الصفحة الأولى

الاستثمار الصحي يزيد الأعباء على الدولة.. والرقابة غائبة.. المستشفيات الحكومية: مشاريع متلكئة ونقص حاد في الأجهزة والكوادر يُرهق المرضى

بغداد – تبارك عبد المجيد

تواجه المستشفيات الحكومية في العراق أزمة متفاقمة، حيث أحيل تشغيل بعض المشاريع إلى شركات استثمارية، ما زاد من تكاليف التشغيل وأرهق مؤسسات الدولة، فيما بقي المواطنون يواجهون نقصاً حاداً في الأجهزة الطبية والكوادر المتخصصة.

مشاريع إنشاء مستشفيات كبيرة في عدة محافظات لا تزال غير مكتملة، والأموال المخصصة لها تُستنزف دون تحقيق الأهداف المرجوة، ما دفع المرضى للجوء إلى القطاع الخاص ودفع تكاليف باهظة مقابل الحصول على أبسط الخدمات الطبية. هذا الواقع يعكس هشاشة التخطيط في القطاع الصحي وغياب الرقابة الفعالة على استثمار الأموال العامة.

البلاد بحاجة الى 100 مستشفى جديد

وذكر عضو لجنة الصحة النيابية باسم الغرابي، أن "البلاد تواجه فجوة كبيرة في الخدمات الطبية تتطلب جهوداً وخططاً مستدامة لمعالجتها"، مشيراً إلى "حاجة العراق لأكثر من مئة مستشفى جديد لتغطية الطلب وفق معايير منظمة الصحة العالمية".

وقال الغرابي لـ"طريق الشعب"، إن اللجنة "تابعت حجم التحديات في القطاع الصحي، واتضح أن الفجوة كبيرة جداً وتحتاج إلى خطط طويلة الأمد"، موضحا أن "المشكلة لا تقتصر على إنشاء المؤسسات الصحية، فالكثير منها مجرد مبانٍ فارغة، تفتقر إلى العلاجات والمستلزمات والأجهزة الطبية".

وأضاف أن "نقص السيولة المالية فاقم الأزمة، إذ لم تتسلم وزارة الصحة سوى 60 في المائة من مخصصاتها لعام 2024، ولم تصلها مخصصات 2025 إلا جزئياً"، مشيرا إلى أن "العديد من الأجهزة الطبية متوقفة أو متضررة نتيجة الاستخدام المستمر دون صيانة، فيما أعلنت دائرة صحة الرصافة توقف العمليات الجراحية في القطاع العام، ما أجبر المواطنين على اللجوء إلى القطاع الخاص وتحمل كلف باهظة".

وتابع أن "مشاريع المستشفيات المتلكئة، ومنها التركية والأسترالية، ما زالت متوقفة رغم صرف مبالغ محدودة لإنجازها"، مبيناً أن "الفساد الإداري ودخول الأحزاب السياسية في المناقصات أسهما في تعطيل تقديم الخدمات".

وأكد الغرابي، أن "وزارة الصحة لا تحظى بالأولوية في الموازنات العامة مقارنة بوزارات أخرى كالدفاع والداخلية، رغم أن الحصول على الرعاية الصحية حق دستوري"، داعياً إلى "وضع خطة حكومية متكاملة لتوفير الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية والسيطرة على الفساد في القطاع الصحي".

وختم بالقول إن "العبرة ليست بعدد المستشفيات، بل بمدى إشغال الأسرة وتوفير الخدمة الطبية الحقيقية، لأن المواطن عندما لا يجد علاجاً أو رعاية في المستشفى يضطر للجوء إلى القطاع الخاص أو السفر للعلاج خارج البلاد".

مستثمرون أرهقوا مؤسسات الدولة

واعتبر النائب أمير المعموري أن إحالة تشغيل عدد من المستشفيات إلى شركات استثمارية لم يكن الخيار الأمثل، مؤكداً أن الأموال المخصصة لهذه المشاريع كان بالإمكان توجيهها نحو قطاعات خدمية أكثر أهمية.

وقال المعموري لـ"طريق الشعب" إن بعض المشاريع شهدت "دخول المستثمرين بشكل سلبي، ما أدى إلى إرهاق مؤسسات الدولة وزيادة الصرفيات"، مشيراً إلى أن مهاماً أساسية كانت منوطة بالوزارات والمؤسسات الحكومية تحولت إلى القطاع الخاص، كما حصل في مشاريع إنشاء مستشفيات بسعة 420 سريراً في نحو سبع محافظات.

وأضاف أن هذه المبالغ الكبيرة كان يمكن استثمارها في مجالات خدمية أخرى أكثر أولوية، داعياً إلى "مراجعة سياسات الاستثمار في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الصحة، لضمان الحفاظ على المال العام وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين".

نقص في الكوادر والأجهزة الطبية

الطبيب المتخصص زهير العبودي، أكد أن المؤسسات الصحية في العراق لا تزال تعاني من تهالك شديد، مؤكداً أن جميع الجهود الحكومية حتى الآن لم تثمر نتائج مرجوة.

وأضاف العبودي في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن بعض المستشفيات الحكومية، التي حاولت السلطات افتتاحها، ما زالت قيد الإنشاء بعد أكثر من 10 إلى 15 سنة من العمل عليها، موضحا أن المشكلة غير محصورة بالبنية التحتية للمستشفيات، بل تمتد لتشمل نقص الكوادر الطبية والأجهزة الطبية.

وأشار الطبيب إلى أن المواطن لا يزال بعيداً عن مستوى الرعاية الصحية اللائقة، وأن المسؤولين السياسيين يعترفون بالعجز الحكومي في إدارة وتوظيف الكوادر وترتيب شؤون القطاع الصحي الحيوية.

وقال "إذا كان المسؤولون يعترفون بالعجز، فكيف سيكون حال المواطن العادي وجماعة القطاع الصحي التي تشاهد الواقع بأعينها؟"، مبينا أن تحسين القطاع الصحي يحتاج إلى جهود حقيقية وشاملة، تشمل تحديث المستشفيات، توفير الأجهزة الطبية الحديثة، وتوظيف كوادر متخصصة، لضمان تقديم الرعاية الصحية المناسبة للمواطنين.

غياب برامج التوعية الصحية

وتحكي مريم لازم، إحدى العاملات في القطاع الصحي، عن معاناة يومية لا تنتهي، مؤكدة أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في المواد الأساسية.

وتقول أن "القطاع الصحي يعاني من نقص في مواد التعقيم والتورنيكات والأدوية المطلوبة. كما ان الأسرّة قليلة جدا، وحتى القطن الذي نحتاجه للعمل اليومي غير متوفر"، فيما ترهن ذلك بـ"الفساد وسوء الإدارة".

وتضيف أن المسؤولين عن ادارة المستشفيات غالبا ما يتغاضون عن حاجات المرضى الحقيقية: "لو كانت هناك رقابة حقيقية وإدارة فعّالة، ما وصلنا لهذا الانهيار".

وتختتم لازم تعليقها لـ"طريق الشعب"، بالحديث عن غياب برامج التوعية الصحية التي تمنع انتشار الأمراض، ما يجعل المستشفيات غير قادرة على حماية المجتمع من المخاطر الصحية.

أجهزة متوقفة وعمليات معلّقة

قال المواطن ياسر محمد، من سكان بغداد، إنه يعاني مثل بقية المواطنين من نقص الأجهزة الطبية في المستشفيات الحكومية، موضحاً أن جهاز الفحص الوحيد في مستشفى اليرموك غالباً ما يكون معطلاً.

وأضاف: "كل مرة أراجع المستشفى لأجل الفحص أجد الجهاز لا يعمل، وهو الجهاز الوحيد المتوفر".

واشار محمد إلى أن اضطراره للجوء إلى دكتورة خاصة لاجراء الفحص يكلفه ٣٥٠ ألف دينار، أي ما يعادل نصف راتبه التقاعدي مستثنى منه بقية الفحوصات والادوية، مضيفا ان "العلاج غال، والأجهزة الطبية غير متوفرة، وكل شيء يحتاج إلى انتظار أسابيع طويلة قبل أن تتمكن من الفحص أو الحصول على الخدمة".

وتابع محمد، أن هذه المعاناة اليومية تشمل طوابير طويلة أمام العيادات والمختبرات، حيث يقضي المرضى ساعات وأحياناً أياماً للحصول على موعد، فضلاً عن نقص الكوادر الطبية الماهرة، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.

وزاد بالقول أن بعض المرضى يضطرون للتنقل بين مستشفيات متعددة لإجراء الفحوصات الأساسية، بينما يواجه آخرون صعوبة في تحمل تكاليف العلاج الخاص.

*****************************************

راصد الطريق.. شنو.. ما تشتمون؟!

كشف بيانات شركة IQAir عن مستويات خطيرة لتلوث الهواء في العاصمة بغداد، التي تصدّرت قائمة المدن الأكثر تلوثًا في العالم، بعد أن تجاوز مؤشر جودة الهواء فيها 170 نقطة، متقدمةً على مدن مثل كولكتا ولاهور وكراتشي في الهند وباكستان.

هذا الرقم لا يحتاج إلى أجهزة لقياسه بقدر ما يمكن الشعور به في الشوارع مباشرة، حيث رائحة الدخان الخانق والغازات المنبعثة من مصافي النفط ومحطات الكهرباء ومحارق المستشفيات، فضلًا عن الحرق العشوائي للنفايات.

ورغم التحذيرات المتكررة من خبراء البيئة والمنظمات الدولية، تبقى الاستجابات الحكومية شكلية لا تتعدى تشكيل لجان، أو إصدار بيانات لا تترجم إلى أفعال. فالمشكلة لم تعد تقنية مجردة، بل أصبحت سياسية وإدارية بامتياز، تعكس غياب الرؤية والاستراتيجية، وتراجع الاهتمام بصحة المواطن.

إن استمرار هذا الوضع يعني أن بغداد تختنق ببطء، في ظل عجز واضح عن معالجة جذور التلوث أو حتى فرض الرقابة على مصادره، وكأن صحة الإنسان في آخر أولويات القوى السياسية.

 لقد تحوّل التلوث إلى رمز لفشل المنظومة الحاكمة في إدارة أبسط مقومات الحياة، في وقت بات فيه الهواء الذي يتنفسه العراقيون عبئًا إضافيًا على أجسادهم وحياتهم اليومية.

*****************************************

الصفحة الثانية

المفوضية: استخدام بطاقة الناخب مرهون ببصمة صاحبها والمحطات مراقبة بالكاميرات

بغداد ـ طريق الشعب

أكد رئيس الفريق الإعلامي في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عماد جميل، أن البطاقة الانتخابية لا يمكن استخدامها إلا من قبل صاحبها، إذ تتم مطابقة بصمة الناخب مع البصمة المسجلة في البطاقة البايومترية ونظام التحكم قبل السماح له بالتصويت.

وأوضح جميل أن نظام التصويت يمنع التكرار نهائيًا، لأن البطاقة البايومترية تتوقف عن العمل لمدة 72 ساعة بعد استخدامها في الاقتراع، ما يجعل من المستحيل التصويت بها أكثر من مرة.

وأضاف أن المفوضية تحظر إدخال الهواتف المحمولة إلى كابينة الاقتراع منعًا لتصوير البطاقة أو الإضرار بها أو المتاجرة بها، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يُراقَب بدقة من خلال كاميرات مثبتة داخل المحطات تعمل بالصوت والصورة منذ بدء عملية الاقتراع وحتى انتهاء العد والفرز والرزم.

وبيّن جميل، أن المفوضية نصبت نحو 120 ألف كاميرا في عموم العراق لتغطية 39 ألف محطة اقتراع في التصويتين الخاص والعام، مبينًا أن فرق المفوضية تنجز عملية نصب الكاميرات ومتابعتها خلال 24 ساعة فقط لضمان أعلى مستويات الشفافية والمراقبة في العملية الانتخابية.

************************************

اشتباكات في الكوت وغضب في البصرة استمرار موجة الاحتجاجات المطلبية في المحافظات

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظات عدة خلال الساعات الماضية سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات المتفرقة، اتخذت طابعًا اجتماعيًا وخدميًا في بعض المناطق، وسياسيًا وانتخابيًا في مناطق أخرى، ما يعكس تصاعد حالة الغضب الشعبي مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية وازدياد الأزمات المعيشية.

اشتباكات في الكوت

ففي مدينة الكوت، اندلعت مشاحنات واشتباكات جسدية بين مجموعة من الخريجين المتظاهرين وأقارب أحد المرشحين للانتخابات، خلال تظاهرة نظمها الخريجون بهدف زيارة ندوات ومؤتمرات المرشحين لعرض مطالبهم المتعلقة بالتعيين وفرص العمل.

ووفقًا لمصدر أمني، فقد اندلع الخلاف عندما وصل المتظاهرون إلى مؤتمر انتخابي في حي الجهاد، ليتطور الجدال اللفظي إلى اشتباك بالأيدي، أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص من الطرفين.

وأضاف المصدر، أن قوات الأمن تدخلت لاحتواء الموقف، واعتقلت عددًا من المشاركين في الشجار. فيما نُقل المصابون إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن "الوضع أصبح تحت السيطرة لاحقًا".

ملوحة المياه

وفي محافظة البصرة، خرج العشرات من سكان منطقة الحيانية في تظاهرة احتجاجية، تنديدًا بتفاقم ملوحة مياه الشرب، وأغلقوا أحد الشوارع الرئيسية باستخدام الإطارات المشتعلة.

وطالب المتظاهرون الجهات الحكومية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناتهم اليومية، مؤكدين أن ارتفاع الملوحة جعل المياه غير صالحة للاستخدام البشري، وسط صمت رسمي وتقصير حكومي مستمر.

صيادلة البصرة

ونظم العشرات من الصيادلة في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرة الصحة، للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ "الاستهداف المقصود وغير المبرر" الذي تعرض له عدد من زملائهم، مطالبين بإقالة مدير عام الدائرة وفتح تحقيق عاجل في حادثة المستشفى الكويتي.

وتعرضت إحدى الصيدلانيات في مستشفى الكويتي، في 8 تشرين الأول الجاري، إلى استهداف لفظي من قبل مدير دائرة صحة البصرة، ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الطبية والمهنية.

وقال نقيب صيادلة البصرة، أحمد القناص، إن "نقابة صيادلة العراق ترفض تمامًا الاستهداف الذي طال الزملاء الصيادلة في البصرة، وتعتبره مساسًا بكرامة المهنة وهيبتها، فضلاً عن كونه سلوكًا مرفوضًا يتنافى مع روح التعاون بين مؤسسات الدولة الصحية".

وأضاف القناص أن النقابة، انطلاقًا من مسؤوليتها المهنية والأخلاقية، تطالب مجلس الوزراء ومجلس النواب بالتدخل العاجل لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وفي مقدمتها إقالة مدير عام دائرة صحة البصرة وإحالته إلى لجنة تحقيقية عليا تضم عضواً من نقابة الصيادلة لضمان العدالة والحياد في التحقيق.

وأشار نقيب الصيادلة إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل ومستقل في حادثة المستشفى الكويتي، مع إعادة فحص تسجيلات كاميرات المراقبة والتأكد من سلامة السيرفرات وعدم التلاعب بها بعد الحادثة.

وأكد القناص أن النقابة تطالب بإعلان نتائج التحقيق للرأي العام بكل شفافية، حفاظًا على حقوق الصيادلة وردًا لاعتبارهم، مؤكدًا أن نقابة صيادلة العراق لن تتهاون في الدفاع عن منتسبيها ومكانة مهنتهم.

سائقو الشاحنات

أما في ميسان، فقد نظم سائقو الشاحنات العاملون بنقل مادة الطحين من سايلو المحافظة إلى المحافظات الوسطى والجنوبية، وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرة التجارة، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ أشهر.

وقال السائقون في تصريحات مصورة، إنهم ملتزمون بعقودهم مع وزارة التجارة، لكنهم لم يتقاضوا أجورهم بسبب غياب التخصيصات المالية، مطالبين الحكومة المركزية بالتدخل لإنهاء الأزمة وضمان استمرار عملهم.

معلمو الأنبار

وفي الأنبار، شهدت مدينة الرمادي تظاهرات نظمها معلمون وكوادر تربوية رفضًا لقرار تعيين أيمن عباس مديرًا لتربية المحافظة بدلًا من نافع حسين.

ورفع المتظاهرون لافتات تندد بما وصفوه بـ"المحاصصة" في إدارة القطاع التربوي، مؤكدين أن المنصب يجب أن يُمنح على أساس الكفاءة والخبرة لا الانتماء السياسي، محذرين من استمرار التدخلات الحزبية في المؤسسات التعليمية.

ومع اقتراب الانتخابات، تبدو هذه الاحتجاجات جرس إنذار للطبقة السياسية الحاكمة بأن الشارع العراقي لم يعد يحتمل المزيد من الوعود غير المنجزة، وأن الأزمات المعيشية والفساد الإداري قد تتحول إلى وقود يغذي موجات غضب جديدة إذا لم تُتخذ خطوات واقعية وجادة للإصلاح.

***********************************

تهنئة بمناسبة عيد {جما}

نتقدم بأحرّ التهاني والتبريكات إلى الأخوات والإخوة  الإيزيديين في العراق والعالم، بمناسبة حلول اليوم الأول من عيد جما الذي يصادف السادس من تشرين الأول من كل عام ويستمر حتى الثالث عشر منه. وفي هذه المناسبة العزيزة، نتمنى للشعب الإيزيدي الكريم أيامًا عامرة بالفرح والسلام والطمأنينة، وأن تعود هذه المناسبة سنويًا بالخير واليُمن على أبناءه الذي قدّم التضحيات الكبيرة في سبيل الحفاظ على ارضه وهويته.

وبهذه المناسبة نؤمد على أهمية صون الحقوق الدستورية والقانونية للإيزيديين، وضمان مشاركتهم الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية، وندعو الحكومات المحلية والاتحادية إلى الإسراع في إعادة إعمار قضاء سنجار والمناطق المتضررة، وتوفير الخدمات الأساسية، وتعزيز الأمن والاستقرار بما يكفل حياة كريمة لجميع المواطنين.

كل عام والإيزيديون والشعب العراقي بألف خير.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

6 تشرين الأول 2025

******************************************

الرفيقة نسرين حسين {أم علي}.. وداعاً

بأسى وحزن شديدين ينعى الحزب الشيوعي العراقي الرفيقة المعطاء نسرين حسين (أم علي) بعد كفاح مرير ضد المرض اللعين.

انتخبت الرفيقة الباسلة أم علي لعضوية اللجنة المركزية للحزب في المؤتمر الأخير - الحادي عشر للحزب. وكانت ذات طاقة متجددة، دائبة النشاط، ملتصقة بهموم الناس والفقراء والكادحين، وسخية في الاستجابة لمطالبهم العادلة، وفي الوقوف معهم لإنصافهم ونيلهم حقوقهم.

انه خسارة كبيرة هذا الرحيل المبكر لأم علي، المناضلة المقدامة، المتميزة بجهادتيها العالية والتزامها الحزبي، وبصلاتها الجماهيرية الواسعة.

في مناسبة هذا الرحيل المبكر والخسارة الكبيرة والمؤلمة، وإذ ننعى رفيقتنا أم علي، نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى عائلتها ورفاقها ومحبيها وجماهيرها.

لك الخلود رفيقتنا الغالية ام علي، ودوام الذكر الطيب

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

١١-١٠-٢٠٢٥

******************************************

ومضة.. من أجواء الشك والريبة إلى الثقة المتبادلة 

صبحي الجميلي

ليس جديدا ما يكثر الحديث عنه هذه الأيام بخصوص “الآداب العامة“ و"النظام“ و"الحياء“ و"حسن السيرة والسلوك“، بجانب تعابير أخرى مدرجة في القوانين العراقية، منها ما هو موروث من النظام المقبور، الذي عاقب على إهانة " الموظف العام او المكلف بالخدمة العامة او السلطات العامة"، لا بل حتى هناك نصوص بعقوبات على من يعترض أمره، وهي مفصلة على مقاسات نوعية الحكم آنذاك، الذي وزع جرائمه على المواطنين بغض النظر عن قومياتهم واديانهم وطوائفهم.

ورغم التعديل الذي اجري على المادة ٢٢٦ من قانون العقوبات البغدادي، فان هناك العديد من المواد والقوانين التي تعيق فعلا ممارسة الحق الدستوري في التعبير عن الرأي.

واللافت ان كثيرا من التعابير المستخدمة حمّالة أوجه، كما انها بلا معايير او ضفاف محددة، ربما باستثناء القليل الذي هناك توافق مجتمعي عام بشأنه. وهنا يبرز السؤال عن آلية القياس ومن المؤهل للقيام به؟

وطالما هي حمّالة أوجه، فانها عرضة للاجتهاد الذي قد يصيب او يخطيء، فان أصاب ففيه منفعة قد تكون شخصية او عامة ، وان اخطأ فقد تترتب عليه أمور كثيرة ، لاسيما عندما يكون الاجتهاد متعلقا بالشأن العام. كأن يتعلق بالانتخابات - اذا تحدثنا عن واقع حال اليوم- وعن قبول واستبعاد هذا المرشح  او ذاك ، او عندما يتعلق الامر بالحديث عن الإساءة الى جهة او شخصية ما. وقد راينا في الفترات الأخيرة كيف ان عددا من السياسيين في مواقع المسؤولية رفعوا دعاوى قضائية ضد ناشطين او اعلاميين، رغم ان عددا منهم تراجع، جراء ضغوط او ادراجها ربما في خانة " المكرمة " المحسوبة جيدا، خصوصا عشية الانتخابات.

لا خلاف على أهمية القيم والآداب العامة التي تشكل نسقا متوافقا عليه، يحكم السلوك اليومي للفرد، وهي بذات الوقت تشكل ضمانات حماية واستقرار للفرد والمجتمع، ومصدرها عناصر وقوى متعددة، مجتمعية ورسمية تعود للدولة. وفي بلد متعدد مثل بلدنا فانه يمكن للقيم المشتركة الاسهام الفاعل في بناء أسس للتعايش السلمي المجتمعي، وبناء أجواء الثقة بين أطياف الشعب المختلفة.

واضافة الى هذه الجوانب الإيجابية، هناك أخرى لا بد من الحذر ازاءها، خصوصا في الفترات غير المستقرة، وعندما تكون هناك اختلالات في العلاقة بين السلطات والمجتمع، مع ميل الأولى الى التشدد والتفرد والضيق من الأصوات خارج جوقة وعاظ السلاطين، وسعي تلك السلطات الى الهيمنة والامساك بكل الخيوط، جراء القلق المتولد من أجواء عدم الثقة الناجمة عن غياب العدالة، وما يمكن ان يحفزه ذلك من حراكات وحتى صدامات. 

وهنا يتم اللجوء الى الجانب الاخر المتشدد، في استخدام ماهية ومعاني "الحياء والآداب العامة والنظام وحسن السلوك والسيرة الخ“، وغالبا ما يتوج ذلك باجراءات قانونية او غيرها بهدف اسكات الأصوات المعارضة او الناقدة. وهذا يعمق فجوة عدم الثقة وحالة الشكوك المتبادلة وعدم الاستقرار، وفي ذلك خسارة كبيرة وضياع للوقت والجهد والمال، وهو ما كان جليا عندما تجبر النظام السابق وسد كل منافذ الرأي الآخر الناقد والبنّاء.

لا حل الا بالنظر الى هذه القيم في سياقاتها التاريخية ونسبيتها، وتنمية الثقة المتبادلة التي تبنى فقط وفقط في أجواء الحريات العامة والخاصة، واستقلالية القضاء والقدرة على انفاذ القانون على الجميع، وان تكون هناك فعلا دولة مؤسسات ومواطنة وعدالة، تستند الى دستور بمواد واضحة المعالم والحدود، وتتوفر الإرادة الفعلية للالتزام بها وتنفيذها.

فاجواء الشك والريبة بين المواطن ومؤسسات الدولة، لا تعالج اطلاقا بالمزيد من التعسف في تفسير المفاهيم ذات العلاقة بالسلوك العام والضيق بالآخر المختلف. وان محصلة كل ذلك هي المراوحة، التي تعني التراجع والتقهقر بحكم تقدم الزمن، وبالنظر الى ما نشهده من تطورات هائلة في حاجات المجتمع، وفي العلوم والتكنولوجيا، وفي تسابق الأمم ليكون الانسان فعلا أثمن رأسمال.   

***************************************

الصفحة الثالثة

حقول نفطية تحيط بالمنطقة و {المنافع الاجتماعية} معطلة! نهر المشرح في ميسان أرض قاحلة والأهالي يشترون المياه يومياً

بغداد – تبارك عبد المجيد

تعيش ناحية المشرح في أهوار ميسان، أزمة إنسانية وبيئية حادة، إذ يعاني سكان المنطقة منذ أشهر من انقطاع المياه الذي أدى إلى نفوق المواشي وتوقف الزراعة، في حين يواجهون تهديداً صحياً كبيراً بسبب الدخان الكثيف الناتج عن حرائق مستمرة في هور الحويزة.

ويشكك الأهالي في الدعم الحكومي، في وقت تتفاقم فيه مشكلات التلوث البيئي والنشاط النفطي، دون أي إجراءات فعالة للحد من أضرارها.

"نشتري الماء"!

وقال الصياد عماد من أهوار ميسان إن الأهالي يعيشون أوضاعا صعبة بسبب انقطاع المياه عن مناطقهم منذ نحو ثلاثة أشهر، ما أدى إلى تدهور أوضاع المعيشة ونفوق أعداد من الماشية.

وأضاف عماد لمراسل "طريق الشعب"، أن السكان يضطرون إلى شراء المياه يوميا بأسعار مرتفعة لتأمين احتياجاتهم واحتياجات مواشيهم، قائلاً: " نشتري ماء من التناكر يومياً"، موضحا ان احتراق هور الحويزة زاد من معاناتهم، حيث تسببت الحرائق بانبعاث كميات كبيرة من الدخان، أدت إلى أضرار صحية وبيئية كبيرة.

وأشار إلى أن الأهالي نظموا تظاهرات ووجهوا مناشدات متكررة للمسؤولين، إلا أن استجابتهم كانت معدومة، مؤكدا أن الأوضاع الحالية جعلت حياة الناس في الأهوار صعبة للغاية، في ظل غياب الدعم الحكومي واستمرار الجفاف والحرائق التي تهدد مصدر رزقهم الوحيد.

ازمة بلا حلول!

وفي السياق، قال الخبير البيئي مرتضى الجنوبي وهو احد سكان الاهوار، إن ناحية المشرح تعيش منذ سنوات أزمة مائية خانقة تفاقمت خلال العام الحالي، حتى بات نهر المشرح شبه جاف تماماً، ما أدى إلى توقف الزراعة ونفوق أعداد كبيرة من المواشي.

وأضاف الجنوبي لـ"طريق الشعب"، أن النهر الذي ينبع من نهر دجلة ويمر عبر أكثر من عشرين قرية أصبح اليوم خاليا من المياه، مشيرا الى أن سكان هذه القرى "يشترون الماء يومياً لتأمين احتياجاتهم الأساسية، في ظل غياب تام لأي حلول حكومية أو تحركات مسؤولة".

وأشار إلى أن الجهات الرسمية لم تقدم أي مبادرات فعلية لمعالجة أزمة الجفاف أو لمساندة الأهالي، مؤكداً أن ما يُطرح حالياً من تصريحات حول معالجة الجفاف أو تحسين الخدمات "لا يتعدى كونه شعارات انتخابية تتكرر في كل دورة دون أي تنفيذ على أرض الواقع".

وتحدث الجنوبي عن ملف التلوثات البيئية الناتجة عن الحقول النفطية المحيطة بالمنطقة، مثل حقل الحلفاية وحقول أخرى تقع ضمن حدود ناحية المشرح، مؤكداً أن هذه الحقول لم تقدم ما يسمى "المنافع الاجتماعية" التي تقدر قيمتها بخمسة ملايين دولار، رغم وعود الشركات والجهات المعنية بتخصيصها لخدمة المجتمع المحلي.

وأضاف أن ناحية المشرح "تعاني من ضعف كبير في الخدمات الأساسية مثل التبليط والمجاري والتعيينات"، مشيراً إلى أن البطالة منتشرة بين الشباب، في وقت تتزايد فيه معدلات التلوث جراء النشاط النفطي وغياب الرقابة البيئية.

واختتم الجنوبي حديثه بالقول: إن الجفاف الحالي جعل النهر يجف بنسبة تصل إلى نسبة ١٠٠ في المائة في أغلب مقاطعه، ولم يتبق سوى مسافات قصيرة تجري فيها المياه بشكل محدود، مضيفاً: ان "الزراعة انتهت، والمواشي نفقت، والمسؤولون غائبون، لا تواصل ولا حلول... فقط وعود تتكرر كل موسم انتخابي".

صمت رسمي!

وقال الناشط المحلي أحمد الاهواري، إن الناحية تعيش واحدة من أسوأ أزماتها البيئية والإنسانية، إذ بات الدخان الكثيف يغطي سماء المنطقة بشكل شبه دائم، نتيجة احتراق القصب الجاف في مساحات واسعة من هور الحويزة الذي تعرض للجفاف الكامل خلال الأشهر الماضية.

وأوضح لـ"طريق الشعب"، أن هذه الحرائق، التي تتجدد كلما هدأت حركة الرياح، تسببت بتلوث هواء خطر يهدد حياة السكان، لاسيما الأطفال وكبار السن، مؤكدا ًأن عشرات الحالات من الاختناق والأمراض التنفسية تسجل بشكل يومي في المراكز الصحية، في ظل غياب المعالجات الحكومية الحقيقية.

وأشار إلى أن ما يزيد من خطورة الموقف هو الصمت الرسمي إزاء ما يجري، إذ لم تتخذ الجهات المعنية أي خطوات ملموسة للحد من الحرائق أو لمعالجة أسبابها، وفي مقدمتها جفاف الأهوار ونقص الإطلاقات المائية.

وأضاف أن استمرار الإهمال قد يؤدي إلى كارثة بيئية مزدوجة، تجمع بين التلوث الهوائي والجفاف المائي، وهو ما يهدد بفقدان الحياة الطبيعية في المنطقة بشكل كامل.

وتابع "نشعر أننا تركنا لمصيرنا، فلا مياه في الأنهار، ولا حلول للأهوار الجافة، ولا إجراءات لمكافحة الدخان الذي يخنق المدينة. ومع الأسف، كل ما نسمعه هو اجتماعات روتينية وتصريحات في الاخبار".

وأكد أن الحلول باتت تتطلب تدخلا عاجلا من الحكومة المركزية ووزارة البيئة والموارد المائية، عبر إطلاق كميات كافية من المياه لإحياء الأهوار، وإرسال فرق ميدانية مختصة لإطفاء الحرائق ومراقبة مصادر التلوث. كما دعا إلى إعلان ناحية المشرح منطقة منكوبة، نظرا لحجم الأضرار التي طالت الإنسان والبيئة والحياة الحيوانية.

واختتم بالقول إن استمرار الإهمال سيحول المنطقة إلى صحراء ملوثة خالية من مظاهر الحياة.

************************************

عين على الأحداث

افتحولهم كورسات تقوية

في حُمّى الحملة الانتخابية التي تشهدها البلاد، لا يمرّ يوم دون أن يحمل لنا عددًا من مناقب المرشحين من النواب السابقين في تقديم بعض "الخدمات" للناخبين، كتعبيد أزقة بالسبيس، وإصلاح محوّلات الكهرباء، وتقديم صكوك وهمية بالحصول على وظائف ومساكن. وفي الوقت الذي باتت فيه هذه "الدعايات" المخجلة مثار سخرية للناس، الذين يتساءلون ببساطة عن السبب الذي منع هؤلاء النواب من الضغط على الحكومة لتنفيذ الخدمات الغائبة، يخشى المراقبون أن تؤدي هذه الأساليب إلى زيادة العزوف عن المشاركة، وأن يفوز نواب يفتقرون إلى المعرفة بمبدأ الفصل بين السلطات، الذي يَقصر عمل البرلمان على التشريع والرقابة فقط.

تره الجيب مو واحد

مع بدء العام الدراسي الجديد، قرّرت وزارة التعليم العالي فرض رسوم على استخدام منصتها الإلكترونية، وذلك لتغطية نفقات هذه الخدمة، كإصدار الوثائق، ومتابعة الغيابات، والاطلاع على المحاضرات، وتوقيع الوثائق إلكترونيًا من قبل المسؤولين. الطلبة، الذين ستزيد هذه الخطوة من صعوباتهم المعيشية المتزايدة، رفضوا واستنكروا القرار، واعتبروه خطوة أخرى على طريق تخلّي الحكومة عن مجانية التعليم. وفيما لا يتوقع الكثيرون تراجع الوزارة عن قرارها، في ظل ترحيب البرلمان به، ومنع المنظمات الطلابية في الجامعات من التعبير عن حقوق الطلبة، أثارت "مكرمة" الوزارة بتوفير فرصة للاقتراض من المصرف لدفع الرسوم، المزيد من السخرية المُرّة.

هَمْ نفس الطاس...

قرّر 250 نائبًا الترشّح للانتخابات، ناشرين في اليوم الأول من حملتهم الدعائية أكثر من مليون صورة، فيما يغطّ مجلسهم الموقّر في سبات عميق، حيث لم يستطع عقد الجلسات أو تشريع القوانين، اللهم إلاّ عبر نظام "السلة الواحدة" سيئ الصيت، ولم يتمكن من مراقبة أحد، رغم بلوغ تكاليف الرواتب فقط للدورة الحالية 400 مليار دينار. وفيما يرى بعض الناس في رغبة هذا العدد من النواب بالفوز مجددًا لهاثًا وراء المنافع والامتيازات، يعتبرها كثيرون نذير شؤم بدورة برلمانية جديدة، مثقلة بعدم الثقة بين الكتل، وتقاسم المغانم، وضعف خبرة الرئاسة، وغياب المواقف الفردية لأغلب النواب.

الرشوة حرام! مو؟

كشفت الحملة الانتخابية التي انطلقت مؤخرًا عن الدور الخطير للمال السياسي، واستغلال النفوذ من أجل كسب الأصوات، حيث أُعلن عن المزيد من التوظيف العشوائي، الذي سيثقل كاهل الموازنة بالمزيد من الديون، إلى جانب توزيع قطع الأراضي على العسكريين، وشمول مئات الآلاف بالحماية الاجتماعية، فيما وصل الإنفاق الحقيقي على الدعاية إلى ملايين أضعاف السقف القانوني المسموح به لهذا الإنفاق، والمحدد بـ250 دينارًا للناخب الواحد. هذا وفي الوقت الذي استهجن فيه الناس غياب التكافؤ بين المرشحين، باعتباره خللًا جديًا في مصداقية العملية برمتها، حذّروا من أن يؤدي هذا الإنفاق إلى أزمات مالية وسياسية خلال الأعوام القادمة.

شطب ثلث الناخبين

بعد أن أعلنت مفوضية الانتخابات تجاوز عدد من يحق لهم التصويت 29 مليون شخص، بزيادة قدرها 4 ملايين ناخب عن انتخابات 2021، عادت فأعلنت أن عددهم يبلغ 21.4  مليون ناخب فقط. وقد أدى الاحتساب وفق القانون الانتخابي الجديد إلى شطب 8 ملايين مواطن لا يمتلكون بطاقات "بايومترية" ولم يُحدّثوا بياناتهم. هذا، وفي الوقت الذي يرى فيه كثيرون عدم كفاية الجهود التي بُذلت لحل هذه المشكلة، ووجود خلل في آليات توزيع وإيصال البطاقات للناس، يتساءلون عن مدى تأثير استبعاد ثلث العراقيين على مصداقية العملية الديمقراطية، خاصة حين لا تكون نسبة المشاركة مطابقة للواقع.

***************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

المنبر والانتخابات

نشر موقع "The New Region" الناطق بالإنجليزية تقريرًا لمراسله في أربيل تطرق فيه إلى الحملات الدعائية الجارية في البلاد، استعدادًا للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في الحادي عشر من الشهر القادم، والدور السياسي الذي يلعبه المنبر الديني في هذه الحملات.

اختلاط المقدّس بالسياسي

وذكر المراسل أن العراقيين يعتبرون المنبر الديني من أهم ركائز الحياة الاجتماعية والروحية، ومساحةً لتعزيز القيم الدينية. ولهذا، كان تحوّل بعض المنابر تدريجيًا من دورها الروحي البحت إلى مساحات للحشد الانتخابي وساحات صراع على النفوذ بين الأحزاب والكتل السياسية – خاصة بعد التغييرات الكبرى في العقدين الماضيين – سببًا، كما يبدو، في تزايد مخاوف الناس من اختلاط المقدّس بالسياسي، واستخدام الأول في التأثير على الناخبين، وربما في إثارة بعض المشاعر الطائفية التي يُنتقد وجودها بشدّة من قبل عموم العراقيين، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد التقرير على أن الباحثين يعتبرون استخدام المنابر للدعاية الانتخابية ابتعادًا جوهريًا عن هدفها الأصلي، لأنها وُجدت للحث على التقوى والإصلاح، ولا علاقة لها بالدعاية السياسية، أو بالدعم العلني والمباشر لسياسيين مرشحين، كان بعضهم قد اتُّهم بشبهات فساد، بل وكان منهم من أُدين بها قبل أن يُعفى عنه، رغم إدانته.

ضعف هيبة القانون

وذكر التقرير أن عددًا من المختصين قد أعربوا عن قلقهم الشديد من تحوّل بعض المنابر إلى منصّات انتخابية، مما قد يُجردها من قدسيتها، ويُطيح بدورها في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية، وقد يُفاقم الانقسامات، ويُسيّس الخُطب، ويُضعف ثقة الجمهور برجال الدين وخُطب صلاة الجمعة، التي تُعتبر مرجعًا أخلاقيًا جامعًا، حسب تقديرهم.

كما نقل عن خبراء قانونيين رأيهم بأن غياب القوانين الخاصة بمنع استخدام المنابر في الحملات الانتخابية، وضعف الرقابة، وحجم الضغوط التي تمارسها الجهات السياسية النافذة، والتفسيرات الشخصية التي تفتقر إلى ضبط النفس، سمحت مجتمعة للأحزاب السياسية باستغلال الرمزية الدينية في المنافسة الانتخابية.

استغلال سياسي بامتياز

واستنادًا إلى دراسات ميدانية، ذكر التقرير أن لشبكات الضغط الاجتماعي والسياسي دورًا محوريًا في جذب بعض الوعّاظ إلى الساحة السياسية، واستغلالهم في توجيه الرأي العام، بدءًا من خدمة توجهات سياسية محددة، ثم للترويج لمصالح حزبية معيّنة، وأخيرًا لتوجيه الناخبين نحو مرشحين محددين ضد منافسيهم، حتى لو كان أولئك المنافسون من ذات التوجّه والأهداف.

وإلى جانب مخاطر تطوّر هذه الممارسات إلى مناشدات طائفية صريحة، وتبرير انتخاب سياسيين فاسدين لمجرد انتمائهم إلى جماعة طائفية، فإنها تُهدد بالتسامح مع الفساد باسم الهوية، وتُقوّض دور المنبر كمساحة روحية موحّدة، يُنتظر منها دور مهم في مكافحة الفساد وتعزيز قيم المواطنة والعمل وتكافؤ الفرص.

ما العمل؟

وبعد أن ذكّر التقرير بالدعوات المتكررة للمرجعيات الدينية بإبعاد المنابر عن السياسة وخلط الدين بالانتخابات، أشار إلى أن هذه التحذيرات بقيت مجرد نصائح أخلاقية تفتقر إلى آليات رقابة حقيقية لتطبيقها.

ونقل عن مختصين قولهم بضرورة اتخاذ موقف أوضح وأكثر حسمًا، ورقابة رسمية وشعبية أقوى لحماية المنبر من التسييس. فالحل – في تقديرهم – يكمن في إقرار قوانين انتخابية تحظر استغلال المنابر، وبذل جهود أكبر من جانب السلطات الدينية لتنظيم عمل الخطباء والأئمة. مؤكدين أن التلاعب السياسي بالرموز المقدسة لا يُهدد نزاهة الانتخابات فحسب، بل يُقوّض أيضًا أخلاقيات الممارسة الدينية نفسها. ولهذا، فمن أراد السياسة، فليترك المنبر مؤقتًا لمن يحافظ على حياده.

****************************************

الصفحة الرابعة

الواقع يفضح زيف الخطاب الاقتصادي المتفائل انتعاش على الورق.. الحكومة تواصل {تسكين الأزمات} والمخاطر المالية تتفاقم

بغداد - محمد التميمي

على الرغم من أن الحكومة والقوى السياسية، التي تدعمها لا تفوّت فرصة للتأكيد على ما تصفه بـ“الانتعاش الاقتصادي الكبير” الذي يشهده العراق، وعلى ما تقول إنه نجاح في تنويع الإيرادات غير النفطية، إلا أن القرارات الأخيرة تعكس صورة مغايرة تمامًا لهذا الخطاب.

ففي خطوة أثارت موجة جديدة من الجدل، أوصى المجلس الوزاري للاقتصاد، بإصدار سندات بقيمة خمسة تريليونات دينار لصرف مستحقات المقاولين واستمرار المشاريع، بهدف ضمان استمرار المشاريع التي تخدم المواطن العراقي.

الحل الأسهل

وبحسب مراقبين، فان هذه الخطوة تكشف استمرار الحكومة في الاعتماد على سياسة الاقتراض الداخلي كخيار سهل وسريع لتسكين الأزمات المالية، بدلاً من انتهاج إصلاح مالي حقيقي يعالج مكامن الخلل في إدارة الإنفاق العام، ويحد من الهدر وسوء التخطيط.

ويأتي هذا التوجه في وقت تؤكد فيه الحكومة تحقيق فوائض مالية وتحسناً في الإيرادات غير النفطية، ما يجعل اللجوء إلى إصدار سندات جديدة تناقضاً واضحاً بين الخطاب الرسمي والواقع المالي الفعلي، خصوصاً مع اقتراب حجم الدين الداخلي من حاجز الـ97 تريليون دينار، وهو مستوى غير مسبوق في تاريخ المالية العراقية الحديثة.

ويرى مختصون أن الخطوة، ستضيف أعباء جديدة على المديونية العامة وتعمّق هشاشة الاقتصاد الوطني، لتؤكد مرة أخرى غياب الرؤية الاستراتيجية في إدارة الموارد العامة، واستمرار نهج “المعالجات المؤقتة” الذي يرحّل الأزمات إلى المستقبل بدلاً من حلّها جذرياً.

تعميق وإدامة الأزمة

وفي هذا الصدد، وصف المختص بالشأن الاقتصادي صالح الهماشي توصية المجلس الوزاري للاقتصاد بإصدار سندات جديدة بقيمة (5 تريليونات دينار) لصرف مستحقات المقاولين، بانها ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة القرارات المرتبكة التي تتعامل مع الأزمات المالية بعقلية الإنقاذ اللحظي لا بعقلية الإصلاح البنيوي".

وقال الهماشي في حديث لـ "طريق الشعب"، إنّ "الحكومة، بدل أن تتجه نحو معالجة الخلل في هيكل الموازنة وتنويع مصادر الإيرادات، تختار الطريق الأسهل: الاقتراض الداخلي الذي أصبح أشبه بعكاز دائم تسند به فشلها الإداري والمالي".

وتابع قائلاً انه "من المؤسف أن الحكومة، التي تتحدث ليل نهار عن “الانتعاش الاقتصادي” و“تحسن الإيرادات غير النفطية”، تلجأ إلى هذا الخيار الذي يكشف زيف الخطاب الرسمي ويفضح غياب الرؤية الاقتصادية الحقيقية"، لافتاً الى انه لو كانت هناك "إدارة مالية واعية، لما وصلنا إلى هذه المرحلة".

ونوه الى ان إصدار سندات بهذا الحجم "لا يعني سوى تحميل الأجيال المقبلة فاتورة فشل الحاضر. نحن لا نتحدث عن دين بسيط أو مؤقت، وانما عن خطوة ترفع الدين الداخلي إلى أكثر من (97 تريليون دينار)، في بلد يعاني من تضخم إداري ومالي، وضعف في الإنتاج الوطني، وتراجع في كفاءة الإنفاق العام".

تداعيات الاقتراض الداخلي

ومن الناحية الفنية، اكد الهماشي ان استمرار الحكومة بالاقتراض الداخلي بهذا المعدل "سيترك انعكاسات خطرة على التضخم وسعر الصرف؛ فالبنك المركزي سيجد نفسه مضطراً لشراء هذه السندات لتأمين السيولة، ما يعني عملياً سحب السيولة من السوق وإضعاف القطاع الخاص، أو ضخ أموال إضافية بلا غطاء إنتاجي، مما يزيد من معدلات التضخم وارتفاع الأسعار. في كلتا الحالتين، الاقتصاد هو الخاسر، والمواطن هو المتضرر الأكبر".

ونوه الى ان هذه الخطوة يمكن القول عنها انها "مناورة سياسية لإرضاء فئة معينة من المقاولين وتهدئة غضبهم، في وقت تُترك فيه القطاعات المنتجة والمشاريع التنموية الحقيقية في حالة ركود. الحكومة تتصرف وكأنها تدير صندوق طوارئ لا دولة تمتلك موارد هائلة وفرصاً ضائعة بسبب سوء الإدارة والفساد المتجذر.

واكد ان ما يجري اليوم هو توسيع ممنهج لفجوة الدين دون أي إصلاح جوهري في منظومة المالية العامة. فبدل إعادة هيكلة الدين وتنظيم أولويات الإنفاق، تستمر الحكومة في “الترقيع المالي” وشراء الوقت على حساب استقرار الاقتصاد ومستقبل البلاد.

وخلص الى القول ان ما نراه اليوم ليس “إدارة أزمة” بل تعميقها وإدامتها، وهو ما سيجعل العراق رهينةً لدوامة الديون ما لم تُتخذ قرارات جريئة تعيد هيكلة المالية العامة وتضع حداً لسياسات الاقتراض العبثي.

قاعدة دائمة لإدارة العجز

من جهته، قال أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي ان هذا السلوك يعكس أزمة منهجية عميقة في إدارة المالية العامة أكثر مما يعكس توجهاً إصلاحياً أو رؤية استراتيجية.

وأضاف السعدي في حديث لـ"طريق الشعب"، انه "على الورق قد يبدو هذا القرار وسيلة لتخفيف الضغط الفوري عن الخزينة ومنع تعطيل مشاريع بنيوية مهمة، لكنه في الواقع يكرّس ثقافة الاعتماد على الاقتراض الداخلي كحل طارئ متكرر، بدل أن يكون أداة مدروسة لتوجيه الموارد نحو استثمارات منتجة قادرة على تحريك الاقتصاد".

واشار السعدي الى أن الاقتراض الداخلي أصبح "قاعدة دائمة لإدارة العجز، وهذا بحد ذاته مؤشر على خلل في البنية المالية للدولة. فبحسب بيانات البنك المركزي، بلغ الدين الداخلي الرسمي في منتصف عام 2025 نحو (87.7 تريليون دينار)، وإضافة 5 تريليونات جديدة سترفع الرقم إلى قرابة (97 تريليون دينار)، وهو مستوى مرتفع يفرض أعباء حقيقية على الاقتصاد المحلي، ويقيد قدرة الدولة على المناورة في مواجهة الصدمات المالية".

نتائج تضخمية خطيرة

وحذر من ان هذا التوجه "لا يخلو من عواقب خطيرة ومتراكمة. فإذا لجأت الحكومة إلى طرح سندات تُشترى من قبل البنوك المحلية، فذلك سيغيّر مزيج أصول القطاع المصرفي ويزيد من انكشافه على الديون الحكومية، على حساب تمويل القطاع الخاص".

أما التبرير الرسمي القائل بوجود “انتعاش اقتصادي” و”ارتفاع في الإيرادات غير النفطية”، فقد اكد السعدي انه "يتناقض مع منطق اللجوء إلى الاقتراض. فإذا كان الانتعاش حقيقياً ومستداماً، فلماذا تحتاج الحكومة إلى إصدار سندات جديدة؟ وإذا كانت الإيرادات قد تحسّنت فعلاً، فلماذا لا تُستخدم لبناء احتياطيات مالية أو صناديق سيادية أو لتقليل الدين العام؟".

ونوه الى أن ما يسمى “تحسن الإيرادات” غالباً ما يكون "مؤقتاً، مرتبطاً بارتفاع أسعار النفط أو بعوامل ظرفية، ولا يعكس توسعاً في القاعدة الإنتاجية أو زيادة حقيقية في الإيرادات غير النفطية. وبذلك، فإن الاقتراض في ظل وفرة مؤقتة يكشف غياب التخطيط الاستراتيجي والحوكمة المالية الرشيدة".

وفي ما يتعلق باحتمالية تحمّل البنك المركزي عبء شراء هذه السندات مجدداً، لفت الى ان "الاجابة الواقعية، نعم، هذا وارد، لكنه ليس حلاً سليماً إطلاقاً؛ فالتدخل المتكرر للبنك المركزي في شراء السندات الحكومية يحوّل الدين الداخلي إلى دين شبه نقدي ويزيد من المعروض النقدي، ما يؤدي إلى نتائج تضخمية خطيرة ما لم يُقابل بسياسات امتصاص نقدي صارمة".

وزاد بالقول ان ما يجري "يعكس فشلاً في إدارة الملف المالي. فالتكرار الممل لسياسة الاقتراض الداخلي لتمويل نفقات جارية ومستحقات مؤجلة يدل على قصور في التخطيط وضعف في الحوكمة المالية، وغياب لإدارة رشيدة للدين العام".

واختتم حديثه بالقول ان "الاقتراض الداخلي ليس حلاً دائماً، وانما هو إجراء اضطراري يجب أن يُستخدم ضمن إطار إصلاحي شامل. أما في غياب هذا الإطار، فإننا لا نفعل سوى نقل أعباء الحاضر إلى المستقبل، وتحويل الأزمة المالية إلى دين دائم يثقل كاهل الأجيال المقبلة، ويزيد من هشاشة الاقتصاد العراقي أمام أي صدمة خارجية، سواء في أسعار النفط أو في السياسة الدولية".

********************************

مشاريع متوقفة منذ ١٥ عاما في ذي قار.. حملات انتخابية تكشف عمق الفساد في دوائر المحافظة

بغداد _ طريق الشعب

تكشف الحملات الدعائية الخاصة بالانتخابات البرلمانية المقبلة، في محافظة ذي قار عن صورة قاتمة لآفة الفساد التي تنهش بمؤسسات الدولة وتهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ومع تصاعد الإنفاق الانتخابي المبالغ فيه وعودة المكاتب الدعائية الفارهة، يتحدث مسؤولون محليون وناشطون مدنيون عن "اقتصاد ظلّ" تديره الأحزاب السياسية داخل دوائر الدولة، فيما تتحول المشاريع الخدمية المتعثرة إلى شاهد دائم على فشل منظومة الإدارة والرقابة.

ويحذر ناشطون محليون من أن الانتخابات المقبلة ستكون اختبارا حقيقيا لنزاهة الأحزاب والمسؤولين، مؤكدين أن استمرار هذه الممارسات يهدد استقرار المحافظة ويعيق التنمية المنتظرة من المواطنين.

وقال عضو سابق في مجلس محافظة ذي قار، شهيد الغالبي، أن الفساد مستشر في جميع مفاصل الدولة، وأن الدوائر الحكومية تحولت إلى ما يشبه اقتصاديات خاصة للمسؤولين والأحزاب السياسية.

وأضاف أن محافظة ذي قار ليست بمعزل عن هذا الواقع، بل هي في قلب الحدث، حيث تتجلى مظاهر الفساد بشكل واضح خلال الحملات الانتخابية الحالية.

وأشار الغالبي في حديث لـ"طريق الشعب"، إلى أن وسائل الدعاية الانتخابية شهدت انتشارا واسعا، خلال اليومين الماضيين، لدرجة استخدام الرافعات لوضع اللوحات الإعلانية في أماكنها المخصصة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شمل فتح المكاتب الانتخابية في جميع الوحدات الإدارية بالمحافظة، بأجور إيجارات تصل إلى ملايين، إضافة إلى تكاليف الخدمات والتأثيث، وكم هائل من الأموال سلّم الى مرشحي أحزاب السلطة لتغطية حملاتهم الدعائية.

وتساءل الغالبي عن مصادر هذه الأموال، وعن الطرق الرسمية التي تم صرفها بها، مؤكداً أن هذه الممارسات هي نموذج واضح للفساد الذي ينخر في مؤسسات الدولة، مردفا أن الفساد لم يقتصر على الأموال، بل يشمل الرشوة والمحسوبية والمنسوبية، وهي ظواهر منتشرة في جميع أنحاء المحافظة.

وأكد الغالبي أن آثار هذا الفساد انعكست بشكل مباشر على توقف العديد من مشاريع الدولة أو تعثرها، فضلاً عن توقف الكثير من المقاولين عن العمل، بسبب عدم توفر التمويل.

ولفت إلى أن هناك صعوبات في صرف رواتب المتقاعدين والموظفين، وأن بعض أسباب توقف البرلمان عن المصادقة على جداول الموازنة يعود إلى الفساد وارتفاع المديونية، برغم أن العراق بلد غني ويمتلك ثروات هائلة يمكن استثمارها بشكل حكيم لضمان رفاهية المواطن العراقي.

واختتم بالقول إن الانتخابات المقبلة ستكون مفصلية، إذ إن العراق إما أن يكون دولة ذات هيبة وقوة اقتصادية، أو يظل غارقا في الفساد والفوضى والاستقرار، محذرا من أن استمرار هذه الممارسات سيحول البلاد إلى بيئة غير مستقرة تعاني من شلل مؤسساتي واقتصادي.

ضبطوا بالجرم المشهود

أعلنت هيئة النزاهة، الاثنين الماضي، عن ضبط متهمين في محافظة ذي قار بتهم الرشوة واستغلال الوظيفة العامة، بالإضافة إلى مخالفات في عقود مُبرمة بدائرة صحة محافظة نينوى.

وقالت الهيئة، في بيان صادر عن مكتب تحقيق ذي قار، إن ملاكاتها تمكنت من ضبط متهم متلبس بالجرم المشهود أثناء تسلّمه مبلغ رشوة مقابل إكمال معاملة تخص تخصيص عقار في مقاطعة الجزيرة، بالتعاون مع موظفين في بلدية الناصرية.

وفي عملية منفصلة، تمكنت مفرزة أخرى من ضبط متهم بالجرم المشهود يعمل في ديوان المحافظة، وبحوزته حقيبة تحتوي على مجموعة من المعاملات العقارية وصور قيود عقارات، بالإضافة إلى معاملة تتعلق بإنشاء محطة لغسيل السيارات. وأوضحت الهيئة أن المتهم كان يقوم بتعقيب المعاملات في مديرية بلدية الناصرية.

وأشارت الهيئة إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار جهودها المستمرة لمكافحة الفساد وضمان الشفافية في المؤسسات الحكومية، وفرض القانون على كل من يستغل وظيفته العامة لتحقيق مكاسب شخصية.

دوائر غارقة بالفساد!

يقول مراقب للشأن المحلي، صادق السهل، أن "الحكومة تمول المشاريع الخدمية بطريقتين رئيسيتين، وهما عبر المشاريع المرتبطة بالوزارات مباشرة أو عبر المحافظات، بعد أن تقترح الوحدات الإدارية المشاريع ويصادق عليها مجلس المحافظة ووزارة التخطيط. أما الطريقة الثالثة فهي عن طريق المشاريع الاستثمارية".

ويضيف السهل لـ"طريق الشعب"، أن "محافظة ذي قار تعاني من شبهات فساد على جميع هذه المستويات. ويتحدث الكثير من رؤوس الأموال والشركات والمقاولين عن تعرضهم لمساومات تجبرهم على دفع نسب معينة لموظفين لغرض الحصول على عقود حكومية بمختلف أنواعها".

ويشير إلى أن ما يعرف بـ"النسبة" أصبح ممارسة طبيعية في كثير من دوائر الدولة، مبينا انه "دائماً ما تقف خلف هذه العمليات جهات مسنودة من أحزاب سياسية حاكمة أو فصائل مسلحة، وهذه النسبة تُغذي أحزاباً معينة تستولي على إدارات ووزارات في الدولة العراقية".

ويستشهد السهل بتأثير الفساد على المشاريع العامة، قائلاً ان "الفساد أثر بشكل كبير على جودة المشاريع وتوقيتات الإنجاز المحددة. وعلى سبيل المثال، مشروع إنشاء مستشفى الحوراء للولادة في قضاء الشطرة، مرّ عليه خمس حكومات مركزية وسبعة محافظين وثلاث دورات لمجالس المحافظات، ولا يزال المستشفى منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً لم يُكتمل بعد".

ويختتم بالقول إن "الفساد في ذي قار هو الأداة الأهم لموارد الأحزاب التي تسيطر على عديد من مؤسسات الدولة، وهذا ما ينعكس دائماً على مستوى الرفض الاجتماعي، إذ نرى دائماً الشباب في المحافظة في طليعة موجات الاحتجاجات التي مرّت بها الدولة العراقية بعد عام 2003. وقد أدى ذلك إلى عزل الطبقة السياسية الحاكمة في المحافظة في بيئات زبائنية خاصة بهم، إذ استبدلوا قبول الشارع بهم بموارد مالية، فهي بالنسبة لهم الأهم لبقائهم في السلطة وخدمة مصالحهم الضيقة".

من جانبه، قال الناشط سجاد علي، إن الفساد أصبح يشكل عقبة كبيرة أمام التنمية في محافظة ذي قار، مؤكداً أن مؤسسات الدولة في المحافظة تعمل لمصلحة الأحزاب والمتنفذين بدلاً من خدمة المواطنين.

وأضاف علي في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن "مظاهر الفساد تتجلى بوضوح في الحملات الانتخابية الحالية، من خلال الإنفاق المبالغ فيه على الدعاية والإعلانات الضخمة، وفتح المكاتب في أحياء مختلفة بتكاليف باهظة"، مشيراً إلى أن "جزءاً كبيرا من هذه الأموال يستحصل بطرق غير مشروعة".

وأشار الناشط إلى أن هذا الوضع انعكس على توقف أو تأخر تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية، كما أدى إلى صعوبة صرف مستحقات الموظفين والمتقاعدين في بعض الأحيان، مؤكداً أن العراق يمتلك الموارد والإمكانات التي لو أُديرت بشكل عادل وشفاف، لكان الوضع الاقتصادي أفضل بكثير.

وختم سجاد علي بالتحذير من أن الانتخابات المقبلة ستكون اختباراً حقيقياً لالتزام الأحزاب والمسؤولين بالممارسات الديمقراطية، قائلاً: "إذا استمر الفساد بهذا الشكل، فإن المحافظة ستظل تعاني من ضعف المؤسسات وعدم استقرار الخدمات، ولن تتحقق التنمية التي ينتظرها المواطنون".

*******************************************

الصفحة الخامسة

العراق بحاجة إلى 30 مليون شجرة ناشطون: حملات التشجير الحكومية يشوبها الفساد

متابعة – طريق الشعب

تفيد تقارير بيئية بأن العراق يحتاج إلى حملات تشجير مليونية وإلى إحاطة مدنه بأحزمة خضراء، لتفادي الآثار الكارثية الناتجة عن اتساع رقعة التصحر وتراجع المساحات الخضراء.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه اختصاصيون في المناخ وناشطون بيئيون حاجة البلاد إلى أكثر من 30 مليون شجرة لإعادة التوازن البيئي، تستمر عمليات قلع الأشجار وتجريف المساحات الخضراء سواء من قبل المجتمع أم الدولة.

وكثيرا ما نقلت وكالات أنباء وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لعمليات قلع أشجار معمّرة على يد الجهد الخدمي الحكومي أو شركات المقاولات، خلال تنفيذ مشاريع بنى تحتية أو مشاريع استثمارية.

وخلال العقدين الماضيين تراجعت المساحات الخضراء في البلد بشكل غير مسبوق، بعد فقدان ملايين الأشجار التي كانت تشكّل حاجزاً طبيعياً أمام تمدد التصحّر، ما دفع ناشطين وخبراء في مجال البيئة إلى مطالبة الحكومة بتنفيذ حملات تشجير واسعة للحدّ من الأزمة.

والعام الماضي، أطلقت الحكومة حملات تشجير واسعة. كما كثفت منظمات محلية هذه الحملات بشكل ملحوظ في عموم المحافظات لزيادة المساحات الخضراء التي تقلصت نتيجة التغيّرات المناخية والتجريف، لكن مراقبين يرون أن تلك الحملات قد تفشل بسبب شح المياه والفساد وسوء الإدارة.

ويواجه العراق اليوم مخاطر التصحّر الناتج عن عمليات تجريف الغطاء الأخضر، وسوء إدارة أزمة المياه التي سبّبت موجة جفاف حادّة، فضلا عن التدمير البيئي الذي أحدثته الحملات العسكرية ضد الإرهاب عندما استدعى الأمر تجريف آلاف الدونمات من البساتين والأراضي الزراعية في مناطق عدة.

وفرضت الأزمة المناخية نفسها على العراق، بصفتها أكبر تهديد استراتيجي خلال العقد الحالي. إذ تهدّد الأمن الغذائي، وتنعكس سلباً على الزراعة والبيئة، وتزيد معاناة السكان في المدن والريف معاً. ومع تمدّد الجفاف، يواصل المزارعون فقدان أراضيهم، ما يضع الحكومة أمام اختبار حاسم يتطلب تحركاً عاجلاً، وتخطيطاً طويل الأمد لتفادي الأسوأ.

وسبق أن حذّر البنك الدولي من احتمال انخفاض موارد المياه في العراق بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2050، بسبب التغيّر المناخي. بينما يشهد نهرا دجلة والفرات شحّاً مائيا يتزامن مع ارتفاع نسبة جفاف أنهار أخرى.

وأدّت الأزمات البيئية خلال الأعوام الخمسة الماضية إلى تغيّرات اجتماعية، من بينها الهجرة الكبيرة لسكان مناطق الأهوار وتراجع منسوب المياه إلى حدّ جفاف بعض الأنهار، وأبرزها نهر ديالى، فضلا عن زيادة هبوب العواصف الترابية.

وتصنّف منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، العراق من بين أكثر دول العالم تأثّراً بالتغيّر المناخي، ما يعني أنّ الزراعة في البلاد قد تكون عرضة لأجواء متطرفة صيفاً وشتاءً، الأمر الذي يستدعي العمل لمواجهة تبعات الأزمة المناخية.

ناشط: فساد مالي يشوب ملف التشجير!

في حديث لوكالة أنباء "العربي الجديد"، يقول الناشط البيئي حميد العراقي أن "الحكومة كانت أطلقت حملات تشجير واسعة، لكن ما نُفِّذ كان دون الطموح بسبب الفساد المالي والإداري في هذا الملف، وعدم وجود إرادة لتحقيق تنمية استراتيجية"، مستدركا "لكن تبقى الدعوة إلى زراعة عشرات ملايين الأشجار مشروعا استراتيجيا لإعادة التوازن بين الإنسان والأرض، وليست مجرد مطلب بيئي".

فيما يستبعد عضو "مرصد العراق الأخضر" المعني بالبيئة، عمر عبد اللطيف، أن تنجح حملات التشجير الجارية، بسبب مشكلات تواجهها، من بينها قلّة المياه وضعف الاهتمام بالمزروعات.

ويلفت في حديث صحفي إلى أن "تلك الحملات ستفشل رغم أنها ممولة ومدعومة من الحكومة والمنظمات المحلية"، مستدركا "لكن إذا استخدمت أساليب ري حديثة مثل التنقيط، فقد تنجح الحملات. أما إذا استمر استخدام أساليب ري قديمة فستكون هذه الحملات عبئاً على الحكومة في المستقبل".

ويرى مراقبون أن حملات التشجير الحكومية غير فعالة وانها تُنفذ بشكل سطحي دون تخطيط ومتابعة، مشيرين إلى ان بعض تلك الحملات يجري تنفيذه لدواع إعلامية، وليس توجها جادا لإحياء البيئة والحد من مخاطر التغير المناخي.

وينوّهون إلى ان الأشجار التي يجري غرسها غالبا ما تفتقر للرعاية الكافية والمياه اللازمة لإدامتها، ما يجعلها عرضة للهلاك، وبالتالي تُصبح تلك الجهود غير فعالة.

البيئة: الحكومة تُدرك المخاطر

في السياق، يقول الوكيل الفني لوزارة البيئة جاسم الفلاحي: "يُصنّف العراق من بين الدول الخمس الأكثر تضرراً من التغيّر المناخي في العالم"، مبينا في حديث صحفي أن "الحكومة الحالية تنظر باهتمام بالغ إلى خطورة هذا الأمر، خصوصاً أن معظم محافظات البلاد عرضة للجفاف والتصحر وزيادة معدلات التلوث".

ويتابع قوله: "تستمر مبادرات التشجير التي تنفذها وزارة البيئة لمضاعفة عدد الأشجار، وتعمل الوزارة على زراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في البصرة، ومضاعفة عدد الأشجار في محافظات أخرى".

إلى ذلك، تتحدث عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان سوزان علي، عن أن "العراق يحتاج إلى حملات متجددة وكثيرة لزراعة أشجار تتكيّف مع الأزمة المناخية، مع محاولة معالجة بعض آثار تغيّر المناخ مثل الجفاف والتصحر".

وتؤكد في حديث صحفي أن "اتساع رقعة التصحر في البلاد وتراجع المساحات الخضراء سيؤديان إلى آثار كارثية. لذا يدعم البرلمان حملات التشجير، خصوصاً أن العراق يحتاج إلى حملات مليونية تشمل كل المحافظات باعتبار أنها كلها متأثرة بالأزمة".

وكان المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، قد أكد أن "الوضع المائي هذا العام أسوأ مقارنة بالعام الماضي، لأن العراق حصل على أقل من 40 في المائة من استحقاقه المائي. وقد تراجع الخزين الاستراتيجي للمياه إلى نحو 10 مليارات متر مكعب، في حين أنّ الحاجة الفعلية هي 18 ملياراً في بداية الصيف. هذا الانخفاض لم يُسجل منذ 80 عاماً.

لذا قررت السلطات تقليص الخطة الزراعية الصيفية لتوفير مياه الشرب لنحو 46 مليون نسمة، لكن مع الحفاظ على المساحات المثمرة التي تعادل نحو مليون ونصف المليون دونم لضمان الحدّ الأدنى من الإنتاج الغذائي".

وتفيد تقارير رسمية بأن المساحات الخضراء تقلصت من نحو 50 إلى 17 في المائة من مساحة العراق، نتيجة تداعيات التغيّر المناخي وضعف الوعي المجتمعي، فضلاً عن التقصير المؤسّساتي في حماية البيئة الزراعية.

وتفقد البلاد سنوياً نحو مائة ألف دونم من أراضيها الصالحة للزراعة بسبب التصحر، في حين ساهمت أزمة المياه في تقليص الرقعة الزراعية بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

************************************

ديون صحة ديالى تتجاوز 30 مليار دينار!

متابعة – طريق الشعب

تواجه المؤسسة الصحية في محافظة ديالى أزمة مالية خانقة بعد تراكم ديونها إلى أكثر من 30 مليار دينار، في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات من تأثير هذا العجز على استمرار تقديم الخدمات الطبية للمواطنين.

وفي حديث صحفي قال عضو مجلس محافظة ديالى فادي اللهيبي، أن "القطاع الصحي في المحافظة يمثل ركيزةً أساسية لتقديم الرعاية العلاجية لآلاف المواطنين يوميًا، ويغطي مختلف المدن والمناطق، ما يجعل أي خللٍ فيه يمس حياة الناس بصورة مباشرة"، مشيراً إلى أن "إدارة صحة ديالى تواجه تراكم ديون تجاوزت 30 مليار دينار، ما يضعها في وضع مالي صعب يهدد قدرتها على شراء الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية".

وأضاف قوله أن "هذه المديونية العالية تحتاج إلى تدخل عاجل من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتوفير السيولة اللازمة وضمان استمرار العمل بكفاءة داخل المؤسسات الصحية"، مبيناً أن "تأخر المعالجات المالية سيؤدي إلى نتائج خطيرة على واقع الخدمات العلاجية في المحافظة".

وأشار اللهيبي إلى أن "استمرار الأزمة سيحدّ من قدرة الدائرة على توسيع خدماتها وتطويرها، ما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات في تقديم الرعاية الطبية، خاصة أن الأموال المخصصة لشراء الأدوية والمستلزمات الضرورية تشكل خط الدفاع الأول لحماية حياة المرضى"، داعياً الجهات الرقابية والتنفيذية إلى وضع حلول فورية لتفادي انهيار المنظومة الصحية في ديالى.

وتُعد ديالى من أكثر المحافظات التي تعاني تراجع البنى التحتية الصحية، نتيجة محدودية التمويل وارتفاع الديون التشغيلية المتراكمة منذ أعوام. وتشير تقارير رقابية إلى أن أغلب مستشفيات المحافظة تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، فيما تواجه المراكز الطبية صعوبات في تزويدها بالأدوية والمستلزمات الحيوية بسبب نقص السيولة وتأخر إطلاق المخصصات المالية من الحكومة الاتحادية.

****************************************

أهالي منطقة علي الصالح: سيارات موظفي الكهرباء تتكدس أمام منازلنا

متابعة – طريق الشعب

وجه سكان منطقة علي الصالح في بغداد، الخميس الماضي، مناشدة عاجلة إلى مدير المرور العام اللواء عدي سمير، طالبوا فيها بالتدخل لإنهاء فوضى وقوف سيارات موظفي دائرة الكهرباء قرب منازلهم ومحالهم التجارية.

وقال أحد الأهالي في مقطع فيديو نقلته وكالات أنباء، أن "دائرة الكهرباء في منطقة علي الصالح لا تمتلك كراجًا مخصصًا لمركبات موظفيها، ما أدى إلى تكدس السيارات في الأزقة والشوارع القريبة من الدائرة، مسببة ازدحامًا مروريًا وتلوثًا بصريًا وإزعاجًا للأهالي، إضافة إلى إعاقة حركة مركبات الطوارئ والخدمات العامة في المنطقة".

وأوضح أن "الأهالي طرقوا أبواب الدائرة أكثر من مرة لإيجاد حل، لكن دون استجابة تُذكر"، مشيراً إلى أن "المنطقة تشهد يوميًا ازدحامات خانقة وتضييقًا على السكان بسبب تحويل الشوارع السكنية إلى مواقف مفتوحة".

وطالب الأهالي في ختام مناشدتهم بـ"إرسال لجنة ميدانية عاجلة لتنظيم وقوف المركبات، ومطالبة إدارة الدائرة بتخصيص كراج رسمي لموظفيها أو إيجاد بديل يخفف الضغط عن الحي".

*******************************************

مدينة الشعلة الاستثمار يزحف على الملاعب والرياضيون يحتجون

بغداد – كرار علي حاتم

تظاهر العشرات من رياضيي مدينة الشعلة وشبابها، الأسبوع الماضي، احتجاجا على استثمار مقر "نادي التطوير" الرياضي وساحات كرة القدم المجاورة له، وتحويلها إلى مستشفى. وأعرب المحتجون عن استيائهم من الاستيلاء على متنفسهم الوحيد في المدينة. ورفعوا شعارات أعلنوا فيها رفضهم المطلق هذا الإجراء. فيما طالبوا بعدم خنق مدينتهم بمؤسسة صحية، لا سيما أن النادي يقع وسط منطقة سكنية. ووجه المحتجون انتقادات شديدة للجهات المعنية، التي بدلا من ان تدعم الشباب وتؤمّن لهم فضاء لمزاولة هواياتهم تنتزع منهم متنفسهم الوحيد. ورأوا أنه كان الأجدى بالجهات المعنية إدامة وتطوير "مستشفى الحكيم" في المدينة، ورفده بما ينقصه من خدمات وعلاجات وأجهزة طبية. 

*****************************************

مبادرة تطوعية: منازل مجانية لفقراء الناصرية!

متابعة – طريق الشعب

الصيدلاني مازن الحمداني، معروف في الناصرية بمبادراته التطوعية التي يُطلقها باستمرار بمعية شركائه من الخيرين. لم تتوقف مساهماته على توزيع سلات غذائية أو تقديم دعم طبي، بل تجاوزت ذلك إلى بناء قرية كاملة، بمنازلها ومرافقها الخدمية، لتوزيعها على الفقراء والأيتام.

وتقع هذه القرية التي أطلق عليها "قرية أهل الخير"، على الطريق العام بين الناصرية والبطحاء، وتضم 60 منزلاً بقي منها 10 قيد الإنشاء. كل واحد منها مؤلف من غرفتين وصالة. ولم تتجاوز تكلفة بناء المنزل الواحد 14 مليون دينار. وقد بنيت على أرض مساحتها 5 دوانم تبرع بها شخص من الناصرية.

وينتظر الحمداني الذي يدير "منظمة ساوة" الخيرية، التعاون الحكومي في بعض الشؤون التي لا يمكن أن يتم إنجازها دون تدخل الحكومة، مثل توفير كادر للمدرسة التي بناها، أو الربط بشبكتي المجاري والماء.

وتوفر المنظمة عقداً يضمن إقامة المستفيد في المنزل، على أن تبقى الملكية موقوفة إلى المتبرعين.

في حديث صحفي، يقول الحمداني أن "فكرتنا الأولى كانت إنشاء قرية من 15 منزلاً بالتعاون مع منظمة (صدى التغيير)، وكانت فوائدها كبيرة للعائلات التي سكنت فيها. إذ تغيرت حالتهم المعيشية نحو الأحسن".

ويوضح أنه "قررنا أن نوسع المشروع وأعلنا عن إنشاء (قرية أهل الخير). وجاء شخص من أهالي الناصرية من عشيرة السعدون وتبرع لنا بهذه الأرض الزراعية، واتفقنا مع مكتب هندسي وصمم لنا الخرائط، ثم جاء المتبرعون".

وأشار إلى ان "المنطقة بحاجة إلى خدمات. لذلك بنينا مدرسة ومسجداً، ونحن بصدد إنشاء مركز صحي نموذجي، وننتظر أن تستلم وزارة التربية المدرسة لتكون في خدمة أطفال المنطقة".

ولفت الحمداني إلى أن القرية تحتاج إلى خدمات لوجستية، مثل إمدادات الماء والكهرباء والمجاري وإنشاء الطرق والأرصفة، مضيفا القول: "نحن كمؤسسة وأفراد لا نستطيع توفير تلك الخدمات، وهي ليست صعبة على الدولة، وحتى الشركات المساهمة في تطوير الناصرية من الممكن أن تتبرع بها".

ونوّه إلى ان آلية اختيار العائلات التي ستسكن القرية، تعتمد على قاعدة بيانات "منظمة ساوة" التي ترعى حوالي 225 عائلة من الأرامل والأيتام بسلّات غذائية منذ نحو 5 سنوات.

*****************************************

إجابة من وزارة النفط

تلقت "طريق الشعب" من وزارة النفط إجابة على موضوع صحفي كانت قد نشرته في عددها الصادر يوم 3 حزيران 2025، وهذا نصها:

إلى صحيفة طريق الشعب الغراء

نهديكم أطيب تحياتنا

إشارة إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء، تحت عنوان (موجة تظاهرات تجتاح المحافظات احتجاجا على البطالة وسوء الخدمات وغياب العدالة)، نود إعلامكم بأن شركة نفط البصرة قد بينت ان الموافقة حصلت على تشغيل (30) شخص في الشركة وفقا للقرار (192) ولم يباشروا لأسباب عديدة منها لظهور اسماءهم كموظفين في دوائر أخرى أو عدم مطابقة الشهادة أو لم يراجعوا وفيما يخص المجموعة البالغ عددهم (30) شخص الوارد ذكره في الصحيفة والذين يرومون استبدالهم مكان المجموعة الأولى التي تمت الموافقة على تشغيلهم.

وبشأن هامش السيد رئيس الوزراء والمتضمن (موافق بشرط أن يكون الاستبدال من قوائم الاحتياط) أوضحت الشركة انه لا توجد قوائم احتياط تخص موضوع العلوميين، علما سبق وان ابدت وزارة النفط/ الدائرة الإدارية والمالية رأيهم بموجب الكتاب المرقم 3380 في 25/12/2023 والمتضمن (عدم وجود سند قانوني يجيز الاستبدال كون الموضوع يصار إلى تشغيل جديد).

شاكرين تعاونكم معنا مع التقدير

**********************************************

الصفحة السادسة

الصحة العالمية تدعو لاستئناف الإجلاء الطبي العاجل من غزة فصائل فلسطينية ترفض الوصاية الأجنبية على غزة

رام الله – وكالات

أعلنت فصائل فلسطينية، رفضها القاطع لأي وصاية أجنبية على غزة، مؤكدة أن إدارة القطاع شأن فلسطيني داخلي بحت، في وقت دعت منظمة الصحة العالمية، إلى استئناف عمليات الإجلاء الطبي العاجلة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وذلك في ظل الأوضاع الصحية الكارثية التي يعيشها القطاع بعد عامين من الحرب الإسرائيلية المدمّرة.

إعادة بناء النظام الصحي

وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندماير، إن استئناف عمليات الإجلاء الطبي بات ضرورة عاجلة لإنقاذ أرواح المرضى والمصابين الذين لا يتلقون الرعاية الكافية داخل غزة، مشددًا على أهمية توفير تمويل مرن لدعم جهود التعافي وإعادة بناء النظام الصحي.

كما طالب ليندماير بفتح جميع المعابر الممكنة دون عوائق أمام دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في القطاع يتطلب استجابة دولية عاجلة ومنسقة.

وتأتي دعوة الصحة العالمية في وقتٍ خلفت فيه حرب الإبادة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر2023 أكثر من 67.211 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 169.961 جريحًا، بينما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض أو في الطرقات.

تحديات كارثية

من جهته، قال مدير عام مستشفيات قطاع غزة محمد زقوت إن القطاع الصحي يواجه "تحديات كارثية" بعد عامين من الإبادة الجماعية التي استهدفت البنية الصحية بالكامل، موضحًا أن السعة السريرية في المستشفيات العاملة تجاوزت 250 في المائة، وسط تكدّس آلاف المرضى والمصابين في مرافق شبه مدمّرة.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة بعد التوصل إلى اتفاق شامل بين حركة حماس وإسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقضي بإنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة من الهدوء وإعادة الإعمار.

ويتضمن الاتفاق ملحقًا إنسانيًا يقضي بإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا تحمل الغذاء والدواء والوقود ومستلزمات الإيواء، وفتح معبر رفح في الاتجاهين أمام حركة المسافرين وفق الآلية المتفق عليها في كانون الثاني 2025، بإشراف بعثة الاتحاد الأوروبي.

شأن فلسطيني داخلي

أعلنت حركات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية رفضها أي وصاية على غزة، مؤكدة أن إدارة القطاع شأن فلسطيني داخلي بحت.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن الحركات الثلاث بالتزامن مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي جزئيا من قطاع غزة.

وقد ثمنت الفصائل الثلاث جهود قطر وتركيا ومصر في التوصل للاتفاق.

وقالت الفصائل إن الاتفاق يعد فشلا سياسيا وأمنيا لمخططات الاحتلال في فرض التهجير. ولفتت إلى أن "تحرير المئات من أسيراتنا وأسرانا يعبر عن صلابة المقاومة ووحدة الموقف".

ودعت الدول الوسيطة وواشنطن لضمان التزام الاحتلال بالاتفاق. كما ثمنت الفصائل "الحراك العالمي التضامني مع شعبنا لرفض الإبادة ولملاحقة جرائم الاحتلال".

مسار سياسي وطني

وأعربت عن استعدادها للاستفادة من المشاركة العربية والدولية في إعادة إعمار غزة "بما يعزز حياة كريمة لشعبنا ويحفظ حقوقه في أرضه".

في المقابل، رفضت الفصائل الثلاث أي وصاية أجنبية على غزة. وجاء في البيان "نؤكد أن تحديد شكل إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني داخلي".

وقال البيان "نشدد على رفضنا القاطع لأي وصاية أجنبية، ونؤكد أن تحديد شكل إدارة قطاع غزة وأسس عمل مؤسساتها شأن فلسطيني داخلي يحدده مكونات شعبنا الوطنية بشكل مشترك".

وطالب ببدء مسار سياسي وطني موحد مع جميع القوى والفصائل الفلسطينية.

خطة ترامب

في الأثناء، كشف موقع أكسيوس الأمريكي عن أربعة مصادر مطلعة، أن ترامب يعتزم عقد قمة لقادة عرب ودوليين بشأن غزة خلال زيارته إلى مصر الأسبوع المقبل.

وبحسب الموقع فإنه من المتوقع أن يشارك في القمة قادة أو وزراء خارجية من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن وتركيا والمملكة العربية السعودية وباكستان وإندونيسيا.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي أنه من غير المتوقع حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي، في حين أكد مسؤولون أمريكيون خطط ترامب لحضور القمة. ورفض البيت الأبيض التعليق.

ومن المتوقع أن يصل ترامب إلى إسرائيل صباح الاثنين بالتوقيت المحلي، إذ يلقي خطاباً أمام الكنيست، ويلتقي بعائلات المحتجزين في غزة. وسيسافر بعد ظهر الاثنين إلى مصر للقاء السيسي والمشاركة في حفل توقيع اتفاق غزة مع الوسطاء الآخرين (قطر ومصر وتركيا). ووفقاً للمصادر التي تحدثت لـ "أكسيوس"، فمن المرجح أن تُعقد قمة القادة صباح الثلاثاء، ولكن قد يُقرَّب موعدها إلى يوم الاثنين، وفقاً للمصادر. وستُعقد في شرم الشيخ، حيث جرت مفاوضات الاتفاق.

***************************************

المغرب.. المحتجون يعلقون تظاهراتهم ويؤكدون التمسك بمطالبهم

الدار البيضاء – وكالات

أعلنت حركة "جيل زد 212 الشبابية المغربية، تعليق احتجاجاتها مؤقتا بعد أسبوعين من المظاهرات التي شهدتها مدن عدة، مطالبة بإصلاحات عاجلة في قطاعي الصحة والتعليم. وذكر بيان للحركة أنها لن تدعو للتظاهر يومي السبت والأحد وأن قرارها اتخذ بعد ساعات طويلة من النقاش والتشاور مع خبراء ميدانيين وأعضاء من مختلف المدن، واستنادا إلى قراءة للوضع الميداني والظرف السياسي الراهن.

وأضافت في بيان لها نشر على حسابات المجموعة أن هذا التوقف المؤقت "خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنظيم والتنسيق وضمان أن تكون المرحلة المقبلة أكثر فعالية وتأثيرا". وأكدت الحركة تمسكها بمطالبها، وعلى رأسها "محاسبة الفاسدين وتحميل الحكومة مسؤولية الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضحت حركة "جيل زد 212" أنها ستعلن لاحقا اليوم عن دعوة جديدة للتظاهر، ستكون "موجهة ضد الحكومة وكل من يعرقل تحقيق مطالب الشعب المغربي في الكرامة والعدالة والمحاسبة".

*******************************************

فنزويلا تطالب مجلس الأمن بالاعتراف بتهديد امريكا  للسلام الدولي

كراكاس – وكالات

طالبت فنزويلا مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بوجود تهديد للسلام والأمن الدوليين بسبب التصعيد العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي، وذلك خلال جلسة طارئة للمجلس يوم الجمعة.

وقال الممثل الدائم لفنزويلا لدى الأمم المتحدة صموئيل مونكادا: "نقترح على مجلس الأمن ثلاثة إجراءات: أولا، الاعتراف بوجود تهديد للسلام والأمن الدوليين بسبب التصعيد العسكري للولايات المتحدة في البحر الكاريبي. ثانيا، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي المزيد من تدهور الوضع. ثالثا، اعتماد قرار يلزم جميع الأعضاء باحترام سيادة واستقلال فنزويلا". واتهم الدبلوماسي الفنزويلي الولايات المتحدة بـ "الإعدام خارج نطاق القضاء"، مشيرا إلى أن "حكومة الولايات المتحدة اعترفت بقصفها أربعة قوارب صغيرة في البحر الكاريبي، مما أسفر عن مقتل 21 مدنيا أعزل". ووصف هذه العمليات بأنها "إعدامات خارج نطاق القضاء" وليست دفاعا عن النفس.

وأضاف مونكادا: "هناك قاتل يتجول في البحر الكاريبي يبحث عن ذرائع لخلق نزاع"، مشيرا إلى أن واشنطن تتبع مبدأ "أطلق النار أولا ثم تحقق".

وربط الدبلوماسي الفنزويلي التصعيد الأمريكي بما وصفه بـ "الإدمان الخطير على النفط"، قائلا: "لو لم يكن لدى فنزويلا نفط، لما كان هناك تهديد عسكري وشيك".

وأكد أن الولايات المتحدة "تحاول يائسة السيطرة على جميع مصادر النفط في العالم وتعتبر النفط الفنزويلي ملكا لها".

****************************************

عدوان إسرائيلي على جنوب لبنان

بيروت – وكالات

سقط شهيد وسبعة مصابين، فجر أمس السبت، جراء سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، فيما ندد الرئيس اللبناني جوزيف عون بالقصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن خطورته أنه يأتي بعد اتفاق وقف العدوان على غزة.

وقال مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان صحافي، إن "غارة العدو الإسرائيلي التي استهدفت منطقة المصيلح أدت إلى سقوط شهيد من الجنسية السورية وإصابة سبعة أشخاص بجروح، أحدهم من الجنسية السورية وستة لبنانيين من بينهم سيدتان". من جانبه، ندّد الرئيس اللبناني جوزيف عون بهذه الغارات، محذراً أنها تأتي بعد وقف العدوان على غزة. وقال عون في بيان "مرة أخرى يقع جنوب لبنان تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية. بلا حجة ولا حتى ذريعة"، معتبراً أن "خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة" حيث دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ ظهر الجمعة.

وتأتي الغارات بعدما أعلنت السلطات اللبنانية، تفكيك شبكة تعمل لصالح إسرائيل كانت تحضر لـ "أعمال إرهابية"، وتوقيف بعض أعضائها. وقال الأمن العام، في بيان، إنه "ضمن إطار مكافحة شبكات التجسس، تمكن الأمن العام من تفكيك شبكة تعمل لصالح العدو الإسرائيلي كانت بصدد التحضير لأعمال إرهابية من تفجيرات واغتيالات في الداخل اللبناني".

******************************************

ماكرون يعيد تكليف لوكورنو بتشكيل حكومة جديدة

باريس – وكالات

أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس الجمعة أنه أعاد تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسا للوزراء وكلفه بتشكيل حكومة جديدة.

وكان ماكرون عيّن سيباستيان لوكورنو في التاسع من أيلول 2025 رئيسا للوزراء، خلفا لفرانسوا بايرو، بعد حجب البرلمان الثقة عن حكومته.

وكان سيباستيان لوكورنو قدم استقالته بشكل مفاجئ الاثنين الماضي. وتأتي إعادة تعيينه وسط استفحال أزمة سياسية في فرنسا طرفاها تحالف أحزاب اليسار ذو الأغلبية البرلمانية ويمين الوسط الذي ينتمي إليه الرئيس ماكرون.

وفي اجتماع بالغ الأهمية، استقبل ماكرون زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية في قصر الإليزيه قبل انتهاء مهلة حددها بنفسه عند ساعة متأخرة من مساء اليوم لتعيين رئيس وزراء جديد.

وقال قادة الأحزاب اليسارية بعد اجتماعهم مع ماكرون إن الرئيس أبلغهم أنه لا يعتزم تعيين رئيس وزراء من اليسار، رغم أنهم يرون أن المنصب من حقهم بعد أن أسقط النواب مرشحي ماكرون الوسطيين السابقين بسبب اعتراضهم على خطط الحكومة لخفض الإنفاق.

وعرض ماكرون تأجيل تطبيق إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2027، لكن زعماء اليسار قالوا إن ذلك غير كاف.

******************************************

إقرار قانون في أسبانيا يحظر تصدير السلاح إلى تل أبيب

عادل محمد

رداً على الإبادة الجماعية في غزة، أقر البرلمان الإسباني قانون حظر دائم وكامل على تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال. وبموجب القانون يحظر بشكل دائم بيع الأسلحة وتكنولوجيا الاستخدام المزدوج والمعدات العسكرية. بالإضافة إلى ذلك ألغت إسبانيا عقود بيع أسلحة مع إسرائيل بقيمة 1,2 مليار يورو.

حصل مشروع القانون على 178 صوتًا مقابل 169، ونجحت الحكومة الإسبانية في الحصول على الموافقة النهائية على تحويل مرسوم حظر الأسلحة على إسرائيل، الذي أقره مجلس الوزراء قبل أسبوعين، إلى قانون.

وتم تأجيل التصويت، الذي جرى مساء 8 تشرين الأول، يوما واحدا لتجنب التزامن مع ذكرى هجوم حماس في 7 أتشرين الأول، بعد أن وصفت السفارة الإسرائيلية التزامن بأنه "شاذ وغير إنساني وعبثي".

بالنسبة لرئيس الوزراء الاسباني ي بيدرو سانشيز، فإن الأمر يتعلق بسمعته: فهو يريد الوفاء بوعده المتكرر بعدم بيع أو شراء أسلحة من دولة ترتكب إبادة جماعية. في أيلول الفائت أعلن سانشيز مرسومًا "لتثبيت" الحظر قانونيًا، ضمن سلسلة من الإجراءات لزيادة الضغط على إسرائيل.

وكان رئيس الوزراء الاسباني قد غرد حينها على موقع "آكس": "هناك فرق بين الدفاع عن الوطن وقصف المستشفيات أو تجويع الأطفال الأبرياء. إن هذا هجوم غير مبرر على السكان المدنيين. ستون ألف قتيل، ومليونا نازح، نصفهم من الأطفال. هذا ليس دفاعًا عن النفس، هذه إبادة لشعب أعزل، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي".

طبيعة القانون

وجاء في ديباجة القانون: "إن رد إسرائيل على الهجمات المروعة التي نفذتها منظمة حماس الإرهابية في 7 تشرين الأول 2023، أدى إلى هجوم عشوائي ضد السكان الفلسطينيين، والذي وصفه غالبية الخبراء بأنه إبادة جماعية".

في نهاية أيلول الفائت، ألغت وزارة الدفاع الإسبانية عشرات العقود مع شركات إسرائيلية. ويأتي ذلك في إطار خطتها للتخلص من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية. وبلغت قيمة العقود الملغاة قرابة 1,207 مليار يورو. وفي نيسان 2025، ألغت مدريد عقد ذخيرة بقيمة 6.6 مليون يورو.

وبموجب القانون تمنع إسبانيا أيضا السفن التي تحمل الوقود للجيش الإسرائيلي من الرسو في موانئها، وتحرم الطائرات التي تحمل معدات دفاعية من الوصول إلى مجالها الجوي، وتمنع دخول الأفراد "المتورطين بشكل مباشر في الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب" في غزة، وهذا ينطبق على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته.

وتشمل التدابير الأخرى حظر صادرات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وتعهد سانشيز بتوفير 10 ملايين يورو كتمويل جديد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) و150 مليون يورو كمساعدات إنسانية لقطاع غزة حتى 2026.

موقف الشيوعي وتحالف سومار

خاطب إنريكي سانتياغو، السكرتير العام للحزب الشيوعي الإسباني وعضو البرلمان عن حزب "اليسار الاسباني المتحد" بالقول: "الموافقة على المرسوم تعني احترام القانون الدولي. والتصويت ضده تجاهل لقوانين الإنسانية. وحذرت يولاندا دياز، زعيمة تحالف سومار اليساري ونائبة رئيس الوزراء حزب بودوموس: "من يرفض القانون ينضم إلى الجانب المظلم".

الاتفاق والتباين

في النهاية، صوّت حزبا "معا لأجل كتالونيا" وبوديموس اليساري لصالح القانون، وهما الشريكان البرلمانيان الأكثر تمردًا. وكانت أسباب الخلافات متعارضة تمامًا. لم يُبدِ حزب "معا من أجل كتالونيا، بقيادة الرئيس الكتالوني السابق كارليس بويغديمونت، المنفي في بروكسل، التزامًا واضحًا بقضية حظر الأسلحة، وخلال المناقشة، تساءلت المتحدثة باسم الحزب مارتا مادريناس عما إذا كان وقت اعتماد القانون مناسب لاعتماده، مع اقتراب وقف إطلاق النار.

كانت موافقة بودموس غير مضمونة، لوصفه القانون بـ "صفقة زائفة"، وانه يحتوي على العديد من الثغرات: منح الحكومة صلاحية التقدير على أساس المصلحة الوطنية، وعدم شمول القواعد الأمريكية في الأراضي الإسبانية بالقانون.

وقالت إيون بيلارا، سكرتيرة حزب بوديموس: "منذ موافقة مجلس الوزراء على المرسوم، دخلت أربع سفن محملة بمعدات عسكرية موانئ إسبانية في طريقها إلى إسرائيل". واتهمت الحكومة بـ "الدعاية الانتخابية الرخيصة". إلا أنهم في النهاية، وتحت ضغط الرأي العام، وبعد تجمع منظمات التضامن مع الشعب الفلسطيني أمام البرلمان، لحث جميع الأحزاب على الموافقة على القرار، قرروا التصويت بنعم.  وأعلنت: "سيواصل بوديموس المطالبة بفرض حظر شامل على الأسلحة وقطع جميع العلاقات مع إسرائيل"، لكنها لم ترغب في منح الحزب الاشتراكي الإسباني "ذريعة للتوقف عن فعل أي شيء"، داعيةً الجميع إلى المشاركة في الإضراب العام في 15 تشرين الأول "لإجبار إسبانيا على قطع جميع الروابط العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والرياضية مع مرتكبي الإبادة الجماعية".

بالمقابل صوت حزب الشعب اليميني المحافظ، وحزب "فوكس" اليمني المتطرف ضد القانون.

أثار قرار إسبانيا رد فعل غاضب من إسرائيل، التي كانت قد سحبت سفيرها العام الماضي عندما اعترفت إسبانيا بدولة فلسطينية. وأدان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الإجراءات الإسبانية ووصفها بأنها "معادية للسامية" واتهم حكومة سانشيز الاشتراكية باتباع "خطاب معاد لإسرائيل من خلال خطاب غير منضبط ومليء بالكراهية".

****************************************

الصفحة السابعة

تجمع انتخابي في الكاظمية دعماً لتحالف البديل

بغداد  ـ طريق الشعب

نظّمت محلية الكرخ للحزب الشيوعي العراقي، تجمعاً انتخابياً في حدائق منتزه 14 تموز بمدينة الكاظمية، دعماً لتحالف البديل ومرشح الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب. تحدث فهمي خلال اللقاء عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، مؤكداً أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات، فيما أشار ممثل التيار الديمقراطي أثير الدباس إلى دور قائمة البديل في تحقيق التغيير والإصلاح. كما قدّم المرشحون الآخرون في القائمة نبذة عن برامجهم الانتخابية وأهدافهم المستقبلية.

******************************

شهيد الغالبي يواصل لقاءاته الجماهيرية  في الغراف والناصرية

الشطرة – أحمد طه

واصل مرشح التحالف المدني الديمقراطي، الدكتور شهيد الغالبي، لقاءاته الجماهيرية في مدينتي الغراف والناصرية، ضمن حملته الانتخابية الهادفة إلى تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين.

ففي ديوان أبو عباس جواد كاظم محيسن التميمي شرق مدينة الغراف، عقد الرفيق الغالبي لقاءً موسعاً مع عدد من الأهالي والأصدقاء والمؤازرين، جرى خلاله نقاش مطول حول أوضاع البلاد وأزمة الحكم ومهام مجلس النواب المقبلة.

وأكد الحاضرون دعمهم الكامل للدكتور الغالبي ومساندتهم لمشروعه الانتخابي الذي وصفوه بأنه يعبر عن تطلعاتهم وآمالهم بالتغيير، فيما أعرب الغالبي عن امتنانه لمواقفهم وتفاعلهم الكبير، متمنياً لهم دوام التوفيق.

وفي مدينة الناصرية، التقى الغالبي بمجموعة من شباب حي أور، حيث استمع إلى آرائهم حول الأوضاع العامة وهمومهم اليومية، وناقش معهم دور الشباب في دعم حملته الانتخابية. وأبدى الشباب استعدادهم للتطوع والمشاركة في نشر الوعي الانتخابي بين أقرانهم، فيما ثمّن الغالبي مبادرتهم وقدّم لهم مواد الدعاية الانتخابية، مشيداً بروحهم الوطنية العالية.

واختتم الغالبي زيارته بلقاء جمعه بالناشط جيفارا جمعة عناد الغزي، جرى خلاله بحث أهمية المشاركة الواعية في الانتخابات ودور الشباب في إحداث التغيير المنشود نحو مستقبل أفضل.

*********************************

هيفاء الأمين تفتتح مكتبها في الشطرة وتدعو إلى دعم مشروع الدولة المدنية

الناصرية – أيمن عمار

أعلنت المرشحة لانتخابات مجلس النواب الرفيقة هيفاء الأمين عن افتتاح مكتبها الانتخابي في مدينة الشطرة بمحافظة ذي قار، مؤكدة أن الخطوة تهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين والاستماع إلى احتياجاتهم وطموحاتهم. وقالت الأمين في تصريحها: "من الشطرة، أحييكم أحبتي بمحبة وصدق، وأعلن عن افتتاح مكتبي الانتخابي في المدينة، وأنا المرشحة لانتخابات مجلس النواب هيفاء الأمين. كل الامتنان والشكر للأخوة الذين تكرموا وتبرعوا بالمكان ودعموني بمحبتهم". وأضافت أن المكتب سيكون مساحة مفتوحة أمام أبناء المدينة لطرح أفكارهم ومشكلاتهم، مشددة على التزامها بخدمة أبناء ذي قار والعمل من أجل العدالة الاجتماعية وتحسين الخدمات وتمكين الشباب والمرأة. يُذكر أن الأمين تخوض الانتخابات ضمن التحالف المدني الديمقراطي تحت شعار "مدنية.. قانون"، داعية المواطنين إلى دعم مشروع الدولة المدنية والإصلاح الحقيقي.

******************************

شيوعيو النجف  يُعرّفون بمرشحهم للانتخابات

النجف - طريق الشعب

نظمت لجنة حسن عوينة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أول أمس الجمعة، جولة راجلة في "حي الجمعية" بمركز المحافظة، في إطار الحملة الإعلامية للحزب استعدادا لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة.

وطرق الرفاق أبواب العديد من المنازل. وعرّفوا المواطنين ببرنامج قائمة "تحالف البديل" – الرقم (250)، والتي يشارك ضمنها الحزب في الانتخابات. كما عرّفوا بمرشح الحزب ضمن القائمة في النجف، الرفيق عبد الكريم بلال – التسلسل (2).

وتفاعل المواطنون مع البرنامج الانتخابي للمرشح، والذي يطرح سبيلا للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، ولإحداث التغيير المنشود.

********************************

شيوعيو ديالى يبحثون مع جمعية الضياء للمكفوفين احتياجات ذوي الإعاقة

ديالى ـ طريق الشعب

عقدت لجنة العلاقات الوطنية في محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي، مع جمعية الضياء للمكفوفين في المحافظة، لقاءً موسعاً مع وفد من الجمعية ضمّ الأستاذ باسم السعدي والأستاذة خلود عبد الرحمن، بحضور عدد من رفاق المحلية. وناقش الجانبان جملة من القضايا والاحتياجات التي تواجه شريحة المكفوفين في ديالى، مؤكدين أهمية توفير الرعاية والاهتمام اللازمين لهذه الفئة المجتمعية التي تعاني من ضعف الدعم الرسمي. وأكد الرفيق صالح المصرفي، سكرتير محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي، أن القوى المدنية تؤكد على حقوق الفئات المهمشة، مشدداً على أن الحزب سيواصل الدفاع عن حقوق الفقراء والمعدمين والمكفوفين، بوصفه الأقرب لمعاناة الجماهير.

من جانبهم، دعا ممثلو الجمعية إلى إيصال صوتهم عبر وسائل إعلام الحزب، مطالبين بتوفير رواتب وقطع أراضٍ وتعيينات مناسبة ورعاية صحية لشريحة المكفوفين.

وفي سياق متصل، واصلت حملة مرشح الحزب في ديالى، صالح المصرفي، نشاطها الميداني من خلال جولة لطرق الأبواب في منطقة نزلة الحمام بعقوبة، التي شهدت استجابة إيجابية من الأهالي وترحيباً ببرنامجه الانتخابي.

*********************************

مرشح كوتا الصابئة المندائيين  سلام الزهيري يزور مندي الطائفة

بغداد ـ طريق الشعب

زار المرشح عن كوتا الصابئة المندائيين الدكتور سلام نعيم الزهيري، برفقة الرفيقة بشرى أبو العيس، عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والرفيق علي السفير، سكرتير محلية ميسان للحزب، مندي طائفة الصابئة المندائيين. وحظي الوفد باستقبال حافل من أبناء الطائفة، جرى خلاله بحث أبرز القضايا والمعوقات التي تواجههم وسبل معالجتها.

وأكدت الرفيقة بشرى أبو العيس التزام الحزب بإيصال مطالب واحتياجات الطائفة إلى الجهات المعنية والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.

******************************

{من الجديد في الشعر الكلاسيكي البناء}

أمسية الشاعر د. حسين الركابي في المقهى الثقافي

طريق الشعب – لندن (خاص)

 

كانت أمسية المقهى الثقافي العراقي في لندن لشهر آب ٢٠٢٥، امسية شعرية للشاعر والطبيب الأستاذ حسين عنبر الركابي، وكان فيها ما يثير بعض الأسئلة حول الشعر والشعراء وطرق الإلقاء وطبيعة الصور والمواضيع.

في كراس رولان بارت المثير (لذة النص) وكذلك في مقولة جاك دريدا: " لا شيء خارج النص " وما قدمه لنا ميشيل فوكو في (الكلمات والأشياء) ما يكفي من مدلولات حول المعنى والقيمة المعرفية للنصوص، وإذا أضفنا لكل هذا عبارة الزاهد والمتصوف الشهير النفري التي تقول: " كلما اتسعت الرؤيا، ضاقت العبارة " فسنجد أنفسنا أمام طلسم وسديم من الأسئلة حول ما يمكن ان نأخذ من كلمات الشاعر أي شاعر، وإذا آمنا بمقولة (موت المؤلف) لبارت نفسه وقصدية المؤلف لأمبيرتو إيكو، ستكون عدتنا أكثر تعقيداً وصعوبة.

لقد دار حديث طويل، بين الحضور والضيف، حول تأويل النصوص وأبعادها المترامية والغريبة أحيانا على كاتب النصوص نفسه، وبناءً على مقولات علم النفس الفرويدي، فنحن هنا أمام جدار صلد عصي على التحليل والتفسير وفهم ما قصد إليه المؤلف، وقد نستغرب حتى الدهشة من الصور التي توصلنا اليها التأويل إلى محطات لم تكن في بال المؤلف وملايين القراء.

تبدو هذه المقدمة ضرورية، عند تناول أي نص أدبي او بصري وحتى مسرحي بمعناه الحركي أو النص الموسيقي وفن الرقص ولو أردتم أبعد فحتى حركات الجسد عند البكاء والحزن او اللطم والنواح في حياة الإنسان وطقوس الدين الحزينة وحفلات الأعياد والأفراح كذلك.

كان شاعر الأمسية  حسين عنبر الركابي بطريقة إلقائه وطبيعة قصائده، قد أثار العديد من التساؤلات ، فهو لم يلق قصائده كغيره من الشعراء، فلم نسمع صوته يصعد ويهبط  او يعلو ويخفت، مثل غيره كما تعودنا عليه ،  كان يسمعنا كلماته بهدوء ، بعبارات ذات رنين اقرب إلى الهمس وكمن يتكلم مع نفسه ، وكانت قصائده أيضا غير مألوفة ، فقد كتب نصا شعرياً عن داء الكلب وعبر عن عوالم عديدة، عالم الطفل الذي أرعبه الكلب المهاجم، عالم أطباء البيطرة، الذين يريدون علاج هذا المرض، عالم الكلب المريض (المكلوب) ومأساته  وعالم الوسط او المحيط الذي جرت فيه محاولة عض الطفل. موضوعة غريبة على قراء الشعر عندنا وقد يرون فيها ما ليس له ضرورة، لكن من يمنع شاعراً، أراد ان يتحدث عن موضوعٍ مثيرٍ أو الذي يلح عليه ويقض مضجعه؟

نظم الشاعر قصيدة أيضاً عن المحاورة التي جرت بين صعصعة أحد أصحاب الأمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان عندما آلت الأمور إليه بعد تنازل الحسن بن علي عن الخلافة. مقدما لنا معنى حفظ العهد وعدم الخوف من قول الحق في وجه حاكم مثل معاوية الذي كان يبغض آل النبي وعلي وأولاده بالذات. معطياً صورة للإنسان في مثل هذه المواقف الحرجة وكذلك مؤكداً على الثبات وعدم الخوف مهما يكن.

ومن القصائد التي لها وقع غير مألوف، قطعته الشعرية عن حواء وآدم وعالمهما الأخضر والشجرة التي كانت سببا في حرمانهما من الجنة وهبوطهما إلى الأرض. كما كان لغزة حصتها من الأمسية فكانت القصيدة التي خصها بها الشاعر محط اهتمام الحضور.

كانت مداخلات الحضور قيمة وواعية وذات أفق واسع بحيث تناولت النصوص وكذلك مواضيعها ومن جملة التساؤلات ما طرحه الفنان السينمائي علي كامل حول حرية القارئ في تأويل النص وقضية القصدية عند الشاعر، لأن هذا قد يحد من مخيلة المتلقي ويسد عليه باب الصور الخاص به للنص المطروح، اما الشاعرة المميزة دلال جويد فسألت عن الجمهور الذي يتوجه إليه الشاعر وضرورة أن يصل النص إلى المتلقي بدون شرح او تفسير من قبل الشاعر، وكانت الفنانة والروائية ساهرة سعيد فقد سألت عن صعوبة النص واللغة المقعرة التي أحستها في قصائد الشاعر،  وكان سؤال أستاذة  الأدب الإنكليزي  السيدة مريم شرارة هو : إذا كانت هناك قصيدة عمودية ، فهل هناك قصيدة أفقية ؟ .

وقد أجاب الشاعر على الأسئلة وبين موقفه من موضوعة الفن للفن وما يترتب عليها من إلغاء للمعنى وقصدية المبدع، التي هي سبب نشوء النص بالذات. كما أجاب على موضوعة التأويل ومدى أحقيته في تفسير النص، وهو يرى ان ليس كل ما يأتينا من الخارج علينا القبول به. ثم تطرق لقصيدة النثر وأعطى لها مكانتها التي احتلتها عن جدارة وكذلك قصيدة التفعيلة التي لم تبتعد عن القافية والوزن كثيراً وظلت ملتزمة ببحور الفراهيدي، وأنكر صعوبة نصوصه وشبهها ببساطة نصوص الروائي الكبير نجيب محفوظ، وسهولة فهمها. لكنه أشار إلى ضرورة ان يتحلى المتصدي للنصوص بقدر من المعرفة والاستيعاب لمشاكل النص الشعري.

كان مقدم الأمسية الصحفي اللبناني الأستاذ جعفر الأحمر بطرحه لتساؤلاته المركزة للضيف، موسعا أفق النقاش وشارحاً بعض المعاني، موفقاً جداً وادار الأمسية بحرفية واقتدار فشكراً له. 

ومن نماذج القصائد التي ألقاها الشاعر الضيف هذه المقاطع المختلفة:

قصةٌ قصيرةٌ عن امرأةٍ تحتَ شجرةٍ في أرضٍ خضراء.

آدَمٌ أضحَتْ خُطاهُ اسْتَهَلَّتْ             

حينَ صارَ الصُبحُ في السَهْلِ مُفْلَتْ. قادَهُ السَّهْوُ لِحَوَّاءَ سارتْ   لِاعْتِلاءِ التَّلِ حَيثُ استقَلَّتْ.

جَنْبَ مُمْتَدٍّ مِنَ اللونِ خَضْرٍ           

مُزْهِرِ الأرجاءِ فيهِ استَظَلَّتْ.

           *******

رَمَى الأخضَرُ المُنْساقُ رَفَّاً حَوالَها

وما شاعَ من زَهرٍ، على الرأسِ شالَها،

فَحاطَ بأسوارٍ مِنَ الرِّفْقِ وَجْهَها،

وَلَفَّعَ بالتَّطوافِ ما شابَ بالَها.

حَمَامٌ مِنَ الدارِ العَتيقَةِ مُوغِلٌ

بِجَوفِ سماءٍ كانَ مِنها جَمالَها.

منازِلُ إذْ تَستَطْلِعُ العَينُ بَعضَها،

أتَتْ رَغَباتُ النَفسِ تَبغِي اكتِمالَها.

ومن حوار بين صعصعة ابن صوحان ومعاوية ابن أبي سفيان

حول أفضلية بيت النبي على بيوت قريش

لقد كان أبيضَ خَصبَ الغَدَقْ.

وما كان يَسألُ عما تَولّى وعمّا مَرَقْ.

وكان عظيمَ الصِلاءِ صَبِيبَ المَرَقْ

وللناسِ غيثَ السَماءِ إذا ما دَفَقْ.                           

لقد كانَ يَزكو على عاتِقَيــــــــه ِالعَرَقْ.     

أجابَ ابنُ سُفيانَ في غَيضةِ المُكبِــرِ:-

- فماذا تَبَقَيْتَ وَيحَكَ من مَفخَـــــرِ،

لِذا الحيِّ أعْني قُرَيشَ العُلى الأظهَرِ؟

فقالَ ابنُ صَوحانَ ذي الناطقِ الأقدَرِ:

- تَركتُ لهم صَفوةَ الكاثِرِ الأوفَرِ،

وما ليس يَصلُحُ إلاّ لَدى الأجدَرِ،

تَرَكتُ إليهم قِرى الخُبزِ والأحمَرِ،

جُلوسَ السَريرِ كذلكَ والمِنبَـــــرِ،

ومُلكاً إليهِمْ تَركتُ إلى المَحشَـــــــــرِ،

وأنَّــــى يَكونُ لذلكَ مِن مُنكِــــــــــــــــرِ،

وهُم للإلهِ مَنـــــــارٌ على أرضِه،

وأنْجُمُهُ في السماءِ لَدى المُبصِرِ؟

أجابَ ابنُ سُفيانَ في نَشوةٍ تَعتَري:-

صَدَقتَ ابنَ صوحانَ من قائلٍ مُخبِرِ.

فَجاءَ الجَوابُ جَدا مِقوَلٍ حــــازِمِ:

- عَدَتْكَ وقَومَكَ مِن ذا يَدُ القاسِمِ.

-  "لِماذا عَدَتْ " قالَ "وَيلَكَ مِن آثِم؟"

- لأهْلِ الجَحيمِ جَرَى الويلُ والظالِمِ،

 فَتِلكَ لهُم لا سِواهُم بَني هاشِـــــــمِ.

من حالات الطنطل

الّلامُ في اسْمِي لا تكونُ رَخوةً مُختَزَلـةْ.

والنونُ لا بُدَّ لها من رَنَّـةٍ وجلجلة.

لا يَنْطِقُ الطاءَ فَمٌ إذا بَراهـا خَجِلــة.

اسمي بِغَيرِ لفظِه الصَحيحِ بَدءُ مُعضِلـة.

بعضُ شُجوني هذه اللامُ الركَيكةُ المُهَلهَلة.                                                                                                                              ******

أسكَنَني الإنسانُ في دُروبِه المُنعَزِلــــة.

وخَصّني بالليلِ حينما يَبُثُّ أوَّلَــــه،

لكي أحِلَّ في الظلامِ، حَقَّــهُ وأخْيِلَــه.

أرومُ للبَـــرِّ عنِ النَّفاذِ أنْ أُحَوِّلَـــه.

وأنفُخُ الصمتَ على النخيلِ حتّى أُجفِله،

كيْ يُربِكَ القلبُ بِمِشيَةِ الوَحيدِ أرجُلَه،

أصيرُ في قَفاهُ من يَــــدٍ تَطُوفُ أنمُلة.

 شَريطَتايَ عُتمَةٌ وخَلـــوَةٌ مُتّصِــلةـ

******

سيرة موجزة للشاعرحســــين عنبر الركابي

مكان الميلاد: مدينة البصرة.

مكان الإقامة: البصرة ولندن.

عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق.

صدرت له لحد الآن أربع مجاميع شعرية:

1- مجموعة " قصائد عمودية" عن دار الرافد في لندن سنة 1997.

2- مجموعة " قصة الخليقة" عن دار العودة في بيروت سنة 2003.

3- مجموعة " بلدُ العراق وبَحرُ المُنسَرِح" عن دار الحكمة في لندن سنة 2014.

4- مجموعة "مَطرٌ في الوعي" عن دار المكتبة الأهلية في البصرة سنة 2022

- نشر دراسة نقدية عن القاص الإنكليزي جورج أوروَل.

- نَظَّر لموسيقى العمود كأساس للتنغيم الشعري في اللغة العربية دون التنكّر للقوالب الحديثة في الشعر.

- نَظَّر، في دراسية، في الشرائط المثلى لتلقي الشعر.

- طبيب تخرّج في كلية الطب جامعة البصرة.

- عضو الكلية الملكية لأطباء الباطنية- دبلن.

****************************************

الصفحة الثامنة

أثر التجربة الماركسية في تطور ونمو اقتصاد الشعوب

محمد راسم قاسم

لم تكن الماركسية مجرد نزوة فكرية أو محاولة عابرة لإعادة صياغة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، بل مثّلت على امتداد قرن كامل مختبراً هائلاً لمراجعة أعمق البنى التي يقوم عليها الاقتصاد البشري. لقد خرجت الماركسية من رحم نقد الرأسمالية، لكنها لم تبقَ في حدود السجال الفكري، وإنما دخلت الواقع لتشكل مؤسسات وتجارب ودول، وتفرض على العالم بأسره إعادة التفكير في معنى الإنتاج، والعدالة، والقيمة، والتوزيع. وإذا كانت الرأسمالية قد حققت تراكمها التاريخي على حساب استغلال الإنسان وتهميشه، فإن الماركسية، في صورتها التطبيقية، رفعت الإنسان إلى مركز العملية الاقتصادية بوصفه المنتج الأصيل، لا مجرد أداة من أدوات الربح.

المجتمعات التي خاضت التجربة الماركسية لم تكن محظوظة بما يكفي من الثروات الطبيعية أو البنى الجاهزة، وإنما كان رصيدها الأكبر هو قوة العمل الجمعي والإيمان بأن العدالة يمكن أن تكون أساس النمو. لقد أظهرت التجربة، بكل ما لها وما عليها، أن الاقتصادات قادرة على النهوض من تحت الصفر حين تتحرر من منطق التراكم الفردي الجامح وتعيد تنظيم طاقاتها على نحو جماعي. يكفي أن نتأمل كيف انتقلت دول فقيرة وممزقة داخلياً إلى مصاف القوى الصناعية خلال عقود قليلة بفضل التخطيط المركزي والاستثمار في الإنسان، حيث تحوّل التعليم إلى سلاح، والبحث العلمي إلى قوة دفع، والمساواة الاجتماعية إلى رافعة إنتاجية.

إنّ النقد الذي يوجّه إلى الماركسية غالباً ما يركز على إخفاقاتها السياسية أو على التشوهات البيروقراطية التي نمت في بعض تجاربها، غير أن هذا النقد يتغافل عن جوهر الفكرة، أي عن أن الإنسان العادي حين يوضع في قلب العملية الاقتصادية يتحرر من أن يكون مجرد ترس في آلة الرأسمال. فالزراعة التي كانت تعاني التبعثر والضعف، تحولت بفعل التنظيم الجماعي إلى قوة قادرة على إطعام الملايين. والصناعة التي كانت حكراً على الدول الكبرى، غدت قطاعاً قادراً على إنتاج التكنولوجيا وغزو الفضاء. هذا التحول لم يكن ممكناً من دون فلسفة اقتصادية تعيد تعريف الثروة لا باعتبارها ملكية خاصة، بل كنتاج اجتماعي يجب أن يعود نفعه إلى المجموع.

الجانب الأكثر عمقاً في التجربة الماركسية هو إصرارها على أن العدالة الاقتصادية ليست عائقاً أمام النمو، بل هي شرطه الأول. ففي ظل الرأسمالية، غالباً ما يُطرح التناقض بين الكفاءة والعدالة، حيث يفترض أن يقلل توزيع الثروة الحوافز. أما الماركسية فقد أثبتت أن العدالة، حين تتحقق بوسائل عقلانية، تمنح الإنسان دافعاً أعمق للإنتاج لأنها تربطه بمصير جماعته لا بمصالحه الأنانية فقط. هذا البعد الأخلاقي هو الذي مكّن مجتمعات بكاملها من تجاوز مراحل التخلف والانتقال إلى مواقع متقدمة في البحث العلمي والتصنيع والتسليح.

وإذا كانت الرأسمالية قد أعادت تشكيل العالم عبر الأسواق المفتوحة والتجارة العالمية، فإن الماركسية تركت أثراً لا يقل أهمية، لقد منحت الشعوب المستضعفة لغة جديدة للمطالبة بحقها في التنمية والكرامة. إن القناعة بأن الثروة حق مشترك قابل لإعادة التوزيع، ورفض اعتبار احتكارها من قبل القلة قدراً، كانت بذرة الانتفاضات الاجتماعية وحركات التحرر وتبني بدائل اقتصادية في أرجاء العالم الثالث. بهذا المعنى، فإن التجربة الماركسية لم تؤثر في اقتصادات الشعوب التي طبقتها فحسب، بل هزت وجدان الإنسانية، وأجبرت النظام الرأسمالي نفسه على إصلاح ذاته جزئياً عبر دولة الرفاه والضمانات الاجتماعية، خشية أن تتسع جاذبية البديل الاشتراكي.

لا يمكن للمنصف أن يغفل الأخطاء التي وقعت فيها بعض التجارب الماركسية، لكن النقد الموضوعي لا يقود إلى إعدام الفكرة، بل إلى إدراك أن هذه الفلسفة الاقتصادية كانت، وما زالت، أحد أعظم محاولات الإنسان لتأسيس اقتصاد أخلاقي عقلاني، لأنها كشفت للعالم أن الإنتاج ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لخدمة حاجات البشر، وأن التنمية ليست مجرد أرقام في ميزانيات، بل بناءً متكاملاً للعدالة والوعي والقوة.

إن أثر التجربة الماركسية في تطور ونمو اقتصاد الشعوب سيظل قائماً ما بقي سعي الإنسانية للخروج من استغلال الأسواق، وما بقيت تساؤلات العدالة والكرامة والحرية الاقتصادية بلا جواب نهائي. لقد أثبتت التجربة أن التاريخ لا يتوقف عند نمط إنتاج واحد، وأن الشعوب قادرة، عبر الوعي والتنظيم، أن تفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد تعيد للإنسان مكانته الأولى، كخالق للثروة ومالكها الحقيقي، لا كعبد لرأس المال.

ولعل التجربة السوفيتية تشكل المثال الأكثر وضوحاً على قدرة النظرية الماركسية على تحويل أمة شبه زراعية، مسحوقة بفعل الحروب والتخلف، إلى قوة صناعية عظمى خلال أقل من نصف قرن. فالاقتصاد الروسي عشية الثورة البلشفية كان هشاً، يعتمد على فلاحة تقليدية ويعاني تركة ثقيلة من النظام القيصري. لكن مع سياسات التخطيط المركزي، ومع الخطة الخمسية الأولى التي أطلقها ستالين عام 1928، انطلقت عملية تحديث صناعي وزراعي غير مسبوقة. ففي غضون عقود قليلة، انتقلت روسيا من بلد مستورد للآلات إلى بلد يصنع الصواريخ والمفاعلات النووية، ويتمكن من إرسال أول إنسان إلى الفضاء. ولم يكن هذا الإنجاز مجرد ترف علمي، بل كان دليلاً على أن فلسفة الاعتماد على القدرات الجمعية وتوجيهها وفق خطة مركزية يمكن أن تحقق قفزات نوعية في مجالات لا تجرؤ الرأسمالية على المغامرة فيها دون ضمانات ربحية.

وإذا ما انتقلنا إلى التجربة الصينية، فإنها تقدم صورة مغايرة في تفاصيلها وإن ظلت وفية للأساس الماركسي في توجيه الاقتصاد نحو المصلحة العامة. فقد خرجت الصين من حقبة استعمارية مريرة وانقسامات داخلية مدمرة، لكنها اختارت منذ انتصار الثورة عام 1949 أن تبني اقتصادها على قاعدة المساواة وتحرير الفلاحين من عبودية الإقطاع. ومع الإصلاحات اللاحقة التي قادها ماو ثم دينغ شياو بينغ، تبلورت صيغة مختلطة، جمعت بين التخطيط المركزي والانفتاح الجزئي على آليات السوق، دون التخلي عن روح الماركسية التي تعتبر الدولة مسؤولة عن توجيه التنمية وتوزيع ثمارها بعدالة. والنتيجة أن الصين، التي كانت ترمز إلى الفقر والجوع في الخمسينيات، أصبحت في غضون عقود قليلة القوة الصناعية الأولى في العالم، ومختبراً هائلاً للتكنولوجيا والإنتاج. هذا التحول لا يمكن فصله عن الرؤية الماركسية التي اعتبرت أن التنمية ليست امتيازاً للنخب، بل حقاً للجماهير الواسعة.

أما في أوروبا الشرقية، فإن التجارب الماركسية، رغم تباينها، أسست لنموذج اقتصادي متماسك مكّن شعوباً عانت الفقر والحروب من تحقيق مستويات معيشية مستقرة. فبولندا، وتشيكوسلوفاكيا، وألمانيا الشرقية، كانت مجتمعات مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها بفضل النماذج الاشتراكية تمكنت من إعادة بناء صناعاتها وبناها التحتية بسرعة، ومنح شعوبها تعليماً وصحة مجانّيين، ومساواة اجتماعية حدّت من الفوارق الطبقية التي كانت متفشية في أوروبا الرأسمالية. بل إن بعض هذه الدول، رغم سقوط المنظومة الاشتراكية لاحقاً، ما زالت حتى اليوم تجني ثمار تلك المرحلة في قوة البنية التحتية والنظام التعليمي والصحي الذي تأسس في ظل الماركسية.

إن استحضار هذه الأمثلة التاريخية يبيّن أن التجربة الماركسية لم تكن وهماً أيديولوجياً، بل مشروعاً واقعياً حمل في طياته قدرة هائلة على تحويل المجتمعات وتحرير طاقاتها الكامنة. وإذا كان البعض يصر على رؤية المآلات السياسية وحدها، فإن القراءة الموضوعية لا بد أن تستحضر أن هذه التجارب صنعت قوى اقتصادية وصناعية كبرى من العدم تقريباً، وأنها أعادت تعريف معنى النمو لا كمسار ربحي، بل كمسار إنساني يضع العدالة في قلب العملية الاقتصادية.

وعند المقارنة بين أثر الماركسية في آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط من جهة، وأثرها في المجتمعات الأوروبية الصناعية من جهة أخرى، يتضح تمايز عميق في الوظيفة التاريخية لكل تجربة. ففي آسيا، مثلاً في الصين وفيتنام وكوريا الشمالية، كانت الماركسية بمثابة مشروع تحرر وطني واجتماعي في آن واحد. فقد خرجت هذه الدول من استعمار طويل ومن فقر مدقع، فوجدت في الماركسية لغة لتعبئة الجماهير ووسيلة لتوحيد الشعب في مواجهة الإمبريالية. وكانت النتائج ملموسة: فيتنام، التي دمرتها الحروب الأمريكية، نجحت في بناء قاعدة صناعية وزراعية صلبة جعلتها اليوم من الاقتصادات الناشئة. أما كوريا الشمالية، رغم العزلة والضغوط، فقد طورت قدرات صناعية وعسكرية لم يكن ممكنا تصورها في بلد محدود الموارد.

وفي أمريكا اللاتينية، شكّلت كوبا أبرز تجسيد للتجربة الماركسية. فبرغم حصار اقتصادي استمر لعقود طويلة، تمكنت كوبا من بناء نظام صحي وتعليمي يعدّ من بين الأفضل في العالم، وأثبتت أن الماركسية ليست مجرد خطاب سياسي بل نظام قادر على حماية المجتمع وتطويره حتى في أقسى الظروف. التجربة الكوبية منحت شعوب القارة نموذجاً ألهم حركات ثورية في تشيلي ونيكاراغوا والبرازيل، مؤكدة أن العدالة الاجتماعية يمكن أن تكون محركاً للتنمية حتى في مواجهة الإمبراطوريات الاقتصادية.

أما في الشرق الأوسط، فإن تأثير الماركسية كان أكثر التباساً، إذ لم تتبلور أنظمة ماركسية مستقرة طويلة الأمد، لكن الفكرة تركت أثراً عميقاً في الحركات التحررية والنقابية والفكرية. ففي العراق، وسوريا، واليمن الجنوبي، تجسدت محاولات جادة لتطبيق بعض مبادئ الاقتصاد الاشتراكي، من تأميم النفط إلى الإصلاح الزراعي، وهي خطوات كانت تعكس روح الماركسية في تمكين الشعوب من السيطرة على ثرواتها. ورغم أن هذه التجارب لم تستمر طويلاً، إلا أنها أسست لوعي اجتماعي رافض لهيمنة الرأسمال الأجنبي ومطالب بالعدالة الاقتصادية.

وفي المقابل، نجد أن أثر الماركسية في أوروبا الصناعية كان مختلفاً من حيث الجوهر. فهنا لم تكن الماركسية مجرد مشروع للتحرر من الاستعمار أو للفكاك من التخلف، بل كانت تحدياً مباشراً لبنية الرأسمالية المتقدمة نفسها. لقد أجبرت الماركسية في أوروبا الغربية القوى الرأسمالية على إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، فظهرت دولة الرفاه والضمانات الصحية والتعليمية، وجرى تعزيز حقوق العمال والنقابات. بمعنى آخر، حتى حين لم تُطبق الماركسية كنظام اقتصادي شامل، فقد فرضت نفسها وأجبرت الرأسمالية على الاعتدال والإصلاح.

****************************************

الوعي المجتمعي والجرائم الجنائية

أ. د حاكم محسن محمد الربيعي

الوعي المجتمعي هو إدراك أفراد المجتمع لصحة أو عدم صحة الأفعال او النشاطات التي يمارسونها، فيتجنبون ما هو غير مقبول والذي لا يحظى بالقبول المجتمعي، و يمارسون ما هو مقبول مجتمعيا، إذ أن الظاهرة التي يجمع عليها المجتمع بالقبول او الرفض تدخل ضمن ما يسمى القبول أو الرفض المجتمعي، فالأفعال من قبيل الرشوة والتزوير والسرقة والاحتيال وما يدخل ضمن تصنيف هذه الأفعال هي منبوذة ومرفوضه تماما ومخجله، ويوصف مرتكبوها بالمنحرفين، ويحكم على مرتكبيها بعقوبات حددها المشرع القانوني وحسب البيئة المجتمعية ، حيث اختلاف القيم والأعراف والتقاليد لكل مجتمع، والأبشع من ذلك أن بعض هذه الافعال ينتج عنها فعل إجرامي بشع ومأساوي، وغريب تماما عن طبائع شعب مثل الشعب العراقي، وصف بالكرم والشجاعة والثقافة، وعند حدوث أفعال تصل إلى مستوى الجريمة الجنائية يعني ذلك تراجع في ثقافة هذا المجتمع وقيمه الاجتماعية، وأبرز اسباب مثل هذا التراجع هو غياب الوعي المجتمعي أولا، وعدم تطبيق القانون ثانيا، فالوعي المجتمعي مهم واساسي لكل مجتمع مهما اختلفت تقاليده وقيمه، ولكن يبقى لفعل القانون أثر واضح، لتمكين من يسعى لنشر الوعي المجتمعي من القيام بمهمة النشر، وهي مسؤولية المجتمع وأدواته من مؤسسات حكومية وخاصة، حيث التعاون مطلوب لأهمية ذلك، وإلزام الآخر المتمرد بالخضوع إلى هذه القيم والتعامل والالتزام بها على وجه التحديد مع الآخر من أبناء مجتمعه دون اللجوء إلى الفعل الذي يندرج ضمن الافعال الجرمية، فالالتزام بقيم المجتمع وتقاليده أساس تطور المجتمعات، وعلى وفق ذلك تتطور المجتمعات بالتزامها بتشريعات الدولة وقوانينها، في حين يحصل التراجع عند غياب فعل القانون وبغياب الوعي وتراجع الثقافة قد يؤدي ذلك إلى ارتكاب البعض جرائم جنائية، طالما في المجتمع مثل هذا البعض، فلماذا لا نكون أفضل من الآخر ونحن نفتخر بأقدم حضارة هي حضارتنا حضارة وادي الرافدين وبثقافة مجتمعنا الذي أشتهر بالتسامح والكرم وبالتالي تجنب الجرائم الجنائية التي لا تنسجم ولا تليق بمجتمع عرف عنه الحضارة والثقافة والتمسك بالقانون، وبالتالي هي دعوة إلى الالتزام بالمزيد من الوعي المجتمعي واستيعاب الاخر، ألا تحتاج مثل هذه الظواهر إلى إشاعة الوعي المجتمعي من خلال نشر ما يدعو إلى الثقافة المجتمعية والتسامح الاجتماعي لاسيما أن الدين الإسلامي هو دين تسامح، والتأكيد على تفعيل دور القضاء في الحساب العادل ومحاسبة الفاعل مهما بلغ منصبه ومستواه وعدم التغطية على الجرائم الجنائية بأعذار وتسبيب غير مقنع لأبسط الناس، ويبقى للتعليم دور مؤثر شريطة إبعاد من يعملون على التجهيل عن مسار التعليم ومحاسبة المخطئين لان في تطور الوعي المجتمعي ضمانه لأمن المجتمع وتقدمه.

*********************************

الأكاذيب والافتراءات لا تصمد أمام الحقائق التاريخية

طارق العبودي

في جميع الانتخابات البرلمانية منها وانتخابات مجالس المحافظات تخرج علينا مجموعة من الجهلة والحاقدين والمأجورين بنشر السموم والأحقاد والافتراءات والطعون على الحزب الشيوعي العراقي. نقول لا من باب الإطراء ولا الثناء إنما من زاوية نقل الحقائق بكل أمانة وصدق. ليعطيني كل شخص ذي عقل وذي بصيرة ومنصف بغض النظر عن سلوكه وأخلاقه واتجاهه السياسي وقناعاته الفكرية وانحداره الطبقي، يعطيني اي حزب سياسي عراقي او حركة اجتماعية او سياسية قدمت وأعطت قوافل من الشهداء ومن المغيبين والمهجرين على يد الحكومات المتعاقبة منذ استقلال العراق والى ٢٠٠٣ من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب ونشر قيم المحبة والتسامح والتآزر وحقوق الطبقات المسحوقة وإلحاق البلد بمصاف الدول المتقدمة اجتماعياً واقتصادياً وحضارياً؟ يعطيني حزبا او حركة قدمت أكثر شهداء من الحزب الشيوعي العراقي، هذه التضحية تكفي في ان نعطي له صفة حب الوطن التي لا يضاهيها أحد. وميزة الاخلاص له التي يقف أمامها جميع المتشدقين بحب الوطن بائسين. وكذلك تجسيد وعنوان للشرف والنزاهة والإيمان بعدالة المبادئ التي يفاخرون ويتقدمون بها كل دعاة الغش والخداع والرياء والكذب. ومازال أسلافهم يسيرون على هدى هذه الافكار الانسانية العادلة. نتفق جميعاً بأن أغلى وأثمن شيء في الحياة هي الروح. فهؤلاء الذين يهبون أرواحهم بكل إيمان وإصرار وعقيدة من أجل إشاعة السلام والسعادة والرفاه والتقدم والاستقلال والعدالة الاجتماعية لبلدهم وشعبهم. كيف نصنفهم وماذا نسميهم؟ وأي صفة نطلق عليهم؟ هل هم أبطال والبطولة تقف خجلة وضعيفة أمامهم. هل هم مناضلون؟ والنضال يشعر بالخجل والنكوص لذكر أسمائهم. إنهم أنقياء وذوات نادرة تشبعت روحهم وضمائرهم بالنقاء والحب والإخلاص لهذا البلد وشعبه. هم عبدوا لنا وللأجيال طريق الحرية والكرامة والتحرر بدمائهم الزكية. فمن المعيب والمخجل والتافه أن ينكر بعض الحاقدين هذا العطاء وهذه البطولات، فحري بنا أن نعتز ونفتخر ونضاهي بهم شعوب العالم. بأننا شعب لا يصبر على ضيم وقهر واستغلال وعبودية. ومن العدل والمنطق والأخلاق ومن واجب اي حكومة وطنية ان تجعلهم مشاعل ونبراسا يهتدي بهم كل دعاة الحرية وطلاب السلام والتحرر. وحذاري من أن يصيبهم النسيان وتطوى مأثرهم وبطولاتهم في سجلات التأريخ الغابر وهذه جريمة وخيانة يحاسب عليها التأريخ والاجيال اللاحقة.

***************************************

العمل والأجر عند ماركس

خليل إبراهيم العبيدي

في اليوم العالمي للمساواة في الاجور، نود أن تشير إلى أن الماركسية بحثت هذه الموضوعة قبل قرنين تقريبا، وقد كان الأجر الذي يمنحه الرأسمالي إلى العامل وراء كل أحداث التاريخ كما يرى ماركس، الذي ينطلق في نظريته من مقولة العمل أساس القيمة، وان العمل في المفهوم الاقتصادي العام، هو المجهود المادي الإرادي الذي يبذله الانسان لخلق المنفعة في الأشياء، وفي كتابه بؤس الفلسفة. طبعة دار اليقظة بيروت (ص 65) وفي معرض رده على برودون، يقول ماركس،،، أن العمل وحده هو الذي يعطي القيمة، وكل إنسان له حق شرعي في أن ينال ثمار عمله الذي قام به، وعندما يحصل على ثمار عمله لا يقترف إثما او خطأ ضد أي مخلوق بشري آخر، ولأنه لا يتدخل بحق غيره، ولأن غيره يعمل ما يشاء بنتاج عمله،،،،، واليوم بعد كل هذه السنين على ما قاله الرجل في العمل، تقوم الأمم المتحدة بتخصيص يوم عالمي للمساواة في الأجور بين النساء والرجال في العمل ذي القيمة المتساوية، في حين أن ماركس حدد قيمة الاشياء بكمية العمل المبذول لإنتاجها بغض النظر عن الجنس وإنما قال الانسان، فإذا كان الأجر : هو القيمة التي يقدمها الرأسمالي لإعادة إنتاج قوة عمل العامل وليس القيمة الكاملة للذي ينتجه والفرق بين ما ينتجه العامل وما يتقاضاه هو فائض القيمة التي يستولي عليها الرأسمالي، وبما أن العمل هو أساس القيمة، فان الرأسمال لدى ماركس هو عمل متراكم، وأن ريع الأرض المجرد لا يعد من مكافآت عناصر الانتاج ما لم يدخل العمل لحرثها وسقيها وحصدها، أما التنظيم، فهو عمل مادي أيضا يحصل المنظم فيه على مكسب مادي يسمى الراتب، والأجر هو ما يتقاضاه عارض قوة العمل امرأة كانت أم رجل ما دامت قيمة العمل المبذول متساوية.

إن الماركسية في ضوء نظرية فائض القيمة والاستغلال الناتج عنها فسرت التاريخ على أنه صراع بين طبقات تملك وسائل الانتاج وأخرى تملك قوة العمل (وهو صراع على الأجور في جوهره ونتائجه) ومن نتائجه حصول الثورات على اصحاب العمل،،،، مالكي وسائل الانتاج،،، وفق منطق المادية التاريخية والصراع الطبقي، التي كانت وراء ثورات العمال على الرأسمالية في عصر ما بعد وفي عام 1848 اوجز ماركس نظريته عن العمل في البيان الشيوعي، وهو يصفه،، بأنه سلعة يبيعها العمال (البروليتاريا) لأصحاب وسائل الانتاج البرجوازيين، والذين لا يملكون سوى قوة عملهم الخاصة.

إن مطالبة المناضلة النقابية، روزا لوكسمبرغ، في مقال لها عام 1912 بالمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات في ظل الاشتراكية، أشرت فيه إلى ضرورة المساواة في الاجور بين الجنسين. إن تلك المطالبة كانت متقدمة جدا على نظام العالم الذي لم يكن يعترف حتى بالحقوق الانتخابية للمرأة وحتى في بريطانيا التي اعترفت للمرأة بحق التصويت عام1928، وان تلك المطالبة كانت تجسيدا لأفكار المدرسة الماركسية بشأن العمل وحق العمال في أجور تتناسب وموارد قوة عملهم بعض النظر عن الجنس واللون والدين، ما دام العامل يقع تحت ظروف الانتاج كغيره من العمال.

*********************************

الصفحة التاسعة

إصابة ماستانتونو نجم ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

تعرّض الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو، نجم نادي ريال مدريد، لإصابة خلال التوقف الدولي الجاري، ما دفعه لمغادرة صفوف المنتخب الأرجنتيني والعودة إلى مدريد لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وذكر فابريزيو رومانو، خبير الميركاتو، على حسابه في شبكة إكس، أن ماستانتونو يعاني من إجهاد عضلي، وسيخضع لتقييم الطاقم الطبي للمنتخب قبل استئناف نشاطه مع ريال مدريد. وفي سياق متصل، أكد الصحفي خوسيه لويس سانشيز، عبر حسابه نفسه، أن اللاعب تم استبعاده من المنتخب مؤقتًا، مع استبعاد وجود إصابة خطيرة، وأن الفحوصات في مدريد ستحدد فترة غيابه الدقيقة. ويُعد ماستانتونو، المولود في 14 آب 2007 بمدينة أزول في مقاطعة بوينس آيرس، من أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم العالمية. بدأ مسيرته الرياضية تحت إشراف والده مدرب فريق "ريفير دي أزول"، وبرز منذ سن مبكرة، كما تألق في رياضة التنس قبل أن يركز على كرة القدم.

****************************************

الزوراء يتعاقد مع المدرب المصري عماد النحاس

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن نادي الزوراء العراقي رسميًا عن تعاقده مع المدرب المصري عماد النحاس لقيادة الفريق الأول لكرة القدم خلال الموسم الحالي، خلفًا للمدرب عبد الغني شهد الذي تم فسخ عقده بالتراضي بسبب تراجع نتائج الفريق، وآخرها الخسارة أمام القوة الجوية في دوري نجوم العراق.

وذكر النادي في بيان عبر حساباته الرسمية أن "الهيئة الإدارية لنادي الزوراء تعلن تعاقدها مع المدرب المصري عماد النحاس بعد دراسة دقيقة ومتأنية من قبل مجلس الإدارة، بهدف اختيار الاسم الأنسب لقيادة زعيم الكرة العراقية في المرحلة المقبلة على الصعيدين المحلي والآسيوي".

وأضاف البيان أن النحاس يُعد من الأسماء البارزة في الكرة المصرية والعربية، لما يمتلكه من خبرة طويلة في التدريب، جعلته الخيار الأمثل لقيادة فريق بحجم وتاريخ الزوراء. وأشار النادي إلى أن المدرب الجديد سيصل إلى بغداد خلال اليومين المقبلين، قادمًا من الأهلي المصري الذي حقق معه نتائج إيجابية خلال مهمته المؤقتة.

ورغم التعاقدات البارزة التي أبرمها الزوراء في فترة الانتقالات الصيفية، ومن أبرزها ضم ثلاثي النشامى عبد الله نصيب ونزار الرشدان ورزق بني هاني، إلا أن الفريق لم يحقق النتائج المرجوة، إذ اكتفى بفوز وحيد منذ بداية الموسم على غوا الهندي، مقابل خسارته أمام النصر السعودي في دوري أبطال آسيا، وتعادله مع الطلبة والكرخ، قبل أن يتعرض للهزيمة أمام القوة الجوية محليًا.

ويأمل الزوراء أن يتمكن عماد النحاس من إعادة التوازن للفريق وقيادته نحو تحقيق نتائج إيجابية على المستويين المحلي والقاري، مستفيدًا من تجربته السابقة في الملاعب المصرية.

ويُعد النحاس ثالث مدرب مصري في دوري نجوم العراق هذا الموسم، إلى جانب مؤمن سليمان مدرب الشرطة ومحمد عبد العظيم "عظيمة" مدرب النجف، كما أنه ثاني مدرب مصري يقود الزوراء خلال عامين بعد تجربة حسام البدري السابقة مع الفريق في ظروف صعبة.

بهذا التعاقد، يدخل الزوراء مرحلة جديدة من طموحاته لاستعادة بريقه التاريخي وإرضاء جماهيره التي تتطلع إلى عودة الفريق إلى سكة الانتصارات.

*****************************************

نادي القاسم يوجه أربعة مطالب عاجلة لإنقاذه من أزمة مالية تهدد مشاركته في الدوري

متابعة ـ طريق الشعب

وجّهت إدارة نادي القاسم لكرة القدم، أمس السبت، أربعة مطالب عاجلة إلى الجهات الحكومية، في محاولة للخروج من الأزمة المالية الخانقة التي يعانيها النادي، نتيجة تأخر صرف الرواتب لثلاثة أشهر متتالية وتراكم المستحقات المالية المترتبة عليه بموجب قرارات قضائية، ما قد يعرّضه لعقوبات إضافية في حال عدم تسديدها.

وقالت الإدارة في بيان، إنّها تطالب مجلس الوزراء بتفعيل قراره المرقم (23633) لسنة 2023، القاضي بمنح أندية دوري المحترفين مبلغ أربعة مليارات دينار لكل نادٍ، مشيرة إلى أن نادي القاسم لم يتسلّم أي مبلغ من هذا القرار حتى الآن بخلاف بقية الأندية. كما شددت على ضرورة استثناء محافظة بابل من الشروط الإدارية التي أعاقت تنفيذ القرار.

ودعت الإدارة إلى الإسراع في افتتاح ملعب المسيب وتخصيصه رسميًا ليكون الملعب الرئيس للنادي، بما يتيح للفريق خوض مبارياته بين جماهيره في المدينة، إضافة إلى الإسراع بإحالة مشروع ملعب القاسم الرياضي إلى التنفيذ بعد استكمال جميع الإجراءات، مؤكدة أن التخصيص المالي للمشروع متوفر منذ عام 2023.

كما حثّت إدارة النادي مجلس محافظة بابل والمحافظ على الوقوف إلى جانب النادي ودعمه ماليًا ومعنويًا، بوصفه الممثل الوحيد للمحافظة في دوري نجوم العراق، وواجهة رياضية مشرّفة رفعت اسم بابل في المواسم الماضية.

واختتم البيان بالتحذير من أن استمرار الأزمة المالية الحالية سيجبر الإدارة المنتخبة على اتخاذ قرارات مصيرية، من بينها الانسحاب من منافسات الدوري، وهو خيار قالت إنه “لا تتمناه مطلقًا لما له من تداعيات سلبية على سمعة المحافظة والرياضة العراقية عمومًا”.

****************************************

عراقي يحقق الميدالية الذهبية في بطولة آسيا للقوة البدنية

متابعة ـ طريق الشعب

فاز اللاعب هەڵۆ ئاراس بالميدالية الذهبية في بطولة آسيا للقوة البدنية التي أقيمت مؤخراً في هونغ كونغ.

وقال رئيس نادي سولاف الرياضي في كركوك، صباح محمد، إن اللاعب تنافس ضمن فئة الشباب بوزن 59 كغم، ممثلاً العراق بين نخبة من أبطال الدول الآسيوية، وقدم مستوى متميزاً من القوة والمهارة، ما أسهم في رفع اسم كركوك ونادي سولاف الرياضي على الصعيد الآسيوي.

وأكد رئيس النادي أن هذا الإنجاز يعكس التفاني والالتزام الكبير للاعب، إضافة إلى جهود الجهاز الفني والإداري في دعم اللاعبين وتحفيزهم للوصول إلى أعلى المستويات الرياضية.

وأعرب محمد عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مشيداً بالتدريب المكثف الذي خضع له اللاعب، والذي ساهم في تطوير قدراته البدنية والفنية وتأهله للمنافسة على المستوى القاري.

وأشار إلى أن إدارة النادي وأعضاءه، وباسم الرئيس الفخري سەرکەوت خالید، يهنئون اللاعب هەڵۆ ئاراس بهذا الإنجاز، متمنين له المزيد من النجاحات، وداعين الشباب الرياضي في كركوك إلى الاقتداء بمثاله والسعي للتفوق في مختلف الرياضات.

وأكد النادي أن هذا الإنجاز يعكس قدرة الرياضة العراقية بشكل عام وكركوك بشكل خاص على المنافسة دولياً، ويعزز مكانة النادي والمدينة في المحافل الرياضية الآسيوية والعالمية.

***************************************

خوان غارسيا يعلن موعد عودته إلى مرمى برشلونة بعد الإصابة

برشلونة ـ وكالات

أعلن الحارس الإسباني خوان غارسيا عن موعد مبدئي لعودته إلى الملاعب، بعد الإصابة الخطيرة التي تعرّض لها مؤخرًا، مؤكدًا أن فترة غيابه قد تمتد لنحو شهر قبل أن يكون جاهزًا لاستعادة موقعه بين خشبات مرمى برشلونة.

ووفقًا لصحيفة سبورت الكتالونية، يُعد غارسيا أحد أبرز المصابين في صفوف برشلونة تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، بعد إصابته القوية في الركبة خلال اللحظات الأخيرة من مواجهة أوفييدو، والتي استدعت خضوعه لعملية جراحية دقيقة.

وتأتي إصابة غارسيا في توقيت حساس بالنسبة للنادي الكتالوني الذي يعاني من سلسلة إصابات متتالية، ما جعل قائمة الغيابات تضم عددًا من العناصر الأساسية. ويُنظر إلى غياب غارسيا على أنه أحد أبرز الخسائر نظرًا للثقة التي حصدها سريعًا من الجهاز الفني والجماهير منذ انضمامه في الصيف الماضي.

وخلال فترة التعافي، حرص الحارس على حضور بعض المناسبات الرياضية والاجتماعية، إذ تواجد في مباراة فريق برشلونة لكرة السلة أمام فالنسيا باسكت في بطولة اليوروليغ، برفقة زميله المدافع إريك غارسيا، حيث أظهر الثنائي شغفًا كبيرًا بلعبة السلة.

وفي حديثه لشبكة موفيستار بلس، بدا خوان غارسيا متفائلًا بشأن حالته الصحية، قائلاً: “الركبة تسير على ما يرام، كل شيء جيد. أعتقد أنني سأحتاج إلى نحو شهر آخر، وسنرى كيف تتطور الأمور، لكن حتى الآن كل شيء يسير بشكل إيجابي”. وأوضح أن غيابه على الأرجح سيستمر حتى بعد الكلاسيكو المرتقب أمام ريال مدريد في 26 من الشهر الجاري، على ملعب سانتياغو برنابيو.

وتطرق غارسيا خلال المقابلة إلى شغفه بكرة السلة، مشيرًا إلى استمتاعه بالأجواء رغم أنه ليس بمستوى حماسه مقارنة بزميله إريك غارسيا، الذي أكد بدوره حرصه على حضور مباريات كرة السلة كلما سمحت الظروف.

ويُعد خوان غارسيا أحد أبرز صفقات برشلونة في الصيف الماضي، بعد تفعيل النادي الشرط الجزائي في عقده مع إسبانيول، بقيمة 25 مليون يورو، ما جعله صفقة استراتيجية للنادي الكتالوني. وُلد غارسيا في مدينة ساينت دي يوبريغات بإقليم باخيس لوبريغات، وبدأ مسيرته كلاعب ميداني قبل أن يتحول إلى حراسة المرمى، مستلهماً من شقيقه الأكبر.

وخلال مسيرته مع إسبانيول، أصبح غارسيا من العناصر الأساسية في المنتخبات الإسبانية للفئات العمرية، وتوج بالميدالية الذهبية مع المنتخب الأولمبي الإسباني في باريس 2024. ومنذ انتقاله إلى برشلونة، أبدى تطورًا سريعًا تحت قيادة فليك ومدرب الحراس، ما جعله محل إشادة زملائه، لا سيما الحارس المخضرم فويتشيك تشيزني، الذي وصفه بأنه قد يصبح أفضل حارس مرمى في العالم بفضل موهبته الاستثنائية.

ويُنتظر أن تشكل عودة خوان غارسيا دفعة قوية لبرشلونة في النصف الثاني من الموسم، خصوصًا مع ازدحام جدول المباريات بين الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ما يمنح الفريق خيارات أفضل للحفاظ على جاهزية لاعبيه.

*****************************************

وقفة رياضية.. لننشر الوعي بالقوانين الرياضية

منعم جابر

بفعل التطور الحضاري والمعرفي، نجد أن الألعاب الرياضية وأنظمتها وقوانينها بدأت تتعقد، الأمر الذي يتطلب من ممارسيها أن يتعرفوا على القوانين والأنظمة التي تحكم ألعابهم، لأن عدم معرفتها أو الجهل بها يؤدي إلى إخفاقات وخسائر وفشل. والكل يعرف أن الجهل بالقانون لا يعفي من المسؤولية.

لذا، أقول لقادة الرياضة ومدربي الفرق الرياضية: عليكم أن تقدّموا للاعبيكم آخر التوجهات والتعليمات التي تصدرها الاتحادات الرياضية الدولية، لأن أي جهل بهذه التعليمات قد يؤدي إلى الفشل في الميدان الرياضي.

إن نشر هذه الثقافة بين اللاعبين والمدربين في مختلف الألعاب الرياضية سيُسهم في حمايتهم من الوقوع في الجهل بالقوانين الرياضية.

إن المعرفة القانونية بأصول ممارسة الألعاب الرياضية، والتي يقدمها المختصون في مجال القوانين الرياضية، كان لها أثر طيب ومفيد، ولا سيما تلك المحاضرات التي يقيمها المحامي صالح المالكي، المختص في القانون الرياضي، من خلال تنظيمه دورات عديدة في بغداد وعموم المحافظات. وقد شكّلت هذه الدورات جرعات تدريبية نوعية ومدخلًا مهمًا لدراسة القانون الرياضي، والتعرّف – مثلًا – على السبل السليمة لتوقيع العقود الاحترافية في كرة القدم وبقية الألعاب، إضافة إلى تناولها قضايا الشغب والعنف التي تحصل داخل الملاعب.

وهنا نؤكد أهمية الوعي بالقانون الرياضي لدى الجماهير واللاعبين ومدربي الفرق الرياضية، فالجماهير الواعية، واللاعبون الملمّون بقوانين لعبتهم، سيكونون أكثر قدرة على المضي بمسيرتهم الرياضية نحو شاطئ الأمان.

وأدعو الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى إقامة محاضرات وورش عمل تتعلق بآخر المستجدات القانونية على الساحة الرياضية، بهدف نشر الوعي القانوني بين جماهير الأندية والوسط الرياضي عمومًا، لما لذلك من أثر إيجابي في نجاح المنافسات والبطولات، وتطوير المستوى الرياضي في البلد.

**************************************

ليفربول يخطط لضم خليفة صلاح بصفقة قياسية

ليفربول ـ وكالات

أفادت وسائل إعلام، أن نادي ليفربول الإنكليزي يخطط لكسر الرقم القياسي في صفقات الانتقالات الصيفية لعام 2026، من أجل التعاقد مع الجناح الدولي الفرنسي مايكل أوليز، نجم بايرن ميونخ، لخلافة المصري محمد صلاح الذي يوشك على نهاية مسيرته مع الفريق.

ويأتي هذا القرار بعد أن حطم ليفربول الرقم القياسي مرتين في ميركاتو 2025، أولها عند ضم فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن مقابل 125 مليون يورو، والثانية عند دفع 145 مليون يورو للتعاقد مع ألكسندر إيزاك من نيوكاسل.

ووفقًا لموقع Anfield Watch، فإن الإدارة مستعدة لدفع 150 مليون يورو للتعاقد مع أوليز البالغ من العمر 23 عامًا، الذي يتميز بقدرة فائقة على المراوغة والتدرج بالكرة، وينشط على الرواق الهجومي الأيمن، وهو أعسر مثل محمد صلاح، ويشارك معه في الإنتاج التهديفي سواء بالتسجيل أو التمرير الحاسم.

وسجل أوليز مع بايرن ميونخ 28 هدفًا وقدم 31 تمريرة حاسمة منذ بداية الموسم الماضي في جميع المسابقات، ما رفع قيمته السوقية إلى نحو 100 مليون يورو، ليصبح ثاني أغلى لاعب في الفريق بعد الألماني جمال موسيالا.

ويأتي اهتمام ليفربول بالتعاقد مع أوليز في ظل معاناته من ثلاث هزائم متتالية في آخر ثلاث مباريات بكل المسابقات، أمام كريستال بالاس 1-2، وغلطة سراي 0-1، وتشيلسي 1-2، وهي المرة الأولى التي ينهزم فيها الفريق ثلاث مرات متتالية منذ أبريل 2023.

****************************************

الصفحة العاشرة

تأملات: هل يستطيع الماركسيون إنجاز مهمة تغيير العالم؟

كونراد شولر*

ترجمة: رشيد غويلب

لقد أدرك أكاديميو الايديولوجية الرأسمالية، الآن أيضا، أن انهيار "الاشتراكية الفعلية" المفاجئ ليس نهاية التاريخ. يتحدث هيرفريد مونكلر (أستاذ علوم سياسية ألماني - المترجم) عن "خماسي" في النظام العالمي، هذه الإدارة الخماسية تضم الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوروبا والهند، حيث يتعين على كل منها استثمار أقصى قدر من القوة الاقتصادية والأيديولوجية والعسكرية، لتحقيق أكبر نفوذ في تشكيل العلاقات الدولية، إذا أراد الحفاظ على مكانته او تعزيزها. في منطق الاستراتيجية التي ينتهجها ترامب وامثاله تكمن حرب كبرى.في الموضوعة الحادية عشرة حول فيورباخ، كتب ماركس: "لقد فسر الفلاسفة العالم بطرق مختلفة، لكن المهم هو تغييره".

ان هذه الموضوعة الأساسية أكثر إلحاحا اليوم من أي وقت مضى. إن التدمير السريع للبيئة الناجم عن هوس الرأسمالية بالنمو والربح يُقرّب نهاية الحياة على الأرض. وخفّ، ولو يشكل تدريجي، الضغط السياسي لتحقيق "الصفقة الخضراء الجديدة"، والاهتمام بحماية البيئة تراجع مجددًا في المدن الرأسمالية الكبرى. قد تسدل استراتيجية ترامب الرامية إلى تعظيم المزايا الوطنية في جميع "الصفقات" الدولية الستار على التاريخ البشري في وقت أقرب بكثير. إن انعدام المسؤولية التام، إلى جانب جنون الرئيس الأمريكي وحاشيته من أصحاب المليارات ذوي التكنولوجيا الفائقة، يجعلان خطر الحرب النووية ملحاً.

ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الماركسية في "تغيير العالم"؟

هل تحلل الماركسية الرأسمالية في عصرنا تحليلاً صحيحاً؟ هل يفيدنا ما ورد في "البيان الشيوعي"، والذي يلخص الموقف الشيوعي بكلمة واحدة: "إلغاء الملكية الخاصة" لوسائل الإنتاج؟ هل تدرك الماركسية لحظات التغيير الممكنة والضرورية عندما تعلن أن محرك التنمية الاجتماعية هو "الصراع الطبقي"؟ هل الرأسمالية، إذاً، هي حقا سبب مشاكل عصرنا الخطيرة؟ وهل سيُقضى على هذه الرأسمالية بنضال الطبقة العاملة، ومعه المشاكل الوجودية للإنسانية والطبيعة؟

سأحاول بالخطوات التالية مقاربة هذه الأسئلة:

 

1 - ماركسية كارل ماركس:

المادية الديالكتيكية: الناس يصنعون تاريخهم بأنفسهم، ولكنهم يصنعونه في ظل الظروف المجتمعية التي يجدون أنفسهم فيها.

الصراع الطبقي: إن القوة المحركة للتاريخ هي الصراع بين الطبقة الحاكمة والطبقة أو الطبقات التي يقع عليها استغلالها.

الطبقات في الرأسمالية: مالكو وسائل الإنتاج، والذين، يجب عليهم بيع قوة عملهم، لأنهم لا يملكون وسائل الإنتاج.

الاستغلال: يدفع مالكو وسائل الإنتاج للطبقة العاملة أجورا أقل من قيمة ما ينتجون. القيمة الجديدة أعلى من الأجور وقيمة رأس المال المُستخدَم. هذا ينتج فائض القيمة، أي الربح، الذي بدونه لا وجود للإنتاج الرأسمالي.

البروليتاريا الصناعية: تتحد مع بعضها البعض من خلال تطور القوى المنتجة والبنية التحتية، وتصبح جماعية وتضامنية في التنظيم والوعي، بشكل متزايد، وفي النهاية تصبح "حفار قبر الرأسمالية"..

يجب إقصاء الطبقة الرأسمالية من السلطة بالقوة. وقد برهنت كومونة باريس (١٨٧٠) على أن رأس المال يفضّل التعاون مع رأس مال دولة أخرى ضد شعبه على دعم حكومته العمالية..

يجب أن تعتمد دولة العمال على موظفي الطبقة المستسلمة، وتسيطر عليهم، وتعيد تعيينهم لفترات قصيرة؛ ولا ينبغي أن تنشأ في الدولة طبقة حاكمة من البيروقراطيين.

في التحول الثوري لا يمكن أن يكون هناك تعاون مع قطاعات من الطبقة الرأسمالية؛ في المرحلة الأولى من سلطة العمال، لا مفر من التدابير القسرية.

تنطبق حاجة الطبقة العاملة إلى تطوير أشكال جديدة من الاقتصاد والمجتمع التضامني على أوروبا الغربية. أما في مناطق أخرى، فقد يكون اللجوء إلى أشكال تاريخية خاصة بها ممكنا ومفيدا (رسائل ماركس إلى فيرا ساسوليتش).

 

2 – أسئلة ماركس المفتوحة

ألا يقسّم التطور التكنولوجي الطبقة العاملة بشكل متزايد إلى شرائح منفصلة بشكل متزايد حسب التعليم، والمكانة في هرم الشركات، والدخل، وما إلى ذلك، بدلاً من توحيدها؟ ألا يضعف هذا وحده قدرة الطبقة العاملة على أن تكون حفّار قبر الرأسمالية؟ ألا تعتمد القوى الثورية على العمل مع قطاعات ذات توجه إصلاحي من الطبقة الحاكمة؟ ألا تقبل قطاعات من الطبقة على منظور مناهض للرأسمالية، لأن الرأسمالية اليوم لا تسيء معاملة الطبقة العاملة فقط، بل تهدد البشرية جمعاء بالدمار البيئي والحرب النووية؟

لم يتناول ماركس دور المرأة في إعادة الانتاج الاجتماعي في ظل الرأسمالية إلا بشكل طفيف، وقلل عموما من أهمية الدور الاقتصادي للنظام الأبوي. وقد عالجت نسويات ماركسيات مثل سيلفيا فيديريتشي هذا الضعف في النظرية الماركسية. ونظرا لمعاناة النساء من عوائق إضافية في الأسرة والعمل والأجور، فهن يحتلن مكانة متقدمة في الطبقة المناضلة، بما في ذلك في المواقع القيادية للحركة.

أخطأ ماركس في تقدير دور الأشد فقرا. فبينما أقرّ بعجز الرأسمالية عن إطعام الكثير ممن استغلّتهم اجتماعيا وبيولوجيا، احتقر هؤلاء الناس واصفا إياهم بـ „البروليتاريا الرثة"، الذين يسهل استغلالهم وشراؤهم من قبل الطبقة الحاكمة. واليوم، في كل من الولايات المتحدة وألمانيا، يندرج حوالي خمس السكان ضمن هذه الفئة، وأعدادهم آخذة في الازدياد. ألا ينبغي الترحيب بهم كضحايا ورفاق في صفوف الطبقة المكافحة، بدلًا من ازدرائهم باعتبارهم " حثالة البروليتاريا"؟ حلل ماركس الشعوب المستعمَرة باعتبارها مستغَلّة، بشكل خاص، من قِبَل رأس المال، لكنه لم يجرِ بحثا يذكر حول العلاقة بين الشعوب المضطهدة والطبقة العاملة المضطهدة في الدول الصناعية. جادل بأن الرأسمالية بصدد تشكيل العالم بأسره على صورتها، صورة الدول الرأسمالية المتقدمة. ولم يعالج إلا بالكاد الظروف الخاصة للاستغلال الاستعماري وما بعد الاستعماري.

لاحقاً، وضعت الحركة الشيوعية العالمية "الشعوب المضطهدة" كقوة ثانية إلى جانب "عمال جميع البلدان" في العامل الذاتي الثوري العالمي المحتمل.

يُطرح اليوم سؤالٌ إضافي حول ما إذا كان ينبغي أيضاً إشراك أمم بلدان الجنوب العالمي، لأن سعيها للاستقلال عن إملاءات الرأسمالية الغربية يعزز القوى المناهضة للرأسمالية في النظام العالمي. أم أن هناك رأسمالية عالمية ناشئة، ترسّخ طبقة "الأثرياء"، بواسطة أقطابها المختلفة، وجودها عالميا؟

اعتبر ماركس الرأسمالية نظاما شموليا، محدداً خطر الحرب بين الأنظمة القومية في تنافسها على أعلى الأرباح وأفضل المستعمرات. ولاحقا، حللت روزا لوكسمبورغ ولينين والكثير من الماركسيين الآخرين ظروف الرأسمالية ومشاكلها بشكل منهجي ومثير للجدل. ولم يعد ماركس قادرا على إجراء دراسته، التي كان ينوي القيام بها لـ "النظام العالمي".

ولو كان الأمر كذلك فإن استقلال الجنوب العالمي من شأنه أن يمنع الرأسمالية العالمية من تخفيف مشكلة فائضها بواسطة تصدير رأس المال إلى بلدان "أرخص"، فإن التناقض بين العالم الغني والعالم الفقير سوف يبرز باعتباره التناقض الرئيسي في هذا العصر.

لم يتناول ماركس التقسيم الفئوي للطبقة العاملة ولا للطبقة الرأسمالية. لم يكن ليتوقع هجرات جماعية كتلك التي نشهدها اليوم، حيث يفر أكثر من 120 مليون انسان من الفقر والحروب والكوارث البيئية. كيف يمكننا تعزيز التضامن بين "معذَّبي هذه الأرض"، مُمَثَّلين بالمهاجرين، وبين فقرائنا ومعوزينا؟

تتغير الطبقة الرأسمالية أيضا. نشهد اليوم ظهور طبقة مليارديرات تهيمن، مع جماعات الضغط التابعة لها، على المجالين السياسي والإعلامي.

هل يفتح هذا الباب أمام تحالفات سياسية بين الحركة العمالية - أين هي؟ - وفئة الرأسماليين الذين تختلف مصالحهم وقيمهم عن مصالح وقيم نخبة أغنى المليارديرات؟ يأمل منظرو مؤسسة روزا لوكسمبورغ، مثل ديتر كلاين وميشائيل بري، في الخيار الأخير.

يبقى السؤال الأهم: هل اكتفت الماركسية بتفسير العالم تفسيرا مختلفا، وربما صحيحا إلى حد كبير، لكنها لم تستطع تغييره ولن تحقق ذلك أبداً؟ أو، بتعبير أكثر إيجابية: كيف يمكنها تحقيق ذلك؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كونراد شولر باحث ماركسي مخضرم ومدير معهد البحوث الاقتصادية الاجتماعية والبيئية في مدينة ميونخ الألمانية.

موقع "شيوعيون" الألماني - 12 أيلول 2025

**************************************************

في إعادة إنتاج {الفكر العدمي}  عناوين نقديَّة أوليَّة

ربيع ديركي

في ظل الواقع المعيش وما يحمله من ويلات على مختلف المستويات، ومع كل أزمة يمر بها النظام الرأسمالي العالمي التي مخرجه منها شن الحروب على شعوب العالم لتدفيعهم أثمان أزماته، يعاد ترويج طروحات وأفكار و”بدائل” تؤبد القائم، نتوقف سريعاً عند أبرز عناوين تياراتها، هي في مقاربتنا النقديَة الأوليَة لها: “تيار المجتمع المدني”، “تيار التجديد في الفكر الماركسي”، “تيار العودة إلى ماركس”. تيارات تطرح مفاهيمها و”بدائلها” تحت شعارات “التغيير” و”التجديد” و”حل” أزمات الواقع الاجتماعي إلخ… تغيّب فيها التناقضات الاجتماعية، وبالتحديد الأدق تغيَب الصراع الطبقي، وأسبابها المادية وبذلك تعيد إنتاج القائم بشعارات طنَانة رنَانة. وبالتالي فإن المقاربة الأوليَة، النقدية لها، بالعناوين العامة، هي إبراز، سريع، لهذا الجانب فيها، ربما، يفتح الباب لدراستها وتفكيك طروحاتها بشكل أوسع وأعمق لإظهار عدميتها. والعدمية موقف سياسي، أيديولوجي، بامتياز يعطي للقائم حجج تؤبد، موقعه في النضال الثوري التحرري موقع الهامش، من يصنع التاريخ من دونه.

" تيار المجتمع المدني "

مع انهيار الاتحاد السوفياتي والتجربة الاشتراكية المحققة راجت مقولة المجتمع المدني وأخذت منظماته تتكاثر وتنمو كالفطر، وما زالت، وبدا كأنه الحل السحري للخلاص من الاستغلال وتحقيق الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والمساواة إلخ… عند إنعام النظر، بعين الفكر المادي العلمي الديالكتيكي، في المجتمع المدني بمفهومه البرجوازي المدافع عنه والمروّج له، يبدو وكأنه بلا هوية اجتماعية، والأصح قول إنه يتم حجب هويته الطبقية في عملية فصل منهجي للمجتمع المدني عن نمط الإنتاج الرأسمالي، وعلاقاته لإظهاره كجوهر فوق الواقع وتناقضاته الطبقية التي أنتجته، أي نفي الأساس المادي، علاقات الإنتاج، المغيبة في طروحات المجتمع المدني، وبتغييب الأساس المادي يصبح التغيير، وهمياً، يعطي للاستغلال شروط تأبده.

منظمات المجتمع المدني “تتكهرب”، بالطبع، من السياسة، لذلك تركز في حملاتها على أن لا دخل لها في السياسة، أي أنها على “حياد” و”الحياد” دعوة للاستقالة من السياسة، والاستقالة من السياسة، في أسها، موقف سياسي يحرض على الهجوم ضد الفكر الثوري، ويسعى لإنهاء مفهوم الأحزاب السياسية الثورية، وضرب مفهوم النضال الديمقراطي العام الذي هو نضال طبقي في الأساس، لتأمين الخضوع للطبقة البرجوازية المسيطرة، في ذلك تكمن العدمية “في تيار المجتمع المدني”.

" تيار التجديد في الفكر الماركسي "

كثيرة الكتابات حول ضرورة تجديد الفكر الماركسي، والمعروف، بدهياً، أن النظرية الماركسية – اللينينية تحتم، بمنهجها المادي العلمي الديالكتيكي، ضرورة التجديد، ولكن في كثير من دعوات التجديد الرائجة لا تحديد لما يجب تجديده، ولا تحديد لما شاخ في النظرية الماركسية. مما يوقع في “حيص بيص” التمرين على الانشاء وفي الإنشاء. دعوات للتجديد من دون تحديد ما المطلوب تجديده، تنظيرات لمقولات شاخت في النظرية الماركسية من دون تحديد تلك المقولات، وطرح البديل عنها… وبالتالي اللا تحديد وجه من وجوه الفكر العدمي، بامتياز، يخفي حقيقة موقعه في إعادة إنتاج أسس الاستغلال.

يلاحظ أنه في العديد من دعوات “التجديد” في الفكر الماركسي تركيز الهجوم على لينين لفصل الماركسية عن اللينينية، أو تغييبه، وهنا تكمن الخطورة في جانب منها أنها تركز الهجوم على قائد الثورة الاشتراكية المحققة، وتسعى لضرب مفهوم رئيس في النظرية الماركسية أضاء عليه لينين وهو تمييز كونية قوانينها، أي عدم تطبيق متكون على متميز، كيلا نقع في الجمود العقائدي عدو النظرية الماركسية – اللينينية، وكيلا نقع في وهم دعوات “للتجديد” في الفكر الماركسي تريح نفسها من عناء صدم مفاهيم النظرية في الواقع لكشف تطوره وتمييز قوانينها، انطلاقاً من تفاوت التطور بين المجتمعات، بمفهومه المادي العلمي، لتتلون بحسب لون المرحلة وفكرها المسيطر.

" تيار العودة إلى ماركس "

تبدو مفارقة اعتبار بعض دعوات العودة إلى ماركس بأنها في جانب رئيس منها تروج للفكر العدمي، أغلب الظن أنها كذلك لدى من يُبهر بالشكل من دون المضمون. فعند إنعام النظر بكثير من الدعوات الرائجة، في البلدان الرأسمالية، للعودة إلى ماركس، يتضح انها دعوات انتقائية، تركز على نتاج ماركس الذي حلل فيه أزمة النظام الرأسمالي ومكامن الخلل فيه، لتطرح، باسم ماركس، البديل عنه من ضمن آليات النظام الرأسمالي وعلاقات إنتاجه، وتحجب، في المقابل، الصراع الطبقي المحرِّك للتاريخ، وشعار “البيان الشيوعي”: “يا عمال العالم اتحدوا”، الشعار الذي سار فيه لينين نحو “يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا”، وبالتالي يتضح أنها بروباغاندا تسعى، بالوهم، لحل أزمة النظام الرأسمالي من داخله باسم ماركس. فأي ماركس هذا الذي تتم الدعوة للعودة إليه في بعض تلك الدعوات؟ في هذا التغييب وجه من وجوه تيارات الفكر العدمي، كونه يجد لنظام الاستغلال الطبقي حلولاً، بالوهم، لأزمته من داخله، إنها حلول موقتة لأن أزمة النظام الرأسمالي العامة هي أزمة بنيوية.

يتركز الهجوم على النظرية الماركسية – اللينينية، تحت مسميات تيارات عديدة، منها ما ذكرناه أعلاه وغيرها من التيارات البرجوازية، هو في أسه سعي، محموم، لنزع عصبها، الصراع الطبقي، محرِّك التاريخ، لنفيه كون حامله، الطبقة العاملة، حفَارة قبر النظام الرأسمالي، وبرد سريع على أس تلك الطروحات نعيد التذكير بسؤال طرحه الشهيد مهدي عامل هو “كيف يموت صراع تتولد فيه الحياة ضد قديمها ونقيضها؟ بمنطق الرغبة في موته. هكذا بالسحر يلغي الفكر الرافض للتاريخ، العاجز عن إدراكه صراع الطبقات الذي هو السياسي”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منصة "تقدم" – 29 أيلول 2025

***************************************

فخر الدين الرازي وصناعة {التفسير الكبير}

يكشف الكاتب المغربي محمد عبيدة في كتابه "فخر الدين الرازي وصناعة التفسير الكبير" عن البنية المعرفية التي انطلق منها فخر الدين الرازي (544- 606 هجرية)، في مشروعه الشهير: "التفسير الكبير"، كما رصد الأسس والمبادئ التي شكلت الخلفية الفكرية للرازي خلال عمله الموسوعي الشديد الأهمية. يرى الكاتب أنه لا يمكن فهم الرازي، أحد أبرز أعلام الفكر الفلسفي والأشعري في تراث الإسلام والحضارة الإسلامية، إلا بوضعه ضمن الشبكة المعرفية الواسعة التي أحاطت به من علم الكلام، وفلسفة ابن سينا والمعتزلة والبلاغة العربية، الأمر الذي يمكن القارئ من معرفة الكيفية التي جعلت الرازي يصل إلى ما أطلق عليه المؤلف "الأشعرية الجديدة"، أي رؤيته الفلسفية والكلامية التي اتخذ عبرها منهجا جديدا له في تفسير النص القرآني. كذلك يكشف الكاتب عن علاقة الرازي بالعلوم الأخرى، منطلقا من باب "انبناء العلوم على مسلمات مبرهنة في علوم أخرى"، بمعنى أن الرازي لم يكتف بالعلوم المرتبطة بالتفسير فقط، بل جاب علوما أخرى أعطت ذلك الغنى والاتساع في مشروعه التفسيري.

يقول عبيدة: "إن هذه الدراسة تسعى إلى إبراز الأسس والمبادئ المعرفية للتفسير القرآني عند فخر الدين الرازي. وبناء على هذا المسعى، فإن للدراسة هدفين هما: تحديد هذه الأسس والكشف عن أطرها المعرفية، من خلال البحث في المصادر التي استند إليها الرازي لتشكيل نسقه المعرفي، والنظر في التفاعلات المعرفية التي نتجت مع هذا النسق في السياقات الإسلامية، ثم قراءة هذه الأسس في ضوء الوضع المعرفي الراهن، وخاصة في مجالات المعارف النصية والبلاغية، للكشف عن إمكاناتها المعرفية، بغية وصلها بالحاضر، وتجديد النظر فيها.

وعلى هذا الأساس عادت الدراسة إلى السياق المعرفي الذي نشأ فيه الفخر الرازي، لرصد تفاعله مع التيار الاعتزالي، والفلسفة السينوية (ابن سينا)، والأشعرية الكلاسيكية، وهو ما أنتج أشعرية جديدة كانت لها سماتها المعرفية والمنهجية. مع محاولة الكشف عن الصلات التي أقامها الرازي بين هذه الأسس- ذات الأصل الكلامي والفلسفي- وبين علم التفسير، وهي صلات قائمة على مبدأ انبناء العلوم على مسلمات مبرهنة في علوم أخرى. كما عملت الدراسة على تحديد هذه المسلمات الكلامية التي انبنى عليها علم التفسير عند الرازي، وإبراز دورها في إنتاج الإشكالات والقضايا الكلامية، وفي طرائق عرض المعرفة التفسيرية نفسها".

يقدم الكتاب فرصة للتعرف على أبعاد جديدة في مشروع "التفسير الكبير" تتجاوز حدود التفسير المعتاد والكلاسيكي للنص القرآني، نحو قراءة أكثر رحابة وذات صلة بالمعرفة والبلاغة والفلسفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة "المجلة" – 14 أيلول 2025

******************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الأدباء

اصدر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق مؤخراً عدداً من الكتب الجديدة ابرزها:

- مظفر النواب/ الكلمة المنغمة/ دراسات حاكم الحداد.

- الانسان من هو؟/ د. قاسم حسين صالح.

- الفرانيق تطير جنوباً/ قصص اختارها وترجمها د. ماجد الحيدر.

- الالفة والاختلاف/ نصوص وعتبات/ د. بشرى موسى صالح.

- كنائس القيامة/ قصص حسين كامل سعدون.

- كاتب على دراجة نارية/ قصص ناظم حسين سنوح.

- لوحة رسمت نفسها/ رواية غيث الشطري.

- آخر صدى للماء/ شعر حنان قرةغولي.

- كتاب المسامرات والمذكرات/ شعر حسين عماد صادق.

- علامات سردية/ نقد مروان ياسين الدليمي.

- مفاتيح القلوب/ مقالات هدية حسين.

- الموصل .. مذكرات من رماد/ قصص عمر حماد هلال.

*****************************************

ثورة تشرين وحرية التعبير

علي سعدون*

من نافلة القول، أن نذهب إلى رؤية تربط انتفاضة تشرين وتداعياتها بحرية التعبير من خلال مقولاتها التي نفذت إلى عمق المشكلة العراقية. وهي مشكلة معقّدة وذات ارهاصات عنيفة من حيث التأسيس للعملية السياسية في العراق. إذ تأسّست هذه العملية بسبب عاهات ظاهرة للعيان في ظل أتون حرب طائفية غذّتها معظم حركات الإسلام السياسي في العراق بمقصديات لا تُخفى على المتابع العراقي والعربي. وبتقديري الشخصي أنّ لعبة الطائفية هي الرأسمال الحقيقي لتلك الحركات التي تفتقد إلى النضج السياسي بغيابٍ فاضح لصفة المشروع الذي نفترض انه سيتفرّع إلى توجهات اقتصادية وفكرية، وبالتالي، إلى ايديولوجيا تمثّل الفكرة الرئيسة لهذا الحزب أو تلك الحركة. وهو ما لم نلمسه طيلة الأعوام التي سبقت ثورة تشرين وما بعدها. أقول إنّ ذلك بديهي أمام حالة من حالات الانفجار التاريخي بعد حقبة سياسية شديدة المركزية، نمت وتصاعدت حتى وصلت إلى مرحلة شاهقة من مراحل الديكتاتورية. وقد عاش الناس في تلك الحقبة باحتقان وضياع مطلق صنعته ظروف سياسية قاهرة. وبالتالي يصبح الحديث في حرية التعبير آنذاك ضربا من ضروب الفنتازيا. والبرهان على ذلك حجم الفوضى الذي صاحب مرحلة الاحتلال وما بعدها. إذ كانت حرية التعبير حالة من حالات الهستيريا التاريخية التي هدأت بالتدريج وبالتقادم، وحلَّ بديلا عنها التفكير الشعبي بضرورة إيجاد صورة فوتوغرافية لوطنٍ نؤمن جميعا بفرادته وأهميته الجغرافية، بل وفي قدرته على توفير مستلزمات العيش الكريم لأبنائه بكل طوائفهم وانتماءاتهم المختلفة. ولهذا جاء حراك تشرين بوصفه انبثاقا للصوت الوطني الذي ظلَّ صامتا مراقبا لكل حالات التردي والنكوص والتقهقر الذي أخذ بناصية البلاد إلى فترات حالكة تغوّل فيها الفساد والصوت المتطرّف ولمع فيها خطابُ الكراهية وصوت الطوائف على حساب مفهوم الوطن والمواطنة، وبالتالي ظهرت لدينا  كانتونات سياسية خارج المفهوم الوطني، بل وخارج منظومة القيم العالية التي فُطر عليها الإنسان. من هنا طلعت فكرة حراك تشرين كرد فعلٍ طبيعي على ما جرى ويجري في العراق. وهي بمجملها محاولة للتعبير عن الرفض الجماهيري لكل مظاهر الخراب التي أشاعها السياسيون بأحزابهم المتعددة حدَّ الترهل، ويقف في مقدمة هؤلاء جماعات الإسلام السياسي الذين يشكلون معظم الاحزاب الحاكمة. وعلى أية حال فإن الخطورة التي أحدثتها ثورة تشرين في قدرتها على خلخلة أركان العملية السياسية ذات العاهات الشاخصة، جعلت أصحاب القرار التشريعي والتنفيذي في تفكير مستمر لإيجاد الوسائل الناجعة التي تحول دون ضياع منظومة التغانم والتحاصص التي عاشت وتعيش في كنفها هذه الأحزاب. ولهذا شرّعوا القوانين التي تكمّم الأفواه وترعب القوى الشعبية الرافضة لهذه المنظومة.

إنَّ ارتباط ثورة تشرين بحرية التعبير، برهان على نضوج الوعي الجمعي لطبقة واسعة من العراقيين الذين ينشدون الوصول إلى هيمنة الخطاب الوطني الذي يُعلي من قيمة الوطن والمواطنة ويجعلهما في أولويات اهتمامات صاحب القرار. أقول بتطلعات الجماهير لهيمنة الخطاب الوطني بعد الفراغ من ترهات خطاب الكراهية والطوائف الذي من شأنه أن يفسد كل أمل في الحياة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس تحرير مجلة "الاقلام" العراقية.

*********************************************

نوبل الآداب 2025 للمجري لازلو كراسنا هوركاي.. التمعن في الواقع حد الجنون

قحطان المعموري

أعلنت الاكاديمية السويدية في 9/10 في مبنى بورصة استكهولم ،عن منحها جائزة نوبل للآداب للكاتب المجري " لازلو كراسناهوركاي " وذلك ( لكتاباته الرؤيوية الملحميّة التي تؤكد على إيمانها يإمكانيات الفن ، في خضم رعب ينذر بنهاية العالم ). وفي أول تصريح له بعد نيله الجائزة قال: "لقد دخلت عالم الرواية على مضض .في البداية، أردتُ كتابة كتاب واحد فقط. لم أُرد أن أكون كاتبًا، لأنني لم أُرد أن أكون شخصًا عاديًا". عندما واصل كتابة الكتب، كان ذلك لتصحيح كتابه الأول، الذي لم يكن راضيًا عنه تمامًا. يقول كراسناهوركاي ،إنه "سيأتي حتمًا إلى ستوكهولم لتسلم جائزة نوبل ، آملاً أن تُدخل جائزة نوبل البهجة والسرورعلى قلوب الجميع في وطني المجر". وُلد هوركاي عام ١٩٥٤، ونشأ في منزل من الطبقة المتوسطة، كان والده محاميًا ووالدته عاملةً اجتماعية. حتى بلوغه الحادية عشرة من عمره، وفي شبابه درس القانون واللغات والأدب، من بين مجالات أخرى. لكن الكتابة بحد ذاتها بدت غريبة عليه. كان يعتقد أن الحياة الحقيقية، يمكن أن توجد في مكان آخر. اتخذ من رواية "القلعة" لفرانز كافكا ورواية "تحت البركان" لمالكولم لوري مصدرَ إلهام له، لكنه رفض أن يرى نفسه كاتبًا. تتميز أعماله بنظرة قاتمة للعالم، ولكن أيضًا بروح الدعابة. يقول إنه أصبح كاتبًا بعد تجربة مؤلمة في شبابه حوّلته إلى كاتب:، حيث رأى رجلاً بلا ضمير( على حد قوله) يُخصي خنازير صغيرة في ريف المجر: يقول "لقد عانيتُ كثيرًا من معاناة الخنازير الصغيرة . كانت الحالة المزاجية والجو المحيط بالإخصاء هما ما دفعاه إلى البدء بالكتابة.."فكرتُ حينها أن عليّ أن أكتب شيئًا عن العالم".؛ وكانت النتيجة روايته الأولى "ساتانتانغو" عام 1985.

- يقول لمجلة باريس ريفيو عام 2018: " أردتُ أن أفعل أشياء مختلفة، وخاصةً ما يتعلق بالموسيقى. أردتُ أن أعيش مع أفقر الناس - ظننتُ أن هذه هي الحياة الحقيقية. عشتُ في قرى فقيرة للغاية. لطالما عملت في وظائف سيئة للغاية، كنتُ أنتقل باستمرار، كل ثلاثة أو أربعة أشهر، هربًا من الخدمة العسكرية الإلزامية".

. اشتهر بجمله الطويلة وتردده في استخدام النقاط  ونفوره من علامات الترقيم ،حتى أن روايته "هيرشت 07769" الصادرة عام 2021 مكتوبة بجملة واحدة. وقد مُنح عن هذه الرواية، هو والمترجم السويدي دانيال غوستافسون، جائزة "بيش كولتورهوسيت ستادستيترن" الأدبية الدولية.  تتسم كتاباته بثنائية غريبة. فمثله مثل العديد من كُتّاب أوروبا الشرقية المعاصرين، غالبًا ما يختار العيش في القرى الصغيرة بدلًا من المناطق الحضرية. ولكنه في الوقت نفسه، يبدو أوروبيًا مثقفًا وواسع الاطلاع. سافر "لأزلو" كثيرًا، وهو أمرٌ واضحٌ في كتبه. حيث يشعر القارئ من أنه سجّل جميع مشاهداته وإنطباعاته عن الأماكن التي زارها، واستوعبها، وأدمجها في كتاباته ، كما أقام لفترةٍ في شقة الشاعر الأمريكي آلن غينسبرغ في نيويورك. بدأ في عام 1985 بروايته "تانغو الشيطان" التي تدور أحداثها في فترة ما بعد نهاية العالم، والتي تكاد تكون سريالية وعلى المرء قراءة العنوان مرتين لفهمه. تدور أحداث الرواية حول حانة قرية في مجتمع صناعي منهار، حيث يجتمع السكان انتظارًا لمسيح مجهول الهوية، ربما يكون الشيطان نفسه. تتحول الرواية إلى كوميديا سوداء تمزج بين الارتباك السياسي الذي إتسمت به أوروبا الشرقية آنذاك والمهزلة. نشر ما مجموعه عشر روايات تقريبًا، لكنه كتب أيضًا قصصًا قصيرة ومقالاتٍ وسيناريوهات. نُشرت روايته الأولى "تانغو الشيطان" عام ١٩٨٥، وأثارت ضجة في وطنه. يُقال إنها مستوحاة من رجل رحّال ساعد المزارعين على إخصاء الخنازير الصغيرة، ويبدو أنه كان مفتونًا ببرودة الرجل المُخصي. نُشرت رواية "كآبة المقاومة" عام ١٩٨٩، ورسخت مكانته ككاتب. كما كانت الرواية أساسًا لفيلم "فيركمايستر هارمونياك" عام ٢٠٠٠، من إخراج بيلا تار، الذي اقتبس أيضًا العديد من أعماله. روايته "هيرشت 07769"، تتناول كلاً من باخ والنازيين الجدد الألمان. في مقابلةٍ يقول: "الفن هو استجابةٌ استثنائيةٌ من البشرية لشعور الفقد الذي هو قدرنا. الجمال موجود. إنه يتجاوز حدودًا، علينا أن نتوقف عندها باستمرار. لا يمكننا أن نتعمق أكثر لالتقاط الجمال أو لمسه، بل يمكننا فقط أن ننظر إليه من هذا الحد ونُدرك أن هناك شيئًا ما، بعيدًا. الجمال بناءٌ، إبداعٌ مُعقدٌ للأمل والمعنى الأسمى.قصته القصيرة "مرّ ملاك فوقنا"، تدور أحداثها في خندق خلال الحرب في أوكرانيا. يُعبّر هذا الاقتباس عن شيء ما في هذا الكاتب الفريد، الذي سبق أن قال إن علامة الترقيم، النقطة، ملكٌ لله، وأن نصوصه تسير في تدفق لا ينتهي دون أي علامات ترقيم ، مضيفاً، إن النصوص الخالدة، تلك التي تبقى عبر الزمان والمكان، والتي غالبًا ما يكون الإنسان العادي محورها. تقول الجملة الأخيرة من المقابلة: "لا يوجد إلا الإنسان العادي، وهو مقدس". توجت مسيرته الطويلة الحافلة في الكتابة التي عكست “التمعن في الواقع حد الجنون " ، واضعاً الأدب المجري في واجهة المشهد الأدبي العالمي.

****************************************

سرديات الشجاعة ونهاية الديمقراطية

علي حسن الفواز

هل يمكن للديمقراطية أن تكون شجاعة؟ وهل للشجاعة أن تكون بطولة، أو أن تكون حمقا؟ هذه الأسئلة ليست بريئة، ولا علاقة لها بشروط مواجهة المستقبل، بقدر ما تكشف لنا عن الرعب الذي نعيشه، وعن صور العالم الذي يسعى للتخلص من قاموسه القديم، والاستعداد لمواجهة سرديات العالم الجديد، العالم الذي سيكره حكايات الفروسية والفرسان، وسيعيد تنظيم حاكميته عبر مركزيات سياسية واقتصادية وايديولوجية، تُدير النظام العالمي، وسلطته التي تحولت الى مصحة كبيرة لاحتواء ابطال عصر ما قبل الحداثة، الذين تغذوا كثيرا بحكايات الفرسان والثوار وسيرة الفايكنغ.. في الزمن العولمي، وتحت ما تصنعه "الليبرالية الجديدة" من اغترابات عميقة لم تعد الشجاعة صالحة لأن تحتفظ بمعناها الفروسي والأخلاقي، وتمثيل فكرة التعالي، أو برادايم البطل الغاطس بالاسطورة والمثيولوجيا، وحتى الحديث عن فكرة الاستعادة لن يكون صاحبها بريئا هو الآخر وسط سياسات تنحاز الى سلطة العنف، والى ربط الشجاعة بقوة تلك السلطة السياسية والأيديولوجية والعسكرية.. كتاب "نهاية الشجاعة: من اجل استعادة فضيلة الديمقراطية" ل "سينتيا فلوري" بترجمة عبد النبي كوارة، والصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات/ الدوحة 2017 يضعنا في سياق القراءة الفلسفية لمفهوم الشجاعة، وعلاقتها بالسلطة والايديولوجيا والديمقراطية والثورة، من خلال تجاور مفاهيمي رومانسي، تغيب عنه الذاكرة التي ربطت الشجاعة بالفضيلة، والشجاعة بالبطولة، فالغياب هنا يعكس شكلا فارقا للاندحار والهزيمة، وتقوّض الاخلاق التي جعلت من "المجتمعات الحديثة" تنظر للشجاعة بمنظار برغماتي، قد يقودها الى اغترابات معقدة، والى انهيارات أيديولوجية وقيمية، والى إعادة صياغة مفاهيم البطل والشجاع والفضيلة، لا سيما مع هيمنة مركزيات مرعبة للرأسمالية والليبرالية وحتى للشعبوية، وتغولها كظواهر لتزييف الوعي واستلابه، حتى بات الحديث عن "الديمقراطية" و"التنوع" والتعدد الهوياتي" مضللا ومهدَدا بمركزيات موازية، داخلية وخارجية، لديها أدوات الرقابة والسيطرة والاحتواء، والاقتصادات الضاغطة، عبر البنوك ومراكز الأبحاث والشركات العابرة للقارات، فضلا عن قدرتها على حيازة وسائط انتاج، يمكن أن تقود الى مزيد من المركزة، وتمثيل "ذات الأفكار" التي تخص سرديات "نهاية التاريخ" و"الانسان الأخير" وغيرها.. تعيدنا فلوري في كتابها الى فكرة "الفرد التائه" الذي يبحث عن اساطير جديدة، وعن "آلهة" تمنحه شجاعة الاحتماء بالغيب والسلطة، مثلما تجعله اكثر شعورا بالضآلة، وبما يدفعه الى البحث عن مؤسسات حمائية، وعن "شجاعات" لا علاقة لها بالتاريخ، قدر علاقتها بالقوة والمال والسيطرة الخوارزمية، لأن ما يهدد هذا الفرد من زوال يجعله مهووسا بفكرة الاحتماء التي تصنعها له الهيمنة وليست الفضيلة، وأن عبوره الى مناطق التلذذ والاشباع ستكون مرهونة بفاعلية تلك الصناعة، وبما تملك من أدوات القوة بدءا من قوة الاعلام والمعلومات واللغة والسوق وصولا الى قوة البيئة والسلاح النووي..

ما لا تصنعه الشجاعة..

الحديث عن "استعادة فضيلة الديمقراطية" سيكون متناقضا مع تقوّض مفهوم "الشجاعة" ودخول العالم الى زمن ما بعد العولمة، إذ تصطدم الأفكار بسيرة الفرد البطيء، والحالم بشهوات تلك الاستعادة، فما يعيشه سيجعله أكثر فزعا، لأن الشجاع تحول الى ما يشبه "الدون كيشوت" في حربه مع الأشباح والطواحين، وأن علاقته بالزمن ستكون "سائلة" وعلاقته بالآخرين ستكون "مُذلِة" وربما ستُعيده الى فكرة الفيلسوف ميشيل فوكو عن "الجسد الطائع" والمراقب، والمهدد بالقمع والمعاقبة، وأن نظرته للديمقراطية البرجوازية ستكون قريبة من السخرية، حيث سيتقوّض "المجال العام" وستضيق الحريات،  وأن ما يمكن أن يصنعه من أفكار حول "المعاصرة"  و"ما بعد الحداثة" سيرتهن الى الإفصاح عن " مدى قدرته على أن يكون فاعلا في أداء وظيفة الشجاعة، والمعرفة التي تساعده على مواجهة:  كيف يثبت ظلمة الحاضر" كما تنقل المؤلفة عن "جورجيو اغامبين" لكن ذلك لن يكون واقعيا، فـ "ظلمة الحاضر" تمثل تعقيدات العالم السياسية والاقتصادية والأمنية، وأن عودة الفرد الى ذاته سيكون عودة الى ما يشبه الرومانسية، و"الخلاص المسيحي" الذي سبق وأن سخر منه نيتشه في نهايات القرن التاسع عشر.

الشجاعة التي حاولت طرحها المؤلفة لا تعني مواجهة الخوف فقط، والدفاع عن الكبرياء، لا حتى البحث عن "التوفيق مع الاستقامة والمرونة" بل تعني الدفاع عن قيم صنعتها البشرية منذ الاف السنين، لا سيما الفلسفة والديمقراطية والحرية والحب والعدل، وهي تمثلات معنية بفكرة الحب، والقانون، والعقل، لكنها بالمقابل صنعت حدودا لها، هي حدود السلطة والدين، والأخلاق التي تحولت الى "قوة مضادة" لم تحم الانسان من الحروب الدينية والكوارث الطبيعية ومن الكراهية العنصرية.. ضم قسمين من الكتب جمعت بين "آيات الشجاعة" و" سياسة الشجاعة" لكن العناوين الفرعية كانت أكثر اثارة، وأكثر جدلا لمقاربة ما هو اشكالي في محنة تداولية مفهوم الشجاعة" حسب اختلاف مستويات النظر الى "فن إرادة الشجاع" والى "الشجاعة أو ظلمة الضوء" و "الشجاعة ومعنى الخوف" و" كوجيتو الشجاعة الذي لا يُعوّض" و" من اجل نظرية جمعية للشجاعة" و" ابستمولوجيا الشجاعة والاعتراف" وفي " تزوير الشجاعة: هل هي نهاية الشعب وخزي النخب" و" ميثاق شجاعة وممارسة قول الحقيقة" وغيرها.

وسط هذه العناوين وضعت المؤلفة تصورها عن كل ما يتعلّق بالشجاعة، على مستوى علاقة الشجاعة بالواجب والحرية والإرادة، وعلى مستوى أن يفهم الفرد دوره الأخلاقي بمواجهة الاكراهات التي تفرض عليه القوى المهيمنة، لتجعله جزءا من مركزيتها، وعلى نحوٍ يفتح خيارا للمساءلة، حول علاقة تلك الشجاعة بالحكمة، وأن تلك الحكمة تقتضي أحيانا الخضوع، وإعادة النظر بمفهوم التاريخ الذي ترسخت فيه سرديات متعالية للشجاعة، ولمفهوم البطل و"الانسان الشجاع" حتى لمفهوم "الاجتماع الشجاع" الذي يعني تمثيل الخضوع العام لستراتيجات السياسة والايديولوجيا، ولفكرة "المدينة" التي يحميها النظام، والعقل الذي تحميه "الابستمولوجيا" وبالتالي وضع الفرد امام قطيعة من الصعب السيطرة عليها، حيث سيكون القانون الحاكم " لا يستند بالضرورة الى العدالة، بل الى عنف تأسيس خفي يمنحه السلطة" كما يقول جاك دريدا في "قوة التشريع".

الشجاعة والسياسة

يحمل القسم الثاني من الكتاب هواجس المؤلفة وهي تنظر الى هذه الثنائية من خلال مأزق التاريخ، ومأزق مدوناته، فما يحفل به التاريخ من قطائع، وضعه أمام مأزق وجودي،  مثلما وضع الديمقراطية والحرية أمام تهديد حقيقي، لا يملك فيها السياسي سوى اشباح من بطولته القديمة، حيث يكون فيها الشجاع أنموذجا للبطل السردي المتخيل، والمُهرب من الرواية والحكاية الى الواقع، قبالة "الشجاع البرغماتي" وصور "المثقف الثوري والنقدي والعضوي" الذي سيفقد كينونته امام مركزية العالم الرأسمالي، وسردياته الرمادية، فلا حلول واقعية ونقدية له ولعقد أزماته وهزائمه  ورثاثته سوى البحث في تاريخه القديم، عن اشراقات لم تعد صالحة، وثورات فقدت جدواها، إزاء عالم الرأسمال الذي تضخم، وتغول، وبات يصنع حروبا وأوبئة وصراعات هوياتية، فضلا عن  صناعات لبطولة "الخطاب الإعلامي والسينمائي والمعلوماتي والاستثماري" ومؤسسات التطويع والقمع والمراقبة والاغتيال. فقولها "إن البحث في اختفاء الشجاعة السياسية الخلقي أمر لا يُحاكم بتشدد، في حين تبدو مناقشة طبيعتها بلا فاعلية إن لم نعلم مباشرة عن رجعتها أو عن استدامتها. مع ذلك، ليس هناك ما هو أقل ثباتًا، لأن تعقب المعنى أحيانًا يعيد توجيه السبيل في اتجاه الفعل" يدخل في باب مراجعة المفاهيم، وفي إعادة النظر بالقضايا التي تخص علاقة السياسة بالشجاعة، وبالكيفية التي تتيح للسياسي أن يملك ارادته، وفي أن يحمي برنامجه، وفكرة تمثيله الديمقراطي للجمهور الذي اختاره عنوانا ديمقراطيا في مؤسسات الدولة التشريعية، ويمكن لهذه الفكرة ترحيلها الى وظيفة المثقف النخبوي أو النقدي أو العضوي، فهل سيظل هذا المثقف وفيا لمرجعياته الأيديولوجية، ولفكرته عن المعرفة، وعن القطيعة، وعن أن يكون قائدا وبطلا وصانعا استثنائيا للسرديات "المضادة". التحول في النظر الى الشجاعة، لا يعني الذهاب الكامل الى التجريد، بل بالنزوع الى البحث عن خيار آخر، تُلخّصه المؤلفة ب "قول الحقيقة" وبما يظهره من قيمة، ومن تعالٍ، أو بما يجعله بديلا ليكون " اداة ستراتيجية في المجال السياسي، أو بالأحرى في مجال التواصل السياسي، حيث يتحول ممارس القول الشجاع إلى حامل قناع السفسطائي". ما يثيره هذا الكتاب من أسئلة ومن مفارقات سيظل يفتح أفقا للجدل حول الملتبس من المفاهيم، في توصيفها النظري، وفي سياقها الاجرائي، وبالاتجاه الذي سيضعنا إزاء مفارقات إعادة النظر بمفهوم النقد، الذي سيتخلى عن كثير من وظائفه، وسيُعنى كثيرا بعلاقة إدارة السياسات مع شجاعة قول الحقيقة، والتصرّف بها أخلاقيا وانسانيا، وفي الكيفية التي سيواجه بها "الانسان الشجاع" أزمته إزاء وعي الشجاعة والفضيلة والعدالة والحق. هذا المُعطى سيظل جزءا من ازمة المشاكلة المفاهيمية، ومن ازمة النظام العالمي الذي اخذته النيوليبرالية الى حروب معقدة، سياسية وايديولوجية ومعلوماتية، والى أوهام جديدة عن " البطولة والشجاعة" بعد تجريدها من الاخلاق، وربطها بالمصالح، لأن أي "سرديات مضادة" ستكون قاصرة في المواجهة، وفي الحرب، وفي المعرفة التي خرجت من التاريخ ومن المتحف، لتظل غاطسة في اللاوعي الجمعي، وفي سرديات "المتخيل التاريخي" واشباحه التي ستعيدنا الى مزيد من الأوهام، والى التماهي القهري مع حلول الغرب لأزمات الحرية والسوق والصناعة والديمقراطية..

*******************************************

 

الصفحة الثانية عشر

اختتام {ملتقى البريكان} الأدبي في البصرة

متابعة – طريق الشعب

اختتمت الخميس الماضي في مدينة البصرة، فعاليات "ملتقى البريكان" الأدبي الأول، الذي عقده الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع جامعة البصرة، في مناسبة صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفقيد محمود البريكان (1931 – 2002)، عن دار الشؤون الثقافية العامة.

المؤتمر الذي افتتح الأربعاء الماضي، تضمن أربعَ جلسات نقديّة قُدمت فيها شهاداتٍ أدبيّةً ودراساتٍ نقديّةً حول تجربة البريكان وأهميّته الثقافيّة ودوره في الحركة الرياديّة للشعر العربي الحديث. وقد ساهم في تقديم الشهادات والدراسات عدد من النقّاد والباحثين من البصرة ومدن أخرى. ولقيت الجلسات التي توزّعت بين قاعات كلية الآداب في جامعة البصرة ومقرّ اتحاد الأدباء والكتّاب في المحافظة، تفاعلاً كبيرا من قبل الحاضرين من مثقفين وأدباء ومتابعين.

وتخلل الملتقى معرض للكتاب ضم مطبوعات صادرة عن دار الشؤون الثقافيّة العامة ومنشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب. فيما شهدت جلسة الختام قراءاتٍ شعريّةً لعدد منتخب من الشعراء، مع عزف موسيقي.

وجاء في البيان الختامي للملتقى، أن هذا الحدث "يُعد تأسيسا ثقافيّاً مهمّاً لمشروع يلهمُنا أفكاراً وتأملاتٍ تقودنا لإنصاف كل الأسماء التي لم تُعطَ الأهميّة المناسبة لعطائها وتستحقّ من المؤسسات الثقافيّة المعنيّة إعادة قراءتها وإعطاءها الفسحة المناسبة للاحتفاء غير التقليدي بها, وهي أسماء ليست قليلة تتوزع على مجالات الثقافة والإبداع كافة".

وأوصى المشاركون بأن يقام الملتقى سنويا، ويشمل شخصيات لها تأثيرها في الوسط الثقافي وتستحق أن يسلط عليها الضوء النقدي المنصف، إلى جانب طباعة الدراسات والبحوث والشهادات التي قُدمت في المؤتمر، في كتاب مستقل. كما أوصوا بأن يُحظى الأدباء الشباب بمشاركة أوسع في الملتقيات المقبلة.

 وآخر ما أوصوا به، هو نصب تمثال في البصرة يُليق بمكانة البريكان، على أن تتبنى المحافظة هذا الأمر.

************************************

صباح شغيت في ضيافة {جيكور} و {دار الأدب البصري}

البصرة – طريق الشعب

ضيّفت "دار الادب البصري" و"ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة الثلاثاء الماضي، الفنان التشكيلي صباح شغيت من محافظة ميسان. حيث أقام معرضا شخصيا وتحدث عن تجربته الفنية في جلسة حضرها جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في التشكيل، إلى جانب الشاعرة الضيفة القادمة من ميسان ليلى البهادلي.  

وعلى "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، افتتح شغيت معرضه الموسوم "خيول ملونة".

ثم تحدث إلى الحاضرين، في جلسة أدارتها التشكيلية باسمة الحسن، عن لوحاته، وعمّا وجده من مشتركات بين الخيول والإنسان، منها الهدوء والعصبية والشراسة والعنف والحزن والسرور. وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة شغيت، وهم كل من عبد الكريم الحربي وقاسم حنون ود. محمد حميد ومشرق المظفر.

وفي الختام، قدم الأديب زكي الديراوي، باسم "دار الأدب البصري"، هدية تذكارية إلى الفنان صباح شغيت. فيما أهدى هو من جانبه اللجنة المحلية، إحدى لوحاته.

************************************

اتحاد الأدباء يحتفي بتجربة الروائية هدية حسين

متابعة – طريق الشعب

احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب أخيرا، بالروائية والقاصة هدية حسين وتجربتها السردية، في مناسبة صدور كتابها الجديد "مفاتيح القلوب" عن منشورات الاتحاد.

جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين وأدارها الشاعر د. حازم الشمري واستهلها بالقول أن "هدية حسين تمثّل أحد الأسماء السردية البارزة في الأدب العراقي الحديث، بلُغتها الشفافة التي حملت الوجع العراقي بصدق، وبتنوّع مواضيعها التي تمسّ الذاكرة الفردية والجمعية على حدّ سواء".

بعد ذلك تحدثت المحتفى بها عن كتابها الجديد، وعن ظروف تأليفه باعتباره يوثّق مرحلة ثقافية وأدبية في العراق من خلال منظور ذاتي، مبينة انها استندت في إعداد الكتاب إلى أرشيف واسع جمعته خلال سنوات طويلة، وحافظت عليه رغم تنقلها بين بلدان عدة.

وأوضحت أن للأرشيف أهمية في حفظ الذاكرة باعتباره وثيقة تاريخية.

فيما تطرقت إلى بدايات مشوارها الأدبي. حيث بدأت كشاعرة شعبية بحكم تأثير عائلتها، قبل أن يقودها شغفها باللغة العربية إلى عالم السرد، مضيفة انها تميل للقراءة أكثر من الكتابة "فالقراءة تفتح آفاقا أوسع وعوالم أعمق حول الحياة ومكابدات المعاناة والأحلام، وترسّخ تجربة الثقافة والمعرفة بشكل كبير". 

وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن تجربة هدية حسين وعن موضوع كتابها الجديد.

*************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

• الدكتور كاظم روسه  700 يورو

• داود سلمان (ابو علي) 100 دولار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**********************************

يوميات

يُنظم الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد الثلاثاء، جلسة حوارية حول مشروع "مركز الأرشيف والذاكرة العراقية"، يُضيّف فيها مدير المشروع د. حسين السوداني.

تبدأ الجلسة التي سيديرها د. صالح الصحن، في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

**************************************

البعد الرابع في التصميم الكرافيكي

عن "دار أهوار" للنشر والتوزيع في بغداد صدر حديثا كتاب بعنوان "البعد الرابع في التصميم الكرافيكي" من تأليف د. فلاح حسن علي.

يضم الكتاب خمسة فصول: الأول يلقي الضوء على موضوعات الخيال والمخيلة، وبنائية التصور الذهني والإبداع، وتطبيق العملية الإبداعية. والثاني يتناول موضوع الفكرة وماهية التفكير وآليات حدوثه وأهداف الفكرة التصميمية. أما الفصل الثالث فيتطرق إلى أصل الفلسفة وخصائصها، فضلا عن فلسفة الشكل والتشكل والتصميم. والرابع يتحدث عن دراسة الأبعاد في التصميم الكرافيكي وأهمية النظام والتنظيم في جماليات التصميم.

فيما يستعرض الكاتب في الفصل الخامس، نماذج تطبيقية محققا فيها البعد الرابع في التصميم الكرافيكي.

يقع الكتاب في 211 صفحة من القطع المتوسط. 

********************************************

شيوعيو الصويرة يستذكرون الفنان سامي كمال

الصويرة – حمزة اليساري

 

استذكرت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في الصويرة الخميس الماضي الفنان الراحل أخيرا سامي كمال، في جلسة حضرها عدد من الرفاق وأدارها الرفيق محمد خليل البياتي.

وخلال الجلسة تحدث الشاعر علي المحسن عن مسيرتي الفقيد الفنية والنضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، فضلا عن غنائه للفقراء والمضطهدين.  ونوّه المحسن إلى ان الفقيد، وهو من ميسان، نشأ في بيئة أنجبت الكثيرين من الفنانين والشعراء والمفكرين الثوريين.

وشهدت الجلسة قراءات شعرية للشاعرين علاء الفراتي وحسين أحمد. كما تخللتها فقرة غنائية. حيث أدى العازف الشاب حسين حيدر عددا من أغنيات الراحل سامي كمال.

*********************************

قف.. صخرة الايزيدي

عبد المنعم الأعسم

قال شيخ العائلة الايزيدية الذي بتنا ليلتنا في منزله بقضاء الشيخان قبل عقد ونصف من السنوات: عندما يحتاج الغريب الهارب و"المطلوب" الى مكان يلوذ به، ويحميه، فان عليه ان يبحث عن بيتٍ ايزيدي.. فالايزيدي يشب على الشهامة والفروسية واحتقار الغدر، واضاف الرجل، فيما كانت ترتسم على قسمات وجهه امارات الصدق والثقة، ان الايزيدي يضاعف خدمتَه لزائرٍ له او لاجئ اليه، اذا ما كان  مسلما أو مسيحيا ، او من اية ديانة، أو قومية اخرى، اما اذا كان الزائر في حاجة  لقضية انسانية (والكلام للشيخ) فان الايزيدي يتصرف معه كما لو انه شريكٌ في قضيته، وقد يموت في سبيلها.

سألت مضيفـَنا الشيخ: لماذا، وكيف اصبحتم هكذا، صلبين، ايها الشيخ؟ قال الرجل الشيخاني، لقد مرّت علينا من المصائب والتجارب ما جعلنا نتعلم الحكمة من هذا الصخر الذي نعيش في فجواته، وفي "لالش" ستجدون مدونات عن هذه الخصال ما تحتاجون الى مجلدات لكي تراجعونها.. اما نحن فقد حفظناها عن غيب، وترجمناها الى سلوك وحليب وصدور رحبة.

*قالوا:

"ليس من مصير يمكن التغلب عليه بالازدراء"

البير كامو

***************************************

مهرجان بغداد الدولي للمسرح يتواصل

بغداد - طه رشيد

تتواصل فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته السادسة، والذي انطلق أول أمس الجمعة في ساحة الاحتفالات وسط بغداد.

وتحمل دورة المهرجان، التي نظمتها دائرة السينما والمسرح بالتعاون مع نقابة الفنانين، اسم الفنان ميمون الخالدي. وقد شهد حفل الافتتاح أوبريتا غنائيا راقصا بعنوان "بغداد والشعراء والصور"، من تصميم الفنان فؤاد ذنون وتقديم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية. كما شهد عرضا مسرحيا عالميا بعنوان "صمت"، من إخراج البولندي باول سكوتاك.

وحل في المهرجان، ضيوفا ومشاركين، مسرحيون عرب وأجانب، فضلا عن فنانين عراقيين مغتربين.

وخلال أيام المهرجان الستة، يُقدم 15 عرضا عراقيا وعربيا وأجنبيا تتوزع على مسارح الوطني والرشيد والمنصور، وتتنافس على الجوائز. 

وبلغت حصة العراق أربعة عروض، هي: "مأتم السيد الوالد" تأليف وإخراج مهند هادي، "طلاق مقدس" تأليف وإخراج علاء قحطان، "نحن من وجهة نظر قط" تأليف وإخراج أنس عبد الصمد و"المربع الأول" تأليف وإخراج علي دعيم.

*****************************************

دهوك على موعد مع "مهرجان التفاح"

متابعة – طريق الشعب

ينطلق يوم 23 تشرين الأول الجاري في منطقة برواري بالا – كاني ماسي في دهوك، مهرجان المنتجات المحلية، وفي مقدمتها التفاح الذي تُعرف به المنطقة.

ويهدف هذا المهرجان الذي يستمر 5 أيام، إلى دعم الفلاحين وتسويق محاصيلهم. ويتضمن فعاليات فنية وتراثية تعكس التنوع الثقافي هناك.

ويقام المهرجان على مساحة مفتوحة، تبرع بها أهالي القرى، مُقرر أن تتوزع عليها 200 خيمة لعرض المنتجات الزراعية. ومن المتوقع أن تتجاوز كميات التفاح المعروضة 300 طن بثلاثة أصناف رئيسة، هي: الأمريكي (الكولدن) واللبناني و"الدارش" المعروف بلونه الأحمر الغامق.

مسؤول إعلام المهرجان فهمي بآلايي، يقول في حديث صحفي انهم وفروا وسائل نقل للزائرين، تقلهم إلى أرض المهرجان وإلى مواقع سياحية وأثرية ضمن برنامج جولات يومية.

ويشير إلى انه سيكون هناك تنوع واسع في المنتجات المعروضة، وسيتم تسليط الضوء على المنتجات المحلية الشهيرة في دهوك مثل العنب القادم من منطقة الدبس، والعسل والخضراوات، إضافة إلى الألبان المشتقة من حليب الماعز والأغنام والأبقار.

ويلفت بآلايي إلى ان 6 فرق دبكات شعبية من داخل العراق وخارجه، ستشارك في المهرجان. كما سيقام معرض تشكيلي وآخر فوتوغرافي.