الصفحة الأولى
أين العراق من استثمارات الـ 100 مليار دولار؟ مراقبون: الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع والدولة تنازلت عن حقوق لها
بغداد - طريق الشعب
أعلن رئيس الوزراء، أخيراً، ان العراق استقطب استثمارات عربية وأجنبية بقيمة 100 مليار دولار. جاء ذلك خلال احتفالية يوم الشراكات مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، بمناسبة مرور 20 عاماً على شراكات المؤسسة في البلاد.
ويرى مراقبون ، أن هناك مبالغة في الأرقام وهي تخفي واقعاً مختلفاً على الأرض، حيث تبينّ المؤشرات أن المشاريع المنفذة، وإن كانت موجودة، فهي تتركز في قطاع الطرق والجسور وبعض المشروعات السكنية المحدودة، دون أن تحدث أي تحول ملموس في الاقتصاد الوطني.
وينبهون إلى أن استقطاب هذه الاستثمارات جاء غالباً عبر منح استثناءات واسعة وإعفاءات جمركية وضريبية، بل ومنح أراضٍ مجانية للمستثمرين، وهو ما أدى إلى فقدان الدولة موارد مالية هامة.
ما الذي يمكن ان يحدثه هدا الرقم؟
100 مليار دولار مبلغ كبير في في بلد مثل العراق؛ فهو كفيل بإحداث تحوّل جذري في البنية التحتية والاقتصاد الوطني؛ إذ يمكن بحسب مختصين أن يغير شكل البلاد بالكامل، حيث انه يكفي لإعادة بناء شبكات الكهرباء وتطوير خطوط النقل البري والبحري والجوي وسكك الحديد، فضلاً عن بناء المدارس والمستشفيات والمجمعات السكنية التي تعالج أزمة السكن المتفاقمة.
كما أن استثمار هذه الأموال بشكل فعّال يمكن أن يخلق مئات آلاف فرص العمل، ويحرّك عجلة الصناعة والزراعة ويقلّل من اعتماد البلاد شبه الكامل على النفط، ليضع العراق على مسار تنموي مستدام طال انتظاره، باختصار يمكن لها أن يغيّر ملامح الاقتصاد العراقي بالكامل.
مبالغة كبيرة
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، إن الأرقام التي أعلنت بشأن حجم استقطاب الاستثمارات في العراق “مبالغ فيها إلى حد كبير”، سيما انها لا تعكس ما هو موجود فعلياً على أرض الواقع.
وأضاف الهماشي في حديث لـ"طريق الشعب"، إنّ “العراق تمكن بالفعل من استقطاب استثمارات في مجالات البنى التحتية والطرق والجسور وبعض المجمعات السكنية، إلا أن حجم هذه المشاريع لا يصل بأي حال من الأحوال إلى الأرقام الضخمة التي يجري الحديث عنها”، مضيفاً أن “الرقم المعلن لو كان حقيقيًا لكان كفيلاً بإعادة إعمار العراق بالكامل”.
ولفت إلى أن “غالبية الاستثمارات دخلت عبر استثناءات حكومية واسعة وخارج الأطر القانونية والضوابط المعمول بها، وهو ما أدى إلى فقدان الدولة موارد مالية مهمة من الرسوم الجمركية والضرائب”.
وأردف الهماشي قائلاً أن “الحكومة منحت الكثير من التسهيلات للمستثمرين، وصلت في بعض الحالات إلى منح أراضٍ مجانية، الأمر الذي تسبب بتنازل العراق عن جزء كبير من حقوقه الاقتصادية”.
وأشار الهماشي إلى أن “الفساد الذي شاب بعض العقود الاستثمارية زاد من هشاشة الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع، خصوصًا وأن نتائجها الفعلية على الأرض ما تزال محدودة، ولا تتناسب مع ما أُعلن من أرقام”.
ويقدر المتحدث حجم الاستثمارات الحقيقية بانه "لا يتجاوز حاجز المليار دولار، وهو رقم متواضع جداً قياساً بالخسائر المتحققة من الإعفاءات والامتيازات التي حصل عليها المستثمرون”.
وختم حديثه قائلاً ان "ما تحقق من استثمارات كان يجب أن يكون رافعة للاقتصاد الوطني، لكن طريقة إدارة هذا الملف أفرغته من محتواه التنموي، وحوّلته إلى وسيلة لزيادة الهدر المالي والتنازل عن موارد سيادية كان يمكن أن تعزز موازنة الدولة وتقلل من اعتمادها على النفط”.
أين أثرها؟
من جانبه، علق الباحث في الشأن الاقتصادي سرمد قصي على الخطاب الرسمي المتعلق بملف الاستثمارات الأجنبية في العراق، ووصفه بانه يندرج ضمن خانة الدعاية الانتخابية غير المباشرة، مؤكداً انه يحتاج إلى مراجعة جذرية، لأن الأرقام المعلنة لا تنسجم مع الواقع الاقتصادي، ولا مع طبيعة المشاريع المنفذة على الأرض.
وقال قصي لـ"طريق الشعب"، ان "المبالغ الكبيرة التي يجري الحديث عنها، لو كانت دقيقة لكانت كفيلة بإحداث تحوّل جذري في البنى التحتية والخدمات العامة، غير أن ما تحقق فعلياً يقتصر على مجموعة مشاريع إنشائية محدودة في قطاع الطرق والجسور وبعض المجمعات السكنية، وهي لا ترتقي الى مستوى تلك الأرقام الضخمة وحجمها المهول".
وأضاف أن "جذب الاستثمار الأجنبي لا يُقاس بحجم المبالغ المعلنة، بل بمدى اثره على ارض الواقع، ومساهمته في تنويع الاقتصاد وتوليد فرص العمل وتحريك القطاعات الإنتاجية". كما أشار ان "الواقع الحالي يُظهر ضعف الأثر التنموي لهذه المشاريع بسبب الطريقة التي صيغت بها العقود والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين".
وأكد أن "التعامل مع ملف الاستثمار بطريقة تسويقية قائمة على الأرقام الكبيرة دون نتائج ملموسة، يضعف ثقة الشارع ويؤثر سلباً على صورة العراق أمام المستثمرين الجادين، لأن الفجوة بين التصريحات والواقع تولّد انطباعاً بعدم المصداقية".
ودعا في السياق الى "إعادة بناء السياسة الاستثمارية على أسس جديدة، تقوم على الشفافية في إعلان الأرقام، ووضع معايير دقيقة لتقييم العقود، وضبط حجم الإعفاءات الممنوحة بما يحفظ التوازن بين تشجيع المستثمر وحماية مصالح الدولة".
كما شدد في ختام حديثه على ان "الاستثمار الحقيقي هو الذي يترك أثراً اقتصادياً ملموساً، ولا يكون مجرد أرقام تُضخ في الخطاب الإعلامي".
دعاية انتخابية
إلى ذلك، أكد المراقب للشأن السياسي داوود سلمان، إن الحكومة الحالية تتعامل مع مختلف الملفات بعقلية دعائية بحتة، مبيناً أن الأرقام الضخمة مثلاً التي يجري الترويج لها في الإعلام ليست سوى وسيلة للتهويل السياسي وتسويق إنجازات وهمية قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
ونوه سلمان في حديث لـ"طريق الشعب"، إلى ان "التجربة العراقية أثبتت أن الحكومات المتعاقبة كثيراً ما تلجأ إلى المبالغة في الأرقام والوعود من أجل كسب الشارع، بينما الواقع على الأرض يكشف محدودية هذه المشاريع وعدم قدرتها على إحداث أي تغيير جوهري في حياة المواطنين".
وأشار إلى ان الحكومة الحالية "ليست استثناءً، فهي تكرر ذات النهج عبر تضخيم الأمور في مختلف الملفات، والتغاضي مثلاً عن حقيقة أن معظم ما أُعلن عنه أخيراً، جاء عبر استثناءات وامتيازات على حساب موارد الدولة".
وشدد المراقب السياسي على أن "المواطن بات يدرك أن مثل هذه الأرقام تُستخدم كأدوات انتخابية لإقناع الجمهور بإنجازات غير موجودة فعلياً"، محذراً من أن "التمادي في هذا الخطاب الدعائي يُعمّق فجوة الثقة بين الشارع والطبقة السياسية، ويزيد من حالة العزوف والإحباط الشعبي".
وأتم حديثه بالقول "إذا أرادت الحكومة أن تُقنع الشارع فعلياً، فعليها أن تقدّم مشاريع ملموسة على الأرض بدل الاستمرار في لعبة الأرقام، لأن زمن التهويل الإعلامي انتهى، والناس باتوا يحاسبون بالأثر لا بالشعارات".
**************************************
راصد الطريق.. خطاب قديم .. ولا جديد
مع اقتراب موعد الانتخابات، يتوضح خطاب الفرقاء السياسيين في العراق كاشفا هشاشة المشهد وانفصاله عن المعايير المقبولة. فبدلاً من تقديم برامج واقعية تعالج أزمات البلاد، يلجأ البعض إلى شعارات متشنجة، محذرا مرة من "الفتن والاحقاد"، ومتمسكا في أخرى بخطاب طائفي يربط العملية السياسية بالسلاح، مؤكدا أن التغيير لن ينجح "ما دامت القوة بأيدي ابنائنا". وفي مواقع انتخابية أخرى، تتكرر التحذيرات من "مؤامرات" و"مخططات" تستهدف "الحكم الرشيد".
هذه التصريحات القائمة على التخويف والتجييش الطائفيين، لا تعني سوى إعادة تدوير خطاب الأزمة ، الذي اعتاد عليه الناخب العراقي منذ سنوات. والهدف منها ليس خدمة المواطن ولا حماية الدولة ، بل تأمين ولاءات انتخابية من جمهور زبائني ، يراهن بعض السياسيين على استمالته عبر إثارة الانقسام والخوف، وتنمية القلق.
وتكمن خطورة استمرار هذا النمط من الخطاب في ترسيخه الانقسام، وتعميقه فقدان الثقة بالعملية السياسية، وتكريسه ثقافة الأزمات كأداة للبقاء في السلطة.
ولكن رغم ما يحصل يبقى الامر مرهونا بالناخب. فمسؤوليته كبيرة في استخدام صوته بوعي وادراك ، بعيدا عن شعارات المتشنجين والخائفين على نفوذهم وامتيازاتهم، لا على المصلحة العامة. والمواطن يعرف جيدا هوية المؤججين، المسؤولين أساسا عما آلت اليه أوضاع البلد واحوال السكان.
**********************************************
الصفحة الثانية
لن ينال البعض المأزوم من الحزب الشيوعي العراقي
صبحي الجميلي
عاد البعض هذه الأيام الى ما تعودنا ان نسمعه من افتراءات وتشويهات واساءات لمواقف حزبنا ، ومنها ما هو خبيث ينطلق من حرص كاذب على الحزب، وفيه ما فيه من سموم الحقد على مسيرته وتاريخه ونضاله ، ماضيا وحاضرا.
وليس هذا بجديد على الشيوعيين وحزبهم. فمنذ ولادته قبل ٩١ عاما ، ما انفك مثل هذه الحملات يتواصل باشكال مختلفة ، وتقوم به جهات لا تُضمر الا العداء المكشوف والمستتر للحزب وقياداته، عبر مسيرته المجيدة . ولم يقتصر الأمر في الماضي على الصاق التهم بالحزب، بل كانت تلك الحملات تشمل مختلف اشكال القمع والمطاردات والنفي واسقاط الجنسية والفصل من الوظيفة وحتى الاعدام .
ما أثار ويثير حنق جوقة المعادين للحزب على اختلافهم وتعدد منطلقاتهم، هو انه خيب ويخيب آمال هؤلاء الموتورين ، وما يمنون به النفس ان يستقيظوا ذات صباح فلا يجدون للحزب أثرا، ولا يرون من يحمل رايته بثقة كبيرة بالنفس والشعب ، ليسلمها لاجيال الشباب ، التي كانت وما زالت تعزز صفوفه وتقوي شكيمته ، وتمده بعناصر الصمود والتحدي والمواصلة، ليجدد العطاء لخير الشعب وفقرائه وكادحيه ، من مختلف أطياف الشعب العراقي الذين وجدوا فيه النصير والداعم الثابت لحقوقهم وتطلعاتهم ، وقد اختبروه في الميدان ، فكان فعله مطابقا لوعوده وما يعلنه من مواقف .
لا نستغرب تصاعد مثل هذه الأصوات الناعقة في غمرة التحضير والاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة ، اذ يدرك هذا البعض المأزوم ان للحزب حضورا تاريخيا، ومسيرة معمدة بالتضحيات الجسام، وحاضرا منحازا ومدافعا عن الحريات وحقوق المواطنين، وبضمنها الحق في ان يعيشوا بسلام وأمان ورخاء في دولة مؤسسات وقانون، كاملة السيادة وتمتلك قرارها الوطني المستقل. وهو صوت جريء معارض للمحاصصة والفساد والسلاح المنفلت ، وكاشف لعجز المتنفذين عن تقديم بدائل حقيقية لما وصلت اليه أوضاع البلد من سوء.
وواضح ان هذه المواقف للحزب، والصلابة والثبات على المباديء التي تربت عليها أجيال الشيوعيين، تقض مضاجع البعض ، وتديم أرقهم ، حتى تنتابهم صرعات من الخفة وانعدام الوزن وفقدان البوصلة، فيختلط عندهم الامر، جهلا او تعمدا، ما يفقدهم النظرة والتقييم الموضوعيين .
وجلي أيضا ان البعض من المتنفذين، وهو يعجز عن تقديم الحلول، لا يتحمل هذه الصورة النقية للحزب ، ونظافة اليد ، ويغتاظ عندما يسمع جمهور المواطنين يسمون الحزب: حزب الايادي البيضاء . ولم يحصل الحزب على هذا التكريم بالمال السياسي ولا بالسلاح او عبر" اللجان الاقتصادية "، بل عبر استقامة ونزاهة رفيقاته ورفاقه وقياداته .
نعم، للحزب تاريخ حافل بالامجاد والبطولات ، وصدق المواقف والانحياز للشعب والوطن ، ولكن الحزب وهو يجتهد للمصلحة العامة وليست الخاصة ، يمكن ان يخطئ في هذه الجزئية او تلك. وهو هنا هو من الرواد في المراجعة وإخضاع مواقفه وسياساته للتقويم والنقد والتصحيح . وهو يميز جيدا بين الغث والسمين ، بين المعاداة متعددة الاشكال ، وبين النقد البناء الحريص.
هكذا هو حزب الشيوعيين، الذي يسير الى امام واثق الخطى ، يدقق وفق ممارسته اليومية ، ويتعلم عبر التصاقه بالجماهير ، فهي المعين الذي لا ينضب .
ونقول ان ما يثار اليوم من ترهات ضد الحزب الشيوعي العراقي، هو من سقط المتاع وترديد بائس لمفردات اكل الدهر عليها وشرب، ولن يؤثر قيد انملة على الحزب ومسيرته ، فالناس بتجربتها وخبرتها يعرفون الشيوعيين واصالتهم ، ولن ينطلي عليهم ما يشيعه ضعاف النفوس والمازومون. وان مثل هذه الحملات البائسة لن تكون احسن حالا من سابقاتها ، فقد ذهبت واصحابها الى مزبلة التاريخ ، فيما بقي الحزب شجرة وارفة ، باسقة ، تشيع الامل بمستقبل جديد للعراق ، عراق المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
*****************************************
احتجاجات ومطالبات شعبية الأراضي السكنية، المياه، التعليم وفرص العمل.. أبرز المطالب
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظات عدة، خلال اليومين الماضيين، سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات الشعبية المطالبة بحقوق مختلفة، من الأراضي السكنية وفرص العمل، إلى تحسين الخدمات العامة وضمان الحقوق المدنية. وعكست تلك الاحتجاجات في محافظات البصرة، ميسان، بابل، النجف، واقليم كردستان، تنوع القضايا وعمق المشاكل التي تواجه المواطنين.
وقفة لموظفي مجاري
نظم العشرات من موظفي مديرية مجاري البصرة وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بتخصيص قطع أراض سكنية لهم، أسوة بزملائهم. وقال عدد من المحتجين، الذين يبلغ عددهم 137 موظفًا، أنهم لم يتسلموا قطعهم رغم تخصيص مقاطعة لموظفي المديرية، بينما تم توزيع نحو 500 قطعة أرض للموظفين الآخرين.
وأكدوا أن مديريتهم وعدتهم بإرسال قائمة منفصلة بأسمائهم إلى بلدية شط العرب، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
من جهته، قال مدير مجاري البصرة، خزعل حميد غضبان، إنّ أسماء أكثر من 120 موظفًا قد تم رفعها إلى بلدية شط العرب، حيث سيتم منحهم قطع أراض من الإفرازات الجديدة.
سائقو البرادات
ونظم عدد من أصحاب التريلات المبردة وقفة احتجاجية في منطقة الجمعيات بالبصرة، مطالبين بحل مشكلاتهم المتعلقة بعدم وجود ساحة مخصصة للشاحنات المبردة، وعدم توحيد أنظمة الموازين التي تختلف من محافظة إلى أخرى.
وحذر المحتجون من اللجوء إلى الإضراب في جميع محافظات العراق، إذا لم تستجب الجهات المعنية لمطالبهم.
احتجاج على شح المياه
كما تظاهر العشرات من سكان قضاء الكحلاء بمحافظة ميسان، قرب مكتب ناظم الكحلاء في منطقة الماجدية، احتجاجًا على أزمة شح المياه التي تعاني منها المنطقة. وقال المتظاهرون أن القرى القريبة من الأهوار والشريط الحدودي في القضاء، بالإضافة إلى الوحدات التابعة له، تعاني من العطش منذ أشهر، ما أدى إلى نفوق الحيوانات وهجرة السكان بسبب الجفاف. وانتقد المحتجون ما وصفوه بـ"الصمت الحكومي" تجاه معاناتهم، مشيرين إلى جفاف الأنهار ومغذيات الأهوار، المصدر المائي الوحيد للشرب وري الحيوانات.
تظاهرة أمام "بتروجاينا"
ونظم خريجون عاطلون عن العمل، وقفة احتجاجية أمام مقر شركة بتروجاينا النفطية في حقل الحلفاية شرق ميسان.
وقال مصدر محلي، إن المتظاهرين، القادمين من قضاء الكحلاء وناحية بني هاشم، طالبوا بشمولهم بالتعيينات وفرص العمل في الشركة، مستندين إلى توجيهات الحكومة المحلية التي تلزم الشركات النفطية بإعطاء الأولوية للخريجين من سكان مناطق العقد، وذلك في إطار ما يُعرف بـ"تحسين العلاقة الاجتماعية" بين الشركات والمجتمعات المحلية.
احتجاج على ارتفاع أسعار الأراضي
تجمع العشرات من أهالي ناحية الطليعة جنوبي محافظة بابل، أمام مبنى البلدية احتجاجًا على ارتفاع أسعار الأراضي السكنية وآلية التقييم التي وصفوها بـ"غير منطقية". وأكد المحتجون أن المنطقة مصنفة درجة رابعة وتفتقر إلى الخدمات الأساسية من طرق ومجار ونظافة، ولا تبرر الأسعار المعلنة، حيث بلغ سعر المتر الواحد 250 ألف دينار، ما رفع قيمة بعض القطع إلى أكثر من 90 مليون دينار، في حين أن السوق الفعلية أقل بكثير. من جانبه، أوضح مدير بلديات بابل، المهندس عايد السعيدي، أن اللجنة المتخصصة ستجري كشفاً ميدانياً على العقارات المتجاوز عليها، مع الاستعانة بخبير قضائي لضمان العدالة في التقدير، مؤكداً استمرار التنسيق بين الأهالي والبلدية والجهات الرقابية والنيابية لإيجاد حلول عادلة.
معلمو الإقليم يعلنون الإضراب
وأعلن معلمون محتجون في إقليم كردستان رفضهم بدء العام الدراسي الجديد في موعده المحدد في 21 أيلول 2025، مؤكدين المضي في "مقاطعة" الدوام.
وقال دلشاد ميراني، عضو لجنة المعلمين المحتجين في السليمانية، إن المقاطعة تشمل جميع المراحل الدراسية، وأن الاعتصامات والاحتجاجات ستستمر هذا العام، في حين لم يتم تحديد توقيت بدء الفعاليات بعد. وكانت وزارة التربية في الإقليم قد أعلنت في 7 أيلول الجاري أن 21 من الشهر الحالي سيكون موعد بدء العام الدراسي الجديد في المدارس الحكومية والأهلية.
مطالبات بالإفراج عن ناشط مدني
وتجمع المئات من أهالي المشخاب، النجف، لليوم الثاني على التوالي، أمام تمثال قائد ثورة العشرين عبد الواحد الحاج سكر، للمطالبة بالإفراج عن الناشط مهند رحيم الفتلاوي، الذي اعتُقل إثر شكوى تقدم بها أحد المقاولين على خلفية انتقاده عمل الشركة. وحذر المتظاهرون من تصعيد الاحتجاجات في حال لم يتم الإفراج عن الفتلاوي، وفي وقت وقت لاحق أفرجت محكمة الكوفة عن الفتلاوي.
وتواصلت هذه التحركات الشعبية في مختلف المحافظات، لتسليط الضوء على قضايا متعددة تشمل الأراضي السكنية، المياه، فرص العمل، التعليم والحقوق المدنية، مع مطالبة الجهات الحكومية باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمات والرد على مطالب المواطنين بشكل واضح وعادل.
********************************************
إزالة سياج معبد الصابئة في القادسية تثير استياء ابناء الديانة المندائية
بغداد ـ طريق الشعب
أعرب الناشط عن الديانة الصابئية المندائية، د. سلام الزهيري، عن استنكاره الشديد لإقدام جهة مسؤولة على إزالة (32) صبة كونكريتية كانت تُشكّل سياجاً يحيط بمعبد الطائفة الصابئية (المندي) في محافظة القادسية، وهو ما اعتبره اعتداءً صارخاً على قدسية بيوت العبادة وخرقاً صريحاً لحقوق المكونات الدينية في العراق. وأكد الزهيري أن هذا الفعل يمس حقاً دستورياً أصيلاً يضمن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، مشدداً على أن الصابئة المندائيين، بوصفهم من أقدم الديانات التوحيدية المسالمة، لم يكونوا يوماً طرفاً في نزاع أو سبباً في توتر، بل كانوا دائماً عامل سلام ووئام داخل المجتمع العراقي.
وأضاف: "نرفض أي استهداف يطال معابدنا أو مقدساتنا، ونطالب السلطات المحلية والمركزية بالتحرك العاجل لإعادة الوضع إلى ما كان عليه، وردع أي جهة تحاول النيل من حقوق الأقليات الدينية أو التضييق على ممارسة شعائرها"، داعياً في الوقت ذاته إلى تعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين جميع المكونات.
************************************
ومضة.. لن ينال البعض المأزوم من الحزب الشيوعي العراقي
صبحي الجميلي
عاد البعض هذه الأيام الى ما تعودنا ان نسمعه من افتراءات وتشويهات واساءات لمواقف حزبنا ، ومنها ما هو خبيث ينطلق من حرص كاذب على الحزب، وفيه ما فيه من سموم الحقد على مسيرته وتاريخه ونضاله ، ماضيا وحاضرا.
وليس هذا بجديد على الشيوعيين وحزبهم. فمنذ ولادته قبل ٩١ عاما، ما انفك مثل هذه الحملات يتواصل باشكال مختلفة، وتقوم به جهات لا تُضمر الا العداء المكشوف والمستتر للحزب وقياداته، عبر مسيرته المجيدة . ولم يقتصر الأمر في الماضي على الصاق التهم بالحزب، بل كانت تلك الحملات تشمل مختلف اشكال القمع والمطاردات والنفي واسقاط الجنسية والفصل من الوظيفة وحتى الاعدام .
ما أثار ويثير حنق جوقة المعادين للحزب على اختلافهم وتعدد منطلقاتهم، هو انه خيب ويخيب آمال هؤلاء الموتورين، وما يمنون به النفس ان يستقيظوا ذات صباح فلا يجدون للحزب أثرا، ولا يرون من يحمل رايته بثقة كبيرة بالنفس والشعب، ليسلمها لاجيال الشباب، التي كانت وما زالت تعزز صفوفه وتقوي شكيمته، وتمده بعناصر الصمود والتحدي والمواصلة، ليجدد العطاء لخير الشعب وفقرائه وكادحيه، من مختلف أطياف الشعب العراقي الذين وجدوا فيه النصير والداعم الثابت لحقوقهم وتطلعاتهم، وقد اختبروه في الميدان، فكان فعله مطابقا لوعوده وما يعلنه من مواقف.
لا نستغرب تصاعد مثل هذه الأصوات الناعقة في غمرة التحضير والاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة ، اذ يدرك هذا البعض المأزوم ان للحزب حضورا تاريخيا، ومسيرة معمدة بالتضحيات الجسام، وحاضرا منحازا ومدافعا عن الحريات وحقوق المواطنين، وبضمنها الحق في ان يعيشوا بسلام وأمان ورخاء في دولة مؤسسات وقانون، كاملة السيادة وتمتلك قرارها الوطني المستقل. وهو صوت جريء معارض للمحاصصة والفساد والسلاح المنفلت ، وكاشف لعجز المتنفذين عن تقديم بدائل حقيقية لما وصلت اليه أوضاع البلد من سوء.
وواضح ان هذه المواقف للحزب، والصلابة والثبات على المباديء التي تربت عليها أجيال الشيوعيين، تقض مضاجع البعض، وتديم أرقهم، حتى تنتابهم صرعات من الخفة وانعدام الوزن وفقدان البوصلة، فيختلط عندهم الامر، جهلا او تعمدا، ما يفقدهم النظرة والتقييم الموضوعيين .
وجلي أيضا ان البعض من المتنفذين، وهو يعجز عن تقديم الحلول، لا يتحمل هذه الصورة النقية للحزب ، ونظافة اليد، ويغتاظ عندما يسمع جمهور المواطنين يسمون الحزب: حزب الايادي البيضاء. ولم يحصل الحزب على هذا التكريم بالمال السياسي ولا بالسلاح او عبر"اللجان الاقتصادية"، بل عبر استقامة ونزاهة رفيقاته ورفاقه وقياداته .
نعم، للحزب تاريخ حافل بالامجاد والبطولات ، وصدق المواقف والانحياز للشعب والوطن، ولكن الحزب وهو يجتهد للمصلحة العامة وليست الخاصة، يمكن ان يخطئ في هذه الجزئية او تلك. وهو هنا من الرواد في المراجعة وإخضاع مواقفه وسياساته للتقويم والنقد والتصحيح. وهو يميز جيدا بين الغث والسمين، بين المعاداة متعددة الاشكال ، وبين النقد البناء الحريص.
هكذا هو حزب الشيوعيين، الذي يسير الى امام واثق الخطى، يدقق وفق ممارسته اليومية، ويتعلم عبر التصاقه بالجماهير، فهي المعين الذي لا ينضب .
ونقول ان ما يثار اليوم من ترهات ضد الحزب الشيوعي العراقي، هو من سقط المتاع وترديد بائس لمفردات اكل الدهر عليها وشرب، ولن يؤثر قيد انملة على الحزب ومسيرته، فالناس بتجربتها وخبرتها يعرفون الشيوعيين واصالتهم، ولن ينطلي عليهم ما يشيعه ضعاف النفوس والمأزومون. وان مثل هذه الحملات البائسة لن تكون احسن حالا من سابقاتها، فقد ذهبت واصحابها الى مزبلة التاريخ، فيما بقي الحزب شجرة وارفة، باسقة، تشيع الامل بمستقبل جديد للعراق، عراق المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
******************************************
تعازي ومواساة بوفاة الرفيق الدكتور علي الخالدي
غادرنا يوم الرابع من أيلول 2025 الرفيق الدكتور علي الخالدي بعد مسيرة مهنية نضالية حافلة امتدّت لعقود.
الرفيق الفقيد مواليد ١٩٤٣، وهو شقيق الشهيد البطل وليد الخالدي الذي أغتيل العام ١٩٦٨ في ساحة السباع ببغداد من قبل عناصر أمن النظام الدكتاتوري المقبور.
درس في كلية الطب في يوغسلافيا، وعمل في في جمعية الطلبة العراقيين في يوغسلافيا وكان من الكوادرالقيادية الطلابية فيها.
ثم انتقل الى جمهورية المجر لإكمال دراسته في كلية الطب في بودابست من عام 1973-1974، ولغاية 1979-1980.
وتولى مهمة سكرتير جمعية الطلبة العراقيين في هنكاريا وساهم في مؤتمرات ومهرجانات الطلبة والشبيبة العالمي "في كوبا.
كما تولى مهمة سكرتير منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هنكاريا.
تعازينا مواساتنا الحارة لزوجته الرفيقة جوليت وابنته نادية وابنه هومي ولجميع رفاقه ومحبيه.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
١٤ ايلول ٢٠٢٥
*****************************************
عائلة الفقيدة انعام عبد الحليم الصفار المحترمون
تلقينا بحزن والم شديدين، خبر رحيل الرفيقة انعام (ام عمار) ، التي عانت كثيراً من المرض اللئيم الذي ألمّ بها. لقد كانت على الدوام مخلصة لحزبها، لصيقة به حتى في أصعب ظروفها الصحية، ولهذا نشعر معكم بفداحة خسارتها. نشارككم الأحزان بفقدانها ، ونتقدم اليكم باحر التعازي والمواساة ، متمنين لكم الصبر والسلوان. الذكر الطيب على الدوام للرفيقة الراحلة ام عمار
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
13 أيلول 2025
*****************************************
الصفحة الثالثة
المشاريع العمرانية تبيد الأشجار المعمرة كارثة بيئية مليون شجرة اختفت خلال عامين!
بغداد - طريق الشعب
في بلدٍ يواجه أزمات متلاحقة من تغيّر مناخي وتصحر الى عواصف ترابية خانقة، يضاف تحد جديد يهدد ما تبقى من رئته الخضراء. فقد كشف مرصد العراق الأخضر أن البلاد خسرت خلال العامين الماضيين ما يقارب مليون شجرة، في حصيلة صادمة تكشف حجم التراجع البيئي وخطورة الإهمال الذي يطال الغطاء النباتي.
الأسباب متعددة، تبدأ من الجفاف ونقص المياه، ولا تنتهي عند القطع الجائر والحرائق المفتعلة ومشاريع عمرانية وتجارية تبتلع ما تبقى من البساتين ومطاعم الاسماك، فيما تُستبدل الأشجار المعمّرة بشتلات صغيرة غير قادرة على الصمود، ما ساهم بتآكل المساحات الخضراء بشكل متسارع.
كيف خسرنا 2 مليون شجرة؟
وفي هذا الصدد، أكد عضو المرصد العراقي الأخضر، عمر عبد اللطيف، أن العراق يواجه كارثة بيئية خطرة نتيجة استمرار عمليات قطع الأشجار والإهمال الحكومي.
وقال عبد اللطيف لـ"طريق الشعب"، أن البلاد "فقدت خلال العامين الماضيين ما بين مليون إلى مليوني شجرة، بسبب التوسع في المشاريع السكنية والتجارية، وعمليات الحرق، إضافة إلى موجات الجفاف والمطاعم".
وأضاف، أن غياب القوانين الرادعة لقطع الأشجار والاعتداء عليها، فضلاً عن تغليب المصلحة المادية والمشاريع الاستثمارية على البيئة، شكّل أبرز أسباب هذه الخسارة الفادحة، مبينا أنه يُنظر، اليوم، إلى قيمة الأرض والمشروع التجاري على أنها أهم من الشجرة أو البستان، وهو ما يشجع بعض المستثمرين على إزالة بساتين كاملة مقابل إنشاء مجمع أو بناية.
ولفت إلى أن "المفارقة تكمن في إعلان الجهات الرسمية عن إطلاق حملات كبرى للتشجير، في وقت تستمر فيه أعمال قلع الأشجار في العاصمة بغداد ومناطق أخرى من دون رادع"، منبها إلى أن أية حملات للتشجير في ظل أزمة المياه الراهنة ستكون غير مجدية، لأنها تحتاج إلى رعاية مستمرة ومصادر مائية كافية لسنوات طويلة حتى تنمو وتصبح بمستوى الأشجار المعمرة".
ودعا عضو المرصد إلى اعتماد خطة وطنية حقيقية للتشجير، قائلاً إن العراق بحاجة لزراعة أكثر من مليار و500 مليون شجرة في مختلف المحافظات، مشدداً على أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الحكومة والمجتمع، وأن استمرار القطع الجائر سيؤدي إلى أضرار بيئية لا يمكن تعويضها.
تبني سياسة وطنية
من جهته، اكد المهتم بالشأن البيئي حيدر رشاد ان الاشجار تُعد “الرئة الخضراء” للمدن، فهي تمتص غازات ثاني أوكسيد الكربون وتنتج الأوكسجين، وتعمل على خفض درجات الحرارة وتقليل التلوث الهوائي، فضلاً عن دورها في الحد من التصحر وتثبيت التربة اضافة للجمالية التي تضفيها اين ما كانت.
وقال رشاد في حديث لـ"طريق الشعب"، أن العالم ينظر الى الأشجار بوصفها ثروة وطنية، فبعض الدول سنّت قوانين صارمة تحظر قطع الأشجار مهما كانت الأعذار، وتعتبر الاعتداء عليها جريمة يعاقب عليها القانون.
واشار الى ان بلدان أخرى، تُسجَّل بعض الأشجار المعمّرة ضمن قوائم التراث الوطني وتُعامل كما تُعامل المواقع الأثرية، لكونها تمثل جزءاً من الهوية والذاكرة الجمعية للشعوب. وبيّن رشاد أن مدناً كبرى في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا جعلت من الحدائق العامة والأشجار نقاط جذب سياحي واقتصادي، حيث يجري استثمارها بطريقة مدروسة لإيجاد بيئة صحية. وفي الوقت ذاته لتعزيز موارد البلديات عبر السياحة البيئية.
وأشار إلى أن العراق، على العكس من ذلك، ما زال يفتقر إلى قوانين رادعة تنظم التعامل مع الأشجار وتمنع قلعها العشوائي أو التضحية بها لصالح مشاريع عمرانية وتجارية، مؤكداً أن هذا التوجه قصير النظر سيكلف البلاد خسائر بيئية واقتصادية مضاعفة في المستقبل.
وشدد رشاد على أن الحل يبدأ من تبني سياسة وطنية للتشجير والحفاظ على الموجود من الغطاء النباتي، عبر خطط واضحة تضمن استدامة المياه اللازمة، وتشرك المجتمع المدني والقطاع الخاص في برامج التشجير، مشيراً إلى أن إعلان حملات زراعة من دون متابعة أو توفير موارد كافية يجعلها غير ذات جدوى.
وخلص الى القول "اذا لم نتعامل مع الأشجار كقيمة بيئية واقتصادية واستراتيجية، فإن خسارتها ستضاعف من مشكلات التلوث والتصحر والعواصف بشكل اسوأ مما نحن عليه الان".
غياب التخطيط
الى ذلك، نبّه رئيس منظمة الحقوق الخضراء، فلاح الأميري الى أن العراق يواجه تحدياً خطيراً يتمثل في التراجع الكبير للمساحات الخضراء، بسبب ما وصفه بـ “غياب التخطيط البيئي الحقيقي” وتقديم المشاريع الاستثمارية والعمرانية على حساب حماية الأشجار والبساتين.
ووصف الأميري في حديث مع "طريق الشعب"، الاشجار بانها خط الدفاع الأول، ضد التلوث والتصحر وارتفاع درجات الحرارة، إذ تعمل على امتصاص الغازات السامة وتنقية الهواء، كما تقلل من نسبة الغبار والعواصف الترابية التي تضرب البلاد على نحو متكرر.
وقال أن الدراسات الحديثة أثبتت أن وجود الأشجار في المدن يخفض درجات الحرارة من 3 الى 5 درجات مئوية، ويقلل من معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب.
وأشار إلى أن كثيراً من الدول المتقدمة، مثل اليابان وألمانيا وكندا، تتعامل مع الأشجار باعتبارها “ممتلكات عامة محمية بالقانون”، حيث لا يسمح بقطع أي شجرة إلا بقرار قضائي أو بيئي خاص، وفي المقابل يتم تعويضها بزراعة أضعاف ما يُزال.
ونوه الى أن بعض الدول حولت أشجارها المعمّرة إلى مواقع سياحية وثقافية تدر دخلاً اقتصادياً وتُسهم في تعزيز الهوية الوطنية.
وتابع الأميري، أن العراق بحاجة اليوم إلى رؤية واضحة لإعادة التشجير، تبدأ بوقف القطع الجائر وفرض قوانين صارمة على المتجاوزين، مروراً بإطلاق برامج وطنية لتوسيع الغطاء الأخضر، مع توفير مصادر مياه مستدامة لضمان بقاء الأشجار ونموها، لافتاً إلى أن زراعة ملايين الشتلات من دون متابعة ورعاية يجعلها عرضة للفشل.
وختم الأميري تصريحه قائلاً: “اذا لم نتدارك خسارتنا المستمرة للغطاء الأخضر، فسيدفع العراق أثماناً مضاعفة على مستوى الصحة العامة والاقتصاد والمناخ".
***************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
انتخابات تشرين بين الآمال والواقع
نشر موقع (War on the Rocks) الأمريكي دراسة للباحثين ياسر كوتي وعلي الحمود حول الانتخابات التشريعية، ذكرا فيها أن جوًّا سياسيًا مثقلاً بالترقب يسود العراق هذه الأيام، حيث سيتوجّه 21 مليون ناخب مُسجَّل إلى صناديق الاقتراع، للمرة السابعة منذ عام 2003، لانتخاب برلمان جديد يضم 329 مقعدًا، من بين 37 تحالفًا و38 حزبًا، ونحو 80 مرشحًا مستقلًّا.
فرصة للتغيير، ولكن!
وذكرت الدراسة، أن الأجواء تشير إلى وجود فرصة ما للتغيير، حيث تبدو طاقة الناخبين متجددة، والتوقعات بارتفاع نسبة المشاركة حقيقية، مع وجود طموح بأن توفّر الحكومة القادمة الاستقرار السياسي اللازم لصنع سياسات متماسكة، إذا ما حظيت بتفويض شعبي قوي. وهو طموح يعكس رغبة شعبية في عراق فاعل، قادر على أن يكون جسرًا بين القوى المتنافسة، في ظل شرق أوسط مستقطَب، مستفيدًا من مكانته كمنتِج رئيسي للطاقة ودولة محورية جيوسياسيًا.
واستدرك الكاتبان قائلين إنه، ورغم كلّ هذا التفاؤل، فمن غير المُرجّح أن تؤدي الانتخابات إلى تغيير جذري في النظام السياسي القائم منذ اثنين وعشرين عامًا، لكنها قد تغيّر موازين القوى الداخلية وتعيد تشكيل النخب التي تُمسك بمقاليد الحكم، في ظل نظام المحاصصة، الذي يوزّع السلطة بين الجماعات العرقية والطائفية، والذي أصبح سقالةً للفساد والتواطؤ وشبكات المحسوبية، بدلًا من أن يكون ضمانًا للتعددية.
براغماتية واعتدال
واعتبرت الدراسة، أن التحالف الذي يقوده رئيس الحكومة الحالية، في ظل انسحاب التيار الصدري وائتلاف النصر، يُمثّل فرصة لهيمنة قوة براغماتية معتدلة، قادرة على الموازنة بين المصالح المتضاربة، وخاصة بين طهران وواشنطن، في مشهد سياسي متشرذم بشدة، بين محافظين متحالفين مع إيران، وقوى ذات توجهات وطنية وقومية حادّة. وخلص الكاتبان إلى صعوبة التكهّن بما سيحدث في غياب نتيجة انتخابية حاسمة، تتيح لهذه القوة الوقت والمساحة الكافيين للتصرف والتحالف مع أحزاب وأفراد ذوي توجهات مماثلة.
وعلى الرغم من وجود توقعات قوية بأن تستفيد هذه القوة من إنجازات شعبوية في مشاريع الطاقة والجسور والطرق، وتوقّعات أخرى بألا يحقق خصومها نتائج كبيرة، خاصة في صفوف الناخبين الشباب، فإن شعبية الحكومة لم تطغَ على ما تعيشه البلاد في ظلّها، من آثار شبكات المحسوبية والطائفية، وهيمنة الفصائل السياسية ذات الأجنحة شبه العسكرية.
تغييرات سياسية محتملة
وشدّدت الدراسة على أن اتساع الفجوة بين عامة السكان من جهة، والطبقة السياسية وأتباعها من جهة أخرى، وتفاقم هشاشة الاقتصاد جراء سوء الإدارة المالية والفساد، فضلًا عن جملة الأزمات البيئية الملحّة، بما في ذلك الجفاف الشديد ونقص المياه وتدهور القطاع الزراعي، تُعَدُّ من المخاطر الجديّة التي تُهدد الاستقرار على المدى الطويل، بغضّ النظر عمّا قد تُسفر عنه الانتخابات من نتائج.
غير أنه، وبعيدًا عن الحسابات البرلمانية، فمن المرجّح أن تُسهم الانتخابات في تشكيل التحالفات التي تُحدّد السياسة الداخلية للعراق وتوجهاته الخارجية، وبالتالي تُؤثر في دوره في شرق أوسط يُعاد تشكيله.
آليات السلطة
وتحدثت الدراسة عن أن الساحة السياسية تعاني من نظام هجين، يجمع بين البيروقراطية والمحسوبية والإكراه؛ نظام غير ديمقراطي تمامًا، وغير استبدادي بالكامل، يقوم على بنية مجزأة تطمس الخط الفاصل بين الدولة والحزب والفصائل المسلحة. ومن خلال هذه البنية، تُمارس النخب السياسية من مختلف التوجهات العرقية والطائفية هيمنتها، ليس فقط عبر التنظيمات الأيديولوجية، بل أيضًا من خلال السيطرة على المؤسسات وتحويلها إلى إقطاعيات حزبية أكثر منها إدارات وطنية.
وأضافت الدراسة أن النفوذ الاقتصادي هو ما يعزّز هذا النظام، إذ تحتكر الجهات السياسية عقود الدولة، وتُهيمن على التوظيف في القطاع العام، وتستخدم هذه الرافعات لمكافأة الولاء وتأديب المعارضة، وتُوظّيف المشهد الإعلامي لترسيخ شرعيتها وتشويه سمعة منافسيها.
مشاركة أم عزوف؟
وتوقّع الكاتبان أن يكون هناك إقبال جيد على التصويت، لأن العديد من العراقيين لم يعودوا راغبين في تكرار أخطاء المشاركة المنخفضة التي شهدتها الانتخابات السابقة، خاصة أن إرث حركة احتجاجات تشرين، بما صاحبه من إحباطات وقيود، قد رسّخ إدراكًا متزايدًا بأن صناديق الاقتراع وحدها قادرة على ترجمة الغضب الشعبي إلى تغيير هيكلي.
وأكدت الدراسة أن النتائج قد تؤدي إلى تغيير وسطي، غير ثوري، للوضع القائم، وهو - على أية حال - سيكون نقطة تحوّل في نظامٍ يعاني منذ زمن طويل من الشلل. بل وقد يشكل فرصة للعراقيين المتطلعين إلى حوكمة أفضل منذ سنوات، خاصة إذا ما رافق ذلك دعم شعبي وإقليمي ودولي يُحبط مقاومة قوى الجمود والمناوئين للإصلاح.
****************************************
افكار من اوراق اليسار.. الحرية واليسار.. توأم لا يفترق
إبراهيم إسماعيل
في معرض انتقاده لي، نفى "صديقي اللدود" أيَّ علاقةٍ بين اليسار والديمقراطية؛ فالحرب الباردة، التي كانت، وفق تصوراته، مجرد صراع بين الحرية والاستبداد، انتهت بانتصارٍ حاسمٍ لصالح الديمقراطية الرأسمالية، وسقوطٍ مدوٍّ للديكتاتورية الاشتراكية.
وبعيدًا عن الهوّة التي تفصل بين هذا الرأي وبين الإنصاف والتقييم الموضوعي للتاريخ، فإن الصدق مع النفس يُلزمني الاعتراف بنجاح العدو الطبقي في تسويق هذه الفكرة، من خلال استغلال جملة أخطاء عانت منها دول التجربة الاشتراكية الأولى، وأدّت إلى زلزالٍ لا تزال البشرية تعاني من تبعاته المدمّرة.
ويأتي في مقدّمة تلك الخطايا تجاهلُ الفكرة الماركسية التي دعت إلى الدفاع عن الحقوق السياسية والاجتماعية، واعتبرت أن لا حرية للبشر دون خلاصهم من الفاقة والجهل والمرض، وشدّدت على الترابط بين إنجاز هذه المهام وانتصار الشغيلة في معركة الديمقراطية. كما تضمّنت الأخطاءُ التغافلَ عن أن "كومونة باريس"، التي اعتبرها ماركس حكومةً عماليةً حقيقية، لم يقدها طيفٌ يساريٌّ واحد، وإنّ منح الأولوية للتصنيع، في مجتمعات يغلب عليها الطابع الزراعي والعلاقات الأبوية، على حساب الحقوق الديمقراطية في العمل والحياة الاقتصادية والثقافية، لا علاقة له بما قاله ماركس عن استحالة فرض السعادة على الشعوب. وإن غياب الحريات العامة والخاصة، ولا سيما حرية التعبير، والتجمع، والاقتراع، والترشيح، كان المسبب الأبرز لتحويل المؤسسات إلى هياكل بيروقراطية مشوّهة، كما حذّرت روزا لوكسمبورغ من ذلك ذات يوم.
وعلى الرغم من كل هذه الأخطاء، لم يحمل سقوط التجربة الاشتراكية الأولى انتصارًا للحرية، كما ادّعى صديقي، الذي طالما عزّزت مشاكساته صحّة قناعاتي، لأنّ بين الرأسمالية والحرية جبلًا من نار، منذ أن دعمت انقلاب لويس نابليون على الجمهورية الفرنسية، وحتى رعايتها لقوى الفاشية الجديدة اليوم. فلا أظن أن هناك من يجد جامعًا بين الدفاع عن الحريات، وبين قيام الرأسمال بقمع الحركات العمالية في العشرينيات، ودعمه للفاشية والنازية في الثلاثينيات، ورعايته لسلطات أوليغارشية معادية حتى للقيم الليبرالية في دول الأطراف، وتدخّله الدموي ضد إرادة الشعوب بإسقاط حكومات مصدّق في إيران، وآربينز في غواتيمالا، وبوش في الدومينيكان، وقاسم في العراق، وآليندي في تشيلي، وحرق فيتنام وكوريا، وتجويع كوبا، وتدمير فلسطين. ثم، هل هناك من وفاق بين الحرية وبين نشاط الشركات المعولَمة، حين تُفقدُ البشر القدرة على التفكير أو على تقرير المصير، عبر قيامها بسلب شغيلة المراكز الرأسمالية وشعوب الدول التابعة، الحقَّ في اختيار العمل، والسيطرة عليه، وتنفيذه، وامتلاك نتاجه، والتمتع بجوهره الإنساني؟
وهل يمكن أن يُثمر هذا الظلم الصارخ عن مجتمعٍ حر؟ كذلك المجتمع الذي يدعو له اليسار، حيث دمقرطة الاقتصاد وتشريكه، والسيطرة الاجتماعية على الثروة وإعادة توزيعها بعدل، وتحرير المجتمع من أشكال الاستغلال الطبقي، وتنمية طاقات الفرد وقدراته الذاتية الخلّاقة؟ وأيهما أكثر حرية: مجتمعٌ يستغلّ فيه رأس المال المحرومين من الملكية، لينهب ما يُنتجونه من فائض القيمة ويُراكم أرباحًا بلا حدود، أم مجتمعُ اليسار، الذي يقترن فيه الاقتصاد بالرقابة الديمقراطية، وتُعتمد فيه معايير الكفاءة في استخدام الموارد، وتحسين شروط الحياة المادية والروحية للشغيلة، وتُمنح فيه الأولوية لرفاه الإنسان، لا للربح المالي، ولتخليص النساء من العبودية، ووأد إنتاج علاقات استعمارية جديدة، وحماية البيئة، وإنهاء احتكار شركات التكنولوجيا العملاقة للمعرفة؟
صديقي اللدود، لا تتعجّل الحكم؛ فكما عجز وعّاظ السلاطين عن تكفير وتخوين كوبرنيكوس، وغاليليو، وابن رشد، والحلّاج، والقرامطة، وسبينوزا، والمعتزلة، سيعجز تضليل الرأسمالية والإقطاع الرقمي عن تشويه التوأمة بين الحرية واليسار.
************************************************
الصفحة الرابعة
موظفون في صحة النجف يُحذّرون: دماء المتبرعين تُنقل بطريقة مخالفة للمعايير الطبية!
النجف - محسن العبايجي
أفاد موظفون في دائرة صحة النجف بوجود مخالفات صحية في نقل أكياس دم المتبرعين من مواقع حملات التبرع الميدانية إلى مصرف الدم في المحافظة، مشيرين إلى أن عمليات النقل لا تخضع للمعايير والشروط الطبية، ما يتسبب في تلف الدم وبالتالي يُشكل خطرا على المريض الذي يُنقل إليه.
الموظفون، وقد طلبوا عدم ذكر أسماءهم، أوضحوا لـ"طريق الشعب" أن أكياس الدم يجري نقلها في صناديق من الورق المقوّى (كرتونات) بدلا من الحاويات المبرّدة المخصصة لهذا الغرض، والمعروفة باسم "اي باك"، ما يعرّض الدم إلى التلف نتيجة فقدان سلسلة التبريد.
وأشاروا إلى أن هذه المخالفة تُهدد حياة المرضى المحتاجين إلى الدم، لا سيما المصابون بنزف حاد وذوو الحالات الطارئة، الذين يحتاجون إلى وحدات دم آمنة سليمة، مضيفين القول أن الدم التالف يتسبب في مضاعفات خطيرة للمرضى، من بينها انتقال أمراض أو فشل عمليات جراحية.
وبحسب اختصاصيين في مجال الصحة العامة، فإن الدم مادة حيوية تحتاج إلى الحفظ وسط درجات حرارة ثابتة تتراوح بين 2 إلى 6 مئوية منذ لحظة الجمع حتى الوصول إلى مصرف الدم، مبينين أن أي إخلال بسلسلة درجات الحرارة هذه، يُعرض الدم للتلف السريع، ويحوّله إلى عامل خطر بدلا من وسيلة إنقاذ.
إهمال إداري في ظل أزمة صحية عامّة
أحد الأطباء في مستشفى النجف التعليمي، ندد بطريقة نقل الدم هذه، التي تشير إلى لا أبالية الجهات الصحية المعنية لصحة الناس وسلامتهم.
وقال الطبيب لـ"طريق الشعب"، أن "تلك المخالفة دليل على الإهمال الإداري وضعف الالتزام بالإجراءات الطبية القياسية، وانها ليست حالة فردية استثنائية، إنما انعكاس لأزمة القطاع الصحي العامة في البلاد".
ما يجري في مصرف الدم في النجف ليس سوى حلقة من سلسلة طويلة من المشكلات التي يواجهها النظام الصحي الحكومي في العراق، منذ سنوات. وأبرز مثال على ذلك هو نقص الأدوية. حيث تكشف تقارير رسمية وغير رسمية، باستمرار، عن نقص حاد في الأدوية الأساسية، ما يضطر المرضى إلى شراء أدويتهم من الصيدليات الأهلية بأسعار مضاعفة.
بينما يجري الحديث منذ سنوات عن تهالك البنى التحتية الطبية للمستشفيات، من حيث تقادم الأجهزة وتعطّلها وضعف صيانتها، تُضاف إلى ذلك قلة الكوادر الطبية، التي اضطر الكثير منها إلى الهجرة خارج البلاد بسبب سوء بيئة العمل وضعف الجانب الأمني. فكثيرا ما يتعرض أطباء وممرضون إلى اعتداءات من ذوي مرضى، فضلا عن عمليات القتل والتصفية التي طالت كفاءات طبية كثيرة.
ونتيجة قلة أعداد المؤسسات الصحية مقارنة بعدد السكان، تكتظ المستشفيات يوميا بالمراجعين، ما يُربك عمل الكوادر الطبية ويشل قدرتها على تقديم العلاج المطلوب، يُضاف إلى ذلك ضعف الرقابة على جودة الأدوية والأجهزة الطبية المستوردة. حيث تدخل إلى البلاد أدوية غير فعالة أو فاسدة، دون رقيب أو حسيب!
ويرى مراقبون أن هذه الأزمات مجتمعة تضع حياة المواطنين على المحك، وتدفعهم إلى البحث عن العلاج في دول الجوار رغم الكلف الباهظة. بينما يبقى المواطن البسيط رهن التقصير الإداري والفساد المالي الذي ينخر القطاع الصحي، شأن بقية القطاعات الحكومية!
مطالبات بفتح تحقيق عاجل
في ضوء تلك المخالفة الصريحة في عملية نقل الدم، طالب الموظفون الذين التقت بهم "طريق الشعب"، وزارة الصحة والجهات الرقابية بفتح تحقيق عاجل حول آلية نقل الدم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات، مشددين على ضرورة توفير الحاويات المبردة الحديثة وضمان التزام الكوادر بالتعليمات الصحية الدولية الخاصة بحفظ الدم.
وفي السياق، رأى ناشطون مدنيون ومتابعون للشأن الصحي، أن معالجة هذا الخلل يجب أن تكون جزءا من خطة إصلاح شاملة للنظام الصحي العراقي، تبدأ بمحاربة الفساد وتحديث البنى التحتية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب تأمين بيئة عمل تضمن سلامة الكوادر الطبية والمرضى على حد سواء.
***************************************
المثنى مدرسة كرفانية متهالكة في انتظار التلاميذ!
متابعة – طريق الشعب
شكا عدد من أهالي قرية "بستان آل عبس" في بادية المثنى، من تهالك المدرسة الابتدائية الوحيدة في القرية.
المدرسة، وتحمل اسم "التقدم"، عبارة عن كرفانات متهالكة موزعة على أرض جرداء.
وفي مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، يعلق مواطن من أهالي القرية على الواقع المزري للمدرسة. حيث يتجول في الصفوف الكرفانية البائسة، بينما قسم كبير من الرحلات مُحطم مُلقى على الأرض، وزجاج الشبابيك مهشم.
ومع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد، يتساءل المواطن في الفيديو: هل ان هذه المدرسة تصلح للدراسة، كيف ستستقبل التلاميذ وهي بهذا الحال، ماذا سيحل بهم في فصل الشتاء؟!
ويرى مراقبون أن هذه المدرسة هي نموذج لمدارس عديدة منتشرة في محافظات البلاد، لا سيما في الأرياف، مُعظمها متهالك وغير صالح للدراسة، مذكّرين بخطورة مادة السندويتش بنل باعتبارها سريعة الاشتعال، وكثيرا ما يُحذر الدفاع المدني من استخدامها في المؤسسات الحكومية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة التربية أن ملف الأبنية المدرسية من أولوياتها، وانها وجّهت بالإسراع في التخلص من المدارس الكرفانية ومنع استخدام مادة السندويتش بنل.
*****************************************
بغداديون يشكون من تكدّس النفايات في أزقتهم
متابعة – طريق الشعب
يشكو بغداديون في مناطق متفرقة، من تكدس النفايات أمام بيوتهم وفي الساحات القريبة منها، مبينين أن أجزاء كثيرة من مناطقهم تحوّلت إلى مكبات للأوساخ نتيجة عدم رفعها بانتظام من قبل كابسات البلدية.
ويوضحون في حديث صحفي، أن الكابسات تتأخر عن زيارة مناطقهم فترات طويلة، تصل إلى 10 أيام أو أسبوعين، ما يؤدي إلى تزايد النفايات وتراكمها على الأرض بعد امتلاء الحاويات.
تقول المواطنة فرح أحمد، وهي من سكان حي الجهاد، أن ساحات وقطعا فارغة في منطقتها تحوّلت إلى مكبات أزبال، مشيرة إلى أن الحاويات لا يجري إفراغها بانتظام، وبعد أن تمتلئ يضطر المواطنون إلى رمي النفايات على الأرض.
وتوضح أن كابسات البلدية لا تأتي إلى منطقتهم مدة شهر أحيانا، لا سيما في فترات المناسبات الدينية، مؤكدة أنه "خلال شهر محرم الماضي، اختفت الكابسات في منطقتهم مدة تجاوزت 40 يوما، الأمر الذي تسبب في تكدس النفايات على شكل تلال أمام البيوت وفي الطرقات والساحات".
ونتيجة لتكدس النفايات وما تحتويه من بقايا أطعمة وغيرها "تفوح روائح كريهة في المناطق السكنية، إلى جانب انتشار الحشرات والقوارض" - حسب فرح، التي تؤكد أن العائلات لا تريد رمي نفاياتها على الأرض، لكن عدم وجود حاويات فارغة يضطرها أحيانا إلى ذلك.
ومع تكدس النفايات وما يترتب عليها من مخاطر صحية وبيئية، وفي ظل غياب آليات البلدية، يبزر دور القطاع الخاص في جمع النفايات من البيوت، لكن مقابل اشتراك شهري يصل إلى 10 آلاف دينار من كل بيت. في حين تواصل الجهات الحكومية جباية أجور رفع النفايات من المواطنين ضمن قائمة الماء والمجاري!
تقول المواطنة وجدان الساعدي، من حي التراث، أن "كابسة القطاع الخاص تأتي مرة كل يومين، وترفع النفايات مقابل 10 آلاف دينار شهريا"، مشيرة في حديث صحفي إلى ان "تلك الكابسات انقذتنا. فبمجرد وضع الحاوية أمام المنزل تأتي وتقوم بإفراغها، على عكس الكابسات الحكومية التي تفرض أحيانا على أصحاب المنازل، دفع أجور (إكرامية)!".
وأدى التراجع الحكومي في إدارة ملف النفايات، إلى رواج شركات التنظيف الخاصة. حيث تنتشر على مواقع التواصل إعلانات لبيع أو تأجير الكابسات، إلى جانب طلب سائقين وعمال للعمل في هذه المهنة.
من جانبه، يقول حسين كريم، وهو سائق كابسة خاصة، أن "عملنا جيد في المناطق التي لا تزورها البلدية بانتظام"، لافتا في حديث صحفي إلى أن المناطق الزراعية غير المشمولة بخدمات البلدية، أكثر طلبا لكابسات القطاع الخاص من غيرها.
وينوّه إلى أن أمانة بغداد تستأجر أحيانا كابسات من القطاع الخاص، لا سيما في المناسبات. حيث تضطر إلى ذلك في حال لم تتمكن آلياتها من تغطية كميات النفايات الكبيرة في مثل هذه الأوقات.
أمانة بغداد: نُنظف 24 ساعة
في المقابل، تؤكد أمانة بغداد أنها تولي أهمية كبرى لتنظيف الشوارع والمحلات السكنية بشكل يومي. إذ يقول المتحدث باسم الامانة عدي الجنديل، في حديث صحفي، أن "هناك 4 وجبات عمل بمعدل 6 ساعات لكل وجبة، ما يعني استمرار أعمال النظافة على مدار 24 ساعة يومياً".
ويشير إلى وجود أسطول كامل تابع للأمانة يضم كابسات وعمال تنظيف، لافتا إلى انه "في حال وجود نقص في الكابسات، يتم تأجير كابسات من القطاع الخاص".
ويؤكد أن "الأمانة لا تستوفي أي مبلغ من المواطنين، بل ترفع النفايات مجانا. وقد أطلقنا تطبيق (صوت المواطن) لتسلم الشكاوى بخصوص جباية أي مبالغ مقابل رفع النفايات، باستثناء المناطق الزراعية لأنها خارجة عن صلاحياتنا".
***************************************
مواقع وتطبيقات وهمية تسرق أموال العراقيين!
متابعة – طريق الشعب
حذّرت مديرية الأمن السيبراني في وزارة الداخلية، من انتشار مواقع وتطبيقات إلكترونية وهمية تحاول خداع المواطنين عبر إعلانات مضللة، تدّعي توفير فرص لكسب الأموال بطريقة غير مشروعة. وقالت مديرة العلاقات والإعلام في المديرية، المهندسة آفان خالد سليمان، أن الملاكات الفنية المتخصصة في دائرتهم، رصدت خلال الآونة الأخيرة تنامي أنشطة مشبوهة عبر تطبيقات ومواقع تدّعي ممارسة "عمليات تجارية داخلية"، من خلال طلبها من المستخدمين إيداع مبالغ مالية أولية بسيطة، ثم تعرض لهم أرباحًا كبيرة وهمية بهدف تشجيعهم على إيداع مبالغ إضافية.
وأضافت قولها أن "هذه المنصات لا تقوم بأي نشاط تجاري حقيقي، إنما تهدف إلى الاحتيال والاستيلاء على أموال المواطنين. إذ يواجه المستخدمون عراقيل متعمدة عند محاولة استرجاع أموالهم، وقد يُمنعون كليًا من سحبها".
وشددت على ضرورة عدم الوثوق بأي تطبيق أو موقع يدّعي تحقيق أرباح سريعة وسهلة، وعلى أهمية التحقق من موثوقية المنصات الإلكترونية قبل إجراء أي تعامل مالي معها، داعية المواطنين إلى الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه عبر الاتصال برقم الاستجابة السريع لوزارة الداخلية (911) بشكل فوري.
**************************************
مطالبات بتأهيل الحي الصناعي في السماوة
متابعة – طريق الشعب
يشكو أصحاب ورش صيانة في الحي الصناعي بمدينة السماوة، من تدهور البنى التحتية للحي، مشيرين إلى أن الطرقات غير مبلطة تتطاير منها الأتربة في الصيف وتُغمر بالأوحال شتاء. بينما تتراكم في الأرجاء أكوام نفايات وأنقاض. ويضيفون في حديث صحفي قائلين، أن الحي الصناعي لا يختلف عن بقية أحياء السماوة السكنية والتجارية، من حيث ضعف الجانب الخدمي وتهالك البنى التحتية، مُطالبين الجهات المعنية، بالالتفات إلى واقع الحي الصناعي ومناطق السماوة بشكل عام، والتي عانت منذ سنوات ولا تزال تعاني إهمالا خدميا واضحا. ويذكر سائقو مركبات في السماوة أنهم يواجهون صعوبة في الوصول إلى ورش الصيانة، بسبب وجود حفر ومطبات في مداخل وطرقات الحي الصناعي.
****************************************
الجفاف يفتك بجواميس نادرة في أهوار {أبو خصاف}
متابعة – طريق الشعب
شهدت أهوار "أبو خصّاف" شرقي محافظة ميسان، نفوقًا جديدًا لأعداد من الجاموس الأسود المهدد بالانقراض، وذلك بسبب اتساع رقعة الجفاف. وأفاد عدد من مربي الجاموس في حديث صحفي، أن القطعان تتناقص بشكل ملحوظ، مشيرين إلى أن الجفاف المستمر وغياب المراعي الطبيعية، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، عوامل أساسية أدت إلى نفوق هذه الحيوانات.
وأوضحوا أن الجاموس يحتاج إلى البرك المائية كي يبرّد جسمه، وهو ما أصبح صعبًا في ظل انقطاع مغذيات الأهوار وارتفاع نسبة الملوحة في بعض البرك المتبقية، الأمر الذي يتسبب في نفوق الحيوانات التي تلجأ إلى تلك البرك. ووثّق المربون في مقطع فيديو لحظة نفوق أحد الجواميس بعد شربه من بركة مائية مالحة، محذرين من استمرار هذا الوضع الذي يهدد حياة ما تبقى من الجاموس الأسود.
***************************************
مواساة
- تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط بخالص التعازي إلى الرفيق تيسير حذر العتابي، سكرتير المحلية، وذلك بوفاة ابن عمه. الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة وجميع معارفه.
- تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيقة المناضلة ميسون خليل حسين، التي توفيت بعد صراع حاد مع المرض. الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأهلها ورفاقها.
- تُعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، برفاقها وأصدقائها، الرفيق العزيز أبو سامان، بوفاة شقيقته العزيزة أم ئه فين.
الذكر الطيب للفقيدة، والصبر والسلوان للرفيق أبو سامان وعائلته جمعاء.
- ببالغ الحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق حمود نهيب (أبو سعد).
كان الفقيد مثالاً للالتزام بمبادئ الحزب وقيمه النضالية. وقد ساهم بإخلاص وجهد متميز في مسيرة الحزب ونشاطه بين الجماهير. له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة ورفاقه الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل أسرة (أبوهات) بوفاة الصديق أكرم صبري، شقيق شهيد الحزب علي صبري. للفقيد الذكر الطيب ولذويه وأصدقائه خالص العزاء والمواساة.
****************************************
لقطة اليوم
تتباهى الأمم والشعوب بنظافة وجمال مدنها وساحاتها وشوارعها، إلا نحن، لم نعد نجد ما نتباهى به ومراكز مدننا تحوّلت إلى مكبات للنفايات!
اللقطة تنقل واقعا مأساويا في مركز مدينة الكوت، حيث الشوارع المحيطة بكراج النقل الداخلي، والتي أصبحت مكبا للأوساخ في ظل غياب تام لرقابة البلدية ومتابعتها!
نجم خطاوي
*******************************************
الصفحة الخامسة
80 منظمة تدعو لوقف التجارة مع المستوطنات بالضفة الغربية {أوقفوا حرب غزة}.. حفل جوائز {إيمي} يتحول إلى تظاهرة دعم لفلسطين
متابعة – طريق الشعب
أفادت تقارير صحفية من حيفا أن "الأوساط الرسمية في الكيان الإسرائيلي كانت متخوفة من إمكانية اتخاذ قمة الدوحة التي انعقدت أمس، قرارًا بمعاقبة إسرائيل على عدوانها ضد قطر، وعبرت هذه الأوساط عن ارتياحها وهي تتابع التحضيرات للقمة، والتأكيدات بأنها لن تخرج بأكثر من إدانات للعدوان وتهديدات كلامية.
ونقلت التقارير عن الباحث الفلسطيني عصام مخول، رئيس مركز إميل توما للدراسات الفلسطينية، قوله إنه من "دون اتفاق المشاركين في القمة على إنزال عقوبات بالكيان، فإن حكومة نتنياهو ستكرر اعتداءاتها على قطر أو غيرها من الدول الخليجية والعربية عمومًا".
وأعرب مخول عن اعتقاده أن العدوان على غزة والفلسطينيين ليس في الواقع عدوانًا إسرائيليًا وإنما هو عدوان أمريكي ينفذه الكيان الصهيوني.
دعم سينمائي لفلسطين
تحول حفل توزيع جوائز "إيمي" السنوي في دورته الـ 77، إلى منصة بارزة لدعم القضية الفلسطينية والمطالبة بإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة، في تحرك لافت من عدد من نجوم هوليوود البارزين.
ونقلت صحيفة "الغارديان" تصريحات للممثل الإسباني خافيير بارديم، الحائز على جائزة أوسكار، إعلانه رفض العمل في أي فيلم يدعم أو يبرر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وحضر باردم حفل توزيع جوائز "إيمي" لعام 2025 مرتديا الكوفية، تعبيرا عن تضامنه مع النضال الفلسطيني.
وأضاف بالرديم، بحسب ما نقلته الغارديان من تصريحاته المباشرة: "عدم حصولي على وظائف أمرٌ تافه تمامًا مقارنة بما يحدث هناك". جاء ذلك خلال حفل توزيع جوائز "إيمي" في نسختها الـ77 بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، حيث أكد رفضه العمل مع أي شركة سينمائية أو تلفزيونية تبرر الإبادة الجماعية في غزة، قائلا: "الأمر بهذه البساطة، لا ينبغي لنا أن نفعل ذلك في هذا المجال أو أي مجال آخر"، ودعا إلى فرض عقوبات تجارية ودبلوماسية على إسرائيل، مرددا عبارة: "فلسطين حرة".
وتأتي هذه المواقف العلنية في وقت حساس، خاصة بعد أن وقع آلاف العاملين في صناعة السينما على تعهد بمقاطعة المؤسسات السينمائية التابعة للاحتلال المتورطة في الحرب، وكانت إدارة حفل "إيمي" قد أوضحت قبل الحدث أنها لن تحاسب الضيوف على آرائهم السياسية، ما فتح الباب أمام هذه الأصوات الداعمة لفلسطين لتصل إلى جمهور عالمي واسع.
في الاثناء، طالب ناشطون معتصمون أمام مكتب الأمم المتحدة في جنيف، بحماية دولية لـ"أسطول الصمود" المتوجه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، وإيصال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين المجوعين.
وأفادت وسائل اعلام بانطلاق جميع سفن أسطول الصمود العالمي، فجر امس الاثنين، من ميناء بنزرت التونسي باتجاه غزة، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الفلسطيني منذ 18 عاما.
الغارات تتواصل
يأتي ذلك في وقت تكثف فيه قوات الاحتلال الصهيوني، غاراتها الدموية والمدمرة على مدينة غزة، قبيل تنفيذها اجتياحا بريا مرتقبا للمدينة، ضمن حرب إبادة جماعية متواصلة منذ نحو عامين.
ونقل موقع واللا الاسرائيلي، امس، عن مصادر عسكرية بالقيادة الجنوبية للجيش لم يسمها إن "نطاق الهجمات (على مدينة غزة)، والذي يزداد من وقت لآخر، كان غير عادي". ويريد الجيش أن يجبر أكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين في المدينة على النزوح منها قبل اجتياحها بريا واحتلالها. فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن بقاء فلسطينيين في المدينة يزيد من تعقيد المهمة، وأفادت بأن "الجيش استكمل استعدادات جنوده لبدء المرحلة البرية الحاسمة في عملية "مركبات جدعون 2"، المتمثلة بالتوغل في مدينة غزة واحتلالها". وتفيد تقديرات إسرائيلية بأن آلاف الجنود النظاميين غادروا جبهة الحرب بقطاع غزة دون نية للعودة، وباتت الأعداد في ازدياد مستمر، وفقاً لما نقلته صحيفة هآرتس عن جنود الذين قالوا: إن "التواجد المستمر في ساحات القتال في غزة يُنهك أرواح كثيرين، فيما لم يعد بإمكان آخرين تحمّل القتل العشوائي".
اوقفوا التعامل مع المستوطنات
ودعت أكثر من 80 منظمة غير حكومية، امس، الدول والشركات وخاصة الأوروبية منها، إلى وقف تعاملاتها التجارية مع المستوطنات غير الشرعية التي تديرها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونشرت المنظمات، ومن بينها رابطة حقوق الإنسان ومنظمة أوكسفام، تقريرا بعنوان "التجارة مع المستوطنات غير الشرعية: كيف تمكّن دول وشركات أجنبية إسرائيل من تنفيذ سياستها الاستيطانية غير الشرعية".
وأشار التقرير إلى سلسلة متاجر كارفور الفرنسية التي تدعم شراكاتها التجارية في إسرائيل بشكل مباشر اقتصاد المستوطنات من خلال إتاحة بيع منتجاتها.
كما ذكر أن آلات شركة جاي سي بي البريطانية لتصنيع المعدات تُستخدم في تدمير منازل الفلسطينيين وإتلاف محاصيلهم وبناء مستوطنات غير شرعية.
واتهم التقرير مصارف أجنبية، مثل مجموعة باركليز البريطانية، بتمويل أنشطة تجارية في المستوطنات، وأيضا العملاق الصناعي الألماني سيمنز بالمساهمة في بنية تحتية للنقل تفيد المستوطنات. وحثت المنظمات الدول، وخاصة تلك في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، على حظر الأنشطة التجارية مع المستوطنات الإسرائيلية بشكل صريح، بما في ذلك تقديم الخدمات والقيام باستثمارات. ودعوا إلى منع المصارف والمؤسسات المالية من منح قروض للشركات التي تمول مشاريع في المستوطنات. وتستهدف حملة هذه المنظمات على وجه التحديد الشركات والمؤسسات التي "من خلال مواصلتها أنشطتها التجارية مع المستوطنات غير الشرعية، تسهم بشكل مباشر في الأزمة الإنسانية التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ مدة طويلة".
**********************************************
كوريا الشمالية: وضعُنا كدولة نووية {لا رجعة فيه}
بيونغ يانغ - وكالات
قالت كوريا الشمالية، إن وضعها كدولة تمتلك أسلحة نووية قد تم تحديده "بشكل دائم" في قانون البلاد، حيث دانت الولايات المتحدة لتكرار ادعائها "العتيق" حول نزع السلاح النووي من بيونغ يانغ في اجتماع دولي. وأصدرت البعثة الدائمة لكوريا الشمالية لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمة الدولية في فيينا، بيانا صحفيا يدين إثارة الولايات المتحدة لقضية برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية في جلسة أخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية. وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: "إننا ندين ونرفض بشدة العمل الاستفزازي للولايات المتحدة المتمثل في الكشف مرة أخرى عن نيتها العدائية الثابتة ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ونعرب عن قلقنا الجاد إزاء العواقب السلبية المترتبة على ذلك". وأكدت بيونغيانغ، أنه في حين أن واشنطن انتقدت امتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية ووصفته بأنه "غير قانوني"، فإن الولايات المتحدة هي التي تقوّض النظام الدولي لعدم انتشار الأسلحة النووية من خلال تعزيزها المتطرف للأسلحة النووية.
*****************************************
بكين تحذر واشنطن بسبب النفط الروسي
بكين - وكالات
حذر متحدث الخارجية الصينية لين جيان، من رد بلاده الرادع إن فرضت واشنطن وحلفاؤها رسوما إضافية على الواردات من الصين، لمنعها من شراء النفط الروسي.
وقال المسؤول الصيني خلال مؤتمر صحفي امس الاثنين، إن "بكين ستتخذ إجراءات مضادة حازمة وغير مترددة للدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، إذا ما تعرضت حقوقها ومصالحها المشروعة للانتهاك".
وجاء التصريح ردا على دعوات أمريكية لدول مجموعة السبع وحلف الناتو لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب تعاملها النفطي مع روسيا، في إطار مساعي واشنطن لدفع بكين نحو المشاركة في حل الأزمة الأوكرانية.
وصف الناطق الرسمي هذه الدعوات بأنها "تمثل شكلا من أشكال الترهيب والإكراه الاقتصادي"، مشددا على أن "التعاون في مجال التجارة والطاقة بين الصين وجميع دول العالم، بما فيها روسيا، هو تعاون قانوني ولا يستحق أي انتقاد".
بدوره، أكد الناطق السابق بوزارة الخارجية الصينية قوه جياكون، أن "بكين ستواصل اتخاذ إجراءاتها في مجال أمن الطاقة انطلاقا من مصالحها الوطنية الأساسية"، وذلك ردا على التهديدات الأمريكية بتطبيق عقوبات ثانوية على عمليات شراء الخام من روسيا.
****************************************
ترامب يعلن حالة الطوارئ في واشنطن
واشنطن - وكالات
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الإثنين، إنه سيعلن حالة طوارئ وطنية في واشنطن العاصمة، بعد أن أبلغت رئيسة بلدية المدينة، موريل باوزر، الحكومة الاتحادية بأن شرطة العاصمة لن تتعاون مع إدارة الهجرة والجمارك.
ويتمحور الخلاف حول تقديم معلومات عن الأفراد الذين يعيشون في الولايات المتحدة أو يدخلونها بشكل غير قانوني.
ويضاف تهديد ترامب إلى سلسلة من الإجراءات التي يعتبرها منتقدوه تغولا في الصلاحيات الاتحادية، في ظل قيام أكثر من ألفين من القوات بدوريات في شوارع المدينة.
وجاء تصريح ترامب بعد خروج آلاف المحتجين إلى الشوارع هذا الشهر، احتجاجا على قراره في آب/ أغسطس بنشر قوات الحرس الوطني "لإعادة فرض القانون والنظام والسلامة العامة"، بعدما وصف معدلات الجريمة بأنها صارت آفة في العاصمة.
وقال ترامب على منصة "تروث سوشال"، ان "المكان شهد ازدهارا غير مسبوق في غضون أسابيع قليلة. ولأول مرة منذ عقود، لا توجد جرائم تقريبا".
******************************************
القضية الفلسطينية والأزمة الفرنسية تُهيمنان على أجواء مهرجان لومانيتيه 2025
رشيد غويلب
ملفان هيمنا هذا العام على الأجواء السياسية لمهرجان "لومانتيه" للفترة 12 -14 أيلول 2025: التضامن مع الشعب الفلسطيني، والأزمة السياسية المتصاعدة في فرنسا، بعد سحب الثقة من حكومة ماكرون الثانية، وتعيينه المتسرع لرئيس وزراء جديد، قبل أيام، إلى سقوط الحكومة، وتعيين رئيس وزراء جديد.
فقد اتسمت دورة المهرجان هذا العام بحضور كبير للشبيبة، ربما لأنهم استطاعوا التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، دون أن يسمحوا للوبي الصهيوني والاعلام السائد اتهامهم بمعاداة للسامية.
خطاب السكرتير الوطني للشيوعي الفرنسي
وأكد فابيان روسيل، السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، في خطابه الذي كان كالعادة، من أبرز أحداث المهرجان، إضافة لما تقدم، تضامنه مع نضال الشعب الأوكراني ضد الغزو الروسي. وفيما يتعلق بالوضع في فرنسا، أكد أن تعيين وزير الدفاع الحالي، سيباستيان ليكورنو، وهو من المقربين من الرئيس ماكرون، يعني استمرار السياسات الحالية المناهضة للمجتمع، والتي تركز فقط على مصالح الشركات.
وتابع الزعيم الشيوعي، هذا يؤكد الأزمة العميقة التي يعيشها النظام الليبرالي الجديد، الذي، رغم مؤشرات الأزمة السياسية العديدة، يتقوقع على ذاته، ولا يسمع أي نقد او مطالبة في التغيير. لقد تصرف الرئيس ماكرون بما يخدم مصالح النظام عندما عيّن ليكورنو "رائد اقتصاد الحرب"، رئيسًا للحكومة خلفًا لبايرو، الذي كافح دون جدوى ضد طواحين هواء الدين العام الوهمية.
ويأمل روسيل ألا يسمح الاشتراكيون لأنفسهم بالانحياز ضد أحزاب اليسار الأخرى، ما يؤدي إلى تدمير تحالف اليسار (الجبهة الشعبية الموحدة الجديدة). وفي الوقت نفسه، إذا كان المعسكر الحكومي يراهن على نجاح رئيس الوزراء الجديد ـ ذي الخبرة والنجاح في المفاوضات ـ في إقناع الاشتراكيين بالمشاركة في الحكم دون إغضاب الجمهوريين اليمينيين وتقويض دعمهم لحكومة الأقلية، فإن هذا التقدير خاطئًا.
وجدد فابيان روسيل مطالبة تحالف اليسار باستخلاص الدروس من نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، وتعيين سياسي يساري رئيسًا للوزراء، وتكليفه بتشكيل حكومة. وسيكون هذا الشرط الأساسي لسياسة عدالة ضريبية وتقدم اجتماعي وبيئي.
هذا التغيير الحاسم في المسار طالب به أيضًا الكثيرون من المشاركين في احتجاجات "حاصروا كل شيء" في العاشر من أيلول، التي أكدت مجددًا مدى صعوبة العيش براتب زهيد أو معاش تقاعدي متواضع في ظل ارتفاع الأسعار المستمر، يقابله ارتفاع أرباح الأسهم، الذي يذهب لجيوب كبار رجال الأعمال والأثرياء.
وقال روسيل، بصوت عال وسط تصفيق حار: "لقد انتهت التضحيات والجهود المطلوبة من العمال والمتقاعدين والشباب. لقد قدمنا ما يكفي؛ وعليهم أن يأخذوا من الأغنياء، ولكن ليس المزيد منا. لقد انتهى الأمر".
عندما انتُخب إيمانويل ماكرون رئيسًا لأول مرة عام ٢٠١٧، قدر زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي ثروة أكبر ٥٠٠ شخصية في فرنسا بـ ٦٠٠ مليار يورو. واليوم، بعد ثماني سنوات، تجاوزت ثرواتهم ١٢٠٠ مليار يورو. وأضاف: "لقد ضاعفوا ثرواتهم. هذه الأموال هي أموال عملنا، وثروتنا، وضرائبنا: أعيدوها إلينا".
وأكد روسيل أن أكثر من نصف الفرنسيين، وفقًا لاستطلاعات الرأي، غير راضين عن سياسات الرئيس ماكرون وحكوماته، ويطالبون بتغيير جذري في مسارها. ويعتقد روسيل أن هذا الأمر سيتعزز أيضًا باليوم الوطني للإضرابات والاحتجاجات في 18 الحالي، والذي دعت إليه جميع النقابات العمالية الكبرى، واكد مشاركة الشيوعيين واصدقائهم بقوة في فعالياته.
فعاليات سياسية أخرى
في إطار البرنامج السياسي للمهرجانات، نظمت العديد من الفعاليات السياسية. وكان من ابرزها طاولة حوار حول التطورات الجارية في الشرق الأوسط، أدارها بيير باربانسي من الحزب الشيوعي الفرنسي، والتي تحدث فيها الرفيقات والرفاق: رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، فدوى خضر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، نافيد شومالي ممثل حزب توده الإيراني، وليلى موساوي مسؤولة عن الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الفرنسي. كان حضور الجمهور استثنائيا، وميزه مشاركة كبيرة للشبيب.
في مساهمته اكد الرفيق رائد فهمي على طبيعة مشروع "الشرق الاسط الجديد"، الذي لا ينحصر بالعمل على تصفية القضية الفلسطينية، بل يسعى لإخضاع شعوب الشرق الأوسط، والقضاء على روح المقاومة فيها، داعيا الى حشد كل الوسائل لمقاومته وإفشاله. وعرض الرفيق فهمي بالتفصيل ملامح الوضع الراهن في العراق وفق رؤية الحزب ونضاله من اجل التغيير الشامل، وإقامة دولة مدنية ديمقراطية عصرية، تحقق العدالة الاجتماعية.
وكان الرفيق حنا غريب قد عرض في مساهمته تعقيدات الوضع في لبنان، مشيرا الى طبيعة التهديد الوجودي الذي يهدد البلاد، والدور التاريخي والحالي للشيوعيين في المقاومة الوطنية. وأكدت مساهمة حزب توده على دور الحزب في معركة الاستقلال والحرية، ورفض المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقدمت مساهمة حزب الشعب الفلسطيني تحليلا لطبيعة المشاريع الإمبريالية الصهيونية تجاه البلاد العربية والقضبة الفلسطينية. وعرضت مساهمة الشيوعي الفرنسي مواقف الحزب الثابتة في دعم الشعوب، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني، ودانت مواقف الحكومة الفرنسية والحكومات الغربية من حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
******************************************
الصفحة السادسة
مهرجان لومانيتيه 2025 أوسع فعالية أممية تضامنية بين الشعوب رائد فهمي في خيمة {طريق الشعب}: مواجهة المخاطر الخارجية تتطلب دولة قوية
باريس _ محمـد الكـحط
تصوير: سمير خلف
هنا كل شيء جميل، حيث المدينة الأممية التي احتضنت مهرجان لومانتيه بدورته الـ (90)، في أيام 12- 14أيلول 2025 تحت شعار (لنعزز السلام العالمي)، وهذا ما تحتاجه البشرية اليوم خلافا لما تخطط له الدول الإمبريالية من أفتعال الحروب والنزاعات وتفتعل بؤر التوتر هنا وهناك خدمةً لمصالحها.
هذا المهرجان بسعته وفعالياته المختلفة وبالحضور الشبابي الطاغي والمتميز، يعيد الينا الأمل بالمستقبل ولغدٍ وضاء للبشرية، ويغرس الفرح في النفوس، وينعش الروح بالحياة السعيدة. هذه رسالة مهرجان لومانتيه، والتي هي تحد للإمبريالية ومخططاتها، ومن أجل السلام والمحبة بين الشعوب، وعالم خالٍ من الحروب ومآسيها، عالم العدالة الاجتماعية.
هذا المهرجان هو بحق عيد الفرح الباريسي الكبير، بل عيد كل الأحرار في العالم حيث مئات الآلاف من مختلف دول العالم يحيون المهرجان بفعاليات منوعة منها السياسية والتضامنية والثقافية والفنية والفولكلورية.
يقام المهرجان في مكان واسع تبلغ مساحته 60 هكتارا (600000 متر مربع) في ضواحي جنوب باريس، ليس غريبا أن يلتم الثوار والأحرار هنا فتاريخ فرنسا غزير بالثورات والنضالات من أجل التحرر والعدالة منذ الثورة الفرنسية الأولى 1789، لذا فأجواء التضامن هي السائدة هنا، حيث حضر ممثلو قوى التحرر والديمقراطية واليساريون عموما من كل انحاء العالم، يتكاتفون لنصرة الشعوب.
أضخم تضامن أممي مع قضية فلسطين
كان مهرجان لومانتيه لهذه الدورة هو أكبر تجمع أممي وبحضور ١٨٠ دولة متمثلة بحركات يسارية وأحزاب شيوعية من كل أرجاء العالم. وفي هذا العام له خصوصية بتضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد الصهيونية العالمية وأداتها إسرائيل التي ضربت عرض الحائط كلَّ القوانين والأعراف الدولية ضد الشعب الفلسطيني.
خيمة "طريق الشعب"
من المصادفات الجميلة ان تحتفل خيمتنا "طريق الشعب" بالعيد التسعين للصحافة الشيوعية العراقية مع الدورة التسعين لمهرجان لومانتيه، حيث تشارك خيمة الجريدة.. خيمة كل العراقيين في هذا المهرجان للمرة الـ 55، وكالعادة تفتتح فعاليات الخيمة عشية المهرجان بندوة سياسية، وكانت يوم الخميس 11 أيلول، وبعد أن التأم توافد الرفاق والأصدقاء والضيوف، وكان لقاء تعارفيا اجتماعيا لوفود المنظمات والشباب المشاركين في المهرجان، تم الإعلان عن بدء فعايات خيمة "طريق الشعب" من قبل الرفيق سعد عزيز مرحّبا بالحضور، ومن ثم بدأت الندوة السياسية التي أدارها الرفيق عدنان أحمد سكرتير منظمة فرنسا لحزبنا الشيوعي العراقي، الذي رحب بالضيوف جميعا لتواجدهم في فعالية افتتاح الخيمة، مستذكرا وجوها عزيزة اعتادت المساهمة في فعاليات الخيمة، غابت عن الحضور لأسباب صحية، وظروف الحياة.
ورحّب باسم الجميع بالرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وفسح له المجال للحديث عن آخر التطورات السياسية على الساحة العالمية والوطنية.
الرفيق رائد فهمي شكر الجميع على حضورهم هذه الفعالية المهمة، ومساهمتهم في خيمة "طريق الشعب"، والتي تمثل جميع العراقيين بكافة انتماءاتهم.
الوضع العالمي
تناول الرفيق التطورات العالمية وما تمارسه الدول الإمبريالية وبالذات أمريكا من سياسات، وما نشهده من تراجع في الأمن العالمي والممارسة العنجهية ودعمها اللامحدود لإسرائيل التي تمارس سياسة الإبادة الجماعية ضد غزة والفلسطينيين جميعا، وتدعم أو تغذي العديد من بؤر التوتر في العالم، كما في الحرب الروسية الأوكرانية، وتشحن الخلافات بين بولونيا وروسيا وكذلك في السودان، ودعم العدوان الصهيوني على غزة، وكذلك الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد قطر لاستهداف وفد قادة حماس الذي جاء للتفاوض، رغم ان قطر دولة تطبيع، وتعتبر ضمن المحور الأمريكي، منوها إلى أن قضية شعب فلسطين لا تنتهي بمقتل المناضلين.
كما تحدث الرفيق فهمي عن سباق التسلح والتهديد بالسلاح النووي، ما يعني ان العالم بسبب هذه السياسة يسير بطريق مجنون، فالإمبريالية من أجل مصالحها ترتكب كل شيء لا يهمها مصير الشعوب، فقد استغلت أحداث 11 ايلول 2001 لضرب افغانستان والعراق، وكذلك استغلت إسرائيل أحداث 7 اكتوبر للهجوم على غزة وقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وآلاف الجرحى وتدمير المدن والمساكن، وما زالت الحرب مستمرة ضد الشعب الفلسطيني، ومخطط إسرائيل يمضي لأنه لا توجد حواجز لتحقيق مشروعها السياسي من خلال عملها العسكري. اليوم إسرائيل لم تعد تخضع لأي قاعدة اشتباك بل تقوم بتنفيذ ما تخطط له بدون رادع دولي.
العوامل الداخلية والخارجية
ونبه الى ترابط العامل الخارجي مع العوامل الداخلية، وضرورة مواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية التي تريد إعادة ترتيب العلاقات الدولية، حيث يريدون اخضاع الدول الكبرى لإرادة أمريكا والاستيلاء على منابع الطاقة والمعادن، وتريد أمريكا أن تصبح إسرائيل هي القوة المهيمنة عسكريا، ومن ثم اقتصاديا وسياسيا في المنطقة، لكن سياسة التطبيع التي تحاول فرضها لسنين طويلة بقيت حتى اليوم فوقية ولم تتقبلها الشعوب، واليوم تطرح موضوعة الأديان الإبراهيمية كصيغة جديدة لكي تمرر تلك المخططات، لكن ما تقوم به إسرائيل أجّل حتى نهج التطبيع العلني السعودي، فإسرائيل لم تتردد بضرب الدوحة وبعلم أمريكا رغم وجود قاعدة عسكرية أمريكية فيها، واليوم تحاول واشنطن ربط الدول العربية بتحالفات أمنية ثنائية ليحل محل التواجد العسكري المباشر، وهذه الدول لا تجد أي رادع ضد إسرائيل ومرغمة على السكوت والقبول، فهي في حالة إحراج، فهذه الدول تضعف بنيويا، مثلا سوريا اليوم خرجت ضعيفة، والعراق يريدون ان يضعفوه بنيويا أيضا، وحتى مصر رغم علاقتها مع إسرائيل.
الوضع السياسي في العراق والظروف المحيطة ومشروع المقاومة
واستطرد الرفيق فهمي بالقول، انه بالنسبة لمواجهة هذه المخاطر والمشاريع الخارجية والدفاع عن حقوق ومصالح وسيادة شعوبنا وبلداننا ومقاومة المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، ينبغي ان تكون أشكال العمل النضالي مختلفة، وان لا تقتصر على الشكل العسكري، وان لا تكون المقاومة مبنية على أسس طائفية، بل الحاجة اليوم الى ان تكون مقاومة هذه المشاريع ذات بعد وطني. هناك مقاومة مسلحة خارج نظام الدولة، وهذه المقاومة تضعف الدولة، لأنها تبقي الصراع الداخلي صراع هويات، بينما تتطلب المقاومة دولة قوية تمتلك نظاما وإرادة وطنية. الحسابات يجب ان لا تكون بعدد الدبابات بل بالإرادة الوطنية وتعبر عنها دولة ذات مشروعية سياسية واجتماعية واسعة، بعيدا عن الطائفية؛ ففي لبنان والعراق المقاومة خارج أطر الدولة، وهذا من شأنه إضعاف الدولة بنيويا، كما انها لا تشكل قاعدة توحيد للموقف الوطني المطلوب وتعزز النسيج المجتمعي الوطني.
وواصل الحديث: ان السلطة في العراق، اليوم، تتبنى سياسة المحاصصة، وهذا ما قلص القاعدة الاجتماعية للحكم، فالكيانات التي تمثل أحزابا انتقلت الى العوائل والشخصيات المتنفذة ما شجع على الفساد واستغلال موارد الدولة. وبالتحالف مع العامل الخارجي، وجدت هذه الجماعات فرصة لتكديس وتراكم الأموال، بل صاروا يتصارعون على الحصص لكنهم يتفاهمون على مسك زمام السلطة، فنشأت فئة أوليغاريشية، وأصبحت الديمقراطية شكلية وأختزلت بالانتخابات فقط، وبقيت العديد من الفصائل المسلحة تتحرك كدولة موازية للدولة: تملك السلاح والمال والإعلام وتستغل موارد الدولة وتسيطر على القوة الاقتصادية في البلد. لذا فنظام الدولة لا يمثل الإرادة الوطنية، والعراق غير قادر على حشد طاقاته البشرية والاقتصادية، لأنه بدون وحدة إرادة، فما يطرح من شعارات وأهداف رغم أهميتها لا تجد صداها بين الجماهير.
مشروعنا الوطني الديمقراطي ونهج قوى المحاصصة
وهنا، اشار فهمي الى طرح الحل الاستراتيجي وهو بناء الدولة على أساس المواطنة والمدنية الديمقراطية، وتفعيل روح المواطنة التي تشظت وأدت إلى ضياع وتراجع الهوية العراقية الوطنية، والتي تتطلب إعادة بنائها على أسس تحترم التنوع العراقي، ولأجل تحقيق هذا المشروع نحتاج إلى موازين قوى جديدة، لكن الطائفية السياسية تكرست على مدى عشرين عاما، فهناك صعوبات جدية رغم ان هذه المنظومة لديها مشاكل لكنها تلتحم من أجل مصالحها بالمحاصصة، فتسعى الى تأجيج النهج الطائفي من خلال الشعائر والمراسيم الدينية وغير ذلك، بالإضافة إلى الامتداد السياسي الخارجي لهذه القوى، ما يزيد من الصراع الاجتماعي وإثارة المخاوف داخل المجتمع، ويتحول الصراع إلى المستوى الثقافي والسياسي، ونعني بالثقافة الوعي الاجتماعي، فنجد في هذا الجانب تخصيصات الحكومة للثقافة ضعيفة جدا.
وقال ايضاً: نسمع خلال الفترة الماضية عدة أصوات تبشر بالتغيير الخارجي والمراهنة على المشروع الخارجي، يعني بيد أمريكا واسرائيل. لهجة هذا التغيير ليست وطنية، والقضاء على الفساد لا يأتي من خلال تغيير تقوده أمريكا بل الفساد نما بوجود ورعاية أمريكا وهذه القيادات الحالية. وبخصوص التغيير الخارجي الذي يريدونه، ماهي آلياته وما هي أمكانياته؟ اليوم الكونكرس الامريكي سحب التفويض الممنوح سابقا لإدارة بوش بالحرب على العراق، ما يعني ليس من حق ترامب الآن إعلان حرب، اليوم أمريكا تستخدم الحرب الناعمة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية، فهي انسحبت من بغداد الى كردستان، ولهذا عدة معان، ولم ترسل سفيرا جديدا إلى العراق، لذا فأمريكا تبقى مؤثرة وتلوح بتهديد عسكري وهو موجود من خلال إسرائيل للضغط على الوضع الداخلي.
وعرج الرفيق فهمي على انتفاضة تشرين، التي هددت النظام، وكان يمكن ان تحقق مشروع التغيير، لكن بقيت قاصرة لظروف عديدة منها غياب القيادة الموحدة وقلة الوعي، ولا يوجد لديها برنامج سياسي مطروح، لكن عوامل اندلاع انتفاضة تشرين ما زالت موجودة، حيث توجد حركة احتجاجية لكن يغلب عليها الطابع الاحتجاجي المطلبي. السؤال هنا هل يمكن ان يتحول هذا الاحتجاج إلى فعل ثوري...؟ من المعلوم ان التراكم
الكمي يتحول لاحقا الى تغيير كيفي. الانتخابات رغم كل شيء هي الوعاء الوحيد الذي يمكن ان يستوعب القوى التي تناضل من أجل التغيير، رغم هناك صوت كبير في المجتمع والعديد من القوى السياسية لا تثق بالانتخابات، لعدة عوامل منها وجود السلاح بيد قوى بعض الفصائل المسلحة، التي ترشح للانتخابات برغم ان القانون يمنع ذلك، وتم تقديم طعن واعتراض من قبل البعض إلى المحكمة من أجل إبعاد هذه القوى عن السباق الانتخابي، وهذا مهم جدا لتشكيل ضغط كبير على المفوضية العليا للانتخابات، والتي للأسف تطبق القوانين بشكل انتقائي، كما هو حاصل بتطبيق قانون الاجتثاث. والبعض يصرح بأن الحرب ستندلع ولا توجد انتخابات، وهذا سيضعف الشارع تعبويا ويضعف العامل الداخلي الذي يناضل من أجل التغيير. للأسف العامل الخارجي اليوم أكثر تأثيراً من الداخلي، لأن الاخير متشظ، وارتبطت مصالح فئة الأوليغاريشية مع مصالح قوى خارجية.
واكد ان الحزب الشيوعي العراقي عمل جاهدا على لمّ صفوف القوى الديمقراطية التي تسعى إلى بديل وطني، ونجحنا جزئيا في تشكيل تحالف واسع، يلم تلك القوى لكن للأسف لم نستطع لم الجميع في هذا التحالف، وتواصلنا مع العديد من القوى وخصوصا التي تقود النشاط الاحتجاجي. ونسعى إلى تقوية الصلة مع الجماهير نسمعهم ويسمعوننا، وهذا مهم جدا، حيث يتطلب من الجميع موقفا متماسكا وبخطاب يجمع الروح الوطنية وأخذ الواقع بعين الاعتبار.
وذكر ان القوى المتحاصصة، تسعى اليوم، إلى استقطاب الاستثمارات في مجال الثقافة والتعليم والصحة، لذا نجد معاناة الناس من سوء التعليم والصحة والثقافة في تراجع، والطبقات الوسطى تواجه مشاكل معيشية.
أين الحزب من كل ذلك..؟ أولا للحزب سمعة جيدة وكبيرة تاريخيا في المجتمع، وحتى أعداؤنا لا يشككون في وطنية ونضال ونزاهة الحزب، لكن الطائفية اليوم تلعب دورا سلبياً في التأثير على الناس. علينا تبني مطالب الجماهير والدفاع عن مصالحها، وأن نسهم كل من موقعه بحشد الجماهير لدعم الحزب بالانتخابات القادمة، وان لا نتردد بذلك بأي حجة، ونترك النقاشات جانبا. اليوم تبذل كل الطاقات لخوض الانتخابات، كل رفيق يتحرك نحو الجماهير ويزيل التردد، لنوجه الجهود نحو كسب الناس لدعم الحزب. وكل الخطاب والكلام يذهب إلى هذه المهمة، اليوم يوم العمل.
بعد ذلك، فسح المجال للحضور لطرح الأسئلة والاستفسارات والتي أجاب عليها الرفيق مشكورا.
وكان بين الحضور رفاق من الحزب الشيوعي السوداني وحزب الشعب الفلسطيني، ورفاق من الحزب الشيوعي الفرنسي، وتحدثت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني الرفيقة فدوى خضر، قائلة إن مهرجان لومانتيه هو المظلة الأممية الكبيرة التي تجمعنا كل سنة لنعبر بحرية عن أهدافنا وشعاراتنا وأفكارنا. كما تحدثت عن معاناة الشعب الفلسطيني الكبيرة اليوم وهي الأعنف بالمنظور الذي نمر به اليوم منذ عام 1967 وحتى 1948، ماذا يحصل اليوم لقد هجروا الجميع وتهدمت البيوت والأبنية، وهناك عملية تسليح المستوطنين، والهم الأكثر أنهم يحملون فكر إلغاء الآخر، فصادروا الأراضي. ما يحصل، اليوم، في غزة مأساة كبيرة فلا تعليم ولا رعاية صحية. بعد 7 أكتوبر تحملنا الكثير، لقد ناضلنا ولا نزال نناضل من أجل السلام، نناضل من أجل العدالة الاجتماعية والسياسية، نحن نناضل يدا بيد لوقف هذا النزيف. نحن معكم، مع الاستقلال والسيادة العدالة الاجتماعية.
توالي الفعاليات في الخيمة
في يوم الجمعة 12 ايلول، بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية بالحضور من قبل الرفيق سعد عزيز، ومع عزف السلام الجمهوري العراقي (موطني) والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء حزبنا وشهداء فلسطين، وأحتفاء بالعيد الـ 90 للصحافة الشيوعية العراقية، تم تقديم محاضرة عن (الصحافة الأنصارية) قدمها الرفيق داود أمين منشد، حيث تولى إدارة الجلسة الرفيق محمد الكحط الذي نوه الى إحتفال الخيمة بعيد الصحافة الشيوعية العراقية الـ٩٠، وتأثيرها على المجتمع العراقي في كافة المجالات.
وموضوعنا اليوم حول سمات وخصائص الصحافة الانصارية، فحركة الأنصار لم تكن فقط كفاحا مسلحا بل كانت لها نشاطات ثقافية واجتماعية وفنية وسياسية.
وكان الإعلام من أهم الوسائل التي تدعم العمل السياسي، بعدها قدم تعريفا بالرفيق داود أمين، ومن ثم فسح له المجال للحديث عن الثقافة والإعلام الأنصاري، مشيرا لجملة من المؤشرات التي ميزت حركة الحزب الأنصارية الممتدة بين ١٩٧٩ حتى ١٩٨٩ واختلافها عن حركة أنصار الحزب بعد ١٩٦٣ التي ارتبطت بالحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ ان هذه الحركة ضمت مجموعة كبيرة من المثقفين والمبدعين والفنانين وأصحاب الشهادات العليا، لذلك لم يقتصر النضال على العمل العسكري، بل كثرت المحاضرات والأعمال المسرحية وتحرير المجلات الدفترية، ثم البث الإذاعي المركزي لصحافة الحزب كـ"طريق الشعب" وصحافة المنظمات الديمقراطية، ثم البدء بالبث الإذاعي الذي كانت مدياته تصل لمحافظات الوطن الجنوبية وإلى الكويت وسوريا وقبرص. وكان للأنصار إعلامهم الخاص ممثلا في إصدار صحيفة نهج الأنصار التي استمرت لما بعد الأنفال عام ١٩٨٨ وبهذا المعنى فأن الإعلامين المركزي والأنصاري كانا من نتاج الأنصار أنفسهم.
وبعد عدة فعاليات فنية وبعض الأغاني الجميلة التي قدمتها الشابة صدى الكيم، وكانت إحداها لدعم القضية الفلسطينية. وكان الفنان النصير الرفيق عباس عباس يقوم برسم لوحة فنية في الهواء الطلق، محاطا بالمعجبين.
وحال ورود بيان الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة انعقاد مهرجان لومانتيه 2025، تمت قراءته في الخيمة من قبل الرفيق رشاد الشلاه.
في السادسة عصرا قدمت ندوة بعنوان (مستقبل الأقليات في العراق) تمت فيها استضافة الاستاذ خالد الرومي والرفيق كامل زومايا، أدارها الرفيق طه رشيد، الذي تحدث عن ضرورة ان تبنى الأوطان عن روح المواطنة، وقدم تعريفا بالضيفين، بعدها تحدث السيد خالد الرومي وهو عضو مجلس نواب سابق عن كوتا الصابئة المندائيين، عن معاناة بعض الطوائف في ظل الأنظمة الدكتاتورية، وما تعرضت له طائفة الصابئة المندائيين.
ثم تحدث السيد كامل زومايا عن مفهوم الأقليات ومعاناة السريان الكلدان والآشوريين، وهم أصل بلاد ما بين النهرين.
وقدمت (فرقة الخشابة البصرية)، ضمن الفقرة الفنية، العديد من الأغاني التراثية العراقية والعربية. هذه الفرقة تألفت من الفنانين: فلورا أوديشو وطارق الحيدر ومحمد البصراوي وحمزة الظفيري وعمار الخالدي، علما انه تعذر حضور جميع أعضائها.
وتوالت الفعاليات حتى بعد منتصف الليل مع أغاني الحزب وأغان وطنية وتراثية من خلال الـ DJ والتي تفاعل معها رواد المهرجان من مختلف الجنسيات.
اليوم الثاني للمهرجان
السبت 13 أيلول
وفي اليوم الثاني للمهرجان، الذي بلغ ذروته، أعلنت إدارته نفاد التذاكر. وهذا حدث تاريخي، ويعتبر إنجازًا غير مسبوق.
واكدت الإدارة إنه في اليوم الأول استقبل المهرجان مئات الآلاف من الزوار، وكان حافلاً بحضور قياسي، مما يبرز أهمية مهرجان لومانتيه، كونه - أكثر من أي وقت مضى - مساحة فريدة في المشهد الثقافي والسياسي الفرنسي وحتى العالمي، ويؤكد الحاجة إلى الديمقراطية والتضامن والتبادل الثقافي بين الشعوب.
في خيمة "طريق الشعب" كان النشاط معهودا ودؤوبا لاستقبال الضيوف وتهيئة لوازم الفعاليات، كما كان هناك نشاط ولقاءات سياسية قام به رفاقنا من قيادة الحزب (الرفيقان رائد فهمي وسلم علي) مع العديد من ممثلي القوى السياسية، وممثلي قيادات أحزاب شقيقة. وقدم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي مداخلة في الخيمة الرئيسية (خيمة النقاشات والمحاضرات) تناولت آخر التطورات السياسية في الشرق الأوسط وحول القضية الفلسطينية، ولبنان وإيران.
تسليط الضوء على حياة المناضل العراقي الأممي نوري روفائيل
وبعد عدة فقرات فنية شهدتها الخيمة تم تقديم ندوة بعنوان (نوري روفائيل، مناضل عراقي تطوع دفاعًا عن الثورة الإسبانية) قدمها الأستاذ موفق داود القادم من أمريكا، فيما قدمه للحضور الرفيق طه رشيد معرفا به، ثم فسح له المجال بالحديث عن المناضل الأممي نوري روفائيل، كونه قد تابع أرشيف حياة روفائيل النضالية من عدة مصادر موثوقة بالتنسيق مع منظمات يسارية إسبانية ودولية عديدة، ليطلعنا على صفحات منسية لمناضل وشيوعي عراقي، وهو من مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي ومن أوائل الماركسيين، وتربى على الروح الأممية، وذهب للنضال المسلح مع الشعب الاسباني متطوعا، وليواجه مصاعب عديدة، وحتى عندما عاد إلى العراق كانت المخاطر ترافقه وهكذا حياة المناضلين في ذلك الزمان.
هذا وسيشارك الدكتور موفق داود في مهرجان يخلد هذا الثائر الأممي العراقي في إسبانيا يوم 21 أيلول/ سبتمبر، حيث سيزاح الستار عن النصب التذكاري في موقع تل كوتا 705 في كتالونيا شمال برشلونة، تقديرا لمساهمته في النضال من أجل الديمقراطية في إسبانيا والعراق.
وضمن فعاليات اليوم الثاني ساهم من جديد الفنان أحمد العاشق مع شعر قدمه الرفيق سعد عزيز بصحبة العزف على العود.
تضامن رائع من الحزب الشيوعي السوداني مع حزبنا
وفي مبادرة رائعة ومفاجئة وصل خيمة "طريق الشعب" وفد كبير من رفيقات ورفاق الحزب الشيوعي السوداني وهم يهتفون بحب وتضامن مع نضال حزبنا، ويحيون نضاله، وعبروا عن تضامنهم مع المرأة العراقية والطبقة العمالية العراقية، مع الأهازيج والتحايا للطبقة العاملة. وفي المساء كانت المفاجئة الكبرى حيث جاءت الفرقة الفنية ( الكورال) للحزب والتي تتألف من 6 رفيقات لتغني في خيمة "طريق الشعب" أجمل الأغاني الثورية والوطنية والتضامنية السودانية حيث تكاتفت الأيدي تعبيرا عن العلاقة المتينة بين حزبينا، وكان تفاعل الحضور رائعاً وبهياً.
المسيرة النسوية لرابطة المرأة العراقية
أصبح شبه تقليد كل عام تنطلق المسيرة النسوية، لكن لهذه الدورة خصوصية، لما مورس من عنف وقتل وقمع ضد المرأة العراقية، بالإضافة إلى إقرار قانون جائر يفقد المرأة حقوقها التي اكتسبتها بعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة، بعد مسيرة نضالية طويلة ليأتي حكام اليوم ليعيدوا عجلة الحياة إلى الوراء، وبدلا من سن قوانين تحفظ وتصون كرامة المرأة نراهم يريدون العودة بها إلى سنوات الاستعباد والجواري. انطلقت المسيرة النسائية من أمام خيمة "طريق الشعب"، رغم الجو الممطر الذي رافق انطلاقها، وساهم فيها العديد من الحضور والحاضرات، حيث طافت شوارع المهرجان، وهي ترفع شعارات تطالب بالدولة المدنية وبالمساواة وحرية التعبير وحرية المرأة وضمان الحياة الحرة الكريمة للجميع. انتهت المسيرة وسط الهتافات والاهازيج والدبكات أمام الخيمة، ومن ثم داخلها، مؤكدة على مواصلة النضال من أجل نيل المرأة العراقية حقوقها كاملة.
خلية النحل
لقد خيمت أجواء الفرح والتفاؤل بين الرفاق والأصدقاء في خيمة "طريق الشعب"، فهم يعملون بلا كلل من أجل إنجاح برنامج الخيمة وسط روح الألفة والمحبة والإنسجام بين الجميع، وكانت أصوات الأغاني العراقية الأصيلة تصدح، وساهمت عدة مرات الطفلة صدى بتقديم مختلف الأغاني.
وجاء دور فرقة الخشابة من جديد، حيث قدمت عدة أغان على وصلتين حيث أطربت الجميع. ومن ثم قدّم الفنان شافي الجيلاوي عدة أغان عراقية شجية، انسجم معها الحضور.
اليوم الثالث والأخير للمهرجان
الأحد 14 أيلول
مع ساعات الفجر الأولى شهد المهرجان وخيمتنا نشاطات متعددة، فقد تواصلت لقاءات قيادة الحزب مع صحيفة لومانتيه، وأحزاب شقيقة ويسارية عديدة. واستمرت الفقرات الفنية العديدة، ومع الأغاني الوطنية والتراثية.
ثم عقدت ندوة تضامن مع الشعبين الفلسطيني والسوداني، شارك فيها الرفيق فتحي الفضل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، والرفيقة فدوى خضر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني. وأدار اللقاء الرفيق رشاد الشلاه الذي رحب بالضيفين العزيزين، مؤكدا تضامن الحزب الشيوعي العراقي مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث تحدث الرفيق الفضل عن أوضاع السودان وخيراته التي تتدافع من أجلها عدة قوى وما هذه الدوامة التي يمر السودان بها، بسبب التدخلات الإقليمية والدولية.
وأكد أن العامل الخارجي داعم لحل الأزمات لكن ما نواجهه هو تعقد العامل الداخلي، وأن المهم الآن هو إيقاف الحرب وتهيئة الأرضية لعمل جماهيري لترسيخ النظام المدني الديمقراطي.
الرفيقة فدوى خضر قدمت تحية من القدس ومن الرفاق في عدة أماكن، ونوهت بأن كل الوطن العربي اليوم مهدد وليس فقط شعبنا في غزة الذي وقع في مخالب نظام صهيوني مجرم يمارس الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والخوف من الأسوأ وهو التهجير الإجباري. وبعدها جرى حوار مع الحضور حول العديد من القضايا المصيرية.
ومن الفقرات المهمة هي مبادرة رفاق الحزب بتقديم شهادات تكريمية وتقديرية من "طريق الشعب" لبعض رواد الخيمة ومن العاملين النشيطين فيها في كافة المجالات الخدمية والفنية والاعلامية، وقام الرفيق رائد فهمي بتسليم الشهادات الى الرفيقات والرفاق والصديقات والأصدقاء، والذين بدورهم شكروا قيادة الحزب على هذا التكريم.
ولا ننسى العديد من اللقاءات والنشاطات السياسية والتضامنية لقيادة حزبنا الرفيقين رائد فهمي وسلم علي، طيلة أيام المهرجان. ومن هذه الفعاليات، لقاءات الرفيق فهمي مع أحزاب شقيقة، فقد التقى خلال المهرجان بوفد قيادي من الحزب الشيوعي السوداني ضم الرفيقين فتحي الفضل وصديق كبلو..
هكذا كان مهرجانا رائعا في كل التفاصيل: الفعاليات والتنظيم حيث يلتقي فيه جميع اليساريين والشيوعيين من أنحاء العالم وأيضا اعداد كبيرة جدا من الضيوف الرائعين والودودين جدا.
الجميع هنا سعداء، مبتسمين دوما، شكرا لحزبنا الشيوعي العراقي، وللابطال الرفاق المناضلين العاملين في الخيمة، التي اجتمع فيها شيوعيو العراق المغتربون في شتى أنحاء العالم، لعرض تجاربهم النضالية والاستفادة من خبراتهم، من أجل أن يكون اليسار أقوى أكثر.
وفي صباح الأحد ١٤ ايلول شارك حزبنا في لقاء مع مجموعة من الأحزاب الشقيقة، ناقش التطورات في منطقة الشرق الأوسط وتداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية، ومهمات الأحزاب الشيوعية وقوى اليسار.
كما شارك في هذا اللقاء ممثلون عن الحزب الشيوعي الفرنسي وحزب الشعب الفلسطيني والشيوعي اللبناني والشيوعي السوداني وحزب توده ايران وحزب التقدم والاشتراكية المغربي والحزبان الشيوعي البريطاني والفرنسي.
مسك الختام
بما أن لكل بداية نهاية، فوسط أجواء الفرح والبهجة حلت لحظات الوداع. انتهت أيام المهرجان الرائعة، ولا بد من الوداع على أمل اللقاء مجددا. نعم، سنظل نحلم وننتظر اللقاء من جديد في المهرجان القادم، في عيد جميع الأحرار والمناضلين من أجل التحرر والسلام والعدالة الاجتماعية.
*************************************************
الصفحة السابعة
طاولة مستديرة حول أزمة الشرق الأوسط في المهرجان
باريس – طه رشيد
في قلب القرية العالمية بمهرجان اللومانيتيه، وفي الخيمة الكبرى للنقاشات والحوارات العامة، شارك سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي يوم السبت 13 أيلول/سبتمبر في طاولة مستديرة أدارها الرفيق بيير باربانسي من الحزب الشيوعي الفرنسي.
كان محور النقاش الرئيسي حول أزمة الشرق الأوسط، وشارك فيها كل من: الرفيق حنا غريب، السكرتير العام للحزب الشيوعي اللبناني، والرفيقة فدوى خضر، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، والرفيق نافيد شومالي، ممثل حزب تودة الإيراني، والرفيقة ليلى موساوي، مسؤولة عن الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الفرنسي. وغصت القاعة بالحضور الكبير، أغلبهم من الشباب الذين افترشوا الأرضية من كل الجهات.
الحزب الشيوعي اللبناني
افتتح الرفيق حنا غريب الكلمة مشيرًا إلى أن لبنان مهدد من الداخل والخارج، ويعاني أزمة سياسية على صعيد القضايا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية. وأوضح أن لبنان مهدد وطنياً من قبل إسرائيل، التي لا تزال تحتل جزءًا من جنوبه، وترفض عودة المهجرين إلى منازلهم أو إعادة بناء مساكنهم. وأضاف قائلاً:
"طالما هناك احتلال لجزء من لبنان، فهذا يبرر وجود المقاومة، وهذا هو موقف حزبنا الثابت بدعم المقاومة. لقد ساهم حزبنا مع القوى اليسارية في تحرير ثلاثة أرباع الأراضي المحتلة بعد إطلاق فكرة المقاومة الوطنية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، لمواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني."
الحزب الشيوعي العراقي
ثم جاء دور الحزب الشيوعي العراقي، حيث بدأ الرفيق رائد فهمي شاكراً الحضور على تواجدهم، وأشاد بمواقفهم الرافضة للاحتلال وأفعاله. وأكد أن حرب الإبادة التي تُشن ضد غزة تشكل جزءًا أساسيًا من مخطط أمريكي–إسرائيلي–صهيوني أوسع، لا يهدف فقط إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني، بل أيضًا لإضعاف إرادة المقاومة وإخضاع شعوب المنطقة للقبول بمشاريع الهيمنة. وأضاف :ما يجري حاليًا يندرج في إطار مشروع تغيير خارطة الشرق الأوسط وجعل إسرائيل القوة المهيمنة الرئيسة في المنطقة."
وأشار الرفيق فهمي إلى أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" يشمل كافة الدول العربية ودول المنطقة الأخرى، ويُراد له أن يتم عبر إضعاف هذه الدول بنيوياً أو تقسيمها. وأكد أن المشروع يشكل ناقوس خطر لشعوب المنطقة وقواها الوطنية والديمقراطية، ما يستدعي وعياً عميقاً بخطورته وحشد كل الوسائل لمقاومته وإفشاله، مع الاستفادة من تصاعد التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
أما بالنسبة للواقع العراقي الحالي، فأوضح الرفيق فهمي :في العراق أعيد بناء الدولة بعد الاحتلال على أساس التقاسم الطائفي–الإثني، ما جعلها ضعيفة بنيوياً، غير قادرة على حماية سيادتها ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها. كما تراجعت الهوية الوطنية الجامعة وغاب الموقف الوطني الموحد، ويعاني العراق من ضعف استقلال قراره السياسي وضعف تكوينه الاقتصادي. وإذا تحدثنا عن المقاومة، فإننا نسأل: تحت أي قاعدة سيتم تشكيل هذه المقاومة؟"
وختم حديثه بالقول: "نناضل من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية تفصل الحيز الديني عن الحيز الحكومي، وتُبنى على أساس العدالة الاجتماعية."
حزب تودة الايراني
تحدث بعد ذلك الرفيق نافيد شومالي، مسؤول السياسة الخارجية في حزب تودة الإيراني، مؤكداً أن الحزب ما زال يقود معركته من أجل الاستقلال والحرية. وعلق حول الهجوم الإسرائيلي على إيران في حزيران الماضي:"يعتبر حزب تودة هذا الهجوم ليس حادثاً عرضياً، بل هجوماً منظماً من قبل إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وهو مرفوض جملة وتفصيلاً."
وأضاف شومالي عن أحداث السابع من أكتوبر: "ما جرى لاحقاً لا يعطي العذر لإسرائيل لما تقوم به، وقد اعتمدت هذا كحجة لكل جرائمها التي تفننت بها"، مؤكدا ان "الحزب يناضل من أجل حكم وطني ديمقراطي."
حزب الشعب الفلسطيني
جاءت الكلمة التالية من الرفيقة فدوى خضر، مشيرة إلى أن الوضع الحالي في فلسطين والمنطقة ليس جديدًا، بل بدأ فعلياً منذ اتفاقية سايكس–بيكو، التي مزقت خارطة الوطن العربي، خاصة في الشرق الأوسط. وأضافت أن الإمبريالية والرأسمالية تحاولان أن تكونا القوة الرئيسية المسيطرة على المنطقة وأنظمتها، من إيران إلى السودان.
الحزب الشيوعي الفرنسي
اختتمت الطاولة النقاشية الكلمة باسم الحزب المضيف، الحزب الشيوعي الفرنسي، حيث تحدثت الرفيقة ليلى موساوي عن موقف الحزب الثابت في دعم كل الشعوب التواقة للحرية والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني. وأدانت الرفيقة موساوي الحكومة الفرنسية والحكومات الأوروبية لموقفهما غير الحاسم تجاه قضية فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات فظيعة.
**********************************************
الصفحة الثامنة
موسم زراعي جديد يطل والفلاح في حيرة
عبدالكريم عبدالله بلال*
أيام قليلة ويبدأ الموسم الزراعي الجديد، فيما يعيش الفلاحون والمزارعون حالة من الحيرة لأسباب عديدة، أهمها عدم توفر المياه وشحتها، بل وصلت إلى حد الفقر والندرة في نهري دجلة والفرات، وحتى في السدود والخزانات، حيث تراجع الخزين المائي إلى خمسة مليارات متر مكعب لا تكفي حتى لمياه الشرب.
إضافة إلى ذلك، فإن مياه النهرين الشحيحة أصبحت ملوثة بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي، وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على البيئة والصحة العامة والزراعة. وهذا – وإن لم يكن موضوعنا الرئيس – فإنه يرتبط بشكل مباشر بالعملية الزراعية.
من جانب آخر، فإن أكثر من نصف الفلاحين والمزارعين لم يتسلموا أثمان محاصيلهم التي سوقوها إلى مخازن وسايلوات وزارة التجارة. وحتى من تسلم "صكوكًا" لم يجد لها رصيدًا في المصارف. وهكذا يعيش الفلاح اليوم ضنك العيش نتيجة غياب السيولة المالية، فكيف يمكنه أن يزرع وهو لا يملك ثمن البذور ولا تكاليف الحراثة ولا المبيدات ولا النقل، بل ولا يقدر حتى على تسديد ديونه المترتبة من العام الماضي، فضلًا عن تلبية متطلبات حياته اليومية؟
كل هذه المعاناة تواجه الفلاحين في ظل صمت مطبق من الحكومة المركزية والحكومات المحلية ووزارات الزراعة والموارد المائية والتجارة والبيئة، من دون طرح حلول مقترحة أو إجراءات عملية تكفل استمرار حياة المواطنين في الريف، وحماية الإنسان والأرض من التصحر وفقدان صلاحيتها للزراعة مستقبلًا. وحتى الأراضي الصحراوية المعتمدة على المياه الجوفية ليست بمنأى عن الأزمة.
وإن أراد الفلاح أو المزارع الاتجاه نحو الزراعة البديلة، فإنها – مثل زراعة الأعلاف – لا تحقق ربحًا يتيح لهم الاستمرار بحياة طبيعية، وذلك بسبب غياب جدية الجهات المعنية في توفير شروط ومستلزمات العمل. فلا توجد بنى تحتية كالطرق، ولا بذور بمواصفات تتحمل الجفاف والملوحة، وإن وُجدت فهي مرتفعة الثمن.
إذن، ما العمل في ظل هذه الظروف القاسية التي لم يشهدها الفلاح والمزارع العراقي منذ أكثر من مئة عام؟ هل يترك أرضه وينزح إلى المدينة، مع ما يترتب على ذلك من مخاطر؟ الواقع أن آلاف العوائل الفلاحية هجرت بالفعل أراضيها ونزحت إلى المدن لتعيش في العشوائيات.
اليوم لم يتبقَّ سوى أيام قليلة، فقد تجاوزنا منتصف الشهر التاسع من العام والموسم الزراعي قد بدأ، فيما لم تعلن وزارتا الزراعة والموارد المائية عن خطتهما الزراعية. وهنا لا بد من القول: إن الأمر يتطلب إرادة سياسية صلبة للضغط على الجارتين تركيا وإيران سياسيًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا وعلى الصعيد الدولي، من أجل انتزاع حصة العراق المائية في النهرين، وعدم التهاون أو التراخي في موضوع الحقوق المائية. كما يستدعي وضع خطط شاملة للسنوات المقبلة، تتضمن إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، وتحلية مياه البزول والبحر، وتوفير المستلزمات الزراعية للفلاحين بسهولة، مع تسديد مستحقاتهم وديونهم على الدولة بالسرعة الممكنة.
ــــــــــــــــــــــــ
* مهندس زراعي استشاري
***********************************************
معرفة زراعية
التسميد العضوي لبساتين الحمضيات
د. علي السالم
تُعدّ الحمضيات من أهم أشجار الفاكهة دائمة الخضرة في العالم، وتشمل أنواعًا مثل البرتقال، الليمون، اليوسفي (الكلمنتين)، النارنج، وغيرها. ويعّد التسميد عنصرًا أساسيًا في الإدارة الزراعية الصحيحة، وذلك وللحفاظ على إنتاجية هذه الأشجار وجودة ثمارها.
في السنوات الأخيرة، زاد الاهتمام بالتسميد العضوي كبديل أو كمكمّل للتسميد الكيميائي، لما له من فوائد بيئية وزراعية طويلة الأمد، إذ يُحسِّن خصوبة التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالماء والمواد الغذائية، ويُعزّز النشاط الميكروبي الحيوي فيها، وهو النشاط الضروري لتحلُّل المواد العضوية وتحويلها إلى عناصر غذائية قابلة للامتصاص من قِبل النباتات.
في بساتين الحمضيات، يمكن استخدام عدة أنواع من الأسمدة العضوية، أبرزها:
- السماد البلدي: يأتي من مخلفات الحيوانات والطيور والدواجن مثل الأبقار والأغنام، ويجب أن يكون متحللًا جيدًا لتفادي الأمراض وارتفاع نسبة الأملاح.
- الكمبوست: ناتج عن تحلل بقايا النباتات والمخلفات العضوية المنزلية والصناعية، ويُعدّ مصدرًا ممتازًا للمادة العضوية.
- الأسمدة الخضراء: وهي نباتات تُزرع ثم تُحرث في التربة، مثل الفول أو البرسيم، لزيادة خصوبة التربة.
- البيوكمبوست والسماد الدودي: وهي أسمدة عضوية متقدمة ناتجة عن التحلل البيولوجي بواسطة الديدان أو الكائنات الدقيقة.
لقد كشفت آخر الأبحاث في هذا المجال أن الجمع بين الأسمدة العضوية والبوتاسيوم يرفع من تراكم الكتلة الجافة في البراعم الربيعية وفي الثمار، ويُعزّز امتصاص العناصر الغذائية، وخاصة النيتروجين والفسفور. وبيّنت إحدى هذه الدراسات أن استخدام روث الدجاج الغني بالعناصر، مع مكوّن حيوي هو (EM1)، يُضاعف الإنتاج ويُحسِّن النوعية في ثمار اليوسفي مقارنة بالتسميد الكيميائي. وفي بحثٍ آخر، زاد إنتاج شجرة البرتقال وتطوّرت جودة ثمارها بشكل كبير جدًا عند تغذيتها بالأسمدة العضوية المُخمَّرة، كما تحسنت حموضة التربة وتنوعها البكتيري. وفي الوقت الذي أدّت فيه الأسمدة الكيميائية إلى زيادة حساسية التربة وتدنّي النشاط الميكروبي فيها، ساعد خليط من التسميد العضوي والكيميائي على زيادة نسبة الكربون العضوي، والأنزيمات، والمستعمرات الفطرية عند الجذور، ما حسَّن من حجم ثمار الحمضيات ونوعيتها.
وفي تجارب أخرى، أدّى استخدام جزء مُفلتر من السماد السائل الناتج عن التخمير اللاهوائي (والذي يشمل روث الحيوانات ومخلفات الزراعة الصناعية) إلى تحسّن كبير في الإنتاج وجودة التربة، وهو ما توصّل إليه باحثون آخرون حين قاموا بتسميد بستان الحمضيات بالسماد الأخضر، أي من خلال زراعة الفول السوداني ثم حراثته وخلطه مع التربة.
وختامًا، لا بد من أن نوصي المنتجين باعتماد مزيج محسوب من الأسمدة العضوية (مثل الكمبوست أو روث الدجاج والبوتاسيوم)، لتحقيق توازن بين النمو الثمري والخضري. كما يُنصَح باستخدام الأسمدة المُخمَّرة أو الفحم العضوي لدعم التنوع الميكروبي وفعالية الأنزيمات الطبيعية، وأخيرًا، اعتماد الأساليب العضوية تدريجيًا للحصول على تحسين طويل الأمد للتربة والمحصول، مع الاستفادة من السماد الأخضر لدعم الدورة الطبيعية للعناصر الغذائية.
*******************************************
الزراعة: منظومات الري الحديثة تغطي 43 في المائة من المساحات الزراعية
متابعة ـ طريق الشعب
أكد وكيل وزارة الزراعة مهدي القيسي، أن الخطة الزراعية الصيفية لهذا العام ستكون خالية من زراعة الشلب، باستثناء 200 دونم مخصصة حصراً للأغراض البحثية والتجريبية بهدف ديمومة الأصناف.
وأوضح القيسي أن الخضر والبساتين مؤمَّنة ضمن الخطة، إلا أن محدودية الإطلاقات المائية حالت دون إدراج الشلب ضمن المحاصيل الصيفية، مشدداً على أن الوزارة تعمل وفق سياسة "ترشيد وتقنين استخدام المياه" نظراً لانخفاض الموارد المائية.
وبيّن أن الوزارة كثفت خلال السنوات الثلاث الماضية جهودها لتشجيع استخدام منظومات الري الحديثة بالرش، بسعات تغطي من 60 إلى 120 دونماً، لاسيما لدى الفلاحين الذين يعتمدون على المياه الجوفية في زراعة الحنطة.
وأضاف أن هذه الإجراءات أسهمت في تغطية نحو 43% من المساحات الزراعية، من خلال عقود مناقصات وتجهيزات وزارة الصناعة التي وفرت أكثر من 13 ألف منظومة ري محورية.
وأكد القيسي أن الوزارة مستمرة في تعزيز هذا النمط من السقي لتقليل الاستهلاك المائي وضمان استدامة العملية الزراعية في ظل التحديات المائية الراهنة.
***********************************************
العراق يتلقى أقل من 30 في المائة من حصته المائية
متابعة ـ طريق الشعب
أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد شمال، أن العراق يتلقى حالياً أقل من 30% من حصته المائية المستحقة، في وقت وصف فيه الوضع المائي بـ"المعقد".
وأوضح شمال أن أكثر من 70% من الموارد المائية للعراق تأتي من خارج الحدود، ما يؤدي إلى "نقص وعجز كبير" في كميات المياه المتدفقة إلى البلاد. وأشار إلى أن المياه التي تصل العراق حالياً أقل من نصف ما كانت تصل في العام الماضي، فيما لا يتجاوز الخزين المائي في البلاد 8%، وهو أدنى مستوى في تاريخ العراق.
وأضاف شمال أن هذا العجز المائي أثر بشكل مباشر على قطاع الزراعة، الأهوار، شط العرب، بالإضافة إلى تأثر توفير مياه الشرب في العديد من المناطق النائية.
وفيما يخص المفاوضات مع الدول المجاورة، لفت إلى أن الحكومة العراقية أُبلغت بوعد تركي بزيادة إطلاقات المياه من السدود، إلا أن الاستجابة كانت "غير كافية، خاصة من تركيا، حيث إن إطلاق المياه لا يزال غير مستقر ومتقطع". وأوضح أن انخفاض المياه مرتبط أيضاً بتشغيل السدود التركية التي بنيت خلال الأربعين عاماً الماضية وعددها يصل إلى 20 سداً، إضافة إلى انخفاض معدلات الأمطار في تركيا وسوريا وإيران والعراق.
كما تطرق شمال إلى مشاكل الري، موضحاً أن الطرق القديمة التي يستخدمها المزارعون أدت إلى هدر كبير للموارد المائية، ما دفع الحكومة لإطلاق حملات لإزالة التجاوزات على الشبكات الإروائية، بما في ذلك إزالة أكثر من 11 ألف حوض سمك مخالف من أصل نحو 20 ألفاً، والتي كانت تسبب ضرراً كبيراً لقطاع المياه.
وبشأن مياه الشرب، أكد المتحدث أن الوزارة تتبع نظاماً صارماً لتوزيع المياه بالمناوبة بين المحافظات لضمان العدالة، مشيراً إلى أن "المياه الاحتياطية للسدود والبحيرات لا تُستخدم إلا في الحالات الطارئة"، مع التأكيد على أن العراق يحتاج إلى تدفق 600 متر مكعب من المياه في الثانية عبر نهري دجلة والفرات لتلبية احتياجاته الأساسية.
*************************************
وجهة نظر إشكالية الاستثمار في بحر النجف
كاظم عبد حسين
يُعدّ بحر النجف من أبرز المعالم الطبيعية والتاريخية في مدينة النجف بالعراق. وهو ليس بحرًا بالمعنى الحقيقي، بل منخفض طبيعي واسع كان يمتلئ بالمياه ويتحوّل إلى بحيرة أو مسطح مائي. وقد لعب هذا المنخفض دورًا مهمًا عبر العصور، سواء من الناحية الجغرافية أو الاقتصادية أو حتى الثقافية.
تسميات بحر النجف
عُرف بحر النجف بأسماء متعددة عبر التاريخ، منها:
1- "فرثا" عند الآراميين، وتعني "البثقة"، أي موضع انبثاق الماء.
2- "حاشير" عند اليهود، ويعني "مجموع المياه".
3- "بحيرة رومية" في عهد الإسكندر الأكبر.
4- "بحر بانقيا" في العصر الجاهلي.
كما أن تسمية "النجف" نفسها يُعتقد أنها مشتقة من اسم البحر، حيث كان يُطلق عليه "الني"، وعندما جفّ أصبح "الني جف"، ثم حُذفت الياء للتخفيف ليصبح "النجف".
أهميته التاريخية
كان بحر النجف في العصور القديمة يمثل ميناءً داخليًا مهمًا، حيث كانت السفن ترسو فيه لنقل البضائع من وإلى مناطق بعيدة مثل الهند والصين. وقد أشار المؤرخون إلى أن هذا الميناء كان يخدم مدينة الحيرة التاريخية. كما أن القنوات والأنهار التي كانت تصب فيه، مثل نهر الفرات، جعلته شريانًا حيويًا للمنطقة.
حاول العديد من الحكام عبر التاريخ الاستفادة من هذا المنخفض، ومنهم الإسكندر الأكبر الذي سعى إلى تجفيفه لإنشاء مشاريع زراعية، لكنه لم ينجح في ذلك بشكل كامل.
جفاف بحر النجف
مرّ بحر النجف بفترات من الجفاف والتجدد على مر العصور. ففي عهد المناذرة، كان المنخفض جافًا، ثم امتلأ بالمياه مرة أخرى في القرن الثالث عشر الميلادي عندما صبّ فيه نهر الحميدية. لكنه جفّ بشكل شبه كامل في أواخر القرن التاسع عشر (بين عامي 1822 و1887) بعد أن قام العثمانيون بسد المنافذ التي كانت تغذيه من نهر الفرات، فتحوّل إلى أرض زراعية وبساتين نخيل.
وبسبب شحة المياه في نهر الفرات عمومًا، والجداول التي تصب في منخفض بحر النجف خصوصًا، إلى جانب انحسار الأمطار والسيول في السنوات الأخيرة، قامت وزارة الري/ دائرة الآبار بمحاولة التحكم بالمياه الجوفية، حيث فرضت الحصول على موافقات مسبقة لحفر الآبار ومنعت حفر الآبار التدفقية للحد من هدر المياه الجوفية. ونتيجة لذلك أغلقت الدائرة الآبار التدفقية التي كان قد حفرها أصحاب البحيرات والفلاحون في العقود السابقة خلال فترات وفرة المياه. ومن الطبيعي بعد هذه الإجراءات أن تجف مياه المنخفض وتنحسر، الأمر الذي دفع مجلس المحافظة إلى الشروع بالتصويت لإحالة مساحة المنخفض إلى الاستثمار.
وقد أسفر التصويت عن انقسام بين مؤيد ومعارض، ولكل طرف أسبابه، ومنها:
1- أن هذا المنخفض المائي له أهمية تاريخية وبيئية.
2- يُعد نقطة استراحة للطيور المهاجرة.
3- يمكن استثماره سياحيًا واعتباره متنفسًا لأهالي النجف والمحافظات القريبة.
4- يساهم في التقليل من العواصف الترابية وزحف الكثبان الرملية ولو بنسبة محدودة.
لكن تظل هناك أسئلة مطروحة:
1- هل أُعدّت دراسة جدوى اقتصادية لهذا المشروع الاستثماري؟
2- هل وُضعت تصاميم تراعي التغير البيئي للمنطقة، وتتضمن اشتراط التشجير المكثف داخلها وإحاطتها بالأحزمة الخضراء من الخارج؟
3- هل تضمن المخطط إبقاء جزء من المساحة لتشييد بحيرة صناعية تستقطب الطيور المهاجرة وتكون معلمًا سياحيًا؟
4- هل أُخذ بالحسبان حماية المنطقة من السيول والأمطار عبر إنشاء سدود وخزانات لحصاد المياه بما يقلل من أضرارها ويُستفاد منها زراعيًا؟
5- هل جرى التفكير في معالجة تربة المنخفض من التلوث الملحي وغيره؟
وهناك الكثير من الأمور الأخرى التي قد لا تحضرني الآن.
رأيي المتواضع
أنا مع استثمار المنطقة، بشرط الأخذ بالحسبان جميع ما ذُكر أعلاه وفق دراسة جدوى بيئية واقتصادية، والقيام بكافة المعالجات قبل الشروع بأي استثمار عشوائي. والأهم أن تتم إحالة المشروع إلى تكتل شركات قادر على تلبية المتطلبات البيئية ومعالجة جميع الإشكاليات، إلى جانب توفير البنى التحتية اللازمة.
************************************************
الصفحة التاسعة
اليغري يشيد بمودريتش بعد فوز ميلان على بولونيا
ميلان – وكالات
أشاد ماسيمليانو اليغري، مدرب ميلان، بالنجم الكرواتي لوكا مودريتش، عقب فوز فريقه على بولونيا بهدف دون رد، مساء الأحد، في الجولة الثالثة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وقال اليغري في تصريحات لشبكة "دازن": ان "مودريتش لاعب استثنائي، ومن دواعي سروري مشاهدته، إنه متواضع وبطل عظيم، يعرف مسبقاً أين ستذهب الكرة ويتمتع بمهارة عالية". وأضاف: "مجرد وجود لاعب بهذه الصفات يجعل كرة القدم أكثر متعة، فهو يقرأ اللعب بسرعة ويمنح فريقه دائماً أفضلية، لذلك أشعر بالفخر كمحب لكرة القدم قبل أن أكون مدرباً بمشاهدته داخل الملعب".
ورغم طرده في الثواني الأخيرة من اللقاء، شدد اليغري على أن فريقه يسير بخطى جيدة هذا الموسم، مؤكداً أن الهدف الأكبر يبقى مواصلة التطور والعودة إلى دوري أبطال أوروبا.
**************************************
انطلاق دوري نجوم العراق انتصارات بارزة للنفط والميناء والطلبة
بغداد – طريق الشعب
شهدت ملاعب العراق، انطلاق منافسات الجولة الأولى من دوري نجوم العراق لكرة القدم للموسم 2025-2026.
وقصّ فريق الكرمة شريط البطولة بتحقيق فوز ثمين على مضيفه دهوك بنتيجة (1-0) في المباراة التي على ملعب دهوك.
وجاء الهدف الوحيد مع الدقيقة الثالثة بخطأ دفاعي ارتكبه لاعب دهوك علي ياسين، ليسجّل هدفاً عكسياً منح الكرمة التقدم المبكر. ورغم محاولات دهوك للتعديل، حافظ الضيوف على تقدمهم حتى صافرة الحكم مهند قاسم الذي أدار اللقاء بمساعدة طاقم تحكيمي متكامل وتقنية الـ"فار".
على ملعب الساحر أحمد راضي، تفوّق فريق النفط على نظيره القاسم بثلاثية نظيفة.
وافتتح سيف كريم التسجيل في الدقيقة 28، وأضاف أحمد خالد الهدف الثاني من ركلة جزاء (45+11). وفي الشوط الثاني عزز حسام جادالله النتيجة بالهدف الثالث (د51)، ليخرج النفط بأول ثلاث نقاط له في الموسم.
في مباراة أخرى، خطف الميناء فوزاً مستحقاً من مضيفه نفط ميسان (3-1) على ملعب ميسان الأولمبي.
وسجّل المحترف النيجيري إياي إتيموين هدف التقدم (د7)، ثم أضاف رضا ماجي الهدف الثاني (د60). وعاد إتيموين ليحرز هدفه الثاني والثالث لفريقه (د65)، فيما قلّص نفط ميسان النتيجة عبر ركلة جزاء نفذها المحترف ميما داوده (د85).
على ملعب المدينة، تغلب الطلبة على زاخو بهدف دون رد، حمل توقيع اللاعب زيد إسماعيل في الدقيقة 20، وهو الهدف الذي حسم المباراة مبكراً لصالح الأنيق، بعد أن فشل زاخو في تعديل النتيجة حتى النهاية.
وشهد ملعب دهوك (الملعب الافتراضي لنوروز) مواجهة مثيرة انتهت بفوز نوروز على الكهرباء (3-2).
وتقدم نوروز مبكراً بهدف المحترف غايتان لورا (د5)، ثم أضاف محمد رضا الهدف الثاني (د87) وآسو محمد الهدف الثالث (90+5).
لكن الكهرباء رفض الاستسلام، فسجّل لوكاس سانتوس (د80) ومنتظر حميد (90+6)، لتنتهي المباراة بفوز نوروز في واحدة من أكثر مواجهات الجولة إثارة.
واختتمت منافسات الجولة الأولى، امس الإثنين، بإقامة ثلاث مباريات، حيث ضيّف الغراف نادي الموصل في الناصرية، وأربيل النجف على ملعب دهوك، والكرخ والقوة الجوية على ملعب الساحر أحمد راضي.
يُذكر أن الاتحاد العراقي لكرة القدم قرر تأجيل مباراتي الشرطة والزوراء في الجولة الأولى، بسبب ارتباط الشرطة ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، والزوراء بدوري أبطال آسيا
***********************************************
البصرة تحتفي بأبطال السباحة الحرة في مسابقة جماهيرية
البصرة – طريق الشعب
احتضن مسبح المطيحة في محافظة البصرة، بطولة للسباحة الحرة بمشاركة أكثر من 30 سباحاً، وسط حضور جماهيري غفير أضفى على الحدث أجواءً حماسية، وجعل البطولة محطة بارزة لتسليط الضوء على المواهب الواعدة في المحافظة.
وحضر الفعالية رئيس اتحاد السباحة في البصرة عبد الحسن كاظم العبادي، ورئيس غرفة الصناعة في المحافظة ماجد رشك عبدالله، إلى جانب عدد من الشخصيات الرياضية والهواة، حيث كان لوجودهم أثر في تعزيز الطابع الجماهيري والرسمي للبطولة.
وجاءت المنافسات على أربع مراحل بحسب الفئات العمرية، وأسفرت عن تتويج مجموعة من الأبطال:
المرحلة الأولى: المركز الأول حسين علاء أحمد. الثاني علي مهند رشك. الثالث حسن عادل حسين.
المرحلة الثانية: المركز الأول حسين علي جاسم. الثاني علي هاني خلف. الثالث حسين ثامر عزيز.
المرحلة الثالثة: المركز الأول حسن علاء. الثاني أحمد مهند. الثالث حسين عادل حسين.
المرحلة الرابعة (الختامية): المركز الأول خالد محمد. الثاني محمد عماد. الثالث إدريس محمد.
وفي تصريح خاص لـ"طريق الشعب"، أكد رئيس اتحاد السباحة في البصرة عبد الحسن كاظم العبادي أن الاتحاد يولي اهتماماً كبيراً برعاية الشباب وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم، مشدداً على أهمية استقدام مدربين أولمبيين متخصصين لتأهيل السباحين باستخدام أساليب علمية حديثة، أبرزها التدريب الفتري الذي يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين القدرات البدنية.
من جانبه، أوضح ماجد رشك عبدالله أن المسبح جُهّز ليستمر مفتوحاً خلال فصل الشتاء، مع خطط لإقامة دورات تدريبية مستقبلية تستهدف صقل مواهب الناشئين. وأشار إلى أن التدريب التكراري سيكون محوراً أساسياً في البرامج التطويرية، لما له من دور في تحسين السرعات في المسافات القصيرة.
وتزامن تنظيم البطولة مع حراك عربي ودولي متنامٍ في رياضة السباحة، حيث تستعد سنغافورة لاستضافة بطولة العالم في أيلول الجاري بمشاركة أسماء بارزة مثل التونسي أحمد الجوادي في سباقات 400 و800 و1500 متر حرة. كما أعلن الاتحاد الدولي للسباحة (World Aquatics) عن تنظيم سلسلة كؤوس للمياه المفتوحة عام 2025 في مواقع مميزة بينها مصر وإسبانيا. وبهذا الحدث، تؤكد البصرة التزامها بتعزيز قاعدة رياضية قوية في مجال السباحة، ودعم المواهب الشابة لتمثيل العراق في البطولات الإقليمية والعالمية، بما يمهد لظهور وجوه عراقية جديدة على الساحة الدولية في المستقبل القريب.
*******************************************
التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني تُجبر طواف إسبانيا على التوقف وسط مدريد
مدريد – وكالات
تحوّلت ساحة "سيبيليس" الشهيرة في العاصمة الإسبانية مدريد إلى مركز احتجاج ضخم، بعدما أجبرت التظاهرات الشعبية المؤيدة لفلسطين منظمي طواف إسبانيا للدراجات الهوائية (لا فويلتا) على إيقاف السباق قبل 56 كيلومتراً من خط النهاية، في مشهد غير مسبوق بتاريخ البطولة.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد مشاركة فريق يمثل الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أن وجوده على المضمار بمثابة "تبييض للجرائم" التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وتحت ضغط الشارع، اضطرت الشرطة الإسبانية إلى التدخل وإغلاق الطرق للسيطرة على الموقف، بينما أُجبر الدراجون على التوجه مباشرة إلى فنادقهم وسط حماية أمنية مشددة.
الاحتجاجات لم تكن وليدة اللحظة، إذ ظهرت منذ المراحل الأولى للطواف، وتكررت في عدة مدن إسبانية، لكنها بلغت ذروتها في العاصمة مدريد حيث تحولت ساحات سيبيليس ونيبتونو وأتوتشا وجران بيا إلى ممرات للاعتصامات والشعارات المناصرة لفلسطين، ما جعل السباق يُختتم دون مراسم تتويج أو منصة فائزين، وهو ما وصفته الصحافة الإسبانية بـ"النهاية الأكثر توتراً في تاريخ لا فويلتا".
ورغم محاولة المنظمين التذرع بأن مشاركة فريق الاحتلال جاءت عبر نقاط الاتحاد الدولي للدراجات (UCI) دون وجود عقوبات دولية، إلا أن المتظاهرين شددوا على أن الرياضة لا يمكن أن تنفصل عن الواقع الإنساني، مؤكدين أن استمرار العدوان على غزة يفرض مقاطعة أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال.
بهذا، تحول طواف إسبانيا 2025 من حدث رياضي عالمي إلى منصة تضامن دولية مع القضية الفلسطينية، ورسالة واضحة بأن الضمير الإنساني ما زال حاضراً في شوارع أوروبا، حتى ولو كان الثمن تعطيل سباق رياضي عريق.
********************************************
وقفة رياضية.. قانون موحد للرياضة العراقية
منعم جابر
الكثير من القوانين التي صدرت عن الحكومات العراقية، خلال أكثر من قرن من الزمن، شملت المؤسسات الرياضية مثل اللجنة الأولمبية الوطنية، والاتحادات الرياضية، والأندية الرياضية، وقانون الأندية الرياضية العسكرية، وقانون المنح للأبطال والرواد، وقانون البارالمبية، وقانون الاحتراف وغيرها.
وتسعى رئاسة الوزراء اليوم إلى تشكيل لجنة لغرض إصدار القانون الموحد للرياضة العراقية، وقد شكّلت لهذا الغرض لجنة برئاسة مستشار رئيس الوزراء لشؤون الرياضة الدكتور إياد بنيان، وضمت مجموعة من الشخصيات الرياضية تمثل مجلس الوزراء، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارة الشباب والرياضة، ومجلس شورى الدولة، وغيرهم. ومع ذلك، لم تتضمن اللجنة عضوية ممثل عن البرلمان، رغم أنه يعدّ جهة أصيلة في تشريع القوانين والأنظمة التي أُقرت في الحقب الماضية، وهو ما يثير التساؤلات حول شمولية تمثيل هذه اللجنة وفكرة القانون الموحد للرياضة العراقية.
ونؤكد هنا أن القطاع الرياضي منقسم حول فكرة القانون الموحد إلى قسمين: مؤيد لهذا القانون ومعارض له، وذلك بحسب المواقف والصلاحيات. فهناك من يرى أن هذا القانون سيُقيّد بعض الجهات ويمنح صلاحيات أوسع لأخرى، وهو ما يحدد مواقف الأطراف المختلفة.
إن صدور قانون موحد يحكم المؤسسات الرياضية سيدفع هذه المؤسسات إلى التقدم والإبداع وتحقيق الإنجازات، ويحد من ظهور الطارئين والمتطفلين على العمل الرياضي. وهذا ما نسعى إليه نحن أبناء الرياضة وعشاقها، من أجل قيادة القطاع الرياضي بشكل صحيح وتحجيم الدخلاء والطارئين. إن إصدار القانون الرياضي الموحد سيساهم في توحيد عمل المؤسسات الرياضية، ويحول دون تشتته، ويوحّد القرارات الرياضية، كما يؤدي إلى وحدة العمل في الوحدات الرياضية بمختلف اتجاهاتها التي تسهم في خدمة القطاع الرياضي. كما سيمنع التقاطعات بين المؤسسات والدوائر المختلفة التي تسعى لتنفيذ مهام رياضية موحدة، وهو ما يؤدي إلى عمل رياضي منتج ومفيد للرياضة، وداعم لأهدافها وتوجهاتها ووحدة رؤاها، بعيداً عن التنافر وتعدد التوجهات، وبما يعزز وحدة الإرادات، وهو ما يحقق أهداف الرياضة وتطلعاتها المستقبلية.
إنّ مساعي وأهداف البيت الرياضي الموحد، الساعي إلى بناء رياضة مستقرة ومتجهة نحو تحقيق الإنجازات والنجاحات والتفوق الرياضي، تتطلب منا السعي المشترك لبناء قطاع رياضي خالٍ من المنافسات الضيقة، والمناكفات، والصراعات من أجل المكاسب والمغانم الشخصية على حساب المصالح والأهداف العامة. فمثل هذه السلوكيات لا تجلب سوى التشتت والضياع، وبالتالي فشل الرياضة في تحقيق أهدافها الكبرى، وتراجعها عن بناء صرح رياضي شامخ نفخر به جميعاً. ومن خلال هذا الصرح نضع رياضتنا في المقام الأول، كما تفتخر الأمم الأخرى بأبطالها ورموزها من أبناء الرياضة.
وعليه، فإن القانون الرياضي الموحد يساهم في وحدة الأهداف والتوجهات، ويمنع تشتت العائلة الرياضية، ويدفعها لتحقيق أهدافها المشتركة في بناء وطن ورياضة متماسكة تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية، ضمن هوية عراقية صادقة، بعيدة عن التشتت والضياع. نحن نريد وطننا يعيش فيه جميع العراقيين، بمختلف تنوعاتهم، بسعادة ورقي، بعيداً عن الصراعات والانقسامات. ولعل الرياضة ونشاطاتها وتوجهاتها تمثل الهوية الجامعة لكل العراقيين، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم وطوائفهم، بروح من المحبة والأخوة والاحترام.
**********************************************
الصفحة العاشرة
الرومانسية في الشعر الشعبي وتحدي الحياة
وجدان عبد العزيز
نعرف ان عاطفة الحب تفتح نافذة يطل من خلالها الانسان على ذاته، ثم على الاخر باحثا من خلاله عن معانٍ حقيقية تؤدي للسعادة، تلك التي تشعره بالنشوة التي تتراءى له في أحلامه، ويتمنى وجودها في أيامه، فهو منذ بدء الخليقة يبحث عن سر سعادته. اذن هو يبحث عن مشاعر إنسانيةٍ تحويه وتضعه في موقعه الصحيح، بوجوده في هذا الكون الفسيح، ويعيش العطاءات المثمرة، ويكتشف من خلالها وجودها ذاته، متجلية في مشاعر الحب والصدق والوفاء الإنساني.
ومنذ نهاية القرن الثامن عشر وظهور الاتجاهات التنويرية وتحدياً للانقلاب الصناعي الحديث، وكرد فعل على الكلاسيكية والواقعية في الأدب والنزعة الشمولية السياسية، برزت المسحة الرومانسية في الادب العربي الحديث، جراء ازدياد الاحتكاك بين العالم العربي والدول الغربية الأوربية. وخلال فترة الاستعمار وتدفُّق الهجرات العربية إلى الغرب، برز واضحاً التيار الرومانسي ابداعا ونقدا.
من خلال هذه المقدمة يمكن أن ندخل لقصيدتي الشاعر علي حمودي الخفاجي (بدلة عرس) و(أصابع) لنجد فيها الهموم الانسانية بافراحها واحزانها، الفرح حين اللقاء، وتبادل عاطفة الحب والحزن حين الجفاء، ومع هذا الجفاء، يسطر الشاعر همومه الذاتية التي لاتخلو من خليط الهموم الموضوعية كلها، ليصبها في واحة الحب، ثم الطرف الآخر السلبي وتأثيره في معادلة عاطفة الحب.
يقول الشاعر الخفاجي في قصيدة (بدلة عرس):
(اشتهيتك
ورده تملي اخدودي گمره
اتبوسها اشفاف الشمس
واشتهيتك
سفره يشربني فرحها
ابكاس من گذلة عرس
اوچان ليلي وجهه اسود
جنت اتمنّاك نجمه
اتصيرلي شمعه اوّونس)
فكانت مشاعر الحب تحتضن الشاعر الخفاجي بكل صدق، حيث أماني القرب والألفة والدفء. لكن الصورة الاخرى المقابلة تخدش مشاعر الحب الصادقة المستقرة في ذاته حين يقول:
(جيتك ابلهفة شبابي
اوقشمرتني
اوعلعلتني
اوچنت ويّايه شرس)
ورغم هذا يبقى الشاعر وفيا لمشاعره قائلا (وبقت أحلامي طريه/فصّلت منها صفنتي (بدله بيضه))، وهنا يبدو لنا ان الرومانسية تؤكد بأنها قوة المشاعر والعواطف والخيال الجامح، تكمن بالمصادر الحقيقية والأصيلة للتجارب الجمالية، تخالطها مسحات شتى العواطف الإنسانية، مثل الخوف والرعب والهلع والألم، أي ان هناك خليطا من الهم الذاتي والهم الموضوعي، جعلت منه ان يسهم في رفع شأن الفنون الشعبية والتقليدية إلى درجة اسمى. ولهذا ذهبنا بقولنا انها مشاعر صدق تبتعد عن افكار المثالية، بل هي اقرب الى واقع معاش يحيط بالشاعر الخفاجي، ويسبب له الألم الذي ينغص له ترافة الحب. هذه العاطفة الشفافة التي تمس شغاف القلب، فيحدث صراع بين الهموم الذاتية والهموم الاجتماعية الاخرى، لكن الشاعر الخفاجي يبقى متعلقا بالامل والحلم راكضا نحو الحبيب، الا انه يتفاجأ بالممنوعات بقوله:
(اورحت اركض على جسرك
ثاري جسرك ماي
ويغرّك اعيوني
اوجيت آمد أيدي اعله جتفك
اوكتلي:
ممنوع. ٠٠٠ اللمس؟!!
إذن الشاعر رغم كل المصاعب يتمنى في قوله:
(زاعلَني اعيون گلبك
جيت اراضي عيونك اوافرح
وذب ثوب الحزن)،
ليبقى الحب، هو الدافع الأساسي، لأي شيء يحققه البشر، فالانسان لا يساوي شيئاً في الحقيقة بدون عاطفة الحب، كونه شيئا عظيما يفعل المستحيلات في العلاقات الإنسانية. والحقيقة من يقرأ كتاب الدكتور عبدالله دحلان، «الحب في خمسين عاماً»، يكتشف أن الحب يصنع المستحيل، لأنه يحقق الاستقرار، والنجاح في الحياة العملية والاجتماعية، والسعادة الدائمة، ويقوي عملية التحدي في صناعة المستحيل، حيث لا يجيد صناعتها سوى الحب. وصدق من قال: الحب شر لا بد منه، فهو يحمل بذور الثورة ضد ما هو قبيح، لتكون الحياة ويكون الجمال..!!
****************************************
مر العشگ
احمد العامري
مَر العشگ لدغة ضوه
و بالچذب ما عزبته..،،
شتلة كرستال و بنفسج عفته...!!
رَد الضوه لنهد الكمنجة و ظليت.،،
وشظليت..،،؟!
مر العشگ لا جاسک و لا جسته...!
وينک..،،؟
خصرک خصر فراشة البُشتيه..،،
الگدلة يا ذيل السنونو بفيِّ نهر مرچیه..،،
كل ظني نشوي الكستنه و تدفه الشام
و بالشام نشرب مَتّه..،،
و تمنيت..،،!
و مر العشگ لا ضاگک و لا ضگته..!
تكبر شرايين الرمل..،،
تشرب شكو براسي ضوه..!!
و النجمة ذبت ثوبها اعله النهر..،،!
چنک نهر..،،
نوم الگطة ، و الليل صاحب نكته..،
اتحنحن اسهيل و لچحته و فزيت...،!
من فزيت..،،!
مر العشگ سكران ما غرغزته..،،
اول مدينة اعله الشمس هو انتَ..،،
أخر ذنب عشتار ظلک انتَ..،،
يا طيف أگشرلک ماي..،،؟!
إني و رعشتک للصبح..
صفطة سفينة اعله الجرح..،،
لح فدوة لح...،
گمره افتحتلي الروب ، موسى بنيلين،،
فرفوري يلصف شفته،،!
مديت روحي و گلت يابه شسويت..،،؟!!
و شسويت ..،،؟!
مر العشگ فرفوري ما سطرته ..،،؟
*******************************************
الباب
جواد الدراجي
ذبّلنه .. سموم الصيف
طحنه ولا حضنه الطين
نثرونه اعله خد الشوك
وأحنه مرايه للبربين
وأرجعنه نلف همنه ..
ورسايل غيم بالمحجر
توصفلنه المطر .. نص دين
وتگول العتب عالريح
فشله بشفة الگيعان..
ما گالتها .. من سنین
وأحنه بذمة التاريخ
شايلنه اعله صفحاته
نقط وحروف
هيكل من حبر .. يابس
شبگ فوگ الورق ..حسرات
والبرزخ علیه يطوف
چا .. بلكت ..
إمام الفرح .. یتعنه
ويجينه .. يشوف
ینده ...ضحکة الگمره
یوزعها .. علینه مراد
مو کافي .. الحزن و الخوف
طحنه ..
والمدن سورات
تبلع حلم .. كل سفان
ونحشم .. تبللنا
لگط بینه الدمع کحله
ولا بفزع وجه دیوان
وعيون السلف نامت
تغافلها سواجي الليل
وتجيب الحزن نهران
يارب الضوه .. نتانيك
خاف يصلي بينه الموت
من صار الظلام .. اوذان
يا .. وينك
جناسينه .. اعله طور الحيف
مصلوبه نغم وأنساب
لیش نصدگ التاریخ
وشما سولفت صفحات
نعرف (بحٌة) الچذاب
من عرضونه
سلعة سوم للايام
لمّعنه الامس مرتين
بس باچر .. شرانه تراب
ذوله احنه .. رزم من ناس
نبذتنه المدن .. والباب
یدفعنه ویسد الباب
***************************************
على هونـــــــــك
محمد جواد الكعبي
أتمنى وصالك عمري كل يوم
ماأگدر أجيك وشايل هموم
موهين علِّي وأنته عني بعيد
وتحمل بُعد واللايم يلوم
ماتسوه الزعل أصبر لي چم يوم
وتكثر العتب والعشرة مدوم
رافگني السهر وذبل عيوني الليل
ملح أعله الجرح حطالي بالنوم
شو مال الچتف والحمل مگلوب
ما بياش أشيل بطرگ الهدوم
ناخت ناگتي يم اليكرهون
يا نظرة شماته بطعم السموم
چم دوب النفاق البيك للدوم
يا نغطة غراب وونت البوم
أكابر ونتخي وبيه النفس مگطوع
غشيم بنص بحر مايعرف العوم
مانعرف نبيع المبدأ بسوم
گضينه العمر بالعوز والصوم
منبدل فراش الكرم والجود
بماعون البخيل ولگمة الزقوم
أسعه ولا تفكر بالرزق دوم
من الله الرزق صدگني معلوم
*****************************************
قوس قزح شروكي
حسين جهيد الحافظ
باقة ورد
امغلفه ود او محنه
او شوگ
وابفرحة عرس
فيروزي العطر
يرد الروح
و ايريح النفس
تحمل ورد قوس قزح
كل لون پيه
او كل جنس
ورده بيضه
او ورد حمره
او ورده مدري
شنهي الوانهه
اتطشر ونس
اشروگي ٠٠٠!
چن زفة عرس
صوت الغنه
البيهه همس
اتمازح انجوم الفرح
چوبي الرگص
طبعه ردس
بالطيب للوادم وفه
أنطت درس
والما يحس
لازم يحس
اشروگيه احنه والنعم
عزة نفس
ترچيه تتمرجح غوه
اتمازح أخدود الگمر
ابكل الصدك چلماتنه
تتعطر العشگ نسماتنه
بينه الوفه ينضح وفه
من شوگ أمس
الطاهر حليبه
منه بينه
نكره ابو طبع النحس
مجبولين اصلا عالصدگ
طاري الجذب عدنه (نجس)
اشروگيه أحنه او نفتخر
احروف اسمنه
ابكل زمان ابكل مكان
أبكل كثر
علم شايل نار
والوفه النه شعار
گول او فعل
اتطبعنه عالزينه نعم
بالشينه ما النه شغل
أسال التاريخ والتاريخ
شاهد عالحقيقه
او للصدگ طبعه سند
حسين ارخيص منه
او منه فهد
او منه ابو الچون او حمد
اصويحب او شمران منه
او نزيهه منه او منه الصعد
عالمشنقه او غنه
(هزينه الموت اوما هزنه)
او منه بعد
عبد الكريم ابو ادعير
اتصفح التاريخ
بأفعاله شهد
أسال احزيران عنه
ابثورة العشرين
واتنخه الشباب
الضحوا ابتشرين
زلم صعدوا أچتاف الموت
موش افلان لو فلتان
وين او وين
ارنقوا درب الشهاده
شوگ ٠٠٠٠!
من درب الشهيد حسين
يشهد أذار النه
او هم يشهد تموز
غنينه ثورتنه حنان
ابصوت فيىروز
قداح طشينه الليالي
ياسمين او رازقي او روز
اشروگيه او قوس قزح
بيهه او طبع باقة ورد
بيهه الورد من كل جنس
ترد الروح ريحتنه
ترفه او تعطر
كل محب عزة نفس
ترفه او تعطر
كل محب عزززززة نفس
****************************************
ما مش للشمس بيت
ريسان الخزعلي
وين ..؟
وين الكَالَك امرايَه ..،
ابظلام اتشوف وجهك بيهه واتراويك ..؟../
خط حزنك ..
عُبَر جَرْة السواد او ما عَرفت اشبيك ..!
ولا
صحوة
حلم
بالراس
تجدحلَك ضوه ايدليك ..؟
ولا
فانوس
من
كوخ
الكَصب ..،
جدّك
كَبل ../
خطلَك عليه أوّل حرز يشفيك ..؟
مامش للشمس بيت ..،
اليضيّف كل ظلام البيك ..! .
***********************************************
ليل گمره
سامي عبد المنعم
واهس .. ليل گمره
ونايمه الناس
وإنت إبلا نديم ...
وشاعل شموع
إتغربل .. من عذاب ايامك ايام
مثل مجنون يهذي
إبلايه موضوع
ياما إتغربت ...
وعبرت نهران ..
ومحطات ومواقف
والم واحزان
وضحيت ابحياتك ..
باصعب ظروف
لا واحد يعينك ...
ساعة الضيج
ولا تگدر اتوصل ...
الفكره للناس
وتضل تطحن إبروحك
طحن خسران ...
ومحد ينتبهلك
بس دبيب الكاس
***********************************************
الصفحة الحادية عشر
العراقيون يفوزون
* حقق الفنان المسرحي البارز د. جواد الاسدي حضوراً متميزاً في مهرجان القاهرة العالمي للمسرح التجريبي، حيث فازت مسرحية "سيرك" بجائزتي التأليف والاخراج معاً. كما فاز في التمثيل كل من : شذى طه سالم و د. احمد الشرجي.
* الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اعلن عن اصدار كتب الفائزين في المسابقة الادبية التي اطلقها الاتحاد مطلع هذا العام (دورة القاص الراحل احمد خلف) وكانت كالآتي:
- الشعر/ حسين عماد صادق (كتاب المسامرات والمذكرات) وعباس عبد العالي (جُرف.. ظامئاً يحضن النهر) وفاضل عباس ( عِدة من اشياء).
- الرواية/ غيث الشطري (لوحة رسمت نفسها) وجواد سيف الدين (اجهاض في قصر برميدا) والروائي السوري احمد خنرابو اسماعيل (حبة حلوى/ على عتبة النشوة المحرمة).
* القصة القصيرة/ حسن كامل سعدون (كنائس القيامة) والقاص السوادني محمد احمد اسحق (لا راية بيضاء في الخرطوم) وناظم حسين (كانت على دراجة نارية).
* المسرح/ الكاتب المغربي زهير بوعزاوي (رسالة صوتية) وسمية ياسر (ظلال على ضفاف دجلة) وحيدر علي (وجه واحد لعملتين).
****************************************
اللايقين المثمر في سلطة القوة الناعمة وتشكلات فن الملصق الامريكي
علي شبيب ورد
تقوم (القوة الناعمة) على الجذب والاغراء والاغواء، وهي رديف (لغوي ومفاهيمي) لـ (القوة الصلبة) التي تعتمد الإكراه والإرغام والقمع. وهي سلطة دبلوماسية ربما تكون بديلة أو ربما تكون مساندة لسلطة القوة الصلبة، وهما قوتان نافعتان لأيةِ جهةٍ من الجهات المتصارعة في عالمنا المتلاطم وغير الآمن. فهما لا تستخدمان من قبل الجهة الأقوى فقط، بل جميع الجهات، مهما كان حجم الجهة، ودورها، وتوجهاتها السياسية والاقتصادية.
ومن يطلع على كتاب (د. علي عزيز) الفني الفكري، يجد أنه يتضمن أربعة فصول تعمّقَ في دراستها والغور في تفاصيلها. وهي:
1- القوة الناعمة بين المرجعيات الفكرية الحاكمة والإطار المفاهيمي المؤثر.
2- القوة الناعمة وفعالية العلامات المرسلة في الفنون.
3- إشهاريات القوة الناعمة ودورها في تحقيق الاستجابات السيكولوجية وبناء الذات.
4- تطبيقات سلطة القوة الناعمة على الصورة البصَرية الأميركية.
في الفصل الرابع من الكتاب يقول (د. علي عزيز) ما يلي:
(إنَّ حرب الفضاءات تتحركُ عبر قوةٍ ناعمةٍ ينقلها الملصقُ باعتبارهِ وسيطا ناقلا يَشْهَرُ رمزَ الثقافة الأميركية وهو ما أوصلَ نصوصا مرئيّةً لفضاءاتِ العالمِ الثالثِ، وباتَ يُقَوِّضُ ويهتُكُ نصوصا محلّيّةً لها هويةٌ اجتماعيةٌ يجري إسنادُها شعبيا ونخبويا دونَ أمرٍ أو إرغامٍ سياسيٍّ أميركي) ص191.
ونحن إذْ نثمِّنُ جهد (د. علي عزيز محسن) في انجاز وتسويق كتابه هذا، نشيدُ بما فيه من انزياح رؤيويٍّ على المستويين النظري والتطبيقي. ونقدم له اعتزازنا على توطيد العلاقة التخادمية بين المنهج وعينات البحث، وذلك من خلال ما توفر عليه (متن النصّ) من (تناص صريح) بين الكلمة والصورة. فهما تتقاربان حينا وتتباعدان حينا آخر على المستوى السيميائي، غير أنهما يتعالقان ويتعانقان حتما على المستوى الدلالي، لإنتاج توهجٍ خصبٍ خلال عملية الاتصال والتلقي.
ونحن نأملُ أن تتلاحق جهود البحث العلمي في جامعاتنا العراقية، على أن تتناول مواضيع جديدة تتناسب والتحولات المتسارعة في عالمنا المتغير على الدوام. وأن تكون البحوث بعيدة عن تقليد الفائت، ومتحررة قدر الإمكان من قيود الماضي، ومن أسلاك الانصياع التام للموروث. والتي تسوّر البؤر المستهدفة من التنقيب العلمي، بأراضٍ حرامٍ، تحذّرُ سالكَها من تجاوز الخطوط الحمر، المختلقة من قبل ضيق الأفق المتوارث.
ونشدانا للفائدة، ولإثارة الأسئلة المحرِّضة للإجابات، ننفتح على ما ذهب إليه المفكرون والفلاسفة وعلماء الاجتماع في انزياحاتهم حول هذا الموضوع. ففي كتابه (القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية) يرى (جوزيف ناي) أن القوة الناعمة: (هي القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الأغراء والجاذبية بدلاً من الإرغام والإكراه أو دفع الرشاوى <والأموال> وتكون عن طريق نشر الثقافة والقيم لكي يعجب بها الآخرون ويحذون حذوها، فأن عوامل الأغراء أكثر فاعلية من الإرغام، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان). كما يقول جوزيف ناي في كتابه : " القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية".
وبين لنا، أن أهم مقومات القوة الناعمة هي المقومات: الثقافية. والإعلامية والدعائية. والسياسية والاقتصادية والسمعة وقد أشار كذلك، الى أن (المقومات الثقافية) تشمل ما يلي: الفنون والآداب بأنواعها. وإقامة المعارض الثقافية. والبرامج التعليمية. والتبادل العلمي والتكنولوجي والفني. وبث الأخبار والمعلومات على مختلف وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وتقديم الهدايا والمكافآت والمنح والمساعدات. وتنشيط فعاليات التقارب الديني، عبر حوار الأديان والزيارات المتبادلة. واعتماد مختلف وسائل ترويج الأفكار والتوصيات للمناطق المستهدفة.
أما عالم الاجتماع (زيجمونت باومان) فقد أصدر مجموعة كتب حول (القوة السائلة) وهي: الحداثة السائلة/ الحياة السائلة/ الثقافة السائلة/ الأزمنة السائلة/ المراقبة السائلة/ الحداثة السائلة/ الحب السائل/ الخوف السائل/ الشرّ السائل. وهو في كتابه (الحداثة السائلة) يقول أن:
(المرونة هي الثبات الوحيد، والزوال هو الدوام الوحيد، والسيولة هي الصلابة الوحيدة، وباختصارٍ شديد: اللايقين هو اليقين الوحيد. فثمَّةَ أكثريةٌ كبيرةٌ ومتزايدة <تكاد تكون ساحقة> لا ترى في ذلك النظام وجودا وليدا ناشئا، بل واقعا عصيبا يعيشونه).
بينما في كتابه (الشرّ السائل - العيش مع اللابديل) توصّلَ الى أن الشر السائل يتمتعُ: (بقدرةٍ رهيبة على الالتفاف على العوائق التي قد تظهر أو قد تعترض طريقه، فهو مثل كل السوائل، يتسرّب الى هذه العوائق ويرطبها وينقّعها، وغالبا ما يعمل على تآكلها وإذابتها، ثم يمتصُّ المادة المذابة ليزدادَ قوةً الى قوّته الأصلية. وهذه القدرة، إضافة الى القدرة على المراوغة، تزيد من صعوبة المقاومة الفعّالة للشرِّ السائل، فقد توغّلَ الشرُّ في نسيج الحياة اليومية وترشَّحَ في قلبها. وعندما يجري تحديده - إذا جرى تحديده أصلا – فإنّه يجعل كلَّ الصور البديلة للحياة تبدو غير معقولة، بل وغير حقيقية، فالسمَّ القاتلُ يصوِّرُ نفسَهُ بصورة مخادعة على أنه ترياق ٌ منقذٌ للحياةِ من شقاءِ الحياةِ) – كما يقول باومان في "الشر السائل".
وبعيدا عن الصلابة والنعومة والسيولة، نذهب الى (قوة الأثير) لأنَّ كتاب (كل ما هو صلبٌ يتحوّلُ الى أثيرٍ – تجربة الحداثة وحداثة التخلّف) يحيلنا الى ما ذهب إليه مؤلفه (مارشال بيرمان) الذي (قدّمَ اسهاما رائعا للنضال في سبيل تمكيننا من الإحساس بأننا في مسقط رأسنا، البيوت التي أقمناها، والشوارع الحديثة جنبا الى جنب مع روح الحداثة، تتعرّضُ للتبدّدِ والتحوّلِ الى أثيرٍ بصورةٍ مستمرّةٍ).
وبالعودة لكتاب (سلطة القوة الناعمة - تشكلات فن الملصق الأميركي) للدكتور (علي عزيز محسن) الذي كلفت بتقديم تعقيب حوله، مع (الشاعر د. مسلم الطعان) و(الناقد جبار وناس) أخلص للقول: أنه كان كتابا فكريا وفنيا، واشَجَ فيه الباحث، بين النظرية والتطبيق، وقد أثمر (لا يقين) الباحث، في تغذية مخيلتهِ، برؤية حرّةٍ غير منحازة لأية مرجعية مانعة للتجديد. ونجحَ مشغله تنقيبي، في مدِّ مجساتٍ معتدلة، خلال إجرائه الفاحص، لنماذجَ متعددةٍ ومتنوعةٍ من الملصقات الدعائية. والتي انتقاها كوسائط إعلانية ناقلة لرموز الثقافة الأميركية، وتتميّزُ بخصوبة إشهارية صادمة، للجمهور المستهدف الذي يتلقاها حتما، عبر وسائل الإعلام العابرة للقارات.
********************************************
تَوهَّج
سالم محسن
الماءُ بلا لونٍ
يأخذ شكل التوهجِ
كُنْ كما الماء
يمشي آذارُ بخطواتٍ وئيدةٍ تحت ظلالِ النخيل
يسيرُ وحيداً وفي جيبِ معطفهِ أغنيةٌ
So we meet again my heartache" "
هذا هو المكانُ المناسبُ لولادة الاساطير
سيهوي الطائرُ مِنْ سمائِهِ
يشُّقُ صفحةَ النَّهرِ
يبحثُ في عيونِ الضفافِ عمَّا يشبهُ الرسومَ والصُّورَ
نحنُ نسرقُ اللَهفةَ والتَفَاصيلَ الاليفةَ
مِنْ أَزهارِ الدَفْلى البيضاءِ
من ازهار الدَفْلى الورديةِ
من أجل بهجةِ الرصيفِ
لولا الصداقةُ
ما نحن ..؟
وأيُ مدينةٍ دونَها..؟
دونَ الأيدي لا تنضجُ الثمارَ
ستمتلئُ آنيةَ الصَيفِ بالسؤالِ
تبتلُ الاصابعُ بمزيجِ الفاكهة
خوخٌ ورمانٌ وتفاحٌ
وارتباكٌ في الوجوهِ من ألوانٍ وضوءٍ
********************************************
قصة قصيرة.. سيرة صانع البريق
طالب كاظم
نقوش الكتابة السريانية في الالواح الرخامية، بدت غريبة لصبي صغير يراها لأول مرة في حياته، بأبجديتها التي تنتهي بمنحنيات جميلة، حينها كنت في التاسعة شغوفا بالرسم، بل كنت متفوقا في تجسيد الاشكال وتلوينها بالباستيل، كنت التلميذ المقرب من معلمي الاول، عز الدين الحيدري، معلم اللغة العربية والتربية الفنية في ابتدائية المقداد، شغلني ذلك التناسق الجميل الذي بدت عليه تلك الكلمات المحفورة في الرخام الابيض اللامع، في مقبرة الارمن الارثوذكس، جلست على المستطيل الرخامي اللامع، اتطلع الى شاهدة القبر التي نقشت عليها كلمات غائرة، بدت عصية على صبي في الثالث الابتدائي، لا يعرف سوى قراءة اللغة العربية، تحت ظلال شجرة السدر الضخمة وانا اجوس بنظراتي في تمثال المرأة، التي احتضنت طفلا صغيرا عاريا بين يديها، هنالك ما يشبه اكليل الورد فوق راسها، انسدلت ارديتها الطويلة، الملونة بالأزرق والاخضر الفيروزي، والاحمر الارجواني المشوب بمسحة بنفسجية، بطياتها اللينة الناعمة، التي غطت كتفيها حتى اخمص قدميها، بدت لي تلك المرأة الجالسة، مألوفة وكأنني كنت اعرفها مذ امد بعيد، لازلت اتذكر تلك المشاعر الغريبة، التي انتابت الطفل الذي كنت عليه قبل ستة عقود مضت، تطلعت اليها بصمت وهي تنظر بحنو الى صغيرها، الذي بدا كملاك ناعم ورقيق، وهو يطبق بأصابع يده الصغيرة، على سبابتها التي انشغلت تداعبت شفتيه، لازلت اتذكر اني لم استطع ان اعرف اي من الالوان ينتمي لون وجهها المستطيل، اكان مزيجا من الابيض المشوب بالوردي ام الابيض المتوهج بحمرة خفيفة؟ كالحمرة التي تسبق الغروب، هنا وهناك ثمة كتابات وتواريخ لأيام واعوام وذكريات، مررت اصابعي في اخاديد الاحرف الغائرة، اتحسس الملمس الناعم للرخام البارد، بينما شمس خريفية هائلة تداعب بضيائها البارد الذي تسلل عبر سعف النخيل، التي طبعت ظلالها المرتعشة على الممر الترابي المبقع بحشيش اخضر باهت، يجثو تحت اقدام الموكب الصامت، الذين حملوا على اكتافهم تابوتا ضخما بلون بني لامع، بأربع مقابض فضية على جانبيه، لمعت ببريق خاطف، يتقدمهم رجل برداء اسود طويل ولحية كثة سوداء، كان يمسك بيده اللاحمة ما يشبه المبخرة او مرشة ماء الزهر، بعد ان مرت سنوات اكثر مما يجب كيما اتذكر تفاصيل ذلك المشهد القديم، طالما يعترض طريقي ضباب عتيق التهم اطراف الصورة القديمة، وانا اعيد ترميمها ببقايا صور تتبدد، كما لو كانت ثورا عجوزا جثا على قوائمه الاربعة بانتظار النهاية، كنت ذاك الصبي الصغير في عامه التاسع، وهو يتحسس تمثال الام الناعم ، بوجهها الشاحب وهي تنظر الى صغيرها، كان كما لو يلهو بين يديها، حيث تشظت انكسارات ضوء شمس تلك الظهيرة، الذي تسلل عبر اوراق شجرة السدر وارفة الظلال، اتذكر بأن فكرة اخذ التمثال خطرت على بالي في تلك اللحظات، رغم اني كنت اعرف، باني لا املك حق انتزاعه من مكانه، للحظة فكرت ان اخبئه تحت قميصي، ان اهرب به عبر بوابة المقبرة، الا ان الخوف تسلل الى عقلي الصغير، يحذرني مما سأقوم به ويخبرني، بان تمثال المرأة التي تحمل صغيرها الجميل، هو ملك للميت الذي يرقد تحت مستطيل الرخام الابيض، وانه قد يستيقظ في اي لحظة، ويخرج من قبره وسيلاحقني ليسترد تمثاله الثمين، وسيعاقبني لأني سرقت ممتلكاته، فأبعدت تلك الفكرة عن بالي، ولكني لم ارفع اصابعي حين تلمست طيات الرداء الناعم ، في حقيقة الامر كنت ادرك جمال المرأة، بدت لي متسامحة، كانت تشبه امي الى حد كبير، في تلك اللحظة التي لمست فيها بطن الطفل الوديع، شعرت به يكركر ويضحك، بينما امه تنظر الي بود، لأني داعبت طفلها الصغير، الذي بدا لي ملاكا صغيرا ، يشبه تمثال الملاك المجنح الذي ظلل الضريح المجاور بأجنحته الحجرية، رغم طفولتي الا اني كنت اعرف، باني لم اكن بالجمال الذي ظهر عليه ذلك الصغير الرخامي، وهو بين يدي امه، استردني صوت الموكب الجنائزي والرجال ببدلاتهم السود، وهم يقطعون خطواتهم الاخيرة صوب نهاية الممر، هناك توقف الموكب، بجانب ضريح رخامي، يحرسه تمثال نصفي لصبي صغير بمثل عمري او لربما يكبرني بعام، رأيت هناك حفرة عميقة، بدت كما لو ان احدهم انجز مهمة حفرها مذ ساعة مضت، فرائحة التراب الرطب عبقت بالمكان، بعد ان ازاحه الرجال عن اكتافهم، وضع التابوت الخشبي اللامع على الممر الترابي، انشغل احدهم بربط حبل سميك بالمقابض الجانبية الاربعة، بينما احاط الرجال الاخرون التابوت المسجى على الارض المعشوشبة، عبر الصمت العميق، تردد صوت الرجل الملتحي بثوبه الاسود الطويل، وهو يقرا في كتاب امسك به بكلتا يديه، كنت اعرف ما معني الموت ، كنت طفلا في الخامسة حين رأيت صديقي صامتا وساكنا مسجى بلا حراك على قطعة ثلج مستطيلة، في ذلك النهار القائظ، ، اسند خده الى الثلج وتمددت ذراعيه الى جانبيه.
صديقك مات ؟
اخبرني بذلك قريبه الذي يكبرني بأعوام عديدة وهو يبكي، عرفت باني لن اتمكن من رؤيته مرة اخرى، طالما هو راقد بلا حراك، وخده يغوص في قطعة الثلج في تلك الظهيرة .
المسكين لدغته افعى!!
احدهم اخبر الرجل الذي تساءل عن سبب موت الصغير، وانا انظر الى صديقي الذي رقد بلا حراك، وهو الامر الذي لا زلت حتى يومي الحاضر، يشعرني بكراهية عميقة وخوف تجذر في ذاكرة طفولتي البعيدة من تلك الافاعي الملساء بألسنتها المشطورة، حتى وان تلقيت في طفولتي المبكرة جرعتي الاولى والاخيرة، حين امسك بي شيخ الطريقة القادرية وبصق في فمي في لحظة وجد فقد فيه المتصوف المجذوب وعيه، قال حفيد الكيلاني، المتعهد بخدمة الحضرة القادرية يطمئن أمي المذعورة
ان ابنك مبارك، لأنه تلقى الطريقة القادرية من شيخها الكبير!
يبدو ان الرجل كان مصيبا في تطمينه لوالدتي الخائفة، فهو الامر الذي نشأت عليه في ما بعد، فأنا لا اؤذي الافاعي التي تنسل من حولي، كنت اتسلى بمسكها في الباحة الترابية امام بيت العائلة، الذي شيد في حينها وسط مزارع الحنطة، التي امتدت حتى الافق البعيد، كما كنت ارشد العقارب التي تجوب الممر الذي يحيط بيتنا الى وجهتها برسم ممر على التراب بأصبعي ، الا اني كرهت الافاعي لأنها انتزعت صديقي، لم اقتل اي افعى في حياتي، باستثناء افعى واحدة وجدت نفسها، لسوء حظها، تحت حذائي العسكري في سهل هيزاوة السفلي، عندما خيم فوجنا هناك للتدريب نهاية عام 1979.
نظرت الى الرجال وهم يدلون بالتابوت الى الحفرة العميقة ، بينما الرجل الملتحي الذي يرتدي قفطانا اسود، اخذ ينثر حفنة التراب على التابوت، الذي استقر في قعر الحفرة العميقة، كما لو كانت اشارة البدء بمراسيم الدفن، حيث انهالت المجارف تلقي التراب حتى غطى التابوت، وسويت الحفرة بالأرض، لم يمر وقت طويل، حين غادر الرجال المكان بهدوء رغم الثرثرة التي تصاعدت هنا وهناك وهم يقطعون الممر في طريقهم لمغادرة المقبرة، ، التقطت ثمار شجرة السدر الناضجة بمذاقها الحلو المعطر، التي تناثرت بين الاضرحة والتماثيل والصلبان، ووضعتها في جيب بنطالي حتى انتفخ، بينما انشغل جدي الصامت، يلمع الرخام الابيض بيده اللاحمة، وهو ينظر الي وابتسامة رقيقة على شفتيه البنيتين، بلحيته المشذبة وشاربه المقصوص ، لما عليّ ان اهتم بمعرفة عمر جدي؟ بل لم اشغل نفسي بالتفكير في الامر! ها انا ادرك، بعد اعوام طويلة، بانه كان في نهاية عقده السادس، اقل بسنوات معدودة على ما انا عليه الان، وهو ينظر الى حفيده الصغير ابن التاسعة، الذي انشغل بدوامة الأسئلة كما الاجوبة التي تلقاها واثارت تفكيره، طالما لم يعرف ما تعنيه كلماتها العصية!
-ما هذه الكتابة جدو !؟
-انها السريانية.
-السريانية ؟!
-من ذلك الرجل الذي يقرا في الكتاب جدو ؟
-انه القس
-القس ؟ ما الذي يفعله القس ؟
-يقرا الصلوات على روح الميت
-الصلوات على روح الميت ؟
-نعم .
بيده التي تبتل بالماء، حين يغمر ورق السنفرة الاحمر في الدلو الصغير، يجلو الرخام الباهت فيطلق بريقه الكامن، انا الاخر مددت يدي في الدلو الصغير، بطلائه المعدني الابيض، فأخرجت ورقة خشنة الملمس . قال لي وهو يبتسم :
-اقلبها على الوجه الخشن.
بخشوع مد سجادته الملونة المزخرفة بالمآذن، كما وضع جبينه العالي ساجدا في صلاة عميقة، تحت ظلال النخيل واشجار السدر والصلبان وهديل حمام الفاختة.
بينما انشغلت اضغط بكلتا يدي على الورقة الخشنة، حتى صقلت النتوءات الصغيرة التي علقت بمستطيل الرخام الابيض، شعرت بالفرح، وانا ارى الرخام وهو يطلق بريقه البارد، بينما شمس ناعمة، تغادر كبد السماء وتختفي وراء شجرة السدر الضخمة، لازالت تلك الشجرة قائمة حتى اليوم ، انظر اليها كلما مررت بطريقي بالمقبرة حيث البوابة الخشبية المغلقة والصلبان والقبب المتهالكة المشيدة بالآجر .
بعد ان خبأ ورقة في جيب قميصي ،واخرى في جيب بنطلوني، وهو يمرر راحة يده على راسي، قال جدي:
خذ، هذا لك وهذه لامك، اذهب الى البيت و لا تتسكع هنا وهناك .
لازلت اتذكره، وهو يحني ظهره ليحك جوانب الضريح الرخامية، بينما الرجل الملتحي بثوبه الاسود الطويل ينظر الى جدي، واضعا يده بلطف على رأسي ، متمتما بصوت خفيض
حاج سعيد ابن من هذا الصغير؟
رد جدي ، مبتسما دون ان يرفع راسه الى القس .
انه ابن ابنتي ابونا.
**********************************************
الصفحة الثانية عشر
في {بيتنا الثقافي} إكرام عبد العزيز عن إسهام النساء في مجال الابتكار
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد صباح السبت الماضي، الاقتصادية الأكاديمية د. إكرام عبد العزيز، التي ألقت محاضرة بعنوان "دور النساء المخترعات والمبتكرات في التنمية المستدامة".
المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في القضايا الاجتماعية والعلمية والفكرية. بينما أدارتها الناشطة النسوية سهيلة الأعسم.
وفي محاضرتها، سلطت د. إكرام الضوء على مساهمات النساء المخترعات والمبتكرات في مجالات علمية مختلفة في العراق. إذ تطرقت إلى تجارب رائدة لنساء استطعن تحقيق إنجازات ملموسة في ميادين مختلفة، ساهمت في تطوير المعرفة والاقتصاد والبيئة.
ولفتت إلى ان من حصيلة 8 آلاف براءة اختراع سُجلت 3 آلاف لنساء.
فيما أشارت إلى عدم تسليط الضوء من قبل الاعلام على المبتكرات وابتكاراتهن, وعدم استثمار هذه الطاقات المهمة وتوظيفها في مجالات الإنتاج. ونوّهت إلى الصعوبات التي تواجه المخترعات والمبتكرات من حيث عدم منحهن الاهتمام الواجب والدعم المطلوب.
وشددت المُحاضرة على أهمية تمكين المرأة من أجل تعزيز التنمية المستدامة في المجتمع.
وحضرت المحاضرة المخترعتان د. منى تركي الموسوي من معهد الهندسة الوراثية للدراسات العليا في جامعة بغداد، وأ.د. آمنة الثويني، عميد كلية العلوم في جامعة المشرق. حيث قدمتا أمام الحاضرين نبذة عن ابتكاراتهن. وعرّجتا على الصعوبات التي يواجهنها في نشاطهن العلمي الابتكاري.
هذا وجرت نقاشات مثمرة بين المُحاضرة والحاضرين، الذين أشاد مُعظمهم بما طُرح من أفكار تُحفز على مزيد من العمل في سبيل دعم المرأة وتعزيز دورها في ميادين الابتكار والابداع.
وفي الختام، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. إكرام عبد العزيز.
******************************************
اثناء تتويجها بجائزة {إيمي}.. الممثلة اليهودية اينبندر تهتف: الحرية لفلسطين
متابعة – طريق الشعب
حصدت الممثلة الأمريكية اليهودية هانا اينبندر جائزة أفضل ممثلة مساعدة في حفل توزيع جوائز "إيمي" 2025. بينما هتفت في كلمتها خلال تسلمها الجائزة: "الحرية لفلسطين".
وأقيم حفل توزيع الجوائز بنسخته الـ77 ، أول أمس الأحد في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية. حيث نالت اينبندر الجائزة عن دورها في مسلسل "هاكس".
وفي كلمتها التي ألقتها على المسرح، انتقدت الممثلة سياسات دونالد ترامب تجاه فلسطين وملف الهجرة، قبل أن تختم كلمتها بالهتاف: "الحرية لفلسطين"، وبالتنديد بوكالة الهجرة والكمارك الأمريكية. وفي تصريحات أدلت بها بعد الحفل، قالت اينبندر إنه بوصفها يهودية، ترى أنه من واجبها التشديد على أن "اليهود منفصلون عن دولة إسرائيل"، مضيفة القول أن "ديننا وثقافتنا منفصلان تماماً عن هذا الكيان الإثني - القومي". وأعربت عن تأثرها العميق إزاء الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. واكدت أنها ستواصل التنديد بالمؤسسات التي "تشارك إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية"، معربة عن اعتزازها بكونها جزءاً من الحملات المناهضة لإسرائيل.
****************************************
بغداد على موعد مع افتتاح مكتبة رقمية كبيرة
متابعة – طريق الشعب
تشهد بغداد قريباً افتتاح أكبر مكتبة رقمية عراقية، وذلك في منطقة الباب المعظم، وبإشراف رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة.
المشروع الذي تُنفذه شركة "آيس هاوس" السويدية، مقرر له أن يكون صرحا استراتيجيا يضع العراق في قلب المشهد العالمي للأرشفة الرقمية وإدارة المعرفة – حسب ما أفادت به وكالات أنباء.
حيث ذكرت أن المكتبة ستعمل على تحويل الموروث العراقي من وثائق وكتب وأطروحات إلى صيغة رقمية متكاملة، بما يحميه من التلف، ويمنح الباحثين والطلبة والمفكرين وصولاً سهلاً عبر منصات إلكترونية حديثة، مع إمكانية الربط بمكتبات عالمية لتبادل المحتوى العلمي والفكري.
ولم تُصمم المكتبة للحفظ فقط، بل كبنية ثقافية متكاملة. إذ تضم قاعات مطالعة رقمية، ومكتبة صوتية، وسينما تعليمية، إضافة إلى مسرح حديث يتسع لنحو 400 شخص، مجهز بالإضاءة وشاشات العرض وبأدوات الترجمة الفورية.
كما جُهز المبنى بموقف سيارات خاص وحدائق ومنظومات أمان وسلامة عالية وفق المواصفات العالمية.
المكتبة التي جرى استلهام تصميم مبناها من العمارة العباسية والشناشيل البغدادية، تقع عند مدخل شارع الرشيد من جهة ساحة الميدان، إلى جوار مبنى دار الكتب والوثائق.
**********************************************
يوميات
- يُضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب هذا اليوم الثلاثاء، الباحث د. قاسم حسين صالح، ليقدم محاضرة بعنوان "الشخصية العراقية بين تنظير د. علي الوردي وتنظيرنا".
تبدأ المحاضرة في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب غدا الأربعاء، جلسة بعنوان "من يكتب النص القادم؟ الإنسان أم الآلة؟"، يُقدم فيها الشاعر والباحث مرتضى الحمامي قراءة لمستقبل الأدب وتحديات الذكاء الاصطناعي.
الجلسة التي من المقرر أن يديرها الشاعر معن غالب سباح، تبدأ في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
- يُضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت المقبل، الباحث حيدر سعيد، ليتحدث في ندوة عن "جماعة الأهالي – إعادة تركيب".
تبدأ الندوة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
جدير بالذكر، أن "جماعة الأهالي" جمعية سياسية عراقية تأسست عام 1932. يعتبرها مؤرخون نواة العمل السياسي الديمقراطي في العراق الحديث. وتضم الجمعية فئة متعلمة من خريجي المعاهد العليا، ومن عناصر وطنية كانت تُطالب بالاستقلال السياسي ببعده الاجتماعي، والعناية بمصالح الأهالي، أي الشعب. وقد انطلقت الجماعة من صحيفة "الأهالي" التي صدرت في العام ذاته.
******************************************
ليس مجرّد كلام.. لا تكتموا صوت الحق..!
عبد السادة البصري
رواية من أمريكا اللاتينية ، قرأتها في ثمانينات القرن المنصرم، تحولت إلى فيلم سينمائي، اسمها ( انهم يقتلون الجياد ) وبعض التراجم تعنونها ( إنهم يقتلون الخيول ) ولا فرق بينهما سوى بالترجمة، إلاّ أن الجياد توحي إلى معنى أكبر، وهي من أفضل وأجمل وأحسن أنواع الخيول، تلك التي تعطي كلّ شيء وتملك مهارة وسرعة في الجري والعمل، ومَنْ يقتلها لا يريد الخير لأصحابها وأن لا يستمرّوا بالنجاح أبداً، كُتِبَتْ هذه الرواية رداً على أفعال المستعمرين والغاصبين وإقطاعيي الأرض الذين استولوا عليها بقوة السلاح !!
تذكّرتُ هذه الرواية، وأخريات مشابهة لها في المعنى والطرح، كما تذكرت قصة الكاتب السوري ( زكريا تامر ) المسماة ( النمور في اليوم العاشر ) وغيرها، وأنا أشاهد وأقرأ وأسمع ما يحدث للصحفيين والاعلاميين وما تعلنه الأخبار هنا وهناك من اعتقالات ومضايقات وتكميم أفواه وغيرها للأسف الشديد !!
الشاعر والكاتب والصحفي والإعلامي لسان حال الآخرين، وناقل أمين للحقيقة في كل مكان، ولا يمكن نسيان ما جرى للصحفي الفرنسي المعروف ( ريجيس دوبريه ) حينما أعتُقلَ وحُكِمَ عليه بالسجن المؤبد بتهمة وقوفه ومساعدته وعمله مع الثائر العملاق الخالد جيفارا، وكيف وقف معه أحرار العالم من أدباء ومفكرين وصحفيين وفنانين مطالبين بإطلاق سراحه من خلال الكتابات والتظاهرات والخطابات والتجمعات والمعارض المنادية بالعفو عنه، وقد تم الرضوخ لصوت الحقيقة من قبل الديكتاتورية العسكرتارية الموالية لأمريكا هناك وأُطلق سراحه، ليكتب أروع مذكراته وحكاياته حين التقى بجيفارا وظل معه فترة من الزمن !!
كما لا يمكن نسيان وقوف الأدباء والفنانين والصحفيين مع كومونة باريس وثوّارها الطلبة رغم إخفاقها أخيراً، ووقوفهم ومشاركتهم في الدفاع عن الديمقراطية الحقيقية في الحرب الأهلية الاسبانية ضد ديكتاتورية فرانكو الدموية، وأيضا وقوفهم بشكل صلب وحقيقي مع انتفاضة تشيلي وغيرها !!
كل هذا يعطينا دليلا قوياً على أن الشاعر والكاتب والاعلامي مرايا الحقيقة وصوتها الهادر في كل زمان ومكان، مضايقتهم وتكميم افواههم هو قتل وإسكات لهذا الصوت والتعتيم على الحقيقة ليسود الفساد والباطل، علينا أن نكون إلى جانبهم، وأقصد على المسؤولين بكل اتجاهاتهم ومناصبهم، والقوات الأمنية بكل صنوفها أن تحميهم وتحافظ عليهم وتردّ عنهم كل غائلة لأنهم الثروة الحقيقية للوطن !!
كم من صحفيٍّ وأديبٍ وفنانٍ وناشطٍ قد اغتيل أو أختطف دون كشف الفاعلين ؟!
وكم من دماءٍ بريئةٍ هدرت دون كشف الفاعلين ؟!
وكم من جيادٍ لا يجود الزمان بمثلها عُقِرت، وقُتلت دون كشف الفاعلين ؟!
وكم،،، وكم ،،،دون محاسبة الفاعلين ؟!
علينا أن نعي جيداً احتياج الوطن إلى جياده وخيوله الأصيلة الذين يسطّرون تأريخه على مرّ الزمن، وان لانستمع للصوت النشاز الحاقد ابدا،، لأن الشعراء والكتّاب والاعلاميين هم الإرث الحقيقي الوطن.
اما المسؤولون بمناصبهم واتجاهاتهم فزائلون لا محالة وسينساهم الناس حتماً !!
*****************************************
قف.. تكذبون مع سبق الاصرار
عبد المنعم الأعسم
الغريب في ما صار يقوله حيتان الفساد والمحاصصة الحاكمة من الحجج للتمسك بالسلطة، ان استمرار وجودها في المواقع المقررة ضمانة للامن والاستقرار في البلاد، وكي لا تكون، في حال ازيحت او اخفقت في هذا السباق، عرضة للانهيار، او الاطماع الخارجية، وهي تكذب بلغات مختلفة، لكن بفصيلة دم واحدة، فاسدة.
وسيكون بعض هذا الكلام صحيحا لو ان حيتان الحكم حققت حدا ادنى من شروط الامن والاستقرار في البلاد طوال سيطرتهم على سلطة القرار، وحتى لو انها حققت هامشا منهما للجمهور الذي انتخبها، وفي مناطق سيطرتها وادارتها (مثلا) لمجالس المحافظات، فان العكس واضحٌ، بالوقائع والارقام والفظائع، اذ سادت شريعة الغاب في الشارع وكرست الكيفية في ادارة ومعالجة ملفات الاقتصاد والامن والسيادة، وانعكس ذلك في سلسلة الاغتيالات والاختطافات والانتهاكات ودورات العنف والتهديد وانتشار السلاح وحروب العشائر، الطاحنة والمنفلتة، وانتقل انعدام الامن والاستقرار الى بيوتات وتحالفات وتجمعات احزاب السلطة نفسها، على خلفية الصراعات الفئوية والشخصية والعشائرية.
نعم، حققت الجماعة أمناً واستقرارا بائنا، لكن للمنهوبات، بقلوب منافقة لا مكان فيها لإبرة صدق، كما يقول الامام على.
*قالوا:
"اقسى عقوبة للكاذب لا تكمن في أن لا يصدقه أحدٌ، بل في انه لا يستطيع ان يصدق أحداً".
برنارد شو
******************************************
في المعهد الثقافي الفرنسي عن {الترجمة بين الثقافة والتاريخ}
متابعة – طريق الشعب
نظمت أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، أخيرا، جلسة حوارية بعنوان "الترجمة بين الثقافة والتاريخ"، تحدث فيها عدد من الأكاديميين، وحضرها جمهور من الأدباء والمثقفين.
الشاعرة ابتهال بليبل ادارت الجلسة واستهلتها بالحديث عن موضوعها، وعن دور الترجمة باعتبارها قادرة على تجاوز الحواجز بين الثقافات.
وكان أول المتحدثين في الجلسة د. هيثم الزبيدي، الذي ذكر أن "الترجمة ليست جسراً بين الشعوب وحسب، بل هي وسيلة لنقل الثقافة وصناعتها. إذ يعتمد التواصل الأممي بشكل كبير عليها".
د. خالدة حامد، قدمت من جانبها مداخلة بيّنت فيها أن "الترجمة نشاط ثقافي تنويري يحقق تفاعلاً حضارياً ويكسر العزلة"، مستدركة "لكن الترجمة اليوم فقدت براءتها وتحولت إلى سردية ذاتية. إذ صار بعض المترجمين يفرضون أذواقهم وأفكارهم على النص، وهو ما لا يمكن تطبيقه على النصوص التاريخية والتراثية المحكومة بظروف ثابتة".
آخر المتحدثين كان د. بهاء محمود علوان. حيث رأى أن "الترجمة محكومة بالمعنى والمبنى، وأن الكثيرين من المترجمين يعانون ضعفاً في لغتهم الأم"، مشيراً إلى أن "للمترجم أدواته مثل الطبيب والمهندس، ولا يجوز له أن يغيّر النص بحجة تجميله، لأنه مؤتمن على النص الأصلي ولا ينبغي له أن يخونه".