، أكد في حزيران الماضي، ضرورة استرداد أموال العراق المنهوبة.
ونوه اللامي في حينها، بأن "قانون صندوق استرداد أموال العراق رقم (9 لسنة 2012) المُعدَّل، يحتاج إلى بعض التعديلات المُهمَّة التي ينبغي للسلطة التشريعيَّة المبادرة لتشريعه".
ومن أبرز العراقيل والمُعوقات التي تقف حائلاً أمام إنجاح جهود الأجهزة الرقابية والقضائية الوطنية في هذه المهمة، هو ضعف الجهود الدولية في هذا الملف وعدم اتخاذها الإجراءات الكافية. كما أن السبب السياسي مهم جدا؛ اذ ان هناك جزءا من الأحزاب السياسية المتنفذة متورطة بالفساد وعمليات تهريب الأموال ونقلها للخارج، طيلة السنوات الماضية، وبالتالي فإن هذه الأحزاب والقوى لن تسمح بإقرار أي قوانين قد تمهد لمساءلتها، وهذا يعني أن استعادة الأموال مستقبلا تعتمد على المعادلة السياسية القادمة بعد الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني المقبل. ولو بقيت هذه الأحزاب مسيطرة على الوضع، فمن المستبعد أن يشهد ملف استرداد الأموال تفاعلا برلمانيا.
***************************************
راصد الطريق.. هلهولة.. للصامد
بعد تأخير أربعة أيام أقلق المتقاعدين المدنيين والعسكريين كثيرا، خرجت وزارة المالية بـ"بُشرى" إطلاق رواتب المتقاعدين، ودعوتهم إلى متابعة إشعارات المصارف، وكأنها تمنّ عليهم ولا تؤدي واجبًا!
وجاء التبرير الرسمي أكثر استخفافًا: العطلة الأسبوعية للبنوك الخارجية عطّلت تحويل عائدات النفط.
مبررٌ واهٍ يكشف هشاشة إدارة ملف الرواتب، ويثير تساؤلات عن مدى ارتباط أرزاق العراقيين بـ "مزاج" التحويلات المالية الدولية!
تخبرنا الوزارة إن الرواتب مؤمّنة حتى نهاية السنة، لكنّها تفشل في تسليمها في وقتها المحدد، وهذا يبيّن الفوضى في إدارة المال العام، وغياب التخطيط المالي السليم.
كيف لنا تصديق الادعاء بأن كل شيء "مؤمّن"، بينما يتأخر وصول الرواتب الى كبار السن المتقاعدين، الذين يعتمدون عليها في شراء أدويتهم وتأمين قوتهم اليومي؟
والسؤال الأهم: أين هو صندوق المتقاعدين؟ أليس مفترضاً أن يكون ركيزةً للاستقرار المالي للمتقاعدين، بدلاً من ان نراهم يتابعون بقلق تقلبات أسعار النفط وتحويلات الخارج؟ أم أن أموال الصندوق تبخّرت هي الأخرى في صفقات الفساد، أو استُحوذ عليها لتغطية عجز حكومة المحاصصة، التي دللت مجددا على أنها لا تملك لا إرادة الإصلاح ولا القدرة على احترام حقوق الناس؟
*****************************************
الصفحة الثانية
ياسر السالم يدعو إلى ترحيل قانون {التظاهر وحرية التعبير}
بغداد ـ طريق الشعب
أكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ياسر السالم، أن مسودة قانون حرية التعبير والاجتماع والتظاهر السلمي المطروحة في البرلمان ما تزال تتضمن عبارات فضفاضة تتحمل تفسيرات متعددة، رغم التحسينات التي قالت لجنة حقوق الإنسان النيابية إنها أدخلتها على المشروع. وأوضح السالم لـ“منصة جريدة” أن “المسودة تعيد تفعيل مواد قانونية تعود إلى زمن النظام الدكتاتوري السابق، ولا تنسجم مع الدستور العراقي ومبادئ الديمقراطية الحالية، مشدداً على أن ذلك يمثل إشكالية حقيقية”.
وأضاف أن “الاعتراض الأساسي يتمثل في خلط مجلس النواب بين حرية التعبير وبين تنظيم حق الاجتماع والتظاهر السلمي، مبيناً أن “حرية التعبير حق دستوري أصيل لا يمكن تقييده أو تنظيمه بقانون، في حين يمكن تنظيم حق الاجتماع والتظاهر السلمي، ولكن ضمن حدود لا تتعارض مع المادة 38 من الدستور”.
وأشار السالم إلى أن “اشتراط الحصول على موافقات من الإدارات المحلية لتسيير التظاهرات يعد تقييداً للحريات التي كفلها الدستور”، لافتاً إلى أن “البرلمان وقع في خطأ كبير عندما وضع حرية التعبير في عنوان القانون، وهو أمر لا يجوز مطلقاً”. وفي تعليق سياسي، اعتبر السالم أن “مجلس النواب بدورته الحالية غير مؤهل لتشريع مثل هذا القانون، لأسباب تتعلق بتركيبته الحالية، وانقسامه الداخلي، ودخوله في أجواء انتخابية، فضلاً عن إخلاله بواجباته الدستورية خلال السنوات الأربع الماضية في تشريع القوانين ومراقبة الأداء الحكومي”.
وختم السالم بالقول: “الأفضل ترحيل المشروع إلى الدورة البرلمانية المقبلة، على أمل أن تكون هناك بيئة أفضل لصياغة قانون يليق بالعراقيين وبالديمقراطية المنشودة في البلاد”.
***************************************
في الذكرى السنوية الأولى لرحيله.. استذكار القائد الأنصاري الرفيق نعمان علوان سهيل (أبو رائد)
أربيل – طريق الشعب
أقامت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، بالتعاون مع منظمة أربيل للحزب الشيوعي العراقي، مساء الخميس 31 تموز 2025، فعالية جماهيرية مهيبة لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرفيق الفريق الأول نعمان علوان سهيل (أبو رائد)، رئيس رابطة الأنصار، وذلك في قاعة الشهداء بمقر منظمة كَـلدو آشور للحزب الشيوعي الكردستاني في عينكاوا.
وشهدت المناسبة حضوراً واسعاً ولافتاً، ضمّ نخبة من رفاق درب الفقيد وأصدقائه وعائلته، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة.
كان من بين الحضور الرفيق هيوا عمر، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، والرفيق ريباز هاشم عضو اللجنة المركزية وسكرتير محلية أربيل، وعدد من أعضاء المركز. فيما ألقى الرفيق وسام الخزعلي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الذي شارك في الفعالية، كلمة الحزب (نُشرت في عدد الأحد الماضي).
وشارك في المناسبة أيضاً الفريق الأول شيروان عبد الرحمن ممثلاً عن السيد مسعود البارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، والسيد فاضل ميراني، مسؤول إدارة المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى جانب الرفاق كمال شاكر، كاوا محمود، جاسم الحلفي، والرفيق مام خضر روسي سكرتير الحركة الديمقراطية لشعب كردستان.
كما حضر السيد شادومان ملا حسن ممثلاً عن كاك لاهور شيخ جنكي، والسيد كاك شاخوان عبدالله ورفاقه ممثلين عن حزب الكادحين في كردستان، والسيد شكرالله ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني، والسيد كاك فاضل آغا ممثلاً عن السيد عمار الحكيم في أربيل، والسيد فاروق حنا عضو البرلمان العراقي، والرفيق سردار أنور عضو مجلس النواب السابق، والسيد جوزيف صليوه عضو البرلمان السابق، والرفيقتان بخشان زنكنة وشنو عبد المجيد.
وحضر السيد محمود محمد (أبو صابر)، ممثل حزب الوحدة السورية السابق في إقليم كردستان، والسادة ماموستا عبد العزيز، مسؤول إدارة فلك، واللواء وشيار، واللواء أحمد، والعميد زريان إسماعيل خليفة، والعقيد شهاب ممثلاً عن مدير الشعبة السياسية في الأسايش العامة، إلى جانب العديد من شيوخ العشائر وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وبعد ترحيب عريف الحفل، الرفيق نهرو عللايي، بالحضور عُزف النشيدان الوطني العراقي والكردستاني، ثم تناوب على إلقاء الكلمات كلٌّ من الرفيق هيوا عمر، والسيد فاضل ميراني، والرفيق وسام الخزعلي، والرفيق شيروان عدو، الذي قدّم كلمة رابطة الأنصار، والرفيق رائد نعمان علوان سهيل، الذي ألقى كلمة عائلة الفقيد.
وعكست الكلمات التقدير الكبير الذي تحظى به شخصية الفقيد الراحل في الأوساط السياسية والوطنية، وتناولت أبرز محطات حياته ومسيرته النضالية، ودوره البارز في العمل السياسي والتنظيمي والعسكري، فضلاً عن خصاله الإنسانية الرفيعة.
كما وردت إلى المناسبة العديد من البرقيات من مركز أربيل للحزب الشيوعي الكردستاني، والرفيق مام خضر روسي، واللجنة العليا لجمعية البيشمركة القدامى، ومنظمة فلاحي حصر الجديد، ورابطة الأنصار الشيوعيين/ فرع ألقوش، وجمعية البيشمركة القدامى/ فرع أربيل.
***************************************
في الذكرى الحادية عشرة لإبادة الإيزيديين.. الشيوعي الكردستاني: العدالة لا تزال غائبة والمأساة مستمرة
أربيل – طريق الشعب
أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني، يوم السبت الماضي، بلاغًا في الذكرى الحادية عشرة لإبادة الإيزيديين، أكد فيه أن المأساة التي تعرض لها أبناء هذه الطائفة على يد تنظيم داعش عام 2014 ما تزال قائمة، وسط عجز سياسي واضح وإهمال حكومي في إنصاف الضحايا.
وأشار البلاغ إلى أن جريمة الإبادة الجماعية التي وقعت في سنجار والمناطق الإيزيدية في مثل هذا اليوم من عام 2014، تمثل واحدة من أبشع جرائم العصر الحديث، معيدًا طرح السؤال الجوهري: "ما الذي تغيّر؟ وما الذي قُدِّم للإيزيديين بعد 11 عامًا من المأساة؟".
وأكد الحزب أن ما جرى كان محاولة منهجية لاجتثاث الإيزيديين بسبب انتمائهم الديني المختلف، وأن هذه الجريمة لم تكن استثناء في تاريخهم، بل حلقة من سلسلة طويلة تضم أكثر من 73 حملة إبادة.
ووفق الإحصاءات الرسمية التي أوردها البلاغ، أسفرت الجريمة عن مقتل 1512 شخصًا، وفقدان 1616 آخرين، واختطاف 6417 بينهم 3548 امرأة، بالإضافة إلى اكتشاف 93 مقبرة جماعية، فيما لا يزال أكثر من ألفي مختطف مجهولي المصير، ويعيش عشرات الآلاف في مخيمات النزوح وسط أوضاع إنسانية مأساوية.
وشدد الحزب على أن هذه الإبادة لا ينبغي أن تختزل في بعدها الإنساني أو الديني فقط، بل يجب التعامل معها كقضية سياسية واجتماعية كبرى، داعيًا الحكومة العراقية إلى تعويض الضحايا تعويضًا شاملًا وعادلًا، وإعلان نتائج التحقيق في سقوط سنجار ومحاسبة المسؤولين، فضلا عن إعادة إعمار المناطق الإيزيدية وضمان تمثيل الإيزيديين في مؤسسات الدولة.
ودعا الحزب الشيوعي الكردستاني المجتمع الدولي إلى الاعتراف رسميًا بأن ما حدث هو إبادة جماعية، وإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة مرتكبي الجريمة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومواصلة العمل على إنقاذ المختطفين وتحديد مصير المفقودين.
كما طالب الحكومة العراقية بالتوقيع على نظام روما الأساسي والانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدًا على أهمية حماية الهوية الديموغرافية للمناطق الإيزيدية، وتحقيق العدالة للضحايا، والعمل على إصلاح النظام السياسي لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلًا.
*************************************
احتجاجات متعددة في البصرة ونينوى.. موظفون يطالبون بإنصافهم وفلاحون يرفضون الإتاوات
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظتا البصرة ونينوى خلال اليومين الماضيين موجة من الاحتجاجات والوقفات المطلبية، نظّمها موظفون في القطاع النفطي والطبي، إضافة إلى فلاحين من ناحية ربيعة، للتعبير عن استيائهم من تردي أوضاعهم الإدارية والمالية وغياب العدالة في التعامل مع حقوقهم.
منتسبو هيئة مشاريع الجنوب
وفي البصرة، نظّم منتسبو شركة المشاريع النفطية – هيئة مشاريع الجنوب، تظاهرة أمام مقر الهيئة في منطقة الشعيبة، مطالبين بتحقيق مجموعة من المطالب الإدارية والوظيفية أسوة بباقي الشركات النفطية في وزارة النفط.
وقال ممثل عن المتظاهرين، إنهم يطالبون بصرف أرباح مجزية مماثلة لما يحصل عليه العاملون في الشركات الأخرى التابعة للوزارة، داعيًا رئيس الوزراء ووزير النفط، الى التدخل العاجل في هذا الشأن.
كما دعا المتظاهرون هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية إلى فتح سجلات الهيئة ومتابعة حساباتها، لكشف أسباب الخسائر المالية التي تشهدها، معتبرين أن سوء الإدارة من أبرز مسبباتها.
وطالب المحتجون بتغيير شامل في إدارة الهيئة، واختيار إدارة جديدة تتمتع بالكفاءة والمهنية، وتستجيب لتطلعات العاملين والمصلحة العامة.
وأشار المتحدث إلى أن تنفيذ توجيهات وزير النفط بشأن احتساب الشهادات الدراسية للمنتسبين سواء قبل التعيين أو أثناء الخدمة، يجب أن يتم دون اجتهادات شخصية أو مزاجية، مؤكدًا أن الكثير من العاملين حُرموا من استحقاقاتهم التعليمية.
كذلك شدد المتظاهرون على ضرورة صرف مبالغ التأمين التقاعدي بشكل كامل للموظفين المحالين إلى التقاعد، موضحين أن المبلغ المعتمد في شركات النفط الأخرى يصل إلى 25 مليون دينار، بينما لا يتجاوز تسعة ملايين في الهيئة، ما يُعد خرقًا لمبدأ العدالة والمساواة.
كما طالبوا بتعديل نظام عمل الحراس الأمنيين ليكون وفق تعليمات "يوم عمل يقابله ثلاثة أيام راحة"، بدلًا من النظام الحالي القائم على يوم عمل ويوم راحة فقط.
ومن بين المطالب الأخرى: تحسين مواقع العمل وتوفير المستلزمات الأساسية للراحة، وتأمين وسائل نقل من وإلى مقر الهيئة، بالإضافة إلى توفير معدات تخصصية ضرورية للاستغناء عن نظام التأجير الخارجي، مع الاستفادة من الكوادر الفنية الفائضة لتشغيلها داخليًا، بما يعزز الكفاءة الاقتصادية للشركة.
موظفو شركة مصافي الجنوب
في السياق ذاته، نظّم عدد من موظفي شركة مصافي الجنوب وقفة احتجاجية، أمس الأحد، أمام مقر الشركة في محافظة البصرة، مطالبين بالإسراع في تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء ونائبه وزير النفط بخصوص احتساب الشهادات الدراسية لموظفي القطاع النفطي.
وقال عدد من المتظاهرين، إن قراري رئيس الوزراء والوزير واضحان وصريحان، وينصّان على المضي في إجراءات احتساب الشهادات النفطية والساندة، دون أي تأويل أو تمييز، مطالبين الإدارة العامة للشركة بإصدار الأوامر الإدارية الخاصة بذلك، ولا سيما لغاية دفعة العام 2025.
وأشاروا إلى أن المدير العام سبق أن شارك في وقفة 17 تموز، وبارك خلالها القرار، مما يتطلب اتخاذ خطوات إدارية حاسمة لترجمته إلى واقع ملموس.
وأكد الموظفون، أن الكتاب الصادر عن وزارة النفط بهذا الشأن لا يحتمل أي تفسير آخر، مطالبين الوزير بالتدخل العاجل لإنهاء هذا الملف الذي طال انتظاره منذ سنوات.
الكوادر الطبية تحتج على تأخر الرواتب
وفي احتجاج آخر شهدته البصرة أمس الإثنين، نظّمت كوادر من المجموعة الطبية وقفة أمام دائرة الصحة في المحافظة للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة منذ أشهر.
وقال الصيدلاني محمد خلف، ممثل دفعة 2023، إن الوقفة ضمت صيادلة وأطباء أسنان وتحليلات مرضية ممن تم تعيينهم ضمن الوجبة الثانية، وقد خاطبوا وزارة المالية رسميًا، والتي ردت بأن المسؤولية تقع على وزارة الصحة، بينما الأخيرة تؤكد أن التخصيصات بيد وزارة المالية، مما وضع الكوادر في مأزق "بين جهتين تتقاذفان المسؤولية".
وأشار خلف إلى أن هذه الأزمة تسببت بمعاناة شديدة للكوادر الجديدة، داعيًا الحكومة المركزية إلى التدخل الفوري لصرف المستحقات وإنهاء هذا التعطيل غير المبرر.
فلاحو ربيعة ينددون بفرض الرسوم
وفي محافظة نينوى، نظم عدد من فلاحي ومزارعي ناحية ربيعة، أمس الأحد، وقفة احتجاجية للتنديد بمحاولات إعادة فرض رسوم مالية وصفوها بـ"الإتاوات غير القانونية" على دخول منتجاتهم الزراعية إلى مدينة الموصل.
الفلاحون أكدوا عدم استفادتهم من خدمات علوة ربيعة، وأنهم لا يستخدمونها في تسويق محاصيلهم، ما يجعل فرض رسوم تصل إلى 250 ألف دينار على شاحناتهم غير قانوني وغير مبرر.
وجاء في بيان تلاه أحد المزارعين أن المستثمر الجديد للعلوة، وبدعم من جهات متنفذة، يسعى لفرض الرسوم بذريعة حصوله على استثمار العلوة بمبلغ مرتفع، وهو خلاف مالي لا علاقة للفلاحين به.
وأشاد المتظاهرون بتدخل شخصيات عشائرية أسهمت في إيقاف هذه "الإجراءات التعسفية" مؤقتًا عبر التواصل مع القضاء، لكنهم حذروا من محاولات إعادة العمل بها، داعين الحكومة المحلية والقضاء العراقي إلى التدخل العاجل لوقف هذه التجاوزات، التي وصفوها بـ"الحرب الاقتصادية على الفلاح العراقي".
****************************************
الصفحة الثالثة
وزارة الخارجية توضح بشأن {السفراء الأصهار} مراقبون: القائمة المسرّبة حقيقية والمحاصصة انتقلت الى عوائل المتنفذين!
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
أثارت قائمة السفراء المسربة، موجة انتقادات واسعة، لاسيما على الصعيد الاجتماعي، ما دفع وزارة الخارجية الى الرّد أخيراً، في محاولة لتفنيد بعض المعلومات المرتبطة بهذه القائمة، مشيرةً في بيان رسمي الى ان القوائم التي تم تداولها "غير دقيقة".
البيان هو الآخر تعرض الى انتقادات جديدة، فهو لم يقطع الشكوك التي تحوم حول الفريسة الدبلوماسية التي وصلت مرحلة التقاسم العائلي، متجاوزة حتى منهج المحاصصة الذي كرسته القوى المتنفذة، بحسب منتقدين.
الوزارة وفي معرض ردها، أقرت بأن القائمة موجودة فعلاً، وتضم 23% من ذوي الشهداء والسجناء والمفصولين السياسيين، و64% من الموظفين الحكوميين، و19% من العاملين في المجال السياسي أو منظمات المجتمع المدني أو مراكز الفكر، و17% من الأكاديميين في الجامعات العراقية، حيث يحمل 62% من المرشحين شهادات جامعية عليا، و38% من حملة شهادة البكالوريوس.
الاصهار اولاً!
وتعليقا على رّد وزارة الخارجية، يرّى القاضي والنائب السابق، وائل عبد اللطيف، ان القوى السياسية انتقلت من الدائرة المحاصصاتية الى الدائرة العائلاتية، كون أغلب المرشحين من السفراء هم أزواج لبناتهم، وهذه ليست مؤهلات سليمة لتعيينهم سفراء.
وأضاف، ان "السفراء هم الواجهة العراقية في دول العالم، وبالتالي نحتاج كفاءات ومهنية ولغة مفاوضاتية"، لافتا الى ان "السفير يقتضي ان يعرف معطيات شاملة عن البلد المبتعث اليه، اقتصاده وجهده العسكري والاستثمارات فيه وكذلك نهج هذا البلد، وهذه الميزات جميعها لا بد ان تكون حاضرة في السفير الذي يمثل العراق في هذه الدولة او تلك".
إصرار على القائمة!
وأشار عبد اللطيف، الى ان "هناك إصرارا على هذه القائمة التي اطلعنا عليها، والتي تصفها وزارة الخارجية بانها غير دقيقة، ويفترض ان يلغى تماما دور القوى السياسية في ترشيح السفراء، ويترك الموضوع الى المعهد الدبلوماسي الموجود في وزارة الخارجية، ليقدم من يرغب في الدخول الى العمل الدبلوماسي، ومن خلال دورة قد تستغرق سنة او سنتين، ليتخرج فعلا شخص دبلوماسي اولي، وبعد ذلك يتطور بالممارسة من خلال المهنة، كونه سيلتقي بزعماء دول وسفراء وكثير من الملحقيات الثقافية".
وتابع القاضي، ان "التمثيل يجب ان يليق بدولة اسمها جمهورية العراق ودولة موقعها التاريخي أكثر من 7 آلاف سنة ودولة كانت مميزة ومهيوبة وذات مؤسسات متقدمة جدا".
القائمة ناقشها البرلمان
من جانبه، قال الباحث بالشأن السياسي، غالب الدعمي، ان "بيان الخارجية العراقية، والذي يشير الى ان هناك بعض الأسماء وليس جميعها في القائمة، يفضحها واقع الحال"، لافتا الى ان "الأسماء المهمة التي تتعلق بأصهار زعماء سياسيين عراقيين، وردت في القائمة، وهم يمثلون الطبقة السياسية بكامل تفاصيلها، وهذا ما يجعلنا نكذب ما ذهبت اليه الوزارة".
وتساءل الدعمي "كيف يمكن ان تصل قائمة سفراء الى مجلس النواب من مجلس الوزراء، وتقول عنها وزارة الخارجية انها غير صحيحة أو غير دقيقة؟"، مبينا ان "هذه محاولة للهرب من الانتقاد الشعبي الذي واجه هذه القائمة". وبين ان "القائمة يصح إطلاق عليها تسمية قائمة الأقارب والاصهار".
تهافت على المناصب والوجاهة
ونوه الدعمي الى ان "ما يجري يكشف طبيعة التهافت على المناصب والوجاهة. هناك نقص وعوز لدى زعماء الكتل السياسية للمناصب والمال. والان هؤلاء يسقطونها نفسيا على المناصب الحكومية بغض النظر عن نوع هذه المناصب، لذلك يرشحون الأقرب لهم، بعيدا عن الكفاءة او قدرتهم على إدارة هذه المناصب او توفر الشروط الكافية لشغل هذا المنصب، اسوة بدول العالم الأخرى".
ورأى الدعمي، ان "العراق بحاجة الى إدارة سياسية تضطلع بها وزارة الخارجية وسفراء يمتلكون افقا استراتيجيا لفهم سياسة العراق"، مشيرا الى ان "عقلية هؤلاء المرشحين لهذه المناصب، بتقديري، هي عقلية عشائرية ومذهبية ومناطقية لا تمثل الرؤية الاستراتيجية لأي دولة تريد ان تبني علاقات متينة ومتوازنة مع الدول الأخرى".
بيان الوزارة كشف أيضا، عن ان القائمة تضمنت 50% من دبلوماسيي الوزارة (بدرجة وزير مفوض أو مستشار)، إضافة إلى مجموعة من الكفاءات الوطنية والأكاديمية والاجتماعية، بخلاف قائمة عام 2009، التي ضمّت 55 سفيرا من خارج الوزارة بنسبة تفوق 90% مقابل 5 سفراء فقط من داخل الوزارة.
وأشارت الوزارة الى انه: حاليا يوجد 27 سفيراً في الخدمة، 11 منهم بلغوا السن القانونية للإحالة على التقاعد، إضافة إلى قرب إحالة 5 سفراء آخرين على التقاعد عام 2026، الأمر الذي أدى إلى التأثير على فاعلية الدبلوماسية العراقية في الدفاع عن مصالح العراق وشعبه، حيث إن هناك 4 مناصب وكيل وزارة و18 دائرة تتطلب درجة سفير وفقاً للقانون، إضافة إلى 94 بعثة دبلوماسية في الخارج.
****************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
بغداد – واشنطن حرب تجارية أم اتفاقية استراتيجية؟
لموقع المجلس الأطلسي، كتب أحمد طبقجلي مقالاً حول العلاقات الامريكية العراقية، ذكر فيه بأن العراق كان من بين الدول التي تلقت رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعره فيها بخضوع صادراته إلى الولايات المتحدة لرسوم جمركية بنسبة 30 في المائة اعتبارًا من 1 آب، وهي نسبة أقل من المعدل الأولي البالغ 39 في المائة وأكبر من المعدل الأساسي المُعدّل البالغ 10 في المائة، والذي طُبّق على جميع الدول عندما أوقفت إدارة ترامب حملة الرسوم لمدة تسعين يومًا.
للعجز أسبابه
وأشار المقال إلى أن العجز التجاري الأمريكي مع العراق يأتي في المقام الأول بسبب اعفاء صادرات النفط العراقية من الرسوم الجمركية المتبادلة. وعلى الرغم من عدم وجود آثار مباشرة، فإن للرسوم الجمركية على التجارة العالمية آثار غير مباشرة، ناجمة عن انخفاض الطلب العالمي على الطاقة، وبالتالي تدهور أسعار النفط جراء هذا الانخفاض.
آليات الرسوم الجمركية
وحسب المقال، لا توجد بيانات عامة حول كيفية تحديد إدارة ترامب لهذه الرسوم الجمركية، ولا معلومات حول تقييم واشنطن لتأثيرها المتوقع على عجزها التجاري - باستثناء تأكيد ترامب على أنها "أقل بكثير مما هو مطلوب لسد فجوة العجز التجاري مع بلدكم"، كما كتب في رسالته إلى الحكومة العراقية. وبيّن الكاتب بأن معادلة حساب المعدل تتضمن تقسيم العجز التجاري مع دولة ما على الواردات من تلك الدولة. ولما كانت صادرات العراق إلى الولايات المتحدة (معظمها نفط) قد قدّرت بحوالي 7.4 مليار دولار وصادرات الأخيرة إلى العراق 1.4 مليار دولار، فإن العجز التجاري يصبح 5.8 مليار دولار، وبقسمته على 7.4 تكون نسبة الحواجز 78 في المائة، 39 في المائة لكل طرف كمعدل للتعرفة الكمركية.
وذكر المقال أكبر خمس سلع مستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق وهي السيارات (39 في المائة) والآلات (16 في المائة) والأدوية (8 في المائة) والمنتجات الكهربائية والإلكترونية (8 في المائة) والأجهزة البصرية والتصوير الفوتوغرافي والتقنية الطبية (7 في المائة). ولفت التقرير إلى أن إجمالي صادرات العراق من النفط إلى الولايات المتحدة قد انخفض بنسبة 64 في المائة، لا بسبب تراجع العلاقة بين البلدين، بل نتيجة لعاملين خاصين بالولايات المتحدة، الأول هو أن استهلاك النفط الأمريكي كان متواضعًا خلال هذه الفترة، حيث زاد بنسبة 8 في المائة، بينما انخفضت وارداتها النفطية بنسبة 23 في المائة، فيما يتمثل العامل الثاني بظهور صناعة النفط الصخري والتوسع السريع فيها، والذي أدى إلى تغيير جذري في صورة الولايات المتحدة كمستورد للنفط، حيث انخفضت نسبة الواردات من استهلاكها النفطي من 49 في المائة العام 2012 إلى 35 في المائة العام 2024.
وعموما تبقى الولايات المتحدة وأوروبا والمستهلكون الإقليميون الآخرون يستوردون. والأهم من ذلك، أن هذا ليس نتيجة للتعريفات الجمركية أو الحواجز غير الجمركية على الصادرات الأمريكية. وكما يشير صندوق النقد الدولي، فإن العراق لديه معدل تعريفة جمركية منخفض، ويقدر بأقل من 1 في المائة العام 2023 وهو أقل بكثير من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأخرى.
التداعيات السياسية
ووفق الكاتب، يُمثل وعد ترامب بإبقاء التعريفات الجمركية قابلة للمراجعة، فرصةً يمكن للعراق اغتنامها لبناء جوانب جوهرية من اتفاقية الإطار الاستراتيجي بينه وبين الولايات المتحدة، كتنويع واردات الغاز البديلة، لتلبية الطلب على الغاز المّولد للطاقة، وتطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال واستخدام تقنيات وشركات أمريكية لزيادة مصادر إنتاج الغاز المحلي من خلال تجميع كميات كبيرة من الغاز المحترق واستخدام هذا الغاز بفعالية لتوليد الكهرباء وسد الفجوة بين العرض والطلب على الكهرباء. وأخيراً في تحديث وتطوير البنية التحتية لشبكة الكهرباء العراقية. ولكي تتم كل هذه الأمور بسلاسة، رأى الكاتب ضرورة تسهيل الوصول للاستثمارات وتأمينها وتجنب التعرض لأية عقبات جمركية وغير جمركية.
***************************************
أفكار من اوراق اليسار.. في ذكرى الزلزال
إبراهيم إسماعيل
قال قُسّ بن ساعدة لولده: إذا ما رأيت حربًا، خسيس المحتد فيها يتحكّم بكريمِه، فالجأ إلى رابية، لأن في الأمر خيانة. ورأى قوم ياقوت أن "من خاف على نفسه من الحق، أسلمته العاصفة للظلم".
مرت هاتان الحكمتان بخاطري وأنا أتذكّر ما جرى في آب قبل 34 عامًا، يوم خابت دبابات أحد أقوى الجيوش، لا عن إقصاءٍ مخبولٍ عن السلطة في الكرملين فحسب، بل عن منعه حتى من إطفاء النجوم الحمراء، التي اقتبست ضياءها من تضحيات ملايين العراة والجياع. ألم تكن هناك خيانة ما؟ ألم تنهمر مليارات الغرب ومحميات الخليج المستكين على رؤوس "الغورباتشوفيين"؟ هل كانت الخيانة وحدها كافية لإحداث ذلك الزلزال، الذي لم تستطع البشرية النجاة من ارتداداته حتى اليوم؟ وماذا عن الخوف من التغيير، أَلَمْ يُسهم في وضع رقابنا تحت السكين؟
أسئلة معقّدة أثقلت بعض الرؤوس فأصابها الدوار، وألقَت بها على ضفّةِ طعامها أَدْسَم، وأبقت البعض الآخر تائهًا بين إجابات لم تزكِّها الحياة، وبصيرة لا تريد أن ترى، في ذات الوقت الذي استعصى عليها فيه إغواء يسارٍ نجا من عصمة المألوف فحلّق في فضاء العقل، وعجزت فيه عن زعزعة قناعة من قرأ الفكرة حتى تفاءلت إرادته واتقدت بصيرته.
لقد بقي هذا اليسار يفخر بالتجربة الاشتراكية، باعتبارها المحاولة الباسلة الأولى لإيجاد بديل إنساني للرأسمالية، يعمل من أجل السلام والتحرر الاجتماعي. بديلٌ حقّق التوازن مع الإمبريالية، وتحمّل وحده التضحيات الهائلة في الحرب ضد النازية، ولم يكن ممكنًا بدونه القضاء على الكولونيالية.
كما أدرك هذا اليسار ما نصّت عليه الماركسية من ضرورة قيام ديمقراطية اشتراكية، ذات بُعد اجتماعي، تحرّر البشر من الخوف والاغتراب، وتضمن التحكّم الجماعي بالموارد، وبإنتاج وتوزيع فائض القيمة. ديمقراطية تنفي ديالكتيكيًّا ما هو سائد في الرأسمالية، وتُقيم إطارًا جديدًا ومتطورًا للحرية.
ويكشف لنا تاريخ هذا اليسار، قبل أن يتم تزويره، كيف أبدع البلاشفة في سعيهم للوصول إلى هذا البديل غداة ثورة أكتوبر، سواء في تطوير المجالس الشعبية (السوفييتات) كبديل عن البرلمان وبكامل السلطات السياسية والاقتصادية، أو في تمكين الناخبين – الذين كانوا غالبية الشعب من الشغيلة والفلاحين – من اتخاذ القرار بأنفسهم، ومراقبة السلطات ومحاسبتها واستبدالها، أو في تأمين الحقوق المدنية الديمقراطية، وإلغاء عقوبة الإعدام، واحترام حرية التعبير والنشر والتنظيم، وهو ما انعكس في مواصلة حتى الأحزاب المناوئة للثورة نشاطها السياسي الحر، ومشاركة 19 منها في انتخابات الجمعية التأسيسية في بتروغراد وحدها.
وإذ يسترشد هذا اليسار بلينين، الذي انتقد البرلمانية البرجوازية لأنها ليست ديمقراطية بما فيه الكفاية، يرى أن المرض الذي نخر تفاحة الحلم الجميل وأفسدها، قد استمدّ قوته من قرار تفضيل صيانة النظام الجديد على الديمقراطية الاشتراكية، وهو التفضيل الذي مثّل خطأً صغيرًا في البداية، قبل أن يتحوّل إلى خلل بنيوي، بسبب العدوان الخارجي والحرب الأهلية، وفي ظل ضعف الطبقة العاملة عددًا ونوعًا وتقاليد، والتلكؤ في تحصين السلطة من البيروقراطية، وفي تحويل الشرعية البرلمانية إلى مجالس شعبية، ومن ثم تعليل هذا الخلل الفكري تنفيذًا لرغبة ستالين.
ويستمد هذا اليسار جرأته على النقد الذاتي وتفاؤله الواقعي من حقائق هامّة تؤكد أن عدم وجود نموذجٍ للاشتراكية يُحتذى به كوصفة جاهزة، يفرض على كل حزب دراسة خصائص بلده بعمق، ليُحدِّد أشكال وأساليب تحقيق أهدافه الآنية وبعيدة المدى. وأنه في ظل غياب الوحدة الجدلية بين الاشتراكية والديمقراطية، يصبح الحديث عن الظفر مجرّد أضغاث أحلام.
*********************************
الصفحة الرابعة
الفساد العقاري يخنق البصرة أراض تُنهب ومشاريع تُباع بغطاء الاستثمار!
بغداد – تبارك عبد المجيد
في وقت تتطلع فيه البصرة إلى تنفيذ مشاريع تنموية واستثمارية تنقذها من واقع الخدمات المتردي، تكشف شهادات مسؤولين وناشطين عن عمق الفساد المستشري في ملف العقارات وأراضي الدولة، وسط تواطؤ إداري وغياب واضح للرقابة والمساءلة.
مافيات تستولي على الأراضي
وقال المراقب للشأن المحلي أبو الحسن الشاوي، من قضاء المدينة في محافظة البصرة، ان "مشكلة قطع الأراضي تبدأ من التفاصيل الصغيرة. عند إجراء عمليات إفراز جديدة، نجد بعض الموظفين في دوائر التسجيل العقاري، خصوصاً في البلديات، يتعمدون استغلال نفوذهم، ويتصرفون وكأنهم في دولة لا تخضع لأي رقابة أو محاسبة"، مشيرا الى ان "هؤلاء يتحكمون في فضلات الأراضي، ويقومون ببيعها وكأنها ملك خاص، بينما هي في الأساس أملاك دولة تابعة لوزارة البلديات أو المالية".
وكشف الشاوي في حديث لـ"طريق الشعب"، عن تفاصيل تتعلق بملف الأراضي في القضاء، وما يرافقه من فساد إداري وهيمنة لجهات متنفذة، وسط غياب شبه تام للرقابة وضعف الأداء في الدوائر الحكومية المعنية.
وأضاف الشاوي، أن أحد أبرز الأمثلة على هذا الفساد تمثل في قطعة أرض واسعة بمساحة 950 دونما، كانت تابعة لوزارة المالية، وقد أصبحت موضع صراع بين عدة جهات داخل المدينة، وتطور الموقف إلى تهديدات مباشرة.
وأكد أن الجهة التي سيطرت على الأرض في النهاية تنتمي إلى "العصائب"، مضيفاً أن "هذه الأرض ما زالت مستولى عليها، والبلدية تتفرج دون أن تتدخل، رغم أن القضاء يعاني من غياب أبسط الخدمات الأساسية".
أساليب مشبوهة
ويعاني قضاء المدينة، بحسب الشاوي، من نقص حاد في المباني الحكومية. فمعظم الدوائر الخدمية مثل التقاعد والمرور والجوازات، إضافة إلى الرعاية الاجتماعية والأمن الوطني ومكتب التشغيل، تعمل من كرفانات أو غرف صغيرة مؤقتة، في وقت تُدار فيه أراضٍ شاسعة من القضاء كمشاريع استثمارية تُمنح بطرق مشبوهة.
وأشار الشاوي إلى قطعة أرض أخرى مساحتها 1,500 دونم كانت تُستخدم كموقع لتربية طيور السمان، وقد تم تحويلها إلى مشروع استثماري عن طريق المزايدة والمناقصة، دون أن تستفيد المدينة منها "هذه الإجراءات تُحرم أهالي المدينة من حقوقهم، وتُسهم في تفاقم الفجوة بين احتياجات السكان وما توفره الدولة من خدمات".
وفي ما يتعلق بملفات الفساد، أكد الناشط أنه قدم شكاوى ومستندات عديدة إلى هيئة النزاهة الاتحادية في البصرة، تتضمن مخالفات ضمن مشاريع تشغيلية لبلدية القضاء، حيث يتم الاتفاق على تمرير المشاريع الصغيرة التي تقل قيمتها عن 100 مليون دينار، والتي تخضع لتصرفات البلدية ومدير بلديات البصرة، ومنها مشاريع تجهيز الحاويات الحديدية والبلاستيكية وإنشاء المتنزهات.
وأشار الشاوي الى انه قبل أيام طالب هيئة النزاهة الاتحادية في البصرة، أن "تجري عمليات تحقيق ميدانية في قضاء المدينة، ضمن حملة مكافحة الفساد الإداري، لوضع حد لملف قطع الأراضي التابعة للدولة وإعطائها لبعض الجهات والشخصيات بحجة الاستثمار أو بيعها رُبما بطريقة غير قانونية، وهذهِ الأراضي بعضها تكون تابعة لوزارة البلديات او وزارة المالية".
واختتم الشاوي حديثه بالقول "نحن نعرف أن هناك فساداً كبيراً في وزارات مثل النفط، لكن الفساد الموجود في البلديات أضعاف مضاعفة، لأنه يلامس حياة الناس اليومية بشكل مباشر"، واكد ان "التفاصيل كثيرة، لكن المشكلة في غياب المساءلة".
الفساد.. منظومة مترابطة
ويقول الناشط السياسي احمد محمد الحجاج إن "الفساد في محافظة البصرة لم يعد مجرد حالات فردية، بل أصبح منظومة مترابطة تخترق مؤسسات الدولة، وتعرقل جهود الإعمار والتنمية. وأكد أن ما تم كشفه مؤخرا من تلاعب في قيود عقارات الدولة ليس إلا جزء بسيط من واقع أكثر تعقيد وخطورة".
وأضاف لـ "طريق الشعب"، أن "البصرة تعاني من تواطؤ بين جهات نافذة ومسؤولين محليين، حيث تُمنح الأراضي وتُنهب الأملاك العامة باسم المشاريع الوهمية أو التخصيصات غير القانونية"، مؤكدا أن "هذه الممارسات تؤكد غياب الرقابة الفعالة وتقصير الجهات الرقابية في أداء واجبها".
ودعا الحجاج الحكومة الاتحادية وهيئة النزاهة إلى التحرك العاجل لفتح ملفات الفساد في البصرة ومحاسبة كل من تورط أو تستر على التجاوزات، مؤكدا أن حماية المال العام واستعادة أملاك الدولة هما الخطوة الأولى نحو بناء دولة العدالة والقانون.
وخلص الى القول ان "البصرة تستحق أفضل من هذا الواقع، وعلى القوى الوطنية والشرفاء أن يوحدوا جهودهم لإنقاذها من براثن الفساد والمفسدين".
غياب الرقابة الشعبية
وأكد فلاح الأميري مسؤول معهد نيسان للديمقراطية، أن "غياب الرقابة الشعبية وتغوّل الفساد المالي والإداري يشكلان تهديداً حقيقياً لجوهر النظام الديمقراطي، محذراً من محاولات بعض الأطراف تقويض هذا النظام من خلال تعطيل أدواته الأساسية، وعلى رأسها رقابة المواطنين".
وقال الأميري لـ "طريق الشعب"، إن "الرقابة الشعبية، أو ما يُعرف بالرقابة المجتمعية، تمثل ركن أساسياً في البناء الديمقراطي، وهي اليد الثانية لسلطة الشعب إلى جانب الانتخابات، ومن دونهما تفقد الديمقراطية توازنها وتتحول إلى نظام تفردي أقرب إلى الديكتاتورية في الأداء".
وأضاف أن "الناشطين هم في الأصل الناخبون أنفسهم، وهم من يملكون حق متابعة أداء السلطة وتصحيح مسارها، لضمان عدم الانحراف عن المبادئ الديمقراطية، أو تغليب المصالح الحزبية والفردية على المصلحة العامة".
وتابع أن "الفساد المالي والإداري المستشري في العديد من مفاصل الدولة تغذّى من غياب هذه الرقابة، بل إن بعض المؤسسات أصبحت تنظر إلى الرقابة المجتمعية على أنها تهديد، وتسعى إلى تحييدها تحت ذرائع واهية مثل الإخلال بالنظام، بينما في الحقيقة، فإن هذه الرقابة تمثل وسيلة تصحيح وتقويم للعمل الإداري والسياسي".
ولفت الأميري الى ان "العمل في الظلام يُرضي الفاسدين ويُعزز سلوكهم، ويؤدي إلى هدر المال العام، وتأخير عجلة الإعمار والتنمية"، مؤكداً أن "الرقابة المجتمعية ليست فقط وسيلة لكشف الفساد، بل سلاح وقائي حيوي يسبق حتى دور أجهزة الرقابة الرسمية".
وتساءل الأميري في ختام حديثه "إذا لم تكن الرقابة الشعبية ذات أهمية، فلماذا تنشئ المؤسسات الحكومية خطوطاً ساخنة لتلقي الشكاوى والملاحظات من المواطنين؟ أليس ذلك اعترافاً صريحاً بأن المواطن شريك أساسي في الرقابة وحماية المال العام؟".
*************************************
بيئيون يحذرون: التلوث قائم وإجراءات الحكومة في المعالجة تتأخر!
بغداد – طريق الشعب
تتوقع مراصد بيئية عودة رائحة الكبريت مجددًا خلال الشهر الحالي، في ظل غياب إجراءات حقيقية لمعالجة مصادر الدخان الأسود الذي اختنق به سكان بغداد خلال العام الماضي.
ورغم تأكيد وزارة البيئة أن رائحة الكبريت لن تعود خلال شهر آب، مع احتمال ظهورها بشكل خفيف عند اعتدال الطقس، يرى مراقبون أن تجاهل اتخاذ إجراءات احترازية فعالة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة هذا العام بشكل يفوق ما سُجل في السابق.
تراجع الإجراءات الوقائية
وحذر عضو مرصد العراق الأخضر، عمر عبد اللطيف، من احتمالية عودة رائحة الكبريت مجددا إلى أجواء العاصمة بغداد خلال شهر آب الحالي، نتيجة استمرار الأنشطة الصناعية الملوثة وتراجع الإجراءات البيئية الوقائية، وسط مخاوف من تداعيات صحية خطيرة على المواطنين، لاسيما في المناطق القريبة من مصادر الانبعاثات.
وقال عبد اللطيف لـ "طريق الشعب"، أن "العديد من الأنشطة الصناعية لا تزال قائمة، مثل معامل الطابوق ومحطات توليد الكهرباء ومصانع الأدوية، دون الالتزام بالمعايير البيئية المطلوبة"، مبينا أن هذه المرافق تستخدم أنواعا من الوقود الرخيص وغير المناسب للأجواء العراقية، مما يزيد من تركيز الملوثات في الهواء.
وأوضح أن "حرق النفايات بشكل غير قانوني، والاعتماد المفرط على المولدات والسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، يساهمان كذلك في تفاقم مستويات التلوث"، مشيرا إلى أن "قلة المساحات الخضراء تُفقد العاصمة قدرتها الطبيعية على امتصاص هذه الانبعاثات".
وحول تداعيات هذا التلوث، أكد عبد اللطيف أن "رائحة الكبريت التي سُجلت في العام الماضي تسببت بأضرار كبيرة على الجهاز التنفسي لعدد من المواطنين، وخاصة في مناطق مثل بسماية والمناطق المجاورة لمواقع الأنشطة الصناعية"، وأضاف أن "التعرض المتكرر لهذه الملوثات قد يؤدي إلى أضرار على الجهاز العصبي، وقد يتسبب بظهور أمراض مزمنة وخطيرة على المدى البعيد".
إغلاق المشاريع المخالفة للبيئة
ودعا عضو مرصد العراق الأخضر الحكومة إلى "إغلاق جميع المشاريع الصناعية المخالفة للبيئة، والعمل على إعادة تقييم الإجازات الممنوحة لهذه المشاريع، والتأكد من استخدام تقنيات نظيفة ووقود صديق للبيئة".
كما شدد على ضرورة "دعم المركبات التي تعمل بالطاقة النظيفة، مثل الكهرباء أو الغاز، مقابل الحد من استخدام السيارات العاملة بالبنزين"، معتبرا أن "أعداد هذه المركبات في تزايد كبير، مما يفاقم أزمة التلوث".
وفي جانب آخر، انتقد عبد اللطيف ضعف الجهود المبذولة لزيادة الغطاء النباتي، مشيرا إلى أن "العاصمة بغداد تحولت إلى مدينة كونكريتية بالكامل، بعد تقلص المساحات الخضراء وقطع عدد كبير من الأشجار المعمرة".
وتابع عبد اللطيف بالقول إن "رائحة الكبريت لا تقتصر على بغداد وحدها، بل تمتد إلى المحافظات المجاورة، ما يجعل هذه الأزمة مسؤولية وطنية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمواطنين ومنظمات المجتمع المدني".
مصادر رائحة الكبريت قائمة
من جهته، أكد المتنبئ الجوي صادق عطية أن ظاهرة رائحة الكبريت أو دخان الكبريت التي تشهدها العاصمة بغداد بين الحين والآخر، لم تنتهِ منذ ظهورها قبل قرابة عام، مشيرا إلى أن مصدر هذه الروائح لا يزال قائما، وأن المتغير الأبرز في مدى انتشارها هو اتجاه الرياح.
وقال عطية لـ "طريق الشعب"، إن "مصادر رائحة الكبريت ما زالت موجودة، وما يمنحنا فترات من انحسار هذه الروائح هو فقط تغير اتجاه الرياح". وأوضح أن "الرياح الشمالية الغربية عادة ما تدفع هذه الانبعاثات بعيد عن أجواء العاصمة باتجاه الجنوب الشرقي، ما يؤدي إلى تلاشي الرائحة".
أما في حال كانت الرياح جنوبية شرقية أو ساكنة، فإنها تسهم في نقل الروائح نحو مركز بغداد من مصادر تقع جنوب وجنوب شرق العاصمة، ما يؤدي إلى ازدياد تركيزها، لاسيما خلال الليل.
وبين عطية، أن المشكلة تزداد سوء في فترات الجفاف عندما تكون الرطوبة منخفضة، إذ أن أكاسيد الكبريت تبقى معلقة في الجو لفترة أطول، ولا تترسب مع الرطوبة أو قطرات الماء كما يحدث في الأجواء الرطبة، ما يجعل الرائحة طاغية بشكل أكبر.
وفي سياق حديثه، أشار عطية إلى غياب المعلومات بشأن الإجراءات الحكومية المتخذة للحد من هذه الظاهرة، رغم أن مصادر الانبعاثات معروفة وتتمثل في مكبات النفايات المفتوحة والمعامل العشوائية، خاصة تلك التي تعتمد على الحرق كوسيلة للتخلص من النفايات.
وقال عطية "لا نعرف ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها خلال العام الماضي، رغم وضوح المصادر"، متسائلًا عن دور وزارة البيئة ومديرياتها في المحافظات في متابعة هذه الانبعاثات واتخاذ التدابير اللازمة؟".
واختتم حديثه بدعوة الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها، خصوصا في ظل استمرار هذه الظاهرة التي تؤثر على صحة المواطنين وجودة الهواء في العاصمة بغداد
مخلفات معامل الطابوق
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة البيئة لؤي المختار، أن الوزارة تواصل تشديد الرقابة على حرق النفايات والمصانع التي تُعد من أبرز مصادر الانبعاثات الملوثة في العاصمة بغداد.
وأضاف أن المشكلة تبرز بشكل أوضح في المناطق التي تشهد كثافة في هذه الأنشطة، خاصة خلال فترات انخفاض درجات الحرارة، حيث تزداد احتمالية تراكم الغازات في الجو.
وتابع المختار في حديث لـ"طريق الشعب"، أن الوزارة لا تتوقع عودة رائحة الكبريت بقوة كما حدث في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى الإجراءات التي تم اتخاذها على أرض الواقع. ومع ذلك، أوضح أن "رائحة الكبريت قد تعود إلى الظهور مع اعتدال الطقس ولا نتوقع طهورها خلال شهر اب المقبل".
وفي ما يتعلق بمعامل الطابوق، أوضح المختار أن أغلب هذه المعامل تعمل ضمن تصاريح قانونية، إلا أن مشكلتها الرئيسية تكمن في استخدامها لمعدات وآليات قديمة تعتمد على وقود ثقيل، ما يسهم في زيادة الانبعاثات الضارة. ولفت إلى أن هناك إجراءات تُتخذ حاليا لتحسين نوعية الوقود المستخدم، أو في بعض الحالات، السعي لتحويل هذه المعامل إلى استخدام الغاز المضغوط كبديل أنظف وأقل تلوثًا.
وأشار المختار أيضا إلى أن هناك مصادر تلوث أخرى تعمل خارج الإطار القانوني، مثل كور الصخر المخالفة المنتشرة في مناطق شرق بغداد، والتي تُعد من المشكلات البيئية الكبرى لكونها تعمل بالخفاء.
وأكد أن تعامل الوزارة مع هذه الأنشطة يعتمد على طبيعة المخالفة، فبعضها يُواجه بغرامات أو إنذارات، بينما تتخذ إجراءات أكثر صرامة بحق الحالات الأشد، وقد تصل إلى الإغلاق المؤقت أو الدائم، وحتى إزالة النشاط بالكامل إذا ثبت ضرره البيئي المباشر.
***************************************
شيوعيو البصرة يزورون الرفيق فاخر البعاج
البصرة – طريق الشعب
زار وفد من شيوعيي البصرة الرفيق المخضرم فاخر البعاج (أبو فرات) في منزله، وذلك في مناسبة مغادرته المستشفى بعد وعكة صحية خطيرة ألمت به.
الرفيق البعاج مناضل وسجين سياسي سابق. وكان لا يدخر جهدا في المشاركة في فعاليات الحزب، قدر استطاعته.
الوفد الذي ضم الرفيقين عبد الزهرة عذار العبادي وعبد الكريم الحربي، قدم في ختام الزيارة "لوح الوفاء" إلى الرفيق البعاج، تثمينا لمسيرته الحزبية الطويلة.
***************************************
شيوعيو الشامية يتفقدون الرفيق منعم جواد
الديوانية – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشامية، الرفيق منعم جواد (أبو بيان) في مستشفى القضاء، حيث يرقد هناك إثر خضوعه لعملية تفتيت الحصى.
وتمنى الوفد للرفيق الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية. بينما عبّر هو من جانبه عن امتنانه لرفاقه على زيارتهم.
ضم الوفد الرفيقين أسعد حبيب ومحمد جواد عبد الرضا.
*****************************************
الصفحة الخامسة
زبائن الدكاكين البسيطة يتناقصون هل ستبتلع المولات الأسواق الشعبية؟!
متابعة – طريق الشعب
على امتداد السنوات الأخيرة، شهد العراق تحولاً تدريجياً في ثقافة التسوق، تمثّل في الانتقال من الأسواق الشعبية المفتوحة إلى المولات والمجمعات التجارية الحديثة. هذا التحوّل لم يأتِ كنتيجة طبيعية للتطور العمراني فقط، بل أيضاً بفعل سياسات الاستثمار وتغيير أنماط الاستهلاك، ما جعل المولات تتكاثر في قلوب المدن، وتُغيّر خريطة التوزيع التجاري والسلوك التسوقي في آنٍ واحد.
ففي بغداد ومدن رئيسة أخرى كالنجف وكربلاء والبصرة، أصبحت مشاهد البنايات الزجاجية المرتفعة التي تحمل أسماء تجارية لامعة، جزءاً من المظهر اليومي. وكثير من هذه المولات شُيّد على قطع أراض كانت تشغلها حدائق عامة أو أسواق تراثية، أو حتى منازل ضمن أحياء سكنية مزدحمة، ما فاقم من مشكلات التخطيط الحضري، في الوقت الذي تضغط فيه تلك المباني الفارهة على خدمات البنى التحتية من ماء وكهرباء ومجار، فضلا عما تسببه من ازدحامات مرورية خانقة بفعل كثرة أعداد مرتاديها.
ولا تجذب تلك المولات الزبائن بفعل ما توفره من بضائع وحسب، إنما بتصاميمها العصرية وبما توفره من وسائل راحة وترفيه وغيرها، بالرغم من ارتفاع أسعار البضائع فيها مقارنة بالأسواق الشعبية. في حين يجري إهمال الأخيرة دون إدامة أو تطوير، حيث الأزبال تنتشر في الأرجاء، ومياه الصرف الصحي تطفح هنا وهناك، تحت سقوف متهالكة لا تحمي من شمس ولا مطر!
ويرى اختصاصيون أن إنشاء المولات غالباً ما يتم دون دراسات أو تخطيط من الناحية المرورية ومن ناحية البنية التحتية، ما يؤدي إلى ازدحامات خانقة خصوصاً في أوقات الذروة. ففي مناطق مثل المنصور والحارثية في بغداد، تحوّلت المولات من مرافق تسوق إلى مسبّب مباشر للاختناق المروري.
بيئة مكيّفة مقابل بيئة مرهقة
المواطن نبيل الكريماوي، يرى في حديث صحفي أن "المراكز التجارية الحديثة أصبحت المكان الأنسب للتسوّق. فكل شيء متوفّر فيها"، مضيفا القول أن "تلك المراكز تتمتع ببيئة مكيّفة مع ازدحام أقل، وغياب لعمليات النصب والاحتيال، إضافة إلى ذلك أن جودة البضائع غالباً ما تكون أفضل".
فيما يلفت إلى ان "السوق الشعبي بات مرهقاً. إذ تغلب عليه الأتربة والطين، وغالباً ما تكون الأسعار فيه غير ثابتة. كما يشعر الزبون في هذا السوق بأنه تائه وسط الصراخ والعشوائية، بينما في المول تكون الأمور أكثر وضوحاً، والسلعة مضمونة".
لكن الكريماوي يرى أيضا أن "المشكلة في المولات أنها تُبنى غالباً وسط أحياء سكنية أو أماكن مكتظة بالمباني، ما يسبب اختاقات مرورية. وبالتالي يواجه المواطن عند ذهابه لتلك المراكز التجارية صعوبات عديدة، منها صعوبة الحصول على مكان لركن سيارته. وأنا بالنسبة لي أفضل أحيانا الذهاب إلى السوق الشعبي الصغير، تجنبا للازدحامات".
ويعزو اختصاصيون تلك المشكلات، إلى غياب التنسيق بين الجهات التخطيطية والبلديات. حيث تُمنح تراخيص بناء المولات أحياناً دون مراعاة لنوعية الحي أو شبكة الطرق أو طاقة الاستيعاب. كما أن بعض المولات يقام على أراضٍ مُستثناة بقرارات خاصة، ما يزيد من التوتر بين السكان المحليين والمستثمرين.
ماذا عن الباعة الفقراء؟!
في مقابل ذلك، تتآكل الأسواق الشعبية ببطء، لكنها مستمرة. كثير من الباعة يشكون من تراجع الزبائن، خاصة في الأسواق غير المُغطاة التي تفتقر إلى وسائل الراحة، في ظل تقلبات الطقس وارتفاع درجات الحرارة.
يقول المواطن قتيبة الزهيري، وهو صاحب بسطة في سوق الباب المعظم، أن "المراكز التجارية الحديثة لا تناسبنا، لا كبائعين ولا كمستهلكين من ذوي الدخل المحدود. فهي مخصصة لشريحة معينة من الناس، ولا تراعي ظروف الأغلبية التي تعتمد على الدخل اليومي".
ويشير في حديث صحفي إلى ان "الناس يقصدون الأسواق الشعبية لأنها تمنحهم خيارات أوسع بأسعار مرنة. إذ يمكنهم التفاوض مع البائع، أو شراء بضائع مستعملة نظيفة، أو حتى سلع من الدرجة الثانية، وهذا ما لا توفره المولات التي تفرض أسعاراً ثابتة وغالباً مرتفعة".
ويلفت الزهيري إلى ان "المولات تُقصي البائعين الصغار، لأنها تشترط وجود علامات تجارية وتراخيص رسمية. في حين أن أغلب الباعة في الأسواق التقليدية يعملون بإمكانات بسيطة ولا يستطيعون تحمل تكاليف الإيجارات بالدولار أو التأمينات المرتفعة".
المول لا يعوّض السوق الشعبي
يرى متابعون أنه رغم الانتقادات لا يمكن إنكار أن المولات وفرت تجربة جديدة للعراقيين، خصوصاً للطبقات المتوسطة والصاعدة، الباحثة عن بيئة نظيفة ومنظمة وآمنة. كما أنها ساهمت في تشغيل عدد كبير من الشباب في مجالات الأمن والخدمة والتسويق، فضلاً عن توفير خدمات ترفيهية مفقودة في الفضاءات العامة.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي قاسم السلطاني، ان "انتشار المولات يعكس تحولاً في نمط الاستهلاك. وهو جزء من التحول الاقتصادي الحضري الذي تشهده دول نامية عديدة".
ويضيف أنه "لا يمكن اعتبار المولات بديلاً كلياً للأسواق الشعبية، لأن هناك فوارق في المستهدفين وطبيعة السلع. فالسوق التقليدي سيبقى موجوداً ما دام هناك طلب من شرائح سكانية واسعة، لكنه سيحتاج إلى تنظيم أكبر حتى يصمد أمام المنافسة".
ويوضح السلطاني في حديث صحفي، أن "التحدي الأساسي ليس في وجود المولات، بل في عشوائية مواقعها، وعدم إشراك مكاتب التخطيط الحضري في تحديد أماكنها. فبعضها أقيم قرب مدارس أو مستشفيات أو داخل أحياء ضيقة، ما سبّب ضغطاً سكانياً وخدمياً".
البعد الاجتماعي - الثقافي
بعيدا عن الجوانب الاقتصادية والخدمية، إن للسوق الشعبي بعداً اجتماعياً وثقافياً لا يمكن إنكاره.
فهذه الأسواق لم تكن فقط أماكن بيع وشراء، بل مواقع تعج بالحياة اليومية، وتتفاعل فيها الذاكرة المحلية مع الأصوات والعلاقات الممتدة بين البائعين والزبائن.
ويرى اختصاصيون في علم الاجتماع أن اختفاء هذه الأسواق سيؤدي إلى تآكل في النسيج الاجتماعي، خصوصاً في الأحياء القديمة التي نشأت حول الأسواق، لا العكس.
فكل سوق تقليدي كان يحمل اسماً وهوية وتاريخاً، بينما المولات تتشابه وتعيد إنتاج النموذج نفسه في كل مكان.
وتشير الأرقام إلى أن عدد المولات في العراق تضاعف خلال عقد واحد.
حيث باتت مدناً صغيرة داخل المدن، تستهلك الماء والكهرباء والطرقات دون مقابل واضح للتنمية المحلية، ما يُفاقم الفوارق الطبقية ويزيد الضغط على البنية التحتية المتآكلة أساساً. وفي هذا السياق، تُطرح تساؤلات في الأوساط الأكاديمية عن جدوى هذا التوسع، ما لم يرافقه تنظيم تشريعي يحفظ حقوق الباعة التقليديين، ويوزّع التراخيص بشكل عادل، ويشجّع الاستثمار في أسواق حديثة شعبية الطابع.
***************************************
قرية في ذي قار بلا ماء منذ عام 2021
متابعة – طريق الشعب
تواجه "قرية آل ملال" في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، واقعا إنسانيا صعبا للغاية، بفعل انقطاع المياه عنها منذ عام 2021. ويضطر أهالي القرية إلى جلب مياه الاستخدام المنزلي من مناطق أخرى، فضلا عن الاعتماد على السيارات الحوضية في توفير مياه الشرب.
يقول المواطن صادق عاشور، من سكان القرية، أنه وأبناءه يقطعون بين يوم وآخر مسافة 3 كيلومترات من أجل الحصول على ماء نظيف للاستحمام، مبينا أن كل شيء معطل في قريتهم النائية، بسبب الجفاف الذي أدى إلى توقف الزراعة، بعد أن كانت مهنتهم الأساسية.
وعن بدايات الأزمة، يوضح عاشور في حديث صحفي، أنه منذ العام 2021 انقطعت المياه عن القرية بشكل تام.
ويلفت إلى أن سيارات حوضية تصلهم بين حين وآخر لتوفر لهم ولحيواناتهم مياه شرب، مشيرا إلى أنه "كانت هناك معالجات حكومية محدودة.
وقد رفدتنا العتبة العباسية قبل سنوات بمشروع لتنقية المياه (آر أو)، لكن تبيّن أن الأمر كان مؤقتا. فمنذ شهر آذار الماضي وحتى الآن لم تصل إلى القرية مياه شرب". ويؤكد أن السكان باتوا يقطعون مسافات بعيدة للوصول إلى أماكن يُباع فيها ماء صالح للشرب والاستحمام.
****************************************
طلبة هندسة النفط في تكريت: نواجه تمييزاً ومعاملة غير عادلة
تكريت ـ يوسف رعد
عبّر عدد من طلبة كلية هندسة العمليات النفطية في جامعة تكريت، عن استيائهم الشديد مما وصفوه بـ "التمييز الواضح والمعاملة غير العادلة" داخل القسم، مبينين انهم يتعرضون إلى تفرقة في الدرجات وأسلوب التعامل، ما يُخالف روح المؤسسة الأكاديمية التي من المفترض أن تحتضنهم بحيادية واحترام.
وأوضح الطلبة في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "هناك تفاوتاً ملحوظاً في إجراءات التصحيح والتقييم. فالطلبة الذين يتمتعون بعلاقة أو قرابة مع بعض أعضاء الهيئة التدريسية، يُحظون بمعاملة مميزة، في حين يُترك من لا يمتلك تلك الصلات يواجه صعوبات مضاعفة، سواء في التقييم أم في تلقي الدعم الأكاديمي".
وأشاروا إلى أن "هذا التفاوت انعكس بشكل مباشر على النتائج. حيث شهدت الدرجات تفاوتاً كبيراً عن الأصل، قد يصل إلى أكثر من 7 في المائة في بعض الحالات، دون مبرر أكاديمي واضح". كما أبدى الطلبة استياءهم من "سلوكيات غير لائقة تصدر من بعض الأساتذة، خاصة في التعامل مع الطالبات"، مؤكدين أن "هناك حالات تحرش لفظي ومضايقات تحدث داخل الحرم الجامعي دون أن تتم مواجهتها بالإجراءات المناسبة".
ولفتوا إلى أن "هناك فرقاً واضحاً في أسلوب التعامل بين الذكور والإناث. حيث تحظى الطالبات بضمانات وتسهيلات لا تتوفر لأقرانهن الذكور، في مشهد يعكس ضعف العدالة والشفافية". وذكروا أن "بعض الأساتذة يفرضون على الطلبة أداء مهام مجهدة لا تمت للمقرر الدراسي بصلة، مقابل الحصول على بضع درجات إضافية، الأمر الذي أثقل كاهل الطلبة جسدياً ونفسياً، وشتّت تركيزهم عن المواد الأساسية التي تتطلب جهداً وتفرغاً كبيرين".
وفي جانب آخر، لفت الطلبة إلى تردي البنية التحتية في الكلية.
حيث يعانون نقصا حادا في الأجهزة والمستلزمات التعليمية، لا سيما في المختبرات التي تشكل العمود الفقري للدروس العملية في اختصاص الهندسة النفطية. كما بيّنوا أن "المركز الطلابي بات خارج الخدمة، في ظل تعطل منظومات التكييف ونقص المغاسل، ما يضاعف من معاناتهم اليومية".
وأكدوا أن الشكاوى التي يتم تقديمها لإدارة القسم أو الكلية لا تجد آذاناً صاغية، وغالباً ما تُهمل دون أي متابعة فعلية، ما دفع بعض الأساتذة إلى الاستمرار في فرض أساليب عقابية غير مباشرة، كتعقيد الأسئلة أو خفض الدرجات، الأمر الذي يثير قلق الطلبة على مستقبلهم الأكاديمي والمهني. وناشد الطلبة الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي والنقابات الأكاديمية ووسائل الإعلام، النظر في معاناتهم والعمل على إنصافهم، معتبرين أن هندسة النفط من أصعب التخصصات في العراق، وتتطلب بيئة تعليمية عادلة ومحفزة، لا بيئة تُثقل كاهلهم بالظلم والمحسوبية والاستغلال.
التزاما بالمهنية والموضوعية، تكفل "طريق الشعب" حق الرد لجميع الأطراف المعنية.
****************************************
اگول.. أزمة الماء واقع يومي ومعاناة مستمرة
عامر عبود الشيخ علي
رغم تصريحات أمانة بغداد ووعودها المستمرة بتشغيل مشاريع الماء الصافي وعملها بكامل طاقتها، الا ان أزمة المياه ما زالت مستمرة في العديد من احياء مركز بغداد واطرافها، ولم تعد أمرا طارئا، بل تحولت إلى واقع يومي يتكرر كل صيف دون حلول فعلية تخفف من معاناة الناس.
في العديد من مناطق بغداد هناك معاناة كبيرة في الحصول على الماء. إذ يسهر المواطنون حتى ساعات الفجر لتشغيل المضخات إن توفرت الكهرباء، من أجل تعبئة خزاناتهم بما يكفي ليومهم فقط. ومع تكرار انقطاع التيار الكهربائي تتضاعف المعاناة ويحرم الناس من أبسط حقوقهم الأساسية.
ولأن الماء المنزلي أصبح غير كاف، يلجأ الكثير من المواطنين إلى شراء الماء من محطات التصفية الأهلية (RO)، وهو ما يشكل عبئا ماليا إضافيا لا تقدر عليه غالبية العائلات، خاصة في ظل تفشي البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة. فهل يعقل أن يتحمل المواطن أعباء فشل الدولة في تأمين الماء الصالح للشرب؟!
أقول: كيف يمكن لحكومة تصف نفسها بحكومة خدمات أن تفشل في تأمين أبسط مقومات الحياة؟ كيف تهمل الماء والكهرباء وهما من أهم حاجات الإنسان التي تقع في صميم مسؤولياتها؟! فالخدمات لا تعني فقط مشاريع تبليط الشوارع أو تشييد الجسور على أهميتها، بل انها تبدأ من السكن اللائق والماء النظيف الصالح للشرب والكهرباء المستقرة والصحة والتعليم.
لقد سمعنا كثيرا من الوعود والمواطن ما زال ينتظر الحل. فأزمة الماء والكهرباء ليست مشكلة طارئة، بل هي نتيجة واضحة لسوء التخطيط وغياب الإرادة.
المطلوب اليوم حلول عاجلة وشاملة. كفاكم تجاهلا.. المواطن لم يعد يحتمل!
**************************************
مواساة
- تنعى منظمة حميد البصري التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الرفيق المناضل محمد عبد موسى (ابو حازم)، الذي توفي إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.
الفقيد من المناضلين الذين قارعوا النظام الصدامي بثبات وتضحية، وهو لم يكمل دراسته الهندسية بسبب مضايقات النظام المقبور. لذلك ظل يعمل في البناء طيلة فترة حياته بدون كلل او ملل.
له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه العزاء والمواساة.
******************************************
الصفحة السادسة
ليعزز المجلس الوطني الجديد وحدة شعبنا حزب الشعب: الأولوية لتوحيد الجهود ووقف حرب الإبادة والتجويع لسكان غزة
رام الله - وكالات
أكد حزب الشعب الفلسطيني، على ضرورة توحيد كل الطاقات والجهود الفلسطينية من أجل الوقف الفوري للإرهاب والعدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والتجويع التي يمارسها بحق قطاع غزة، وفك الحصار عنه وتأمين المساعدات الإنسانية والاحتياجات الحيوية العاجلة له.
جمع شمل الشعب الفلسطيني
وقال الحزب في بلاغ صدر عن اجتماع مكتبه السياسي، أن "وقف حرب الإبادة والتجويع، هي المهمة الأكثر أولوية انسانياَ ووطنياَ في الوقت الراهن، وهو ما يستدعي تفعيل ووحدة كل الطاقات على الصعيدين الرسمي والشعبي، ومراعاة أولوياتنا السياسية والاجتماعية والكفاحية لإنقاذ شعبنا".
وفي الوقت الذي رحب فيه حزب الشعب بإجراء انتخابات لمجلس وطني جديد، أكد على الموقف الذي طرحه الأمين العام في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بضرورة ان يضمن انعقاد المجلس الوطني وإجراء الانتخابات له جمع شمل الشعب الفلسطيني وتعزيز وحدته ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية، لا أن يكون مصدراَ جديداَ للمزيد من التفسخ والإنقسام، وهو الأمر الذي يهدد حتى مكانة منظمة التحرير الفلسطينية ذاتها.
رد على مؤامرة التصفية
وشدد الحزب أن "الرد السياسي على مؤامرة تصفية حقوق شعبنا ووجوده على أرضه، يتمثل في تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وقواه ومؤسساته السياسية والمجتمعية في الداخل والخارج".
وأكد بلاغ المكتب السياسي لحزب الشعب، يقول: من هذا المنطلق فإن انتخابات المجلس الوطني أو تشكيله الجديد، يجب أن تحقق ضمان مشاركة القوى السياسية والمجتمعية كافة، وذلك وفقاَ لقانون الانتخابات ولاتفاقات المصالحة وآخرها في بكين، وأن تضمن أيضاَ إعادة بناء النظام السياسي استنادا إلى هدف الدولة المستقلة التي باتت تحظى بمركز سياسي وقانوني في الأمم المتحدة، وباعترافات دولية متزايدة.
وطالب حزب الشعب بضرورة الشروع فوراَ في الحوار الوطني الشامل، والاتفاق على آلية تحقيق ذلك عبر تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية، وتصليب جبهته الداخلية لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
مواجهة مخطط الضم والاستيطان المتوحش
من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إنه في الوقت الذي تنصب فيه الجهود على وقف حرب الإبادة التي تُشن بشكل منهجي على شعبنا البطل في القطاع الصامد، ومواجهة مخطط الضم والاستيطان المتوحش المتوالي فصولاً في الضفة الغربية، والقدس من ضمنها، فوجئت ساحة العمل الوطني بمن فيها الجبهة الديمقراطية، بصدور المرسوم الرئاسي بتشكيل اللجنة التحضيرية، في وقت كانت تدار فيه المشاورات على أكثر من صعيد، بين فصائل العمل الوطني، بما في ذلك بين الجبهة الديمقراطية وحركة فتح، لعقد حوار وطني فاعل ومؤثر، يؤمن الأرضية ويوفر شروط إنجاح عملية انتخاب وتشكيل المجلس الوطني في أجواء توافقية، تسهم في تقديم شعبنا ومؤسساته الوطنية إلى العالم، شعباً يملك القدرة على تقرير مصيره بنفسه، وتشكيل مؤسساته في أجواء من الديمقراطية والتوافقات الوطنية.
تعليق العمل فوراً بمرسوم تشكيل اللجنة التحضيرية
وذكرت الجبهة أن "من موقع حرصها على إنجاح انتخاب وتشكيل مجلس وطني، فاعل ومؤثر، يتحمل مسؤولياته الوطنية في مرحلة شديدة التعقيد، وطنياً وإقليمياً، ومن موقع حرصها على تحويل عملية الانتخاب والتشكيل إلى محطة توافقية تتجاوز عبرها فصائل العمل الوطني، أقصى ما يمكن من تباينات في وجهات النظر، وحرصاً منها على ألا تشكل هذه المحطة مكاناً للمزيد من الانقسام في المجتمع الفلسطيني وقواه الوطنية، فإنها تعيد التأكيد على دعوتها لتعليق العمل فوراً بمرسوم تشكيل اللجنة التحضيرية، والدعوة الفورية إلى حوار وطني شامل على أعلى المستويات، يعزز إرادة الوصول إلى انتخاب وتشكيل مجلس وطني جديد، يمثل الكل الفلسطيني.
****************************************
13 نائباً ديمقراطياً يطالبون ترامب بالاعتراف بدولة فلسطين
واشنطن – وكالات
وجّه 13 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، دعوه فيها إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، وفق ما أفاد موقع أكسيوس.
وجاء في الرسالة أن "هذه اللحظة المأساوية تعكس الحاجة الملحة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ تشرين الأول 2023، والذي خلّف مئات آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومفقود.
وكشف الموقع أن أحد الموقعين على الرسالة، النائب رو خانا، يعتزم قريباً تقديم مشروع قرار يدعو إلى تأييد إقامة دولة فلسطينية، مؤكداً أن "147 دولة حول العالم اعترفت بالفعل بدولة فلسطين، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تبقى بمنأى عن إرادة المجتمع الدولي".
وتأتي هذه الخطوة الأميركية في وقت يشهد حراكاً دولياً متزايداً للاعتراف بدولة فلسطين، خاصة بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، والتي وُصفت بأنها حرب إبادة جماعية شملت القتل والتجويع والتهجير والتدمير الممنهج للبنية التحتية المدنية، رغم نداءات دولية متكررة وأوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية لوقف العدوان.
********************************************
شرطة لندن تهدد باعتقالات جماعية في تظاهرة داعمة لفلسطين
لندن – وكالات
في تصعيد أمني غير مسبوق، أعلنت شرطة العاصمة البريطانية نيتها اعتقال كل من يشارك في تظاهرة داعمة لحركة "Palestine Action" المقررة السبت المقبل في لندن، وذلك بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، في خطوة تعكس التوتر المتزايد حول الحراك الشعبي المناصر للقضية الفلسطينية في المملكة المتحدة.
وأكدت صحيفة الغارديان نقلاً عن مصدر رفيع في الشرطة أن "المشاركين سيتم توقيفهم بغض النظر عن أعدادهم"، مضيفًا أن السلطات ستلجأ إلى استراتيجية التوثيق والإفراج بكفالة تمهيدًا لمحاكمات لاحقة، كما فعلت سابقًا مع نشطاء الهجرة وحركة "تمرد الانقراض".
من جهتها، رفضت مجموعة "Defend Our Juries"، الداعية للمظاهرة، ما وصفته بـ "التحريض الأمني والمبالغة الإعلامية"، مؤكدة أن الحملة سلمية وشفافة ولا تنتمي مباشرة لحركة "Palestine Action" المحظورة.
وقالت المجموعة في بيان: "إذا اعتقلت الشرطة متظاهرين سلميين، فالمشكلة ليست فينا... بل فيهم"، مضيفة أن الحملة تأتي دفاعًا عن الحريات السياسية ورفضًا لتجريم التضامن مع القضية الفلسطينية.
******************************************
مجزرة جديدة مقتل 14 مدنياً في دارفور
الخرطوم – وكالات
في أحدث فصول العنف الدموي الذي يعصف بإقليم دارفور غربي السودان، قُتل ما لا يقل عن 14 مدنيًا برصاص قوات الدعم السريع أثناء محاولتهم الفرار من قرية قرني شمال غربي مدينة الفاشر، بحسب ما أكدته جمعية "محامو الطوارئ" الحقوقية.
ووفقًا للجمعية، فإن القوات المهاجمة كانت قد دعت السكان إلى مغادرة القرية واعدةً بـ "تأمينهم"، قبل أن تفتح النار عليهم بشكل مباشر أثناء فرارهم، ما أدى أيضًا إلى إصابة العشرات واعتقال عدد غير معروف من المدنيين.
المجزرة وقعت بعد يومين فقط من دعوة أطلقتها حكومة الدعم السريع الموازية، طالبت فيها المدنيين في الفاشر بالتوجه إلى قرية قرني، وسط حصار خانق يعاني منه أكثر من 800 ألف شخص داخل المدينة، مع نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.
وتواجه دارفور، بحسب تقارير أممية ودولية، واحدة من أسوأ أزمات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في العصر الحديث، مع اتهامات موثقة بارتكاب فظائع تشمل القتل الجماعي والعنف الجنسي وحرق القرى ومخيمات النازحين بدوافع عرقية.
***********************************************
عون يتعهد بمحاسبة جميع المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت
بيروت – وكالات
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس الإثنين، التزام الدولة بمواصلة الضغط لكشف الحقيقة الكاملة وراء جريمة تفجير مرفأ بيروت، ومحاسبة جميع المتورطين بغض النظر عن مناصبهم أو انتماءاتهم، وذلك في الذكرى الخامسة للانفجار الذي وصفه بـ "الجريمة الكبرى التي هزّت ضمير الأمة والعالم".
وفي كلمة نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام، قال عون: "العدالة لا تعرف الاستثناءات، والقانون يطال الجميع من دون تمييز"، مضيفًا: "لقد عاهدت الشعب اللبناني على أن تكون محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة أولوية قصوى، ولن يفلت من العقاب كل من تسبب بإهماله أو فساده".
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن السلطات ستعمل بكل الوسائل لضمان استكمال التحقيقات بشفافية ونزاهة، مجددًا الوعد لعائلات الضحايا بأن "العدالة قادمة، والحساب آت، وهذا وعد قطعته على نفسي أمام الله والوطن".
من جانب آخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي أن المحقق العدلي طارق البيطار أنهى استجواب جميع المدعى عليهم، بينهم رئيس الحكومة السابق حسان دياب وقادة عسكريون وأمنيون، فيما امتنع 4 مسؤولين سابقين عن المثول، بينهم 3 وزراء ونائب حالي.
**************************************************
العقوبات الاقتصادية والجوع أشد فتكا من الحروب
رشيد غويلب
الذاكرة البشرية ترى في الحروب واحدة من أكثر صور البشاعة في حياة المجتمعات، وفي ظل هذه الحروب تنزوي الآثار المدمرة للعقوبات الاقتصادية القسرية، وحالات الجوع التي تعاني منها بلدان عديدة نتيجة لاستغلال شمال العالم لجنوبه، وتزايد الظلم الاجتماعي داخل هذه البلدان.
في هذه المساهمة سنشير إلى دراسة حديثة بشأن عواقب العقوبات الاقتصادية، وكذلك معطيات منظمة " المساعدة على مكافحة الجوع" غير الحكومية العالمية.
العقوبات الاقتصادية
نشرت مجلة "ذا لانسيت" الطبية، التي تعد واحدة من أشهر المجلات المختصة في العالم، في 23 تموز 2025 دراسة أكدت فيها، ان العقوبات الاقتصادية قاتلة. فهي تُسبب وفيات تفوق الحروب بخمسة أضعاف،. واستنتجت الدراسة أنه خلال سنوات 1971 -2021، لقي ما يُقدر بـ 564 ألف انسان حتفهم سنويًا نتيجة العقوبات الاقتصادية، مقارنةً بمتوسط 106 آلاف حالة وفاة نتيجة العمليات القتالية في الحروب.
وفقًا لأستاذ الاقتصاد فرانسيسكو رودريغيز، أحد واضعي الدراسة، في مقابلة مع مركز البحوث الاقتصادية والسياسية (CEPR) عادةً ما تفرض الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي عقوبات أحادية الجانب على دول الجنوب العالمي، وفقًا لمبادئهما الليبرالية، بهدف تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام. في الواقع، عادةً ما تهدف هذه العقوبات إلى الإطاحة بحكومات غير مرغوب فيها. والنتيجة هي "انهيار اقتصادات الدول المستهدفة" والعقاب الجماعي لشعوبها. وذاكرة العراقيين ما تزال تخزن مآسي الحصار الاقتصادي الجائر، الذي فرضته الولايات المتحدة على شعبنا في سنوات 1991 – 2003.
وبينت دراسة أن معدلات الوفيات وفق الفئات العمرية في 152 دولة، بالإضافة إلى زيادة سنوية في معدل الوفيات بأكثر من نصف مليون ضحية، وأظهر الباحثون أيضًا ارتفاعًا في وفيات الرضع والأمهات. ويرون أن للعقوبات الاقتصادية آثارًا سلبية كبيرة على الرعاية الصحية وإمكانية الحصول على الأدوية والغذاء، وبشكل خاص بالنسبة للفئات الضعيفة. اشارت الدراسة، إن 51 في المائة من الوفيات كانت دون سن الخامسة.
بواسطة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، وحصته الكبيرة في التجارة العالمية، وتأثيره على الجهات المانحة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تتمتع الدول الصناعية الغربية بنفوذ كبير، تستخدمه ضد الدول التابعة والفقيرة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك كوبا، التي تعاني من حصار اقتصادي جائر منذ عام ١٩٦٢. وعادة تُقدم العقوبات على أنها "وسيلة سياسية أقل فتكًا، وأكثر سلمية من القوة العسكرية"، كما يرى مارك وايزبروت، أحد واضعي الدراسة. في حين تُظهر الدراسة أن العكس هو الصحيح. ومع ذلك، تُستخدم الأحصرة بوتيرة متزايدة. لقد أثرت في عام 1960 على ٨ في المائة من دول العالم، وارتفعت النسبة إلى ٢٥ في المائة خلال سنوات ٢٠١٠ -٢٠٢٢.
تفاقم الجوع
أعلنت منظمة" المساعدة على مكافحة الجوع"، في 24 تموز 2025، أن قرابة عُشر سكان العالم يعانون من الجوع، جاء ذلك خلال تقديم المنظمة تقريرها السنوي في العاصمة الألمانية برلين. بلغ عدد الذين يعانون الجوع في العام الفائت 733 مليونًا، بزيادة قدرها 152 مليون، مقارنة بعام 2019. ويشير التقرير، "لو كانت هناك إرادة سياسية" و" تمويل كاف"، لكان من الممكن التغلب على الجوع بسرعة. لكن الواقع يتحدث لغة أخرى: فبينما أدت الكوارث المناخية والحروب إلى تفاقم انعدام المساواة والجوع عالميًا، فإن "أكبر الجهات المانحة"، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، "خفّضت ميزانياتها المخصصة للتعاون الإنمائي بشكل كبير".
يذكر التقرير أن "أكبر أزمة جوع في العالم" تتصاعد حاليًا في السودان. فبسبب الحرب الأهلية المستعرة، يعتمد 25 مليون شخص هناك على المساعدات الإنسانية. وقد تمكنت المنظمة من دعم 300 ألف منهم. ومع ذلك، فإن "أسوأ أزمة إنسانية في عصرنا" ناجمة عن أعمال الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة. وبحلول نهاية عام 2024، كان 90 في المائة من السكان قد نزحوا. والكثيرون منهم "على شفا المجاعة". وأفاد موظفو المنظمة المحليون ان هذه "الظروف المروعة" أسوأ من "أي منطقة أزمات أخرى". فالجوع هناك ليس نتيجة، بل سلاح تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
عادة يؤثر الجوع على النساء والفتيات بشكل أشد، تمامًا مثل الفقر أو الحرمان من الحقوق. علّق الرئيس التنفيذي للمنظمة ماتياس موغ خلال عرض التقرير قائلاً: "المساواة بين الجنسين ركيزة أساسية للقضاء على الجوع بشكل مستدام". وعند تعزيز الصحة والتعليم والتنمية الريفية، يجب على الحكومات "القضاء على أوجه عدم المساواة القائمة ومنح المرأة فرصًا أفضل للوصول إلى الموارد والمشاركة في صنع القرار".
لقد دمّر الاستغلال الرأسمالي بقاعًا كثيرة من العالم لدرجة أن الناس بالكاد يستطيعون العيش هناك، ناهيك عن الازدهار. لذلك، ووفقًا للتقرير، فإن "الالتزام بمكافحة الجوع مرتبط بحماية فضاءات الحياة". وخطط طموحة، على سبيل المثال، يجب "إعادة هيكلة جذرية" لقطاعات التغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة والصحة والمساعدات الإنسانية لضمان قدرتها على الصمود، ويجب "توسيع الشراكات مع المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال والمؤسسات الحكومية".
**********************************************
الصفحة السابعة
ميلادك التسعون.. مسيرة نضال وذاكرة لا تغيب
كمال شاكر
في بداية السبعينيات، وبين جدران قاطع الإعدام في سجن أبو غريب، احتفلنا بعيد الحزب… نعم، حتى في أحلك الظروف وأقساها، كنا نحتفل. افتتح الرفيق الشهيد سهيل شرهان الاحتفال بقصيدة خلدت معنا المعنى الحقيقي للانتماء:
بيك يا حزبي نتمسك أشد من رهبان دير
لو عمرنا يصل حدّه، نجيب عمر أطفالنا نكمل المسير
هذه الكلمات لم تكن مجرد شعر، بل عهدٌ على الاستمرار مهما بلغت التضحيات.
واليوم، وبعد تسعين عامًا على تأسيس الحزب، اجتمع الشيوعيون وأصدقاؤهم وأحباؤهم ليحتفلوا بهذه المسيرة الغنية بالتضحيات والعطاء. لم يسعفني القلم في حينه، بسبب وعكة صحية، لكن الذاكرة أبت إلا أن تشارك، وأن تحكي بعضًا من سيرة حزبٍ صاغ وجداننا، وسيرة جيلٍ عاش الفكرة ودفع ثمنها دون تردد.
حين تعود بي الذاكرة إلى محطات النضال، أشعر بأنني لا أستحضر الماضي فحسب، بل أُعيش أيامه. سنوات السجن، المنفى، الرفاق الذين غابوا في غياهب الظلم، والذين ما زالوا يسيرون بيننا حاملين ذات الشعلة… كل ذلك لا يُنسى، بل يعيش معنا بنفس وتيرة أعمارنا.
لقد علّمتني السجون أن هناك أنواعًا للصمت: الصمت الغاضب، والصمت الرافض، وصمت المحبة، بل وصمت الكرامة.
ومن أنواع الصمت هذه يولد الانفجار… كلمات تُكتب في الذاكرة قبل الورق، وتمرّ كأنها محطات عمرٍ نُحتت في الصخر.
غادرتُ سجون بعقوبة، بغداد، الحلة، الرمادي، نكرة السلمان، العمارة، الموصل، وقواطع الإعدام الأربعة… لكن هذه السجون لم تغادرني. عشت داخلها أربعة عشر عامًا، لكنها تعيش فيّ كل يوم، حاضرة في تفاصيل الذاكرة وملامح النضال.
ولا تقتصر حكايتنا على السجون، بل تمتد إلى ساحات العمل الجماهيري. من سكرتارية اتحاد الطلبة في خانقين، إلى سكرتارية اتحاد الشبيبة الديمقراطية العراقي، وعضوًا في سكرتارية اتحاد الشبيبة العالمي. وفي أحد الأيام حين صدر الحكم بالإعدام، طُلب مني التوقيع على بيان “حل اتحاد الشبيبة”، فكان جوابي ساخرًا وبسيطًا:
“شنو اتحاد الشبيبة دكان؟ أنزل الكبنك متى ما أريد؟!”
لقد علمنا الحزب عبر هذه العقود أن الكفاح ليس خطابة ولا شعارات، بل مشروع إنساني عميق. تعلمنا أن النقاء يزيد صاحبه معاناة وشقاء، وأن العقل وحده لا يكفي ما لم يرافقه وعي إنساني. وأن العاقل يتعلم من أعدائه، والغبي لا ينتفع من أصدقائه.
وأنّ علينا أن نخاطب الجاهل كما يخاطب الطبيب مريضه، لا بوعظٍ بل بفهمٍ ورحمة.
وفي هذه المسيرة، أدركنا أن الإبداع لا يولد من الفردانية، بل من العمل الجماعي، من الحوار، من الاختلاف البنّاء لا الهدم، ومن الرؤية الواقعية التي لا تخاف مواجهة الحقيقة. وأن الصوت الهادئ أقوى من الصياح، والحياة لا تُصغي إلا لمن يهمس بعقلٍ مفتوح وقلب نابض. نعم، عشنا عمرًا طويلًا، وعلمتنا الأيام أن نختار أصدقاءنا كما نختار أفكارنا: بوعي ومسؤولية.
لقد أيقنت دائمًا أن المواطن لا يكون حرًّا ما لم يحترم حقوق الآخرين، وأن الإبداع الفردي لا يُثمر إلا من خلال العمل الجماعي والحوار الرفاقي الصادق. وأن لا مستقبل بدون تعددية وتنوع، وبدون مواجهة الماضي نقديًا، لا عاطفيًا.
لا حاجة لتكرار الحديث عن التخلف، فملامحه بادية في كل تفاصيل الحياة. وبدلًا من أن نشكو، علينا أن نحلّل، ونعمل، ونتغيّر. وكما قال الإمام علي (ع): “العاقل من يضع الشيء في موضعه.”
في تسعين عامًا، لم يكن الحزب مجرد تنظيم سياسي، بل مدرسة فكرية وأخلاقية. علّمنا أن الحرية الحقيقية لا تُنال ما لم تُحترم حقوق الآخرين، وأنّ كل إبداع فردي هو في جوهره ابنٌ للثقافة الجماعية، وأنّ قوة الحزب في تنوعه، وتعدديته، وقدرته على تجديد نفسه من الداخل لا من الخارج.
إن ثقافتنا الشيوعية ليست جامدة، بل متحركة، نقدية، تحرّر الفكر من قيود الماضي، وتحاور التراث لا لتقديسه بل لفهمه وتسخيره لخدمة الحاضر والمستقبل.
نعم، نحن نعيش في مجتمع تحكمه العشيرة والدين والطائفة، لكنّنا لسنا أسرى هذا الإرث. علينا أن نعيد قراءة تراثنا بعين ناقدة، نستخلص منه الدروس لا القيود. فالتراث معلم، لا سجان.
وإذا أردنا الخلاص مما نحن فيه، علينا أن نبتعد عن الشخصنة والانفعالات، وأن نعود إلى جوهر القضايا. فالكلام صفة المتكلم، وكل كلمة تُقال ترسم ملامح ثقافة صاحبها.
إن التاريخ لا يُستخدم للتبرير، بل للفهم والتحليل. وما تحقق بالأمس يساعدنا على فهم اليوم، وصياغة غدٍ أفضل. لقد علمتنا الحياة والحزب أن بناء الذات ضرورة لنهوض الجماعة، وأن قوة الحجة في وضوحها.
وإذا كنا نسعى لبناء وطن حر وشعب سعيد، فلابد أن نُدرك أن هذا المشروع لا يتحقق إلا بثلاثية الوعي، والإرادة، والعمل الجماعي وأنه ليس مجرد عبارة، بل هو مشروع حياة ومنهج نضال. والوحدة الرفاقية، والعمل الجماعي، هما السلاح الذي به نحفظ المعرفة من التشتت، وبه نعيد إحياء الفكر وتجديده عبر الحوار، والاجتهاد، والممارسة. وفي هذا السياق، يبقى شعار الحزب العتيد “وطن حر وشعب سعيد” عنوانًا لمنهج نضالي متجدد، يحمل في روحه قيم الحرية والعدالة والمساواة، ويؤمن بأن الكلمة المخلصة، والعمل الصادق، وروح الفريق، هم السلاح الحقيقي لبناء مجتمع عادل.
وختامًا، لا يمكننا تحقيق النصر دون إرادة، ولا نبلغ الحقيقة دون تجاوز الذاتية. الحياة منحتنا هديتين لا تقدران بثمن: الكتاب والصديق. فلنحافظ عليهما.
في عيد الحزب التسعين، دعونا نحتفل بالمسيرة لا بالكلمات، بالتجربة لا بالشعارات. لنجدد العهد مع من مضوا، ومع من يكملون الطريق
وفي عيد الحزب التسعين، أذرف دمعة فرح، وأتذكّر كلمات الأعرابية حين سئلت: “من أحب أولادك إليك؟” فقالت: غائبهم حتى يعود، ومريضهم حتى يُشفى، وصغيرهم حتى يكبر.
فإلى كل رفاقي في الدرب الطويل، لكم مني كل الوفاء، ولنحمل مشاعل النضال معًا، كما حملناها بالأمس، ونحملها اليوم، حتى نضيء بها غدًا أكثر عدلًا وكرامة.
*****************************************
مهنة المتاعب و النشاط الحزبي
عبد جعفر
أدرك الماركسيون الأوائل، ثم الشيوعيون بعد تأسيس حزبهم الشيوعي العراقي عام 1934، أهمية العمل الفكري، ونشر الوعي بين صفوف الشعب، منطلقين من مقولة
ماركس الشهيرة، بأن الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنعها.
ولهذا اهتمت صحافة الحزب منذ البداية بالخطاب الذي ينهض بالناس كي يخرجوا من ربقة الاستغلال والاستعباد، وتمكينهم من النهوض بإرادة حرة لكسر قيوده، وإنجاز ما يصبون إليه من حرية وعدالة إجتماعية، ونمو اقتصادي واجتماعي وتحقيق إستقلال وسيادة الوطن.
وساهمت صحافة الحزب مع غيرها من المنابر الوطنية في إيقاظ الوعي وإسناد انتفاضات الشعب المختلفة وإحتجاجاته، فعرف العديد من الفلاحين المنسيين في الأرياف، وكادحي المدن عبر المنشور السري للحزب، طريقهم وبوصلتهم في الحياة، وتحقيق التضامن والانخراط في العمل الحزبي والنقابي، متحملين عناء المطاردة وإرهاب السلطات وإعتقالاتها، بعد أن امتلكوا فكرا أصبح سلاحا ماضيا بأيديهم إتجاه الأعداء.
والسؤال كيف أستطاع الحزب الفتي مخاطبة الجمهور في صحافته؟ وأي لغة استخدم؟ وكيف تجاوز قضية الأمية الأبجدية المنتشرة عند الأوساط الكادحة وحتى طلائعها آنذاك، وبالتالي إقناعهم بالشيوعية، وأن الحزب يدافع عن قضاياهم، ويطلب منهم تجاوز عملهم العفوي وتأثيرات الوضع الاجتماعي المتخلف عليهم؟
قبل هذا أو وذاك، رأى الرفيق فهد، أن أس هذا العمل هو التنظيم، ولكن أي تنظيم يريد؟ على ذلك يجيب في صحيفة القاعدة 9-11 آب عام 1944
قائلا:
(تستطيع الأحزاب الشيوعية في العالم القيام بتأدية واجباتها في هذه المرحلة -مرحلة الإمبريالزم- تحتم عليها أن تكون مجاهدة، أحزابا جماهيرية، لها قواعد عامة ثابتة).
ويستشهد بمقولة لينين في مكان آخر (إنه على الحزب أن يتبع أشكال التنظيم التي تمكنه من استغلال جميع الإمكانيات في العمل، أن يدرب قادته وكادره تدريبا يجعلهم أهلا لقيادة حزب مفروض عليه أن يقوم بدور الطليعة).
ومن هذه العلاقة الجدلية بين التنظيم الحزبي والعمل الصحفي والتعبوي، أرسى فهد قواعد التنظيم وتوجهاته كي ينجح في مخاطبة الناس ورفع وعيهم رغم عمله السري، حتى يكون للشعب رأي عام قوي. فالتنظيم لا يوزع الصحيفة فقط، إنما تصبح مرشده بالعمل أيضا، بعد ان يتمكن الرفاق من إيصال مضامينها إلى الجماهير ومن حولهم.
وقد تفنن الشيوعيون رغم إرهاب السلطات بإيجاد كل الوسائل من أجل إصدار صحفهم السرية (كفاح الشعب، الشرارة، والقاعدة واتحاد الشعب) ثم العلنية (العصبة، والأساس واتحاد الشعب، وطريق الشعب والفكر الجديد) بالإضافة إلى الصحافة الشيوعية باللغة الكردية مثل ئازادي وريكاي كردستان، وشكلت متجمعة صداعا دائما للسلطات ، إلى جانب تعزيز وتوسيع التنظيم وقيادة المظاهرات حتى السريعة منها للفت انتباه الشارع، بالإضافة إلى الاستفادة من المنابر الوطنية المجازة رسميا والكتابة فيها. ليس هذا فحسب بل العمل على تقويم خطابها. أوضح فهد في جريدة العصبة (إنه على الصحافة الوطنية أن تنتقد جميع المفاهيم الإستعمارية والإندحارية لكي لاتعلق بأذهان البسطاء وأحيانا غير البسطاء وان لا تكون هي (الصحافة الوطنية) واسطة لنقل تلك المفاهيم عن طريق نقل الاخبار والتصريحات والنشر كالإعلان عن مجلة المختار مثلا).
ويذكر أن مجلة المختار النسخة العربية (التي صدرت في مصر سبتمبر (ايلول) 1943) من مجلة ريدر دايجست الأمريكية الشهيرة التي صدرت عام 1920. استخدمت كأداة لنشر الافكار والقيم الأمريكية في العالم العربي خلال فترة الحرب الباردة. وكشف أخيرا أن وكالة المخابرات الامريكية قد دعمت هذه المجلة ضمن تنظيم جبهة عريضة من (أجل الاستيلاء على عقول البشر).
وتميزت لغة صحافة الحزب السرية التي ساهم فيها الرفيق فهد بالوضوح والبساطة في تقريب المفاهيم الصعبة والعميقة، والدفاع عن هموم وقضايا الناس، والاهتمام الخاص بالعمال وتقريب الذين يمتازون بالوعي الطبقي والوضوح الفكري قياسا ب (الأفندية)، لمعرفته بحداثة البروليتاريا العراقية وقلة خبرتهم بأساليب الانتهازية وكذلك قلة الكادر الحزبي المتقن للنظرية الثورية وتطبيقها.
وكشفت الأحداث العلاقة الطردية بين قوة التنظيم الحزبي وصحافته، فبعد ثورة 14 تموز أصبحت (اتحاد الشعب) الصحيفة الأولى في العراق، أذ وصل توزيعها بحدود 28الف نسخة يوميا. وتميزت بكتابها أمثال الشهيد أبو سعيد (عبد الجبار وهبي).
كما أن (طريق الشعب) العلنية التي صدرت في سبتمبر (أيلول) 1973، نافست الصحف الرسمية من حيث التوزيع، وتميزت بموادها التي لاقت جماهيرية واسعة بفضل استقطاب خيرة الكتاب والمحررين من رفاق وأصدقاء. ولكن كل هذا لم يكن، بدون دعم التنظيمات من خلال المكاتب الصحفية في المحافظات ونشاطات المختصات الحزبية للمثقفين، والمعلمين، والاقتصاديين، والأطباء، وأصحاب المهن الطبية، والمهندسين، والكوادر الفلاحية والعمالية وغيرهم) بالإضافة إلى دعم المنظمات الديمقراطية (إتحاد الطلبة، الشبيبة الديمقراطية ورابطة المرأة العراقية) وكذلك دور مناضلي الحزب في توزيع الجريدة وتوصيلها إلى أماكن بعيدة، وإلى الأماكن التي منعت السلطات وصول الجريدة اليها.
ويذكر أن العديد من العاملين في طريق الشعب ومكاتبها الصحفية تعرضوا للاعتقال والتعذيب وأستشهد منهم أعلام مهمة ظلت وتظل ساطعة في وجدان كل الرفاق، وغيب الموت عدد آخر أثروا ساحات النضال في كتاباتهم وانحيازهم رغم قساوة الظروف إلى شعبهم. كما كان معظم العاملين في الجريدة يعيشون على الكفاف متحملين شظف العيش، ولم يكن أحد منهم يتذمر، لقناعتهم بظروف الحزب، وإيمانهم أنهم يؤدون واجبهم إتجاه الحزب والشعب.
وما أحوجنا اليوم إلى دراسة هذه التجارب الناجحة لتفعيل دور صحافة الحزب وتقوية تنظيماتنا وجعلها جماهيرية كما يقول الرفيق فهد ومجاهدة، لمقاومة قوى الفساد والخراب والطائفية والظلام المتحكمة برقاب الناس.
وقد يرد البعض بأن الظروف تغييرت، وكذلك بعض القناعات، ولا يمكن عودة الزمان إلى الوراء، وأقول هذا صحيح، غير أنه من المؤكد أيضا أن نهوض التنظيم وتطويره كفيل بإزالة كل العقبات، خصوصا وأن فئات واسعة من الشعب متضررة من سياسة الطغمة الحاكمة، فهي بحاجة إلى من يحول أفعالها العفوية ضد الظلم إلى عمل منظم، وهو ما أوضحه غرامشي في (حرب المواقع) مادامت هذه القوى تفرض هيمنتها و سلطتها المباشرة وغير المباشرة عبر المؤسسات الثقافية والدينية والتعليمية والإعلامية، فأن ذلك يدعو (الحركات التقدمية أن تبني قواعدها الشعبية من خلال التغلغل في المجتمع المدني وإحداث تغييرات ثقافية وفكرية).
******************************************
مطبعة القاعدة*
عامل مطبعة
هذا المقال لم ينشر باسم "أبو سعيد" وإنما نشر بتوقيع (عامل مطبعة) في جريدة "اتحاد الشعب" بتاريخ ٢٦/١/١٩٦٠ ونعيد هنا نشره ليس باعتباره نموذجاً من كتابات الشهيد "أبو سعيد" - فنموذج واحد لا يقدم تعريفاً كاملاً بأسلوب الكاتب وإنما باعتباره صفحة من مذكرات لم يجد "أبو سعيد" وقتاً وعمراً كافياً لكتابتها.
حين تزدحم الذكريات ويطلب إليك ان تقصر الحديث على بعضها، وبعضها فقط لأن البعض الآخر لم يحن وأنه بعد وأن يخصص لك حيز محدود فأمر باعث على الحرج ولكن "اتحاد الشعب" تطلب ذلك وما اعتدت أن أرد لها طلباً.
تعود بي الذكرى إلى موعد لقاء مع أحد الرفاق لا زالت أذكره حين جاءني يركب دراجة ويرتدي ملابس الفلاحين البسيطة واصطحبني معه على دراجته وراح يشق بساتين النخيل حتى توقف عند باب مصنوع من جذوع النخيل، فدفعه بهدوء ودخل كانت ثمة غرفة واحدة طويلة قديمة وواضح أن الأغنام والماعز قد أوت إليها في بعض الأيام، التفت إلى الرفيق وابتسم فنحن إذن في مقر مطبعة القاعدة.
نصبنا (النساكي) على الأرض ووزعنا الحروف وبدأنا العمل في الحال، ولكننا ما كدنا نستعد لطبع العدد الجديد من القاعدة حتى أخبرنا بضرورة الانتقال إلى مقر آخر بسرعة وكان هذه المرة واحدا من بيوت الفلاحين وهو أفضل من سابقه لولا بعده عن مصادر الورق، وتعلمت بعدها أننا لن نستقر في مكان كنا في صراع مع (العيون) و(الأرصاد) لنسرب من بينها أكداس الورق غير المطبوع لنعيده مطبوعاً.
وفي سباق مع الزمن أذكر أننا كنا نوصل الليل بالنهار لنلحق بالأحداث، ومشكلة الصوت هي الأخرى كانت تصارعنا دائماً، وأن كانت مبعثاً للطرائف في بعض الأحيان، فقد اضطررنا مرة إلى مواصلة الطبع ليل نهار ولم نحس الا وواحدة من الجيران تدخل علينا لتسأل: "شلون الولد ظل بالي يمه عليه.. هاي ليلتين أسمع حس الكاروك"، وأدركنا في الحال ان صوت البكرات اللعينة قد خاننا، وهكذا حرمنا من العمل الليلي أيضاً.
والعقبة الكأداء التي ظلت تواجهنا دائماً هي الحجم، كانت تتملكنا الرغبة في أن نری جريدتنا أكبر حجماً فصممنا على تكبيرها وكلفتنا التجربة الأولى انكسار آلة وتوقف الطبع لأيام، ولكننا عاودنا التجربة وصنعنا نموذجاً من الخشب وأمضينا شهرين أو ثلاثة بين هذا (التورنجي) وذاك، نبرد من هنا وندق من هناك ولكن "المحروسة" أضربت عن العمل وجاءنا الفرج من الحزب وكانت هذه المطبعة الجديدة أكبر حجماً وأسرع ورأينا إكراماً لعينيها ان نسميها (الغزيلة) ولكن حتى هذه الغزيلة غدت مع الأيام لا تشبع لنا رغبة فلجانا إلى اصطناع الحيلة واستطعنا أن نطبع أحد مناشير الحزب بثلاثة أضعاف الحجم الاعتيادي وصح ما توقعناه فقد نزل نزول الصاعقة على جواسيس نوري السعيد ولكن الجماهير استقبله بفرح كبير.
ومضت الشهور وكل شيء يجري بشكل حسن آلاف المنشورات نطبع كل يوم، كنا لا نوقف الماكنة حتى ولا لفترة الأكل فقد أزداد الطلب على مطبوعاتنا وكان جيراننا الطيبون قد اطمأنوا لنا وتحول هذا مع الزمن إلى حنو وعطف حتى أنهم كانوا يصرون علينا ان يغسلوا لنا ملابسنا، لكننا فوجئنا يوماً باعتقال بعض الرفاق، فصار لزاماً ان ننقل المطبعة فشرعنا مع سكون الليل نفكك (الغزيلة) ونحزم ادواتها من دون أدني صوت وأحرقنا أكداساً من الورق الذي لم ينته طبعه بعد، ومع الفجر أنسللنا من البيت وفي قلوبنا حسرة وداع الجيران.
وفي عام ١٩٥٤ وكانت مياه دجلة قد طغت على ما يحيط بغداد وكنا قد شرعنا في الطبع، دارت الآلات، يوم.. يومين... ثلاثة وتذكرت ان رفيقاً لنا لم يعد من مهمة حزبية فتصاعد الدم إلى رأسي ولم يكن ثمة أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن في حالات كهذه، لابد أن سراديب بهجت العطية قد استضافته فحزمنا أمورنا وكان انتقالاً جديداً وكان حلف انقرة كراجي يكاد يطبق على بغداد وكان المستعمرون قد زجوا إلى الميدان بكل ما يمتلكون، وكان شعبنا البطل يتأكل الغيض فصار إلزاماً ان نصدر عدداً جديداً قبل ان ننتهي من نصب الماكنة فلجأنا إلى (الرونيو) فصح ما توقعناه فقد بدأ اليوم الوجوم على الوجوه لابد ان المطبعة قد أغرقتها المياه خلف السدة.. وراح بعضهم يخفف الوقع، أنها في بعقوبة وقد انقطعت عن بغداد وسرت العدوى إلى زبانية التحقيقات فراحوا يشمتون ولكننا عزمنا ان نفوت عليهم فرصة الشماتة وكذلك كان الحال، وكانت اعقد مشاكلنا التي رافقتنا طوال العهد السري هي كيف نفي بمتطلبات النشر المتزايدة، هذه مسودة مقال عن اجتماع انقرة ومؤامرات حلف بغداد وآخر عن نشاط زمرة انتهازية، الموضوعان هامان ولكنهما سيحتلان صفحتين ونصف واتناول الثالثة فإذا هي رسالة من عمال سد دوکان ورابعة من فلاحي المدحتية وتتكاثر الرسائل كلها مؤثرة وتعكس واقع الشعب المر ونضالاته ونختصر ونضيق بين السطور ونستخدم ورقاً سميكاً بدل فواصل الرصاص، ولكننا نضطر إلى تأجيل هذا الخبر أو تلك المقالة وفي قلوبنا مرارة الأسى.
مصاعب كثيرة وظروف قاسية ولكننا ننظر إلى الغد المشرق باسمين.. لابد ان نطبع "اتحاد "الشعب بأكبر مطابع بغداد وها هي اليوم وبعد عام وبعض العام من الثورة المجيدة تطبع في أكبر مطابع بغداد فهنيئاً لكم أيها الرفاق وهنيئاً للشعب الذي لم تستطع قوى الظلام ان نحجب عنه الحقيقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المقال منقول عن كتاب من "العصبة إلى "طريق الشعب" للكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم.
*******************************************
الصفحة الثامنة
130 عاما على رحيل إنجلز عازف الكمان الثاني!
رضا الظاهر
ما من صداقة مخلصة، وشراكة سياسية وفكرية عميقة يمكن أن تضارع تلك التي كانت بين كارل ماركس وفريدريك إنجلز. فهما لم يكتبا (البيان الشيوعي) عام 1848، أو يشاركا في الثورات التي حدثت في ذلك العام حسب، وإنما، أيضا، كتبا أعمالا في فترة أبكر. وفي أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر كان الاثنان قادرين، أخيرا، على أن يعيشا على مقربة من بعض، ويناقشا أفكارهما ومشاريعهما المختلفة. وبعد رحيل ماركس عام 1883 أنجز إنجلز الجزأين الثاني والثالث من مؤلف ماركس (رأس المال) اعتمادا على ما تركه رفيقه. وإذا كان أنجلز يقف في ظل ماركس، وهو ما اعترف به، فانه كان، بالتأكيد، عملاقا فكريا وسياسيا بحق.
كان إنجلز (28 تشرين الثاني 1820 – 5 آب 1895)، الذي ولد في بارمن بألمانيا، شابا واعدا، وفر له والده، الصناعي في مجال النسيج، فرصة العمل في مصنع، وهو ما أبعده عن تكملة دراسته. وقد علم نفسه ذاتيا، وكانت لديه رغبة عارمة في المعرفة.
وكانت السنتان اللتان قضاهما في إنجلترا، حيث أرسل في عمر الثانية والعشرين ليعمل في مصنه والده في مانشستر، حاسمتين في إنضاج قناعاته السياسية. فهناك تعرف، بعمق، على آثار الاستغلال الرأسمالي للبروليتاريا، والملكية الخاصة، والتنافس بين الأفراد. وأقام صلات مع الحركة الشارتية، ووقع في حب الأيرلندية ماري بيرنز، التي لعبت دورا هاما في تطوره.
وكان إنجلز صحفيا لامعا نشر تقاريره في ألمانيا حول الصراعات الاجتماعية. وكتب للصحافة الناطقة بالإنجليزية عن التطورات في القارة الأوروبية. وقد أثار مؤلفه (خطوط أولية لنقد الاقتصاد السياسي)، الذي نشر عام 1844، اهتماما كبيرا لدى ماركس، الذي كان قد قرر، في ذلك الوقت، أن يكرس طاقاته للموضوع ذاته.
وفي مقدمة جديدة لمؤلف ماركس (الصراع الطبقي في فرنسا) – 1850 كتبت قبل أشهر من رحيله، صاغ إنجلز نظرية الثورة التي حاول تكييفها للمشهد السياسي الجديد في أوروبا.
وعلى خلاف الاشتراكيين الديمقراطيين، الذين استغلوا نصه في سياق تشريعي إصلاحي، أكد إنجلز على أن "القتال في الشوارع" ما يزال يحتفظ بمكانته في الثورة. وواصل إنجلز القول بأن الثورة لا يمكن تحقيقها من دون المساهمة الفعالة للجماهير، وهو ما يتطلب "عملا مديدا وصبورا".
عازف الكمان الثاني
بعد رحيل ماركس، وبتواضع قلّ نظيره، قال إنجلز عن نفسه: "طيلة حياتي قمت بما خُلِقت من أجله، أي عازف الكمان الثاني. وأثق بأنني أرضيت ضميري تماما، وأنا سعيد في أن يكون لديّ عازف كمان أول مثل ماركس".
وكان إنجلز في تعليقه على كونه "عازف الكمان الثاني" إزاء ماركس يستخدم هذا التشبيه الموسيقي لوصف دوره "التابع" في شراكتهما الفكرية. والحق أن التاريخ لم يكن منصفا لأولئك الذين لعبوا دور العازف الثاني. فقد كُتِب الكثير من الكتب والكراسات والمقالات حول ماركس، ولكن سير الحياة عن إنجلز ومساهمته في الفكر الماركسي كانت، حتى وقت قريب، قليلة ولا تقارن بما كُتِب عن ماركس.
ولكن إنجلز يستحق، في الواقع، ما هو أكبر بكثير من أن يكون "عازفا ثانيا". ويتعين علينا أن نتذكر، من بين أمور كثيرة أخرى، التأثير العميق الذي مارسه إنجلز على صديقه ورفيقه ماركس، فضلا عن مساهماته النظرية الأخرى البارزة. وكان إنجلز قد أدرك، حتى قبل ماركس، جوهر الاقتصاد السياسي. والحق أنه في الوقت الذي بدأ الاثنان يتعرفان على بعضهما كان إنجلز قد نشر مقالات حول الموضوع أكثر من ماركس.
ويستحق إنجلز أن يوضع الى جانب ماركس كنظير له. فهو لم يدعم ماركس عبر التضحية بطاقاته الخاصة لتمويل ودعم عمل ماركس حسب، وإنما قام، أيضا، بمساهمات عظمى معروفة في أفكارهما المشتركة حول المادية التاريخية والفلسفة والاقتصاد، والكثير من حقول المعرفة الأخرى التي أرست أسس النظرية والممارسة في عصرهما وفي المستقبل.
ولم يكن إنجلز مجرد منظّر، بل كان إنسان فعل، ومقاتلا طبقيا. وقد رفض كل الامتيازات ووسائل الراحة التي كان بوسعه، وبكل يسر، أن يتمتع بها، في سبيل حياة يعرف أنه وُلِد من أجلها.
ويقول هذا الإنسان المتواضع الى أبعد حد، والذي غالبا ما قلل من شأن مساهمته التاريخية في "الاشتراكية العلمية"، إنه "لم يكن بوسعي ان أنجز ما أنجزه ماركس. فماركس يقف في مكان أعلى، وينظر الى أفق أبعد، ويتخذ نظرة أوسع وأسرع منا جميعا. كان ماركس عبقريا، بينما كنا، في أحسن الأحوال، نتمتع بموهبة. ومن دونه لم يكن للنظرية أن تكون على ما هي عليه اليوم. ولهذا فانها تحمل، عن حق، إسمه".
مساهمات نظرية بارزة
في عام 1845 نشر إنجلز كتابه الأول (حالة الطبقة العاملة في إنجلترا)، وهو في عمر الرابعة والعشرين. وكما هو واضح من العنوان فقد اعتمد هذا العمل على الملاحظة المباشرة. وقد كتب إنجلز في المقدمة أن معرفة ظروف عمل وحياة البروليتاريا "ضرورية تماما لكي يكون المرء قادرا على أن يرسي أساسا متينا للنظريات الاشتراكية".
وفي السنة ذاتها التي طردت فيها الحكومة الفرنسية ماركس بسبب نشاطاته الشيوعية لحق به إنجلز الى بروكسل. وهناك نشرا (العائلة المقدسة) - 1844، وعنوانه الأصلي (نقد النقد النقدي) ضد برونو باور وأصحابه (وهو أول كتاب مشترك له مع ماركس). وكتب الاثنان مخطوطة (الآيديولوجيا الألمانية) - 1846. وفي الفترة ذاتها ذهب إنجلز الى إنجلترا مع صديقه، وأطلعه مباشرة على ما كان قد رآه وفهمه حول نمط الانتاج الرأسمالي.
وفي عام 1849، وفي أعقاب هزيمة الثورة، أجبر ماركس على الانتقال الى إنجلترا، وسرعان ما عبر إنجلز القنال بعده. وبينما أقام ماركس في لندن، ذهب إنجلز الى مانشستر لترتيب مشروع العائلة. ومن أجل دعم نفسه ومساعدة صديقه وافق على إدارة مصنع والده في مانشستر حتى عام 1870.
وخلال العقدين الأخيرين من حياتهما وعملهما المشترك لم يتوقف إنجلز عن الكتابة. ففي عام 1850 نشر (حرب الفلاحين في ألمانيا)، وهو عن تاريخ التمردات في عامي 1524 – 1525. وفي هذا الكتاب سعى إنجلز الى أن يظهر كيف أن سلوك الطبقة الوسطى في ذلك الوقت كان يشبه سلوك البرجوازية الصغيرة خلال ثورة 1848 – 1849، وكيف أنها كانت مسؤولة عن الهزائم التي حدثت. ولكي يوفر إنجلز لرفيقه أن يكرس وقتا أكبر لاستكمال دراساته الاقتصادية، كتب إنجلز بين أعوام 1851 و1862 ما يقرب من نصف المقالات الخمسمئة التي أسهم ماركس بها في صحيفة (نيويورك تريبيون) الأميركية التي كان مراسلا لها. وكتب إنجلز للقراء الأميركان حول المسار والنتائج المحتملة لحروب كثيرة جرت في أوروبا. وفي أكثر من مناسبة أفلح في التنبؤ بالتطورات وتوقع الستراتيجيات العسكرية المستخدمة في الجبهات المختلفة، مبررا لنفسه الاسم المستعار الذي عرف به بين جميع رفاقه وهو اسم "الجنرال". وفي عامي 1870 – 1871، وبينما كان في ذروة نشاطه في جمعية العمال الأممية، نشر ملاحظاته حول الحرب الفرانكوبروسية، وهي سلسلة من ستين مقالا في جريدة (بال مول) اليومية الإنجليزية، محللا الأحداث العسكرية التي سبقت كومونة باريس.
وخلال السنوات الخمسة عشرة التالية أنجز إنجلز مساهمات نظرية رئيسية في سلسلة من الكتابات الموجهة ضد الخصوم السياسيين في الحركة العمالية. وكان إنجلز يهدف الى مقاومة أفكار بيير-جوزيف برودون في ألمانيا، وأن يوضح للعمال بأن السياسات الإصلاحية لا يمكن أن تحل محل الثورة.
وكان مؤلفه (أنتي دوهرينغ)، الذي نشر عام 1878، حسب وصفه "عرضا مترابطا للمنهج الديالكتيكي والنظرة الشيوعية الى العالم، ومرجعا حاسما في تشكيل التعاليم الماركسية".
وكان لمؤلفه (الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية العلمية)، الذي نشر عام 1880، تأثير عظيم. ولكن على الرغم من مآثره، ومن حقيقة أنه انتشر على نطاق واسع كما هو شأن (البيان الشيوعي)، فان تعريفات إنجلز للعلم والاشتراكية العلمية استخدمت لاحقا من جانب بعض الماركسيين اللينينيين المبتذلين لإعاقة أية مناقشة نقدية لموضوعات مؤسسي الشيوعية.
أما مؤلفه (ديالكتيك الطبيعة)، وهو أجزاء من مشروع عمل عليه إنجلز بصورة متقطعة بين أعوام 1873 و1883، فكان موضوع جدل هائل.
وفي عام 1884 نشر إنجلز (أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، وهو تحليل للدراسات الأنثروبولوجية التي قام بها الأميركي لويس مورغان. وكان مورغان قد اكتشف أن العلاقات الأمومية سبقت العلاقات البطرياركية. وبالنسبة لإنجلز كان هذا كشفا هاما في ما يتعلق بأصول البشرية، ذلك أن "نظرية داروين كانت للبيولوجيا، بينما نظرية ماركس حول فائض القيمة كانت للاقتصاد السياسي". وقد تزامن ظهور أول اضطهاد طبقي في التاريخ الإنساني مع اضطهاد جنس النساء من قبل الرجال. وفي ما يتعلق بالمساواة الجندرية، وكذلك الصراعات ضد الكولونيالية، لم يتردد إنجلز في دعم قضية التحرير. وأخيرا، وفي عام 1886 نشر إنجلز عملا مثيرا للجدل استهدف عودة المثالية الى الدوائر الألمانية، وهو (لودفيغ فويرباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية).
جنرال ماركس
في 30 حزيران من عام 1869 تخلى إنجلز عن عمله في مشروع العائلة بمانشستر بعد ما يقرب من عشرين عاما. وكانت في استقباله والترحيب بعودته الى بيته الريفي الصغير في ضواحي تشورلتون حبيبته ليزي بيرنز، والضيفة إليانور ماركس، إبنة صديقه ماركس.
وفي عام 1890 كتبت إليانور تقول: "كان إنجلز، الذي يفكر على نحو ستراتيجي، وغالبا ما يتحدى رؤساءه، مفكرا مثلما كان جنديا. كان إنجلز "الجنرال" (وهو اسم مستعار منح له من قبل إليانور في ضوء صحافته "العسكرية")، وقد انتشر على الفور، ذلك أنه كان يجسد، بوضوح، حقيقة أعمق حول الرجل – ليس، ببساطة، عنايته الشخصية المثالية، واستقامة ظهره، وإنما الشعور المفرط بالتحكم، والقيادة الملهمة، والاحترافية الرائعة التي جسدت دوره البارز في المشروع الماركسي".
ولم يكن إنجلز يتمتع باهتمام دائم بالسيرة (خصوصا حياة جنرالات الجيش البريطاني) حسب، وإنما كان عنيدا في القول إن "الرجال يصنعون تاريخهم ... وإن كل امريء يتبع غايته الخاصة المرغوبة بوعي، وإن هذا، بالضبط، هو نتيجة لهذه الإرادات الكثيرة التي تعمل في اتجاهات مختلفة، وتأثيراتها المتنوعة على العالم الخارجي، وهي التي تشكل التاريخ. وبالنسبة لإنجلز كان التاريخ، على الدوام، جزئيا، مسألة رغبات فردية، ذلك أن "الإرادة تحددها العاطفة والتشاور. ولكن الروافع التي تحدد، في الحال، الإرادة والتشاور هي من أنماط مختلفة تماما". إنها قد تكون عوامل خارجية أو آيديولوجيات أو كراهيات شخصية أو حتى نزوات فردية. وكان السؤال هو: أية قوى دافعة تقف، في المقابل، وراء هذه الدوافع؟ وما هي الأسباب التاريخية التي تحول نفسها الى هذه الدوافع في عقول الآخرين؟"
إن الطموح الذي يقف وراء سيرة إنجلز هو، على وجه التحديد، تفكيك تلك العواطف والرغبات والكراهيات الشخصية والنزعات الفردية – وكذلك القوى الدافعة والقضايا التاريخية – لإنسان صاغ تاريخه الشخصي، ويواصل صياغة تاريخنا.
الديالكتيك بؤرة المراسلات
تعد مراسلات ماركس وإنجلز كنزا فكريا يتسم بقيمة علمية وسياسية هائلة. وفيها يتكشف مضمون الماركسية النظري فائق الغنى بأشد الوضوح، ذلك أن ماركس وإنجلز يعودان، غير مرة، في الرسائل، الى شتى جوانب مذهبهما.
كان ماركس يقرأ سبع لغات، في حين أتقن إنجلز ما يقرب من أثنتي عشرة لغة. وتدهش المرء رسائلهما بانتقالها الدائم بين اللغات، وبعدد الاقتباسات، بما في ذلك من اللاتينية والإغريقية القديمة. وكان الاثنان عاشقين للأدب، إذ كان ماركس يحفظ مقاطع من شكسبير عن ظهر قلب، ولم يكل من اقتباس أسخيلوس ودانتي وبلزاك في كتاباته. أما إنجلز فكان، لفترة طويلة، عميدا لمعهد شيلر في مانشستر، وكان مولعا بأرسطو وغوته وليسنغ. وسوية مع المناقشات المتواصلة للأحداث العالمية والامكانيات الثورية، كان الكثير من مراسلاتهما يعالج مسيرة التقدم المعاصر في المجالات العلمية. وكان ماركس يعتبر إنجلز، على الدوام، محاورا لا غنى عنه، ويتشاور مع عقله النقدي كلما تعين عليه أن يتخذ موقفا في مسألة مثيرة للجدل.
وإذا ما حاولنا أن نعرف، بكلمة واحدة، بؤرة المراسلات جميعها، فان هذه الكلمة ستكون "الديالكتيك"، وتطبيق الديالكتيك المادي على الاقتصاد السياسي والعلوم الطبيعية والفلسفة والسياسة.
ولرسائل إنجلز، التي أسميت اصطلاحا "الرسائل عن المادية التاريخية"، قيمة نظرية كبيرة، وبينها، على نحو خاص، رسالتاه الى شميدت بتاريخ 5 آب 1890، وبتاريخ 27 تشرين الأول 1890، ورسالته الى مهرينغ بتاريخ 14 تموز 1893، ورسالته الى بورغيوس بتاريخ 25 كانون الثاني 1894. وفي هذه الرسائل ينتقد إنجلز مبتذلي الماركسية، ويعرض الموضوعات الأساسية في الفهم المادي للتاريخ التي صاغها مع ماركس. ويبدي إنجلز حرصا خاصا على التطبيق الخلاق للنظرية الماركسية من جانب الأحزاب الاشتراكية، ويشجب، بشدة، تفسير النظرية تفسيرا عقائديا جامدا.
وقد كتب في رسالة الى زومبارت بتاريخ 11 آذار 1895 يقول: "... لم يكن مفهوم ماركس عن العالم عقيدة جامدة بل طريقة. وهو لا يقدم عقائد جاهزة، بل نقاط انطلاق وطريقة لمواصلة البحث".
وليس من قبيل المصادفة أن ماركس وجه رسائله عن (رأس المال) الى إنجلز. وكان إنجلز أول من يعرض عليه ماركس أفكاره، ويتحقق عنده من صحة استنتاجاته. وقد استفاد ماركس، بصورة واسعة في عمله من نصائح صديقه. وهذا ما تدل عليه، مثلا، رسالة ماركس بتاريخ 28 كانون الثاني 1863، وفيها يطلب من إنجلز أن يبدي رأيه في استعمال الآلات في الانتاج.
وليس من دون سبب أن ماركس كتب، في الساعة الثانية ليلا، في 16 آب 1867، بعد إنجاز تصحيح الملزمة الأخيرة من المجلد الأول من (رأس المال)، رسالة منفعلة الى إنجلز جاء فيها: "إذن، هذا المجلد جاهز. وأنا مدين لك، ولك وحدك، في جعل هذا العمل ممكنا! ولولا تفانيك من أجلي، لما استطعت، في أي حال من الأحوال، أن أقوم بكل العمل الضخم المتعلق بالمجلدات الثلاثة. أعانقك وأنا مفعم بالامتنان! تحية لك يا صديقي العزيز الوفي!".
وعن هذا العمل الهائل، الذي استغرق سنوات عديدة، يتحدث إنجلز في رسالته الى ن. دانييلسون بتاريخ 13 تشرين الثاني 1885، وفي رسالته الى ف. زورغه بتاريخ 29 تشرين الثاني 1886. إن هاتين الرسالتين تؤكدان فكرة أن إنجلز، بإصداره المجلدين الثاني والثالث من (رأس المال)، قد نصب لصديقه العبقري أثرا جليلا كتب عليه، دونما قصد، بأحرف لا تمحى، اسمه الخاص الى جانب اسم ماركس.
راهنية إنجلز
إذا ما كانت أعمال إنجلز التاريخية قد أضاءت حداثة الرأسمالية وسمتها التاريخية، فإن أعماله الفلسفية تشير الى مفهوم الرأسمالية ككلية ملموسة. وتعزز الرأي بأن إمكانية خلق بديل راديكالي لهذا النظام متأصلة في العلاقات الرأسمالية. وفي عالمنا النيوليبرالي المعاصر، الذي ماتزال تهيمن عليه الفكرة التاتشرية من أنه "ليس هناك بديل"، فان عمل إنجلز يتسم براهنية أعظم من أي وقت مضى.
وكما علّمنا ماركس وإنجلز فان التاريخ لا يقف ساكنا وينبغي النظر اليه وفهمه في سياق التغير الدائم. وفي هذا السياق ينبغي أن لا نتوقع إجابات جاهزة لمشكلاتنا المعاصرة. وعلى الرغم من أننا مانزال نعيش في عالم رأسمالي، كما كان ماركس وإنجلز، فان عالمنا مختلف كثيرا عن عالمهما، حتى على الرغم من أن الوظيفة الأساسية للنظام هي ذاتها.
واليوم علينا أن نرى مساهمة إنجلز كجزء من عملية متواصلة في ارتقاء الأفكار. إن الماركسية، شأن أية نظرية أخرى، بعيدة عن أن تكون إعلانا نهائيا عن الحقيقة، وكلمة نهائية في نظرية التطور الاجتماعي. ولا ريب أن كلا من ماركس وإنجلز كانا سيؤكدان ذلك.
وكان ماركس وإنجلز أول من أكد الدور الأساسي للاقتصاد في العملية التاريخية، وهو ما يعترف به معظم المؤرخين المعاصرين. فقد طورا المنهجية الأساسية للمادية التاريخية، التي هي أداة فعالة في فهم أفضل لتاريخنا.
إن المبدأ الأساسي للماركسية – الصراع الطبقي باعتباره المحرك الرئيسي للتحول الاجتماعي – ما يزال سبيلا لادراك وتحليل المجتمعات في عملية تطورها. ولكنه ليس العامل الوحيد الذي يتحكم بالتحول الاجتماعي. وبدون ذلك الفهم لن يكون هناك معنى لحاضرنا. وأما مستقبلنا فسيكون مثل تجول في غابة كثيفة من دون بوصلة. وقد زودنا ماركس وإنجلز ببوصلة، ونحن بحاجة الى استخدامها إذا ما أردنا صياغة مستقبل أفضل.
إن أفضل طريقة لاستذكار إنجلز في ذكرى رحيله الـ 130 واستلهام حياته وأفكاره، تكمن في أن لا نخشى من تفكيرنا الإبداعي، وأن لا نصوره أو ماركس كأيقونات نبجّلها ونتبعها بعبودية.
يطيب لنا، ونحن نحتفي بهذه الذكرى الجليلة، أن نختم بالقول إنه في رسالة الى فرانز مهرينغ بتاريخ 14 تموز 1893 يقول إنجلز:" ... أبدأ من النهاية، من الملحق "في المادية التاريخية"، الذي عرضتَ فيه كنه المسألة عرضا ممتازا ومقنعا لكل امريء لا رأي مسبقا له. وإذا كانت تظهر عندي بعض الاعتراضات، فليس ذلك إلا على أنك تنسب لي من الأفضال أكثر مما ينبغي، حتى وإن اعتبرنا كل ما يبلغ اليه تفكيري، أغلب الظن – مع مرور الزمن – بصورة مستقلة، وما اكتشفه ماركس قبلي بزمن طويل، وهو الذي يتحلى بنظر أبعد وأفق أوسع. إن من حالفه الحظ وعمل في سياق أربعين سنة مع رجل مثل ماركس، لا يتمتع، عادة، في حياته بذلك التقدير الذي يمكنه، على ما يبدو، أن يأمل به. ولكن عندما يموت الرجل العظيم، يحدث بكل سهولة أن يشرعوا في تقدير رفيقه الأقل شأنا منه بأكثر مما يستحق، وهذا ما يحدث لي الآن على ما يبدو ...".
****************************************
الصفحة التاسعة
من الملاعب إلى الميركاتو.. موسم استثنائي في الانتظار
بغداد ـ طريق الشعب
كشفت الأندية العراقية التي تلعب في دوري نجوم العراق لكرة القدم للموسم 2025-2026 عن ملاعبها الرسمية والافتراضية.
وقد تم اعتماد ملعب الشعب الدولي كملعب رسمي للشرطة والقوة الجوية في الموسم الجديد، وجاء قرار نادي الشرطة مؤقتاً لحين اكتمال تأهيل ملعب الشرطة مع بدايات الموسم الجديد. كما تم تحديد سعر تذكرة الدخول لمباريات الشرطة بـ 3000 دينار عراقي للموسم الحالي، في خطوة تهدف لتنظيم الحضور الجماهيري وتوفير بيئة مناسبة لعشاق القيثارة الخضراء.
في المقابل، باشر نادي زاخو باستبدال أرضية الملعب تحضيراً للموسم الجديد، وذلك لاستقبال مبارياته في دوري نجوم العراق 2025-2026.
واعتمد ناديا الزوراء والكهرباء ملعب نادي الزوراء كملعب للفريقين في الموسم المقبل، فيما اعتمد ناديا النجف والقاسم ملعب النجف الدولي كملعبهما الرسمي، والذي سيستضيف مباريات الفريقين في الموسم المقبل.
أما نادي دهوك، فقد اعتمد ملعبه رسمياً لاستضافة مباريات فريقه، وسيكون ملعب الرمادي هو الملعب الرسمي لنادي الكرمة للموسم الجديد.
وسيجمع ملعب الساحر أحمد راضي مباريات فريقي الكرخ والنفط، بينما سيكون ملعب الموصل ملعباً لفريق نادي الموصل.
وسيكون ملعب ميسان الأولمبي الملعب المعتمد لنادي نفط ميسان في الموسم المقبل، بينما سيحتضن ملعب المدينة في بغداد مباريات ناديي الطلبة وأمانة بغداد.
كما سيستضيف ملعب الناصرية مباريات نادي الغراف، وسيكون ملعب نوروز هو الملعب المعتمد لنادي نوروز، فيما سيكون ملعب فرنسو حريري الملعب الرسمي لنادي أربيل.
شهدت الساعات القليلة الماضية حراكاً لافتاً في سوق الانتقالات الصيفية للأندية، استعداداً لانطلاق دوري نجوم العراق 2025-2026، حيث تسعى الأندية للظفر بلاعبين بارزين لتعزيز التنافس الكروي.
وأعلن نادي القوة الجوية، تجديد تعاقده مع اللاعب رسلان حنون، واللاعب مصطفى وليد، لموسم آخر، بينما يفاوض النادي المهاجم إبراهيم غازي، لضمه إلى "الصقور" بعد تمثيله فريق دهوك الموسم الماضي.
وجدد حارس المنتخب العراقي أحمد باسل عقده مع نادي الشرطة لموسم آخر.
في المقابل، تعاقد نادي زاخو مع اللاعب حميد علي، قادماً من نادي الميناء لموسم واحد، بينما جدد مع لاعب المنتخب أمجد عطوان لموسم آخر.
وأعلن نادي دهوك تعاقده مع المحترف العراقي بلند حسن، قادماً من نادي دي غرافشاب الهولندي لموسم واحد، فيما لا يزال النادي في طور التفاوض مع محترف الدوري السويدي، العراقي عمار محسن.
كما اتفق لاعب المنتخب الأولمبي المحترف في نادي بي كيه أوليمبيك السويدي يوسف الإمام، مع نادي دهوك لتمثيله الموسم المقبل.
من جانبه، أعلن نادي النجف تعاقده مع اللاعب جعفر عبيس، قادماً من الكرخ لتمثيل "الكناري" لموسم واحد.
وتعاقد نادي الغراف مع اللاعب ستار جبار، قادماً من الكهرباء لتمثيله موسماً واحداً. بدوره، أعلن نادي الكهرباء عن تعاقده مع اللاعب عباس حسين، قادماً من الناصرية لموسم واحد. وتعاقد نادي ديالى مع ثلاثة لاعبين، هم أحمد زامل وحسين مطر قادمان من نفط ميسان، وباقر عطوان قادماً من الحدود.
في حين لا يزال نادي الكرمة يفاوض الحارس دولفان مهدي، الذي مثل أربيل الموسم الماضي.
************************************
أساطير البريميرليغ.. تألق بلا تتويج
لندن ـ وكالات
رغم المجد الذي حققه عدد من أبرز نجوم كرة القدم في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، فإن لقب البريميرليغ ظل عصياً عليهم، ليكتبوا فصولاً من التألق دون أن تُتوَّج جهودهم بكأس البطولة الأغلى محلياً في العالم.
روبي كين.. ماكينة الأهداف دون تاج
الأسطورة الأيرلندية روبي كين، صاحب 126 هدفاً في 349 مباراة بالدوري الإنجليزي، ظل بعيداً عن منصة التتويج رغم تألقه اللافت مع أندية كبرى مثل توتنهام وليفربول، ليبقى اسمه محفوراً ضمن أفضل مهاجمي البريميرليغ الذين لم يُتوَّجوا باللقب.
جيرارد.. القائد الذي سقط عند الحلم
ستيفن جيرارد، قائد ليفربول وأحد رموزه الخالدة، لم يتمكن من إنهاء عقدة الدوري رغم مساهماته الأسطورية وأبرزها قيادة "الريدز" للتتويج بدوري أبطال أوروبا عام 2005. وتبقى زلّته الشهيرة في موسم 2013-2014 إحدى أكثر لحظات البريميرليغ حزناً لعشاق ليفربول.
فرناندو توريس.. الفتى الذهبي دون منصة
سجل توريس اسمه بين عظماء الهجوم في إنجلترا وأوروبا، إلا أن رحلته مع ليفربول ثم تشيلسي لم تسفر عن تتويج بلقب الدوري، رغم فوزه بدوري الأبطال والدوري الأوروبي مع "البلوز".
هاري كين.. الأمل الأخير في كسر اللعنة
برصيد 213 هدفاً، يأتي هاري كين في وصافة الهدافين التاريخيين للدوري، لكنه لم يتوّج باللقب طوال مسيرته مع توتنهام. انتقل إلى بايرن ميونخ ونال الدوري الألماني، لكن أنظار كين تتجه مجدداً نحو البريميرليغ، في انتظار فرصة جديدة بعد مونديال 2026.
رغم الأقدام الذهبية، ظل التتويج بالدوري الإنكليزي حلماً معلقاً لهؤلاء النجوم، فيما يبقى الأمل قائماً بأن تكافئهم كرة القدم يوماً بلقب طال انتظاره.
***************************************
علي تكليف يفوز بعضوية الاتحاد الآسيوي للملاكمة
متابعة ـ طريق الشعب
فاز رئيس الاتحاد العراقي للملاكمة، علي تكليف شهيد، بعضوية الاتحاد الآسيوي خلال الانتخابات التي أُقيمت، يوم الأحد، في تايلاند. وقال نائب رئيس الاتحاد، علي عبد الزهرة، إن "الملاكمة العراقية سجلت حضوراً تاريخياً في مفاصل القرار القاري، بعد تفوق ممثلها في الانتخابات بحصوله على 18 صوتاً من أصل 27، مقابل 9 أصوات فقط لمنافسه الإيراني". وأشار عبد الزهرة إلى أن "هذا الفوز يُعد خطوة استراتيجية لتعزيز موقع العراق في الهيئات الرياضية الآسيوية، خصوصاً وأن آسيا تُعد من أبرز القارات في رياضة الملاكمة، مما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير الأداء الفني والإداري محلياً". وفي سياق متصل، كشف عبد الزهرة عن مشاركة العراق في بطولة آسيا الجارية، بوفد ترأسه حمود هاشم حمود، الذي تحمّل تكاليف سفره على نفقته الخاصة، نتيجة توقف الميزانية التشغيلية للاتحاد المركزي لأكثر من عام ونصف. كما شارك اللاعب العراقي والبطل الآسيوي يوسف سعد في البطولة على نفقته الخاصة أيضاً، غير أنه خسر فرصة التأهل إلى الأدوار المتقدمة رغم التعادل، إثر قرار فني منح الفوز لمنافسه الإيراني الحاصل على فضية النسخة الماضية.
********************************************
بطولة مونتريال خروج مفاجئ لشفيونتيك وتألق لافت لتاوسون وأوساكا
مونتريال ـ وكالات
ودعت المصنفة الثانية عالميًا، البولندية إيغا شفيونتيك، منافسات بطولة مونتريال للتنس فئة 1000 نقطة، بعد خسارة مفاجئة أمام الدنماركية كلارا تاوسون، ضمن منافسات الدور الرابع.
وتمكنت تاوسون، المصنفة الـ 16 على البطولة، من حسم المواجهة بمجموعتين دون رد (7-6، 6-3) في مباراة استغرقت ساعة و53 دقيقة، لتحجز مقعدًا في ربع النهائي حيث ستلاقي الأمريكية ماديسون كيز، المصنفة السادسة.
وبحسب إحصائيات "أوبتا"، فإن هذا هو ثاني فوز لتاوسون على إحدى المصنفات الخمس الأوائل عالميًا، بعد انتصارها على أرينا سابالينكا في بطولة دبي هذا العام، لتنضم إلى قائمة من خمس لاعبات فقط استطعن هزيمة شفيونتيك وسابالينكا هذا الموسم، إلى جانب كيز، ميرا أندريفا، كوكو جوف، وإيلينا أوستابينكو.
وفي بقية النتائج، واصلت الأوكرانية إيلينا سفيتولينا تألقها، بعدما أطاحت بالأمريكية أماندا أنيسيموفا، المصنفة الخامسة، بمجموعتين نظيفتين (6-4، 6-1) خلال ساعة و25 دقيقة، لتضرب موعدًا في ربع النهائي مع اليابانية نعومي أوساكا.
وقدمت أوساكا مباراة استثنائية أمام اللاتفية أناستازيا سيفاستوفا، حيث فازت بسهولة (6-1، 6-0) في 49 دقيقة فقط، لتسجل أسرع مباراة في منافسات فردي السيدات بنسخة هذا العام من البطولة.
يُذكر أنه وللمرة الخامسة في العصر الحديث، تفشل المصنفتان الأولى والثانية في بلوغ ربع نهائي بطولة كندا المفتوحة، بعد أعوام 1979، 2006، 2011، و2022.
*****************************************
العقود الجديدة للموسم المقبل وضرورة دراستها
منعم جابر
في كل موسم كروي، نلاحظ فيضًا من التعاقدات مع مدربين ولاعبين محترفين لا يلبّون المستوى المطلوب، وغالبًا ما تُبرم هذه التعاقدات بناءً على العلاقات الشخصية، ما يؤدي إلى فشل هذا المدرب أو ذاك اللاعب. وهنا تبدأ الخلافات والاجتهادات والمشكلات، وتتدخل محكمة الكأس أو المحاكم المحلية لفض النزاعات، مما ينعكس سلبًا على نتائج الفرق.
وهنا أوجّه حديثي إلى إدارات الأندية: عليكم عقد اجتماعات متكررة لدراسة واقع أنديتكم وفرقكم، وإمكاناتكم المالية، وتحديد ما تطمحون إليه في الموسم الجديد. هل هدفكم البقاء في الدوري؟ أم المنافسة على اللقب؟ أم الحفاظ على موقع ضمن الأربعة الكبار؟ وعلى ضوء هذه الأهداف، يتم تحديد المدرب القادر على تحقيقها، واختيار اللاعبين القادرين على ترجمة طموحاتكم إلى نتائج تُسعد جماهيركم.
أما القرارات العجولة والمرتجلة، فإنها غالبًا ما تؤدي إلى الإخفاق، وقد يشكل بعض اللاعبين عبئًا على الفريق، ما ينعكس سلبًا على الأداء العام.
لذا، من الضروري تشكيل لجنة فنية تضم مختصين قادرين على اختيار اللاعبين والمحترفين بشكل دقيق ومدروس، بالإضافة إلى اختيار الجهاز الفني بناءً على الكفاءة والخبرة، بعيدًا عن العشوائية أو المجاملات. ولا يمكن إغفال أهمية الاستقرار التدريبي في تحقيق النتائج الإيجابية، إذ إن كثرة التغيير والتشتت يؤديان إلى ضياع الكفاءات والمواهب، وهذه من الظواهر السلبية البارزة في الكرة العراقية.
إنني أكرر دعوتي إلى إدارات الأندية: حافظوا على الاستقرار التدريبي، فهو مفتاح للنجاح، وكذلك الأمر بالنسبة لاستقرار اللاعبين مع الفريق لأكثر من موسم، مما يساهم في تحقيق أفضل النتائج. ولو ألقينا نظرة على أغلب الفرق العالمية، لوجدنا أنها لا تغيّر مدربيها إلا بعد سنوات، لإتاحة الفرصة الكاملة لهم لتطبيق برامجهم وخططهم.
لذا، أقول لأحبتي قادة الأندية الرياضية: تعلموا من تجارب الأندية العالمية الكبرى في تعاملها مع المدربين واللاعبين. امنحوا الجميع الفرصة الكافية لأداء مهامهم، ولا تستعجلوا حصد النتائج، فالبناء الصحيح يحتاج إلى صبر وعمل مؤسسي طويل الأمد.
*************************************
العراق يشارك في كأس العالم للمبارزة البارالمبية
متابعة ـ طريق الشعب
كشف الاتحاد العراقي للمبارزة البارالمبية، عن مشاركة العراق في بطولة كأس العالم للمبارزة البارالمبية، التي ستقام في كوريا الجنوبية للفترة من 31 آب الجاري ولغاية 8 أيلول المقبل.
وقال رئيس الاتحاد، عمار هادي، إن "المشاركة تأتي ضمن برنامج البطل البارالمبي الذي يهدف إلى إعداد المبارزين العراقيين وتحقيق أوسمة في الدورة البارالمبية المقبلة".
وبيّن هادي أن المنتخب العراقي المشارك في البطولة يتألف من ثلاثة لاعبين، هم: زين العابدين غيلان، وحيدر علي ناصر، وعبد الرحمن زياد، ويقودهم المدرب جمال حسن.
وأكد رئيس الاتحاد أن "المشاركة في هذه البطولة مهمة جداً من ناحية التنقيط، كونها تُنظّم كل عامين وتشكل محطة أساسية في مسار التأهل للدورة البارالمبية المقبلة".
وأوضح هادي أن "اللاعب الواعد عبد الرحمن زياد انضم إلى صفوف المنتخب بعد الحصول على موافقة الاتحاد الدولي"، متوقعاً أن يحقق المنتخب نتائج مميزة نظراً للاستعدادات المكثفة التي بدأت منذ ثلاثة أشهر.
****************************************
نيوكاسل يرفض عرض ليفربول.. وإيزاك يعود إلى التدريبات
لندن ـ وكالات
عاد المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، أمس الإثنين إلى مركز تدريبات نيوكاسل يونايتد، بعد انتهاء معسكره التدريبي الخاص في إسبانيا، والذي خضع له عقب إصابة في الفخذ، مفضّلًا التعافي بمساعدة طاقمه الطبي الخاص في مقر ناديه السابق ريال سوسييداد بمدينة سان سيباستيان. وتأتي عودة إيزاك في وقت حساس، عقب رفض نيوكاسل عرضًا رسميًا من ليفربول تخطى 100 مليون جنيه إسترليني لضم اللاعب خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية. وبحسب شبكة "سكاي سبورتس"، تقدم ليفربول بعرض أولي بقيمة 110 ملايين جنيه إسترليني يوم الجمعة الماضي، يتضمن حوافز إضافية، لكنه لم يصل إلى سقف الـ120 مليونًا، وهو ما دفع نيوكاسل إلى رفضه، خاصة وأن النادي يقيّم مهاجمه السويدي بنحو 150 مليون جنيه إسترليني. وفي تحرك استباقي لاحتمالية رحيل إيزاك، أفادت تقارير بأن نيوكاسل تقدم بعرض رسمي بقيمة 70 مليون جنيه إسترليني لنادي لايبزيك من أجل التعاقد مع المهاجم السلوفيني الواعد بنيامين سيسكو.
*********************************************
الصفحة العاشرة
{واحات}.. مجموعة {أبو سرحان} الشعرية المفقودة
ريسان الخزعلي
حلم وتراب، مجموعة الشاعر المُغيّب (أبو سرحان)، والتي صدرت عام 1972، حققت حضورها الإبداعي بصوت عال، لما تضمنته من قصائد، تنتمي إلى الشكل الجديد في الشعر الشعبي العراقي الحديث، وبمضامين عميقة متنوّعة تشترك في دلالة التسمية الموحية: حلم وتراب.
في كتابي (أبو سرحان.. كرستال القصيدة الشعبية العراقية الحديثة) الصادر عام 2013 تناولت الكثير من الجماليات والملامح الفنيّة الشاخصة في شعر الشاعر، وكذلك دوره الشعري في الأغنية العراقية السبعينية، الأغنية / القصيدة.
من مجموعة (حلم وتراب) لُحّنت بعض القصائد، وأصبحت من الأغاني التي تُمثّل تحوّلاً كبيرا في مسار اللحنية العراقية: شوكَ الحمام، الكَنطره ابعيده، ابنادم، كرستال. وعدا كرستال التي لحّنها محسن فرحان، فإن الثلاث الأخرى كانت من ألحان كوكب حمزة. ونتيجة لتضافر عناصر الشعر واللحن والأداء، فقد كانت هذه الأغاني – القصائد، تصطف في الخط التجديدي الأول للأغنية العراقية السبعينية. كما تم تلحين بعض أشعار الشاعر من خارج (حلم وتراب) والتي يبدو أنها كُتبت اساسا لتكون أُغنيات، حيث الشكل والبناء المُغايرين لطبيعة تشكيل القصيدة وعناصرها الفنية المعروفة، إلّا أن هذه الأغاني قد حققت حضورا لا يقل أهمية عن حضور الأغاني - القصائد من داخل (حلم وتراب). ورغم البناء المألوف لشعر هذه الأغاني إلّا أنها توافرت على جماليات غير مألوفة - في شعر الأغنية الشائع – من حيث التشكيل الصوّري وحداثة الموضوع والمفردات النادرة. وقد كتب القاص والناقد (سعدي السماوي) دراسة مهمة عن أشعار هذه الأغاني، نُشرت في مجلة (التراث الشعبي) منتصف السبعينيات، أوضح فيها براعة الشاعر وممكناته الفنية العالية.
إن شيوع تلك الأغاني ووقعها الفني، جعل الشاعر في موقف الالتفات إلى ملمح فنيٍّ جديد يُحسب له، ويبرر جدوى أن يضمها في كتاب شعري لاسيّما وأنه لم يكتب قصيدة بعد صدور (حلم وتراب) على حد علمي، قبل أن نفترق عام 77 بعد تدهور الوضع السياسي واعتقالي. وهكذا جمع أشعار الأغاني في مخطوطة أسماها (واحات) أملا أن تُنشر في كتاب يصدر عن دار الأديب البغدادية – الدار التي طبعت (حلم وتراب). وقد ضمّت المخطوطة الأغاني الآتية:
تانيني، وين يالمحبوب، حاصوده، خيّوه، شدّات الورد، لا لا لول لوّه، راح ابويه بالسلامة، بيت الحزب بساتين، لولي يناكَوط الماي، أم زلوف، الهيوه، همّه الثلاثه للمدارس يروحون وغيرها، ممن كانت في طريقها للتلحين. إلّا أن تدهور الوضع السياسي عام 1978 اضطرَ الشاعر إلى أن يُغادر العراق إلى المنفي، تاركا الابن والزوجة والارتباطات الاجتماعية، وكذلك (واحات)..، ومنذ تلك اللحظة ضاعت (واحات) في تلافيف النسيان.
وقد ذكر لي أحد المقرّبين للعائلة بأنها أُحرقت مع غيرها تحسبا من مداهمات السلطة لمنزل العائلة. لكن جمع تلك الأشعار - الأغاني واصدارها بكتاب يبقى دينا في أعناقنا، وفاء وتقديراً لشاعرٍ مجدد ملك الحضورَ والغياب، وبانتظار الفرصة السانحة.
**************************************
{مشينه}
وكـأنَّ الـدروب بـلا نهايـات
كاظم العطشان
مشـينه... ابنگـبة الجـناز
مامـش للدمـوع اجـروف
مشـينه.... والجـرح عريـس
يضـحك والمـلح زافـوف
وذنـوب السـوالف حــوت
تبـلـع واهـس الملـــهـوف
اثـــاري العـمر سـفرة طـيف
من غـمّ العمر لوصـار بـس اطـيوف
وغُـبَشنَه ابطـيحة النـجمات
مـدري الياضـريح انريـد
چـنهه ابلا هَـلَه العـنوان
چـنهه اشمـوعنه ابلا خـيط
والديـره ضـواهه ابعـيد
وعُـبَرْنه امـعانَد وي الريـح
والخـطوه نِـفَس شايـب
نِـفَس شـارب صـبر وكـته
اعـله ريـجه ايـصيح :
يـدلال الچـوادر مايمـرچن عــيد !
يهـلال الجـنايز ماتـچل وتـهيد !
مامــش للـفـرح دكــان ...!!
مامــش للـفـرج ديّــان ...!!
لا ضـحكه ابـفـجر نـــيسان
تـشــــــبگ نـــجمة الماشـــــيـن
لاعًــثرَة هَـــــلَه ابفانــــوس
تحــضن چــــفّ المـــــــتيهين
لاحـنّه اعـله خصـر اللــيل
تشبـــــگ نـعــش المـعرسين
ورگصـنه ابنـص نــــهر عـطشان
نتغـاوه ابگلايـد طـين
يابــــويه.... مـشينه اهــــواي
يابـــويه... بعـــيــد الــمـاي
يابــويه الســنين اركــاض
مايــمشي العـمـر بــهداي
فَـر بينه الخـلگ ناعـور
نتسـلَّه بنـعاوي الــراح
وتـهــزنه غـناوي الجــاي
حتـه العطش وكـت المـوت
يِجـــفِل من زراگ المــــاي
ويلـمنه التـعب مــوال
ويـرد الصـدى اعـله الـگال :--
ماغـنّـه الگـصب بالــهور
بــس جـــور الذبــح مــرّات
يِــشتِل بـحِّـته اعـله الــناي
ولگـــينه الــواهـس ابـلا ســاس
وســروج الصــبر تــيزاب
تــشرب مـن صـديــد الــكاس
فـرَحــنَه ... ومالگــينه ابتــوت
عِـشَگـنه .... وماعـثرنه ابـــناس
غابـه وكـــل شـــــجر نعــسان
مشـــكول اعــــله ذمــــة فـــاس
وجَرَعنـه الفـزَّه جَـــفلَة طــير
من شـاف الطُـــعم مغــــشوش
بعــــــيون البيـــادر ذِل
وكرهـــنه امسامـر الحلــوات
مـن خانَـت سـواني الـــــخِل
ولا مُهـــــرَة بخــــت تشتـاگ
يطـرب شوگـــــهه و تِصـــــــــهِل
يخـرسـه اتگــــود بـينـه الويــن
لاتُعـــــبر ولاتــِــــــجِفل
أثــــــاري الصــفنه صحـــوة مـــــــوت
تـــــضفر بالظــــــنون ازلــــــــوف
اثــاري افراحـنـه ابـلا كــيف
والســكـته تـــدگ ادفــــــــوف
مــــــشـــــينه.....
والجـرح عريـــــس
يضــحك والمـلح زافــوف
*****************************************
مشتهيك
عمر السراي
مشتهي ابجي بحضنك ..
وأشعل سواليفي جمر
مشتهي اتعب ..
و اركض بسد الجديلة ..
سبع فرَّاشات مغزولة بگمر
مشتهيك ..
و جنـــِّـــي لعـــــَّـــابة يتيمه
بلايه جف ..
جاهل يناغيها و يمر
مشتهي ..
اعگد روحي شدَّة رازقي بشباج خدَّك ..
واضوي ويه الشط مواويل و فجر
ومن اشوفك أرسم النخلة كلايد ..
و اربط الشفــــَّـــه على الركبه عطر
مشتهيك ..
ولايه بيضه ..
مطرزة بغيمات معجونة بغنه ..
وفرحه بعيون الحبيبات
لينطرن شوك خيــــــَّــــال على شرفتهن دنه
مشتهيك ..
خلي نعبر سوه هاي الليلة ..
بوسه ابـــــّــــــوسه ..
روح بروح ..
لا تجزي بلايانه السنه ..
وعود من تصير ساعة اثنعش
اصحالك و بوسك ..
لأن ذيج البوسه جانت كبل عام ..
و هسه صرت (انت) (أنه) ...
***************************************
{فرحان} ياعنوان نوحي
اليك وحدك في ذكراك الرابعة..
علوان السلمان
غبت عني او بعد ما ظن اشوفنك
يبو صدر الوسيع شلون اودعنك
سنين (اربعة) مرت ونته غايب
صرت عنوان نوحي ونته غايب
مثل (غيبة كمر بشتاي غايب)
الظلام اوفرڴتك طبگن عليه
گلي بياكــــتر انت وجــــي ليك
اظل للدوم انه ابجيلك وجي ليك (وجلك)
الفركة شلعبت بحالي وجـي ليك
حلات العمر من نكعد سويه
مكرود يلخلصت عمرك من اجلهم
او تالي وكتك للمگابر لاحكوك
او ذبوك لجلاب البراري او ما حموك
الله منهم .. من حقدهم..ك لهه ذبوهه عليك او ما نسوك
او نبشوا دروب التواريخ القديمة او مالكو قطرة سواد
الابيض يلفك لكوك
بس عجيبه شلون بالسكته وهدوء اعصاب طبوا طيب گلبك غافلوك
او باكو(الجلمات من بين الشفايف) وجسد سترك سلبوك
او من متت كلهم اجوا رايات بيضة او ضحكة مملوءة شماته
او غسلوا التابوت بدموع التماسيح او ابد ماودعوك
او كلت الله يسامح وجوه الگباحة
او رحت وحدك والضمير الحي يلف كبرك لكوك
گلها لذبحتك وارتوت من دمك
نص الليل گلهه التمت اوغنت
فرحانين ركصوا ركصة العميان
متناسين كل حظك اوكل بختك
لان انت تكول بكل مواويل المحبة...
الجاهل بالعقل ياخوي راعيه
او بالسكته تداري جهل راعيه
الاناء شما حوه ينضح براعيه
لان اصله اصل ما بي حمية
*****************************************
روح براحتك سوي التريده
حاتم العبيدي
روح براحتك سوي التريده.
وافرح بالعلاقات الجديده.
ڴبلك ناس حلمو وصلو الغيم.
وطاحو بالمطر باول رعيده.
وانداسو عليهم سحكت اقدام.
والناتج ندم والشغله اكيده.
حذرتك قبل لتطيح مرات
شسويلك اذا روحك عنيده.
كتلك لا تعاشر ناس عالشوف.
ابنادم بالكذب بالع جريده.
واكثرهم كلامه وياك ترهيم.
يقرالك غزل واجمل قصيده.
ويوعد بالسعاده وراحة البال.
وجايبلك صبغ والفرجه بيده.
يصبغك باب اول تنعجب بي
وراهه يكوم يلمح باليريده.
ويخلص دورك وينتهي المشوار.
والندمان يعض ابهامه وايده.
وحسبالك تردلي واعترف بيك.
لا. لتفكر بهاي بعيده.
والمثلك هضيمه اكعد واحاجيه.
مايستاهل ايدي تلامس ايده.
سامع بالمثل ينكال مرات.
كلمن يجي من ايده الله يزيده
****************************************
سولة الجناز
عقيل الندى
حسبالي حلاتك برحي من اتلين
اثاري العثك يابس حشف گام يذب
حسبالي اتفرفح چن لهات الطير
وعلى واحة عشگنة ابشوگك اتعتب
عايش ضل بلم من الگمر مخدوع
من يعكس خيالي ايطلعه محدب
خذيت الروح جاي اتقلد انتة الموت
اعرفه الموت حگ وفعلك ايجذب
لاتنكت اذراعي الفزعن ابجنحين
گبل چانن ابخصرك مثل خوص ابحب
يا ظهر المرايا اشكثر تخدع ناس
شما يظلم گفاها اتگابلك تعجب
ماطيحن (رطب) مايبس بيه الماي
ولاسعفي ابشرار الهجر بيه يشب
اضل ابيض گلب من انعرض جمار
ولاصيرن كحل برموشك امچلب
افز امن الحلم لو تمر بيه بطيف
وانكّت بالي خافن ترجع امحسب
انا مثل الغصن شايل ثمر ويعيش
محني المتن بس للجابهه ايعزب
گبل جيتك شمس تعمه النواظر بيك
صرت ضيجة خلگ يل جيتك مغرب
جنت مثل الحجر در الوراك انشاف
وعرف شكو ابنيتك ضام ومرتب
علة متنك جنط شايل عشرتي وياك
وابسچة قطار افراگنه امغرب
امنگب من رحت ياسولت الجناز
علة اجنازة محبتك غايتك تطرب
********************************************
الصفحة الحادية عشر
مجلة {الأديب العراقي} وخزانة الحكايات
عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، صدر مؤخراً العدد الجديد من مجلة "الاديب العراقي" 24/ 2025 وفيه:
محور خاص عن اللغة في مواجهة المستقبل .. رهانات التنبؤ وتحديات الواقع. وحوار مع الناقد الاستاذ عباس عبد جاسم وسجال مع ادغار موران، وكتب الناقد علي حسن الفواز عن "الذهاب الى المستقبل وصناعة الفائق". وكتب عقيل عبد الحسين دراسة بعنوان "المستقبل ممكن التحقق في رواية مشروع اومّا للطفية الدليمي".
رافق العدد كتاب للاستاذ الناقد سعيد الغانمي بعنوان "خزانة الحكايات" ويعد الغانمي من ابرز نقاد الحداثة في العراق.. وهذا الكتاب انموذج جيد لحكائه المشرق.
يشار ان هذا العدد يصدر برئاسة تحرير د. علي متعب جاسم فيما سيكون العدد القادم برئاسة تحرير الشاعر عمار المسعودي.
****************************************
في {الدون الهادئ} لشولوخوف الحمقى فقط، هم الذين يضحكون من مصائب الآخرين
محمد الأحمد
يومها كان " ميخائيل شولوخوف" على حافة النهر مرسلاً سنارته، الى عمق النهر لتجلب له سمكة لوجبة الغداء، يقيمها مع ابنتيه وولده، عندما وصله جاره يخبره بان الأكاديمية السويدية أعلنت فوزه عبر الراديو المحلي خبر فوزه بجائزة نوبل في الأدب للعام 1965م، ولم يرد على جاره سوى بجملة واحدة" اش" اخفض صوتك لأنه يجعل السمك يهرب" ومضى يكمل مناورته مع السمك من دون أن يعير للخبر أي اهتمام، وبقي منتظراً حتى علقت سمكة الغذاء في سنارته..
كان الرجل على علاقة وثيقة بالنهر كادت أن تكون علاقة عشق حقيقي بينهما، فكتب قبل أن يكتب رواية (الدون الهادئ) عدة مقطوعات لم ترتق حتى الى قصص قصيرة فنية أو حتى الى شيء سوى "مناجاة" وحوارات داخلية أجراها مع النهر ومن ثم بعدها بسنوات كتب ملحمة "الدون الهادئ" التي عدّت واحدة من بين أبدع الروايات الروسية في القرن العشرين، وحازت على جائزة نوبل في الأدب عام 1965. وكان تاريخ النشر: بين 1928 و1940 وهي من (أربع مجلدات) رواية ملحمية، واقعية اجتماعية، تاريخية، طبعتها الترجمة العربية 1565 ص.
ملحمة إنسانية ضخمة تتناول حياة القوقاز في منطقة نهر الدون خلال الأحداث العاصفة التي مرت بها روسيا في أوائل القرن العشرين، مثل: "الحرب العالمية الأولى" واثرها الأسود الغامق على مصير البلدان الواقعة تحت يافطة الإمبراطورية الروسية العظمى آنذاك، ثم كشفت خفايا عميقة من آثار الثورة البلشفية 1917، واسرار الصفقات المريرة التي عقدها الجواسيس من أجل نهب البلاد والعباد ثم كشفت أيضا تبعات الحرب الأهلية الروسية المريرة التي جعلت من الناس تذبح بعضها بعضا على الهوية، وعرضت الكثير من مواقف الإدانة التي صورت صراع الإنسان مع الحرب، والسياسة، والعائلة، والحب، والهوية. عبر شخصيات محورية "غريغوري ميليخوف (البطل): وهو قوقازي شاب وسيم، يتصف بالقوة والحساسية، ممزق بين التقاليد والحب، والولاء والانشقاق. يقع في حب “آكسينيا”، امرأة متزوجة، ما يُحدث صراعًا عاطفيًا واجتماعيًا عميقًا.
يتنقل بين ولاءات متعددة في الحرب (الجيش القيصري، ثم البلشفي، ثم الأبيض…). "اكسينيا" امرأة قوقازية، محبوبة غريغوري، رمز العاطفة والتمرد. تعيش حياة مأساوية، ويجسد مصيرها تعقيدات المرأة في ظل المجتمع الذكوري والحروب. ثم شخصية الجميلة "ناتاليا": زوجة غريغوري، تمثل الجانب التقليدي والواجب، التي تعاني من الإهمال العاطفي، وتتقطع الماً سراً وعلناً أمام حالة الزوجة التي يخونها زوجها. فضلاً عن بيترو (شقيق غريغوري) وباڤيل: شخصيات ثانوية ترمز لصراعات الداخل الروسي.
كل الأحداث تجري في قرى القوقاز على ضفاف نهر الدون، وهي مجتمعات زراعية عسكرية عريقة. المكان ليس عابرا المكان أحد شخوص الرواية المهمة كما يقول الناقد "باختين" نهر الدون ليس مجرد خلفية جغرافية، بل رمز للاستقرار والهوية والجمال المتغيّر. حيث يجسد رسماً حقيقا عبر "غريغوري" الإنسان الروسي الممزق في زمن التحولات الكبرى: تمزقات وتحولا عاصفة تقلل من إنسانية الإنسان المنتمي بعشق حقيقي الى وطنه وعشيقته هل ينتمي للوطن أم للعائلة؟ للجيش أم للثوار؟ للحب أم للواجب؟ الرواية فيها انسحاق تحت عاطفة الإنسان فلا تعطي أجوبة مباشرة، بل ترصد ألم التمزق الإنساني. على الرغم من انها نُشرت في الاتحاد السوفيتي، إلا أن "شولوخوف" قدّم صورة متوازنة نسبيًا: فهو لم يمجّد الشيوعية بالكامل، ولم يُهن القيصريين بسطحية، بل صوّر الجميع كبشر يتصرفون في ظل ظروف قاسية. حيث تقف قصة الحب بين "غريغوري" و"آكسينيا" واحدة من أقوى ثيمات الرواية، تُظهر كيف يمكن للعاطفة أن تكون مصدر قوة وضعف، وتكشف عجز الحب أمام الحروب والسياسة. الشخصيتان تنتميان الى مصادر متنازعة، ومع ذلك الحب ينها يدوم ويتحقق بتحد كبير حيث يُظهر "شولوخوف" الحرب كقوة عمياء تسحق الفرد مهما كانت نواياه، ويبرز عبثية الانتماء حين يُطلب من الإنسان أن يقتل من كان بالأمس أخًا له.
يعهد القاري لغة "شولوخوف" لغة غنية بالتفاصيل، بطيئة الإيقاع أحيانًا، وتصور الطبيعة والمشاعر بدقة شعرية.
هذه الرواية تُعد واحدة من أضخم الأعمال التي صوّرت الحرب الأهلية الروسية من وجهة نظر إنسانية واقعية. وهي الرواية الوحيدة التي كتبها "ميخائيل شلوخوف"، وحاول بعض حساده التشكيك بإمكانية كتباتها (لكنها لم تُثبت). خاصة بعد أن جلبت لصاحبها جائزة نوبل. اقتباسات من الرواية الطبعة العربية: "في وضح النهار، يشق على المرء مواجهة موته أما حينما يكون نائما، فلا بد أنه أمر يسير". "عندما يتشاجر السّادة، ترتج نواصي الفلاحين"، "الحمقى فقط، هم الذين يضحكون من مصائب الآخرين".
**************************************
من نصوص النار
علي لفتة سعيد
1-
في كل مرة أسقي يباسَ الأرضِ بالتراتيل
أشعر بوجعٍ لا يُطاق من الأحزمة
في كل مرة أُطفئ النارَ بالريح
أُخبّئ سرعتَها في جيوب الأشجار
وأترك الخرائطَ حيثُ يشاءُ الماءُ
يُبلِّلُ أطرافَ الاحتراقِ في داخلنا
ويتركُ الرمادَ للعمر
ماذا يقولُ المتطايرُ من الزغاريد؟
وماذا خمّدت الأعاصيرُ تحت ألسنةِ الجنود؟
وماذا قالت النساءُ وهنَّ يلتحفنَ الأذرع
خشيةَ أصابع مشغولةٍ باللذة؟
وماذا قالت الأدعيةُ
وهي تُقذَفُ بالحقِّ
فلا يُمسكُ منها غيرُ شررٍ لا يظهرُ على شاشات الفضاء؟
في كل مرةٍ أختفي عن أنظاري
أتركُ البابَ مواربًا
كي يرى انتظاري كيفَ ينتفُ ريشَهُ بلا ضوء
يُبحلقُ في الوجوه، كي يسحبَ كلَّ الرؤيا
من تحت جلبابِ هذا العمر
أمّا أنت
فقد سرقتُ منك يومًا زرًّا في أعلى قميص النوم
وللآنَ، أحملُ حرائقي
كلّما عنَّ للحربِ أن تزيد من فتحات الباب
كي تدخل الريح
لتُنَشِّف اليباس
هي لوحةٌ خُطَّ عليها
ما كان للنار للريح
وما كان للريح للرماد
وما كان الرمادُ لجمرةٍ متخفيةٍ تحت ثوب الحُلم
حينها، نرتِّبُ أنَّ ما للماءِ للماءِ
فلا تنفخْ كثيرًا
لا نُحصي عدد الأنفاس
فالخلائقُ أبوابُ فتنةٍ دومًا
2-
النارُ احتواءٌ
أدخلُ فيها حيثُ لا أراني
أحترقُ مثلَ طفلٍ يلهو بالعبث
يضعُ السؤالَ حطبًا كي يتمرَّد الهسيسُ على الجهات
ولا ينتظرُ الجوابَ على شكلِ ثلج
فمصيرُه، بحسبِ جنونه، إلى غيمةٍ
سرقَها ذاتَ جنونٍ هارونُ الرشيد
النارُ افتعالُ خرائط
وحده العشقُ يبرِّرُ حضوره في الاشتعال
ولا ينفخُ في الصُّوَر
ولا يهفهفُ بجناحيه
فما تشيرُ له الحدودُ كخارطةِ حربٍ على رملٍ
أُخذَ من شاطئٍ غرَّرتْ به الأقدام
ينسجمُ في الفعل
حين تدنو منه جمرةٌ واحدةٌ
تلسعُ صورةً في الرماد
لتخرج رأسَها بشعرٍ يتماوج على جنح نسمة
أمَّا أنا
فأتبادلُ الأماكن
أراني جمرًا
تنفخُ على أضلعي
كي أشتعل حين ألمسُ ما يتورَّدُ من البساتين
ألتقطُ الثَّمر من بياضٍ
صار في النارِ أرجوحةَ عشق
ألوّن المساءَ دومًا
بكتاباتٍ على سررٍ
نضَّدتْ عرشها على نغم
أضماماتٍ تناسلت في القصيدة
3-
أقرأُ ما تيسّر لي من الجمر
أُخفي التوق إلى ما يعجبني من اليأس
فتأتي الطيور على أشكالها
ترفرف حول ما يخرج من رأس الرماد
فلا أبدأ بالتاريخ
ولا أُسطّر على اللسان ما قاله المؤرخون
ولا أسمع في البوح ما نَبَّه عنه الفقهاء
فالنارُ ناري، ولا يكتوي بها سواي
يقول لي ما يُحيطني من الشوك
ولا يدري أن لا أحدَ يشعر بالبرد سواي
أخبرهم أن الصوتَ نار
والصدى ريح
والظلُّ شجرةٌ وحيدةٌ، كلما انتظرتُ الكلمات
اتكأتُ على جذعها، وترتّب ما نزل عليَّ من الحنين
في لحظة، أتخيّلك أنت
يتمدد البياض على السرير
وذراعاك وسادةٌ وُضِعَ عليها كلّ الجمر
فكان دبيبَ العمر
أخرجني من ملاجئ الحرب
وكلما اهتزَّ جذعُ القصف فوق الملاجئ
رمتني النارُ باللذة في التجاعيد
فكنتَ وحدك نبيَّ هذا القلب
ومن يعلن وقف الحرب في البيانات
4-
حين انفخ
لا يعني أني أريد أإطفاء النار
أو ازيد من اشتعال الجمر
بل اريد ان يتصاعد الدحان ليشير الى احتراقي
أنا أول الموبوئين بالدفء
وآخر الماشين على الفراغ
وبين من يمشون على الجمر كي يغنوا على الام على صوت الناي
حين ألوّح باحتراقي
لا أشكو الرماد
أريد من الريح ان تهبني لحظة البذار
لتورد الأغاني من وجع الأضلاع
وأحسب ما يتوالد بين سعفتين في بساتين النخيل
وبين كروم تجمع لخمرة تشعل الداخل بالهتافات
وبين نهرين لا جرف لهما
سوى كل هذا الاشتعال
أما انت
فلك ما يشير الدخان في طيرانه
فلا ترمي عليه الحجر
وقيسي المسافة بين نظرة من عيني في الاحمرار
والرغبة أن تكون اللذة
أولها الاشتعال
وآخرها الرحيل
ولا تتركي للغربان شماتة الحروب
******************************************
أمسية في أمسية الشاعر نبيل ياسين إحساس عميق بالغربة
شاكر كتاب
قبل أن يغادرنا تموز وتحديداً في آخر لياليه 31/7/2025 وقبل ان يغادر الشاعر نبيل ياسين بغداد عائدا إلى منفاه الاختياري/ لندن جمع شملنا بدعوة من "بيت الشعر ومكتبة أطراس" في بغداد لنستمع إلى تجربة نبيل الشعرية ورحلاته البحثية والثقافية. أدار الندوة بجدارة الدكتور أثير محمد شهاب الذي قدّم نبذةً تعريفية للشاعر لم يكن يحتاجها فهو معروف لدينا جميعاً لكن د. اثير فعل ما تفعله أصول ادارة الندوات. تحدث نبيل عن تجربته الشعرية وقرأ لنا من أعماله الكاملة مختارات عكست تطوره الادبي وانتقاله عبر مراحل لم تستو على خطِّ مستقيم واحد بل كانت تصاعدية.. بدأت من "مسلة الأحزان" إلى "الشعراء يهجون الملوك" مروراً بالأخوة ياسين" وصولاً إلى آخر أعماله "روح في الرماد" ندى امرأة ومرآة المقهى". ينبغي لمن يتابع شعر نبيل ياسين ان يتوقف عند انعكاسات ثقافته العميقة والطويلة على متانة قصيدته ورسوخها كانّها لائحة سومرية لا تغادر جدرانها ولا تفارق اثارها من يقرأها. نبيل يتوقف عند محطتين أساسيتين. تاريخ العراق القديم الساكن فيه كأنه يحمله على أكتافه اينما حلَّ في ترحاله الطويل من سومر وبابل واكد وبغداد وهنغاريا ولندن والقاهرة وعواصم ومدن أخرى إلى مدينة صغيرة لكن عنفوانها وضجيج حياتها يلازمانه رغم بعده عنها منذ عشرات السنين اسمها البياع. الأمر الثاني هو انه في قصائده القصيرة هو صاحب مطوّلات مليئة بالأسفار والمديات العديدة لكنها المتوحدة ببعضها المنسجمة أجزائها. نبيل يقرأ التاريخ بوعي تام لكن هذا الوعي تخترمه شاعرية دفينة ترافق الحدث الثقافي في هذا التاريخ قبل الحدث السياسي او الاجتماعي. ليغدو التاريخ عنده هو التراكم الثقافي الصاعد أبدا الى جانب تعرضه للانتكاسات والانكسارات أحياناً. من هنا يأتي غنى وحفاوة عالم نبيل الشعري. التاريخ الثقافي الذي التصق بعقل وقلب الشاعر كان لابد ان يجد منافذه ليستقر في ثنايا قصيدة نبيل متمثلا في المطولات متأثراً بالملاحم العراقية مثل جلجامش والعربية وهي عديدة ولاسيما المعلقات وجيشان عالمها الذي لا يعرف السكون أبداً ثم الملاحم الإغريقيّة التي دونت أحداثا حقيقية لكن أضفى عليها كتابها ومتداولوها عبر الزمن ما جعلها أساطير او شبيهة بالأساطير. وتأتي الاسئلة في شعره لتشكل حضوراً يجمع بين الفلسفة والرؤى الشعرية التي بسط بعض عوالمها استاذنا الراحل احمد مطلوب في كتابه "الرؤيا الشعرية". الاسئلة كانت بدايات التفكير وصارت منطلقا للفكر ثم للمنظومات الفلسفية. لكن حضورها في الشعر يقرّبها من شاعريته الفلسفية في مهدها البكر وهي تحبو لكنها في الشعر تغدو مصدر متعة ولذة فكرية وفنيّة في آن. تسربت إلى بناء القصيدة ولديه كل العناصر الأسطورية. تلك هي طبيعة ثقافتنا في الشرق ومآلات المساحات الشاسعة المفتوحة التي تطابقت معها أرواحنا وقلوبنا وبالتالي افكارنا. شخصيات تاريخيّة حقيقية تتحول بعد بضعة أجيال إلى ما يشبه الأسطورة فما بالك إذا كنّا في حضرة شخوص مضى على وجودها التاريخيّ سنوات طويلة؟ عدا عن التاريخ تشغل رحلات نبيل بين البلدان اضطراراً واختياراً مكاناً ليس هيناً في قصيدته وكذلك صلاته المتينة بالشعراء الكبار في تاريخنا او حاضرنا كالمتنبي والمعري والجواهري وغيرهم. فالأماكن أغنت عالم نبيل وفي الوقت نفسه اصابته بشعور ملازم له حتى وهو في احضان بغداد ومدينته (البياع) التي تشعره بالغربة. يلازمه هذا الشعور الذي يجد متنفساً له في إيقاع اشعاره حتى وهو يكتب ما يسمى اليوم بقصيدة النثر وهي كما اظنها قليلة جدا في شعره. ولنا في غنائياته خير الادلّة. انه يكتب ببحور الشعر الغنائية حتى في شعره الحر وبحضور فاعل للقوافي الجميلة . عالمه عالمٌ واسعٌ ممتد وعميق وبالتالي قصيدته الواحدة تشكّل قضية فنية أدبية وإنسانية منفردة.
*******************************************
الصفحة الثانية عشر
بحضور الرفيق رائد فهمي ندوة عن {محطات من تاريخ الكاظمية}
بغداد – ماجد مصطفى عثمان
احتضنت قاعة مكتبة الكاظمية العامة، السبت الماضي، ندوة بعنوان "محطات من تاريخ الكاظمية"، تحدث فيها المؤرشف عقيل عطرة، بحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وجمع من المثقفين ومواطنين آخرين.
في مفتتح حديثه، قدم عطرة عرضا مكثفا شاملا لمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية في الكاظمية، على مدى قرن ونصف مضى.
وتوقف بشكل مفصل، واستنادا إلى تجربته الشخصية، عند محطة مهمة في تاريخ الكاظمية الحديث، وهي المقاومة البطولية لانقلاب شباط ١٩٦٣ الدموي الفاشي، ودور الشهداء الشيوعيين والوطنيين الذين تولوا قيادة المقاومة، ومنهم الشهيد سعيد متروك، مؤكدا طابع المقاومة الوطني.
وفي جانب من الندوة، قدم الرفيق رائد فهمي مداخلة تناول فيها تحليلا مهما للأوضاع السياسية التي عاشتها الكاظمية في جزء من تاريخها السابق، كذلك تاريخها الحالي. وقارن الانتعاش الاقتصادي والمعيشي للمواطن إبان ثورة 14 تموز عام 1958، بالأوضاع الحالية التي يفتقد فيها المواطن الدعم اللازم من الدولة في مجالات عديدة أهمها الصناعة وتطويرها.
كذلك طرح الرفيق فهمي قضايا راهنة في الكاظمية تتطلب التحرك الجماعي لمواجهتها، أهمها طرح "معمل فتاح باشا" للاستثمار، مع الأراضي الواسعة التي كانت تشغلها الشعبة الخامسة سيئة الصيت، التابعة لأجهزة النظام الدكتاتوري السابق الأمنية.
وقد طالب الحاضرون ان تقوم رئاسة الحكومة بالتشاور مع ذوي المعرفة والاختصاص والخبرة من أهالي الكاظمية، بشأن الاستخدامات المستقبلية لهذا الموقع الذي يشغل مساحة واسعة، وعدم تركه لخيارات المستثمر ووفقا لمعاييره الربحية. كذلك طرح رؤية أمانة بغداد والحكومة بهذا الشأن على الرأي العام، وبشكل خاص على أهالي الكاظمية في إطار تحقيق مشاركة المواطن في القرارات التي تخص بيئته ومحيط معيشته.
********************************************
نقل صورة مؤثرة من {تفجير الكرادة} العراق يقطف جائزة في مهرجان جرش للمونودراما
متابعة – طريق الشعب
حصلت الممثلة العراقية كاترين هاشم على جائزة أفضل ممثل في مهرجان جرش للمونودراما في الأردن بدورته الثالثة، وذلك عن دورها في مسرحية "قمر أحمر"، المستوحاة من رواية "شموع على أرصفة الكرادة" للكاتب والروائي جمال حيدر.
ووفقا لما أفادت به وكالات أنباء، فإن كاترين نجحت في شد انتباه لجنة التحكيم والنقاد.
المسرحية، وهي من إخراج علي عادل السعيدي، وإعداد جميل الرجة، وسينوغرافيا عصام جواد، تجسد حادث التفجير الكارثي الذي طال مجمّعين تجاريين في الكرادة إبان صيف 2016، والذي راح ضحيته المئات من الشباب حرقا. وسبق ان نالت الرواية المقتبسة منها المسرحية، إشادة كبيرة من نقاد وكتاب، لما تحمله من رؤية واقعية مؤثرة.
جدير بالذكر، أن مهرجان جرش للمونودراما، الذي انطلقت دورته هذه في 26 تموز الفائت، جزء من مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يُقام منذ عام 1981 في مدينة جرش التاريخية.
من جانبه، قال معد المسرحية الكاتب جميل الرجة، أنه حاول إيصال فكرة الرواية عبر المسرح، رغم صعوبة الأمر، مستدركا "لكن التعاون مع الروائي جمال حيدر، سهّل من هذه الصعوبة والمجازفة أيضاً. وقد وقع الاختيار على فصل (أرصفة) في الرواية".
ولفت في حديث صحفي إلى ان "المسرحية سبق أن شاركت في مهرجانين في تونس، وحصلت على جائزتي أفضل موسيقى للفنان حسين جميل، وأفضل ممثلة للفنانة كاترين هاشم"، مشيرا إلى انه "حاولنا أن ننقل ذلك الوجع العراقي بعد مرور تسع سنوات عليه، وإيصال رسالة للجمهور العربي تفيد بأن هناك جريمة حصلت في شوارع بغداد كان ضحاياها من المدنيين. وهي محاولة لإحياء الذاكرة العراقية، ووفاء لشهداء عزل ذنبهم الوحيد أنهم يريدون أن يعيشوا بأمان".
*****************************************
خسارة جديدة وفاة المخرج مهدي طالب
بغداد – طريق الشعب
فُجع الوسط الفني العراقي، أمس الإثنين، بوفاة المخرج مهدي طالب، بعد صراع مع انتكاسات صحية أنهت مسيرة طويلة ومؤثرة في مجال الإخراج التلفزيوني.
ويُعدّ الراحل من أبرز الأسماء في الدراما العراقية، حيث تميز بأسلوب إخراجي عميق عالج من خلاله قضايا اجتماعية وإنسانية، تاركًا بصمة فنية واضحة في المشهد المحلي، أسهمت في بناء ركائز درامية ناضجة وواعية.
ومن بين أبرز أعماله مسلسل "وادي السلام" الذي سلط الضوء على مشكلات اجتماعية معاصرة، وكذلك "ضياع في حفر الباطن"، الذي حظي بإشادة واسعة لمعالجته قضايا إنسانية بأسلوب بصري سردي مميز.
وأكد عدد من زملائه وأصدقائه أن غيابه يُعدّ خسارة كبيرة للساحة الفنية العراقية، مشيرين إلى أنه كان مخرجًا طموحًا، سعى لتجديد الدراما المحلية والانفتاح على التجارب العالمية، من خلال الاطلاع المستمر والتجريب الأسلوبي.
******************************************
ليس مجرد كلام.. حين يصير الإنسان مُسخاً!
عبد السادة البصري
في ذكرى مجازر الإيزيديين في روايتها (فتيان الزنك) تقول الكاتبة الروسية (سفيتلانا أليكسيفيتش): العادات المتأصلة لا تموت بسرعة حتى عندما تأتي لحظة تحسب معها أنها قد ماتت إلى الأبد!
وأنا اقرأ في روايتها دارت بذهني أسئلة: كيف سنقرأ الإنسان سيكولوجيا، حين يتحول إلى مسخٍ منزوع الرحمة نهائياً؟!
كيف سننظر إليه ساعتها؟!
وبماذا سننعته، أو نسمّيه وهو في هذه الحالة من التوحّش الذي تأنف منه حتى الوحوش ذاتها، وتقرف، بل تشمئّز من أفعاله التي لا يمكن أن توصف أنها أفعال كائن حيّ سويٍّ أبدا، بل لمسخٍ انتزعت منه كل الصفات الآدمية؟!
ومن جميل الصدف أنني يومها شاهدت فيلما روائيا طويلاً عن المجازر الفظيعة التي ارتكبها العثمانيون بحقِّ الأرمن، والذي يعطيك دلالة واضحة على أن الإنسان إذا سيطرت عليه شهوة الدم سيتحول إلى مسخ أكثر وحشية ودموية من مصّاصي الدماء!
الفيلم أعاد ذاكرتي إلى ما حدث لأخوتنا الإيزيديين قبل عقد من السنوات على أيدي أقذر المسوخ البشرية، حين اجتاحت أراضيهم فلول داعش المدرّبة على القتل والذبح والهدم والاغتصاب والتخريب!
في عام 2014 للأسف بيعت الأرض وانتهكت الأعراض بفعل الخيانة التي تسكن بعض النفوس المريضة، والتي لا تنتمي للإنسانية بصفة سوى بالخلق فقط، فعاث الفاسدون خراباً، والضالعون بالخيانة والرذيلة فساداً، وضاع ثلث البلاد!
دخلت جموع ممسوخة، ليس لها من الصفات البشرية شيئا، حتى أشكالهم ووجوههم بشعة وممسوخة كأنها شياطين خرجت من الكهوف والمغاور المظلمة، لا تعرف من الرحمة شيئا!
حيث عاث الممسوخون هنا وهناك سفكا للدماء، وخرابا وهتكا للنفس البشرية في كل مكان وطأته أقدامهم الوسخة منذ فجر التاريخ وليوم الناس هذا!
دخل المتوحشون إلى جبل سنجار والقرى المحيطة به، ليرتكبوا أبشع الجرائم ويسفكوا الدماء ويسبوا النساء والأطفال!
لا نستطيع تذكّر أهوال السبي والاغتصاب والقتل التي مارستها هذه المسوخ لأنها تندي الجبين، وتوصم البشرية بعارٍ لن يمحى أبدا!
كم من صبيّة اغتصبت، هل شعرتم بآلامها وسمعتم صراخها؟!
كم من أمٍ اغتصبت أمام أبنائها، هل أحسستم بمعاناتها في تلك اللحظة؟!
مأساة الايزيديين لن تمحى من الذاكرة أبدا! ستظل تشعرنا بعارنا حين نتحول إلى مسوخ!
لكن هل يرعوي الإنسان ــ أي إنسان كان ــ على وجه الأرض، ويشعر بالذنب ولو للحظة واحدة؟!
هل شعر العثمانيون بذنبهم وما ارتكبوه من جرم، ما تزال آثاره لحد هذه الساعة؟!
وهل سيشعر الفاسدون أنهم جزء من المأساة؟!
يا لكم من ممسوخين لا تعرفون غير الأنانية، وحب القتل والدم وجمع المال بأي طريقة كانت؟!
علينا أن نقف لحظات لنتأمل التاريخ، وما عملته الوحشية اللا بشرية فيه من مجازر وضحايا وآلام، ونعيد حساباتنا، إذا أردنا أن نكون إنسانيين حقاً وبمعنى الكلمة، ونقاضي مَنْ ارتكب هذه المجازر، أو شارك فيها، أو دعمها بكلمة!
***************************************
قف.. رسالة إلى صديق.. انكفأ
عبد المنعم الأعسم
موضوع الرسالة يخص صديقا كان قد عارض النظام السابق، ولحقه أذى منه، ثم توجع من ممارسات عهد ما بعد 2003 وهاله ما شاهد من انتهاكات وخطايا ومهانات للنساء والناشطين، فانكفأ إلى ما يشبه الاعتذار إلى صدام حسين، والابشع، انه قرّع نفسه عن تمرده على نظام "القائد الضرورة".. فكتبت له ما يلي، متجاوزا عبارة الخصوصية فيما بيننا:
"اعرف انك كنت غاضباً حيال المهانة الشنيعة اللاأخلاقية التي تعرض لها يافعٌ عراقي من قِبل منظومة أمنية وعلى يد "جلادين من ذوي المحابس الحزبية" كما قلت، وكان غضبك مشروعا، مثل غضبي، لولا أنك دخلت مدخل الغلط في تبييض سلوك دولة صدام التي شكّلت جرائمها التنكيلية الشنيعة بحق معارضيها، وحتى بحق قيادات وكوادر حزبها، مدرسة في تدمير حياة من لا يوالي السلطة والفرد الطاغية، فأقول لك إن هؤلاء الجلادين المنفلتين الذين أثاروا غضبك تخرجوا من نفس تلك المدرسة، وإنْ كانوا ضدها، وربما ضحاياها أيضا، ولعلمك فان الجلادين حيثما كانوا على وجه الارض، من فصيلة دم واحدة، مهما كانت العقيدة التي يحملونها، وهم يستهلكون من الضمائر بقدر ما يستهلكون من أحذية، وأنك إذْ غضبتَ على عارٍ سُجل على جلادين، فإنك (للأسف) ارتكبت عاراً لا يُغتفر بالاعتذار لجلادين سبقوهم وعلّموهم أقذر حرفة في التاريخ: إذلال الانسان.
*قالوا:
"خيانة القيم كالسمّ، تدخل تدريجيا، وتُفسد الجسم والروح"
غابرييل غارسيا ماركيز
************************************
صدى الناس
عن التيار الديمقراطي العراقي، صدر أخيرا العدد (18) آب 2025 من جريدة "صدى الناس" السياسية الثقافة الاجتماعية.
جاء العدد في 16 صفحة ملونة.
*****************************************
ديالى خبير زراعي يُنشئ حديقة للنباتات العطرية والطبية
متابعة – طريق الشعب
في مبادرة بيئية اعتبرت الأولى من نوعها في العراق، نجح الخبير الزراعي عدي الربيعي بإنشاء حديقة متخصصة في النباتات الصحراوية العطرية والطبية، وذلك قرب منطقة الغالبية شمال غربي بعقوبة، وبهدف تسليط الضوء على الكنوز النباتية المحلية وفوائدها المتعددة.
في حديث صحفي، قال الربيعي أن "البيئة العراقية تزخر بنباتات برية مهملة رغم قدرتها العالية على التكيف مع ظروف الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب فوائدها الطبية والعطرية".
وأشار إلى أن الحديقة، التي أطلق عليها اسم "حديقتي النباتية – نباتاتنا البرية العطرية الطبية"، تضم أصنافا نادرة، مثل علق الغزال (كعب الغزال)، العرفج، الشيح، الحرمل والشنّان، مؤكدًا أنها نباتات مزهرة طوال العام، وتتمتع بروائح زكية ومنافع علاجية مهمة.
وأوضح الربيعي أن الهدف من المشروع هو لفت أنظار المجتمع والمؤسسات البيئية إلى أهمية هذه النباتات، التي لا تحتاج إلى عناية مكثفة، والتي يمكن أن تساهم في تقليل تأثيرات التغير المناخي، وتحسين جودة الهواء، والمساعدة في استعادة الأحزمة الخضراء، خاصة في المناطق الصحراوية.
ونوّه إلى ان "التوسع في زراعة هذه النباتات يُعد خطوة فعالة للحد من التصحر، وتقليل استهلاك المياه، وفتح المجال أمام استخدام تلك النباتات في الصناعات الدوائية والتجميلية، ما يمنح العراق بديلاً محليًا مستدامًا يغني عن المستورد".