اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الاحتجاجات الشعبية على الأبواب.. هل تتخلى الكتل السياسية عن مكاسبها لصالح حكومة أغلبية سياسية؟

بغداد ـ طريق الشعب

لا تزال القوى المتنفذة والمتحكمة بالقرار السياسي في البلاد، تتمسك بنهج المحاصصة المقيت مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي، في وقت خرقت فيه هذه القوى المدد الدستورية في ما يتعلق باختيار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، في ظل أزمات متعددة تنعكس آثارها سلبا على المواطن البسيط الذي يتطلع الى حكومة جديدة بنهج سياسي جديد، تكون رافعة للخلاص والتغيير.

من المؤكد ان استمرار حالة الانسداد السياسي لن تكون عواقبه محمودة؛ فمن المتوقع أن تتفجر احتجاجات شعبية واسعة غير مسبوقة بسبب النقمة التي يعاني منها المواطنون. هذا ما حذر منه مراقبون ومهتمون بالشأن السياسي.

التشبث بالمحاصصة

يقول عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد السابق د.عبد الجبار احمد، في حديث خصّ به “طريق الشعب”، ان الصراع الحالي لا يتعلق بالمكاسب او المغانم او الاستحقاقات الانتخابية، كما يسمونها او بعدد الوزارات، بل بمن يوزع هذه المكاسب، فهنا الإشكالية الحقيقية، ومن الذي سيقرر توجهات الحكومة المقبلة والسلطة التشريعية، مؤكدا أن هذا هو “موضع الخلاف الأساسي، وخاصة فيما يتعلق بالذهاب الى حكومة الاغلبية، التي تتطلب وجود وحدة قرار ومسؤولية ومحاسبة ومكاشفة”.

ويلفت د. عبد الجبار الى ان “المدرسة التوافقية تتمسك بمنهج التوافق، والنتيجة واضحة فنحن جربنا التوافقية التي ارتبطت بالفساد، وغياب المحاسبة والكثير من الوزراء عليهم قضايا اختلاس وغيرها من القضايا، فأصل الموضوع لا على عدد المكاسب، بل من الذي سيقرر السياسة العامة للبلد”.

وعن مدى عمق الازمة الحالية، يشير أستاذ العلوم السياسية الى ان الفترة منذ العاشر من شهر تشرين الاول والى الان، “تكشف لنا ان النخب السياسية لا تهتم بالمصلحة الوطنية ولا حتى المصلحة الحزبية، بل جل اهتمامهم بالبحث عن المصالح الشخصية والمحافظة على استحواذهم على السلطة السياسية والاقتصادية والامنية، لذلك هي ليست فقط ازمة، بل معضلة اشد وقعاً ووطأة من الازمة”.

ويجادل الدكتور عبد الجبار بأن “النخب السياسية قادرة على حل الاشكالية، لكن ليست هناك رغبة حقيقية في حلها”، فيما يعزو سبب عدم وجود حل للأزمة الحالية الى “ضعف السلطة القضائية، حيث لا بد لها ان توجه انذارا الى النخب السياسية بسبب خرقها المدد الدستورية”، مردفا كلامه “ان معظم النخب السياسية تنتظر تدخلات إقليمية من هذا الطرف او ذاك لحل الازمة”.

وفيما يستبعد ان تسمح القوى المتحكمة بالقرار السياسي والاقتصادي والامني، باندلاع انتفاضة شعبية جديدة، أردف بأن “هذا لن يمنع من تفجر الانتفاضة مع توافر الشروط والظروف”.

تفاقم الازمة

وعلى صعيد ذي صلة، يؤكد المحلل السياسي د. مناف الموسوي، ان قوى السلطة “لن تتنازل عن مكاسبها السياسية بل على العكس هي تصر على التمسك بها. ونشاهد تصريحات الإطار التنسيقي تؤكد ان الأغلبية الوطنية مشروع مهم، لكن الوقت الراهن لا يسمح بذلك، في إشارة واضحة الى تمسك هذه الأحزاب بالامتيازات”.

ويقول الموسوي، ان تلك القوى “تصر على المشاركة في تشكيل الحكومة، والحصول على جميع الاستحقاقات، وان تغليب المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية سبب رئيسي في عدم ايجاد مخرج حقيقي للازمة”.

ويتابع قائلا ان “هذه الانتخابات جاءت نتيجة أزمة الثقة، ونتيجة انتفاضة تشرين التي أجبرت الكتل السياسية على الذهاب الى انتخابات مبكرة. وبالتالي فان بقاء الوضع على حاله او الذهاب الى انتخابات مبكرة، سيزيد من الازمة وبالفعل في الاشهر القادمة وبالتزامن مع سخونة الجو والأوضاع المتردية اقتصادياً وأمنيا قد تكون هناك عوامل محفزة لخروج المتظاهرين مرة اخرى، وبطريقة اقوى واعنف من تشرين الماضية”.

عودة الاحتجاجات

ويعتقد الناشط حسن المياحي ان “الحكومة القادمة ستمضي بالتوافق في ما بين القوى المتنفذة، كما جرت العادة على إرضاء جميع الأطراف؛ فالكتل السياسية لن تتنازل عن مكاسبها، وان الأزمة السياسية الحالية تعود بالسلب على المواطن وعلى تأخر الكثير من المشاريع وإقرار الموازنة. أما السياسيون فهم لا يهتمون او يلتفتون إلى المواطن”.

 ويشير الناشط في حديثه لـ”طريق الشعب” الى ان “هنالك مصالح مشتركة بين هذه القوى وتقاسما للمغانم، ويربطهم جميعا نهج المحاصصة الذي لا يمكنهم مغادرته. وهناك تأثير اقليمي هو الاخر ايضا يحول دون المضي في تشكيل حكومة اغلبية سياسية. وفي المحصلة فان هذه القوى لا يمكن أن تجد مخرجا حقيقيا للأزمة”.

ويتوقع المياحي “عودة التظاهرات الى الشارع مع تفاقم السخط الجماهيري وتناميه بشكل مستمر. سيعود بقوة خلال الاشهر القادمة، فالحكومة التي تتشكل ستفشل بكل تأكيد في الاستجابة لمطالب الناس”، مبينا ان السبب في غياب الحلول الناجعة للازمة هو ان “القوى السياسية لا تتنازل عن مكاسبها، وعن نهج المحاصصة الذي انتهجه المتنفذون”.

**********

الصحة تحذر من الحمى النزفية: لا وجود للقاح ضدها

بغداد ـ طريق الشعب

حددت وزارة الصحة، امس الاثنين، مصدر وأعراض مرض الحمى النزفية الذي وصفته بـ”الخطير جداً”، وفيما اشارت الى أن نسبة الوفيات به قد تصل الى 40‎%، أكدت عدم وجود لقاح ضده.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، في تصريح تابعته “طريق الشعب”، إن “الحمى النزفية هي مرض فيروسي متوطن بسبب الاصابة بفيروس (حمى القرم-الكونغولية) وهو من الأمراض المشتركة مابين الحيوان والإنسان”.

واضاف ان “الأشخاص الاكثر اصابة بالمرض هم مربو الماشية كالأبقار والأغنام والماعز وغيرهم، وكذلك العاملون في محال الجزارة (القصابين)”، مشيرا الى ان “ذلك لا يعني عدم امكانية اصابة فئات اخرى”.

واشار الى “تسجيل العراق اكثر من 10 إصابات متفرقة في عدد من المحافظات، لكن المحافظات الاكثر اصابة بالمرض هي ذي قار، كما تم تسجيل ثلاث وفيات بالمرض”.

واكد البدر “عدم وجود لقاح لهذا المرض للانسان او الحيوان”، مؤكدا اهمية “الكشف المبكر للمرض كونه خطيرا جدا ويمكن ان يتسبب بالوفاة بنسبة تصل بين 10-40% في حال تأخر مراجعة المؤسسات الصحية”.

وتابع البدر ان “الوسيلة الأكثر شيوعا لانتقال المرض من خلال حشرة ناقلة هي حشرة “القراد” التي تلتصق بجلد الماشية وممكن ان تنقل المرض”.

***********

لجنة تحقيق برلمانية: لا وجود لمقرات إسرائيلية في أربيل

بغداد ـ طريق الشعب

كشف تقرير أصدرته لجنة التحقيق في القصف الذي تعرضت له محافظة اربيل، الشهر الماضي، عن عدم وجود أية أدلة على وجود مقرات إسرائيلية.

وقال التقرير، أن اللجنة لم تجد أية أدلة أو أدوات مشبوهة في الموقع الذي تعرض للقصف.

وأضاف التقرير، أن اللجنة لم تلحظ ما يثبت أن المنزل الذي تعرض للقصف قد استخدم في أي نشاط سياسي.

وعدّ التقرير ان القصف الذي تعرضت له اربيل، انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية.

وتعرضت أربيل عاصمة إقليم كردستان، في ساعة متأخرة من ليلة 12 آذار الماضي، إلى هجوم بـ 12 صاروخاً باليستياً “بعيدة المدى”، انطلقت من خارج الحدود العراقية، وسقطت في محيط القنصلية الأمريكية ومحطة كوردستان 24 بمصيف صلاح الدين، ما أسفر عن أضرار مادية في المباني والمنازل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في تصريح لشبكة رووادو، ان الجانب الايراني لم يقدم البراهين والأدلة والارتكانات القانونية، التي بموجبها عمد إلى قصف محافظة أربيل.

*********

راصد الطريق.. النزاهة لم تعد تطيقها!

أوضح تقرير صادر عن هيئة النزاهة ان فريقها المركزي والفرق الساندة له، وتلك المؤلفة في مديريات ومكاتب التحقيق في بغداد والمحافظات، أجرت استبانة لآراء 9800 مراجع في 102 من دوائر التنفيذ الحكومية، منها 12 دائرة في بغداد و89 في المحافظات.

وخلص التقرير في ضوء اجابات من شملتهم الاستبانة الى ان “نسب تعاطي الرشوة في دوائر التنفيذ، تعد مرتفعة وغير مقبولة في عمل المؤسسات الحكومية”.

قاريء التقرير لم يتفاجأ بما جاء فيه من تفاصيل ونسب، ومن اجبار للمواطن على الدفع تحت عناوين مختلفة مقابل اكمال معاملته. فهناك الدفع المباشر وغير المباشر عبر المعقبين، الذين يتقاسمون الحصص مع العديد من منتسبي الدوائر، والكل مشارك في الغنيمة وكل له حصته.

وبلغ الامر حدا صار يصعب معه انجاز أية معاملة من دون دفع الرشوة، ودفعها مجزية.

وهذا كله يضيف بالطبع أعباء على كاهل المواطن، كما انه يؤدي الى تأخير في الانجاز.

وقد تقدمت هيئة النزاهة بالعديد من المقترحات الهامة للمعالجة، فهل ستجد طريقها الى التنفيذ بوجود الفاسدين والمرتشين والمتنفذين والسلاح؟!

**********

الصفحة الثانية

محلية البصرة: رؤية لتجاوز الأزمة في المحافظة

البصرة - طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مكتب مجلس النواب في المحافظة.

وقدم الوفد الزائر رؤية اللجنة المحلية لحل المشاكل التي تعاني منها المحافظة، وحلولا مقترحة لتجاوز التحديات التي تواجه ابناء البصرة.

وضم الوفد الرفاق احمد ستار عضو اللجنة المركزية، وحافظ الجاسم عضو اللجنة المحلية للحزب في البصرة، فيما كان في استقبالهما معاون مدير مكتب مجلس النواب في المحافظة امجد لازم الحمود.

واكد الوفد ان الرؤية التي اعدتها محلية البصرة، سوف تقدم لجميع اعضاء مجلس النواب في المحافظة.

 ***************************************

اضراب للمتطوعين في القطاع الصحي بالسليمانية.. أصحاب مشاريع الدواجن يحتجون على فتح الاستيراد

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق عديدة من البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات، فيما تظاهر المئات من اصحاب الدواجن امام المنطقة الخضراء وسط بغداد، احتجاجا على ما اسموه قرار “الاستيراد العشوائي”. فيما يطالب المتطوعون في القطاع الصحي في محافظة السليمانية بالتعيين على الملاك الدائم، ضمن تظاهرة احتجاجية تحولت الى إضراب عن الدوام.

فتح الاستيراد

وقال المتظاهر خالد حسين لـ”طريق الشعب”، ان “السياسات الحكومية الخاطئة في إدارة ملف تربية الدواجن، تسببت بخسائر كبيرة لاصحاب حقول الدواجن”، مشيرا الى “جملة من العوامل التي ساهمت في الاضرار باصحاب الدواجن، منها رفع سعر الدولار امام الدينار الذي تسبب برفع اسعار الاعلاف”.

واضاف ان “سعر طن العلف ارتفع من 450 الف دينار الى اكثر مليون دينار، وسط غياب الحلول والمعالجات الحكومية منذ عام ونصف العام”، مؤكدا ان “قرار الحكومة الأخير بفتح الاستيراد أمام منتجات الدواجن “البيض واللحوم “ بدون قيد او شرط ومن جميع المنافذ تسبب بكوارث اقتصادية واضرار معيشية جسيمة لا يمكن تداركها ومعالجتها”، داعيا الى “انقاذ المربين من الكوارث والتبعات السلبية الوخيمة جراء ضرب المنتج الوطني وتحييده، والذي يحقق اكتفاء ذاتياً في عموم المحافظات بدلاً من استيراد منتجات اقل جودة من المنتجات الوطنية”.

وطالب حسين بدعم مربي الدواجن بالأعلاف وبأسعار مدعومة ورمزية أسوة بدول الجوار لانقاذ ثروة اقتصادية مهمة من الاندثار وفقدان ملايين الاسر العراقية لمصادر قوتها المعيشي، مشيرا الى انهم يواجهون مشاكل والتزامات مالية كبيرة جراء المديونية للشركات والمكاتب الاهلية المختصة ببيع منتجات ومستلزمات الدواجن.

ونظم العشرات من أساتذة جامعة بغداد، تظاهرة أمام وزارة التعليم العالي للمطالبة بقطع الأراضي، اضافة الى توقيع محضر جامعة بغداد وتحويله الى مجلس الوزراء.

الخدمات وفرص العمل

من جانبهم، تظاهر العشرات من سكنة مجمع البتروكيمياويات في خور الزبير جنوب البصرة، للمطالبة بتوفير فرص العمل لابناء المجمع العاطلين عن العمل، وتقديم الخدمات واكساء الشوارع.

ونظم أهالي منطقة الطوبة والنخيلة (حي الأساتذة) في البصرة، وقفةً احتجاجية، طالبت بسحب العمل من الشركة المنفذة لمشروع منطقتهم المتلكئ منذ سنتين واستبدالها بشركة رصينة نفذت أعمالا مشابهة في المحافظة.

وطالب الاهالي بتغيير مخططات المشروع وتوسعة شوارع المنطقة والأرصفة وكذلك تصحيح ما ارتكبته الشركة من أخطاء أثناء التنفيذ، مشددين على ضرورة وضع مهندس مقيم ولجنة متابعة من قبل الحكومة المحلية واعتماد قراراتها.

وفي ذي قار، تظاهر العشرات من اصحاب العقود في الشركات النفطية حسب قراري 315 و 174 أمام مصفى ذي قار النفطي، للمطالبة بالتثبيت على الملاك الدائم، وحسب مدة الخدمة الأصغرية، مؤكدين انهم اكملوا خدمتهم المطلوبة.

ووصف خريجو الجامعات المعتصمون امام مبنى محافظة ذي قار، اقدام القوات الامنية على ازالة خيمهم بالخطوة غير المدروسة التي ستزيدهم اصرارا على التمسك بمطالبهم.

واكد الخريجون في بيان طالعته “طريق الشعب”: “لقد اكتفينا من المناشدات وطرح المعاناة وطرق الأبواب، وقد حدث يوم (السبت) ما حدث من اعتداء على خيام المعتصمين السلميين وإزالتها”.

وتابع البيان ان “الجميع يعلم وخصوصاً الحكومتين المركزية والمحلية بأن مثل هذه الأفعال غير المدروسة التي حدثت تزيد من إصرار وثبات المعتصمين”، مؤكدين عودتهم بعد انتهاء عطلة العيد.

من جهتهم، تظاهر العشرات من اصحاب العقود في بلدية النجف، للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس بأن “اصحاب العقود من عمال وموظفي بلدية النجف نظموا تظاهرة في ساحة الصدرين، للمطالبة بتطبيق كافة فقرات قرار مجلس الوزراء رقم ٣١٥، وتثبيتهم علي الملاك الدائم اسوة بموظفي الدوائر الاخرى، فضلا عن التعاقد مع اصحاب الاجور اليومية”.

اضراب في السليمانية

في المقابل، تظاهر المتطوعون في القطاع الصحي في محافظة السليمانية، مطالبين بالتعيين على الملاك الدائم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات تظاهروا ولليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإنصافهم وتعيينهم على الملاك الدائم لوزارة الصحة”، مشيرا الى ان “المتظاهرين طالبوا باعتماد الطريقة المتبعة في محافظات الوسط والجنوب في التعيين المركزي لخريجي الكليات الطبية والصحية” بحسب قولهم.

وقال المضربون في مؤتمر صحفي، أن أعداد المتطوعين في المؤسسات الصحية في السليمانية وحلبجة وإدارة كرميان تصل إلى أكثر من 12 الف متطوع، وهذا يمثل نسبة 50 في المائة من الكوادر الصحية العاملة في محافظة السليمانية، مضيفين أن “تهميش هذه الشريحة يعني تعطيل نصف المؤسسات الصحية، وهذا يمثل تهديدا على حياة المواطنين”.

ودعا المتطوعون الى “رفع الظلم عن وزارة الصحة في قضية التعيينات من جهة وعن محافظة السليمانية من جهة اخرى لأننا نطلع يوميا الى قرارات التعيين الصادرة من الحكومة للوزارات الأخرى، وكذلك لوزارة الصحة، باستثناء محافظة السليمانية”.

وتظاهر العشرات من موظفي وأساتذة جامعة السليمانية، احتجاجا على تأخير صرف الرواتب الشهرية، معلنين عن اغلاق بوابة باب الجامعة، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم الشهرية المتكررة منذ مطلع هذا العام.

 **********************************************

منتصف الاسبوع.. استعصاء وثلاثة حلول

حسين النجار

كان من السهل ان تخرق القوى المتنفذة التوقيتات الدستورية، وتبعد انتخاب رئيس الجمهورية الى آجل غير مسمى. فهي التي خرقت الدستور والقانون تكرارا، في مسعى لإدامة وجودها في السلطة. وهي عادة ما تفتعل حلولاً لفك الاختناقات التي تواجهها، وابسط مثال على ذلك جعلها الجلسة الأولى لمجلس النواب في 2010 مفتوحة، الى حين صدور قرار المحكمة الاتحادية آنذاك بعدم دستورية ذلك.

ويأتي خرق الدستور حالياً، الى جانب سعي البعض الى ادامة الازمة المستعصية، وعدم اعترافهم بوجود قوى واسعة شعبية واحتجاجية تسعى لتغيير منظومة الحكم التي اعتمدت المحاصصة كنهج وحيد للحكم.

وفي هذه المرة تشهد عملية التشكيل المؤجل للحكومة نشوء تحالفات برلمانية منقسمة طوليا، وجاء ذلك في اعقاب مطالبات واسعة بمغادرة الأساليب السابقة الفاشلة في تأليف الحكومات المتعاقبة.

فالقوى الطائفية والقومية المتنفذة لم تعد الان معزولة عن بعضها. وهذا بحد ذاته يُعد كسرا لطريقة التشكيل السابقة الفاشلة للحكومات، خصوصا اذا تجذر وتشكلت تلك التحالفات وفق أسس برنامجية، تتحمل قوى كل تحالف مسؤوليتها.

غير ان نهج الاقصاء والتهميش مازال قائما، فهو سياق تعتمده القوى الحاكمة الفاسدة عادة، ما يعني ان اية حكومة مقبلة ستبقى ذات طبيعة قلقة، بسبب عدم اسنادها الى القوى المتحاصصة سابقا نفسها، وهذا بحد ذاته يعتبر هدفا من اهداف الانتفاضة المجيدة.

ورافقت ذلك التفسيرات الملزمة للمحكمة الاتحادية، لتحديد قانونية النصاب الدستوري لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا جزء من الفعاليات الأخرى التي عطلت هذه الجلسة، كون طرفي النزاع غير قادرين على تأمين العدد الكافي من الاصوات لتمرير مرشحهم للرئاسة.

امام هذا الحال تشتد أوضاع الناس صعوبة وتتعمق معاناتهم، فيما تدير القوى المتنفذة الظهر لمسؤوليتها تجاه جموع الفقراء والكادحين، بل وتقوم بتهميشهم وهم الذين اوصلوهم الى سدة الحكم، وبجانب هذا تبقى الحلول المطروحة من طرفي الصراع غير مقبولة لبعضهم، ما يعني بقاء الحال على حاله.

لقد طرحت القوى المدنية والديمقراطية ومعها خبراء في القانون الدستوري، حلولاً دستورية يمكن ان تفتح المجال امام عملية تشكيل الحكومة، ومنها ان تقصر المحكمة الاتحادية الزام حضور ثلثي النواب على الجلسة الأولى فقط لانتخاب رئيس الجمهورية، كذلك الدعوى القضائية المقدمة الى المحكمة الاتحادية باسم التيار الديمقراطي ضد رئيس مجلس النواب بالإضافة الى وظيفته، لأجل تحديد موعد سريع لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وان تتحمل القوى المتخلفة عن الحضور مسؤولية امام الشعب والناخبين.

ولكن يبقى الحل الاسلم، الذي بدأ الحديث عنه يطفو على السطح، يتمثل في إعادة الانتخابات النيابية، وهو الأقرب الى الواقع استناداً الى التجربة المريرة التي نمر بها حالياً وجرت تجربتها سابقاً. لكن طرحها دون الاستناد الى عدم عودة هذه القوى مجدداً لتكون مصدرا للقرار لا يعد حلاً بذاته، بل يجب ان ترافقه مجموعة من الإجراءات القانونية والبرلمانية وبضمنها إعادة تشريع قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية مستقلة قولاً وفعلاً، مع حملة وطنية وجماهيرية واسعة تبشّع  المحاصصة وتدعو الى  عدم التجديد لقواها مع التعويل على وحدة عمل القوى المدنية والديمقراطية الداعية الى التغيير.

وبعكس ذلك، فان جمرة الانتفاضة تبقى متقدة ورايتها مرفوعة لتخليص بلدنا من طغمة الحكم الفاسدة.

 *************************************************

اهالي الكرادة يهددون بالتظاهر الاربعاء القادم.. اجراءات امنية تعطل الحياة في احد شرايين بغداد

بغداد ـ طريق الشعب

أبدى أصحاب المحال التجارية في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، يوم امس، امتعاضهم مما وصفوه بـ”الحيف والتعسف الذي تمارسه قيادة عمليات بغداد” تجاههم، بعد قيام القوات الامنية بإجراءات مشددة لحماية المنطقة تحسباً لوقوع أي طارئ.

تظاهرة مرتقبة

وتناقلت وكالات الانباء المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، منشورا منسوبا لأصحاب المحال في الكرادة، يتضمن الحديث عن “تظاهرة سلمية شعبية عفوية ستنطلق للمطالبة برفع الحيف والتعسف الذي تمارسه قيادة عمليات بغداد من شرطة اتحادية ومرور في تقييد حرية هذا الشارع حصراً، لذلك وكرد فعل على تلك الاجراءات سنخرج نحن المتضررين من أصحاب المحال التجارية وغيرهم ممن يسترزقون من الحركة التجارية في هذا الشارع في تظاهرة سلمية يوم الاربعاء المقبل”.

ورفع أصحاب المحال جملة مطالب، بينها “فتح شارع الكرادة داخل وابعاده عن المزايدات السياسية والتسقيط وعدم الاستخفاف بحقوق اصحاب المهن الحرة في هذا الشارع، بالإضافة إلى إعادة النظر في تشكيل قيادة العمليات ب‍العراق”.

اجراءات غير مبررة

وفي هذا الشأن، قال محمد علي (صاحب بسطية لبيع الملابس) في وسط الشارع، لـ”طريق الشعب”، ان “الاجراءات الامنية غير المبررة والتدخلات السياسية اثرت على الحياة التجارية في الشارع”، مشيرا الى ان “الاجراء يتكرر سنويا عند اقتراب احدى المناسبات في مشهد يدل على فشل جميع الخطط للحفاظ على امن المنطقة”.

وأضاف ان “هناك جهات متنفذة تعمل على جعل المنطقة مغلقة لتنفيذ اجندات خاصة بها وقتل المنطقة من الناحية التجارية وتحويلها الى مكان غير مرغوب للزائرين”، مبينا ان “الاعمال التجارية تأثرت بشكل كبير منذ سنوات نتيجة للاعمال الارهابية، وزاد الوضع سوءا اجراءات القوات الامنية”.

ودعا علي “الاجهزة الامنية الى اعتماد خطط متطورة لمواجهة المجاميع الارهابية، ومن يروم الشر بالمواطنين بدل معاقبة الناس بإجراءات امنية لا تنفع في شيء سوى تعطيل الحياة”.

تعطيل الحياة

اما المواطنة زينب جبار فأكدت لـ”طريق الشعب”، ان “الكرادة من أكثر مناطق العاصمة حيوية، لكن اضحت هناك معاناة يومية يقاسيها ساكنوها أو الذين يرتادون مطاعمها ومقاهيها وأسواقها”، مشيرة الى انه “يمكن لأي شخص أن يدخل إلى المنطقة في أي وقت حتى يرى بعينه الزحامات المريعة بسبب القطوعات الأمنية والسيطرات والتضييق على حركة المرور بشكل غير منطقي”.

واضافت “لا يمكن تجاوز سيطرة ساحة كهرمانة بأقل من ساعة كاملة، وكذلك الحال في مختلف الاتجاهات المؤدية إلى داخل المنطقة، ما جعل الناس في حالة من الاحباط والغضب بسبب ما يجري”.

وتابعت أن “الكرادة تعاني منذ سنوات من هذا الوضع البائس، إذ تأثرت الحركة التجارية فيها بشكل كبير، نتيجة عرقلة حركة السير وقطع بعض الشوارع حتى باتت اليوم أمام حركة ضعيفة جدا قياسا بالسنوات الماضية”.

اجراءات امنية

وخلال الايام الماضية قامت القوات الامنية بعدد من الاجراءات التي تسببت بزخم مروري كبير في شارع الكرادة داخل، حيث ابتدأ الامر بإغلاق الشارع، ثم فتحه بشكل جزئي بعد نصب القوات الأمنية عجلات الرابسكان (السونار) في مداخلها من جهة كهرمانة ومن جهة سبع قصور، قبل ان يتعطل السونار، لتقوم برفعه مجددا، ومن ثم اعادت نصبه مجددا، يوم الاربعاء الماضي.

 *************************************

تنويه

ورد في الاضاءة المنشورة يوم الاحد 24 نيسان الجاري، خطأ في ذكر السنة حيث ان الصحيح هو انتخابات تشرين 2021.

 *********************************************

الصفحة الثالثة

التغيير الديموغرافي.. تحدٍ كبير يواجهه سكان نينوى!

بغداد ـ طريق الشعب

يشكو الكثير من سكان مدينة الموصل، من سيطرة بعض الجهات المتنفذة على أراض وعقارات تابعة للدولة وللمواطنين، ويلاحظون سعي هذه الجهات في العديد من المناطق، لإحداث تغيير ديموغرافي.

ويوضح المواطنون أن العملية تتم من خلال شراء الاراضي من المواطنين المتعاونين معهم او بالتهديد، وإسكان عناصر او عوائل قريبة أو موالية لهم، وذلك لتوفير مبررات وجودهم.

عصابات متنفذة

وبحسب مسؤولين في محافظة نينوى، فإن سيطرة هؤلاء المتنفذين على العقارات، تجري بالتعاون مع عصابات من مزوري سجلات العقار، ثم يجري بيعها على أنها ملك لأشخاص، الأمر الذي يدر عليهم مبالغ مالية كبيرة، تصل إلى ملايين الدولارات.

واكد مصدر من داخل سهل نينوى في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “هناك مسعى لإحداث تغيير سكاني في ألقوش والبلدات والمناطق الاخرى، وتغيير هويتها”، موضحا ان “سهل نينوى يضم الاكراد والعرب وكافة التنوعات الاخرى، التي تتعايش تاريخيا في ما بينها، بعيدا عن كل الصراعات. بينما يسكن ألقوش الايزيديون والمسيحيون منذ القدم. وتعتبر هذه البلدة آخر معقل للمسيحيين، ظل محافظا على هويته”.

ونوه المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، بأن معلومات تصلهم بين الحين والآخر “عن قيام بعض الاحزاب المتنفذة، ببناء بيوت وإسكان أعضائها، او شراء الاراضي في مناطقهم، لإضفاء شرعية على وجودهم”، مشيرا إلى أن “دور الشرطة الاتحادية في ألقوش مغيّب تماما”.

هجرة للشباب

وعن الواقع الشبابي، اشار في حديثه الى أن “دور الشباب مغيب تماما او أنهم ينوون الهجرة وربما هاجروا؛ لأن هناك تضييقا على حرية التعبير واعتداءات تتكرر على الشباب، وان انتهاك الحريات كبير. وفي اكثر الاحيان يتم اجبار المعتقلين بسبب الرأي، على توقيع تعهدات بالتزام الصمت. وهذه العوامل كفيلة بدفع الشباب للهجرة”.

وأشار المصدر إلى حادثة وقعت في العام 2017، حين “تمت اقالة مدير الناحية بصورة غير قانونية، تحت تأثير جهة متنفذة، علما انه فاز بحكم من المحكمة الادارية، وعند رجوعه الى الناحية لمزاولة عمله توجهت اليه قوة واعتدت عليه واخرجته بالقوة، وتم تنصيب شخصية اخرى تابعة لذات الجهة”.

وقال المصدر المطلع ان “هناك مناطق مثل برطلة وقره قوش وكرمليس يسيطر عليها فصيل مسلح، يمارس اساليب مرفوضة لإحداث التغيير السكاني، وبرطلة بالذات بيع الكثير من اراضيها، واصبح من الصعب الحفاظ عليها، بسبب ان الكثير من الناس باعت أراضيها سواء بالتهديد او بدونه”.

وتابع ان هناك جهة مسلحة “تسيطر على كامل الاراضي من بلدة باطنايا وصولا الى ألقوش، التي تخضع لسيطرة جهة مسلحة اخرى، نزولا باتجاه الموصل. وفي داخل الموصل هنالك ايضا جهات مسلحة متنوعة تسيطر عليها”.

واختتم المصدر بالحديث عن الوضع في سهل نينوى، قائلا انه “ليس بمعزل عن الوضع العام في بقية المناطق، فهو ايضا يعاني من ازمة ارتفاع الاسعار والوضع الاقتصادي فيه سيء جدا، وسط انعدام فرص العمل”.

من جانبه قال الناشط المدني (ع . ن)، لـ”طريق الشعب”، ان “سهل نينوى يشهد تواجد مكثفا لعديدا الفصائل المسلحة التي تسعى الى فرض سيطرتها المطلقة واحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة بهدف تحقيق مشاريع دولية”، مشيرا الى ان “الانطباع السائد الان في المنطقة هو سيطرة اللادولة على جميع المفاصل الحيوية فيها بفعل تأثير السلاح”.

وأضاف ان “هناك محاولات لاستهداف المسيحيين عن طريق الترغيب والترهيب تارة من خلال عرض مبالغ مالية كبيرة لقاء شراء منازلهم، وتارة أخرى بتهديدهم والتضييق عليهم لدفعهم إلى الهجرة ومغادرة المنطقة”.

واكد ان “الهدف من التغيير السكاني هو انشاء منطقة تابعة لسيطرة جهات معينة، لتأمين طريق خاضع لنفوذهم يربط بين ايران وسوريا ولبنان عن طريق نينوى”، مبينا “وجود محاولات لفرض السيطرة على بغديدا وبرطلة”.

وتابع ان “المواطنين في هذه المناطق عقدوا الامل على زيارة البابا للعراق للتدخل في منع التضييق على ساكني هذه المناطق لكن أي من ذلك لم يحدث، وواصلت القوى المتنفذة حملاتها بشكل شرس لاستهداف المسيحيين”، مؤكدا “تعرض المواطنين للابتزاز من قبل السيطرات وفرض الاتاوات، ومحاولة فرض واقع اجتماعي جديد على ساكني هذه المناطق”.

 ****************************************

تنتقل عبر الحيوانات.. الحمى النزفية.. وفيات وإصابات تثير المخاوف

بغداد – طريق الشعب

تزايدت المخاوف خلال اليومين الماضيين بعدما سجلت محافظات جنوبية إصابات ووفيات بفيروس الحمى النزفية. وبرغم أن وزارة الصحة ودوائرها شرعت في إجراءات مبكرة لمواجهة المرض، لكن النتائج مرهونة بسبل الرقابة الصحية وهي في حقيقة الأمر ضعيفة تجاه أماكن ذبح الحيوانات، فضلا عن قلة دعم وتطوير القطاع البيطري للمساهمة في حل الأزمة، كما يقول مختصون.

وضع مقلق

تحدث مصدر طبي في وزارة الصحة عن مدى خطورة انتشار مرض الحمى النزفية ما لم تتم معالجته بشكل سريع وبإجراءات حاسمة.

وقال الممرض حسن البدري لـ»طريق الشعب»، أن «الحمى النزفية هي أحد الأمراض الفيروسية، ويكون مصحوبا بنزف في أغلب الحالات، وينتقل هذا الفيروس أحيانا من القوارض وبعض الحشرات، وتكثر الإصابة به في المناطق الريفية، وخاصة بين مربي الدواجن والماشية».

وأضاف البدري: «يصاب المريض باضطرابات نزفية، تصاحبها حمى يمكن أن تتطور إلى الموت في كثير من الأحيان. أن الوضع الحالي ينذر بالخطر ويجب تدارك الموقف سريعا لأن الرقابة الحكومية ضعيفة وهنالك جهل كبير يساعد على انتشار المرض. لقد سجل المرض عدة وفيات أعلنت وزارة الصحة عنها، لكن هناك حالات أخرى يتم التحفظ عليها حتى لا يثار الهلع بين المواطنين».

ونبه البدري الى أن «ما يزيد من خطورة الأمر هو عدم وجود علاج للمرض».

وتعزو وزارة الصحة نشاط هذا المرض بسبب ذبح المواشي بطرق مخالفة وتعليقها في الأماكن العامة دون الاكتراث إلى الدماء والذباب والحشرات التي تنقل الفيروس إلى الإنسان وتسبب بموته. لكن أغلب أماكن الجزر لا تحاسب قانونيا، بسبب ضعف الإجراءات الرقابية ما يجعل عملية ذبح الحيوانات المريضة تتم بسهولة.

وطبقا للبدري، أن طرق انتقال تكون عبر الحيوان المصاب إلى الإنسان عن طريق الدم الملوث واللحوم، ومن خلال لدغات البعوض التي تنقل الفيروس أيضا.

وأعلنت أكثر من محافظة عن تشكيل فرق بيطرية متخصصة لرش بؤر المرض بالمواد المعقمة والمبيدات لتطهيرها، ومنع حدوث إصابات جديدة، فضلا عن عقد ندوات تثقيفية صحية في المناطق التي سجلت فيها حالات الإصابة، وذلك لشرح سبل انتشار هذا المرض ومسبباته وطرق الوقاية منه.

كما بادرت الجهات الحكومية والصحية، بإصدار قرار بمنع دخول وخروج الحيوانات من وإلى المناطق الموبوءة، وداخل المحافظة لمدة شهر. وتوجيه لجان متابعة الذبح العشوائي للمواشي، بالتنسيق مع الدوائر ذات العلاقة لمتابعة المخالفين من الجزارين، وإحالتهم الى القضاء، مع منع الرعي داخل المدن.

مخاوف من التوسع

وضمن مستجدات الموقف الوبائي للحمى النزفية، أعلنت وزارة الصحة أن فرقها رصدت عدة حالات للمرض في مدينة الديوانية.

وقال الناطق باسم الوزارة سيف البدر إن عدة مصابين بالمرض «توفوا في الديوانية»، مؤكدا أن وزارته اتخذت «الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين»، من الوباء الذي يتسبب في اضطرابات نزفية وحمى شديدة، ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة في بعض من الحالات.

وتؤكد مصادر طبية ارتفاع أعداد الضحايا في الديوانية والقرى التابعة لها إلى نحو عشرين شخصا، مرجحة احتمالية انتقاله إلى مدن جنوبية أخرى إذا لم تضع السلطات الصحية حدا لذلك.

وأكد ناشطون في الديوانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن مستشفيات المحافظة وعياداتها امتلأت بالمراجعين الذين قدموا لإجراء الفحوصات الطبية، خوفا من إصابتهم بهذا المرض.

ولم يختلف الحال في محافظة الانبار التي أبدى مواطنوها خوفا من هذا المرض الغريب. فقد أصدرت قائم مقامية قضاء الفلوجة بيانا حذرت فيه الأهالي من شراء اللحوم الحمراء من محلات القصابة، ما لم تكن مختومة بختم الطبيب البيطري، الذي يفيد بصلاحيتها للاستهلاك، وكونها مذبوحة داخل المجزرة الرسمية تحب إشراف طبيب مختص.

وبدأت وزارة الزراعة وفروعها في المحافظات حملات توعوية، عن طريق توزيع نشرات على المزارعين ومربي الماشية، وإقامة ندوات في بعض القرى والتجمعات السكنية خارج المدن وعلى أطرافها.

حالات جديدة

وفي مدينة الناصرية، أوردت الأنباء إن عدة حالات وصلت خلال الساعات الماضية إلى مستشفى المدينة العام يشتبه في إصابتها بالمرض، إلا إن تعليمات رسمية منعت الكوادر الطبية من التصريح بشكل رسمي عن إصابات جديدة إلا عن طريق وزارة الصحة.

وتضمنت الحالات المشتبه بها أعراضا عديدة من بينها ارتفاع درجات الحرارة والنحول الشديد والغثيان والتقيؤ، بالإضافة إلى ظهور البقع النزفية تحت الجلد والفم والأنف، مصحوبة بآلام شديدة في العضلات.

وتوقع مسؤولون في وزارة الصحة ظهور مزيد من الحالات في بعض المحافظات الجنوبية المحاذية لمنطقة الأهوار مثل ذي قار والبصرة وميسان، حيث تزدهر تربية الجاموس والأبقار، في ظل غياب المستشفيات والمراكز الصحية عن مساحات شاسعة منها.

من جانبها، أكدت دائرة صحة ذي قار، ان هناك زيادة مقلقة للمصابين في المحافظة.

وقال مدير شعبة الأمراض الانتقالية في صحة ذي قار حيدر علي حنتوش في بيان طالعته «طريق الشعب»، أن «ذي قار تشهد زيادة مقلقة بحالات الحمى النزفية وهو مرض خطير قد تصل نسبة الوفيات به إلى 40 في المائة».

وأضاف أن «الأمور تتسارع بصورة غير طبيعية وان أساس السيطرة على المرض هو معالجة الحيوانات المصابة، لكن للأسف الشديد فأن إمكانيات الجانب البيطري محدودة».

 ***********************************

الوضع في العالم

لا ينفصل النضال ضد الفاشية والعسكرة والحرب، ومن أجل نزع السلاح والسلام، عن النضال الأوسع ضد الاستغلال الرأسمالي، ومن أجل التقدم الاجتماعي. فهو جزء لا يتجزأ من نضال الشغيلة من أجل مصالحهم الطبقية والنضال في جبهة اجتماعية واسعة تُبنى بتعبئة الطبقة العاملة وغيرها من الطبقات والفئات المناهضة للاحتكارات. ويمثل تعزيز هذه الجبهة مهمة أساسية، ففي خضم ديناميكية كهذه يشكل النضال من أجل أهداف ملموسة وآنية عاملاً أساسياً وضرورياً لمقاومة ايديولوجيا الطبقة الحاكمة، وللمضي قدماً في التغيير الثوري للمجتمع.

وساهمت قوى اليسار، ومن بينها الشيوعيون والحركات الاجتماعية، في كبح جماح النزوع العنصري الشعبوي المتطرف من خلال احتجاجات شعبية وإضرابات واسعة في فرنسا والمانيا وإيطاليا واسبانيا وبلدان اوربية أخرى. وكان من أبرزها حركة «السترات الصفر» في فرنسا ضد سياسات التقشف القاسي ومنح امتيازات ضريبية جديدة للشركات والأثرياء، وتقويض أنظمة الضمان الاجتماعي وفقاً لنهج الليبرالية الجديدة.

وشهدت الهند في مطلع 2020 أكبر اضراب في تاريخها الحديث، شارك فيه 25 مليونا من الشغيلة والموظفين والعمال الزراعيين. وتصاعدت الاحتجاجات ضد حكومة مودي وسياساتها الاقتصادية والعنصرية المثيرة للانقسام الديني والإثني. كما تفجرت في أواخر 2020 تظاهرات ضخمة للفلاحين ضد قوانين زراعية سعت الحكومة لفرضها وتشديد القمع ضد الاحتجاجات السلمية.

وفي أمريكا اللاتينية، رفضت قوى اليسار والشيوعيون والحركات الاجتماعية التسليم بما أحرزته قوى اليمين والليبرالية الجديدة من انتصارات انتخابية، وخاضت صراعا حادا من أجل تحقيق الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية ووقف التدخل الامبريالي الأمريكي. وشهدت بلدان عدة في امريكا اللاتينية انتصارات مهمة ومتلاحقة لقوى اليسار، شكلت مؤشرا على انتهاء سنوات التراجع وانقلابات اليمين المحلي المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها.

وكان من أبرزها في الفترة الماضية فوز تحالف اليسار في الأرجنتين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الأول 2019. وأعقبه الانتصار الكبير الذي حققه اليسار في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في بوليفيا في تشرين الأول 2020 وعودته إلى سدة الحكم. فقد حصل حزب الرئيس السابق موراليس، الذي أجبره العسكر الانقلابيون قبل سنة على الاستقالة من منصبه، على الأغلبية في البرلمان ومجلس الشيوخ. وفي غويانا بأمريكا الجنوبية، عاد حزب الشعب التقدمي إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات في آب 2020. وجرى تنصيب مرشح الحزب رئيساً بعد حصوله على أعلى نسبة من الاصوات.

وفي تشيلي، تمكنت حركة الاحتجاج الواسعة التي انطلقت في تشرين الأول 2019 واستمرت أكثر من عام، التي لعب فيها الشباب والطلبة دوراً متميزاً، من فرض اجراء استفتاء على اصدار دستور ديمقراطي جديد بديلا عن الدستور الموروث من حكومة بينوشيت الدكتاتورية الفاشية. وبموجب نتائج الاستفتاء جرى التصويت على انتخاب جمعية تأسيسية، تُمثل فيها النساء بنسبة 50 في المائة، لإقرار مشروع الدستور. وسيُقر الدستور الجديد في استفتاء في نيسان 2022. وفي بيرو، اُعلن رسميا في تموز الماضي فوز المرشح اليساري والقائد النقابي بيدرو كاستييو بالانتخابات الرئاسية.

وأكدت الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم، ومنها حزبنا، في تموز 2021 تضامنها مع كوبا في مواجهة الاستفزازات العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها، في أعقاب افعال قامت بها جماعات معادية للثورة لزعزعة الاستقرار، مستغلين المشاكل الناجمة عن تشديد الحصار الأمريكي الجائر والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا.

إن حزبنا الشيوعي العراقي يجدد تضامنه مع نضال الشعوب وقواها الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية في العالم، من أجل حقها في تقرير مصير بلدانها بإرادتها الحرة، وفي سبيل انتصار قيم الديمقراطية والعدالة وبناء علاقات متكافئة وتوطيد السلم والأمن الدوليين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

***************************************

الصفحة الرابعة

ترليون دينار لمشاريع الطاقة النظيفة.. معرقلات تحول دون النجاح في تطبيق مشاريع الطاقة النظيفة

بغداد-نورس حسن

عد خبراء مختصون في مجال الطاقة، مشاريع الطاقة النظيفة في البلاد وعلى الرغم من مقبوليتها لا انها تعاني من عدة معرقلات محلية وسياسية تحول دون تنفيذها بالشكل المطلوب.

وأقدم البنك المركزي على تخصيص مبلغ ترليون دينار لدعم مشاريع الطاقة النظيفة في البلاد.

فيما تجد وزارة البيئة ان البلاد تمر بظروف مناخية صعبة وان مشاريع الطاقة النظيفة كفيلة بتعزيز الاقتصاد الأخضر (القطاع الزراعي) في البلاد.

منافع خارجية

يقول الخبير في شؤون الطاقة فرات الموسوي لـ”طريق الشعب” ان

“ الوزارة تطمح لتحقيق 7 آلاف و500 ميغاوات كمرحلة أولى من مشاريع الطاقة النظيفة الا انها مشاريع لن ينجح تطبيقها بسبب هيمنة الأحزاب الفاسدة على ملف الطاقة وسعيها في تحقيق منفعة الى دول الجوار، عبر جعل العراق بلد دائم الحاجة الى استيراد الكهرباء الوقود من دول الخارج”.

ويضيف “كما ان تهالك منظومة الكهرباء وعلى الرغم من صرف مبالغ غير قليلة لتطويرها منذ عقود الا انها ما زالت تعاني من الخراب، وبالتالي هي عاجزة عن تلبية وظيفتها المعول عليها بدمج كميات كبيرة من مصادر الطاقة المتجددة”، منبها الى ان “مثل هكذا مشاريع لا يمكن الاعتماد عليها لسد النقص الحد في الطاقة الكهربائية، نظرا للحاجة غير القليلة من الطاقة الكهربائية التي توسعت مع توسع النمو السكاني وكثرة التجاوزات على المنظومة الكهربائية”.

دعم مالي وقرار سيادي

ويلفت الى ان “مشاريع الطاقة النظيفة بحاجة الى الدعم المالي الكبير وقرار سيادي فضلا عن تعزيز ثقافة المواطنين باليات الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية وضرورة العمل على تطوير الشبكات الناقلة للطاقة”.

في السياق افاد محافظ البنك المركزي احسان شمران الياسري في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “البنك المركزي وافق على اطلاق مبادرة بقيمة ترليون دينار، وتعاون مشترك مع وزارة البيئة الى استثمار مجالات الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة في العراق”.

ويضيف أن “انشاء منظومة الطاقة الشمسية، ستساهم في تحسين البيئة والتقليل من المخاطر”، منبها الى ان”جهاز التقييس والسيطرة النوعية سيأخذ على عاتقه مهمة فحص الاجهزة التي سيتم استيرادها من قبل التجار في هذا المجال”.

 وخلال ندوة نظمتها رابطة المصارف العراقية حضرها وزير البيئة جاسم الفلاحي افاد خلالها ان “العراق مصنف بأنه واحد من أكثر دول العالم تأثرا بالتغيرات المناخية بسبب وجود مشاكل جدية تتعلق بالامن المائي الذي رفع من مستويات التصحر والعواصف الغبارية”.

وأكد أن “الوزارة تعمل مع البنك المركزي منذ عدة أشهر حول مبادرته الوطنية لدعم الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر”.

اتفاقيات دولية للطاقة النظيفة

بدورها، تسعى وزارة الكهرباء من خلال مشاريع الطاقة النظيفة الى اضافة المزيد من القدرات التوليدية المحلية للطاقة الكهربائية التي تعاني منذ عقود من نقص جراء محدودية الوقود.

المتحدث باسم وزارة الكهرباء احمد موسى يقول لـ”طريق الشعب” ان “الوزارة تسعى الى تحقيق 7 آلاف و500 ميغاواط كمرحلة أولى من مشاريع الطاقة النظيفة”.

ويتابع ان “وزارة الكهرباء أبرمت عدة اتفاقات وبرتوكولات دولية لإنجاح المشروع الحكومي الخاص بالطاقة الكهربائية ومن بينها التعاقد مع شركات صينية، وأخرى فرنسية لتزويد الشبكة الوطنية بألف ميغاوات، إضافة إلى التعاقد مع شركة “مصدر” الإماراتية لتزويد 4 محافظات عراقية بألف ميغاوات كمرحلة أولية ومن ثم الانتقال لمحافظات أخرى”، معتبرا أن “هذه الاتفاقات خطوة البداية ضمن برنامج بناء وإنشاء المحطات الكهربائية للتوليد بالطاقة النظيفة”.

الى ذلك استبعد الخبير العراقي في مجال الطاقة الكهربائية والمتجددة د.سامي الهاشمي نجاح المشاريع الأخيرة في حل أزمة الكهرباء العراقية.

اتفاقيات مقيدة لسطوة السلاح

ويقول الهاشمي في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” إن “مشاريع الطاقة النظيفة لن تنجح في العراق في الوقت الحاضر، بسبب سطوة السلاح المنفلت على القرار الاقتصادي إضافة إلى الفساد المالي والإداري الذي ينهش مؤسسة الكهرباء التي تعتبر عامود الاقتصاد العراقي لإنعاش مفاصله الأخرى كالصناعة والزراعة وغيرها من المفاصل الاقتصادية”.

هدر مالي كبير

ويشير إلى أن “الاقتصاد العراقي متهالك جدا وأن القائمين عليه لا يأخذون بأي أفكار وخطط اقتصادية تعرض من قبل المختصين، كفيلة بتطوير قطاع الكهرباء ووضع حد لعناصر الفساد العاملة فيه”.

وتطرق د.الهماشي الى جملة قضايا الهدر المالي منها “وجود 125 مولدة ديزل بسعة الواحدة 2 ميغاوات، متوقفة عن العمل منذ استيرادها في عهد وزير الكهرباء السابق قاسم الفهداوي (في الفترة من 2014 إلى 2018) من دون معرفة أسباب توقفها على الرغم من أنها جديدة وغير مستخدمة”.

ويشير الى ان “العراقيون وعلى نحو 17 عاما يعانون من نقص حاد في التيار الكهربائي في وقت أنفقت حكومات متعاقبة ووفق تحقيق أجراه البرلمان السابق نهاية العام 2020 نحو 81 مليار دولار على مشاريع الطاقة الكهربائية للفترة من 2005 وحتى 2019، فيما لا يزال إنتاج البلاد من الطاقة لم يتجاوز عتبة الـ 20 ألف ميغاوات، في حين أن الحاجة إلى طاقة كهربائية تقدر بأكثر من 30 ألف ميغاوات”.

**********

شريط الأخبار

فرصة، إن كنتم صادقين!

سجلت أسعار العقارات إرتفاعاً كبيراً، وصل أحياناً الى الضعف، على الرغم من تراجع الإستثمار في قطاعات السياحة والصناعة. ويشير مراقبون الى أن سبب ذلك يكمن في إرتفاع الطلب، ليس من المواطنين الباحثين عن سكن، بل جراء رغبة الفاسدين في غسل أموالهم في الداخل، لاسيما مع تدهور أوضاع السوق اللبنانية وازمة أوكرانيا والعقوبات الأمريكية. ولوحظ في السنين الاخيرة قيام المتنفذين بتجريف البساتين وتحويلها إلى أراضٍ سكنية وعقارات. ويرى الناس في شيوع هذه الإستثمارات المشبوهة فرصة للحكومة وأجهزتها الرقابية، لرصد الفاسدين ومحاسبتهم وإسترداد ما نهبوه من ثروات البلاد.

ماذا تنتظرون؟

كشفت هيئة النزاهة الاتحاديَّة عن نتائج إستبيان لها للتعريف بتفشي الرشوة في البلاد، وذكرت أن مستوى تعاطي الرشوة بلغ 12.4 في المائة، وان دائرة تنفيذ المعقل سجلت أعلى نسبة وهي 65 في المائة تلتها دائرتا تنفيذ الزبير وشط العرب بنسبة 45 و 40 في المائة.  وأشار التقرير الى أن 63 في المائة من المراجعين أفادوا بدفعهم الرشوة للموظفين. فيما تمت عرقلة إنجاز معاملات الناس بنسبة 63 في المائة في المعقل، و55 في المائة في الديوانية و 50 في المائة في الزبير. ويتساءل الناس عما تريده الحكومة من أدلة أكبر، لتتحرك نحو إجتثاث الفساد

عندما لا يكون النفي مقنعا

نفت وزارة التربية وجود صفقات لطباعة الكتب المدرسية خارج العراق خلال العامين الماضيين. وقالت أنها لم تبرم أي عقد لطباعة الكتب خلال العام (2020) بسبب عدم إقرار الموازنة الاتحادية وقتذاك، أما في العام (2021) فقد حصلت الوزارة على موافقة مجلس الوزراء على طباعة الكتب والاعتماد على القطاعات الحكومية والأهلية في مناقصة أعدت لهذا الغرض. وتجدر الإشارة ان الهيئة السياسية للتيار الصدري وهيئة النزاهة والنائبة عالية نصيف والإعلامي حسن جمعة قدموا شكاوي الى القضاء حول تلك الصفقات، التي يبدو ان نفي الوزارة لم يقنعهم ببطلانها!

اتفاقات لا تعزز الاقتصاد الوطني

كشف وزير المالية علي علاوي عن توصله الى اتفاقات مع مؤسسات أمريكية وصندوق النقد الدولي حول دعم عملية “الإصلاح” الإقتصادي والورقة البيضاء! وأشار الى أن حكومته تريد الحد من الدعم الحكومي للقطاع العام، وإنها قررت دعم بعض القطاعات والفئات التي تأثرت بارتفاع أسعار المواد الأولية، ولمرة واحدة لا تتكرر. ويرى مراقبون ان هذا التصريح يعكس تمسّكا بالنهج الذي ينال من استقلالية الاقتصاد الوطني ويعزز توجهاته كاقتصاد ريعي متخلف وأحادي الجانب، وبتطبيق وصفة صندوق النقد الدولي حول الخصخصة والفشل في تحقيق أية تنمية مستدامة خلال عقدين من السنين!

أحنه وين؟

طالب فريق تحقيق دولي في الضربة التي وجهتها القوات الهولندية الى مدينة الحويجة العراقية، عام 2015، وتسببت بمقتل 85 شخصاً من بينهم بعض إرهابييّ داعش، وبتدمير مئات المتاجر والمساكن .. طالب الحكومة الهولندية بالإعتذار، وبصرف التعويضات التي أقرتها قبل عامين ولم تدفعها للضحايا الأبرياء. وحذر الفريق من أن عدم الاعتذار وعدم اجراء عملية إعادة إعمار فعلية، سيشكلان أرضا خصبة لنشوء تنظيم إرهابي في المستقبل. ويتساءل الناس عن موقف الحكومة العراقية من هذه المسألة، ويؤكدون ضرورة التدخل لمنع التعرض للأبرياء ولتمييزهم عن الأرهابيين!

**************

خبراء يدعون الى إعادته للحكومة وإلزامها بتقديم مشروع الموازنة.. ما الغاية من قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي؟

بغداد ـ طريق الشعب

لا يزال الجدل يتواصل بشأن جدوى تقديم الحكومة مشروع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، الى مجلس النواب؛ ففي الوقت الذي تقول فيه الحكومة ان القانون يهدف الى مساعدة الطبقات الفقيرة، يؤكد مختصون ان الحكومة تحاول تمرير القانون ليكون بديلا عن قانون الموازنة العامة.

الهدف من القانون

ويقول وزير المالية عبدالامير علاوي في كلمة له على هامش اجتماعات فصل الربيع للبنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن، إن “مشروع قانون الدعم الطارئ مصمم لأغراض محددة، إذ يعاني المواطنون من ارتفاع أسعار السلع العالمية ما ألقى تأثيراً على الطبقات الفقيرة”، مبيناً أن “ما أريد من مشروع القانون هو تقدير المكاسب غير المتوقعة من ارتفاع النفط وتوزيعها وفقاً للحاجة، أما من خلال التحويل النقدي أو سلة الطعام”.

وفي السياق، ذكر علاوي في تصريح للقناة الرسمية وتابعته “طريق الشعب”، إن “اللقاءات مع صندوق النقد والبنك الدوليين والمؤسسات الأخرى الرئيسة في العاصمة الاميركية واشنطن كانت جيدة، واسفرت عن اتفاقات عدّة، أهمها دعم عملية الإصلاح وخاصة الورقة البيضاء”.

وتابع، إن “القانون أمام مجلس النواب وسيشرَّع. انه يعطي دعما قويا الى الفئات المتأثرة بارتفاع أسعار المواد الأساسية والمواد الغذائية بصورة خاصة وتقوية دعامات وزارة المالية وتقوية إمكانيات توظيف مشاريع التشغيل العامة”، موضحا أن “هناك خطة متكاملة لاستعمال فائض ارتفاع الأسعار، بالتعاون مع مجلس النواب”.

وبيَن الوزير أن “الوزارة بصدد تقديم القانون إلى مجلس النواب لغرض توظيف المكسب غير المتوقع الناتج عن ارتفاع أسعار النفط، في مجالات تقوية دعم الفئات المتأثرة بأسعار المواد الأولية”.

الإسراع في تقديم مشروع الموازنة

من جانبه، ذكر الخبير الاقتصادي احمد خضير لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة حددت الأسباب الموجبة لاقرار القانون بتحقيق الأمن الغذائي وتخفيف الفقر، والاستقرار المالي في ظل التطورات العالمية الطارئة، واستمرار تقديم الخدمات للمواطنين، والارتقاء بالمستوى المعيشي، خلق فرص العمل وتعظيم استفادة العراقيين من موارد الدولة، فضلا عن الدفع بعجلة التنمية واستئناف العمل بالمشروعات المتوقفة والمتهالكة بسبب عدم التمويل والسير بالمشروعات ذات الأهمية”، مشيرا الى ان “هذه القضايا تحتاج الى سنوات من العمل الجاد وليس بالإمكان لقانون واحد ان يعالج مشاكل سنوات من تراكم الفشل وسوء الإدارة وهدر المال والفساد”.

وأضاف ان “معالجة هذه القضايا يمكن ان تكون عن طريق الإسراع في تقديم مشروع الموازنة بدل إضاعة الوقت في تقديم مشروع قانون مرتبط بارتفاع أسعار النفط، ويمكن له ان يزول مع انخفاض الأسعار”، مبينا ان “الحكومة تحاول التهرب من مسؤوليتها من خلال عدم تقديم مشروع الموازنة العامة”.

ووجه خضير سؤالا الى وزير المالية حول مشروع موازنة العام الحالي وماذا حل بها، منوها الى ان “البعض يتعكز على ان حكومة تصريف الاعمال لا يمكنها تقديم الموازنة الى مجلس النواب، فكيف قامت بتقديم هذا المشروع الى مجلس النواب؟”.

فوضى اقتصادية

بدوره، أشار الخبير الاقتصادي محمد فرحان الى ان “استبدال قانون الموازنة العامة بقانون اخر يعكس مدى الفوضى والفشل في السياسة الاقتصادية للبلاد”. وقال فرحان لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة منساقة بشكل غير مبرر الى املاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، ولا تريد الاعتراف بفشل ورقتها الإصلاحية للاقتصاد”، مؤكدا ان “الورقة البيضاء فاقمت معدلات الفقر والبطالة في صفوف العراقيين”. وأضاف ان “تضخم الأسعار يزداد يوما بعد اخر، والحكومة لا تستطيع السيطرة على أسعار المواد الغذائية، فكيف يمكنها معالجة ما تم طرحه في مشروع القانون”، مبينا ان “بعض الكتل السياسية المتنفذة داخل مجلس النواب تسعى الى إقرار القانون لتحقيق مكاسب سياسية، وليس من اجل مصلحة المواطنين”. وتابع ان “إقرار القانون سوف يسبب هدرا لأموال الدولة واستنزاف خزينة الدولة بشكل غير مبرر”، داعيا الى “إعادة مشروع القانون الى الحكومة والزامها بتقديم مشروع الموازنة العامة للبلاد”.

*************

الصفحة الخامسة

أسلحة نارية وسكاكين.. شجار إثر حادث سير يفوق الحادث خطورة!

بغداد – وكالات

تُسجّل المحافظات العراقية باستمرار مشاجرات على خلفية حوادث السير، تتطور في أحيان كثيرة إلى استخدام الأسلحة النارية، ما يتسبب في وقوع قتلى وجرحى.

وتوقع حوادث السير في البلاد سنويا المئات من الضحايا. وبالرغم من محاولات مديرية المرور العامة وضع حلول لهذه المشكلة عبر إجبار السائقين على الالتزام بالنظام المروري، إلا أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تعيشها البلاد انعكست على مفاصل الحياة كافة، ومنها نظام السير والمرور.

ولا تقف تلك الحوادث عند حدود المحاسبة القانونية للسائقين المقصّرين، بل إن الحلول الشخصية تغلب من خلال التوافقات العشائرية، أو المشاجرات الآنية التي تستخدم فيها الاسلحة، سواء النارية أو العصي والسكاكين وقطع الحديد.

سائقو أجرة مسلحون!

وفقا لضابط في قيادة الشرطة العامة في بغداد، فإن “ما لا يقل عن 40 في المائة من حوادث السير تندلع على أثرها شجارات ومنازعات بين الاطراف، يصل بعضها إلى إطلاق النار أو الضرب بقطع معدنية أو عصي يحملها السائقون معهم، خاصة أصحاب سيارات الأجرة والنقل العام”.

ويؤكد الضابط في حديث صحفي، أن “عناصر الشرطة لا علاقة لهم بالحوادث المرورية، والتي تتابعها مديرية المرور، إلا أن تدخلنا يكون على أثر المشاجرات واستعمال السلاح، وقلما نجد حادثا لا ينتهي بمشاجرة وإطلاق نار”.

ويوضح أنه “يتم تسجيل ضحايا وجرحى بشكل شبه يومي في مختلف مدن البلاد، ولا توجد إحصائية رسمية في هذا الشأن، إلا أن العراك أخطر ما في تلك الحوادث. إذ يتطور لاحقا ليتحول إلى مواجهات عشائرية”، مشيرا إلى أن “الكثير من الأحكام القضائية صدرت بحق مستخدمي السلاح في تلك الحوادث، لا سيما أن أغلبها يتسبب في وقوع قتلى وجرحى”.

السلاح المنفلت

قبل أسابيع، اصطدمت سيارتان مدنيتان في منطقة العرصات وسط بغداد، ما خلف أضرارا مادية فقط، لكن طرفي الحادث تشاجرا وتطور الخلاف بينهما إلى درجة استعمال السلاح الناري. إذ أطلق أحدهما النار على الآخر، فأصيب بجروح وكسور في ساقه، نقل على اثرها إلى مستشفى قريب. وتمكن المهاجم من الفرار عقب الحادث، ولم تعرف بعد هويته - بحسب ما أعلنت المصادر الأمنية.

ويعزو اختصاصيون في الشأن المجتمعي تلك المشاجرات إلى انفلات السلاح في البلد، والذي يتطلب قرارات حكومية للحد منه.

ويقول الباحث في الشأن المجتمعي سالم العيثاوي في حديث صحفي أن “استعمال السلاح إثر حوادث السير موضوع حتمي في بلد ينفلت فيه السلاح وتضعف فيه سلطة القانون والدولة”، مؤكدا أن “توفر السلاح لدى الشباب، وحتى الأطفال من أبناء المسؤولين أو المدنيين أو المنتمين للفصائل المسلحة، هو السبب الرئيس لتصاعد تلك الحوادث”.

ويرى العيثاوي أنه “قد لا تجد اليوم إلا القليل ممن لا يحمل سلاحا شخصيا في سيارته، ومما لا شك فيه أن الشجار عقب الحوادث المرورية يدفع الطرفين لاستخدام أي شيء يستقويان به، ما يجعل السلاح هو الحل الأمثل”، محملا “الحكومة مسؤولية ذلك”، وموضحا أن “ضبط السلاح المنفلت بات اليوم ضرورة ملحة، ويجب أن تكون هناك قرارات حكومية تمنع حدوث المشكلات المجتمعية والعشائرية”.

**********

انتكاسة كبيرة لإنتاج الأملاح في ديالى

بعقوبة – وكالات

شكلت معامل إنتاج الأملاح في ديالى، لعقود طويلة، قطاعا اقتصاديا يدر الارباح على المئات من العاملين فيه، إلا أن هذا القطاع عانى خلال الآونة الأخيرة انتكاسات كبيرة، ما أدى إلى تقلصه بنسبة تصل إلى 95 في المائة.

مدير ناحية خان بني سعد، نجم السعدي، يقول ان “معامل انتاج الاملاح، خاصة ملح الطعام، من القطاعات الاقتصادية التي تنشط في المدينة الصناعية في اطراف الناحية. لكن تلك المعامل تقلصت بعد 2003 لأسباب متعددة، ابرزها كثرة الاستيراد وضعف الدعم الحكومي”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا انه “لم يتبق سوى 4 معامل صغيرة ومتواضعة لإنتاج الاملاح”، لافتا الى ان “هذا القطاع هو واحد من عشرات القطاعات التي لو جرت رعايتها ودعمها، ستتحول الى رافد اقتصادي كبير، وستحقق الاكتفاء الذاتي وتغنينا عن الاستيراد الذي يكلف ملايين الدولارات سنويا، خاصة ان كل متطلبات الانتاج متوفرة”.

اما ابو نبيل، وهو صاحب معمل صغير لإنتاج ملح الطعام، فقد اضطر لإغلاق معمله قبل 5 سنوات.

يقول أبو نبيل في حديث صحفي، أن “انتاج ملح الطعام يمكن ان يتحول الى قطاع كبير، خاصة أن هذه المادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها”، مؤكدا أن “40 مليون عراقي يتناولون الملح يوميا، اي اننا امام استهلاك لا ينضب”.

ويبيّن أنه عمل في إنتاج الملح لأكثر من نصف قرن، وكان معمله ينتج عشرات الأطنان شهريا، يزود بها الاسواق والمؤسسات الحكومية، لافتا إلى أن “ملح الطعام العراقي لا يشكل سوى 5 في المائة من حصة السوق المحلية، فيما يلتهم الملح المستورد من ايران وتركيا وبعض دول الخليج، حصة الأسد حاليا، رغم أن بلادنا تتميز بوفرة إنتاج هذه المادة الغذائية، خاصة في الجنوب وديالى”.

*************

“حي الانتصار” في الكوت.. مطالبات بـ «التمليك» والخدمات

الكوت – وكالات

طالب سكان “حي الانتصار” العشوائي في مدينة الكوت، لجنة السكن في واسط بشمولهم بإجراء تمليك الأراضي التي يقيمون عليها، وبالخدمات أسوة ببقية المناطق العشوائية في المدينة. وقال لفيف من السكان في حديث صحفي، أن هذه المنطقة تضم نحو 400 عائلة، مضى على سكنها أكثر من 15 سنة، مبينين أن السكان يعانون انعدام الخدمات، خاصة خدمات المجاري والصرف الصحي. وكانت لجنة السكن في واسط قد قررت شمول سكان منطقة “حي الوافدين” العشوائي في الكوت، بإجراءات التمليك وفق آلية نفذت بالتنسيق مع البلدية.

**********

«ملك زراعي وطابو صرف» .. إزالة المنازل المحاذية لـ شط العرب

البصرة – وكالات

جدد أصحاب المنازل والأراضي الزراعية المحاذية لشط العرب في قضاء التنومة بمحافظة البصرة، مطالبة الحكومة المحلية بالتراجع عن قرار إزالة منازلهم ضمن مشروع توسعة كورنيش الشط، مؤكدين في حديث صحفي، أن هذه المنازل والأراضي تابعة لهم، بعضها ملك زراعي وبعضها الآخر طابو صرف. 

وكان محافظ البصرة قد أصدر قرارا بإزالة ما يقارب 150 مترا من المنازل والعقارات المطلة على شط العرب، في إطار مشروع توسعة الكورنيش من جهة قضاء التنومة.

وخرج أصحاب الأملاك، الأيام الماضية بتظاهرات مسائية، طالبوا فيها البرلمان والحكومة بالتدخل لمنع تنفيذ هذا القرار.

-*************

خبيرة بيئية: المخلفات المشعة في البصرة لم تعالج

البصرة – وكالات

أفادت خبيرة التلوث البيئي في البصرة، إقبال لطيف، بأن المخلفات الحربية المشعة التي تركت بعد استهداف القطعات العسكرية والبنى التحتية والمؤسسات الحكومية في البصرة ابان الاحتلال الأمريكي 2003، لم تتم معالجتها إلى الآن بشكل صحيح.

وأوضحت في حديث صحفي، ان القوات الأمريكية استخدمت القنابل العنقودية والفسفور وغير ذلك من الأسلحة المحرمة دوليا، وأن مخلفات هذه المواد تعد مصادر أساسية للتلوث الإشعاعي في المحافظة.

ولفتت الخبيرة إلى أن بعض الشركات النفطية قامت خلال عملها في المحافظة بإزالة طبقة الأتربة التي كانت تغطي تلك المخلفات في مقرات الجيش السابق، ما أدى إلى انتشار التلوث في الهواء.

يشار إلى أن التعرض للإشعاع الصادر من العناصر المشعة ونفاياتها، يلحق أضرارا بليغة بالإنسان والكائنات الحية الأخرى. ومن بين تلك الأضرار الإصابة بفقر الدم وتثبيط عمل الجهاز المناعي في الجسم والإصابة بمرض السرطان والعقم وحدوث تحوّرات في الجينات الوراثية وتشوهات خلقية للأجنة.

***********

شباب «المزاك» يصلحون رحلات إحدى مدارسهم

الكوت – طريق الشعب

نفذ فريق شبابي من أبناء منطقة المزاك في قضاء الأحرار بمحافظة واسط، أخيرا، حملة لإعادة تصليح الرحلات المدرسية المتضررة في “ثانوية المزاك”.

وتم تشكيل الفريق من قبل الرفيق تيسير العتابي، بصفته رئيس مجلس الآباء في الثانوية. وقد استطاع الشباب تصليح عددا من الرحلات، ولا يزالون يواصلون العمل.

وبحسب ما صرّح به الرفيق العتابي لـ “طريق الشعب”، فإنه بعد انتهاء هذه الحملة، سيقوم الشباب بإعادة إحياء حدائق المدرسة، لافتا إلى أن أحد الميسورين من أبناء المنطقة تبرع ببرّاد ماء للمدرسة، كونها تفتقر للماء الصالح للشرب.

************

الصفحة السادسة

مشاريع تنتظر رحمة الجهات التنفيذية.. العراق بين أكبر مطلقي انبعاثات حرق الغاز في العالم

بغداد ـ طريق الشعب

لا يزال العراق من بين اكثر الدول حرقا للغاز، في الوقت الذي يمكنه الاستفادة من هذه الموارد الطبيعية الهائلة في حال استخراجه لسد الاحتياجات المحلية في تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، لكن الاعمال في هذا الاتجاه تحتاج لسنوات قادمة للاستفادة من هذه الثروات، والكف عن تلويث البيئة

من بين 10 دول

وكشف تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة وذكاء الأعمال “ريستاد إنرجي”، ان العراق من بين عشر دول يساهمون بـ70 في المائة من انبعاثات حرق الغاز في العالم.

وأشار التقرير الى ان “روسيا والعراق وإيران وفنزويلا ونيجيريا والولايات المتحدة والجزائر والمكسيك وليبيا والصين، ما زالت تمثل مجتمعة أكثر من 70 في المائة من انبعاثات حرق الغاز في قطاع الاستكشاف والإنتاج حول العالم”.

وأضاف التقرير انه “بالرغم من أن التطورات الإقليمية تظهر جهود العالم للحد من نشاط الحرق، مع السعي لخفض الانبعاثات، فإن قائمة المساهمين الرئيسين لم تشهد تغييرا”.

وبينّت الشركة ان “انبعاثات الكربون الناتجة عن حرق الغاز في قطاع الاستكشاف والإنتاج حول العالم بلغت 276 مليون طن في العام الماضي 2021، بانخفاض طفيف عن المستوى المسجّل خلال العام 2020، عند 283 مليون طن”، منوهة الى ان “نشاط الحرق يمثل 30 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تطلقها صناعة النفط والغاز”.

وتوقعت الشركة “ارتفاع نشاط حرق الغاز في العام الحالي 2022، مع زيادة الطلب العالمي على الوقود الأحفوري، ووسط شح المعروض، نظرًا لتراجع الإمدادات الروسية جراء العملية العسكرية في أوكرانيا”.

مشاريع في انتظار التنفيذ

ويمتلك العراق احتياطيات كبيرة من الغاز المصاحب لانتاج النفط الخام والغاز الحر، تقدر بحوالي 137 ترليون قدم مكعب، اذ يأتي في المرتبة العاشرة عالميا، بالرغم من أن 80 في المائة من أراضيه لم تمسح بعد.

وأعلنت وزارة النفط خلال السنوات الماضية عن سعيها الى إيقاف حرق، من خلال الانضمام في العام 2017 الى مبادرة عالمية أطلقها البنك الدولي تهدف الى وقف حرق الغاز بحلول العام 2030.

وتعهد وزير النفط احسان عبد الجبار في كانون الأول الماضي بخفض حرق الغاز في نهاية 2024 من حقول جنوب البلاد بنسبة 90 في المائة، لكن الكميات المعالجة من الغاز المصاحب، لم ترتفع سوى 5 في المائة خلال العامين الماضيين، وفقا لوزارة النفط ذاتها.

وتطلق الحقول النفطية الخمسة في البصرة حوالي 65 في المائة من الغاز المحروق وفقا للبنك الدولي، حيث تعالج “شركة غاز البصرة” معظم الغاز المصاحب حاليا بمعدّل مليار مقمق، من ثلاثة حقول نفط في البصرة. وتسعى الى تطوير مشروع “البصرة للغاز الطبيعي” في حقل أرطاوي، من أجل “رفع قدرته على المعالجة إلى 1,4 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم”.

كلفة المشاريع

وتصل كلفة المشروع إلى مليار ونصف المليار دولار، ويتضمن بناء محطتين للمعالجة “ستفعّل الأولى في أيار 2023، أما الثانية فمن المقرر تفعيلها في تشرين الثاني 2023”.

وأبرم العراق في أيلول الماضي عقدا مع شركة “توتال إينرجيز” يتضمن أربعة مشاريع “متكاملة، بين الغاز والطاقة الشمسية والكهرباء والنفط”، وفق ما أوضحت الشركة الفرنسية لفرانس برس.

وتبلغ قيمة العقد عشرة مليارات دولار، وأبرز بنوده معالجة الغاز المصاحب. ويفترض أن يتم تطويره على مرحلتين: الأولى تستثمر 300 مليون قدم مكعب قياسي، والثانية كمية مضاعفة، وفق وزارة النفط.

وأوضحت “توتال إينرجيز”، أن المشروع “يغطي بناء شبكة تجميع ووحدة معالجة للغاز الذي يحرق حالياً في ثلاثة حقول نفط”.

ويفترض “البدء بتشغيل هذا المصنع بحلول العام 2026”.

الإنتاج الحالي من الغاز

وبحسب الخبير الاقتصادي والأكاديمي في جامعة البصرة نبيل المرسومي، فان انتاج العراق الحالي من الغاز يبلغ 3000 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم (مقمق) وإنتاج الغاز الجاف 1317 مقمق يومياً، كما أن إنتاج الغاز السائل يساوي 5571 طناً يومياً، إضافة إلى أن الغاز المحروق 1628 مقمق يومياً.

وبين المرسومي أن “صادرات العراق من المكثفات عام 2021 وصلت إلى 139 ألف طن بقيمة 71 مليون دولار، كما أن صادرات العراق من الغاز السائل قدرت بـ456 ألف طن بقيمة 288 مليون دولار، وان احتياجات العراق الحالية من الغاز الطبيعي 3083 مقمق يومياً”.

وأضاف أن “حاجة العراق الحالية من الغاز المستورد تقدر بـ 40 مليون متر مكعب يومياً، أي 1766 مقمق يومياً، كما أن مشاريع الغاز الحالية: مشروع استثمار غاز الناصرية بطاقة 200 مقمق يومياً، ومشروع استثمار حقل الحلفاية بطاقة 300 مقمق يومياً، ومشروع حقل أرطاوي في شركة غاز البصرة بطاقة 400 مقمق يومياً، وكذلك مشروع حقل أرطاوي في شركة غاز الجنوب بطاقة 300 مقمق يومياً، عندما تنجز في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، فانه من المؤمل أن يصل إنتاجها جميعاً إلى 1200 مقمق يومياً، ما سيؤدي إلى تحقيق نسبة 80 في المئة من الاكتفاء الذاتي من الغاز”.

وتابع “إذا ما نفذ مشروع شركة توتال الفرنسية فمن المؤمل استثمار 600 مقمق يومياً، مما سيؤدي إلى تلبية كل الاحتياجات المحلية من الغاز، وتوقف استيراده من الخارج”.

وأوضح “عندما يتم استثمار غاز المنصورية بطاقة 282 مقمق يومياً، واستثمار غاز عكاس بطاقة 388 مقمق يومياً، عندئذ سيكون هناك فائض للتصدير قدره 670 مقمق يومياً أو 19 مليون متر مكعب في اليوم. ويرتفع هذا الرقم عند استثمار حقلي خشن أحمر وأنجانا في ديالى، اللذين تمت إحالتهما إلى الاستثمار بموجب الجولة الخامسة، فضلاً عن إمكانية استثمار المزيد من الغاز المصاحب الذي يرتفع مع زيادة إنتاج العراق من النفط الخام”.

 ***************************************

وقفة اقتصادية.. النفايات مصدر لتوليد الكهرباء

إبراهيم المشهداني

تعاني بلادنا أزمة خانقة في توفير الطاقة الكهربائية منذ ما يزيد على عقدين من السنين وأيا كانت الأسباب الموضوعية المؤثرة في هذه الإشكالية والتي تتذرع بها الحكومات المتعاقبة التي فشلت جميعها في حل هذا اللغز الا أن ضعف الإرادة والفساد هما السببان الرئيسيان اللذان يقفان وراء ديمومة هذا الفشل دون أن يرف لها جفن في دراسة التجربة العالمية والنظر إلى تجارب انتاج الطاقة الكهربائية من النفايات التي تأنف منها النفوس عالميا.

 ومع اننا لا نريد تحميل وزارة الكهرباء الاسباب الموضوعية التي أعاقت عملية النمو في مجال توليد الطاقة المتمثلة بالاحتلال والإرهاب وتداعياتهما على القاعدة التحتية ومشكلات الوقود مع وزارة النفط، لكننا لا ننسى ممارسات الفساد والهدر المالي في العديد من العقود وفي مختلف مستويات الوزارة، وأبرزها العقود المبرمة مع شركات جنرال إلكتريك وسيمنس التي تحولت إلى نكتة. لقد حان الوقت لمراجعة كافة المناهج والسياسات التي وضعتها وزارة الكهرباء التي ثبت فشلها والابتعاد عن عبث التصريحات بشأن خصخصة 70 المائة في السنوات القليلة القادمة عبر تجربة لم يثبت نجاحها والقاء تبعاتها على كاهل المواطن العراقي المستباح.

  ولنترك الحديث عن وزارة الكهرباء وعجزها المتراكم في تجاوز هذه الفشل المتتالي  لنتعرف على أفكار وزارة البيئة، ففي حديث خاص لوزير البيئة لجريدة المدى العراقية نشر مؤخرا توقف فيه عند مقترح مشروع تدوير النفايات واهميته في تحقيق التنمية المستدامة من خلال انتاج الطاقة الكهرباء والتي تعد مصدرا لا غنى عنه في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، معتبرا ان الجهات ذات العلاقة بإنجاز هذا المشروع هي أمانة بغداد والمحافظات إضافة إلى محافظة بغداد، وقد اسمى هذا المشروع ب( مشروع قانون المركز الوطني لإدارة النفايات) وهذا القانون مرهون بموافقة مجلس الوزراء، ويعلل أهمية هذا المشروع في كونه يوفر فرص عمل لآلاف الشباب العاطل عن طريق الاستثمار فضلا عن أهميته الاقتصادية والحفاظ على البيئة وتجميل المدن،  ولكي يحقق هذا المشروع أهدافه فلابد من تعيين إدارة كفؤة وجدية في التنفيذ عبر انشاء معامل تتولى عملية فرز وتدوير النفايات وإنتاج الطاقة من خلال الغازات المنبعثة عن حرق النفايات بهدف انتاج الأسمدة العضوية التي تأتي من مخلفات الأطعمة للإفادة منها في الإنتاج الزراعي.  إن ميزة تدوير النفايات تتجسد في قلة التكاليف وتوفير الطاقة وتخليص المجتمع من تكدس النفايات الضارة بالصحة.

   إن هذا المشروع إذا ما تم الأخذ به وتفعيله بحرص وجدية فلا يسع المواطن العراقي المبتلى بانقطاع الكهرباء لفترات طويلة الا أن يرفع له القبعة. ولتأكيد صحة هذا المشروع من حيث المبدأ فلابد من الإشارة إلى التجارب العالمية في هذا الميدان، فمحطة مياشيما اليابانية تحرق 330 ألف طن من القمامة الصلبة لتنتج 32 ألف كيلو واط من الكهرباء سنويا. وفي  تركيا الدولة المجاورة فان محطة باليكاسير ذات المحركات الثمانية لها القدرة على التخلص من 1600 طن من النفايات يوميا  وتنتج 11312 ميكاواط،  وفي الصين فإن محطة لوجانج زن في مدينة شنغهاي التي تعتبر أكبر محطة في العالم في مجال تحويل النفايات الصلبة حيث تقوم بحرق مليون طن سنويا لتولد طاقة مقدارها 60 الف كيلوواط من الكهرباء وفي كندا تقوم محطة فانكوفر بحرق 260 الف طن من النفايات سنويا لتولد طاقة تكفي لـ160 الف بيت وتحقق البلدية ايرادا مقداره 8 ملايين دولار كندي في السنة،  بالإضافة لهذه الأمثلة فهناك تجارب في الشارقة والنمسا والعديد من دول اوروبا بالإضافة إلى مصر التي خاضت هذه التجربة منذ أكثر من عشر سنوات .

إن الدولة مطالبة بالأخذ بكافة تلك المقاربات والتجارب وأية حلول أخرى ثبت نجاحها عبر وضع خطة قصيرة ومتوسطة المدى تشارك فيها الوزارات ذات العلاقة بما فيها وزارة التخطيط ووضع الدراسات المناسبة والملموسة ووضع التخصيصات الضرورية في الموازنات السنوية والابتعاد عن التصريحات المتكررة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 *****************************************

توقف إنتاج الكهرباء في لبنان جراء نفاد الوقود

بيروت ـ وكالات

أعلن مسؤول في وزارة الطاقة اللبنانية، الجمعة، توقف إنتاج الكهرباء بشكل تام في البلاد، بعد تعطل آخر منشأتين للطاقة عن العمل نتيجة نفاد الوقود.

وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان الحكومية توقف معملي دير عمار (شمال) والزهراني (جنوب) عن العمل بسبب نفاد الوقود، وهما الوحيدان اللذان كانا في الخدمة مؤخرا.

ونقلت وكالة الإعلام الرسمية عن أحمد عباس، مدير معمل الزهراني (تابع لوزارة الطاقة) قوله إن أزمة تأمين الوقود مستمرة، والموضوع يتعلق بالدولار النقدي.

وأوضح دير معمل الزهراني أن إنتاج مؤسسة الكهرباء الحكومية الحالي هو صفر ساعة.

وتوقع عباس أن يعود المعملان المتوقفان إلى العمل بين الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بعد تأمين استيراد شحنة من الوقود.

وتوجد في لبنان 7 معامل للطاقة أصبحت جميعها خارج الخدمة، بعد توقف “دير عمار والزهراني”.

وكان حجم إنتاج الطاقة يبلغ بين 1600 و2000 ميغاوات، إلا أن شح الوقود الأشهر الماضية جعل الإنتاج يتراجع تدريجيا إلى مستويات متدنية غير مسبوقة.

وبحسب خبراء في مجال الطاقة، فإن لبنان يحتاج إلى نحو 3200 ميغاوات لتأمين الكهرباء 24 ساعة في اليوم، إلا أنه يعجز عن تحقيق ذلك منذ عقود، مما يضطر إلى تقنين التيار في معظم المناطق، ويدفع بكثير من المواطنين للاشتراك بمولدات الطاقة الخاصة.

ويعد انقطاع الكهرباء أحد أوجه الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بلبنان منذ أواخر 2019، حيث تسببت في تدهور قيمة عملته (الليرة) مقابل الدولار، وعدم وفرة النقد الأجنبي المخصص للاستيراد، مما انعكس شحا في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.

 *************************************

أسر بريطانية تعاني من دفع الفواتير

لندن ـ وكالات

قال ما يقرب من ربع  من يعيشون في بريطانيا، إنه أصبح من الصعب دفع فواتير المرافق حتى قبل أن تدخل الزيادات في أسعار الطاقة حيز التنفيذ، وذلك وفقا لاستطلاع رسمي ألقى الضوء على اتساع نطاق أزمة تكاليف المعيشة.

وأشار حوالي 23 في المائة ممن شملهم الاستطلاع الذي أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية في اذار الماضي إلى إنه كان من الصعب أو الصعب جدا دفع فواتيرهم المعتادة مقارنة بالعام الماضي، ارتفاعا من 17 في المائة في شباط.

ومن بين دافعي فواتير الطاقة المنزلية، قال 43 في المائة إنه كان من الصعب جدا أو إلى حد ما تحملها في اذار. وأُجري الاستطلاع قبل أن ترفع الجهات التنظيمية هذا الشهر سقف المبلغ الذي يمكن أن تتقاضاه شركات الطاقة بنسبة 54 في المائة، وهو تغيير سيؤثر على حوالي 22 مليون أسرة. وقال جاك ليزلي كبير الاقتصاديين في مؤسسة ريزولوشن، ان “تقلص الرواتب وارتفاع التكاليف يعني أن الضغط على الأسر يتزايد. الأمر سيزداد سوءا، إذ بلغ العدد التقديري للأسر التي تعاني من ضغوط الوقود 5 ملايين هذا الشهر”.

وقالت الهيئة المسؤولة عن مراقبة الميزانية في بريطانيا الشهر الماضي إن معدل تضخم أسعار المستهلكين قد يصل إلى ما يقرب من 9 في المائة في وقت لاحق من العام الحالي، وتوقعت أن تنخفض مستويات المعيشة في عام 2022 بأكبر قدر منذ الخمسينيات على الأقل.

وقاوم وزير المالية ريشي سوناك دعوات لتقديم دعم جديد لمساعدة الأسر الأشد فقرا.

*****************************

الصفحة السابعة

ماكرون بعد إعادة انتخابه: أتعهد بالتغيير وأنا رئيس للجميع

باريس - وكالات

فاز إيمانويل ماكرون، أمس الأول، بالانتخابات الرئاسية الفرنسية وهزم منافسته مارين لوبان، ليصبح بذلك أول رئيس فرنسي يحظى بولاية ثانية منذ 20 عاما، وتحديدا منذ أن حقق ذلك الرئيس الأسبق جاك شيراك عام 2002.

فوز كبير

وانتخب ماكرون، البالغ من العمر 44 عاما، بعد حصوله على نحو 59 في المائة من الأصوات، مقابل 41 في المائة للمرشحة لوبان البالغة من العمر 53 عاما، بحسب النتائج الأولية. ووفقا لفرز الأصوات فقد حصل ماكرون على أصوات 18,779,641 من إجمالي المقترعين، فيما صوت 13,297,760 لصالح اليمينية، بحسب إحصائية لشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية.

وعقب فوزه بفترة رئاسية ثانية، أكد ماكرون ضرورة مواجهة الانقسام الذي ظهر في المجتمع الفرنسي. وبعد صدور النتائج الأولية، قال الرئيس الفرنسي “أن تصويت الناخبين ضد حزب التجمع الوطني يلزمني للأعوام المقبلة”، بحسب ما ذكرت فرانس برس.

وخاطب ماكرون في كلمته التي ألقاها أمام برج إيفل في العاصمة باريس، معارضيه قائلا: “لست رئيس فريق إنما رئيس الجميع”، مضيفا “أعلم ان عددا من مواطنينا صوتوا لي ليس دعما للأفكار التي أحملها بل للوقوف في وجه اليمين المتطرف”.

وأردف قائلا إنه لا بد من “إعطاء أجوبة” للذين دفعهم “الغضب والاختلاف في الرأي” للتصويت الى أقصى اليمين.

انقسامات سياسية

ويواجه ماكرون في ولايته الجديدة، انقسامات سياسية كتلك التي كانت موجودة عندما انتُخب للمرة الأولى عام 2017.

ويُعتبر هذا الإنجاز تاريخيًا، إذ إن ماكرون هو أول رئيس منتهية ولايته يُعاد انتخابه في ظلّ بلد منقسم بدون أن يكون رئيس حكومته من حزب مختلف، منذ بدء اختيار رئيس الدولة بالاقتراع العام المباشر في 1962. كذلك حققت منافسته مارين لوبن إنجازا تاريخيا باكتسابها ثماني نقاط وجعلها اليمين يتخطى للمرة الأولى عتبة الـ40 في المائة بالانتخابات.

وسجلت عملية الاقتراع نسبة امتناع عن التصويت قُدّرت بـ28 في المائة، وهي أعلى من تلك التي سُجّلت منذ خمس سنوات. ووعد ماكرون في خطابه بـ”تجديد أسلوبه” لقيادة فرنسا، مؤكدًا أنه سيكون “رئيسًا للجميع”. وقال إن “هذه المرحلة الجديدة لن تكون تتمة لخمس سنوات انتهت، إنما اختراع جماعي للأسلوب على أسس جديدة لخمس سنوات أفضل في خدمة بلدنا وشبابنا”، داعيًا إلى التحلي بـ”حسن النية والاحترام” في بلد “يغرق في الكثير من الشكوك والانقسامات”.

وأكد أن “الغضب والاختلاف في الرأي اللذين قادا من صوّت لليمين المتطرف يجب أن يجدا أجوبة. هذه مسؤوليتي ومسؤولية المحيطين بي”.

من جانبها، اعتبرت المرشحة لوبن أن ما حصدته من أصوات في الانتخابات الرئاسية يشكل “انتصارًا مدويًا” وتعبيرًا من جانب الفرنسيين عن “رغبة” بإقامة “سلطة قوية مضادة لإيمانويل ماكرون”.

********************************************

الشيوعي السوداني: المجاعة الحالية نتيجة التبعية للرأسمال الاستعماري

الخرطوم – وكالات

أكدت صحيفة الميدان التابعة للحزب الشيوعي السوداني، أخيرا، أن المجاعة التي أطبقت على البلاد حدثت بسبب التبعية والاستعمار الرأسمالي.

وقالت الصحيفة في افتتاحيها: “يصبح السؤال هل المجاعة التي أطبقت على السودان مصنوعة أم نتاج ظروف طبيعية وبيئية. إن الرأسمالية وأنظمتها المتنامية في السودان منذ الاستقلال التي اختارت السير في طريق التبعية لقوى الاستعمار والرأسمالية وصولًا لنظام الرأسمالية الطفيلية في ظل نظام الانقاذ واستمرار نفس السياسات في ظل حكومات الفترة الانتقالية والنظام الانقلابي الحالي والتي تعمل على هدم مقومات الإنتاج الزراعي في سبيل أن تراكم الأموال والثروات للفئات الرأسمالية والطفيلية، مقابل ذلك يتم إفقار الشعب وتجريد المنتجين من أدوات ووسائل الإنتاج وإجبار المزارعين هجر الأرض وتجفيف الإنتاج المحلي والاعتماد على الاستيراد من الخارج”.

وأضافت أن “واقع السودان الاقتصادي الزراعي والحيواني يؤشر ويؤكد أنه لن تحدث مجاعة في السودان، لكن السياسات الاقتصادية للأنظمة بعد أن أصبحت مؤسسات الدولة السياسية أداة أساسية من أدوات النهب والتهريب نؤكدها كالآتي: سياسات مصممة لخدمة فئات الرأسمالية المعادية للإنتاج والمنتجين. تواصل هدم مقومات الإنتاج الزراعي. تجفيف الإنتاج المحلي والاعتماد على الاستيراد. سياسات الدولة الزراعية في مجال وزارة المالية والبنك الزراعي التي تسير في اتجاه نقص وغياب التمويل والسيولة وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية. سياسات السوق الحر وإملاءات البنك الدولي التي تسير نحو تجريد صغار وفقراء المزارعين المنتجين في سبيل نزع الأراضي لمصلحة الرأسمالية العالمية والإقليمية بعد إغراق المزارعين في الديون. الفشل في تحقيق سلام عادل بل ازدياد الحروب والذي يجعل من النازحين خارج دائرة الإنتاج الزراعي. السياسات التي قادت إلى خروج ما يسمى بالقطاع الزراعي التقليدي المطري عن دائرة الإنتاج. تقديم مليون فدان كحيازات لشركات ودول إقليمية لإنتاج علف حيواني دون شروط لإنتاج زراعي لتغطية النقص في الحبوب والمنتجات الزراعية”. وتابعت الصحيفة “كل ذلك يؤكد أن المسالة ليست في إسقاط النظام وحسب بل في ضرورة وأهمية تقديم البديل الاقتصادي الذي تتولى الدولة قيادته لمصلحة الإنتاج والمهمشين، وأن تبنى السياسات الاقتصادية الزراعية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي أولًا درءًا لخطر المجاعات”.

************************************

مفوضية اللاجئين  و «الدولية للهجرة» تؤكدان ضرورة دعم لبنان

بيروت - وكالات

أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، أمس، عن حزنهما العميق إزاء انقلاب قارب يقل 84 شخصا قبالة سواحل مدينة طرابلس في لبنان.

وأكدت المفوضية التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، في بيان مشترك، أنهما تتابعان مع السلطات المختصة لدعم الناجين من هذا الحادث المأساوي وعائلات الضحايا، مشددتين على أنهما ستواصلان العمل مع اللاجئين والمهاجرين والمجتمعات المضيفة لتحذير الناس من مخاطر الرحلات غير النظامية.

وقال أياكي إيتو، ممثل مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان: “يمكن تجنب المزيد من المعاناة والحوادث المماثلة، من خلال الدعم المستمر للبنان مع تدهور الظروف المعيشية للاجئين واللبنانيين على حد سواء”.

من جهته، قال رئيس المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، ماتيو لوتشيانو: “تسببت الأزمة الاقتصادية في لبنان في واحدة من أكبر موجات الهجرة في تاريخ البلاد”، مشيرا إلى أن “عددا متزايدا من الناس يغادرون لبنان بوسائل غير آمنة”.

وأضاف: “هناك حاجة ماسة إلى بدائل آمنة وقانونية للهجرة غير النظامية، بما في ذلك دعم سبل العيش المحلية وتحسين الوصول إلى الخدمات في المجتمعات المعرضة للخطر”.

************************************

طهران تتفاءل بمفاوضاتها مع السعودية

طهران - وكالات

أكدت إيران، يوم أمس، أن الجولة الخامسة للمفاوضات مع السعودية جرت بجهود عراقية عمانية، لافتة إلى أن “المحادثات كانت إيجابية وجادة”.

وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة: ان “الجولة الخامسة للمفاوضات مع السعودية كانت إيجابية وجادة، ويمكن أن نتوقع تقدمها في جميع الملفات العالقة إن وصلت المفاوضات للمستوى الدبلوماسي لكننا لم نصل بعد الى تلك النقطة”.

وبخصوص الملف النووي الايراني، قال زادة ان “المفاوضات بين إيران والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين انتهت والوسيط الأوروبي يتابع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، والمحادثات لم تتوقف. نتفق على أن التوقف الحاصل ليس في صالح المحادثات، ونسعى للقاء جديد مع الوسيط الأوروبي، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد”.

وأكد الحاجة الى عقد اجتماع حضوري في “أسرع وقت ممكن” في إطار مباحثات إحياء الاتفاق النووي المعلّقة منذ أسابيع.

وأضاف، “لم يتم الاتفاق بعد على مكان هذا الاجتماع أو على أي مستوى سيتم عقده، الا أنه مطروح على جدول الأعمال”.

وتأتي تصريحات خطيب زاده بعد أيام من اتصال بين وزير الخارجية الإيراني جسين أمير عبداللهيان ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تم خلاله التطرق الى ملف المباحثات لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

************************************************

أكد تجديد الحزب وتعزيز صفوفه.. مؤتمر حزب اليسار اليوناني: هدفنا العودة الى السلطة

رشيد غويلب

احتضن ملعب التايكوندو الأولمبي في ضواحي العاصمة اليونانية أثينا، خلال أيام 14 – 17 نيسان الجاري المؤتمر الأخير لحزب اليسار اليوناني. وقد شارك في أعمال المؤتمر أكثر من 5 آلاف مندوب، وساهم في أعماله العديد من الضيوف من اليونانيين، وكذلك ممثلو قوى اليسار العالمي، الذي كان من بينهم رئيس حزب اليسار الأوربي، وزعماء اليسار الاسباني المتحد الذي يمثل الحزب الشيوعي الاسباني قوته الرئيسية، وحزب بودوموس اليساري الاسباني. وتلقى المؤتمر العديد من رسائل التحية بينها رسائل من رئيسي الحكومة الاسبانية والبرتغالية.

شخصية جامعة

وركزت وسائل الاعلام على خطابي الافتتاح والختام، اللذين القاها زعيم الحزب ورئيس وزراء اليونان السابق الكسيس تيسبراس، الذي يوصف بانه شخصية جامعة وخطيب لامع يؤثر على مشاعر سامعيه: “لسنا حزبا يتزوج السلطة، ولكننا عشاقا للعدالة”

يأتي انعقاد المؤتمر بعد ثلاث سنوات على مغادرة الحزب للسلطة في ظروف استثنائية، وتحت ضغط مذكرة الترويكا (صندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوربي، والمفوضية الأوربية)، التي وضعت حكومة حزب اليسار بين خيارين إما القبول بالمذكرة، أو إعلان افلاس اليونان ما يعني تدمير حياة الملايين من اليونانيين، لقد اختارت الحكومة الخيار الصعب وحاولت طيلة سنوات حكمها التخفيف من قساوة المذكرة والأزمة المالية الخانقة على حياة الملايين.

لقد خاطب زعيم الحزب المؤتمرين بروح نضالية وإصرار: “نشعر ان وقت التغيير السياسي قد حان”. ويأمل الحزب بالعودة إلى السلطة في الانتخابات البرلمانية في العام المقبل، وأن المؤتمر يمثل “بداية العد التنازلي لتشكيل الحكومة التقدمية التي تحتاجها البلاد” هكذا يبث زعيم الحزب الشجاعة والأمل في صفوف حزبه، الذي انبثق عام 2012 من تحالف انتخابي يساري.

وفرصة تسيبراس في استعادة منصب رئيس الوزراء حقيقية جدا. الحكومة المحافظة للرئيس الحالي، كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعاني الضعف، وفقدت الكثير من احترام السكان.

هاجم تسيبراس سياسات الليبرالية الجديدة التي تعتمدها حكومة اليمين، والتي أدت إلى تفاقم الظلم الاجتماعي في البلاد بشكل كبير. واتهم حكومة حزب “الديمقراطية الجديدة” بنهب البلاد وتقويض الديمقراطية. وبهذه السياسة بمنح حصانة للمصرفيين المجرمين، ومراقبة الصحفيين بشكل غير قانوني. وان اليونان أصبحت جنة للأقلية الحاكمة وجحيما للمجتمع. ولهذا يجب إنهاء “كابوس حكومة ميتسوتاكيس”.

الانتخابات البرلمانية

في حال عدم ذهاب الحكومة إلى انتخابات مبكرة، فان صيف عام 2023 سيشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وستجري الانتخابات وفق نظام بسيط للتمثيل النسبي، وليس وفق النظام القديم الذي يضيف 50 مقعدا للفائز الأول، لقد الغت اكثرية اليسار حينها هذا النظام غير الديمقراطي، الذي منح اليمين أكثرية مطلقة، على الرغم من ان نسبة المشاركة في التصويت اقل من 39 في المائة.  لقد أعادت أكثرية اليمين هذا النظام الجائر، ولكنه يطبق بعد دورة انتخابية، أي في الانتخابات ما بعد المقبلة.

من المتوقع ان لا يتمكن حزب بمفرده تشكيل الحكومة، واستطلاعات الرأي الآن تعطي حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم 35 في المائة قابلة للانخفاض، في حين يحصل حزب اليسار بموجبها 24 -29 ويأتي ثالثا حزب “كينما الغس” (حركة التغيير) الديمقراطي الاجتماعي بـ 15 في المائة، ويحل رابعا حزب باسوك الذي حكم البلاد طويلا في العقود الماضية. وإمكانية تحالف اليسار وحركة التغيير واردة، الصعوبة في الأمر تكمن في دعوة زعيم اليسار حركة التغيير للعمل المشترك، إلى جانب السعي لانتقال أوساط من أعضائها إلى حزبه.

حزب معاصر

بعد الهزيمة الانتخابية في عام 2019، غير الحزب اسمه من سيريزا، وهو مختصر “تحالف اليسار الجذري”، ليصبح “ سيريزا - التحالف التقدمي”. يبلغ عدد أعضاء الحزب 61600 عضو ويصف الحزب نفسه بانه “حزب حركة وتجديد”. وفي سياق تغيير هياكله الحزبية، اقر الحزب ان اللجنة المركزية وزعيم الحزب يجري انتخابهم ليس من قبل مندوبي المؤتمر، وانما باستفتاء حزبي ديمقراطي عام يشارك فيه جميع أعضاء الحزب. وحصة النساء في قيادته المقبلة ستكون 50 في المائة، وفي حال فوز الحزب في الانتخابات العامة، فان هذه النسبة تسري على الحكومة التي سيشكلها.

وأوضح تسيبراس ان التغييرات الهيكلية التي تم إقرار رسالتها: “ نحن نتغير من أجل تغيير البلد”. الهدف هو جعل حزب سيريزا من أكثر الأحزاب ديمقراطية وتشاركية في أوروبا.

*********************************************

الصفحة الثامنة

نمطية غذاء للمرضى تجاوزها الزمن.. مقترحات إصلاحية لمدينة الطب

د. حيدر عبد الأمير الغريباوي

بات واضحاً أن خدمات الأطعمة في المستشفيات هي عبارة عن الخدمات الطبية التي توفرها إدارة الخدمات والاعاشة في المستشفى للمرضى بهدف تحسين الحالة النفسية والجسدية للمريض وتحسين الانطباع عن خدمات المستشفى، ينطلق الدافع الأساسي وراء هذه الخطوة النوعية، من إدراك القطاع الطبي لأهمية راحة المريض النفسية وانعكاس ذلك تحسناً في مرضه وشفائه، وقد اخذت المستشفيات تُدخِل هذا التطور في برامجها مواصلة منها لما حققته خلال مسيرتها من ريادة. تشمل الخدمات الفندقية في المستشفيات نواحي عديدة أبرزها التغذية وخدمات النظافة والغسيل وأماكن الترفيه والتنزه كحديقة المستشفى، كذلك معاملة ولباقة الموظفين الذين يتم اختيارهم من بين المتخصصين بهذه الخدمات في المعاهد الصحية التي تهتم بالأمور الفندقية. يضاف إلى ذلك الاهتمام بالفرش والأثاث، وغيرها من وسائل تأمين راحة المريض على المستويات كافة.

ولتحقيق هذه الخدمات بأفضل صيغة ممكنة، لا بد من تخصيص ميزانية كافية للارتقاء بجودة هذه الخدمات، وتدريب العاملين الجدد قبل استلامهم لمهام عملهم، وتثقيف المواطنين لكيفية التعامل مع مرافق المستشفى، والاهتمام والمتابعة والمراقبة من قبل إدارات المستشفيات على جودة الخدمات الفندقية وخاصةً المشتراة منها.

ومن خلال رقابة ذاتية قام بها كاتب المقال، باعتباري مصاب بسرطان الدم الحاد (اللوكيميا) وبعد مكوث طال أكثر من أربعة اشهر متقطعة ما بين فترة واخرى في (مدينة الطب)، لاحظنا العديد من المثالب فيما يتعلق بنظافة دورات المياه وتوافر المياه الدافئة في المراحيض، الى نوع الطعام المقدم للمرضى، والذي لا يختلف عن بقية الأطعمة المقدمة في الردهات، كأمراض الأنف والأذن والحنجرة والباطنية الأخرى، فالطعام في قسم امراض الدم يقدم بلا أدنى شروط صحية نوعية كانت أم كمية، فطور الصباح لا يتجاوز بيضة مسلوقة وإناء صغير للشوربة مع صمونة واحدة ونصف قدح شاي وقنينة ماء، والغداء تمن ومرق بكمية قليلة للغاية، والعشاء قطعة من فخذ الدجاج مع صمونة واحدة وقنينة ماء، علماً أنها لا تتناسب مع طبيعة ونوع الأمراض في قسم أمراض الدم، الذي يتطلب طعاماً خاصاً يلائم نمط المرض والمريض معاً، لا بصورة عشوائية تكون اقرب للضرر منها من العلاج، في غياب واضح للفاكهة الطازجة والتي تعد مصدر الفيتامينات التي يحتاجها مرضى الدم، فضلاً عن عدم ايجاد وجبات خفيفة ما بين تلك الوجبات، كما أن الطعام يقدم لجميع المرضى دون تحديد نوعية مرض الدم الذي يتطلب نمطا غذائيا يتناسب مع كل نوع من المرض، في طريقة توزيع مذلة تشبه ما درجت عليه مشاهد الافلام في مخادع السجون، وقيام مشرفي التغذية بتوزيع الطعام على المرضى الراقدين بصورة عشوائية دون الاعتماد على قوائم بأسماء المرضى.

 أضع بين ايدي المسؤولين النمط الصحي الذي تتخذه اغلب مستشفيات العالم المتقدم منها والنامي، النفطية وغير النفطية، ومقارنة ما طرح مع ما معمول به، مع تقديم بعض المقترحات في هذا المضمار الذي يمس صحة الانسان في العراق، وبما يتوافق مع القوانين والتشريعات العراقية بهذا الصدد، كالتشريع رقم: 95، والذي صدر بناء على مقتضيات المصلحة العامة واستنادا الى الفقرة ثانيا من المادة (80) من قانون الصحة العامة رقم 89 لسنة 1981 والحاقا بالبيان المرقم (38) لسنة 1989.

بين التطويرات العديدة التي تشهدها المستشفيات في شكل متواصل بهدف تلبية تطلعات المرضى وتأدية أفضل خدمة لهم، دخلت الخدمات الفندقية في صلب هذه التطويرات، سواء لناحية هندسة المستشفى أو نوعية الخدمة المقدّمة ومستواها.

ربما لا يعلم كثير من المرضى إذا لم يكونوا جميعهم، عن ماهية الغذاء أو الوجبات التي تقدم لهم عندما يرقدون في المستشفى لأي عارض صحي كان، فهم يجدون اطباق الأطعمة أو الحافظات البلاستيكية والطاولات بجانب أسرتهم عند موعد كل وجبة غذائية دون علمهم بنوعية الأطعمة والأيدي التي طهتها ومواصفات المواد الغذائية الموجودة فيها، لكن الغريب والمدهش أن نوعية الطعام المقدمة لهم تناسب حالتهم الصحية، فالطعام الخالي من الملح يصل الى مريض الضغط وقليل السكر والذي يعاني من الكوليسترول تصله وجبة طعام خالية من الدهون. تقوم بتلك المهمة ادارة التغذية والاطعام في الصحة التي جهزت مطابخها وجندت مئات العاملين لتوفير الأطعمة المناسبة لكل مريض مع اعتماد جودة الطعام ونوعيته من خلال التعاقد مع شركات تغذية متخصصة تقوم بتأمين سلامة المواد الغذائية لكل مريض والتي تتطلب وجود مطابخ عملاقة تغذي مرضى مستشفيات البلاد وتقدم الوجبات الرئيسة والخفيفة من خلال نظام تديره ادارة الأغذية والاطعام بهدف تقديم أكل صحي ملائم لحالة كل مريض. حيث من المفترض ان تكون هناك ثلاث وجبات رئيسة ووجبتين خفيفتين حسب المعايير العالمية.

في هذا الإطار، ينبغي ان تكون جميع المواد الغذائية خاضعة قبل طهوها لفحوصات نظرية ومخبرية وقياس درجة الحرارة ومدة الصلاحية للتأكد من سلامتها وخلوها من أي آثار خارجية كالسموم أو البكتيريا أو غيرها من الأمور الضارة، مع وجود لجان خاصة وأخصائيي تغذية ومطابخ تجريبية ومختبرات لفحص كل انواع الأطعمة قبل تقديمها كوجبات للمرضى.

هذا فضلاً عن التعرض لمسببات التلوث الكيميائي الناتج عن استخدام أواني غير سليمة وبقايا المبيدات والهرمونات في الأغذية.

حيث ينبع اهتمام مكافحة العدوى وانتشار الأمراض في المستشفيات الصحية من الأهمية التي تشكلها كمصدر لانتقال العدوى بالأمراض البكتيرية والطفيلية والفيروسات الناتجة عن تلوث الغذاء أثناء تناوله.

وهناك حقائق رئيسة عن النظم الغذائية الصحية لمنظمة الصحة العالمية، يساعد اتِّباع نظام غذائي صحي على الوقاية من سوء التغذية بأشكاله كافة، فضلاً عن الأمراض غير السارية، بما في ذلك مرض السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان. ينبغي أن يكون مدخول الطاقة (السعرات الحرارية) متوازناً مع استهلاك الطاقة. ولتجنّب زيادة الوزن غير الصحية، يتعيّن ألا تتجاوز النسبة الكلية للدهون 30% من إجمالي مدخول الطاقة، ويتعيّن أن تكون نسبة ما يتم تناوله من الدهون المشبّعة أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة، ونسبة ما يتم تناوله من الدهون المتحوّلة أقل من 1% من إجمالي مدخول الطاقة، مع تغيير استهلاك الدهون بعيدًا عن الدهون المشبّعة والدهون المتحوّلة إلى الدهون غير المشبّعة، وباتّجاه تحقيق هدف القضاء على الدهون المتحوّلة المنتَجة صناعياً، يُمثّل الحدّ من تناول السكريات الحرة إلى أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة، جزءًا من أي نظام غذائي صحي. ويُقترَح المضي في خفضها إلى أقل من 5 % من إجمالي مدخول الطاقة لتحقيق فوائد صحية إضافية يساعد إبقاء تناول الملح عند أقل من 5 غرامات في اليوم الواحد (أي ما يعادل تناول الصوديوم بأقل من 2 غرام في اليوم) على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، ويقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى السكان البالغين.

ويختلف التكوين الدقيق لأي نظام غذائي متنوّع ومتوازن وصحّي حسب الخصائص الفردية (على سبيل المثال العمر ونوع الجنس وأسلوب الحياة ودرجة النشاط البدني(

حيث يشمل النظام الغذائي الصحي ما يلي:

الفاكهة والخضروات والبقوليات (مثل العدس والفاصوليا) والمكسرات والحبوب الكاملة (مثل الذرة غير المعالَجة والدخن والشوفان والقمح والرز البني). فضلاً عن 400 غرام على الأقل (أي خمس حصص) من الفاكهة والخضروات يومياً، باستثناء البطاطس والبطاطا الحلوة والجذور النشوية الأخرى.

فضلاً عن أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة من السكريات الحرة، وهو ما يعادل 50 غراماً (أو حوالي 12 ملعقة صغيرة مسطّحة) للشخص الذي يتمتّع بوزن جسم صحي ويستهلك حوالي 2000 سعرة حرارية في اليوم، إلا أن النسبة المثلى هي أقل من 5 % من إجمالي مدخول الطاقة لتحقيق فوائد صحية إضافية. ويُذكَر أن السكريات الحرة هي جميع السكريات المضافة إلى الأطعمة أو المشروبات من قبل الشركة المصنِّعة أو الطاهي أو المستهلك، وكذلك السكريات الموجودة بشكل طبيعي في العسل والشراب وعصائر الفاكهة ومركَّزات عصير الفواكه.

وأقل من 30% من إجمالي مدخول الطاقة من الدهون. وتُعَدّ الدهون غير المشبّعة (الموجودة في الأسماك والأفوكادو والمكسّرات، وفي زيوت زهرة عبّاد الشمس وفول الصويا والكانولا والزيتون) أفضل من الدهون المشبّعة (الموجودة في اللحوم الدسمة والزبد وزيوت النخيل وجوز الهند والقشدة والجبن والسمن) والدهون المتحوّلة بجميع أنواعها، بما في ذلك كلّ من الدهون المتحوّلة المنتَجة صناعياً (الموجودة في الأطعمة المخبوزة والمقلية، والوجبات الخفيفة والأطعمة المعبّأة مسبقاً) والدهون المتحولة للمجترّات (الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان من الحيوانات المجترّة، مثل الأبقار والأغنام والماعز والإبل). ويُقترَح تخفيض نسبة ما يتم تناوله من الدهون المشبّعة إلى أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة والدهون المتحوّلة إلى أقل من 1% من إجمالي مدخول الطاقة. ويشار على وجه الخصوص إلى أن الدهون المتحوّلة المنتَجة صناعياً ليست جزءاً من النظام الغذائي الصحي وينبغي تجنبُّها.

وأقل من 5 غرامات من الملح (ما يعادل نحو ملعقة صغيرة واحدة) يوميًا. وينبغي أن يكون الملح معالَجاً باليود.

طريقة طلب الوجبات:

يتولى العاملون في الإعاشة الاخبار بكيفية طلب الوجبات الخاصة؛ علمًا بأنه يتوفر لكم نسخة من قائمة الطعام للاطلاع عليها، وهي تكون بجوار السرير أو في غرفة تناول الطعام. كما تشتمل قائمة الطعام على معلومات تساعد في الاختيار، ودائمًا ما يكون هناك خيارٌ لمن يرغب في تناول طعامٍ صحيٍ أو إذا كانت شهيته منخفضة أو إذا كانت الرغبة في تناول طعامٍ نباتي.

(وجبة الإفطار) تُقدم بدءًا من الساعة 07:30 صباحًا وتشمل عصير البرتقال الحبوب أو العصيدة الملفوف أو الخبز الزبد أولا المعجون قليل الدسم المربى الحليب أو الشاي أو القهوة.

وجبة منتصف الصباح الخفيفة (تُقدم بدءًا من الساعة 10:00 صباحًا). وهي مجموعة من المشروبات الساخنة والباردة التي تُقدم معها قطع البسكويت أو الفاكهة.

وجبة الغداء) تُقدم بدءًا من الساعة 12:00 ظهرًا (وتشمل الشطائر البطاطس المخبوزة المحشوَّة وجبة ساخنة تشتمل على الخضراوات والبطاطس مجموعة مختارة من الحلوى الباردة أو الجبن والبسكويت.

شاي بعد الظهيرة وتشمل المشروبات الساخنة والباردة التي تُقدم معها قطع البسكويت أو الفاكهة.

وجبة المساء) تُقدم في الفترة من 05:00 حتى 06:30 مساءً (وتشمل مجموعة منتقاة من الخضراوات أو طبق السلطة والأرز أو البطاطس، ويمكن اختيار نوعٍ من الحلوى أو الكعك بالكاستر أو الفواكه أو الزبادي.

وجبة المساء الخفيفة (تُقدم بدءًا من الساعة 7:00 مساءً) وتشمل الاختيار بين المشروبات الساخنة والباردة مع البسكويت.

بعد أن استعرضنا البيئة المناسبة والصحية للأطعمة المقدمة في المستشفيات والآليات المتخذة بشأنها نقترح في هذا الصدد ما يلي:

  1. يجب أن يعتمد الطعام على توصيات الطبيب وهنا يبرز دور الاختصاصيين في عملية اقناع المريض بان مثل هذه الاطعمة قد تضره صحيا.
  2. إعداد قوائم الأغذية بكل أنواعها من أغذية علاجية وأغذية عامة.
  3. الإشراف على تحضير الوجبات العلاجية الخاصة على حسب الطبيب المعالج مع مراعاة شروط السلامة والمواصفات الخاصة بالطعام.
  4. الاشراف على توزيع الوجبات على المرضى كل حسب حالته الصحية.
  5. يقوم المضيف بتوزيع الوجبات داخل الأقسام تحت اشراف تمريض القسم وحسب قائمة الحميات الغذائية المعدة مسبقا لممرضي من قبل التمريض مع الالتزام بالأوقات المحددة لتقديم الوجبات.
  6. يقوم قسم الاعاشة والتموين التابع للمستشفى بعمل زيارات دورية للمستشفيات وذلك للأشراف ومتابعة سير العمل بما يتلاءم مع السياسات واجراءات لمعرفة مستوي جودة الخدمة المقدمة.
  7. ولغرض الإصلاح والتطوير ينبغي الاطلاع على خبرات وتجارب العالم في هذا المجال ومنها: المجلس الأوربي للعناية بتغذية المرضى في المستشفيات Council of Europe Resolution Food and Nutritional Care in Hospitals
  8. اجراء التقييم الشامل للحالة التغذوية مثل (التاريخ الطبي، التاريخ الغذائي، الفحص البدني، القياسات الجسمية، والبيانات المختبرية وغيرها)
  9. التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة، على توريد الوجبات الجاهزة، بحيث تقوم الشركة بإعداد الوجبات وطهيها، عن طريق طهاة متخصصين، وتتولى تغليفها وتقديمها عن طريق مضيفين ومضيفات تابعين للشركة، بينما تتولى المستشفيات الرقابة على الأغذية المقدمة من حيث مطابقتها للمعايير والمواصفات والكميات، علاوة على ما يحققه ذلك من مردود اقتصادي نتيجة التوفر الناتج عن تقليل هدر مكونات الأغذية، وتوفير تكاليف صيانة وتجهيز المطابخ وأدوات الطعام، وتوفير العمالة لإعادة استخدامها في مهام أخرى داخل المستشفى لسد العجز في العمالة”، حيث تطرح مناقصات لشركات التغذية ويتم اختيار افضل العروض وفق بنود واسعار ومواصفات فنية يجب ان تتطابق مع ما تنص عليه شروط المناقصة والعقد. وبعد الموافقة عليها تقوم بتجهيز المطابخ والمواقع تحت اشراف ومراقبة الوزارة.

*************************************

شر الاستعمار لا يغتفر

ترجمة: د. هاشم نعمة

يعني استعمار جزر الهند الشرقية الهولندية العنف الهيكلي. ولهذا السبب، فإن اعتذار مارك روته (رئيس الوزراء الهولندي الحالي) (1) غير كاف، وفقا  لغويناوان محمد(2).

لا أتذكر التاريخ بدقة. ولكن بالعودة إلى الوراء، أدرك أنه لا بد أنه كان في وقت ما في شباط/ فبراير 1948. كان عمري سبع سنوات. في الليلة السابقة، كنت قد سمعت الراشدين يتحدثون عن شيء أطلقوا عليه اسم “هدنة”. والآن أدرك أنهم لا بد أنهم كانوا يتحدثون عن اتفاق رينفيل، الذي كان يهدف إلى وضع حد للصراع المسلح بين مملكة هولندا وجمهورية إندونيسيا.

كان الجانبان يعلمان أن وقف إطلاق النار هذا لا يمكن أن يدوم أبدا. ولكن على الأقل كان الجو سلميا ليوم واحد. على أي حال، لم يكن هناك إطلاق نار في الليلة السابقة. كان هناك شعور عابر بالارتياح. كان الناس مبتهجين، ولكن كان هناك أيضا شعور غريب بعدم الارتياح.

سار الجنود الهولنديون في الشوارع في سيارات جيب مفتوحة وهم يحملون البنادق. في الوقت نفسه، كان سكان مدينتنا يعلقون بالفعل أعلاما حمراء وبيضاء على أبوابهم. حتى أنهم شعروا بالثقة الكافية للالتقاء في مجال مفتوح. ذهبت إلى هناك مع أمي. لم يبد أحد خائفا. في وقت ما، انطلق الناس معا يغنون أغنية “في 17 أغسطس| آب”. كانت تلك أغنية ثورية جديدة، لم يعرفها سوى عدد قليل من الناس. ومع ذلك، رأيت امرأة، صديقة أمي والقادمة من منفاها في ديغول، تغني والدموع في عينيها.

سقوط قتلى

ولكن في النهاية، تبين أن اليوم لم يكن سلميا كما بدا لأول وهلة. عندما عدنا من الاحتفال في الميدان في فترة ما بعد الظهر، سمعنا من مدبرة المنزل سامبيات أن جنودا هولنديين يحملون البنادق جاءوا يقتحمون المنزل. بعد إزالة الأعلام الورقية للجمهورية الجديدة من سياجنا، أجبر جندي سامبيات على ابتلاع اثنين منها. ثم غادروا مرة أخرى.

في المساء، أخبرتني أمي أن الجنود الهولنديين أطلقوا النار على أربعة شبان في حقول الأرز في وقت سابق من بعد ظهر ذلك اليوم. ولم يكن هناك قتال. قالت أمي: “لم يكونوا حتى حزبيين”. ومنذ ذلك الحين فصاعدا، أخذت كلمة “هدنة” معنى مختلفا تماما في منزلنا.

بعد قرن كامل تقريبا، في عام 2022، أدلى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ببيان نيابة عن حكومته. قال فيه: “عن العنف المنهجي من جانبنا، وهو عنف لم يتم الاعتراف به بالكامل حتى الآن، أقدم اعتذارا عميقا للشعب الإندونيسي نيابة عن الحكومة الهولندية”.

أستطيع أن أفهم لماذا قدم هذا الاعتذار، لكنني لا أعرف ما إذا كان الشخص المناسب لتقديمه. ولد روته في عام 1967، بعد أكثر من عشرين عاما من محاولة هويب فان موك، نائب الحاكم العام لجزر الهند الشرقية الهولندية، خنق قيام الجمهورية الجديدة وممارسة العدوان العسكري ضد السكان. لا أعرف ما إذا كان روته لديه فهم جيد لتاريخ إندونيسيا وتعقيده. وهو ينتمي إلى جيل نشأ بعد سنوات من أمر الكابتن ريموند ويسترلينغ، القائد السيئ السمعة للقوات الخاصة (DST) التي تم نشرها ضد الانتفاضة، بتنفيذ الاعدامات السريعة بمئات “الإرهابيين”(3) في سولاويزي، والذي حاول القيام بانقلاب عسكري آخر ضد الحكومة الإندونيسية في عام 1950.

   أفضل أن لا أرى اعتذار روته على أنه سياسة دون ضمير حي، بل باعتباره عملا سياسيا بالوكالة إذا صح التعبير. إنه ذنب بدون ألم. ففي نهاية المطاف، ليس لحكومته أي دور في هذا الفصل البشع من تاريخ هولندا الاستعماري، ويمكنه أن يقول بحق إن تاريخنا المتشابك، مثل غيره من التواريخ، كان بمثابة مسلخا في استعارة غامضة من هيغل ومن يدري بالضبط أين يقع هذا المسلخ.

عيب أساسي

نحن نصنع التاريخ ونخزن الذكريات الجماعية. لكن التأريخ له عيب أساسي: فهو يتطلب استخدام الكلمات والأسماء. وهو يستند إلى افتراض أن هناك اتفاقا عاما على معنى تلك الكلمات والأسماء: “الهولنديون” و “الإندونيسيون” و “العنف”.

يقوم المؤرخون بربطها معا لصنع قصص وإعطاء معنى لقيمة حرية الإنسان. إنهم يريدون أن يصدقوا أن الكلمات التي يستخدمونها ستؤدي إلى توافق في الآراء بشأن معناها. لكن اللغة معقدة.

   تعني كلمة “هولندي” شيئا ما فقط إذا قارنته بشيء “غير هولندي” -وهذا لا حدود له. لن تتمكن أبدا من تحديد ما قد تعنيه كلمتا “الهولندي” و “الإندونيسي” بشكل كامل. لا يمكنك تعريف كلمة من خلال البحث عنها في القاموس أو في ويكيبيديا. كل كلمة تبقى دائما صعبة المنال. الهويات والأسماء والتسميات هي دائما عملية متحركة.

لذلك لا أقول شيئا جديدا عندما أقول إن كلمة “هولندي” في الأربعينيات من القرن الماضي كانت تعني شيئا مختلفا عما عليه في عام 2020. إن العلاقة بين الحكومة الحالية في لاهاي وويسترلينغ -الذي حاول بالمناسبة أن يصبح مغني أوبرا بعد تركه الجيش -هي تجريد كامل.

سألني أستاذ في جامعة ليدن(4) كان يعرف أن الحكم الاستعماري قد أرسل والدّي إلى المنفى إلى بابوا في الثلاثينيات وأعدم والدي في عام 1947، سألني ذات مرة: “هل ما زلت تكره الهولنديين؟”

“أنا لا أصدق ذلك”، أجبت مندهشا إلى حد ما.

أجاب: “سألتك لأننا نحن الهولنديين ما زلنا نكره الألمان”.

كان الأستاذ شخصا مهذبا جدا. كان من غير المألوف بالنسبة له أن يستخدم كلمة “كراهية” للإشارة إلى الألمان. ولكن كيف يمكنني الحكم على مدى شدة الألم والإذلال والصدمة التي يعيشها المرء في ظل القمع النازي؟

“تجاربنا مختلفة”، أجبت.

التجارب دائما شخصية ومختلفة. كلها تتشكل من عالم محدود وغير دائم. لا أعتقد أن هناك شيئا اسمه “ذاكرة جماعية” يسجل فيها التاريخ بطريقة صحيحة. هذا ينطبق بشكل خاص على ما يمكن وصفه بأنه “عنف شديد” في الماضي. كلما سمعت أشخاصا يجلسون لتقييم ما حدث في الماضي، أسمع بيتا من شعر شيريل أنور يتردد في رأسي: “نحن – الكلاب التي يتم اصطيادها – لا نرى سوى أجزاء من القطعة التي نلعب فيها”.

لا عشاء

ومع ذلك، عندما يسألني شخص ما عن رأيي في بيان روته، أقول: “نعم، أنا أؤمن بالمغفرة”. على الرغم من طبيعة الاعتذار الهولندي بصفته اختراع مفاهيمي، أتذكر دائما ما فعله مونجينسيدي. قائد حرب العصابات الشاب في ماكاسار الذي سامح الجنود الهولنديين قبل أن يعدموه في 5 سبتمبر/ أيلول 1949.

ولكن ماذا تعني عبارة “العنف الهيكلي المتطرف” في الواقع؟ الثورة ليست حفلة عشاء، كما قال ماو تسي تونغ ذات مرة. إنها تنطوي على الطموح والقتل. ينطبق هذا أيضا على سياسة القمع المعادية للثورة. في التاريخ الحديث للصين والجزائر وإندونيسيا، يمتلك الثوار وأعداؤهم مسالخهم الخاصة بهم. هذا لا يعني أن كل شيء غامض ولا يمكن الحكم عليه.

من الواضح بالنسبة لي ما تعنيه عبارة “العنف الهيكلي”: فهي تشير إلى الاستعمار نفسه. الاستعمار مؤسسة شريرة، مبنية على الغطرسة والجشع، تستند إلى “أيديولوجية” استخدمت لتبرير معاملة الإندونيسيين (والعديد من الشعوب الأخرى في أماكن أخرى) على أنهم أقل من البشر وكعبيد لا ينتمون إلى البشر.

ولا أستطيع أبدا أن أغفر ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

(1) المترجم

(2) غويناوان محمد هو كاتب إندونيسي ومؤسس مشارك لمجلة تيمبو النقدية.

(3) هم ثوار يناضلون من أجل نيل استقلال بلدهم، ولكن ينعتون بالإرهابيين من قبل القوى الاستعمارية. (المترجم)

(4) ليدن، جامعة عريقة في هولندا عمرها خمسة قرون تهتم بالدراسات العربية والإسلامية. (المترجم)

الترجمة عن: 25 Maart 2022 NRC Handelsblad

******************************************

الصفحة التاسعة

سعاد خيري.. روح مرحة تغني للحياة

خيال الجواهري

إليك شطر من قلبي يا شقيقة نضالي!

إليك ايتها المرأة اينما تكدحين وتقفين!

في المطبخ او في الحقل، في المعمل او المكتب!

على ذرى كردستان وفي سهول العراق واهواره

على ضفاف دجلة والفرات، وتحت ظلال اشجار

الجوز الوارفة او النخيل الباسقة!

إليك ايتها الام واهبة الحياة

إليك ايتها المجاهدة من اجل حمايتها من الفناء

من اجل التحرر والمساواة

من اجل السلام والغد الافضل للبشرية

سعاد خيري

20/ 2/ 1998

هذا الاهداء جاء في كتاب “المرأة العراقية: كفاح وعطاء” الذي اهدته لي المناضلة سعاد خيري بتاريخ 11/ 9/ 1998 عندما التقينا في دمشق.

كان ذلك مبعث سروري، فمثل هذا الكتاب الطافح بكفاح المرأة العراقية ونضالاتها في ظل ظروف صعبة وعصيبة تخللتها اعتقالات وملاحقة وسجون تملك روح التحدي والأمل والتقدم والتفاؤل مع الآخرين.

ولدت الرائدة في 19 آذار 1929 في وسط عائلي محافظ، كان والدها متدينا من اهل الكوت يهودي الاصل، وفي منطقة العمارة سكنت وسط جيران منهم المسلم والصابئي والمسيحي، في العمارة أسس مدرسة ابتدائية، اكملت الدراسة فيها وسط معلمات من جميع الاطياف، لم تكن هناك مدارس ثانوية لإكمال الدراسة بعد المتوسطة، وأصرت والدتها على الانتقال إلى بغداد لكي تكمل دراستها الثانوية حتى فضلت ان تسكن مع عمتها.

تأثرت بالفكر الماركسي مما جعلها تعيد النظر بكل جوانب حياتها ومواقفها واختارت الصحيح حسب قولها. وحددت اهدافها وبالأخص بعد محاكمة الرفيق فهد الذي حولها إلى محاكمة للنظام السائر في فلك المستعمرين والقائم على اضطهاد الشعب، ومما قاله:

“كنت وطنياً قبل ان أصبح شيوعياً.. وعندما اصبحت شيوعياً شعرت بمسؤولية أكبر تجاه وطني..”.

سعاد خيري.. كاتبة وناشطة شيوعية كرست كل طاقاتها منذ بداية وعيها في الثامنة عشر لخدمة شعبها وتعزيز ثقة قرائها بأنفسهم لتنطلق طاقاتهم في تحرير شعوبهم والمساهمة في بناء العالم المتحرر من جميع اشكال الاستغلال. حاملة شهادة الدكتوراه في الاشتراكية العلمية عام 1976 من موسكو.

تميزت شخصيتها بالذاكرة القوية والوعي لمجريات الاحداث، وروحها المرحة حتى تصل بعض الاحيان إلى أن تغني للحياة. لها من الذكريات الحية لمجريات عاشتها خلال حياتها. كانت تسكن في بغداد وتحدق في جمالها او دمشق التاريخية وموسكو الحضارة والسويد وما فيها من الخدمات والضمان الصحي.

عاشت حياتها التي تقارب من مئة عام بين متناقضات ظاهرية سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية.

ناضلت من أجل الكثير من القضايا، أولها انضمامها للحزب الشيوعي العراقي وكذلك انضمامها لمجموعة “العصبة” التي ناهضت الحركة الصهيونية وخطرها على المنطقة.

دخلت كلية الطب عام 1947 وشاركت وهي طالبة في التظاهرات التي عمت البلاد احتجاجاً على قرار تقسيم فلسطين في 15 أيار عام 1948، حينها سارع الجيش لاعتقال الكثير من السياسيين والحكم عليهم بالإعدام. كانت ضمن المعتقلات من النساء ومنهن عميدة المصري، اخت المناضل عادل المصري حيث حكم عليها بالسجن المؤبد بعد تعذيبها في دوائر الامن وبالأخص اثناء التحقيقات العامة عام 1949.

ساهمت في نشاطات رابطة المرأة العراقية بين النساء والجماهير من الموظفات والعاملات والفلاحات في مناسبات كثيرة وألفت الكتب مناصرة للمرأة العراقية. رفضت الهجرة مع آلاف اليهود الذين غادروا العراق بداية الخمسينيات، رفضت وازداد حبها لبغداد.

بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 أطلق سراحها بتاريخ 27 آب، وعملت في مصرف الرافدين لمدة عام كامل وتركته لتعمل في صفوف الحزب والتفرغ للعمل الصحفي وفي المدرسة المركزية والتثقيف بين الرفاق. اعتقلت عدة مرات على نشاطها الملحوظ مما جعلها تقرر الاختفاء.

عام 1964 تزوجت من المناضل الشيوعي زكي خيري وفي عام 1967 اكملت دراستها الجامعية وحصلت على شهادة الماجستير. سافرت إلى بلغاريا عام 1973 وقبل التوقيع على ميثاق الجبهة في 17 تموز اوقفوا زوجها زكي خيري في المطار، وتم تسفيرهم هي والاولاد إلى بلغاريا، ومن بعدها إلى موسكو لتقدم مشروع تخرجها تحت عنوان “ من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق” بدءاً من ثورة العشرين في حزيران 1920 حتى ثورة 14 تموز 1958.

عادت للعراق في السبعينيات للعمل في صفوف الحزب وواكبت العمل في صحافة الحزب.

بعد الهجمة الفاشية التي انتهجها حزب البعث عام 1978 وفك الاتفاق مع الحزب الشيوعي تم ملاحقة واعتقال واعدام الكثير من اعضاء الحزب مما اضطرها السفر إلى دمشق حيث بقيت هناك تسعة اعوام ومنها إلى براغ لتعمل هناك في مجلة “السلم والاشتراكية”.

كانت تتمتع بذاكرة متقدة ومشاعر يقظة. وكانت تنشد الاغاني الوطنية بعيد ميلادها الواحد والتسعين، وعلى الرغم من امتداد عمرها فقد كانت تقول: نحتاج إلى عقول الاطفال الذين يحملون الكومبيوتر لكي نجدد افكارنا.

كتبت الكثير من المقالات والكتب السياسية والاجتماعية وهي:

-من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق

(1920-1958). صدر عام 1974.

-فهد والنهج الماركسي اللينيني في قضايا الثورة– بغداد، 1974.

-المرأة وآفاق التطور في العراق– بغداد، مطبعة الرواد، 1975.

-دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بالاشتراك مع زوجها المفكر زكي خيري. بمناسبة اليوبيل الذهبي للحزب 1934-1984.

-ثورة 14 تموز 1958 بعد اربعة عقود-السويد 1998.

-المرأة العراقية كفاح وعطاء-السويد 1998.

-العولمة: وحدة وصراع النقيضين-العولمة الانسانية والعولمة الرأسمالية-السويد 2006.

-تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق-الجزء الثاني.

-صدى السنين في كتابات شيوعي مخضرم/ زكي خيري-السويد، 1996.

-مراجعات ماركسية/ زكي خيري-السويد، 2006.

********************************************

سافرة جميل حافظ .. أيقونة في ذاكرة الأجيال

كريمة الربيعي

 سافرة هي أيقونة نادرة في هذا الزمن أعطت وضحت بكل ما لديها من تفان في سبيل تقديم الافضل للمجتمع ولثقافة المجتمع. أسست مكتبة شمس الأمومة من أجل والدتها التي كانت تحب أن تقرأ في جميع مكتبات العالم، وفعلا قمنا بهذا العمل كفريق انا والست صبيحة وفراس عبد المجيد وابو افراح بكل ما لدينا من طاقة من أجل تأسيس هذه المكتبة قمنا بترتيب الكتب وجمعها كل حسب المصادر والتوثيق والترقيم ليس فقط للكتب وانما مكان للفنون وايضا غرفة تضم جميع الاشياء التراثية والتاريخية لأكثر من مئة عام لأنها إرث اسرتها وخصوصا والدتها التي كانت تحتفظ بها. سافرة لا يمكن أن أتحدث عنها بكتابة فقط وانما أوثق مجلدات ويعجز الكلام عنها مهما تحدثنا عن هذه الانسانة الطيبة الخلوقة النخلة الباسقة.

سافرة جميل حافظ هذه المرأة المعطاء أرى في وجهها كل صباح اشراقة جميلة، عبق الحياة، الثقافة و الفن والموسيقى وقيثارة شبعاد وسمفونية جميلة ترن في المشاعر وتدق قلوب جمال الحياة المشرقة، عبق من هذا الزمان شجرة يانعة ونخلة باسقة أعطت كل ما هو جميل بالحياة والمرأة والطفولة والشباب المشرق. كل صباح استنشق عبير الورد كل ماراها وجهها الذي يذكرني بقطف التفاح إذا حل قطافه، تذكرني بحبة السنابل الصفراء وورد الربيع عندما يشرق في وجه الصباح. اعطتني الروح الايجابية المفعمة بالحياة عندما أكون في ذلك اليوم متشائمة من مشقة الحياة، كل يوم وكل ساعة تشعرني بأنها فتاة بالعشرين، ايقونة جميلة  صادقة طيبة تخطو كفراشة بالصباح ترنو بين أغصان البرتقال، هي كعاشق الذي ابتلى بعشق الليل لم يرتو منه اذا التقى حبيبته، هي النهر الجاري والفلك هي شعاع الحياة  اذا اقترن به القمر المضيء يجالس الشاعر والرسام الذي يرسم لوحة، دائما تقول لنا لا تتشائموا، حبوا الحياة وحبوا بعضكم بعض،  سلام ومحبة هذه الكلمة اسمعها منها ترن في اذني استمد منها العزم والقوة،  كان لديهم ببغاء وكل صباح تصحو على صوته سفورة سفورة مدرسة يله مدرسة..

 ****************************************

تقدم العراق يبدأ بتغيير واقع النساء نحو الأفضل

انتصار الميالي

في عراق ما بعد التغيير نرى حقوق المرأة شعارات ينادي بها الكثير ولافتات تمتلئ بها جدران البنايات وأسيجة المتنزهات ورسائل وتغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي واحتفالات حكومية وغير حكومية، ولكنها تبقى بعيدة عن التطبيق في أبسط الأمور، فالمرأة لاتزال متضررة لأسباب كثيرة بدءاً بالعادات البالية ثم الصراعات السياسية والطائفية والارهاب، مما جعلها ضحية التهجير والعنف والحرمان والفقر والتشرد والاتجار، لذا لن نستغرب رؤيتهم يوميا ( نساء وفتيات وأطفال ) ممن يفتقرون لمقومات العيش الكريم وهم في حالة من الضياع يجوبون الشوارع ويسكنون الطرقات والأرصفة بدلا من أن يكون مكانهم في فضاءات التعليم والمعرفة والعمل بحرية وسلام، ولا ندري كم من الجهد نحتاج له ويحتاجه كل من يفكر بإسعاد الطفولة وحماية المرأة في دولة ابتعدت كثيرا في مسارها عما يؤمن الحياة الحرة الكريمة لنسائها ولأطفالها الذين باتوا اليوم يشكلون نسبة تصل إلى ثلث سكان العراق ممن يعيشون في أدنى مستويات خط الفقر .. وتزامنا مع العيد العالمي للمرأة لابد من الاشارة والتأكيد على أن هناك اتفاقيات وعهود دولية قد صادق العراق عليها كدولة لكنها تنتظر التطبيق، وهي دعوة صادقة لكل من يحمل صفات الإنسانية ويؤمن بمبادئها إلى أن يساهم مع شركاء الإنسانية مهما اختلفوا من أجل تحسين واقع المرأة والفتاة العراقية.

يبقى الاحتفال بيوم المرأة مناسبة للتذكير بهموم النساء والفتيات واحتياجاتهن ويبقى الهم يؤرق الكثير من المهتمين والمدافعات والمدافعين عن قضايا المرأة، ويبقى السؤال متى يتم رفع الحيف عن المرأة العراقية ومتى يتم تحريرها من العادات والممارسات القبلية التي باتت تعود بنا إلى زمن الظلم والوأد والجهل والقهر والاستغلال، والتي تضع المرأة في قفص الاتهام وظلم الأعراف والعنف الذي لاينتهي وبكافة أشكاله وممارساته المختلفة، بسبب ضعف تطبيق القانون وسلطة قضائية متفرجة.

اليوم هناك حاجة ملحة وواجبة وملزمة للعراق بسلطاته الثلاث بأن تكون قوانينه موائمة للمواثيق الدولية ليحقق التقدم كبلد يحترم كافة مواطنيه وخصوصا النساء، أذ لازالت هناك تشريعات في مضامينها تشكل خطرا على المرأة وهي بحاجة للتعديل بما يضمن ويصون كرامة النساء ويساعد في وصولهن للعدالة التي توفر الحماية لهن، كما أن هناك خططا واستراتيجيات بحاجة لموازنات مستجيبة للنوع الاجتماعي كي تساهم فعلا وبالملموس في تحسين واقع المرأة العراقية وتوفير البيئة الآمنة لها، كي تكون قادرة على مواجهة التحديات بصلابة وقوة أكبر عبر تهيئة الفرص والإمكانيات التي تجعلها فاعلة وصاحبة دور حقيقي في الإعمار والبناء وصانعة للسلام في بلد يقدر تضحياتها العظيمة ويعترف بوجودها كشريكة في كل مجال.

*********************************

المرأةُ العربيةُ والسياسة

زينب حداد-تونس

قلتُ لمحدّثي وقد فُصلَ القولُ في الانتخاباتِ الرئاسية و التشريعيةِ:

“ألا ترى أنّ عدد النساء المترشحات ضعيف وعدد ُ الناجحاتِ أضعفُ رغم ما نصّ عليه القانون الانتخابي من ضرورةِ التناصُفِ في قوائم المترشحين الحزبية منها و المستقلّة؟

قال محدّثي:

ميدانُ السياسة ذكوريّ بحتٌ٠ يمكنك أن تجدَ للمرأة حضورا فاعلا في العمل الجمعياتي المدني أو في كواليس السياسة و لكنها غيرُ مهيّأةٍ للممارسة السياسيةِ العلنية و للانخراط في الأحزاب، وأن هي أرادت ذلك فلن تنجحَ٠

قلتُ:وهل تعزو الأمرَ إلى نقصٍ فيها أرادته الطبيعةُ الأنثويةُ أم إلى التربية الاجتماعية المحافظة ؟

قال محدثي:بل هي الطبيعةُ ،فالسياسةُ-بحكم أنها عمليةُ صنع القرارات واتخاذ الاجراءات و الطرق والأساليب الخاصة بتنظيم المجتمعات- هي مجال جافٌّ ،بعيد عن الهوى و يقتضي من طالبه شخصيةً قويةً صلبةً و ذات جأش و عزم تتحمّل الصراعاتِ والمناكفاتِ و النقاشات الملتوية و القدرة على الإقناع بالحجة العقلية وبالدليل الواقعي و اطلاعا واسعا على الأحداث الماضية و الحاضرة و على الواقع المحلي و الدولي…و المرأةُ عاطفية هشةٌ رقيقة لا تتحمّل طول الجدال ،ميّالة بطبعها إلى ما هو وجدانيّ  …المرأة خلقتْ للحبّ والغزل و ليس للسياسة والحكم ،ثم إنّ المرأةَ لا تستطيعُ اتخاذَ قرارات تخص أسرتها فتوكل الأمر إلى الذكر في الأسرة فكيف ستسيّر شعبا؟

قلتُ:أظنّك تنطلق من أفكار جاهزة عن المرأة عششت في الرؤوس منذ أقدم العصور  رغم دحض التاريخ لها فقد برهنت المرأة- إذا مُنحت الفرصةَ- أنها أقدر من الرجل على التسيير وصنع القرار، ولكنّ التمييز الجنسوي يهيّئ للرجل أنه الأقدر في مجال السيادة  بل ويجعلون الربّ مسؤولا منذ بداية الخليقة عن توزيع الأدوار فاختار للرجل مجال الفروسية و السيادة اي ممارسة السلطة، واختار للمرأة شؤون البيت والحقل، أليس النظر إلى المرأة من زاوية واحدة هي الأنوثة مجرد تعلة لسلب المرأة حقها في دخول مجال السياسة من الباب الكبير؟

قال محدثي: فما تفسيرك لعزوف المرأة عن السياسة رغم تغير القوانين في صالحها؟

قلت: فأنت تراها “عازفة” عن العمل السياسي إذن، و بالتالي أصبحت المسألة إراديةً و ليست طبيعيةً وتتدخّل فيها التربية الاجتماعية للذكر والأنثى و يصبح للنظام السياسي في بلداننا تأثير على منهج التربية والتكوين في أسَرِنا.

أنظمتنا هي أنظمة الحزب الواحد و الإيديولوجية الواحدة، كلّ شيء عندنا مُنمّط: نظام العيش و التعليم و تنظيم المدن وحتى تنظيم المكاتب في قاعات التدريس …أفكارنا منمّطة؛ و إنّك لترى ما يلقاه المعارضُ الفكري من ألوان الهرسلة و التعذيب رجلا كان أو امرأةً٠كلّ من تُشتَمّ عليه رائحة المعارضة إمّا أن يقع اغتياله بطرق قذرة أو تنسب إليه جريمة حقّ عام حتّى لا ينال شرفا، وعموما لا يقع الاكتفاء بحبسه و تعذيبه، بل تطاردُ أسرتُه و تُهان.

وبالنسبة إلى المرأة فإنّ كل نشاط سياسي تمارسه خاصة إذا كان معارضا يحوّله النظام إلى “نشاط دعارة” تنكيلا بالمرأة و سمعتها، وما دامت المرأة عندنا تمثل الشرف فإنها تُمنع من كل نشاط سياسي في هذه البيئة الموبوءة، وإذا كان المجتمع يفتخر بسجين الرأي ويعتبر “السجن للرجال”فإنّه ينبذ سجينة الرأي لأنه قد سُجِّل في دفاترها المدنية أنها “بغيّ”٠

سقتُ إليك هذه المقدمة لنتبين سبب التوجه في تربية الأنثى نحو إبعادها عن عالم الذكور و اجتماعاتهم و المنحى بميولاتها واهتماماتها نحو النشاط الاجتماعي لأنه أسلم.

قال محدثي: فالاهتمام بالسياسة إذن ليس موهبة بل تدريبا يشترك فيه الذكر والأنثى على قدم المساواة.

قلت: أجل ،فعندما ينشأ الطفل ذكرا كان أو أنثى في ظلّ نظام سياسي يمنح الحريات و يحترمها و في أسرة تربيه على الشجاعة الفكرية و حرية الرأي و التعبير و القدرة على تحمل مسؤولية الاختيار  يكون قد وجد أو وجدتْ الأرضية إلى المشاركة في الحياة العامّة و ليس نهاية الاختيار٠كثيرا ما يقول لي أحد تلاميذي المراهقين  أثناء نقاش مسألة ما: “ أنا اخترت مذهبي و ايديولوجيتي فأقول له “مازالت الطريق أمامك طويلة إذ عليك أن تتعمّق في مبادئ مذهبك الفكري و أن تطلع على المذاهب الأخرى لتعرف ما يوافقك وما يختلف، و عليك أن تكوّن زادا معرفيا واسعا نسبيا وأن تعرف فنّ المناظرة و التفاوض  فإذا تمّ لك ذلك يمكن أن تتحدث عن الالتزام  الذي قد يكلفك كثيرا من التضحيات.

قال محدثي: أعتقد أنّ التكوين الذي تحدثت عنه لا يكون الا بالانخراط في العمل الحزبي٠

قلت: إن الانخراط الحزبي يهدف دائما إلى الحكم و هو يمثل الوصول الى مرحلة من النضج السياسي و النضال من أجل المبدأ و هنا الصعوبة بالنسبة إلى امرأتنا فهي ستكون مضطرة إلى التفرغ للاجتماعات السرية والعلنية ليلا كانت أو نهارا مع ما قد يتعرض له المجتمعون من مداهمات و إيقافات، ولا تغرنّك الادعاءات الزائفة بالديمقراطية.

قلتُ سيكون الالتزام صعبا على المرأة لأن مجتمعنا يبطن غير ما يعلن إذ مازالت قيود الشؤون المنزلية و الإشراف على الأبناء في دراستهم و ذهابهم وأيابهم وأكلهم ولبسهم مفروضة على المرأة و قد نوكل إليها شرف مساعدة الرجل في عمله السياسي بتوفير الأجواء المستقرة الهانئة له. 

إنّ القوانين لا تمنع المرأة من ممارسة السياسة، ولكنّ المجتمع الذي يتحكم به الذكور يفعل ذلك.

قال محدثي:

بالنظر إلى بيئتنا السياسية والاجتماعية وإلى ما يقتضيه الخوض في عالم السياسة من تكوين وتدرّب ومن تسخير المال والوقت والنفس لفرض الرؤية المذهبية التي نراها الأصلح لإدارة شؤون البلاد، ومن انفتاح فكري يسمح بإيجاد الحلول والبدائل لكل المشاكل ومن تضحية بالمصالح الفردية في سبيل المصلحة الوطنية العليا فأنني على يقين الآن بأنّ الرجالَ أنفسهم في عالمنا العربي أبعد ما يكونون عن السياسة.

*********************************************

الصفحة العاشرة

جروح بمخالب الشيطان

النمط وحاجات الشعر

ريسان الخزعلي

( 1 )

ماكان لمجموعة الشاعر / علي حمودي الخفاجي / أن تأخذ العنوان ( جروح بمخالب الشيطان ) وهو عنوان واحدة من قصائد المجموعة ، كون هذا العنوان يفتقد الايحاء الشعري وهو الأقرب إلى تسمية رواية ، وكان بالإمكان أن تأخذ عنواناً آخر من داخل القصائد أيضاً مثل : “ أوّل سطر” ، لما لهذا العنوان المقترح من دلالة معرفية موحية . كما أنَّ غلاف المجموعة لايتّسم بأية ملامح فنية  وقد جاء بخط لاعلاقة له ُ بأشكال الخط المعروفة . وحين أذكر مثل هاتين الملاحظتين الشكليتين ، كون كتاب الشعر تحديداً لابدَّ أن يتوافر على مقوّماته الفنية التشكيلية الخارجية التي تُغري بمروادة المقوّمات الداخلية : الشعر وممكناته الفنية والجمالية .

( 2 )

في هذه المجموعة ، ورغم اطلاع الشاعر على منجز الشعر الشعبي الحديث ، إلا أنه مازال مشدودا ً إلى الشكل الأوّل للقصيدة الشعبية وأنماطها في البناء ، حتى أنها ضمّت بعض الألوان الشائعة : الموّال ، الدارمي ، الأبوذيّة . كما أن َّ لغة القصائد لم تتخلّص من بعض المفرادات الموغلة في القِدَم والتي ما عادت تُثير الحساسية الشعرية : البزل ، الغُشُم ، العوزه ، دوني ، عبسي ، ليفه ، بالات ، جدر ، أجرب ، چيّت ، رعيان ، وغيرها . وحين تتخلص قصائده من مثل هذه المفردات ، تأتي اللغة بصفاء آخر يقرّبها إلى  التلقّي والإنصات  :

رحت اتموت ..

يل تدري ابلهفتي ، من تموت .. اتموت

يالابس ضحك روحي بديك ابتوت .

.......،

عفيه اعليك يا نحّات ..

ياذلّة صخرتي من صرت منحوت .

ولو قال الشاعر : “ ياهيبة صخرتي “  بدلاً عن “ ياذلّة صخرتي “ ، لكانت الدلالة أدق وأعمق . ولا يخفى كذلك أن َّ  بعض التراكيب والصياغات الشعرية لم تكن متجانسة أو منسجمة مع التوصيف الذي جاءت به أو أنها تُشير إلى عادة ٍ عشائرية متراجعه ( الشطرة الثانية من الأمثلة ) :

واطبخت حبّك عالعطر ، ماهي حسبته ابنيّه إو خايف من ابن عمها ، وآنه اوج ّ ابروحي ليفه ابنار من نار البخار ، چانوا اقراني جلوس ، دوّرت للچلمه اذان إو مالكَيت ، شاف اعيوني متخبلات بالعنده ، صوت أجرب كَال عنها مو قصيده ، حسباله الصحاري احلوكَ ، حيطان باب الإذن  وغيرها .

( 3 )

الشاعر ، في هذه المجموعة ، يمتلك صوته الخاص المتأتي من حدود تجربته ، وفهمه للشعر، الفهم الذي يجعل من التوصيل الأسرع غايته الأولى ، مُضحياً بالكثير من اشتراطات الشعرية وتقنيات التوليد الشعري ، التقنيات التي جاءت بها تحوّلات القصيدة الشعبية الحديثة  الراسخة منذ ُ عقود الستينيات والسبعينيات وماتلاها  من مهارات محدودة . ورغم الصوت الخاص ، إلا أن َّ بعض تماسّات مع الآخر تظهر هنا وهناك ، كقوله : والركَبه ما رهمت جسر ..، وهذا القول له ُ صلة واضحة بقول النوّاب : والركَبه من تلتاف للبوسه جسر . أو قوله : تطحنك طحن الرحي واتراب حنطه اتصير منسى ، وهو قول قريب من قول الشاعر عريان السيد خلف : احنه خلّانه وكتنا اتراب بحلوكَ الرحي . وغيرها من شذرات متباعدة  تتعالق مع قديم الشعر وحديثه .

( 4 )

تجربة الشاعر الحياتية تأخذ مدياتها الواضحة في المجموعة  ، فهو لا يفتعل شيئاً من خارج هذه التجربة ، فمن مجاورة المكان في مدينة ( الخالص ) التي لايجد في غيرها الطمأنينة بعد أن حاصرته ُ ( السيطرات ) ومداهمات ( الأمن )  وأوجاع ( الحصار) إلى الاحساس بالقبر المرئي ( الحوت ) ..، وهنا يتوجّه في نداءآت روحيه إلى ( الحسين ) كرمز في الخلاص الوجودي :

وبيا سطر ..

أكَدر أظم ( حسين ) ليشوفه الشمر ...

( 5 )

في الملمح الفني ، تكون قصائد المجموعة متحركة في اشتغالات  ( النمط ) الذي جاءت به القصيدة الشعبية في بدايات نشأتها ومراوحتها  الشكلية ، وكذلك حاجات الشعر الأولى الفنية المحدودة ، فالشاعر لاتشغله الهموم الفكرية ولا التجارب الروحية ولا الانصات للتحوّلات الشعرية العالية . إنّه في حدود تجربته ولغته وانشداده لمواجهات حياتية تُحاول أن تُعيق خلاصه الذاتي :

إو بعد

مالفني العذاب إوچنت ميّت

وكَّفوني ..

لا تفوت ..

لا تفوت .. انته هسّه ابسيطرَه .

( 6 )

جروح بمخالب الشيطان ، مجموعة بما لها وعليها ، لا تستعير مداد الآخرين ، وانما تُقدّم شاعراً يرنو إلى ماهو أبعد ، وما عليه سوى أن يكسر قيود ( النمط وحاجات الشعر الممسكة بمطابقات الأوائل ) ...

 ***********************************

النص الشعري الشعبي والمفردة الجاذبة عند الشاعرعبد السادة البصري

علوان السلمان

الشعر مغامرة ابداعية خالقة لعوالم محركة لذاكرة المستهلك (المتلقي).. يخوض غمارها منتج واع يشعل الحرائق في الاوساط لتغييرها  بتفاعله معها خدمة للانسانية ..كونه يطرح موقفا ومبدءا برؤية واعية مستنطقة لواقعها ومسترجعة للخزين الذاكراتي بروح معاصرة مستجيبة لايقاع الحياة..

  والشاعر عبد السادة البصري في نصوصه العامية (الشعبية) يعتمد مسارين فنيين متداخلين: اولهما.. اعتماده اللهجة القريبة من الذات الشعبي والمتميزة بموسقتها الجاذبة.... وثانيهما..انتفاء الالفاظ الموحية البعيدة عن الضبابية والمستفزة لذاكرة المستهلك (المتلقي)..

كل سنه من سنين عمرك ورد جوري وياسمين

كل سنه من سنين عمرك يكبر ويانه الحنين

كل سنه من سنين عمرك

نكتب بدرب العشك فرحة واغاني..يا حلاة العاشكين

فالنص بمجمل دلالاته يعكس الحالة النفسية والشعورية بعمق واع يتداخل والسياق الجمعي بقدرته التعبيرية المختزلة لتراكيبها الجملية المترجمة لمشاعر واحاسيس المنتج (الشاعر) وانفعالاته ببناء درامي وحوار منولوجي ذاتي..فضلا عن اعتماده تقانات فنية واسلوبية كالتكرار الدال على التوكيد والمضفي على النص موسقة مضافة جاذبة..

كل سنه من سنين عمرك.. نجدد الحب الطريقك

يا طريق الشعب انت او ياهوية

ياسلام ويا محنه وطيبه معجونه اويه دمنه

اكبر اكبر

وبعد اكبر.. بعد اكبر

وبعد اكبر.. بعد اكبر

ننتظر عيدك الميه

فالمنتج(الشاعر) يعتمد على الوصف النازع منزعا وجدانيا يكشف عن دواخله السايكولوجية المرتبطة بذاته من خلال سرده الشعري الواقعي المستوحى بتأمل لنسج صوره التي اخذت منزعها النفسي بتناولها النبض الوجداني واتخاذه مادة للتجسيد الايحائي..اضافة الى توظيفه اسلوب النداء الذي هو حركة زمنية في النص الشعري يدنو من التساؤل والتعبيرعن كوامن الذات..

وين أشوفك

ومن اشوفك أنسى حجي البارحة

وين اشوفك

ياورد جوري ومحبتك فايحة

 روحي بيك تهم بعدها

وبغرامك عذّبتها

 ردلي وأعلك شمع عمري

لا تخلّيني أحترك

 والروح بيدك سارحة

فالبناء النصي يعتمد الذاتية المكتنزة بحكائية معبرة عن كون سردي مكتظ  بالصور التي هي روحه وكيانه الفني المتمثل بالمرئي والمتصور في بنية لفظية خالقة لجمالها الابداعي الذي يحتاج الى قدر كبير من البصيرة الواعية في انتقاء الالفاظ الموحية مع تكثيف وايجاز جملي يكشف عن الحالة الشعورية والنفسية للمنتج (الشاعر) باسلوب دينامي وعمق دلالي..يتداخل والسياق  الجمعي بقدرة تعبيرية مختزلة لتراكيبها الجملية التي تستنطق اللحظة الشعورية المكتنزة بالرؤى والمعاني من خلال الالفاظ المشحونة بايحائها والمنسابة بتدفق جمالي يعلن عن فكر انساني متوهج..

 **********************************

من رياض الابوذية

حسين جهيد الحافظ

 (1)

 سره مدري ضعنهم وين ما وين

 مجد بالسيرحيل الحيل ما وين

 مثل وني ابد يعگوب ما وين

 ولا قابيل يوم الواره أخيه

(٢)

 مثل يوسف اوصفك بويه لاله

 الضوه كله ابجبينك بويه لاله

 الگمر عين او وجنتك بويه لاله

 واحس الروح بيدك موش بيه

 (٣)

 حلو لبس الجماغ اعليك يبره

 يمن كلبي الرفيف الرمش يبره

 اشتظن مصيوب لحظك بعد يبره

 جذب لا لا وحك حامي الحميه

 (٤)

 سالوفه ابحلگ شامت صرت  واعليچ

 ولوچ ابحسرتي مجبور واعليچ

 تسع اعشار شعري بيچ  واعليچ

اشمرامچ چا بعد انطيچ  ديه

(٥)

علي اهموم وكتي أبواب  سكرن

ثماله وابعذابي حيل  سكرن

مثل زيبگ صرت بچفوف سكران

 اشيسوي اوياي هو انه الضحيه

(٦)

الوفه طبعي ابد مو طبعي خيانه

او عمري دوم للصاحب  خيانه

شجاك اشغيرك عني  خيانه

ذاك آلچان الك عمره تچيه

 (٧)

عكس وياي وكتي اصبح شماله

 غده شرجي الگبل صافي شماله

 او صفت يمناه ما توصل  شماله

 صدگ انسان بس ابلا  وعیه

(٨)

 بنيت اوياك صب او طلع  منگاش

 يالبحرك غميچ او چذب  منگاش

الحطب نارك حسافه صرت منگاش

 أوصلت وسفه التريده او خنت بيه 

 (٩)

بضلوعي سهم موجر من يراني

 او علي كام يعطف من يراني

لهذا الحال مدري  من يراني

الوكت لو قسوة احبابي عليه

 (١٠)

 روحي الوكت من بعدك  شجاهه

 او حزن ينگل حزن اصبح شجاهه

 دمعتي ابرمشي تتلولح شجاهه

 لا تقبل تطيح او لا ترد هيه

 ******************************

مكتول بالسكته

سامي عبد المنعم

الى الوجه الذي لا يعرف الخجل ..

من صيد أمس ..

مذبوحه بشفافي ضحكتي

وعيني شح بيها الدمع

والچلمه مصلوبه على الساني

وحچي الباطل كسر مني ضلع

حته العتب .. شد الرحال وشال

والسكته أصبحت بيه طبع

لو ادري إعتابي ايطيبلي جرح

چان اعتبت ...

او چاورجيت الناس كلها

وبالف ليش اتحزمت

ولو أدري إبفزع الگرابه إيرجع المذبوح

هم چافزعت ... وچاحشمت

من عادة المخنوگ يرفس

أنه مخنوگ إسكتت

ياصاحبي ...

مصلوب حچي الصدگ بحبال الچذب

الدنيه مرجوحه ويدولبها الهوى

وتلعب على إزلوفه لعب

يلصوتك إيلعلع مثل غناوة المكسور عوده

آنه گلبي وياك صافي وإنت ناويها إعله سوده

آنه ذاك آنه.. مهر لشياع

وصبرت العمر كله اعله موده

يلي تصرخ .. آنه وآنه .. شنته ونته ؟

إنته يمته ..؟

اتحنت اچفوفك إبسرگيها ..؟

أو صرت جايوس.. يمته ؟

إنته يل بس إسمك إبنادم .. أو موش ابنادم انته

إنته يلعاشگ إبغير وچاد ...

واليعشگ إبغير وچاد يتگله إبحسرته

 انت يلي إتمرجحت علجاي والرايح

أخبرك هالتمرجح ما إيفيدك

صيح ابصوتك العالي ..

وإطرب الخيبة نشيدك

لابد إيجيلك فرد يوم ...

أو إيدهديك الوكت يمي أو أصيدك

وأصرخ إبكل صوتي باذنك ..

عوينتك يل كتلتك صارت إمنيدك

يلي من دمك اتصوغ شراع

شلك بالشراع إبلا سفينه ؟

أو شلك ابهذا الچذب ..؟

يلما حچيت إبچلمه زينه

إنته من إتحزمت وإتگول إجينه

إشلون إجيتوا ..؟

إحنه من ذاك الوكت لليوم نتمشه اعله إدينه

أو لو إتريد ابحچي المزامط اخبرك

الحراميه الغزوا ديرتنه من عدنه أو علينه

احنه بارود ابزمر تفگه .. إذا يوم انولينه

إحنه لو جار الوكت ...

كل واحد إيموت إعله دينه

إحنه سمچة هور مشتوله إبگصب

وإبريحة البردي ربينه

إحنه عذره .. إتحنت ابتاج الشرف

من صغر سنها الحد صباها

إحنه حية بيت ما تلدغ البيت الي جناها

[ متطويه أو سمها إعله إعداها ] 

 ******************************

ايمان

علاء الماجد

ايمان بعيوني حلم

وبشفافي جلمه ولحن

ايمان ياجلمة هله

تسري بالروح وتندفن

بسماتج يهلن علي عيدين

وطيوفج بعيني ارحلن

زغيرة يا ايمان..

والشوك بعيونج جبير

والدم بخدج غفه

والشعر اصفر حرير

الشعر طير اويه كل نسمة يطير

والدنية يا ايمان سيفين وجرح

وشما يطول الليل لابد بيه صبح

امتدت طيوفي عله جروف الفرات

ياريحان

ياريحان

كلبي خذاه العشك بس مامات

سميتج ايمان الهوه

سميني انتي شتهوين

اكتب رسايل عالورد

اكتبيلي جلمة اعله الطين

صيري على اوراقي شعر

غنيتج بعيني دمع ..

ايمان راح ابكه انتظر

تسميني راح ابكه انتظر

*****************************

الصفحة الحادية عشر

احدث الكتب

* قيلولة/ رواية جديد للدكتور سلام حربة، صدرت عن دار ابجد- بابل. سبق للمؤلف وان اصدر عدداً من الاعمال الروائية والقصصية التي لقيت ترحيباً في الأوساط الثقافية.

* نساء عراقيات/ وجهة نظر اجتماعية/ كتاب للدكتورة لاهاي عبد الحسين. صدر عن دار المدى- بغداد. الكتاب يدرس قضايا المرأة في ضوء علم الاجتماع بكثير من العمق والتفاصيل.

* المسرح الملحمي الألماني برؤية عراقية/ كتاب من تأليف بهاء محمود علوان، صدر عن دار المأمون- بغداد. تناول فيه مؤثرات برشت وحضور مسرحه الملحمي في معطيات المسرح العراقي.

* اطلالة شمس/ مجموعة شعرية لمعن الموسوي. صدرت عن دار السامر.

**********************

قصة قصيرة.. طرقات

سلام حربه

محلة الوردية سميت من قبل أجدادي، من أوائل قاطنيها، بمحلة العجائب والغرائب. كثير من الأحداث تحصل فيها، حتى يومنا هذا، ولا نجد لها تفسيرا، كان أبي يقول إن أرضها مسكونة بالجن والارواح الهائمة لأن بيوتها بنيت بحجارة من أرض بابل حين سمح الوالي العثماني أن تُهدم جنائنها وقصورها واسرارها وتبنى محلة قريب منها على نهر فراتها تيمنا بالماء العذب الذي يغذي عروق بيوتها فكان إسمها الوردية. بيوتها متلاصقة يسمع ساكنوها همس بعض في غرفهم، وأزقتها ضيقة لا تسمح بمرور سيارة ومن يمشي في دروبها يلتقط ما تتحدث به العوائل وما يشغل بالها من مشاكل وهموم وما يتقطر من أفواههم من مفردات الحب والألفة وحتى الخصام. شبابيك البيوت، رئاتها، تطل على الازقة تتنفس بها ما يحمله هواؤها من نسائم باردة ورذاذ أمواج النهر وفي أحيان كثيرة تتسمم بعطن وتفسخ الأزبال والقاذورات في الطرق وأتربة لا تحتاج الا الى نفحة ريح كي تكون ضيوفا ثقيلة على أرضيات وأثاث البيوت القديمة ووجوه أطفالها، تنفذ منها ما تنفثه الباحات والمطابخ من طَعم كلام، عفن ونظيف، وصنوف طبخ تصل حتى خارج المحلة. كان بيتنا القريب من مسجد المحلة يقابل بيت صديقي ماجد، نشأنا سوية، كنا اصدقاءً لا يفارق أحدنا الآخر، أفكارنا وأحلامنا كانت متقاربة ونحن نقف على عتبة الشباب، تخرجنا من الكلية سوية، تزوج قبلي بشهر واحد وأنجب من زوجته بديعة، كانت تربطهما علاقة حب عاصفة في الحياة الجامعية، ثلاثة أبناء ولدان وبنت. كان بيتانا بيتا واحدا نزور بعض بلا حرج وما بين عائلتينا إلا ما حلل الله وما حرّم. في السنة الاولى من الكلية تعرف ماجد في أحد بارات بغداد على الحبيب، أطلق عليه بفكاهته هذا الإسم ويقول متبجحا هو ما يليق به، واصطفاه رفيقا وخلّا أبديا له. كان يقضي كل الليالي معه يأتي في آخر الليل وهو يتعتع من السكر يغني بنبرة ممطوطة، تتقاذفه جدران القسم الداخلي وبيوت الحيدرخانة التي سكناها في السنتين الأخيرتين من الجامعة. بقي هذا الحبيب، ماء الروح، ملازما له حين توظف في احدى دوائر الدولة لا يجالس أحدا الا والحبيب معه حتى أني، مرات عديدة، قلت له ناصحا أن يترك هذا الحبيب فمن غير المعقول أن تقضي حياتك كلها لا يطبق أجفانك الا أنفاس خدره وقد بدأ يستنزف صحتك، كان يجيبني وابتسامة ساخرة على وجهه بأن لا سلوى في هذه الحياة الجاحدة الا مع هذا الرفيق الزلال الرقراق الذي ينسيه همومه واحزانه ويطير رائحة الحروب التي أشعلها القائد المجنون من رأسه ويجعله محلقا في فضاءات خيالاته سابحا في بحور الشعر ليصيد فيها قصائدا ساحرة ، أنساه هذا الحبيب زوجته بديعة وأبناءه الثلاثة. كل يوم يمر كان ماجد تتقطع خيوط عرى علاقته مع أصدقائه وعائلته. يأتي من دائرته يتناول غداءه على عجل وقبل أن تتسلل خفية أصابع الظلام في البيوت يطرق الحبيب الباب عليه، يقضيان الليل سوية يتركان بعض حين يلملم الليل جلبابه وينسل هاربا من طرقات فجر قادم على أبواب الأفق وماجد يأتي مترنحا بين جدران بيوت الزقاق الضيق لا يصل بيته الا بمشقة حتى أنه يقضي وقتا طويلا لا يستدل على ثقب مفتاح باب داره الخشبية وأحيانا يتكوم عند عتبة الدار حتى الصباح. في صباح أحد الايام طرقت بديعة باب داري، كانت ترتجف من القلق ووجهها اكثر شحوبا من فجر لم يغسل وجهه برغوة شمس بعد، شفتاها يابستان..قالت بانفاس متقطعة..

_لم يأت ماجد الى البيت هذه الليلة..لم يتعود المبيت خارج البيت..خرج حين طرق الحبيب الباب كعادته كل مساء..لكم كرهت طرقات هذا الحبيب..بدأت لا أطيق سماع الطرق على الابواب..

حاولت أن أطفأ بعضا من حرقتها، كلمتها بهدوء كي أبث الطمأنينة في روحها اللائبة..

_لا خوف عليه مع الحبيب، علاقة تمتد أكثر من عقدين من السنين، ربما طالت السهرة حتى الصباح..السُكْر عند ماجد لا وقت محدد له، سيأتي، لا بيت آخر عنده..

_ولكن ماذا أعمل إن لم يأت..؟

أطلقت ضحكة قصيرة فما زال النعاس يخيط طرفي فمي..

_أختي بديعة ، عودي الى أبنائك، ما أن تشرق الشمس حتى يشرق ماجد في بيتك..

استدارت بديعة، لم يطفئ كلامي هجير لوعتها، كانت شفتاها تتمتم بكلام غير مفهوم يحشر في فمها حشرا من حيرة داخلية رعناء تركل جنبات نفسها.مضت الأيام وماجد لم يعد الى بيته، ذهبنا أنا وبديعة الى مراكز الشرطة والمستشفيات ولكن لا أثر له، بعد انقضاء أكثر من اسبوع وقفت أمام بيتي كالمسحورة، عيناها شاردتان كأنهما تطاردان فكرة تراها ماثلة أمامها ولكنها لا تقوى على تصديقها..

_أتعلم يا أخي مهند، أنا أشعر أن ماجدا موجود في غرفته، وفي باحة الدار، أناديه ولكنه لا يجيبني أرى خياله ولكن حالما اقترب منه يختفي ، حتى ما نحتاجه للبيت من أكل وشرب أجده يوميا وراء باب الدار، أنا على يقين هو من أحضرهما لأنه يعرف ما نحب وما نكره وما نطبخه على الدوام، حتى الدواء الذي نحتاجه أنا وأبنائي نجده عند الباب قبل أن نطلبه.أنا منذهلة. حقيقة الأب ليس سلة غذاء إنه خيمة، طريق يرسمه لتمضي العائلة فيه. إن بقيت الامور هكذا سأصاب بالجنون..

كل ما ذكرته بديعة أمامي أحلته الى الهذيان المحموم، الحمى حين تفتك بالجسد يطير من هولها العقل. المجانين يرون اشياء لا نراها ولو رأيناها، وهذا مستحيل، لأصيب الجميع بالهستيريا والفصام. مضت الأعوام من دون أن يعود ماجد ولم تطرق بديعة باب داري يوما ولم أر بابهم تُفتح الا من خلال إبنهم البكر زيدون حين يذهب الى الجامعة ويعود منها. طرقنا بابهم أنا وزوجتي مرات عدة، طيلة هذه السنين، لكن أحدا منهم لم يفتحه . كنت أسأل زيدون حين يخرج من البيت عن حالهم، كان يقول لي إنهم بخير ولا يحتاجون شيئا ووالدته بديعة وأخوه وأخته في تمام الصحة والعافية، لم أزد فضولي عن هذه الاسئلة وكنت أتجنب في مرات كثيرة سؤاله عن والده ماجد ، كان يتهرب في الإجابة حتى أني أخذت قرارا أن لا أذكر إسمه أمام هذه العائلة ما حييت وأكتفي بما يصلني من همس بعض الاصدقاء الذين يحلفون بأغلظ الايمان بأنهم دائما ما يرون ماجدا بصحبة الحبيب ما بعد انتصاف الليالي ولكن لا يجرؤ أحد أن يقترب من خياله يُرسم على جدران البيوت في الزقاق وينفذ الى بيته من دون أن يفتح الباب، كنت أضحك ملء فمي على هذه النكتة السمجة، كما كنت أفعل مع ماجد وهو يجعل من أبسط الكلام والأحداث نكاتا تجعلني احفر في الارض من الضحك..

في تسعينيات القرن الماضي وفي واحدة من هزائم القائد المجنون وهو يقارع العالم كله بقرون من طين، ثارت المدن عليه وحمل الشباب السلاح وأسقطوا سلطاته وقطّعوا أذنابه في كثير من المحافظات. أراد القائد أن يزرع نصرا مزيفا في الداخل يخفف من هزيمته المخزية في حرب الخارج، أرسل قطعان ذئابه يفتشون عن الشباب الذين حملوا السلاح ضده ، فتشوا البيوت بيتا بيتا وزقاقا زقاقا ومن حسن الصدف أن لا ولد عندي وكل ما جنيته من حصاد زواجي أربع بنات، كشر الضابط في وجهي لأنه لم يحصل على صيد ذَكر في بيتي ، توجه مع جنوده الى بيت ماجد، طرق الباب بعنف عدة مرات وحين لم يُفتح ركله بقوة بقدمه فتخلعت ظلفتاه الخشبيتان..كانت بديعة في غرفتها تستر بجناحيها المهترئين أولادها الثلاثة، وقف الضابط أمامها وعيناه لا تفارقان زيدون..سحبه من ياخة دشداشته بقوة، بدا زيدون كعصفور هزيل لا يقوى على التقاط أنفاسه..وقفت بديعة أمام الضابط وهي تلهج بالآيات القرآنية وعيناها تكادان أن تخرجا من محجريهما، قال الضابط وهو يقرب زيدون من وجهه..

_ما إسمك، وأين تعمل..؟

_إسمي زيدون وانا طالب في الكلية..

_إعطني هويتك..

أجابت بديعة بفم جاف ولسان متخشب..

_كل أوراقنا عند زوجي..

_واين هو زوجك..؟

كانت تتلفت حول نفسها ، تمنت في تلك اللحظة أن يتحول خياله الذي تراه أمامها في البيت ليقف منتصبا أمام هذا الضابط الذئب رجلا لرجل..

أجابت بانكسار..

_هو ليس موجودا.لكنه سيأتي..سيظهر بيننا فجاة..

ضحك الضابط بإستهتار..

_موجود، سيأتي، سيظهر، هل هذه حزورة. أكيد حمل السلاح ضد السلطة وهو الآن هارب من وجه العدالة..

قالت نائحة من دون أن يخرج من عينيها دمعا..

_لا يا سيدي، زوجي مسالم ، لا صديق له الا الحبيب ، هو موجود بيننا وأنا أراه..

تلفتت في الغرفة باحثة عنه فاردة يديها عسى أن تمسك خيوط ظلاله..صرخت برعب..

_هذا هو، ذاك ، ماجد تعال أنا بي حاجة اليك ، أنقذني وانقذ إبنك زيدون من هذه المصيبة..ماجد أنا على يقين أنك تسمعني..

هز الضابط رأسه وارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه وأحكم إمساكا بزيدون من رقبته وقد إزرّق وجهه من ضغط قبضته..

_لدي أوامر بالقاء القبض على الجميع رجالا ونساء، لكني لن أعتقل مجنونة ، يكفي إبنك هذا..

جر الضابط زيدون بعنف كحمل وديع، خرجوا مسرعين من الغرفة وهم يطعنون الأرض ببساطيلهم وسط صراخ الولد الاوسط والبنت الصغيرة ونواح بديعة الثكلى وقد مزق صوتها المجروح صمت السماء..                    

مضت ما يقرب من ثلاثين عاما لم أر بابهم تفتح في يوم من الأيام، ما رسّخ يقيني أن ماجدا موجود في البيت عدم حاجتهم يوما الى غذاء أو دواء، كان صمت بيتهم كصمت المقابر الموحشة لا يقطّع سكونه الملغوم سوى بكاء وحشرجات بديعة وهي تخربش وجه السماء الأسود الجهم بصدى كلام بعيد ينبعث من أعماق روح مهشمة، تأوهات بقايا عوالم منسية، لا تطرقوا الابواب، لا تطرقوا الابواب، يمتص كلامها شراهة فم ليل سرمدي لا يزول..

 كنت أقف، كل يوم، أمام باب بيتي مشتريا الفواكه والخضر من الباعة المتجولين الذين يتقاطرون بالعشرات يوميا في الازقة وهم يفزعون حتى الموتى بصراخهم واصواتهم الجشة، يطرقون أبواب البيوت ومنها بيت ماجد لا يصلني من رد سوى أنين بديعة وتكسر الخوف المعتق في صدرها وبصوتها الواهن، الذي شاخ قبل شيخوختها وتقطّعت حروف كلماته من فرط انتظار الزوج والولد ومن خلف الباب الذي تخلخلت خشباته وتهزعت من كثر الطرق، تُخبر البائع بأنهم لا يريدون شيئا وترجوه أن لا يطرق الباب ثانية، وفي تلك اللحظة أسترقُ السمع لوقع أقدام كبيرة مسرعة صوب سطح الدار للولد والبنت اللذين أصبحا منذ سنين رجلا في العقد الرابع وامرأة في نهايات العقد الثالث..

في صباح خريفي رائق فتحت باب داري، فقد إعتدت طيلة حياتي أن أبكر في النهوض والغبش يداعب الوجوه ويبعث قشعريرة في الجسد لأرى الخطى المنقوشة على جسد الزقاق المترب عسى أن أفرزن أقدام ماجد الصغيرة الضالة، إنتبهت الى بيت ماجد، كانت واجهته بلا باب، إرتعبت، أين ذهب هذا الباب الذي لم يفتح منذ أكثر من ثلاثين عاما..؟ قادتني قدماي الى دخول هذا البيت المهجور الذي نسيت تفاصيله، ما أفزعني أكثر أن غرف البيت والمطبخ والحمام بلا أبواب خشبية، ناديت بأعلى صوتي على بديعة، على الولد الرجل، على البنت المرأة، اللذين لم أرهما منذ عقود. أجابتني الجدران وبطون الغرف والدهاليز المعتمة بصدى صوتي، نظرت في فراغ العتمة والزوايا وليس من أثر وكأن هذا البيت مهجوراً منذ قرون ، إرتقيت سلم البيت الى السطح، كانت أرضيته الحجرية المتربة مزدحمة بطبع الأقدام الفزعة الوجلة من طرقات الباب، تنبهت الى السماء الزرقاء الصافية لمحت بعيدا ثلاث نقاط تخيلت أنها بجعة بيضاء كبيرة ووراءها طائران أبيضان نشيطان منطلقين، بلا تردد، الى أعالي السماء السابعة المجهولة. تبادر الى ذهني، لا أعلم لماذا.. إن هروب العاجز والنفاذ بجلده طريقا وحيدا لخلاصه. ربما ذهبت بديعة وولدها الرجل وبنتها المرأة، وأنا غير متيقن من حقيقتهم، الى حيث قد لا يجدون هناك من يطرق الباب عليهم ويدفع بهم نحو الجنون والموت..    

***********************************

نصوص

حميد حسن جعفر

1 - لصوص

الحريصون على مقتلي  إخوتكِ،

لا أبويّ اللذين علّما أولادهما  أن لا دخولّ

لبيوتٍ غير مسكونةٍ،و أنا إستأنستُ حين دخلتُ الغابةَ،

نسوةٌ بعددِ أصابع اليد الواحدةِ يدبجنَ أفعالاً لا مناصَ

من الإعتراف بجمالها،

لم أقلْ إهجري تاريخكِ،و إستبدلي  نعليكِ بالحجارةِ،

كنتُ أُ هذبُ ما  حولي من بدائيةٍ فجةٍ،و من أفعالٍ

تطلعُ من محمياتِ  الحيوانات  التي في طريقها للإنقراض،

و أصوات صواعق ،و هدير فيضانات،و جثث تشيرُ الى أوبئةٍ،

ما  أتوقعه إن رسائليلم تصل صندوق بريدكِ، الذي قفلته

بيديّ ،و منحتكِ مفاتيحه،يبدو  إنّ هناك لصوصاً مصابين

بأمراض البحثِ عن مفاتيح  الآخرين  لرميها في البحر٠

٢- تفاح

أيٌّ من الرعاة أبلغكِ بما لم ولن أقوله،

بحقكِ أو بحقِ سواكِ من الصبايا اللواتي  لم أُفاجأْ

بما  توقعته،ولم أحتفِ بصفرةٍ وشحوبٍ،او بتفاح

العجمِ،،ولم أقلْبحق مرتفعات حمرين  ما قلته

إشادةً بمرتفعاتها. أشياء كثيرة،و إن لم أكن مكترثًا

بها،كانت تمثل البعض  من إهتماماتي ،

ربما كنتِ المرائب التي  كثيراًما تجذبُ النحلَ

لتلقيح اشجار المشمش ،و الآلو ،و الميوه،

كنتِ جانباً  مهماً من نسيانٍ و سهوٍ و غياب

سواكِ،

إن كان هذا  ما قاله رجالُ أمنكِ،و شرطتكِ

السريةُ،فهذا الحقُ بعينه،و إن كان سواه  فأنا

براءٌ منه،

و أعتذرُ،و أتمنى أن تكوني بخير٠

3- تفاصيل

دعي القادمَ من تفاصيل المستقبل،

من غير أن تلبسيه خوذة َ الملامةِ،فما عدنا نحن

طلاب الصف الثاني -واو- من معهد إعداد المعلمين

في الأعظميةِ للسنة الدراسية٦٦/٦٧،لم نعد معنيين بالماضي،

و لن نكترثَلما يقوله الآخرون على شبكة التواصل الاجتماعي ،

فإهتماماتنا أجمعها باتت تبحثُعما لم نقله نحنُ،

فما الذي سيكون محورَ حديثنا في وكران هذا، حيث نركزُ

على جدرانهِ  رماحنا،و نعلقُ دروعنا كجثثٍ مزروعةٍ،

و نبحثُ عن إنتصاراتٍ تركتْ آثارها على الحصى الذي

غطّاهُ غبارُ  الداخلين اليه،و الخارجين منه،حينَ نكونُ

في حالةحربٍ، و تُضاءُ عبره طرقاتنا الى حيث المصانع

و المزارع،و الأقسام الداخلية، حين نكونُ في سلامٍ مع

أنفسنا،

لم أُقررْ بعدُ،ولم أتفقْ مع أمدٍ على كيفية وصولي اليكِ

و دخولي  البيتَ راجلاً أم محمولاً على آلةٍ،

قد أجيءُ وأنا خارج القرارات،كل هذه أمور غير معنيةٍ. بالتوقعات٠

4- محارب

لم أعثرْ عليها في شعبة التحقيقات الجنائية

قسم الأحزاب غير المرخصة ،الّا إنها عثرت

عليّفي مديرية المراتب  التي تدير شؤون

المحاربين ،

هكذا تتشكلُ اللامعقولياتُ مخترقةً المعتادَ،

شجرةٌ في اقصى الجنوب ،

وصاعقة عند منحدرات حمرين،لأحترق أنا،

أيُّ فوضى تتحاور المطلوبَ،و المفترضَ ليجدَ

المحاربُ  جسده مصلوباً تحت جذوع نخيلٍ،

وما من إحتفاءٍ إلّا على نطاقٍ ضيقٍ،

لكي لا يشمل الإعمارُما يحيط بنا من متاحف،

و مراقد، و بقية معارك  من أجلِ أن يستتبَ

السلامُ،

فكان الإرتباكُ حصتنا،

و العجلةُ من حصةِ مواقيت الأُنثى٠

5- افصاح

الصباحُ الذي في طريقه إليّ، و أنتِ تظللينه بنهارٍ رطبٍ

و جثثٍ و أشياء أخرى لا يمكن أن أدعي معرفتي بإصولها

 لمن من هؤلاءِ أقولُ:صباح الخير ،أو أصمتُ،

فاللغةُ مساميرٌ و لساني خشبةٌ،

بإمكان الجميع أن يتقدموا نحوي، و أن يمروا من أمامي،

كأن لم يمروا ببلادٍ شديدةِ النحولِ،

كأن لم تمر  من أمامي غزالاتٌ افزعتها نموركِ،

كأن لم يحتفِ الجميعُ بصرةِ أغراضٍ لأمراضٍ مستوطنةٍ،

تشبه أصابعاًتنتظرُ الكرعةَ الأخيرةَ من العلاج الكيمياوي،

عالمٌ من شحوبٍ كثِ التطلعات،

لا صباحاتٍ تلصقِ على جدرانها ما يشبه المآتم،

من المستحسنِ أن أُجيدَ مقاومةَ التهاونِ،و إعلان الفتنةِ،

لأتمكنَ من  الإفصاحِ عما لم أُفكرْ به٠

6-  اقتفاء

خمسون عاماً أُهرولُ ،أقتفي الريحَ والفراشاتِ،

و أنت ما زلتِ باكراً،لا أحد يدخل فيكِ،

حدثني أبواكِ عن مقبرة الحافلات، لحظة استفسرتُ

عن بيتٍ  دخلته ولم أخرجْ منه،

حدثتني  جارتكِ عن طالبةٍلم تزلْ تقرأُو تعيدُ الفراءةَ

لكتاب قواعد  اللغة العربيةِ، حين تتعثر قدماها بالمبتدأ

تتذكر الفتى الذي رفض أن يكون خبراً،

حدثني الذي  إفتضَ بكارةً صينيةً ،

حين لم أكدْما يمكن أن يقلقها، فذاك الدمُ الذي على

قميصها  هو دمكَ،

الخذلان جائزةُ الخونةِ من الكلاب المذكرة،

ما زال المديثُ عنكِ أمرٌ غيرُ جائزٍ،

وما المتحدثون الّا مارةًيلقون نفاياتهم  عند

حاويات تشبهُ جيبَ الصدرِ الذي تعلوه

تروةُ الوردةِ٠

***************************

الصفحة الثانية عشر

اليوم في “بيتنا الثقافي”.. تأبين المناضلة د. سعاد خيري

بغداد – طريق الشعب

تعقد رابطة المرأة العراقية، هذا اليوم الثلاثاء، جلسة تأبين للمناضلة الراحلة أخيرا، د. سعاد خيري.

تبدأ الجلسة في الساعة الثالثة عصرا على قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

***********

“استخفاف بتاريخ البلاد”.. المباني التراثية البغدادية.. بين الخراب والتشوّه

متابعة – طريق الشعب

تتراجع أعداد الأبنية التراثية البغدادية يوما بعد آخر جراء التوسع العمراني والنشاط التجاري، وغزو التصاميم العشوائية الجديدة، ما أدى إلى تشويه واندثار الكثير من هذه الأبنية التي يعود تاريخ بعضها إلى قرنين من الزمان.

ويلاحظ البغداديون أن مدينتهم تتحول تدريجيا إلى معسكر للعمل والتجارة، مقابل تقلص حضور المباني التاريخية والبيوت التراثية التي تحمل هوية العاصمة.

أغلب البيوت التراثية تقع في شارع الرشيد ومحيطه وأحياء البتاويين والكرادة والأعظمية والكاظمية والشواكة وغيرها العديد من المناطق في جانبي الرصافة والكرخ. ولا توجد إحصاءات واضحة ودقيقة لأعداد تلك المباني، لكنها تصل إلى الآلاف، وقسم كبير منها شاطئي يقع على ضفاف دجلة.

طمس متعمد

شوكت عيسى، من سكان حي الكرادة، يقول في حديث صحفي أن “معالم بغداد التراثية والأثرية تتعرض إلى طمس متعمد”، موضحا أن “الأمر لا يقتصر على المنازل التي تتعرض إلى تشويه واستيلاء وتهديم، بل بلغ التعدي على التراث البغدادي مرحلة خطيرة، مثل محال سوق الصفارين التي صارت تتآكل تدريجياً، إضافة إلى الخانات والحمامات القديمة”.

ويضيف قائلا، أن “المدينة باتت رمادية، وتتكاثر فيها المنازل ذات التصاميم العشوائية بعد تراجع كبير في عدد المنازل القديمة ذات التصاميم الأصيلة”، معتبراً أن “ما يحدث هو انحدار ثقافي للتصاميم العربية، بعدما غزت التصاميم الغربية المدينة”.

بغداد تفقد ذاكرتها

من جهته، يشير المهندس محمد الربيعي إلى أن “بغداد تضم آلاف المنازل ذات التصاميم المعمارية الفريدة، لكن غالبيتها هُدمت خلال السنوات التي أعقبت 2003، وما بقي منها تحوّل إلى مخازن للتجار”.

ويؤكد في حديث صحفي، أن “العاصمة فقدت خلال الشهور الماضية أكثر من أربعة منازل تراثية في منطقتي الكرادة والعرصات، بعد أن تحولت إلى عمارات سكنية للطلبة ومكاتب للمحامين وشركات وغيرها”، موضحاً أن “أكثر من 3 آلاف منزل هُدمت في بغداد خلال السنوات الماضية، ولم تتحرك أي جهة تدعي حماية الآثار والتراث لمنع هذه التجاوزات، بل حتى المباني الأثرية التي تعود إلى الدولة، مهددة بالإزالة لأسباب تتعلق بحماية مقار حكومية، أو كونها آيلة للسقوط. ولعل ذلك قمة الاستخفاف بتاريخ البلاد العماري، خصوصاً أن العراق كان من أكثر البلدان العربية تقدماً في هذا المجال”.

أما سليم الفيصل، وهو مهتم بالتراث العراقي، فيرى أن “المباني التراثية تعرضت إلى تشويه بالغ القبح، على أيدي تجار اشتروها أو استولوا عليها”، مبينا في حديث صحفي أن “هذا التشويه والتهديم لمراكز حضارية هامة في بغداد، ينسحب على مدن أخرى، مثل بابل والبصرة وكركوك. ولعل السنوات العشر المقبلة قد تكون أكثر إيلاماً لمن يبحث عن تاريخ العمران العراقي ويجده خالياً من أي مشاهد أنيقة”.

************

تبرعوا بسخاء

دعما للحملة الوطنية لبناء بيت الحزب.. بيت الناس

تبرع الرفيق إبراهيم المشهداني بمبلغ مليون دينار.

ودعما للحملة وإسهاما فيها، تبرع الرفيق غازي العامري من قضاء الخضر/ محافظة المثنى بمبلغ مليون دينار.

التقدير والشكر للرفيقين العزيزين.

معا لإنجاح الحملة الوطنية لبناء مقر الحزب.. بيت الشعب.

*************

في مساءات رمضان.. «المحيبس» تخفيه أيادي شباب الزبير

البصرة – وكالات

تمتاز مساءات شهر رمضان في قضاء الزبير غربي البصرة، بطقوس وعادات خاصة، أبرزها بطولات لعبة “المحيبس” التي توقفت خلال السنتين الأخيرتين بسبب جائحة كورونا، لتعود هذا العام مجددا بالحماس نفسه، وبمشاركة فعالة لفرق شعبية عديدة من مناطق القضاء وقصباته.  

وتعد “المحيبس” من الألعاب الرمضانية التراثية التي يحرص العراقيون على ممارستها. وتمتاز مدينة الزبير بتنظيم بطولات لهذه اللعبة، تشهد منافسات حامية، يتوقف فيها الفوز على الفراسة والخبرة في إيجاد “المحبس” المخفي في أيدي اللاعبين.

وتمارس اللعبة بالتباري بين فريقين يتراوح عدد لاعبي كل منهما بين 25 و50 لاعبا. فيما يقود كل فريق، كابتن يتميز بالفراسة، مهمته إيجاد المحبس لدى الفريق الخصم. 

وترافق اللعبة فرقة موسيقية شعبية تعزف في نهاية كل جولة، تكريما للفريق الفائز. فيما توزع الحلوى في نهاية المباراة، على الفريقين كتعبير عن الروح الرياضية والوئام الاجتماعي.

أبو أحمد، أحد المشرفين على اللعبة في الزبير، يذكر في حديث صحفي أن المحيبس لعبة متوارثة تستهوي المئات من اللاعبين والجمهور، وتتخللها مراسيم فنية، مضيفا أن “بطولات اللعبة في القضاء، قلّت خلال السنتين الماضيتين بسبب ظروف كورونا، لكنها عادت العام الحالي. وقد نظمنا بطولة مركزية بمشاركة 16 فريقا من نواحي أم قصر وسفوان وخور الزبير، فضلا عن مركز مدينة البصرة”.  

من جانبه، ينتقد أبو حسن، وهو أحد أهالي القضاء، الحال الذي وصلت إليه اللعبة خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن “هناك عدم التزام من قبل بعض اللاعبين، وعدم احترام لقوانين اللعبة، عكس ما كان عليه الحال في السابق من حيث إشاعة أواصر المحبة والصداقة بين اللاعبين والقبول برأي الحكّام والمشرفين”. 

أما عمار أبو علي، فيرى أن “المحيبس” تضيف نكهة رمضانية مميزة في الزبير “إذ تتنافس أحياء المدينة ونواحيها في العثور على الخاتم المفقود، ويتخلل ذلك تقديم معزوفات موسيقية من قبل فرق شعبية، وإطلاق أهازيج حماسية، وارتداء أزياء تراثية”.

****************************************

التصميم الجديد لمقر «أمازون» مستوحى من «ملوية سامراء»

فرجينيا – وكالات

تخطط شركة أمازون للتجارة الالكترونية، لبناء برج فريد من نوعه يكون مقرها الثاني الرئيس في شمال ولاية فرجينيا الأمريكية. ويبدو أن تصميم البرج مستوحى من ملوية سامراء الأثرية - بحسب وكالات أنباء. وصوّت مجلس مقاطعة آرلينغتون في الولاية، السبت الماضي بالإجماع على خطط أمازون لإنشاء المقر، والتي تشمل بالإضافة إلى البرج، إنشاء متنزه ومدرسة ثانوية مجتمعية جنبا إلى جنب مع متاجر التجزئة. وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، فإن تصميم المقر الجديد يبدو على شكل برج حلزوني يلتف حوله ممشى منحدر تحيط به أشجار ومساحات خضراء. ويبلغ ارتفاع البرج نحو 106 أمتار، ومن المتوقع أن يستوعب 25 ألف عامل. وقالت أمازون في حديث صحفي، أن المبنى مصمم لمساعدة الناس على التواصل مع الطبيعة، مؤكدة أنها تعمل على إكمال المشروع في عام 2025. وسيكون البرج من بين أعلى المعالم البارزة في آرلينغتون، لكنه ليس فريدا من نوعه كما وصفته أمازون، بل يبدو مستوحى تقريبا من الشكل الحلزوني لملوية سامراء - بحسب تقرير نشره موقع “ذي ناشونال نيوز” العام الماضي. فالبرج لا يختلف عن الملوية سوى بلونه وارتفاعه. وشيد ملوية سامراء الخليفة العباسي المتوكل بالله عام 851 للميلاد، لتكون مئذنة لمسجد يحمل عنوان “الجامع”، يبلغ ارتفاعها 52 مترا.

**********

الاعلان عن أفضل بحث دكتوراه في الدنمارك.. عراقية تفوز بالجائزة

كوبنهاغن – طريق الشعب

فازت الطالبة العراقية – الدنماركية الشابة، أماني مزهر مدلول، بجائزة أفضل بحث علمي لخريجي الدكتوراه لسنة 2022 في عموم الدنمارك، وذلك في مسابقة سنوية تنظمها قناة التلفزيون الأولى بالاشتراك مع صحيفة “الإنفورميشن” اليومية و”مؤسسة لونبيك”.

وتضمن برنامج المسابقة اختيار خمسة متسابقين من أصل خمسين كانوا قد قدموا بحوثا لنيل الدكتوراه، ليشرحوا المحتوى الجوهري لبحوثهم بطريقة إعلامية وفي غضون 3 دقائق فقط.

واستطاعت أماني خلال المسابقة التي جرت الخميس الماضي، أن تشرح في الوقت المحدد محتوى بحثها، الخاص بـ “الجلطات المحتملة التي يسببها الدواء للنساء في سن الإنجاب”، ما أقنع لجنة التحكيم المؤلفة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدنماركي، يسبر بيترسن، وأستاذة الفيزياء الفلكية آنيا أندرسن، وعالمة الأحياء فيكي كنودس، بأهمية بحثها وبطريقة مناقشتها من دون أخطاء.

وكانت أماني قد اعتمدت في إنجاز بحثها على قاعدة بيانات خاصة بمليون امرأة دنماركية، للتحقق من المخاطر الجانبية لتناول عقار “ tranexamsyre”، الذي يقوم بتجفيف الدم في الرحم ويوقف النزيف الشديد. ومن المتعارف عليه طبيا، أن مفعول هذا الدواء لا يشمل منطقة الرحم فقط، إنما يؤثر على الجسم كله، وبالتالي فإن احتمال تسببه في الجلطة الدماغية أو القلبية قائم. لكن أماني أثبتت من خلال بحثها، أنّ لهذا العقار تأثيرا نادرا جدا، ولا خوف من اعطائه للمريض.

يشار إلى أن أماني مزهر مدلول، كانت قد حازت على المرتبة الاولى في المرحلة الثانوية لعموم مدارس الدنمارك سنة 2010، وذلك بحصولها على درجات فاقت المؤشر المعمول به، وهو 12 درجة. إذ تجاوزته الى 13.1 في سابقة دعت وسائل الاعلام إلى الإشادة بها وبموهبتها. حتى ان وزير التعليم العالي الدانماركي آنذاك، قال مازحا أن “أماني خرّبت نظام التعليم في الدنمارك”!

** *-***********

“ملتقى الحسينية”.. بسطات كتب ومعارض فوتوغرافية وتشكيلية

بغداد – طريق الشعب

تشهد مدينة الحسينية شرقي بغداد، أسبوعيا، فعاليات ثقافية وفنية منوعة ينظمها “نادي الحسينية” الثقافي.

وينظم النادي هذه الفعاليات في الهواء الطلق على إحدى حدائق المدينة، وذلك تحت عنوان “ملتقى الحسينية الثقافي الأسبوعي”.

وتشمل الفعاليات بسطات لبيع الكتب بأسعار رمزية، ومعارض لصور شهداء انتفاضة تشرين، وفعاليات رسم حر، فضلا عن مسابقات ثقافية منوعة.

مصطفى رحيم، وهو أحد منظمي الملتقى، قال لـ “طريق الشعب” أن “الهدف من هذه الفعاليات هو خلق أجواء ترفيهية لشباب المدينة وعائلاتها، قد تخفف من همومهم إزاء مشكلة انعدام الخدمات”، مؤكدا سعيهم إلى “زيادة الوعي المجتمعي عبر إشاعة ثقافة قراءة الكتب والمطالعة، إلى جانب تنمية المواهب الشبابية في مختلف المجالات”.

ولفت رحيم إلى أن هذه الفعاليات تنظم بجهود تطوعية من شباب المدينة، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى تطويرها ومواصلة تنظيمها بشكل دوري لتكون متنفسا للشباب والعائلات.

-**************

قريبا في ميسان.. المعرض السنوي الأول للفنانات التشكيليات

العمارة – نصير الشيخ

تستعد جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في ميسان لإقامة المعرض السنوي الأول للفنانات التشكيليات في المحافظة، بهدف تفعيل الحراك الثقافي وإبراز الطاقات الشابة في هذا الحقل.

الفنان زاهد الساعدي، المشرف على المعرض، صرّح لـ “طريق الشعب” أن المعرض الذي سيفتتح قريبا على قاعة الجمعية في مدينة العمارة، سيشكل نقلة نوعية في المشهد البصري في المدينة، مشيرا إلى أن لجنة الفحص والتقييم الخاصة بالمعرض، حرصت على ان تكون الأعمال المشاركة ذات قيمة فنية عالية، ومستوفية للشروط الذوقية والجمالية، مع ترك مساحة للفنانات المشاركات لاختيار الأساليب والمدارس الفنية في أعمالهن. ويحرص فرع الجمعية في ميسان، منذ افتتاحه وإقامة معرضه السنوي الأول العام الماضي، على إرساء قواعد عمل للفن التشكيلي، والارتقاء بالذائقة العامة والجمهور عن طريق تقديم الأفضل في مجال الرسم والنتاج التشكيلي عامة.