اخر الاخبار

الصفحة الأولى

العمال يذكّرون بمطالبهم في عيدهم العالمي.. مسيرات وفعاليات جماهيرية في مختلف المحافظات

بغداد ـ طريق الشعب

نظم الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم كما جرت العادة في مناسبة عيد العمال العالمي، مسيرة راجلة صبيحة الأول من أيار الماضي، وسط العاصمة بغداد، شارك فيها اتحادات مهنية ديمقراطية، ومنظمات ونقابات واتحادات عمالية وفلاحية وناشطون نقابيون.

مطالب متنوعة

وقد رفعت المسيرة شعارات عديدة ومختلفة، منها التي تطالب بإنصاف العمال وضمان حقوقهم وتعديل قانون العمل والضمان الاجتماعي، وأخرى تطالب بتوفير المنحة الطلابية للحد من عمالة الأطفال ممن هم في سن الدراسة.

انطلقت المسيرة الراجلة التي حضرها جمع غفير من الشغيلة والطلبة والشباب من ساحة كهرمانة وسط العاصمة، وقد تخللتها هتافات تمجد المناسبة وتذكّر بمعاناة العامل وعموم الشعب العراقي، لتتوقف أخيرا في ساحة الاندلس قرب نصب فتاة بغداد، حيث تم الاحتفاء بهذه المناسبة.

وحيّا عريف الاحتفاء الرفيق عبد الله غالب، العمال بأبيات مقتطفة من قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري، جاء فيها:

بكُمْ نبتدئ.. وإليكم نعودُ

ومن سَيْب أفضالكم نستزيدُ

ومن فيض أيديكُم ما نَقيت

وما نستجدّ.. وما نستعيد

بكمْ تُبتنى شرفاتُ الحياة

وينشقّ للفجر منها عمود

وممَّا تكّدون تنمو الزروعُ 

وتغذى الجموع.. وتُكسى الجنود

ترحيب بالمشاركين

تلتها كلمة ترحيب، ورد فيها: «اهلا بكم في صباح يوم تتشابك فيه الزنود بالصفحة والهلهولة، بالفرحة والدبكة وزمجرة المطرقة، حيث تلوي الحديد وساعد ينسج خيط الشمس الباهر عرساً للعاشقات، للباذلين العمر والروح في المعامل والساحات، للساقين الأرض جبيناً اسمر ثالثا يحتضن الرافدين للعمال في عيدهم.

انحياز الى عالم العمل وقيمه

وفي كلمته التي ألقاها الرفيق علي صاحب، عضو المكتب السياسي، حيا الحزب الشيوعي العراقي المحتفلين، مشددا على أهمية العمل والنضال لتحقيق مطالب العمال العادلة، مؤكدا فيها أن الحزب «ينحاز الى عالم العمل وقيمه، والى العاملين بسواعدهم وأفكارهم، وهو يرى أن الدفاع عن مصالح الفئات الاجتماعية الاكثر تعرضا للتهميش والاضطهاد والاستغلال، هو الطريق المفضي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية».

وأعقب كلمة الحزب، توجيه نداء أطلقه المشاركون في مسيرة الأول من أيّار القاه الرفيق عامر عبود (نص النداء على الصفحة الأولى).

وفي الختام قدمت اللجنة المنظمة للمسيرة، شكرها لمن شارك في مسيرة الأول من أيار، من الصديقات والاصدقاء والرفيقات والرفاق، كما جرى تقديم الشكر والتقدير للقوات الامنية.

تذكير بالحقوق

وذكر المشارك في المسيرة أيوب عبد الحسين لـ»طريق الشعب»، ان «الاحتفاء في هذه المناسبة هو تذكير بحقوق العمال في العراق والعالم»، مشيرا الى ان «واقع العمال في العراق بحاجة الى إجراءات عاجلة تتخذها الحكومة لإيقاف معاناة العمال واستغلالهم».

وأضاف ان «ملايين العمال في العراق يعانون من حاضر ومستقبل مجهول نتيجة لغياب فرص العمل وعدم الالتزام بالحد الأدنى للأجور وعدم تسجيلهم في دوائر الضمان الاجتماعي»، مطالبا «الجهات الحكومية بمعاقبة الجهات التي تحاول التهرب من تحسين واقع العمال في البلاد». وشهد عدد من المحافظات فعاليات ونشاطات متنوعة، احتفاءً في المناسبة (يمكن الاطلاع عليها في الصفحة الثامنة).

**********

نداء الأول من أيار ٢٠٢٢

نحن المشاركين في مسيرة الأول من أيار في بغداد نتقدم بخالص التهاني الى جماهير الطبقة العاملة في العراق والعالم، وهم يخوضون النضال من اجل المساواة والعدالة، وفي سبيل عالم خال من الحروب والاضطهاد والاستغلال، ويسوده السلم والأمان .

 يمر الأول من أيار هذا العام وشعبنا والطبقة العاملة وجماهير الشغيلة والكادحين يعيشون ظروفا بالغة الصعوبة والتعقيد، جراء السياسات الاقتصادية والمالية القائمة على وصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والتي اطلقت العنان لقوى السوق المنفلتة، وسعت إلى القضاء على القطاع العام الصناعي والتوجه نحو تفكيك وخصخصة الشركات المملوكة للدولة، ورفعت كل أشكال الدعم عن الصناعة الوطنية والمنتج المحلي، ما أدى إلى القضاء على معظم الصناعة الوطنية وعموم الأنشطة الإنتاجية في القطاعين العام والخاص، وحوّل العراق إلى سوق استهلاكية لتصريف منتجات دول الجوار والعالم.

وقد تسببت السياسات الاقتصادية والمالية المعتمدة منذ تسعة عشر عاما، بجانب مسلسل الأزمات الناجمة عن نهج المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، في مفاقمة معاناة الشعب العراقي. فيما هي تلقي بتداعياتها الثقيلة على كواهل العمال والشغيلة والكادحين، وتدفع الى ارتفاع نسب البطالة والفقر في صفوفهم وفي المجتمع عموما، وإلى تراجع الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع المعيشية.

ان الأوضاع بالغة الصعوبة التي تمر بها الطبقة العاملة العراقية، والتي فاقمها الارتفاع المتواصل للأسعار، وتراجع القدرة الشرائية الضعيفة أصلا بفعل تخفيض سعر صرف الدينار مقابل الدولار، تلقي مسؤولية كبرى على عاتق الحركة النقابية العراقية بمختلف اطرها واتحاداتها، وتستحث نهوضها بالدور المرتجى في الدفاع عن حقوق ومصالح عمال وشغيلة العراق وقضاياهم العادلة. وفي مقدمة ذلك تحسين ظروف العمل وزيادة القدرة الشرائية للعمال ومكافحة البطالة والفقر، كذلك الضغط لإعادة تأهيل وتشغيل الشركات المملوكة للدولة، وإنفاذ قانون العمل فعلياً، وسن قانون شامل للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، وضمان حقوق المرأة العاملة ومساواتها. وذلك في اجواء التعاون والتنسيق والتضامن مع الحراك الشعبي للفئات والشرائح الاجتماعية، المكتوية بنار الأزمات والمتطلعة الى التغيير، والى انعاش الاقتصاد الوطني والقضاء على الفساد الاداري والمالي المتفشي بصورة لا سابق لها.

ولا يمكن للحركة النقابية أن تؤدي دورها المطلوب بفاعلية، ما لم تكن قبل كل شيء أمينة في دفاعها عن مصالح الطبقة العاملة، ومتصدية بحزم لمحاولات الالتفاف على حقوقها المشروعة، وثابتة في حفاظها على الهوية الطبقية وفي احباط أي مسعى للتسلط على التنظيمات النقابية والنيل من استقلاليتها، وتوظيفها لخدمة مشاريع وتوجهات سياسية ضيقة.

كما ان عليها السعي جديا للارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق في ما بينها، ولتوحيد عملها على الأسس سالفة الذكر، لتتمكن من التأثير وتحقيق النجاحات، في القضايا والأهداف التي تناضل من أجلها. بل ويجدر بها تعزيز الجهد المشترك مع سائر الاتحادات والمنظمات المهنية والنقابية والأكاديمية، ومع عموم حركة شعبنا وقواه واحزابه الوطنية والديمقراطية وقوى الحراك الاحتجاجي والجماهيري، وقوى التغيير كافة، لفرض إرادة الشعب وتحقيق التغيير الشامل عبر دحر منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، وإقامة البديل المدني الديمقراطي، دولة المواطنة والقانون والعدالة الاجتماعية.

نحن المشاركين في مسيرة الأول من أيار في بغداد نتطلع الى استلهام العبر والدروس في هذه الذكرى العطرة، التي نريدها حافزا للمزيد من التضامن والتعاضد ورص الصفوف، ولتوحيد الكلمة والموقف والجهد، والعمل حثيثا على توحيد الحركة النقابية بدءا من لجان التعاون والتنسيق، وصولا الى قيام تنظيم نقابي ديمقراطي يعبر بشكل صادق وامين عن الإرادة الحرة للعمال، ويدافع عن حقوق ومصالح الطبقة العاملة العراقية.

ان من شأن الاستجابة لهذا النداء ان تعزز صفوف العمال وحركتهم النقابية، وتضاعف دور هذه الحركة على مختلف الصعد. وان الرابح الأكبر هنا هم العمال والحركة النقابية العراقية، التي نعتز جميعا بتضحياتها الجسام، سواء في الدفاع عن قضايا الشغيلة، او في المساهمة الفاعلة في نضالات شعبنا وحركته الوطنية.

المشاركون في مسيرة

أول أيار ٢٠٢٢

بغداد*

*****************

لا رئيس ولا حكومة.. متى تتدخل ميادين الاحتجاج؟

بغداد ـ طريق الشعب

بعد مرور سبعة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول من العام الماضي، وأربعة أشهر على عقد البرلمان أولى جلساته، ما زال الصراع السياسي مستمرا بشأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمضي في تشكيل الحكومة الجديدة. لم تحقق الانتخابات التي طالب بها المنتفضون حتى اللحظة ما كان ؟؟؟ المطالبون والمشاركون في الانتفاضة من آمال وتطلعات. فيما تواصل القوى المتنفذة التمسك بشروطها من أجل الحكومة القادمة ويحتدم الصراع في ظل تحديات جسيمة تقف أمام البلاد.

لقد فشل البرلمان أكثر من مرة في اختيار رئيس للجمهورية رغم تجاوز المدة المحددة لإنجاز هذه المهمة وتأكيد المعنيين والمراقبين أن ما يجري هو خرق دستوري واضح.

وبدا واضحا أن الأداء النيابي في هذا الشأن كان انعكاسا للصراعات التي تخوضها القوى المتنفذة وشروطها المتبادلة للتوافق على من يتم اختياره وتقاسم الحصص. أما على صعيد الجانب التشريعي، فلم يلمس أي منجز حقيقي يمس حياة المواطنين. ويشترط في عملية انتخاب رئيس الجمهورية أن يحضر ثلثا عدد نواب البرلمان إلى الجلسة وهذا ما لم يتحقق برغم دعوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إلى ذلك، لتفشل الجلسة ومن ثم يعاد الحوار وتطلق المبادرات مجددا.

*********

راصد الطريق.. وما ادراك ما الحمى النزفية!

تتوالى الاخبار حول انتشار مرض الحمى النزفية، بعد تأكيد المتحدث باسم وزارة الصحة إن “العراق سجل ما لا يقل عن 40 حالة اصابة مؤكدة بها، وكان أكثر من نصفها في محافظة ذي قار التي سجلت 23 حالة، بينها 8 حالات وفاة حتى هذه اللحظة، منها خمس في ذي قار”.

ورغم اتخاذ السلطات سلسلة إجراءات وقائية لمواجهة المرض والحدّ من انتشاره، مثل منع عمليات بيع المواشي، ومنع نقلها من المحافظات التي تُسجّل فيها إصابات، وحظر الذبح خارج المجازر الرسمية الخاضعة لاشراف الأطباء البيطريين، فان الإصابات راحت تتسع بعد تسجيل محافظة كركوك حالة وفاة جراء الإصابة بالمرض لشخص كان يمارس الذبح العشوائي، وفقا لمعاون مدير صحة المحافظة.

ومع الترحيب بما اعلن من إجراءات، بقي المواطن يتطلع الى تطبيق جدي لها. فالذبح العشوائي مستمر، وقطعان المواشي تتجول وترعى داخل المدن والمتنزهات العامة، في مشهد يبعث على الاستغراب!

ويبقى القول ان لا بد لأمانة بغداد والدوائر البلدية في المحافظات والدوائر البيطرية من الإسراع في تطبيق الإجراءات الوقائية، والمبادرة الى الحد من انتشار المرض ومعاقبة المخالفين والمستهترين بأرواح الناس.

************

الصفحة الثانية

الموارد المائية: إيران لم تبد تعاونا في ملف المياه

طريق الشعب ـ وكالات

انتقد وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، أمس السبت، السياسة المائية الايرانية تجاه العراق، مؤكدا ان طهران تحاول تهجير مجتمعات عراقية، فيما حدد المساحة المخصصة للخطة الزراعية الصيفية.

وقال الحمداني إن وزارته “ستوفر المياه لثلاثة ملايين دونم خلال الخطة الزراعية الصيفية”، لافتاً الى أن “مليون دونم سيخصص لزراعة البساتين ودعم البستنة ومليون دونم سيخصص لزراعة الخضراوات ودعم المنتج الوطني، والمليون الأخير سيخصص للأراضي التي تزرع بالمياه الجوفية وحسب الموافقات الخاصة بوزارتي الزراعة والموارد المائية”.

وأوضح الحمداني أن “الوزارة تضع في أولوياتها تأمين وتوفير مياه الشرب للمواطنين في ظل أزمة الجفاف التي لا يعني منها العراق فقط وإنما أغلب دول العالم ودول الجوار”.

وفي هذا الصدد، قال الحمداني ان “ايران تقوم بتحويل مجاري الأنهر الى داخل حدودها، وهذا بحد ذاته مخالفة واضحة للقانون الدولي”. واضاف إن “إيران تعمل على تهجير مجتمعات داخل العراق”، مبينا أنه  “مهما كان أصل الاتفاقية فهي لا تعطيهم الحق بتغيير مجرى الانهر”. واكد الحمداني بأنه “لا يوجد تعاون من الجانب الايراني لغاية الان في ملف المياه، ولم يزودونا بالبيانات حول المشاريع لديهم”.

 ***************************************

اضاءة.. أهي تجربة أخرى فاشلة ؟

محمد عبد الرحمن

المبادرات والبيانات الصادرة عن الأطراف المتصارعة على تشكيل الكتلة الأكبر والحكومة الجديدة، لا تشي بان هناك في الطريق، بعد انقضاء مهلة الأربعين يوما، معالجات تؤمّن استكمال الاستحقاقات الدستورية، المطلوبة غداة اجراء الانتخابات البرلمانية في تشرين الاول ٢٠٢١ . 

فبعد مهلة شهر رمضان وعيد الفطر عادت الأطراف ذاتها الى التمسك بمواقفها، ربما مع إضافة بعض التعابير التي لا تخرج في محصلتها وفي مراميها عما كان قد اعلن، وقد يكون الامر الأبرز هنا هو وجود تعويل ما على دور للمستقلين في حال تشكيلهم كتلة موحدة لأربعين مقعدا. علما ان الكل يعلمون علم اليقين ان هذا لن يتحقق، فالمستقلون لن يشكلوا كتلتهم المستقلة، وقد عبرت مواقف العديد منهم  عن هذا بوضوح .

واغلب الظن ان المواقف المعلنة لاطراف الصراع ليست سوى جس نبض لبعضها، وكأن انقضاء سبعة اشهر لا يكفي لتعرفهم على بعضهم وعلى مواقفه. وهذا من دون مواربة استخفاف بإرادة الناس التي هي من طالبت باجراء  انتخابات مبكرة، واستهتار بالدستور، وتلاعب بالاستحقاقات المثبتة فيه، كما انه إضرار بمصالح المواطنين في وقت يشمل فيه التدهور المجالات كافة، ويأتي الصيف وحرارته ليفاقماها، وهذه المرة بمصاحبة العواصف الترابية اليومية.

ومهما حاول البعض التظاهر بإبداء المرونة، فان مواقفه كشفها تمسكه بقضايا  لم يتضمنها الدستور. والكل يعلم ان المادة (٧٦) تضمنت الإشارة الى  “ مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا “ ولم تقل مرشح المكون او الطائفة .

ان الإصرار على هذه المواقف لا يعني الا التمسك بما هو غير دستوري، والا محاولة إحلال تفاهمات وتوافقات محل مواد الدستور، وهو ما يجب ان تتصدى له المحكمة الاتحادية عبر تفسيرات واضحة وصريحة لمواد الدستور.

ولا تعني هذه المواقف أيضا الا التمسك بمنهج المحاصصة الطائفية والاثنية الفاشل، ولا تشكل الا ادامة للازمات وإضافة المزيد منها ، وبالتالي المزيد من سوء الخدمات ومن تدهور أحوال المعيشة و تصاعد نسب الفقر والجوع والبطالة، والمزيد من سطوة منظومة المحاصصة والفساد، وقضم الدولة ومؤسساتها ومصادرة دورها لصالح جماعات السلاح المنفلت، وتغوّل الميلشيات وعصابات الجريمة وتجار المخدرات .

ان بلادنا ليست بحاجة الى مزيد من التجارب والحلول الترقيعية، وان على القوى المتصارعة ان تدرك جيدا ان الوقت ليس مفتوحا لها، وان الناس لن تنتظر طويلا ولن تصبر على ما يجري امام أنظارها من سوء إدارة، ومن سرقات واستحواذ على أملاك واراضي الدولة، ولن تسكت على سلبها اكثر مما سُلب حتى الآن.

وفي هذه الظروف تشتد الحاجة الى مزيد من الحراك والضغط الجماهيريين، وينبغي ان تعلن المحكمة الاتحادية موقفها بعد ان عقّد بعض قراراتها المشهد السياسي ودفعه الى المزيد من الاستعصاء والاختناق، وان تنظر في الدعاوي المرفوعة امامها وتحسمها لصالح عموم الشعب، وبعيدا عن مواقف هذا الطرف او ذاك، والتاريخ شاهد على من ينحاز الى شعبه ووطنه في لحظات عصيبة كالتي يمر فيها بلدنا.

 *************************************

التصحر يستبيح العراق.. والعواصف الترابية لاتتوقف

بغداد – طريق الشعب

يظهر سوء الاحوال الجوية والعواصف الغبارية التي تجتاح البلاد، جزءا من حجم الفساد الذي تغص به المشاريع الحكومية منذ عقود، والتي طال الاندثار كثيرا منها برغم صرف مبالغ مالية بالمليارات عليها، لكنها بقيت بلا إنجاز، من بينها مشروعا القناة والحزام الاخضر.

وتتعرض جميع أنحاء البلاد لعواصف ترابية متتالية، أدت إلى إغلاق مطاري بغداد والنجف الدوليين. ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، بسبب ارتفاع نسب الجفاف، نتيجة لشح مياه الامطار وتجاوز دول الجوار على حصصه المائية.

نصف مساحة العراق متصحرة!

ويقول المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف لـ”طريق الشعب”، ان  “مساحة الأراضي التي تعاني التصحر في البلاد تقدر بـ 93 مليونا و734 ألفا و314 دونما. ما يشكل اكثر من 53 بالمائة من مساحة البلاد الكلية”.

ويضيف ان “البلاد ـ وضمن مشروع الحزام الأخضر ـ بحاجة الى زراعة 15 مليارا و200 مليون شجرة”، مشيرا الى ان “هذا المشروع بحاجة الى جهود متواصلة ومتابعة مستمرة من الحكومة المركزية حصرا”.

فساد واهمال حكوميين

يقول المختص في الشأن البيئي د. اياد حمادي لـ”طريق الشعب”، ان “مشروع القناة صرف عليه ما يقارب 146 مليون دينار، لكنه انتهى به  المطاف لأن يتحول مكبا للنفايات. كما ان مشروع الحزام الاخضر صرف عليه هو الاخر كمرحلة اولى 9 مليارات دينار، ومع ذلك لم نلمس أي انجاز يذكر منذ العام 2006”.

ويضيف حمادي ان “السلطات المتعاقبة اهملت وربما تجهل تداعيات الظروف المناخية التي تحتاج الى عدة اجراءات للسيطرة عليها، منها تعزيز الجانب الزراعي سواء لدى السلطات الحكومية أو المواطنين، فضلا عن تعزيز الواحات المائية التي باتت تعاني الجفاف جراء التقصير الحكومي”.

الانتهاكات المائية خارجية

وتشكل الانتهاكات المائية التي تقوم بها دول الجوار عوامل ساهمت كثيرا في رفع نسب التصحر في البلاد، عبر تجفيف آلاف الدونمات من الاراضي الزراعية، ما اثر سلبا على الواقع المناخي للبلاد.

ويقول مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية، حميد حسين في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “انشاء السدود من قبل الجانب الايراني، أثر على الإيرادات المائية إلى العراق، فضلا عن قيامها بإنشاء نفق يحوّل المياه من حوض ديالى إلى حوض الكرخة، ما أثر كثيراً على هذه الإيرادات وجفاف نهر ديالى”.

فيما يكشف مستشار وزير الموارد المائية عون ذياب في تصريح لـ”طريق الشعب” عن رفض وزارته لاجراءات الجانب التركي في اقامة سد اروائي على منابع نهر دجلة، وحصر المياه داخل اراضيها.

ويقول ذياب ان هناك مفاوضات مع الجانبين التركي والايراني “لتحديد حصص البلاد المائية”.

الايام المغبرة تتوالى

وتتناقل مواقع التواصل الاجتماعي صورا جوية لجفاف بحيرة ساوة ولحقتها بحيرة حمرين، فضلا عن الجفاف الشديد لنهر ديالى الذي يتغذى من مياه الأنهر والبحيرات الواردة من الأراضي الإيرانية.

وحذر البنك الدولي في تشرين الثاني، من انخفاض بنسبة 20 في المائة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.

كذلك تحذر الدائرة الفنية في وزارة البيئة، من ارتفاع العواصف الرملية، خصوصا بعد ارتفاع عدد الايام المغبرة إلى “272 يوماً في السنة لفترة عقدين”، مرجحة “أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة في العام 2050”.

5 الاف حالة اختناق

واستقبلت المستشفيات أعدادا غير قليلة من حالات الاختناق، جراء العواصف الترابية.

يقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لـ”طريق الشعب”، ان الوزارة سجلت حالة وفاة واحدة في بغداد، فيما جرى استقبال اكثر من 5 آلاف حالة اختناق تفاوتت بين البسيطة والمتوسطة، وتمت مغادرتهم شعب الطوارئ بعد تلقيهم العلاج اللازم”.

 ********************************************

المبادرات والخطابات المستهلكة لم تأتِ بجديد.. أزمة تشكيل الحكومة تتعقّد.. فمتى تتدخل ميادين الاحتجاج؟

بغداد – طريق الشعب

بعد مرور سبعة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول من العام الماضي، وأربعة أشهر على عقد البرلمان أولى جلساته، ما زال الصراع السياسي مستمرا بشأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمضي في تشكيل الحكومة الجديدة. لم تحقق الانتخابات التي طالب بها المنتفضون حتى اللحظة ما كان ؟؟؟ المطالبون والمشاركون في الانتفاضة من آمال وتطلعات. فيما تواصل القوى المتنفذة التمسك بشروطها من أجل الحكومة القادمة ويحتدم الصراع في ظل تحديات جسيمة تقف أمام البلاد.

لا رئيس .. ولا حكومة

لقد فشل البرلمان أكثر من مرة في اختيار رئيس للجمهورية رغم تجاوز المدة المحددة لإنجاز هذه المهمة وتأكيد المعنيين والمراقبين أن ما يجري هو خرق دستوري واضح.

وبدا واضحا أن الأداء النيابي في هذا الشأن كان انعكاسا للصراعات التي تخوضها القوى المتنفذة وشروطها المتبادلة للتوافق على من يتم اختياره وتقاسم الحصص. أما على صعيد الجانب التشريعي، فلم يلمس أي منجز حقيقي يمس حياة المواطنين.

ويشترط في عملية انتخاب رئيس الجمهورية أن يحضر ثلثا عدد نواب البرلمان إلى الجلسة وهذا ما لم يتحقق برغم دعوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إلى ذلك، لتفشل الجلسة ومن ثم يعاد الحوار وتطلق المبادرات مجددا. وبعد شد وجذب ومواقف متقاطعة، دعا الصدر قوى الإطار التنسيقي إلى أن تأخذ زمام المبادرة وتقوم هي بالتمهيد لإنجاح هذه العملية وتشكيل الحكومة الجديدة، لكن الإطار لم يفلح في ذلك، وأصر على أن يتم الامر عن طريق آلية التوافق ليضمن الجميع حضوره. وقبل خمسة أيام، طرحت قوى الإطار مبادرة جديدة فيما وجه التيار الصدري دعوة أخرى إلى النواب المستقلين لتجربة حظهم في هذا الشأن وتشكيل الحكومة، في الوقت الذي أكد عدد منهم عدم رغبتهم في ذلك، فيما فضّل آخرون الذهاب نحو المعارضة داخل قبة البرلمان.

تغييب الهم الوطني

وتعليقا على المشهد السياسي الراهن وحالة الانسداد التي تطوقه، يرى المحلل السياسي جاسم الموسوي، أن جميع المبادرات التي أطلقت لحل هذه الأزمة “لم تضع الهم الوطني في المقدمة. هناك غايات كثيرة لتحقيق المكاسب والاستحواذ على ثروات البلاد وضمان المصالح الحزبية ضيّقة الأفق”.

ويقول الموسوي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، ان جميع المراقبين للمشهد السياسي الحالي “لم يلمسوا إلى الآن أي نوع من انواع الحوار الوطني الجاد من اجل المضي نحو تشكيل حكومة أغلبية وطنية تضع حدا للتدخلات الخارجية وتضمن مصالح الشعب العراقي، وتنقذ البلد مما هو فيه”.

وبخصوص دعوة النواب المستقلين إلى تشكيل الحكومة، يعتقد الموسوي أنها “خطوة ليست قريبة من التحقيق لأن جميع النواب المستقلين لا يشكلون العدد الكافي لانتخاب رئيس الجمهورية، فضلا عن محدودية خبرتهم في إدارة الحكم والمحاولات التي لا تنقطع للقوى المتنفذة من أجل أن تجد لنفسها مكانا في الحكومة”، لافتا إلى أن “المادة 21 من الدستور العراقي قيدت كثيرا من قوى الفساد لانتخاب رئيس الجمهورية ومنحت فرصة للضمير الوطني حال تواجده لدى النائب المنتخب بالحضور لجلسة مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية”.

ويحدد الموسوي احتمالات عدة يمكن أن تلجأ اليها هذه القوى، منها “تشكيل حكومة طوارئ، او استمرار حكومة الكاظمي مع إجراء تغييرات وزارية، او العمل على خلق مبادرة أخرى بين الاطار والتيار تكمن في تقاسم الوزارات مع عدم فتح ملفات حساسة كالتي تتعلق بالسلاح خارج اطار الدولة، وبالتالي يتم الذهاب نحو حكومة تقاسم السلطة لا توزيعها”.

أزمة مستمرة

وتشهد البلاد منذ أشهر احتجاجات لا تنقطع تنديدا بسوء الواقع الخدمي وتعطيل الموازنة العامة وعدم توفر فرص العمل والتأخر في تشكيل الحكومة الجديدة.

ويتوقع الكثير من الناشطين والمراقبين أن تتصاعد موجة الاحتجاجات مجددا لأن جميع مقوماتها وأسبابها ما زالت موجودة، وبات الوضع يسير نحو الأسوأ بشكل عام.

وفي هذا الشأن، يقول المحلل السياسي مصطفى البهادلي، ان “جميع المبادرات التي تطلق من اجل تشكيل الحكومة لا تهدف إلى حل الأزمة السياسية وإيجاد نهج وطني، بعيدا عن المصالح الحزبية والفئوية”.

ويضيف البهادلي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “الكثير من القوى التي تقدم بعض المبادرات أو الحلول، هي جزء من الأزمة، وبالتالي لا يمكن ايجاد أي حل عن طريقها وهذا ما يزيد المشهد تعقيدا”، مردفا أن “أغلب الحوارات التي تجري لا تتناول هموم المواطنين ومشاكلهم ومطالبهم المستمرة، انما هي بعيدة عن مصلح البلاد وتناقش بشكل مباشر قضايا الحضور داخل السلطة وتوزيع المناصب”.

ولا يرى البهادلي أي حل يمكن أن يتجاوز الأزمة الحالية إلا من خلال “الشارع الاحتجاجي الذي لا بد من أن يأخذ دوره والسعي إلى تحقيق البديل الحقيقي من خلال القوى والعناصر الوطنية القادرة فعلا على إحداث التغيير”.

**************************************

الصفحة الثالث 

أسباب سياسية وراء تعطيل الاجراءات.. المغيّبون: ديالى تحرّك الملف وناشطون يذكرون بالوعود الحكومية

بغداد - نورس حسن

لم تتمكن المواطنة حسيبة عماد من العثور على ولدها الذي غيب قبل 8 سنوات، اثناء توجهه الى العمل، وهو بعمر 32 عاما. لم تيأس الوالدة من البحث عن ابنها احمد فلاح، حتى يومنا هذا. ترك أحمد خلفه اما تقاسي أمراضا مزمنة، وأختا أرملة تعمل لتوفير العيش الكريم لأطفالها.

وبحسب مراقبين، فان ملف المغيبين عطّل لـ”أسباب سياسية” الغاية منها حماية عناصر إجرامية مسلحة ، فضلا عن استغلاله للكسب الانتخابي من جانب عناصر الفساد التي تعمل لضمان بقائها أطول فترة ممكنة في الحكم.

ووفق تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش المستقلة، فإن هناك اكثر من 250 الف مغيّب منذ العام 2003. وبذلك يعد العراق من اكثر البلدان عددا بالمغيبين.

وكشف الجفاف الشديد لنهر ديالى عن وجود أكوام من هياكل عظمية بجماجم مثقوبة بطلق ناري، كانت ترقد في قاع النهر وهي مثبتة باكوام من الحجارة او مقيدة بقطع حديد (شيلمان).

يقول المواطن علي البياتي من اهالي مدينة بعقوبة لـ”طريق الشعب”، ان “أكوام الهياكل العظمية التي عثر عليها تعود لمواطنين غير معروفي الهوية”، مضيفا انه “تم دفن تلك الجثث في اماكن قريبة من ضفة النهر، وتم تبليغ الجهات الامنية والصحية بوجودها على امل اتخاذ الاجراء اللازم لمعرفة ذوي الضحايا”.

ويضيف البياتي ان هناك حملة ستطلق من قبل شباب المحافظة والناشطين المعنيين بحقوق الانسان لجمع الرفات.

أين احمد؟

وتقول المواطنة حسيبة لـ”طرق الشعب”، انها لم تكف عن “محاولات البحث واللقاء بالمسؤولين سواء من الحكومة المركزية أو حكومة الإقليم، الا ان جميعهم لم يعلنوا موقفا واضحا تجاه قضايانا”.

وتضيف أن ابنها احمد “غيب لاسباب مجهولة”، مشيرة الى انها “تعرضت لعمليات ابتزاز كثيرة من قبل عناصر امنية” كانت تطمئنها في كل مرة بانه معتقل في سجن المطار، وان هؤلاء كانوا يطلبون مبالغ مالية غير قليلة لأجل إيصالها اليه، وعلى اثر ذلك “عرضت منزلي للبيع من اجل التأكد من انه حي يرزق” بحسب قولها.

وتؤكد حسيبة ان أحد أقاربها تقصى عما تدعيه تلك العناصر الأمنية فاكتشف بأنها كذبة، ومحاولة لسرقة مالها.

وخلال ثماني سنوات، تلقت هذه الوالدة المفجوعة بولدها وعودا كثيرة، لم يتحقق شيء منها “لكنني لم أجزع. أشعر أن ولدي الوحيد لا يزال حيا”، كما تقول.

وتحمّل المتحدثة الجهات الأمنية والقضائية “مسؤولية التقصير في معرفة مصير المغيبين بصورة عامة”.

تقاعس المنظمات الدولية

يقول القانوني والناشط المدني في مجال حقوق الانسان، جعفر جمال علو لـ”طريق الشعب”، انه “على الرغم من ان العراق يحتل المركز الاول باعداد المغيبين، وان هناك مؤشرات واضحة على تخلي السلطات عن متابعة مصير المغيبين لاسباب سياسية، الا ان المنظمات الدولية هي الاخرى تقاعست عن اداء دورها في معرفة مصيرهم”.

ويضيف علو ان “القانون الدولي وحقوق الانسان منحت كل الاحقية للفرق الدولية في اجراء التحقيق في هذا الجانب خاصة في دولة مثل العراق، الذي يشهد اعدادا كبيرة من المغيبين والمفقودين”.

ويشير علو الى ان “الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري لعام 2006 تمنح الامم المتحدة صلاحيات تحميل الحكومات المسؤولية المباشرة عن مصائر اولئك الذين اختطفوا وغيبوا، وكذلك تضع تلك الحكومات تحت طائلة الحساب والمساءلة في حال اهملت هذه المسؤولية او عجزت عن ملاحقة المجرمين”.

ضغوط سياسية غائبة

ويحمل الناشط حسين النزال السلطات مسؤولية التقاعس عن معرفة مصير اعداد كبيرة من المغيبين واهمال عوائلهم.

يقول النزال لـ”طريق الشعب”، ان “هناك اعدادا غير قليلة من النساء الايزيديات غيبن على ايدي داعش، والى الان تعجز السلطات عن معرفة مصيرهن، بالرغم من تحرير الاراضي قبل سنوات”.

ويشير الى أن هناك مغيبين لا تقترب الحكومة من فتح ملفهم، كونها تعلم أن مليشيات مسلحة تتلقى دعما دوليا وتنشط محليا، هي من تقف وراء تغييبهم”.

 ويتابع حديثه بأن تلك الجهات هي ذاتها من قمعت المحتجين واغتالت الناشطين والصحفيين قبل وفي أثناء انتفاضة تشرين وما بعدها.

ويتهم النزال السلطات القضائية بـ”التماهل” في الكشف عن عصابات التغييب القسري للمواطنين والناشطين والصحفيين وغيرهم.

الحكومة تتحمل المسؤولية

ويحمّل الخبير السياسي والأمني سلام الزبيدي الحكومة مسؤولية عدم حسم ملف المغيبين.

ويقول الزبيدي لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة الحالية هي نتاج انتفاضة تشرين، وجاءت بناء على وعود بضمنها الكشف عن قتلة المتظاهرين ومعرفة مصير المغيبين، فضلا عن الخدمات التي وُعد المواطنون بتوفيرها”.

 *******************************************

ضحايا الحوادث المرورية: 25 مواطناً في 24 ساعة

بغداد – طريق الشعب

أودت الحوادث المرورية، أمس الأول، بحياة 25 شخصا خلال 24 ساعة فقط في مناطق متفرقة من البلاد. وتأتي هذه الحصيلة الكبيرة مكملة لسلسلة الوفيات التي تحصل باستمرار نتيجة عدم الالتزام بشروط القيادة، وسوء الطرق وعدم اضاءتها ايضا، فضلا عن تردي الواقع المروري بشكل عام.

أزمة مستمرة

وبحسب بيان مديرية المرور العامة، فإن هذه الحوادث المريعة حصلت في أكثر من محافظة. ففي ديالى، توفي مواطن وأصيب 4 آخرون كانوا معه عندما انقلبت عجلتهم قرب ناحية هبهب، فيما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب 10 مواطنين في حادث مريع في قضاء الشافعية التابع لمحافظة القادسية.

وسجلت الأرقام، حادثا مريعا آخر قرب ناحية النيل في محافظة بابل، ووفاة سائق على طريق سريع محمد القاسم بالقرب من الجامعة التكنولوجية. أما في ميسان، فقد تم الاعلان عن وفاة الوزير الأسبق عبد الكريم يونس في حادث مروري، بينما تم الإعلان عن حوادث أخرى متفرقة.

ووفقاً لمدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة، العميد زياد القيسي، فإن «الحوادث المرورية تعود لعدة أسباب، منها عدم تمكن سائق المركبة من القيادة بشكل سليم، والسرعة المفرطة، وعدم متانة العجلة، إلى جانب اهتراء البنية التحتية للطرق».

وأكد في تصريح صحافي طالعته «طريق الشعب»، أن «الكثير من الطرق، وخاصة السريعة، غير معبدة، وفيها مطبات وتخسفات وتحويلات كثيرة، وهذه أيضاً تُعَدّ سبباً من أسباب وقوع الحوادث، وهذا الأمر لا تتحمله مديرية المرور العامة، بل هو من اختصاص بلديات المحافظات وأمانة بغداد ودائرة الطرق والجسور»، مبينا أن «ضحايا الحوادث المرورية أكثر من ضحايا العمليات الإرهابية، وتم وضع خطة جرت مناقشتها مع مديرية المرور العامة، بشأن توسيع الطرق لفك الزخم المروري أو تحويلات الطرق المؤقتة».

وأضاف أن «هناك تنسيقاً واجتماعات دورية مفتوحة مع الدوائر، فضلاً عن وجود ممثلين من المرور في أمانة بغداد لبحث الملف، وأن هناك لجنة للسلامة المرورية، وهي متكونة من مدير المرور العام وضباط المرور وأمين بغداد وممثلين عن الطرق والجسور والبلديات، تسعى لوضع الخطط المناسبة للمعالجة. كما عقدت اجتماعات مع الدوائر المعنية نتج عنها فتح طرق مغلقة كثيرة وتوسعة طرق أخرى أيضاً، فضلاً عن وضع خطة أسهمت في إكساء الطرق، وخصوصاً الرئيسة منها».

الفساد والفشل أبرز الأسباب

من جانبه، أكد مصدر داخل مديرية المرور العامة، أن الأخطاء والمخالفات التي يرتكبها بعض السائقين هي موجودة، لكنها ليست من ضمن الأسباب الرئيسية، مبينا أن الفساد وعدم تأهيل الطرق يمثلان العامل الأهم في استمرار هذه المأساة.

وذكر المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، أن «الجهات المسؤولة تحاول رمي الأسباب على تفاصيل غير مهمة، والحقيقة أن الفساد والاختلاس وسوء الإدارة هي الأسباب الحقيقية التي تقف خلف تخسفات الشوارع وملئها بالحفر والمطبات وعدم تأثيثها وانارتها وخلوها من الإرشادات المرورية».

وأكّد المصدر لـ»طريق الشعب»، أنّ «السلطات تتحمّل مسؤولية هذا الواقع المأساوي، في الوقت الذي تحوّلت فيه الطرق إلى فخاخ مخيفة، ويجب أن تسأل الجهات المعنية نفسها لماذا يتم تسجيل كل هذه الوفيات من دون انقطاع؟».

وفي السياق، قال أمير سالم، وهو سائق عجلة عمومية، أن «مديرية المرور تستقطع مبالغ كبيرة من السائقين كجبابة من أجل صيانة الطرق ولكن ما زال الواقع كما هو عليه ونحن نسير في طرق مليئة بالمطبات والمفاجئات، بينما تقول المديرية أن التأهيل ليس من مسؤوليتها وبالتالي لم نعد نعلم من هي الجهة المسؤولة لأن الأموال تذهب إلى خزينة الدولة ولا يسأل عنها لاحقا».

واضاف سالم لـ»طريق الشعب»، أن «الإعلان عن الوفيات نتيجة هذه الحوادث مستمر في جميع المناطق، ولا بدّ من إعادة تأهيل الطرق والوصول إلى حل بشأن توظيف أموال الجباية في مكانها الصحيح لأن الحصيلة دامية وكبيرة، وستتفاقم أكثر مع تدهور الطرق وعدم ادامتها وكثرة الأحمال عليها بشكل يومي».

***********************

موقفنا مما يجري في بلادنا والعالم

يمر العراق، ومنذ التغيير عام 2003، بمخاضات عملية الانتقال الديمقراطي والصراع حول مضمونها الاجتماعي – الاقتصادي. وما تزال التغيرات المصاحبة لهذه العملية على الصعد السياسية والاقتصادية وفي اللوحة الطبقية للمجتمع مستمرة ولمًا تستقر بعد، وإن بدت تتبلور ملامحها بوضوح أكبر. ويدور الصراع حول مرتكزات واسس العملية السياسية المأزومة القائمة على التوافقات الطائفية والأثنية وإعادة بناء الدولة واتجاهات تطورها ومضامينها.

وعلى الصعيد الاجتماعي – الاقتصادي، يدور صراع متزايد الشدة في خضم عملية الانتقال من نظام رأسمالية الدولة الريعية المركزية نحو اقتصاد السوق المنفلت، التي اطلقتها سلطة الاحتلال بمؤازرة قوى الطائفية السياسية العراقية التي تولت المسؤولية الأساسية في إدارة الدولة.

لقد أفضت توجهات نهج الليبرالية الجديدة التي تحكم عملية الانتقال، والمتمثلة بإطلاق حركة قوى السوق بصورة منفلتة وإزالة القيود والضوابط على التجارة الخارجية وانتقال رؤوس الأموال والسلع وتقليص دور الدولة في المجال الاقتصادي وخصخصة الشركات المملوكة للدولة أو تعطيلها، إلى انهيار الإنتاج الوطني في قطاعات الصناعة والزراعة، وتشديد الطابع الريعي والتوزيعي والاستهلاكي للاقتصاد العراقي، فيما أدت دولة المحاصصة الزبائنية إلى نشوء فئات وشرائح اجتماعية مفرطة الثراء، بالاستحواذ على الحصة الأكبر من الريع النفطي، عبر الامتيازات الباذخة المقترنة بمواقع السلطة، وعبر التخادمات مع بعض أقطاب القطاع الخاص المحلي والاجنبي ومنظومة الفساد التي استشرت في الدولة.

وفي محصلة هذه التطورات، تراكمت الثروة لدى فئات وشرائح  اجتماعية ضيقة من مختلف الانتماءات قبضت على مفاتيح السلطات السياسية والاقتصادية وترتبط مصالحها بتطور سوق حر منفلت ورأسمالية متوحشة ريعية مندمجة بالسوق العالمية.   

وفي شان الحالة  الراهنة، وارتباطا بتعمق مظاهر الازمة الشاملة التي يعيشها مجتمعنا واقتصادنا، والتناقضات والصراعات الجارية حول عملية اعادة بناء الدولة واتجاهات تطورها ومضامينها، وما ترتب عليها من انسداد في الأفق واشتداد معاناة غالبية بنات وأبناء الشعب، وتزايد مظاهر القمع وانتهاك الحقوق والحريات ومصادرة ارادة الشعب لصالح اقلية حاكمة مستبدة، يعمل حزبنا على الخلاص من منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، وتحقيق مطالب الشعب التي جسدتها انتفاضة تشرين الباسلة، عبر اقامة اوسع اصطفاف سياسي وشعبي رافض ومعارض للنهج السياسي والاقتصادي لهذه المنظومة، والسعي الى تغيير موازين القوى واطلاق عملية التغيير الشامل نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية اتحادية عصرية على اساس مبدأ المواطنة، تصون السيادة الوطنية وتضمن استقلال القرار الوطني، وتؤمّن العدالة الاجتماعية، وتغير البنية الريعية للاقتصاد الوطني وتحدثها، وتحقق التنوع الاقتصادي والتوزيع العادل للدخل والثروة، وتنمي الموارد البشرية، وتضمن العناية بالفئات والشرائح الاجتماعية الاكثر تضررا، وبضمنها ضحايا التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والتهجير القسري.

ويرى الحزب ضرورة تخليص بنية الدولة من التشوهات التي خلفها نظام المحاصصة، وتوظيف قدراتها لمعافاة الاقتصاد الوطني وتنميته، والعمل على اقامة علاقات تكامل بين قطاع الدولة والقطاع الخاص. وفي الوقت نفسه يشدد على اطلاق مبادرة لتطوير مختلف اشكال الملكية، العامة والخاصة والمختلطة والتعاونية، بما يستجيب لحاجات الاقتصاد الوطني ويحقق تنمية مستدامة.

ويدين حزبنا كل اشكال الارهاب التي تشهدها بلادنا، كما يدين عنف الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وكل ما يستهدف مصادرة حرية التعبير ويهدد اسس الديمقراطية ويزعزع الامن والاستقرار.

ويدرك الحزب ما كشفت عنه مسيرة العولمة الرأسمالية من تكريس وتعميق للفوارق على صعيد الثروة والدخل، وحصرهما في ايدي قلة متضائلة على صعيد البلد الواحد وعلى الصعيد العالمي. وهو يعتبر نفسه جزءً من الحركة العالمية التي تناهض توظيف العولمة من جانب قوى الرأسمالية واحتكاراتها، كوسيلة لإدامة نظامها وتعظيم قدراتها وفرض ارادتها على العالم وشعوبه، عن طريق الضغط والابتزاز والعقوبات الاقتصادية والعنف السياسي والتدخل العسكري.

ويناضل الحزب الشيوعي العراقي من اجل سلم وطيد في العالم عبر اقامة نظام للأمن العالمي الشامل، ونظام للأمن الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط، يجعلها منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، بما يضمن درء خطر الحروب وتصفية الاسلحة النووية والكيمياوية والجرثومية ونزع السلاح. ويناضل الحزب من اجل تثبيت القيم الإنسانية وصيانتها، وحماية البيئة، وإقامة نظام عادل للعلاقات الدولية، وتعزيز وتطوير منظمة الأمم المتحدة واصلاح دور مؤسساتها المختلفة، كي تمارس جميعا نفوذها في معالجة المشكلات الدولية وفق ميثاق الأمم المتحدة، وبما يخدم مصالح السلم العالمي وحقوق الشعوب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من برنامج الحزب، الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر 2021

 **********************************************************

الصفحة الرابعة

تحديات تحول دون إنعاشه.. خبراء: القوانين لا تحمي سوق العمل في العراق

بغداد ـ محمد التميمي

تُخرج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مئات الالاف من طلبة الجامعات والمعاهد، فضلا عن طلبة الاعداديات والمعاهد وعدا هؤلاء ممن يبلغون سن العمل القانوني، إذ يواجه غالبيتهم مصاعب كبيرة في سوق العمل إذا ما جرّبوا دخوله. فالسوق المحلي هو الاخر يعاني من التدهور الشديد، نتيجة لفساد المتنفذين وغياب التخطيط قريب وانعدام الرؤية الاقتصادية الاستراتيجية.

قوانين لا تناسب الواقع

يقول الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، ان “سوق العمل العراقي يعاني من ثلاث مشاكل أولاها التشريعات الحكومية؛ اذ لا يمكن لأي سوق عمل ان يزدهر ما لم تكن هناك قوانين وأنظمة”.

ويضيف الهماشي في حديثه لـ “طريق الشعب”، أن “اهم أربعة قوانين في سوق العمل هي الجهة التي تمنح حق مزاولة المهنة، وقانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي وقانون التامين. فهذه القوانين تعتبر البنى التحتية لسوق العمل في كل الدول، وتعزز قدرة الانسان في البحث عن العمل بالقطاع الخاص او الابتكار والابداع”.

ويردف ان بعض هذه القوانين موجودة بالفعل “لكن عفى عليها الزمن مثل قانون التامين الساري منذ الثمانينيات فهو متعثر وغير موحد، ولا يتناسب مع حجم التضخم الوجود في العراق، وقانون العمل لا يتناسب مع الاقتصاد العراقي والنشاط الاقتصادي”، مبينا ان كل هذه القوانين والأنظمة “مسؤولة عنها جهات حكومية، هي بالأساس تعاني من مشكلة الفساد، إذ أنها عندما تُقدم على فتح مشروع تصطدم بأكثر من جهة فاسدة ويضطر المواطن للتخلي عن مشروعه بسبب الرشاوى والاتاوات وغيرها”.

جهة حكومية معرقلة

ويشير الخبير الاقتصادي الى ان القانون التجاري الحالي “لا يحمي سوق العمل العراقي سواء كان منتجا للسلع ام للخدمات”، مشيرا الى ان الجهات الأمنية تعد المعرقل الأبرز لدوران عجلة السوق: “في أية دولة بالعالم لا يوجد هناك شيء اسمه موافقة امنية لفتح مشروع، كما انها تتدخل في منح اجازات العمل”.

ويشير الهماشي الى ان الاقتصاد العراقي “لا يستطيع ان يخلق فرص عمل او نموا حقيقيا، وحتى تقرير صندوق النقد الدولي الأخير عن النمو يعتبر نموا ماليا لا اقتصاديا، فحجم الإيرادات المتحققة مع حجم النفقات والتقشف الحكومي الموجود منذ 2014 والى الان، أظهر هذه الوفرة المالية التي اُعتبرت نموا”.

ويبين ان النمو يتحقق بزيادة النشاطات الاقتصادية وزيادة حجم الإنتاج وليس حجم الأموال.

مقترح حل

وينبه الى ان “قانون العمل مستنسخ من القانون الأمريكي، وهو لا يتناسب مع وضعنا، فنحن نتكلم عن استقطاعات بنسبة 25 بالمائة من دخل العامل العراقي الذي هو ربع الراتب، بينما الحد الأدنى للراتب الذي حدده قانون العمل هو 350 ألفا، ويتبقى فقط 250 ألفا هذا غير منطقي او واقعي. بينما الرواتب في أمريكا تصل الى 5 او 7 الاف دولار، وبالتالي لا تؤثر هذه النسبة فيه”.

ويواصل الهماشي القول: “كذلك الحال مع قانون الضمان الاجتماعي فهو الاخر حدد 200 ألف كراتب تقاعدي للعامل، بغض النظر عن حجم المبلغ المستقطع من العامل”، مبينا أن “القوانين لدينا غير واقعية وليست منطقية، وبسبب الفساد الموجود أصبحت هذه القوانين جامدة وغير فاعلة وغير قادرة على تلبية احتياجات السوق”.

ويقترح الهامشي ان تقدم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المسؤولة عن هذا الموضوع “مقترحا لتعديل قانوني العمل والضمان الاجتماعي، وتشكيل لجنة مشتركة بينها ووزارة المالية والشركة الوطنية للتامين لإعادة النظر في بوليصة التامين على العمال والمكائن وغيرها”، مؤكدا انه يجب ان “يرتبط العمل في العراق بإجازة وعقد عمل، حتى تتوفر للدولة قاعدة بيانات حقيقية، ولا نعتمد على التقديرات فقط في ما يخص البطالة وغيرها”، الى جانب “تفعيل القطاع المصرفي لتوفير رؤوس الأموال اللازمة لمزاولة العمل بشكل أكثر مرونة، وإعطاء فرص للشباب لاستحصال قروض ميسرة وليس كما طرحته الحكومة بشكل معقد وروتيني لم يستفد منها الشباب”.

صعوبات تواجه الخريجين

وعن المصاعب التي تواجه الشباب في سوق العمل، يقول جعفر صاحب وهو خريج كلية الطب البيطري في جامعة ديالى، انه وزملاءه يواجهون مصيرا مجهولا، مضيفا “كانت الحكومة توفر بعض المستحقات كبديل للتعيين، تتمثل بتوزيع قطع أراض لا تزيد مساحتها على 5 دونمات، وكذلك اعلاف مجانية، لكنها لم تعد تقوم بذلك”.

ويضيف صاحب لـ”طريق الشعب”، “قررنا انا ومجموعة من زملائي، فتح مشروع لتربية وتجارة المواشي، إلا اننا اصطدمنا بواقع اخر وصعوبات كبيرة، تتمثل بشراء قطع أراض وحتى الاعلاف بمبالغ خيالية تفوق قدرتنا”.

ويشير صاحب الى أن المبادرات التي تطرحها المصارف تتضمن “شروطا ثقيلة جدا”.

بحاجة الى كفاءات مهنية

ويربط المحلل السياسي حسين الجاف تراجع سوق العمل بـ”فساد المتنفذين وسيطرتهم على زمام الأمور”، مشيرا الى ان “عدم وجود حكومة وموازنة وغياب الحماسة الوطنية، أدى كل ذلك الى ما نحن فيه الان من بطالة وفقر وجوع”.

ويقول الجاف “نمتلك أموالا كثيرة مكتنزة، لكن انعدام التخطيط العلمي لإدارة هذه الأموال في مشاريع خدمية مفيدة حال دون دعم القطاع العام وحتى الخاص أيضا، بشكل يسهم في التنمية نحو التطور المنشود، خاصة ونحن لدينا عقول مهنية كبيرة يمكن زجها في مفاصل مختلفة، إذا كانت هنالك نية حكومية صادقة لحل المشاكل القائمة”.

ويدعو الى “فتح باب الاستثمار تحت الاشراف الحكومي بعيدا عن المصالح الشخصية لبعض المسؤولين، بما يكفل بناء وتأسيس المشاريع الهادفة التي يمكن ان تؤدي الى حل ازمة سوق العمل والحد من البطالة، التي يعاني منها اغلب الشباب العراقي، خصوصا ونحن لدينا اليوم جيش من الخريجين العاطلين عن العمل”.

ويؤكد ان “منظومة التحاصص الطائفي سبب رئيسي في تدهور سوق العمل، فنحن لا يوجد لدينا بناء بل هناك سرقات ومجاميع مهيمنة متنفذة توزع المقاولات والمشاريع في ما بينها”.

ويخلص الى القول “لا يمكننا النهوض بسوق العمل، ما لم توجد هناك كفاءات مهنية وطنية تأخذ على عاتقها هذه المهمة، ويؤمنون بان المسؤولية هي تكليف وليست تشريفا”.

هل بغداد مبنّية بتمر؟

أعلنت السلطات الأمنية سقوط صاروخ محلي الصنع، على حي سكني في وسط بغداد، محدثاً أضراراً مادية فقط، فيما أشارت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، إلى أن الصاروخ، الذي كان من نوع كاتيوشا، استهدف منزل الفريق مسؤول الوكالة. من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني، عن قيام مسلحين مجهولين بسلب مبلغ مالي قدره مليون و300 ألف دينار عراقي وماستر كارد وباج عسكري من أحد منتسبي وزارة الداخلية. فيما أعلن مصدر أمني أخر عن قيام مسلحين مجهولين بسرقة مبلغ قدره 20 ألف دولار ومسدس من منتسب أخر!

گاعدين بالحجابات!

أكد ناطق باسم الصليب الأحمر الدولي على أن العراق أحد أكثر البلدان التي تعرضت للتلوث بسبب الذخائر المتفجرة، حيث توجد المخلفات الحربية القابلة للانفجار كالقنابر والألغام والقذائف والذخائر العنقودية والعبوات الناسفة على مساحة تزيد عن 3200 كيلومتر مربع. وأشار إلى أن أكثر من 8 ملايين عراقي معرضون لمخاطر هذه المخلفات، التي سبق وراح ضحيتها 700 إنسان خلال الفترة 2018 - 2020. كما أكد الناطق على أن 15% أو ما يعادل 6 ملايين عراقي يعانون من الإعاقة، في وقت، تفتقر فيه البلاد إلى مراكز كافية لإعادة التأهيل البدني.

نعم لحرية التعبير! 

أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” مؤشر العام 2022، الذي قيّمت فيه حرية الصحافة في 180 دولة، على أساس مسح كمي للانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام. وجاء العراق في ذيل هذه القائمة حيث احتل المركز 172 متخلفاً عن أغلب الدول العربية. هذا وكان المرصد العراقي لحقوق الانسان، قد ذكر بأن الفترة الأخيرة شهدت تنامياً في نفوذ المعادين لحرية التعبير، والذين يلجؤون لأساليب الترهيب المختلفة من أجل إسكات الصحفيين وردعهم عن البحث في قضايا الفساد وإساءة استخدام موارد الدولة، أو في تغطية هموم الناس، أو فضح عمليات تغييب المعارضين أو تغطية الاحتجاجات. 

الاعتراف سيد الأدلة!

اعترف مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة في وزارة الإعمار والإسكان عن وجود مشكلة أساسية في توفير شبكات الصرف الصحي، تتمثل حسب رأيه، بارتفاع التكاليف وطول مدة التنفيذ. وأشار إلى أن مشاريع الماء قد غطت 75% من عدد السكان، ولكنها في المجاري اقل من هذه بكثير، حيث تم إنجاز 10 مشاريع فقط، وهناك 34 مشروعاً أخر تحت التنفيذ. هذا وفيما سيصل دخل البلاد إلى أكثر من 150 مليار دولار هذا العام، لا يزال 83 في المائة من المواطنين يفتقدون إلى وجود معالجة آمنة صحياً وبيئياً للمياه الثقيلة، فيما يكتفي المسؤولون عن هذا الخلل المزمن بتقديم المبررات!

 ***************************************

امانة بغداد تربط المشكلة بتهالك شبكات المعالجة وبالشح.. مياه الاسالة مشكلة تؤرق المواطنين مع حلول فصل الصيف

بغداد ـ طريق الشعب

يشكو العديد من المواطنين في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد، تردي واقع ماء الاسالة، فضلا عن شحتها، فهي لا تتوفر لا في ساعات متأخرة من الليل، وكثيرا ما تتدفق حاملةً لونا وطعما ورائحة كريهة، مما يجعله  غير صالح حتى للاستخدام المنزلي، بحسب قولهم.

ويقوم غالبية المواطنين بشراء المياه من المركبات والحوضيات الجوالة، فيما لجأ الاخرون من ميسوري الحال الى تنصيب منظومات معالجة المياه في منازلهم.

ويعزو مصدر مسؤول انقطاع ماء الاسالة عن بعض المناطق لأجل “تحقيق التوازن بين المناطق نظرا لمحدودية وعدم القدرة على ضخ المياه لجميع المناطق في وقت واحد”، فيما يعلل تردي نوعية حالة المياه الواصلة الى المنازل بـ”تهالك شبكات الصرف الصحي”.

مناشدات مستمرة

يقول المواطن مصطفى نمير من اهالي منطقة الحرية، انهم يعانون من ازمة مزمنة في شح ماء الاسالة، الذي لا يتوفر الا في ساعات متاخرة من الليل.

ويضيف مصطفى لـ”طريق الشعب”، ان “شح المياه يشتد خلال فصل الصيف. لكن هذا العام بدأت الازمة مبكرا”.

ويشير الى ان “اهالي المنطقة قدموا شكاوى كثيرة لدائرة الماء بالمنطقة، ومع ذلك لم نلمس اي تغيير في واقعها”.

اما المواطن انور كامل، من أهالي الدورة، فيقول لـ”طريق الشعب”، إن “ حي الميكانيك وشارع 60 ومحلات اخرى في اطراف المدينة تعاني منذ بداية هذا العام من انقطاع ماء الاسالة”.

ويضيف أن “المواطنين في هذه الاحياء يحصلون على ماء الاسالة من 3 الى 5 ساعات فقط خلال اليوم وبشكل متقطع”، منبها الى ان هذه المعاناة تشتد سنويا مع ارتفاع درجات الحرارة، التي يرافقها انقطاع مستمر للتيار الكهربائي الوطني.

وفي منطقة السيدية يصف المواطن سيف محمد، واقع حال الماء بانه تراجع كثيرا مقارنة بالاعوام السابقة اذ اصبح يتوفر لساعات محدودة خلال اليوم.

أما المواطن سيف رعد يسكن منطقة نهروان شرق العاصمة بغداد، فيقول لـ”طريق الشعب” ان “ماء الاسالة الذي يصل الى المواطنين في القضاء بصورة عامة غير صالح حتى للاستخدام المنزلي”.

ويضيف انه “على الرغم من قلة ساعات تجهيز المواطنين بماء الاسالة الا انه يصل ومعه رائحة كريهة وطعم ولون غير مرغوب ما يحول دون استعماله”.

من جهتها، تفيد المواطنة حنان عبد الله في منطقة جسر ديالى، بان “وضعية ماء الاسالة بائسة جدا”، مما يجبر عائلتها على شراء الماء من اصحاب التناكر الجوالة في المنطقة.

وتوضح ان “ماء الاسالة ينقطع لايام، وإن توفر فانه يأتي في ساعات متأخرة من الليل، ويتكالب عليه المواطنون لملء خزاناتهم”.

وتشير الى انه مع سوء الاحوال الجوية وارتفاع درجات الحرارة ورداءة التيار الكهربائي الوطني تزداد حاجة الناس للمياه “أتمنى ان تنتبه الجهات المعنية لذلك.

وفي منطقة الزعفرانية لم يكن واقع حال ماء الاسالة افضل من باقي المناطق، فالمواطن ارغد سالم من اهالي المنطقة، يقول لـ”طريق الشعب”: ان “انخفاض مناسيب نهر دجلة وازمة شح المياه بصورة عامة اثرا سلبا على نوعية ماء الاسالة الذي في حال توفره يأتي برائحة تزكم الانوف وطعم جدا سيئ اضافة الى لونه المصفر”.

ويشدد على ان “واقع ماء الاسالة في المنطقة بائس جدا، ومع اشتداد ازمة المياه في البلاد، بات ماء الاسالة يتوفر لـ 6 ساعات يوميا لا غير، وبصورة غير منظمة”.

ويتابع ارغد انهم تقدموا بشكاوى اكثر من مرة الى امانة بغداد حول نوعية الماء، الا ان رد الامانة جاء بان شبكتي ماء الاسالة والصرف الصحي في المنطقة متهالكتان، ما يؤثر في نوعية الماء الذي يصل المواطنين في دورهم، مشيرا الى ان الامانة “تبرر التقصير في عدم تجديد شبكة المياه او اجراء الصيانات المطلوبة عليها، بسبب عدم توفر التخصيصات المالية الكافية”.

تبريرات حكومية

وفي تصريح لمدير عام ماء بغداد رعد خيري، اطلعت عليه “طريق الشعب”، يقول ان “الدائرة عانت من مشكلة شح المياه خاصة في مناطق جنوب بغداد، لاسيما في قطاع المدائن خاصة وأن منطقتي ناحية الوحدة والنهروان معتمدتان على أنهر فرعية تتغذى من نهر دجلة”.

ويضيف “خلال السنوات السابقة تعاملنا مع انخفاض المنسوب المياه، من خلال وضع مضخات اضافية وربطها بخطوط ناقلة من نهر دجلة وعمل ربطات اضافية مع الخطوط العابرة باتجاه منطقة الجسر القريبة من الخطوط الناقلة لمنطقتي الوحدة والنهروان”.

ويتابع “اما في الوقت الحالي وبعد الانخفاض الكبير لمناسيب الأنهر، فقد اثر ذلك سلبا على توفير ماء الاسالة الصالحة للاستخدام المنزلي”، منبها الى ان “فحوصات شبه يومية تجري على مياه الشرب في بغداد، وهنالك بعض المناطق رصدت فيها المياه غير صالحة للشرب”. ويذكر مسؤول في دائرة ماء النهروان، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “الدائرة تعاني من محدودية الامكانيات لضخ المياه لمنازل المواطنين خاصة بعد الانخفاض الكبير لمناسيب مياه الانهر”. ويضيف “ان امكانيات الدوائر المعنية لضخ الماء لا تتناسب مع حجم التوسع السكاني في المناطق”، موضحا ان “حاجة المواطنين الى ماء الاسالة ارتفعت خلال السنوات الاخيرة في مقابل ذلك استمرت امكانيات الدوائر لضخ المياه على ما هي عليه، دون اجراء اي نوع لعمليات التطوير، فضلا عن التجاوزات غير القليلة على منظومة شبكات ماء الاسالة التي هي الاخرى اثرت سلبا على كمية المياه الواصلة الى منازل المواطنين، بطريقة قانونية”.

************************************

الصفحة الخامسة

لا قدرة شرائية تأتيهم بالجديد,, «البالة».. ملاذ فقراء العراق في العيد

متابعة – طريق الشعب

أجبر الغلاء المتصاعد الكثير من الأسر العراقية الفقيرة على شراء الملابس المستعملة، المعروفة شعبياً باسم “البالة”، والتي شهدت رواجاً واسعاً مع ارتفاع أسعار الملابس الجديدة، وتراجع القدرة الشرائية للكثيرين في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

ويشكو مواطنون من “الارتفاع الكبير” في أسعار الملابس المستوردة، وصعوبة تلبية احتياجات أطفالهم منها في مناسبة العيد.

العام الحالي مختلف

يقول ناجي حسين، وهو أب لأربعة أبناء، إنه واجه صعوبة في تأمين احتياجات أطفاله من ملابس العيد، مشيراً في حديث صحفي إلى أنه يعمل موظفاً براتب شهري محدود لا يغطي مصاريف عائلته بشكل كامل، ما يضطره إلى تقليص النفقات.

ويضيف قائلا أن “العام الحالي اختلف كثيراً عن الأعوام السابقة. إذ شمل ارتفاع الأسعار جميع المواد الغذائية والاستهلاكية”. وطالب الحكومة العراقية بإيجاد حلول مناسبة، ترفع المعاناة عن كاهل المواطن في هذه الظروف الصعبة.

بين الطعام والملابس

وقبل حلول الأعياد يعتاد تجار الملابس أن يرفعوا أسعار بضاعتهم، إلا أن مستويات الأسعار هذا العام فاقت قدرة المواطنين الشرائية، ودفعت الكثيرين منهم إلى العزوف عن شراء الملابس وغير ذلك من مستلزمات العيد، ما أثر على حركة السوق.

يقول عبد الحليم نصار، وهو صاحب محل لبيع الألبسة في محافظة الأنبار، أن المواطن البسيط يواجه الكثير من المشكلات الاقتصادية، بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبة تلبية احتياجات العائلة، الأمر الذي يجعله في حيرة من أمره بين توفير الطعام وشراء ملابس جديدة.

ويلفت نصار في حديث صحفي، إلى أن سوق الألبسة في العراق يعتمد على المستورد بنسبة كبيرة ومن مناشئ مختلفة، موضحا أن “أسعار الألبسة تختلف حسب الجودة والمنشأ، فضلاً عن نسب الرسوم الجمركية. فالألبسة المستوردة من تركيا تختلف أسعارها عن تلك المستوردة من سورية والصين”.

ويشير إلى أن “سوق الألبسة المستعملة شهد رواجاً أكثر هذا العام، بسبب أسعاره المناسبة، كون هذه البضاعة تدخل بسهولة إلى العراق ولا تخضع للرسوم الجمركية”.

ارتفاع سعر الكعك

ولم يقتصر تقليص انفاق المواطنين على الملابس، إنما شمل ذلك سلعا استهلاكية أخرى لطالما كانت تشهد رواجا في مثل هذه المناسبات.

وبهذا الصدد يقول المواطن عبد الحميد كَاطع، انّ أسعار الكعك والصمون ارتفعت هي الأخرى خلال العيد.

ويؤيد ذلك عماد عبد الحسين، وهو صاحب فرن للمعجنات في محافظة النجف. إذ يشير إلى أن معدل القوة الشرائية للمواطنين انخفض عما كان عليه في السنوات السابقة، مقابل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ومنها منتجات الأفران والمخابز.

لكنه يرجع زيادة أسعار المعجنات إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الانتاج، من الوقود والدقيق وغيرها، مبينا أن الإقبال على الأفران مع حلول أيام العيد كان ينتعش كثيراً في السنوات الماضية، لكنه انخفض على غير العادة هذا العام.

ويشكو عبد الحسين “عدم وجود دعم حكومي حقيقي لأصحاب الأفران، إلى جانب تجاهل وزارة التجارة والجهات المعنية الأخرى الكثير من المناشدات التي أطلقت لدعم أسعار مستلزمات انتاج الأفران”.

في انتظار الموازنة

إلى ذلك، يرى الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي أنّ انخفاض القدرة الشرائية للمواطن وضعف حركة السوق العراقية خلال فترة عيد الفطر، سيستمر حتى تشريع قانون الموازنة العامة.

ويشدد في حديث صحفي، على أهمية أن تتخذ الحكومة إجراءات سريعة لرفع مستوى القدرة الشرائية للمواطن، وتحديداً لدى فئات الموظفين وأصحاب الدخل المحدود.

*********

لمنع تفشي “الحمّى النزفية”.. بصريون يطالبون بإنشاء مجازر صحية

البصرة – وكالات

طالب عدد من المواطنين في مدينة البصرة، الحكومة المحلية والجهات الصحية والرقابية الأخرى بمتابعة عمل المجازر العشوائية وإلزامها باتباع الشروط الصحية، فضلا عن إنشاء مجازر رسمية صحية في سبيل منع تفشي فيروس “الحمّى النزفية” في المحافظة.

وقالوا في حديث صحفي، أن “على الجهات المعنية متابعة الجزر العشوائي للماشية، والسيطرة على ظاهرة الرعي في المناطق السكنية، وفرض رقابة بيطرية على جميع أماكن تواجد الحيوانات، والإكثار من الحملات الرقابية للتأكد من اتباع مربي الماشية الشروط الوقائية من الفيروس”.

عدد من مربي الماشية في البصرة، أكدوا من جانبهم أنهم لم يسجلوا أي حالة إصابة بـ “الحمّى النزفية” بين أغنامهم. فيما أشاروا إلى أنهم شهدوا إقبالا جيدا من مشتري الأغنام خلال عيد الفطر، بالرغم من ارتفاع أسعارها.

********

أطفال «مدينة الصدر».. يستقبلون العيد بأراجيح متهالكة!

بغداد – وكالات

تُعد مدينة الثورة (الصدر) أكبر المدن العراقية من حيث الكثافة السكانية. وبينما تضم المدينة النسبة الأكبر من الفقراء منذ عقود، تعد الأفقر أيضا بالمرافق الترفيهية. إذ لا يجد أطفالها ما يرفهون به عن أنفسهم في الأعياد والمناسبات سوى ألعاب شعبية عفا عليها الزمن! عدسة وكالة أنباء “شفق نيوز” تجولت في المدينة خلال أيام عيد الفطر، لترصد أحوال أهلها وأطفالها، فلم تجد سوى أراجيح ودولاب بدائي بالإضافة إلى خيول يمتطيها الأطفال. وجميع وسائل الترفيه هذه تفتقر لشروط الأمان. وتضم المدينة أكثر من أربعة ملايين نسمة، 75 في المائة منهم يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، إلا أنها مع ذلك تعاني إهمالا حكوميا وبرلمانيا - بحسب ما يؤكد عدد من الأهالي لـ “شفق نيوز”.

ويتساءل البعض في أحاديثهم: “ألا تستطيع الحكومة أو النواب الذي صعدوا بأصواتنا أن يعمروا وينشئوا مرافق سياحية تليق بأطفالنا؟ ففي هذه المدينة كل شيء متخلف عن بقية مناطق العاصمة!”.

*********

حسّنوا رواتبنا المتدنية!

نحن لفيف من موظفي هيئة الصناعات الحربية، نناشد اصحاب القرار في السلطتين التنفيذية والتشريعية تحسين رواتبنا المتدنية، التي لا تتجاوز الـ 500 ألف دينار شهريا.

هذه الرواتب لا تغطي متطلبات المعيشة، خاصة أن غالبية موظفي الهيئة يسكنون في الإيجار، ولديهم التزامات عائلية كثيرة.

معاناتنا لا حدود لها وسط غلاء أسعار المواد الغذائية، إضافة إلى أجور الأطباء والتحليلات المرضية والدواء التي تثقل كواهلنا. 

نناشد مجلسي الوزراء والنواب ووزارة المالية، الالتفات إلى معاناتنا، وتحسين رواتبنا أسوة بأقراننا الموظفين في بقية الوزارات، وذلك من خلال سلم رواتب موحد عادل.

كما ندعو إلى زيادة مخصصات الزوجية والأطفال وأجور النقل.

عن لفيف من الموظفين

فاتن عنون وغنية فاضل

***************

اصرفوا مستحقات مشروع «مستشفى الجبايش»!

الناصرية – وكالات

دعت الإدارة المحلية لقضاء الجبايش في محافظة ذي قار، وزارة الصحة إلى “التدخل لصرف مبلغ ملياري دينار، كمستحقات مالية للشركة المنفذة لمشروع مستشفى الجبايش العام، الذي توقف العمل في تنفيذه منذ عام 2007، بسبب عدم صرف تلك المستحقات حينها”.

وقال قائم مقام القضاء كفاح شناوة، أن “المرحلة الأولى للمشروع التي تشمل الأعمال المدنية لم تنتهِ بعد، لكنها وصلت إلى ما نسبته 90 في المائة”، لافتا في حديث صحفي إلى أهمية هذا المشروع بالنسبة لأهالي الجبايش “بسبب تقادم المستشفى الموجود في القضاء وخروجه عن الخدمة، وهو الذي تم إنشاؤه في ستينيات القرن الماضي”.

وأوضح أن “إدارة القضاء كانت قد تلقت وعودا من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بصرف هذه المستحقات، إلا أن وزارة المالية لا تزال تواصل تأخير إطلاق المبالغ، الأمر الذي يتطلب من وزارة الصحة التدخل للإسراع في إنجاز هذا الأمر”.

وأشار شناوة إلى أن المرحلة الثانية من المشروع تتضمن تجهيز المستشفى بالمعدات والمستلزمات الطبية.

*********

مواطنو “جسر ديالى”: نهرنا أصبح مجرى للصرف الصحي!

بغداد – وكالات

شكا سكان ناحية جسر ديالى جنوب شرقي بغداد، من تحول النهر الذي يشق منطقتهم (نهر ديالى)، إلى مجرى للمياه الثقيلة، ما أصبح مصدراً للأمراض والأوبئة، وغير صالح للاستخدامات البشرية والزراعية والحيوانية، مبدين استغرابهم من صمت الجهات الحكومية عن هذا الوضع الخطير، رغم إنشائها جسرين إضافيين على النهر لمعالجة مشكلة الزحام في مدخل بغداد الجنوبي.

وتقوم آليات تابعة إلى مديرية مجاري العاصمة برمي المياه الثقيلة ومخلفات الصرف الصحي في النهر، الذي كان سابقا يؤمن المياه للاستخدامات البشرية والحيوانية والزراعية، فضلا عن كونه مصدرا مهما لصيد السمك. 

وفي حديث صحفي، يذكر العديد من سكان الناحية أن “نهر ديالى أصبح ملوثا بنسبة 100 في المائة، وبات مصدرا لوباء الكوليرا، الذي ينشتر اليوم بين السكان بشكل كبير وخطير”، مضيفين أن “لون المياه تحول إلى الأخضر ورائحتها كريهة يمكن الشعور بها بمجرد الاقتراب من المنطقة او من جسر ديالى الرئيس والجسرين الجديدين”.

ويستغرب السكان من “صمت وزارة الصحة والبيئة ووزارة الموارد المائية إزاء كارثة نهر ديالى”، مبينين أن “عدم الاستفادة من النهر مستقبلا سيقود الى التصحر والجفاف والعطش”.

اما المزارعون فقد تضرروا كثيرا من هذه المشكلة. فهم اليوم لا يعتمدون على مياه نهر ديالى، إنما لجأوا إلى طرق بديلة لسقي مزارعهم وبساتينهم، ومنها حفر الآبار.

فيما يذكر عدد من مربي الماشية، الذين ينتشرون قرب النهر، أن “المياه لا تصلح حتى للحيوانات!”.

وكان محافظ بغداد قد زار المنطقة العام الماضي، ووجه بتنفيذ جسرين إضافيين فوق “النهر الملوث”. وقد تم افتتاحهما قبل شهور، من دون وضع معالجات للمشكلة الأبرز، مشكلة تلوث النهر ورائحته الكريهة التي تزكم أنوف المسافرين الوافدين إلى العاصمة!

********

عددها بالآلاف.. أهالي القيّارة يطالبون بمكافحة الكلاب المسعورة

الموصل – وكالات

طالب أهالي ناحية القيّارة جنوبي نينوى، بـ “ضرورة إطلاق حملة واسعة لمكافحة الكلاب السائبة المتوحشة في قراهم”، مؤكدين أن الناحية تتعرض باستمرار لهجمات من كلاب مسعورة، ما يشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين وأطفالهم.

وكان مصدر طبي في القيّارة قد كشف في حديث صحفي مطلع الأسبوع الماضي، عن مهاجمة كلاب متوحشة عددا من القرى في الناحية، ما خلف ست إصابات، بينها طفلان، مبينا أن الأهالي استطاعوا قتل أحد تلك الكلاب.

ولا يبدو أن هناك إجراء قريبا لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، كون المحافظة لم تخصص أموالا لإطلاق حملة من هذا النوع – بحسب ما ذكره مدير المستشفى البيطري في الناحية، الذي دعا في حديث صحفي، الحكومة المحلية إلى الالتفات لهذه القضية “فقد باتت الكلاب تشكل خطرا على الناس، وعددها يقدر بالآلاف”.

*********

مواساة

*بألم وأسف شديدين تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة فقيدها عضو المحلية الرفيق عزيز عويد، الذي توفي اثر حادث مؤسف.

وواكب الفقيد مسيرة الحزب متنقلا بين تنظيمات الناصرية والبصرة.

له الذكر الطيب ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الرفيق سعد جاسم (ابو شهد) الذي توفى اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

والفقيد من رفاق قضاء الصويرة الناشطين، وهو ناشط مدني ووجه اجتماعي معروف في مدينته.

له الذكر الجميل ولرفاقه وعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

* تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في القرنة/ البصرة، الرفيق زكي طاهر بوفاة والده المربي الفاضل والشخصية الوطنية طاهر صبيح، الذي فارق الحياة إثر مرض عضال.

أحر المواساة للرفيق زكي (أبو عرفان) وعائلته، والذكر الطيب للفقيد.

*ببالغ الأسى والحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق نادر علاوي الخشالي الذي توفي في السويد إثر مرض ألم به.

كان الفقيد مناضلا صلبا، وبقي لصيقا بحزبه حتى أيامه الأخيرة.

له الذكر الطيب ولعائلته وأهله في السويد وبعقوبة الصبر والسلوان.

*تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية الى عائلة آل واوي بالتعزية والمواساة بوفاة شقيقة الرفيق الراحل فريد حمود.

 للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق د. وهاب عبد الرزاق الجبوري بوفاة الفقيدة ماري محي احمد، ابنة عمته وشقيقة كل من الفقيدين عامر وحيدر والأستاذ علي غالب، وابنة عم الراحل سامي عبد الرزاق الجبوري وزوجة الرفيق الراحل سعيد عبد رشيد النداف، ووالدة علي.

للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الكريمة خالص العزاء والمواساة.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى عائلة الرفيق اياد كاظم مكتوب (ابو علاء) بوفاته.

كان الفقيد من الشيوعيين النشطين، وسكرتيرا لاتحاد الطلبة في السماوة، ومناضلا ضد حكم الطغاة أيام الدراسة الجامعية، ما عرّضه للاعتقال مرات عدة في سجون الأمن ايام النظام السابق.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي تقدم التعازي والمواساة للرفيق غني عبيد بوفاة شقيقه علي (ابو جوادين).

الذكر الطيب دوما للفقيد الر احل، والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

*******

الصفحة السادسة

دعوات لتنويع مصادر الدخل وإنشاء صناديق سيادية تنموية.. توقع حكومي: إيرادات 2022 تتجاوز 150 مليار دولار

بغداد ـ طريق الشعب

بعد التوقعات الحكومية بشأن إمكانية وصول إيرادات العراق لهذا العام إلى 150 مليار دولار، نتيجة ارتفاع أسعار النفط، دعا خبراء اقتصاديون إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز هذه العائدات. وفيما جرى التحذير من عواقب استمرار الفساد وسوء الإدارة والتوقع بتبديد الزيادة الكبيرة هذه، تم التشديد على أهمية إنشاء صناديق سيادية لاستثمار المبالغ الفائضة بالشكل الصحيح.

وطبقا لمنظمة اوبك فإن حصة الإنتاج النفطي الخاص بالعراق ستبلغ 4.509 ملايين برميل يوميا في شهر حزيران المقبل بعد اتفاق اوبك+ على زيادة 432 ألف برميل في اليوم.

تفاؤل حكومي بالإيرادات

ويتوقع المستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، أن تتجاوز إيرادات العراق خلال العام الحالي 150 مليار دولار.

وذكر صالح في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، إن “قراءة صندوق النقد الدولي وتوقعه بحصول قفزة بإيرادات العراق العامة خلال العام الحالي 2022، تنصب على إجمالي الإيرادات العامة النفطية وغير النفطية للعراق الاتحادي”.

وبيّن أن “الصندوق ربما قدر متوسط الصادرات اليومية من النفط الخام بواقع 3.4 ملايين برميل يومياً وبمتوسط سعر سنوي 104 دولارات للبرميل المصدر من النفط أو أكثر مع إيرادات غير نفطية لا تقل عن 8 – 10 مليارات دولار. وإذا ما أضيفت إيرادات إقليم كردستان النفطية والأخرى فيمكن لإجمالي الإيرادات الاتحادية أن يتعدى 150 مليار دولار بكل يسر في نهاية السنة المالية 2022”.

وتوقع صندوق النقد الدولي، في وقت سابق، أن يحقق العراق قفزة في إيراداته العامة خلال العام 2022 بعد ارتفاع أسعار النفط، تصل إلى 149 مليار دولار وبنسبة تغيير سنوي تبلغ 73 في المائة عن العام 2021.

وبلغت العائدات النفطية لشهر نيسان الماضي 10.550 مليار دولار  بصادرات قدرها 3.380 مليون برميل يوميا وبسعر 104 دولار للبرميل، ولذلك يصبح إجمالي العائدات النفطية المتحققة خلال الشهور الأربع الأولى من هذا العام  38.550 مليار دولار وهي أكثر من ضعف العائدات التي تحققت خلال نفس الفترة من عام 2021 التي بلغت 18.550 مليار دولار. وتساءل خبراء اقتصاديون عن كيفية التعامل مع هذا النمو، خصوصا وأن سوء الإدارة والفساد كانا أبرز أسباب التردي الاقتصادي وتهالك الاقتصاد.

ويصدر العراق سنويا أكثر من مليار برميل من النفط الخام، ويحتاج إلى نحو 90 مليار دولار سنويا لتغطية موازنته السنوية التي ترتبط في جزء كبير منها بصادرات النفط الخام.

مصادر دخل بديلة

ويرى الخبير الاقتصادي، الدكتور علي تويج، أنه لا بد من استثمار هذه الواردات المالية، التي تأتي نتيجة عوامل جيوسياسية قد تتغير، وأن يصب ذلك في بناء قاعدة إنتاجية منوعة، تحقق مصادر دخل بديلة.

ويقول تويج لـ”طريق الشعب”، إن “البلاد تعتمد بشكل شبه كلي على النفط، فعائداته تشكل أكثر من 90 في المائة من الموازنة العامة وكذلك أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي كانت الأزمة المالية وفترة الجائحة وما رافقها دليلا جليا على اضطرابات السوق وهشاشة الاقتصاد، لكن ما يعمق ذلك هو عدم امتلاك البلد صندوقا سياسيا يستثمر تلك العائدات ويحميها من الفساد”.

ويشير إلى أن “أصحاب القرار بإمكانهم تعزيز هذه الواردات بشكل أعظم لو تم تشغيل بقية القطاعات الأخرى الحيوية مثل الزراعة والصناعة والسياحة وغيرها من المجالات الواسعة، لكن ذلك ليس ضمن اجندات المسؤولين”.

ويتابع قائلا “اذا كانت العائدات مرتفعة بهذا الشكل أو بأضعافه، فإن النتيجة لن تتغير لأن الفساد وسوء الإدارة والتخطيط ما زالت تتحكم بالمشهد ولن نرى توظيفا لهذه الأموال في مكانها الصحيح”.

الصناديق السيادية ضرورة

وبعد الإعلان عن التوقعات بهذه العائدات المالية الهائلة التي أعقبت فترة ركود وأزمات عميقة في سوق النفط، بدت الدعوات إلى إنشاء صناديق سيادية تتكاثر بشكل كبير من قبل المختصين والمراقبين، بل حتى المواطنين.

ان صندوق الثروة السيادي هو صندوق استثمار مملوك للدولة يتألف من الأموال التي تولدها الحكومة، التي غالبا ما يتم توفيرها من فائض احتياطيات الدولة، حيث تضمن الصناديق السيادية منفعة لاقتصاد الدولة ومواطنيها والأجيال اللاحقة.

وأكد الباحث الاقتصادي، أحمد خضير، ضرورة إنشاء هذه الصناديق لحماية حقوق الأجيال الجديدة، وكذلك استثمار العائدات المالية بما يصب في مصلحة البلد والمواطنين، فمن غير المعقول أن يتم صرفها مجددا كرواتب. لا بد من القول أن ثروات البلد حق للجميع وفقا للدستور، وليست حكرا على الموظفين والمستفيدين من الرواتب.

ويجد خضير لـ”طريق الشعب”، أن العراق “تأخر في هذه التجربة التي تضمن المنفعة، بسبب عدم وجود فكر اقتصادي وتخطيط للمستقبل حيث أن البلد غائب في التصنيفات الدولية في ما يخص مشاريع الصناديق السيادية. يجب أن يكون هناك إلزام للحكومات المتعاقبة في توفير مبالغ أو نسب محددة من الإيرادات يمكن أن توجه إلى صندوق الأجيال وكذلك يجب أن يكون هناك جهاز اقتصادي متخصص في إدارة هذه المشاريع وضمان عدم التلاعب فيها بالإضافة إلى كيفية استثمارها وتعظيم مواردها.

وأطلقت دعوات عديدة في الآونة الأخيرة نصت على إنشاء صندوق سيادي تنموي بعد انتهاء العراق من تسديد أقساط التعويضات للكويت عبر استقطاع ٥ في المائة من الإيرادات النفطية السنوية والتي بلغ مجموعها أكثر من ٥٢ مليار دولار. وبما أن العراق كان يدفع هذه النسبة سابقا للديون الكويتية، فشددت الدعوات على أن نسبة تمويل هذا الصندوق يجب أن لا تقل عن 5 في المائة أيضا.

************

هل ينتهي عصر هيمنة الدولار الأميركي؟

متابعة ـ طريق الشعب

تباينت وجهات نظر الخبراء والأكاديميين حول الحالة المستقبلية للدولار الأميركي؛ فبينما يقول البعض إنه سيضعف تدريجيا أو إن ضعفه سيتسارع، يقول آخرون إنه سيظل قويا حتى إنه سيصبح العملة الدولية الوحيدة المستقرة المتداولة. قال الكاتب هي جان في مقال بموقع “مودرن ديبلوماسي” (Modern Diplomacy) إن العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا كان لها تأثير في النظم الاقتصادية والتجارية والمالية العالمية على نحو أثار مخاوف في السوق والأوساط الأكاديمية بخصوص تعديل النظام المالي العالمي.

وأضاف أن أحد القضايا الرئيسة التي تخضع للمناقشة هي حالة الدولار الأميركي.

وأشار إلى أن غيتا غوبيناث النائبة الأولى للمدير العام لصندوق النقد الدولي حذرت من أن هذه العقوبات قد تضعف تدريجيا دور الدولار الأميركي في العالم، وذلك سيؤدي إلى مزيد من تفتت النظام النقدي الدولي.

وقال محللون مثل كريستينا تيساري، الخبيرة الاقتصادية في بنك “غولدمان ساكس”، إن تصرفات واشنطن وحلفائها لتجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي من النقد الأجنبي أثارت مخاوف من أن الدول قد تشرع في التخلص من الدولار بسبب المخاوف بشأن القوة التي يمكن أن تحشدها أميركا جراء هيمنة العملة.

وقال كينيث روغوف، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد، في مقابلة مع بلومبيرغ، إن هيمنة الدولار قد تنتهي في غضون 20 عاما، والسبب هو أن “تسليح الدولار” سيحفز تسريع الحلول البديلة من قبل الدول الأخرى، مضيفا أن قوة العقوبات على روسيا قد تؤدي إلى تسريع التغييرات في النظام المالي الدولي للتنافس مع الدولار الأميركي.

وقال روغوف إنه في حين أن هذا لن يحدث بالتأكيد بين عشية وضحاها، فإن ما كان يمكن أن يستغرق 50 عاما قد يستغرق الآن 20 عاما فقط لتحقيقه.

حصة الدولار في الأسواق

يبدو أن هذا السرد مدعوم بتغيرات البيانات في وضع الدولار في الأسواق العالمية. ووفقا لأحدث بيانات تكوين العملات لاحتياطيات النقد الأجنبي الرسمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي، بلغت احتياطيات العملات الأجنبية العالمية المقومة بالدولار الأميركي 7087 تريليون دولار أميركي في الربع الرابع من عام 2021، مع حصة سوقية بلغت 59.15 في المائة خلال الربع الثالث كانت قد انخفضت إلى 58.81 في المائة، وبلغت حصة الدولار من العملة الاحتياطية العالمية 72 في المائة في مطلع القرن.

في المقابل، يرى الخبير تشان كونغ أن استمرار الوضع العالمي في اتجاه التنمية الحالي سيبرز الدولار الأميركي في العالم، وإذا لم تكن هناك تقلبات في أسعار الصرف ناتجة عن التضخم أو الطوارئ فسيكون الدولار الأميركي في وضع فريد عند مقارنته بالعملات الرئيسة في العالم.

ويكمن الاختلاف بشكل أساسي في تنوع الآراء حول تأثير الحدث الجيوسياسي للحرب في أوكرانيا، إذ يعتقد البروفيسور روغوف أن الدولار قد انخفض من حيث حجم السوق، وأن بدائل جديدة للعملات ستظهر، وذلك يضعف مكانة الدولار. ومع ذلك، يعتقد تشان كونغ أن بدائل الدولار الأميركي لا يمكن أن تنجح لأن سوق هذه البدائل ضعيفة، واقتصادها الاجتماعي مضطرب، وبعضها لا يزال في مناطق الحروب. لهذه الأسباب، سيظل الدولار الأميركي قويا، حتى إنه سيصبح العملة الدولية الوحيدة المستقرة المتداولة. وبوجه عام، تضطلع العوامل الجيوسياسية بدور مهم في العملات العالمية، وسيدعمها الدولار.

رخاء أكبر

تشان كونغ أشار في مقال له بعنوان “الاستعداد لعصر النقص الاقتصادي” إلى أنه خلال فترة من عدم اليقين الاقتصادي قد تكون دول المحور الأنجلو-أميركي ملاذات أكثر أمانا في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية. ويعتقد أنه بمجرد حل الحرب الجيوسياسية في أوروبا ستظهر البلدان البحرية واقتصاد القارة الأميركية من جديد.

ومن منظور النمط المكاني للعالم، تكون الصراعات والسباقات أكثر حدة في المنطقة القارية من العالم، أي المنطقة القارية حيث توجد أوروبا وروسيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والصين والهند. وسيكون من الصعب إنشاء مناطق عازلة بينها، ومن ثم هناك تصادمات مباشرة مع بعضها. وفي المقابل يقع الموقع الجغرافي للمحور الأنجلو-أميركي وسط المحيط، وتربط طرق المحيط الأطلسي والمحيط الهادي القارة الأميركية بعدد كبير من البلدان الجزرية والمناطق ذات الأحجام المختلفة، وغالبا ما تكون هناك انقسامات محيطية بينها.

وتاريخيا ونسبيا، توجد عداوات أقل حدّة بين هذه الأجزاء من العالم، وهي تعتمد على بعضها تجاريا. لذلك، ففي حين أن المناطق القارية تشهد اضطرابات عنيفة فإن لدى المحور الأنجلو - أميركي والدول البحرية والأميركيتين فرصا أكثر بروزا للتنمية والتمتع برخاء أكبر من ذي قبل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : مودرن دبلوماسي

** ************

خطوة تمهيدية لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة.. إدانات دولية لعمليات الهدم والإخلاء الإسرائيلية في الضفة الغربية

القدس - وكالات

وجهت خلال اليومين الماضيين، دعوات كثيرة إلى سلطات الاحتلال الاسرائيلي لوقف عمليات الهدم والإخلاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد رفض المحكمة “العليا” الإسرائيلية الالتماسات ضد أوامر إخلاء سكان قرى مسافر يطّا في الضفة الغربية المحتلة، فيما حذرت الدعوات من خطورة القيام بهذه الخطوة.

تعنت اسرائيلي

ودعا منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إلى وقف عمليات الهدم والإخلاء التي تنوي السلطات الاسرائيلية المضي فيها بشكل أكبر.

كما حذَّرت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، في بيان صحفي منفصل، من أن “رفض حكومة الاحتلال الالتماسات ضد أوامر إخلاء من هذا القبيل يؤدي إلى التشريد ويمكن أن ترقى إلى مستوى النقل القسري، بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والقانون الدولي.”

وقالت إنه “نظرا لاستنفاد جميع سبل الانتصاف القانونية المحلية، أصبح المجتمع الآن غير محمي ومعرّضاً لخطر النزوح الوشيك”.

وجدَّدت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التي وجهها إلى الاحتلال من أجل وقف عمليات الهدم والإخلاء في الأرض الفلسطينية المحتلة، تماشياً مع التزاماته بموجب القانون الدولي.

ويعتزم الاحتلال الإسرائيلي التصديق على مشروع بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم التحذيرات من تهجير مئات العائلات جنوبي الضفة الغربية.

وتعقد اللجنة العليا للتخطيط والبناء التابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية، الأسبوع المقبل، اجتماعا من أجل التصديق على مشروع بناء نحو 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة بما في ذلك مستوطنات الطوق حول القدس. وستقام هذه الوحدات الجديدة ضمن 25 مشروع بناء في مستوطنات الضفة وتحديدا التي يسكنها اليهود المتزمتون.

تحذيرات فلسطينية

في المقابل، طالبت الرئاسة الفلسطينية ووزارة الخارجية والمغتربين الإدارة الأميركية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية وثنيها عن استعدادها لإقرار خطط استيطانية لبناء نحو 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة.

وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من خطورة تصديق سلطات الاحتلال على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.

كما حذر في الوقت نفسه من خطة الاحتلال للقيام بعملية تهجير قسري وإخلاء عرقي لآلاف المواطنين الفلسطينيين من قرى “مسافر يطا” في جبل الخليل جنوب الضفة.

وصدر الأربعاء الماضي قرار قضائي إسرائيلي يمهد لترحيل مئات الفلسطينيين قسريا من منطقة مسافر يطا بحجة إعلانها “منطقة عسكرية مغلقة”، فيما أفاد “المجلس النرويجي للاجئين” في اليوم التالي بأن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت كل الالتماسات ضد الترحيل القسري لنحو 1200 فلسطيني من مَسافر يطّا الذي أعلنته إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.

واعتبر أبو ردينة أن مجمل هذه الإجراءات الإسرائيلية من هدم وإخلاء واستيطان يندرج في إطار نظام الفصل العنصري، الذي يطبقه الاحتلال على الفلسطينيين وأراضيهم وسط صمت دولي.

وتابع “على الإدارة الأميركية تحمل مسؤولياتها تجاه وقف هذا التهور الإسرائيلي الذي يدفع الأمور نحو التصعيد وتوتير الأجواء”.

وفي خطوة مفاجئة، دانت الخارجية الأمريكية، التقارير التي أفادت بأن إسرائيل ستقدم خططا لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بآلاف الوحدات السكنية.

وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر، خلال إفادة عبر الهاتف تناقلتها وكالات الأنباء: “إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت واضحة منذ البداية، حيث نعارض بشدة توسيع المستوطنات، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم التوترات وتقويض الثقة بين الطرفين”.

واضافت أن “برنامج إسرائيل لتوسيع المستوطنات يضر بشدة بإمكانية حل الدولتين”.

ويواجه آلاف الفلسطينيين جنوبي الضفة مخاطر التهجير من أراضيهم التي يقول الجيش الإسرائيلي إنه يستخدمها مناطق تدريبات. واستنادا إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” فقد هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 217 مبنى فلسطينيًا في “منطقة إطلاق النار” منذ 2011، مما أدى إلى تهجير 608 فلسطينيين.

اعتقالات ومواجهات

وفي السياق، اعتقل جيش الاحتلال، أمس الأول، مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار الفلسطينية معتز بشارات.

وأفادت الأنباء بأن قوة إسرائيلية اعتقلت بشارات (47 عاما) أثناء وجوده في مزرعته ببلدة عاطوف، جنوبي طوباس شمالي الضفة المحتلة.

من جهة أخرى، أصيب شبان فلسطينيون بالاختناق جراء استنشاق غاز مدمع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية. وكانت قوات الاحتلال قد قمعت المسيرة الأسبوعية التي دعت لها القوى الوطنية لمناهضة الاستيطان في القرية عقب انتهاء صلاة الجمعة، ما أسفر عن حالات اختناق بين المتظاهرين.

وعلى صعيد متصل، حذرت الجامعة العربية من تداعيات قرار إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة بالضفة.

وفي بيان صحفي، حذرت الأمانة العامة للجامعة من “انعكاسات تنفيذ تلك المشاريع الإسرائيلية المرفوضة والمدانة على الأمن والاستقرار الدولي، والتي تندرج في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد ضد الشعب الفلسطيني كجرائم تطهير عرقي”، مؤكدة أن “هذه المخططات تجسد أفظع معاني التمييز والفصل العنصري، وتضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي تتواصل في ظل الصمت الدولي، الذي شجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في ارتكاب جرائمه دون وازع، أو رادع، الأمر الذي يستدعي وجوب الملاحقة القانونية والمساءلة القضائية”.

واعتبرت هذه المخططات الاستيطانية بمثابة “جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وفق أحكام القانون الدولي”، مجددة مطالبتها بـ”ضرورة تحمل المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن لمسؤولياته، وممارسة اختصاصاته من خلال العمل على تنفيذ قراراته ذات الصلة في التصدي لتلك المخططات والمشاريع، ومنع تنفيذها، مع ضرورة إلزام سلطات الاحتلال بقواعد القانون الدولي وأحكامه التي ينبغي تطبيقها، وإنفاذها بذات المعايير دون انتقائية أو تمييز”. كما شددت على “ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء الاحتلال”.

**********************************

في مسعىً للعودة إلى صدارة المشهد السياسي.. تحالف تاريخي لقوى اليسار الفرنسي

عادل محمد

يبدو أن تشتت قوى اليسار خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيرا في فرنسا، وضياع فرصة كانت ممكنة لخوض مرشح يساري جولتها الثانية، ومخاطر صعود اليمين المتطرف التي عبر عنها حصول زعيمة التجمع القومي ماري لوبان، على الرغم من خسارتها الجولة الثانية على 41,46 في المائة، هي أفضل نتيجة حققها اليمين المتطرف في فرنسا منذ التحرير عام 1945. وبزيادة قدرها 7.56 في المائة مقارنة بالانتخابات الرئاسية عام 2017. وكذلك القناعة الراسخة بضرورة طرح بديل يساري لسياسات الليبرالية الجديدة التي يتمسك بها الرئيس ماكرون بشدة، دفعت قوى اليسار الفرنسي الرئيسة إلى الاتفاق على تحالف، وصفته حتى وسائل الاعلام التقليدية بالتاريخي، لخوض الانتخابات البرلمانية العامة التي ستشهدها البلاد يومي 12 و9 حزيران المقبل على التوالي.

لقد حصل جان لوك ميلنشون زعيم حركة فرنسا الأبية اليسارية، في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسية على 21,95  في المائة، وكان قريبا جدا من خوض جولة الانتخابات الثانية. هذه الحقيقة الملموسة دفعت بخطيب اليسار المميز إلى صدارة معسكر اليسار، وفرض على قوى اليسار الأخرى التعامل معه، على الرغم من الملاحظات الجدية السابقة لدى كثيرين في معسكر اليسار على شعبوية الرجل، وسعيه لألحاق الجميع بمركبه، وهو أمر رفضه الشيوعيون والخضر، انطلاقا من الحفاظ على الاستقلالية التنظيمية والسياسية للحزبين.

فرض بديل يساري

لقد بادر ميلنشون لطرح مشروع تحالف جامع لسلب الأكثرية البرلمانية التي تمتع بها حزب الرئيس في الانتخابات البرلمانية السابقة، وتحقيق أكثرية يسارية تقوده لرئاسة الوزراء، وفرض ثنائية القطب في السلطة التنفيذية الفرنسية، وهو أمر عاشه الفرنسيون في دورات برلمانية سابقة. وحكومة اليسار المرجوة ستتبنى سياسات بديلة، وتعيق الكثير من مشاريع رئيس الجمهورية في دورته الرئاسية الثانية.

وقال ميلينشون في تصريحات: “أطلب من الفرنسيين أن ينتخبوني رئيسا للوزراء” و “أتمنى أن يتحقق ذلك عبر بناء جبهة شعبية تشارك فيها النقابات والحركات الاجتماعية”. وأكد على الأهداف السياسية والاجتماعية المشتركة لقوى اليسار مثل التقاعد في سن 60 عاما، زيادة في الحد الأدنى القانوني للأجور وزيادة القوة الشرائية للسكان من خلال زيادة الأجور ومعاشات تقاعدية أعلى، وتدابير لمكافحة تغير المناخ، إلخ

مفاوضات صعبة

بعد انتخابات نيسان الفائت الرئاسية، بدأ نقاش مكثف بين قوى اليسار الفرنسي حول إمكانية الاتفاق على تحالفات انتخابية يسارية. وفي هذا السياق أرسل جان لوك ميلينشون دعوات إلى حزب الخضر والحزب الشيوعي وحزب المناهضين للرأسمالية، واستثنى في البداية الحزب الاشتراكي لإجراء مفاوضات بشأن الهدف المعلن. لقد كانت استجابة الحزب الشيوعي الفرنسي وحزب الخضر سريعة وإيجابية. وبعد حوارات طويلة، انضم الحزب الاشتراكي إلى التحالف الجديد الذي حمل اسم “لاتحاد الشعبي الإيكولوجي الاجتماعي الجديد” في تذكير واضح بالجبهة الشعبية التي عرفها تاريخ اليسار الفرنسي.

وقال الحزب الاشتراكي وحركة فرنسا الأبية في بيان مشترك “نريد انتخاب نواب في غالبية الدوائر الانتخابية لمنع إيمانويل ماكرون من المضي قدما في سياساته الظالمة والوحشية وإنزال الهزيمة باليمين المتطرف”.

وقالت مانون أوبري، عضو البرلمان الأوروبي عن حركة فرنسا الأبية إن المفاوضات كانت “تاريخية”، ووفرت لكل طرف استقلالية ضمن “إطار سياسة مشتركة”. وفيما يتعلق بتوزيع المقاعد ستكون حصة الخضر قرابة 100 دائرة انتخابية و70 للحزب الاشتراكي و50 للحزب الشيوعي.

فرص اليسار

ومنذ التفكير بمشروع اليسار الانتخابي المشترك، توصل خبراء الانتخابات إلى نتيجة مفادها أنه بناءً على نسبة الأصوات التي تم تحقيقها في الانتخابات الرئاسية، يمكن للأحزاب اليسارية الفوز بأكثر من 150 دائرة انتخابية (بدلاً من 63 دائرة انتخابية لديها حاليًا: 30 الحزب الاشتراكي، 17 لحركة فرنسا الأبية، 16 للشيوعيين وشركائهم.  ومع زيادة عدد مقاعد الجمعية الوطنية الفرنسية في الدورة المقبلة ستتوفر إمكانية أفضل لتعزيز قوى اليسار من خلال سياسة الجبهة الموحدة، وبالتالي فان تحقيق اغلبية يسارية لم يعد أمرا صعب المنال.

رؤية الشيوعي الفرنسي

وتعليقا على التحالف الجديد قال فابيان روسيل، زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي “لا يمكن لأحد من اليسار أن يفوز بمفرده”، مشيرا إلى أن التحالف الجديد بحاجة إلى أن يبنى على “الأمل الهائل بين الجمهور الفرنسي وبين العمال وبين الشباب الذين يطالبوننا بأن نتحد”.

وقبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، طرح السكرتير الوطني للشيوعي الفرنسي، فابيان روسيل، مقترح تحالف انتخابي لجميع الأحزاب اليسارية في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأكد فابيان روسيل في اقتراحه مبدأ المساواة والاحترام المتبادل لجميع المعنيين. وفق اقتراحه، يتعين على أعضاء البرلمان من جميع الأحزاب اليسارية الذين تم انتخابهم بالفعل لعضوية الجمعية الوطنية أن يترشحوا لإعادة انتخابهم دون منافسة يسارية. بالنسبة للدوائر الانتخابية المتبقية، يجب أن تؤخذ الأصوات التي تم الحصول عليها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كأساس.

وعبر رموز الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي مثل الرئيس الفرنسي الأسبق هولاند، والوزير السابق ستيفان لو، عن معارضتهم للتحالف الجديد، بحجة ان ذلك ينهي أي دور مستقبلي للحزب الاشتراكي وقال إنه “يرفض الاتفاق في جوهره وبما يتعلق بالدوائر”. أما رئيس الوزراء السابق برنار كازنوف فقال إنه سينفذ تهديده بترك الحزب الاشتراكي في حالة التوصل إلى اتفاق مع اليسار المتطرف.

**********************************

تراجع كبير للمحافظين في الانتخابات المحلية البريطانية

لندن – وكالات

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في بريطانيا تراجع حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون وخسارته لمعاقل تاريخية، وتحقيق أحزاب المعارضة وعلى رأسها العمال مكاسب لا سيما في المجالس المحلية بالعاصمة لندن.

وفقد حزب المحافظين 53 مقعدا في المجالس المحلية، بينما فازت المعارضة العمالية بالمجالس المحلية لويستمنستر في لندن حيث كان المحافظون يهيمنون منذ إنشائها في 1964 -والتي تحتضن البرلمان وقصر باكنغهام- وبارنيت وواندسوورث “المجلس المفضل” لرئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر. كما فاز حزب العمال بساوثهامبتون (جنوب)، لكن خارج العاصمة حقق الحزب كما يبدو من النتائج حتى الآن مكاسب محدودة، بينما يبدو أداء أحزاب أصغر جيدا.

ولا تزال عمليات الفرز متواصلة في إنجلترا، ولم تبدأ بعد عمليات الفرز بعد في أسكتلندا وويلز. وتكتسب هذه الانتخابات أهمية لأنها تأتي على خلفية أزمة معيشة وارتفاع فواتير الطاقة.

******************************************

طالبان تفرض على النساء “البرقع” وملازمة المنازل

كابول - وكالات

أمر ما يسمى بـ “القائد الأعلى لأفغانستان” وحركة طالبان هبة الله اخوند زاده، النساء، يوم أمس، بارتداء البرقع في الأماكن العامة في أحد أكثر القيود صرامة التي تفرض على النساء منذ سيطرة الحركة على الحكم مجددًا العام الماضي.

وجاء في مرسوم صادر عن اخوند زاده كشفت عنه سلطات حركة طالبان أمام الصحافيين في كابول “ينبغي عليهن وضع التشادري (تسمية أخرى للبرقع) تماشيا مع التقاليد.”

وأضاف المرسوم أن النساء متوسطات العمر “ينبغي أن يغطين وجوههن باستثناء العينين بما تنص عليه أحكام الشريعة عندما يلتقين رجالا من غير المحرمين.”

وأَضاف المرسوم انه “يفضل أن تلازم النساء المنزل” إذا لم يكن لديهن عمل مهم في الخارج.

وقبل فترة ليست بالبعيدة، اغلقت طالبان المدارس المتوسطة للنساء بداعي كفاية استمرارهن بالتعليم بعد اجتياز المرحلة الابتدائية، ما دعا العديد من الافغانيات إلى التظاهر في أكثر من مكان.

*************************

المعارضة السودانية  تدعو لتوحيد الجهود وتتوعد الانقلابيين

الخرطوم - وكالات

بعث تجمع المهنيين السودانيين وتنسيقيات لجان المقاومة برسائل طالبوا فيها الاجسام النقابية والمهنية بإحكام التنسيق والعمل المشترك لبدء خطوات الاضرابات والوقفات الاحتجاجية، وصولا للإضراب الشامل.

ودعا التجمع جميع قوى الثورة الرافضة للانقلاب الى توحيد الجهود والخروج في المواكب السلمية بانتظام في الفترة المقبلة.

وارسلت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم رسائل غاضبة لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلوا حميدتي واعضاء مجلس السيادة وقادة الحركات المسلحة ومنسوبي المؤتمر الوطني، قالت فيها لهم “سيتم تجريدكم من رتبكم والقابكم واموال الشعب التي تحصلتم عليها ومحاسبتكم على ما اقترفتموه من جرائم بحق الشعب”.

وقالت التنسيقيات في بيان على حساب “تجمع المهنيين السودانيين” في منصة “فيسبوك”، أن هذه الجرائم والانتهاكات “موثقة ومرصودة وسيكون مصيرها مصير مرتكبيها المحاكمات العادلة وعدم الافلات من العقاب”.

وأضاف “أن العنف الذي قابلت به السلطة الانقلابية وأجهزتها الأمنية والعسكرية واستخدامهم الرصاص الحي وتوثيق ذلك من قبل الثوار السلميين ووسائل الإعلام العالمية لهو دليل إضافي وواضح على جرائم هذه السلطة وقياداتها العسكرية والمدنية المزعومة وأن هذا لن يمر دون محاسبة ومحاكمات تطال جميع الجناة في مجلس السيادة الانقلابي ومجلس الوزراء الانقلابي وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية فهم مسؤولون بالتضامن والمسؤولية الجنائية المباشرة عن كل هذه الأحداث”.

********************************

الصفحة الثامنة

الشيوعيون العراقيون يحيّون العمّال في عيدهم العالمي

طريق الشعب – خاص

في مناسبة عيد العمال العالمي الأول من أيار، نظم الشيوعيون العراقيون ومعهم العديد من النقابات المهنية المتخصصة، نشاطات ميدانية مختلفة، تضمنت تقديم التهاني إلى العاملين في محال عملهم، ورفع شعارات تعبر عن المناسبة في أماكن عامة، فضلا عن الخروج بمسيرات احتفالية وغير ذلك.

شعارات العيد في الثورة

اللجنة المحلية للحزب في مدينة الثورة (الصدر)، رفعت شعارات حيّت فيها العمال بعيدهم ودعت إلى ضمان حقوقهم، وذلك في العديد من الأماكن العامة وسط المدينة ومناطق “الداخل” و”كسرة وعطش” و”الفلاح” التابعة لها.

المحلية العمالية تنظم مسيرة راجلة

ابتهاجا بالمناسبة، نظمت اللجنة المحلية العمالية في الحزب، مسيرة راجلة جابت بها المناطق الصناعية في “كسرة وعطش” وشارعي “الصناعة” و”الشيخ عمر” و”ساحة الطيران” وبغداد الجديدة.

ووزع المشاركون في المسيرة على أصحاب الورش الصناعية والعمال والمواطنين، الحلوى ونسخا من البيان الصادر عن الحزب في المناسبة.

وبحسب الرفيق عامر عبود الشيخ علي، عن اللجنة المحلية، فإن أصحاب الورش والعمال أعربوا عن شكرهم إلى الحزب على مساندته الطبقة العاملة ودفاعه عن حقوقها. فيما لفتوا إلى معاناتهم جراء ضعف عملهم وتوقفه أياما عديدة، مطالبين الحكومة بإعادة تفعيل معامل ومصانع القطاع العام، وعدم خصخصتها، فضلا عن دعم القطاع الصناعي الخاص.

وفي السياق، رفعت اللجنة المحلية شعارات المناسبة على جدران العديد من المعامل والمصانع المنتشرة في أرجاء بغداد.

تهانٍ لعمال الكوت

نظم فريق من اتحاد نقابات عمال الكوت، جولة راجلة في المناسبة جاب بها الحي الصناعي.

وهنأ الفريق العمال والحرفيين وأصحاب الورش الصناعية، ووزع عليهم نسخا من البيان الصادر عن الاتحاد في المناسبة.

‏فعاليات جماهيرية في كربلاء

نظمت اللجنة المحلية للحزب في كربلاء والمنظمات التابعة لها، عددا من الفعاليات الجماهيرية في المناسبة، تضمنت رفع الشعارات في الأماكن العامة بمركز المحافظة وأطرافها وقضاء الهندية وناحية الحسينية.

كما قام الرفاق بزيارة الحيين الصناعيين في كربلاء والهندية، وهنأوا العاملين وقدموا لهم الحلوى والورد، ووزعوا عليهم نسخا من البيان الصادر عن قيادة الحزب في المناسبة.

وفي السياق، احتضن مقر اللجنة المحلية ندوة حوارية أعدها اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في كربلاء.

أدار الندوة الرفيق حسين رزاق، وسكرتير الاتحاد المختار محمد، اللذان قدما موجزا تاريخيا عن عيد العمال.

فيما قرأ الرفيق عماد النبهاني كلمة الحزب في المناسبة، أعقبه الرفيق الشاب وسام النصراوي بقصيدة حيّا فيها نضالات الطبقة العاملة ومآثرها.

مسيرة آلية في النجف

في مدينة النجف، نظم الشيوعيون مسيرة آلية جابت الشوارع الرئيسة فضلا عن الأحياء الصناعية.

وبحسب مراسل “طريق الشعب” في النجف، أحمد عباس، فإن المركبات زيّنت بالأعلام العراقية ورايات الحزب والشعارات التي تعبر عن المناسبة، مثل: “الكادحون مع شعبهم لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”، “الضمان الاجتماعي للعاطلين وشمولهم بشبكة الحماية الاجتماعية حق اساسي من حقوق الانسان” و”نطالب بتثبيت اصحاب العقود المؤقتة والاجور اليومية لعشرات الآلاف من العمال”.

وأضاف عباس أن تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف، واتحاد نقابات عمال النجف، شاركتا في المسيرة التي سهرت على حمايتها دوريتان للشرطة، مشيرا إلى أن المسيرة وزعت على المواطنين والعمال ورودا مع نسخ من البيان الصادر عن الحزب في المناسبة.

وقبل المسيرة نظم شيوعيو النجف جلسة في المناسبة، تناولوا فيها تاريخ الطبقة العاملة العراقية، واستذكروا شهداء من العمال والكادحين.

وخلال الجلسة صدح الرفيق المهوال عليوي الميالي (أبو صامد)، بأهازيج حماسية تعبر عن المناسبة.

حلوى وورد من شيوعيي نينوى

أحيا الشيوعيون في محافظة نينوى وأقضيتها ونواحيها، المناسبة بنشاطات عديدة، ابتدأتها منظمة الحزب في الموصل برفع شعارات تحيي العمال بعيدهم في أماكن عامة متفرقة من المدينة.

كما توجه فريق من المنظمة إلى موقع تجمع العمال في “سوق النبي يونس”، وهنأ الكادحين ووزع عليهم أكياسا من الحلوى.

وفي المناسبة، زار مقر اتحاد نقابات العمال في الموصل، عديد من المهنئين في المناسبة. وكان في استقبالهم رئيس الاتحاد مقداد عبد الأمير وعدد من رؤساء النقابات.

أما في ناحية ألقوش، فقد شكلت منظمة الحزب مجموعات من الرفيقات والرفاق، قامت بتوزيع الورود الحمر ونسخ من البيان الصادر عن الحزب في المناسبة، على العمال والمواطنين في الناحية ومنطقة تللسقف والمنطقة الصناعية والمزارع، فضلا عن عمال المصانع والمعامل والمحال التجارية والورش الصناعية والبناء.

كذلك رفع شيوعيو ألقوش، شعارات المناسبة في الشوارع العامة. 

أما في ناحية بعشيقة، فقد زار الشيوعيون المصانع والورش الصناعية، وهنأوا العاملين في المناسبة. بينما رفعوا الشعارات في الأماكن العامة.

 ********************************

ابتهاجا بعيد العمال.. مسيرة جماهيرية تجوب شوارع البصرة

البصرة - طريق الشعب

في مناسبة عيد العمال العالمي 1 أيار، نظم اتحاد نقابات العمال في البصرة بالتعاون مع اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، مسيرة جماهيرية شاركت فيها تنسيقية التيار الديمقراطي وشخصيات نقابية ومدنية وديمقراطية، وحشد مهيب من عمال البصرة ومواطنيها. 

وانطلقت المسيرة من تمثال الشاعر السياب على كورنيش شط العرب، باتجاه تمثال العامل في منطقة العشار بمركز المحافظة.

ورفعت الجماهير شعارات تعبر عن المناسبة، وأطلقت هتافات طالبت فيها بإنصاف الطبقة العاملة وتقنين حقوقها، وبانتشال العمال والفئات الكادحة من آفة الفقر. فيما رافقت المسيرة فرقة موسيقية شعبية تغنت بالأول من أيار.

وفي الختام، ألقى النقابي سالم محسن كلمة اتحاد نقابات العمال، وقدم فيها عرضا موجزا عن تاريخ الطبقة العاملة، وعيدها العالمي الذي يعد يوما للتضامن مع الكادحين ضد الاستغلال والقهر الاجتماعي والطبقي.

وعرّج محسن في الكلمة، على جملة من القضايا التي يناضل العمال في سبيلها، وما يرافق ذلك من مصاعب جمة في ظل انتشار السلاح المنفلت وتفشي البطالة وتوقف الدورة الاقتصادية وعجلة الإنتاج.

كما شدد على أهمية تفعيل قانون الضمان الاجتماعي وفق المعايير الدولية، وإلغاء القرار 150 لسنة 1987 وقانون التنظيم النقابي 52 لسنة 1987، اللذان يقيدان حرية العمل النقابي. وشدد أيضا على أهمية حل مشكلة البطالة جذرياً والقضاء على عمالة الاطفال وتوفير الحماية الاجتماعية لهم.

 **********************************

احتفاء بعيد العمال.. حفل جماهيري في مدينة الكوت

الكوت – علي جبار

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة واسط بمعية اتحاد نقابات العمال في المحافظة، حفلا جماهيريا في مناسبة عيد العمال العالمي، الأول من أيار.

حضر الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق على “ساحة 14 تموز” وسط مدينة الكوت، جمع من الشيوعيين والنقابيين والناشطين. وقد استهله مديره، موجها التحيات إلى الطبقة العاملة في عيدها، ومثمنا تضحياتها الجسام ونضالها في سبيل حقوقها.

ثم دعا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الطبقة العاملة وشهداء الوطن وانتفاضة تشرين.

بعدها ألقى العامل النقابي يحيى ناصر، كلمة الاتحاد في المناسبة، أعقبه الرفيق علي جبار بقراءة كلمة باسم المختصة العمالية في اللجنة المحلية للحزب. فيما ألقى الشاب مصطفى المياحي كلمة عن التيار الديمقراطي.

وكانت للناشط المدني حميد عيدي، كلمة هنأ فيها الطبقة العاملة بعيدها الأغر.

وتخللت الحفل قراءات شعرية في المناسبة ساهم فيها الشاعران محمد جاسم (أبو سلام)، وحسين البهادلي.

كما قرأ الطفل علي نوري مجموعة من القصائد، ليختتم الحفل على نغمات قطعة موسيقية قدمها الناشط المدني شاكر محمود.

************************

بابل: مع عمّالنا الاشاوس في عيدهم

الحلة - محمد علي محيي الدين

تحتفل الطبقة العاملة في ارجاء المعمورة، سنويا بعيدها الاممي في الأول من أيار، فتنطلق المسيرات في ارجاء العالم وتُنظم النشاطات والفعاليات الجماهيرية المختلفة، لكن العراق بدا متراجعا في هذا الجانب، فلم يكن في بال حكومته وقواها الفاعلة الاحتفال بعيد الأكثرية من العراقيين، الكادحين الذين يشكلون النسبة الأكبر من أبناء الشعب. لذلك اقتصر احياء هذه المناسبة والاحتفاء بها، على الطيف الوطني من شرائح المجتمع وبعض القوى السياسية والمدنية.

ففي مبادرة من مواطنين بابليين يقدرون ما للطبقة العاملة من فضل على الوطن والشعب، قام لفيف من الشباب المدني بتوزيع ستر فسفورية وقبعات وورود، على عمال النظافة في بلدية الحلة.

ولاقت هذه المبادرة تقديرا وترحيبا من العمال، الذين يواصلون العمل من أجل المواطن حتى في يوم عيدهم!

وفي المناسبة، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، مقر اتحاد نقابات العمال في المحافظة.

وقدم الوفد إلى قيادة الاتحاد، التهاني بالأول من أيار مع باقات ورد.

كذلك رفع الرفاق في اللجنة المحلية، شعارات تحيي العمال بعيدهم وتدعو إلى منحهم حقوقهم، في العديد من الأماكن العامة والشوارع الرئيسة في مدن المحافظة. 

 ***********************************

في فيينا..   مسيرة للاحتفال في عيد العمال

فيينا – طريق الشعب

شاركت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في النمسا، في مسيرة عيد العمال الجماهيرية التي انطلقت صبيحة الأول من أيار في العاصمة فيينا.

ويقوم بتنظيم مثل هذه المسيرات، الحزب الشيوعي النمساوي واتحاد نقابات العمال والمنظمات المدنية المعنية بالمرأة والطلبة والشبيبة. وقد انطلقت مسيرة فيينا من دار الأوبرا الشهيرة وجابت العديد من الشوارع الرئيسة في العاصمة.  ورفع الشيوعيون العراقيون في المسيرة، لافتة كبيرة كتبوا عليها “كلا لجميع الحروب”، بالإضافة إلى الرايات الحمر والشعارات التي تحيي الطبقة العامة وتمجد نضالاتها من أجل حقوقها المشروعة.  واختتمت المسيرة في ساحة البرلمان، وهناك ألقيت كلمات في المناسبة من قبل ممثلي الأحزاب والمنظمات المشاركة، الذين سلطوا الضوء على مطالب العمال ونددوا بالحرب في أوكرانيا وبارتفاع أسعار السلع والايجارات والضرائب والوقود والطاقة. واختتمت المسيرة بترديد الجماهير النشيد الأممي.

 *************************************

في هولندا وبلجيكا.. احتفال شيوعي في ثلاثة اعياد

لاهاي – طريق الشعب

في أجواء بهيجة، أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا ومنظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في هولندا، حفلا منوعا على شرف الذكرى الـ 88 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، وفي مناسبتي عيد العمال وعيد الفطر.

حضر الحفل الذي أقيم على إحدى القاعات في مدينة لاهاي الهولندية، جمع من أبناء الجالية العراقية، إلى جانب سكرتير الحزب الاشتراكي الهولندي وأحد رفاقه.

وازدانت القاعة بالمحتفلين وهم يلوحون بالأعلام العراقية والرايات الحمر، ويتغنون بـ “يا حزب الأبطال يا صوت الأجيال”.

بعدها وقف الجميع دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية، واستمعوا إلى النشيد الوطني.

وألقيت في الحفل كلمات من قبل منظمتي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني، وتنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في هولندا، فضلا عن كلمة ألقاها سكرتير الحزب الاشتراكي الهولندي.  وقد أشادت الكلمات بالدور الوطني المهم الذي يضطلع به الحزب الشيوعي العراقي، من خلال سياسته الهادفة إلى انتشال الوطن من مآسيه وتخليصه من الفساد والمفسدين.

وتلقى الحفل برقيات تهنئة من منظمات مدنية عراقية عديدة تعمل في الساحة الهولندية.  وبعد أن أطفأ المحتفلون شموع الميلاد، أعلن مدير الحفل عن تكريم اللجنة المركزية للحزب كوكبة من الرفيقات والرفاق في منظمة هولندا وبلجيكا بميداليات الحزب. وقد قلدت الرفيقة خانم زهدي، باعتبارها أكبر الحضور سنا، المكرمين ميدالياتهم.

وتخللت الحفل فقرات غنائية وأهازيج ورقصات عربية وكردية، ساهم فيها الحاضرون مع الفنانة القادمة من السويد، شروق.

*******************************************

الصفحة التاسعة

هل الحل في حل البرلمان وإعادة الانتخابات؟

محمد علي محيي الدين

في ضوء الصراع الدائر بين الكتل الفائزة، وعدم قدرتها في الوصول لاتفاق حول تشكيل الحكومة، وفي ظل تفاقم الصراع الدولي والإقليمي في الساحة العراقية، والأزمات الخانقة التي يعاني منها المواطن العراقي، وعدم وجود رؤية سليمة للخروج من النفق، فأن إجراء انتخابات عاجلة هو الحل الأفضل، لأنه يمكن أن تأتي لنا أطراف جديدة يمكن لها الوصول لاتفاقات في تشكيل الحكومة بعد أن لمس الشعب طبيعة القوى الحالية وتهافتها على المغانم والمكاسب رغم التجارب المرة معها، وأن من وضع ثقته فيهم وجدهم دون المستوى المطلوب في الحرص على مصالح الناخبين العراقيين، ولا يمتلكون الرؤية الوطنية الشاملة للوصول بالبلاد إلى شاطئ الأمان، ولا يستطيعون تجاوز العقد المتراكمة عبر السنين، وبالتالي فأن التجديد ربما سيكون له الأثر في تخفيف حمى العقد الشخصية لبعض القادة والتخفيف من غلوائهم وتصوراتهم في أنهم القادرون على قيادة البلد وأنهم قدر العراقيين.

لقد أثبت السنون الماضية أن أكثر الوجوه التي ظهرت في الساحة العراقية لا تمتلك المؤهلات القيادية أو القدرة على أخذ زمام المبادرة والسير بالبلاد في طريق السلام والتقدم.  والتجارب الوزارية السابقة أثبتت أن معظم متولي المسؤوليات رافقهم كثير من النقص واتسمت مسيرتهم بالأخطاء والعثرات، فلم تستطع الحكومات المتتابعة معالجة ملف الفساد بشكل سليم، بل أنها أوغلت فيه وكانت جزءًا منه وسارت بالبلاد في طريق التأخر والركود وأثبتت عجزها في أن تكون قادرة على إيجاد البديل للنظام البائد لوقوعها في ذات الأخطاء التي كانت عليها الحكومات السابقة في الأثرة والتملك وبسط السيطرة والسعي لتهميش الآخر واجتثاثه وإنهاء وجوده لتنفرد بالسلطة في أنتاج لقيادة تاريخية لا وجود لها إلا في مخيلة القادة المستبدين، وأن هذه الزعامات تضع مصالحها الشخصية والفئوية والحزبية في مقدمة اهتماماتها. إن خمس حكومات متعاقبة لم تتمكن من حل مشكلة الكهرباء أو إنهاء الفساد لن تكون الأجدر بالقبول لو تهيأ الوعي الكامل للناخب العراقي بعيدا عن تأثيرات الطائفة والقومية والمذهب، وإزاء ذلك يتطلب الأمر أجراء انتخابات جديدة لوضع الكرة في ملعب الشعب ليقول كلمته الأخيرة وأن يضع في مقدمة اختياراته الوطنية التي تسمو على كافة العناوين الفرعية، ويتطلب ذلك عدة إجراءات في مقدمتها تشريع قانون انتخابات منصف يعتمد نسبة الأصوات التي يحصل عليها المرشح دون الاتكاء على ما حصلت عليه القائمة من أصوات ولا يكون القاسم الانتخابي المعيار في الوصول إلى قبة البرلمان، وتفعيل قانون الاحزاب ووضع قواعد وأصول التنافس الانتخابي.

والأمر الآخر هو الأشراف الدولي الكامل على الانتخابات الجديدة وسحب الصلاحيات من الحكومة الحاضرة ليصار إلى اختيار النواب بعيدا عن تأثيرات السلطة أو الجهات الأخرى.

أن تعديل القانون والأشراف الدولي ووضع الضوابط السليمة لأجراء انتخابات ديمقراطية حرة هو الطريق الأسلم لانبثاق حكومة وطنية قادرة على أدارة البلاد وإلا فأن العراق يتجه إلى مصير مظلم قد يعيده إلى الاقتتال والفوضى من جديد ويمكن للمجتمع الدولي التدخل لإنهاء حالة الفوضى القائمة بما يمتلك من تفويض في الشأن العراقي، وقطع الأيادي الخارجية التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة المأساوية، لحسابات لا تخفى على الجميع.

********************************

مسألة تغيب النواب ومن يتصدى لها؟

يحيى ناصر حسين

حتى  يحصلون على نصاب يتيح لهم اختيار رئيس الجمهورية ومنها إلى تشكيل الحكومة برزت عقبة جديده وهي غياب النواب عن حضور جلسات البرلمان، والمقترح هو الذهاب إلى المحكمة الاتحادية للبت بغيابهم وماهي الإجراءات في سبيل إيقاف الغياب لغرض تحقيق النصاب وإنهاء الانسداد السياسي وحلحلة الامور وسط الفوضى والتصريحات التي تطلق من هنا وهناك، ولكن يتبادر للذهن سؤال أين هم من النظام الداخلي للبرلمان الذي يعتبر دائرة حكومية ولها نظامها في القرارات التي توجه العمل وكيفية إدارة النظام، وهل عدم قدرة السيد رئيس البرلمان على عدم السيطرة  على النواب وتنظيم وجودهم وانتظامهم في الحضور وأداء مهامهم الموكلة إليهم في إقرار القوانين المعطلة التي قد تخدم البلد، ماذا اقرت في الوقت الحالي والعكس منها قد تأخذ البلد الى فوضى عارمة لا تحمد عقباها ..

السؤال هو ما دخل المحكمة الاتحادية بغياب وحضور النواب وهم لديهم نظام داخلي يأخذنا إلى تساؤل آخر هو هل كل مدير دائرة لا يستطيع إدارة دائرته يذهب إلى المحكمة الاتحادية؟؟

***************************

البلطجة الامريكية واسلحة الدمار الشامل

اد. حاكم محسن محمد الربيعي

كشفت الحرب الروسية الاوكرانية عن وجود مختبرات بيولوجية متخصصة بصناعة الاوبئة والامراض الشاملة، وبين المندوب الروسي في هيئة الامم المتحدة ان هناك 300 مختبر منها ثلاثون في اوكرانيا والبقية في مختلف دول العالم، وهي من المؤكد دول ذات صلة بالولايات المتحدة، وبالمناسبة ذكر ان أحد هذه المختبرات في العراق، ولكن اين؟ لا أحد يعلم الا من هو على دراية وتنسيق مع المصدر الذي هو راع وممول هذه المختبرات وهي امريكا، ويفترض ان تتولى الدوائر المعنية الكشف عن صحة هذا الخبر والذي ان صح وجود مثل هذا المختبر يجب الكشف عن من سهل او تواطئ على اقامة مثل هذا المختبر في العراق واين يوجد ولماذا وجد ومن هي الجهات المتواطئة ان صح ذلك. هكذا هي الشفافية والافصاح الامني  المفيد للأمن الوطني، هذا الموضوع هو مهمة الاجهزة الامنية في الدولة التي عليها ان ترد على ادعاء المندوب الروسي، لكن  ما تقوم به امريكا التي تحاسب الآخر على مثل هذه الاسلحة وهي التي تقوم بزرعها في مختلف دول العالم، فمن هو الذي يجب ان يحاسب، العراق الذي احتل بتعاون بريطانيا وذيولهما من دول  كبرى ودويلات غارقة في وحل الخيانة والعمالة وخيانة  كيانات من المؤسف تحسب عراقية، حيث تم احتلال دولة ذات سيادة ومن اوائل الدول المشاركة في تأسيس هيئة الامم المتحدة عام 1945 والتي اصبحت رهينة بيد الادارات الامريكية واتخذت امريكا قرارها باحتلال العراق رغم عدم موافقة  هيئة الامم  المتحدة، وهذا يعني عدم احترام قرارات هذه الهيئة التي كانت رافضة لاحتلال العراق ولكن شرعنته باعتبار ما حصل احتلالا،  وعلى المحتل التزامات تجاه البلد الذي تم احتلاله لأن وجودها احتلال وهذا جاء بإرادتها لأنها كانت ومازالت تسير الهيئة الدولية التي فقدت ضرورة وجودها.

 لماذا تم احتلال العراق، لأنه يملك اسلحة دمار شامل، هذا ما كانت تدعيه امريكا وحلفاؤها البائسون، اين اسلحة الدمار التي ترتب عليها احتلال بلد آمن ومستقر وحولته الى بلد  اعد دولة فاشلة بسبب فقدان الأمن وهدر المال العام والعبث فيه وقتل وتهجير سكانه في مختلف المدن العراقية وخلفت عملية سياسية قائمة على المحاصصة، اهملت قطاعاته الاقتصادية بالكامل وترتب على ذلك ارتفاع في نسبة الفقر متعدد الابعاد ( سكن، صحة ، تعليم ، دخل )الى31.7% والبطالة الى 13.8% ، الا يستحق العراق تعويضات عن تدمير بنيته وهياكله الارتكازية بالكامل وقتل شعبه بدم بارد من قوات الاحتلال، ألم تصر امريكا على فرض تعويضات على العراق 52.4 مليار  دولار دفعت كاملة الى الكويت واطراف اخرى شملها التعويض بتحريض من لجنة تعويضات غير منصفة عن دخول الجيش العراقي الى مدينة الكويت العراقية اصلا وفصلا ، اين عدالة هيئة الامم المتحدة في التعامل،  الا يجب تشكيل لجنة تعويضات للعراق عما سببته امريكا وبريطانيا ومن ساهم معهما او ساعد باحتلال العراق ودفع تعويضات عن الدمار الذي حل بالعراق عن كذبة اسلحة الدمار الشامل، وهي اليوم تنشر مختبراتها البيولوجية لنشر الامراض القاتلة، من هو الجدير بالحساب ودفع التعويضات، نامل من المنظمات الوطنية والعربية والعالمية ودعاة حقوق الانسان احقاق الحق ومحاسبة المتهورين ودعاة الديمقراطية الكاذبة والبلطجية، انه الاستهتار الامريكي – البريطاني بحقوق الشعوب ولكن ما ضاع حق وراءه  مطالب.

**********************************

التعليم في العراق.. واقع مزرٍ

سلام السوداني

التعليم مهنة إنسانية مقدسة، ولكنها أصبحت مهنة لمن لا مهنة له، بفعل عوامل عديدة شجع عليها النظام الدكتاتوري العفلقي قبل سقوطه، بممارساته ضد المؤسسة التعليمية مما ولّد خرابا في كل مفاصل العملية التربوية والتعليمية من مناهج وبنية تحتية وعسكرة التعليم والتدخل في شؤون المدرسة، فكان هذا الخراب المستعجل في مدارسنا.

فعلي سبيل المثال سألت انديرا غاندي والدها الزعيم جواهر لا نهرو: ماذا يحدث في الحرب؟ فقال: “ ينهار التعليم والاقتصاد” قالت: وماذا يحدث بعد انهيار التعليم والاقتصاد؟ اجابها: تنهار الاخلاق. قالت: وماذا يحدث عند انهيار الاخلاق؟ رد عليها بمنتهى الحكمة: وما الذي يبقيك في بلد انهارت اخلاقه”. حيث يستطيع الانسان ان يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي والاقتصادي الا انعدام الاخلاق وفشل التعليم، والسبب لأنه يسود اللئام وتذهب الأعراف والقوانين والخير فيتحول كل شيء إلى غابة، وبهذا فبدون التعليم الفعال تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة.

لاحظ ان غياب المعلم في اليابان ماذا يترتب عليه، حيث زار وفد تربوي من أحد الدول العربية اليابان ويقول رئيس الوفد زرنا احدى المدارس وتفقدنا المدرسة ثم جلسنا مع مديرها واجرينا حوارا وكان من ضمن الأسئلة سؤال طرحه أحد أعضاء الوفد: ماذا تفعل إذا غاب أحد المعلمين؟ فأجاب: “ لا يمكن ان يتغيب الا إذا كان مريضاً في المستشفى، فالغياب غير وارد بأي حال من الأحوال، مهنة المعلم مقدسة”. قال يمكن ان يكون المعلم بحاجة إلى يوم لقضاء حاجات، او انهاء بعض المعاملات، او ظروف اسرية، او غيرها؟ عندها قال المدير: “ ان أي امر يحتاجه المعلم تقوم به المدرسة نيابة عنه، فاذا مرض أحد أفراد اسرته فقط يبلغنا ونحن نرسل له من يقوم بإرساله إلى المستشفى والقيام بكل ما يلزم ولا يتغيب المعلم، وإذا ما تعطلت سيارته يؤجر سيارة تاكسي على نفقة المدرسة، ولدينا موظف مختص للقيام بهذه الاعمال وإنجاز المعاملات للمعلمين ليقوم بواجبه التعليمي على أكمل وجه.

فالإدارة في خدمة المعلم والمهم ان لا يتغيب عن طلابه، فاذا ما أخفق الطالب في أي مادة دراسية تعاقب الإدارة من المدير حتى مدرس المادة اشد عقاب ويشكل مجلس للتحقيق في هذا الإخفاق.

ومقارنة ذلك بواقع التعليم في العراق الذي أصبح مزرياً بفعل الحكومات المتعاقبة وما فعلته بالتعليم.. هل نستطيع ان نقول ان التعليم في مدارسنا يترنح؟!

*************************

المستشارون.. وإشكالية كفاءة المسؤول

خليل ابراهيم العبيدي

لم تعد درجة المستشار في بطون دواوين الرئاسات الثلاث أو ثنايا دوائر الدولة الأخرى محدودة العدد أو واضحة المقاصد أو قاصرة على الكفاءات العلمية، أو محددة حتى في ملاك أو درجة، إنما صارت هذه الصفة تنطبق على كل مقرب من الأحزاب أو نائب لم يفلح في الانتخاب أو لمن هو غير أهل لهذه الصفة لأنها تتبع ذلك الموصوف. كما وان انتشار ظاهرة المستشارين يشير إلى ضعف كفاءة المسؤولين في عموم مرافق الدولة ويبرز حقيقة خلو هذه الدولة من ضوابط الترقية واصول التعيين. بل وحتى ضوابط الصرف المالي الحكومي.

أن العراق قبل العام 2003 لم يكن يعرف درجة المستشار إلا بأضيق الحدود وفي الحالات التي يكثر فيها الاجتهاد، وهي أن وجدت فهي حالات نادرة، والنظام الإداري كان قائما على وحدة الملاك وتكامل وتعاون مكونات الهرم الإداري، فالكادر الإداري من المدير العام صعودا إلى الوزير هو قائم على نظام وحدة المسؤولية، فمعاونو المدير العام هم المستشارون الذين يعول عليهم  المدير العام وهم يقدمون المشورة كل حسب اختصاصه وهم يتقاسمون بينيا الخبرة فكل منهم يقوم بدور الآخر لغياب أحدهم لأي سبب كان، وكذلك ينطبق الحال على وكلاء الوزارة والوزير، لقد تحولت الدولة تدريجيا بعد عمليات التأميم عام 1964 من دولة رأسمالية إلى دولة يقودها القطاع العام، وهذا يعني أن الدولة اخذت تصنع وأخذت تتاجر وأخذت تستكشف النفط وتعمل على تصفيته بمصافيها الحكومية، وصارت تقدم خدمات المصارف والتأمين، كل هذه العملية تمت بسلاسة منقطعة النظير بفعل الوزير المعبأ بالمعرفة بتفاصيل عمل وزارته، أو بفعل كفاءة المدير العام وطاقم إدارته، وللتاريخ فان مصلحة المبايعات الحكومية التي أسستها ثورة 14 تموز عام 1959 كانت الأساس في مد القطاع العام التجاري والصناعي بالكادرات المتمرسة بالعمل الجديد وكانت بمثابة المدرسة التي تخرج الموظفين الحكوميين المؤهلين لقيادة العمل اليومي لجميع القطاعات، وتلتها المؤسسة الاقتصادية وعلى رأسها المرحوم خير الدين حسيب، فكانت هي الأخرى تعمل على التوفيق بين النظام الإداري الحكومي القديم والنظام الإداري الحكومي الجديد، ولم يكن كل هذا التحول قد لجأ إلى المستشارين، بل كان الوزير هو المستشار لنفسه وهو المستشار لمن هم أدنى منه، وذلك لكفاءة هذا الوزير أو ذاك المدير العام، والجامع لكل تلك الأنشطة هو التمسك بقوانين الدولة والخوف من عاقبة مخالفة تلك القوانين، كما وان إخلاص المسؤول لعمله يعد عاملا ثانيا في بناء دولة المؤسسات، وثالثا وطنية المسؤول وحرصه على نجاح خطط الوزارة أو المؤسسة او المنشأة. وقد كانت الدولة ابان الحصار عن طريق الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية (على سبيل المثال) تلبي حاجة المواطن بالمواد الغذائية الأساسية وبطريقة أذهلت العالم، إذ لا يمكن لأي دولة أن تصل إلى أقرب نقطة تسهل لكل المواطنين الحصول على قوتهم دون عناء أو مشاكل او فوضى تعيق تحقيق الهدف، ولم تكن وزارة التجارة على الإطلاق تعرف ما هو المستشار، كما هو معمول به اليوم حيث لا ترتبط أجهزة الدولة بالمواطن إلا من خلال دوائر عاجزة بالمطلق عن تحقيق مصلحة هذا المواطن أو تلك الشريحة لكنها كما نراها تروج للمستشارين.

لقد كان للاحتلال وبالذات الحاكم المدني بول بريمر الفضل في فتح الباب على مصراعيه للتعيين العشوائي واختلاق الدرجات والعناوين ومنها درجة المستشار، الذي صارت بمثابة الهبة التي تقدم للموالين الذين لا يمتلكون الخدمة السابقة أو التجربة الغنية أو حتى الشهادة المناسبة، فقد تم مؤخرا، على سبيل المثال، تعيين خريج قسم القانون في مجلس النواب مستشارا للشؤون الاقتصادية وهو لم تمض على تخرجه الا سنوات قليلة، لا تؤهله لأن يكون مستشارا، أو أن يتم تعيين نائبة فاشلة انتخابيا مستشارة لرئيس الوزراء، أو أن يعين نائب سابق مستشارا فنيا في ديوان مجلس الوزراء، أي أن الدرجة تستحدث بعشوائية أو تفصل على مقاس المقصود، بتعبير اخر يستحضر المستشار ثم يتم استحداث الدرجة، في حين أن كل قوانين الإدارة العامة في كل دول العالم تستحدث الدرجة وتحدد شروط التعيين فيها وتعلن في  وسائل الإعلام بكل شفافية  ويتم التنافس على أشغالها.

أننا لسنا في معرض توجيه النقد لدرجة المستشار، لكن نتساءل لماذا المستشار؟ إذا كان المسؤول متمكن غير كسول، لماذا المستشار إذا كانت القوانين تطبق بشفافية وفي وضح النهار، لماذا كل هذا البذخ على هذه الدرجات؟ علما أن راتب و مكافأة المستشار تحل مشكلة عشرات العاطلين الذين طال بهم الانتظار.

***************************************

الصفحة العاشرة

بؤس الفلسفة

فريدة النقاش

رحل عن عالمنا المفكر الفيلسوف “سيد القمني” دون أن يثير رحيله رد الفعل الذي كان يتوقعه المثقفون. فالمثقفون وحدهم يعرفون قيمة هذا المفكر وسجله الحافل بالاضافات المهمة للثقافة المصرية.

ويثير رحيل “القمني” أسئلة قديمة جديدة قديمة لأنها لازمت تطورنا الثقافي المعاصر، ولم يتوصل المثقفون لإجابات عنها وتولد منها اسئلة جديدة, وهي ايضا جديدة لانها لاتزال فاعلة وحية في الضمير الثقافي الجمعي الذي لم يتوصل حتى الآن لإجابة شافية وأخيرة.

واذكر في هذا الصدد أن المفكر الراحل محمود أمين العالم كان قد انشغل طويلا بهذه الاسئلة, ورغم تعدده الواسع في الحياة الثقافية, فإنه لم يستطع اقناع غالبية المثقفين في جيله بمركزية هذه الاسئلة، وبأن الإجابة الصحيحة عنها يمكن ان تكون منطلقا لآفاق أرحب، لا في عالم الفكر فقط ولا في الثقافة عامة، وانما في حياة المجتمع بكل جوانبها.

وعرف مجتمعنا ما اسميه بالعزوف الجماعي عن الانشغال بالأسئلة الكبرى والقضايا العميقة واعتبرها “شغل مثقفين” كما درج القول.

وبالتدريج حدث انفصال عن المجتمع والفلسفة التي لاذت بقاعات الدرس وبأوساط المثقفين رفيعي الثقافة الذين بذل بعضهم جهودا مضنية لتقريب الفلسفة من الحياة وتبيان الروابط العميقة- والخفية احيانا بينهما, ولكن الانفصال اصبح حقيقة واقعة مع الزمن حتى بدا كأن الفلسفة ليست إلا ترفا أو ربما موضوعا للسفسطة بين المثقفين لا يعني بها الجمهور العام من قريب أو بعيد.

وكانت القوى الطبقية المسيطرة في المجتمعات الرأسمالية هي الأعلى صوتا ومقدرة في عملية تشويه الفلسفة، ذلك لأنها تعرف جيدا أن باب الفلسفة لو انفتح بوعى ونزاهة سوف يطلق إمكانيات بلا حدود لدى المواطنين الذين لا يعرفون أصلا انهم يتوفرون على مثل هذه الامكانات.

كذلك فإن هذه القوى التي تملك السلطة والثروة يتملكها الذعر من وعي الجماهير التي تفتح الفلسفة له الابواب، لأنه هو الوعي الذي كثيرا ما يتحول الي فعالية ثورية تهدف الي تغيير العالم، وتعرف تاريخيا أن مثل هذا الوعي حين تبلور بصورة موضوعية وعلمية فتح الطريق للتغيير الذي طالما تطلع إليه البشر، والمنتجون منهم بخاصة الذين طالما كان عملهم هو رأسمالهم, ولا يملكون غيره، وأخذوا يكتشفون مع مضي الزمن وتغير الافكار أن ما يملكونه هو ثمين جدا، وهو عصب قوتهم.

وتولدت في هذا السياق نظريات وأفكار ومنظومات كبري تتطلع جميعا لتغيير العالم/ وتغيير العالم هو الشعار والمطلب الذي اطلقه الاشتراكيون وهم يجتهدون لابتكار الافكار والطرائق التي تفتح الابواب امام الطبقة العاملة والفلاحين الذين يشكلون اغلبية السكان.

ونشط الرجعيون اصحاب المصلحة في استدامة الوضع القائم لتشويه الافكار والمناضلين الاشتراكيين. وكان السبيل الممهد امامهم لاجتذاب الجماهير المؤمنة من كل الديانات هو اتهام الاشتراكيين بالالحاد. وظل هذا الاتهام هو عصب المعركة الفكرية التي دارت رحاها ولاتزال بين الاشتراكيين وخصومهم في كل انحاء العالم تقريبا.

واثبت الفكر الاشتراكي حيوية فائقة، وقدرة على تجديد نفسه في مواجهة الضربات القاسية التي كان على رأس اهدافها فكرة أبدية النظام الرأسمالي العصي على التغيير. واثبت التاريخ انه لا شيء يستعصي على التغيير الا التغيير ذاته، لو أخذت انظمة رأسمالية تتهاوي امام نضال العاملين رغم الهزائم.

ونشط المفكرون والباحثون الاشتراكيون في تقديم رؤى جديدة وأفكار جديدة مستوحاة دائما من المعرفة الوثيقة بأوضاع الكادحين واحتياجاتهم، وتعرضوا في هذا السياق للملاحقة والاضطهاد والتعذيب وصولا الى القتل في السجون، اي أن الانتصارات والمكاسب التي انتزعها المنتجون والكادحون من القوي المهيمنة لم تكن مجانية بل دفعت فيها البشرية ولاتزال تدفع ثمنا باهظا.

ولايزال الطريق مع ذلك طويلا. فرغم ان الانقسام الطبقي قد تراجع الى حد ما تحت ضغط النضال الباسل للعاملين من اجل حقوقهم لكنه لايزال موجودا، بل وبفظاظة في بعض الاحيان والمواقع.

ويدلنا تاريخ الكفاح الانساني من اجل القضاء على الظلم والاستغلال على تنوع مدهش في مبادرات البشر وابتكاراتهم الفذة من اجل الوطن الحر والشعب السعيد, وهو ما يؤكد ان مواهب البشر الهائلة لايزال بعضها مطمورا تحت ثقل الظلم والاستغلال. بل وماتزال القوى الطبقية المهيمنة قائمة وهي شديدة الذكاء والحيوية, وماتزال قادرة على الحاق الاذى. ولابد في هذا الصدد أن نذكر أن هذه القوى هي نفسها التي اطلقت الاستعمارن لا بالسلاح فقط وانما ايضا بالافكار والمذاهب واستثمار الديانات لكي تبرر استئثارها بالسلطة والثروة.

واذا كانت كل العلوم قد تقدمت بسرعة مذهلة فسوف تبقي الفلسفة قادرة علي أن تفتح الابواب والعقول أمام الحلول المنشودة لكل ما تواجهه الانسانية من مشكلات وآلام. وحين اطلق ماركس صيحته عن بؤس الفلسفة كان ينتقد الانشغال بمجرد تفسير العالم بينما يدعو هو إلى تغييره.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلا عن جريدة «الاهالي المصرية»12/4/2022

*******************************

في المواقف والرموز القيادية.. اختلاط اليمين المحافظ مع الفاشية

اعداد: رشيد غويلب

توقيت الإصدار مهم بالنسبة لكتب العلوم السياسية، فسرعة ما يحدث وسرعة التنافس هنا على أشدها. وهذ يجبر الكتاب على تسليم نتاجاتهم في مواعيد محددة، والا سيكون المطبوع متاحا على الانترنيت وبسعر متواضع.

كان توقيت الإصدار، بالنسبة لأستاذة العلوم السياسة النمساوية ناتاشا شتروبل هو الانتخابات الفيدرالية الألمانية في ايلول 2021، لتصدر كتيبها “تحليل تيار المحافظة المتطرفة”. لأنها لاحظت بشكل صحيح: ان “العديد من أحزاب يمين الوسط التقليدية في حالة تدهور أو على الأقل في معضلة: هل ينبغي عليها الانفتاح على الأوساط الحضرية التقدمية؟ أم تفضل رؤيتها المحافظة؟ في حين مثلت أنغيلا ميركل أحد النموذجين، مثل سياسيين مثل دونالد ترامب أو المستشار النمساوي سيباستيان كورتس النموذج الآخر”. تشهد الديمقراطية الألمانية حاليا تطورا مشابها للتطور الذي عاشته في السابق دول أوروبا الغربية الأخرى، ولكن مع شيء من التأخير: يتعلق الأمر بالأزمة التي نوقشت كثيرا في الحزبين الشعبيين الكبيرين، الديمقراطي الاجتماعي والمسيحي الديمقراطي، اللذين شكلا في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية ملامح السياسة في أوروبا الغربية وصولا الى القرن الحادي والعشرين. وكان متوقعا أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لن يحافظ في الانتخابات الأخيرة (2021 )، على قوته التصويتية التي رافقته في العقود الأخيرة وبالتالي هناك ضرورة لمراجعة تشمل الكادر القيادي والمحتوى والأسلوب السياسيين.

تحليل الاسلوب السياسي

ومع ذلك، لم تكتب ناتاشا شتروبل كتابا عن الاتحاد المسيحي بشقيه، الحزب الديمقراطي المسيحي، والحزب الاجتماعي المسيحي، لكنها قدمت تحليلاً لأسلوب سياسي سمته “المحافظة الراديكالية” وقد أوضحت من خلاله تناول سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس، الذي استقال أخيرا من منصبه.

يبدو أن مسيرة سيباستيان كورتس، الذي تم التودد إليه أيضا في ألمانيا باعتباره “معجزة سياسية”، قد انتهىت. لقد أصبح كتاب شتروبل الآن موضوعا أيضا لأنه يعالج علاقة كورتس الفاسدة بوسائل الإعلام، وشرائه التقارير الجيدة بأموال دافعي الضرائب. في تغريده لها إشارت الكاتبة الى أهمية كتابها بقولها انها “بدأت في كتابته عندما كان كورتس وترامب في مركز السلطة. في هذه الاثناء أصبح كل شيء من الماضي”. بعد شهر من نشر الكتاب، لم يعد كورتس مستشارا للنمسا. وبالتالي ما كان ممكنا ان يصدر كتاب “المحافظة الراديكالية” في وقت متأخر..

لكن ماذا يعني المصطلح في الواقع؟ المحافظة، كما يعلمنا علم السياسة، هو أحد التيارات السياسية الرئيسية الثلاثة للحداثة والتي ظهرت في أعقاب الثورة الفرنسية. إن الحفاظ على الظروف القائمة بالمعنى المادي والمثالي هو مطلبها الأكثر أهمية. ومع ذلك، فإن النزعة المحافظة ليست أيديولوجية مضادة للتيارين السياسيين الرئيسيين الآخرين في التاريخ الأوروبي، الليبرالية والاشتراكية. وأكثر من هذا، لديها “مخزون أيديولوجي” خاص بها: التسلسلات الهرمية الواضحة وما ينتج عنها من عدم المساواة تضمن النظام الاجتماعي وفق صورتها للمجتمع، وعلى الرغم من عدم المساواة الاجتماعية، يتم الحفاظ على فكرة الانسجام الطبقي. تعتبر الملكية الخاصة، التي يجب أن تحميها الدولة، ذات أهمية خاصة، مثلها مثل “القيم” والمواقف التي غالبا لا يتم تحديدها بدقة أكبر، وكذلك المعتقد الديني، الذي يُنظر إليه على أنه مساوٍ على الأقل، إن لم يكن أعلى من العقل البشري.

الفاشية بالمقابل هي وليدة القرن العشرين. إنها تشارك المحافظة في فكرة عدم المساواة، ولكنها على عكس الأخيرة، لا تريد الحفاظ على ما هو موجود بالفعل أو العودة إلى الماضي الحقيقي فقط، بل ومن المفارقات انها تريد السير قدما إلى ماض خيالي محير بواسطة نضال عنيف، وبتوظيف خطاب ثوري. والعلاقة بين المحافظة والفاشية محفوفة بالمخاطر، فكلا الأيديولوجيتين لا تقفان على خط مستقيم واحد ولا يتقاطعان مع بعضهما البعض. وهذا مهم لفهم مفهوم شتروبل عن “المحافظة الراديكالية” لأن مادتي التحليل، سيباستيان كورتس ودونالد ترامب، يتحركان في مكان ما بين الفاشية والمحافظةن اذ يمكن العثور على أمثلة لكليهما (المحافظة والفاشية) في خطاب الرجلين وممارساتهما السياسية. يضاف إلى ذلك، ان الظواهر السياسية لا تبدو على الشاشة في شكلها النقي، كما هي، في العلوم الاجتماعية.

برجوازية “خام”

إذن، هل “المحافظة الراديكالية” كشكل مختلط بين الفاشية والمحافظة هو التوجه المعاصر لليمين السياسي في القرن الحادي والعشرين؟ هل يمكن وصفه بأنه تيار سياسي منفصل ومتماسك على الإطلاق؟ تجيب ناتاشا شتروبل: لا، نحن إزاء أسلوب سياسي أكثر من كونه بناء فكريا جيد الصياغة. ان “المحافظة الراديكالية”، كما تعبر عن نفسها اليوم، تشبه بشكل مربك الشعبوية اليمينية على النحو المحدد في العلوم السياسية: برجوازية “خام” في شكل نضال ثقافي مستمر ضد مساعي التحرر الاجتماعي. فبدلاً من الدخول في مفاوضات مجتمعية، تطرح استقطاب العدو- الصديق، وفي تعاملها السياسي تضع الإرادة المزعومة للشعب في تناقض مع النخبة المعزولة.

المحافظون المتطرفون والشعبويون اليمينيون يجعلون مجموعات خيالية قادمة من الخارج كبش فداء للكارثة الاجتماعية ويبنون قيادة استبدادية بدلاً من المشاركة الديمقراطية كقوة مناهضة للمؤسسة. وفي الأخير هناك أيضا اختلاف جوهري: ان الطابع المناهض للمؤسسة في الأحزاب الشعبوية اليمينية التقليدية له جوهر حقيقي، إذا جاز التعبير، حيث تدخل هذه الأحزاب كمنافس جديد للأحزاب الرئيسية السائدة. ومفردة “القائمة” او السائدة في لغة دعاية الأحزاب اليمينية الشعبوية تعني شتيمة للأحزاب الأخرى. في حين يظهر “التيار المحافظ الراديكالي” داخل الأحزاب المحافظة القائمة: كورتس في حزب الشعب النمساوي، وترامب في الحزب الجمهوري الأمريكي. يتجه الخطاب السياسي وأسلوب هذه الأحزاب نحو اليمين المتطرف. وبذلك، يذيبون صورة العدو، التي يرسمها اليمين المتطرف التقليدي في صورة الليبرالية الجديدة. وتقوم سياساتهم على استراتيجية استقطاب دائمة، تستهدف بشكل أساسي القوى اليسارية والليبرالية. ولا يأخذون المعطيات والحقائق على محمل الجد. في النهاية، ما يبقى هو “مجتمع مشدود” لا يستطيع في كثير من الأحيان التمييز بين الأحداث المحلية والعالمية؛ المعايير تضيع. الهمسات والشائعات تحل محل التفكير المنطقي ومعها تضيع محاولات حل المشكلات الاجتماعية بالعقل والاعتدال. تقوم ناتاشا شتروبل بتحليل ووصف هذا النمط الجديد المفترض للسياسة وأسلوب الحكم بشكل جيد للغاية، مستخدمة العديد من الأمثلة. الا إن نقطة الضعف الحقيقية في الكتاب تكمن في أن المؤلفة تحصر نفسها بشخصيتي كورتز وترامب ، واحيانا تشير الى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في حين  في ايطاليا البلد المجاور للنمسا، كان هناك  على سبيل المثال قبل 25 عاما رجل من فصيلة دونالد ترامب: رجل الأعمال سيلفيو برلسكوني، الذي فصل حزب فورزا إيطاليا تماما على مقاساته كزعيم. كان صعوده إلى السلطة ممكناً فقط لأن الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، الذي حكم إيطاليا لسنوات عديدة، غرق في بداية التسعينيات في مستنقع هائل من الفساد. لم يكن برلسكوني عدوا للمرأة فقط، مثل ترامب، بل رأى أنه يتعرض للاضطهاد والملاحقة من قبل “مدعين عامين” وقضاة حمر، تماما مثل ما فعل  الرئيس الأمريكي السابق ترامب، والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس. إن هجمات كورتز وبرلسكوني على المدعين العامين المسؤولين عن الفساد تكاد تكون متطابقة بمفرداتها. وهناك جسر رابط بين تصريحات برلسكوني المتعالية بشأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي وصفه بأنه “شاب وسيم و ذو سمرة جيدة”، وتصريحات ترامب. ومن الواضح أن رجالا مثل دونالد ترامب وسيلفيو برلسكوني، أو رغم كل الاختلافات، سيباستيان كورتس يجدون دائما أنصارهم في الديمقراطيات الغربية. كان بإمكان ناتاشا شتروبل أن تشرح بشكل أكثر وضوحا في كتابها متى وتحت أي ظروف حقق هؤلاء القادة الاستبداديون أغلبية ديمقراطية. وبدلا عن ذلك، تستخدم التوصيفات اليسارية العامة للأزمة، والتي تلاحقنا منذ فترة طويلة، على الرغم من أنها ربما تكون بطريقة معينة “الأزمة الدائمة” التي تسمح لأشخاص مثل ترامب وكورتس وبرلسكوني، بالتسلق (مع فارق زمني). عندها لن نتعامل مع شيء جديد جوهريا في ظاهرة “التيار المحافظ الراديكالي”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نقلا عن جريدة “نويس دويجلاند” (المانيا الجديدة) الألمانية

*************************************

اعداد: د. صالح ياسر

سان سيمون (1760 – 1825)

اشتراكي خيالي فرنسي ابن رجل كان يحمل لقب كونت، قام على تربيته جان دالامبير. كان خلال الثورة الفرنسية وثيق الصلة باليعاقبة، واشترك في حرب الاستقلال الامريكية. وقد شارك سان سيمون في آراء الماديين الفرنسيين وعارض التقاليد المثالية وخاصة المثالية الالمانية وأقام ضدها “الفلسفة الطبيعية” أي دراسة الطبيعة. واعتنق الحتمية بصورة حاسمة ومد نطاقها الى تطور المجتمع البشري، ووجه انتباها خاصاً الى دعم الفكرة القائلة بأن التاريخ تحكمه قوانين. وكان سان سيمون يعتقد ان التاريخ لا بد أن يسهم في التقدم البشري بالقدر الذي تسهم به العلوم الطبيعية، فكل نظام اجتماعي خطوة الى الامام في التاريخ، ولكن القوى المحركة للتطور الاجتماعي هي تقدم المعرفة العلمية والاخلاق والدين. وبالتالي فإن التاريخ يمر بثلاث مراحل، لاهوتية وتشمل النظامين العبودي والاقطاعي، وميتافيزيقية (وهي فترة سقوط النظامين الاقطاعي واللاهوتي)، ووضعية (وهي النظام الاجتماعي للمستقبل القائم على العلم). وتناول سان سيمون المثال للتاريخ لم يمنعه من عرض الفكرة القائلة بأن التقدم الاجتماعي عملية موضوعية، وتقديم تخمينات حول دور الملكية والطبقات في تطور المجتمع. وتظهر الطبيعية الخيالية لآراء سان سيمون في اخفاقه في فهم الدور التاريخي للثورة باعتبارها وسيلة تحويل المجتمع القديم. كما تظهر هذه الطبيعية الخيالية لآرائه في أمله الساذج في أن يصبح في الامكان – بواسطة الدعاية لفلسفة “وضعية” – تحقيق تنظيم عقلي لحياة الناس. ومن مؤلفات سان سيمون الرئيسية: “رسائل من أحد سكان جنيف الى معاصريه” (1803)، “بحث في علم الانسان” (1813 - 1816)، “بحث في الجاذبية العام “ (1821 – 1822)، “النظام الصناعي” (1821)، “تعاليم الصناعيين” (1823- 1824، و”المسيحية الجديدة” (1825).

‎*****************************************

الصفحة الحادية عشر

عمال المسطر

مهدي القريشي

‎في ساحة الطیران

‎تحت جداریة

‎فائق حسن

یجلس عمال المسطر

ینتظرون من یشتري

وبأبخس الأجر یبیعون

یعبئون ما فاض من الوقت

في سلال الانتظار

یتسلون بالمزاح  مع بائعة الشاي ذات الأسنان الذھبیة

وبحل الألغاز مع اصحاب البسطیات،

 نُكاتھم تنساب ھمساً خوف ان تخدش حیاء النسوان

یقتلون الوقت بحرق سكائرھم

فتحترق الأفئدة

ویتصاعد دخان الرئتین

فیطیرون مع حمامات فائق بلمحة عصف

****************************

زهير بهنام بردى.. القصيدة التي تحتفي بالخلق

علي حسن الفواز

رائحة الموت ليست شعرية، لأنّ الشعرَ إبنُ الحياة دائما، بوصفه القوة الخلاقة التي تملك طاقة الترميم، والخلق والتجاوز، وحين يرحل الشعراء فإن قصائدهم تظل شغوفة بفكرة الحياة، لذا نجد فكرة المكوث الشعري التي تحدث عنها هيدغر اكثر التصاقا بالقصيدة، بهوسها ورموزها وتمردها..

زهير بهنام بردى الشاعر الذي كان مسكونا بفكرة الحياة، لم يشأ المغادرة، إذ ترك قصيدته المشاكسة على الطاولة، او عند الشباك العائلي، اوعند الجسد السرياني الذي يعشق اساطيره البابلية والاشورية، واسحاره وعلائقه بالخلود والاسفار الرسالية..

الرحيل بوصفه الشعري قد يبدو انتقالا، إذ يبحث من خلاله الشاعر زهير بردى عن ارواح أخرى، تلك التي يشاطرها قلق الامكنة، وكشوفات مابعد الحياة، فيطلق لها اشعاره التي طالما التمست فكرة الخلود، والصعود الى معارج الالهة وهم يمارسون سحر الخلق، ليجد الشاعر نفسه وكأنه بروموثيوس الذي سرق النار ليظل العالم متوهجا عبر اللغة، وليظل الجسد الشعري هو القربان والترياق والمقدس.. علامةِ حبٍّ مقدّس

أمشي

حولي عيون سماء

وحماماتُ سلام

وضوءُ كائناتٍ تلوّح

أطلقُ أقواساً

من التراتيل

وأرشُّ الضوءَ من تجاعيد الهواء على الأرض

وبطقوسِ قربان يتكلّمُ فمي الطري

بيدي أغصان زيتون

وشمع مذهول

وعسل أيقونة يسيلُ

أمشي.. وأردّد

اوشعنا

وأستدير الى جهاتِ الارض الأربع

أغسلُ أقدامَ الضوء

بباقةِ ماء فصح

وأبقى أردّد

اوشعنا

اوشعنا..

رهان المشي هو ذاته الرهان على البحث عن الوجود، بوصفه الانطولوجي، حيث يرقب الشاعر عبر القداس العالم وهو يتطهّر، فالقربان والزيتون والشمع والعسل مكونات طقوسية تتجاوز فكرة المكان المسيحي لتبدو وكأنها المكان الانساني الذي يتوقه الشاعر بحثا عن الخلاص، إذ يكون المشي وجها آخر للرؤيا، والتماسا لما يشبه الحياة، فهو المشّاء الاشوري الذي تسكنه فكرة اسطورة الخلق البابلي، يعيش خصبها ولذائذها، مثلما يعيش قوتها في الذهاب الى العالم الآخر ليسترد عشتاره، تلك الغائبة، إذ تتحول القصيدة الى طاقة للسيرورة، وللخلق، والى تراتيل يمتزج فيها النشيد بالطقس، وكأنه يمارس من خلالها وجوده الآخر، الوجود الذي يقاوم الموت، اذ تكون القصيدة هي عشبه خلوده، وهي لعبته السحرية في ترميم العالم الذي يخربه المحاربون، اولئك الخارجون من الجحيم الى عالمه، عالم الحلم و” السرى” ولتبدو تلك التراتيل الكلدانية في عيد السعانين أكثر تمثيلا لهذه القوة الخلاقة التي يستدعيها، ف “اوشعنا” التي يرددها، هي روح الاحتفاء والاحتفال الذي يعيشه “ اهل بغديدا” لتأكيد مايستحقه الفرح السرمدي، الذي هو فرح الشاعر المتدفق عبر تكرار ندائه، بوصفه نداء الخلاص..

لا يعني هذا اهتمام زهير بهنام بردى بالرمز الديني، بل بما يتيحه من احالات، تقترب من شعرية الطقوس، ومن التوظيفات التي يكون فيها هذا الرمز، هو الباعث الطقوسي على استعارة تمثيلية لمواجهة الموت عبر الحياة/ الخصب/ الاستعادة، وبما يجعل القصيدة جزءا من الصوت الاحتفالي، حيث يتجلى عبرها الطقس بوصفه تطهيرا، ونزوعا الى التجوهر عند فكرة الخلق، تلك التي تحضر في اغلب قصائد زهير، حيث يقترح مايمكن تسميته بالحياة شعرا، وهي خيار يستكنه ماتحمله الطقوس الكلدانية من احتفاء بالفرح السرمدي...

******************************

مسرح.. «الناعورسات» والخراب المحيط بنا

ناجح المعموري

قدمت نقابة الفنانين فرع بابل / الشعبة المسرحية بمناسبة يوم المسرح العالمي مسرحية “الناعورسات”، وقدم الفنان ثائر جبارة (المؤلف والمخرج والممثل) كلمة بالمناسبة تحولت استهلالاً للعرض المسرحي وذهب المؤلف الى تأكيد عرضه المسرحي عبر رسم ما يريده من أفكار ومفاهيم تزاول تحضير المتلقي لمتابعة العرض ، حتى صار الاستهلال اختزالاً ذكياً للعرض المسرحي كما قال : اذا كنت تقول .. تتعب .. ولا حياة لمن تنادي .. غلف نفسك في سلفان وابعثها هدية الى دول الجوار واكتب عليها غير صالحة للخدمة .

للاستهلال الخاص بالعرض حيوية بالغة الأهمية ، زاولت تحفيزاً وشداً لانتباه المتلقي ، وجعلت منه عقلاً يقظاً متحفزاً ، أكثر انتباهاً للاندماج بالعرض والتردد بحس نقدي ، جذب انتباهه بقوة وجعله منذ الدقائق الأولى مشاركاً بقوة وما ساعد بتكريس العلاقة الثنائية بين العرض والمتلقي الدور الذي نهض به الفنان ثائر جبارة مهيمناً بحضوره على خشبة العرض وهو يلعب دور الممثل بحضور قوي ، وهو يؤدي الدور الوحيد ، مما وفر له أن يحوز على لغة واقعية ذات طاقة نقدية حادة في أحيان كثيرة ، ولم تكتف بالصدمة ، بل تجاوزت ذلك وجعلت من المتلقي متوفزاً ومندغماً كلياً ، لأن الخطاب النقدي / الانتقادي الملاحق لوقائع يومية ، معروفة ، مألوفة عبر معايشة الافراد والجماعات ، لكل الخرابات وتفكك الثقافة والفن ، والدور الذي لعبته ناعورسات.

كان لعنونة العمل المسرحي تأثير بارز ، لأن الترميز الذي تحيل اليه العنونة ، احتضان واسع وعميق للعراقيين الذين عاشوا تاريخاً من الانهيار والخسارات الأكثر قوة بعد الاحتلال .

ظل الافراد والجماعات مثل الناعور “ بس أترس وبدي “ يجد ويتعب ويينع الارض بجهوده الخلاقة ويغادر ايامه مفلساً ، لا شيء لديه غير ما تختزنه الذاكرة . و”الناعورسات” رمز معروف ثنائي الدلالة ، واقعته اليومية ، الوظيفة المباشرة مع الأرض والأعمق ما يتسع عنه عندما ارتسمت على المسرح سينوغرافيا العرض وهو قمر صناعي ، حاز شكل الناعور وهو يمثل نوعاً صعباً ومعقداً ومجهزاً بما يساعده على الحركة والدوران ، وكأنه يؤدي وظيفة الامتداد لمديات تم استهلاك الطاقة التي تمتعت بها ، لكنه كان شاهداً على الخراب الأكبر ، التفريط بغور عبد الله واقتطاع أجزاء من البلد من قبل دول الجوار . فالمدار يسرق ، هو أيضاً ، له أذرع خاضعة للدوران تسطو وتدمر وتتساقط ضمن سرديات الدمار ، الذي ألحقه ناعورسات على الوطن ولا أحد احتج على المدارات التي هي في أجوائكم لأقمار كثيرة تتجسس عليكم ، وبدأت تصدر ما يسيء لكم . ويرتفع صوت الفرد الدال الرمزي ، الذي يمثل صوت الجماعات الحالمة بأيام مختلفة ومغايرة ، تأخذ الأفراد والجماعات نحو حياة مغايرة ، تقدم مدارات جديدة ، تنطوي على ثقافة حقيقية وفنون تؤهل الفرد والجماعات ، تمنح لهم جماليات وتؤهل أذواقهم ، لتجعل منها فاعليات حياتية وليست انهيارات وانكسارات . حتى تحول الكون أكوام من نفايات “الناعورسات” وفضلات لأجسام تعيش في الأعماق السحيقة .

اتسع الدور الذي قدمه الفنان ثائر جبارة ليتحول راوياً بالنيابة عن “ناعورسات” عندما قال : “ أوجه ندائي لكم ، تقول كل حساباتي أنكم ترفعون الأكف بالدعاء الى ربكم الأعلى تطلبون الصلاة والتسبيح . ولكن الصور التي التقطتها تقول العكس .. الأيدي التي تدعو تحمل سكين وتذبح بصوت عالٍ الله أكبر ، تدعون بالحور العين في الجنة ونسائكم لبسن السواد وصار الترمل هويتهن .. في كل تفجير تشل حركتي لأني لا أستطيع أن أرسل صور الدمار ، أستحي أن أصورها وأجدكم تفاخرون بإرسالها الى الأطفال وكبار السن وكأنكم تتخذون بقطع اللحم المشوي من اجسادكم .

واضح ، الواقعة كبرى ، سجلت تنوعات الانهيار ومشاركة أفراد وجماعات دخلت فضاء التجريد . لكن العلاقة الثنائية تمنح المتلقي للذهاب نحو الذين ساهموا بخرابات العرض عبر المشاركة بالمؤسسات المعروفة وصار كل منهم يعرف بأنه مساهم بالفساد . والمثير في مسرحية ناعورسات أن أذرعته المضاءة تتساقط ، وكأنها نتيجة عمليات اغتيال وتساقط الأذرع تمثيل عن الصراع بين الأقمار الكبرى وهي تطارد الأقمار الأصغر ، وتلاحقها لتعطلها أو تضعفها وتحتل أمكنتها . أقمار اكبر تلعب لعبتها وتقتل الميت وتسير بجنازته ، لكني سأسير أسرع ، لا أريد أن أموت كقطع محترقة تسقط هنا وهناك // أغيثوني “ يمسك ذراعاً ذراع اول الكل نائم . ذراع ثان ، مع من تتكلم ، ذراع ثالث تعبت من ارسال صور الإباحة ، ذراع أول فضائيات تضع الحروب . ذراع ثان ، يا رب اعلانات تكبير وتصغير وتأخير . الملفت أنه مع كل اعلان أو دعاية آيات قرآنية .

****************************************

نوحٌ في تغريبةِ الماء

نصّ/ جبّار الكوّاز

الى/ نوحنا د. عبد الامير الحمداني*

لم يكن نوحٌ

معنا/

حين آنكسر الطوفانُ./

ولا الحمامةُ/

فقد اصطادتها

 اشواكُ شجرةِ العاقول/

ولا الجوديُّ

فقد ظلّ على لهوِه يربتُ على ظهرِ الحوت/،

ويعاقر الريحَ في كهوفِ خمرتِه/

وهو يهمسُ الى الماء:

أيا أبتِ أيا أمّي/

أيا أخي وخلّي/

أيا صديقي/

إهدأْ

إهدأْ/

فلا السفينةُ نَعَسَتْ/

ولا الموتُ حطّم أضلاعَها

ولاالنجومُ هجّرها القمرّ الى المحاق./

ولاالشمسُ تجري الى غيرِ مستقرِها./

والحمامةُ سُجِنتْ في عشّ الغراب  /

وانت ما زلتَ توصينا،

وتلقنُنا ادعيةَ النجاةِ/ وطردَ الغفلةِ والنسيانِ/

وها انت تغادرُنا الى الفراغِ/

لقنصِ بيوضِ الحمامةِ من عشِّ الغراب./

وبعد حينٍ

 وحينٍ

 وحين/

وبعد أمّةٍ/

مَسَكَتْنا صخرةٌ

 في جبلِ( بابل)/

 كان ظلّها يهذي

فقد غطّى الغزاةُ رؤوسَ نخيلنا،

بدخانِ سيكاراتهم./

وثلموا راسَ الاسدِ بشظايا كؤوسهم/

وما زال( مردوخُ) يرقصُ

ويثرثرُ

 حتّى تبلبلتِ الألسنِ/

-أرايتَ ظلّا يهذي

أو صخرةً تبكي؟!/

كان الغرباءُ ذوو العيون الزرق.

والزنوجُ.

والحمرُ

والصفرُ

والعماليقُ

وذوو اللحى والرايات

قد ملأوا أسوارَ (بابلَ)/ بأهازيجهم/

وهتافاتهم/

ودويِّ ديناصوراتهم الحديدية/

وهم يلوثون بابَ (عشتار)/

بروثِ ديناصوراتهم  الحديديّة

وهم يسعَونَ لمحوِ ظلالِها/

وظلالُها

تتخفّى في أزقةِ

الحلّةِ/

 وبين قبورِها/

ومساجدِها/

 ومعابدِها /

وجنائنِها/

وملائكتٍها اللابدين في آبارِها./

أرأيتَ ظلالا تذوبُ في ظلالٍ حذرِ الموت؟!

ومن بعيدٍ

كان (نوحُ) شاهرا سيفَه الخشبيَّ/

طاعنا الهواءَ به/

ولاعِنا (هاروتَ وماروتَ)/

بعد أن أنشدا

صحيفةَ (الغيابُ في سحرِ العذاب)/

نكايةً ب(طوق الحمامةِ)/

و بالباهِ/

 بالشبقِ /

والعشقِ/

بالهوى/

 بالهيامِ/

وكانتْ دلاؤنا تستجدي الدموعَ لتسقيَ آبارَ أحزانِنا/

دلوا رثّا/

بعد ان إزدردَها صِبْيَةُ(آنو)/

وهم يعلمون العميانَ أسرارَ الشموس/

وآهاتِ الأراملِ/

في قيامةِ الطلقِ،/

وتهاليلَ السحرةِ في الزواج القدّس/

الفُ الفُ صبيٍّ أسمَوهُ (نوحا) كانوا هنا معنا

ولم يكنْ معنا( نوحُنا) /فهات  لي :ايها الربانُ جفنةً من طمي( الفرات )/ وحفنةً من دمِ(نابو)/

لأُولمَ للشهداءِ مائدةَ النبوؤات/ وهم يقادون  الى ساحات الاعدام/

-اين نوحٌ؟!/

-لم يكن معنا/

-أكان معنا؟!/

-هو فيهم وليس منهم/

ايها الحارس ياشقيقَ (النوحيين)/

هات لي دمعةَ ظبيٍ من بستانِ (قريش)

أضحيةَ(تموز) القتيل/

وياايّها الفلاحُ:

 هاتَ لي ماء/

إحفظْ سرّي، ففسيلةُ نخلتِنا تموتُ/دموع ُ امهاتنا ما عادتْ تكفي لسقائها/فكيف أعلّمُ اولادي بثّ روحي؟!/

والملحُ تاريخُ وطنٍ وجغرافيا خرابٍ /

أو عفوا لافرقَ. ./

.لقد كشف الانكشاريون اسرار.َ بلادي في (كربلاء)/

ونوحٌ /الفُ الفُ نوحٍ لم يكن معنا/ فمن ذا الراكبُ سدرةَ المنتهى في شارع (الموكب)  إذن ؟!/

لا، لا، لا./

نوحُنا ليس معنا/لا اسدَ في ساحة الاحتفالات /لا مزاميرَ/

لا طبولَ/

لا اصناجَ/

لا ربابةَ/

ولا..../

الفراتُ إفترعه البداةُ في عامِ( الرمادة)/

فمن كان معنا إذن؟!/

ونوحُنا أغرقَه اليمُّ قبلَ الخروج/

من كان معنا إذن؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الخبير الآثاري ووزير الثقافة العراقي السابق، الذي توفي مؤخراً.

*************************************

الصفحة الثانية عشر

زيارة للرفيق نوح الربيعي (ابو سلام)

بغداد – طريق الشعب

زار الرفيقان مفيد الجزائري وفاروق فياض، الشيوعي المخضرم الرفيق نوح الربيعي (ابو سلام) في داره بحي اور، وهنآه بالعيد ونقلا اليه تحايا وتهاني رفيقاته ورفاقه في قيادة الحزب وفي مقر لجنته المركزية.

وأبدى الرفيقان سرورهما لما وجدا أبا سلام فيه من صحة جيدة وحيوية ذهنية وذاكرة نشيطة، يحسده عليها الشباب.

***********

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي

- تبرعت الرفيقة مائدة جميل (ام أنصار) من الحلة بمبلغ ثلاثة ملايين دينار عراقي.

- كما تبرع الرفيق الدكتور فؤاد الصفار، وزوجته الرفيقة الدكتورة خولة زيدان، من كندا، بمبلغ ألف دولار كندي من كل منهما.

- وقدمت الرفيقة برافدا علي العقابي، من مدينة الحي/ محافظة واسط، دعماً بمبلغ قدره مليون دينار عراقي.

- ومن السويد ساهمت الشخصية الديمقراطية فوزي بابان بمبلغ الف دولار، والشخصية الديمقراطية الدكتور عبد الحسين الأعرجي بمبلغ 5000 آلاف كرونة سويدية.

شكراً للجميع على ما قدموه من دعم واسناد للحملة من اجل ان يعمر بيت الحزب ويزهو شامخاً.

**********

عالج عشرات المرضى.. فريق تطوعي في المثنى يتبنى مهام وزارة!

السماوة – وكالات

كشف فريق تطوعي إنساني في محافظة المثنى، عن نجاحه في جمع نحو ملياري دينار من المتبرعين، وإنفاقها على معالجة عشرات المرضى في محافظته التي تتصدر قائمتي الفقر والعاطلين عن العمل في البلاد.

وقال رئيس “فريق عزوتي” التطوعي، جعفر الزيادي، ان فريقه الذي بدأ عمله قبل خمس سنوات، وتحديداً في العام 2017، يتخصص بمعالجة المرضى المصابين بالفشل الكلوي في محافظة المثنى.

وأوضح في حديث صحفي أن “متطوعي الفريق منقسمون إلى 27 مجموعة داخل أقضية المثنى ومناطقها، تقوم بجمع التبرعات مرتين في الشهر فقط”، لافتا إلى أنه “تمكنا من جمع اموال لمعالجة المرضى تقدر بملياري دينار عراقي”.

وأضاف الزيادي قوله أن فريقه تمكن من معالجة 54 مصاباً بمرض الفشل الكلوي لغاية الآن، في مستشفيات اربيل والسليمانية، مؤكدا أن آخر عمل قام به الفريق هو جمع مبلغ 146 مليون دينار خلال يومين فقط، لغرض معالجة خمسة مرضى آخرين، مصابين بالمرض ذاته.

وختم رئيس الفريق حديثه قائلا، ان “المرضى الذين تمت معالجتهم من هذا المرض، رفضوا المكوث في منازلهم بعد شفائهم، وباشروا العمل معنا لمساندة المرضى الآخرين ومساعدتهم”.

*********

في العيد.. عشرات آلاف السواح في أربيل

أربيل – وكالات

أعلنت مديرية السياحة في أربيل، الجمعة الماضية، عن استقبال المحافظة أكثر من 138 ألف سائح خلال أيام عيد الفطر، من داخل العراق وخارجه. وكانت إدارة قضاء سوران شمالي المحافظة، قد أعلنت الأربعاء الماضي، ان أكثر من 20 ألف سائح زاروا منطقة كلي علي بك والمناطق السياحية الاخرى في القضاء خلال أيام العيد الثلاثة، لافتة الى ان الاعداد في تصاعد مستمر. وقالت الإدارة في بيان صحفي، أن هذه الزيادة في الأعداد تأتي في وقت اتخذت فيه المديرية العامة للسياحة في أربيل قبل حلول العيد، مجموعة من الاجراءات الخاصة باستقبال السائحين. وذكرت أن جميع المناطق ضمن حدود أربيل، خصوصا سوران وجومان وكوفي فيلا، غصت بالسائحين.

*********

اول أيار في برلين بنكهة تشرينية

برلين – طريق الشعب

ابتهاجا بعيد العمال العالمي الأول من أيار، نظم تجمع دعم الانتفاضة والتغيير في العراق/ المانيا، لقاء مع الجرحى من شباب ثورة تشرين المجيدة، القادمين من الوطن لغرض العلاج.      

والتأم الجمع في أجواء ربيعية رائعة، حيث تزينت برلين بحلتها المهرجانية المعتادة في مثل هذا اليوم من كل سنة، وانتشرت الفعاليات المسرحية والفرق الموسيقية في أرجاء المدينة التي اكتظت الشوارع بالمحتفلين، الى جانب المشاركين في التظاهرات والمسيرات الراجلة والآلية التي تنظمها أحزاب اليسار والنقابات العمالية.

وبعد جولة سريعة مع الشباب ومرافقيهم بين الاكشاك المنتشرة عند بوابة برلين، والتقاط الصور التذكارية، جرى التجمع في أحد المتنزهات الخضراء المنتشرة قرب البوابة، في لمّة عراقية دافئة ممتلئة بحب الوطن وأهله، وعامرة بالفرح والموسيقى والرقص وأشهى المأكولات العراقية.

وجدّد المتجمعون انحيازهم لثورة تشرين وأهدافها في الخلاص من المنظومة السياسية الفاسدة، التي اوصلت البلاد والشعب الى طريق مسدود. وقد رفعوا شعارات وأطلقوا هتافات تمجّد الثورة وشهداءها وجرحاها.

هذا وعبّر الشباب ومرافقوهم عن الامتنان للتجمع العراقي في المانيا على تنظيمه اللقاء، آملين في تكراره قريبا. فيما أكد التجمع تواصله معهم واستمراره في تقديم الدعم والمساندة المتاحة لهم بما يساهم في تسهيل إقامتهم وتلقيهم العلاج.

**********

ليس مجرد كلام.. الى متى .. هذا التخبّط ؟!

 عبدالسادة البصري

يحكي الرحّالة الفرنسي (فولني) عن والي دمشق أسعد باشا العظم، انه كان مرة بحاجة إلى المال لتدبير شؤون الولاية، فسأل المحيطين به من مستشارين ومعاونين، فاقترحوا عليه أن يفرض ضريبة على المسيحيين وصنّاع النسيج في دمشق. ولما سألهم عن المال الذي سيمكن جمعه منهم وهم من محدودي الثراء ولا يستطيعون دفع غير القليل؟ أجابوه: 50 وحتى 60 كيساً من النقود. فعاد يسأل: ومن اين سيأتون بها؟ فقالوا: يبيعون حلي وجواهر نسائهم!

لم يأخذ بمشورتهم ، بل طلب المفتي وقال له : وصلني كلام عن أنك ترتكب المحرمات وتشرب الخمر بالخفاء. أنكر المفتي ذلك ، لكن الوالي أصرّ على كلامه وقال له: سنحاسبك اشد حساب ما لم تتنازل عن نصف ما تملك. فرضخ المفتي. وكرر الوالي  الامر مع القاضي ومع المحتسب ثم مع كبير العسكر  والنقيب وشيخ التجار وكبار الأغنياء من المسلمين والنصارى، فجمع مالاً وفيراً سدّ به ضائقته المالية حتى فاض. بعدها أرسل على مستشاريه وقال لهم : هل سمعتم أنني أصدرت قرارا بفرض ضريبة كما أشرتم عليّ ؟ قالوا كلا ، فقال: مع هذا جمعتُ ما سدّ الضائقة المالية وفاض عنها دون أية خلخلة لاستقرار وأمن المواطنين اقتصادياً ومعيشياً. وختم بالقول ان “جزّ صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان”!

استذكرت هذه الحكاية وأنا اسمع وأقرأ وأعيش الأزمات المتتالية التي يمرّ بها بلدنا، جرّاء التخبّط والصراعات بين الساسة على المصالح الفئوية الضيّقة.

حقيقةً يصاب المرء بالإحباط والقنوط من هؤلاء الذين لا يفكّرون أبداً في إيجاد حلول للأزمات القائمة، بل ويختلقون أزمات أخرى، وبدلا من محاسبة الفاسدين  وإعادة الأموال المنهوبة يسعون إلى سلخ جلد المواطن المسكين.

نهض الشباب منتفضين وقدّموا خيرة من بينهم لأجل انتشال البلاد مما هي فيه، مثلما هبّوا مدافعين عن الأرض والعرض حين دنّستها أبشع المخلوقات، وقدّموا الضحايا والقرابين فداءً للوطن، الذي لم يفكّر مسؤول واحد به أبدا!

واليوم وفي خضمّ الصراعات على تشكيل الحكومة وتعطّل كل شيء بسببها، وما تسبّبه العواصف الترابية المتكررة من أذى بيئي وصحي، تابعنا تجدد اعتداءات وهجمات عصابات الإرهاب الداعشي، مستثمرة انشغال السياسيين بصراعاتهم على المناصب والمكاسب، بعيداً عن الشعب والوطن ومصالحهما. وصرنا نتساءل: كيف يعاود الإرهابيون العدوان بعد أن هزموا شرّ هزيمة؟ أوَلم تقولوا: انتهينا منهم ورميناهم خارج الحدود والحياة ؟

لا نهاية للمحن والمصائب ما دامت منظومة المحاصصة والفساد تتحكم فينا شعبا ووطننا.

تلك هي الحقيقة التي يتعمق ادراكنا لها يوما بعد يوم، والتي لا خلاص لهذا البلد وهذا الشعب الا بالانطلاق منها نحو التغييرالشامل لواقع المحاصصة والفساد. 

********

كسوة العيد تحمل الفرح

طريق الشعب - خاص

شيوعيو الثورة يكسون الأيتام..

في مناسبة عيد الفطر، وزع “منتدى الأم والطفل” التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر) كسوة العيد على أطفال أيتام وفقراء في المدينة، بالتنسيق مع “منظمة محبي الأمل” المدنية. وبلغ مجموع ما تم توزيعه 120 قطعة ملابس، رسمت الفرحة على وجوه الأطفال. وأعربت اللجنة المحلية للحزب عن شكرها لمديرة المنتدى الرفيقة إخلاص حميد، وللسيد حسن الحسيني الذي دأب منذ سنوات على المساهمة في هذا النشاط الإنساني.

..وشبيبة الموصل تكسو العائلات المتعففة

في سياق ذي صلة وزع فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في الموصل، بالتنسيق مع “مركز زها حديد” لتعليم فن الخياطة، ملابس على العائلات المتعففة في المدينة. وجرت خياطة الملابس من قبل كوادر المركز، ثم أوكلت إلى أعضاء الاتحاد مهمة إيصالها الى العائلات المستحقة.

ملابس لأطفال “ريف آل بدير”

ومع حلول عيد الفطر، وزعت رابطة المرأة العراقية في النجف “ملابس العيد” على الأطفال في “ريف آل بدير” في المحافظة.

وتحرص الرابطة في كل عيد على اشاعة الفرحة في نفوس الأطفال من خلال مبادرتها هذه، ساعية في الوقت ذاته إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية المترتبة على أسرهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

********

في العيد.. عشرات آلاف السواح في أربيل

أربيل – وكالات

أعلنت مديرية السياحة في أربيل، الجمعة الماضية، عن استقبال المحافظة أكثر من 138 ألف سائح خلال أيام عيد الفطر، من داخل العراق وخارجه. وكانت إدارة قضاء سوران شمالي المحافظة، قد أعلنت الأربعاء الماضي، ان أكثر من 20 ألف سائح زاروا منطقة كلي علي بك والمناطق السياحية الاخرى في القضاء خلال أيام العيد الثلاثة، لافتة الى ان الاعداد في تصاعد مستمر. وقالت الإدارة في بيان صحفي، أن هذه الزيادة في الأعداد تأتي في وقت اتخذت فيه المديرية العامة للسياحة في أربيل قبل حلول العيد، مجموعة من الاجراءات الخاصة باستقبال السائحين. وذكرت أن جميع المناطق ضمن حدود أربيل، خصوصا سوران وجومان وكوفي فيلا، غصت بالسائحين.