الصفحة الأولى
تحذيرات من تراكم الديون وتعميق هشاشة الاقتصاد العراقي.. الدفع بالآجل: سياسة محفوفة بالمخاطر والتزامات مالية غامضة تُنذر بتداعيات مستقبلية
بغداد - طريق الشعب
في ظل أزمات مالية وسياسية متشابكة، لجأت الحكومة، خلال السنتين الأخيرتين إلى خيار مشاريع الدفع بالآجل لتعويض غياب التخصيصات الاستثمارية الفعلية في الموازنة الثلاثية (2023–2025). ورغم أن هذا الخيار يُطرح على أنه “حل اضطراري” لتجاوز العجز المالي، إلا أن خبراء الاقتصاد يحذرون من تداعياته الخطيرة على المدى البعيد، سواء من حيث تراكم الديون غير المعلنة أو تعميق هشاشة الاقتصاد الوطني.
احتمالية اللجوء الى الدفع بالنفط
ويصف الخبير الاقتصادي عبد الرحمن الشيخلي، مشاريع الدفع بالآجل التي تتبناها الحكومة في الوقت الراهن بأنها “شرٌّ لا بدّ منه”، مشيراً إلى أن الموازنة الثلاثية للأعوام 2023 و2024 و2025، تضمنت جداول مالية لم تشمل أية تخصيصات استثمارية فعلية حتى الآن.
ويقول الشيخلي لـ"طريق الشعب"، إنّ وزارة المالية أعدت الجداول المالية ورفعتها إلى مجلس الوزراء، إلا أن الأخير لم يرسلها إلى البرلمان لاعتمادها، خوفاً من التداعيات السياسية مع اقتراب الانتخابات القادمة.
ويضيف أن الحكومة اعتمدت في الوقت الراهن على نفس النسب المالية للسنوات السابقة 2023 و2024، ما أدى إلى غياب أي تخصيصات استثمارية جديدة خلال السنوات الثلاث الماضية، موضحا أن الوضع الحالي "سيتيح للحكومة المقبلة إعادة النظر في المشاريع الاستثمارية بعد انتهاء الانتخابات وتوضيح السياسات الحكومية الجديدة".
ويشير إلى أنه من المحتمل ان تكون هناك اتفاقات مع هذه الشركات، على اليات اخرى للدفع، بدل العملات النقدية، مثل منح النفط وفق اتفاقات خارج حصة العراق في منظمة أوبك.
سياسة محفوفة بالمخاطر
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي أن اعتماد الحكومة على مشاريع الدفع بالآجل في ظل غياب تخصيصات استثمارية فعلية يمثل “خياراً اضطرارياً لكنه محفوف بالمخاطر”، مؤكداً أن هذه السياسة قد يكون لها آثار وخيمة على الاقتصاد الوطني.
واضاف الهماشي حديث مع "طريق الشعب"، أن الدفع بالأجل "يُعد محاولة حكومية لتخفيف الضغط على الموازنة، لكنها في الوقت نفسه تخلق التزامات مالية مستقبلية غير واضحة"، منبهاً الى ان هذه الالتزامات "قد تُثقل كاهل الاقتصاد الوطني وتزيد من صعوبة إدارة السيولة المالية".
وحذر الهماشي من أن "استمرار هذه السياسة أكثر من سنتين، كما حدث مع مشاريع 2023 و2024، قد يؤدي إلى تراكم الالتزامات على الحكومات المقبلة، ما يحد من قدرتها على تنفيذ مشاريع تنموية جديدة ويزيد من المخاطر التضخمية على المدى الطويل".
كما أشار إلى أن الدفع بالآجل قد يضعف فاعلية استثمارات القطاع الخاص، إذ يصبح من الصعب على المستثمرين التخطيط لمشاريعهم المستقبلية مع غياب وضوح في الجدولة المالية للدولة.
وأكد أن هذه السياسات تتطلب إشرافاً ومتابعة دقيقة لتقليل فرص الفساد المالي أو إساءة استخدام الموارد، خاصة في المشاريع التي تُدار من قبل القطاع الخاص أو تُنفذ عبر عقود مباشرة.
وشدد على أن "توزيع الموارد بشكل مدروس، مع مراعاة أكثر من قناة للاستثمار والتمويل، تمثل طرقا ضرورية للحد من المخاطر المحتملة وحماية الاقتصاد من الضغوط المفاجئة".
وحذر في ختام حديثه من "مغبة تحويل هذا النهج إلى سياسة دائمة"، داعياً إلى "وضع خطط واضحة لتنفيذ المشاريع الاستثمارية الحقيقية فور انتهاء الأزمات السياسية والاقتصادية الحالية، لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتعزيز الثقة في قدرات الدولة المالية والإدارية".
غياب الرؤية الاستراتيجية
كذلك انتقد المراقب للشأن الاقتصادي علي صالح سياسة الاعتماد على مشاريع الدفع بالآجل، واصفاً إياها بأنها "حل مؤقت، لكنه قد يحمل تبعات خطيرة على الاقتصاد الوطني إذا استمر دون ضوابط واضحة".
وقال صالح في حديث لـ"طريق الشعب"، إن غياب التخصيصات الاستثمارية الفعلية في الموازنة الثلاثية يعكس نقص الرؤية الاستراتيجية للحكومة، ويحوّل المشاريع الحكومية إلى آلية لتفادي الأزمة الحالية، بدلًا من أن تكون أدوات للنمو والتنمية".
وأضاف أن "استمرار هذه السياسة يخلق ديوناً خفية على الموازنات المستقبلية، وقد يضغط على الحكومات المقبلة لإعادة ترتيب أولوياتها بشكل قد يقضي على مشاريع تنموية هامة".
وحذر أيضا من أن الدفع بالآجل، رغم كونه وسيلة لتخفيف الضغط على السيولة الحالية، لكنه قد يؤدي إلى آثار سلبية متعددة: بداية من تراكم الالتزامات المالية، مروراً بإضعاف ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، ووصولًا إلى تزايد المخاطر التضخمية التي قد تصيب الاقتصاد.
وأوضح أن المشاريع المدفوعة بالآجل، خاصة تلك التي تُدار عن طريق القطاع الخاص، معرضة بشكل أكبر لمخاطر الفساد أو سوء إدارة الموارد إذا لم يتم وضع ضوابط صارمة، مشددًا على ضرورة أن تعكس الموازنات المستقبلية رؤية واضحة لإطلاق مشاريع استثمارية حقيقية، تدعم النمو وتخفف من تبعات الأزمة المالية الحالية.
وخلص الى القول ان "الأزمة الحالية لا يجب أن تتحول إلى ذريعة لتجميد التنمية، وإلا فإننا سنجد أنفسنا بعد سنوات أمام واقع اقتصادي أضعف وأكثر هشاشة”.
من جانب اخر، أكد عضو اللجنة المالية النيابية، مصطفى الكرعاوي، أن الخزينة العامة للبلاد فقدت الرصيد المدور واصبح موضوع صرف رواتب موظفي الدولة أصبح مرهونًا بوصول الإيرادات الشهرية، إضافة الى توقف عمل اغلب المشاريع، مشيرًا إلى أن هذا الوضع أدى إلى هشاشة مالية انعكست على عمل مؤسسات الدولة.
وأوضح الكرعاوي، أن العراق واجه عجزًا ماليًا كبيرًا بلغ 19 تريليون دينار في موازنة 2024، نتيجة الفارق بين الإيرادات المقدرة بـ137 تريليون دينار، والنفقات التي وصلت إلى 156 تريليون دينار.
وبيّن أن الحكومة اضطرت إلى بيع السندات لتغطية هذا العجز، وهو ما يفرض التزامات مالية إضافية مع فوائد تزيد من حجم الأزمة، مؤكدًا أن السيولة النقدية باتت قليلة جدًا.
وأشار إلى أن الأزمة المالية انعكست بشكل مباشر على المشاريع، وأدت إلى شبه تعطيل في عمل أغلب المشاريع.
************************************************
راصد الطريق.. خوش تخطيط.. وخوش إدارة!
في وقت تجاوز فيه عدد السيارات في العراق حاجز الثمانية ملايين مركبة، تعلن وزارة التخطيط عن تفعيل مشروع التحول الرقمي في عمل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، حيث كانت البداية عبر خدمة تسهيل إجراءات استيراد السيارات الجديدة والمستعملة من خلال منصة أور الإلكترونية.
هذا التطور يأتي في ظل انخفاض أسعار السيارات عالميًا، لاسيما مع دخول الشركات الصينية بقوة إلى الأسواق، ما أدى إلى ازدياد ملحوظ في حجم الاستيراد داخل العراق. ومع ذلك، يكاد السوق لا يستوعب هذا التدفق، حتى بشّرت الوزارة المستوردين بخطوة جديدة، تجعل دخول المركبات أكثر سهولة وسرعة، بينما تواصل الحكومة العمل _ منذ عامين _ في مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد!
وهنا يثار السؤال الأهم: هل يحتاج العراق إلى مزيد من السيارات في ظل أزمة الازدحامات الخانقة، والبنى التحتية غير القادرة على استيعاب الأعداد الحالية؟ أم أن الأولوية ينبغي أن تتجه نحو تنشيط وتشجيع مشاريع النقل العام المتطور، بما يضمن تخفيف الأعباء عن المواطنين، ويحقق مصلحة اقتصادية وبيئية واجتماعية أكبر؟
بالختام عاشت ايدكم: خوش تخطيط.. وخوش إدارة!
*************************************************
الصفحة الثانية
مجلس النواب يعلن جدول أعمال جلسة الأربعاء المقبلة
بغداد – طريق الشعب
كشف مجلس النواب، امس الاثنين، عن جدول أعمال جلسته المقررة يوم غد الأربعاء، والذي يتضمن مجموعة من القوانين والمشاريع المهمة.
وقالت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان، إن جدول أعمال الجلسة يشمل التصويت على مقترح قانون التعديل الثالث لقانون تعويض المتضررين الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم جراء ممارسات النظام السابق، بالإضافة إلى التعديل الأول لقانون الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية البيولوجية، ومشروع قانون تنظيم الطاقة المتجددة، ومشروع قانون الصحة النفسية.
وأضاف البيان أن المجلس سيصوت أيضًا على مشروع قانون تصديق اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات بين حكومة جمهورية العراق وحكومة المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مشروع قانون انضمام العراق إلى الاتفاقية المتعلقة بالمعارض الدولية الموقعة في باريس عام 1928 والمكملة بالبروتوكولات للأعوام 1948 و1966 و1972 وتعديلاتها لعامي 1982 و1988.
كما يتضمن جدول الأعمال التصويت على التعديل الرابع لقانون الاستثمار الصناعي للقطاعين الخاص والمختلط رقم 20 لسنة 1998، والتعديل الأول لقانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013، وقانون حق الحصول على المعلومة، ومقترح قانون التنظيم النقابي للعمال والموظفين الحرفيين، بالإضافة إلى مشروع قانون تنظيم حقوق ضحايا مستشفى ابن الخطيب وضحايا مركز النقاء وضحايا حادثة الحمدانية.
****************************************
هل تتخلى الوزارة مستقبلا عن تجهيز المدارس بالكتب؟ الطلبة حاضرون والمناهج غائبة أجهزة الاستنساخ تنقذ الموقف مع بداية العام الدراسي
بغداد ـ طريق الشعب
تتزاحم خطوات الطلبة أمام مكتبة صغيرة قرب إحدى مدارس العاصمة بغداد، وبينهم يقف ذو الفقار مرتضى، طالب الصف السادس الإعدادي، وهو يحمل أوراقًا مطبوعة بدلاً من كتاب مدرسي كامل، إذ تكشف ملامحه القلقة عن توتر متراكم منذ أسبوعين، إذ لم يبدأ وزملاؤه دراسة مادة أساسية مثل اللغة الإنكليزية إلا عبر نسخ مستعارة من ملفات (PDF).
الدوام بدأ والكتب غائبة
يقول ذو الفقار: "كل يوم تأخير يشكّل هاجساً وخوفاً لدينا، كنا نتوقع أن نبدأ من اليوم الأول، لكننا تأخرنا في قراءة المواد وتراكيب الجمل، وهذه مادة يعتمد عليها المعدل لدخول المجموعة الطبية أو الهندسية".
المشهد ذاته تكرر مع حيدر محمد، زميله في المرحلة نفسها، وهو يقف أمام مكتبة أهلية متسائلاً بغضب: "كيف لمادة أساسية مثل الإنكليز أن يتم تأخير تجهيزها للطلبة، ونحن على مشارف نهاية الأسبوع الثاني من العام الدراسي؟".
هذا الارتباك لم يقتصر على الطلبة وحدهم، بل انسحب على أسرهم أيضًا. إذ يقول عبد علي حسين، أحد أولياء الأمور: ان "وزارة التربية سحبت يدها من تجهيز المستلزمات الدراسية، من التبريد إلى السبورات وحتى المقاعد، والآن يضاف إليها عدم تجهيز المناهج الدراسية كاملة".
ويؤكد أن ذلك يمثّل عبئًا ماديًا إضافيًا على الأهالي الذين أنفقوا أموالهم في العطلة الصيفية على الدورات الخصوصية.
تغييرات تربك التدريس
من جانبه، يوضح مدرس اللغة الإنكليزية ميثم الغزي أن المدارس لم تتسلم سوى "الوحدتين الأوليين من المنهج الجديد بصيغة (PDF)"، ليقوم الطلبة بطباعتهما بأنفسهم بشكل مؤقت. ويشير إلى أن التغيير الجزئي جاء نتيجة استهلاك بعض التمارين والقطع سنويًا، ما استدعى تحديثًا للمحتوى.
التغييرات المفاجئة لم تتوقف عند المدارس، بل وصلت إلى قبة البرلمان، حيث وجّه النائب حميد كاظم الزاملي كتابًا رسميًا إلى وزير التربية أعرب فيه عن استغرابه من تعديل مادة أساسية في بداية العام الدراسي.
وحذّر الزاملي من أن "أغلب الطلبة استعدوا للمنهج القديم خلال العطلة الصيفية"، داعيًا إلى تأجيل تطبيق التعديلات إلى العام المقبل بعد استكمال النسخ المنقحة.
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد عاد ملف نقص المناهج الدراسية إلى الواجهة، على الرغم من تطمينات وزارة التربية بشأن إنهاء هذه المشكلة. إذ لم تُجهز العديد من المدارس بكامل الكتب، ما تسبب بإرباك الطلبة وأعباء إضافية على أولياء الأمور. هذا النقص انعكس مباشرة على سوق بيع الكتب المستنسخة، حيث انتعشت تجارتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بإعلانات بيع المناهج بأسعار متفاوتة، مع توفر كميات كبيرة، ما أثار تساؤلات عن أسباب غياب هذه الكتب عن المدارس الرسمية.
التربية تؤكد "سد الثغرات"
المتحدث باسم وزارة التربية أوضح أن المناهج الخاصة بالصفوف الأولية تمت طباعتها بالكامل وكان يفترض توزيعها من دون أي نقص، بينما يجري تجهيز الصفوف الأخرى بشكل جزئي مع الاعتماد على الكتب المدورة من العام الماضي لسد الثغرات.
بدوره، أكد عضو لجنة التربية النيابية سالم العنبكي أن اللجنة ستتابع هذا الملف للوقوف على أسباب النقص إن وجد، مشيرًا إلى أن محافظة ديالى لم تسجل أي شكاوى بهذا الشأن.
وأضاف أن نسب توزيع المناهج لهذا العام أفضل من السنوات السابقة، داعيًا إلى تحديد المديريات التي تعاني نقصًا في التجهيز من أجل معالجتها سريعًا.
في المقابل، أبدى أولياء الأمور مخاوفهم من احتمال انسحاب وزارة التربية مستقبلًا من مسؤولية تجهيز المناهج الدراسية كما حدث سابقًا مع المستلزمات المدرسية مثل القرطاسية والسبورات، وهو ما قد يضاعف الأعباء المادية على العائلات العراقية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
*****************************************
احتجاجات مختلفة في محافظات عدة مطالبات بقطع أرضٍ ووقفات ضد قرارات حكومية مجحفة
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت عدة محافظات عراقية، تنظيم احتجاجات ووقفات سلمية مختلفة، عبرت عن مطالب اجتماعية واقتصادية ورياضية، حيث أكد منظموها استمرار تراكم المشكلات دون استجابة حقيقية من السلطات المعنية.
اطلاق نار على المتظاهرين
وشهدت البصرة، توتراً متصاعداً بعد أن أقدمت جهة مسلحة على تفريق تظاهرة نظمها العشرات من خريجي الهندسة والاختصاصات النفطية والعلمية المطالبين بفرص تشغيل وأجر يومي داخل الشركات الرابحة التابعة لوزارة النفط، حيث جرى استخدام الرصاص الحي أمام بوابات شركة نفط البصرة.
وقالت الشرطة في بيان إنه "أثناء إقامة حفل تأبيني في دائرة النفط بحضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية، تواجد عدد من المتظاهرين خارج المكان، وأثناء خروج إحدى الشخصيات، قام عدد من أفراد حمايته بإطلاق عيارات نارية في الهواء".
وأضاف البيان ان قيادة شرطة محافظة البصرة اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بتسجيل شكاوى المتظاهرين الذين تقدموا بدعوى قضائية ضد مطلق النار، مؤكدةً "حرصها على حماية أرواح المواطنين والحفاظ على الأمن والنظام العام".
رياضيون ورواد يطالبون بقطع الأرض
ونظم العشرات من الرياضيين ورواد الرياضات المختلفة، عدا كرة القدم، وقفة احتجاجية سلمية أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين الحكومة المحلية بالوفاء بوعودها السابقة بمنحهم قطع أراضٍ ودور سكنية تقديراً لإنجازاتهم المحلية والدولية وفقًا لقانون الأبطال والرواد.
وأكد المشاركون، أنهم مستحقون لهذه الأراضي منذ عام 2013، إلا أن التخصيص لم يتم لهم حتى الآن، رغم أن نظراءهم في محافظات أخرى استلموا حقوقهم. وأكد أحد المتحدثين أن هذه الوقفة تهدف إلى التأكيد على حقوق الرياضيين الذين رفعوا اسم العراق في المحافل الدولية، وإعادة الضغط على الحكومة المحلية للوفاء بوعودها الرسمية.
حاني سعيد، مصارع دولي ومدرب في أحد الأندية المحلية، قال إن "هذه الوقفة تأتي لتذكير الحكومة بأن الإنجازات الرياضية للرواد لا يجب أن تُهمل، وأن منح الحقوق المادية والسكنية جزء أساسي من تقدير هذه الجهود، خاصة وأنها رفعت اسم العراق عالياً في المحافل الدولية".
ميسان.. آلاف الأسر تنتظر رواتبها
وفي محافظة ميسان، تجمع أكثر من 5000 أسرة أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ سبعة أشهر، بعد مباشرة العقود المخصصة لهم.
وأكد المحتجون أن تأخر الصرف أثر بشكل كبير على أوضاعهم المعيشية، ودعوا الحكومة المحلية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمة وضمان حصولهم على مستحقاتهم دون مزيد من التأخير.
مطالب بصرف مستحقات الفلاحين المتضررين
وفي محافظة المثنى، طالب اتحاد الجمعيات الفلاحية بصرف مستحقات تعويض محصول الشلب للعامين الماضيين، بالإضافة إلى التعويض عن الأراضي الزراعية التي تضررت نتيجة السيول خلال عامي 2018 و2019.
وقال رئيس الاتحاد، أن عدم صرف هذه المستحقات انعكس سلبًا على الواقع الزراعي في المحافظة، مؤكدًا على أهمية الإسراع بحسم هذا الملف لإنصاف الفلاحين وتحقيق استقرار القطاع الزراعي المحلي.
زيونة ترفض إحالة "نادي الضباط" إلى الاستثمار
وفي العاصمة بغداد، نظم أهالي منطقة زيونة وقفة احتجاجية ضد إحالة "نادي الضباط" إلى الاستثمار، بعد دخول الآليات وتهديم أجزاء منه.
وقال المحتجون أن هذا الإجراء جاء دون استشارة الأهالي، معتبرين أن النادي يمثل فضاءً ترفيهيًا مهمًا للمنطقة ويجب الحفاظ عليه. وشددوا على ضرورة إعادة النظر في هذا القرار بما يضمن حقوق المجتمع المحلي ويصون مرافقه الترفيهية.
إضراب مرائب السيارات
وإلى محافظة ديالى، حيث شهدت مدينة بعقوبة إضرابًا شاملاً لأصحاب ساحات وقوف السيارات احتجاجًا على قرار خفض أجور الوقوف من 3000 دينار إلى 1500 دينار. وأدى الإضراب إلى إغلاق معظم المرائب، ما اضطر المواطنين إلى ترك سياراتهم في الشوارع، معرضين أنفسهم لغرامات مرورية، وأثار غضبًا واسعًا وسط السكان.وأكد أصحاب الساحات أن سبب اعتراضهم يعود إلى التكاليف العالية التي دفعوها للبلدية وأصحاب العقارات مقابل استئجار الساحات، مؤكدين أن تطبيق القرار سيكبدهم خسائر كبيرة.
وطالبوا الجهات الحكومية بتبني إجراءات تسهم في تخفيف المبالغ الإضافية وتقليل تكاليف الإيجارات، ما يجعل القرار أكثر قابلية للتطبيق دون الإضرار بالمستثمرين المحليين.
*********************************************
الصفحة الثالثة
ناشطون يؤشرون ضعفا حكوميا في مراقبة الأسواق الطفولة في العراق.. قصص يومية عن العمالة الشاقة وتحمل أعباء المعيشة
بغداد – تبارك عبد المجيد
يواجه الأطفال في العراق واقعاً مأساوياً، حيث يُجبر آلاف الصغار على العمل لساعات طويلة لتأمين لقمة العيش، بينما يفترض أن يكونوا في المدارس.
ويتعرض هؤلاء الأطفال بين الأسواق الشعبية والأحياء الصناعية، للاستغلال والعنف، ما يترك آثارا نفسية وجسدية عميقة، ويهدد مستقبلهم وحياة المجتمع ككل.
قانون يجرم وتنفيذ غائب
تقول الناشطة النسوية مرح إياد ان "الطفولة في العراق تواجه أزمة غير مسبوقة، حيث يعمل آلاف الأطفال لتأمين لقمة العيش، بينما يفترض ان يكونوا في المدارس. بعضهم يبدأ يومه قبل شروق الشمس، يحمل الأكياس ويقف في الأسواق الشعبية لساعات طويلة، وسط برد قارس أو حرّ شديد، مقابل أجر زهيد. هذه ليست مجرد أرقام، بل قصص حقيقية لطفولة ضائعة".
وتضيف اياد لـ "طريق الشعب"، ان "الأطفال الذين يعملون يفتقدون التعلم الأساسي، وكثير منهم لا يعرفون القراءة أو الحساب. هناك أطفال مضطرون لمساعدة أسرهم بسبب البطالة أو إعاقات أحد الوالدين، بينما الأطفال ذوو الإعاقة يعانون أكثر، إذ لا توجد مدارس أو مراكز تأهيل كافية لهم".
وتضيف اياد ان "عدد الأطفال خارج المدارس يتزايد يومي بسبب الفقر أو التسرب المبكر. هؤلاء الأطفال يعملون لساعات طويلة في جمع الخردوات، البسطات، وحتى في الأعمال الصناعية، ويتعرضون للتنمر والعنف وهو ما يترك أثرا نفسيا وجسديا لديهم".
وتتابع القول انه "برغم توقيع العراق على اتفاقية حقوق الطفل الدولية عام 1994، التي تحظر استغلال الأطفال اقتصاديا، وتحمي نموهم البدني والعقلي والاجتماعي، إلا أن غياب الاستراتيجيات الواضحة والتأخر في جمع الإحصاءات الرسمية يعكس تقاعس الحكومة عن حماية هؤلاء الأطفال".
وتطالب اياد بـ"تفعيل وتشريع القوانين الداعمة، وفتح برامج تأهيلية ومشاريع مدرة للدخل للأسر، وضمان التعليم الإلزامي، وتوفير خدمات صحية واجتماعية للأطفال، خاصة الفئات الأكثر هشاشة".
وتشير الى أن "المجتمع المدني والمواطنين يتحملون جزءا من هذه المسؤولية؛ فالإبلاغ عن حالات استغلال الأطفال والمراقبة المجتمعية يمكن أن تنقذ حياة آلاف الأطفال"، مشددة بالقول على ان "الطفولة ليست امتيازا، بل حق أساسي لكل طفل. ويجب أن نعمل جميعا لضمان أن يعيشوا طفولتهم بكرامة وأمان، وان يتعلموا وينموا بعيدا عن العنف والاستغلال".
ضرورة تفعيل برامج تأهيلية
من جهتها، تؤكد المحامية نورس شاكر، ان "القوانين العراقية المتعلقة بحماية الأطفال تتضمن أساسا جيدا، إذ تنص على معاقبة كل من يشغل الأطفال، سواء بالغرامة المالية أو بإيقاف نشاط صاحب العمل. كما ينص قانون الاتجار بالبشر على معاقبة من يستغل الأطفال، بالسجن أو الغرامة المالية. هذه النصوص تعتبر خطوة مهمة لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي وسوء المعاملة".
وتقول شاكر لـ"طريق الشعب"، ان هناك "ثغرات كبيرة في التطبيق والتنفيذ. فغالبا ما لا تجري مراقبة الأسواق الشعبية أو الأحياء الصناعية بشكل كاف، بينما يستمر بعض الأطفال في العمل لساعات طويلة، من دون أي حماية قانونية. كما أن العقوبات المقررة لا تطبق بشكل حاسم، وغالبًا ما تقتصر على فرض غرامات بسيطة لا تردع المخالفين".
وتؤشر شاكر غيابا في البرامج التأهيلية للأطفال العاملين، وإعادة دمجهم في المدارس. هذه الثغرات تجعل الكثير منهم عرضة للخطر، رغم وجود قوانين واضحة تحميهم.
وتأمل ان يعمل البرلمان على إقرار قانون شامل لحماية الطفل، لردع جميع أشكال العنف والاستغلال، بالإضافة إلى تشريع قانون مناهضة العنف الأسري، لضمان حماية الأطفال داخل الأسرة وخارجها. فغياب هذه القوانين يترك الأطفال دون حماية كافية، بينما يعزز وجودها قدرات الجهات الرقابية على التدخل المبكر وحماية الأطفال من المخاطر اليومية.
وتدعو الناشطة المدنية الجهات الحكومية المعنية الى "تعزيز وتفعيل آليات الرقابة، وفتح خطوط حماية فعالة للأطفال، وضمان التنسيق بين الوزارات المختلفة لتطبيق القوانين بشكل صارم. كما يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي بحقوق الطفل، إذ لا يمكن للقانون وحده أن يحمي الأطفال، إذا لم يكن هناك وعي عام ومسؤولية مجتمعية".
تحذير من مستقبل مظلم
وتقول إلهام قدوري، ناشطة ومديرة منظمة مجتمع مدني، إن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مرّ بها البلد منذ عام 2003، كان لها أثر بالغ على فئات المجتمع كافة، وخصوصاً على الأطفال.
وتضيف قدوري لـ"طريق الشعب"، أن العائلات العراقية تواجه تحديات متفاقمة تشمل البطالة، وارتفاع معدلات الجهل، وكثرة الأمراض، إلى جانب غياب البنى التحتية والخدمات الأساسية، ما يجعل من الصعب توفير بيئة صحية ومستقرة للأطفال.
وتشير الى أن هذه الظروف أدت إلى انتشار ظواهر خطرة، منها التسول، والانخراط في عصابات إرهابية منظمة، والتسرب من المدارس، إضافة إلى تفشي تعاطي المخدرات، نتيجة لغياب سيادة القانون.
وتشير قدوري إلى أن هذه العوامل تخلق جيلاً غير قادر على العيش بشكل سليم، وقد يتحول بسهولة إلى أداة للانحراف أو فريسة سهلة للتجنيد من قبل المنظمات الإرهابية، وهو ما يشكل تهديداً ليس للأطفال وحدهم، بل للمجتمع بأسره ومستقبله.
وتجد أن الأطفال بحاجة إلى حماية شاملة تتجاوز النصوص القانونية لتشمل رعاية نفسية واجتماعية وتعليمية وصحية. مشددة على أهمية دور الأسرة في متابعة الأطفال، ووضع قوانين صارمة تحميهم من العنف بكل أشكاله.
كما تؤكد ضرورة توفير التعليم المجاني والإلزامي لضمان نشأة جيل واعٍ ومثقف، إلى جانب الاهتمام بالصحة العامة، وتوفير العلاج المجاني، وإنشاء مراكز تعليمية وترفيهية، ونشر ثقافة السلام والتسامح والمحبة بين الأطفال.
وتختتم قدوري حديثها بالتحذير من استمرار الوضع على ما هو عليه، محذرة من "مستقبل مظلم" للأطفال خاصة مع إقرار قانون الأحوال بشكله الجديد، إذا لم تتدخل الدولة والمجتمع بفاعلية لتوفير بيئة آمنة وصحية ونوعية وحياة أفضل لأجيال العراق القادمة.
********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
تطوّر العلاقات العراقية مع كوريا الجنوبية
في موقع EISMENA الكوري، كتب غيوم بو تقريرًا تحليليًا موسّعًا عن تطوّر العلاقات بين بغداد وسيئول، وسعي الطرفين إلى تجديد الشراكة الاقتصادية، ومناقشة "مشروع طريق التنمية"، الذي يهدف إلى ربط أوروبا بالخليج العربي عبر العراق.
نموّ بطيء للتعاون
وذكر الكاتب أن كوريا الجنوبية أعادت مؤخرًا توجيه استراتيجيتها التنموية والتجارية نحو العراق، مستفيدةً من تحالفها مع الولايات المتحدة، التي طالما دعمت شركاءها الآسيويين إبان الحرب الباردة، كمكافأة لهم على دعمهم لها، خاصة في حربها ضد فيتنام (1955–1975).
ورغم أن إدماج العراق في استراتيجية التوسّع الاقتصادي الكوري جاء متأخرًا نسبيًا، مقارنةً بالعلاقات مع دول مستقرة سياسيًا ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالولايات المتحدة مثل السعودية أو الإمارات، فإن احتياطياته النفطية الهائلة، التي يمكن أن توفّر لسيئول ما تحتاجه من طاقة في عملية التصنيع، كانت دافعاً قوياً.
ففي عام 1978، قامت شركة هيونداي ببناء محطة لتحلية المياه في البصرة، وفي العام نفسه، صدّر العراق نفطًا إلى كوريا الجنوبية بقيمة 23.6 مليون دولار. وقد توقّف هذا النشاط بسبب الحرب العراقية الإيرانية، ولم يتوسّع بعد ذلك، إذ لم تحصل الشركات الكورية سوى على أقل من 1 في المئة من إجمالي العقود المخصصة لإعادة الإعمار.
لكن هذا الوضع لم يدم طويلاً، إذ بدأت كوريا الجنوبية في لعب دور أكثر بروزًا اقتصاديًا واستثماريًا، بالتوازي مع تزايد نفوذها في المنطقة كمنافس للصين.
ما بعد حرب 2003
وأشار الكاتب إلى أن كوريا الجنوبية نجحت في تقوية علاقاتها مع بغداد بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. ففي عام 2008، وقّعت شركة الغاز الكورية صفقة بقيمة 1.1 مليار يورو لتطوير حقول نفطية. وفي العام التالي، وقّع البلدان مذكرة تفاهم واتفاقيات تجارية بقيمة تقارب 3.55 مليون دولار، شملت بناء محطات كهرباء وحقول نفط في البصرة. ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت منطقتا كردستان العراق والبصرة – الغنيتان بالنفط – مركزين استثماريين أساسيين للتكتلات الكورية، لا سيما هيونداي للصناعات الثقيلة ومجموعة SK النفطية.
وإذ يُشكّل النفط الخام أكثر من 95 في المئة من صادرات العراق إلى كوريا الجنوبية، فإن سيئول راحت تهيمن تدريجيًا على السوق العراقية للسيارات، وخاصة كيا وهيونداي، التي تشكّل أكثر من 30 في المئة من صادرات كوريا الجنوبية إلى العراق.
لقد بلغت الاستثمارات الكورية في العراق أكثر من 10 مليارات دولار بين 2010 و2024، وارتفعت مبيعات هيونداي بنسبة 35.6 في المائة سنويًا. كما أن مشروع بسماية السكني بقيادة شركة هانوا للإنشاءات يُعدّ من أبرز المشاريع التنموية في العراق.
في إقليم كردستان
وذكر الكاتب أن إقليم كردستان بات المحور الرئيسي للعلاقات الاقتصادية بين العراق وكوريا الجنوبية، والتي تقوم على ثلاث ركائز رئيسية: صادرات النفط، وبناء البنية التحتية، والتعاون في مجال الطاقة. وقد شهدت العلاقات بين الطرفين تطورًا يمكن معه الحديث عن "محور أربيل – سيئول".
ففي عام 2007، تم تدشين مصفاة بيزان في كردستان، وانطلقت بعد ذلك مشاريع إنشائية عديدة، غالبًا بقيادة التكتلات الكورية الكبرى، مثل بوسكو للهندسة والإنشاءات والمؤسسة الوطنية الكورية للنفط، التي شيّدت بالتعاون مع وزارة الكهرباء محطة حرارية للطاقة بقيمة 700 مليون دولار، وبنت 59 مدرسة، و15 مركزًا صحيًا، ومكتبة، ومستشفى.
واختتم الكاتب تقريره بالقول إن النفط يبقى المورد الأكثر أهمية للشركات الكورية، التي تمكّنت من تفادي القيود الصارمة التي تفرضها بغداد، والتي غالبًا ما تشترط على الشركات الأجنبية التعاون مع شركاء محليين والحصول على تراخيص متعددة، على عكس أربيل، التي تمثّل بيئة جاذبة للمستثمرين الأجانب، ولا تُفرض فيها شراكات محلية إلزامية، ولا توجد فيها قيود قانونية أو اقتصادية كبيرة.
*************************************************
أفكار من أوراق اليسار.. يسار لا ينضب
إبراهيم إسماعيل
"الأمم المتحدة عبارة عن كلمات فارغة، والتغيّر المناخي هو أكبر عملية احتيال دُبّرت بليل، والمهاجرون سيلقون بنا في الجحيم." لم يُفاجئ ترامب أحدًا بهذا الهراء الذي أطلقه من على منبر الأمم المتحدة، لأنه ببساطة جاء مكمّلًا للخراب الذي تنشره إدارته في العالم، وما تقترفه من جرائم بحقّ الشغيلة الأمريكية، سواء في إضعاف التنظيم الجماعي للعمال، أو في إلغاء الرعاية الصحية والتضييق على الحريات، أو في إبقاء الملايين تحت خط الفقر، وإحباط أي مسعى لحماية البيئة.
وفي باريس، لا يختلف الحال كثيرًا، فها هو ماكرون يدور قلقًا من خسارة فرنسا لأفريقيا، ساعيًا لإعادة سنوات الاستعمار الدموية بنسخةٍ معاصرة، فيما تشتدّ قسوة ظروف عمل الشغيلة وتتدنّى أجورهم. وفي إيطاليا، التي تزداد فيها معدلات البطالة بين الشباب، ويتضاعف الدين العام، وتتآكل الدخول بفعل التضخّم وارتفاع تكاليف الطاقة، تُحمّل ميلوني الأقليات مسؤولية "الانحلال الأخلاقي"، في نسخةٍ طبق الأصل لمعلّمها المقبور موسوليني، الذي تمكّن حينها من الهيمنة عبر إخافة الطليان من البلشفية والسلافيين. وحين تواصل رحلتك في الأرجنتين، وهنغاريا، والسلفادور، والسويد، والنمسا، والهند، ستجد المآسي متّسقة مع حجم جرائم رأس المال.
وعلى الرغم من أن أغلب البشر باتوا يُدركون مخاطر السياسات الفاشية عليهم، ينفرد اليسار، ليس فقط بما يمتلكه من إرادة كفاحية لإسقاط تلك السياسات، بل أيضًا في تشخيصه للترابط الجوهري بين سعي شعوب الدول الرأسمالية لإحباط الهجوم البربري على مكتسباتها، وبين نضال شعوب دول الأطراف لنيل حريتها وحقوقها.
غير أن الإرادة وحدها تبقى قاصرةً عن الفعل، وتباينُ الرؤى بين أطياف اليسار حول أدوات ذلك التصدّي، يقف - كما يبدو - وراء تَلكُّؤ المواجهة وضعفها. فهناك أطياف يسارية باتت لا تعترف بحدوث تغييرات كبيرة في طبيعة مهامها، مستشهدةً ببقاء التفاوت الطبقي شديدًا، والأزمات متكررة، وأكذوبة الازدهار الرأسمالي، الذي سيخلّص الناس من الإملاق، مفضوحة؛ خاصة بعد دخول البشرية في دورة جديدة من الحروب، بدل الوصول إلى السلام مع نهاية الحرب الباردة.
وهناك من هذه الأطياف من يعترف بأنه لا مناص من التصدّي لذات القضايا الكلاسيكية، كالاستغلال، والهرمية الطبقية، والتمييز على أساس العرق والجنس، ونهب خيرات الشعوب المستضعفة، والحط من كرامتها؛ لكنه يصرّ على تبنّي أساليب معاصرة في المواجهة، مختلفًا مع من يرى ضرورة الجمع بين أساليب كلاسيكية سادت عند ولادة الرأسمالية، ونمو الطبقة العاملة، واشتداد الصراع، وبين أساليب جديدة تتلاءم مع تغيّر القاعدة الاجتماعية، التي يجب أن تتّسع ليس للشغيلة فحسب، بل وللطبقة الوسطى ذات التأثير الأكبر، في ظل تراجع التصنيع، وانتشار التعليم، وهيمنة الثورة المعلوماتية، مستشهدًا بما حقّقته نجاحات اليسار الوردي في أمريكا اللاتينية، حيث كان للطبقة العاملة نفوذ محدود، قياسًا بالدور البارز الذي لعبته الفئات الوسطى، بتمرّدها، وبراغماتيتها، ومرونتها التكتيكية.
ورغم أن كثيرًا من هذه الأطياف لا يتخلّى عن الشغيلة كرأس رمح في قاعدته الاجتماعية، متوقّعًا بأن تؤدّي الأنماط الجديدة للاستغلال إلى مواجهة بين الرأسمالية والعمال، تُنمّي وعيهم بضرورة التنظيم، تمامًا كما حدث قبل قرن مضى، فإنهم يشترطون لتحقيق ذلك استنباط برامج تعبويّة جديدة، وتبنّي أشكال تنظيمية تواكب تحدّيات العصر، والعمل على تحقيق تحوّلات اجتماعية جذرية، كمحو الأمية، وتحسين استخدام التكنولوجيا الحديثة، والحد من الانقسامات العرقية والدينية، وتقليص الفوارق بين مختلف أنواع العمل.
وتبقى، في خضم هذا الصراع الفكري، الدعوةُ إلى حوارٍ دؤوب ومنظّم، يُنمي الوحدة ويعزّز التضامن، ويبدّد العتمة، من أكثر اشتراطات التقدّم إلحاحًا.
*********************************************
الصفحة الرابعة
وقفة اقتصادية.. ماذا تنتظر الحكومة لتفعيل إعادة الإعمار؟
إبراهيم المشهداني
تكتسب عملية إعادة الإعمار أهمية سياسية كبيرة في الظروف الراهنة، بسبب الحاجة الملحة لغذ السير في هذه العملية بهدف تصفية تركة الدمار والخراب اللذين خلفتهما نتائج الحروب الموروثة من الأنظمة السابقة والإهمال الذي وسم السياسات الاقتصادية بعد الاحتلال، وظل هذا الأمر موقوفا على التصريحات المجردة من الإرادة الحقيقية للحكومات التالية للاحتلال بهدف إنقاذ شعبنا من المعاناة والمصاعب التي يعيشها وانتشاله من براثن البطالة الواسعة والفقر الذي تعيشه العديد من المحافظات، ووضع العراق على سكة التطور.
إن هذه العملية تكتنفها الكثير من الإشكاليات والتناقضات يمكن إرجاعها إلى الأسباب التالية، أولها التناقضات من تعدد مراكز القرار، وثانيها ضعف وغياب التنسيق بين الوزارات العراقية، وثالثها تردد الجهات الدولية ولاسيما الأمم المتحدة والبنك الدولي والدول المانحة التي تعهدت بتقديم الدعم المالي والخبرات في خلال العديد من المؤتمرات التي عقدت لهذا الغرض في مدريد والكويت والعراق في التحرك السريع والمطلوب لوضع امكانياتها ومواردها المقررة قيد التنفيذ بصورة مباشرة داخل العراقي، ورابعها الترهل في تنفيذ الخطط الاستراتيجية الخمس التي وضعتها وزارة التخطيط .
بعد عام 2003 أعلنت الحكومات المتعاقبة عن نشر خمسة خطط وبرامج تشمل الفترات 2005-2007 ،2007- 2010 ،2010 -2014 ،2013-2017 ،وآخرها خطة 2023- 2028، وبغض النظر عن فشل الخطط السابقة ومبرراتها فكان مقررا أن تشرع وزارة، وفقا للناطق الرسمي في الوزارة وقت ذاك، لوضع خطة قصيرة المدى لمدة سنتين هما 2022-2023 تتكون محاورها من دعم الاقتصاد بمختلف قطاعاته ودعم الاستثمار والقطاع الخاص، والمحور الاجتماعي يتعلق بالصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والبطاقة التموينية، والمحور الثالث يختص بردم الفجوات التنموية في المحافظات. وليس معروفا عما انتجته تلك الخطة، ومهما يكن من أمر هذه الخطة فإنها كانت معلقة على اعداد موازنة 2023--2025 بكل تعقيداتها شأنها شأن الموازنات السابقة واللاحقة وطبيعة الصراعات المرافقة لعملية دراستها وإقرارها، ومن أمثلة هذه التعقيدات عجز الحكومة عن تقديم جداول موازنة 2025 ما يترتب عليها عدم القدرة على انجاز المشاريع المخططة المرتبطة بالموازنة الرأسمالية مما ستضاف هذه المشاريع إلى المشاريع السابقة المتلكئة ويتراكم عديدها وينتج عنها تراجع في عملية التنمية وخاصة المشاريع التي تدخل في إطار عملية الإعمار بأبعاده الخدمية والاجتماعية.
وارتباطا بما تقدم في أعلاه فإن المعطل من هذه المشاريع زاد على ستة آلاف مشروع ولحد الآن، وليس من المنطقي التعويل على الإيرادات النفطية في قادم السنين لكون الطاقة المتجددة ستقلل في المستقبل المنظور من الاعتماد على المصادر الأحفورية، فمن المهم هنا التفكير بالطريقة الأمثل لتوظيف الفوائض النقدية المتأتية من النفط في رسم سياسات اقتصادية جديدة تركز على قطاعات الانتاج الحقيقي بغية الاستدامة في عملية الإعمار وفي المقدمة الصناعة التحويلية والقطاع الزراعي الذي يؤمن ليس فقط الأمن الغذائي للسكان الآخذ بالزيادة وإنما مصدرا ماليا مهما في تدعيم خزينة الدولة .
وبينما كانت الدراسات تنصب على مشروع الورقة البيضاء والذي استغرق سنوات عدة بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة الدول السبع G7)) وكان الهدف منه مراجعة وتقييم مستقبل الاقتصاد العراقي وإعادة التفكير بالاستدامة الاقتصادية والمالية فان المشاكل الاقتصادية والسياسية والازمة الصحية لعام 2019 قد كشفت عن هشاشة الاقتصاد العراقي والحاجة الماسة لإصلاحات قصيرة ومتوسطة المدى لكن ما تحقق من هذا المشروع لا يبشر بالتفاؤل.
ووفقا للظروف الراهنة وخيبات عملية الإعمار في السنوات السابقة نرى ما يلي:
1.البحث في أساليب وآليات جديدة لتنفيذ مشاريع الإعمار وتفعيل التعهدات المالية وتبني الحكومة العراقية تنفيذ المشاريع من خلال الوزارات وشركات القطاع الخاص المحلي او الأجنبي ومنظمات المجتمع المدني.
2. توفير البيانات المحدثة ونشرها تكريسا للموثوقية والاستنارة بالحقائق واعتماد التكنولوجيا لاستحضار المعايير الدولية وإصلاح شامل للجهاز المركزي للإحصاء في كيفية نشر البيانات في المجال العام والحكومي تحت مسمى (مسوحات إحصائية دقيقة).
****************************************
وجهة نظر.. الخصخصة وآثارها السلبية على الاقتصاد والأوضاع المعيشية في العراق
د. عودت ناجي الحمداني
ظهر المفهوم الحديث للخصخصة في عام 1923 كسياسة اقتصادية، لمواجهة الأزمات الاقتصادية وتعزيز دور القطاع الخاص، واكتسب مصطلح الخصخصة أهمية كبيرة بإعلان رئيس وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر سياسات الخصخصة في إنجلترا. ويؤكد عالم الاقتصاد ميلتون فريدمان أن الخصخصة هي النظام المثالي للرأسمالية، وفي رأيه أن الخصخصة تؤدي إلى زيادة الكفاءة والمنافسة، والتنافس بين الشركات يؤدي إلى جذب العملاء وتحقيق الأرباح.
وقد بدأت أول عملية خصخصة في العالم في عام 1676 بسماح بلدية نيويورك لشركة خاصة القيام بأعمال نظافة شوارع المدينة.
والخصخصة في الاقتصاد عملية تحول شامل في النشاط الاقتصادي من القطاع العام إلى القطاع الخاص وتعزيز دور القطاع الخاص في امتلاك وإدارة وسائل الإنتاج. أي انتقال الأنشطة الإنتاجية السلعية والخدمات العامة، المملوكة للدولة والخاضعة لنشاط القطاع العام إلى الأفراد والشركات الخاصة المحلية والأجنبية. والخصخصة بوصفها مجموعة من السياسات المتكاملة التي تعتمد على آليات السوق، والمنافسة والقطاع الخاص، فإنها تقوم على إقصاء دور الدولة في التدخل في النشاط الاقتصادي والتخطيط والتوزيع، وتنهي دور الدولة في توفير السلع والخدمات العامة، وقيام الشركات الخاصة بدور الدولة في إدارة الأنشطة الاقتصادية وتوفير السلع والخدمات.
وقد اجتاحت موجة الخصخصة العالم في العقد التاسع من القرن العشرين وكانت أمريكا وإنجلترا من أوائل الدول التي طبقت الخصخصة ولحقت بها دول متقدمة، كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وكندا، ومن ثم انتقلت إلى البلدان النامية وأصبحت ظاهرة عالمية.
فالبلدان الرأسمالية التي طبقت الخصخصة، قامت بتحويل ملكية قطاع الدولة إلى الشركات الخاصة وهذا التوجه ينسجم مع طبيعة النظام الرأسمالي، الذي تكون فيه وظيفة الدولة حارسة لمصالح الطبقات الرأسمالية، وتصبح الوظيفة الرئيسية للدولة القيام بالوظائف التي لا يستطيع القطاع الخاص القيام بها، كالدفاع الخارجي والأمن الداخلي والدبلوماسية وجباية الضرائب وفرض القانون وما شابه ذلك.
وتقتضي مفردات الخصخصة بانتقال الملكية العامة والخدمات، من المؤسسات الحكومية (القطاع العام) إلى القطاع الخاص، وإدخال آليات العرض والطلب والمنافسة إلى اقتصاد الدولة.
ففي البلدان الرأسمالية المتقدمة كان الدافع الأساسي للخصخصة منطلقًا، من مقولة أن الدولة ليست أفضل رب عمل، والقطاع الخاص بمرونته ونزعته الجامحة إلى الربح السريع يشكل الحافز الرئيسي لتطور الإنتاج، ويصبح مؤهلًا لتأمين القدرة التنافسية بين المنشآت الاقتصادية الكبيرة. ونستنتج من ذلك أن الخصخصة وفقًا لما يؤكده عالم الاقتصاد آدم سميث، توجه رأسمالي نحو اقتصاد السوق الذي يحقق التوازن الاقتصادي بتفاعل قوى الطلب والعرض. غير أن الحقائق والوقائع تدحض هذا التصور، وتؤكد أن اقتصاد السوق منذ نشوء الرأسمالية قبل 400 عام وحتى الوقت الحاضر لم يحقق التوازن المطلوب لا في الأسواق ولا في الأسعار، وأن الأزمات المالية والاقتصادية والنقدية التي يعيشها النظام الرأسمالي العالمي، دليل على اختلال التوازن الاقتصادي. وأن المشكلة الحقيقية تكمن في طبيعة النظام الرأسمالي المولد للأزمات.
وتقوم الخصخصة وفقاً لرؤية صندوق النقد والبنك الدوليين على تحليل مفاده أنه لكي تتجنب البلدان المدينة إشكالات خدمة ديونها الخارجية ومشاكل موازين مدفوعاتها، ينبغي عليها إعادة هيكلة اقتصاداتها ولإنجاز هذه العملية، يجب أن تلتزم البلدان المدينة بتطبيق برنامج الإصلاح الهيكلي الذي يتضمن مجموعة من السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية التي يحددها صندوق النقد الدولي والتي تكون الخصخصة أهم مكوناتها الرئيسية. وبذلك تكون الخصخصة أحد شروط صندوق النقد الدولي التي يفرضها على البلدان المدينة، والعراق أحد البلدان المثقلة بمديونية خارجية تتجاوز الـ 80 مليار دولار. ولهذا فإنه ملزم بتنفيذ ما يعرف بوصفة صندوق النقد الدولي للإصلاح والتكيف الهيكلي، والتي أثبتت في كثير من البلدان أنها ليست وصفة للإصلاح والتعمير وإنما وصفة لتدمير الاقتصادات المدينة وإغراقها في مستنقع الديون الخارجية وكماشة صندوق النقد الدولي التي يصعب الإفلات منها.
الخصخصة في الاقتصاد العراقي
إن توجّه الدولة العراقية ونهجها الاقتصادي هو الانتقال نحو اقتصاد السوق الرأسمالي الحر، ومنح القطاع الخاص الدور الرئيسي في إدارة الاقتصاد، وإعادة هيكلته على أسس رأسمالية لتلبية أوامر صندوق النقد الدولي والتي تكون الخصخصة أهم مكوناتها الرئيسية.
والخصخصة في العراق هي المصطلح الذي تستخدمه السلطات لتضليل المواطنين عن عملية النهب والاستيلاء على المشاريع والمؤسسات والممتلكات العامة للدولة، وبيعها للقطاع الخاص الذي هو عبارة عن حفنة من الطفيليين والسماسرة المرتبطين بنظام المحاصصة الطائفية. فالمستثمرون المفترضون بقطاع الكهرباء والمؤسسات الصناعية الأخرى ينتظرون الحصول على منشآت ومؤسسات جاهزة بعقود ومبايعات شكلية، وفقاً لتقاسم الغنائم والمحاصصة والتوازنات الطائفية.
والخصخصة التي يجري الترويج لها في العراق هي أحد شروط صندوق النقد الدولي لإعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وإلغاء الدور الاقتصادي للدولة، وتقليص فرص العمل في القطاع العام والتوجه نحو خصخصته. وبذلك تصبح الخصخصة إذعاناً للتدخل الخارجي ومصادرة للقرار الوطني العراقي.
ونستنتج من ذلك أن هدف الخصخصة هو تصفية القطاع العام أو ممتلكات الدولة، وإعادة الاعتبار إلى الليبرالية والعولمة، وتقديمها على الفكر الاشتراكي الماركسي. والخصخصة في المحصلة النهائية، عملية بيع ملكية القطاع العام إلى القطاع الخاص، ومنح القطاع الخاص الدور الرئيسي في العملية الاقتصادية. ويعني ذلك الاعتماد الكلي على آلية السوق لتحديد سقوف الإنتاج، وكيفية التوزيع وتحفيز النشاط الاقتصادي.
والجانب السلبي في فلسفة الإصلاحات التي تبنتها الحكومة العراقية في إعادة هيكلة الاقتصاد العراقي هو أن الإصلاحات تتم بتدخل مباشر من صندوق النقد الدولي، وهو الذي يقوم بوضع برامج الإصلاحات ويشرف على تنفيذها وتصبح الحكومة العراقية مسؤولة عن تنفيذ هذه الوصفة وتتحمل الفشل والإخفاق الذي يرافق هذه العملية.
إن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه العراق والأزمة السياسية التي تهدد بكافة الاحتمالات تجبر الحكومة على العمل بهدوء لتهيئة المناخ السياسي الملائم لإعلان خصخصة كافة مؤسسات القطاع العام، وهي لهذا الغرض قد عمدت إلى إهمال مؤسسات القطاع العام الصناعية وعدم تأهيلها بوسائل الإنتاج الحديثة بقصد إفشالها لتكون ذريعة لتصفية القطاع العام وبيعه إلى الشركات الخاصة. وبذلك تعبد الطريق للسير الحثيث نحو اقتصاد السوق الرأسمالي لخدمة الفئات الطفيلية وتعزيز ارتباطها بالرأسمال الأجنبي.
إن الأهداف الحقيقية للخصخصة هي خدمة المصالح الطفيلية والتعجيل ببيع الاقتصاد العراقي إلى الشركات الاحتكارية، وجعل العراق بلدًا متخصصًا بإنتاج النفط الخام لتأمين متطلبات الصناعات الرأسمالية، وإبقائه سوقًا مفتوحة لاستهلاك السلع والبضائع المنتجة في البلدان الرأسمالية والإقليمية. وما يعزز هذا التوجه أن بعض القوى المهيمنة على السلطة هي أداة نموذجية لتنفيذ هذه السياسة وتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي.
وقد أدت الخصخصة التي طبقتها حكومة العراق إلى تدمير قطاع الصناعة الوطنية وتخريب قطاعات الزراعة والصحة، والتعليم والقطاعات الخدمية الأخرى، كالكهرباء والنقل وغير ذلك من المرافق الحيوية. وتحول العراق إلى سوق استهلاكي للسلع والبضائع الأجنبية. ويعتمد اعتمادًا شبه كلي في تمويل احتياجاته المعيشية على الاستيراد الخارجي، مما يؤدي إلى استنزاف أكثر من 50 مليار دولار سنويًا. وامتدت تداعيات الخصخصة إلى تدمير العملة الوطنية، حيث انخفضت قيمة العملة العراقية من 3.36 دولار للدينار العراقي الواحد في عام 1982 إلى 1145 دينارًا للدولار الواحد في عام 2025. وارتفعت مديونية العراق الخارجية إلى نحو 80 مليار دولار والمديونية الداخلية إلى أكثر من 92 تريليون دينار. وبالمقابل ارتفعت معدلات البطالة إلى 20% ونسبة الفقر إلى 25%. وكل يوم يستقبل سوق العمل الكثير من العاطلين، وبالأخص الكفاءات العلمية، إضافةً إلى جيوش المتسولين وشيوع الفساد المالي والإداري والرشاوى في دوائر الدولة، وانتشار الجريمة والسرقة والانحرافات الاجتماعية الأخرى.
فشل الخصخصة عالميًا
لقد فشلت الخصخصة فشلاً ذريعًا في البلدان التي قامت بتطبيقها. مثل روسيا وتركيا وماليزيا وباكستان واليونان ومصر والأردن والمغرب وتونس وكازاخستان وغيرها من البلدان الأخرى. وحتى الدول الرأسمالية كالولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لم تنقذها الخصخصة من الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعصف بنظامها الرأسمالي. لأن الخصخصة تقوم على إلغاء دور الدولة المهم في عملية التخطيط والإصلاح الاقتصادي والمالي. ورغم أن البلدان الرأسمالية الغربية تبنّت نهج الخصخصة خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، غير أن الكثير منها، أعاد النظر في جدوى إبقاء المرافق الحيوية بيد القطاع الخاص، بعد أن أيقنت أن الخصخصة والقطاع الخاص ليس الأفضل في المزايا التي يقدمها القطاع العام. والتجأت إلى إعادة تأميم عدد من الخدمات العامة بعد فشل خصخصتها. ففي فرنسا ألغت بلدية باريس في عام 2010 عقد الامتياز مع الشركات الخاصة لإدارة المياه وأعادت خدمة المياه إلى الشركة العامة التابعة للبلدية.
وفي بريطانيا، اضطرت الحكومة إلى إعادة تأميم جزء من سكك الحديد، بعد فشل شركة خاصة في إدارتها، وأعادت تقييم عقود خصخصة قطاع المياه التي أدت إلى تراجع الاستثمار وارتفاع الفواتير. وقد استعادت مدن أوروبية عديدة الخدمات إلى القطاع العام عبر إنهاء عقود الخصخصة الطويلة الأمد.
وتشير تجارب الخصخصة التي طبقت في مناطق العالم إلى تنامي الرفض الشعبي للخصخصة. فقد أظهرت الدراسات التي أجريت حول جدوى برامج الخصخصة، أن مستوى التأييد للخصخصة في أمريكا اللاتينية انخفض من 75% في عام 1975 إلى 35% في عام 2002. وفي أفريقيا شبه الصحراء أكدت نتائج مسح 15 بلدًا طبق الخصخصة أن نسبة الذين رفضوا فكرة الخصخصة 65%، وفي بلدان الشرق الأوسط وأوروبا أظهر المسح الذي أجري في 8 بلدان أن 67% من السكان رفضوا الخصخصة، وفي جنوب آسيا أن نسبة 80% من السكان يعتقدون بأن مستوى معيشتهم قد تدهور بعد تطبيق الخصخصة.
الآثار السلبية للخصخصة
تتعدد وتتنوع الآثار السلبية للخصخصة، وتشير الدراسات الاقتصادية إلى أن جميع الدول التي اتبعت نهج الخصخصة لم تحقق أي تقدم يُذكر على صعيد الاقتصاد والخدمات، بل على العكس، شهدت تدهورًا في أوضاعها المعيشية، واتساع رقعة الفقر، وارتفاع معدلات البطالة والأسعار، مما أثر بشكل خاص على الفقراء وذوي الدخل المحدود. وقد أدت الخصخصة إلى ظهور طبقات اجتماعية متباينة، بين ثرية طفيلية وطبقات فقيرة ومعدمة تكافح يوميًا لتأمين قوتها.
ومن أبرز مساوئ الخصخصة تركيز الشركات الخاصة على الربح بدلًا من المصلحة العامة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير منطقي، وتدهور جودة الخدمات، وفقدان الوظائف، وزيادة نسب البطالة والفقر، وانتشار الفساد في عمليات البيع، وضعف الرقابة، وفقدان المسؤولية، وظهور مافيات السوق التي تفتعل الأزمات لتحقيق أرباح ضخمة على حساب الفئات الفقيرة.
كما تؤدي الخصخصة إلى فصل أعداد كبيرة من القوى العاملة، مما يفاقم مشكلة البطالة وتدهور الأوضاع المعيشية. ويستغل القطاع الخاص نفوذه المالي وعلاقاته الوثيقة بالدولة والتشريعات الضامنة لمصالحه، مستخدمًا كافة الأساليب الملتوية لاستغلال العاملين، سواء بفصلهم عن العمل، أو تخفيض الأجور، أو تمديد ساعات العمل، أو غيرها من طرق الاستغلال الأخرى.
وتؤدي الخصخصة أيضًا إلى تفاقم التضخم، وارتفاع نسب الاحتكار، وغياب المساواة الاجتماعية والاقتصادية. وبسبب سعي الشركات وراء الأرباح الخيالية، فإنها تُركز اهتمامها على تلبية احتياجات العملاء من الفئات الثرية، متجاهلةً الفئات الفقيرة الأكثر حاجة للخدمات.
********************************************
الصفحة الخامسة
خفتت أضواء "المزرعة الحمراء" رمان شهربان يندثر وسط الجفاف والحرائق
متابعة – طريق الشعب
على مدى أكثر من مائة عام شكّل رمّان شهربان نموذجا مميزا لهذا المحصول، ليس على مستوى العراق وحسب، بل في دول المنطقة، ما جعله عنوانا للجودة. لكن الاضطرابات الأمنية التي حصلت عام 2014 إثر اجتياح تنظيم داعش الإرهابي مناطق واسعة من قضاء المقدادية (شهربان)، وما تبع ذلك من موجات نزوح، فضلا عن تداعيات تغيير المناخ التي اشتدت خلال السنوات الأخيرة، والحرائق التي طالت عشرات البساتين في ديالى، كل تلك العوامل ساهمت في تراجع شهرة هذا المحصول بعد أن تناقص إنتاجه بشكل كبير.
ويُعرف قضاء شهربان بأنه ثاني أكبر مدن ديالى، بعد بعقوبة، ويشتهر ببساتينه الكثيفة الواسعة التي كانت نتج كميات كبيرة من فاكهة الصيف والشتاء ذات الجودة العالية. ومن أبرز تلك البساتين ما يُعرف بـ"المزرعة الحمراء". وهي مجموعة بساتين متلاصقة تمتد على أكثر من 6 آلاف دونم، تُعد أكبر مزرعة رمان في الشرق الأوسط، وكانت تنتج سنويا آلاف الأطنان من هذه الفاكهة، ما يُغطي الجزء الأكبر من حاجة السوق، ويتم أيضا تصدير كميات منه إلى دول الجوار.
هلاك 95 في المائة من مزارع الرمان!
في حديث صحفي، يذكر رئيس لجنة الزراعة في مجلس ديالى رعد التميمي، أن "رمان شهربان كان يتسيّد الأسواق العراقية لأكثر من 100 عام بفضل جودته ومذاقه الفريد، لكن أحداث 2014 وما تبعها من جفاف وهجرة المزارعين تسببت في هلاك ما نسبته 95 في المائة من تلك البساتين، لتفقد آلاف العائلات مصدرًا اقتصاديًا مهمًا كان ينعش اقتصاد المنطقة".
ويضيف قوله انه "رغم تحرير المناطق وعودة غالبية العائلات إليها، إلا أن ضعف الإمكانيات حال دون إحياء البساتين. إذ لم يُعَد استصلاح سوى 20 إلى 30 في المائة من الأراضي، فيما تبقى المساحات الأكبر بحاجة إلى دعم حكومي عبر قروض بدون فوائد لإعادة إنعاش أكبر مزرعة للرمان في الشرق الأوسط".
رمان شهربان قطاع اقتصادي
من جهته، يرى الخبير الزراعي عبد الله العزاوي أن "رمان شهربان لم يكن مجرد محصول زراعي، بل هو قطاع اقتصادي كامل كان يوفّر سبل العيش لآلاف العائلات، ويدعم مهنًا أخرى في فترات عمل تمتد شهرين أو ثلاثة سنويًا، لكن اندثار هذه البساتين أدى إلى تراجع الانتعاش الاقتصادي ودخول الكثير من الأسر خط الفقر بعد أن كانت المنطقة تنعم برخاء لعقود".
ويشدد على "ضرورة إحياء هذه المزارع التاريخية ودعم الفلاحين لإعادة الاعتبار لمنتج زراعي مثّل هوية اقتصادية واجتماعية للعراق على مدار عقود طويلة".
ماركة زراعية التهمها الجفاف
في السياق، يقول الرئيس السابق للجنة الزراعة في مجلس ديالى، حقي إسماعيل، أن "رمان شهربان فقد 95 في المائة من حصته في الأسواق بعد أحداث حزيران 2014 وما رافقها من حركة نزوح واضطرابات أمنية، الأمر الذي تسبب في جفاف المزارع بشكل عام، وهلاك قرابة 90 في المائة منها".
ويضيف في حديث صحفي أن "بساتين الرمان في شهربان، والتي تمتد مترابطة على مساحة واسعة في قاطع شمالي المقدادية، تُعتبر حالة استثنائية على مستوى المحافظة برزت قبل قرن بعد نجاح زراعة هذا المحصول. حيث أصبح رمان شهربان أشبه بالماركة الزراعية في البلاد".
إلى ذلك، يقول المهندس الزراعي حسن الشمري، ان "رمان شهربان ليس مجرد محصول، بل ديناميكية اقتصادية لمهن عدة كانت تنعش دخل آلاف الأسر وقت الحصاد".
ويؤكد في حديث صحفي أن "الاضطرابات بعد 2014 كانت بمثابة الضربة القاضية للجزء الأكبر من مزارع الرمان في قاطع شمالي المقدادية. حيث قادت تلك الاضطرابات إلى هلاك البساتين، التي لم يتبق منها سوى أقل من 10 في المائة، وهي تعاني اليوم أزمة جفاف"، داعيًا إلى "منح المزارعين قروضًا مالية تساعدهم في إحياء مزارع الرمان مجددا، وإنعاش هذا القطاع الزراعي الذي كان مزدهرًا لعقود".
وإلى جانب التحديات الأمنية، يفاقم الجفاف من حجم الأزمة. حيث أفاد وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، في وقت سابق، بأن البلاد تمر بـ"أصعب مراحل الجفاف"، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تحجيم الزراعة في الموسم الحالي، مشيرا إلى أن "جهودًا حثيثة واستثنائية تبذل لتأمين مياه الشرب وتلك المخصصة للاحتياجات المنزلية والصناعية والصحية والبيئية".
جدير بالذكر، أن لجنة الزراعة في مجلس ديالى، أبدت الخميس الماضي قلقها من عدم إطلاق الخطة الزراعية الشتوية للمحافظة، والتي تشمل 18 مقاطعة، مبينة في حديث صحفي أن وزارة الزراعة لم تصدر حتى الآن أي تعليمات بشأن الخطة الشتوية، ما يثير قلق أكثر من 30 ألف مزارع يعتمدون بشكل مباشر على هذه الخطة، لا سيما مزارعو محصولي الحنطة والشعير.
وأوضح رئيس اللجنة رعد التميمي، ان عدم إطلاق الخطة حتى الآن يعني احتمال عدم وجود بادرة للمضي بها بسبب صعوبة الوضع المائي في ديالى، مؤكدا أن "الموقف مثير للقلق، خصوصاً أن ديالى عانت خلال السنوات الماضية حرمانها من الخطة الشتوية بسبب أزمة المياه، وكانت ارتدادات ذلك قاسية على المناطق الزراعية والأرياف".
**************************************
هل السبب في مشروع المجاري؟! انهيار منزل على سكانه في الحلة
متابعة – طريق الشعب
أصيب 4 أفراد من عائلة واحدة في منطقة الثورة وسط الحلة، أول أمس الأحد، إثر انهيار سقف غرفة الاستقبال في منزلهم. ووفقا لما تنقله وكالات أنباء عن أحد أقارب المُصابين، فإن سبب انهيار المنزل هو استخدام آلة "النقّارة" في أعمال مشروع مجاري الحلة، والتي تحدث اهتزازات شديدة في المنازل القريبة. يقول ابن شقيق صاحب المنزل، أحمد هادي، أنه "بحدود الساعة السادسة صباحاً تفاجأنا بانهيار سقف غرفة الاستقبال في منزل بيت عمي، بسبب استخدام النقّارة في حفريات مشروع مجاري الحلة القريبة من المنزل"، مبينا أن "هذه الآلة تسبب اهتزازات شديدة في الأرض والمنازل القريبة من المشروع". ويلفت إلى ان المصابين هم الأب وأولاده الثلاثة، وان اثنين منهم إصاباتهما حرجة، ويرقدان حاليا في المستشفى منتظرين خضوعهما لتداخل جراحي.
****************************************
حي الجهاد.. مُطالبات بتنظيف {حديقة النرجس} وإدامتها
متابعة – طريق الشعب
شكا عدد من أهالي "منطقة المخابرات" في حي الجهاد غربي بغداد، من تدهور حال "حديقة النرجس" وسط منطقتهم.
وبيّنوا في منشور على "فيسبوك" أن الحديقة، وهي المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة وأطفالهم، تُعاني إهمالا حادا. حيث هلكت مزروعاتها وتكسرت ألعاب الأطفال الموجودة فيها وانتشرت النفايات في أرجائها.
وطالب الأهالي بلدية الرشيد، الجهة المسؤولة عن الملف الخدمي في المنطقة، بتنظيف الحديقة وإحيائها وإدامتها، لما لها من أهمية كبيرة كواجهة حضارية للمنطقة ومتنفس للأهالي.
*******************************************
شكاوى من تراكم النفايات قرب {ساحة ميسلون}
متابعة – طريق الشعب
شكا عدد من أصحاب المحال التجارية في منطقة الغدير شرقي بغداد – قرب "ساحة ميسلون"، من تراكم النفايات في الفلكة الرئيسة للزقاق 20، مشيرين في حديث صحفي إلى أن روائح كريهة تتصاعد من النفايات، ما يؤثر سلبا على صحتهم وعملهم ويتسبب في تلويث البيئة وتشويه المنظر العام للمنطقة.
وبيّن أصحاب المحال أن سبب تراكم النفايات هو امتلاء الحاويات المخصصة لجمعها، وتركها ممتلئة فترة بلا تفريغ، الأمر الذي يؤدي إلى تساقطها على الأرض، مُطالبين البلدية برفع النفايات بانتظام، أو نقل الحاويات إلى مكان معزول، بعيدا عن المحال التجارية.
ولفتوا إلى أن هذه المنطقة تحتاج إلى مزيد من الجهد الخدمي، لا سيما في ملف التنظيفات، كونها تجارية وتشهد حركة باستمرار، مبينين أن المحال التجارية تُخلّف باستمرار كميات كبيرة من النفايات.
******************************************
تعثّر إنجاز مجمّع سكني في البصرة
متابعة – طريق الشعب
طالب المستفيدون من الوحدات السكنية في "مجمع الخالدون 1 (الصبخ)" في البصرة، بالإسراع في إنجاز مشروع بناء المجمع، مبينين في مناشدة نشرتها وكالات أنباء، أن هناك تلكؤا وانقطاعات متكررة في العمل، بسبب "التأخير غير المبرر" في صرف السلف المالية للشركة المنفذة.
وأشار أصحاب الوحدات السكنية، إلى انهم يعانون التأخير والإهمال، وصبرهم طال وتعبوا كثيرا وهم يكافحون من أجل تأمين الإيجارات الباهظة التي أثقلت كواهلهم. حيث يسكنون في شقق ومنازل مستأجرة، منتظرين إكمال وحداتهم السكنية بما يُخفف من معاناتهم. ولفتوا إلى ان الشركة تتعثر في عملها، بسبب نقص الدعم وتأخر صرف السلف "ما يُبدد حلمنا بالسكن الكريم الذي انتظرناه طوال 14 عاما". وناشد أصحاب الوحدات السكنية الجهات المعنية، التعجيل في صرف السلف من أجل إتمام المشروع بوحداته السكنية وخدماته ومبانيه الخدمية، أو تغيير الشركة فيما إذا كان عملها متلكئا.
*******************************************
اگول.. اُنقذونا من سائقي الدرّاجات المتهورين!
غانم الجاسور
في ظاهرة سلبية تتفاقم يوما بعد آخر، يتجول سائقو درّاجات نارية وستوتات وعجلات تك تك في الشوارع العامة والفرعية بتهوّر وسرعة جنونية، غير مبالين لسلامة المواطنين وأطفالهم. ناهيك عن التلوث السمعي الذي يخلفه بعضهم حين يحوّر ماكينة درّاجته لتُطلق أصواتا مزعجة!
انطلاقا من ذلك، يُكرر المواطنون مناشداتهم الجهات المعنية وضع حد لهؤلاء المتهورين، باتخاذ إجراءات رادعة بحقهم، لا سيما ان أكثرهم لا يمتلك رخصة قيادة. فالأمر بات لا يُطاق، والحوادث الخطيرة تتكرر باستمرار. والأسوأ من ذلك هو أن سائق الدراجة حينما يُخطئ ويسبب حادثا، تقع المسؤولية على الطرف الآخر غير المُخطئ، في عرف اجتماعي غريب غير مُنصف يسير عليه البعض!
يذكر لي مواطن انه في احد الأيام رَكَن سيارته في موقع شاغر، وتوجه للتبضع من سوق قريب، وبعد عودته وجد جمهرة من الناس ورجال مرور قرب سيارته. فتبين أن صاحب دراجة نارية صدم سيارته، وأصيب برضوض وكسر في إحدى ساقيه مع شق صغير في جبهته.
يقول: نقلناه إلى المستشفى وتلقى العلاج اللازم أمام ذويه، وكان معنا شرطي مرور سجّل من جانبه المخالفة على صاحب الدراجة بنسبة 100 في المائة، لكن من باب المجاملة حمّلني بعدها نسبة 20 في المائة من المخالفة.
ويضيف الرجل قائلا أن الشرطي خيرنا بين أن نتصالح ويتنازل كل منا عن حقه، أو يحجز المركبتين ويحجزنا أيضا حتى نُحال إلى المحكمة.
ويتابع قوله: هنا اختار والد سائق الدراجة الصلح والتنازل عن كل شيء. وبعد موافقتنا ذهب كل منا إلى حال سبيله، مستدركا: لكن ذوي سائق الدراجة عادوا وطلبوا أن أدفع لهم 3 ملايين دينار لفض النزاع، أو يُحال الأمر إلى الإجراءات العشائرية!
علما أن الكثيرين من سائقي الدراجات يقومون بحركات بهلوانية عند السياقة، ما يُفقدهم السيطرة على القيادة، وبالتالي يتسببون في حوادث.
مواطن آخر ذكر لي حادثة حصلت معه. حيث ركن سيارته في مكان بعيد عن المارة، وتوجه إلى دائرة حكومية لغرض إنجاز معاملة. وحينما أتمّ مهمّته وعاد إلى سيارته، وجد سائق دراجة قد صدم السيارة من الخلف، وجُرح ونُقل إلى المستشفى.
هذا الرجل فرض عليه ذوو سائق الدراجة دفع مبلغ مليون دينار، تعويضا عن الضرر الذي أصاب ولدهم. وكل ذلك دون وجه حق!
نقول: الى متى تظل هذه الحالات سارية يتحمل خسارتها المواطن البريء. حيث يُجبر غير المخطئ على دفع مبلغ تعويض للمخطئ؟ لماذا لا يتم الاحتكام إلى القانون في مثل هذه الحالات، من أجل إنصاف الجميع وإعطاء كل ذي حق حقه؟
لكن يبدو ان الأمر بات وسيلة لكسب المال الحرام..!
********************************************
النفايات تغزو شارعا رئيسا في البلديات
متابعة – طريق الشعب
يشكو عدد من أهالي حي "يو ان" في منطقة البلديات شرقي بغداد، من تراكم النفايات في "شارع 30" الرئيس وسط الحي.
وأظهر مقطع فيديو نشره أحد أهالي الحي على "فيسبوك"، انتشار النفايات في أرجاء الشارع، لا سيما على الجزرة الوسطية وعند حدود رصيفيه ذهابا وإيابا.
ووفقا للأهالي، فإن هذا الشارع يعاني نقصا كبيرا في حاويات جمع النفايات، ما يضطر البعض إلى رمي نفاياتهم على الأرض، وبالتالي ينثرها الهواء في أرجاء الشارع، مناشدين بلدية الغدير، المسؤولة عن ملف التنظيفات في المنطقة، تنظيف "شارع 30" عاجلا، وتزويده بأعداد كافية من الحاويات.
ويؤكد الأهالي أن المشكلة لا تقتصر على هذا الشارع الرئيس، إنما تمتد إلى الأزقة السكنية المتفرعة منه.
**************************************
لقطة اليوم
من إحدى رحلات البحث عن الماء العذب في البصرة!
على اثر تفاقم الملوحة والتلوث في مياه الإسالة صيف العام الجاري في البصرة، اتخذت رحلات البصريين بحثا عن المياه العذبة أشكالا مختلفة. فهناك من يضطر إلى حمل خزانات المياه على "ستوتة" أو عربة والتجول بين المناطق لعله يحصل على ماء صالح للاستهلاك البشري، وآخر أفضل حالا ينقل الخزانات على سيارة "بيك آب"، وهناك من يضطر إلى قطع رحلته المُنهكة هذه سيرا على الأقدام!
تستمر معاناة الناس في ظل حكومات لم تعد تجيد أكثر من إطلاق الوعود الزائفة والتغني بشعارات خيالية رنانة!
"وكالات"
**********************************************
الصفحة السادسة
رغم التهديدات.. قوارب {الصمود} تتعهد بتحقيق مهمتها الإنسانية 788 هجوما {للكيان} على مشافي غزة و1670 شهيدا من الطواقم الطبية
رام الله – وكالات
تشق قوارب "أسطول الصمود العالمي" أمواج البحر الأبيض المتوسط في طريقها إلى غزة متحدية الحصار والتهديدات الإسرائيلية، وعلى متنها رسالة إنسانية تتجاوز الحدود والسياسة، في وقت ترتفع فيه حصيلة ضحايا مجازر الاحتلال داخل القطاع.
كسر الحصار
أكثر من 50 قاربا تحمل ناشطين من مختلف دول العالم، جمعهم هدف واحد، كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وفتح ممر إنساني للفلسطينيين المحاصرين فيها.
وقالت الناشطة الإسبانية المشاركة في أسطول الصمود العالمي، أليخاندرا مارتينيز، إن معنويات الجميع مرتفعة، وأن هناك تصميما على تحقيق الهدف الإنساني المنشود.
وأشارت مارتينيز إلى أن غاية الأسطول هي فتح ممر إنساني للفلسطينيين في غزة وكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من 18 عاما على القطاع.
هجوم كيميائي!
وذكرت أن الأسطول، الذي يبحر في البحر المتوسط، "تعرض ليلة 23 أيلول الجاري لهجوم من قبل طائرات مسيّرة إسرائيلية".
وأضافت: "كان أول هجوم قد وقع صباح 8-9 أيلول في تونس، أما الهجوم الأخير فكان الأعنف والأخطر حتى الآن، حيث بدأ حوالي الساعة 11 ليلا، وشاهدنا أكثر من 15 طائرة مسيّرة، وقبيل منتصف الليل سمعنا انفجارات".
وتابعت: "على الأقل اكتشفنا هجوما كيميائيا على أحد القوارب، والهدف من هذه الهجمات هو بث الخوف بين المشاركين في الأسطول، وشن حرب نفسية تدفعنا للعودة دون إتمام مهمتنا، إضافة إلى استهداف القوارب الصغيرة من نوع اليخوت لإلحاق الضرر بأشرعتها ومنعها من مواصلة الطريق".
مستعدون للاحتمالات
من جانبها، قالت الناشطة الإسبانية أليسيا أرمستو، إن المشاركين في الأسطول مستعدين لاحتمالات التدخل الإسرائيلي، ولديهم رؤية واضحة جدا حول إمكانية حدوث ذلك.
وأكدت أرمستو أن الأسطول يضم مواطنين من 44 دولة وأن مهمته سلمية بحتة.
وشددت على أن الجنود الإسرائيليين غير معتادين على التعامل مع أشخاص مسالمين في مهمة سلمية، وإنما معتادون فقط على القتل.
تدمير ما تبقى من البنية التحتية
أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائم ممنهجة بحق القطاع الصحي في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن عدد الهجمات المباشرة التي نفذها جيش الاحتلال ضد المرافق الطبية والطواقم العاملة فيها بلغ 788 هجوما منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول 2023.
وأوضح الثوابتة، في تصريحات صحفية، أن قوات الاحتلال قصفت مستشفى الحلو الواقع غرب مدينة غزة بقذيفتين، ما أسفر عن قطع شبكة الإنترنت بشكل كامل عنه، ومنع الوصول إليه أو الخروج منه، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى عزل المستشفى عن العالم الخارجي وحرمان المدنيين من تلقي الخدمات الطبية.
وأضاف أن الاحتلال يتعمد تدمير ما تبقى من البنية التحتية الصحية في مدينة غزة، عبر استهداف المستشفيات والمراكز الطبية بشكل مباشر، وهو ما يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي.
حصيلة مرعبة!
وأشار إلى أن حصيلة استهداف الطواقم الطبية منذ بدء العدوان بلغت 1670 شهيدًا من العاملين في المجال الصحي، إلى جانب تدمير 197 سيارة إسعاف، ما تسبب في تقويض شبه كامل لقدرة الطواقم على الاستجابة للطوارئ وإنقاذ المصابين.
وشدد الثوابتة على أن ما يتعرض له القطاع الصحي في غزة لا يمكن فصله عن سياسة الاحتلال المستمرة في استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لحماية المستشفيات والكادر الطبي، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المعدات الطبية والاحتياجات الطارئة.
ويعاني القطاع الصحي في غزة من انهيار كامل، مع استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات الطبية، وسط ارتفاع أعداد الجرحى والمرضى، وصعوبة إجراء العمليات الجراحية أو تقديم العلاج اللازم، في ظل دمار واسع طال أغلب المستشفيات.
توقف كامل لبنوك الدم
في الاثناء، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الاثنين، من توقف كامل ووشيك لبنوك الدم في المستشفيات القليلة العاملة في القطاع وذلك نتيجة النقص الحاد في الأصناف المخبرية الضرورية لنقل وفحص وحدات الدم ومكوناته.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: "بنوك الدم في المستشفيات مهددة بالتوقف الكامل نتيجة الاستنزاف الشديد في الأصناف المخبرية الضرورية لنقل وفحص وحدات الدم ومكوناته".
وأوضحت أن هذه التطورات تترافق مع "نقص حاد في أرصدة وحدات الدم ومكوناته الأمر الذي يعيق التدخلات الطارئة للجرحى والمنقذة للحياة".
********************************************
شهر عصيب ينتظر رئيسة المفوضية الأوروبية
بروكسل – وكالات
يستعد كل من اليسار واليمين في البرلمان الأوروبي لتقديم مقترحين لحجب الثقة عن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، حيث من المتوقع أن يشهد البرلمان جلستي تصويت في شهر تشرين الأول في حال الاستجابة للشروط المطلوبة.
وقد هاجم عدد من البرلمانيين فون دير لاين، متهمين إياها بالتواطؤ في الإبادة المرتكبة بقطاع غزة، وبغياب الشفافية، والميل إلى المركزية المفرطة في اتخاذ القرار، فضلا عن التراجع عن الاتفاق الأخضر، وانتهاك الإجراءات المؤسسية للاتحاد الأوروبي. ترى كتلة اليسار المكونة من أحزاب مثل "فرنسا الأبية"، وحزب "بوديموس" الإسباني، و"حركة النجوم الخمس" الإيطالية، أن سياسات رئيسة المفوضية تتعارض أكثر من أي وقت مضى مع تطلعاتها في أكثر من ملف، أبرزها المواقف المتقاعسة تجاه حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، والصندوق الاجتماعي، وقضايا المناخ، لهذا ترى الكتلة أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تغيير ملحّ لا تكون فيه فون دير لاين على رأس المفوضية. ومع أن رئيسة المفوضية كانت قد أعلنت في أيلول الجاري عن حزمة قرارات ضد إسرائيل، فإن هذه الخطوة يُنظر لها في توقيتها كبادرة سياسية متأخرة جدا، ولا تعكس التزاما مبدئيا باحترام القانون الدولي.
***********************************************
مؤتمر لمعارضي طالبان الأفغانية
في إسلام أباد
إسلام أباد – وكالات
تستضيف إسلام أباد اجتماعاً لمعارضي حكومة طالبان، بمشاركة عدد من السفراء والوزراء السابقين وشخصيات معروفين بمعارضتهم للحركة.
وكان من المقرر أن يعقد المؤتمر في شهر آب الماضي ولكنه أرجئ لأسباب تقنية كما يقول منظمو المؤتمر، في حين تشير تسريبات صحافية إلى أن قرار التأجيل جاء بعد اعتراض حركة طالبان الأفغانية. وأكد معهد استقرار جنوب آسيا الاستراتيجي الذي يستضيف المؤتمر أنه يناقش أبعاد حل القضية الأفغانية، وهو إطلاق لعملية مستمرة للحوار الشامل بين الأطياف الأفغانية المختلفة بهدف الوصول إلى حلول مجدية للقضية الأفغانية. ولم يعلن المعهد بشكل رسمي أسماء المشاركين في المؤتمر أو المدعوين إليه ولكن تسريبات صحافية تشير إلى أن من بينهم قادة جبهة الشمال وما يسمى حاليا بجبهة بانشير، وسفراء ووزراء الحكومات الأفغانية السابقة الذين يعيشون في الخارج وأعلنوا معارضة حكومة طالبان. كما أكدت رئيسة المعهد د. ماريه سلطان في وقت سابق لوسائل الإعلام أن المؤتمر هدفه واحد وهو إيجاد تنسيق بين الأطياف الأفغانية المختلفة، والتواصل بين شخصيات أفغانية وشخصيات باكستانية.
**********************************************
روسيا تشترط انضمام فرنسا وبريطانيا لمحادثات النووي
موسكو – وكالات
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن محادثات الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية يجب أن تبدأ بين روسيا والولايات المتحدة، لكنه شدد على ضرورة انضمام بريطانيا وفرنسا في مرحلة لاحقة إلى هذه المفاوضات.
وتأتي تصريحات بيسكوف في أعقاب عرض روسي للولايات المتحدة هذا الشهر بالإبقاء طواعية لمدة عام على القيود المفروضة على الأسلحة النووية الاستراتيجية المنشورة، بموجب معاهدة "نيو ستارت"، وذلك بعد انتهاء سريانها العام المقبل. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قد وصفت مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "جيد للغاية"، لكنها أشارت إلى أن القرار النهائي يعود إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن رغبته في إطلاق محادثات أوسع لنزع السلاح النووي تضم روسيا والصين. وبيّن بيسكوف في تصريحات لوكالة "تاس": "بطبيعة الحال، علينا أن نبدأ المحادثات على المستوى الثنائي، فمعاهدة نيو ستارت وثيقة ثنائية بالأساس. لكن على المدى الطويل، لا يمكن أن تبقى الترسانات البريطانية والفرنسية بعيدة عن هذه العملية، فهي جزء من الإطار الأشمل للأمن الأوروبي والاستقرار الاستراتيجي العالمي".
******************************************
حضور لافت لليسار المغربي.. الاحتجاجات تتواصل لليوم الثاني
الرباط – وكالات
لليوم الثاني على التوالي، شهدت عدة مدن في المغرب احتجاجات دعت إليها مجموعة "جيل زد 212" الشبابية تنديدا بأوضاع التعليم وخدمات الصحة العمومية، وذلك وسط عمليات توقيف شنتها السلطات الأمنية وشملت عشرات المتظاهرين.
وفي تكرار لسيناريو مساء السبت، شهدت شوارع عدة في عدد من المدن مساء الأحد، استنفارا أمنيا لمواجهة احتجاجات الشباب، ورفعت السلطات سيف المنع والتوقيفات بحق عدد من المحتجين الذين لبّوا دعوات للتظاهر يومي 27 و28 أيلول الجاري، أصدرها ما بات يعرف إعلاميا بـ "جيل زد"، من أجل تحقيق مطالب اجتماعية تتعلق أساسا بتحسين خدمات الصحة والتعليم العمومي ومواجهة بطالة الشباب.
وفي العاصمة الرباط، طوقت القوات الأمنية، ساحة باب الأحد التاريخية لمنع المحتجين من الوصول إليها باعتبارها نقطة انطلاق للتظاهر، وشنت حملة من التوقيفات الاستباقية، في محاولة لمنع أي محاولة للتجمهر.
وكشفت إحصائيات نشرها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة) عن توقيف حوالي 100 شاب بأماكن مختلفة من العاصمة.
وبينما أسفر التدخل الأمني عن وقوع إصابات في صفوف بعض المتظاهرين، كان لافتا حضور سياسيين من اليسار في الاحتجاجات، أبرزهم الأمينة العامة السابقة للحزب الاشتراكي الموحد البرلمانية الحالية نبيلة منيب، والبرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التامني.
**********************************************
أكثر من مئة ألف في شوارع برلين يطالبون بإيقاف حرب إبادة الشعب الفلسطيني
رشيد غويلب
بمبادرة من حزب اليسار الألماني نظم تحالف واسع ضم 50 منظمة من بينها منظمة العفو الدولية، ومدكوانترنسونال ومنظمات التضامن الفلسطينية تظاهرة، تحت شعار "معا من أجل غزة"، مثلت أكبر موجة احتجاج تشهدها مدن المانية، أدانت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. وشكلت التظاهرة تحولا نوعيا في الشارع الألماني، على الرغم من الموقف الرسمي المخزي المؤيد لدولة الاحتلال. شارك في التظاهرة التي استمرت حتى الثامنة مساءً أكثر من 100 ألف، فيما تحدثت الشرطة كالعادة عن مشاركة 60 ألف فقط.
عند "عمود النصر" الشهير التقت التظاهرة مع تجمع "كل العيون على غزة"، فتشكل سيل جارف من المتضامنين
طرح المحتجون مطالب عديدة منها: وقف فوري لصادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل.
اعترفت الشرطة بسلمية التظاهرة وقالت متحدثة باسم الشرطة إن المسيرة "جرت في أغلبها بشكل سلمي للغاية". وأضافت أن الشرطة احتجزت نحو 30 شخصا لفترة وجيزة على هامش المسيرة حيث اتهمت 20 شخصا من هؤلاء بإتلاف ممتلكات قبل بدء التظاهرة، بعد أن كتب ناشطون شعارات على الطريق.
ساد جوٌّ من الاسترخاء، على عكس تظاهرات التضامن السابقة مع فلسطين، التي دعمتها في بشكل أساسي الجاليات الفلسطينية وجاليات المهاجرين في برلين، واتسمت غالبًا بعنف الشرطة. ميز التنوع التظاهرة: فإلى جانب أعلام حزب اليسار وأحزاب صغيرة مناهضة للإمبريالية مثل "ميرا 25"، هناك أعلام النقابات العمالية، و"طلاب ضد اليمين"، وحمامات السلام الكلاسيكية.
توزع المتظاهرون على ستة كراديس كبيرة: مناهضة الاستعمار، "التضامن الاممي"، العائلة، حزب اليسار، وكتلة الشباب، و"بيتس إي جي" (لتأكيد سلمية التظاهرة نُظم كروس خاص بالعوائل). بعد بدء التظاهرة، سرعان ما اندمجت هذه الكراديس في كتلة واحدة
كلمة حزب اليسار
كانت المتحدثة الأولى في تجمع الافتتاح الرئيسة المشاركة لحزب اليسار، إيناس شفيردتنر، وإلى جانبها المناهضة المعروفة للعسكرة والحرب عضوة البرلمان الأوروبي عن الحزب، أوزليم أليف ديميريل. قالت شفيردتنر: "أيها الأصدقاء، أتفهم ألمكم، لأن ما يحدث في غزة إبادة جماعية!". كان موقف حزب اليسار واضحًا - صاح أحدهم بين الحشد: "تأخرنا عامين!". ومع بدء هتافات "آسفين!"، ردّت شفيردتنر: "نقف هنا باسم الحزب بأكمله عندما نقول: لقد صمتنا طويلًا. لقد صمتُ طويلًا. إنها إبادة جماعية! يجب أن نوقف شحنات الأسلحة." غطّى التصفيق والهتاف على بقية كلماته - يبدو أن الجليد قد انكسر.
شارك في التظاهرة عدد كبير من قيادة حزب اليسار وكتلته البرلمانية: يان فان أكين رئيس الحزب المشارك، والمدير التنفيذي للحزب يانيس ايلنغ، الذي قال: "هذه التظاهرة إشارةٌ ضروريةٌ للحكومة الفيدرالية لوقف دعمها للإبادة الجماعية". وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها المدير التنفيذي الفيدرالي للحزب اليساري صراحةً عن الإبادة الجماعية في غزة. وحتى الآن، كان موقف الحزب هو عدم استخدام المصطلح رسميًا. يبدو أن تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بشأن فلسطين، الصادر في 16، والذي يتهم إسرائيل رسميًا بارتكاب إبادة جماعية، بالإضافة إلى النقاش الدائر في الحزب، قد دفع إلى إعادة نظر في موقفه.
تجمعات مضادة
في الطريق الطويل، مرّت التظاهرة بثلاثة تجمعات مضادة. رُفعت في إحداها أعلام دولة الاحتلال وجيشها. أما التجمعان الآخران فقد نظما من قبل ما يسمى بـ "اليسار التقدمي"، وهي مجموعة من الأعضاء السابقين في حزب اليسار، يتهمون الحزب بـ "معاداة السامية"، وكذلك تجمع ما يسمى بـ "المناهضين للألمان"، الذي يلتزم جانب دولة الاحتلال على طول الخط.
المنظمات غير الحكومية
في طريق العودة من المسيرة، أصبحت مواقف المنظمة غير الحكومية أكثر وضوحًا. لخص تسافرير كوهين، رئيس منظمة ميديكو إنترناشونال، الوضع قائلاً: تكمن أهمية هذا الحدث في بناء جسر أخيرًا في ألمانيا، - بين أوساط المهاجرين والناشطين من جهة، والشرائح المهتمة بالمجتمع من جهة أخرى. وأضاف: "لوقف الإبادة الجماعية، يجب تغيير الإطار السياسي! يجب ألا نكون متواطئين".
تقييم
في خلاصة أولية أكدت رئيسة حزب اليسار المشاركة، إينيس شفيردتنر على: لقد حشدنا رأي الأغلبية في الشوارع، ونرسل إشارة واضحة إلى فريدريش ميرتس والحكومة الألمانية: وقف جميع صفقات الأسلحة مع إسرائيل، والضغط من خلال العقوبات، والاعتراف بفلسطين. على ألمانيا ألا تتستر وراء ذرائع تكتيكية بعد الآن.
ما شهدناه اليوم مثيرٌ للإعجاب: توافد أكثر من 100 ألف مواطن إلى برلين للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين، سلميًا وبقوة. لقد أثبتت برلين أن الناس في ألمانيا، كما في العديد من المدن الأوروبية الأخرى، لن يقفوا مكتوفي الأيدي ويشاهدوا حربًا تنتهك القانون الدولي. لقد حققت عطلة نهاية الأسبوع نجاحًا باهرًا؛ إنها وعدٌ لسكان غزة بأننا لن نغض الطرف".
**************************************************
الصفحة السابعة
نزوح الفلاحين.. صرخة الأيدي العاملة وضياع الإرث الزراعي
عبد الكريم عبد الله بلال*
مرة أخرى نعود للحديث عن نزوح الفلاحين من الريف إلى المدينة، أسبابه ونتائجه وآثاره، وسبل معالجته. فقد أُعلن قبل أيام عن نزوح (742) عائلة من أطراف محافظتي الديوانية والنجف إلى محافظة النجف، حيث تم إسكانهم في ناحيتي الرضوية والحيدرية، فيما لجأ البعض منهم للسكن في العشوائيات المحيطة بمدن المحافظة.
هذه ليست الحالة الأولى، فقد سبق أن كتبنا عن هذا الملف وأشرنا إلى نزوح آلاف العوائل من أرياف وأهوار محافظات الناصرية والعمارة والبصرة وديالى والسماوة والديوانية ومحافظات أخرى. واليوم، وبعد تفاقم أزمة شح المياه نتيجة انقطاع حصص العراق المائية من نهري دجلة والفرات بسبب تجاوزات الجارتين تركيا وإيران، إلى جانب الظروف المناخية القاسية وسوء إدارة ملف المياه داخلياً، أعلنت وزارة الموارد المائية عن انخفاض الخزين العراقي من المياه إلى ما دون (8٪)، أي ما يعادل (5) مليارات متر مكعب، وهو خزين لا يكفي حتى للاستهلاك البشري، فكيف بالزراعة؟
وما يزيد الطين بلة أن وزارتي الزراعة والموارد المائية لم تعلنا حتى الآن عن خطة زراعية لهذا الموسم، بل إن الزراعة مُنعت أساساً. ومن المتوقع أن تبدأ موجة نزوح واسعة من الريف باتجاه المدن، ولا سيما مراكز المحافظات الكبرى. وقد ظهرت أولى بوادرها في محافظة النجف، حيث نزح عدد من أهالي الديوانية والنجف إليها. ومع ضعف القدرة الشرائية للنازحين، فإنهم غالباً ما سيتوجهون إلى أطراف المدن للسكن فيها، وهو ما سينتج عنه آثار خطيرة مثل تجريف الأراضي الزراعية والمناطق الخضراء لتحويلها إلى مساكن، فضلاً عن الضغط الكبير على الخدمات العامة من كهرباء وماء وصرف صحي.
ولا يقتصر الأمر على الخدمات فقط، بل يمتد إلى الجانب الاجتماعي والاقتصادي، إذ ستزداد أعداد العاطلين عن العمل، وسيتفاقم العبء على المؤسسات الحكومية في ما يتعلق بتعليم أبناء النازحين وتوفير فرص مناسبة لهم. والسؤال المطروح هنا: هل تستطيع مؤسسات الدولة المعنية تحمّل هذا الجهد الإضافي؟
إن ما يجري يتطلب تحركاً عاجلاً من الحكومة المركزية ووزارة الهجرة والمهجرين ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إضافة إلى مجالس المحافظات ودوائرها التنفيذية، لوضع خطط بديلة تستوعب النازحين وتوفر لهم مقومات الحياة الأساسية. غير أن هذه المعالجات الآنية لا تغني عن الحل الجذري، المتمثل بضرورة قيام الحكومة المركزية بالتفاوض مع الجارتين تركيا وإيران بإرادة سياسية قوية، وباستخدام أوراق الضغط الاقتصادي المتمثلة بالتبادل التجاري، إلى جانب الأدوات السياسية والدبلوماسية، من أجل ضمان حصة العراق المائية.
كما أن من الضروري العمل على تعميم تقنيات الري الحديثة وتوفيرها بأسعار مدعومة، مع منح القروض والتسليف للفلاحين كي يتمكنوا من البقاء في أراضيهم، والحفاظ على الإرث الزراعي العراقي. ويضاف إلى ذلك أهمية إيجاد بدائل زراعية لكل منطقة حسب ظروفها ونوعية تربتها وكميات المياه المتوفرة لها، فضلاً عن تطوير الثروة الحيوانية وتشجيع زراعة الأعلاف الخضراء، وتوفير الأعلاف الجافة ودعم أسعارها بشكل رمزي للفلاحين.
إن استمرار نزوح الفلاحين من الريف إلى المدينة لا يعني فقط أزمة اجتماعية وخدمية واقتصادية، بل يمثل في جوهره تهديداً خطيراً بفقدان أحد أهم أعمدة الهوية العراقية المتمثلة بالإرث الزراعي، وهو ما يستدعي معالجة جذرية تتجاوز الحلول الترقيعية الآنية.
ــــــــــــــــــــ
*مهندس زراعي استشاري
***********************************************
معرفة زراعية
الرمان
د. علي السالم
تكتسب فاكهة الرمان أهميتها من محتواها الغني بالعناصر الغذائية، مثل الكربوهيدرات، والألياف، والدهون، وال فيتاميناتC, K, E, B9,B6 إضافة إلى الكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والفوسفور. كما تحتوي على مضادات أكسدة فعّالة، مثل البونيكالاجين، وحمض البونيك، والفلافونويدات، والأنثوسيانين، والعفص.
ورغم عدم توفّر إحصائيات رسمية دقيقة، يُقدَّر إنتاج العراق من الرمان بما يتراوح بين 100 و120 ألف طن سنويًا، منها نحو 70 ألف طن في إقليم كردستان، وحوالي 5,000 طن من محافظة ديالى. وتتمتع هذه الفاكهة بسوق محلية نشطة، نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل المستهلك العراقي، مما يجعلها من المشاريع الزراعية الواعدة.
فيما يلي أبرز نتائج الأبحاث الحديثة في بساتين الرمان، والتي يمكن أن تسهم في تطوير هذا القطاع:
• تنصح إحدى الدراسات بإمكانية استخدام التسميد الورقي، أي الرشّ بحمض الهيوميك ومركّب البُرون، لتحسين نمو الشجرة، وصفات الثمار، وزيادة المحتوى الكلوروفيلي في القشرة، وعدد الثمار لكل شجرة.
• وفي دراسة أخرى، وجد الباحثون أن تقليل الري بنسبة 25 في المائة أدى إلى تحسّن في جودة الثمار، وزيادة قابليتها للتخزين لفترات أطول، مع المحافظة على جودة المركّبات المضادّة للأكسدة أثناء التخزين. وهذا يُثبت أن استخدام الري الجزئي لا يوفّر المياه فقط، بل يسهم أيضًا في تحسين جودة الثمار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأصناف المختلفة قد تستجيب بطرق متفاوتة.
• كما أُشير إلى أن الأصناف ذات الجذور السطحية تمتلك قدرة أكبر على امتصاص الفوسفور والبورون، خاصة في الترب الطينية. وقد تبيّن أن لبكتيريا التربة تأثيرًا كبيرًا ليس فقط على نمو الأشجار والجذور، بل كذلك على مقاومتها لبعض الأمراض والكائنات الدقيقة الضارّة.
• ولمكافحة دودة الجذر، أوصت إحدى الدراسات باستخدام الجزيئات النانوية، مثل أكسيد النحاس (CuO) وأكسيد الحديد(Fe2O3)، لفعاليتها في تقليل الإصابة وتحسين نمو النبات.
• كذلك، تبين أن شكل التقليم يلعب دورًا مهمًا في تحسين صفات الثمار، من حيث اللون، والحلاوة، والنسبة بين السكّر والحموضة. فقد أظهرت الدراسات أن التقليم الذي يقلّل من عدد الفروع، ويفتح "كأس" الشجرة ليمر الضوء بشكل أفضل، يؤدي إلى إنتاج ثمار ذات حجم ووزن أكبر، ويقلّل من التشققات والضرر الناتج عن ضربة الشمس.
******************************************
البطيخ في مزيرعة محصول يترنّح تحت وطأة المبيدات
موسى حنون
تُعَدّ الزراعة ركيزة أساسية للأمن الغذائي والاقتصادي لأي دولة، فهي لا تقتصر على توفير الغذاء فحسب، بل تشكل أيضاً شرياناً حيوياً للصناعة التي تمدّها بالآلات والأسمدة والمبيدات. ويعتمد اقتصاد الدول ومعيشة مواطنيها بشكل مباشر على قوة وتكامل هذين القطاعين.
في منطقة مزيرعة شرق قضاء القرنة، خاض عدد من المزارعين تجربة زراعية واسعة هذا الموسم بزراعة مساحات شاسعة من محصول البطيخ، متطلعين إلى حصاد وفير ومردود مالي مشجع. غير أنّ الآمال سرعان ما تبددت، لتحلّ محلها خيبة كبيرة نتيجة مشكلات لم تكن في الحسبان.
مشكلتان أساسيتان
أولى المشكلات تمثلت في ضعف التزهير، حيث لم تُزهر نسبة كبيرة من النباتات بالمستوى المطلوب، الأمر الذي انعكس سلباً على الإنتاجية وجودة المحصول. أما المشكلة الثانية والأكثر تعقيداً فتمثلت في تأثير متبقيات المبيدات.
فقد كشفت التحقيقات الأولية أن الأراضي التي زُرع فيها البطيخ كانت قد استُغلت سابقاً لزراعة الحنطة خلال الموسم الشتوي، حيث جرت مكافحة الأعشاب الضارة – خاصة ذات الأوراق العريضة – باستخدام مبيد "توفوردي 24D". ويبدو أن آثار هذا المبيد بقيت في التربة، لتنعكس سلباً على نمو البطيخ وتكون عاملاً رئيسياً في الخسائر الفادحة التي مني بها المزارعون.
تحركات ميدانية واستجابات أولية
في مواجهة هذه الأزمة، بادر المزارعون ومعهم اتحاد الجمعيات الفلاحية إلى التحرك. فقد أُجريت اتصالات هاتفية مع مدير شعبة زراعة القرنة الأستاذ حسن ماهود، ومع مسؤول وقاية المزروعات الأستاذ أحمد، اللذين أبديا استعداداً تاماً لزيارة الحقول وإجراء المعاينة الميدانية، إضافة إلى إطلاع المزارعين على الإجراءات الممكنة.
كما جرى التنسيق مع رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية، السيد هادي بدر، الذي اقترح تشكيل لجنة مشتركة من الاتحاد ودائرة الزراعة لإجراء كشف موقعي شامل لتحديد الأضرار وأسبابها بدقة، بما يمكّن من وضع المعالجات المناسبة.
ترقب المزارعين وآمالهم
اليوم، يقف المزارعون بانتظار نتائج عمل اللجنة الميدانية بفارغ الصبر، آملين أن تؤدي هذه التحركات إلى تقليل حجم الخسائر وتعويض جزء من الإحباط الذي أصابهم. كما يعلقون آمالهم على مديرية زراعة البصرة في تبني مبادرات إيجابية وعاجلة لدعمهم، ومنع تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلاً، حفاظاً على ديمومة القطاع الزراعي الذي يمثل مصدر رزق أساسياً لآلاف العوائل.
إن تجربة البطيخ في مزيرعة تكشف عن هشاشة الواقع الزراعي أمام التحديات الفنية والإدارية، وتؤكد الحاجة الملحة لتطوير آليات الدعم والإرشاد الزراعي، بما يضمن استدامة هذا القطاع الحيوي، ويحول دون انهيار آمال الفلاحين تحت وطأة المبيدات ومتغيرات البيئة.
***********************************************
الزراعة العراقية بين هيمنة المستورد وانكسار المحلي
كاظم عبد حسين*
يُعَدّ القطاع الزراعي في العراق واحداً من أكثر القطاعات الحيوية، لما يمتلكه من مقومات أساسية للنهوض وتحقيق التنمية المستدامة، غير أنّه يواجه تحديات معقدة جعلته عالقاً بين مطرقة الاستيراد وسندان ضعف المنتج المحلي. هذه التحديات، الخارجية منها والداخلية، تسببت في تراجع مساهمة الزراعة في الاقتصاد الوطني وأضعفت قدرة البلاد على تحقيق أمنها الغذائي.
المنافسة غير العادلة
بدأت معاناة الزراعة العراقية مع سياسة "الباب المفتوح" التي فُرضت بعد عام 2003، والتي سمحت بدخول كميات ضخمة من المنتجات الزراعية المستوردة إلى الأسواق المحلية. هذه السياسة، إلى جانب غياب الرقابة الفاعلة، أسهمت في إغراق السوق بالسلع الأجنبية، ما جعل المنتج المحلي في مواجهة منافسة غير عادلة.
تتمثل خطورة هذه المنافسة في أن أسعار المنتجات المستوردة غالباً ما تكون أقل من كلفة الإنتاج المحلي، نتيجة الدعم المقدم لها في بلدان المنشأ أو بسبب سياسات الإغراق الاقتصادي. هذا الواقع أدى إلى تراجع قدرة المزارعين العراقيين على الصمود، ودفع الكثير منهم إلى تقليص مساحات الزراعة أو ترك المهنة نهائياً. ومع ذلك، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انعكس سلباً على الأمن الغذائي الوطني، وأدى إلى نزيف مستمر للعملة الصعبة، إذ تستنزف فاتورة الاستيراد الزراعي مبالغ طائلة من الموازنة العامة كان الأجدر أن تُوظف لدعم وتطوير الإنتاج المحلي.
معوقات داخلية متجذرة
إلى جانب المنافسة الخارجية، يقف المزارع العراقي أمام معوقات داخلية لا تقل خطورة. فالتحديات البيئية والمائية تُعد من أبرز ما يواجه الزراعة، حيث يعاني العراق من شح المياه بسبب السدود التي أقامتها دول الجوار على نهري دجلة والفرات، فضلاً عن تفاقم ظاهرة الجفاف والتصحر التي قلصت من المساحات الزراعية الصالحة للإنتاج. يضاف إلى ذلك تدهور التربة نتيجة الملوحة وتهالك شبكات الري والبزل.
أما على مستوى البنية التحتية والتقنيات، فما زال الاعتماد واسعاً على طرق الري التقليدية التي تهدر كميات كبيرة من المياه، في حين أن تقنيات الري الحديثة كالري بالرش والتنقيط لم تُطبّق بشكل فعّال. كذلك، يشكل ضعف المكننة الزراعية وقدم الآلات والمعدات عائقاً أمام زيادة الإنتاجية، في وقت يعاني فيه البحث والإرشاد الزراعي من قصور كبير، انعكس على جودة البذور وفعالية مكافحة الآفات الزراعية.
ولعلّ أكثر ما يُثقل كاهل الفلاحين هو الجانب الاقتصادي والإداري، حيث تراجع الدعم الحكومي المقدم لهم، سواء في توفير الأسمدة أو البذور أو مصادر الطاقة. كما أنّ غياب خطط تسويقية واضحة لحماية المنتج المحلي جعل المزارع في مواجهة خسائر فادحة عند وفرة الإنتاج.
وإلى جانب ذلك، يعاني القطاع الزراعي من نقص الاستثمار وضعف التمويل، الأمر الذي ساهم في نزوح أعداد كبيرة من الفلاحين إلى المدن بحثاً عن فرص عمل بديلة.
حلقة التبعية للخارج
إن ما يعيشه القطاع الزراعي في العراق اليوم هو انعكاس لمجموعة من التحديات البنيوية والبيئية والسياسية. فالمنتج المحلي الذي يواجه معوقات داخلية حادة أصبح عاجزاً عن مجاراة السلع المستوردة المدعومة، ما ساهم في إدامة حلقة التبعية للخارج، وأضعف فرص البلاد في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
ولكي يتمكن العراق من استعادة مكانة الزراعة كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، لا بد من اعتماد سياسات متكاملة تُعالج نقاط الضعف الداخلية، وتوفّر في الوقت ذاته الحماية اللازمة للمنتج الوطني في مواجهة المنافسة الخارجية غير المتكافئة. عندها فقط يمكن للقطاع الزراعي أن ينهض من كبوته، ويعود ليسهم بفاعلية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
ــــــــــــــــــــــــــ
* مهندس زراعي استشاري
**********************************************
غياب الدعم يفاقم أزمات الزراعة والمياه في العراق
بغداد ـ طريق الشعب
انتقد نواب في لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية ضعف الدعم الحكومي لقطاعي الزراعة والموارد المائية، محذرين من انعكاس ذلك على الأمن الغذائي واستمرار معاناة الفلاحين في مختلف المحافظات.
وقال نائب رئيس اللجنة، حسين مردان، إن "اللجنة اجتمعت مراراً مع رئيس الوزراء ورئيس اللجنة وأعضائها، لكننا لم نلمس دعماً حقيقياً للزراعة ولا للموارد المائية". وأوضح أن مشاريع حيوية بسيطة مثل فتح أو تبطين جداول مائية صغيرة تتعثر بسبب غياب التخصيصات المالية".
وأشار مردان إلى أن الفلاح العراقي لم ير مبادرة زراعية جادة"، مبيناً أن أسعار الأسمدة ارتفعت من 200 ألف دينار إلى أكثر من 650 ألف دينار، إلى جانب زيادة أجور النقل والتجهيز، ما زاد من الأعباء الملقاة على المزارعين.
وأضاف أن الحكومة شكّلت لجنة اقتصادية عليا لإدارة الملف الزراعي، "لكن القرارات لم تنعكس على تحسين واقع الفلاحين"، مؤكداً أن استمرار تجاهل هذا القطاع "يهدد الأمن الغذائي ويضع الفلاح أمام خيارات صعبة".
وفي السياق ذاته، أكد عضو اللجنة، ثائر مخيف الجبوري، أن العراق ما زال يواجه أزمة مائية متفاقمة نتيجة غياب التخطيط المسبق وعدم وجود استراتيجيات طويلة الأمد لمعالجة هذه التحديات.
وقال الجبوري، إن وزارة الموارد المائية تتحمل مسؤوليتين أساسيتين: داخلية تتمثل في إدارة وتوزيع المياه وتحويل طرق الري التقليدية إلى أساليب حديثة كالأنابيب المغلقة والرش والتنقيط لتقليل الهدر، وخارجية ترتبط بإدارة ملف الإطلاقات المائية من دول الجوار.
وأضاف أن الوزارة، رغم جهود وزيرها الذي وصفه بأنه من "أفضل الوزراء في تحريك هذا الملف"، إلا أنها تفتقر إلى الدعم الحكومي والسياسي اللازم، مشدداً على أن "يد الوزير وحدها لا تصفق".
وأشار إلى أن تركيا لم تلتزم بوعودها بزيادة الإطلاقات المائية إلى العراق، بل اتخذت إجراءات معاكسة، ما أدى إلى تناقض كبير في واردات نهري دجلة والفرات.
ولفت الجبوري إلى أن دور لجنة الزراعة النيابية يقتصر على تسليط الضوء على الأزمة وتوجيه أنظار الحكومة إليها، داعياً إلى تشكيل لجان وهيئات خاصة لمعالجة ملف المياه بشكل جاد واستراتيجي.
***********************************************
ص8
رائد فهمي يزور عوائل الشهداء ويلتقي مجموعة شبابية
بغداد – طريق الشعب
زار الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، برفقة عدد من اعضاء محلية الكرخ عوائل الشهداء الشيوعيين كريم رهك وحسين رهك، وجرى في اللقاء حديث عن تاريخ الحزب ونضاله وكذلك تضحيات الشهداء الذي عبدو طريق الحزب.
وتطرق الرفيق رائد فهمي في حديثه عن الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق، وتناول تهيئة الحزب وتحضيره للانتخابات البرلمانية المقبلة وتحالفاته الانتخابية.
ودعا الرفيق فهمي الى المشاركة في الانتخابات وانتخاب القوى التي تحمل مشروعاً للتغيير.
وفي وقت لاحق، استقبل الرفيق رائد فهمي مجموعة شبابية ناشطة في مجال العمل المدني والتدريب.
وبحث اللقاء اوضاع الشباب في العراق وامكانية انخراط الشبيبة في التغيير، وشارك في اللقاء الرفيقة بشرى ابو العيس عضو اللجنة المركزية الى جانب الرفاق حسين النجار عضو المكتب السياسي وطلعت كريم عضو اللجنة المركزية.
***************************************
شهيد الغالبي يواصل نشاطاته في سوق الشيوخ وكرمة بني سعيد
الشطرة – أحمد طه
واصل مرشح التحالف المدني الديمقراطي، الدكتور شهيد الغالبي، نشاطاته الميدانية ضمن حملته الانتخابية، حيث قام بجولة شملت مدينتي سوق الشيوخ وكرمة بني سعيد، التقى خلالها بعدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والأسر المحلية لتعزيز التواصل مع مختلف شرائح المجتمع والاستماع لمطالبهم وهمومهم.
واستهل الغالبي برنامجه بزيارة مقر الحزب الشيوعي في سوق الشيوخ، حيث دار نقاش معمّق حول الشأن السياسي وآفاق المستقبل، إلى جانب بحث سبل دعم حملته. كما قام بجولة ميدانية في المقاهي والمحلات بالسوق الكبير، والتقى خلالها عدداً من الأدباء والمثقفين، حيث تناول الحديث دور الثقافة والمثقف في المجتمع وما يعانيه المبدعون من تهميش. وخلال جولته، التقى الغالبي بعدد من العوائل وزار مختلف الشرائح الاجتماعية.
وتوجه المرشح لاحقاً إلى كرمة بني سعيد، حيث زار عائلة الفقيد “أبو كمال” ثم ديوان السيد جواد، والتقى بالتربويين والشخصيات الاجتماعية والشباب. كما شملت جولته زيارة ديوان آل الحلو، وختاماً ديوان الأخوين جبار صبر الشمري وستار صبر الشمري، حيث حظي باستقبال حافل بالترحاب والود.
وأكدت اللقاءات دعم المواطنين للدكتور الغالبي ومساندته في الانتخابات المقبلة، فيما أعرب الغالبي عن امتنانه لتلك الحفاوة، مؤكداً استمرار لقاءاته وتعزيز التواصل مع أبناء المدينة خلال الأيام القادمة.
****************************************
ألقى الضوء على قضايا سياسية راهنة المحامي كاظم محسن بين أهالي القرنة
البصرة – ماجد قاسم
عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء القرنة شمالي البصرة، السبت الماضي، لقاء جمع سكرتير اللجنة المحلية للحزب في المحافظة الرفيق المحامي كاظم محسن "ابو مفيد"، بعدد من الأهالي، وذلك في مضيف عشيرة المطوري.
وحضر اللقاء عضو اللجنة المحلية عباس مهجر، والرفاق أعضاء منظمة القرنة.
وخلال اللقاء، استعرض الرفيق محسن جملة من القضايا السياسية الراهنة. فيما لفت إلى مشاركة محلية البصرة في الانتخابات المقبلة ضمن تحالف "فاو - زاخو" الذي يضم قوى سياسية ترفع شعار "التغيير والإصلاح".
وأوضح أن التحالف يمثل فرصة حقيقية لتوحيد الجهود من أجل إحداث تحول في العملية السياسية عبر الوسائل الديمقراطية.
وأشار محسن إلى أن التغيير المنشود لا يتحقق إلا من خلال المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات، والتعبير عن الإرادة الحرة للناخبين، مؤكداً أن الحزب الشيوعي العراقي سيبقى منحازاً إلى قضايا الشعب وهمومه المعيشية وسيواصل نضاله من أجل بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.
وتطرق محسن إلى ملف "خور عبد الله"، مبيناً أصول الخور التاريخية والقانونية التي تؤكد انتماءه للعراق، ومشدداً على أن السيادة الوطنية "خط أحمر"، وأن الدفاع عن حقوق العراق البحرية جزء من مسؤولية جميع القوى السياسية والوطنية.
كما تناول في حديثه قضية التجاوزات التركية على الأراضي العراقية. وأكد رفض أي مساس بالسيادة الوطنية وأي انتهاك لحرمة الأرض العراقية، مشددا على ضرورة احترام العلاقات المتوازنة بين الدول وحسن الجوار.
ثم تحدث عن أهمية دعم قطاع التعليم بضمان التعليم المجاني للطلبة بوصفه حقاً أساسياً يضمن العدالة وتكافؤ الفرص، إضافة إلى توفير الأجور والمخصصات التي تساعد الطلبة على المضي قدماً في إكمال دراساتهم وتحقيق طموحاتهم العلمية.
وفي مداخلاتهم، ثمّن الحاضرون دور الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه النضالي الطويل، مشيدين بمواقفه الثابتة إلى جانب الفقراء والكادحين، وإصراره على المضي في طريق التغيير رغم التحديات.
******************************************
محاضرة في سامراء عن الاستشراق والاغتراب
صلاح الدين ـ طريق الشعب
نظمت على قاعة منظمة البحتري في سامراء، يوم السبت الماضي، محاضرة بعنوان "بين الاستشراق والاغتراب"، ألقاها الرفيق وصفي السامرائي، وقدمه الأستاذ عواد أحمد صالح.
وتناول السامرائي في محاضرته مفهوم الاستشراق وأسبابه، مشيرًا إلى تأثيره على الفكر والمجتمع العربي، ومبرزًا كيف ساهم في صياغة صورة نمطية عن الشرق وتراجع القدرات المحلية أمام النموذج الغربي.
ثم انتقل المتحدث إلى تناول أهمية الدراسات الأكاديمية، مؤكدًا ضرورة قيام الجامعات العراقية والمؤسسات التعليمية المختلفة بدراسة أسباب التخلف مقارنة بالتقدم الغربي، لا سيما في مجال التكنولوجيا والابتكار، بهدف تطوير برامج علمية واستراتيجية تعليمية تمكن العراق من مواكبة العصر وتحقيق نهضة معرفية حقيقية.
واختتم السامرائي محاضرته بالدعوة إلى تعزيز البحث العلمي والاهتمام بالمخرجات التعليمية، باعتبارها الطريق الأساسي للارتقاء بالمجتمع ومواجهة التحديات.
******************************************
ندوة سياسية في قضاء المناذرة
النجف – رسول تويج
عقد الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في قضاء المناذرة النجفي، عصر أول أمس الأحد، ندوة جماهيرية سياسية للتعريف بمواقف الحزب السياسية وبرنامج "تحالف البديل" الانتخابي، وذلك على حدائق نهر الفرات وسط القضاء.
تحدث في الندوة الرفيق كريم بلال عن سياسة الحزب في مختلف القطاعات، مركزّا في ذلك على المسألة الزراعية وقضية المياه والموسم الزراعي المقبل.
ثم تحدث عن تنامي الفساد واتساع البطالة في صفوف الشباب، فضلا عن سوء ادارة الدولة عملية احياء المشاريع الصناعية والزراعية، نتيجة الاعتماد على نهج المحاصصة الحزبية المقيت.
كما اشار الرفيق بلال إلى حلول وإجراءات واجب اعتمادها لمعالجة مشكلات المسألة الزراعية، وأزمة شح المياه التي تكاد نسبتها تصل الى درجة الندرة.
وأغنى الحاضرون الندوة بمداخلات ومقترحات لمعالجة مشكلات القطاعات الزراعي والصناعي والخدمي، مشددين على أهمية الخلاص من المحاصصة.
فيما أشادوا بسياسة الحزب وبرنامج "تحالف البديل" وما يضمه من شخصيات مدنية وأحزاب وقوى وطنية هدفها محاربة الفساد والمفسدين وبناء دولة مؤسسات مدنية ديمقراطية ينعم فيها الجميع بالمساواة والعدالة الاجتماعية.
**********************************
جولة ميدانية للشيوعيين في بعقوبة.. وزيارة نقابة المعلمين
ديالى ـ طريق الشعب
نظم فريق الدعاية السياسية التابع للجنة المحلية في الحزب الشيوعي العراقي في ديالى، جولة ميدانية في عدد من أحياء مدينة بعقوبة، شملت حي المهندسين وحي الأمين.
الهدف من الفعالية هو التعريف بالحزب الشيوعي العراقي وبرنامجه السياسي وقائمة البديل 250، وذلك في إطار التحضيرات الجارية للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وتضمنت الجولة لقاءات مباشرة مع المواطنين وشرح محاور البرنامج الانتخابي، إلى جانب توزيع مواد تعريفية بالحزب وقائمته، في مسعى للتواصل المباشر مع أبناء المدينة والتأكيد على أهمية المشاركة الفاعلة في العملية الديمقراطية.
كما، زار اليوم وفد من اللجنة المحلية نقابة المعلمين فرع ديالى، حيث قدم الوفد التهاني والتبريكات بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد.
كما شملت التهاني الهيئات التعليمية والتدريسية والإدارية، وطلبة المدارس والجامعات، معربين عن تمنياتهم بعام دراسي ناجح ومثمر، وتحقيق مزيد من الإنجازات التعليمية والمعرفية.
وأكد الوفد على أهمية دعم العملية التعليمية وتشجيع المعلمين والطلاب على بذل الجهد لتحقيق التقدم العلمي وتطوير المجتمع.
*****************************************
الصفحة التاسعة
أرنولد يراهن على ثنائي السعودية ويواجه معضلة الهجوم قبل ملحق المونديال
متابعة ـ طريق الشعب
يواصل مدرب المنتخب العراقي غراهام أرنولد وضع لمساته الأخيرة على خطة التحضير لمباراتي الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، حيث ركز بشكل خاص على الثنائي المحترف في دوري روشن السعودي، إبراهيم بايش (الرياض) وعلي جاسم (النجمة).
اختيار أرنولد لهذا الثنائي ليس اعتباطياً، فهما يمثلان عنصراً محورياً في تشكيلة "أسود الرافدين"، لاسيما وأنهما يعرفان أجواء الملاعب السعودية جيداً، ما يمنحهما ميزة إضافية في المباريات التي ستقام في جدة ابتداءً من 8 تشرين الأول/ المقبل، أمام منتخبي السعودية وإندونيسيا.
الخطة التي أعدها المدرب الأسترالي تقوم على استدعاء اللاعبين سريعاً إلى بغداد بعد توقف المنافسات في السعودية، حيث سيخضعان لبرنامج بدني مكثف تحت إشراف الكادر المساعد، على أن يمنحا فترة قصيرة للقاء عائلاتهما قبل الانخراط الكامل في التدريبات. الهدف الأساسي هو ضمان الجاهزية البدنية وتفادي الإصابات، خصوصاً أن المنتخب يعول عليهما في صناعة الفارق داخل المستطيل الأخضر.
في المقابل، يواجه أرنولد معضلة في خط الهجوم، حيث لا يعيش المهاجم أيمن حسين أفضل حالاته مع فريق الكرمة في دوري نجوم العراق، إذ لم يشارك سوى في دقائق محدودة منذ بداية الموسم. ورغم قيمته الفنية الكبيرة، فإن المنافسة باتت مفتوحة أمام أسماء أخرى، مثل مهند علي (ميمي) المتألق مع دبا الفجيرة في الدوري الإماراتي، إضافة إلى علي الحمادي المحترف في لوتون تاون الإنكليزي، فضلاً عن بروز اسم مصطفى قابيل مع أربيل ومنتخب الأولمبي.
هذه المعطيات تضع أرنولد أمام خيارات متعددة لكنها معقدة، إذ يتعين عليه الموازنة بين الخبرة والجاهزية، لا سيما أن المباريات المقبلة لا تحتمل التجريب. ومن المتوقع أن تشهد قائمة المنتخب استقراراً كبيراً مع إدخال بعض الأسماء القليلة، وسط توجه واضح للاعتماد على اللاعبين الأكثر جاهزية.
تتوقف الأنظار الآن على مباراة الكرمة المقبلة أمام أربيل، التي قد تمثل الفرصة الأخيرة لأيمن حسين لإثبات جاهزيته قبل الملحق. في حين تبدو حظوظ مهند علي أكبر للظهور أساسياً، خصوصاً في مواجهة إندونيسيا، نظراً لتألقه المعتاد أمام منتخبات شرق آسيا.
بهذا، يدخل العراق مرحلة حاسمة من التحضيرات، وسط طموحات جماهيرية كبيرة بانتزاع بطاقة التأهل للمونديال المقبل، الذي سيقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فيما يواصل أرنولد الرهان على المزج بين خبرة المحترفين وحماس العناصر الشابة لتحقيق الهدف المنشود.
*******************************************
سينر وشفيونتيك يواصلان التألق في بطولة الصين للتنس
بكين ـ وكالات
واصلت بطولة الصين المفتوحة للتنس (فئة 500 نقطة)، المقامة في العاصمة بكين، الإثارة والمتعة مع تأهل نخبة من المصنفين البارزين إلى الأدوار المتقدمة، وسط بروز لافت للجيل الجديد من اللاعبين واللاعبات.
نجح المصنف الثاني عالميًّا، الإيطالي يانيك سينر، في بلوغ الدور نصف النهائي بعد فوزه على المجري فابيان ماروزان بمجموعتين دون رد (6-1 و7-5). سينر بدأ المباراة بقوة، مستفيدًا من إرساله الأول وضرباته الحاسمة، لكنه واجه صعوبة في المجموعة الثانية بعدما كسر ماروزان إرساله وتقدم (5-4)، قبل أن يقلب الإيطالي النتيجة لصالحه بفضل إصراره وخبرته. وسيلاقي سينر في نصف النهائي الأسترالي أليكس دي مينور، المصنف الثالث على البطولة، الذي تأهل بعد انسحاب منافسه التشيكي جاكوب مينسيك بسبب الإصابة.
وفي منافسات السيدات، حققت المصنفة الأولى عالميًّا البولندية إيجا شفيونتيك فوزها الاحترافي رقم 400، بعد انسحاب منافستها الكولومبية كاميلا أوسوريو إثر خسارتها المجموعة الأولى (6-0). شفيونتيك ستواجه في الدور الرابع الأمريكية إيما نافارو، التي تأهلت بدورها بالانسحاب.
كما واصلت الروسية الشابة ميرا أندرييفا (18 عامًا) تألقها، بفوزها على الإسبانية جيسيكا بوزاس مانييرو بمجموعتين (6-4 و6-1). ورفعت أندرييفا رصيدها إلى 38 فوزًا في بطولات فئة 1000 نقطة قبل بلوغها 19 عامًا، لتتساوى مع إنجاز الأمريكية المخضرمة فينوس ويليامز. وستواجه أندرييفا في الدور المقبل البريطانية سوناي كارتال.
بدورها، تأهلت الأوكرانية مارتا كوستيوك إلى الدور الرابع بعد فوزها على البيلاروسية ألكسندرا ساسنوفيتش (6-4 و6-2)، لتنتظر الفائزة من المواجهة بين البريطانية إيما رادوكانو والأمريكية جيسيكا بيجولا.
وتعكس نتائج البطولة توازنًا مثيرًا بين الخبرة والشباب، حيث يواصل النجوم الكبار مثل سينر وشفيونتيك فرض هيمنتهم، فيما تؤكد الوجوه الواعدة مثل أندرييفا وكوستيوك أن مستقبل اللعبة يتشكل بقوة على ملاعب بكين.
*******************************************
ألونسو: هزيمة الديربي فرصة للتعلم
مدريد ـ وكالات
أكد تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، أن الهزيمة الأخيرة في ديربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد يجب أن تُعتبر "ألمًا إيجابيًا" وفرصة لتصحيح الأخطاء قبل المباريات المقبلة.
واستغلت بعثة ريال مدريد رحلتها إلى ألماتي في كازاخستان لتحليل أداء الفريق، وعقد المدرب جلسات فردية مع اللاعبين، إلى جانب اجتماعات تكتيكية مع الجهاز الفني لمناقشة التحسينات المطلوبة. وشهدت التشكيلة تغييرات أبرزها إشراك جود بيلينجهام الذي لم يظهر بالمستوى المتوقع، بينما غاب فرانكو ماستانتونو، مما أثار بعض الجدل.
وكشفت المباراة عن بعض الهفوات الدفاعية للثنائي دين هويسن وكاريراس، بالإضافة إلى انخفاض معدل استعادة الكرة في الثلث الأخير، ما يعكس الحاجة لتحسين الانسجام الجماعي.
ريال مدريد سيخوض جدولًا مزدحمًا، يبدأ بمواجهة كايرات الكازاخي، ثم فياريال، وخيتافي، ويوفنتوس، وصولًا إلى الكلاسيكو أمام برشلونة في 26 أكتوبر، الذي سيكون اختبارًا حاسمًا لقدرة الفريق على التعافي واستعادة توازنه.
وأشار ألونسو إلى أن رحلة ألماتي تمثل نقطة انطلاق جديدة للفريق، مؤكّدًا أن التعلم من الهزائم وتحويلها إلى دافع إيجابي سيقود الفريق نحو تحسين الأداء الفردي والجماعي.
****************************************
اتحاد غرب آسيا يدين جرائم الاحتلال.. ونجوم عالميون يطالبون بعزل الكيان رياضيًا
متابعة ـ طريق الشعب
تصاعدت الإدانات الدولية للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وقطاع الرياضة على وجه الخصوص، إذ شهدت الأيام الأخيرة مطالبات من رياضيين أوروبيين بارزين باستبعاد الفرق الإسرائيلية من البطولات القارية، إلى جانب دعوات من خبراء أمميين لتعليق عضوية إسرائيل في الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم، بسبب جرائم الإبادة الجماعية في غزة. وفي السياق نفسه، أجمع اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، خلال اجتماعه الخامس والثلاثين في عمّان، على ضرورة تشكيل ضغط عالمي عاجل لوقف هذه الانتهاكات وتوفير حماية فورية للرياضيين الفلسطينيين.
وأكدت اللجنة التنفيذية للاتحاد أن الممارسات الإسرائيلية، من تدمير المنشآت الرياضية في غزة إلى منع الرياضيين من التنقل والمشاركة في البطولات، أدت إلى شلل شبه كامل للنشاط الرياضي الفلسطيني، مشيرة إلى أن ما يجري يمثل انتهاكًا واضحًا للقوانين والمواثيق الدولية.
وطالبت اللجنة بتوحيد الصفوف والجهود الدولية لمواجهة هذه الممارسات العنصرية، والتواصل مع الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم من أجل تبني موقف واضح وصارم، بما يضمن حماية الهوية الرياضية الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني.
كما شددت على أهمية استخدام الأدوات القانونية والحقوقية لمساءلة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات، معتبرة أن استمرارها يقوض أسس العدالة والإنصاف التي يفترض أن تقوم عليها الرياضة عالميًا.
في السياق نفسه، وقع نحو 50 رياضيًا عالميًا، بينهم الفرنسي بول بوغبا والمغربي حكيم زياش، على بيان يطالب باستبعاد الفرق الإسرائيلية من بطولات الاتحاد الأوروبي، تحت شعار "الرياضيون من أجل السلام"، مؤكدين أن الرياضة يجب أن تبقى أداة للعدالة والإنصاف والإنسانية.
كما دعا خبراء مستقلون من الأمم المتحدة في وقت سابق الاتحادين الدولي والأوروبي إلى تعليق عضوية إسرائيل بسبب "الإبادة الجماعية في غزة"، مشددين على أن الهيئات الرياضية لا ينبغي أن تغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
إن الصمت الدولي إزاء استهداف الرياضة الفلسطينية لم يعد مجرد تقاعس، بل يرقى إلى مستوى التواطؤ مع جرائم الإبادة، ويهدد بتحويل الرياضة من مساحة للسلام إلى غطاء لانتهاكات ممنهجة ضد الإنسانية.
***********************************************
وقفة رياضية.. أقوال بلا أفعال
منعم جابر
الكثير من الإخوة الرياضيين يمتلكون قدرة كبيرة على التنظير وإطلاق الأقوال من دون أفعال، فنراهم يشغلون الوسط الرياضي بالحكايات والملاحظات والانتقادات. علماً أن بعضهم خاض التجربة سابقاً، وكان نموذجاً فارغاً وخاوياً للفشل، فما إن يُوضَع في ميدان العمل الفعلي والتجربة العملية حتى نجده عاجزاً عن تقديم أي شيء سوى الطروحات النظرية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
وهنا أطالب هؤلاء أن يعرفوا قدر أنفسهم، فمجرد الكلام والتصريحات لا يخدم العمل الرياضي. فهم لا يستطيعون أن يقدموا عملاً ناجحاً في الميدان، سواء في التدريب أو الإدارة. ومع ذلك يعتقدون أنهم الأعلم والأفهم، فينظرون إلى أعمال غيرهم باستخفاف، ويبدون قدراً كبيراً من عدم الإنصاف، فلا يعترفون بجهود الآخرين وعطائهم، بل يسعون إلى تشويه إنجازاتهم وتصويرها على أنها أعمال فاشلة لا تحقق أي مردود للرياضة، بينما يصورون أعمالهم على أنها النجاح بعينه.
علينا أن نصحح مفاهيم هؤلاء، فالعالم الرياضي سريع الحركة، يتنقل من واقع إلى آخر جديد، وعلى الجميع أن يتعلموا من التجارب والتطورات المتسارعة التي شكلت نقلة نوعية في الرياضة ومفاهيمها.
إننا ندعو جميع الإخوة من قادة الرياضة والناشطين فيها والمتصدين لشؤونها إلى بذل جهود كبيرة ومتميزة من أجل الارتقاء بالواقع الرياضي الراهن، الذي يفتقر إلى الانتصارات الكبيرة والنتائج الباهرة. فرياضتنا تعيش أسوأ أيامها، ولن يتحقق لها التقدم والنجاح إلا عبر العمل الجاد، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والابتعاد عن الصراع على المناصب، مع تفعيل القطاع الرياضي وتحديثه وخلق أجواء المنافسة والتطور، وصولاً إلى حصد الأوسمة وتحقيق الإنجازات في عالم الرياضة والألعاب.
**********************************************
رونالدو يغيب عن مواجهة النصر والزوراء في بغداد
متابعة ـ طريق الشعب
أكد الصحفي الرياضي السعودي عيسى المسمار، أمس الاثنين، أن النجم العالمي كريستيانو رونالدو لن يحضر إلى العراق لخوض مباراة فريقه النصر السعودي أمام الزوراء العراقي، ضمن منافسات الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا 2.
وأوضح المسمار، أن الشائعات تتكرر حول إمكانية مشاركة رونالدو في المواجهة المرتقبة ببغداد، إلا أنه شدد على أن النجم البرتغالي "قطعاً لن يشارك".
ومن المقرر أن تقام المباراة غدا الأربعاء، الموافق الأول من تشرين الأول، على ملعب الزوراء في بغداد عند الساعة 9:15 مساءً بتوقيت العراق.
وبيّن المسمار أن رونالدو سيتخلف عن مرافقة وفد النصر إلى العراق، كما غاب في الموسم الماضي عن زيارة الفريق لمواجهة الشرطة العراقي في دوري أبطال آسيا للنخبة. وأضاف أن المدرب لويس كاسترو سيمنح الفرصة لعدد من اللاعبين البدلاء الذين يثق بقدراتهم الفنية العالية للمشاركة في اللقاء.
وأشار الصحفي السعودي إلى أن السبب الرئيس وراء غياب رونالدو هو أن فريق النصر يشارك في منافسات "الصف الثاني" من البطولة الآسيوية، في إشارة إلى دوري أبطال آسيا 2.
*********************************************
في بطولة العالم جراح نصار يهدي العراق برونزية دفع الثقل
بغداد ـ طريق الشعب
تويج البطل العراقي جراح نصار بالميدالية البرونزية في منافسات دفع الثقل، ضمن بطولة العالم الجارية في العاصمة الهندية نيودلهي.
وذكرت اللجنة البارالمبية العراقية في بيان أمس الاثنين، أن "البطل الفولاذي جراح نصار تمكن من إحراز الميدالية البرونزية، ليضيف إنجازاً جديداً إلى سجل الرياضة العراقية".
كما أشار البيان إلى نجاح العداءين محمد الشلهوب وأحمد الشلهوب في التأهل إلى نهائي سباق 400 متر، في خطوة تعكس المكانة المتقدمة التي بلغتها الرياضة البارالمبية العراقية في المحافل الدولية.
***********************************************
الصفحة العاشرة
علي بيعي.. سادن القصيدة الشعبية الحديثة وظلالها الحزينة
محمد علي محيي الدين
في إحدى زوايا الحلة القديمة، وتحديدًا في محلة الجامعين، بزغ نجم شاعر حمل همّ الناس على كتفيه، ونسج من ضوء الفجر كلمات تمورُ بها الشكوى وتغني بالأمل... هناك وُلد علي عزيز بيعي عام 1946، ليكون فيما بعد أحد الأسماء المضيئة في خارطة الشعر الشعبي الحديث في العراق، وأحد أولئك الذين هتفوا للحرية فأوجعتهم الأصفاد، وتغنّوا بالكادحين فعاقبهم الجلادون.
نشأ بيعي في بيئة تنبض بالحياة، وتخرّج من معهد المعلمين عام 1970، وعُيّن معلّمًا في الموصل، ثم عاد ليستقر في مدينته الحلة. لكن التعليم لم يكن سوى جزء من كيانه، إذ كانت القصيدة تسكنه منذ فتوة مبكرة، وكانت المفردة عنده عشقًا، والصورة الشعرية وعدًا لم يُخلفه يومًا.
في أواسط ستينيات القرن الماضي، بدأت ملامح تجربته الشعرية تتضح، حين انضم إلى ندوة "عشتار" الأدبية في الحلة، وهي ندوة بارزة كتب عنها الباحث عبد الرضا عوض، ووثّق نشاطها في كتاب نُشر عام 2010. هناك، وسط كوكبة من الأدباء والمثقفين، بزغ صوته واضحًا ومميزًا، وهو يكتب القصيدة الفصيحة والشعبية معًا، لكن روحه وجدت في الشعر الشعبي أفقًا أرحب، فحلّق فيه، مغامرًا باللغة، وبالبنية، وبالموقف.
كان ماركسيًا لا يخفي انتماءه، فكان جزاؤه المرض والخذلان. فقد مُنع عمله الأوبرالي "البحّارة" في السبعينيات، وكان من أبرز الأعمال الغنائية التي أُجهضت قبل أن ترى النور بسبب موقف السلطة من توجهاته الفكرية، إذ ظل بيعي وفيًّا لفقراء بلده، متمسكًا بقيمه، يكتب عن الحرية والعدل والناس البسطاء. ولم يكن مجرد شاعر، بل كان شاهداً حزينًا على انكسار الحلم، حيث واجه القمع بصمت، إلى أن وافته المنية في 24 شباط 1981، متأثراً بمرض لم يكن معزولاً عن المناخ الخانق الذي عاشه.
وفي عام 2008، أحيا محبّوه أمسية استذكاريه في جمعية الرواد في الحلة، مساء يوم جمعة، كأنهم يريدون أن يعيدوا لروحه بعضًا من العزاء، وأن يعترفوا له بما كان يستحق من حياة ومجد. لكن المفارقة المريرة أن ديوانه الشعري، الذي وعد قريبه صلاح بيعي بجمعه ونشره، ظل طيّ النسيان رغم مضي أكثر من عشرين عامًا على ذلك الوعد.
نقاد الأدب الشعبي ممن عايشوا تجربته، رأوا فيه أحد روّاد الحداثة الشعرية في الجنوب والوسط العراقي. فهو لم يكن شاعرًا تقليديًا يسبح في فلك الموروث دون تمرد، بل كان يسعى إلى بناء نصّ شعبي جديد، متين البنية، غني الدلالة، يتكئ على لغة عصرية وصور مبتكرة، دون أن يتخلى عن روحه العراقية الأصيلة. وقد كتب عنه بعض النقاد بوصفه شاعرًا كان بإمكانه أن يكون أحد أبرز أصوات الشعر الشعبي الحديث، لولا الردة الثقافية والسياسية التي اجتاحت البلاد، وأعادت القصيدة إلى الوراء، حيث الاجترار والتقليد والتسطيح.
كان علي بيعي يؤمن بأن الشعر الشعبي يمكن أن يكون عالميًا في روحه، إن حمل همّ الإنسان، وتجاوز محليته الضيقة، وقد حاول أن يبرهن على ذلك في نصوصه، التي لم يُتح لها أن تخرج إلى الناس بتمامها، لكن من عرفوه وحفظوا شيئًا من شعره، يدركون أي خسارة فادحة لحقت بالثقافة العراقية برحيله المبكر.
إن الحديث عن علي بيعي، ليس استذكارًا عابرًا لشاعر منسي، بل هو استدعاء لأحد الذين حاولوا أن يمنحوا القصيدة الشعبية حياةً جديدة، وصوتًا مختلفًا، قبل أن تلتفّ حولهم خناجر السياسة، وتغيب ملامحهم في الضباب. فلربما آن الأوان أن يُنشر ديوانه، ويُعاد الاعتبار لصوته، ويُقرأ شعره بوصفه جزءًا من مقاومة جمالية وثقافية ضد القبح والاضطهاد. ولا يزال اسمه، بين ركام السنين، يلمع كوردةٍ نبتت على ضفة نهر الفرات، ورفضت أن تذبل.
من شعره قصيدته التي يقول فيها:
يا شعبي يا غنـــوتي
يلي بفرح هلــــــــــيت
وطفيت بي التــــعب
اوجيتني وجيـــــــت
انت نبع دنـــــــــيتي
ومنك ترابــي رويت
وانت فخاتي الصبح
وانت حمامة بــــيت
وانت الأبو المنحني
ونعم الأبو وربيـــت
وكأن الموت يراوده ويقرع خياله لذلك يقول عنه:
ها.. بالموت
وجه بنادم، دنيه ﭽبيره
تمشي بگلب بنادم.. صوت
وصوت بنادم، شهگة غيره
ما تغفه أعله الذل وتموت
دم يسولف
دم يخاف
دم يطحن.. ذايب بسكوت
دم يرد بعظم بنادم..
ﭽيلة ترد روحه بلا موت
دم يفز بليل بنادم
نجمه وعل الغافين تفوت
***************************************
حزن جنوبي
علي عبد الرضا
ودعتك من الباب للباب
شايل سمارك صوت الاحباب
لون العجد جن لون سرداب
عطاب گلبي اليوم عطاب
ودعتك وضاك الدرب حيل
نجمة وكتلني موادع الليل
موتك خريف و يصرخ الريل
حزنك عبر سيل بظهر سيل
لا تبتعد فاض الحزن شوك
صحرة وتدوس معاند النوك
فز بيه ذكرك دمعة بالسوك
شافوك بيه وباوعت فوك
طشيت شوفي اعله الدرابين
هلبت ترد وتلجحك العين
ظلمة الكبر مو مال حلوين
خفاك گلبي عليك يازين
ودعتك وصافن على ضواك
جن كمرة ضايع حزنك وياك
حتى النخل صوفر على جفاك
ينعاك گلبي اليوم ينعاك
حزنك چريب وجسمك بعيد
ثكلت وحشتي وفگدك يريد
يجزي الوكت وعيوني ياحيد
تعمى ويثوبك من يمر عيد
*************************************
انتظار
عبد الإله الفهد
امتانيچ
اگلهه
اوبچت :
او گالتلي شمتاني؟
او دگات گلبي
حچت :
گالت على المبتلي
ايحن الله بلكي اوعسى
اوينطيه عمر ثاني!!
***************************************
برحية عراقية
إلى عقيل حبش
حسين جهيد الحافظ
نسمة هوه إبهيئة بشر
بيه الوفه يجري نهر
أيطش على الصوبين حنيه
بتباه التباهي ابن الناصريه
توضه ابحب عراقه
او تيمم بالشيوعية
شامخ فوگ برحيه عراقيه
كل چلمه بلسانه
تطگ بالشوگ حريه
ترف حته امن الترافه أترف
شريف امن الشرف أشرف
نضال او روح ثوريه
حط روحه اعله چفه ساعة الكلفات
ابد ما گال شعليه
الحلة و الغموگه شهود
للروح الفدائيه
صعد للمشنقه او غنه
هزيته الموت او هزنه
شيمة فهد عطر الناصريه
حط حب الحزب قبله
او صله ابغيرة الطيبين
تنخه ابحازم او صارم
ابجمال الحيدري و حسين
بسمل بالوفه او شوگ الشيوعيين
حورية شواطي نگلة الجدمين
نگد ليرات خطواته
او كلامه همسة امحبين
حروف اسمه سجل تاريخ
صفحاته اتناثر طيب
ابعشگ الحزب روحه
عشگ محبوب او حبيب
نخلة شوگ برحيه
ما حملت غير الزين
صفناته حسن نيه
يسولف للنده
الخيط الصبح
للطيف بالچا الجنوبيه
سوالف عن حمد والريل
عن اصويحب او جرحه
عن ليل السجن و امناطره الصبحه
عن عشگه الفخاتي الهور
عن غنيده والنواب
عن الطاگ ( مبني اعگاده عالمهجور )
بس ما طاح
شدوله الضلوع اسلاح
زلم مطربهم النواب
( الهدل أخ الهدل)
لحن بأجمل لحن ينساب
فختايه او حنين الگصب والبردي
طگ بيهه اويه بخت الهور
صينية شمع وابخور
حط السمبگات البيض
لزمور التفگ شاجور
يتنطر( سفن غيلان )
تبحر ٠٠٠ الغيره اشراع
دگ روحه او حلف بالگأع
عزيز الحزب ما ينباع
عطر شوگه ٠٠
عطر من شهگة النعناع
عقيل اويه الحزب عاشگ
مثل عشگ الرمش والعين
عشگ مجنون ٠٠٠
غافي ابشيمة الطيبن
عقيل انته الاسم كافي
يا سچة نضال انته
او عشگ حوريه
يا هيبه او مهابه او عز
او رمز ثوار ٠٠٠ !
يا رمز الشيوعيه
********************************************
یا .. جفني
جواد الدراجي
يا جفني .. كافيك سهر
نجمات خلگي تبللن
وآنه الحزن مو حيله
متاني بظلام مناطره
وأرجاه طيف يمر اللي
ونغني ملگه اللیله
واتذكرت چف الصبر
دگ هاون سنیني بعفه
وفحت لغلاهم ... هيله
وأتباهلت ويه الندى
ونسماتي لو غبشن سچچ ..
يتشابگن وي ريله
يا جفني ..
ننسج چم حلم
واللیل ما جابه .. واجه
نفرش حضنّه ..
بکل عفه
ویرد .. یفشلنه .. الرجه
نلملم .. الباقي من الصبر
ونجیبه یتناثر .. تعب
ونرید .. بينه نورجه
ویطلع صبرنه بلا صبر
واثنینه .. مسابگ وجع
والوكت باطل منهجه
ها .. یا جفن .. مابینو ..
والشوف كف .. ذاك الگبل
يربي لسچچهم دومه
دلهمنه .. وأیسنه سوی
وأظلم .. وکتنه بلا فجر
ما من شمس .. التسومه
والیرخص بعین الزمن
لو شفتو .. نايه .. يون قهر
لحد يجيه ويلومه
لا باچر .. بشاره یجي
ويصيح كافي من الوجع
گومو .. نذب هدومه
ولا بعد .. یچسینه الصبر
حتی نسولف عن أمل
لرواحنه الملچومه
*********************************
يايمه
يوسف المحمداوي
چاوين خواني وخواتي
من وصلت الوجعه اللهاتي
ما عاتبت صريت الهموم
مكسور بس امشي برهاتي
يايمه عايش عيشة الموت
بس ما گلت للدوني أغاتي
ما بيچ جيه من الدلول
يا بعد كل ولدي وبناتي
مليت من عطر الزمن هاذ
مشتاق اشم عطر ( الفواتي)
عگالي حزن دشداشتي جروح
وچادر فواتح يا عباتي
واطلع اگبال الوكت فرحان
واضحك عليه بمكسراتي
ولو جزع مني ويگطع وياي
آنه الأحشم همومه تاتي
عنده قصر بس ماملك جاه
جوع الذيابه بغير شاة ِ
والجيب خالي وگاعد ايجار
والجاه ذل المشتهاتي
مثل الجواهر وسط محار
منفوسه ما تحصل غلاتي
يظنون عزة الناس الفلوس
وصنع الله عزتي من نواتي
يا مرخصه المد چفه للعوز
عنوان بيتي وطبع ذاتي
وما هنت نفسي بدرب تعبان
درب اللتيا واللواتي
ومو مثل بعض اليدّعي ايمان
مستور ما اعلن صلاتي
مهيوب ما دگيت بيبان
ولا شوّهت صورة حلاتي
يايمه تعبني الزمن حيل
بس ما مشيت إلا برضاتي
يقسون ويگطعون وشتاگ
ومثل الطفل صافي بصفاتي
عميه المحبه الشوف بالروح
غربان واحسبهم فخاتي
******************************************
آخر طَعَم
كاظم العطشان
واظـل ....
بآخــــر طَـعـَم مـنّك
رِكـَد عـطـره ابشـراييـني
وغُـفـه ابــمـوسِـــم حِــسِن ظَـنــك
ي فـنّـي اجـمـع ضُــوه الـخاطـر
وطـــشـرك..
والگــط الـزينه
والـمنَّــــك
يَ فَـنّي اگـطـع حـبـل سِـرك
وطَـفّـي اللهـبـه الـبشوگـي
وسِـد بـاب الــنِشِـد عـنــك
ي فَــنّي وماتِــفــل فَـنّي
وزامـط خــيـل الـمعانـد
وگـلَّك: يامُــــهر فَـــنـَّك
وحـبـــك يابــــراد الظـــــل
طـعـم صُــــبّيـر ومــدلَّـل
وگــولـن : يافـــرط رمــــان
مـعـجون بــغَنـَج چَــنَّـك
يـخـزّامـة غُـــوه اطـيـوفـي
لـذِمّ الذمَّـو افـراگك وعـذرنَّك
ولـو عاگـولك ابـريـجي
وعـلـى الحـنظـل اجـلـبنَّك
ولـو هـجـرك شِـري ابْـشِفـتي
لظـل خـوصـه ابـسعـف فـيّـك
وحـرزك بــــرحي بريــــاگي
وظـل بآخـــر طَــعَـم مـنـك
**********************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- تشكيليو البصرة (جزآن) تأليف الناقد والفنان التشكيلي خالد خضير الصالحي. تقول خنساء العيداني عن هذا الكتاب: " لا يورد معلومات ببيوغرافية متداولة، ولا يركز على ذات الفنان وانما يعمد المؤلف الى العمل الفني وابعاده وقيمته الابداعية".
- توأم الرجل المُسيِّب/ رواية د. طه حامد الشبيب، الجديدة- يقول عنها الناشر اتحاد الادباء والكتاب في العراق: "الشبيب.. تؤسس عوالم جمالية زاخرة بالشفرات والرموز المبثوثة بمهارة في رؤى ابطاله".
- العزلة والحرية/ تأليف غيورغي آداموفيتش، ترجمة تحسين رزاق عزيز، اصدار: دار المأمون- بغداد. وكانت دار الشؤون الثقافية- بغداد قد اصدرت قبل سنوات كتاب "العزلة والمجتمع" لنيقولاي برديايف ترجمة فؤاد كامل.
الكتابان يقدمان رؤى فلسفية عميقة لمعاني العزلة والحرية والمجتمع.. ويكملان بعضهما البعض الآخر.
- القصيدة دون شعر كثير/ تمثلات الخيال السريالي في تجربة صلاح فائق- دراسة ومختارات/ للناقد د. حاتم الصكر. اصدار: دار الشؤون الثقافية – بغداد.
صلاح فائق من الشعراء المجددين، ودراسة شعره من قبل الصكر اغناء حي للشاعر وشعره.
******************************************
ماركس و الماركسية في الثقافة الرقمية
عبد الغفار العطوي
في كتابه ( كارل ماركس/ تاريخ حياته و نضاله) يؤكد مؤلفه فرانز مهرنغ ( ترجمة خليل الهندي) على إن حياة و فلسفة ماركس تمثل احسن الدوافع في الإصرار على ديمومة البقاء دوما خارج نطاق الإهمال الذي يضفي على العالم غلالة من النكران ، مهرنغ يؤكد في كتابه الضخم على إن ماركس (1818-1883) في حياته ونضاله قدر له ان يعيش لما بعد رحيله بسبب ما كان لعصره من جسامة الأحداث الفكرية و الفلسفية و الاجتماعية و الثقافية التي عصفت بالعالم من تأثير و تأثر و كان ماركس حاضراً فيها جميعاً منذ نقده لهيغل حتى السنوات الأخيرة من حياته، كانت هيمنة ماركس و فلسفته الماركسية واضحة ، و الرهان على إستمراريتها إلى أمد بعيد هو ماعمد فيها لمناقشة و مراجعة و تحليل لأهم مفاصل الفكر الإنساني، لنجده قد تجاوز بشهرته الثقافة الرقمية بما استطاعت الفلسفة الماركسية في وعي حركة و جدلية المادة في التاريخ،لتتضح معالم تلك الفلسفة التي اهتمت بالاقتصاديات و التحولات الاجتماعية في المادية التاريخية ، و لم يكن ماركس قد توجه صوب الفلسفة إلا لكونها قادرة في الوصول نحو تحليل البنى الفوقية التي تفرزها البنى التحتية ، بمعنى إدراك ماركس قيمة الاقتصاد و السياسة و الوعي في حياة الناس، لهذا هو انتقد فلسفة هيغل بالذات لأنها ظلت مستغرقة في عالم المجردات المتعالية تاركة حياة الإنسان في خطر الصراع الطبقي و الاغتراب و استغلال ارباب العمل لفائض القيمة على حساب الشغيلة وغيرها ، مما جعل الماركسية و هي نزعة فلسفية مادية ان تتسرب نحو مشكلات العاملين في العالم ، بحيث لا نجد حقلا معرفيا و لا إشكالية اجتماعية إلا و ترى الماركسية تجد لها تخريجا، مما أدت أفكار الناس للاقتداء بفتوحاتها، وحاضراً شهد رواجاً كبيرا في التعاطي معها وذلك بتطبيقاتها النظرية الاقتصادية والسياسية بالاقتران مع السلطة كما في الاتحاد السوفياتي آنذاك (1917-1989) لهذا لم يتوان العالم الرقمي لما بعد الحداثة في إشاعتها في الكون الرقمي، و أن تحظى بنصيب الأسد للمتابعين لما تطرحه من اشكلة على أي واقع محدث، فكانت عقود القرن المنصرم مشبعة بالفكر الماركسي و الإيديولوجي، و ظلت الماركسية بكل اريحية في فواصل مجتمع المعلومات و الثقافات الالكترونية ، للمداخلات الفلسفية العميقة التي تقوم بتحليل مشكلات العالم من خلالها، أي أن الماركسية كانت طيعة في استيعابها من قبل مختلف طبقات و شرائح البشر ، فنجد وسائل الإعلام جميعها تتناقلها، و إذ انتشرت الماركسية عبر رؤية تحليلية تفسيرية لينينية اخذت بمعالم الإيديولوجيا فقد اشتدت الحركة الشيوعية باعتبارها نسقاً ثقافيا للماركسية ، مما حفز الثقافة الشيوعية التي عملت على رفع سقف رصيد اليسار ورفده بكتابات اغنت الثقافة الوطنية في العراق التي كانت سائدة آنذاك، وبرزت الصحافة الشيوعية منذ 91 عاماً وكانت ولازالت تعمل على اكتشاف العالم وما فتأت تحمل على عاتقها ثقل الوعي التاريخي الناجم عن إدراك ضرورة إرساء ثقافة جادة رصينة في عالم متغير، مخيف ، و هي تمارس أنجح الانتقادات للواقع المتردي و لنظام التفاهة الذي يكتنف العالم الرقمي عبر وسائل الإعلام الرقمية ، و تواكب المستجدات الثقافية المتنوعة بمزيد من التحليلات الفكرية و المعرفية، و تدفع بوعي الجمهور العراقي إلى متبنيات ثقافية تصب في صالح الوعي السياسي الجماهيري.
***************************************
الدولة الممكنة.. وترويض المستحيل
سلام حربه
كتاب الباحث العراقي الأستاذ حسين سميسم ( الدولة الممكنة ) يشكل علامة فارقة في المكتبة الثقافية العربية، حيث يتناول موضوعا غاية في الأهمية ألا وهو مفهوم الدولة وخاصة إشكالية الإسلام السياسي مع الدولة الحديثة. يتناول الكتاب تشكل الدولة في عالمنا الإسلامي وهل كانت لها ملامح قبل ظهور الإسلام وهل هناك في الدين الإسلامي إشارة من قريب أو من بعيد الى الدولة التي ظهرت في آيتين كريمتين فقط مرة بضم الدال ومرة بفتحها وكانت بمعنى التداول والإنتقال بين الناس من يد الى أخرى ومن حال الى حال..؟ لم تكن الرسالة الدينية بناء دولة إسلامية بل العمل على بناء أمة دينية تلتزم روحيا وأخلاقيا بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. لقد حاول المؤلف وبجهد موسوعي فردي، ربما لا تقوى عليه كبريات المؤسسات الثقافية والمعرفية، على ملاحقة هذا المفهوم وكيف تطور عبر العصور والحقب السياسية المختلفة بصراعاتها الدموية وحروبها وكيف أصبحت الدولة في النهاية حقيقة ثابتة لكل المجتمعات وتم تطويع النص القرآني، من قبل العلماء والفقهاء، كي يكون مفهوم الدولة ذا أصول دينية وهو من يعطي الشرعية للأنظمة السياسية التي حكمت العالم الإسلامي. أي إن الدولة أصبح لها وجهان ديني وسياسي، هذا الخلط ما بين الإلهي والبشري وتداخلهما خلق نوعا من الفصام ليس في الأنظمة السياسية فقط بل عند الأفراد المسلمين وأصبح الشعب بيد حاكم الدولة الذي إمتلك التفويضين، البشري والإلهي، وأصاب تلك المجتمعات الإنغلاق العقلي والروحي والفوضى والحروب والكراهية وبحور الدماء التي سقت الأرض كلها بسبب هذا التغليف الديني للهيكل السياسي. كتاب يستحق القراءة ليس للباحثين في الشأن التأريخي والسياسي بل لعامة الناس لترى بعيونها وتفرزن بعقولها ما دفعه المواطن العادي من آلام ومعاناة وفقر وبؤس وحرمان وموت مجاني لأن كل سلطة سياسية كانت تستخدم التأويل الزائف لفقهائها في حرف النص الديني المقدس وتبديل مقاصدة الإنسانية النبيلة نحو المنافع الفئوية والحزبية والشخصية ليتحول الدين في النهاية الى سلعة تباع وتشترى حسب طلب السوق ومقاصد النوايا الخفية من عداء للدين نفسه من المندسين والحاقدين والمزيفين في إيمانهم من الشعوب التي أكرهت على ترك أديانها الأرضية وإعتناقه زمن الفتوحات الإسلامية وقد حملوا معاولهم لتخريبه من الداخل والإنتقام من نهجه القويم في إتمام مكارم الأخلاق لكن بأمراضهم تم نشر الظلم والرذيلة والجهل والخرافات وكلها بإسم الدين الحنيف والدين في كل ما عملوا براء..حقا أنه كتاب موسوعي راصد لكل التحولات السياسية والإختلالات التي حصلت للبلدان الإسلامية والتحولات الدينية التي رافقتها..كتاب لا غنى عنه في المكتبة العربية ومرجع دسم بالمعرفة درس أحوال الأمة الإسلامية سياسيا ودينيا منذ أكثر من ألفي عام وحتى يومنا هذا..دراسة الماضي بمنهج عقلي طريق لبناء المستقبل..
******************************************
انتفاضة الشعب في رواية {زهر القرابين}*
د. علي إبراهيم
تناولت رواية "زهر القرابين" لناهي العامري، موضوع انتفاضة الشعب العراقي في تشرين الأول "أكتوبر" عام 2019، حاول الكاتب تجاوز الأسلوب الصحفي ممارسا طريقة السرد الروائي بتقديم الشخصيات الفاعلة في الحدث بانتقاء رمزي من جمهرة المساهمين في هذا الفعل الوطني من " طلاب، أكاديميين، محامين، عمال، معلمين، منظمات مجتمع مدني، أدباء، عشائر، موكب حسيني. " ولم يذكر دور الأحزاب والمنظمات في هذه الانتفاضة، علما انها كانت موجودة بثقلها دون استخدام اسمائها الصريحة وضمن أبرز المساهمين إيجابيا وفي كل سوحها بغداد والمحافظات، كان الحزب الشيوعي العراقي الذي قدم عددا من الشهداء. إلى جانب الشباب والأكاديميين والطلبة فكانت ثورة حقيقية.. حاول الكاتب اعطاءها بعدا شعبيا واسعا.
بدأ روايته بقصة شخصية أجنبية هي السيدة والش (سولدي) واحتلت سبع حلقات ختم بها روايته. والسيدة هذه ناشطة مدنية وصحفية من مدينة (أسلو) في النروج، كرست حياتها كلها لعملها بعد أن انفصلت عن زوجها قبل أن تبلغ سنها الأربعين. وكانت لها مواقفها الخاصة المستقلة ولذلك اختلفت مع وكالة الشرق الإخبارية، لكنها فوجئت بدعوتها من قبل مدير الوكالة، يكلفها بمهمة صحفية في العراق الذي زارته قبل سقوط نظام صدام حسين ولم تنج من مضايقة السلطة لها، إذ لم تحصل على حريتها كصحفية ومن مواصفاتها اجادة العربية التي درستها مع وجود لكنة في نطقها، وهذه هي أبرز صفاتها التي دفعت الوكالة لتكليفها بهذه المهمة كشاهد عيان على زمنين في العراق قبل وبعد سقوط نظام البعث وزمن اندلاع انتفاضة تشرين.
ومنذ البداية تتعرف على مترجم عراقي اسمه إبراهيم، عين مرافقا لها، حاصل على بكالوريوس إنكليزي ثم ماجستير في الاختصاص ذاته، ضيع ثمانية أعوام من عمره عاطل عن العمل، التحق بالانتفاضة منذ اندلاعها، وبسبب سولدي حصل على عمل. ومنذ البداية يتعرف على معنى اسمها وكشفت عنه قائلة: (تضامن)، وهكذا انسجم الاسم مع الفعل، وفي الحلقة الثانية كما رقمها الكاتب تقرر زيارة الناصرية وزيارة عائلة الشهيدة سامية، وبعد استقبالها الكريم من قبل والدة الشهيدة تطلب منها مذكرات سامية وتحصل عليها، على أن تردها بعد الاطلاع عليها وتحصل هذه الزيارة بمساعدة الشاب أحمد صديق إبراهيم.
وفي الحلقة الثالثة تكشف الصحفية الأجنبية من مذكرات الشهيدة سامية ومن خلال الصور -التي احتفظ بها إبراهيم، وصورها طالب- المعبرة عن مدى شجاعة المنتفضين. واعجبت بشجاعة طالب. وخرجت بتقرير نشرته وكالة الشرق الإخبارية وأعيد عرضه لمرات عديدة ولاقى استحسان العديد من القراء والمشاهدين.
في الحلقة الرابعة تكشف عن تجربة إبراهيم في التآمر عن طريق أصحاب القبعات الملونة الخضر والحمر والزرق بحجة حماية المتظاهرين لكنهم أدخلوا حتى العاهرات لتسقيط وتشويه الانتفاضة. لذلك طلبت الصحفية القيام بجولة مع إبراهيم في ساحة التحرير. كان يصف لها مواقع الشباب والشابات المتمسكين بحقوق شعبهم حتى الاستشهاد كما جرى للشهيدة سامية وحبيبها الشهيد حسين. وشاهدت بقايا الأعمال التشكيلية لطلاب الفنون حينها أدركت: " كم هو هائل حجم التآمر الذي حيك ضد ثورة الشباب، لا ريب أنه مواز لذلك الثبات".
وفي الحلقة الخامسة تنتهي السيدة سولدي من قراءة ترجمة يوميات ثورة أكتوبر التي كتبتها الشهيدة سامية، وقد خرجت باستنتاج:" لولا وباء كورونا لاستحال على القوات الأمنية زحزحة الثوار من أماكنهم".
وفي الحلقة السادسة تعبر السيدة (ألش) عن استلهامها ليوميات الثورة والتي كتبت عنها العديد من التقارير والمقالات والقصص الخبرية، وآمنت بان ثورة أكتوبر العراقية هي من الثورات العظيمة في العالم، الى جانب شعورها بنجاح مهمتها سعت للبحث عن " الحلقة المفقودة في يوميات الثورة". وحاولت استعادة ما كتبه طالب في يومياته رغم انكساره وتوقفه عن مواصلة الكتابة.
وفي الحلقة السابعة والأخيرة سواء من تجربة السيدة الش سولدي وهي عودتها إلى الناصرية لتسليم مذكرات الشهيدة سامية كما وعدت أمها وكذلك لمعرفة المزيد عن الشهيدة من خلال أحمد الذي كشف عن تضارب الأخبار عن مصيرها وتنتهي الرواية بهذا الخبر: " إن أحد رواد مقبرة السلام رآها بأم عينه وهي جاثية أمام شاهدة قبر الشهيد حسين"... وهو نهاية غريبة، ولكنها تدفع القارئ للتفكير والتأمل والحيرة بين قبولها ورفضها.
اما القصة الثانية (بيت طالب) وهي من ست حلقات تجسد حياة طالب نادم مظلوم شخصية الصحفي العراقي المتضامن مع جمهور المنتفضين، بل هو أحدهم على الرغم من خروجه توا من مشفى للأمراض النفسية، وتجاوزا للعهد الذي قطعه أمام والدته التي كانت ترفض زيارته لسوح التظاهرات خوفا عليه، وكان يشعر مدى تأثير ذلك الخرق على صحتها، لكن ما بداخله كان أقوى ليس بحكم عمله، بل انجذابا لطبيعة التظاهرات الشبابية وسعتها وتميزها عن كل الفعاليات التي سبقتها. وأمام موقفه القوي هذا تتراجع والدته ويتضامن معها والده، فتستجيب لمشاعره وتخفف الذنب الذي كان يشعر به اتجاهها، بل بدأت تحثه على المضي بطريقه النبيل، وهنا نجح الكاتب في جعل هذه العائلة أنموذجا لكل العوائل العراقية التي تدفع أبناءها وبناتها وقودا لهذا الفعل الوطني.
وفي الحلقة الثالثة يتحول (بيت الطالب) وتحديدا أم طالب إلى داعية مساندة لولدها وتأخذ منه أخبار حركة الانتفاضة وتنقلها لمعارفها، إضافة لما تسمعه من وسائل الإعلام الفضائية، وكانت تستقبل ولدها عند عودته فرحة سعيدة به. تأخذ تفاصيل يومية عن الوفود المناصرة لثورة الشباب، وحدثها عن امرأة عجوز تدعم أحفادها، عن طريق "بسطيتها" البسيطة. التي طورتها وحولتها إلى" ورشة ضد الاختناق من دخان القنابل المسيلة للدموع". تقضي يومها جالسة في ظل أشجار حديقة الأمة. وكان يقص لها حكايات النساء اللاتي ودعن بيوتهن ويتواجدن يوميا في سوح الانتفاضة، يعدن الطعام لكل المتواجدين في حدود الساحتين ووسطهما. كان يشعر بفرحها وتضامنها ومحبتها لكل ما يجري هناك. وأخبرها عن طالبات الطب المتطوعات لتنظيف الساحات.
وفي الحلقة الرابعة تبدو الام متفاعلة معه، وتعبر عنه باستقبالها لولدها بقبلاتها وفرحها الواضح، وتشجيعها له. وانتظار سماع الأخبار منه فيخبرها عن طلبة معهد الفنون، الذين حولوا وادي النفق إلى أكبر معرض فني تشكيلي. وحدثها عن الموكب الحسيني فزاد من دهشتها، ذكر لها خبرا عن سامية التي فجعت باستشهاد حبيبها وعن النازحات ومعاناتهن وبحاجة لمن يأتمن إليه فيكشفن عن معاناتهن، وقد عبرن عن شعورهن بوجود وطن لهن في الساحة، بعد تهجيرهن من قبل داعش. وشعرت أمه بأن الوقت قد حان للالتحاق بوطن الانتفاضة.
وفي الحلقة الخامسة يعلم المتلقي أن أم طالب وأبيه وصلا إلى الناصرية مع سامية، واستقبلت من أهلها استقبالا جميلا ومع الشكر والتكريم لأم طالب وزوجها اللذين حققا هذه الأمنية. وحصلت عائلة سامية على كل المبررات التي تبرر غياب ابنتهم وأنها عاشت بوضع سليم مع هذه العائلة، وهذه الحقائق خلصتهم من كل الشائعات المغرضة، فكانت فرحتهم عظيمة.
وفي الحلقة السادسة والأخيرة من قصة (بيت طالب) يلتقي طالب بأمه ووالده بعد عودتها من الناصرية فيسألهما عن سامية وكيف حصلت علاقتها بالشهيد حسين ذي الشخصية القوية والثقافة العالية مما جعل سامية تحبه وتلتحق معه في ساحة التحرير. وعن أحمد واستقباله لهما، رغم أن أباه يعمل بأجر يومي لكنه تحمل أعباء دراسته حتى تخرجه من الكلية لكنه لم يحصل على عمل.
وفي (اليوميات) تبين النشاط الفعلي للمنتفضين.
ولا أدري لماذا لم يسمِ هذه اليوميات باسم (يوميات الصحفي طالب) لأنه كان هو الراوي الوحيد لأحد عشرة حلقة. وقد أشرك فيها والدته والتي بدأت بمساعدته وتعرفت على مجاميع كثيرة من المنتفضين. وساهمت في عودة سامية لديارها.
وشملت اليوميات مذكرات طالب، مشبرا إلى خيمة الأكاديميين، وزاد فضوله لمعرفة سبب حضورهم اللافت في الساحة التي لا تخلو من وجود (سحر والزعيم) ودورهما التخريبي. ورسم دورهما واعمامه في صفوف المنتفضين. وحاولا إيجاد أثر لطالب في المكان لكنهما لم يعثرا عليه. فشعروا بالفشل والخيبة وحاولا البحث عن طرف ثالث لكبح هذا التمرد المتمثل بالمنظمات السرية وجواسيس الحروب. وتم اغتيال الناشط هادي المهدي. ولكن "الزعيم" أظهر نفسه أمام التحقيق أنه المدافع الأساسي عن الانتفاضة ليؤكد زعامته "للمنظمة الأمنية". ولتأكيد فساد هذه الشخصية، يعلن الكاتب عن وجود علاقة غير شرعية بين الزعيم وسحر.
وفي الحلقة الثانية يعقد القائد الأمني لقاء مع سحر والزعيم ويبلغهم بفشل كل خططهم ويطالبهم بتوسيع الخطف والاغتيالات، وتساءل "عن سر تصاعد عزيمة المنتفضين طرديا عدد قتلاهم، وارتفاع التضامن والتآزر والتلاحم معهم" وطالبهم بحلول وطرح أحدهم فكرة الهدنة والمفاوضات مع نشطاء الشباب. ولكن القائد لم تعجبه كل هذه الآراء.
ويؤكد الكاتب فشل كل تلك الأساليب اللاشرعية، مما جعل الزعيم يلجأ إلى وباء كورونا لقمع الحراك الجماهيري. وبدأ بحضر التجوال. نجح الروائي ناهي العامري في توظيف نسق الاسترجاع عن طريق الحلقة الأولى من (نذير الماضي) من خلال استذكار طالب ووالدته شيئا من ماضيهما. وركز الكاتب على شخصية طالب الذي يكاد أن يكون الشخصية الرئيسة في الرواية.
يسترجع (فاهم) شقيق طالب دور أخيه في مظاهرات الجمع التي اندلعت في 31 تموز 2015، ثم انتكاساته.
ان الحوارات بين شخيصات الرواية أوصلت الكاتب الى معلومات عن انتقال مركز انتفاضة الشباب إلى ساحة الحبوبي. وتواردت الأنباء عن اغتيال الأم المسنة التي قادت انتفاضة الشباب في العمارة. وهكذا استطاع الراوي الوصول الى جملة من المعلومات الإيجابية أو السلبية، النجاح في إعطاء صورة واضحة عن تطورات أحداث انتفاضة أكتوبر ونهايتها في حبكة وتسلسل ومرونة في الانتقال من حدث إلى آخر مما جعل مضمون هذه الرواية وثيقة تاريخية تفيد الأجيال القادمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب
في العراق/ 2022
*********************************************
الصفحة الثانية عشر
في لاهاي قاسم حوَل يعرض {بغداد خارج بغداد}
لاهاي – مجيد إبراهيم خليل
ضيّفت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في هولندا، الجمعة الماضية، المخرج قاسم حول في أمسية ثقافية احتضنتها إحدى القاعات في لاهاي، وحضرها المستشار الأول للقائم بالأعمال في السفارة العراقية رعد حرجان، وجمع من ممثلي المنظمات المدنية العراقية العاملة في هولندا.
وبعد أن رحّب السيد خالد حسين بالحاضرين، انطلقت الأمسية بعرض فيلم "بغداد خارج بغداد" للمخرج حول، والذي يُلقي الضوء على محطات عديدة من تاريخ الوطن ونضال أبنائه في سبيل الحرية والديمقراطية.
بعدها دار حوار بين المخرج والحاضرين، أداره الأستاذ تحرير الكروي. وقد تعرّض الحوار إلى شؤون ثقافية مختلفة، يتعلّق بعضها بتاريخ العراق القديم الذي عرّج عليه الفيلم في بدايته. كما تساءل البعض عن القامات الشعرية التي تطرق إليها الفيلم، كالزهاوي والرصافي والسياب، وعن الطريقة التي تمت بها معالجة الأحداث.
من جانبه، ذكر حوَل أن الثقافة تحتاج إلى استقرار. فيما رأى أنها تدهورت في بغداد، وان تاريخ الوطن غاب، مبديا خوفه من أن تغيب الجغرافيا أيضا!
وأوضح أن الوطن لا توجد فيه اليوم سينما، إنما توجد أفلام، ولا توجد قاعدة مادية للإنتاج السينمائي. بينما لفت إلى عمله في الوطن، وما تعرّض له من مضايقات ومتاعب، وما بذله من جهود فنية رغم تلك الصعاب.
وفي الختام، أهديت باقة ورد للمخرج حوَل من ممثل السفارة، ولوح تقديري من تنسيقية التيار الديمقراطي.
********************************************
تحدث عن الدراما التلفزيونية صباح رحيمة في {بيتنا الثقافي}
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، المخرج التلفزيوني صباح رحيمة في جلسة ثقافية بعنوان "الدراما التلفزيونية بين الواقع والطموح".
أدار الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، الإعلامي والمسرحي الأكاديمي د. زهير البياتي، وحضرها عدد من القياديين في الحزب الشيوعي العراقي، إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين في الدراما.
وخلال حديثه، تناول رحيمة أبرز التحديات التي تواجه الدراما التلفزيونية في العراق والمنطقة، مسلطًا الضوء على الفجوة بين الواقع الإنتاجي والطموح الفني.
كما أشار إلى ما وصفه بـ "الانفتاح غير المنضبط" لبعض الأعمال الدرامية التي لا تراعي الذائقة العامة، مؤكدًا الحاجة إلى إنتاج تلفزيوني يوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية الاجتماعية. وحُظيت موضوعة الجلسة بتفاعل الحاضرين، الذين قدّموا مداخلات وطرحوا أسئلة أجاب عنها رحيمة بتفصيل وشفافية، ما أضفى على الفعالية طابعًا حواريًا غنيًا.
وفي الختام، قدم د. علي مهدي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى المخرج صباح رحيمة، تثمينا لمساهماته الفنية ودوره في إثراء النقاش الثقافي والفني.
******************************************
في كربلاء احتفاء بالفنانة أفكار الإبراهيمي
كربلاء - طريق الشعب
احتفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أخيرا، بالفنانة التشكيلية أفكار عواد الابراهيمي، في امسية فنية حضرها جمع من متذوقي الفنون.
أدارت الأمسية الرفيقة كوثر كاظم ناصر، التي قدمت السيرة الذاتية للمحتفى بها، مبينة انها تنحدر من عائلة فنية. حيث كان والدها من الفنانين المعروفين في الوسط التشكيلي الكربلائي إبان السبعينيات. بعدها تحدثت الفنانة عن نشاطها الفني، وعن الدعم الكبير الذي حظيت به من أقربائها، خاصة خالها الشاعر المخضرم عمو كاظم، الذي لم يدخر جهدا في تعريفها بالوسط الاجتماعي والثقافي في كربلاء.
وبينما ألقت الضوء على مساهماتها التشكيلية وأهم المعارض التي شاركت فيها، تحدثت عن معوقات واجهتها إبان فترة النظام الدكتاتوري المباد، بسبب انتماء والدها إلى الحزب الشيوعي العراقي. ولفتت المحتفى بها إلى انها ساهمت في تقديم دروس في الرسم. وفي سياق الأمسية، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة المحتفى بها.
وفي الختام سلمت الرفيقة صبيحة هاشم زهيان، الفنانة أفكار الإبراهيمي لوحا تقديريا باسم اللجنة المحلية، تثمينا لمساهماتها الفاعلة في المشهد التشكيلي. كما قدمت لها الرفيقة كوثر كاظم ناصر، هدية تذكارية باسم رابطة المرأة العراقية في كربلاء.
******************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
• سهام السعدي 500 كرونة سويدية
• محمد علي العامري 500 كرونة سويدية
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
******************************************
ليس مجرّد كلام.. ما هكذا تُحلّ أزمة السكن..!
عبدالسادة البصري
في أواخر خمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي بدأت حكومة الجمهورية الفتية باستقطاع مساحات في بغداد والمحافظات لتخصيصها كقطع أرضٍ سكنية للفقراء وسكّان الصرائف وذوي الدخل المحدود، بعضها وُزِّعَ كقطع أراضٍ ليتمّ بناؤها من قبل المستفيدين منها مثل مدينة الثورة (الصدر) والشعلة وغيرها، وبعضها الآخر تم بناؤه على شكل مجمّعات سكنية وُزِّعت لذوي الدخل المحدود،
فالمعقل والأبلّة ودور الموانئ في أم قصر والفاو وكذلك دور النفط وغيرها تمّ بناؤها وتوزيعها على ذوي الدخل المحدود من العمال والموظفين، كما تم تخصيص جزء من واردات مصلحة الموانئ آنذاك كي تقوم ببناء مساكن ومستشفيات ومدارس وحدائق ومتنزهات للمواطنين، فازدهرت البصرة بمناطق الأبلّة وخمسين حوش وحي الشهداء وازدانت بحديقة الأندلس وشفقة العامل ومدينة الألعاب ونمرة أربعة، كنتَ تشمّ رائحة الشاموا وملكة الليل وأنت تمشي في شوارعها وبين بيوتاتها ليلاً وصباحاً، كما أخذت التجارة والزراعة والصناعة وأعمال العمران والبناء تتزايد يوماً بعد آخر، فمناطق الجبيلة في البصرة وحي عدن وحديقة الأمّة والجبيلة في الفاو أيضا، إضافة الى الحفلات والسفرات الترفيهية للمواطنين في الزوارق البخارية وعبر شط العرب والتي صارت أيقونة فرحٍ في كل مناسبة تمرّ على البلاد !!
حينذاك تنفس الفقراء وذوو الدخل المحدود الصعداء وبدأت الحركة العمرانية بالنمو وانتعشت التجارة والصناعة والزراعة والسياحة !
إلاّ إن الأمور بدأت بالتدهور والخراب شيئاً فشيئاً منذ أواخر السبعينات وليوم الناس هذا، حيث الحروب التي لا معنى لها والموت المجّاني والفساد والخراب الذي تغلغل في النفوس والضمائر لتزداد نسبة الفقراء والنازحين واليتامى والثكالى، وتنتشر المجمّعات السكنية العشوائية والتجاوزات ومخيّمات النازحين هنا وهناك وتُثقل الإيجارات كاهل الغالبية منهم !
منذ عقدين من السنوات وأكثر، نسمع بين وقتٍ وآخر عن مشاريع سكنية عملاقة لبناء مدن بطريقة الاستثمار، وستبيعها الشركة المستثمرة بالأقساط، وشُيدت العديد منها وأخذنا نقرأ ونسمع إعلانات بيعها، لكن بأيّة أقساط ؟! إنها ستبيع بالسعر الذي تربح منه، وهذا ما يؤكد إن الفقراء وذوي الدخل المحدود من العمّال والموظّفين لن يتمكّنوا من شراء غرفة واحدة نظراً لارتفاع سعرها طبعا، لذا ستبقى مشاكل العشوائيات والإيجارات قائمة !
في كل دول العالم يتم بناء مجمّعات سكنية حسب المواصفات لتوزّع على المواطنين بالتقسيط المريح أو بالمجّان، ما يدعو المواطن الى عدم التفكير بأزمة السكن وما شابه ذلك، ليلتفت الى العمل والبناء لخدمة الوطن وازدهاره!
كما إن العمّال والموظّفين وشرائح المجتمع الأخرى لهم الحقّ في امتلاك قطعة أرضٍ، إن لم تكن داراً مبنية تُمنح لهم من قبل الحكومة لتأمين سكن عوائلهم!
فإذا أردنا أن نبني وطناً حراً ومزدهراً وناجحاً في صناعته وزراعته وتجارته وسياحته يجب علينا أن نؤمّن حقوق كل مواطنيه من سكنٍ وعملٍ وعيشٍ رغيد، لا أن نترك المواطن بين مطرقة الفقر وسندان أزمة السكن تطحنه المشاكل وتأكل عمره الحسرات، ونفتح نوافذ لبناء مدن استثمارية عملاقة لن يستطيع أن يشتري بيوتها إلاّ الميسورين وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال والفاسدين سارقي قوت الناس!
لنفكّر قليلاً بالمواطن ونفتح استثماراً حقيقياً مدعوماً من قبل الدولة - اذا كان المسؤول يعتبرها طبعا ويسعى لبنائها من جميع الجوانب ؟ - وبناء مساكن واطئة الكلفة كي يستطيع الفقراء شراءها بالتقسيط وننهي أزمة السكن ما لها وما عليها!
**********************************************
قف.. صور ونفايات
عبد المنعم الاعسم
في هذه الانتخابات اكتشفنا بدايات سباق محموم بالصور الكبيرة العملاقة لمرشحين موسرين، واخرين من كبار المسؤولين، وغيرهما مرشحين يدخلون الحلبة بشبهات سطو تزكم الانوف، مع عبارات مضحكة، شاء اصحابها ان تكون مختصرة جدا بحيث يسهل قراءتها من مبتدئي التعليم، لكن يصعب فهم معانيها حتى من متخصصين في علم المعاني، وشاءت المفارقات والمضاحك ان تتقابل صور باذخة لزعماء احزاب السلطة ومدلليها في ساحة واحدة ينتشر فيها صبيان ونساء ورجال معوقون يشحذون مساعدة على العيش، ونُقل عن صاحب صورة عملاقة تنام تحت اعمدتها الحديدية نِعاج سقيمة معروضة للبيع، قوله "بهذا سأقلب الطاولة عليهم" فيما يحضّ نعوم تشومسكي على ضم الدعاية الكاذبة الى عائلة وسائل العنف البغيضة، وتشير بداهات علم التسويق الى "ان الدعاية تفقد مصداقيتها حين تقع في تضخيم صور المنتوج" وذكرت شركة كلارك العالمية للاحذية ان احد اسباب الانتكاسة التي عانتها العام 2021 هي المبالغة في تسويق صور نموذجها المنافس، اما هتلر فيرى (انتباه) ان الدعاية المُبهرة "يمكن ان تحمل الناس على ان ترى الجحيم فردوسا، وان ترى اشقى انماط الحياة على انها نعيم مقيم".
من جانبي لاحظت ثمة مسافة موحية بين صورة عملاقة لمرشح جديد ومستعمرة نفايات على مرمى حجر.
*قالوا:
"نظام الجهة الواحدة ليس سوى اختراع ابتدعه الشيطان ليخلِد بين الناس عبادة الأصنام ويروّج بضاعة الوثنية".
توماس بن
****************************************
يوميات
• يُضيّف الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب هذا اليوم الثلاثاء، الفنانة د. ليلى محمد، احتفاء بتجربتها الفنية وبصدور كتابها الجديد "المونودراما - اداؤها ونصوصها".
جلسة الاحتفاء التي من المقرر أن يديرها د. صالح الصحن، تبدأ في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
• يُنظم الاتحاد العام للأدباء والكتاب غدا الأربعاء، جلسة حوارية بعنوان "صفة الأكاديمية بين القبول والرفض - قراءة في ضوء الراهن الثقافي"، يتحدث فيها كل من الناقدين د. رعد الزبيدي ود. وسام حسين العبيدي، ويديرها الروائي د. قيس العطواني.
تبدأ الجلسة في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
• يُضيف منتدى "بيتنا الثقافي" السبت المقبل، الكاتبة منى سعيد، لتتحدث في ندوة عنوانها "شغف الصحافة والإبداع".
تبدأ الندوة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
******************************************
أكاديمي عراقي ينال لقباً علمياً مهماً
متابعة – طريق الشعب
أعلنت كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة كركوك الأربعاء الماضي، عن إنجاز علمي مهم في مجال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، حققه التدريسي فيها يلدرم صلاح الدين حسين، بحصوله على لقب "آي ان في" كمخترع معتمد لدى الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين (IFIA) في جنيف، ليكون بذلك أول عراقي ينال هذا الاعتراف الدولي في التخصص المذكور.
وبحسب بيان صادر عن الجامعة، فإن هذا التتويج جاء بناء على جهود بحثية وتقنية بذلها حسين خلال السنوات الماضية في ابتكار أنظمة ذكية متقدمة، كان أبرزها برنامج "سيرج"، الذي يُعد أول نظام متكامل للبحث داخل الأرشيفات غير المفهرسة باستخدام مزيج من تقنيات التعرّف الضوئي على الحروف ومعالجة اللغة الطبيعية، مبينة أن هذا البرنامج يتيح تسريع عملية استرجاع المعلومات من الوثائق القديمة والصور والمسوحات الضوئية، ويوفر الجهد والوقت للباحثين والمؤسسات.
وأشار البيان إلى أن التدريسي طور برامج وأنظمة أخرى أحدثت نقلة نوعية في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة. من بينها نظام "سماستيتك"، الذي يتيح التحليل الإحصائي الذكي لملفات "اكسل" مع تفسير النتائج بشكل آلي، وبرنامج "جوت" الذي يمثل روبوت محادثة متعدد اللغات قادرا على التفاعل مع المستخدمين والبحث عبر الانترنيت والخرائط بالاعتماد على خوارزميات ذكية متطورة.
وأضاف البيان أن الأكاديمي ابتكر نظام "إيكو بريدكت" للتنبؤ البيئي ومراقبة التغيرات المناخية، إضافة إلى نظام "سمادينت" لتحليل صور الأشعة السينية بدقة عالية، لافتة إلى ان "هذا الإنجاز يمثل اعترافًا عالميًا بكفاءة الباحثين العراقيين في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي، ويعزز مكانة العراق على خريطة البحث العلمي والتطوير التقني".