ص1

 

خزانات السدود شبه فارغة.. و{الموارد} تحذر من أسوأ حال منذ 1933

أزمة مياه غير مسبوقة تهدد حياة الملايين في العراق

بغداد - تبارك عبد المجيد

 

يواجه العراق واحدة من أسوأ الأزمات المائية في تاريخه الحديث، بعدما انخفضت مناسيب نهري دجلة والفرات إلى مستويات حرجة، مهددةً الزراعة ومياه الشرب وحياة ملايين المواطنين، فيما يقول مراقبون إن الحل يتطلب إدارة استراتيجية متكاملة، وتطوير البنى التحتية، وحملات وطنية للتوعية والاستخدام الرشيد للمياه، إضافة الى الحصول على حصة عادلة للعراق في مياه النهرين.

وانعقد يومَ الجمعة الماضي اجتماع رسمي مشترك في أنقرة بينَ وفدين عراقي وتركي، لبحثِ ملفِّ المياهِ وتعزيزِ التعاونِ الثنائيِّ في هذا المجال الحيويّ.

وقال بيان صادر عن الخارجية العراقية، إنه عُقد بعدَ ذلك اجتماعِ اللجنةِ الفنيّةِ المشتركةِ بينَ البلدين، حيثُ ترأّسَ الجانبِ العراقيِّ وزير المواردِ المائيّة عونُ ذياب، فيما كان عن الجانبِ التركيِّ وكيل وزارةِ الزراعة والغاباتِ أبو بكر كزلِ كيدر، وبحضورِ أعضاءِ اللجنةِ الفنيّةِ من كلا البلدين.

وخلالَ الاجتماع، استعرضَ ذياب الواقعَ المائيَّ في العراق والتحدّياتِ التي تواجهُ البلادَ جرّاء انخفاضِ الوارداتِ المائيّةِ من حوضَي دجلةَ والفرات، مؤكداً أهميّةَ زيادةِ الإطلاقاتِ المائيّةِ، خصوصًا في حوضِ نهرِ دجلة، كما تطرّقَ إلى الإجراءاتِ التي اتّخذتْها وزارةُ المواردِ المائيّةِ لمعالجةِ الأزمةِ، ولا سيّما في محافظاتِ الوسطِ والجنوب.

 

طلب عراقي من الحكومة التركية

وعلى هامش الاجتماع، قال وزير الموارد المائية عون ذياب عبدالله، ان الوفد العراقي طالب الجانب التركي بـ"زيادة الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات بمقدار مليار متر مكعب في الثانية لشهري تشرين الأول والثاني، بواقع 500 م³/ثا لكل من النهرين، لتحسين الإيرادات المائية خلال الخمسين يوماً المقبلة.

وقال الوزير إن الوفد قدم عرضاً مفصلاً عن واقع المياه في العراق والتحديات التي يواجهها قطاع الموارد المائية، مؤكداً أن هذا العام يُعدّ الأصعب مائياً في تاريخ البلاد منذ عام 1933، مشيراً إلى أن الجانب التركي أبدى استعداده لمساعدة العراق رغم معاناته من أزمة الجفاف ذاتها، كون العراق دولة مصبّ ويتأثر بشكل أكبر.

وبيّن الوزير أن الجانبين اتفقا على مسودة اتفاق إطاري يتعلق بالمياه، سيتم توقيعه في بغداد، ويتضمن تنفيذ مشاريع إروائية وسدود لحصاد المياه، بمشاركة كبريات الشركات التركية الرصينة.

 

مرصد: المباحثات "فشلت"

من جهته، وصف مرصد "العراق الأخضر"، المباحثات التي أجراها مؤخرا وفد عراقي مع الجانب التركي لمعالجة ملف المياه، بأنها "فاشلة"، مشيرا الى ان "الحديث عن تفعيل الاتفاقية الإطارية للتعاون في مجال المياه بين العراق وتركيا، غير واقعي ومجدي".

وقال المرصد في بيان تلقته "طريق الشعب"، إن "تركيا تحاول ان تجعل العراق (يستجدي) الاطلاقات المائية خاصة أن هناك الكثير من المصالح التي تحققت لها، بسبب نقص المياه في العراق، وحصول مشكلة أكثر تعقيدا بقيام العراق ومنذ عقدين على الأقل، باستيراد مياهه افتراضياً من دول الجوار".

وأضاف المرصد في بيانه أن "تركيا ترفض ومنذ عقود توقيع أي اتفاقية من اجل استحصال حقوق العراق المائية وإمكانية تقاسم الضرر معه".

 

الطاقة الخزنية خاوية

وحول الموقف المائي للبلاد، بيّن المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، أن "الطاقة الخزنية للسدود العراقية حالياً شبه فارغة، وهو ما يفسر انخفاض نسب الخزن، رغم أن السعة الكلية للسدود تفوق 90 مليار متر مكعب".

وقال شمال في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن المشكلة الأساسية في العراق ليست في قدرة التخزين، بل في قلة الإيرادات المائية، مشيرا شمال إلى أن العراق ليس بحاجة إلى إنشاء سدود كبيرة جديدة، بل يحتاج إلى زيادة الإيرادات المائية.

وأكد أن الوزارة تعمل على تنفيذ مشاريع حصاد المياه من خلال 36 سداً، وقد تم الشروع بعدد منها بالفعل، خاصة في المناطق التي تشهد معدلات أمطار عالية وتسمح طبيعتها الجغرافية بتشكل السيول، مثل نينوى والأنبار وديالى وواسط وميسان والنجف والسماوة.

وذكر أن العراق يمتلك منظومة قوية من السدود الكبرى، مثل سد الموصل، دوكان، دربندخان، حديثة، والعظيم، إضافة إلى خزانات طبيعية مثل الثرثار والحبانية، وهي قادرة على مواجهة أي موجة فيضانية محتملة.

وخلص الى أن الوزارة نفذت برنامجاً متكاملا لأعمال الصيانة والتفتيش لجميع السدود ومنشآت الري عبر الهيئة العامة للسدود وهيئة الصيانة، بهدف ضمان الاستعداد المبكر لموسم الأمطار.

 

وضع مائي حرج جدا

فيما وصف الخبير في الزراعة والمياه، تحسين الموسوي، الوضع المائي في العراق بأنه حرج جداً، ويصل إلى مستويات لم تشهدها البلاد من قبل.

وقال الموسوي، إن خزائن المياه انخفضت إلى أقل من 5 مليارات متر مكعب، وربما أقل من ذلك بحسب تقديرات الخبراء.

وأضاف أن سوء الإدارة الداخلية، إلى جانب تقليص أو قطع الإطلاقات المائية من الدول المشاركة في الموارد المشتركة، يضع الحكومة العراقية أمام مسؤوليات جسيمة.

وأوضح الموسوي لـ"طريق الشعب"، أن ضغط الاستخدام الداخلي للمياه في الزراعة والتنمية والبنى التحتية، إلى جانب الضغوط السياسية والاجتماعية، ساهم في تفاقم الأزمة.

وأكد أن الجميع أصبح يدرك حجم المشكلة من خلال الهجرة، والجفاف، وتراجع مستويات الأحواض النهرية، ونضوب المسطحات المائية والأهوار، وارتفاع الملوحة في مياه الشرب في المحافظات الجنوبية مثل البصرة.

وبيّن الموسوي ان "مسألة إدارة المياه تبدأ بثقافة الاستخدام وتنتهي بواجب الحكومة في تطوير البنى التحتية، وهذا الملف لم يأخذ الأولوية، وشهد ترحيلاً من أكثر من حكومة متعاقبة."

وأكد أن استنزاف المياه الجوفية، بسبب ندرة المياه السطحية وقلة الدراسات الدقيقة، يضع الموارد المائية في خطر كبير، خاصة فيما يتعلق بمياه الشرب. وزاد بالقول أن الملف الخارجي للمياه أيضاً يعاني من ضعف التفاوض، إذ لم تُبرم اتفاقيات أو بروتوكولات واضحة مع الدول المجاورة، ما يجعل العراق الطرف الأضعف في المعادلة.

وحذر من أن السياسات الحالية أدت إلى أزمة مائية مستمرة، وأن الحلول المتكررة مثل فرض الغرامات أو تقليص الخطط الزراعية أو إطلاق المياه بشكل جزئي ليست سوى حلول سطحية.

وشدد على ضرورة إطلاق حملة وطنية شاملة تشمل الاستخدام الرشيد للمياه، التوعية، تطوير البنى التحتية، والحلول العاجلة والاستراتيجية بعيد المدى.

كما أشار إلى أن العراق بحاجة إلى مجلس أعلى للسياسات المائية، وضغط دبلوماسي ودولي على الدول المشاركة في الموارد المائية، خصوصاً تركيا وإيران، لضمان حقوق العراق المائية.

وأكد أن السدود والمسطحات المائية وصلت إلى مراحل حرجة تتطلب تدخلات عاجلة وحلولاً حقيقية بعيداً عن الممارسات التقليدية.

 

لا تكول سمسم.. !

 

أكد المتحدث باسم أمانة بغداد، أنها أكملت الاستعدادات لموسم الأمطار، بتنفيذ خطة ميدانية شاملة تضمنت تنظيف الشبكات الرئيسة والفرعية لمياه المجاري داخل العاصمة، وإصلاح التخسفات في المناطق التي تجمعت فيها المياه خلال الأعوام الماضية.

وأضاف أن "معظم المناطق السكنية في بغداد أصبحت مخدومة بشبكات مياه المجاري"، وأن الأمانة "أدخلت محلات جديدة ضمن الخدمة بعد توسيع الشبكات وإنجاز أعمال الربط الفني".

كما بيّن أن الأمانة "اعتمدت على شركات محلية رصينة لتنظيف الخطوط الرئيسة، باستخدام تقنيات حديثة تعتمد الضغط العالي".

من جانبه، قال الوكيل الفني لوزارة الزراعة أن "الوزارة تقود منذ 2023 حملة للتشجير ضمن مبادرة التشجير الوطنية التي أطلقها رئيس الوزراء "حيث تمت حتى الآن زراعة أكثر من 8 ملايين شجرة وشجيرة في مختلف المحافظات".

وتابع أن الوزارة "تشجع زراعة المحاصيل الاقتصادية القادرة على التكيف مع الجفاف، وفي مقدمتها الزيتون الذي يُعد من الأشجار المتحملة للحرارة وشح المياه، فضلاً عن مردوده الاقتصادي العالي".

وأكد أن "وزارة الزراعة تعمل على تحويل القطاع الزراعي إلى قطاع إنتاجي مستدام، قائم على التكنولوجيا الحديثة والوعي البيئي، بعيداً عن الدعم التقليدي، وبما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني".

 

 

 

ص2

 

وزير الثروات الطبيعية في الاقليم:

صدّرنا 3 ملايين برميل نفط إلى ميناء جيهان

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

قال وزير الكهرباء والثروات الطبيعية (وكالة) في إقليم كردستان كمال محمد، إن الإقليم صدّر نحو ثلاثة ملايين برميل نفط إلى ميناء جيهان حتى الآن، مشيراً إلى "سير العملية بإيجابية، والعملية تعود بتأثيرات مادية ومعنوية إيجابية كبيرة.

وأكد محمد، أمس، أن "عملية استئناف تصدير النفط من إقليم كوردستان تعود بتأثيرات إيجابية كبيرة مادية ومعنوية للطرفين في أربيل وبغداد"، مبيناً أن "الإقليم ينتج حالياً 250 ألف برميل نفط يومياً، وقد تم تصدير ما قدره مليونين و945 ألف برميل نفط خلال 15 يوماً إلى بندر جيهان التركي، والعملية تسير بشكل جيد".

وأشار الوزير إلى "عائقين واجها عملية التصدير خلال المدّة المذكورة، أولها امتلاء الخزانات في ميناء جيهان تزامناً مع تأخر البواخر الناقلة للبترول عن الوصول، ذلك دفع سومو إلى إشعار وزارة الثروات الطبيعية في 3 تشرين الأول الجاري بإيقاف عملية التصدير لعشر ساعات".

وبحسب قول الوزير، تم تصدير بمعدّل 196 ألف برميل نفط، خلال 15 يوماً، بمجموع مليونين و945 ألف برميل حتى الآن.

وذكر أنه تم التوصل لاتفاق بتخصيص 50 ألف برميل نفط للاستخدام المحلي في الإقليم يومياً، وأن الحكومة العراقية وعدت بإرسال المزيد في حال عدم كفاية الكمية المحددة الآن، مشيراً إلى أن العراق يستهلك 800 ألف برميل نفط يومياً لسد الحاجة المحلية من البترول.

 

ديالى وكركوك ترفضان خصخصة الكهرباء

احتجاجات شعبية مستمرة

على تردي الخدمات الأساسية والبطالة

بغداد – طريق الشعب

 

 تتواصل موجة احتجاجات شعبية واسعة، في محافظات عدة، يعبر من خلالها المواطنون عن غضبهم واستيائهم من تردي الخدمات الأساسية، وارتفاع الرسوم، وتأخر منح حقوقهم القانونية، في ظل استمرار تداعيات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العراق. وشملت الاحتجاجات قطاعات مختلفة من الحياة اليومية، بما في ذلك مياه الشرب والكهرباء والوظائف الحكومية وملكية الأراضي.

 

احتجاجات ضد ملوحة مياه الشرب

وتواصلت الاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة احتجاجاً على أزمة ملوحة مياه الشرب وتردي جودتها، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التدخل فض التظاهرات بالقوة في منطقتي حي الحسين ومنطقة الرباط وسط المدينة.

وشهد شارع القائد في حي الحسين منذ الصباح قطعاً للحركة المرورية باستخدام الإطارات المحترقة، حيث أوقف المتظاهرون المركبات في الاتجاهين احتجاجاً على وصول المياه المالحة إلى المنازل، ما أعاق حركة المواطنين اليومية. وقامت قوة أمنية بفض التظاهرة بعد ملاحقة المتظاهرين في شوارع المنطقة وإعادة فتح الطريق أمام المركبات.

وقال عدد من المحتجين إنهم اضطروا إلى إشعال الإطارات وإغلاق الطريق، "لأن أزمة ملوحة المياه مستمرة منذ أيام وتسببت بمعاناة كبيرة في الأحياء السكنية"، مؤكدين أنهم سيواصلون الاحتجاجات حتى تستجيب الحكومة المحلية لمطالبهم وتحسن نوعية المياه.

وفي منطقة الرباط وسط المدينة، خرج السكان أيضاً للتعبير عن غضبهم من وصول مياه شرب مالحة غير صالحة للاستخدام اليومي، مؤكدين أن الأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم دون أي تدخل حكومي ملموس، مما أجبرهم على النزول إلى الشوارع للتأكيد على مطالبهم، وسط تحذيرات من الآثار الصحية والبيئية الناجمة عن استمرار استخدام هذه المياه.

وتعود أزمة ملوحة المياه إلى صعود اللسان الملحي في شط العرب نتيجة شحّ الإمدادات المائية القادمة من نهري دجلة والفرات، مما أدى إلى اختلاط المياه المالحة بالعذبة في المدينة والمناطق المحيطة بها. ويحذر خبراء من أن استمرار هذه الأزمة سيؤدي إلى تفاقم مشاكل صحية واجتماعية تشمل أمراض الجهاز الهضمي ونقص المياه الصالحة للاستهلاك، إضافة إلى تدهور الزراعة والثروة الحيوانية، مطالبين الحكومة بـ اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول مياه صالحة للشرب وتحسين إدارة الموارد المائية.

 

خريجو الهندسة والعلوم

وفي سياق آخر، جدد عدد من خريجي الأقسام الهندسية والاختصاصات النفطية والعلوميين تظاهرهم أمام شركة نفط البصرة، للمطالبة بتشغيلهم ضمن نظام الأجور اليومية، ملوحين بالتصعيد وتعطيل انتخابات رؤساء الأقسام في حال عدم الاستجابة لمطالبهم حتى يوم الأربعاء المقبل.وقال أحد المشاركين إنهم يتظاهرون منذ ثمانية أشهر، وقد حصلوا على موافقة رئيس مجلس الوزراء ووزارة المالية ووزير النفط، وتم رفع كتاب بالحاجة من قبل مصافي الجنوب، إلا أن شركة نفط البصرة لم ترفع الكتاب حتى الآن. وأوضح المحتجون أن اختصاصاتهم تتطلب العمل في شركات النفط والغاز، مؤكدين استمرار احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم التشغيلية وتطبيق الأجور اليومية المقررة.

 

عمال بريتيش بتروليوم

ويواصل أكثر من 104 عاملين من كوادر الشركات المتعاقدة والمتعاونة مع شركة "بريتيش بتروليوم - BP" البريطانية في حقل الرميلة الشمالية، وقفتهم الاحتجاجية، مطالبين بتحويلهم إلى ملاك شركة نفط البصرة أو تثبيتهم بصفة عقد أو بأجر يومي، بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من الخدمة داخل الحقول النفطية دون شمولهم بالتعيين أو الامتيازات الوظيفية أسوة بزملائهم في الشركات الحكومية.

ويؤكد العاملون أن معاناتهم بدأت منذ عام 2012، حين تم تشغيلهم ضمن عقود خدمات تتعلق بتنظيف المجمعات السكنية ومحطات الحقل النفطي، إذ يستمرون منذ ذلك الحين في أداء مهامهم اليومية في مواقع السيطرة والسكن والدوائر المساندة داخل الحقل، في حين نُقل موظفو الخدمات السابقون إلى ملاك شركة نفط البصرة استناداً إلى فقرات مثبتة في العقود الرسمية، الأمر الذي خلق فجوة في الحقوق الوظيفية بين الفئتين.

وقال محمد حسين، مسؤول الوقفة الاحتجاجية، إن "العاملين أدوا واجباتهم بشكل منتظم طوال السنوات الماضية ضمن بيئة عمل قاسية ومع ذلك لم تشملهم قرارات التثبيت أو التعويض"، موضحاً أن المطالب لا تتجاوز حقهم المشروع في التحويل إلى عقود رسمية أو ضمّهم إلى الملاك الدائم لشركة نفط البصرة.

وأضاف المتحدّث أن غالبية العاملين من سكان منطقة الرميلة الشمالية التي تفتقر إلى فرص العمل، وأن بينهم حملة شهادات جامعية وذوي شهداء لم يحصلوا على فرص تعيين في تشكيلات وزارة النفط رغم خدمتهم الطويلة في الميدان.

واشار حسين إلى أن المتظاهرين نظموا وقفتهم بشكل سلمي أمام مواقع العمل داخل الحقل، مؤكداً أن "احتجاجهم سيستمر لحين استجابة الجهات المعنية لمطالبهم وإنصافهم بعد أكثر من عقد من العمل في ظروف ميدانية صعبة داخل المواقع النفطية التي تُعد من أبرز مصادر الإنتاج الوطني للنفط الخام".

ويأمل العاملون أن تجد مطالبهم صدى لدى إدارة شركة نفط البصرة ووزارة النفط، وأن يتم النظر في ملفاتهم بوصفهم جزءاً من منظومة العمل التي حافظت على استمرارية النشاط داخل الحقول النفطية طوال السنوات الماضية رغم التحديات الإدارية والميدانية.

 

سكان "منازل الأرقام"

ونظم العشرات من سكان منازل الأرقام في منطقة العرضات بمدينة العمارة وقفة احتجاجية، رفضاً لقرار يقضي تحويل ملكية أراضيهم إلى دائرة المخابرات ومنعهم من تمليكها.

وقال المحتجون، إنهم يقيمون في هذه المنازل التي شُيّدت على أراضٍ تقدموا بمعاملات تمليكها منذ عام 2003 عبر وزارة المالية، وما زالوا بانتظار القرار الرسمي.

وأضافوا أنهم فوجئوا قبل أسبوع بإبلاغ من الوزارة يفيد بأن ملكية الأراضي قد تحولت إلى دائرة المخابرات، وعليه يجب عليهم تسليمها للجهة المذكورة، وهو ما يرفضونه بشدة. ودعا المحتجون رئيس الوزراء إلى التدخل الفوري لحل مشكلتهم والموافقة على تمليك الأراضي لهم بالسعر التجاري، أسوة بالمواطنين في مناطق أخرى من المحافظة.

 

احتجاجات ضد خصخصة الكهرباء

وفي محافظة ديالى، تظاهر العشرات من أهالي مناطق وأحياء بعقوبة الجديدة أمام دائرة توزيع الكهرباء احتجاجاً على مشروع الخصخصة الذي أدى إلى رفع مبالغ الجباية بشكل كبير، وسط تحذيرات نواب من "عواقب غير متوقعة" في حال استمرار المشروع.

وقال المتظاهرون، إن "مشروع الجباية أُحيل إلى مستثمر، وأصبحت المبالغ المطلوبة تصل إلى مليون ومليوني دينار للمنزل الواحد دون معرفة الأسباب".

وأضافوا أن عقد إحالة مشروع الجباية مُنح للمستثمر بشكل مباشر من بغداد دون مبرر وبدون علم الحكومة المحلية أو مجلس المحافظة، وهو ما تسبب بـ"انعكاسات سلبية على المواطنين".

وطالب المحتجون الجهات الحكومية بالتدخل لإلغاء المشروع الذي أثقل كاهل العوائل، مؤكدين استمرار احتجاجاتهم حتى تنفيذ القرار الرسمي.

وفي كركوك، شهدت منطقة تسعين تظاهرة شعبية غاضبة احتجاجاً على مشروع خصخصة الكهرباء، تخللتها عملية قطع طريق المطار الحيوي بالإطارات المشتعلة، ما أدى إلى شلل جزئي في حركة السير وتأثر حركة المركبات في المنطقة.

وأكد المحتجون أن هذا التحرك يأتي في إطار احتجاجات متصاعدة ضد ارتفاع رسوم الجباية، مع مطالب بضرورة التدخل الحكومي لضمان توفير خدمات الكهرباء بأسعار مناسبة للمواطنين.

 

 

المفوضية والداخلية تؤكدان جاهزيتهما للانتخابات وتكذّبان الشائعات

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، امس الاثنين، أنها رصدت 292 مخالفة ضمن الحملات الانتخابية الجارية، فيما شددت على اكتمال الاستعدادات الفنية واللوجستية لإجراء انتخابات مجلس النواب المقبلة في موعدها المحدد، مؤكدة في الوقت ذاته عدم وجود أي نية لفرض حظر تجوال خلال أيام الاقتراع.

 

عدد المخالفات

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، إن “عدد مخالفي نظام الحملات الانتخابية رقم (4) لسنة 2025 بلغ 292 مخالفة، بينهم 194 من الرجال و42 من النساء، إضافة إلى 56 تتعلق بالشعارات الانتخابية”، مشيرةً إلى أن جميع المخالفات تم التعامل معها وفق قرارات مجلس المفوضين المنشورة على الموقع الرسمي للمفوضية.

وأوضحت الغلاي أن “المفوضية أنهت طباعة أوراق الاقتراع وتستعد لتوزيع الأجهزة الانتخابية على المراكز اعتباراً من الخامس من تشرين الثاني، مع نصب كاميرات المراقبة داخل المدارس التي ستُعتمد كمراكز اقتراع”، لافتةً إلى أن “جميع الأجهزة اجتازت اختبارات المحاكاة الفنية وأثبتت كفاءتها بعد استكمال أعمال الصيانة والتأهيل”.

 

تدريب الموظفين

وأضافت أن “تدريب موظفي الاقتراع انطلق في العاشر من تشرين الأول الجاري، تزامناً مع متابعة غرفة العمليات لخطة توزيع الطاقة البيومترية والمواد اللوجستية”، مؤكدة أن “الإقبال على استلام البطاقات البيومترية واسع، إذ تجاوز عدد البطاقات الموزعة مليوناً وثلاثمئة ألف بطاقة من أصل أكثر من ثلاثة ملايين وخمسمئة ألف بطاقة مطبوعة”.

وفي ما يتعلق بمحاولات بيع أو استخدام البطاقات الانتخابية بطرق غير قانونية، شددت الغلاي على أن “البطاقة البيومترية مؤمَّنة تقنياً ولا يمكن استخدامها إلا من قبل صاحبها، حيث تتم مطابقة بصمات الأصابع وملامح الوجه لضمان نزاهة التصويت”، مشيرة إلى أن “أي محاولة للعبث بالبطاقات تُعد جريمة انتخابية تُحال إلى الجهات القضائية وقد تصل عقوبتها إلى الاستبعاد من السباق الانتخابي”.

واختتمت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، تصريحها بالتأكيد على أن “المفوضية جاهزة تماماً من الناحية الفنية والإدارية، وتسير بخطى ثابتة نحو إجراء انتخابات نزيهة وشفافة في موعدها المحدد، وسط تعاون أمني واسع لضمان حماية العملية الانتخابية من أية خروقات”.

 

الداخلية تكذب الشائعات

من جانبها، نفت وزارة الداخلية ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول صدور توجيه منسوب إلى الوزير عبد الأمير الشمري بشأن “عدم حماية صور المرشحين”، مؤكدة أن تلك الأنباء عارية عن الصحة تماماً.

وقالت الوزارة في بيانها إن “الواجب الوطني يحتم على الأجهزة الأمنية تأمين الأجواء الآمنة لجميع المرشحين والمقترعين، وحماية مراكز الاقتراع بالتنسيق مع المفوضية والجهات المختصة”، مشددة على أنها “ستتخذ إجراءات قانونية صارمة بحق مروّجي الشائعات التي تمس نزاهة العملية الانتخابية أو تهدف إلى التشويش على الناخبين”.

وأكد البيان أن “الوزارة أثبتت قدرتها على تأمين الانتخابات السابقة وستواصل أداء مهامها بمهنية عالية لضمان نجاح الاستحقاق الديمقراطي المقبل”.

 

 

ص3

 

العنف الأسري في العراق

 أرقام مقلقة وقوانين عاجزة عن الحماية!

 

بغداد - تبارك عبد المجيد

 

رغم مرور سنوات على المطالبات بإقرار قانون يحمي النساء من العنف الأسري، ما زالت هذه الظاهرة تشكّل واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية إلحاحًا في العراق، وسط تصاعد معدلاتها وضعف الإجراءات الحكومية والقانونية للحد منها. وتؤكد ناشطات وحقوقيات أن غياب التشريعات الرادعة وهيمنة الأعراف العشائرية ساهما في تطبيع العنف ضد النساء وتحويله إلى سلوك مقبول في كثير من البيوت العراقية.

وتشير بيانات رسمية إلى أرقام مقلقة تتعلق بحجم الانتهاكات داخل الأسرة، فيما حذرت حقوقيات من أن استمرار هذا الواقع دون تدخل تشريعي جاد، سيقود إلى مزيد من التفكك الاجتماعي، ويفاقم عديد الضحايا الصامتات خلف الجدران.

 

ضعف القانون!

تؤكد الناشطة النسوية سرى سالم، أن العنف ضد النساء ما زال يمثل أحد أكبر التحديات التي يعاني منها المجتمع العراقي، في ظل صعوبة إيجاد حلول جذرية أو حتى الحد من نسب حدوثه. وتُرجع سالم السبب الرئيس إلى ضعف المنظومة القانونية أمام سطوة الأعراف والتقاليد العشائرية، ما أدى إلى انتشار الظاهرة وتكريسها كجزء من الواقع الاجتماعي اليومي.

وتقول سالم لـ"طريق الشعب"، إن هذا الخلل القانوني والاجتماعي مهّد الطريق لعدم الإفصاح عن الكثير من حالات العنف ضد النساء، بسبب وصمة العار الاجتماعية التي تلحق بالمرأة إن تجرأت على الشكوى أو البوح بما تتعرض له داخل أسرتها أو مجتمعها.

وتضيف أن "بعض المجتمعات في العراق لا تزال ذكورية إلى حدّ كبير في نظرتها للعنف الأسري، إذ يُنظر إلى الضرب على أنه من حقوق الرجل، بينما تُجبر المرأة على تقبّله كأمر طبيعي لا يجوز الاعتراض عليه".

وتشير الى ان غالبية النساء اللواتي يتعرضن للتعذيب أو العنف المنزلي، يتجنبن اللجوء إلى القانون، بسبب الخوف من نظرة المجتمع، إذ تُعتبر زيارة المرأة لمركز الشرطة "نقيصة أخلاقية" قد تجلب لها عقاب مضاعف من الأسرة أو العشيرة.

وبحسب تقديرات بحثية حديثة، فإن أكثر من مليوني امرأة في العراق يتعرضن للعنف سنوي، في حين يلتزم جزء كبير منهن الصمت القسري خوفًا من العار أو الانتقام.

وترى سالم أن "هناك عادات وتقاليد اجتماعية تلعب دورا خطرا في تبرير العنف وترويجه بوصفه سلوكا تأديبيا مشروعا ضد النساء، خاصة مع وجود حجج دينية أو عرفية تُستخدم لتبرير أفعال العنف وإعفاء مرتكبيها من العقاب أو حتى اللوم" على حد قولها.

وتضيف أن المشكلة لا تقتصر على القوانين أو الأعراف فحسب، بل تمتد إلى التنشئة الاجتماعية التي كرّست فكرة أن العنف "حق من حقوق الرجل"، حتى باتت بعض النساء يؤمنّ بأحقية الرجل في استخدامه كوسيلة تأديب.

وتختتم سالم حديثها بالتأكيد على أن أحد أبرز الأسباب التي تعيق النساء عن مواجهة هذا الواقع هو انعدام الغطاء الاقتصادي وضعف الاستقلال المادي، الأمر الذي يجعل كثيرات عاجزات عن مغادرة بيئة العنف أو اتخاذ موقف قانوني يحفظ كرامتهن واستقلالهن.

 

أرقام مقلقة!

وفي السياق، أعلن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان عن تسجيل أكثر من 53 ألف حالة عنف أسري خلال العامين ونصف الماضيين، فيما تشكل النساء النسبة الأكبر من الضحايا.

وقال رئيس المركز فاضل الغراوي لـ"طريق الشعب"، إن البيانات الرسمية الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى تُظهر تزايد مستمر في معدلات العنف داخل الأسر، مبينا أن عام 2022 شهد تسجيل 21,595 حالة، تلاه عام 2023 بـ18,436 حالة، فيما بلغ عدد الحالات خلال النصف الأول من عام 2024 نحو 13,857 حالة.

واضاف الإحصاءات إلى أن العنف بين الأزواج استحوذ على النصيب الأكبر بنسة٩٢ في المائة من مجموع الحالات، منها ٧٥ في المائة  اعتداءات من الأزواج على الزوجات، مقابل ١٧ في المائة من الزوجات على الأزواج، في حين بلغت نسبة العنف ضد الأبناء ٦ في المائة.

وتابع الغراوي، أن تصاعد هذه الظاهرة لا ينفصل عن جملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، أبرزها غياب الوعي الأسري، وتفاقم الأزمات المعيشية، وضعف الالتزام الديني، وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن زيادة حالات الخيانة الزوجية وتعاطي المخدرات التي باتت تشكل تهديدًا خطيرًا لبنية الأسرة العراقية.

أما على الصعيد القضائي، فقد بلغ عدد دعاوى العنف الأسري المسجّلة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 نحو 13,857 دعوى، معظمها تتعلق بالعنف البدني. وأوضح المركز أن 3,101 متهم أُخلي سبيلهم بكفالة، وصدرت أحكام بحق 100 شخص، بينما تم الإفراج عن 1,196 آخرين. كما تم الصلح أو الترضية في نحو 4,400 حالة، ولا تزال 1,500 قضية قيد المتابعة القانونية.

وحذر رئيس المركز من أن استمرار هذه المؤشرات ينذر بـ"مخاطر اجتماعية جسيمة" إذا لم تتخذ الجهات المعنية إجراءات وقائية وتشريعية عاجلة، داعيا الى إطلاق حملات وطنية للتوعية الأسرية ومكافحة العنف المنزلي، بمشاركة المؤسسات الحكومية والدينية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني.

كما شدد على ضرورة إقرار قانون مكافحة العنف الأسري المعطل منذ سنوات، مؤكدًا أن إقراره سيمثل "خطوة أساسية في حماية النساء والأطفال وكبار السن من الانتهاكات التي تجري خلف الأبواب المغلقة".

 

لا حماية للمعنفين

تقول السراي إن الإجراءات المتوفرة حالياً لا ترقى إلى مستوى الحماية المطلوبة، فـ "حتى إذا اشتكت الزوجة أو الابنة أو الابن من الشخص المعنف، لا تُتخذ بحقه خطوات جدية، وكل ما تفعله الشرطة المجتمعية هو إلزامه بالتوقيع على تعهد، ثم إعادة الضحية إلى بيتها"، على حد وصفها.

وتشير إلى أن هذا الإجراء يترك الضحية في مواجهة خطرٍ أكبر، إذ قد تتعرض للحبس أو المنع من التقدّم بشكوى جديدة، وقد لا يحاسب المعنِف إلا بعد وقوع جريمة مروعة، كحالة القتل مثلاً.

وترى السراي أن القوانين العراقية الخاصة بحماية الأسرة ضعيفة جداً، وأن الحكومة "عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحماية". مثل دور الإيواء للضحايا، بسبب القيود والعادات العشائرية التي تعتبر لجوء المرأة أو الشاب إلى دار إيواء "عيباً أو مصيبة".

وتضيف أنَ "السيطرة العشائرية الكبيرة على تطبيق القانون تجعل من الصعب تنفيذه بالشكل الصحيح".

وختمت السراي حديثها بالتأكيد على ضرورة سن قوانين حقيقية للحد من العنف الأسري، وإنشاء دور إيواء آمنة في جميع المحافظات، تكون مسؤولة عن حماية الضحايا وضمان عدم إعادتهم إلى بيئة الخطر.

 

أفكار من أوراق اليسار

 

سأنتخب الشيوعيين

(1)

 

إبراهيم إسماعيل

 

إذا كان تقدم وازدهار أيّ مجتمعٍ بشريٍّ مرتبطًا بتحديد وتفعيل القاعدة الاجتماعية القادرة على بناء دولة الحرية والعدالة، فإنّ هاتين المهمتين تكتسبان في العراق أهميةً استثنائية، بسبب اختلاف نمط العلاقات الطبقية فيه، كدولة ريعية تتدفّق فيها الثروة من بيع الموارد الطبيعية بدلًا من العمل المنتج؛ ممّا يُوفر لها، وهي المالكة للريع والمسؤولة عن توزيعه، فرصا لتشويه الوعي الطبقي وتشكيل الحدود المخادعة بين الطبقات ووأد المشروع التنويري والتنموي أو عرقلته.

ولهذا، وفي سياق كفاحهم لتحقيق هدفيهم النبيلين والمترابطين: حرية الوطن وسعادة شعبه، كان تحديد هذه القاعدة، ورصد ما يطرأ عليها من متغيرات، وتبنَّي مهمةَ تنويرها بمصالحها، ووضع آلياتِ تعبئها لانتزاع حقوقها، وتفكيك أوهام الزبائنية التي تُطوِّق أياديها، وتحريرها من أغلال الدولة الريعية، من أهم أولويات الشيوعيين، منذ نجاحهم في بناء تنظيمٍ سياسيٍّ يدمج النظرية بالممارسة، والنخب الثورية بالجماهير المقهورة.

وبعد سقوط الدكتاتورية وهيمنة ثالوث الفساد والمحاصصة والسلاح المنفلت، واجه الحزب الشيوعي العراقي من جديد مهمة إعادةَ تشكيل الوعيٍ الطبقيٍّ الجذريٍّ. وسخّر لذلك، وهو المثقل بجراحٍ كثيرة ومتنوعة، كلَّ إمكانياته، سواء في التصدي للإقصاء السياسي والاجتماعي المفروض على الشغيلة والفلاحين والشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى، أو عبر الفضح الجريء للظلم الفاحش في إعادة توزيع الثروة، وتبصير ملايين المهمشين، والشباب العاطلين عن العمل، والنساء اللواتي تضاعف قهرهن واستعبادهن، وفقراء الريف الذين ازدادوا إملاقًا، بمصادر عذاباتهم وسبل الخلاص منها. كما واصل الحزب حماية الأواصر التاريخية مع مثقفي البلاد، الذين بقوا، حتى في حلكة الخراب، نبضًا يمد قلبه بالضياء، وشركاءَ في كفاحه ضد الهيمنة الأيديولوجية للطغاة، ولتحويل المعاناة إلى وعيٍ وتنظيمٍ وفعلٍ ثوري، واتسعت دوحته لاستقبال أجيالٍ فتيةٍ منهم.

ولأنّ تغليب الهويات الفرعية على الهوية الوطنية الجامعة كان اللعبة التي غذّت، وما تزال، مشروعَ منظومةِ المحاصصة للتضليل والتجهيل والتدجين، اهتمّ الحزب بتنمية وعي الناس بخاطرها على السيادة الوطنية، ومكانة الدولة في المنطقة والعالم، وعلى نضالهم ضد الاستغلال ومن أجل التطور والتنمية المستدامة.

وحين توفّرت فرصٌ للديمقراطية السياسية، رغم محدوديتها، وسُنّ دستورٌ يُقِرّ بالتداول السلمي للسلطة، رغم الغبار الذي علا بعض مواده، كان الشيوعيون الأصدقَ في تنمية الوعي بالتغيير السلمي، وبتبنّي استراتيجية نضالية سلمية، مهما كلّفت من تضحيات واتسمت بتعقيدات، لا لانسجامها مع طبيعة مجتمعنا وظروفه فحسب، بل لأنها الأكثر اتساقًا مع الأنسنة التي يتّسم بها فكرهم، ولثقتهم بأن أيَّ تراكمٍ طويل الأمد للمتغيرات سيؤدي، بالضرورة، إلى عالمٍ لا استغلال فيه ولا قهر، عالمهم الذي يستعيد فيه البشر آدميتهم، دون أن تخدعهم يومًا ادّعاءات المستكبرين، من داخل البلاد أو خارجها، وبمختلف ألوانهم وألسنتهم ومواقيت دعواتهم، بالحرص على الحريات التي حلمنا بها دومًا.

وعلى ضوء هذا كله، لم أجد قوة أكثر وفاء لقضية تنوير المجتمع العراقي، الذي نفخر بالانتماء اليه، وأمضى فاعلية لتحقيق التقدم، من الحزب الشيوعي، فقررتُ واثقًا أن أُنتخِبَ مرشحيه، وأن أدعو كلَّ حريصٍ يشاركني الاهتمام بالتنوير إلى التصويت لهم. إنّ تصويتنا للشيوعيين هو عرفانٌ بالتضحيات الغوالي التي قدموها لتنمية وعينا بمطامحنا الطبقية والوطنية، وتعبيرٌ عن فهمنا العميق لما ستؤمّنه برامجهم للتغيير الشامل من تلك المطامح، وانعكاسٌ لثقة مجتمعنا بهم، وهو الذي عرفهم تمامًا، وعلى مدى تسعة عقود، بعفّة اليد والقلب واللسان، بتقدُّم الناس في سوح الدفاع عن الحق، بالصلابة في وجه الظَلَمة، بسواعد مهّدت تربة الوطن للمطر والغلال، ولوّنت نهاراته بالبهجة، ومنحت مساءاته نكهةَ الرحيق.

 

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

 

الأبعاد الجيوسياسية

للإتفاق النفطي بين بغداد وأربيل

 

 

نشر موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مقالًا للكاتبة نعوم ريدان حول استئناف تصدير نفط إقليم كردستان من خلال خط أنابيب العراق ـ تركيا وعبر ميناء جيهان، والفوائد التي ستحققها الأطراف المختلفة من هذا الاتفاق، أشارت فيه إلى أنه، وبعد توقف دام أكثر من عامين، استؤنفت تدفقات النفط الخام على ضوء اتفاق طال انتظاره، وأبرم بوساطة أمريكية، بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة أربيل وشركات النفط العالمية العاملة في المنطقة، وهو الاتفاق الذي تزامن مع طلب ترامب من أردوغان وقف استيراد النفط الروسي منخفض السعر.

 

كلٌّ يبكي على ليلاه

وذكرت الكاتبة أن هناك عوامل متعددة وراء هذا النجاح، من بينها: تعقيدات السياسة العراقية الداخلية، وسعي واشنطن لتحسين البيئة التجارية العراقية للشركات الأمريكية، وتوق أردوغان لكسب ودّ الولايات المتحدة، ورغبة واشنطن في استخدام صادرات النفط كورقة ضغط على موسكو، عبر الطلب من تركيا التوقف عن استيراد النفط منها مع توفير بدائل محتملة لذلك النفط ذي الجودة "متوسطة الحموضة"، وإيجاد مخرج قانوني للتسويق الحصري من قِبل منظمة النفط الفيدرالية في البلاد "سومو".

 

أهداف تركيا

وأشارت الكاتبة إلى أن تركيا تُعد مشتريًا رئيسيًا للنفط الروسي، ومن المتوقع أن تظل كذلك، لكن قد يكون تقليص هذه المشتريات ممكنًا، وفرصة لأنقرة لتنويع وارداتها النفطية في ظل تشديد العقوبات الأوروبية على الإمدادات الروسية، خاصة والنفط الخام القادم من شمال العراق يماثل النفط الروسي في جودته. كما يتسق الاتفاق مع استراتيجية تركيا في دعم إعادة المركزية للعراق، وتهيئة الأجواء لتفضيل المال التركي على السلاح والنفوذ الإيراني. واعتبرت الكاتبة اقتراح تركيا بإقامة "طريق التنمية" مثالًا مهمًا على ذلك.

وعمومًا، فإن إعادة تدفّق النفط العراقي إلى الأسواق العالمية ستكون بمثابة بادرة حسن نية كبيرة تجاه واشنطن، خاصة حين اقترنت بإبلاغ أردوغان ترامب مؤخرًا بأن تركيا ستلتزم بشراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، بانتظار حصولها على طائرات إف-35.

وذكر المقال بأنه وبعد أن كانت المصافي التركية تستورد 309,000 برميل يوميًا من الخام الروسي، عبر شركتي توبراش للتكرير وسوكار، خلقت العقوبات الأوروبية على استيراد المشتقات النفطية من روسيا مصاعب كبيرة لها، يبدو حلها ممكناً عبر إنتاج مشتقات من النفط العراقي وتصديرها إلى إيطاليا واليونان وإسرائيل.

 

أهداف الشركات

وجاء في المقال أن الاتفاق سيمهّد الطريق لإجراء مناقشات بين إقليم كردستان وشركات النفط العالمية بشأن المتأخرات المستحقة على أربيل، والتي تزيد عن مليار دولار، حيث ستجري شركة استشارية غربية مستقلة التقييمات اللازمة لحساب التكاليف الحقيقية للإنتاج والنقل في إقليم كردستان، وتحديد المدفوعات لشركات النفط العالمية الثماني التي استثمرت مجتمعةً أكثر من 5 مليارات دولار هناك، اعتبارًا من عام 2023، على أن تقوم بغداد بتسليم هذه التعويضات من النفط المباع من قِبل سومو.

 

تحديات أخرى

وأكدت الكاتبة أن الاتفاقية الجديدة ما تزال تواجه العديد من التحديات قبل استئناف الصادرات بشكل جدي، بما في ذلك القضايا المالية والإدارية العالقة، والحاجة إلى آلية شاملة لتوجيه إنتاج النفط وصادراته، إضافة إلى التحديات الأمنية، إذ سبق وأن أجبرت هجمات بطائرات مسيّرة على حقول نفط في إقليم كردستان بعض المنشآت على تعليق عملياتها.

واستدركت بالقول إن هذه التحديات تستحق المواجهة، نظرًا للفوائد التي يمكن أن يجنيها العراقيون من دعم الاستقرار السياسي والأمني، وضمان استقرار إمدادات البلاد من النفط إلى الأسواق العالمية. كما ستستفيد واشنطن من الاتفاق، نظرًا لأن الشركات الأمريكية هي من سيدير الحقول المعنية، فيما يمنح استئناف تدفق النفط واشنطن رافعة أخرى ضد روسيا، ويوفر فرصًا أكبر لحليفتها ـ تركيا ـ في العراق، مقابل فرص غريمتها إيران.

ولهذا كله، اتفقت الكاتبة مع الآراء التي تدعو إدارة ترامب إلى الحفاظ على دورها الدبلوماسي في مفاوضات خط الأنابيب، ودعم بيئة مستقرة للشركات الأمريكية المستثمرة بالفعل، والتي تهدف إلى توسيع مشاريعها في جميع أنحاء البلاد.

 

 

 

ص4

 

 

محاولة تسقيط سياسي في عشية الانتخابات

 

 

مناضل عبد الله

 

ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي اخيراً مقال بعنوان "الشيوعية العراقية.. جثة إنكليزية بذاكرة سوفيتية" ويبدو أن كاتب المقال لم يكن معنياً بتحليل التجربة الشيوعية بعمق فكري أو نقد موضوعي، بقدر ما أراد أن يقدّم بيانًا تحريضيًا مشبعًا بالأحكام الجاهزة. فهو يفتقر إلى الدقة التاريخية والإنصاف المنهجي، ويتغذى من الخلط بين الفكرة وتجارب الأشخاص.

انه لا يناقش الشيوعية بوصفها مشروعًا فكريًا أو حركة اجتماعية، بل يحاكمها كأنها جرم مكتمل الأركان، مستندًا إلى رواية مشحونة بالانفعال والمبالغة، فيها من التجني أكثر مما فيها من التحليل.

أولاً، حين يقول الكاتب إن الشيوعية في العراق "لم تولد من رحم الواقع الاجتماعي"، فهو يُغفل حقيقة أن كل الحركات اليسارية والعمالية في العالم نشأت أولاً كردّ فعل على الظلم الطبقي والاستبداد السياسي، قبل أن تتبلور في بنى تنظيمية. في العراق تحديدًا، ولدت الفكرة الشيوعية في أحياء البصرة والناصرية والعمارة، من رحم المعاناة، لا من مكاتب موسكو كما يدعي الكاتب.

وثانيًا، من المؤسف أن يتحول المقال إلى تشهير جماعي تحت عناوين مثل "الرفاق الذين خانوا الرفاق"، وهي لغة لا تختلف عن أساليب الأجهزة التي طالما استخدمتها الأنظمة القمعية لتشويه معارضيها. فالنقد السياسي لا يكون بالشتائم، ولا بالاستعارات الميتة من نوع "جثة إنكليزية بذاكرة سوفيتية"، بل بتفكيك المسارات الفكرية والسياسية وقراءة الظروف التاريخية بموضوعية.

أما اتهام الحزب بأنه لم يبنِ مؤسسات أو فكرًا تنظيميًا، فهو إنكار لتاريخ طويل من النضال والنشر الثقافي والتنويري، ترك بصماته في الحركة النقابية، والنسوية، والطلابية، وفي نشر قيم العدالة والمواطنة والمساواة. ولو لم يكن للشيوعيين تنظيم وفكر، لما خاف منهم الطغاة، ولما تعرض الآلاف منهم للسجون والمشانق.

ويصل الكاتب إلى ذروة الانحياز حين يساوي بين الشيوعية والفوضى السياسية، وكأن من فجّر الانقلابات وصنع الدكتاتوريات هم الكادحون والمثقفون التقدميون، لا جنرالات الانقلابات الذين جاءوا على دبابات مدعومة من الغرب، الذي يبدو أن الكاتب يعفيه من المسؤولية بكل طيبة خاطر!

أما الحديث عن "ازدواج الجنسية" أو "الإقامة في بريطانيا" فليس سوى محاولة بائسة للتشويه الشخصي، لا تختلف عن خطاب الكراهية الذي يهاجم المعارضين على أساس مكان إقامتهم، وكأن الوطنية تُقاس بعنوان الإقامة لا بالموقف والمبدأ.

والأدهى من ذلك أن الكاتب يتحدث عن الفساد وكأن الشيوعيين هم من هندسوا منظومة المحاصصة! في حين يعلم الجميع أن القوى التي تهيمن على الدولة منذ 2003 تنتمي إلى أحزاب دينية وقومية، بينما بقي اليسار – على ضعفه – خارج منظومة السلطة الفاسدة، وما ناله من مواقع لا يذكر في اجواء التوازنات السياسية التي فُرضت على الجميع.

إن محاولة محو التاريخ التقدمي للشيوعيين واليساريين في العراق، وتشويه رموزهم الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة الدكتاتورية، ليست إلا استمراراً لمنهج قديم يهدف إلى شيطنة كل فكر مدني يطالب بالعدالة والمساواة.

ختامًا، المقال الذي يدعي فضح الانتهازية هو نفسه نموذج صارخ للانتهازية الفكرية، لأنه يهاجم الشيوعية لا من موقع فكري بديل، بل من موقع الرغبة في تصفية الحسابات مع كل ما هو وطني وتقدّمي.

فالشيوعية في العراق، رغم اخطاء هنا وهناك، لم تكن جثة كما يزعم الكاتب، بل كانت ضميرًا حيًّا قاوم الطغيان في زمنٍ كان الصمت فيه نوعًا من الجريمة، أما الجثث الحقيقية فهي تلك التي تكتب باسم “النقد” لتخدم رواية السلطة.

يندرج هذا المقال تحت عنوان التسقيط السياسي في أجواء الانتخابات البرلمانية.

 

 

الإيدز يتسلل الى أجسام المرضى عبر المستشفيات!

فشل رقابي يهدد النظام الصحي في البصرة

بغداد - طريق الشعب

 

سلطت حادثة وفاة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات في محافظة البصرة، إثر إصابتها بفيروس الإيدز نتيجة تلقي دم ملوث، تساؤلات جدية حول فعالية النظام الصحي المحلي وقدرته على حماية المواطنين من المخاطر البيولوجية الناجمة عن الممارسات الطبية غير المنضبطة.

مختصون أكدوا أن هذه الحادثة المأساوية لا ينبغي النظر إليها كخطأ فردي أو معزول، إنما عدوها مؤشرا حقيقيا على إخفاق مؤسسي واسع يعكس ضعف الرقابة، وعدم الالتزام الصارم بالبروتوكولات العلمية الدولية التي تضمن سلامة المرضى.

 

إصابة أخرى ونمط متكرر!

ما زاد من القلق وخطورة الموضوع، هو تسجيل حالة أخرى، لإصابة صبي يبلغ من العمر 14 عامًا بنفس المرض، ما يعكس نمطاً مقلقاً يشير إلى وجود ثغرات متكررة في إجراءات نقل الدم وفحصه وغيرها داخل المؤسسات الصحية.

حوادث مثل هذه تدلل بوضوح على افتقار الكثير من المؤسسات الصحية الى الرقابة العلمية الدقيقة، وهو ما يعرض المرضى، خصوصاً الأطفال والشباب، لخطر الإصابة دون وعي مسبق.

من الناحية العلمية، فإن الدم مادة حيوية حساسة تتطلب أعلى درجات اليقظة في التعامل معها، بدءاً من التحري الدقيق عن المتبرعين، مروراً بالفحوص المخبرية المتقدمة باستخدام تقنيات PCR والفحوص المناعية، وصولاً إلى التخزين والنقل في ظروف آمنة محكمة المراقبة. أي تقصير في إحدى هذه المراحل يمثل تهديداً مباشراً للمريض، وقد يؤدي إلى مضاعفات مميتة، كما ظهر في هذه الحادثة المأساوية.

ورغم مأساة الحادثة، إلا ان الصمت الرسمي وعدم الإعلان عن اسم المؤسسة المقصرة، والتي يحتمل انها نقلت دما ملوثا إلى مرضى آخرين يجب عليهم فحص دمائهم والتأكد من سلامتها يمثل فشلاً وقصوراً اخر.

 

صمت مستغرب يقود إلى كوارث!

في هذا الصدد، اكد مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في محافظة البصرة، مهدي التميمي، أن “الطفلة توفيت نتيجة مضاعفات الإصابة بفيروس الإيدز. وتشير المعلومات الأولية إلى إصابتها نتيجة تلقيها دماً ملوثاً في إحدى المؤسسات الصحية، وهو ما يستدعي تحقيقاً مكثفاً أمام الرأي العام لكشف معالم الحقيقة، وهناك حالة اصابة اخرى".

وحمّل الجهات الصحية المسؤولية، قائلاً، إن القضية الراهنة “تشكل خطراً بالغاً في هذا الوقت الحرج”، مؤكداً أن “تسجيل إصابات بمرض خطير تكاد تكون نسبة الشفاء منه معدومة، ويمزق عوائل بأكملها، يُعدّ مؤشراً مقلقاً يستدعي استنفاراً صحياً عاجلاً، لا سيما حين تكون الضحايا من الأطفال”.

وأضاف التميمي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن “الأمر الأخطر من الإصابات نفسها هو صمت المؤسسة الصحية، التي أُجريت التحاليل في مختبراتها ونُقل الدم في مستشفياتها وبأجهزتها، من دون أن تصدر أي توضيح للرأي العام سوى الاعتراف بوجود حالة، وكأنها إصابة بنزلة برد أو حالة إنفلونزا عادية”.

وحذّر التميمي من أن “استمرار هذا الصمت والإهمال في التعامل مع القضية سيقود إلى كوارث صحية أكبر ويفاقم حالة فقدان الثقة بالمنظومة الصحية”، داعياً إلى فتح تحقيق عاجل ومحاسبة الجهات المقصّرة ومراجعة إجراءات الرقابة على نقل الدم والفحوصات المختبرية.

 

فشل رقابي وانعدام مسؤولية كارثي

من جهته، أعرب الدكتور زاهر العبودي، استشاري الأمراض المعدية، عن بالغ قلقه واستيائه الشديد من وفاة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات في محافظة البصرة، إثر إصابتها بفيروس الإيدز نتيجة تلقي دم ملوث في إحدى المؤسسات الصحية.

ووصف العبودي في حديثه مع "طريق الشعب" الحادثة بأنها "كارثة صحية غير مقبولة على الإطلاق، تكشف عن إخفاق مؤسسي صارخ في تطبيق البروتوكولات العلمية والمعايير الدولية لفحص الدم"، موضحا أن خطورة هذا النوع من الحوادث تكمن في الطبيعة الخفية للفيروسات، حيث إن العديد من حاملي فيروس الإيدز أو التهاب الكبد قد لا يظهرون أعراضاً واضحة، ما يجعل الفحص الدقيق قبل نقل الدم أمراً بالغ الأهمية.

وقال: “هذه المأساة مؤشراً على خلل كبير في الرقابة على المؤسسات الصحية، وغياب تطبيق صارم للمعايير العلمية المعتمدة دولياً، وتمثل فشلاً مؤسسيًا جسيماً، يهدد حياة المرضى كافة. إذ لع يمكن لأي نظام صحي أن يتهاون في فحص الدم قبل استخدامه".

واكد ان "عدم الالتزام بالبروتوكولات العالمية لفحص الدم يعد جريمة صحية بحق المجتمع".

وتحدث بتفصيل عن بروتوكولات الصحيحة لنقل الدم قائلاً انها "تتطلب  فحص كل وحدة في مختبرات مرخصة ومعتمدة، للتأكد من خلوها من فيروس الإيدز، التهاب الكبد الفيروسي (A وB وC)، وفيروسات أخرى محتملة تنتقل عبو الدم".

وأضاف انه "بعد هذه العملية يجب أن يتم توثيق كل مرحلة من جمع الدم، تخزينه، ونقله، مع الحفاظ على درجات حرارة مناسبة لمنع نمو أي ممرض”.

وأشار العبودي إلى أن سلامة الدم تعتمد على عدة إجراءات أساسية، "في مقدمتها التحري الدقيق عن المتبرعين قبل أخذ الدم، مع استبيانات تفصيلية للكشف عن أي عوامل خطورة، والفحص المخبري المتقدم باستخدام اختبارات حديثة للكشف عن الفيروسات بدقة عالية، بما في ذلك تقنيات PCR والفحوص المناعية المتقدمة، والتخزين والنقل في ظروف مراقبة ومحمية، مع ضمان عدم تعرض الدم للتلوث من أي مصدر خارجي".

وشدد على أهمية "الرقابة المستمرة والإشراف من قبل وزارة الصحة وأجهزة التفتيش المختصة، لضمان التزام كل المختبرات الحكومية والخاصة بالمعايير العلمية الصارمة".

واستشهد العبودي بالحالات الواقعية قائلاً: “لدينا مثال مأساوي آخر لصبي يبلغ من العمر 14 عاماً أصيب بنفس المرض ويخضع للعلاج حالياً. هذه الحالات تكشف عن ثغرات حرجة في النظام الصحي، وتعكس ضعف الرقابة على المختبرات والإجراءات الطبية المتبعة”.

وخلص إلى ان “الدم هو مصدر حياة للمريض. أي تهاون في فحصه أو التعامل معه بمسؤولية يمثل تهديداً مباشراً للحياة"، داعياً الى ان "يكون هناك تحقيق شفاف وعاجل أمام الرأي العام، مع مساءلة المسؤولين في كل مرحلة من مراحل نقل الدم واستخدامه".

تقصير في البروتوكولات الصحية

من جهته، حذّر الدكتور فاضل المندلاوي، من المخاطر الصحية الكبيرة الناتجة عن عدم الالتزام بدقة فحوصات الدم قبل استخدامه في المؤسسات الصحية.

وأكد المندلاوي في حديث لـ "طريق الشعب"، أنّ فحص الدم لا يقتصر على الكشف عن فيروس الإيدز فقط، بل يشمل ضرورة التأكد من خلوه من جميع الفيروسات الأخرى، عبر مختبرات رصينة ومعتمدة لضمان سلامة الدم قبل نقله أو إعطائه للمرضى".

وأوضح المندلاوي، أن عدم الالتزام بهذه البروتوكولات يمثل “كارثة صحية خطيرة”، مشيراً إلى أن تداعياتها "تتجسد بوضوح في وفاة مأسوية لطفل صغير وإصابة آخر بعمر 14 عاماً بفيروس الإيدز، ما يعكس خطورة الفشل في تطبيق إجراءات السلامة بشكل صارمة".

وقال إنّ هذه الحوادث تدلل على “تراجع وتردي الوضع الصحي في البلاد يشهد"، مؤكداً أن أي دم يُعطى للمرضى يجب أن "يخضع لفحوص دقيقة وشاملة قبل الاستخدام، وأن المؤسسات الصحية ملزمة بتطبيق البروتوكولات الدولية المتعارف عليها لضمان سلامة الدم ومشتقاته".

وأشار إلى أن فيروس الإيدز "يهاجم الجهاز المناعي ويظل في الجسم سنوات طويلة دون اكتشافه، ما يعني انه قد يكون هناك مرضى اخرين مصابين وهم لا يعلمون"، مضيفاً أن "العديد من المصابين قد لا يكونون مدركين لحملهم للفيروس، ما يزيد من خطورة التعامل مع الدم دون فحص دقيق".

وأوضح أن العاملين في بعض المهن الصحية، مثل طب الأسنان، يتعاملون يومياً مع أدوات قد تكون ملوثة بالدم، مما يجعل الالتزام بالفحص قبل الاستخدام أمراً ضرورياً لتجنب انتقال العدوى.

وأكد أن وزارة الصحة والمختصين في الرقابة يجب أن يشرفوا على جميع المختبرات الحكومية والخاصة، ويكون لديهم فريق مختص على دراية تامة بالإجراءات الصحيحة للتعامل مع الدم، بما في ذلك إجراء جميع التحاليل اللازمة قبل أي استخدام.

وختم الدكتور المندلاوي حديثه بالتأكيد على أن “أي دم يُستخدم بدون فحص دقيق يمثل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، لذلك يجب أن يكون كل شيء تحت إشراف مباشر من وزارة الصحة وأجهزة التفتيش المختصة لضمان سلامة المرضى والمجتمع”.

 

 

أزمة مياه غير مسبوقة تهدد حياة الملايين في العراق

 

 

 

 

يذكر انه في نهاية شهر أيلول الماضي اتفق ثلاثة وزراء في الحكومة على إجراء مفاوضات مع الجانب التركي لتأمين المياه للبلاد خلال شهر تشرين الاول وتشرين الثاني.

وانعقد في حينها اجتماع تشاوري ثلاثي ضم كلا من: وزير الزراعة عباس المالكي، و وزير الموارد المائية عون ذياب، و وزير البيئة هەلو العسكري جرى خلاله مناقشة عدد من الملفات "المهمة أبرزها" تأمين مياه الشرب والاستخدامات البشرية بالدرجة الاولى، ثم الحفاظ على الوضع البيئي للأنهار وعدم تلوثها،و مناقشة الخطة الزراعية للموسم الشتوي، وفقا لبيان صادر عن وزارة الزراعة.

وكانت وزارة الموارد المائية قد أكدت، في شهر تموز الماضي، أن قلة الاطلاقات من دول المنبع وتأثير التغير المناخي، أدى إلى إنخفاض الخزين المائي بشكل كبير، مشيرة إلى أن العام 2025 هو من أكثر السنوات جفافاً منذ العام 1933.

وتشتد أزمة الجفاف في العراق على نحو غير مسبوق، بسبب قلّة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية نتيجة التغير المناخي، وبسبب تراجع مستويات المياه الواصلة عبر نهري دجلة والفرات، جراء سياسات مائية لإيران وتركيا أبرزها بناء السدود على المنابع وتحويل مساراتها، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية في البلاد.

ويعد العراق من بين أكثر خمس دول تضرراً من التغير المناخي بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية معنية بالموضوع.

وقالت منظمة البنك الدولي، في نهاية العام 2022، إن العراق يواجه تحدياً مناخياً طارئاً ينبغي عليه لمواجهته التوجه نحو نموذج تنمية "أكثر اخضراراً ومراعاةً للبيئة"، لا سيما عبر تنويع اقتصاده وتقليل اعتماده على الكربون.

ووفقا لتقرير صادر عن المنظمة، فإنه وبحلول العام 2040، "سيكون العراق بحاجة إلى 233 مليار دولار كاستثمارات للاستجابة إلى حاجاته التنموية الأكثر إلحاحاً فيما هو بصدد الشروع في مجال نمو أخصر وشامل"، أي ما يساوي نسبة 6% من ناتجه الإجمالي المحلي سنوياً.

وكان مركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان قد افاد مؤخرا، بأن العراق فقد نحو 30% من الأراضي الزراعية المنتجة للمحاصيل بسبب التغيرات المناخية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة.

 

 

ص5

 

إلى جانب انعدام الإنتاجية الاقتصادية

الرواتب تستهلك ثلثي الموازنة

والقطاع الخاص مشلول

 

متابعة – طريق الشعب

 

يتزايد العبء المالي على الموازنة المالية العامة مع تجاوز عدد الموظفين والمتقاعدين أكثر من ثمانية ملايين شخص، في وقت لا يزال فيه القطاع الخاص يعاني الجمود وضعف النشاط الإنتاجي، ما يعمّق اختلال التوازن بين النفقات التشغيلية والإنفاق الاستثماري في البلاد. ففي تصريح صحفي أفاد وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي بأن عدد الموظفين والمتقاعدين في البلاد تجاوز ثمانية ملايين شخص، في رقم غير مسبوق يعكس اتساع حجم الموازنة التشغيلية واعتماد الدولة المتزايد على الإنفاق الحكومي لتغطية الرواتب والمخصصات - وفقاً لاختصاصيين.

ويشير الأسدي إلى أن الحكومة تعمل في المقابل على توسيع مظلة الحماية الاجتماعية وشمول فئات جديدة من العاملين في القطاع الخاص ضمن قانون الضمان الاجتماعي الجديد، بهدف تحقيق العدالة بين مختلف شرائح القوى العاملة وتنظيم سوق العمل، مبينا أن وزارته مستمرة في تنفيذ القانون الجديد الذي شمل الحلاقين وسائقي سيارات الأجرة ضمن الضمان الاجتماعي.

وذكر أن الوزارة تعاقدت مع 15 مستشفى داخل العراق لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للعمال المضمونين، لافتا إلى أن راتب العامل المتقاعد ارتفع من 400 إلى 600 ألف دينار شهرياً، بما ينسجم مع تكاليف المعيشة الحالية.

ورغم أهمية هذه الخطوات في تعزيز العدالة الاجتماعية، إلا أن ارتفاع أعداد الموظفين والمتقاعدين إلى أكثر من ثمانية ملايين شخص يثير تساؤلات اقتصادية حول العبء المتزايد على الموازنة التشغيلية التي تستهلك أكثر من ثلثي الإنفاق العام، ما يترك حيزاً محدوداً للإنفاق الاستثماري ومشاريع التنمية.

 

اختلال هيكلي في الاقتصاد

في السياق، يقول الخبير الاقتصادي عبد السلام حسن زيادة الموازنة التشغيلية تعكس اختلالاً هيكلياً في الاقتصاد العراقي "إذ باتت الدولة المصدر الرئيس للدخل والتوظيف في وقت يعاني فيه القطاع الخاص الركود وضعف الاستثمار".

ويوضح في حديث صحفي أن "الإنفاق السنوي على الرواتب يشكل حالياً ما يقارب 68 في المائة من إجمالي الموازنة العامة. إذ ان الرواتب تكلف خزينة الدولة سنوياً ما يصل إلى 65 تريليون دينار. وهو رقم مرتفع جداً قياساً بحجم الإيرادات غير النفطية، ما يجعل الموازنة العامة رهينة لتقلبات أسعار النفط".

ويضيف عبد السلام أن المشكلة ليست في زيادة الرواتب أو التعيينات بحد ذاتها، بل في غياب الإنتاجية المقابلة "إذ لا تزال مؤسسات الدولة تستهلك النفقات دون أن تُنتج قيمة اقتصادية موازية، في حين أن القطاع الخاص لم يحصل بعد على البيئة القانونية والتمويلية الكفيلة بتمكينه من خلق فرص عمل حقيقية"، مشيرا إلى أن "الفئات المشمولة بقانون الضمان الاجتماعي، كالحلاقين وسائقي سيارات الأجرة، تعاني انخفاض مستوى الدخل والأجر اليومي، بسبب عدم وجود قوانين تحمي وتنظم عمل هذه الفئات وغيرها من فئات القطاع الخاص".

ويرى أن "الحل يكمن في تحفيز القطاع الخاص عبر تسهيلات ضريبية وتمويلية وإعادة هيكلة قوانين الاستثمار والضمان، بحيث تتحول الدولة من مشغّل مباشر إلى منسّقٍ ومحفّزٍ للنشاط الاقتصادي"، محذراً من أن استمرار هذا النهج سيبقي العراق في دائرة الإنفاق الريعي ويؤجل أي إصلاح اقتصادي فعلي.

 

تحديات تواجه الحلاقين والسائقين!

من جانبه، يقول الباحث الاقتصادي علي العامري أن شمول فئات المهن الحرة مثل الحلاقين وسائقي سيارات الأجرة بالضمان الاجتماعي يمثل خطوة إيجابية على طريق تنظيم سوق العمل وتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن تحديات واقعية كبيرة ستواجه هذه الفئات في التطبيق العملي، في ظل وجود العمل المزدوج. حيث يعمل الكثيرون من الموظفين في مهن حرة بعد انتهاء دواماتهم، ما يزاحم الفئات التي تعتاش على تلك المهن.

ويوضح في حديث صحفي أن العمال في القطاعات غير المنظمة غالباً ما يفتقرون إلى الاستقرار في الدخل، ما يجعلهم عاجزين عن تسديد الاشتراكات الشهرية بانتظام، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وضعف القدرة الشرائية، لافتاً إلى أن نجاح هذه التجربة يتوقف على مرونة النظام التأميني وقدرته على التكيّف مع طبيعة العمل اليومي لهذه الفئات.

ويرى العامري أن تطوير نظام الضمان الاجتماعي يتطلب ألا يقتصر على الشمول القانوني فقط، بل أن يكون نظاماً محفزاً ومتكاملاً، يتضمن مساهمات حكومية جزئية أو دعماً مرحلياً للعاملين ذوي الدخل المحدود، إلى جانب تسهيلات مصرفية وتشريعات تضمن تسجيل العمال في صناديق التأمين بشكل واقعي ومستدام، منوّها إلى أن إدخال فئات جديدة إلى مظلة الضمان الاجتماعي خطوة مهمة نحو تحقيق التوازن بين القطاعين العام والخاص، لكنها لا يمكن أن تُحدث أثراً اقتصادياً حقيقياً ما لم ترافقها إصلاحات مالية وهيكلية تقلص الفجوة الكبيرة في مستوى الدخل بين موظفي الدولة والعاملين في القطاع الخاص.

ويلفت العامري إلى أن القطاع العام يستحوذ على معظم الكتلة النقدية المخصصة للرواتب في الموازنة، بينما يظل القطاع الخاص محدوداً في قدرته على توليد فرص عمل ذات مردود عادل، ما يخلق حالة من الازدواج الاقتصادي تهدد الاستقرار على المدى الطويل.

ويشدد على أن "الدولة مطالبة بإعادة رسم سياستها في نظام الأجور والضمان الاجتماعي، بحيث تعكس العدالة والكفاءة من خلال تحفيز القطاع الخاص على التسجيل الرسمي وتقديم مزايا تأمينية جاذبة، وبذلك يمكن للعراق أن يتحرك نحو اقتصاد متوازن يحقق العدالة الاجتماعية ويقلل الاعتماد على التوظيف الحكومي مصدراً رئيساً للدخل".

 

 

"حي الجوادين"..

منطقة بَصرية منكوبة خدميا

 

متابعة – طريق الشعب

 

منذ أكثر من 5 سنوات وأهالي "حي الجوادين" في قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة يناشدون الحكومة المحلية تنفيذ مشروع خدمي متكامل في منطقتهم، دون جدوى.

وبعد تكرار المناشدات واشتدادها، أرسلت المحافظة قبل فترة كتابا إلى مجلس المحافظة يطلب الموافقة على تنفيذ المشروع، إلا ان الأهالي لا يزالون ينتظرون الإمضاء على الكتاب، وهم في الواقع قلقون من تكرار مآسي مواسم الأمطار السابقة هذا الموسم المرتقب.

 إذ يؤكد عدد منهم في حديث صحفي، أن منطقتهم تتحوّل إلى برك آسنة تختلط فيها مياه المطر بالصرف الصحي، ما يشل حركتهم تماما، مبينين أن المنطقة برمتها تحتاج إلى مشروع خدمي متكامل يشمل تأسيس شبكتين للمجاري والماء، وشبكة كهرباء نظامية، فضلا عن تبليط الشوارع وبناء الأرصفة.

ويشير الأهالي إلى انهم منسيون ولم يُحظوا بأي مشروع خدمي، على العكس من مناطق أخرى قريبة، لافتين إلى ان واقعهم البيئي مترد جدا، وأن المنطقة، بفعل ما تُعانيه من تلوّث بيئي حاد، باتت ملاذا للزواحف والقوارض والحشرات الضارة، فضلا عن الكلاب السائبة. ويضيفون القول ان الزواحف والقوارض تدخل منازلهم باستمرار، إلا جانب مياه الصرف الصحي التي تتسرب هي الأخرى إلى المنازل، لا سيما في موسم الأمطار.

بينما تخنق الأتربة أجواء المنطقة صيفا.  ويُطالب الأهالي مجلس المحافظة بالإسراع في الموافقة على تنفيذ المشروع، وإنقاذهم من واقعهم الخدمي المزري.   

 

 

نبتة سامة تغزو الحبانية

 

متابعة – طريق الشعب

 

شهدت مناطق واسعة من قضاء الحبانية شرقي الأنبار، انتشاراً ملحوظاً لنبتة "الداتورا" السامة، ما أثار موجة قلق بين السكان بعد تسجيل ملاحظات وشكاوى حول ظهورها في بساتين ومناطق زراعية وعلى أطراف طرق عامة. ويأتي هذا الانتشار الجديد بعد فترة من انتشار النبات في بعض المناطق الزراعية وأطراف الأحياء السكنية في الرمادي والبغدادي وحديثة. وفي حديث صحفي، قال مدير بيئة الأنبار قيس ناجح، أن "المديرية تلقت بلاغات من مواطنين في الحبانية بشأن انتشار الداتورا، وبعد زيارات ميدانية أجرتها فرق البيئة، تم التأكد من وجودها فعلاً في عدد من المواقع". وأضاف أن "بيئة الأنبار تعاملت مع قائم مقامية الحبانية لتنفيذ حملة شاملة لجمع النبات وحرقه ميدانياً. كما رافقت القوات الأمنية فرق البيئة لضمان التخلص منها وعدم استخدامها أو تداولها بصورة غير قانونية، كونها من النباتات السامة التي تؤثر سلباً على الصحة العامة". وأشار ناجح إلى أن "عمليات الإزالة مستمرة بالتعاون مع الدوائر البلدية والزراعية، وأن فرق البيئة تتابع بشكل يومي المناطق التي تم رصد فيها نمو النبتة لمنع انتشارها مجددا". في السياق، أوضح الاختصاصي في المجال البيئي محمد الكبيسي، أن "الداتورا" تُعد من أخطر النباتات السامة التي تنمو تلقائياً في التربة الزراعية، خصوصاً في المناطق الرطبة وشبه المهملة.وبيّن أن "النبتة تحتوي على مواد قلوية تؤدي إلى التسمم العصبي والهلاوس وربما الوفاة في حال استخدامها أو تناولها"، مشيراً إلى أن "أخطر ما في الأمر هو جهل بعض الأشخاص خصائصها. حيث يظنون انها نبتة للزينة أو عشب طبي". وأشار الكبيسي إلى ان "التعامل الصحيح مع هذه النبتة يتمثل في اقتلاعها من جذورها وحرقها في أماكن مخصصة، لأن رميها في مكبات النفايات قد يؤدي إلى انتشار بذورها مجددا". و "الداتورا" من النباتات سريعة التكاثر عبر بذورها التي تنتقل في الهواء أو تحمل على الماء. وتُستخدم هذه النبتة في بعض البلدان كمصدر لمواد مخدرة تستخلص منها بشكل غير قانوني.

 

 

اگول

 

مشاهد غريبة

في مطار بغداد!

 

 

حسين علوان

 

من يسافر من مطار بغداد سيصطدم بمشاهد غريبة وعجيبة لا تنم عن أي تنظيم وسيطرة وآلية لإظهار المطار بالشكل الحضاري.

المطار يفتقد الكثير من الأمور، بل هو فاقد سمات ومعايير التنظيم العالمي للطيران المدني، في كل الجوانب .

وانت تصل إلى المطار ستشاهد أشخاصا ببدلات رسمية، يتوجهون إليك ويطلبون منك ان تتفق معهم على إيصالك إلى "البوردنك" من دون اي تعب، لكن مقابل مبلغ من المال تدفعه لهم! والأدهى من ذلك يرغّبونك بأنهم سيحجزون لك في مقاعد رجال الأعمال (VIP)، وهذا يعني ان هناك تنسيقا بينهم وبين كادر العمل داخل المطار، وهو شكل فاضح من أشكال الفساد!

وانت تتخطى حدود التفتيش وتدخل الى صالة المغادرة، ستجد أن بعض المرافق الصحية مقفل تحت ذريعة اجراء الإدامة، ناهيك عن التأخر في انطلاق الرحلات لأوقات طويلة. ومما يلفت أنظارك وانت عائد إلى المطار، هم سواق الأجرة لتاكسي المطار. حيث تجدهم في صالة استلام الحقائب يتعاملون مع المسافرين حسب امزجتهم. كيف يُسمح لهؤلاء السواق أن يتسابقوا على المسافرين من أجل ايصالهم إلى بيوتهم من داخل المطار، وكأنك في كراج العلاوي او كراج النهضة؟!

هذه ظواهر غير حضارية في مطار يعد الوحيد في بغداد ويسافر منه جميع المسؤولين بمن فيهم رئيس الوزراء والوزراء والنواب وكل الدرجات العليا في البلاد.. انه في وضع مأساوي من ناحية النظافة والخدمات المطلوبة التي يجب توافرها فيه .

امر مخزٍ لو قارنت مطار بغداد بأي مطار آخر في الدول التي تسافر إليها. حيث ستجد ان مطار بغداد لا يصلح ان يكون مطارا للرحلات الداخلية في تلك البلدان.

يتوجب على سلطة الطيران المدني ووزارة النقل التفكير جدياً في إنشاء مطار يليق ببغداد وتاريخها الحضاري العريق، وفق المعايير الدولية، بدلاً من إجراء الإدامة الدورية على المطار الحالي، والتي يبدو ان الغاية منها الحصول على "الكومشنات" دون أي اعتبار لمصلحة الوطن وما يعانيه من هدر أمواله بيد أناس هيمنوا على مشهده السياسي!

 

 

مواساة

 

• تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحاويل ومعها اللجنة المحلية في بابل، عائلة آل العابد، بوفاة الرفيق المناضل كريم عبيد حسون العابد. وهو شقيق الرفيق الراحل حسين العابد والرفاق محمود وعلي وصادق العابد، وعم الرفيق اسعد العابد واحمد العابد. وهم من عائلة شيوعية مناضلة.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه وذويه الصبر والسلوان.

 

 

 

ص6

 

الصين: سنرد بحزم إذا قررت أمريكا المضي في رفع الرسوم الكمركية

 

بكين – وكالات

 

قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الاثنين إنه إذا عقدت الولايات المتحدة العزم على المضي قدما في طريقها الخاص بشأن التجارة، فإن الصين ستتخذ بحزم إجراءات مقابلة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة.

وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان خلال مؤتمر صحفي عندما سُئل عن خطة ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100 بالمئة على السلع الصينية في الأول من نوفمبر تشرين الثاني إن الصين تحث الولايات المتحدة على تصحيح "ممارساتها الخاطئة" على الفور.

وأضاف لين أن الجانب الصيني يحث الولايات المتحدة على العمل على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة.

 

{تحولت إلى مدينة موت}

تصاعد الاحتجاجات في تونس

 

تونس – وكالات

 

فرقت الشرطة التونسية محتجين في مدينة قابس بجنوب البلاد عبر إطلاق قنابل الغاز، حسبما ذكر شهود عيان.

يأتي ذلك إثر اقتحام سكان لمقر المجمع الكيميائي التونسي المملوك للدولة مطالبين بتفكيكه، وذلك بسبب التلوث البيئي الشديد وتزايد الأمراض التنفسية وحالات الاختناق.

وتسلط الاحتجاجات المتصاعدة في المدينة الضوء على الضغوط المتنامية على حكومة الرئيس قيس سعيد، المُثقلة في الأصل بأزمة اقتصادية ومالية خانقة، ويضعها في وضع صعب للموازنة بين مطالب الصحة العامة، وحماية الفوسفات، أحد أهم صادرات تونس والمصدر الحيوي للعملة الأجنبية.

وفي وقت سابق اقتحم متظاهرون دخلوا مقر المجمع الكيميائي وهم يرددون شعارات تُطالب بإغلاقه وتفكيكه. وبعد ذلك منعت الشرطة بقية المحتجين من الدخول.

وبعد أن كانت الاحتجاجات أمام مقر المجمع الكيميائي، تحولت إلى أعمال عنف بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأجبرت المحتجين على الابتعاد عن الموقع ولاحقتهم في شوارع المدينة.

وقال شهود إن محتجين أضرموا النار في مقر فرعي لإدارة المجمع في المدينة، وإن فرق الحماية المدنية تحاول إخماد الحريق. كما أغلق المحتجون بعض طرق المدينة.

وفي مسعى لتهدئة الغضب المتزايد وإخماد الاحتجاجات، اجتمع سعيد في وقت متأخر مع وزيري البيئة والطاقة، ودعاهما إلى إرسال وفود إلى قابس لإجراء الإصلاحات اللازمة في وحدة الحامض الفسفوري بالمجمع.

 

عشرات القتلى في تصعيد غير مسبوق على حدود باكستان وأفغانستان

 

اسلام آباد – وكالات

 

شهدت الحدود بين باكستان وأفغانستان واحدة من أعنف المواجهات منذ عودة حركة طالبان للسلطة في كابول، حيث أعلنت الدولتان مقتل عشرات المقاتلين في اشتباكات ليلية، وسط تبادل الاتهامات والغارات الجوية وإغلاق المعابر الحدودية.

في واحدة من أعنف المواجهات الحدودية بينهما منذ سنوات، تبادلت باكستان وحركة طالبان الأفغانية الاتهامات بشأن اشتباكات دموية وقعت ليل السبت، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وقد دفع التصعيد العسكري إسلام أباد إلى إغلاق معابر حدودية رئيسية.

وأعلن الجيش الباكستاني مقتل 23 جنديًا في الاشتباكات، بينما قالت طالبان إن 9 من مقاتليها لقوا مصرعهم. ورغم هذه الأرقام الرسمية، أكد كل طرف أنه ألحق خسائر أكبر بكثير بالآخر، حيث قالت باكستان إنها قتلت أكثر من 200 من مقاتلي طالبان وحلفائهم، بينما أعلنت طالبان مقتل 58 جنديًا باكستانيًا. ولم تُقدم أي جهة أدلة مستقلة على هذه الأرقام، ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق منها.

وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون وطالبان إن إسلام أباد شنت غارات جوية يوم الخميس على مواقع في كابول وسوق شرقي أفغانستان، ما دفع طالبان إلى تنفيذ هجمات انتقامية. ولم تعترف باكستان رسميًا بهذه الغارات، لكنها أشارت إلى أنها ردت على إطلاق نار من القوات الأفغانية باستخدام الأسلحة والمدفعية.

 

 

أسرى فلسطينيون يصلون إلى رام الله وغزة والاحتلال يعتدي على تجمع للأهالي

زعماء 20 دولة يشاركون في قمة شرم الشيخ الاستثنائية بشأن غزة

رام الله – وكالات

 

عقد زعماء 20 دولة قمة استثنائية في مدينة شرم الشيخ المصرية، أمس الاثنين، لبحث مستقبل وقف إطلاق النار في غزة وترتيبات إنهاء حرب الإبادة التي عاشها القطاع المحاصر على مدار عامين ومارست فيها إسرائيل أشكالاً شتى من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

 

أسابيع من الجهود

وتأتي القمة بحضور الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بعد أيام من إعلان التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة تمهيداً لوقف الحرب بشكل تام بضمانة من أربع دول، هي: الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وفق ما أكدت مصادر لـ "العربي الجديد".

وتأتي القمة كذلك في لحظة مفصلية، بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تُسهم فيها القاهرة وواشنطن، وعدد من العواصم الإقليمية، بهدف تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتهيئة الأرضية لمرحلة سياسية جديدة تمهّد لإعادة الإعمار وبناء الثقة بين الأطراف.

وقال ترامب، ليلة الأحد-الاثنين، إنّ "الحرب في غزة انتهت"، وذلك قبيل توجهه إلى إسرائيل ومصر لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع والإفراج عن المحتجزين. وشدد ترامب أمام الصحافيين في رد على سؤال عما إذا كان واثقاً من انتهاء الحرب، على أن "الحرب انتهت. حسناً؟ هل فهمتم ذلك"، وأشار إلى أن "غزة تبدو مثل موقع هدم"، مؤكداً أن "الأمور ستصبح جيدة هناك"، وأنه "سيجري تشكيل مجلس سلام على نحو سريع من أجل غزة (..) والجميع يريدون أن يكونوا طرفاً فيه".

 

اهتمام بالغ

ويتابع المجتمع الدولي القمة باهتمام بالغ، نظراً لكونها أول اختبار فعلي للتفاهمات الجديدة بين واشنطن والعواصم العربية منذ اندلاع الحرب في غزة.

ومع توقيع اتفاق شرم الشيخ، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التحركات الدبلوماسية متعددة الأطراف. وتشمل قائمة المشاركين في القمة، إلى جانب ترامب، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف.

ومن بين ضيوف القمة أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. كما تشمل قائمة الحاضرين الذين تأكدت مشاركتهم كلا من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ورئيس وزراء كندا مارك كارني.

ومن بين المشاركين أيضاً رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ونائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد، ووزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. ويحضر قمة شرم الشيخ أيضاً رئيسا أذربيجان وقبرص، ورؤساء وزراء كل من اليونان وأرمينيا والمجر والنرويج، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، وسفير اليابان بالقاهرة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي.

 

حماس لن تشارك

من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس أن "حماس لن تكون مشاركة" في عملية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ بمصر، بل سيقتصر الأمر على "الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين". وأفادت مصادر مطلعة بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى، مساء أمس الأحد، موافقة رسمية من مصر للمشاركة في القمة. وأوضحت المصادر أن هذا القرار جاء بعد ممارسة ضغوط فلسطينية مكثفة على جميع الأطراف العربية المعنية، بهدف ضمان حضور القيادة الفلسطينية في القمة والمساهمة في مناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بالأوضاع في غزة.

كما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فجر اليوم الاثنين، أنه هو والرئيس مسعود بزشكيان لن يحضرا قمة شرم الشيخ لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقال في تدوينة على منصة إكس: "لا يمكننا الدخول في أيّ تعامل مع من هاجموا الشعب الإيراني ويواصلون تهديدنا وفرض العقوبات علينا". وأضاف، في منشوره، أن إيران تعرب عن امتنانها لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور مؤتمر شرم الشيخ، و "مع وجود رغبة حقيقية في تعزيز التعاملات الدبلوماسية، إلا أنّه لا الرئيس مسعود بزشكيان ولا أنا نستطيع أن نتعامل مع أطراف هاجمت الشعب الإيراني وما زالت تهددنا وتحاصرنا بالعقوبات".

 

اتفاق التبادل

وصل أسرى فلسطينيون، أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضمن اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين، إلى رام الله وسط الضفة الغربية، وإلى قطاع غزة. ووصل 96 أسيراً محرراً من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من سجن عوفر غرب مدينة رام الله، إلى قصر رام الله الثقافي في بيتونيا، في حين تحرّك آخرون من سجن النقب باتجاه قطاع غزة، وذلك بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأفرجت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صباحاً، عن المحتجزين الـ 20 الأحياء في غزة على دفعتَين، في وقت يفرج الاحتلال عن 1968 أسيراً، بينهم 1718 أسيراً من غزة، و250 من المحكوم عليهم بالمؤبد وأصحاب الأحكام العالية، وفق مكتب إعلام الأسرى، بينما سيجري إبعاد 143 أسيراً فلسطينياً من قائمة المحكوم عليهم بالمؤبد الذين سيُفرج عنهم إلى خارج الضفة الغربية، بما فيها القدس.

 

أوضاع صحية صعبة

وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأنّ حافلتَين ومركبة إسعاف تابعة للصليب الأحمر الدولي، أقلت الأسرى المحرّرين من سجن "عوفر" إلى قصر رام الله الثقافي، حيث كان مئات من ذويهم في انتظارهم. وأبلغ الصليب الأحمر وزارة الصحة الفلسطينية بأنّ عدداً كبيراً من الأسرى المفرج عنهم من كبار السن ويعانون أوضاعاً صحية صعبة، إضافة إلى إصابة عدد منهم بأمراض جلدية بفعل الإهمال الطبي المتعمد بحقهم.

وقبل انطلاق حافلات الأسرى، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على تجمع لأهالي الأسرى في محيط السجن، وأطلقت الرصاص الحي، ما أدى لإصابة أحد الشبان بجروح بالفخذ. وقبل ذلك استدعت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، عائلات عدد من المقدسيين بينهم. وأفادت مصادر محلية بأنّ مخابرات الاحتلال استدعت عائلات الأسرى المقدسيين إلى مركز شرطة "غرف 4" في الجهة الغربية من القدس، وأبلغتهم بقرارات تحظر إقامة أي مظاهر احتفال خارج المنازل، بما في ذلك رفع الأعلام أو الرايات، كما أوضحت أن مركبات المخابرات ستتولى مرافقة الأسرى وإيصالهم مباشرة إلى منازلهم بعد الإفراج عنهم.

وحذّر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، من الاحتفال بإطلاق سراح الأسرى، في وقت تحتفل فيه إسرائيل باستعادة محتجزيها. وأكد بيان الجيش "في رسالة واضحة"، إلى سكان الضفة، "لن نتسامح مع أي احتفالات تحريضية أو مظاهر مسلّحة وسنتعامل بحزم مع أي محاولة لإثارة الشغب والعنف والتحريض. خلال الأسابيع الماضية، ألقت قواتنا القبض على عدد من المحرّضين الذين عبّروا عن تأييدهم للإرهاب"، كما وجّه جيش الاحتلال رسالة تهديد للأسرى المحررين، قائلاً "ستظلون تحت المراقبة الدائمة، ومن يختار العودة إلى درب الإرهاب سيُواجه المصير ذاته الذي واجهه من كانوا قبله".

 

 

روسيا تعلن تزويد إيران بالمعدات التي تحتاجها

موسكو – وكالات

 

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التعاون العسكري التقني بين روسيا وإيران يتم وفقا للقانون الدولي وروسيا تزود إيران بالمعدات التي تحتاجها.

وقال لافروف في تصريحات لممثلي وسائل إعلام عربية: "فيما يتعلق بتعاوننا العسكري التقني مع إيران، وبعد رفع عقوبات مجلس الأمن عنها لا توجد لدينا أي قيود، ونلتزم تماما بالقانون الدولي ونزود الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمعدات التي تحتاجها".

يذكر أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني محمود بزشكيان في موسكو في 17 يناير 2025 دخلت حيز التنفيذ في 2 أكتوبر الجاري.

وتنص الاتفاقية على تعزيز التعاون على الساحة الدولية في ظل ظروف النظام العالمي متعدد الأقطاب الجديد، والتنسيق الوثيق داخل المنظمات متعددة الأطراف الرائدة، والجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة.

والمعاهدة المذكورة "تعكس الاختيار الاستراتيجي للقيادة السياسية العليا في روسيا وإيران لتعزيز علاقات الصداقة وحسن الجوار بشكل شامل، بما يتوافق مع المصالح الجذرية لشعبي البلدين" حسب الخارجية الروسية.

 

بيرو.. إقالة رئيسة الانقلاب والرئيس الجديد يحاول احتواء الحركة الاحتجاجية

رشيد غويلب

 

عزل البرلمان في بيرو، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الفائت (بالتوقيت المحلي)، بأغلبية ساحقة بلغت 122 عضوًا من أصل 130، الرئيسة الحالية دينا بولوارتي من منصبها بتهمة "التقصير الأخلاقي"، و"الفشل في مكافحة انعدام الأمن العام ومعالجة الأزمة الاجتماعية".

 

رئيس جديد

وفي يوم الجمعة أيضا، أدى خوسيه جيري أوري، رئيس البرلمان السابق وعضو حزب "سوموس بيرو" اليميني المحافظ، اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد. وهو سابع رئيس جمهورية خلال تسع سنوات، وقد عكس الحدث، وفقًا لوسائل الإعلام، الأزمة السياسية التي تشهدها بيرو. كان خوسيه جيري سابقًا حليفًا للرئيسة المعزولة لبولوارتي. وذكرت الصحافة أن "فترة ولايته اتسمت بتقارب سياسي مع القوى المهيمنة في البرلمان". وخلال إجراءات عزل الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو وسجنه لاحقًا في نهاية عام 2022، صوّت لصالح العزل. وفي وقت لاحق، "أظهر دعمًا قويًا للحكومة الحالية، وعين أحد أعضاء الكونغرس الذين أيدوا إغلاق التحقيقات الضريبية ضد الرئيسة دينا بولوارتي. وفي أول خطاب له كرئيس للبلاد، أعلن جيري "الحرب على الجريمة" وخاطب الشبيبة المحتجة بالقولً: إنهم "سيشهدون تغييرات في البلاد".

 

تراكم الفعل الاحتجاجي

ترافق عزل الرئيسة مع استمرار الاحتجاجات. ففي الأشهر الأخيرة، تكررت احتجاجات عمادها الشبيبة، ضد انعدام فرص العمل في البلاد، كما أضرب عمال النقل.  بالإضافة إلى تصاعد السخط، نتيجة لانتشار العنف. ووفقًا للمعطيات الرسمية، قُتل، حتى آب الفائت، أكثر من 6 آلاف، من بينهم 180 سائق حافلة وشاحنة. كانوا يعملون في شركات تبتزها منظمات المافيا بشكل منهجي للحصول على أموال مقابل "الحماية".  بالإضافة إلى قيام جماعات مسلحة بهجمات متكررة، كان آخرها الأربعاء الفائت على ملهى ليلي في العاصمة ليما، وقتل أحد رواده.

وترى مواقع يسارية، بان هناك تغطية على الخلفية الحقيقية للوضع في بيرو باستمرار، حيث تركز قناة (سي سي أن) الأمريكية ووسائل اعلام أخرى على ما يسمى بـ "جيل زد"، الذي بدأ تداوله عام 2025، لتجنب الحديث عن حقيقة أن الاحتجاجات قائمة بالفعل منذ كانون الأول 2022. وبهذه الطريقة، يتم تجنب الأسئلة المزعجة حول السخط الاجتماعي، وأسباب عمليات القتل، والحكومة غير الشرعية.

لقد ركزت رئيسة الانقلاب بولوارتي، حتى اللحظة الأخيرة، على نقد "المهاجرين غير الشرعيين"، الذين يُزعم أنهم يُزعزعون استقرار البلاد. ولم يُشار إلى إرثها السياسي الكارثي، بما في ذلك قانون إنشاء مناطق اقتصادية خاصة للشركات، والذي جفف إيرادات الدولة وقيّد السيادة. ونظرًا للوضع الاقتصادي الكارثي، وغياب دولة الرفاه، وتفاقم انعدام الأمن، انخفضت شعبيتها في استطلاعات، الرأي، وفقًا لمعهد إبسوس، في حزيران الفائت إلى 2 في المائة فقط.

 

خلفية الازمة

تولّت بولوارتي السلطة في كانون الأول 2022 بعد عزل الرئيس اليساري المنتخب ديمقراطيا بيدرو كاستيلو من قِبَل البرلمان. لقد افتقرت رئيسة الانقلاب إلى الشرعية الديمقراطية، وقمعت، بين كانون الأول 2022 وشباط 2023، احتجاجات المعارضة بوحشية. وفقا لمنظمة العفو الدولية سقط 50 ضحية على الأقل، نتيجة لعنف الشرطة والجيش. وفي آب الفائت، أصدرت بولوارتي عفواً عن المسؤولين عن قمع المحتجين.

لقد عزل البرلمان سلفها اليساري، بيدرو كاستيلو، أول رئيس جمهورية من السكان الأصليين (الهنود الحمر)، بداعي "عدم الكفاءة ".  بعد سعى كاستيلو إلى إصلاح هذا البند المبهم من الدستور، القابل للتأويل التعسفي، من خلال عقد جمعية تأسيسية. إلا أن ثغرة قانونية سمحت لمعارضيه اليمينيين باتهامه بـ "محاولة انقلاب". وما يزال كاستيلو مسجونًا نتيجة لذلك، لكنه يُصرّ على التمسك بشرعية رئاسته للبلاد. كتب الخميس الفائت في موقع "اكس" أنه يأمل في إلغاء قرار العزل: تم "عزلي من منصبي بشكل غير دستوري، ويجب استعادة ولايتي". لكن هذا الاحتمال ضعيف جدا.

واكد كاستيلو بأن قرار غالبية المجموعات السياسية بدعم عزل بولوارتي يُظهر "نفاقهم" بعد أن أوصلوها إلى السلطة. وأضاف: "إنهم يعلمون بأنهم سيواجهون النهاية والعدالة في نهاية المطاف، لذا فهم يريدون محو آثار الديكتاتورية". وخاطب جميع سكان البلاد مؤكدًا لهم أنه "سيواصل النضال". واختتم بيانه قائلًا: "لطالما كانت التعبئة الشعبية مصدر النصر لاستعادة حكومة الشعب الموكولة إليّ"

  بالمقابل ستُجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في نيسان 2026.

 

 

 

ص7

 

معرفة زراعية

 

الزراعة والذكاء الاصطناعي

 

 

د. علي السالم

 

 

يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) منذ سنوات دورًا متنامي الأهمية في تطوير الإنتاج الزراعي على مستوى العالم، إذ يساهم في تحسين الإنتاجية، وتقليل التكاليف، وتحقيق استدامة الموارد. ومن أبرز الأمثلة على هذه المساهمات: تحديد كميات الماء والأسمدة بدقة، التعرف المبكر على الأمراض والآفات، التنبؤ بإنتاجية المحاصيل وفقًا لتغيرات الطقس، تحليل الطلب في الأسواق، وتحسين استراتيجيات التسويق من خلال تحليل الأسعار واتجاهاتها.

ومن أحدث النتائج العلمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتي يمكن تطبيقها في العراق، نذكر ما يلي:

• يمكن من خلال برامج متقدمة تدمج بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاستشعار عن بُعد وضع خطط زراعية متكاملة، وتحديد مناطق الزراعة بدقة، وتقييم استهلاك المياه، وتحسين القدرة على التكيف مع التغير المناخي. كما تتيح هذه التقنيات تخطيطًا أفضل، واستباق حالات الجفاف أو الإجهاد المائي، وتوجيه الموارد الزراعية بشكل أمثل للحد من الهدر.

• بفضل تقنيات النانو، أصبح بالإمكان تغطية التربة عند منطقة الجذور بطبقة من الرمال المطلية بمواد شمعية، مما يقلل من تبخر الماء من سطح التربة. وقد أظهرت الدراسات أن هذه التقنية أدت إلى زيادة في الإنتاج بنسبة تتراوح بين 17و 73 في المائة مقارنة بالحقول المروية بمياه معتدلة الملوحة، وقرابة 130 في المائة مقارنة بالأشجار المروية بالمياه المالحة.

• يوفر استخدام عربات أرضية مزوّدة بتقنيات استشعار ورؤية حاسوبية، تسير تلقائيًا أو بتحكم آلي، فرصًا كبيرة لرصد حالة النباتات والتربة، وتشخيص الأمراض والعوائق، مما يتيح اتخاذ قرارات دقيقة وفي الوقت المناسب، مع تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة.

• من التطبيقات الحديثة في بساتين النخيل بدولة الإمارات استخدام الطائرات بدون طيار مزودة بكاميرات RGB لتصنيف الأشجار إلى: سليمة، معتدلة، أو مُجهدة. ويتيح هذا التصنيف اتخاذ قرارات أفضل بشأن إعادة الغرس والتخلص من الأشجار غير المنتجة أو التي تجاوزت عمرها الافتراضي. كما تساعد هذه التقنية في قياس الإضاءة، الظلال، كثافة الغطاء النباتي، مما يُمكّن من تحسين الكثافة الحقلية وزيادة الإنتاج.

إن إدخال هذه التطورات في القطاع الزراعي العراقي يتطلب توفر بيانات فضائية دقيقة، بنى تحتية حاسوبية متطورة، استقرارًا سياسيًا، وبرامج حكومية داعمة تشمل: تخصيص الموارد، استيراد التقنيات الحديثة، إعداد الكوادر التقنية، تطوير خدمات الإرشاد الزراعي، ومكافحة الأمية الأبجدية والثقافية لدى الفلاحين. وكل ذلك لا يتحقق إلا ضمن نهضة شاملة للريف. هل هذه أضغاث أحلام؟ دعونا نحلم، فكل الدول التي تقدمت... بدأت بالحلم!

 

 

فشل المفاوضات العراقية التركية حول المياه

 وتأثيراتها الخطيرة على الأمن الغذائي

عبد الكريم عبد الله بلال

 

صباح امس أرسل لي أحد أساتذتنا الكرام، من الذين عملوا في القطاع الزراعي، تقريرًا صحفيًا حول فشل المفاوضات العراقية التركية التي جرت يومي الخميس والجمعة الماضيين بشأن المياه، حيث تمسكت تركيا بمواقفها السابقة بعدم منح العراق حصته المائية من نهري دجلة والفرات، على الرغم من وعودها السابقة بزيادة الاطلاقات المائية.

وبغض النظر عن الأسباب، والتي من أهمها محاولة الحكومة التركية ابتزاز العراق للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية، والضغط الدبلوماسي لتحقيق أهداف وطموحات الحكومة التركية في المنطقة عمومًا، إلا أن هذا الموقف السلبي له تأثيرات خطيرة على الوضع الزراعي والبيئي والصحي في العراق.

ففي الوقت الذي بدأ فيه الموسم الزراعي الشتوي، ومع الخزين الحالي من المياه الذي لا يتجاوز 5 مليارات متر مكعب، وشحة الأمطار، يصبح من المستحيل تنفيذ الخطة الزراعية، إذ أن هذه الكميات لا تكفي حتى للاستهلاك البشري. ونتيجة لذلك، فإن الأمن الغذائي العراقي مهدد بشكل بالغ بسبب عدم القدرة على الزراعة، وخصوصًا المحاصيل الاستراتيجية، وما يترتب على ذلك من فقدان الثروة الحيوانية والسمكية بسبب جفاف النهرين والأهوار.

كما يترتب على هذا الوضع زيادة أعداد النازحين من الريف إلى المدن، وما لذلك من آثار اجتماعية مترتبة على النزوح، بالإضافة إلى تصحر وتملح مئات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، وما يترتب على ذلك من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة العواصف الترابية، وما لذلك من أثر مباشر على صحة الإنسان وحياته.

لذلك، وبناءً على ما سبق، يتطلب من الحكومة العراقية وعلى أعلى مستوياتها اتخاذ موقف حازم يفرض على الحكومة التركية منح العراق حقوقه المائية، فهذه الحقوق حق وليست منة تمنحها تركيا بإطلاقات متباعدة وحسب حاجتها. ويجب أن يتجلى هذا الموقف في العلاقات التجارية والنفطية بين العراق وتركيا، وإذا اقتضى الأمر، يمكن إيقافها مؤقتًا لحين منح العراق حصته من المياه، إلى جانب ممارسة الضغوط الدبلوماسية الدولية في كافة المحافل، من مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية إلى منظمات الزراعة والمياه الدولية والإقليمية، مع إطلاق حملة إعلامية واسعة لفضح السياسات التركية وتبيان مخاطرها الإنسانية على المواطن العراقي مستقبلاً، على صعد الأمن الغذائي والبيئي والصحي.

نعم، نحن بحاجة إلى مواقف حازمة من الحكومة العراقية قبل فوات الأوان.

ـــــــــــــــــــــــــــ

مهندس زراعي استشاري

 

 

من الشحة إلى الندرة

 دعوة الى سياسة دبلوماسية مائية

كاظم عبد حسين

 

يشهد العراق تحوّلاً حادّاً في أزمة المياه، من مرحلة الشحة إلى مرحلة الندرة، ما يضع الأمن الغذائي للبلاد على المحك. هذا التحوّل يشير إلى أن نصيب الفرد من الموارد المائية أصبح أقل من 1000 متر مكعب سنوياً في مناطق واسعة، ووصل إلى حدود 500 متر مكعب في بعض المحافظات، ما يعكس حجم الخطر الذي يهدد الزراعة والغذاء المحلي.

ويرى خبراء أن الأزمة الحالية نتيجة تضافر عوامل جيوسياسية وبيئية وإدارية. من الناحية الجيوسياسية، يمثل نهرا دجلة والفرات المصدر الرئيس للمياه في العراق، نحو 70 في المائة من تدفقهما يأتي من تركيا وإيران، حيث أدت مشاريع الري والسدود التركية، أبرزها مشروع GAP، إلى خفض حصص العراق بشكل كبير، فيما قامت إيران بتحويل مجاري الروافد الرئيسية لدجلة، مثل أنهار الكارون والكرخة، مما زاد من تدهور مناسيب شط العرب.

إلى جانب ذلك، ساهمت التغيرات المناخية والجفاف في تعميق الأزمة، بانخفاض الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات التبخر من الأنهار والسدود، ما يقلص كمية المياه المتاحة للاستخدام الزراعي والمنزلي.

ويترتب على ندرة المياه آثار مباشرة وخطيرة على الأمن الغذائي والزراعة: فقد تم تقليص المساحات المزروعة إلى أقل من النصف، خصوصاً محاصيل الحنطة والشعير، الأمر الذي يزيد الاعتماد على الاستيراد. كما أدى انخفاض تدفق المياه النظيفة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في الأراضي الزراعية، خصوصاً في الجنوب، ما يجعلها غير صالحة للزراعة أو يتطلب استصلاحاً بتكاليف باهظة.

ولا تقتصر التداعيات على الأراضي، بل تشمل الهجرة الريفية إلى المدن بسبب تدمير المحاصيل وقلة المردود المادي، ونقص اليد العاملة الزراعية، فضلاً عن تدهور الثروة الحيوانية بسبب جفاف الأهوار ونقص الغطاء النباتي، ما يؤدي إلى نفوق الحيوانات وارتفاع أسعار اللحوم ومنتجات الألبان.

أن استمرار هذا الوضع دون خطط حكومية عاجلة وحازمة، تشمل سياسات دبلوماسية مائية، واعتماد تقنيات ري حديثة، وتنويع المحاصيل، سيجعل العراق عرضة لانهيار الأمن الغذائي والاعتماد شبه الكلي على الأسواق الخارجية لتلبية الاحتياجات الأساسية.

العراق اليوم أمام مفترق طرق؛ فإما اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة تحدي المياه، أو مواجهة أزمة غذائية وبيئية واجتماعية قد تتفاقم في السنوات القادمة.

ـــــــــــــــــــــــــــ

مهندس زراعي استشاري

 

 

مأساة بيئية وإنسانية في البصرة

امتداد اللسان الملحي يهدد الزراعة والحياة

موسى حنون

 

تشهد محافظة البصرة أزمة بيئية وإنسانية متصاعدة بسبب التمدد المستمر للسان الملحي، الذي غطى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمياه العذبة، مما أدى إلى تبعات خطيرة على السكان والثروة الزراعية والحيوانية.

امتد اللسان الملحي ليشمل قضاء الفاو وأبي الخصيب ومركز المحافظة، كما توسع شمالاً نحو منطقة كرمة علي والهارثة، ووصل إلى قضاء الدير وعلى مشارف قضاء القرنة. هذا الامتداد تسبب في أضرار بالغة بالنباتات بمختلف أنواعها، حيث بدأت أعداد كبيرة منها بالجفاف والموت، كما تعرضت الحيوانات للإصابة بالعمى والنفوق، بالإضافة إلى إصابة الأطفال بأمراض مختلفة نتيجة تلوث المياه.

أصبحت المياه في هذه المناطق غير صالحة لأي استخدام، مما اضطر الأهالي إلى شراء الماء الصالح للشرب من صهاريج النقل (التناكر) بأسعار مرتفعة، وهو ما شكل عبئاً ثقيلاً على السكان، خاصة وأن الكثيرين منهم يعتمدون على راتب الرعاية الاجتماعية الضعيف، بينما اضطر آخرون إلى الهجرة إلى شمال قضاء القرنة بحثاً عن أراض زراعية يمكن الاعتماد عليها للعيش.

من خلال متابعة أحاديث السكان، لم يلحظ أي تحرك إيجابي ملموس من الجهات الإدارية أو الفنية أو السياسية لمعالجة هذه الكارثة أو طمأنة الأهالي، على الرغم من خطورة الوضع واستمراره دون حل.

هناك تقارير من شهود عيان تفيد بنصب مضخات كبيرة على نهر السويب جنوب شرق قضاء القرنة، تنقل كميات ضخمة من المياه عبر أنابيب كبيرة إلى مناطق خارج نطاق القضاء، كما نُصبت مضخات أخرى على نهر دجلة شمال شرق القرنة لنفس الغرض. وتشير التكهنات إلى أن الحصة الأكبر من هذه المياه تُستخدم لتغذية بحيرات الأسماك ومزارع تابعة لشخصيات نافذة، مما يفاقم الأزمة ويعمق هذه الكارثة الإنسانية والبيئية التي تجري على مرأى من الحكومة المحلية والجهات المعنية، مما يثير التساؤلات حول أولوياتها ومدى اهتمامها بحياة المواطنين. إن التغاضي عن مثل هذه الممارسات يعد إهدارًا للحياة وتهديدًا للمستقبل .

 

 

كارثة بيئية تبتلع جمال {سدة الكوت}: صرخة استغاثة لإنقاذ تاريخ واسط وحاضرها

 مصطفى فؤاد

 

سدة الكوت، ليست مجرد منشأة مائية ضخمة على نهر دجلة؛ إنها معلم تاريخي وسياحي يمثل القلب النابض لمدينة الكوت ومحافظة واسط بأكملها. لعقود من الزمن، كانت السدة وواجهاتها متنفساً حيوياً للأهالي، ومقصداً للزوار للتمتع بغروب الشمس الساحر فوق مياه النهر العظيم. لكن، اليوم، تتصدر المشهد صورة مؤلمة لا تليق بعظمة المكان: أكوام من النفايات البلاستيكية والمخلفات الصلبة تكسو ضفاف النهر بشكل كارثي، لتهدد بابتلاع جمال وتاريخ هذا الموقع الثمين.

مشهد يدمي القلب: التناقض الصارخ

إن ما تظهره اللقطات هو تناقض صارخ ومؤلم. في الأفق، تتجلى روعة نهر دجلة الهادئة، وبنيان السدة الشامخ، وشمس الكوت الذهبية وهي تودع النهار، مشكلة خلفية طبيعية وتاريخية خلابة. وفي المقابل، يمتد أسفل البصر بساط سميك من القمامة، غالبيتها من عبوات بلاستيكية ومخلفات الاستخدام اليومي التي تجمعت على الضفاف الجافة. هذا التراكم لا يشوه المنظر فحسب، بل يمثل قنبلة موقوتة تهدد البيئة المائية والبرية على حد سواء.

التداعيات الخطيرة للكارثة

إن استمرار هذا الإهمال عند سدة الكوت له عواقب وخيمة تتجاوز المشهد البصري:

تلوث المياه وتدهور النظام البيئي: هذه المخلفات، وخاصة البلاستيك، ستتحلل ببطء لتتحول إلى لدائن دقيقة (Microplastics) تلوث مياه دجلة، المصدر الحيوي للمحافظة. هذا يهدد الثروة السمكية والحياة المائية وصحة الإنسان الذي يعتمد على هذه المياه.

تدمير الجاذبية السياحية: كيف يمكن لمعلم تاريخي وسياحي أن يحافظ على مكانته وهو محاط بكل هذه الأوساخ؟ تتحول السدة من مزار جميل إلى مصدر للإحباط والاشمئزاز، مما يؤثر سلبًا على مكانة واسط كوجهة سياحية.

انتشار الأوبئة والمخاطر الصحية: النفايات المتحللة هي بيئة مثالية لتكاثر الحشرات والقوارض ومسببات الأمراض، مما يشكل خطراً صحياً مباشراً على قاطني المناطق القريبة وزوار المكان.

صرخة ونداء للعمل

لقد حان الوقت لوقف هذا التدهور السريع. إن سدة الكوت هي إرثنا المشترك، وحمايتها مسؤولية جماعية لا تقع على عاتق جهة واحدة.

المسؤولون المحليون: يجب اتخاذ إجراءات فورية لتنظيف الموقع بالكامل وفرض قوانين صارمة تمنع رمي المخلفات في محيط السدة والنهر، مع توفير حاويات كافية وتسيير فرق متابعة.

المجتمع المدني والشباب: يجب إطلاق حملات توعية وتنظيف دورية ومستمرة، وتثقيف الناس حول مخاطر التلوث وأهمية الحفاظ على النهر.

المواطن: كل فرد منا مسؤول عن تصرفاته. إن الحفاظ على نظافة المكان يبدأ بعدم رمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها.

يجب أن تعود سدة الكوت كما كانت، رمزاً للجمال والعطاء والنظافة. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما تختنق واجهتنا المائية ببطء تحت وطأة الإهمال. أنقذوا سدة الكوت قبل أن يتحول معلم واسط التاريخي إلى مجرد مكب نفايات ضخم.

 

 

 

ص8

 

نظموا جولات لطرق الأبواب وزيارات اجتماعية وندوات

شيوعيو بغداد يواصلون نشاطهم الانتخابي

للتعريف بمرشح الحزب الرفيق رائد فهمي

 

بغداد – طريق الشعب

 

تتواصل حملة الترويج لسكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، المرشح لانتخابات مجلس النواب عن تحالف البديل (250) بالتسلسل رقم 2، حيث نظمت محليات الحزب في بغداد، عددا من الأنشطة والمبادرات، لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات وانتخاب مرشح الحزب الى عضوية مجلس النواب.

وتوزعت الفعاليات بين جولات طرق الأبواب والزيارات الاجتماعية والندوات والطاولات الإعلامية.

 

ندوات للتعريف بمرشح الحزب

ونظمت محلية الثورة ندوة انتخابية شارك فيها الرفيق رائد فهمي، حيث تحدث عن مشروع الحزب الانتخابي ضمن تحالف البديل رقم 250. وحضر الندوة عدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية في المدينة. كما نظمت المحلية ندوة نسوية في مقر الحزب في شارع الداخل، شارك فيها عدد من النساء ودار حديث عن أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وكذلك القوانين التعسفية والظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها.

كما نظمت ندوة أخرى في منزل الرفيق أبو عصام، حضرها عدد من المواطنين تحدث فيها الرفيق رائد فهمي عن الوضع السياسي وتطوراته، كذلك تطرق الى مشروع تحالف البديل الانتخابي.

ونظمت محلية الرصافة الثانية ندوة حوارية في منزل الرفيق أبو هند سكرتير هيئة أبو جمال في منطقة المعامل (بستان سامي)، حاضرت فيها الرفيقة جبرة الطائي بحضور عدد من نساء المنطقة. وتركزت على أهمية المشاركة في الانتخابات وانتخاب البديل الأفضل.

ونظم ملتقى الأسطورة الثقافي في شارع الرشيد، ندوة عامة دعت لها محلية العمالية، تحدّث فيها الرفيق عن مشروع الحزب الذي يهدف الى التغيير الشامل.

 

المواطنون يفتحون أبوابهم للشيوعيين

وشكلت منظمات الحزب عددا من الفرق الترويجية الخاصة بطرق الأبواب في جانبي الكرخ والرصافة، حيث قام فريق من المحلية العمالية بتوزيع عدد من الدعاية الانتخابية في شارع فلسطين، في فعالية لاقت قبولاً واسعاً وحواراً مع الفريق الانتخابي للحديث عن البرنامج الانتخابي والأوضاع السياسية.

كما نظم فريقان آخران فعالية انتخابية راجلة في شوارع منطقتي الشعب في الرصافة وحي العامل في الكرخ، وجرى خلال الجولتين توزيع فولدرات تعريفية عن مسيرة ونضال الحزب الشيوعي العراقي، إضافة إلى توزيع اعداد كبيرة من الكارت التعريفي للرفيق رائد فهمي. وأبدى المواطنون وأصحاب المحال الذين التقى بهم الرفاق إشادات بمواقف الحزب ونزاهته ودفاعه عن الكادحين والطبقة العاملة، مؤكدين على التصويت لمرشح الحزب الرفيق فهمي.

فيما اقامت هيئة الشهيد سعدون من محلية الرصافة الثالثة، بفعالية مماثلة في منطقة الشعب بجانب الرصافة. كما انطلق فريق اخر من المحلية في شوارع باب الشيخ وساحة السباع، وجرى توزيع الدعاية الانتخابية لمرشح الحزب وفتح الحوار مع المواطنين عن الوضع السياسي واهمية المشاركة في عملية التغيير من خلال الاشتراك في الانتخابات وانتخاب القوى التي تحمل مشروعاً للتغيير.

فيما نظم فريق من محلية الرصافة الثانية، في منطقة المعامل (بستان سامي) جولة راجلة لتوزيع الدعاية الانتخابية ودعوة المواطنين لانتخاب الرفيق رائد فهمي. ونظمت المحلية ايضاً جولة راجلة في منطقة الزعفرانية (عمارات سعيدة)، وجرى فيها التطرق لبرنامج تحالف البديل ومرشح حزبنا الرفيق رائد فهمي. وفي سياق الحملة جرت زيارة عائلتين من الرفاق الراحلين، في اطار فعاليات الحزب للتواصل معهم.

وشكلت محلية الرصافة الثالثة فريقين لطرق الأبواب في منطقة حي اور، جرى فيها حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات، والتصويت لتحالف البديل ومرشحه الرفيق رائد فهمي.

ونظمت محلية المثقفين جولة راجلة في شارع العمال بمنطقة البلديات جرى فيها توزيع الدعاية الانتخابية لمرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، ولاقت الفعالية استحسان المواطنين.

 

الحملة مستمرة ولا تتوقف

وفي سياق استمرار الأنشطة الانتخابية، جرى توزيع عدد من الكارتات التعريفية بمرشح الحزب في منطقة كمب سارة، حيث توزع الرفاق على الأزقة، حاملين معهم الدعاية الانتخابية، وقدموا أنفسهم للمواطنين من أجل حثهم على المشاركة في الانتخابات المقبلة.

وشهدت منطقة الأعظمية فعالية طرق الأبواب، حيث تشكل فريق من المنظمة الحزبية في المنطقة بمشاركة الرفيق عزت أبو التمن عضو المكتب السياسي، وطرقوا الأبواب في منطقة الكسرة، ولاقت الفعالية تفاعلاً من قبل المواطنين الذين اثنوا على الحزب وتاريخه النضالي المكلل بالتضحيات، دفاعا عن الشعب والوطن، وبعد انتهاء الفعالية، زار الرفيق منزل الرفيق الراحل صبحي الخزعلي، للاطمئنان على عائلته.

وفي جانب الكرخ، وضمن الحملة الانتخابية والدعوة الى المشاركة الواسعة في الانتخابات، نظمت محلية الكرخ (منظمة الإعلام) جولة طرق الأبواب في محلتي الشباب والتعليم العالي، جرى فيها توزيع فولدر عن تاريخ الحزب ونضاله، فضلاً عن المواد الخاصة بالدعاية الانتخابية لمرشح الحزب الرفيق أبو رواء. ولاقت الحملة ترحيبا كبيرا من قبل المواطنين الذين أشادوا بنزاهة الحزب الشيوعي وأعلنوا وقوفهم معه والتصويت له.

كما تم توزيع الدعاية الانتخابية لتحالف البديل في منطقة حي دراغ من قبل الفريق الانتخابي لمحلية المثقفين الذي تكون من طلبة الإدارة والقانون والتربية والتعليم، وسط ترحيب الكثير من العوائل بالحزب ونزاهته. كما تمت زيارة الرفيق ابو مخلص من قبل الفريق في اجواء سادها الكثير من الارتياح والترحيب من قبل الرفيق وعائلته.

ونفذت منظمة الحزب في الصالحية والمنصور فرقة جوالة في منطقة الشواكة والدوريين وشارع 6 في العلاوي، جرى فيها تعريف المواطنين بتحالف البديل ومرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، حيث لاقت الفعالية تجاوبا واضحا من المواطنين وتأكيدهم على أهمية الانتخابات كأحد أشكال التغيير.

 

الزيارات الاجتماعية

وضمن نشاطات الحزب المستمرة، وفي سياق الحملة الانتخابية، زار رفاق من أساسية الجواهري في محلية الرصافة الثانية، عائلة الرفيق الراحل أبو حياة والشيوعي المخضرم عقيل الفريجي وعائلة الدكتور عماد ابن النقابي الراحل عبد الحسين الحسناوي، أحد قادة إضراب عمال السجائر. وفي الزيارات جرى الحديث عن نضال الحزب ودوره السياسية فضلاً عن ضرورة حشد اقصى الطاقات لدعم مرشحيه في الانتخابات القادمة.

وزار الوفد في وقت اخر، مجموعة من عوائل الرفاق الراحلين وكبار السن ومنهم عائلة الرفيق الراحل أبو ظافر، وعائلة الرفيق الراحل عزيز المحامي حيث قام باستقبال الوفد ابنه المحامي محمد عزيز والذي تبرع بمبلغ مالي للحملة الانتخابية، ومن بين الزيارات كان هناك زيارة الى الرفيق أبو عمر والرفيق حسين شبوط والرفيق الشاب مثنى شبوط، حيث اجرى الوفد حوارات مفيدة أكدت على مشاركتهم وعوائلهم في الانتخابات القادمة.

وزار وفد المختصة الاجتماعية في محلية الثورة عائلة الشهيد الشيوعي نصير عبد الله المأمون، في مدينة الشعب، وكان في استقبال الوفد اخوة الشهيد، ودار حديث عن حياة وبطولات الشهيد، فضلاً عن الوضع السياسي ومشاركة الحزب في الانتخابات، ضمن قائمة البديل. ونظمت المختصة ايضاً عوائل الرفاق علي مظلوم وجبار حردان وجاسم علي خضير، وتحدثوا معهم عن قائمة البديل وبرنامجها الانتخابي.

 

طاولات إعلامية أمام مقرات الحزب

استمرت الطاولة الإعلامية التي ينظمها الحزب الشيوعي العراقي امام مقره الرئيسي في ساحة الأندلس، حيث تناوب الرفاق المتطوعون على إدارة هذه الطاولة، والتقوا خلال الأيام الماضية بعشرات المواطنين والطلبة الذين يتوافدون على الكليات المجاورة للمقر. وجرى الحديث معهم عن الوضع السياسي واهمية المشاركة في الانتخابات وانتخاب تحالف البديل ومرشح الحزب الرفيق رائد فهمي.

كما نظمت هيئة الصالحية والمنصور في محلية الكرخ طاولة إعلامية أمام المقر في الصالحية لتوزيع الدعاية الانتخابية لتحالف البديل ومرشح الحزب. فيما نظمت محلية الرصافة الأولى طاولة إعلامية أخرى أمام مقر الحزب في منطقة الفضل، وطاولة أخرى في الكرادة. وتناوب الرفاق على إدارة الطاولتين للحديث مع المواطنين عن الانتخابات وأهمية المشاركة فيها.

 

 

في حفل خطابي.. شيوعيو النجف يطلقون حملتهم الانتخابية 

النجف - احمد عباس، رسول فاضل

 

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، مساء السبت الماضي على حدائق "خيال كافيه" في كورنيش الكوفة، الحفل الانتخابي للمرشح المهندس الزراعي الاستشاري عبد الكريم عبد الله بلال العارضي. حيث تم الإعلان عن بداية حملته الانتخابية مرشحا عن "تحالف البديل" في النجف.   

حضر الحفل عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. صبحي الجميلي، وحشد كبير من أهالي النجف. فيما أدارت الحفل الأستاذة اخلاص جبرين، مشيرة إلى انطلاقة الحملة الانتخابية بعنوان "مواطنة.. عدالة اجتماعية".

بعدها ألقى د. الجميلي كلمة باسم اللجنة المركزية، أكد خلالها على أهمية الانتخابات القادمة كفرصة للتغيير والإصلاح الوطني. ركزت الكلمة على أن التحالف يسعى لتقديم بديل حقيقي عن منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، داعيًا إلى تغيير المنهج والسلوك والأداء في إدارة الدولة وبناء مؤسساتها، وضمان المواطنة المتساوية وفرص عادلة لجميع العراقيين.

كما شدد على حصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد، وتبني سياسة اقتصادية بديلة تعتمد على تطوير القطاعات الإنتاجية وتنويع مصادر الدخل الوطني، بعيدًا عن الاعتماد الأحادي على النفط.  وحثت الكلمة المواطنين على المشاركة الفعالة في الانتخابات، وتعزيز الوعي العام بمصالحهم، والعمل الجماعي لتحقيق التغيير المنشود وبناء عراق مدني ديمقراطي يسوده العدالة والمساواة.

 تلاه سكرتير محلية النجف الرفيق أحمد تويج بكلمة قال فيها: "بعد كل هذه المآسي لا بد من التغيير، وإزاحة الفاسدين والعملاء والجهلاء من التحكم بمصير أبناء الشعب، وايلاء المهام الى من يكون اهلا لها بوطنيته ونزاهته واخلاصه في خدمة الجماهير، وها هي الفرصة امامكم من خلال صناديق الانتخابات. فحثوا من هو قريب منكم على المشاركة فيها والا ينتخب من جربناهم سابقا. كما  نحن على يقين انكم تعرفون وطنية الحزب الشيوعي العراقي ودفاعه عن الفقراء والمستضعفين ونزاهته، وأصبحت سمة الايادي البيضاء ملازمة له، وها هو اليوم يضع امامكم فرصة التغيير من أجل حياتكم الحرة الكريمة والعدالة الاجتماعية ومستقبل الاجيال القادمة، من خلال التصويت لقائمة البديل التي تحمل الرقم (250) ومرشحنا المهندس الزراعي الاستشاري عبد الكريم عبد الله بلال – التسلسل (2) في القائمة". ثم ألقى مرشح الحزب كلمة قال فيها: "نسعى الى تغيير موازين القوى في البرلمان لصالح المشروع الوطني الذي يحفظ كرامة المواطن وسيادة الوطن واستقلال القرار العراقي وايجاد ادارة اقتصادية ناجحة، وخدمات حقيقية في ظل عدالة اجتماعية، ودولة مؤسسات تحتكم الى القانون وتستثمر ثروات العراق لخدمة الشعب، لا لخدمة مصالح ضيقة او فئوية" .

وتخللت الحفل اهازيج حماسية صدح بها الرفيقان عليوي الميالي وحسن السعدون.

 

 

الرفيق كاظم السعداوي يستعرض برنامجه الانتخابي في أبي الخصيب

البصرة ـ طريق الشعب

 

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة ندوة حوارية في قضاء أبي الخصيب بحضور مرشح الحزب في تحالف الفاو زاخو (213) تسلسل 2 كاظم السعداوي، حيث استعرض السعداوي برنامجه الانتخابي ورؤية التحالف للدورة البرلمانية القادمة، مؤكدًا التزام التحالف بتشكيل كتلة وطنية مستقلة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والحزبية.

وتناول المرشح أبرز التحديات في محافظة البصرة، مشيرًا إلى تفاقم البطالة بين الشباب نتيجة ضعف القرار السياسي وغياب الرؤية الاقتصادية، وزيادة الاعتماد على العمالة الأجنبية في القطاع الخاص، مما يرفع مستوى خط الفقر.

كما انتقد السعداوي ضعف الدبلوماسية العراقية في حماية حقوق البلاد ومقدراتها، مستشهداً بملف خور عبد الله، والتعدي على الصيادين العراقيين، داعيًا إلى تعزيز التمثيل الدبلوماسي وحماية الموارد الوطنية.

واستمع المرشح إلى شكاوى المواطنين بشأن المادة 140 وتعويضات المتضررين من تجريف الأراضي الزراعية في قضاءي الفاو والسيبا وأبي الخصيب، متعهداً بمتابعة الملف بشكل عاجل. كما تطرق إلى ظاهرة انتشار السلاح غير المنضبط وضرورة دعم الجيش ورفض تعدد القوات المسلحة غير الرسمية.

وفي إطار الحملات الميدانية، نظم فريق من محلية البصرة جولة في مناطق أم البروم، سوق المغايز، شارع الكويت، شارع المطاعم، شارع أبو الأسود الدؤلي، وسوق الخياطين والذهب، حيث تم توزيع أكثر من 300 بطاقة تعريفية للمرشح.

 

 

المختصة الاجتماعية في الحزب الشيوعي العراقي

تزور عائلة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم

بغداد - طريق الشعب

 

زار وفد من المختصة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، السيدة خوله محمد صالح (أم هديل)، عائلة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، حيث قدمت تحيات قيادة الحزب للعائلة. وعبرت العائلة عن تقديرها لهذه المبادرة، معربة عن شكرها وامتنانها للزيارة، ومتمنية أن تمثل الانتخابات القادمة خطوة في طريق التغيير والنجاح مع تحالف البديل الذي تسعى قياداته لبناء عراق مستقر ومزدهر.

وشارك في الزيارة كل من الرفاق الدكتورة خيال الجواهري وعباس حسن (أبو وفاء)، مؤكدين على أهمية التواصل مع العوائل الوطنية والتاريخية، وتعزيز قيم المشاركة المدنية والوعي الانتخابي في المجتمع.

 

 

ص9

 

برشلونة يطمئن جماهيره بشأن إصابة فيران توريس

برشلونة ـ وكالات

أعلن نادي برشلونة عن إصابة مهاجمه فيران توريس بـ"إجهاد عضلي بسيط" في العضلات الخلفية للفخذ الأيسر، بعد مغادرته معسكر المنتخب الإسباني، مؤكداً أن اللاعب لن يغيب عن الفريق لفترة طويلة.

وكشف النادي أن الفحوصات الطبية استبعدت أي إصابة هيكلية، وسيخضع توريس لبرنامج علاجي قصير، مما يتيح له المشاركة في مباراة برشلونة أمام جيرونا يوم 18 أكتوبر.

ويعتبر توريس أحد أبرز لاعبي الفريق هذا الموسم، حيث أصبح الخيار المفضل لرأس الحربة بجانب المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، بعدما برزت مهاراته التهديفية وقدرته على قيادة الهجوم بثقة تحت قيادة المدرب هانز فليك.

 

 

العراق والسعودية.. مواجهة الحسم على طريق المونديال

متابعة ـ طريق الشعب

 

تتجه أنظار الجماهير العراقية والسعودية، مساء اليوم الثلاثاء، نحو ملعب "الإنماء" في مدينة جدة، حيث يخوض المنتخبان مواجهة حاسمة ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.

يدخل المنتخبان اللقاء برصيد ثلاث نقاط لكل منهما بعد فوزهما على إندونيسيا، ما يجعل المواجهة مصيرية في تحديد هوية المتأهل المباشر إلى المونديال، فيما ينتظر الخاسر أو المتعادل طريقٌ أطول وأكثر تعقيدًا عبر الملحق العالمي.

 

العراق.. حلم المونديال

بعد أربعين عامًا

ويدرك لاعبو المنتخب العراقي أن الفوز على السعودية يعني التأهل المباشر إلى المونديال، بينما التعادل أو الخسارة سيجبران الفريق على خوض مواجهتين إضافيتين بنظام الذهاب والإياب أمام أحد منتخبي قطر أو الإمارات، وإذا تجاوز هذا الدور سيخوض مباراة فاصلة ضد أحد منتخبات أمريكا الجنوبية.

تمكن المنتخب العراقي من بلوغ الملحق الآسيوي والعالمي بعد فوزه على إندونيسيا بهدف دون رد، سجله النجم الشاب زيدان إقبال، ليمنح "أسود الرافدين" فرصة ذهبية للعودة إلى كأس العالم بعد غياب دام منذ نسخة المكسيك عام 1986.

ويشارك في الملحق النهائي العالمي ستة منتخبات، هي: ثاني المجموعتين الآسيويتين، ومنتخبان من أمريكا الشمالية، وممثل من إفريقيا، وآخر من أمريكا الجنوبية (بوليفيا)، إضافة إلى منتخب من أوقيانوسيا. وسيتم توزيع المباريات وفق تصنيف "فيفا"، بحيث يواجه ممثل آسيا صاحب التصنيف الأقل من قارة أمريكا الشمالية، ويتأهل الفائز لملاقاة المتأهل من إفريقيا أو أمريكا الجنوبية.

زيدان إقبال يشعل الحماس

أعاد زيدان إقبال الأمل للجماهير العراقية بعد الأداء اللافت أمام إندونيسيا، حيث تمكن من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 76 بمجهود فردي وتسديدة زاحفة.

وقال المدرب العراقي حمزة داود في تصريحات صحفية إن "إشراك زيدان إقبال كان نقطة التحول في المباراة، فقد منح الفريق حلولًا هجومية وساهم في رفع نسق الأداء بالشوط الثاني"، مشيرًا إلى أن "المدرب غراهام أرنولد مطالب اليوم باختيار التشكيلة الأنسب والاعتماد على اللاعبين أصحاب الخبرة، لأن مثل هذه المواجهات لا تحتمل التجريب".

وأضاف داود: "اليوم لا مجال للأخطاء، المنتخب العراقي أمام فرصة تاريخية لتمثيل أكثر من 45 مليون عراقي ينتظرون التأهل إلى المونديال، ويجب أن يلعب اللاعبون بقلوبهم قبل أقدامهم".

 

السعودية.. ثقة

وتجربة مونديالية

على الجانب الآخر، يدخل المنتخب السعودي اللقاء بثقة كبيرة تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي يسعى لتكرار إنجازه في قيادة "الأخضر" إلى كأس العالم كما فعل في نسخة 2022 بقطر.

ويكفي السعودية الفوز أو التعادل بأي نتيجة لضمان التأهل المباشر، بفضل تفوقها بفارق الأهداف عن العراق في جدول ترتيب المجموعة الثانية.

يعتمد رينارد على عدد من الأسماء البارزة، في مقدمتهم المهاجم فراس البريكان، الذي سجل هدفين في مرمى إندونيسيا ويعد أكثر اللاعبين مشاركة تحت قيادة المدرب الفرنسي برصيد 43 مباراة. كما يشكل سالم الدوسري أحد أهم مفاتيح اللعب بفضل خبرته العالية وفاعليته الهجومية، حيث سجل 15 هدفًا في 40 مباراة تحت قيادة رينارد.

ويبرز أيضًا المهاجمان صالح الشهري وعبد الله الحمدان، إضافة إلى لاعب الوسط مصعب الجوير الذي سجل 6 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة في 22 مباراة دولية، والجناح الواعد صالح أبو الشامات الذي سجل هدفه الدولي الأول أمام إندونيسيا.

 

 

الزوراء يعلن تشكيل الجهاز الفني المساعد

للمدرب المصري عماد النحاس

متابعة ـ طريق الشعب

 

أعلنت إدارة نادي الزوراء الرياضي، امس الاثنين، تشكيل الطاقم الفني المساعد للمدرب المصري عماد النحاس، الذي تولى قيادة الفريق الأول خلفاً للجهاز الفني السابق برئاسة عبد الغني شهد.

وقال رئيس النادي حيدر شنشول في تصريح صحفي، إن الإدارة وبالتنسيق مع المدرب الجديد عماد النحاس، اتفقت على اختيار الكادر الفني المساعد استعداداً لاستئناف منافسات دوري نجوم العراق بعد توقفه عقب الجولة الرابعة بسبب ارتباط المنتخب الوطني بمباريات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم.

وأوضح شنشول أن الجهاز الفني المساعد يتألف من: حسام فوزي ومحمد محسن أبو جريشة مدربين مساعدين، ومحمد فتحي مدرباً لحراس المرمى، ومازن عبد الستار مدرباً للياقة البدنية، ومحمد هلال محللاً فنياً.

وأكد أن الجهاز الفني الجديد بدأ مهامه رسمياً اليوم، في إطار التحضيرات للجولات المقبلة، مشيراً إلى أن إدارة وجماهير النادي تعقد آمالاً كبيرة على المدرب النحاس وطاقمه لإعادة الفريق إلى مستواه المعروف وتحقيق نتائج إيجابية ترضي الطموحات.

ويحتل الزوراء حالياً المركز السادس عشر في ترتيب دوري نجوم العراق برصيد نقطتين فقط بعد انتهاء الجولة الرابعة من المسابقة.

 

 

منتخب الشباب يواصل معسكره في دهوك استعداداً لتصفيات كأس آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

 

يواصل منتخب الشباب العراقي معسكره التدريبي في مدينة دهوك، ضمن إطار التحضيرات لخوض تصفيات كأس آسيا دون 20 عاماً، وسط أجواء تنظيمية وفنية إيجابية تهدف إلى رفع جاهزية اللاعبين قبل الاستحقاقات المقبلة. وقال المدير الإداري للمنتخب عبد الجبار هاشم، في تصريح نقله المكتب الإعلامي لاتحاد الكرة، إن المعسكر الحالي في دهوك "حقق الفائدة المرجوة منه"، مشيراً إلى أنه سيتخلله خوض مباراتين تجريبيتين أمام فريقي دهوك وزاخو، اللذين يُعدان من أبرز فرق دوري نجوم العراق، ما يمنح المنتخب فرصة مهمة للاحتكاك مع فرق قوية. وأضاف هاشم أن المعسكر يمثل محطة مهمة لتجربة عدد من اللاعبين الجدد الذين تم استدعاؤهم من قبل المدرب أحمد صلاح، مؤكداً أن جميع اللاعبين يتمتعون بـ "جاهزية عالية وانضباط واضح في تنفيذ البرنامج التدريبي". وأشار إلى أن برنامج الإعداد سيتواصل خلال الفترة المقبلة من خلال إقامة معسكر خارجي في العاصمة العُمانية مسقط، يتضمن خوض مباراتين وديتين، في إطار التحضير الجاد لتصفيات كأس آسيا والمشاركات المقبلة لمنتخب الشباب.

 

استعداداً لسباق تورينو.. نجوم التنس يعودون إلى الملاعب المغلقة

متابعة ـ طريق الشعب

 

تعود منافسات جولة رابطة محترفي التنس (ATP) هذا الأسبوع إلى الملاعب المغلقة، مع انطلاق ثلاث بطولات من فئة 250 نقطة في مدن ألماتي (كازاخستان) وبروكسل (بلجيكا) وستوكهولم (السويد)، حيث بدأت المباريات أمس الاثنين وتستمر لمدة أسبوع، في وقت يحتدم فيه الصراع بين اللاعبين على مقاعد التأهل إلى نهائيات البطولة الختامية في تورينو.

في ألماتي، يتصدر الروسي كارين خاشانوف قائمة المصنفين، وهو حامل لقب النسخة الماضية، ويأمل في استعادة توازنه بعد سلسلة من الخسائر في أمريكا المفتوحة وبكين وشنغهاي. ويشارك مواطنه دانييل ميدفيديف للمرة الأولى في البطولة كمصنف ثانٍ، بعد بلوغه نصف نهائي شنغهاي، ساعياً لتعزيز حظوظه في التأهل إلى نهائيات تورينو، حيث يحتل المركز الخامس عشر في السباق المباشر. ويبحث الثنائي الإيطالي فلافيو كوبولي ولوسيانو داريري عن إنجاز جديد على الملاعب الصلبة، فيما يعوّل الجمهور المحلي على الكازاخستاني ألكسندر شيفشينكو للاستفادة من دعم الجماهير في مواجهة صعبة بالدور الأول. وعلى صعيد الزوجي، يتصدر الثنائي جيدو أندريوزي ومانويل جيناردي قائمة المصنفين بعد أداء مميز في الجولات الآسيوية الأخيرة.

أما في بروكسل، التي تستضيف البطولة للمرة الأولى بعد انتقالها من أنتويرب، فيقود الإيطالي لورينزو موسيتي قائمة المصنفين وهو في المركز الثامن بسباق التأهل لتورينو، باحثاً عن دفعة قوية لضمان ظهوره الأول في البطولة الختامية. ويشارك الكندي فيليكس أوجيه ألياسيم، الفائز بنسخة 2022، لمواصلة تألقه داخل الصالات المغلقة التي حقق فيها ستة من ألقابه السبعة. كما يشارك البلجيكي زيزو بيرجس إلى جانب النجم المخضرم ديفيد جوفين الذي حصل على بطاقة دعوة، بينما يخوض البرازيلي الواعد جواو فونسيكا أولى مشاركاته في بطولات 250 نقطة داخل القاعات بعد فوزه بنهائيات الجيل الواعد لعام 2024. وفي الزوجي، يتصدر الثنائي هوجو نيس وإدوارد روجيه فاسلين قائمة المصنفين، فيما يسعى الثنائي الأمريكي كريستيان هاريسون وإيفان كينج لتثبيت موقعهما ضمن الفرق المتأهلة إلى تورينو.

وفي ستوكهولم، يطمح الدنماركي هولجر رون، بطل نسخة 2022، لتكرار إنجازه السابق ودعم موقعه في المركز الثاني عشر بسباق التأهل. ويعود النرويجي كاسبر رود، المصنف الحادي عشر، إلى البطولة على أمل الاقتراب أكثر من المراكز المؤهلة بعد أن وصل إلى نهائي البطولة الختامية عام 2022. ويشارك الكندي دينيس شابوفالوف، العائد إلى المراكز الثلاثين الأولى بعد غياب طويل بسبب الإصابة، بطموح إنهاء موسم 2025 بشكل قوي واستعادة مستواه السابق.

وتشهد البطولة أيضاً مشاركة ثلاثي سويدي ببطاقات دعوة، هم ميكائيل يمير وإلياس يمير وليو بورج، نجل أسطورة التنس بيورن بورج، الذي يخوض أول مشاركة له في القرعة الرئيسية لجولة المحترفين هذا الموسم.

 

 

الرياضة للفتاة.. فلسفة حياة وبوابة لصناعة التغيير

 

 

منعم جابر

 

 

إنَّ ممارسة الرياضة بالنسبة للفتيات ليست ترفًا، ولا اندفاعًا عاطفيًا، ولا سعيًا من أجل الاحتراف وكسب المال، بل هي مساحة حقيقية للتعبير عن الذات وصناعة التغيير في هذا المجال الواسع الذي أبدعت فيه المرأة، وقدمت نفسها بقوة، وأكدت حضورها وقدرتها على تحقيق الإنجازات الرياضية.

لقد اقتحمت الفتيات العراقيات ميدان الرياضة مبكرًا في سبعينيات القرن الماضي، ومارسن أغلب الألعاب الرياضية، ومنها كرة القدم، يوم لعبت طالبات كلية التربية الرياضية مع طالبات كلية العلوم في مباراة شهدها ملعب الكشافة بحضور جماهيري كبير، وانتهت بفوز طالبات كلية التربية الرياضية.

وهكذا أصبح جزء من المجتمع النسوي يمارس الرياضة، وصارت بعض الألعاب الرياضية جزءًا مهمًا في حياة العديد منهن. وقد تجاوزت الفتيات العقبات النفسية والجسدية، واختارت بعضهن التخصص الأكاديمي في هذا المجال، فأصبحن أستاذات في كليات التربية الرياضية، وحققن بطولات ونتائج مبهرة. وأكدت الساحة الرياضية أن للمرأة قدرة عالية على البروز في هذا الميدان الرحب وتحقيق الإنجاز، ليس فقط في مجالي التدريس أو التدريب، بل أيضًا في مجالات التخطيط والابتكار والإدارة الرياضية.

إن ممارسة الفتاة للرياضة عمل إيجابي وضروري، إذ تقول إحدى خبيرات تدريب الفتيات: "اهتمي بنفسكِ، ليس لأنكِ مضطرة للبقاء على هذا الحال، بل لأنكِ تستحقين أن تعيشي أفضل نسخة من ذاتكِ."

فالرياضة في ظاهرها حركة، وفي جوهرها فلسفة حياة، لذا نقول لبناتنا: مارسن الرياضة، فهي بوابة لبناء الثقة وصناعة التغيير.

 

أبطال العراق يواصلون التألق في المحافل البارالمبية

 

 

متابعة ـ طريق الشعب

 

وصلت بطلة العالم نجلة عماد، المتوجة بذهبية كرة الطاولة في بارالمبياد باريس 2024، إلى الصين للمشاركة في بطولة آسيا المؤهلة إلى كأس العالم البارالمبي، ضمن سعيها للحفاظ على لقبها القاري وسط منافسة قوية من منتخبات تمثل 18 دولة.

وذكر بيان للاتحاد العراقي لكرة الطاولة البارالمبية أن البطلة نجلة عماد تهدف إلى مواصلة تألقها في مسيرتها الدولية، والحفاظ على ريادتها القارية، مشيراً إلى أن مدربها حيدر سليم يرافقها في البطولة إلى جانب رئيس الاتحاد لؤي علي.

وفي سياق آخر، أعلن عضو اتحاد رفع الأثقال البارالمبي جبار طارش، تحقيق المنتخب العراقي إنجازاً مزدوجاً في بطولة العالم الجارية حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، بعد فوز الرباع مصطفى سلمان بالميدالية الفضية، وزميله عبد الله عبد الكاظم بالميدالية البرونزية في المجموع العام، من بين 44 لاعباً مشاركاً.

وأوضح طارش أن الميدالية الفضية التي أحرزها مصطفى سلمان تُعد من الإنجازات المهمة لرفع الأثقال البارالمبي العراقي، كون البطولة تُعد مؤهلة إلى بارالمبياد لوس أنجلوس 2028، مشيداً بالأداء القوي والإصرار الكبير الذي أظهره أبطال العراق في المنافسة.

وأكد أن هذه النتائج تعكس الإمكانات العالية والتحدي الكبير لدى الرياضيين العراقيين، الذين يواصلون رفع اسم العراق عالياً في المحافل العالمية، رغم قلة الإمكانات والدعم المتاح.

 

 

ص10

 

الرومانسية في الشعر الشعبي،

وتحدي الحياة..!!

 

وجدان عبد العزيز

 

نعرف ان عاطفة الحب تفتح نافذة يطل من خلالها الانسان على ذاته، ثم على الاخر باحثا من خلاله عن معانٍ حقيقية تؤدي للسعادة، تلك التي تشعره بالنشوة التي تتراءى له في أحلامه، ويتمنى وجودها في أيامه، فهو منذ بدء الخليقة يبحث عن سر سعادته.. اذن هو يبحث عن مشاعر إنسانيةٍ تحويه وتضعه في موقعه الصحيح بوجوده في هذا الكون الفسيح ويعيش العطاءات المثمرة، ويكتشف من خلالها وجود ذاته متجلية في مشاعر الحب والصدق والوفاء الإنساني، ومنذ نهاية القرن الثامن عشر وظهور الاتجاهات التنويرية وتحديا للانقلاب الصناعي الحديث، ورد فعل للكلاسيكية والواقعية في الأدب والنزعة الشمولية السياسية بروز المسحة الرومانسية في الادب العربي الحديث بسسب ازدياد الاحتكاك بين العالم العربي والدول الغربية الأوربية، وخلال فترة الاستعمار وتدفُّق الهجرات العربية إلى الغرب، برز واضحاً التيار الرومانسي ابداعا ونقدا، ومن خلال هذه المقدمة ندخل لقصيدتي الشاعر علي حمودي الخفاجي (بدلة عرس) و(أصابع) لنجد فيها الهموم الانسانية بافراحها واحزانها، الفرح حين اللقاء وتبادل عاطفة الحب، والحزن حين الجفاء ومع هذا الجفاء يسطر الشاعر همومه الذاتية التي لاتخلو من خليط الهموم الموضوعية كلها يصبها في واحة الحب، ثم الطرف الآخر السلبي وتأثيره في معادلة عاطفة الحب يقول الشاعر الخفاجي في قصيدة (بدلة عرس):

(اشتهيتك

ورده تملي اخدودي گمره

اتبوسها اشفاف الشمس

وشتهيتك

سفره يشربني فرحها

ابكاس من گذلة عرس

اوچان ليلي وجهه اسود

جنت اتمنّاك نجمه

اتصيرلي شمعه اوّونس)

فكانت مشاعر الحب تحتضن الشاعر الخفاجي بكل صدق، حيث أماني القرب والألفة والدفء، لكن الصورة الاخرى المقابلة تخدش مشاعر الحب الصادقة المستقرة في ذاته حين يقول:

 (جيتك ابلهفة شبابي

اوقشمرتني

اوعلعلتني

اوچنت ويّايه شرس)

 ورغم هذا يبقى الشاعر وفيا لمشاعره قائلا: (وبقت أحلامي طريه/فصّلت منها صفنتي (بدله بيضه))، وهنا يبدو لنا ان الرومانسية تؤكد بأنها قوة المشاعر والعواطف والخيال الجامح تكمن بالمصادر الحقيقية والأصيلة للتجارب الجمالية، تخالطها مسحات شتى العواطف الإنسانية مثل الخوف والرعب والهلع والألم، أي ان هناك خليط من الهم الذاتي والهم الموضوعي، جعلت منه ان يسهم في رفع شأن الفنون الشعبية والتقليدية إلى درجة اسمى، ولهذا ذهبنا بقولنا انها مشاعر صدق تبتعد عن افكار المثالية، بل هي اقرب الى واقع معاش يحيط بالشاعر الخفاجي ويسبب له الألم الذي ينغص له ترافة الحب، هذه العاطفة الشفافة التي تمس شغاف القلب، فيحدث صراع بين الهموم الذاتية والهموم الاجتماعية الاخرى، لكن الشاعر الخفاجي يبقى متعلقا بالامل والحلم راكضا نحو الحبيب، الا انه يتفاجأ بالممنوعات بقوله:

(اورحت اركض على جسرك

ثاري جسرك ماي

ويغرّك اعيوني

اوجيت آمد أيدي اعله جتفك

اوكتلي:

ممنوع.  ٠٠٠ اللمس٠؟!!

إذن الشاعر رغم كل المصاعب يتمنى في قوله: (زاعلَني اعيون گلبك/جيت اراضي عيونك اوافرح/ وذب ثوب الحزن)، ليبقى الحب، هو الدافع الأساسي، لأي شيء يحققه البشر، فالانسان لا يساوي شيئاً في الحقيقة بدون عاطفة الحب، كونه شيئا عظيما يفعل المستحيلات في العلاقات الإنسانية..والحقيقة من يقرأ كتاب الدكتور عبدالله دحلان، «الحب في خمسين عاماً»، يكتشف أن الحب يصنع المستحيل، لأنه يحقق الاستقرار، والنجاح في الحياة العملية والاجتماعية، والسعادة الدائمة، ويقوي عملية التحدي في صناعة المستحيل، حيث لا يجيد صناعتها سوى الحب، وصدق من قال: الحب شر لا بد منه..فهو يحمل بذور الثورة ضد ما هو قبيح، لتكون الحياة ويكون الجمال..!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ الهوامش: قصيدتي (بدلة عرس)، و(اصابع) للشاعر علي حمودي الخفاجي

 

 

تشرين .. يانجمة العـز في جـبين الـوطـن 

 

 

كاظم العطشان

 

  انـتـه  اوّل  ورده

  ذبـحو  شـوگـها .. ودفـنو  عطـرها

  ونـتـه اوّل غـيم  ثـائـر

  لمـلـم  ابـروحـه الـرعـيـد

  وبـشَّر  الـگـاع  ابـمـطـرها

  ونـتـه اوّل مـن سبح  بـشطـوط دمّـه

  ودگ صـواري الشـوف بمتونه وعُـبرها

  ونـتـه ذاك

  الصـاغـك المـوت  اعـلـه كـيفـه

  صوغـة الـمـيّت  زفـافـه

  وصـيت  الگـلاده  ابشـذرها

  ولـو عطـش كـاس الوطـن يـشرب شـباب

  وعطشت الگـاع  اعله  صبرك

  ياعـوافي الگـاع مـن  تـشرب  صبـرها

  واشتـهاك  الـمـوت..

  لـيـرة...

  وعـوز ..

  وعـگال ..

  وغُـوَه  امعـرِّس

  يناموس الـشُبگ  ظِـلَّـه

  وضُـوه  اليـذبـح  عِـفَه  الـهِندِس

  يبـعـد اهـلـي...

  الـملـح  بـارود  مـن  يـزعـل

  خيـانه .... ولـيزر  القـناص

  خـطّ  اعـلـه النـحر  محـبس

  طـحت  والبيك  يتعذر

   يشنهي الموت

  ونـتـه  مـن العـشگ ريـتين  تـتنـفس

  نِفَـس منـهن  عـطر  مـلگاك  بالـجنه

  ونـفس بـيرغ  يهـزّ  الديـره  لو هوّس :

     (  يعـراگ.... البـاگـك  ناطـورك  )

     (  يعـراگ .... الباگـك ناطـورك )

  ونـتـه بظنـون الـعطش

  جـنحان غـيم  وطاري  دهله

   اتـسابـگ الريـح ابـمـهرتـك...

   شايل اجناغ  الفرات لحضن دجله

  ونته نـجمة غـبشه ماغاضت فجرها

  وحاشه  طبعك يوم  عن  فجرك  بـطيت

  ونـتخـيت...

  ونخـوة   الجـربه تـهز بـاب الضـريح

  وبـْحـرت  بلـروح  تـحدي

  اشـراع  غـيـره.. والوكـت عاصـف  وريـح

  ونـتـه بيـك الـلاّء بــذره ورابـيه بگـاع الطـفـوف

  وكـل نبـض ثـائـر  يـصيـح

  ياوكـت..... طـبعـك وكـيح

  اومـدّو  اچـفوف الـرذيله تـبوگ صيتك

  هدّو اشطـوط المذله

  وماطفـو  قدّاس نِـيتـك

  لاچـن النيّه مـناره  والـوطن سيـد يشوّر

  يللّي سـت الاف مرت... عُـمُـر بيتك

  يابـو  رايـه... ادخـيل بـختك

  رادو  يـبدلون  لونـك

  والهـويه  تـصير  سـوده

  بس ضميرك بـصمه مافـارگ هويـتـك

  حشّمو حـته العـواهـر...

  مادرو  تـشرين  طـاهر

  صاحـو ابـنـاء السفـاره  اتـريد  دار

  ذولـه جـوكر  ...... ذولـه عـار

  ذبـحو  العـش  و الـحمام

  وشبّـو  ابكـل  خـيمه  نـار

  وهـذا  شـان الذيـل  طـبعه

  ايـصيـر  لِلـسَطَّـه  جِـعِيـد

  اوصـبغو الحـيطان حـمـره

  وزتـو الطـلقـه بـريـد...

  ومادرو  بالـدنيـه حِـبلـه

  و طـلگـة الطـلـقـه ولـيـد

  ومادرو  تـشريـن  واحـه

  ابكـل  شـبر  قـَدَّح  شـهيـد

  وحتـه گـبـرك ... ماسـلم  مـن الرعـاع

  خافـو  يـخـضر  عطـر  دمـك  نـشيـد

  وخافـو اهـلال الـقضيه  يزور گبـرك

  مـادرو..

  صـرت انـتـه

  بطفـوف الـوطن مـشروع  عـيـد

  ولاتـظـن تـشريـن يـطفـه...

  ولاشـمـس تـشريـن تـغفـه

  اشـمـا تـغيـب الـشمـس حـرّه

  الحُـرّه  تـبـزغ مـن جـديـد

 

 

يايُمه

 

 

يوسف المحمداوي

 

چاوين خواني وخواتي

من وصلت الوجعه اللهاتي

ما عاتبت صريت الهموم

مكسور بس امشي برهاتي

يايمه عايش عيشة الموت

بس ما گلت للدوني أغاتي

ما بيچ جيه من الدلول

يا بعد كل ولدي وبناتي

مليت من عطر الزمن هاذ

مشتاق اشم عطر ( الفواتي)

عگالي حزن دشداشتي جروح

وچادر فواتح يا عباتي

واطلع اگبال الوكت فرحان

واضحك عليه بمكسراتي

ولو جزع مني ويگطع وياي

آنه الأحشم همومه تاتي

عنده قصر بس ماملك جاه

جوع الذيابه بغير شاة ِ

والجيب خالي وگاعد ايجار

والجاه ذل المشتهاتي

مثل الجواهر وسط محار

منفوسه ما تحصل غلاتي

يظنون عزة الناس الفلوس

وصنع الله عزتي من نواتي

يا مرخصه المد چفه للعوز

عنوان بيتي وطبع ذاتي

وما هنت نفسي بدرب تعبان

درب اللتيا واللواتي

ومو مثل بعض اليدّعي ايمان

مستور ما اعلن صلاتي

مهيوب ما دگيت بيبان

ولا شوّهت صورة حلاتي

يايمه تعبني الزمن حيل

بس ما مشيت إلا برضاتي

يقسون ويگطعون وشتاگ

ومثل الطفل صافي بصفاتي

عميه المحبه الشوف بالروح

غربان واحسبهم فخاتي

 

 

الى غجرية

 

حسين جهيد الحافظ

 

غني غني

غني يا صوت المحبه .

الشايل آلام السنين

غني يالصوتچ ترف

كلش حنين

صوتچ الحگ والصدگ

منه بتهوفن تعلم

عالعزف

او منه موزارت أخذ

لحنه الحزين

غني حوريات جنه

صوتچ او فزن محنه

دنيه صوتچ

بيه عذب حته الونين

(قريشن بابه قريشن)

بيهه الطرب

ينثر طرب رغم الأنين

غني غني

غني مشناگه الونينچ

 كل اهلنه

غني يالونچ فرحته

غني يالكلچ احساس

الضيم غطه الدنيه ضيم

او خنيب الوهواس

الراس أصبح ذيل

والذيل اصبح راس

ليل البنفسج خمد

غنوه بسبس ميو

اختلت موازين الحچي

والشين غطه الزين

حسين ابضمايرنه انذبح

ردوهه سين سين

لا وين ننطي الوجه

مدري الوجه لا وين

غني بت الغجر

خلي صوتچ

ينزف النغمه مطر

هلبت يطهر و لو

خمسه بالميه

امن اگلوب البشر

أگلوب تارسهه الدغش

الناس تمشي إبلا وعي

مثل الذي نام ابنعش

سته بالشهر صار الحچي

والشهر يوم اربعطعش

غني غني

غني يالصوتچ حزر

ينشال عن الحسد

والعين والوسواس

غني يا نبعة وفه

او يا تاج فوگ الراس

صوتچ الحك و الحفبقه

صوتچ للوفه نبراس

غني هلبت

ترجع الناس الوعينه

والصدك يرجع دربهم

ايموت عدنه اللابالي

او يرد للوادم احساس

غني غني

ابصوتچ الحگ

يا صوت الوفه

يا تاج فوگ الراس

الچلمه ابلگچ نده

والدنيه مشتاگه ألچ

شوگ الورد

رغم الحزن صوتچ فرح

كل اللي يسمعه ينسعد

غني بالصوتچ عشگ

ينثر على الدنيه صدگ

غني دولبنه الچذب

غني يالصوتچ صدگ

غني محتاجين

يطربته النغم  رغم الوونين

غني يا صوت المحبه .

الشايل آلام السنين

 

 

بس ياموت..

د.. حامد الشطري

 

اسولف وي روحي

والبچي بسكوت

ريض غمض اعيونك..

گبل تحسدني الوادم.

تگلي شكثر ربعك واليحبونك..

بس ياموت..

رد منجل حصادك طب چثيره ابيوت..

اخذ منها سنابل لفهن بتابوت

وك هاي السنابل زهن بيامي

وكلهم ربعي ذوله..

وبيدر احلامي..

بس ياموت

 تفتر بالشوارع شايل التابوت..

ليا غصن اليًوَرد

منجلك حاصود

گضوا ربعي حصاد ..

وما الك رادود..

ليالي الگمره راحن

والعمر ظلمه..

گبل ضحكات ربعي،

تفزز النجمه..

هسه اهلال حزني

بالسمه وحده

مثل حالي..الحزن والدمعه

مهضومات..يتلالن على خده

 

 

غلطة

 

عبد الاله الفهد

 

راح احط عالگاع قلمي

واربط ابتچه الدفاتر .

وادفن اشعاري اباكيت الجگاير .

واذب بالنفاضه عيني

اوفوگ من عدهه المناظر .

بيه نومه

الباچر ابقى

اوباچر اصحالي دقيقه اوهم انام العگب باچر .

من گبل عشرين عام :

فرصه راحت

كان بالأمكان اهاجر .

عالأقل مااظل اراوح

لاني مومن لاني كافر !

أحس جوه الضلع

روح اتشتتت

واندفن شاعر .

اوقدر ساخر ضحك مني

اوگال :مو گلنه ابألف غلطة الشاطر ؟

 

 

 

ص11

 

أحدث الكتب

- البعد الرابع في التصميم الكرافيكي/ تأليف د. فلاح حسن علي. تناول فيه الخيال والفكر في الفن. اصدار: دار اهوار- بغداد.

- اشتراطات النوع السردي/ تأليف د. نادية هناوي. اصدار: دار ابجد- بابل.

- غراب يشحذ حفنة وتد/ للشاعر والمترجم سهيل نجم. اصدار: دار خطوط وظلال.

- ديوان رشيد حميد الدليمي/ جمع وتقديم د. عارف الساعدي. اصدار: دار الشؤون الثقافية.

- انثروبولوجيا العنف والصراع/ تحرير: تينا شميدت وفغيو سرود. ترجمة د. هناء خليف غني. اصدار: دار الرافدين- بغداد.

- اكره اللامبالين/ تأليف انطونيو غرامشي، ترجمة مينا شحادة، تقديم وتحرير ومراجعة محمد آيت حنا، اصدار: منشورات تكوين.

- غواية الابواب/ قصص علي لفتى سعيد، اصدار: دار الجندي المصرية.

- الندبة الابدية/ ذاكرة لا تشفى. تأليف عبير محسن علوان، اصدار: دار جيم.

 

 

تشرينيات

لا تعريف للأوطان سوى الحياة

من خلال الاستشهاد!

حميد حسن جعفر

 

ما ان يهبط أحدنا منحدر جسر الجمهورية/عالية متجهاً صوب شارع السعدون، اوشارع الجمهورية اوشارع الرشيد، حتى يجد قدميه تتجهان نحومدينة الثورة، اويقفل راجعاً إلى حيث المطعم التركي، اونفق الباب الشرجي،مخلفاً عند اعلى المنحدر مجاميع من اشباح تحمل بنادق وقاذفات ودخانيات، لا جغرافية هادئة، لا ساحة الطيران لا التقاطعات المؤدية لجسر السنك عالم مضطرب تحاول الممنوعات أن تسيئ لأشجاره ولشبان جميلين يقتحمون الفعل الحياتي بشيء ما يشبه الاعتصامات، والدعوة للاهتمام بمفاهيم يقال انها من اسماء الوطن والحرية والخبز، اصوات الانفجارات،مقذوفات تخترق أجساداً، (اشباح تتخفى) تستهدف مواطنين ينادون باسترداد وطن، زعماء، قادة مدنيين، افكار مقترنة، آراء شبه مقدسة، قذائف خضراء، حشود، قوات تؤدي عملية احتلال للمقتربات، الصباحات تتجمع كالغابات، هتافات،الحياة بتفاصيلها تعلن عن ديناصورات ودببة بهيئة فزاعات،،متاحف لكائنات محنطة، لأشكال تابعة للمنقرض من الإعلانات، اعلان واضح لكفتي التشكيلات التي تتقدم المشهد، الفرقة الذهبية، القناصون الذين يحتلون أعالي البنايات، الطرف الثالث، لغة الاطاحة بجمهوريات مدينة الثورة، أمور هي من بنات افكار الشرطة السيارة، والشعبة

الخامسة،متعجرفوشرق الأوسط، بملامح محلية يعلن عن اصراره على حماية الماضي،حيث يتصاعد وجود الأيام،بكل ما لديها من خيول وجمال واسلحة، بكل ما لديها من قتل وتخريب وسبي وحرق مخيمات، لتتصاعد ما يشبه العاصفة، بمحاذاة دجلة، هيئات عسكرية

تطلع من قعر الماضي،من احتياجات لفلول غجرية، لتاريخ تابع لآثار جنكيز خان وعصملية وانگليز، خليط من حضارات بائدة، ومن شعوب وأمم منقرضة مدينة الثورة تقيم عند الباب الشرجي، تعلن إضرابها، فتيان نجباء يعلنون انحيازهم للجمال، وان كان قرباناً،

وللتاريخ وان كان. على. شكل شهداء، وللوطن وان كان بهيئة الاصابة بدخانية، وللحريات وان كانت على شكله مسدس كاتم، وللمحبة حين يستهدفها قناص ثوري، افكار وتصورات

وقصائد وفنون تشكيلية ونصوص مسرحية، وكورال ينشد للوطن حين يكون على شكل خيمة، منصوبة تحت لافتة نصب الحرية، اوجدارية فائق حسن، اوعند ارضية مكتبة (شرقية الراوي) اوحين ينطلق صوت الجواهري من جهاز تسجيل من عند آخر طوابق المطعم التركي هويرتل، وينشد (يا دجلة الخير)

لا تعريف للأوطان سوى الحياة من خلال الاستشهاد!

 

 

كيف تكتب مثل ماركيز؟

نوزاد حسن

 

من السهل جدا ان يكتب اي كاتب مثل ماركيز,لكن على هذا الكاتب الطموح ان يجمع الاسباب كلها التي ساعدت ماركيز كي يكتب بهذا الاسلوب.هنا سيجد هذا الكاتب نفسه في مشكلة كبيرة عليه ان يحلها,ولا اعتقد انه سيتمكن من حلها.

ساحاول تقديم المساعدة لحل هذا الاشكال الجمالي.في الفن-الفن الحقيقي-يتوقف قانون السببية عن العمل.اظن ان هذه صدمة جديدة تجعل الكاتب الراغب في الكتابة مثل ماركيز يائسا الى ابعد حد.قانون السببية مقدس لان التفكير العلمي كله يعتمد عليه.كما ان الطبيب الناجح سيكون عبقريا ان اكشف سبب المرض,وكما يقال معرفة سبب المرض كفيلة بعلاجه.اضف لهذا ان المحقق الجنائي البارع هو من يعثر على سبب الجريمة واداتها.معرفة الاسباب مهمة جدا في فهم الظواهر على اختلاف مستوياتها,لكن في الفن يتوقف قانون السبب والنيجة عن العمل.

يقال لا دخان من غير نار.بالتاكيد هذه حقيقة لكن تطبيق هذه الحقيقة لن يكون مفيدا في حالة الكتابة مثل ماركيز لسبب بسيط هو ان الدخان ليس رواية مائة عام من العزلة.خلف هذا العمل الروائي لا نعرف كم سببا قام بتشكيله,او ربما يصح القول ان سببا واحدا غامضا دفع ماركيز للكتابة بهذا الشكل. لم اقدم اي حل حقيقي لحد هذه اللحظة.لكن لنبحث جيدا عن عناصر مختلفة اعطت لماركيز شخصيته الفنية التي نعرفها.في الواقع من الممكن العثورعلى بعض التفاصيل التي نحدث عنها ماركيز في سيرته الذاتية او مذكراته "عشت لاروي".كذلك يمكننا التقاط معلومات غنية جدا من الكتيب المهم"رائحة الجوافة"وهو حوار غني عن ماركيز وتجربته.علينا في هذه الحالة جمع المؤثرات كلها ثم الحكم عليها ان كانت هي اي هذه المؤثرات او الاسباب صنعت لنا روائيا ترك لنا هذا الارث الفني. من الطريف ان ماركيز لم يخف مصادره.لقد اشار الى اجواء امريكا اللاتينة.وتحدث عن جدته,وسنوات عمله كصحفي,وعرض قائمة طويلة من الكتب التي اثرت فيه,كان على رأس قائمتها "سوفوكل" وعشرات الكتاب الاخرين.وفي حديثه عن هؤلاء كان يحاول ان يشرح لنا وجهات نظره عن اعمالهم.انه يعتقد مثلا ان "الحرب والسلام" هي اعظم رواية في التاريخ. وان همنغواي كاتب قصة قصيرة افضل منه روائيا, وان كافكا علمه كثيرا. بكل تاكيد قدم لنا ماركيز وصفة كاملة لسنوات تاثره, وحلمه كي يكون كاتبا. ومع ذلك فهل يمكن ان تكون هذه الخطوط العامة التي ذكرها ماركيز كفيلة  بصنع كاتب يكتب مثله؟  

ترى ما الفائدة من الكتابة مثل ماركيز؟ هذا في الحقيقة سؤال مهم لانني اتفق مع من يقول ان الكتابة هي فعل ابداعي لكاتب يتميز بشخصيته الفنية التي لا تقلد احدا.وانا لم اكن اقصد في حديثي عن الكتابة مثل ماركز الا تقديم صورة لغموض الفن, ليس هذا فقط لكني اردت ايضا ان اصل الى هدف واحد يتعلق بحضور تيار او مدرسة الواقعية السحرية في الروايات التي تكتب وتنشر عندنا.هل استفدنا من تجربة ماركيز وبورخس وخوان رولفو وكوتاثار وغيرهم ام ان الواقعية السحرية لم تصدم ذوقنا حتى هذه اللحظة,وبقيت مدرسة غريبة عن ادبنا؟ثم هل قام النقد بدراسة نماذج من القصة العراقية باحثا فيها عن اشارات لرواية حقيقية تحاول ان تعيد الاهمية للخيال على غرار ما فعلته الرواية في امريكا اللاتينية.ولعل اهم سؤال اود طرحه الان هو: لماذا قدم فاضل ثامر في احد كتبه نماذج من القصة في الاردن على انها تمثل الواقعية السحرية متجاوزا الرواية والقصة التي كتبت في العراق؟ هل تفتقر الرواية العراقية الى هذا النوع من السرد ام ماذا؟

كل هذه الاسئلة بحاجة الى اجوبة نقدية تضعنا امام لب المشكلة. لذا حاولت ان اتحدث عن كون الفن الحقيقي لا يخضع لقانون السبب والنتيجة كباقي العلوم ومع ذلك فان الانسان هذا الكائن المعذب باسئلته يمكن له ان يكون واضحا جدا من خلال غموضه.وهذا ما يمكن ان نتعلمه من ماركيز نفسه,كما يمكن ان نتعلمه من بورخس وهو يتحدث عن الاستعارات الاساسية.لكن يمكن ان اضع يدي على الجرج واعود الى ذلك الكاتب المفترض الذي يريد ان يكتب مثل ماركيز واقدم له نصيحة بسيطة جدا ولن تخرج هذه النصيحة عن حدود عالم ماركيز.عند حديثه عن الكتاب الذين اثروا فيه يشير ماركيز الى تاثير فيرجينيا وولف. ويستغرب محاور ماركيز من ذكر فيرجينيا وولف ويساله محاوره هذا السؤال الغريب: لا احد يتكلم عن تاثيرها الا انت اين هو تاثيرها؟(1)

اظن هذا احد اغرب الاسئلة على الاطلاق.ذلك لان هذا الصحفي يظن ان فيرجينيا وولف نسيت تماما,وانها لن تشكل علامة فارقة في حياةاي مثقف.لكن ماذا كانت اجابة ماركيز؟

اجابه هكذا:كنت ربما ساغدو كاتبا مختلفا عما انا الان لو لم اقرا وانا في العشرين هذه الجملة في رواية السيدة دالاواي(2).ويسرد ماركيز جملة انا اجدها ملحمية الروح للصحفي.لكن لماذا غيرت جملة واحدة ماركيز كل هذا التغيير.يسأله الصفي بعد ذلك سؤالا اراه غبيا في الحقيقة.لكن لماذا اثرت فيك الى هذا الحد؟ يجيبه ماركيز:لانها غيرت تماما مفهومي للزمن,ربما اتاحت لي في لحظة واحدة العملية كلها لتفسخ ماكندوومصيرها النهائي(3).

اظن اننا نواجه مشكلة بورخس في جواب ماركيز.يفضل بورخس الحديث عن استعارات اساسية كما قلت, والزمن هو احد مشاكل بورخس ايضا.لكن في تغير ماركيز رسالة مهمة جدا يمكن لنا ان نفهمها بسهولة كبيرة وهي ان الانسان لن يملك حلا جيدا تجاه قضايا كونية محددة ومن الافضل نسيانها.الروائي الفاشل يظن ان التقنية افضل حل في كتابة رواية جيدة. ماركيز يعتقد غير ذلك. انه يكتشف الوجه الحقيقي للاشياء ثم يتعامل معه.ومن هنا تكون الرواية احد احتمالات الواقع وليست صورة عنه.هذا يعني ان الروائي ليس صانع جمل في سياق منضبط انه قبل ذلك باحث عن التغير الذي يقوده الى ما وراء الواقع المرئي,ولا اعني هنا الوهم ابدا,وانما اعني تقديم الاشياء في علاقاتها الزائلة التي تضغط على اعصاب البشر عموما.

ترى هل اتضح للكاتب الذي افترضته كيف يمكن ان يكتب مثل ماركيز. اظن ان المهمة صعبة ولن يكون في مقدور احد القيام بهذا الدور على الاطلاق.لكن ما يلفت نظرنا ونحن نتحدث عن تجربة ماركيز وقائمة الكتاب الذين تاثر بهم هو انه اعترف بان فيرجينيا وولف غيرته من الداخل تغييرا كبيرا.وعلى النقد ان يفسر كيف يمكن لماركيز ان يتحدث عن تاثيرها فيه الى هذا الحد دون ان يكون ماركيز مقلدا لها, او على اقل تقدير ان يستلهم تيار الوعي الذي استخدمته الروائية المنتحرة في اعمالها، وكيف ابتعد ماركيز عن فيرجينيا وولف تقنيا لكنه اقترب منها جماليا او لنقل اقترب منها في تغيير وجهة نظره عن طبيعة العالم بحيث تحول وعي ماركيز الى منطقة اخرى يكون للخيال فيها الدور الاكبر في رسم صورة للواقع من حوله. الاسباب التي صنعت لنا ماركيز الذي نحب قراءته، ستكون مجرد همس غير مسموع في مقابل رجة الروح التي تعرض لها وهو يقرأ جملة من رواية السيدة دالاواي.ترى كم قارئا سيحس بان صاعقة داخلية تختفي في تلك الجملة؟ولماذا احس ماركيز وحده بهذا التغير؟ومع ذلك فقد وضعنا ماركيز في قلب مشكلته فكيف سنحس بها,وكيف سنتعامل معها,وهل ستغيرنا ام اننا سننظر الى تجربة ماركيز على انها امتياز خاص يه وحده,ثم نهتم بالتقنية ونتحدث عنها بحماس لا يتوقف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- رائحة الجوافة, احاديث مع ماركيز, ترجمة محمد العشري, دار الشؤون الثقافية, بغداد, الطبعة الاولى,1994 ص92).

2- مصدر سابق ص 93- 92

3-مصدر سابق ص 94

 

 

رأي

 

المفردات الهامشية والخشنة:

خطاب مضاد للممارسات السلطوية الظالمة

 

د. مشتاق عيدان اعبيد

 

في السياقات السياسية المحتدمة، لا تُنتَج الخطابات الكبرى فحسب، بل تتولد معها تعبيرات شعبية هامشية تفضح ما لا تقوله البيانات الرسمية، وتُلخِّص التحولات الاجتماعية والسياسية بلغة الشارع لا بلغة الدولة. العراق، كغيره من البلدان التي مرّت بتحولات عنيفة منذ الاحتلال الأميركي عام 2003، شهد صعود "قاموس شتائم سياسية" بات يمثل بحد ذاته مادةً لفهم الصراع، والهويات، والتجاذبات السياسية، وتحول مفهومي الولاء والخيانة إلى علامات لغوية تُختصر بكلمة، بل وتُهتف في الساحات. ومع تراكم هذا القاموس، تحوّلت الشتيمة من فعل لغوي عابر إلى وسيط تأريخي بديل، ومن صوت فردي إلى تعبير جماعي عن رفض وقهر وتصدّع في مفاهيم السيادة والانتماء.

قد يبدو للوهلة الأولى أن الشتيمة لا تستحق التوثيق، غير أن هذا الحكم يفترض أن التاريخ هو ما يُكتب في الوثائق والمؤسسات، بينما تنكر هذه النظرة ما يسميه المؤرخ البريطاني إريك هوبزباوم بـ"تاريخ من لا تاريخ لهم"، أي الذين لم يُسمح لهم بكتابة سيرتهم الرسمية، فعبّروا عنها بأدوات غير تقليدية، ومنها الشتائم والسخرية والنكتة والأغنية واللافتة. من هنا تُصبح الشتيمة السياسية نصاً ثقافياً مهمشاً، لكنه غني بالدلالة، وهي كما يرى ميشال فوكو، إحدى أدوات "الخطاب المضاد" الذي يُمارس من أسفل ضد منظومة السلطة والمعرفة التي تحتكر تعريف الشرعية والوطنية والهوية.

لا يمكن اختزال الشتيمة إلى فعل سبٍّ عابر، بل يمكن تأطيرها في سياق التحليل الثقافي بوصفها آلية مقاومة رمزية، ومرآة لصراع اجتماعي طبقي أو سياسي. الشتيمة السياسية تكشف عن المسكوت عنه في الخطاب العام، وتُعبّر عن الانفعالات الجمعية المترسبة في وعي الشارع. وقد انطلقت هذه الظاهرة في العراق منذ الأيام الأولى للاحتلال الأميركي، واشتدت مع فوضى العملية السياسية الطائفية، إذ سرعان ما أصبح تداول الألقاب مثل: "عميل"، "بوق"، و"ذيل"  و "لاحوكَ" و "اولاد الرفيقات" و "ابن السفارة" جزءاً من التداول اليومي، وأداة لفضح الانتماءات أو نزع الشرعية عن الآخر.

برزت مفردة "ذيل" في الخطاب السياسي العراقي بوصفها اختزالاً للتابعية والانقياد، وخاصة حين يُشار بها إلى أولئك الذين يُعتقد أنهم موالون للاجنبي. وهي كلمة تلغي العقل السياسي للمخاطَب، وتُعيد تشكيله كامتداد تابع لإرادة خارجية، ما يعكس فشل الدولة الوطنية في بناء سردية موحدة للهوية. بالمقابل، وُصفت الشخصيات أو الحركات المقرّبة من الولايات المتحدة أو الداعية للتقارب مع الغرب بـ"لوكَي"، في إحالة إلى صفة التملق والرضوخ، وهي لفظة عراقية عامية تفيد التحقير والتصغير. وتحوّلت هاتان الكلمتان من ألقاب فردية إلى شعارات جماعية، حتى رفع المتظاهرون في احتجاجات تشرين 2019 شعاراً صارخاً في الميادين: "ذيل، لوكَي، انعل أبو ...!"، وهو شعار يلخص تبرُّم الشارع من هيمنة القوى الخارجية، ورفضه لما يعتبره ارتهاناً كاملاً للقرار الوطني في ثنائية جديدة.

أما عبارة "ابن السفارة"، فهي تهمة ثقيلة تُوجَّه إلى الناشطين أو المثقفين الذين يُتَّهمون بأنهم على صلة بالسفارة الأميركية، أو يتلقون دعماً غربياً. وهي عبارة تعبّر عن ازدواج في المعايير، إذ تفضح هوس البعض بالتخوين، لكنها تكشف أيضاً عن أزمة ثقة مجتمعية عميقة، تتعلق بمن يمثل من، ولمصلحة من يُرفَع الصوت أو يُسكَت. وغالباً ما تستخدم هذه العبارة في السجالات السياسية والإعلامية لا لتفنيد الرأي، بل لتجريده من حقه في التعبير، وهو ما يذكّر بمفهوم "القتل الرمزي" الذي طرحه المفكر الفرنسي بيير بورديو، حين تكون الكلمات أدوات لإعدام الشخص معنوياً عبر سلبه شرعيته.

ومن العبارات اللافتة التي راجت أيضاً "لاحوكَ"، وهي تهكم لغوي شعبي على تعبيرات القوى الدينية والسياسية التي تُكثر من استخدام مفردات الأخوّة واللحمة الوطنية، مثل "أخوتكم السنة" أو "إخوانكم الشيعة"، أو تلك التي تستجدي التضامن بـ"لاحوكَ". وبمرور الزمن، صارت هذه العبارات محل تندّر، تُستخدَم لا للدلالة على القرب، بل للسخرية من نفاق السلطة ومؤسساتها، وكشف زيف الخطابات الرسمية التي لا تعكس الواقع المعاش، بل تُمارس، بتعبير المفكر الألماني فالتر بنيامين، "عنفا رمزيا" حين تتحدث بلغة الوحدة وهي تُمارس التفتيت.

هذه الشتائم ليست جزءاً من التاريخ الرسمي، لكنها تمثل وثيقة ثقافية حيّة، تُعبّر عن روح المرحلة أكثر مما تفعل الكتب السياسية أو تقارير المنظمات. إنها تجسيد للهامش وهو يتكلم، وهي أداة توثيق مشحونة بالعاطفة والغضب، تُغني فهمنا لما جرى ويجري في العراق. لقد تمكّن الشباب من تدوين لحظتهم السياسية ليس فقط عبر المقالات والتقارير، بل أيضاً من خلال "قواميسهم" اليومية، التي تنمو في الأزقة ومواقع التواصل الاجتماعي واللافتات الجدارية. وهكذا، تصير الشتيمة سجلاً اجتماعياً بالغ الدلالة، يعكس المزاج العام أكثر مما تعكسه نشرات الأخبار أو خُطب البرلمان. وهي، من هذا المنظور، تشكل ما يسميه المفكر الثقافي ريموند وليامز بـ"البنية الشعورية" للمجتمع في لحظة تاريخية محددة، حيث تُختزن فيها الانفعالات اليومية بوصفها بديلاً عن الوعي الأيديولوجي المؤطر.

وإذا كانت الدولة تكتب تاريخها من خلال البيانات الرسمية والأرشيفات الكبرى، فإن الشعوب تكتب تاريخها عبر الموروث الشفهي، والعبارات الساخرة، والشتائم التي تنفلت من رقابة السلطة. "ذيل"، "لوكَي"، "ابن السفارة"، و"لاحوكَ" ليست مجرد شتائم، بل علامات لغوية على انهيارات سياسية، وتعبيرات عن وعي جمعي ساخط يسعى لتفسير الواقع بلسانه، لا بلغة النخب. إنها بقايا الأصوات المقموعة، التي، كما كتب بنيامين في أطروحاته عن فلسفة التاريخ، "تخترق الزمن من خارج تسلسله الخطي، لتُحدِث شروخاً في سردية المنتصر". ولذلك، فإن تأريخ العراق المعاصر لن يكتمل دون الالتفات إلى هذه اللغة الهامشية، التي قالت ما لم تستطع الوثائق قوله، ودوّنت احتجاجها بكلمات قصيرة، جارحة، ومليئة بالدلالة.

 

 

 

ص12

 

في مقر شيوعيي كربلاء

{حكايات من قرى مدينة الحسينية}

 

كربلاء – طريق الشعب

 

ضيّفت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراق في كربلاء أخيرا، الكاتب الرفيق صالح المانع في مناسبة صدور الجزء الثاني من كتابه "حكايات من قرى مدينة الحسينية".

جلسة الضيافة حضرها جمع من الشيوعيين إضافة إلى الرفيقة صبيحة هاشم زهيان مرشحة الحزب في كربلاء عن "تحالف البديل".

في البداية، قدم الرفيق سلام القريني سيرة الضيف، واصفا إياها بـ"السيرة المضيئة أسوة بكل الرفاق الذين تسنموا مناصب إدارية في الدولة"، مبينا أن المانع زاول الكتابة وتخصص في أرشفة "ذاكرة المدينة"، وانه سبق أن أصدر كتابين عن شهداء الحزب في كربلاء وشهداء ناحية الحسينية تحديدا.

من جانبه، قدم المانع نبذة عن الجزء الثاني من كتابه. وأوضح أنه أنجزه بعد أن أنهى الجزء الأول، الذي تناول فيه جغرافية ناحية الحسينية وتاريخها السياسي والاقتصادي، باعتبارها سلة كربلاء الغذائية، وفي الوقت ذاته أحد منابع الوعي التقدمي، خصوصا الحزب الشيوعي.

وأشار إلى ان الجزء الثاني تناول الجوانب الاجتماعية في المدينة، لا سيما وجود الطائفة اليهودية فيها، مشيرا إلى ان الكتاب يلقي الضوء على عدد من العادات والتقاليد والطقوس القديمة. كما يسرد قصصا عن نساء مؤثرات، أمثال الرفيقة أم سلام، زوجة الرفيق الراحل مهدي النشمي، والتي كان لها دور كبير في مساعدة الشيوعيين.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز الضيف، بضمنهم الرفيق إبراهيم حلاوي والآثاري محمود ياسر.

وفي الختام، قدمت الرفيقة صبيحة هاشم شهادة تقدير إلى المانع، فيما قدم له الرفيق إبراهيم حلاوي هدية تذكارية باسم المختصة الثقافية.

 

 

أصغر نصيرة تحتفل بعيد ميلادها الــ 46

ستوكهولم - محمـد الكحط

 

"نداوي" كما ندلعها، أو نادية.. من لا يتذكرها في قاطع بهدينان، تلك الطفلة الجميلة الهادئة، التي وصلت الى كردستان قادمة من موسكو عبر سوريا لتكون مع والدتها الدكتورة شرمين عبد الكريم (أم هندرين)، وأبيها الرفيق الفقيد لطفي حاتم (أبو هندرين).

كنا قد احتفلنا بعيد ميلادها الثالث يوم 7 أكتوبر 1982 في مدينة القامشلي في بيتنا الحزبي الخاص، كانت مع والدتها في نفس البيت الذي ضم العديد من الرفيقات والرفاق، ثم افترقنا لنلتقي معها ووالديها في قاطع بهدينان.

كانت علامة فارقة في المقر ودلوعة جميع الأنصار الذين يفتقدون رؤية الأطفال قربهم منذ فترة طويلة.

عاشت نداوي طفولتها في هذه البيئة الصعبة بدلاً من رياض الأطفال والدراسة واللعب. وحرمت من مباهج الطفولة لتعيش وسط الرشاشات والقنابل والرصاص، في ظروف قاسية على الكبار فكيف مع الصغار؟!

بقيت سنوات طويلة لوحدها لحين قدوم الطفلين النصيرين الصغيرين سمسم ومشمش ابني الرفيق عامل الخوري (أبو علي) والرفيقة فريدة كركيس (أم علي) فكانا إضافة نوعية ومهمة لحياتنا في المقرات، وأضافا البهجة والسرور وخففا من الوحدة التي كانت تعيشها نداوي.

 وكما يعلم الجميع الظروف القاسية خلال سنوات الكفاح المسلح، أنها تتذكر تلك الأيام بابتسامتها الطفولية المعتادة.

المهم ان العزيزة نداوي اليوم محامية لها دورها المميز في الدفاع عن حقوق الآخرين، ولها مكتب مهم في ستوكهولم وهي شخصية معروفة. كما انها أم لولد وبنت رائعين وزوجة ناجحة، وتتابع والدتها باستمرار.

 

 

لوحات تسرد قصص ألم وصمود

 لندن تحتضن معرضا للرسامة سلمى خوري

لندن - نضال إبراهيم

 

احتضنت "قاعة باهافان" في لندن أخيرا، معرضا شخصيا للرسامة المغتربة سلمى خوري، ضم عددا من اللوحات الملونة.

والفنانة ولدت عام 1941، وتخرجت في كلية البنات بجامعة بغداد – فرع الرسم، ومارست التدريس سنوات عدة. وفي سنة 1981 غادرت العراق واستقرت في بريطانيا. وهي عضو نقابة الفنانين العراقيين وجمعية الفنانين البريطانيين في إيلنك – لندن. وقد شاركت في معارض فنية عديدة في المملكة المتحدة، وأقامت معرضها الشخصي الأول عام 2015 في المركز الثقافي العراقي. 

وفي معرضها الأخير، تُجسد سلمى معاناة المرأة العراقية. حيث تظهر نسوة حزينات وجوههن تعكس اللوعة والألم والظلم، بينما تعكس الصمود أيضا.

عن بداياتها، تتحدث سلمى لـ"طريق الشعب" قائلة، أنها بعد تخرجها في المدرسة لم تكن لديها ميول لأي تخصص، لكن والدها أصر على أن تُكمل دراستها الجامعية. ولأنها تحب الكتابة رغبت في دخول كلية الآداب، لكن شاءت الصدف أن دخلت كلية البنات.

وتوضح أنه "بعد ثورة تموز 1958، كان هناك توجه لتطوير كفاءات المرأة في كل المجالات. فطُلب منّا نحن 9 نساء، أن نختار فرع الرسم للدراسة، كي نتخرج مدرسات رسم للمرحلة الثانوية"، مضيفة أنه "بالفعل دخلت هذا المجال وانغمست فيه، وصرت من الأوائل بشهادة أساتذتي مثل خالد الجادر ولورنا سليم".

وتتحدث سلمى عن ذكرياتها في مدينة البصرة. حيث كان والدها كاهنا، وكان يمد يد العون لكل محتاج. فيما تتطرق إلى التحديات التي واجهت المرأة الفنانة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

وتقول ان "الفنانات، وهن قلة، لم يكن لديهن مكان للرسم. وكان عليهن الالتزام بأشياء غير ضرورية على حساب فنهن وإبداعهن"، منوّهة إلى ان ظروف الحياة لم تسمح لها بداية أن تركز جهودها في الفن، وطاقتها كانت تتبدد بالكامل في الأعمال المنزلية والالتزامات العائلية.

وعن حال المرأة العراقية الآن، تقول سلمى: "للآسف، نحن الآن نمشي إلى الوراء. المرأة تتمنى أن تتطور للأحسن، لكن هناك مدا رجعيا مفروضا عليها يحد من حريتها ومن قدرتها على إطلاق طاقاتها".

وحظي معرض سلمى باستحسان الجمهور، إضافة إلى الاختصاصيين الذين زاروه. حيث قال الفنان مهدي الشمري لـ"طريق الشعب": "نستطيع القول بكل جدارة أن سلمى الخوري سفيرة للسلام والإنسانية من خلال لوحاتها المعبرة عن ذلك. لديها قابلية مذهلة في تجسيد الحدث بشكل درامي مقروء، وكأنك تقرأ قصة لاجئي العالم والمعذبين في الأرض".

 

بعد غد الخميس

انطلاق فعاليات مهرجان {جواهريون} السادس

 

متابعة – طريق الشعب

 

تنطلق بعد غد الخميس في بغداد فعاليات مهرجان "جواهريون" بدورته السادسة، والذي يُنظمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب على مدى ثلاثة أيام.

المهرجان الذي ستحمل دورته هذه اسم القاص والروائي الراحل أحمد خلف، سيشهد توزيع جوائز مسابقة الأدباء الشباب بدورتها السادسة 2025، مع تكريم لجان تحكيمها.

ويُفتتح المهرجان في الساعة 5 مساء على "قاعة قرطبة" في فندق المنصور ميليا. حيث يتضمن الافتتاح قراءات شعرية وفقرة فنية.

أما في اليوم الثاني الجمعة، فستنطلق الفعاليات في الساعة 10 صباحا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد. وتُفتتح بفيلم عنوانه "الحلم العظيم" عن الفقيد أحمد خلف، تعقبه جلسة شعرية للفائزين بمسابقة الأدباء الشباب.

وفي الرابعة عصرا تنتقل الفعاليات إلى مقر منظمة "نخيل عراقي". وتتضمن جلسة شعرية ثانية للفائزين بالمسابقة. بينما تبدأ فعاليات اليوم الأخير السبت في 10 صباحا على قاعة الجواهري، وأيضا تتضمن جلسة شعرية ثالثة للفائزين.

ويُقام حفل الختام في الساعة 4 عصرا في مقر "نخيل عراقي"، وتتخلله قراءات شعرية منتخبة لشعراء شباب خارج المسابقة، إضافة إلى تكريم لجنة مسابقة القصيدة وإعلان النتائج وتكريم الفائزين.

 

 

ليس مجرد كلام

 

سوء التخطيط

وراء الازدحام والحوادث

 

عبد السادة البصري

 

عند ذهابنا كل يوم إلى دوائرنا نقف في طابور السيارات، حيث منظر الازدحام والإرباك المروري، ما يجعلني أعود بذاكرتي إلى أيام الطفولة والصبا التي قضيناها في تلك القرية الجنوبية الوادعة عند تخوم البحر، عندما كنّا نعرف سيّارات الأجرة والحمل والباصات بأسماء سائقيها، وهم لا يتعدون عدد أصابع اليدين. وكانت عربات النقل تتكون من باصات مرسيدس أبو عرّام، وباصات خشب، وتاكسيات 56 و59 شوفرليت وفولكا وغيرها، وكنت تجد الشارع غير مزدحم أبداً، فبين آونة وأخرى تمرّ سيارة، ولم تكن هناك تجاوزات في الشوارع وأماكن التوقّف والعبور والانتظار والكراجات. الكل يحترم البعض، والبعض يحترم الكل في مهنتهم التي أساسها الفن والذوق والاحترام. وحين اشتعلت نار الحرب مع إيران ونزحنا إلى مركز البصرة، لم تكن هناك أيضا سيارات كثيرة، فكنا نقطع المسافة بين 5 ميل والعشّار في أقل من ربع ساعة!

اليوم وبعد انفتاح الحدود على كل شيء، وحيث دخل الإرهابيون والقتلة مثلما دخلت المخدّرات والسيارات وعربات النقل والحمل والتكتك والستوتة بأشكال وألوان مختلفة، وازداد عددها بشكل لا يُصدّق، دخلت بلادنا أنواع من السيارات الخاصة والعامة بطرق شرعية وغير شرعية ، أثقلت كاهل شوارعنا التي لم يطرأ عليها تغيير منذ سبعينات القرن الماضي، إلاّ ما ندر.

سيارات أمريكية ويابانية وكورية وصينية وألمانية وفرنسية وإيرانية، دخلت عن طريق المستوردين المتنافسين على جني الارباح، وعبر الشركة العامة للسيارات ومنافذ أخرى، وسبّبت الكثير من المشاكل والأزمات، إضافة الى شاحنات البضائع والوقود التي تملأ الشوارع الخارجية والداخلية ليلاً ونهاراً، مسببة إرباكاً في السير وحوادث مرورية أودت بحياة الكثيرين.

صرنا لا نستطيع الوصول إلى أماكن عملنا إلاّ بشقّ الأنفس، ونقضي وقتاً طويلاً يتجاوز بداية الدوام الرسمي بسبب الازدحام الشديد وصعوبة السير.

الحضارة مطلوبة ومسايرة الواقع والتقدّم العلمي والتكنولوجي مطلوب أيضا، ولكن وفق دراسة وتخطيط ميدانيين لكل شيء.

ففي جميع بلدان العالم نجد شاحنات الحمل ونقل البضائع الكبيرة والمتوسطة لها شوارع خاصة تسير فيها وبأوقاتٍ محددة تدخل المدن، كي لا تسبب إرباكا في المرور داخل المدن والحوادث في الطرق الخارجية !!

وفي كل بلدان العالم تكون أعداد السيارات متناسبة مع الشوارع لكي تستوعبها، حيث يجري فتح شوارع جديدة وبناء مجسّرات وأنفاق لمرور العربات.

أمّا نحن فلم نقم بفتح شوارع جديدة ، بينما أدخلنا كل موديلات السيارات حتى التي لم تنزل للسوق بعد!

وقمنا بإنشاء مجسّرات وأنفاق لكن تركناها غير مكتملة، وأربكنا السير وخلقنا أزمات مرورية اضافية!

وفوق ذلك نسمح للصبيان الذين لم يبلغوا الحلم بقيادة المركبات بين الأزقة والأسواق وحتى في الطرق الخارجية، ونتيجة لتهورهم في السياقة حدثت وتحدث مآسٍ كثيرة ..

فالى متى هذا كله؟ ومتى نتوقف لنفكر في المعالجة ثم نباشرها؟

 

 

قف

 

زمن الافندية.. الجدد

 

عبد المنعم الأعسم

 

صار لزمننا أفندية جدد تعلِق صورهم الانتخابية جيوش من الأتباع يجري تسريحها بعد يوم من نهاية الحملة. يتكلمون الفصحى المُحرَكة، ويتجادلون بالعامية السوقية.

ينزعون، مساءاً، بدلات الوظيفة، او الوجاهة، ثم يتجهون بسياراتهم الفاخرة الى ديوان العشيرة، حيث يتفقدون أمجاد غسل العار والمنهوبات، ويباركون حروب القبائل والافخاذ والاعمام، وقصص الجهاد على خطوط التماس بين دولة الغابة ودولة الدستور.

وفي الصباح، يستعرض افندية هذا الزمن قاماتهم، على المرآة، ببدلات زاهية وأربطة موردة، ثم يهرعون الى مواعيد في صالات تعجّ بالمصورين ومراسلي الاعلام.. يتنحنحون، ثم يتكلمون عن آخر التطورات وشؤون المال والشرف ومكافحة الفوضى، ثم يتبسطون في تقديم وعود بتوظيف ابناء المناصرين، وتوظيف ابناء ابنائهم. 

افندية زمننا (من) الوسط الصحفي، وقل مِن حملة اختام المهنة "اذا الريحُ مالتْ... مالَ حيثُ تميلُ" يجلسون على يمين صاحب المناسبة، شهودا للمهزلة، ومشاركين في تدنيس عِفاف التنافس، وشراء الذمم.

انه الزمن النذل.

*قالوا:

"جاها مِن يرفع الزحمه ..

وزاد بالطنبور نغمه".

الملا عبود الكرخي

 

 

بغداد تحتضن أمسية موسيقية عراقية – فرنسية

 

متابعة – طريق الشعب

 

احتضنت "قاعة الشعب" في بغداد الخميس الماضي، أمسية موسيقية عراقية – فرنسية، في إطار التعاون الثقافي بين السفارة الفرنسية في بغداد ودائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة.

وتوافدت إلى القاعة حشود غفيرة من محبي الموسيقى، إلى جانب شخصيات ثقافية وفنية. حيث قدّم فنانون محترفون من العراق وفرنسا فقرات موسيقية مزجت بين الألحان الشرقية والغربية المعاصرة والكلاسيكية.

وسبق أن جرت تدريبات مكثفة لعازفي بيانو في قاعة المعهد الثقافي الفرنسي، استعدادا للأمسية.

ووفقا لما نقلته وكالات أنباء عن مصدر في وزارة الثقافة، فإن الوزارة تأمل في توسيع آفاق التعاون الثقافي مع فرنسا خلال المدة المقبلة، لتشمل برامج تدريبية متخصصة في العزف على البيانو، يُشرف عليها اختصاصيون فرنسيون.