اخر الاخبار

الصفحة الاولى

تهنئة

في مناسبة حلول عيد البنجة «البرونايا» أتقدم باعطر التحايا والتهاني لابناء شعبنا من الصابئة المندائيين، متمنين لهم، أينما كانوا، السلام والتقدم والازدهار.

ان الصابئة المندائيين كمكون عراقي اصيل، يستحقون من الدولة ان تقدم لهم الدعم والاسناد والتمتع بحقوقهم كاملة، وان يمارسوا طقوسهم وتقاليدهم بحرية تامة.

امنيات صادقة ان ينعم الصابئة، واطياف شعبنا العراقي كافة بالخير والاستقرار، والحياة الحرة الكريمة الآمنة.

**********

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

جريمة إرهابية نكراء أخرى

تتواصل جرائم الإرهابيين بحق أبناء شعبنا الأبرياء، لتحصد في عملية دموية جبانة جديدة ارواح عائلة كاملة في قرية البو دور جنوب مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين.

ان تكرار هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها منظمات الإرهاب والقتل، يفرض على الحكومة ومختلف الأجهزة العسكرية والأمنية التوقف عندها، والاقدام على اتخاذ مزيد من الخطوات لتجفيف منابع الإرهاب والجريمة، وبناء جسور ثقة وتفاهم بين مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية التي تمسك الأرض في هذه وغيرها من محافظات الوطن.

ويتوجب كذلك القيام بعمليات استباقية لمطاردة فلول داعش، وتفعيل الجهد الاستخباري، والسعي الى التفاهم والتعاون مع المواطنين، وتكوين أجواء من الثقة بينهم وبين المعنيين رسميا بحفظ الامن والنظام.

ان من الواجب وضع حد فوري لهذه العمليات الإرهابية، ولمختلف اشكال النشاط الاجرامي وازهاق أرواح المواطنين، وان تواصل الجهات الحكومية الرسمية ملاحقة القتلة والمجرمين وكشفهم، من دون تردد وبعيدا عن حسابات السياسة وغرفها المغلقة وعن مراعاة هذا الطرف او ذاك. فمن المفترض الا تخضع حياة المواطنين لاية مساومات او صفقات.

ان الإدانة الواسعة لهذه الجريمة النكراء مؤشر ايجابي، يتوجب توظيفه لتأمين مزيد  من التعاون والتنسيق الرامي الى وأد الإرهاب وتفكيك حواضنه ومصادر تمويله، والى ضبط السلاح المنفلت وتأكيد تحكّم الدولة ومؤسساتها الرسمية والدستورية، بحفظ الامن وضمان حياة المواطنين وسلامتهم، وفرض سلطة القانون.

13-3-2021

**********

على طريق الشعب

الحوار الوطني المطلوب

اطلقت جهات سياسية  عدة، رسمية وغير رسمية، في الفترة الأخيرة، دعوات الى حوار وطني، تضمنت  مناشدات الى مختلف الأطراف السياسية والى قوى انتفاضة تشرين، للقاء والتحاور من دون  تحديد للقضايا التي  يجري  التباحث والتحاور بشانها، خاصة مطالب غالبية الناس. فهل هي تشكل مشتركات عند القوى التي تطلق دعوات الحوار وتلك المدعوة اليه ؟!

 وإذ  لا يمكن الاعتراض من حيث المبدأ على فكرة الحوار وتدشين لقاءات بين مختلف القوى السياسية العراقية، أحزابا وشخصيات، فان تلك الدعوات اثارت الكثير من التساؤلات المشروعة عن أهدافها ومراميها، كذلك عن توقيتها، لا سيما منها التي جاءت من جهات حكومية او من قوى ماسكة بالسلطة والقرار منذ ٢٠٠٥ حتى وقتنا  الراهن .

ويتساءل المواطن، كما نتساءل نحن، عما اذا كانت القوى المتنفذة تحتاج الى حوار في ما بينها والى دعوة بعضها للقاء والتشاور، وهي التي تلتقي على صعد عدة سواء كانت في الحكومة او في مجلس النواب او غيرهما، حتى لا يكاد يمر قرار في الدولة الا وهو يحمل بصماتها.

والشيء اللافت ان هذه الدعوات توجه الى الجميع، وفِيهم من هو مسؤول عما آلت اليه أوضاع البلد وما حصده شعبنا من مآسٍ وكوارث، بل وتحوم حول بعضهم شبهات فساد، كما تعلن ذلك  الجهات الرسمية ذاتها او بعض القوى في لحظات احتدام صراعاتها وتدافعها  على مصالحها ونفوذها، وعلى تقاسم مناصب الدولة في المركز والمحافظات.

من جانب آخر وكما هو معروف، فان الحكومة الحالية جاءت بعد انتفاضة تشرين المجيدة التي فرضت الاستقالة على الحكومة السابقة، كما فرضت مفردات في  برنامج الحكومة الحالي، خاصة ما يتعلق بكشف قتلة المتظاهرين وتعويض عوائل الشهداء، ووقف عمليات الاغتيال وتوفير الحماية للمحتجين والمنتفضين السلميين، والشروع  في حملة جادة لمكافحة الفساد والفاسدين، واطلاق برامج ومباشرة خطوات ملموسة لرفع المعاناة عن غالبية الشعب العراقي، وتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل ومستلزمات العيش الكريم. هذه القضايا  وغيرها ما زالت الحركة الاحتجاجية تنتظر تحقيقها، فضلا عن ان دماء زكية جديدة قد اهدرت، واستمرت ملاحقة الناشطين وعمليات الاغتيال والتغييب القسري  من دون رادع او كشف للجناة وملاحقتهم فعلا وتقديمهم الى المحاكم.

ان اية  دعوة لحوار جاد لا بد ان تسبقها معالجة هذه الأمور وغيرها، ما يبعث رسائل ثقة واطمئنان الى وجود رغبة جدية في الانتقال الى أوضاع مختلفة، وتدشين مسيرة جديدة في حياة البلد ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر.

فالانتفاضة وقواها الحية وضعت اهدافا ورسمت توجهات ترتبط وثيقا بعملية التغيير المنشود، والذي  يراد له ان يكون تغييرا في منهج الحكم والأداء ونمط التفكير، وفي السياسات المتبعة التي ثبت للمرة المليون فشلها على مختلف الصعد.  فهل القوى التي تدعو الى الحوار جادة في وضع قضية التغيير على الطاولة للنقاش والتداول، ام يراد من الدعوات حرف الانتباه عن مسؤولية ما آل اليه وضع البلد، وعبور حالة الاختناق التي يعيشها عدد من  تلك القوى، والوضع الذي وجدت فيه نفسها بفعل سياساتها ومنهجها وتصرفاتها وسوء ادارتها وتبديدها المال العام، وعدم استثمار الموارد الضخمة التي حصل عليها البلد وأهدرت من دون  تحقيق تنمية حقيقية، فيما تستمر معاناة الناس على مختلف الصعد؟! 

وهناك عناوين أخرى تستقطب اهتمام المواطنين: السلاح المنفلت وحالة عدم الاستقرار، توفير الفرص المتكافئة لهم وعدم التمييز بينهم لاي سبب او ذريعة، وان تكون هناك مراجعة شاملة لمنظومة الحكم في اتجاه الخلاص من المحاصصة بكافة عناوينها، وتوفير قدر من العدالة الاجتماعية.  

ان حوارا جادا ومسؤولا لابد ان يأخذ كل ذلك بعين الاعتبار، وان تتشكل الاصطفافات في ضوئه، وان يكون  هناك وضوح في التوجه  نحو القطيعة مع حالة اللادولة  والسلاح المنفلت، الى جانب الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وضمان سيادة البلاد واستقلالها وقرارها الوطني المستقل، وان يكون هذا الوضوح نقطة انطلاق نحو دولة المواطنة، دولة المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية،  الدولة المدنية الديمقراطية.

**********

تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر!

بغداد – علي شغاتي

تنامت مؤخراً، ظاهرة بيع الأعضاء البشرية مقابل مبالغ مالية زهيدة، وتدير هذه العملية عصابات منظمة مستفيدةً من انتشار الفقر والبطالة وقلة الوعي.

ويتعرض ضحايا هذه العمليات إلى النصب والاحتيال، ورغم وجود قانون يجرم الاتجار بالبشر لكن الظاهرة واصلت نموها بشكل خطير ومن خلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي لاحظنا وجود صفحات عامة تنشر اعلانات عديدة من أجل الحصول على بائعين لأعضائهم البشرية وأهمها الكلى

ويقول مصدر مطلع في قطاع الصحة، رفض كشف هويته لـ»طريق الشعب»، إن «عملية بيع الكلى تتم من خلال عدة وسطاء بين بائع الكلى والمشتري. ويضيف أن «هناك عوائل كاملة في بغداد ينهشها الفقر يعيشون على كلى واحدة بعد أن قاموا ببيع كلاهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل استغلت عصابات الاتجار بالبشر هؤلاء من أجل اقناع غيرهم ببيع كلاهم، وبالتالي تشكلت شبكة واسعة تعتاش على هذه العملية».

********

رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يلتقي وفد القوى المدنية

بغداد – طريق الشعب

التقى وفد من القوى المدنية مع السيد رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي يوم الأحد 14 /3 /2021 حول المناقشات الجارية لإقرار قانون المحكمة الاتحادية

وبين الوفد الاهمية الكبيرة لهذا القانون في البناء الدستوري والديمقراطي للدولة العراقية، ومسؤولية مجلس النواب في تشريع قانون رصين يتضمن قيام محكمة دستورية، تؤدي مهامها وفق مبادئ المواطنة والاستقلالية ومعايير الديمقراطية واحترام الدستور نصاً وروحاً.

وفي هذا الاطار شدد الوفد على أهمية الحفاظ على مدنية الدولة العراقية، والتأني في تعديل قانون المحكمة الاتحادية بسبب استمرار الخلافات السياسية حوله منذ 17سنة.

 وأكد الوفد ان طرح قانون جديد في هذا الوقت غير ملائم، وترى العديد من القوى المدنية أن يكون الخيار باتجاه تعديل القانون رقم 30 لسنة 2005 النافذ، من خلال ملء اي شاغر في قوام المحكمة بالتشاور بين المحكمة ومجلس القضاء الأعلى الاتحادي ومجلس القضاء في إقليم كردستان.

ومن جانبه اعرب السيد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي عن تفهمه للاراء والتحفظات التي تطرحها القوى المدنية بشأن مشروع القانون، مؤكدا حرصه على ان يكون القانون منسجما مع النص الدستوري، وبما لا ينتقص من الطابع المدني للدولة  وان لا يحتوي على فقرات قد تؤدي الى التمييز بين المواطنين وعلى حقوقهم كمواطنين متساوين امام القانون وفي الحقوق.

واشر الحلبوسي بعض المقترحات المتعلقة بدور الخبراء في الفقه الاسلامي والتي تحصر مهمتهم في النظر بالقضايا التي لها مساس بالمادة الدستورية الخاصة باحترام ثوابت احكام الاسلام.

وحضر اللقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والدكتور علي الرفيعي الأمين العام لحزب التيار الاجتماعي الديمقراطي، والسيد ضياء السعدي نقيب المحامين والدكتور احمد علي إبراهيم القيادي في حزب التيار الاجتماعي والدكتور علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

********

راصد الطريق

ماذا قدمنا للنخلة العراقية ؟!

أعلنت وزارة الزراعة ان ٦٠٠ الف طن من التمور (خاصة الزهدي والخستاوي) صدرت الى الخارج في الموسم الحالي.

خبر جيد، وان لم تصل الكميات  الى ما كان العراق يصدره في  ستينيات وسبعينيات  القرن الماضي ، حين احتل الصدارة عالميا في تصدير التمور.

وفيما يعتبر حجم المصدّر خطوة بالاتجاه الصحيح، فانه يثير تساؤلات مشروعة، خاصة ما يتعلق باستمرار دخول (ولا نقول استيراد) التمور الى العراق من دول اخرى، ثم بالكيفية التي تُصدّر فيها  تمورنا من دون تصنيع، ولا تعبئة حديثة ترفع من قيمتها وقدرتها على المنافسة.

نشير الى هذا لأن الزهدي العراقي المصدّر في (أكياس) مثلا، يعود الينا مُصنّعا  باحدث الطرق ، وطبعا بأسعار اعلى بكثير.

ويبقى القول ان النخيل في بلادنا يحتاج  الى الكثير من الجهد والدعم والحماية، وبضمنها وقف تجريف البساتين وحرق النخيل، وتكثير الأصناف الجيدة  ودعم توزيعها على الفلاحين والمزارعين.   

***********

الصفحة الثانية  

النجار تكشف عن 970 مشروعاً  وهمياً و800 متلكئاً

بغداد ــ طريق الشعب

كشفت رئيسة الهيئة الوطنية للاستثمار سهى النجار، عن وجود 970 مشروعاً وهمياً، نسبة الانجاز فيه صفر، و800 مشروع متلكئ.

وقالت النجار في حديث صحفي, إنّ “هناك إحصائية لدى هيئة الاستثمار بشأن المشاريع الوهمية والمتلكئة”, مبينة, ان “مجموع الاجازات الصادرة منذ بدء الهيئة عملها لغاية اليوم بلغت 2400 إجازة”.

وأضافت النجار أن “من بين هذه الإجازات يوجد 970 مشروعاً نسبة الانجاز فيه صفر، والتي تعتبر وهمية، إضافة الى 800 مشروع متلكئ نسب الانجاز فيها متفاوتة ولكن لم تنجز, وعدد المشاريع المنجزة هو 500 مشروع فقط”.

واكملت النجار أن “تسهيلات منح الفيزا للشركات الاستثمارية تكون حسب قانون الاستثمار، والشركات التي تعمل في العراق يسمح لها بجلب 50 في المائة من العمالة، وتمنح لهم الفيزا عن طريق هيئة الاستثمار”.

وبينّت النجار أن “الهدف من السماح للشركات بجلب 50 في المائة من العمالة الأجنبية، هو لتشجيع اليد العاملة العراقية، وإجبار تلك الشركات على تشغيل 50 في المائة من العمالة العراقية”.

************

اضاءة

يا لرخص النفس العراقية!

محمد عبد الرحمن

منذ  ثلاثة ايام والاردن لا يغمض له جفن، وحكومته كمن يتقافز فوق سطح صفيح من جمر، لا تدري كيف تداري الغضب المتفجر في طول البلاد وعرضها ..

فقد شهدت مستشفى مدينة السلط يوم السبت جريمة إهمال شنيع تسبب في وفاة  تسعة اردنيين من مرضى فيروس كورونا نتيجة انقطاع الاوكسجين عنهم.

ولم يكد الخبر ينتشر حتى استقال وزير الصحة، وسبقه مدير المستشفى، فيما تجمع  اهالي الضحايا ساخطين، واندلعت مظاهرات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة ومعاقبتهم.

وهرع الملك وولي عهده الى المستشفى متفقدين وساعين الى التهدئة.

واعتقل مدير المستشفى ومساعدوه الاربعة.

ودعي مجلسا النواب والاعيان الى جلسة طارئة.

لكن أهالي الضحايا وعموم المواطنين، الذين اجمعوا على اعتبارها “كارثة”، ظلوا يطالبون باستقالة رئيس الوزراء - المسؤول التنفيذي الاول، وانزال العقاب بكل من تسببوا فيها.

يحدث هذا كله في الاردن المجاور وليس في اي بلد اوربي او آخر عريق في الديمقراطية واحترام الانسان وتقديس النفس البشرية.

ونتابع الحدث نحن العراقيين، فنستذكر ضحايانا المئات والآلاف، شهداء ومصابين ومعوقين ومختطفين ومغيبين، ومن تسفح دماؤهم حتى اليوم ظلما واستهتارا، وآخرهم المغدور جاسب والد المغيب  علي في العمارة .        

ونتساءل: هل بين قتلة هؤلاء جميعا من اعتُقل وحوسب، ولا نقول عوقب وفرض عليه دفع ثمن جريمته؟

وهل حوسب من تسبب في ازهاق أرواح عراقيين مرضى بكورونا او بغيرها، نتيجة التقصير وسوء خدمات النظام الصحي؟ او من يتحمل مسؤولية هذا التاخير الواضح في توفير اللقاح للعراقيين اسوة بدول العالم، التي انتقل بعضها الى تقديم الجرعة الثالثة مثل دولة  الامارات؟

 كم من مسؤول عراقي يتوجب ان يستقيل حالا، وكم منهم يتوجب ان يقبع خلف القضبان غير ماسوف عليه؟   

واخيرا، هل هناك ارخص من الدم العراقي .. وارخص من النفس العراقية ؟

************

التظاهرات الشعبية تتصاعد

احتجاجات إقالة الحكومات المحلية مستمرة

بغداد ــ طريق الشعب

تصاعدت خلال الايام الماضية الاحتجاجات المطالبة بإقالة الحكومات المحلية، في عدد من المحافظات. ورافقت هذه الاحتجاجات حملات قمع واعتقال طالت عددا من المحتجين، مع اصابة اعداد اخرى منهم، نتيجة لاستخدام بنادق الصيد والصجم والغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين.

فيما تواصلت الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل وتحسين الواقع الاقتصادي للمواطنين في عدد آخر من المحافظات.

صدامات في النجف

وشهدت محافظة النجف احتجاجات واسعة، للمطالبة باقالة المحافظ لؤي الياسري, قابلتها القوات الامنية باستخدام العنف المفرط تجاههم، ما تسبب في اصابة عدد من المحتجين بجروح بليغة. وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المئات من المحتجين واصلوا احتجاجاتهم المطالبة باقالة الحكومة المحلية، من خلال قطع عدد من الطرق الرئيسية داخل المحافظة, قبل ان تقابلهم القوات الامنية باستخدام الغاز المسيل للدموع وبنادق الصيد, ما تسبب في اصابة العشرات من المتظاهرين بجروح متفرقة”.

احتجاجات في بابل والمثنى

من جانبهم, جدد المحتجون في محافظة بابل, تظاهراتهم المطالبة باقالة المحافظ حسن قنديل.

وبيّن مراسل “طريق الشعب, ان “اعدادا كبيرة من المحتجين جددوا احتجاجاتهم المطالبة باقالة المحافظ حسن قنديل، نتيجة لسوء الخدمات وتردي اوضاع المحافظة بشكل عام”, مشيرا الى ان “المحتجين طالبوا بتعيين شخصية كفوءة ونزيهة لادارة المحافظة”, داعين الى “ابعاد منصب المحافظ عن منهج المحاصصة”.

وفي محافظة المثنى, واصل المئات من المحتجين تظاهرات المطالبة بإقالة الحكومة المحلية. وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “اعدادا غفيرة من المحتجين واصلوا احتجاجاتهم المطالبة بإقالة الحكومة المحلية في المحافظة، بسبب الفشل في اداء مهامها واستشراء الفساد”, مشيرا الى “حدوث صدامات بين المحتجين والقوات الامنية”. وفي السياق, نظم عدد من خريجي الإدارة والاقتصاد والمعهد المحاسبي، تظاهرة قرب مبنى محافظة المثنى، مطالبين بتوفير فرص العمل، فيما نظم عدد من اصحاب العقود والاجور اليومية في دوائر مديرية الكهرباء، وقفة احتجاجية، دعوا من خلالها الى صرف اجورهم المتأخرة، وتضمينها في موازنة العام الحالي.

وفي ساعة اعداد هذا التقرير نظم المحتجون في محافظة البصرة مسيرة تضامنية مع بقية المحافظات المطالبة باقالة الحكومات المحلية.

الطلبة يحتجون..

وتلبية لدعوة اطلقها اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، تظاهر العشرات من الطلبة امام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بتحديد آلية الامتحان على نفس اليات المحاضرات. وشدد الطلبة المحتجون في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, على “ضرورة اتخاذ القرارات بما يتناسب مع وضعهم الحالي وبالتشاور مع ممثلي الطلبة”، مؤكدين “رفضهم قرار اجراء الامتحان حضورياً، مع استمرار تلقي التعليم الكترونياً”. ونصح الطلبة الوزارة “بالاستجابة الى مطالب الطلبة وعدم اتخاذ قرارات مستعجلة تضعها في حرج دائم”, منوهين الى “قيامهم بوقفات اخرى في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”. ودشن “معتصمو العلاوي” من خريجي كافة الاختصاصات وحملة الشهادات العليا، مسيرة احتجاجية، انطلقت من فندق بابل نحو بوابة المنطقة الخضراء في  احة الحرية، مطالبين بتوفير فرص العمل.

في المقابل, تظاهر العشرات من المواطنين في منطقة الشعب والكرادة في العاصمة بغداد، احتجاجا على قرار فرض حظر التجوال وغلاء الاسعار.

وقال مواطنون مشاركون في التظاهرة, ان “رفض القرار لا يأتي بسبب الاستهانة بخطر الوباء, لكن اوضاعنا تأثرت بشدة من جراء إجراءات حظر التجوال ما اثر بشكل مباشر على قوت عوائلنا”, مبينا ان “الحكومة تفرض حظر التجوال لكنها لا تأخذ في الحسبان اوضاع العوائل الفقيرة”.

احتجاجات متنوعة في ذي قار

وشهدت محافظة ذي قار، تظاهرات احتجاجية عديدة، تطالب بمكافحة الفساد وتوفير الخدمات وفرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من المحتجين اغلقوا مبنى قائمقامية قضاء الجبايش, رفضا لتكليف حسام عبد الباري كقائم مقام جديد للقضاء والمطالبة بتسمية بديل مستقل لإدارة القضاء”, مشيرا الى ان “تظاهرة شارك فيها المئات من اصحاب العقود والاجور اليومية في مديرية انتاج الكهرباء، امام مبنى الدائرة للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ عشرة اشهر”. واضاف ان “العشرات من خريجي كليات الهندسة والقانون والإدارة والاقتصاد والمعاهد التقنية من احتياط التعيينات على شركة نفط ذي قار, اغلقوا المصفى للمطالبة بتوفير فرص العمل”, مبينا ان “اهالي منطقة الحبيلية شرق مدينة الناصرية، اقدموا على قطع طريق المرور السريع من خلال حرق الاطارات، احتجاجا على تردي واقع الخدمات في مناطقهم”.

تظاهرات للمهندسين

الى ذلك, جدد خريجو كليات الهندسة في محافظة البصرة، مسيرتهم الاحتجاجية نحو شركة نفط البصرة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال المشارك في المسيرة علي حميد لـ”طريق الشعب”, ان “احتجاجاتنا مستمرة منذ حوالي 7 اشهر، ورغم الوعود الحكومية من قبل رئيس الحكومة ووزرائه, لكننا ما زلنا ننتظر تنفيذ هذه الوعود”, مؤكدا “استمرارهم في الاحتجاج حتى تلبية مطالبهم”. هذا ونظم عدد من المتعاقدين مع شركة ابن ماجد التابعة لوزارة الصناعة والمعادن، وقفة احتجاجية أمام بوابة الشركة في البصرة، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة، وتجديد عقودهم من قبل الوزارة.

في الاثناء, جدد العشرات من خريجي كليات الهندسة في محافظة واسط، مطالبتهم بتوفير فرص عمل لهم في المؤسسات النفطية. وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من المهندسين نظموا وقفة امام مقر نقابة المهندسين، للضغط على الحكومة بتلبية مطالبهم”.

وفي غضون ذلك, تظاهر العشرات من المزارعين امام شركة تسويق الحبوب في ميسان، داعين الى صرف مستحقاتهم من اموال تسويق محصولي الحنطة والشعير للموسم الماضي. وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المزارعين طالبوا بدفع اموالهم جراء تسويق محاصيل الحنطة للعام الماضي”, متهمين “الحكومة بالتهرب من دفع مستحقاتهم”.

*************

دعوات لتدخل مجلس القضاء الاعلى في القضية

استنكار واسع لاغتيال والد المغيب علي جاسب

بغداد ــ طريق الشعب

استنكرت اعداد كثيرة من المحتجين في مختلف المحافظات، حادثة اغتيال والد الحقوقي المغيب علي جاسم (الشاعر جاسب الهليجي). فيما دعت مفوضية حقوق الانسان، مجلس القضاء الاعلى الى تشكيل لجنة قضائية للنظر في قضية الشهيد الهليجي وولده المغيب علي جاسب.

غضب في ميسان

وفي محافظة ميسان, تظاهر العشرات من المحتجين امام مبنى قيادة شرطة المحافظة، مطالبين بالكشف عن الجهة التي تستهدف المحتجين.

ودان المحتجون في بيان طالعته “طريق الشعب”, “عملية تصفية الهليجي التي وصفوها بالإرهابية”، مشيرين الى انها “تنفذ من قبل جهات معروفة لدى الجهات الامنية”.

ويؤكد المحتجون انه “في حال عدم حال عدم تنفيذ مطالبهم فان اقالة قائد الشرطة والمحافظ، سيكون خيارهم القادم”. وطالب محمود حطاب الهليجي “شقيق جاسب” (وفد الداخلية) الذي زارهم برئاسة الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن بالكشف عن  الجهة التي دفعت القاتل لتنفيذ جريمته النكراء. وقال الهليجي إن “القاتل من أبناء عمومتنا لكن نحن طالبنا (وفد الداخلية) بكشف الجهة التي دفعته، فنحن نشك في أن هناك جهات دفعته لتنفيذ جريمته”.

 واوضحت عائلة (جاسب الهليجي) في ميسان أن الشخص المعتقل والمتهم بالحادث بالفعل “أحد أبناء عمومتنا” لكنه يعمل مع جهة مسلحة متهمة باختطاف ابن المغدور، المحامي علي جاسب.

تضامن في ذي قار

من جانبهم, تظاهر المئات من المحتجين في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين والجهات التي تستهدفهم.

وشدد المحتجون في بيان طالعته “طريق الشعب”, على “الكشف الفوري عن ملابسات الجريمة ومحاكمة المتهمين فيها وعدم تسويف الحادث”, مطالبين بـ”الكشف عن مصير الناشطين المغيبين ومنهم علي جاسب وسجاد العراقي”. وفي السياق, دان متظاهرو قضاء الإصلاح التابع إلى محافظة ذي قار، حادث اغتيال الهليجي.

واعلن المتظاهرون في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه، عن “ادانتهم واستنكارهم للعمل الاجرامي الذي تعرض  له الشاعر جاسب الهليجي في محافظة ميسان”. وأشار البيان إلى أن “استمرار مثل هذه الأعمال نتيجة للسلاح المنفلت، يشكل خطرا على حياة المتظاهرين والناشطين، الأمر الذي يتطلب من الجهات الأمنية اخذ دورها الحقيقي لحماية المتظاهرين والناشطين والمواطنين”.

وقفات متفرقة

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان المتظاهرين والناشطين في محافظة الديوانية، نظموا وقفة احتجاجية في ساحة الساعة للتنديد باغتيال الهليجي.  يُذكر أن أعداداً كبيرة من المحتجين في مدينة السماوة، استنكروا حادث الاغتيال من خلال تظاهرة كبيرة، نظموها قرب مبنى المحافظة، تخللتها صدامات بين المحتجين والقوات الامنية. وفي السياق, تضامن العشرات من المحتجين في العاصمة بغداد مع عائلة الشهيد، معلنين رفضهم القاطع لاستمرار الانفلات الامني. الى ذلك, حمّل المتظاهرون في محافظة كربلاء قيادة شرطة ميسان مسؤولية استشهاد والد المختطف علي جاسب، وذلك من خلال وقفة احتجاجية نظموها في ساحة التربية وسط كربلاء. يُشار الى ان محافظات بابل وواسط والنجف شهدت احتجاجات مماثلة لاستنكار الجريمة وللمطالبة بحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على العصابات التي تنفذ هذه الاعمال.

لجنة من مجلس القضاء

في المقابل, اكد عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان علي البياتي، في تغريدة على “تويتر” طالعتها “طريق الشعب”، “ضرورة أن يشكل مجلس القضاء الاعلى لجنة قضائية للنظر في قضية المحامي على جاسب المختطف ووالده المقتول وبشكل عاجل قبل أن تكبر القضية اكثر وتتحول ميسان إلى ذي قار الثانية”.

*****************

تعزية

عائلة الرفيق الراحل محمود حسين كعيد (أبو عادل) المحترمون

تلقينا بألم وحزن عميقين نبأ رحيل الرفيق (أبو عادل) الشخصية الوطنية والمناضل الشيوعي والشاعر الذي وقف الى جانب قضايا الشعب وكادحيه ، وتغنى بامجاد الحزب والشعب، ومجد شهدائهما.

في هذه المناسبة الحزينة، نتقدم بالتعازي الى عائلة الفقيد، ورفاقه وأصدقائه، متمنين للجميع الصحة والعافية.

للرفيق الفقيد الذكر الطيب دوماً، ولكم الصبر والسلوان.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

15/3/2021

*************

الصفحة الثالثة

أصدرته أحزاب ومنظمات وشخصيات مدنية وديمقراطية

بيان مشترك حول تشريع قانون المحكمة الاتحادية

بغداد ــ طريق الشعب

أصدرت العشرات من الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية، أمس، بيانا مشتركا بخصوص الاشكالية التي رافقت مقترح التعديل على قانون المحكمة الاتحادية واقحام “خبراء الفقه” فيه.

اعتراض كبير

وأوضحت الأطراف التي أصدرت البيان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته في قاعة نقابة الجيولوجيين في بغداد، وحضرته “طريق الشعب”، ما يلي: “يواصل مجلس النواب التصويت على مواد مشروع قانون المحكمة الاتحادية،  وسط مخاوف من ان يؤدي تمريره بصيغته الحالية الى إشكالات عدة، ويزيد من حدة الانقسام في البلاد، ويخل بالتواؤم في مجتمعنا العراقي المتسم بالتنوع. وقد توقف  المجلس عند بعض المواد التي هي، بعد 17 سنة من إصدار الدستور، محل خلاف وجدل قانوني وسياسي، لأنها تمس أسس وأركان الدولة المدنية وبنائها الديمقراطي كما نص عليها في الدستور، وتنال من دور السلطة القضائية بما تقضي به من اضافة أعضاء من غير القضاة في تشكيلة المحكمة الاتحادية العليا. إن المحكمة الاتحادية تمثل ركنا أساسيا في النظام الدستوري للدولة، وعند تشريع قانونها يتوجب عدم الانتقاص من مدنية الدستور نصا وروحا،  وابقائه ضامنا لحقوق وحريات جميع أطياف الشعب، بتنوعه الديني والمذهبي والقومي والثقافي.  ونظرا للأهمية التي تتمتع بها المحكمة الاتحادية، فان تشريع قانونها يتطلب قبولا واسعا من جانب الاطراف المختلفة داخل مجلس النواب وخارجه، وفي أجواء من الثقة المتبادلة، والأخذ برأي الجهات القضائية والقانونية المختصة، إلى جانب نقابة المحامين واتحاد الحقوقيين والمنظمات الحقوقية وأساتذة الجامعات المتخصصين في القضاء والقانون الدستوري، وعدم قصر مهمة تشريع القانون على الكتل السياسية الممثلة حاليا في مجلس النواب. وفي ظل هذه الأوضاع والظروف نطالب نحن، ممثلي القوى والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية الداعية إلى مدنية الدولة وبنائها الديمقراطي القائم على التعددية وعلى احترام التنوع في القوميات والأديان والمذاهب والتوجهات  السياسية والفكرية، بما يلي: أن يجري تشريع قانون المحكمة الاتحادية  في ظل أجواء مناسبة، وليس في الظروف الحالية غير المواتية والمتسمة بعدم الثقة المتبادلة، أن لا يكون التشريع ضمن صفقة سياسية، وبالتزامن والارتباط مع تشريع قانون الموازنة، وتحت ضغط إجراء الانتخابات المبكرة، حيث عودتنا الكتل السياسية على السعي في اطار مثل هذه الصفقات  الى  تكريس هيمنتها وتشبثها بمغانم السلطة والنفوذ، أن يقوم تشكيل المحكمة الاتحادية على مبادئ المواطنة والنزاهة والكفاءة والاستقلالية، بعيداً عن كل أشكال المحاصصة الدينية والطائفية والقومية. وبالنظر الى الظروف الراهنة ومن اجل تجنب ما يثيره تشريع قانون المحكمة الاتحادية بصيغته الحالية، نرى ان الحل يكمن  في الاتفاق على تعديل المادة الثالثة من قانون المحكمة الاتحادية النافذ، بحيث يكون نصها كما يلي: “عند حدوث أيّ شاغر في نصاب المحكمة، يتم التعيين من خلال  التشاور بين قضاة المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى ومجلس القضاء في الإقليم) وذلك ضمانا لاستمرار المحكمة الاتحادية في أداء مهامها.

الموقعون

واختتم البيان المشترك بتوقيع كل من “حزب الأمة العراقية، الحزب الشيوعي العراقي، حزب التيار الاجتماعي الديمقراطي، الجبهة الفيلية، حركة انتفاضيون، حزب الإيثار العراقي، حزب البصمة الوطنية، حزب الحوار للتغيير، حزب الخيار العربي، حزب الشباب للتغيير، تجمع وطن المدني العراقي، الحزب الوطني الآشوري، العراق هويتنا، حزب الحرية والديمقراطية الايزيدي، حزب بيارق الخير، التيار القاسمي، حزب الوفاء الوطني العراقي، حركة امتداد، حزب الاتفاق الوطني، التيار الوطني العشائر العراقية، حزب الحق الوطني، الحركة الديمقراطية الأشورية، حزب صوت الجماهير، حزب التجمع الوطني التقدمي، حزب بيث النهرين الوطني، كتلة المستقبل الكردستاني، التحالف الوطني/ إقليم كردستان، تحالف العمل الوطني، د. شاكر كتاب، الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني، الحركة المدنية الوطنية.

هذا ووقع البيان أيضاً مئات الشخصيات الوطنية والاكاديمية والثقافية والاعلامية الى جانب ممثلي منظمات المجتمع المدني.

**********************

نقابة المحامين: إشراك غير القضاة

في المحكمة الاتحادية انتهاك واضح

بغداد ــ طريق الشعب

أصدرت نقابة المحامين العراقيين، السبت الماضي، بياناً خاصاً تضمن رؤيتها القانونية حول قانون المحكمة الاتحادية العليا، و الإشكاليات المطروحة والتي «تعرقل الإسراع في تشريعه».

وذكرت النقابة في البيان الذي تقلت «طريق الشعب»، نسخة منه، ما يلي: «أولا: سبق للنقابة وتقديراً منها لحراجة الموقف الذي نشأ عن نقص النصاب القانوني للمحكمة الاتحادية، وقرب موعد الانتخابات المبكرة بوضع مسودة مشروع لتعديل قانون المحكمة الاتحادية العليا رقم (30) لسنة 2005 النافذ، بما يؤمن معالجة النقص الحاصل في نصابها لتمكينها من القيام بمهامها المنصوص عليها في المادة (93) من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 النافذ، وتم تقديم المشروع الى رئاسة مجلس النواب بتاريخ 5/9/2020، ولكن للأسف لم تحضَ هذه المبادرة التي تقدم حلاً سريعاً لسد النقص في عضوية المحكمة اي استجابة. ثانيا: ناقش مجلس النواب على امتداد جلساته الاخيرة مشروعاً لقانون المحكمة الاتحادية يستند الى المادة (92) من الدستور النافذ. وبموجب هذا المشروع تتكون المحكمة الاتحادية العليا من رئيس ونائب رئيس و(7) اعضاء قضاة، يضاف لهم (4) خبراء في الفقه الاسلامي وعضوين (2) من فقهاء القانون، يحق لهم جميعاً ان يمارسوا دور القضاة في التصويت على القرارات التي تتخذها المحكمة. ثالثا: ان المبدأ القانوني قد فرق بين القاضي والخبير حيث يضطلع الخبير لبيان الامور العلمية والفنية دون التطرق الى الجوانب والمسائل القانونية التي تنحصر وتدخل في مهام القضاة، وفي القضايا والدعاوى التي تستدعي الاستعانة بالخبراء، وفي كل الاحوال والحالات فان رأي الخبير لا يقيد المحكمة وليس ملزماً لها. رابعا: ان هذا يستدعي التأكيد على ان القضاة في المحكمة الاتحادية لوحدهم دون غيرهم يمتلكون الصلاحية القانونية في اصدار الاحكام والقرارات القضائية، وبإمكان المحكمة الاتحادية الاستعانة عند الضرورة برأي الخبراء في الفقه الاسلامي وفقهاء القانون والتقيّد بالوجائب القانونية الدستورية المتعلقة بعدم جواز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ومبادئ الديمقراطية، طبقاً لأحكام المادة (2) من دستور جمهورية العراق لسنة 2005. خامساً: ان اشراك غير القضاة بإصدار الاحكام والقرارات القضائية تحت عناوين خبراء وفقهاء أو أي مسمىً آخر، يعد خروجاً عن مفهوم القاضي ويشكل انتهاكاً لسلطة القاضي المستقل الذي لا سلطان عليه لغير القانون، وتدخلاً في شؤون العدالة المحظور في المادة (88) من الدستور، ويرتب اثاراً خطيرة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي من الصعوبة تداركها واحتواؤها».

ووجهت النقابة بيانها إلى «رئيس واعضاء مجلس النواب والى ابناء الشعب العراقي كافة، ادراكاً لأهمية المحكمة الاتحادية العليا ودورها الوطني الكبير في بناء الدولة والمجتمع وحماية وحدة العراق واستقلاله وسيادته».

******************

مجلس السلم والتضامن واتحاد الحقوقيين العراقيين:

فرض أعضاء من خارج الجهاز القضائي على المحكمة الاتحادية أمر خطير

بغداد ــ طريق الشعب

عدّ المجلس العراقي للسلم والتضامن، واتحاد الحقوقيين العراقيين، أمس، محاولة ادراج أعضاء من خارج الجهاز القضائي على المحكمة الاتحادية “أمر خطير ومرفوض”.

وذكرت سكرتارية المجلس في بيان تلقته “طريق الشعب”، إنه “في نية البرلمان المصادقة على أخطر القوانين على مستقبل الدولة المدنية والحريات الديمقراطية والمساواة بين اطياف المجتمع العراقي في الحقوق المدنية والتي نص عليها الدستور العراقي في ديباجته وفي اكثر من مادة فيه. ألا وهو قانون المحكمة الاتحادية العليا”.

وأكد البيان، أن “فرض أعضاء من خارج الجهاز القضائي بأي صفة كانت على جسم المحكمة مخالفه فاضحة وواضحة لنص المادة (٩٢ أولاً) من الدستور وما اراده المشرع في (ثانياً) من المادة لتحديد أعداد وواجبات تكوينات المحكمة وبما لا يخل بنص المادة (٨٨) من الفصل الثالث من الدستور”، لافتا إلى أن “تشريع القانون الان وقبل عودة المحكمة الى ممارسة نشاطها بتعويض النقص الحاصل فيها يفقد القانون شرعيته بعدم النظر في الطعون في القانون والتي كفلها الدستور للمواطنين”.

وتابع بيان المجلس “لقد نأت المحكمة الاتحادية طيلة الفترة الماضية بنفسها عن لوثة المحاصصة الحزبية واليوم يسعى البرلمان للإجهاز على آخر ما تبقى من جسد الدولة بمحاولاته لشرعنة وتكريس المحاصصة الاثنية والطائفية الحزبية التي يرفضها الشعب وقد عانى منها الأمرين. إن هذا الأمر هو خطر جسيم لا مبرر له ويهدد للسلم الاهلي ويعمق التناشز الاجتماعي ويعيق مشاريع القوانين التي تصب في خدمة الشعب واستقرار البلاد. ويستشعر المجلس العراقي للسلم والتضامن هذا الخطر على مستقبل البلاد. وعليه فإن المجلس العراقي للسلم والتضامن يدعو بإلحاح وقوة مجلس النواب رئاسة وأعضاءً إلى اعادة النظر في مشروع القانون وقصر المحكمة الاتحادية العليا على القضاة حصرا كما هو معمول به في كل النظم الديمقراطية في العالم، ولا بأس ايضا من مستشارين وخبراء من خارج المحكمة لمزج آرائهم فيما تقتضي المشورة فحسب. كما يدعو المجلس القوى المدنية الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات  والشخصيات الوطنية والفعاليات الاجتماعية في الداخل والخارج، إلى رفع صوتها تعبيرا عن رفضها القانون المشار اليه وتعديله بما ينسجم مع بناء الدولة المدنية ويتوافق مع دستور البلاد”.

موقف الحقوقيين العراقيين

وفي السياق، شدد اتحاد الحقوقيين العراقيين – المقر العام، على خطورة هذه الخطوة فيما يتعلق بقانون المحكمة الاتحادية.

وطالب الاتحاد في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، مجلس النواب العراقي بـ”أن تكون المحكمة مقتصرة على القضاة مع مراعاة المادة 92 من الدستور العراقي النافذ والتي تتعلق باشراك فقهاء الشريعة والقانون في المحكمة العليا. اذ يكون دورهم استشاريا في القضايا الهامة بحدود الاختصاص”، مبينا أن “مشاركة غير القضاة في الاحكام القضائية تحت مسمى خبراء وفقهاء يعد امرا غير مقبول وتدخلا في شؤون العدالة وارباكا في المنظومة القانونية التي ينادي الكل باستقلالها. حيث إن مسؤولية الاتحاد تحتم عليه أن يرفض الطائفية او المذهبية في عمل القضاء والمحاكم كوننا دولة ديمقراطية تكرس جانب المساواة والعدالة في التمثيل حيث ان وجود فقهاء من مكونات محددة فيه اقصاء للأقليات”.

وأردف البيان أن “وجهة نظرنا كحقوقيين ورجال قانون نؤمن بجميع الطوائف والاديان دون تمييز ونرى ان اشراك الفقهاء والخبراء في المحكمة الاتحادية العليا يعد اعتداء على صلاحيات السلطة القضائية في استقلالها باتخاذ القرارات وفق مبدأ الاختصاص والاستقلالية. وبهذا نأمل من رئيس واعضاء مجلس النواب العراقي الوقوف معنا من اجل الحفاظ على استقلال المحكمة الاتحادية العليا من اجل تأدية دورها الوطني الكبير نحو حماية العراق والحفاظ على سيادته وازدهار شعبه بكل شرائحه ومختلف طوائفه”.

**********************

بيانات رفض من تحالف المادة 38 واقليم كردستان

عشرات المنظمات المدنية ترفض مواد في مشروع قانون المحكمة الاتحادية

بغداد ــ طريق الشعب

أصدرت 181 منظمة مدنية وشخصيات منضوية تحت تحالف المادة 38 الدستورية، فضلا عن 11 منظمة أخرى في اقليم كردستان، بيانات بخصوص تشريع قانون المحكمة الاتحادية، معلنة رفضها محاولة اقحام “خبراء الفقه” ضمن قوام المحكمة.

مؤتمر صحفي في اتحاد الادباء

وعقد تحالف المادة 38 الدستورية، يوم أمس، مؤتمرا صحفيا في بناية اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، القي خلاله بيان تفصيلي بخصوص الموقف من تشريع قانون المحكمة الاتحادية والتعديلات المقترحة بشأنه.

وجاء خلال البيان الذي القاه الشاعر عمر السراي، خلال المؤتمر الذي حضرته “طريق الشعب” ما يلي: “نحن الموقعون أدناه ممثلو منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الانسان والحريات العامة، المجتمعين في اطار تحالف المادة 38 الدستورية، نتابع باهتمام وقلق بالغين نقاشات مجلس النواب بشأن تشريع قانون المحكمة الاتحادية، التي تعتبر عماد القضاء الدستوري وجزءا مهما من اركان السلطة القضائية المستقلة. نود ان نلفت انتباه المشرعين في مجلس النواب، الى ان زملاءهم السابقين في العام 2016، على اثر الحراك الاحتجاجي الشعبي، اتفقوا على ادانة (الطائفية البغيضة) كنهج للنظام السياسي، واتخذوا القرارات بالبدء بعملية اصلاح شاملة للخروج من نفق الطائفية والمحاصصة في تقاسم السلطة والمناصب، والعمل على الالتزام بتطبيق الدستور في ارساء قواعد الحكم الديمقراطي بان الشعب مصدر السلطات وشرعيتها، والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات، وحماية الحقوق والحريات التي تنطلق من ان العراقيين متساوون امام القانون دون تمييز، وان تكافؤ الفرص حق مكفول لهم جميعا”.

وأضاف البيان “مع التلكؤ في تحقيق الاصلاح الموعود، انطلقت انتفاضة تشرين 2019 داعية للدولة المدنية القائمة على المواطنة والعدالة والاجتماعية، استرخص الشباب المنتفض ارواحهم لتحقيق هذا الهدف الذي بات يشكل مطلبا محوريا لانتشال بلدنا من الدمار والفساد، وتصفية منابع الارهاب والتطرف، وحماية التماسك المجتمعي والهوية الوطنية الجامعة لشعبنا. كما شدد قداسة البابا فرنسيس في زيارته مؤخرا الى العراق، على التاريخ العريق لشعبنا بكل اديانه وقومياته وطوائفه وشرائحه الاجتماعية، مؤكدا الدعوة للدولة المدنية بوصفها ضمانا وخريطة لطريق تحقيق السلام والتعايش السلمي والازدهار في العراق”، مبينا أنه “في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا، نؤكد موقفنا الرافض لمحاولة اقحام الدين وترسيخ الطائفية في هيكلية المحكمة الاتحادية، التي ستؤجج النزاعات والتمزق الطائفي والعنف الدموي، وستعطل هذا الجهاز الهام من القيام بوظيفته الحساسة في تطبيق الدستور وحماية مصالح العراق بلدا وشعبا”. وأردف “اننا وباسم تحالف المادة 38 الدستورية، نطالب مجلس النواب بتأجيل تشريع قانون المحكمة الاتحادية الى الدورة القادمة لإخضاع مشروع القانون للمزيد من الدراسة والتدقيق بمشاركة واسعة من ذوي الاختصاص والخبراء ومنظمات المجتمع المدني، وندعوكم للإسراع في تعديل قانون المحكمة الاتحادية النافذ بما يضمن لها ممارسة دورها في المصادقة على نتائج الانتخابات المقبلة”. يُذكر أن البيان عنون إلى كل من رئيس البرلمان ونوابه، فضلا عن أعضاء البرلمان.

بيان منظمات الاقليم

وعلى صعيد ذي صلة، أصدرت منظمات المجتمع المدني في اقليم كردستان، بيانا آخر بخصوص مشروع قانون المحكمة الاتحادية.

وذكرت المنظمات في بيان تلقته “طريق الشعب”، إنه “من المعلوم ان القراءتين الاولى والثانية من مشروع تعديل قانون المحكمة الاتحادية قد تمتا في البرلمان العراقي، وهناك قرار بالتصويت على إقرار هذا القانون في 15 من شهر آذار الجاري، واحدى فقرات مشروع القانون تتضمن فرض اعضاء في المحكمة الاتحادية من خارج الجسم القضائي، وتحاول القوى الدينية في البرلمان الضغط على الكتلة الكردية والقوى المدنية بعدم التصويت على الموازنة الاتحادية اذا لم يتم اقرار قانون المحكمة الاتحادية”.

وأشار البيان إلى أن “عمل المحكمة الاتحادية الفيدرالية يتلخص في مراقبة القوانين والقرارات التي لا تتقاطع مع الدستور، ومن حقها عند حدوث خلاف بين السلطة الاتحادية وسلطة الاقليم او اية خلافات قانونية اخرى، ان تتخذ قرارات تحسم تلك الخلافات، أي أن مهماتها  المراقبة وحسم الخلافات، وقراراتها حاسمة وقاطعة وليس من حق اي محكمة اخرى نقض قرارات المحكمة الاتحادية. لذلك نحن في اقليم كردستان، حيث نعيش ضمن اطار دولة العراق الفيدرالي، والمكون من الدولة المركزية واقليم واحد فقط، لذلك فإن قانون المحكمة الاتحادية الفيدرالية غاية في الاهمية”، مضيفا “أننا في الوقت الذي نساند وندعم فيه الحملة التي يقوم بها الناشطين في مجال حقوق الانسان والنقابات وخبراء القانون والشخصيات الوطنية والمنظمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني العراقي، في رفض الفقرات في مشروع قانون المحكمة الاتحادية الفيدرالية والتي تفرض فيها تعيين اشخاص في المحكمة من خارج الجسم القضائي، فأننا ندعو ممثلي الشعب الكردي الى رفض التصويت على هذه الفقرة من هذا المشروع”.

ودعا بيان المنظمات إلى التأكيد على “ضرورة المحافظة على المنجزات والحريات التي ضمنها الدستور لكافة المواطنين العراقيين بمختلف مكوناتهم الدينية والقومية. فان وجود محكمة اتحادية فيدرالية مستقلة هي الضامن لهذه الحقوق، وان فرض اعضاء من خارج المنظومة القضائية بصفتهم اعضاء في المحكمة أمر نرفضه بشدة”.

**********************

الصفحة الرابعة

ناشطون ومسؤولون يعتبرون الناصرية «مدينة منكوبة» 

لجنة برلمانية جديدة للتحقيق في مشاريع الخدمات في ذي قار

بغداد ـ عبد الله لطيف

شهدت محافظة ذي قار موجة احتجاجات عنيفة، طالبت بتوفير الخدمات الأساسية لها، والاعلان عن اسماء قتلة المتظاهرين، والكشف عن مصير المختطفين. ويقول مسؤولون سابقون في المحافظة، إن ما أثار غضب أهالي ذي قار، هو نقص الخدمات في المحافظة رغم مرور وقت على تسنم ناظم الوائلي (المحافظ المستقيل)، منصب المحافظ.  ويعتبر العديد من المسؤولين في المحافظة، ذي قار مدينة “منكوبة” بسبب نقص الخدمات، مشيرين في الوقت ذاته إلى مشاريع اخرى متلكئة خارج خطة تنمية الأقاليم.

 فساد يعطل المشاريع

وذكر الناشط المدني، في ذي قار، حسين علي في حديث لـ “طريق الشعب”، إن “الأهالي طالبوا منذ انطلاق الاحتجاجات بالخدمات الأساسية وتطوير البنى التحتية للمدينة”.  وأكد ان “المستشفى التركي، الذي انجز قبل أربع سنوات وتعطل افتتاحه بسبب الفساد، ورغبة استغلاله في الانتخابات القادمة، هو من أهم المشاريع التي تحتاجها ذي قار”.   وأضاف أن مشاريع خدمية كثيرة متوقفة أو متلكئة تخص إكساء الشوارع وتسليك الماء والمجاري للأحياء الواقعة في أطراف المدينة، إضافة إلى مشروع الطاقة الحرارية المركّبة.  ولفت الناشط إلى أن “المحافظ لم ينجز أي شيء من المهام التي قال إنه سيعمل على انجازها”.

«مدينة منكوبة»

وقال عضو مجلس محافظة ذي قار السابق، شهيد الغالبي لـ”طريق الشعب”، ان ذي قار مدينة “منكوبة”، بسبب تلكؤ العديد من المشاريع، رغم الجهود التي بذلت في السابق، وهذا ما أثار غضب أهالي المحافظة.

وأضاف أن الخدمات في المحافظة متدنية بما فيها الخدمات “البلدية والصحية”، حيث ان مشروع “المستفشى التركي” ما زال متلكئاً، وهو من أهم المشاريع في المحافظة، وكل الوعود التي قطعت لانجازه لم تنفذ رغم انه لم يتبق إلا القليل لإنجازه.

وأوضح الغالبي أن “البنى التحتية لقطاع التعليم شبه منهارة، كنا نتحدث عن حاجة المحافظة إلى 700 بناية مدرسية لفك الدوام المزدوج، ولم يتم بناء أي مدرسة رغم تخصيص مبالغ لها”. 

المبالغ المخصصة لا تصرف بالشكل المطلوب

وأشار إلى أن “مشاريع أخرى في مجال الثروة الحيوانية والزراعة والخدمات البلدية والنقل لا تزال معطلة”، مبيناً أن “المبالغ المخصصة للمحافظة، إذا صرفت بالشكل المطلوب، سنشهد محافظة جديدة تتوفر فيها الخدمات الأساسية”.

وأكد الغالبي، ان فترته شهدت “تدخلات من قبل القوى المتنفذة”، ما أدى إلى شلل المحافظة في تقديم مهماتها كما ينبغي، لافتاً إلى أن “القوى المتنفذة كانت هي من تسيّر عمل المحافظة، لذا تلكأت الكثير من المشاريع رغم الرصيد المالي الكافي لها”.  وذكر أن “المحافظ السابق أرجع أغلب الأموال المخصصة للمشاريع إلى الحكومة، ولم يصرفها وفق المدة القانونية المقررة للصرف”.

مشاريع وزارية

وأكد المهندس عادل كنو لـ”طريق الشعب”، أن “بعض المشاريع تلكأت بسبب عدم توفير التخصيصات المالية لها، وبعضها تلكأت بسبب احالتها على شركات غير كفوءة”، مشيراً إلى أن “مشاريع أخرى متلكئة هي خارج خطة تنمية الأقاليم، وهي مشاريع وزارية. أي أن الوزارات هي المسؤولة عنها”.

ومن بين المشروعات الوزارية المتلكئة، ذكر الغالبي “مشاريع انشاء محطات المياه، ومشروع المجاري الكبير في الناصرية”.

وفي الحديث عن إمكانية الحكومة المحلية الجديدة برئاسة عبد الغني الاسدي، من تنفيذ المهمات الخدمية التي امامها، قال الغالبي “الوقت مبكر للحديث عن الحكومة المحلية الحالية”.

وزاد “ما مطلوب الآن هو أن تتابع الوزارات مشاريعها، وأن تتابع الحكومة المحلية مشاريعها التي لم تنجز، وتحاسب المقصرين”. 

لجنة جديدة

بدورها، كشفت لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية، عن تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في مشاريع الخدمات في ذي قار والمحافظات الجنوبية.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن رئيس لجنة الخدمات، وليد السهلاني قوله: إن “البرلمان شكل لجنة للتحقيق في مشاريع الخدمات بشكل عام في محافظة ذي قار، والمحافظات الجنوبية، باعتبار أن هناك مشاكل في قطاع الخدمات والمجاري ومشاريع البلديات، التي أحيلت خلال الشهرين الماضيين، والتي فيها علامات استفهام معينة”، لافتاً إلى أن “مشكلة الناصرية ليست وليدة اليوم، بل هي مشكلة منذ أكثر من 17 عاماً بسبب قلة التخصيصات المالية”.

*******************

بعد زيارة البابا .. شبح الاغتيالات يعود الى البلاد

قانونيون وناشطون يشككون في اعترافات قاتل الحطاب: هذه جرائم ممنهجة

بغداد – طريق الشعب

بعد أيام قليلة مرت على ختام زيارة البابا الى العراق، التي شُدد خلالها على أهمية السلام والامن المجتمعي، عادت سلسلة اغتيالات المدنيين والناشطين، تحت تبريرات تنسبها الجهات الامنية الى خلافات عائلية وعشائرية.

والتحقيقات الاولية لجريمة قتل والد الناشط المغيب علي جاسب التي توصلت اليها الجهات الامنية، وصفها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بـ»الزائفة وغير المقنعة» وانها محاولة لإثارة الرعب وتكتيم الافواه.

سجال حول اعترافات القاتل

الصحفية افراح شوقي، نشرت على صفحتها في «فيسبوك» صورة لقاتل جاسب الحطاب، بحسب وزارة الداخلية، وكتبت تعليقا عليها: «كبش فداء للتغطية على جرائم المليشيات. اعترافات كاذبة ومسرحيات حكومية جديدة. والنتيجة ضيعوا دم الاب المغدور وابنه المختطف»، وختمت بالقول «الحبل على الجرار ياشعب».

فيما لم يؤيد المحلل السياسي عدنان الكناني، شكوك شوقي وكثير من المواطنين، في صحة المعلومات الواردة من وزارة الداخلية عن قاتل الحطاب. وقال ان «إفادة مرتكب جريمة قتل والد المحامي المغيب علي جاسب دونت ابتدائيا وقضائيا، وانه اعترف بارتكاب الجريمة، نتيجة لخلافات عائلية».

وقال الكناني انه «ليس من المعقول الاعتراف زيفا بارتكاب جريمة حكمها القضائي الاعدام».

تبريرات الاختطاف وقتل الناشطين

من جهته، قال نقيب المحامين ضياء السعدي: ان «عمليات الاختطاف وقتل الناشطين وذويهم، يعبر عن وجود سلطة قمعية، تعمل على مصادرة الحقوق الدستورية».

وقال السعدي لـ»طريق الشعب»، انه «ليس من المعقول تبرير عمليات القتل والاختطاف التي تستهدف الناشطين الى أسباب عشائرية او عائلية، خاصة وان هذه الممارسات ـ مهما كانت اسبابها ـ فهي جرائم، ومن واجب الحكومة وضع حد لها عبر الزام العقوبة تحت سياقات قانونية، لا اطلاق التبريرات».

وطالب السعدي الحكومة بضرورة «المضي في وضع سياقات تحقيقية قانونية لجرائم قتل الناشطين والمتظاهرين، فضلا عن الكشف عن الجهات التي تقوم بهذه الجرائم، وتصادر حق المواطن العراقي بممارسة حرية التعبير».

تصريحات متضاربة

بدوره، أشّر الكاتب والناشط فارس حرام «تصريحات متضاربة بين الجهات الحكومية واسرة الشهيد جاسب الحطاب»، مشيرا الى ان ذلك «يعكس وجود خلل كبير في ادارة الملف الامني، الذي اكد عليه المتظاهرين في ساحات الاحتجاج».

وقال حرام لـ»طريق الشعب» ان «الحكومة لا تتجرأ على الاقتراب من ملفات القتل السياسي الممنهج، فهي في هذا الجانب تكتفي باطلاق تبريرات تشكيل لجان تحقيق لا اكثر دون التوصل الى النتائج».

وأضاف ان «العمليات الاجرامية التي ترتكب تحت ذريعة الخلافات العائلية، تتسارع معها الحكومة الى اعلان نتائجها، في محاولة منها لارضاء الشارع لا اكثر».

وعدّ الناشط والاكاديمي ان «التشكيك في النتائج التي عرضت من قبل وزارة الداخلية، حول مقتل الحطاب امر وارد جدا، خاصة ان هناك اعتقادات كبيرة تشير الى ان الملف الامني في البلاد تسيطر عليه فصائل مسلحة، وليس ادارة حكومية مؤسسية، مبنية على فكرة الانتصار للمواطن قبل كل شيء».

وحاولت «طريق الشعب» الحصول على ايضاح من وزارة الداخلية في شأن شكوك الشارع والناشطين في صحة المعلومات التي افادت بها الوزارة، بالتوصل الى قاتل المغدور جاسب الحطاب، الا ان المتحدث باسم الوزارة خالد المحنا، فضّل عدم الرد على تساؤلات المراسل.

**********************

الفقر والبطالة والفساد أبرز الاسباب

تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر رغم وجود القوانين الرادعة

بغداد ــ علي شغاتي

تنامت مؤخراً، ظاهرة بيع الأعضاء البشرية مقابل مبالغ مالية زهيدة، وتدير هذه العملية عصابات منظمة مستفيدةً من انتشار الفقر والبطالة وقلة الوعي.

ويتعرض ضحايا هذه العمليات إلى النصب والاحتيال من قبل عصابات الاتجار بالبشر، ورغم وجود قانون يجرم الاتجار بالبشر لكن الظاهرة واصلت نموها بشكل خطير، ويعتقد متابعون ومختصون أن أسباب انتشار هذه الظاهرة إلى الفقر والفساد وضعف الأجهزة الأمنية وعدم تطبيق وتشريع قوانين تضمن تطبيق العدالة الاجتماعية.

عروض لشراء الأعضاء

ومن خلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي لاحظنا وجود صفحات عامة تنشر اعلانات عديدة من أجل الحصول على بائعين لأعضائهم البشرية وأهمها الكلى، ونشرت صفحة تحمل اسم «بيع الكلى في العراق»، خلال الشهر الماضي 4 منشورات، عرضت من خلالها شراء الكلى مقابل مبالغ مالية لم تفصح عنها، مشترطين حضور المتبرع مع ولي أمره مقدمين له عرض سكن في فندق راق في أربيل أو السليمانية، ومصرف يومي قدرة 60 ألف دينار، من غير سعر بيع الكلى، وهناك إعلانات أخرى على مواقع الكترونية مثل موقع «للبيع في العراق». والذي عرض سعرا مقداره 13 مليون مقابل الكلى مع تحملهم مصاريف النقل والسكن والمصاريف اليومية.

12 مليون سعر الكلى

ويقول مصدر مطلع في قطاع الصحة، رفض كشف هويته لـ»طريق الشعب»، إن «عملية بيع الكلى تتم من خلال عدة وسطاء بين بائع الكلى والمشتري حيث يحصل البائع على مايقارب 12 مليون دينار عراقي مقابل الكلى الواحدة، فيما تذهب 6 ملايين دينار إلى الوسطاء وعصابات الاتجار في البشر».

ويضيف أن «هناك عوائل كاملة في بغداد ينهشها الفقر يعيشون على كلى واحدة بعد أن قاموا ببيع كلاهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل استغلت عصابات الاتجار بالبشر هؤلاء من أجل اقناع غيرهم ببيع كلاهم، وبالتالي تشكلت شبكة واسعة تعتاش على هذه العملية»، مؤكدا أن «الأجهزة الأمنية عاجزة عن القضاء على هؤلاء نتيجة اتباعهم أساليب يصعب على الدولة السيطرة عليها نظرا لضعف الأجهزة الأمنية والفساد المستشري في الدوائر المعنية بمتابعة هذا الملف».

وفي معرض سعينا للوصول إلى هذه العوائل، حدد مراسل «طريق الشعب»، موعدا مع إحدى العوائل التي قام افراد من عائلتها ببيع أعضائهم، وعند انتقالنا إلى المكان المتفق عليه مسبقا، اعتذرت العائلة عن اللقاء وتقديم أي معلومة، ووفقا لمختار المنطقة الذي كان وسيطا في اللقاء، فأن «هؤلاء الاشخاص يخافون من الإفصاح على أي معلومة في العلن رغم علمه ببعض التفاصيل نتيجة لتدخله في حل عدد من المشاكل العائلية والتي كانت بسبب رفض بعض أفراد هذه العوائل بيع أعضائهم ما دفعهم للجوء إليه خوفا من إجبارهم على بيع أعضائهم».

ظاهرة متنامية

إلى ذلك، يؤكد عضو لجنة حقوق الانسان البرلمانية احمد الكناني، أن بيع الأعضاء البشرية ظاهرة متنامية في العراق، وتأتي ضمن مفهوم المتاجرة بالأعضاء البشرية، وهو أمر مرفوض ويحاسب عليه القانون، وهناك عقوبات حيال من ينشط في ملف المتاجرة»، مضيفا أن «المتاجرة بالأعضاء البشرية تستغل الفقر وحالة العوز المادي لاصطياد ضحاياها».

ويدعو النائب، «القوات الأمنية إلى لعب دور في حسم ملف العصابات التي تستغل الضعفاء والبسطاء في المتاجرة بأعضائهم».

وكان المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر كشف في تقرير له في عام 2019، أن «معظم جرائم الاتجار بالبشر بكافة أشكالها تتم عبر صفحات ومجموعات تديرها حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي بحرية شبه مطلقة»، مبينا ان «شبكة الاتجار بالأعضاء البشرية تصطاد ضحاياها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتم نقلهم من العاصمة إلى محافظة السليمانية لإجراء عمليات انتزاع الأعضاء داخل مستشفيات خاصة».

إجراءات أمنية

وحول إجراءات الحكومة في متابعة هذه التجارة غير الشرعية، يقول مدير مكافحة الاتجار بالأعضاء البشرية في وزارة الداخلية العميد وسام الزبيدي، في تصريح تلفزيوني، إن «مفارز وزارة الداخلية المعنية بمواضيع التبرع بالأعضاء موجودة في كل المستشفيات العاصمة بغداد، لغرض متابعة هذا الموضوع»، مبينا أن «عصابات بيع الأعضاء البشرية تعلن عن أعمالها بشكل سري جدا متخذة من مواقع التواصل الاجتماعي مكانا لنشاطها، وتمكنت أجهزتنا الأمنية من اختراقها، و اصدر القضاء احكاما شديدة الردع وصلت إلى السجن لمدة 15 سنة  في 160 قضية».

ويوضح العميد، أن «اغلب الوسطاء هم متبرعون سابقون تستهويهم الفكرة بعد أن وقعوا ضحية في البداية»، مشيرا إلى أن «المنظمات الدولية وضعت العراق في التصنيف الثاني بفضل الجهود المبذولة لمحاربة هذه التجارة».

العقوبة والأسباب والمعالجات

من جانبه، يقول استاذ القانون محسن كريم، لـ»طريق الشعب»، إن «عملية نقل أو زرع عضو بشري من شخص إلى آخر دون مقابل بواسطة عملية جراحية طبية في العراق هو إجراء قانوني سليم يخضع لأحكام قانون تنظيم عمليات زرع الأعضاء البشرية ومنع الاتجار بها رقم 11 لسنة 2016»، مشيرا إلى «وجود قانون آخر يسهم في مكافحة هذه الجريمة وهو قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم (28) لسنة 2012».

ويضيف أن «القانون يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن خمسة ملايين دينار ولا تزيد على عشرة ملايين دينار كل من استأصل أو زرع أحد الأعضاء البشرية أو أنسجته خلافا لأحكام القانون، ويعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 10 سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة ملايين دينار ولا تزيد على عشرين مليون دينار كل من استأصل عضواً أو جزءًا منه أو نسيجاً من إنسان حي أو ميت أو زرع أو شارك أو كان وسيطا أو قام بالإعلان أو التحايل أو الاكراه بقصد زرعه في جسم آخر خلافا لأحكام نفس  القانون «، منوها إلى «فرض عقوبة السجن المؤبد والغرامة التي لا تقل عن عشرين مليون دينار ولا تزيد على أربعين مليون دينار إذا ترتب عن استئصال العضو موت المتبرع» .

ويوضح كريم، أن «هناك مجموعات إجرامية منظمة تنشط بشكل سرّي في مختلف أنحاء العالم مهمتها المتاجرة بالأعضاء البشرية، فظاهرة الاتجار بالبشر هي ظاهرة دولية لا تقتصر على العراق، مستغلة الدول الفقيرة التي تعاني من مشاكل سياسية وأمنية لتنفيذ عملياتها».

ويعتقد كريم، أن «الفقر والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية والتقاعس عن تطبيق القانون وضعف مراقبة الأجهزة الأمنية هي أحد أهم أسباب ظاهرة المتاجرة بالأعضاء البشرية»، مبينا أن «مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في انتشار هذه الظاهرة لأنها تعتبر أكثر أمناً حتى أنه يمكن الآن بيع وشراء طفل أو كلية عن طريق مواقع إلكترونية أو صفحات على موقع الفيس بوك أو عبر الانترنيت الأسود».

ويدعو كريم، إلى «تطوير التشريعات والقوانين المعنية بشكل مباشر وغير مباشر في موضوع الاتجار في البشر من خلال وضع عقوبات رادعة لكل المتورطين في هذه الجريمة، والعمل على تطوير المجتمع من خلال توفير وترصين التعليم  ومكافحة البطالة وتوفير الدعم الحكومي للفئات المسحوقة، وتفعيل الضمان الاجتماعي، فضلا عن وضع برامج تربوية لتعريف المجتمع بجريمة الاتجار بالبشر وآليات مكافحتها وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني»، مشددا على «ضرورة التنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان من أجل النجاح في القضاء على هذه الجريمة».

***************

الصفحة الخامسة

طلبة الدراسات العليا:

الامتحانات الحضورية مع تفشي كورونا تعرضنا للخطر

بغداد ــ سيف زهير

بدأ طلبة الدراسات العليا، أمس، خوض امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، وسط غضب كبير واعتراضات كثيرة أبدوها بسبب تغيير القرار السابق بإقامة الامتحانات الكترونيا، وإجبارهم على إجراؤها حضوريا في ظل تفشي فيروس كورونا.

ودعا الطلبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى إيجاد حل لهذه المشكلة، من أجل تأمين إجراء الامتحانات بسلامة، أو تأجيلها لإشعار آخر.  فيما تؤكد وزارة التعليم العالي جاهزيتها لإنجاح الامتحانات بأمان، وقدرتها على توفير كافة مستلزمات السلامة.

أسباب الاعتراض

وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة في جلستها المنعقدة بتاريخ 3-3-2021، أن “تستمر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بتنظيم المحاضرات الدراسية الكترونيا”. وضمن قرارات اللجنة أيضا، جرى “استثناء المراحل المنتهية لكليات الطب البشري وطب الأسنان والتمريض بالدراسة الحضورية (العملي) على أن تكون ليومين في الأسبوع”، فضلا عن “استئناف امتحانات الدراسات العليا يوم الاثنين الموافق 15 – 3 – 2021 حضوريا”، بعدما تقرر سابقا أن تكون الكترونية.

وتساءل علاء ستار، وهو يدرس العلوم السياسية في جامعة بغداد، عن “سبب إقامة الامتحانات حضوريا بعدما تم تأجيلها في وقت سابق، بناءً على وصول عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا إلى 1000 إصابة فقط”.

وقال ستار لـ”طريق الشعب”، إن قرار إجراء الامتحانات حاليا “غريب جدا وغير منطقي، فالإصابات بدأت تتجاوز عتبة الـ 5000 والان يريدون أن نمتحن حضوريا، وهذا أمر خطير علينا كطلبة، خصوصا وأن الأقسام الداخلية سجلت إصابات عديدة، وهذا معلوم لدى وزارة التعليم والجهات المعنية”، داعيا “منظمة الصحة العالمية ومفوضية حقوق الإنسان إلى النظر بما يحصل حاليا”. وطالب ستار بإيجاد “صيغة مناسبة لحل المشكلة في بدايتها قبل أن تتفاقم”.

رسالة موسعة

وأصدر طلبة الدراسات العليا في عموم العراق، بيانا موجها إلى عشر جهات رسمية، طالبوا فيه بحسم مصير الامتحانات لطلبة (الدبلوم، الماجستير، الدكتوراه) ودرء الخطر الذي يمكن ان ينال من الكثير، عند اقامة الامتحانات الحضورية، حسب قولهم.

ووفقا للبيان الذي تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، قال الطلبة: “لا نريد أن نضيع أرواحنا ونعرض عائلاتنا وأطفالنا وكبار السن لدينا إلى الخطر، بسبب قرارات اجتهادية تريد منا أن نكون حقل تجارب”. وأضاف الطلبة “كنا مستعدين لإجراء الامتحانات عندما كانت الإصابات قليلة، ولكن بسبب اجتهاد شخصي من وزارة التعليم العالي الموقرة تأجلت الامتحانات، بينما تريد الأخيرة الآن إقامتها بعدما تضاعفت أرقام الإصابات حوالي ثلاث مرات، وهي تصر على إجرائها حضوريا”. وأردف البيان أن “أعداد طلبة الدراسات العليا في جميع أنحاء البلد تتراوح بين 5000 – 10000 طالبة وطالب، يسكن الكثير منهم الأقسام الداخلية، ويتشاركون فيها الغرف والحمامات والمطابخ، أي أنها سبب قوي للملامسة والاختلاط ويخالف جميع تعليمات الوقاية، كما أنه خطر يجعلنا نرفض الامتحان حضوريا في هذه الأيام”، داعيا إلى “تأجيل الامتحانات إلى إشعار آخر، أو إجراء الامتحانات الكترونيا، أسوة بغالبية الدول”.

موقف وزارة التعليم

من جانبه، أكد حيدر الربيعي، المتحدث باسم وزارة التعليم العالي، إن وزارته مستعدة تماما لإقامة الامتحانات حضوريا وهي ملتزمة بقرارات اللجنة العليا بهذا الشأن. وقال الربيعي في لقاء متلفز تابعته “طريق الشعب”، إن الامتحانات الحالية “هي تتويج لفصل دراسي كامل استمر بشكل حضوري طوال 15 أسبوعا، ابتداءً من 1/11/2020، لذا فإن إجراءها استحقاق وأمر طبيعي”، مبينا أن الوزارة “تنفذ قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة المهنية، وبما أن الأخيرة قررت أن الامتحانات ستكون حضورية وخلال الأيام التي يسمح للمواطنين فيها بالتجوال، فان جامعاتنا مستعدة تماما لهذا الأمر، ووفرت كافة مستلزمات الوقاية والتباعد والتعقيم ولا يمكن مقارنة الوضع فيها مع التجمعات في الأسواق والأماكن العامة”.

مخاوف مشروعة

وفي السياق ذاته، أكدت منال بدر، أستاذة جامعية، أن “الحفاظ على التباعد الاجتماعي أمر صعب تحقيقه خلال الامتحانات الحضورية”. وبينت بدر لـ”طريق الشعب”، أن الأستاذ سوف “يلامس العشرات من الدفاتر الامتحانية، من خلال العمل على ترقيمها وتقطيعها ورزمها حتى لحظة وصول تسليمها، علما أن الدفتر يبقى بيد الطالب حوالي 3 ساعات، وبهذا سيلامس الأستاذ الطلبة حتى وأن كانت المعقمات حاضرة، فلا بد من الوقوع بالخطأ أثناء هذه العملية المتعبة”.

***************

الحظر.. صحي أم أمني؟

تعامل انتقائي في مقابل تفاقم الاحصائيات

بغداد ــ طريق الشعب

برغم الارتفاع المقلق في أعداد المصابين بفيروس كورونا، بسلالته الجديدة الخطرة، وما يقابلها من اجراءات حكومية وقائية للحد من تفشي الوباء، يستمر الكثير من المواطنين بمخالفة شروط التباعد الاجتماعي بأشكال مختلفة، غير آبهين بخطورة الموجة، فيما تتعامل الجهات الحكومية المعنية بانتقائية ومناطقية مع تلك الحالات؛ إذ أنها تتشدد هنا، وتتجاهل هناك، لتبقى التجمعات غير الضرورية والزيارات المتبادلة واقامة الولائم والحفلات قائمة على قدم وساق، متجاهلة الكثير من الجهود التي تقدمها كوادر الجيش الأبيض.

وأعلنت وزارة الصحة، يوم امس، الموقف الوبائي الخاص في جائحة كورونا في العراق، مسجلة “4901 حالة إصابة جديدة بالفيروس، و 4850 حالة شفاء، مقابل 37 وفاة”.

كسر الحظر الصحي

ونقل مراسل “طريق الشعب” عن مواطنين استغرابهم من قيام القوات الأمنية بقطع الكثير من الطرق الرئيسية بواسطة “الصبّات الكونكريتية”، مؤكدين ان ذلك يعني عدم قدرة هذه القوات على فرض الحظر.

وقال: إن مناطق شرق القناة والمناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية في جانبي الكرخ والرصافة، “لا تراعي اجراءات الحظر الصحي، كون اغلب ساكني هذه المناطق من الكادحين. وبالتالي فهم يضطرون لكسر الحظر لكسب قوت يومهم”.

وتحدّث المواطن جبار حيدر، أحد سكنة منطقة المشتل، لـ”طريق الشعب” عن قصّته مع قطع الطرقات، في أيام الحظر الكلي، قائلا إنّه اضطر للذهاب الى احد المستشفيات، لاصطحاب ابنه المريض، لكنه فوجئ بقطع الكثير من الطرق بواسطة الصبات الكونكرتية، ما أجبره على الانتظار ضمن زحام قاتل في مدخل احدى السيطرات التي تنظم التجوال، مبيناً ان الجميع مر من هناك باستثناء او من دونه.

وقال حيدر ان “قطع الطرق بالصبات الكونكرتية يشكل اجراء بسيطا يتخذه الضابط المسؤول عن أمن منطقة ما، ليتجنب المساءلة، لكنه في نفس الوقت مضر جداً للحالات الطارئة”.

الحظر غير مجدٍ

ونشرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، مؤخراً، جدولاً يحتوي على أرقام تتضمن ازديادا كبيرا بإصابات ووفيات فيروس كورونا الذي أصبحت موجته الثانية خطيرة جدا، وفق التحذيرات المحلية والدولية المستمرة. 

وقال عضو المفوضية علي البياتي في تغريدة على منصة “تويتر” طالعتها “طريق الشعب”، إن “الحظر عديم الفائدة في العراق، فعدد الإصابات والوفيات لا يزال في زيادة”.   

وارفق البياتي جدولا يوضح اعداد الاصابات والوفيات اسبوعيا في ظل حظر التجوال الذي فرضته لجنة الصحة والسلامة العليا لمواجهة وباء كورونا.

مشاكل الاستثناءات

وواجه الوسط الصحفي خلال فترة الحظر مشاكل كثيرة خلال عملهم؛ إذ يشكو كثير منهم من عشوائية توزيع هويات الاستثناء الصادرة من العمليات المشتركة، التي سربت الى عناصر دخيلة على الوسط الصحفي، فضلا عن اتباع أساليب المحسوبيات في منحها للمؤسسات الإعلامية.

وتحدث الصحفي احمد الحاج لـ “طريق الشعب” حول المحسوبيات والمجاملات السياسية التي لحقت بعملية منح رخص التجوال للصحفيين في ساعات الحظر الصحي. وقال: “ان منح تلك التخاويل خضع لمجاملات سياسية كبيرة، فهناك تراخيص منحت الى أبناء المسؤولين ليتسنى لهم الحركة خلال ساعات الحظر الصحي، فضلا عن وجود تخاويل وزعت على عناصر دخيلة على الوسط الإعلامي”.

وتطرق الحاج الى اعداد الصحفيين في بغداد، مبينا ان “عدد التخاويل التي منحت من العمليات المشتركة تجاوز 8 آلاف تخويل”، مشيرا الى أن “هذا العدد لا ينسجم مع اعداد الصحفيين في بغداد”.

حظر أمني وليس صحيا

ورغم أن الحظر الذي تقرر أن يكون شاملا خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، وبشكل جزئي خلال أيام الأسبوع المتبقية، إلا إن تجمعات المواطنين غير الضرورية استمرت دون أي التزام من خلال الأفراح وإقامة الولائم واللقاءات العشائرية خصوصا في المناطق الشعبية.

وتحدث المنتسب في وزارة الصحة بمحافظة البصرة، أمير علي، عن التقصير الكبير من قبل الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخالفات.

وقال علي لـ”طريق الشعب”، ان “أعداد الإصابات الحالية مقلقة. الآن نحن بدأنا مرحلة الصعود؛ ففي محافظة البصرة هناك إصابات متزايدة وسرعة في انتشار السلالة الجديدة”، مضيفا أن “أصحاب القرار لم يقوموا باللازم طيلة الأشهر الماضية، ولم نشهد بناء أية محطات طبية جديدة أو القيام بالخطوات الاحترازية، علما أن الكوادر الطبية والتمريضية تعاني نقصا واضحا، فيما المواطنون لا يراعون تلك الاجراءات في غالبية الأوقات مع الأسف الشديد”.

وضمن السياق، يعلق الباحث في الشأن الاجتماعي، باقر الموسوي قائلا: “انتشرت في المجتمع ظاهرة اللا مسؤولية بشكل مخيف، فرغم تزايد اعداد الاصابات نرى استمرار التجمعات غير الضرورية، وكأنها تتحدى الفيروس وجهود الكوادر الصحية، في حين تتحمل الدولة جزءا كبيرا من هذا الخلل، فعندما تطبق اجراءات الحظر نراها تستهدف أفرادا لأسباب غير منطقية، وتتجنب محاسبة الاغلبية”.

ويوضح الموسوي لـ”طريق الشعب”، أن “القوات الأمنية خلال اجراءات الحظر الجزئي تحاسب العائلات داخل سياراتهم، لأن أفرادها لا يلبسون الكمامة، وهذا أمر مضحك فعلا، وكأن القضية أمنية وليست صحية، فأي عائلة إن كان فيها مصاب، تكون مصابة بالكامل، ولا أعرف ما الغاية من طلب لبس الكمامة في السيارة، في حين يتجول المئات في الأسواق والشوارع العامة، دون اي اجراء احترازي”.

المواطن يتحمل الجزء الاكبر

وتعليقا على ذلك، قال أمير صلاح، ممرض أقدم في دائرة صحة السماوة، إن حظر التجوال الحالي “لا يحقق أي جدوى وهو استعراض صوري لنقل المواقف إلى الجهات العليا لا أكثر، فيما يتعلق بإجراءات مواجهة السلالة الجديدة”.

وبيّن صلاح لـ”طريق الشعب”، أن “التجمعات مستمرة على قدم وساق في المناطق الشعبية، والتشديد على حركة السير والتنقل مقتصرة على الشوارع الرئيسية ومراكز المحافظات، والمواطنون يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية، وليست وزارة الصحة أو الحكومة لوحدها؛ ففي حالات الوباء يجب أن يتعاون جميع الأطراف”.

ونبه الى أن “الاستهتار وصل إلى مستويات كبيرة من قبل بعض المواطنين، فرغم استمرار الفيروس بالانتشار إلا إن التجمعات غير الضرورية بقيت على حالها خصوصا في أطراف المدن والمحافظات التي تكون الرقابة فيها ضعيفة جدا”.

****************

العراق ينتظر 16 مليون

من لقاحات كورونا

بغداد ــ طريق الشعب

تحدث وزير الصحة حسن التميمي، مؤخرا، عن تفاصيل اللقاحات التي ستصل إلى العراق “نهاية العام الجاري”.

ويأتي ذلك في الوقت الذي حددت فيه وزارة الصحة، ترتيب البلاد حسب الموقف الوبائي العالمي لجائحة كورونا، بعدما أكدت أن نجاح إجراءات الحظر مرهون بالتزام المواطنين.

في انتظار 16 مليون جرعة

وقال التميمي، إن “العراق تعاقد على 16 مليون جرعة من لقاح كورونا من شركات متعددة، أقرتها منظمة الصحة العالية”.

وأشار في تصريح صحفي إلى أن “اللقاح سيصل إلى العراق على مراحل من الآن، وإلى نهاية العام الحالي. كما إن اللقاحات التي اعتمدناها هي فايزر واسترازينكا وجونسون أند جونسون”، مبينا إن “الغاية من حظر التجوال الجزئي والكلي هو لقطع سلسلة انتشار الفيروس. لكن الحاجة تبقى ماسة لتعاون المواطنين للالتزام بتوجيهات اللجنة العليا للصحة”.

مرتبة العراق بين الدول

وفي غضون ذلك، حددت وزارة الصحة والبيئة، ترتيب البلاد حسب الموقف الوبائي العالمي لفيروس كورونا.

وذكر بيان للوزارة، طالعته “طريق الشعب”، إن “العراق جاء  بالترتيب ٢٤ من حيث عدد الإصابات الجديدة ليوم الاحد (أول أمس) حيث تتقدمه ٢٣ دولة. وأما فيما يتعلق بالوفيات الجديدة، فكان ترتيب العراق ٣٧ إذ تتقدمه ٣٦ دولة”.

وتابع البيان “أما بالنسبة لمعدل الإصابات لكل مليون فرد، فالعراق كانت نسبة الإصابة فيه بواقع ١٨٢٥٧ إصابة لكل مليون، وحلّ بالمركز 93 بين الدول. بينما أوضحت نسبة الوفيات وفقا لهذا الجانب، وفاة 335 فردا لكل مليون”.

وتعليقا على ذلك، تحدث الممرض الأقدم في دائرة صحة واسط، سيف الدراجي، مبينا أن “نسب الإصابات هذه ليست دقيقة تماما لأن وزارة الصحة تعتمد على نتائج المسحات التي تأخذها وحالات الإصابة التي ترد إلى مؤسساتها، في حين هناك أعداد كبيرة من المصابين الذين لا يعلم أحد بهم ولا يراجعون أي مستشفى. وبذلك، أعتقد جازما أن العراق في ترتيب أعلى بخصوص الإصابات تحديدا”.

وأضاف الدراجي لـ”طريق الشعب” قائلا “مر عام كامل على هذه الجائحة وما زالت المؤسسات الصحية متردية بشكل كبير، ولم نلمس جهدا حقيقيا للتوجه نحو النهوض بقطاعات الصحة”، متسائلا “عن مصداقية هذا الرقم أو دقته فيما يتعلق بالإصابات، خصوصا وأن المستشفيات التي تواجه الجائحة تفتقد مستلزمات التعقيم والأدوات اللازمة للكوادر الصحية، فما بالك بوضع البلد ودوائره والانفلات الحاصل من المواطنين الذين لا يلتزمون بإجراءات الوقاية”.

طلب مليوني جرعة صينية

وعرض العراق، خلال اليومين الماضيين على الصين، شراء مليوني جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا، فيما أكدت الأخيرة استعدادها لإرسال مائتي ألف جرعة في الفترة القريبة المقبلة كمنحة إضافية لما أرسل سابقاً. وقالت وزارة الخارجية في بيان حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، إن “الوزير فؤاد حسين هاتف نظيره الصينيّ، وانغ ييي، لبحث العلاقات الثنائيّة بين البلدين وسُبُل تطويرها بعد الوصول إلى مرحلة السيطرة على جائحة فايروس كورونا. وأعرب عن شكره لمواقف حكومة وشعب الصين على طول مسيرة العلاقات بين البلدين التي كان آخرها منح الشعب العراقي 50 ألف جرعة من لقاح كورونا”. ووفقا للبيان، أشار الوزير الصيني إلى أن حكومة بلاده “قررت إرسال مائتي ألف جرعة في الفترة القريبة المقبلة إلى العراق كمنحة إضافية لما أرسل سابقاً”، مضيفا ان حسين “عرض على نظيره الصيني حاجة العراق لشراء مليوني جرعة لقاح من الصين وبالسرعة الممكنة. ورداً على هذا الطلب أكد الوزير الصيني أن الحكومة الصينية ستطلب من الشركة المعنية ترتيب مستلزمات الطلب على أن تكون بشكل دفعات، والبدء في الشهر الرابع بإرسال الدفعة الأولى من الطلب”.

إشكاليات حظر التجوال

ويوم أمس، قال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، عبد عون العبادي، إن “اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية التقت مسؤولين في وزارة الصحة وطلبت منهم معرفة مدى إمكانية رفع حظر التجوال، كونه يضر المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود والقوت اليومي، لكن الوزارة قدمت تقارير صادمة عن الوضع، وأكدت حاجتها للحظر لمدة أسبوعين فقط، تنتهي في 22 آذار الجاري”. وأضاف العبادي، أن “إجراءات الحظر أضرت كثيراً بالمواطنين، ورفعه بات ضروريا مع تشديد الإجراءات الوقائية على التجمعات والمخالفين للتعليمات الصحية”. ويأتي ذلك بعد أن عدّت عضو مفوضية حقوق الإنسان، فاتن الحلفي، قرار فرض حظر التجوال الجزئي في العراق لا فائدة منه، ويجب إلغاؤه لأن فرق المفوضية أشرت ارتفاعا بالإصابات والوفيات خلال أيام الحظر الجزئي، لافتة إلى أن الحكومة لا تتحمل كل المسؤولية في هذا الجانب، لأن المواطن العراقي لا يلتزم بالإجراءات الوقائية”. وعن الحظر الجزئي والشامل، أكد عضو خلية الأزمة البرلمانية رياض المسعودي، أن الإجراءات المشددة من حظر التجوال الشامل والجزئي وغيرهما أوقفت “انفجار” حصيلة الإصابات اليومية، حسب قوله. وقال المسعودي في تصريح صحافي، إنه “رغم عدم التزام بعض المواطنين بالإجراءات الوقائية وكذلك الإجراءات الحكومية، إلا إن عدد الإصابات اليومية، لم يرتفع كثيراً”، مبينا أن “تراجع الإصابات اليومية، يكون من خلال التزام المواطن بالإجراءات الوقائية، فالقضاء على فيروس كورونا، يمكن من خلال ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، والبقاء قدر الإمكان في المنازل ومنع أية تجمعات”.

************

الصفحة السادسة  

السكان طالبوها بـ “التريث”

المالية تلزم متجاوزين

في الفاو بإخلاء بنايتين

الفاو – وكالات

ألزمت وزارة المالية، أكثر من 114 عائلة تسكن في مبنيين حكوميين كانا تابعين لحزب البعث المنحل في قضاء الفاو جنوبي البصرة، بإخلاء المبنيين. وفيما طالبت العائلات، الوزارة بالتريث في تنفيذ هذا القرار، دعتها إلى توفير بدائل أخرى لسكنهم.

وفي حديث صحفي، ذكر عدد من سكان هذين المبنيين الآيلين للسقوط، انهم يسكنون هنا منذ نحو ثماني سنوات، مبينين أن وزارة المالية كانت قد رفعت ضدهم قضايا لإخلاء المبنيين.

وتابعوا، أنه بعد مناشدات وجهوها إلى الحكومة المحلية للضغط باتجاه تأجيل تنفيذ قرار الإخلاء، قررت الأخيرة التريث في التنفيذ، على اعتبار ان هناك قرارا صادرا عن مجلس الوزراء، يقضي بعدم إخلاء أي تجاوز سكني، بسبب عدم وجود إمكانية مالية لتعويض السكان المتجاوزين.

ولفت السكان، إلى أن دائرة عقارات الدولة التابعة لوزارة المالية، ترفض تنفيذ قرار الحكومة المحلية بالتريث والتنازل عن القضية المرفوعة ضد السكان، والتي غالباً ما تفعل بحقهم مذكرات إلقاء قبض من مركز الشرطة في القضاء، مطالبين محافظ البصرة أسعد العيداني، بتوفير قطع أراض سكنية لهم، كي ينتقلوا إليها ويخلوا البنايتين.

من جانبه، قال قائم مقام الفاو وليد الشريفي، إن إدارة القضاء متعاطفة مع الأهالي، كونهم من ذوي الدخل المحدود، ولا يمكنهم أن يوفروا سكنا بديلا، مضيفا في حديث صحفي، إن إدارة القضاء خاطبت الحكومة المحلية بتخصيص قطع أراض لسكان البنايتين، إلا أن الأخيرة تنتظر من شركة النفط العاملة في القضاء، الانتهاء من وضع التصميم الأساس للقضاء، والذي غالباً لن تكون فيه أي “إفرازات” بسبب المحرمات النفطية.

************

أصحاب محال في كركوك يحتجون على الحظر الوقائي

كركوك – وكالات

خرج حشد من أصحاب المحال التجارية في مدينة كركوك، الخميس الماضي، في تظاهرة احتجاجا على تمديد فرض حظر التجوال الوقائي. وقال محمد جليل، أحد المشاركين في التظاهرة، إن اصحاب المحال يطالبون بإلغاء الحظر والاكتفاء بالإجراءات الصحية المتبعة، مضيفا في حديث صحفي، ان الحظر، سواء كان جزئيا أم شاملا، تسبب في خسائر كبيرة لأصحاب المحال، الذين باتوا لا يستطيعون تصريف بضائعهم. وأوضح، أن “الحظر الشامل الذي يفرض ثلاثة أيام في الأسبوع، يشل حركة السوق، فيما يعاني أصحاب المحال أيضا، من الحظر الجزئي، الذي يلزمهم بإغلاق محالهم عند الساعة الثامنة مساء”.

****************

الى هيئة التقاعد العامة

اني الموظف الصحي المتقاعد بشار قفطان، حاصل على شهادة الدبلوم العالي. احلت الى التقاعد منذ العام ١٩٩٠، بعد خدمة في المؤسسات الصحية لأكثر من 28 عاما.

بعد سقوط النظام المباد، وتحديدا في آذار ٢٠٠٥، انتخبت عضوا في المجلس المحلي بقضاء الحي في محافظة واسط، فألغي راتبي التقاعدي وصرت اتسلم راتبا عن وظيفتي الجديدة. وفي تشرين الثاني من العام ٢٠١٩، تم حل المجالس المحلية، فروجت معاملة  لإعادة راتبي التقاعدي السابق، فأعيد الراتب واحتسب لي بدءا من كانون الثاني 2020. إلا ان الراتب لم يصرف في الوقت المقرر، إنما في شهر أيار من العام نفسه، وبمبلغ 675 ألف دينار، ما يعني أن رواتبي لخمسة شهور (من كانون الثاني حتى أيار) لا تزال في ذمة الدولة.

وبناء على ذلك، راجعت الدائرة المعنية، فتم إبلاغي بأن لي في ذمة الدولة مبلغ 3 ملايين و300 ألف دينار، ما يعادل رواتب الشهور الخمسة، لكن من دون وصول إشعار بالصرف.

لذلك، أرجو من هيئة التقاعد العامة النظر في مشكلتي هذه، واتخاذ الإجراء اللازم لصرف رواتب الشهور الخمسة المتبقية في ذمة الدولة.

*********

مواساة

*تعزي “ أسرة “ طريق الشعب” عائلة الرفيق والزميل عبد الحسين سلطان

الذي توفي اثر مرض عضال. لروحه السلام وله عاطر الذكر ولعائلته الكريمة الصبر الجميل والسلوان.

*وداعا عبد الحسين سلطان

تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق عبد الحسين سلطان الذي نذر حياته لخدمة الوطن والحزب، وكان مدافعا حقيقيا عن مصالح الكادحين. عمل الفقيد مراسلا لـ “طريق الشعب” وتعرض للاعتقال والمطاردة من قبل الطغاة وقطعان البعث، وبعد سقوط النظام الفاشي التحق مع رفاقه لاعادة منظمة الشامية، ورفد “طريق الشعب” بالأخبار والتقارير الصحفية المعبرة عن مشاكل الكادحين، وواصل العطاء بتفان واخلاص حتى فارق الحياة.

نم قرير العين ابا علي ولترقد روحك بسلام، وللعائلة الكريمة ولنا ورفاقك وشاميتك الصبر والسلوان.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى واللجنة الأساسية للحزب في بهرز، الرفيق حاتم شوكت بوفاة والدته اثر مرض عضال ألم بها.  للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها في بهرز الصبر والسلوان.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيق المناضل كاظم منخي الازيرجاوي ( ابو ظافر) الذي توفي  اثر مرض عضال.

 لقد كان رفيقا مقداما مخلصا للحزب والشعب، تعرض الى شتى انواع الضغوطات من السجن الى الفصل والتهجير من مدينته.. كل ذلك لم يثنه عن مواصلة طريق النضال. المجد والخلود للرفيق ابو ظافر ولروحه السلام، والتعازي والصبر والسلوان لعائلته ولأولاده ظافر وهشام وسامر وعلي، ولرفاق حزبه.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية الرفيق كاظم منخي (ابو ظافر) عضو محلية النجف، الذي فارق الحياة بعد صراع مع مرض لم يمهله طويلا. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان

*هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي تنعى زوجة الرفيق القاص موسى غافل الشطري (ام عامر). للفقيدة الذكر الطيب دوما والصبر والسلوان للأسرة الكريمة.

*تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ صديق حزبنا الشاعر رياض سالم حبيب (ابو رطب). للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

*تعزي أساسية الشهيد محمد الخضري للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الخضر/محافظة المثنى، الرفيق محمد علي جبر بوفاة ابن خاله ناصر عريبي اثر مرض عضال. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، بأحر التعازي والمواساة الى الرفيق جمال نايف الزكم لوفاة شقيقه صلاح اثر مرض عضال لم يمهله طويلا. الصبر والسلوان لرفيقنا والعائلة الكريمة والذكر الطيب للراحل.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، بمزيد من الالم والاسى، رحيل واحد من رفاقها الرواد، المناضل والشاعر والإنسان حمود حسين كعيد ( ابو عادل )، الذي واكب النضال منذ نعومة أظفاره في حزبه المجيد، وظل أمينا ثابتاً على مبادئه ليوم رحيله.

لروحه السلام والطمأنينة والخلود ولعائلته الكريمة ورفاقه مزيد من الصبر والسلوان.

*************

الصفحة السابعة

وقفة اقتصادية

خطط التنمية والاستثمار الأجنبي

ابراهيم المشهداني

إن حزم الأهداف التي رسمت على استراتيجيات التنمية الوطنية لم تر النور برغم تعدد هذه الخطط والأهداف التي تتلخص باستعادة الأمن والاستقرار وتأهيل وتطوير الخدمات الاساسية ولاسيما توفير الكهرباء والماء بالكميات التي تسد الحاجة الوطنية فضلا عن توفير فرص العمل وحل أزمة البطالة التي وصلت إلى معدلات صادمة، والسبب في كل هذه الإخفاقات ضعف التمويل وغياب إلزامية التنفيذ لإقرارها بلا تشريع.

غير أن تجربة تنفيذ تلك الأهداف أثبتت أن المسافة بين الواقع والطموح طويلة ومليئة بالمطبات والألغام، ولأن إزالة هذه الالغام بحاجة قبل كل شيء إلى إرادة سياسية حقيقية حازمة وصادقة وفكر اقتصادي متقد قادر على تأمين مصادر التمويل وحمايتها من مافيات السرقة وحيتان الفساد التي تمارس باستمرار عبر عمليات النصب والحذلقة للاستحواذ على فيض الموارد المتأتية من الارتفاع الهائل في أسعار البترول قبل عام 2014.

ومن الواضح أن تنفيذ أهداف خطط التنمية تلك ليس من السهل تحقيقها دون التركيز على تحقيق الاصلاحات الاقتصادية بما يكفل توافر الإدارة الاقتصادية وارسائها على أسس ديمقراطية في جميع المجالات بعيدا عن الانتقائية، وتشريع القوانين في مجال الشركات والمصارف والأوراق المالية والاستثمار والإدارة المالية واستقرار سعر الصرف وتأمين حمايته من المضاربات في السوق الموازية، كل هذه الإجراءات من أجل تحقيق أعلى قدر من المردود الاقتصادي لتلك الخطط.

إن تجربة المرحلة الانتقالية كشفت عن الحجم الهائل من المصاعب والتحديات التي وقفت وما زالت مصدا أمام مستقبل العراق ومصير أجياله اللاحقة، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي وإعادة الاعمار، وأثبتت أن التغلب عليها يستلزم التمسك بخطط وسياسات اقتصادية سليمة في ضوء حاجات الاقتصاد الوطنية بعيدا عن الانتقائية في استنساخ تجارب لم تسفر إلا عن مزيد من إفقار المجتمع، وبعكسها اتباع إدارة اقتصادية سليمة في الفكر والخبرات ومتحررة من مظاهر الفساد والمحاباة وهدر الثروات من قوى طفيلية تغلغلت في عمق الدولة العراقية وانتشرت كالنباتات الطفيلية المتسلقة، وأن معالجتها بكل تأكيد يتوقف على مدى التقدم في إحداث تغيير في البنية السياسية وتأمين قيادات واعية تراعي مصالح الشعب وتأمين قيام نظام مؤسساتي قادر على مواكبة التطور العالمي.

ومن الأمور المهمة التي تسهم في بناء القاعدة المادية لاقتصاد نام ومتطور التي غالبا ما أثير الجدل حولها هو كيفية الاستفادة من مزايا الاستثمار الأجنبي، والخطط المثلى لاجتذابه دون ان يكون ذلك عاملا سلبيا في التأثير على الاستقلال الاقتصادي ودينامياته الوطنية والتعامل معه وفق آليات تحقق نجاح الخطط التنموية. ومن المعروف لدى الاقتصاديين أن منطق الاختلاف حول الاستثمار الاجنبي هو كيفية التفضيل بين نوعيه المباشر وغير المباشر، فالأول يمثل استثمارا حقيقيا طويل الأمد في القطاعات الانتاجية والخدمية للاقتصاد الوطني كالصناعة والزراعة والطاقة والسياحة والاتصالات، أما النوع الآخر غير المباشر فيتركز في الأسواق المالية وتملك الأسهم والسندات الخاصة أو الحكومية. وما يهمنا في العراق هو استمرار البحث في مزايا الاستثمار الاجنبي المباشر والتوقف عند فوائده كمصدر تمويلي خارجي للمشاريع الاقتصادية والخدمية في إطار الاستراتيجية الإنمائية الوطنية وأولوياتها، خاصة أن مزايا هذا النوع من الاستثمار باتت واضحة في العديد من التجارب اللافتة كما في الهند والصين والمكسيك والبرازيل من خلال اكتساب التقنيات الحديثة ومكافحة البطالة وتنويع الصادرات، والعراق بأمس الحاجة  إلى إعادة الإعمار، ومن المفيد التأمل في التجربة الصينية إذ نجحت الحكومة هناك  في التمتع بأعلى نسبة من الاستثمارات الأجنبية وحققت أعلى معدلات التنمية في العالم وأكثر من ضعفي معدلات التنمية في الولايات المتحدة الامريكية دون أن تؤثر هذه التجربة على التفريط بمصالحها الاقتصادية وسيادتها الوطنية بما تحمله من دلالات فكرية واجتماعية مفيدة بالنسبة للجدل الذي يستمر حتى الآن حول قانون الاستثمار في العراق والذي يمكن معالجته من خلال الربط بين القرار الاقتصادي والقرار السياسي اللذين يأخذان في الحسبان مصلحة الوطن فوق الاعتبارات الثانوية الأخرى.

********

سببها عدم دعم الحكومة وقلة الاطلاقات المائية

الزراعة تقر: خطط مواجهة التصحر «متواضعة»

نحتاج لمليارات الأشجار

البصرة ـ حافظ الجاسم

كشفت تقرير صدر مؤخرا عن منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، عن تحول 53 في المائة من الاراضي الزراعية في العراق إلى “مناطق صحراوي”، الأمر الذي عزته وزارة الزراعة الى “قلة التخصيصات المالية”.

وتؤكد الوزارة أن ما تعمل عليه لا يناسب حجم التصحر، الذي يحتاج الى “مليارات الاشجار متعددة الاغراض”، لمقاومته. وتشير الزراعة الى عامل آخر يحول دون التوسع في خططها الزراعية يتمثل بـشح المياه، والذي عللته وزارة الموارد المائية بزيادة الكثافة السكانية بمحاذاة نهري دجلة والفرات.

3 ملايين يعانون نقص الغذاء

وبحسب التقرير الصادر عن منظمة الاغذية العالمية، فإن حياة الفلاح خلال السنوات السابقة اتسمت بالهموم والمشاكل العديدة التي أدت الى نزوح 40 في المائة منهم صوب المدن، وذلك نتيجة الصعوبات التي يواجهونها والتي منها عدم توفر الدعم الذي تقدمه الدولة لهم، اضافة الى تكاليف الزراعة الباهظة.

وأشارت بيانات نظام مراقبة الجوع التابع لبرنامج الأغذية العالمي، التي تم جمعها في تشرين الثاني الماضي، أن حوالي 3 ملايين شخص في العراق يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء, الامر الذي يجب على ضوئه اعادة النظر في السياسات العراقية الاقتصادية.

الزراعة: خططنا متواضعة

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف لـ”طريق الشعب”، إنّ “الكثير من الاراضي تصحّرت، نتيجة لقلة التخصيصات المائية لها”.

وأضاف ان “الوزارة عملت على زراعة المحميات والاشجار، لكن عمل الوزارة لا يتناسب وحجم التصحر في البلاد”، مؤكداً “اننا نحتاج زراعة مليارات الاشجار، متعددة الاغراض، ونحتاج الى مبالغ كبيرة لا تستطيع توفيرها الحكومة”.

وأكد ان “ما تقوم به وزارة الزراعة يعد متواضعا قياسا لحجم المساحات الصحراوية الكبيرة في البلاد”.

ويدعو المتحدث باسم وزارة الزراعة، الشركات النفطية لا سيما في جنوب العراق الى ان “تأخذ على عاتقها تشجير المناطق التي تعمل فيها، لإنهاء ظاهرة التصحر”، على حد قوله.

المياه تحد من توسع الزراعة

من جانب آخر، قال المتحدث ان “وزارة الموارد المائية هي من تحدد كمية المياه المخصصة للزراعة، ولا يمكن لوزارة الزراعة ان تزرع مساحات اضافية من دون موافقة الوزارة المعنية”.

وتابع “هذا العام كنا نريد زراعة  6 ملايين دونم ضمن المساحات الاروائية لكن وزارة الموارد المائية رفضت، وخصصت لنا ما يكفي 5 ملايين فقط، ضمن الخطة الاروائية”. 

وذكر أن “المساحات المزروعة الاخرى تعتمد على المياه الديمية والآبار، التي تبلغ 9 مليون دونم”، مبيناً ان “مجمل ما تم زرعه هذا العام هو 14 مليونا و500 الف دونم”.

الموارد المائية تبرر 

من جهته، ذكر المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، عوني ذياب، لـ”طريق الشعب”، ان “الاراضي القابلة للزراعة في العراق كبيرة جداً، لكن التي يمكن ان تزرع بما يتوفر لدينا من مياه هي محددة ضمن المخطط، وهي بحدود 14 مليون دونم”.

وقال ان “موارد العراق المائية ثابتة، لذا نحاول ان نستثمرها بأفضل شكل”، مشيراً الى ان “الزيادة السكانية في المناطق الواقعة على نهري دجلة والفرات، داخل العراق وخارجة، تسهم في نقصان المياه المخصصة للأراضي الزراعية”.

وأشار المتحدث الى “التحول الايجابي في المناطق الصحراوية التي تعتمد في زراعتها على الآبار والمرشات المحورية، خاصة في محافظة صلاح الدين والانبار وكربلاء”.

المزارعون بلا دعم 

وفي السياق، أكد رئيس الجمعيات الفلاحية، حيدر العبادي، ان “اسباب عديدة تقف وراء نزوح آلاف المزارعين نحو المدينة، اهمها ان لا وجود للدعم الحقيق من قبل الحكومة لهم”.

وقال ان “الماكنات الزراعية التي تتحدث الحكومة عن انها مدعومة للفلاحين أمر غير صحيح، فالحاصدة الزراعية المدعومة من قبل الحكومة تباع على الفلاح بسعر قدره 125 مليون دينار عراقي، بينما هي من دون دعم موجودة في السوق السوداء بسعر قدره 85 مليون دينار”.

وذكر العبادي، ان “عدم دفع المستحقات المالية للفلاحين له دور في نزوح الفلاحين”، لافتا الى أن “عمليات الحرق التي تطال بعض الاراضي الزراعية في موسم الحصاد له دور بسيط في ذلك ايضاً”.

مطالبة بدفع المستحقات

وعلى صعيد متصل، طالبت الجمعيات الفلاحية في كربلاء، وزارتي المالية والتجارة، باطلاق مستحقات الفلاحين والمزارعين المسوقين للحنطة للموسم الزراعي الحالي. وقال رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في كربلاء وليد حمد الكريطي في حديث لـ”طريق الشعب”، “نطالب وزارة التجارة ووزارة المالية باطلاق مستحقات الفلاحين والمزارعين من مسوقي محصول الحنطة للموسم الزراعي 2020 - 2021 والبالغة 3 مليارات و698 مليون دينار”. ولفت الكريطي إلى أن “مجموع المبلغ الكلي لمسوقي الحنطة في المحافظة 35 مليار دينار، أطلق منها مؤخرا  8 مليارات”، منوها بأنه “جاء ذلك بعد مطالبات حثيثة من قبل الجمعيات الفلاحية”. وشدد الكريطي على “ضرورة اطلاق مستحقات مسوقي الحنطة المتبقية لتشجيع الفلاحين والمزارعين على ديمومة الزراعة”.

وأشار الى أن “حصة كربلاء من تسويق محصول الحنطة لهذا العام بلغت 666350 طنا”.

*********

شكوى من ارتفاع اسعار المواد الغذائية

«حقوق الانسان»: المطلوب حظر صحي لا حظر أمنيّ بجانب تعويض المتضررين

بغداد- نورس حسن

مع استمرار غياب مفردات الحصة التموينية، شهدت اسعارغالبية المواد الغذائية خلال ايام فرض حظر التجوال ارتفاعا كبيرا في الاسعار. وحسب احد تجا ر الجملة ان “المواطنين يتعرضون الى استغلال شديد خلال فترات الازمات، نظرا لضعف الرادع الحكومي وغياب القانون” وان هناك “مافيات تعمل في مجرى سعيها لتكديس الارباح على فرض زيادات في الاسعار، يتحمل جزءا منها الباعة والجزء الاكبر يقع على عاتق المواطنين”.  من جانبها طالبت مفوضية حقوق الانسان بتعويض المتضررين من اجراءات الحظر، عبر تقديم منح مالية او اطلاق مفردات الحصة التموينية، مؤكدة “ضرورة المضي في حظر صحي غذائي، وليس فرض حظر امني على المواطنين”.

ارتفاع صادم للاسعار

المواطنة سارة علي ذكرت لـ”طريق الشعب” ان “اغلب المواد الغذائية الرئيسية ارتفعت اسعارها بعد تمديد الحكومة فرض حظر التجوال”. وبيّنت ان قنينة زيت الطعام التي كانت تباع قبل تمديد حظر التجوال مقابل 2500 دينار وصل سعرها اليوم الى 3 الاف و500 دينار. وبينما كان سعر كيس الرز (30 كغم) يبلغ 40 الف دينار، ارتفع اليوم الى 52 الف دينار.واشارت الى ان اغلب التجار يستغلون حاجة المواطنين الى المواد الغذائية، خاصة وان مفردات الحصة التموينية غائبة منذ اشهر.

وترى المواطنة سارة ان “فرض حظر التجوال الصحي اجراء لا بد منه، ولكن تطبيقه يفتقر الى عدد من الاجراءات المكملة. فهناك آلاف العوائل التي يعمل معيلوها بأجور يومية، وهم اليوم مع فرض حظر التجوال توقفت مصادر ارزاقهم، ومع ارتفاع اسعار المواد الغذائية تفاقمت معاناتهم، وليست هناك اية التفاتة حكومية”.

من جهته، اتهم التاجر حسام موسى من سكنة الزعفرانية افراد حماية الامن الغذائي باستغلال الازمات والتسبب في ارتفاع اسعار المواد الغذائية وقال ان “هناك تعاونا لاستغلال المواطنين والباعة بين افراد تابعين لحماية الامن الغذائي وبعض التجار”.

 وبيّن لـ”طريق الشعب” ان “الباعة في المحال التجارية يتعرضون شأن المواطنين الى الاستغلال، فبعض التجار يعملون على تمرير المواد الغذائية بعيدا عن مراقبة الامن الغذائي، وبيعها على الباعة في السوق مقابل اسعار مرتفعة، يتحمل تكاليفها المفروضة كل من البائع والمواطن”.

 ونبّه موسى الى ان ذلك “يتم بالتعاون مع بعض سيطرات الامن الغذائي عبر اتفاقات تسمح بعبور المواد الغذائية مقابل استفادة مالية يتقاسمها البعض من التجار مع عناصر سيطرات الامن الغذائي، الذين تقع على عاتقهم مهمة مراقبة وصولات بيع المواد الغذائية الى الباعة مقابل اسعار محددة تفرضها وزارة التجارة”.

حقوق الانسان” تطالب الحكومة”

من طرفها حمّلت مفوضية حقوق الانسان الحكومة مسؤولية تعويض المواطنين المتضررين من اجراءات فرض حظر التجوال وارتفاع اسعار المواد الغذائية، مشددة على ضرورة الالتفات الى المواطنين من ذوي الدخل المحدود.

عضو المفوضية د. فاضل الغراوي قال في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” ان”اجراءات الحظر الاخيرة افقدت العديد من ذوي الدخل المحدود قوتهم اليومي، الذي يعتمدون عليه لسد حاجاتهم الانسانية”. واضاف “ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية وعدم قيام الحكومة بتقديم تعويضات مالية الى ذوي الدخل المحدود او اطلاق توزيع مفردات البطاقة التموينية بشكل كافي لسد الحاجة، فاقم كثيرا من معاناة المواطنين اليومية”.

ونبه الغراوي الى ان “قطع ارزاق المواطنين ومنعهم من العمل بحجة الحظر دون تعويض يذكر، يمثل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان” واشار الى ان ذلك “يستدعي من الحكومة  المضي بتدابير سريعة، عبر تغيير اجراءات الحظر من أمنيّة الى اجراءات صحية وقائية”.

تقرير خطير لمنظمة دولية

من جانبه دعا عضو آخر في مفوضية حقوق الانسان هو  د. أنس العزاوي في تصريح صحفي وزارة التجارة الى “أتخاذ أجراءات عملية لأعادة التوازن الغذائي لفئات المجتمع العراقي الأكثر تضررا من رفع سعر صرف الدولار ونتائجه السلبية على رفع أسعار السلع والمواد الغذائية بنسبة ١٤ بالمائة”.

واشار في تصريحه الذي اطلعت عليه “طريق الشعب” الى ان “الاجراءات الاقتصادية والصحية المتبعة في البلاد تشكل تهديدا خطيرا للامن الغذائي، وتضاعف مستويات الفقر المعلنة في العراق”.

وقال العزاوي ان “تقرير برنامج الاغذية العالمي التابع الى الامم المتحدة اشر مؤخرا خلل الاجراءات الحكومية غير المدروسة، واثرها على السوق والمستوى المعيشي وامن العراق الغذائي والانساني، ومدى تطابق ذلك مع الاحصائيات المعلنة من وزارة التخطيط والمنظمات الدولية الاخرى”.

 واوضح ان “جميع التقارير الصادرة اكدت ان نسب الفقر في العراق تجاوزت حاجز 31 بالمائة”، ونبّه في الوقت نفسه الى ان ذلك “سيزيد من ازمة العراق الاقتصادية وسيجعل الاستقلال الاقتصادي والامن الغذائي للبلاد في وضع ضعيف، وتحت طائلة الحاجة الى دعم اضافي من الدول المانحة، وتحت رحمة اشتراطات وسياسات البنك الدولي، ما لم تتخذ الحكومة إجراءاتها العاجلة”.

*************

الصفحة الثامنة  

زعيم يساري يقدم درسا جديدا للساسة الفاسدين

لولا دا سيلفا: أكبر كذبة قضائية في 500 عام من تاريخ البرازيل

رشيد غويلب

بعد يومين من إلغاء قرار إدانته بالفساد، خاطب الرئيس البرازيلي الاسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003–2011) البرازيليين بالقول: “لقد كنت ضحية أكبر كذبة قضائية خلال 500 عام من التاريخ”. وفي مقر نقابة عمال المعادن بالقرب من ساو باولو، أكد أنه لم يشعر بأي ألم بشأن المحاكمة غير العادلة، والمبنية على دوافع سياسية، ومكوثه بالسجن لأكثر من 500 يوم. حتى وإن أدى ذلك إلى مرض زوجته ولم يُسمح له بالذهاب للمشاركة في تشيع أخيه: “إذا كان هناك برازيلي يجب أن يشعر بالإهانة الشديدة، فهو أنا. لكن لن اكون كذلك”، وأضاف لولا الرمز الأهم في حزب العمال البرازيلي: إن “ المعاناة التي يعيشها فقراء البلاد أكبر بكثير من أي جريمة ارتكبوها ضدي “.

وأعلن المناضل الأكثر شهرة ضد الجوع وعدم المساواة في البرازيل: “ليس هناك ألم أكبر للمواطن من كونه عاطلا عن العمل وإنه لن يحصل على راتب في آخر الشهر لإعالة الأسرة”. واشار الرئيس الاسبق إلى أن عدد ضحايا وباء كورونا بلغ أكثر من 270 ألف ضحية في البلاد، معربا عن تضامنه مع أقاربهم والعاملين في قطاع الصحة: “أنتم تعلمون أن مسألة التطعيم ليست مسألة توفر الأموال اللازمة من عدمه، فما هو إذاً دور الرئيس في رعاية رفاهية شعبه “. وهاجم لولا بحدة الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو: “لم ينتخب الرئيس للتحدث عن الهراء أو الأخبار الكاذبة. ولم يتم انتخابه لتشجيع شراء الأسلحة، كما لو كنا بحاجة إليها”.

واكد لولا أن البرازيل لا تستحق أن تمر بما تمر به، واثبت أنه خطيب مؤثر. لقد فشل جائير بولسونارو على جميع المستويات: “هذا البلد مضطرب وممزق لأنه لا يملك حكومة. أكرر: هذا البلد ليس لديه حكومة. لأنها لا تهتم بالاقتصاد، وفرص العمل، والأجور، والصحة، والبيئة، التعليم، وبالشباب، شباب الضواحي - فما الذي تهتم به؟ “

تم إلغاء الحكم الصادر ضد لولا دا سيلفا بشكل مفاجئ من قبل قاضي المحكمة العليا. وهو الآن يناضل من أجل مساءلة القاضي سيرجيو مورو، الذي أصدر قرار ضده لأسباب أيدولوجية بحته، وقال لولا: “أنا متأكد من أنه يعاني اليوم أكثر مما عانيت “. وترك الزعيم اليساري الباب مفتوحًا بشأن إمكانية ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية في العام المقبل. وبموجب قرار المحكمة العليا يمكن لرئيس البرازيل الأسبق الآن الترشح لأي لمنصب سياسي مرة أخرى. يذكر ان القاضي المذكور أصبح وزيرا للعدل في حكومة الرئيس الفاشي الحالية.

وخلال هذا الأسبوع أبلغ لولا أنصاره، يشعر بامتلاكه من قوة الشباب ما يكفي للسفر في أنحاء البلاد المختلفة والتحدث للشعب، الذي سرقوا منه “القدرة على الحلم والنمو”. وكالعادة أنهى لولا خطابه للبرازيليين بعاطفة ثورية: “لا تخافوا مني. أنا راديكالي. أنا راديكالي، لأني أريد الوصول إلى جذور مشاكل هذه البلاد. أنا راديكالي لأنني أريد المساعدة في بناء عالم عادل، عالم أكثر إنسانية”.

وكان القاضي في المحكمة الاتحادية إدسون فاتشين قد ألغى أربعة أحكام فساد ضد الرئيس البرازيلي الأسبق. وبذلك عاد السجل الجنائي للزعيم اليساري نظيفا ويمكنه شغل مناصب سياسية مرة أخرى. ورحب لولا بالحكم عبر تويتر: “القرار القضائي يعترف بأننا كنا طوال الوقت على حق”.

إن فرص لولا في إعادة انتخابه ليست سيئة. في ضوء الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا، تؤشر استطلاعات الرأي، إنه بالفعل متقدم على بولسونارو. وفقًا لمعهد ايبك لاستطلاع الراي، يتمتع لولا بأكبر قدر من الإمكانات للفوز في الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، وأن يتم انتخابه للمرة الثالثة.

ومرة أخرى يقدم زعيم يساري درسا للساسة الفاسدين في المراكز الرأسمالية وبلدان الأطراف، ففي المانيا لا تزال فضيحة نواب اليمين تتفاعل، والتي حصلوا بموجبها على مئات الآلاف من اليورو نتيجة صفقات بيع كمامات الوقاية، وأضافت لها الصحافة الألمانية أخيرا فضيحة جديدة بشأن توظيف منظمات اسلاموية، المساعدات التي قدمتها الحكومة الألمانية لمواجهة كورنا، لدعم النشاط الإرهابي. وفي بلد مثل العراق ينخره الفساد الذي ترعاه الكتل المتنفذة، لم يتردد الفاسدون في سرقة حتى الأموال المخصصة لمهجري الإرهاب، أو للرعاية الاجتماعية، والشكوك تحوم حول صفقات الحصول على اللقاح.

**************

شبح المجاعة يلاحق الملايين في مناطق النزاعات*

على حافة الجوع: من 135 مليونا قبل كوفيد19 إلى 270 مليونا الآن

تدق الأمم المتحدة ناقوس الخطر.. ففي نهاية عام 2020، كان أكثر من 88 مليون شخص يعانون من الجوع الحادّ بسبب الصراع وعدم الاستقرار – بزيادة قدرها 20% في عام واحد. وتشير التوقعات لعام 2021 إلى استمرار هذا الاتجاه المخيف.

وحسب معلومات رسمية صدرت عن اجتماع افتراضي لمجلس الأمن يتعلق بصون السلام والأمن الدوليين، كان نقاش أعضاء المجلس العلاقة بين الصراعات والأمن الغذائي، إذ تتوقع اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي 2021 بلوغ مستوى تاريخي من انعدام الأمن الغذائي، حيث تلوح المجاعة في الأفق في العديد من البلدان، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى الصراعات.

وفي كلمته أمام مجلس الأمن، الذي ترأسه الولايات المتحدة لهذا الشهر، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أنه بدون اتخاذ إجراءات فورية، سيصل ملايين الأشخاص إلى حافة الجوع المدقع والوفاة.

وقال: “اليوم لدي رسالة واحدة بسيطة: إذا لم تطعم الناس، فإنك تغذي الصراع. الصراع يؤدي إلى الجوع والمجاعة؛ والجوع والمجاعة يقودان الصراع”.

واستشهد الأمين العام بحادثة استهداف بعثة ميدانية لبرنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أدّى إلى مقتل الزميل مصطفى ملامبو، والسفير الإيطالي ومرافقه الأمني، وأكد أن هذا مثال صارخ على أن الصراع والجوع هما “تحالف مظلم”، ويعززان بعضهما البعض، ولا يمكن حلّهما في معزل عن بعضهما البعض.

الفقر والجوع وعدم المساواة

وأوضح السيّد غوتيريش أن الجوع والفقر يجتمعان مع عدم المساواة، والصدمات المناخية، والتوترات الطائفية والعرقية، والمظالم بشأن الأرض والموارد، لإثارة الصراع ودفعه. ويتفاقم كل ذلك مع جائحة كـوفيد-19.

وفي الوقت نفسه، يجبر الصراع الناس على ترك منازلهم وأراضيهم ووظائفهم؛ ويعطّل الزراعة والتجارة؛ ويحد من الوصول إلى الموارد الحيوية مثل المياه والكهرباء، مما يؤدي إلى الجوع.

وتابع يقول: “لم تعد المجاعة والجوع متعلقين بالغذاء. هما الآن من صنع الإنسان إلى حدّ كبير – وأنا أستخدم المصطلح عن قصد. وهما يتركزان في البلدان المتضررة من نزاع واسع النطاق وطويل الأمد. وهما في ارتفاع”.

الملايين على بُعد خطوة من المجاعة

وأبلغ الأمين العام مجلس الأمن أن التوقعات تشير إلى أن أزمات الجوع تتصاعد وتنتشر عبر منطقة الساحل والقرن الأفريقي وتتسارع في جنوب السودان واليمن وأفغانستان. وثمّة أكثر من 30 مليون شخص في أكثر من 30 دولة على بُعد خطوة واحدة فقط من إعلان المجاعة.

وفي بعض البلدان، المجاعة موجودة بالفعل، ويموت الناس من الجوع ويعانون من معدلات حرجة من سوء التغذية. وقال إن أجزاء من اليمن وجنوب السودان وبوركينا فاسو واقعة في براثن المجاعة أو ظروف شبيهة بالمجاعة، وأكثر من 150 ألف شخص معرّضون لخطر الجوع.

اليمن وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية

في اليمن، أدّت خمسة أعوام من الصراع إلى نزوح أربعة ملايين شخص في عموم البلاد. ومن المتوقع أن يواجه حوالي نصف الأطفال دون سنّ الخامسة – 2.3 مليون طفل – سوء التغذية الحاد في عام 2021. ويواجه حوالي 16 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي.

أما جنوب السودان، فيواجه أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي منذ إعلان الدولة استقلالها قبل 10 سنوات. و60% من السكان يعانون من الجوع بشكل متزايد. وقال الأمين العام: “ارتفعت أسعار المواد الغذائية لدرجة أن طبقا واحدا من الأرز والفول يكلّف أكثر من 180% من متوسط الراتب اليومي – أي ما يعادل 400 دولار هنا في نيويورك”.

وشهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية العام الماضي أكبر أزمة غذائية في العالم، حيث واجه ما يقرب من 21.8 مليون شخص الجوع الحاد بين شهري تموز/يوليو وكانون الأول/ديسمبر.

وأضاف السيّد غوتيريش يقول: “هذا هو الواقع المدمّر لمناطق الصراع حول العالم. تقع على عاتقنا مسؤولية القيام بكل ما في وسعنا لعكس هذه الاتجاهات، بدءا من درء المجاعة”.

تشكيل فريق عمل لدرء المجاعة

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل فريق عمل رفيع المستوى لدرء المجاعة، بقيادة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، مارك لوكوك.. وسيضم فريق العمل ممثلين عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

وبحسب السيّد غوتيريش، سيجلب هذا الفريق الاهتمام المنسق رفيع المستوى لمنع المجاعة وحشد البلدان لدعم الدول الأكثر تضررا.

وستتعاون المجموعة مع المنظمات غير الحكومية وستعمل مع المؤسسات المالية الدولية ومع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة الأخرى، بما في ذلك الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.

وقال الأمين العام: “أحثّ جميع أعضاء هذا المجلس على دعم فريق العمل بكل طريقة ممكنة، وبذل كل ما في وسعهم لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المجاعة”.

ودعا الأمين العام للتفكير بأكثر من 34 مليون شخص يواجهون بالفعل مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي الحادّ. وشدد على ضرورة ألا تصبح النتيجة المخيّبة للآمال لحدث التعهدات رفيع المستوى الأسبوع الماضي بشأن اليمن نمطا. “أطلب من جميع البلدان إعادة النظر في مسؤولياتها وقدراتها”.

وقال إن المبالغ الصغيرة نسبيا المستخدمة في المساعدات الإنسانية ليست استثمارا في الأشخاص فحسب، بل هي استثمار في السلام.

النساء والفتيات أكثر المتأثرين

وقدّمت غابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام إنترناشونال، إحاطة افتراضية أمام مجلس الأمن، قالت فيها إن الكثير من الدول التي كانت معرّضة لخطر المجاعة في عام 2017 لا تزال معرّضة لهذه المخاطر، والآن انضمّ المزيد من البلدان إليها.

وقالت: “النساء والفتيات يتأثرن بشكل غير متناسب، حيث كثيرا ما يكنّ آخر من يتناول الطعام أو يتناولنه (بكميات) أقلّ. الناس في هذه الأماكن ليسوا جوعى، بل يتم تجويعهم”.

وقالت بوشر إن التجويع هو من أعراض مشكلة أعمق، وأزمة الجوع المتنامية تحدث في عالمٍ فيه أرباح شركات الأغذية والمشروبات في ثماني دول هي أكثر بثلاث مرّات مما تطلبه المنظمات الإغاثية من مساعدات اليوم لدرء الكارثة. وقالت: “لا ينعدم الغذاء، بل تنعدم المساواة”.

الجوع يهدد 270 مليون شخص

في إحاطته الافتراضية، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إن النزاعات المسلحة، بالإضافة إلى الظروف المناخية وجائحة كوفيد-19، تهدد بدفع عدد من الأشخاص في العالم إلى حافة الجوع، من 135 مليون شخص قبل كوفيد-19 إلى 270 مليون شخص الآن.

وقال: “أنا فخور وحزين في نفس الوقت، العام الماضي وصل برنامج الأغذية العالمي إلى 114 مليون شخص بمعونات منقذة للحياة، وهو أعلى رقم إجمالي سنوي في تاريخنا”.

لكنّه أشار إلى أن توقعات انعدام الأمن الغذائي لعام 2021 صادمة: من المتوقع أن تصبح جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا العام أكبر حالة طوارئ للجوع في العالم (19.6 مليون شخص).

وعدد الجوعى في أفغانستان يبلغ الآن حوالي 17 مليون شخص، وهو ارتفاع من 13.9 مليون شخص. أما في نيجيريا، فالعدد الآن هو 13 مليون شخص، وهو ارتفاع من 5 ملايين..وفي سوريا، أكثر من 12 مليون شخص يواجهون مستويات من أزمة انعدام الأمن الغذائي، وهو ارتفاع من 9.3 مليون شخص.

اليمن أسوأ مجاعة في التاريخ الحديث

وقال بيزلي: “قبل يومين فقط، كنت في اليمن، حيث يواجه الآن أكثر من 16 مليون شخص أزمة مستويات الجوع أو أسوأ.. هؤلاء ليسوا أرقاما فقط، هؤلاء أشخاص حقيقيون. نحن نتجه مباشرة نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث.. إنه جحيم على الأرض في العديد من الأماكن في اليمن الآن”.

وحذر بيزلي من وفاة حوالي 400 ألف طفل في اليمن هذه السنة إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل. وقال: “هذا يعني أن طفلا واحدا يموت كل 75 ثانية.. أي أننا مع جلوسنا هنا كل دقيقة وربع هناك طفل يموت.. هل سندير ظهورنا حقا ونشيح أنظارنا عنه؟”

ودعا بيزلي إلى توفير المساعدات لتقديم الطعام للملايين، مشيرا إلى أن تكاليف العنف هائلة: في عام 2019 فقط، بلغت 14.5 تريليون دولار في السنة – أي 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.. وقال: “على مجلس الأمن التزام أخلاقي ببذل كل ما في وسعه لإنهاء هذه الحروب”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة “ الأهالي” المصرية - 14 اذار 2021

*************

الصفحة التاسعة

في مناسبة يوم المرأة وذكرى تأسيس الرابطة العريقة

نزيهة الدليمي.. ذاكرة نضال تضع خطوات لمستقبل زاهر

الحديث عن المرأة العراقية وتضحياتها وصمودها البطولي وما وضعته من لمسات انسانية في تاريخ العراق الحديث، يستدعي بالضرورة استذكاراً يليق بها. ومن ثنايا باقة الورد الزاهية، وفي مناسبتين عزيزتين على الحركة النسوية العالمية والعراقية على الاخص، يوم المرأة العالمي وتأسيس رابطة المرأة العراقية، نستذكر أجزاء من الحوار الذي اجرته “طريق الشعب” مع الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي، في مغتربها القسري عام 1998.

الدليمي تستعرض سيرتها

ولدتُ في العام 1923 في بغداد، ابنة بكر، وتبعني ستة اطفال اخرين اربعة اخوة واختان. نشأت في وسط عائلة ذات دخل متوسط حيث كان والدي يعمل مستخدما في اسالة ماء بغداد. وعلى الرغم من كبر عدد افراد الاسرة (كانت جدتي والدة أمي تعيش معنا ايضا)، سعى ابي الى تنمية الاهتمامات الثقافية لدينا فكان يوصل لنا في اللقاءات المسائية اليومية المعلومات العامة، التي يجمعها من قراءته للكتب التاريخية والاجتماعية، وكان يقرأ لنا ما تنشره الجرائد اليومية حتى اصبحنا متعلقين بجريدة “حبزبوز”، ونقدها للاوضاع السائدة باسلوبها الساخر، وعن هذا الطريق نمت لدينا القدرة على المناقشة والتساؤل، وازداد تعلقنا بتراثنا، وحبنا لوطننا وشعبنا.

في اعوام الحرب العالمية الثانية كنت طالبة، وكنا نعيش في منطقة قرب باب المعظم، الا ان اقرب مدرسة لنا كانت مدرسة “تطبيقات دار المعلمات”، وكانت في حينها مدرسة نموذجية وفيها درست الابتدائية والمتوسطة، اما الدراسة الاعدادية فقد اكملتها في الثانوية المركزية للبنات.

كنت طالبة تتأثر بما تدرس من علوم وتحاول ان تفهم من خلالها ما تشهده من اوضاع ومعاناة مريرة يعيشها شعبنا، خاصة بعد دخول الكلية الطبية في عام 1941 – 1942، الذي اتاح لي فرصة الاطلاع على تفشي مختلف الامراض بين بنات وابناء شعبي وارتباطها باوضاعهم المعيشية المتردية.

حياتها الجامعية وصحيفة “تحرير المرأة”

تضيف الراحلة الدليمي: ان طالبات كل كلية كن يعقدن اجتماعهن وحدهن، والى جانب الكليات كنا نستفيد من المؤسسات الاخرى، فقد عقدنا مثلا، اجتماعا في النادي الرياضي الاولمبي في الاعظمية حضرته اكثر من مائة امرأة، تحدثت فيه عفيفة رؤوف عن المؤتمر الاول للنساء العربيات، الذي عقد في القاهرة. وكانت الرابطة مدعوة اليه، ومثلتنا فيه الرئيسة، وكانت هدى الشعراوي هي المبادرة لعقد المؤتمر، وكان من قراراته تأسيس اتحاد نساء في كل قطر عربي، لا جمعية نسائية. بالنسبة للعراق حضرت المؤتمر الى جانب “رابطة النساء العراقيات”، كل من “جمعية مكافحة الامية”، وهي جمعية تقدمية ايضا، كانت تعمل فيها الدكتورة روز خدوري، وهي التي مثلتها في المؤتمر، وجمعية حماية الطفل، ومثلتها الدكتور سائحة امين زكي. واكد المؤتمر أهمية دور المرأة في النضال ضد الاستعمار والصهيونية، الى جانب نضالها في سبيل حقوقها. اي ان عمل المرأة كان مراعيا للاطار الوطني والقومي، وتلك سمة من سمات ذلك العهد، ولم يكن عملا انثويا محضا منعزلا عن المجتمع وقضاياه الوطنية. وفعلا تمخض اجتماع النادي الاولمبي الذي تمثلت فيه كافة ممثلات الجمعيات المذكورة عن تأسيس “الاتحاد النسائي العراقي” وتشكيل هيئته الادارية التي مُثلت فيها “رابطة النساء العراقيات”، بثلاث عضوات وكان ذلك في عام 1945. واصدرنا صحيفة باسم “تحرير المرأة”، وكنا نكتب فيها خواطرا اما التوجيه الفكري فكانت عفيفة رؤوف مسؤولة عنه. وكانت أشياء لطيفة جدا تخص حياة المرأة والطفل والحرمان في العراق، لازلت اذكر تعقيبا لها اسمه “الحرمان”، تظهر تأثرت به جدا لعمق محتواه واسلوب كشفه لمشاكل الشعب. لم يتحمل نظام نوري السعيد هذه الصحيفة فاغلقها في عام 1947، مع بداية الحملة الشعواء ضد الحريات في ذلك العام، (ولم يكن قد صدر منها سوى عددين).

بدايات الانتماء الحزبي

في اوج الحملة في عام 1947 قررت الانتماء الى حزب التحرر الوطني ومن ثم الى الحزب الشيوعي، لانه كان قد قدم طلبا لاجازته رسميا، وهو الحزب الجماهيري الذي نعرفه انذاك ولا يحتاج الامر الى بحث وتقصي، ولكن السلطة لم تجزه، عندئذ انتميت مع الكثير من الاعضاء الاخرين الى الحزب الشيوعي العراقي.

تعرفت على افكار الحزب الشيوعي من خلال النقاشات التي كانت تدور في الكلية بين الطلبة وكان يشارك فيها العديد من الطلبة من مختلف الاحزاب العراقية. اضافة الى ذلك كانت هناك صحف وطنية، مثل جريدة حزب الشعب وجريدة الحزب الوطني الديمقراطي، وهما “الوطن” و”الاهالي” وغيرهما من الصحف التقدمية الليبرالية، وكان الحزب الشيوعي العراقي يحوز على شعبية متميزة وسط الطلبة مقارنة بالاحزاب الاخرى، نظرا لوضوح اهدافه، وصموده، وصلابته، وعدم مراوغته حول القضايا الوطنية التي كان يطرحها بالشكل الصحيح.

كان للحزب نشاط في كليتنا وكان يمثله آنذاك فاروق برتو، الذي كان يزودنا بجريدة الحزب السرية وادبياته الاخرى، ويمكن القول ان الدكتور فاروق برتو كان اول من عرفني على الحزب، وكان تحركه مقتصرا على ايصال ادبيات الحزب. وكانت لدينا نشاطات مع قوى وطنية اخرى، فعندما اعدمت السلطات الملكية الضباط البرزانيين الاربعة، قام طلبة صفنا، وهم من مختلف الميول والاتجاهات باضراب عن الدراسة، وكان زميلان من البارتي هما اللذان اخبرانا بجريمة الاعدام، وهما جمال رشيد فرج، وكمال ناجي، فاعربنا عن تضامننا الوطني.

وكنا نخوض نقاشات سياسية، نقرأ الجرائد العلنية ونناقش ما فيها.. وكل هذا وسع من مداركنا.

رشحت للحزب عام 1947، ونلت شرف العضوية في سنة الوثبة ضد معاهدة بورتسموث في عام 1948، وفي هذه السنة تخرجت من الكلية وباشرت ممارسة مهنة الطب وساعدني عملي السياسي في صفوف الحزب، والتمعن في ادبياته وافكاره، على تفهم اعمق لمشاكل ابناء وبنات شعبي، الامر الذي ساعدني ايضا على الاندفاع في خدمة شعبي ووطني، كما اتاحت لي مهنتي كطبيبة الاطلاع عن قرب على مشاكل الشعب.

صعوبات في عمل المرأة

اثناء عملي كطبيبة في محافظة كربلاء واجهت صعوبات كثيرة وكنت مضطرة، مثلا، الى لبس العباية، والى مراعاة امور عديدة حتى عندما اذهب لفحص مريض في البيت.

في احد الايام اتصل بي تليفونيا مدير الصحة العام – الدكتور الطوخي – قائلا: هناك مشروع لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة البجل، هل توافقين على العمل فيه؟ فأجبته حالا ودون أي تردد: “موافقة”، لاتخلص من القيود المفروضة علي في كربلاء. والتحقت بالمشروع في عام 1950، وكان غرضه التقصي عن مرض البجل (وهو مرض من امراض الصحة العامة الشائعة، ويسمى primitive syphilis) في التجمعات السكانية الواقعة حول المياه. فأخذنا دجلة مثلا حتى  الموصل واخذنا الفرات الى عانة، بعد ذلك نزلنا الى الاهوار، الى كل مناطقها في العمارة والبصرة والناصرية، وهي واسعة جدا.

فرصة للقاء بالنساء

كانت فرصة فريدة وكبيرة لا تعوض بالنسبة لي، فلو بقيت خمسين سنة في مكاني لما تعرفت ولا حتى تصورت حياة الناس ومعيشتهم في مثل تلك الاحوال التي رأيتها، خاصة واننا كنا نتابع اوضاعهم الصحية. فاطلعت عن قرب وعايشت اوضاع الناس، ويالها من اوضاع، مرة رأيت احدى النساء تخوض في مياه الهور الوسخة، وكانت في فترة النفاس، فطلبت منها ان تعتني بنفسها، منبهة اياها الى خطورة ما تفعل، فردت “يا دكتورة هل تحسبينا من الاوادم، احنه بهاي عيشتنا مو اوادم”، فأثرت في كثيرا.

كنا نستخدم اثناء الحملة ما يسمى بالكارت او البطاقة الصحية التي نثبت فيها نتائج الفحوصات وغيرها من المعلومات التي كنا نستفيد منها في المتابعة. وقد تجمع لدي الالاف منها، بما فيها من كم هائل من المعلومات فاعددت في ضوئها كراسا خاصا باوضاع المرأة العراقية عموما، وفقا لاجتهادي في ذلك الوقت.

وبعد انتهاء مهمة التقصي الميداني، رجعت الى بغداد في عام 1951، للعمل في المستوصف التابع للمشروع ، والذي كنا نتابع فيه مرضى البجل، تبلورت لدي فكرة اعادة نشاط “رابطة النساء العراقيات”، وبدأت التحرك، فوجدت ان الرئيسة عفيفة رؤوف قد انجبت في هذه الفترة المزيد من الاطفال وازدادت مسؤوليتها العائلية ولذلك اعتذرت عن المشاركة في المهمة. عندئذ شرعت بتجميع النساء، وبلغ عددهن 20 امرأة، معظمهن من خريجات الكليات، ومنهن من هن شقيقات لمناضلين، وعدد منهن مناضلات.

الحزب الشيوعي ساعدني في تلك المهمة الصعبة

كان الحزب يساعدني، يزودني باسماء العوائل والنساء فأقوم بزيارتهن، ومنهن من تربطني معهن صداقات شخصية قديمة ظلت قائمة بيننا. فاشتركت معي، مثلا احدى طالبات صفي الدكتورة خالدة القيسي، والعديد من بنات الحقوق وباشرنا بمناقشة ورسم اهداف الرابطة وبرنامجها. وقد استغرق ذلك سنة بكاملها، كنا نلتقي اسبوعيا على شكل زيارات اجتماعية الى ان توصلنا الى وضع الاهداف والبرنامج. وعندئذ تقدمنا الى وزارة الداخلية بطلب الاجازة باسم “جمعية تحرير المرأة”، وهو اسم جريدتنا سالفة الذكر، وشرعنا ننشط بشكل علني، مستغلين فترة البت بالاجازة التي تمنح الهيئة المؤسسة حق مزاولة النشاط لاربعة اسابيع.

بدايات تأسيس الرابطة

اتذكر جيدا اننا اخترنا اسماء نساء غير معروفات، ولم نضع في طلب التسجيل اسماء نساء معروفات وعندما ذهبت عضوات الهيئة المؤسسة لتقديم الطلب لبسن “البوشي” للتمويه، اذ كانت بينهن بنات من عوائل سياسية وشيوعية.

نشطنا خلال فترة التأسيس وانتظار الاجازة نشاطا جيدا، وكان تنظيم الحزب يدعمنا، فوصلتنا مئات التواقيع من المدن الاخرى مثل البصرة والعمارة تؤيد الجمعية الجديدة وهيأتها المؤسسة. اما في بغداد فقد حقق نشاطنا العلني الحصول على تأييد واسع، الا ان طلبنا رفض “بناء على مقتضيات المصلحة العامة”. وردا على ذلك عقدنا اجتماعا وقررنا بالاجماع مواصلة العمل بشكل سري لتحقيق ذات الاهداف والبرنامج المتفق عليه. وقررنا ايضا تغيير اسم الجمعية الى “رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية”، وكان ذلك في يوم 10 آذار 1952.

ونشرنا النظام الداخلي وبرنامج الرابطة (تم طبعهما في مطبعة سرية بمساعدة الحزب)، وبدأنا نعمل وفق النظام الداخلي للرابطة فشكلنا حلقات وهي اشبه بلجان بسيطة  التنظيم، خالية من المركزية الزائدة، كل حلقة تقوم بالاتصال والتحرك على النساء من حولها، تعرفهن باهداف وبرنامج الرابطة وبحقوق المرأة المهدورة. وكانت اهداف الرابطة تتضمن ثلاثة محاور:

1- النضال من اجل التحرر الوطني والسلام العالمي

2- الدفاع عن حقوق المرأة

3- حماية الطفولة العراقية

بدأنا العمل في بغداد، ومن ثم عملنا في المحافظات، وقد شجعنا على ذلك التأييد والتواقيع التي وردتنا،  فصار لنا اول الامر فرع في السليمانية. وكانت الاخت المسؤولة هناك نشطة، ولها علاقات واسعة مع النساء في اربيل، حيث شكلت فرعا ايضا، ثم جاء دور البصرة والعمارة والناصرية وغيرها.

حلقات تنظيمية واساليب من الحياة اليومية

لم نعتمد الاساليب التنظيمية الهرمية، بل اعتمدنا اسلوب الحلقات، وجعلنا جريدتنا وسيلة الصلة بين بغداد والفروع، وكل من تريد تشكيل حلقة جديدة كانت تعرف عن طريقها ما ينبغي القيام به.

لقد اعتمدنا اساليب العمل المستنبطة من الحياة اليومية للمرأة العراقية، مراعين كثرة مسؤولياتها البيتية ولم نلزم العضوات بحضور كل اجتماع. بالمقابل كنا نذهب نحن اليهن، ونسعى الى ان تكون كل عضوة قريبة منا. الشيء الاخر هو سعينا لتحريك المرأة بحدود الحياة اليومية والامكانيات المتاحة. كنا مثلا نجمع النساء المراجعات للعيادات الطبية في المستوصفات والمستشفيات ونتحدث اليهن عن الادوية وانواعها واهميتها، وعن ضرورة الوقاية الصحية والرعاية الطبية، ونشير بنفس الوقت الى ان الطبيبة الواحدة تكشف يوميا على مائتي امرأة. من هنا فهي (الطبيبة) لا تستطيع الاهتمام بالمريضة كما يجب، ومثل هذه الامور كانت تحظى بالتأييد والاستجابة، وكنا نغتنم هذه الاستجابة ونرشدهن لما يجب ان يقمن به. فمثلا، في حالة الازدحام على مستوصف ما، نقوم بتحريك النساء المراجعات ونعلمهن ان يقدمن طلبا لتوسيع المستوصف او لزيادة عدد اطبائه والمساعدين العاملين فيه ونعزز الطلب بالتواقيع. وفي ايام افتتاح المدارس كنا نقوم بحملة توعية لافهام الرابطيات بضرورة اطلاق حملة توعية لافهام الرابطيات بضرورة ان تقوم كل واحدة منهن بأخذ اخيها او اختها لتسجيله بالمدرسة الفلانية، وفي حال رفض تسجيله لعدم وجود اماكن، تطلب من مدير او مديرة المدرسة افتتاح صف جديد، او زيادة عدد المعلمين. وقد جرت الاستجابة للعديد من هذه المطالب. وتعاطف العديد من مديرات المدارس معها. وفي حالة الرفض كنا ننضم وفودا الى وزارة المعارف، تشترك فيها نساء المحلة، وقسم كبير منهن لسن رابطيات، تقودهن رابطية للمطالبة بفتح مدرسة او زيادة عدد الصفوف او عدد المعلمين. وحققنا الكثير من هذه المطالب، اضافة الى هذه الانشطة خصصنا في جريدتنا ركنا خاصا للقارئات يطرحن فيه ما لديهن من مشاكل ومقترحات ومعالجات، وقد حرك ذلك الاجواء النسائية كثيرا.

نشاطات وطنية

من خلال نشاطي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي تحققت صلتي بالحركة الوطنية العراقية، وبدأنا في الرابطة التوجه للنشاط داخل الحركة الوطنية، فكنا ننظم خلال الاحداث الوطنية والسياسية الوفود الى الاحزاب السياسية، تأييدا او لابداء موقف او اعلان وجهة نظر. وكانت الوفود معروفة بكونها لرابطة الدفاع عن حقوق المرأة. وصرنا نقرن في نشاطنا بين العمل السري والعلني، على سبيل المثال انتمت اثنتان او ثلاث عضوات من اعضاء اللجنة العليا للرابطة الى “الاتحاد النسائي العراقي الذي اجازه نوري السعيد باسم “جمعية النساء العراقيات” وكانت رئيسته آسيا وهبي – زوجة توفيق وهبي – التي فرحت بوجودهن في جمعيتها نظرا لنشاطهن المتميز، بعد ان افتقدت أي نشاط يذكر، ولم تكن فيها طالبات كليات.

حصيلة ايجابية ومشاركة نسوية واسعة

الحصيلة كانت ايجابية جدا، فقد اتاح لنا العمل العلني في صفوف المنظمات النسوية الاخرى منافذ عديدة ومفيدة جدا لممارسة نشاطنا، وللتعريف بهويتنا الوطنية لاوسع الجماهير، وسهل العمل العلني اصلا تحرك العديد من الفتيات اللواتي كن يجدن صعوبة كبيرة في الخروج من البيت. فأخذن يحضرن الفعاليات المعلنة لجمعية مجازة رسميا، وقد لقين الدعم المعنوي من قبلنا، والذي شجعهن على الخروج والمشاركة.

احتكاكنا بالنساء اتسع كثيرا في هذه المجالات، فبدلا من عقدنا اجتماعا في بيت لا يتسع لاكثر من عشرة الى عشرين امرأة، كان الحضور لاجتماع علني يدعو اليه اتحاد نساء، او جمعية نسائية مجازة رسميا، لا يقل عن مائة الى مائتي امرأة. هذا بالاضافة الى استغلالنا للصحف اليومية العلنية، حيث كنا ننشر فيها ونزودها بالادبيات والمعلومات ونزورها في المناسبات الوطنية، وفي الاحداث السياسية ونعرض عليها مشاكل المرأة. وكان العديد من النساء تستجيب وتتعاطف معنا، وعدا هذا كنا نعتمد اسلوب التجمع، نشكل تجمعا او نحضر تجمعا، تستطيع الرابطية عمل الكثير عبره. وكانت التجمعات تجري عادة داخل البيوت، على شكل حفلة او “جاي العباس” او لمناسبة مولود وغير ذلك.

اعود الى اثر العمل الحزبي فأقول ان النشاط في صفوف الحزب يكسب الانسان الكثير من القيم الفكرية والسياسية التي تعينه في العملية النضالية اي انه ينوره ويدفعه للعمل بوعي اكبر، اما بالنسبة لاساليب العمل، فقد كنا نتبع اساليب ديمقراطية حقا وفعلا، ولا صحة اطلاقا لما تروجه بعض الاقلام التي تستهين بهذه الحقيقة.

دور محلي وعالمي

انتمت رابطتنا الى اتحاد النساء الديمقراطي العالمي في عام 1953، اي بعد سنة من تأسيسها، وتم قبولها في مؤتمر النساء العالمي الثالث في كوبنهاغن، الذي حضرته أنا ممثلة عنها، وكان المؤتمر خاصا بحقوق المرأة، وقد اتاح لي ان ارى لاول مرة نساء من كل انحاء العالم.

بعد رجوعي الى العراق قمنا بطبع قرارات مؤتمر كوبنهاغن في كراس باسم مستعار، ووزعناه بشكل واسع وقمنا بقراءته لمن لا تعرف القراءة، ونظمنا اجتماعات كرست لمناقشة القرارات. اعقبناها باجتماعات اوسع لمناقشة ومعالجة المشاكل التي تعاني منها النساء العراقيات، واصدرناها في كراس باسم “المرأة تحل مشاكلها”، باسم مستعار ايضا، وتضمن امثلة وتجارب واساليب عمل لحركات نسوية اخرى، وقلنا في خلاصته ان على المرأة ان لا تنتظر الاخرين ليحلوا مشاكلها، بل يتعين ان تاخذ قضيتها بيدها. وبالمناسبة كان الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم الشخصية التقدمية المعروفة يساعدنا كثيرا في مسائل الطبع في مطبعته.

لقد استفدت كثيرا من حضوري لمؤتمر النساء العالمي الثالث، واصبحتْ لدى قيادة الرابطة قناعة بأهمية المشاركة في مثل هذه المؤتمرات فأخذنا نرسل ممثلات الرابطة للمساهمة بفعاليات اتحاد النساء الديمقراطي العالمي، واصبح للرابطة ممثلة دائمة في سكرتارية الاتحاد. وفي عام 1959، انتخبتُ في مؤتمر اتحاد النساء الديمقراطي العالمي لعضوية لجنته التنفيذية، وبقيت عضوة تنتخب في مؤتمراته اللاحقة، الى ان قام اتحاد السلطة بـ “ضغربته” في عام 1979 ومطالبتنا بعضوية مكتب الاتحاد، وتأزم الموقف فيما بعد بين السلطة الحاكمة ورابطتنا.

كلمات للمستقبل.. انتصارا لقضايا المرأة

اعتقد ان العمل من اجل قضية المرأة وحقوقها عمل يتطلب قبل كل شيء صبرا كبيرا ويتطلب أيضاً خلق علاقة مرنة باوساط النساء المحيطات بنا. هذا أول ما ينبغي أن يكون في ذهنية من تريد ان تعمل في مجال المرأة، ان تخلق لها صلات حميمية ودائمة بالنساء، تتعرف على مشاكلهن وتنمي الاساليب التي تساعدها في حل مشاكلهن وبالاستناد الى امكانيتهن واستعدادهن.

لا ينبغي ان نفرض مقدما اهدافا واساليب عمل، انما يتعين ان نستقي الاهداف واساليب العمل من خلال احتكاكنا المباشر مع النساء المعنيات، والاساليب تختلف من مكان الى اخر.

*******************

الصفحة العاشرة

المناضلة الجسورة جيران شيخ محمود

سهيل الزهاوي

في بعض الأحيان ينسى المرء أن يُدون صفحات مشرقة في ذاكرة التاريخ عن حياة المناضلات والمناضلين، الذين كرسوا جل حياتهم من أجل قضايا مصيرية تمس حياة الشعب. فهناك من النساء اللاتي تَركن بصمتهن على زرقة السماء الصافية. وفي هذا الصدد ارتأيت الاشارة إلى امرأة شامخة، امرأة مناضلة سجلت البطولات والتضحيات في أصعب الظروف وأخطرها دون تردد، بل ساهمت في فرش البساط الأحمر أمام اسماء غنمت من الثناء والتكريم ما يكفي ويزيد عندما كانت على قيد الحياة وكذلك في مماتها ودخلت التاريخ من أوسع أبوابها، وبينما أولئك المناضلات اللواتي حملن أرواحهن على اكفهن بروح جهادية عالية في ظرف دقيق وعصيب يصعب على المناضلات العمل فيه ما زلن كجنود مجهولين.

لقد شغلت المرأة حضوراً واسعاً في معظم الهيئات الحزبية وكان لها دور بارز في محطات الحزب الشيوعي العراقي إبان الحملات القمعية الشرسة ضد الحزب وقتذاك، وكانت في مقدمة الرفاق في إعادة هيكلة الحزب بعد كل ضربة موجعة. بالإضافة إلى المهام اللوجستية، مثل الطباعة والضرب على الآلة الطابعة ونقل البريد وتوزيع المناشير ونشر سياسة الحزب بين الجماهير، وتوفير الأدوية، فضلا عن ذلك فقد تبوأت مسؤوليات أكبر في الهيئات القيادية والوسطية.

لو نتفحص صندوق الذاكرة ونتمعن في سبر غوره فنجد أن مراحل حياة جيران شيخ محمود مليئة بالتفاصيل والنضالات المتنوعة. حيث لعبت دورا استثنائيا وبروح شيوعية في دفاعها المستميت عن حقوق المرأة ونشأتها ونضالها في صفوف الحزب من أجل حقوق الكادحين.

في نهاية عام 1983 التقيت بثلاث رفيقات في قاعدة كرجال لقوات الأنصار البيشمركة (في هورمان).  وهن جيران شيخ محمود، خرمان محمد ونيشتمان احمد. هؤلاء الرفيقات جاؤوا من مدينة السليمانية، التي كنت أعد النزول إليها في مهمة حزبية في أقرب فرصة.

كانت الرفيقات يتمتعن بمعنويات عالية جداً. أعمالهن الجريئة تنم على روح التحدي والصمود والإرادة القوية والمثابرة وروح المغامرة المحسوبة من أجل توفير حياة كريمة للآخرين.

 المسؤولة الحزبية للخط النسائي الرئيسي كانت الرفيقة جيران شيخ محمود.  الرفيقات الثلاث الآنفات الذكر شكلن مع الرفيقة بسوس، منيرة (اللجنة النسائية الحزبية داخل مدينة السليمانية). إضافة إلى المهمات الحزبية الملقاة عليهن في سعيهم الحثيث على تحريك                      

وتنظيم الجماهير، كن يقمن بالتنسيق مع الخطوط الحزبية الأخرى. (هذه الأحداث المذكورة قبيل نزول كاتب السطور إلى داخل السليمانية).

لم يقتصر نشاط الرفيقات في صفوف هذا الخط فحسب، بل امتدت إلى خطوط تنظيمية أخرى، كانت لهن نشاطات واسعة بين صفوف الجماهير وقدمن للحزب الكثير من الأعمال النوعية. الناشطات في هذا الميدان على سبيل الذكر، منهن هيرو عبد الله كوران وقمري خان زوجة الرفيق الراحل محمود حلاق ومنيرة صالح وفاطمة عثمان سعيد أم شيردل وناسكة زوجة الرفيق جمال والي وشلير عبد

المجيد عضو المكتب السياسي الحالي للحزب الشيوعي الكردستاني وعائشة أم كیفي وسوزة امين وئامانج امين ونجيبة محمود.

 وفي خط آخر يقوده الرفيق دلير جلال والرفيق رحمن غريب، ضم في صفوفه عددا من الناشطات في المجال الطلابي، حيث قمن بتوزيع البيانات وشعارات الحزب في المدارس وقدمن المساعدة للرفاق في نقل الأسلحة وهن زریا عمر (زانا)، كویستان رحیم، ماردین ابراهیم، بروین غریب، ئافان عارف، شکرية سعيد، كژال غريب وأخريات.

عرفت المناضلة جيران شيخ محمود منذ نعومة أظفارها بإصرارها على تحقيق بعض من طموحاتها الشخصية كما أثبتت صلابة المرأة الشيوعية في الدفاع عن مصالح شعبها بنكران ذات في أحلك الظروف. كما تحلت بالمواصفات التي تمكنها من قيادة التنظيم النسائي في مدينة السليمانية وغدت مصدر قوة رفيقاتها، اللاتي شعرن بدفء وجودها، وحيويتها وابتسامتها الدائمة رغم اشتداد الظروف.

فتحت عينيها في عام 1941 على قصبة قادر كرم، وهي ناحية تقع في جنوب كركوك، وسط عائلة اشتهرت بالنضال الوطني والطبقي ذلك الذي أذاقها السجن والظلم والموت، لتنشأ في مناخ قادها إلى العمل الثوري، وهذا الزخم الثوري قد أصبح مصدر قوة في تثبيت صراعها المبدئي في نضالها ضد الأنظمة المتتالية على العراق، فانضمت في شبابها إلى المنظمات المهنية. حيث أقدمت السلطات الفاشية بعد انقلاب الدموي في 8 شباط عام 1963 على إعدام اثنين من أخوالها هما البطلان الشيوعيان شيخ مارف البرزنجي وشيخ حسين البرزنجي، وتعرضت العائلة إلى العديد من المداهمات من قبل الاجهزة الامنية في سنوات العهد الملكي بسبب نشاطها السياسي والحزبي، كل ذلك لم يثبط من عزيمتها بل زادها اصراراً على المضي قدماً في النضال من أجل رفع راية الحزب خفاقة.

عندما جرح ابنها ئاسو شيخ علي في انتفاضة آذار 1991 المجيدة. شقت طريقها من بين الحشد ودنت من ابنها، ووجهها يطفح فخرًا واعتزازا وهي ترى ابنها يفدي حياته من أجل حياة حرة كريمة للجميع.

لم تتمكن الرفيقة جيران دخول المدرسة بسبب الأوضاع الاجتماعية، حيث تم فتح مدرسة ابتدائية للذكور فقط في ناحية قادر كرم مما حُرم من التعليم في طفولتها اضطرت أن تدخل مدرسة محو الأمية وهي بعمر 14 سنة وتتفوق في الصف وبعدها قدمت العائلة والرفيقات لها المساعدة في التعليم تمكنت من الحصول على شهادة الابتدائية.

كان للحزب دور متميز بين صفوف النساء وكانت الرفيقة جيران إحدى الناشطات والمساهمات في نشاطات المرأة في كركوك.

انطلقت مسيرتها النضالية وهي في سن السادسة عشر، حيث انتمت إلى منظمة رابطة المرأة العراقية قبل ثورة 14 تموز وبعد أن فسح المجال لرابطة المرأة العراقية بالعمل العلني وفتحت فروع للرابطة في المحافظات العراقية بعد ثورة 14 تموز 1958.

في شهر كانون الثاني لسنة 1959 تشكلت في السليمانية الهيئة القيادية للرابطة في المحافظة وأصبحت الرفيقة جيران احدى عضواتها اضافة إلى العضوات التالية: زکية بابان، منيرة رفیق سه عاتچی، حەلاوخان زوجة شيخ لطيف الحفيد، رابعة خان أم ئامانج، شمسە مەحمود المعروفة شمسەی خولە زیڕە، نەجیبە قادرمخێر، منیرة صالح زوجة حسین عەلی غالب، عطیة نوري اخت الرفيق بهاء الدین نوری ابو سلام، نزیرە مجید، عائشە شێخ حسێن اخت الشهید شێخ علی البرزنجی وخانم زهدی.

في نهاية عام 1959 تزوجت الرفيقة جيران برفيق دربها شيخ علي شيخ محمد البرزنجي وكان في ذلك الوقت يمتهن التعليم، حيث نقل إلى محافظة كركوك وكانت الرفيقة بمعيته وكان كادرا حزبياً.

عام 1959 عندما بلغت الثامنة عشر من عمرها ترشحت للحزب ونالت شرف العضوية في نفس العام وتعمق وعيها السياسي بعد انضمامها إلى صفوف الحزب.

 ومن خلال نشاطها الواسع بين الجماهير وبعد فترة وجيزة أصبحت عضوا في لجنة قاعدية والتي تحوي على مجموعة من الخلايا الحزبية وقامت بنشاطات عديدة في المنظمة الحزبية ورابطة المرأة في كركوك وعملت في اللجنة القيادية للرابطة في كركوك مع الرفيقات ست سنیە جباری، ایتان جلال، جمیلە امین یامولکی، لوتفیە عبد الواحد وقد شاركت في المؤتمر الثالث لرابطة المرأة العراقية في بغداد عام 1961، ولم تشارك في المؤتمرين الأول والثاني بعد ثورة 14 تموز رغم انها انتخبت كمندوبة لأسباب خارجة عن إرادتها.

بعد انقلاب شباط الدموي تحولت الرفيقة جيران إلى العمل السري في كركوك والتحق رفيق دربها بقوات الانصار البيشمركة في منطقة بمو.

 اضطرت لأسباب أمنية ان تنتقل بعد عودة زوجها الرفيق شيخ علي إلى مدينة السليمانية والعمل في ظروف سرية. وبقرار من الحزب انتقلا إلى اربيل ومن ثم إلى بغداد وعملت في ظروف الاختفاء هناك في الفترة 1963 - 1972، ومرة اخرى عادوا إلى السليمانية للعمل الحزبي.

في عام نيسان 1972 عملت في لجنة حزبية نسائية بمستوى قضاء باسم لجنة ئالا مكونة من الرفيقات زکية بابان، نازنین، ئافتاو عەزیز، صنوبر، نەجییبە صدقی، قمری، رابعة.

بعد الحملة الشرسة التي شنتها سلطة البعث ضد حزبنا الشيوعي العراقي وانسحاب الحزب من الجبهة، تحولت الرفيقة جيران إلى العمل السري بقرار من الحزب.. وتشكلت هيئة قيادية جديدة من الرفيقات هیرو عبد الله كوران، قمري، عائشة حسین، رابعة أم ئامانج والرفيقة جيران. وجرى إعادة الاتصال بالرفيقات على أساس فردي وحول التنظيم إلى العمل السري

في الربع الأول من الثمانينات وجهت لمحلية السليمانية ضربة موجعة من قبل النظام الدموي وأجهزته القمعية حيث جرى اعتقال عدد من الرفاق في محلية السليمانية وفي هذه الحملة لم تعتقل من الرفيقات في الهيئة الحزبية سوى الرفيقة قمري التي صمدت تحت التعذيب في تلك الحملة.

تلك النشاطات العظيمة للرفيقة جيران في مراحل مختلفة من العمل السري والعلني أتاحت لها فرصة كبيرة للاحتكاك بالجماهير الواسعة.

بسبب ذلك العمل الشاق والعصيب وفي ظروف شائكة تجمعت لديها معلومات كثيرة واكتسبت خبرة واسعة للتعامل مع الوضع وواصلت نضالها في صفوف الحزب بجد وتفان وعملت بدون كلل من أجل تحقيق أهداف الحزب.

رغم متابعة أجهزة النظام في فترات متفاوتة أملا منها في الايقاع بها، ولكن كانت شديدة الحذر والبراعة، تمكنت باستخدام ذكائها من الافلات منهم وأن تستمر في عملها في الخفاء.

بعد تسلمي التنظيم في 27 كانون الثاني 1984 إلى انتفاضة اذار 1991 المجيدة، لعبت المنظمة النسائية والتي كانت الرفيقة جيران مسؤولة لها، دورا هاما وتحريضيا بين الجماهير من خلال نشر سياسة الحزب والمساهمة في توزيع البيانات في المحلات السكنية. وبسبب نشاطها الفريد بين الجماهير النسوية، أظهرت للحزب قدرتها في العمل الحزبي والجماهيري والسياسي ككادر متقدم، حتى غدت قدوة لمن تحرص على اجتذاب الجماهير إلى ساحات النضال. كان لها دور كبير في تمويل المنظمة بالمال من خلال جمع التبرعات والاشتراكات. صارت للمنظمة قاعدة جماهيرية واسعة بعد توسيعها، حيث كانت لها مساهمات فعلية في تعبئة الجماهير في دعم انتفاضة آیار عام 1984 وانتفاضة آذار 1991 المجيدة جنباً إلى جنب كافة الرفاق في الخطوط التنظيمية الأخرى.

**************************

في ذكرى وفاته الخامسة

 يا لخسارتنا.. برحيل زهير الدجيلي!

مفيد الجزائري

كبيرة هي خسارتنا برحيل زهير الدجيلي، المبدع الشاعر والكاتب والاعلامي، المناضل الثابت الوفي والانسان الحي المشرق.

لعل الشعر عنوانه الاشهر. يشهد ديوانه الحافل الذي بدأ كتابته في فتوّته، وهو ينهل من اول نبع يفيض حول مهده على  لسان امه التي تقول الشعر، ويتدفق من العيون الغزيرة في البيئة الشطرية والجنوبية الخصيبة التي نشأ فيها. وبقي ستة عقود ونيف من السنين ينسجه ويثري صفحاته، ولم يكف حتى وهو يصارع المرض اللئيم في السنين الاخيرة. شاعر ولا أرق، وشعر ولا أعذب: حنّيت واترجّه .. اترجّه دليلي  وعيني .. بلجن عذاب فراكم بهداي من ياذيني.

وشاعر غناء بالسليقة: قلب الحبيْبة مثل شاطي ونهر ، مرّي يَمّه ياطيور الطايرة، واذا ما مريتي يمه تضيع روحي .. والقلب جا وين اضمّه؟ .. وياهوى ايلمني والمه؟

ليس صدفة انه سُمي: ابو الاغنية العراقية. فكم شاعر وهب غناءنا مئة وثمانين اغنية؟ ومن الاحلى والاعذب..وليس صدفة ان وضع موسيقاها خير الملحنين، وأدّاها خير المغنين.

الى جانب الابداع الشعري ترك لنا الدجيلي الكثير الكثير من النتاجات الصحفية والاذاعية والتلفزيونية، التي تخطى العديد منها زمنه وبقي محتفظا بحيويته. وهو بمجموعه يستحق المتابعة والدراسة، وفيه ما يستحق النشر ايضا.

 *****

كبيرة هي خسارتنا جميعا برحيل زهير الدجيلي الانسان.

الصديق الحبيب، النقي، العاشق، الكريم، الباسم المتفائل رغم المحن بالحياة والغد الآتي، الرقيق الوديع والشجاع، الاصيل في انسانيته وفي عراقيته، المحب للوطن والناس، المتشبث به وبهم ابدا.

لم تتح لي فرصة سؤال المفجوعة برحيله، ام علي، رفيقة حياته ودربه، ومسراته وعذاباته، وافراحه وهمومه، كيف كان يبدو وهو يرحل عن عالمنا. لكن خيل لي اني اراه  في تلك اللحظات الفاصلة، فأبصر في وجهه ظلال هموم تتكاثف، ثم تنحسر امام ظل ابتسامة، لتعود تنازع وتطبق على الجبين..

ابدا عمّر قلب ابي علي الامل بعراق آتٍ .. طليق، محلق عاليا، يعيش البحبوحة، ويغمض العينين حين يغمض مطمئنا. لكن هذا القلب لم يعدم يوما الخوف على هذا الحبيب (او الحبيبة) من الضواري التي تطوقه، وتلك التي تحفر مختبأة في ثناياه.

ابدا عمّر قلب ابي علي الايمان بالخير والجمال، وبالنور يغمر الكون والكائنات.

كبيرة هي خسارتنا نحن الشيوعيين برحيل زهير الدجيلي المناضل الباسل الوفي المتفاني.

رضع النضال مع الشعر من ثدي امه.

ينقل عنه احد رفاقه في السجن سنة 1963 وما بعدها، في سجن بعقوبة ثم في سجن الرمادي،  انه اوقف سنة 1954 في مركز شرطة الناصرية، وكان عمره سبع عشرة سنة، بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي. وكان يقلقه وهو في الموقف ان تنهال عليه امه تقريعا حين تأتي لزيارته. لكن المفاجأة التي هزته انها حين وقع بصرها عليه في حجرة الموقف، دكت بقدميها الارض واطلقت صوتها مدويا: نذرتك للشعب يبني!

هكذا عمدته امه مناضلا، وهكذا عرفته وشاركته حبيبته ام علي، التي تعرضت للاعتقال وهي حامل بابنتهما البكر، بسبب اشتراكها في مظاهرة تطالب باطلاق السجناء السياسيين. كان ذلك في سنة 1962، وفي السجن وضعت وليدتها. ستون سنة ويزيد، هو طول مسيرة زهير الدجيلي النضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، المسيرة المفعمة بالتفاني، بالكفاح الجسور سرا وعلنا، بمعاناة حياة السجون، بالملاحقة والحرمان، بالغربة وقسوة الحياة بعيدا عن الاهل والوطن، بالحنين والشوق والامل الذي لا يذوي، بالوفاء للشعب وللوعد بسعادته، وللوطن والوعد بحريته، بالبقاء لصيقا بالشيوعيين وحزبهم.

في مثل هذه الايام قبل ثلاث سنوات، وفي غمرة تصديه لهجوم المرض الزاحف، كتب ابو علي مواويل في الذكرى الـ 79 لميلاد حزبه، كان آخرها بعنوان “الوصية”.  في خاتمته كتب:

كبل ما اموت ، وكبل ما تنكطع اوتار كلبي

ويسكت العود.. ويغمضولي الجفن

كبل ما اموت ، وكبل ما ينطفي نور المحبة بعيني

وبالغربة اندفن

وكبل ما تبجي القصايد فوك كبري

والقوافي تمطر دوع الحزن

كل للشيوعي انته خير الناس

ما مدّيت ايدك ع الحرام وبكت مال الوطن

كل للشيوعي انته خير الناس

والشاهد عليك الشعب والتاريخ وايام المحن

كل للشيوعي انته اوفى الناس

ما خنت الامانة وجنت ساس الفتن

الطيبات انكتبن بتاريخك وصفحاتهن ما ينمحن

كل للشيوعيين ..

الشواهد والمجالس عن نزاهتكم حجن

امبارك عليكم عيدكم

مبارك عليكم كل الاعياد اليجن ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«طريق الشعب» 15 آذار 2016

**************************

الصفحة الحادية عشر

في الذكرى السنوية الأولى لرحيله

الشيوعيون العراقيون في فرنسا يحيّون الفنان صلاح جياد

باريس – طريق الشعب

حيّت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا، الفنان التشكيلي الراحل صلاح جياد المسعودي، في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله، 16 آذار.

واستذكرت المنظمة في بيان لها الفنان المسعودي “التشكيلي اللامع والمثقف” الذي غادر الحياة عن 73 عاما، بعد معاناة وصراع قاس مع المرض.

ووصفت المنظمة الراحل بـ “الإنسان الهادئ الذي يحمل ملامح طيبة البصراوي، والمحب للجميع”، مذكّرة بجداريته وأعماله الفنية التي كانت تحتل مكانة مهمة في خيمة “طريق الشعب” اثناء مشاركاتها في دورات مهرجان جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي “لومانتيه”.

وأوضحت ان “فيروس كورونا حال دون إقامة حفل تأبيني يليق بقامة صلاح، الذي انخرط منذ بواكر شبابه في النضال الوطني مكافحا ضمن التنظيمات الطلابية في مدينته البصرة وبغداد، وتوّج مرحلته النضالية بالانضمام الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، والذي آمن بصدق نضاله في سبيل حرية الوطن وسعادته والعيش الكريم، وبقي وفيا لمبادئه حتى آخر لحظة في حياته”.

وتابعت المنظمة في بيانها القول، أنه “بجانب نضاله، كان أبو يمامة فنانا مبدعا بفضل موهبته في الرسم، ما جعله يتبوأ موقعا متميزا وسط الفن التشكيلي العراقي والعربي. وقد اختار باريس منفى له بعد مغادرته الوطن في سبعينيات القرن الماضي”.

********************

صلاح جياد

كائن من صنف الحمام

جمال العتّابي

أبا يمامة...

وأنا أسترجع المعاناة والهواجس بمذاقها الصعب والمر، حين جمعنا سقف (مجلتي)، ما زلت أتذكر عدد خطواتك المحسوبة بدقة، وأنت تدخل أروقة المجلة، في عمارة الرواف المطلة على شارع أبي نواس، حقيبتك الجلدية ينوء بها جسدك النحيل، ابتسامتك الخجولة، تسريحة شعرك المختلفة عن بقية الشباب، نظارتك العريضة السوداء، صوتك المنساب بهدوء يبتكر الألفة والمحبة، أحببتك منذ تلك اللحظة، واستمرت الرفقة، أي كائن سحري أنت يا صلاح، كنت قد غادرت البلد، حين بدأت بغداد تلبس جلابيب الشحوب، لكنك تركت فينا محبة طافحة، غير قابلة للاستبدال..

أنت.. أيها القلب المفعم بالحب، أتخيل أنك ما زلت شاباً لا رصيد لك غير الفرشاة والأمل، لقد تذوقت العذاب والألم، وعشت سنوات صعبة، عرفت القهر، لكن ذلك لم يثنيك عن العمل، وسلامة الموقف، بالانحياز لقضايا شعبك الوطنية، مؤمناً باختياراتك، ولم تكن مستعداً للمساومة عليها.

في مشروعك الفني، لم تكن تجريبياً، ولا منفصلاً عن الواقع، كنت تمتلك قوة غريبة في الحوار مع اللون، يسكنك هاجس الحداثة، وتأخذك نوابض المتلقي، تجربتك الفنية الإبداعية، وحياتك، بانوراما واحدة، غاية في الروعة، والأناقة، من ذا الذي يصدق ان هذا الجمال يصدر عن هذا الكائن الوديع من صنف الحمام، ذلك هو عالمك الفسيح يا صلاح! كنت تحمل مشروعاً كبيراً للحب، نجحت في ابلاغه حتى وإن اخترت الاستراحة من كثافة ما عانيت.

فأي طراز من المبدعين انت يا صلاح، إلى أية كوكبة تنتمي؟ وإلى أي عصر انتميت؟ هل كان بمقدورك ان تنتظر عصرك القادم، أم انك لا تقوى على العيش في زمن منخور بالكذب والزيف؟

بعد عام من رحيلك ها انا أتطلع إلى قسمات وجهك الجميل، علني أطمئن نفسي على أنك لم تغادر.

  ابا يمامة لقد حلّقت في السماء لتلحق بركب النوارس والحمام.

******************

شناشيل الشيوعية في مدينة البصرة

جاسم محمد المطير

حكايات شعبية كثيرة عن شناشيل الشيوعية في لواء البصرة.. بعضها كان مصنوعاً او مقدراً لها ان تكون مصنوعة من أجل الناس الموجودين بمدنها وقراها.. كما ان بعض الحكايات مثّلتْ خطورةً كبيرةً على جماهيرها وعلى مًنْ أضاء منظماتها، كذا ان بعض الحكايات صنعت احداثاً جعلتْ البصرة مدينة يرثى لها. كذلك فيها حكايات شناشيلية بثت راداراتها اخباراً عن احتمالات تطور الكون وان بيتنا في طفولتي لم يكن متحركاً. بل علمت ان الأرض في جميع العبادات الدينية هي ثابتة وان الشمس هي المتحركة وليس الكرة الأرضية، وذلك بعد انتحار جاليليو احتجاجا على كل هرطقة واثم بهذا الصدد.  والمدينة في المستقبل تتطور وتتغير بسرعة الصوت أو الضوء، مثلما احتمال تطورها خلال آلاف السنوات في بلاد ما بين النهرين، التي نجد فيها صعوبة تصديق ما يقال ان ارضها المتماسكة ذات عمر طويل - إذا ما اغفلنا ما قيل ويقال في الكتب الدينية المقدسة - التي يتعامل بها المتدينون مثل (الكتاب المقدس) و (القرآن الكريم) كإشارات تاريخية واخلاقية وادبيات لم تمضٍ عليها أزمان الحرفية الشديدة في العالم القديم، في عالم الجاهلية وبعد ظهور الدين الإسلامي.

لقد اكتشف جاليليو اكتشافين عظيمين بتلسكوبه المتواضع الاكتشاف الأول: ان كوكب المشتري يمتلك حاشية ضعيفة من الأقمار، التي تدور حوله وثانياً، ان اقماره الداخلية تدور في مدارات بدرجة أسرع من دوران اقماره الخارجية في مداراتها.. كما كان كوبرنيكوس قد تأكد بالنسبة لحركة بعض الكواكب الأخرى الدائرة التي حول الشمس، أيضاً. لقد علمنا جاليليو ان بإمكان الإنسان ان يستنطق الطبيعة للاطلاع على جميع ملاحظات الانسان عنها وعن تجاربها وعن جميع حقائقها، أي عن حركة الشمس وعن دوران الأرض حول نفسها.

ثم برهن اسحق نيوتن بعد ذلك نظريته الخاصة عن (الجاذبية) حيث تأكد وقوع الشمس في مركز المنظومة الشمسية، وعندها تآكلت فكرة (مركزية الأرض). انه انتصار كبير للإنسانية على جميع اللاهوتيين الذين يعتبرون دينهم معصوما عن الخطأ. 

 ********               

تقديم

ها هي بعض صفحات ذكرياتي أقدمها للجيل الشيوعي الشاب، ولقراء تاريخ العراق من أبناء الجيل الشيوعي الجديد، وهو الجيل الشيوعي الثاني في الحزب الشيوعي العراقي.  ذكريات عن الأعمدة الشيوعية المتجسدة في بعض القياديين الشيوعيين الشبيهة بالكواكب السيارة و الشبيه بعضها الآخر بالنجوم او من الذين شكلوا شيئا ما متحركا على الأرض او عن بعض قصص وحكايات سمعت احداثها  في لواء البصرة من تلك الصفحات ، التي عشتُها او قرأتُ عنها او ترجيتُ الاستمتاع بسماعها من رفاقي الآخرين وهم كانوا و ما زالوا مرفوعي الرؤوس لأنهم قضوا شبابهم و اجمل سنوات عمرهم او جزء منها، محاولين اجتذاب روح الشعب و خدمة أهدافه و تنوير جميع اصحاب الملامح الانسانية الصافية، الفعالة، بهدف تحقيق تحريره من حيرته في العيش المغلق و من ارتباكه في العمل الشيوعي، المتكرر، والجديد النوع،  رغم الآلام العنيفة، المتكررة على مر الأيام، التي جابهوا صعوباتها خلال مسيرة الحزب الشيوعي و هو يشق طريقاً ضيقاً، في الليل و طريقاً واسعاً في  النهار، من اجل ان يكون حزب الشيوعيين العراقيين  راعياً لأماني الشعب بمستوى عالٍ خالٍ من الصدمات السياسية في زحام مسيرة نضالية طويلة مائلة بدوامة الاعتقال و الإعدام و الاغتيال . لست من القادرين على القول او عن نقل اقوال أخرى بان الشيوعيين يمتلكون الثقة والبصيرة والقدرة في تدبير امورهم وتطويرها، ذاتياً، بمعرفةٍ ذاتيةٍ وبأحكامٍ خصوصيةً تؤهلهم لمواصلة النضال اليومي في الساحات المبعثرة في المدن الصغيرة والكبيرة والمتوسطة في حجومها، كما هو حال ساحة التحرير في بغداد وساحة البحرية في البصرة وساحة الحبوبي في الناصرية وغيرها من الساحات.

خلاصة القول بهذه المقدمة الضرورية انني وجدتُ اغلب أصدقائي  الشيوعيين او رفاقي من أعضاء الحزب او رفاقي في اللجان الأخرى داخل خلايا الحزب  الشيوعي، خلال سبعين عاماً من سنوات عمري الشيوعي، كنت فيها انساناً، منتمياً و مراقباً،   إنساناً  منتمياً  الى صفوف الحزب الشيوعي، المخلوق الجديد النوع، متميزاً بتحدي كل التيارات و العواصف في وديان السياسة بأشياء مبهجة، مثل ابتهاجات العمل الأنصاري في كردستان العراق  و نتائجها في التطبيقات العملية و صنوفها الجديدة في العمل الثوري و العلاقات بين رفاق  الفيزياء الشيوعية المنتجة و ما توفر عنها من طاقات نضالية عظيمة ترتب عنها خلق شيوعي جديد ظل، حتى الآن،  بؤرة قادرة على كشف و اكتشاف المسافات النضالية المتناسبة مع بعضها، في التركيز المتعلق بالجاذبية الجماهيرية بكردستان العراق. كما ان الشيوعي، رجلاً كان او امرأة، هو القادر على عبور جميع الأنهار والبحيرات وكل انواع متاعب الحياة والدنيا.. كما برهنت (تجارب الأنصاريين) وجميع تضحيات الشيوعيين على ذلك.

في رحلة المهمات الشيوعية الصعبة، التي استطاعت الكيمياء العضوية بداخلها ان ترسم في عيون الخلية الشيوعية مستقبلاً ممكنا في بناء مجتمع خالٍ من استغلال الانسان لأخيه الانسان عندما تصبح البشرية مستعدة، مرة أخرى، لإشادة بناءٍ صحيحٍ في صنع الكون الاشتراكي الى جانب عوالم عديدة قد تصبح ناجحة في خدمة الإنسانية ببداية تكونها الاولي.  

انني استشعر، في الصفحات التالية، مواكب تنظيمات شيوعية (خلايا ولجان) كنتُ فيها وخلالها، عضواً او منظماً او قيادياً، صائحاً في بعض الفعاليات بأعلى أصوات الحرية في شوارع، البصرة، المدينة الطيبة وكنت حراً، صريحاً، في ساعات اجتماعاتي حولها. كانت أنفاسي السحرية، بالحالتين، مكبوتةً بالقمع البوليسي العراقي وبسجونهم المظلمة، عدا فترات قليلة تصاعدت فيها انفاس الحرية والديمقراطية بعيد قيام ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨، بالرغم من ان اساليبها لم تكن متكاملة إذا لم أقل ان نصفها كان شكلياً ونصفها الآخر كان بالياً. كان قد تصاعد حب الحرية للمرة الصادقة الأولى بعد سماع البيان الاول لثورة تموز لأنه احتوى كلاماً قليلاً، لكن بنغمةٍ عذبةٍ، هدفها انتزاع الغمة الرهيبة الجاثمة فوق صدور الشعب العراقي. هي نفس النغمة المتكررة، سراً، بصدور أعضاء الأحزاب الوطنية والجمعيات المدنية والمنظمات الاجتماعية.

مع الأسف،  سرعان ما خابت آمال الشيوعيين و اكثرية المواطنين، إذ لم تمضِ ساعات او ايام او أسابيع على قيام الثورة، حتى صارت بأفعال بعثية – ناصرية سلسلة سريعة من خلاصات تطبيقات عجائبية – حيوانية كأنها خارجة تواً من حديقة الحيوان القومية المسوقة من خارج البلاد العراقية الى داخلها: ما مما أدى الى كارثة مهلكة غير محتملة تزايدت احتمالاتها يوما فيوم و تراكمت صدامات نيازكها الضخمة  مع   تصارع قبضتين رئيسيتين، قويتين،  من داخل هيئة قيادة الثورة، القوة الأولى كانت متجسدة بتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق و القوة الثانية تجسدت في التنظيمات  القومية – الناصرية و هي متعددة و متنوعة الأهداف، كانت هاتان  القوتان قد  مهّدتا لتدمير الثورة و الثوريين الحقيقيين لتظل الثورة مجرد إحساس في اعماق المواطنين و منهم الشيوعيون. كما اهتمت بتعذيب الثورة بالمثير من الاختلاف والانقسام المتجاوبَ صداهما، الاول والرئيسي، في داخل المجتمع العراقي وحول الحزب الشيوعي بالذات. شاع الثناء على الشيوعيين، اول الامر، ثم أشاعت القوى المناوئة للشيوعية الجزع من جميع سياسة الحزب الشيوعي، حتى صارت ( الشيوعية) في الوطن العراقي محنة كبيرة لا يؤمل من ورائها غير الموت او السجن، خاصة بعد حالاتٍ انفصلَ فيها كيان الحزب الشيوعي العراقي عن غلالة دمه الحقيقي، أراد اعداؤه أن يرتبك نبضه على ساحل النضال اليومي الصعب ، ظناً منهم أنهم قادرون على اجتذاب الحزب الشيوعي الى ممرات خالية من الضياء الماركسي، أو انهم أرادوا أعاقة انتاجه،   هنا و هناك، في حصاده السياسي و التنظيمي، حين اقبل الزبد الحالك السواد من انقلاب 8 شباط 1963 حيث تجسدت بطولة الصمود الشيوعي العظمى في (قصر النهاية) بتويجات التضحية النموذجية،  المقدمة من سلام عادل و محمد صالح العبلي  و جمال الحيدري و عبد الجبار وهبي و غيرهم كثيرون لتكتمل بها، نموذجية صعود (فهد) و (حازم) و (صارم)  الى اعواد المشانق، عام 1949،  صائغين أرقى اشكال مضامين  الشعر الشيوعي المقاوم.  حتى ذهبت الحثالة  التعسة النابعة من مستنقعات الانقلاب الأسود في شباط 1963 الى زبالة  التاريخ حين عبّر سلام عادل و رفاقه عن نقاوة الورد الشيوعي و رائحته الفواحة خلال فرصة اللحظة الحرجة  المرتفعة بتضحية كواكب شيوعية أصبح تشكيلها الأساسي كوكباً سياراً،   في سماوات النضال الشعبي بكل مكان في العالم المتطلع الى واحد من مصادر النضال الوطني لتحريك نضال الأوطان السيارة نحو توليد الغلاف  الكثيف، لحماية التركيبات ذات الأسماء  المرتفعة، الان مع الزمان وستمنحها الشيوعية في العالم كله سلسلة متعددة الاشكال من توظيف تضحية الحياة من اجل شناشيل الشيوعية كي تظل مرتفعة ومتطورة  بتعاقبها المألوف من اجل ان يكون الكوكب الشيوعي و جميع ما بوسط الشناشيل الشيوعي المرتقي ببقائه الابدي و بتجاربه المعرفية.

منذ ذلك اليوم، حتى اليوم، أوغلت الشيوعية العراقية نموّها في قلوب الكثيرين من أبناء الشعب، لإنقاذ البذرة الوطنية، التي غرسها في مدينة البصرة والعراق، كله، اجدادٌ وأباءٌ عظماء، خرجوا من غمار الصراع الطبقي والاجتماعي، لينيروا دروب الشيوعيين، الملتزمين بوظيفة الدفاع عن حقوق الشعب وليكونوا فرسان الكفاح من أجل ان تتحقق أرواحهم، المرفوعة على راية، لا تهزها اية رياح مهما كان سوادها حالكاً، راية وطن حر وشعب سعيد، حتى لو غدا طريق الشيوعية العراقية ليس سهلاً. لقد سبر وطنيون عراقيون  بصورة مباشرة، ان مركز الشيوعية هو المناطق السكانية الفقيرة، أنها منظومة واعية تضم الواعين من الكرات الوطنية البلورية الثقافية الشفافة تشتمل على كواكب خاضعة لرادار  النور و التنوير من أمثال شاكر محمود و علي العضب و عائدة ياسين و هادي طعمة و فريال الاسدي و محمد جواد القريشي   وشاكر محمد الحيدر و عبد الهادي إبراهيم و جاسم محمد المطير و فيصل الحجاج و محمد خضير و محمود عبد الوهاب و عبد الحميد ناصر و محمد جواد طعمة و سميرة محمود و ناصر عبود و كاظم الحجاج  ونورية عباس  وقاسم حنون و بهاء مانع شياع و فؤاد سالم و عبد اللطيف الشواف و عبد الواحد عزيز و الدكتور فيصل السامر و عبد الله رشيد و كريم حسين و عباس الفياض و نصيف الحجاج .. كل هؤلاء وآلاف غيرهم ان حسموا امرهم اذ لم يظلوا متمسكين بالماضي بل أصبحوا قادرين على النظر الى المستقبل والوصول، بدقة مذهلة، الى الحركة البلورية الشيوعية العالمية الأقرب الينا بمعداتها وادواتها واصواتها الرنانة لتستبين طريق الشيوعية الصحيح التي سادت في حركتها الناجحة بأرض الفقراء والكادحين مندفعين، جميعا، الى طريق الشيوعية الدائر حول مركزية الفكر المعاصر، تماما كما فعل كوبرنيكوس وجاليلو بوضع الشمس في المركز بينما الكواكب بما فيها كوكب الأرض، يدور حولها. ان الشيوعية بالوقت الحالي هي في مركز الكون وكل الأفكار بما فيها الأفكار البورجوازية محصورة في مدارٍ خاص وهم يخشون ان يصبح الشيوعيون قادرين على الوصول الى بناء أنظمة سياسية – اجتماعية – اقتصادية  أخرى ليست مماثلة الى الاتحاد السوفييتي و لا تتوق الى امتيازات الفاسدين من أمثال القادة الشيوعيين الرومان  و لا يعودون الى التمسك بغباء قادة شيوعيين آخرين لفقدان منبتهم الأول  و عوالم أخرى باحثة فيها عن الحقيقة المجردة و ناظرة الى جميع الناس نظرة واحدة باعتبارهم بشرا سواء بسواء  وقادرة، من جديد، على تقرير و حسم نوع المنظومة الشيوعية الجدية، التي سيبنيها الشيوعيون الجدد.

استطاع كل هؤلاء من الذين أوردت أسماءهم وآلاف غيرهم ان ينجحوا في تحقيق ترديد عراقي بإشارات عن الفكر الماركسي الذي أطلقه كارل ماركس وفريدريك انجلز في مدينة صغيرة بمدينة البصرة بواسطة تابعين له ومطورين بعض جزئياته المماثلة لمعايير وعادات من سبقوهم او انهم يطبقون فعليا ثقافات مختلفة وعادات مألوفة ومختلفة لكن بتطبيقات من يعرف مركز العالم ومنظوره الفكري المتعدد الاشكال.

تظل عيون الشيوعي مشدودة خيوطها،  كلها، خلال مرحلة التطبيق إلى النور و الهواء،  وما بينهما او جنبهما، لأنه مشغولٌ بالأرضِ، و الوطنِ،  من أول انتمائه  تعلّم  أن يكون ، عاملاً مواصلاً  تدفق مساراته بصمت و بلا صمت، مؤمناً :  ان مبادئ الشيوعية وأقلها الماركسية،  حافلة بالنور و الهواء إلى الأبد و مترامية مع التاريخ الإنساني إلى الأبد لأنها تظل قادرة على ان تستبين بتلسكوب جاليليو لاستكشاف وجه الأرض بالضبط في مجرة درب التبانة، كما استكشاف طبيعة المجتمعات و دور الناس فيها على ضوء مداولات فلسفة ( تعدد العوالم) و (علماء الاجتماع ) الماركسيين فيها ، بدون خطأ، خاصة و يقال ان عمر الكون الذي نحن فيه يزيد على بعض مليارات من السنين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 1 كانون الثاني 2020

***********************

الصفحة الثانية عشر

مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام-دراسة استطلاعية

عرض: شميران مروكل

“مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة استطلاعية” لرابطة المرأة العراقية شارك في انجازها مجموعة من الباحثين وبدعم من منظمة المرأة للمرأة السويدية صدرت مؤخرا عن دار الرواد المزدهرة في 154 صفحة من القطع المتوسط والدراسة جزء من مشروع (تمكينها تعايش وسلام).

تتضمن الدراسة بالإضافة إلى المقدمة التي احتوت على فكرة البحث والأهداف والمنهجية، فصلين، تطرق الأول إلى الإطار المفاهيمي حيث يوضح المفاهيم الأربعة التي هي أساس البحث: المشاركة للمرأة، الحياة العامة أو الشأن العام، العوامل التي تعزز تلك المشاركة، والنسوية أو الحركات النسوية في العراق.

ومحور قراءة في القرارات الأممية 1325، 2250 بغية دراسة الأدوات التي يوفرها القراران ومحور مشاركة النساء في تشكيل وقيادة المنظمات غير الحكومية: منظمات نسائية معنية بقضايا النساء المتعددة ومشاركة المرأة في الشأن العام والمنظمات التي ترأسها نساء كنوع من المشاركة في الشأن العام. وايضا تطرقت الدراسة إلى مشاركة النساء والفتيات في الفضاء الرقمي.

أما الفصل الثاني فقد تناول موضوعة مشاركة المرأة في الشأن العام والحراك النسوي والحراك الاحتجاجي كدراسة ميدانية. موضحا أن مشاركة المرأة في الشأن العام لا زالت ضعيفة ولا زال الفضاء العام رجاليا لا يحظى باهتمام النساء إلا بنسبة ضعيفة، وسلط الضوء في هذا المحور على التغيرات الحاصلة لمشاركة النساء والفتيات في الشأن العام وخصوصا بعد أحداث انتفاضة تشرين 2020 حيث شهدت مشاركة متعددة الأدوار للنساء في الشأن العام وكانت من التميز بمكانة اذهلت كثير من النشطاء والمشتغلين في المجتمع المدني، كما ونتلمس التأييد الذي حظيت به مشاركة المرأة، كما واستفزت تلك المشاركة الفاعلة شرائح بالضد منها. تمت الإشارة إلى العوامل التي تعوق مشاركة الفتيات والشابات والمساحات التي تعبر عن مصطلح المشاركة في الشأن العام، وقدمت أيضا المقترحات وبرامج العمل للمجتمع المدني اضافة إلى المقابلات الميدانية مع الشابات والفتيات حول تعزيز المشاركة في الشأن العام. وقدمت الدراسة تحليلا للحوارات والمقابلات الميدانية لشريحة الناشطات وشريحة النساء والفتيات، فهناك اشكاليات عديدة في الفهم المجتمعي تجاه المرأة وقضايا المرأة المتعلقة بالمشاركة بالشأن العام، وتمت الاشارة ايضا إلى مساحات العمل المجتمعية التي ينبغي التركيز عليها مع التأكيد أن هذا الجانب يبقى مدار البحث والتفكير وهو ما أوصى به البحث للعمل على تطوير تلك الدراسات حول مشاركة المرأة في الحراك في تشرين 2019. وقدمت عددا من التوصيات منها تشجيع التعليم وخلق بيئة آمنة عبر التعليم وتشجيع المواهب الأدبية والعلمية والعملية وتشجيع العمل الريادي للفتيات والمشاريع الصغيرة وتوفير المساحات الرقمية لنشر الوعي والتواصل والتدريب والتشبيك مع تشجيع الناشطات الرقميات في تلك البيئة، وأهم ما تحتاجه هذه البيئة صور وقصص النجاحات للنساء والفتيات، وأخطر شيء يصل هذه البيئة هو صور الانتهاكات.

وأيضا تشجيع النساء على العمل التطوعي وبالأخص في مجال التعليم للطالبات. مهم جدا ايجاد الفضاءات الثقافية لبلورة ثقافة نسوية عراقية هادئة ومتناغمة مع الشرائح المجتمعية العراقية وتطوير الهوية النسوية عبر برامج لبناء الوعي بالذات والقدرة على التعبير عن تلك الهوية وتطوير الحملات المدافعة عن مشاركة المرأة والضغط الايجابي مقابل فقط العمل على التشكي ونشر المظالم، وتطوير الأجندة السياسية لحركة نسوية عراقية ووضع نظريات العمل وخرائط الطريق لبلوغ الغايات. مهم جدا عملية التعاطي مع حركة الاحتجاج والحراك السلمي والقضايا الوطنية والمتعلقة بالسلم المجتمعي والمكونات المجتمعية.

ومن خلال العمل البحثي أوصت الدراسة بالعمل على اعداد مكتبة متخصصة بقضايا المرأة والحركة النسوية في العراق يتم نشر محتواها على الانترنت اضافة إلى تخصيص مكتبات حقيقية في كل مدن العراق كأن تكون ضمن المنظمات النسوية أو بالمشاركة مع بعض المؤسسات غير الربحية أو مؤسسات الدولة ذات الصلة وتستقطب الفتيات والنساء بالأنشطة والتدريب والندوات الثقافية.‏

*******

الصفحة الثالثة عشر

الرياضة العراقية في خطر

صراع المصالح والحزبية الضيقة دمّر الرياضة وضيّعها

-2-

منعم جابر

كنا قد تحدثنا في الحلقة الأولى عن مشاكل الواقع الرياضي حيث تميز هذا الواقع بصفات ثلاثة قاتلة، فقد ظلت الرياضة بلا فلسفة واضحة ولا سياسة إضافة الى الجهة التي تقودها، هل هي وزارة الشباب ام اللجنة الأولمبية وكان الامر المهم هو غياب القوانين التي تحكم المؤسسات الرياضية وبهذا برزت الصراعات والخلافات كل يغني على ليلاه مما جعل الرياضة مفترسة من الجميع كل يسعى لتحقيق مصالحه على حساب الأطراف الأخرى.

وهنا أضيفت مشاكل جديدة حيث غزتها الحزبية الضيقة والطائفية المقيتة واصابت الرياضة بأمراض جديدة كان للمحتل دور كبير في زراعتها وتنميتها.

تدخل الحزبية في الرياضة جنت عليها

مع بداية التغيير في 2003 بدأت ملامح الاصطفافات الحزبية وبدأت طموحات البعض ورغباتهم في اختيار هذا الحزب او ذاك وإعلان ولاؤه له دون الأحزاب الأخرى، وبدأت نغمة الطائفية تغلب في القطاع الرياضي وتسيطر عليه واصبح توزيع الوظائف المهمة والمواقع، ليس على أساس الكفاءة، بل أساس الطائفة والقومية دون غيرها، وهكذا تحولت الهوية الوطنية التي يفترض ان تجمع العراقيين وتشد من وحدتهم الى هوية ثانوية.

وفعلا بدأت الأحزاب تتدخل في القطاع الرياضي، حيث وجدنا البعض من غير المختصين بالشأن الرياضي يقودون مفاصل الرياضة او اتحادات رياضية دون معرفة وعلم بالشأن الرياضي، وبسبب هذا الغياب وجدنا ان الألعاب قد تراجعت بشكل خطير.

الخلافات ما بين وزارة الشباب والاولمبية

منذ التغيير عام 2003 وحتى الساعة تواصلت الخلافات ما بين المؤسستين الرياضيتين وزارة الشباب واللجنة الأولمبية الوطنية، وكان الخلاف هو استمرار للخلافات ما قبل التغيير الا انها كانت مخفية بسبب بطش النظام وسطوة الدكتاتورية على مفاصل الحياة.

واشتدت الخلافات ما بين الاتحادات الرياضية، ما بين مؤيد ومعارض لهذه الكتلة او تلك، وقد استمر هذا الحال منذ التغيير، ولكن لو كان مرشحو الأندية الرياضية والاتحادات من المختصين والاكاديميين لما حصل كل ذلك، وهيمنت الطائفية والاثنية والعشائرية والقومية فاصبحت الرياضة بلا أعمدة ولا أسس رياضية. نعم، من الممكن للأحزاب ان ترشح مختصين وكفاءات الى المواقع الرياضية لانهم قادرين على ادارتها وقيادتها والارتقاء بها.

الفساد والتلاعب في المؤسسات الرياضية

ان اعتماد الطائفية والولاءات الحزبية دفع بغير الكفاءات لقيادة المواقع الحساسة وبالتالي أصبحت المؤسسات الرياضية (اندية رياضية واتحادات ولجنة اولمبية) نهبا لغير المختصين والطارئين من الانتهازيين وقناصي الفرص، وصار التلاعب بأموال الأندية الرياضية وسرقتها، لا سيما عندما كان سعر برميل النفط اكثر من 100 دولار، وكذا الحال في الاتحادات الرياضية المركزية التي كانت اليفرات والمشاركات دون حساب وتوجيه.

اما أيام بناء الملاعب والمنشآت الرياضية فكانت العمولات من المقاولين بلا حساب او خوف، إضافة الى ضياع المصلحة العامة، وكان للقضاء العراقي دورا في كشف تجاوزات أعضاء الاتحادات والأندية الرياضية في التلاعب بالمبالغ المصروفة والقوائم المقدمة، ونقول باختصار ان كل الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية وجميع الأندية الرياضية مقسومة هيئتها الإدارية على نفسها وكل يحمل الطرف الآخر الفساد والتلاعب بالاموال، ولنا في انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية والتي جرت قبل أسابيع وقدم قسم من أعضائها شكوى الى لجنة الاخلاق في اللجنة الأولمبية الدولية ضد بعض الفائزين لان لديهم قيود جنائية وهناك اعتراضات على بعضهم، فكان قرار اللجنة الأولمبية الدولية بإلغاء الانتخابات وعدم شرعيتها، وتم تشكيل لجنة مؤقتة لادارة عمل الأولمبية العراقية لحين إعادة الانتخابات. وكان الكثير من المرشحين من رؤوساء الاتحادات لديهم قيود جنائية ومواعيد محاكمات بسبب الفساد، الامر الذي يتطلب وضع حلول لهذه الحالة وتخليص الرياضة من المتلاعبين والفاسدين، ونخص بالذكر من أعضاء الاتحادات المركزية لانهم قادة الرياضة وزعمائها ومسؤولي الأندية الذين يمثلون قلب الرياضة العراقية.

هذه مجموعة أفكار وملاحظات ذكرتها على عجالة أتمنى ان يساهم البعض من الاكاديميين الرياضيين لاشباعها من اجل المصلحة العامة. ولنا عودة.

********

قرن على تأسيس الدولة العراقية

أحداث مهدت لتأسيس الدولة العراقية في 1921

«الاحتلال البريطاني 1914»

-2-

د. عبد الحسين صالح الطائي

خططت بريطانيا للسيطرة على العراق، منذ القرن السابع عشر، لما تزخر به أرضه من خيرات، فضلاً عن أن منطقة الخليج كانت تمثل مركزاً إستراتيجياً وإقتصادياً وسياسياً كبيراً. وليس من الصدف أن أسست شركة الهند الشرقية في 1643م أول معمل لها في البصرة، وفي 1763 أصبحت البصرة سوقاً تجارياً نشطاً لبريطانيا. وبعد ذلك خطت بريطانيا خطوة جديدة ضمن مخططها، فعينت مندوباً دائماً لها في البصرة في 1798، الذي ساهم بإعطاء دراسات تفصيلية عن المنطقة. حصلت بريطانيا على تقارير مهمة، من ضابط الإستخبارات الشهير لورنس، الذي أُرسل للعراق قبل 1911، وتقارير غيرترود بيل (Gertrude Bell)، التي لعبت دوراً هاماً في تدعيم الإحتلال البريطاني. كان الدافع الأكبر لإحتلال العراق هو إكتشاف النفط في منطقة عبادان، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي والمصالح الإقتصادية، التي تتمثل بوفرة المواد الأولية الرخيصة.

عندما اندلعت الحرب في أوروبا أوائل آب 1914، أعلنت الدولة العثمانية الحياد تجاه الدول المتحاربة، وأعلنت حالة النفير العام بحجة المحافظة على حيادها. حالة النفير ضربت الحياة التجارية في كل أرجاء الدولة العثمانية وتضررت كل فروع الحياة الإقتصادية. كانت الحكومة مترددة في قرار دخول الحرب، إنقسم رجال الدولة إلى فريقين، أحدهما يدعو إلى الحياد، والآخر يدعو إلى دخول الحرب إلى جانب ألمانيا. وكان الحسم لدعاة التحالف مع ألمانيا. وتم إعلان فتوى الجهاد من شيخ الإسلام “خيري أفندي” في 07 /11 /1914، وأيدها السلطان خليفة المسلمين من أجل الدفاع عن الدولة العثمانية. وبدأت حركة الجهاد في العراق في 09 /11 /1914.  

هيمنت بريطانيا على منطقة الخليج، وبتاريخ 16 /10 /1914، تحركت من الهند قافلة من البواخر تقل حملة بريطانية بقيادة الجنرال “ديلامين” متجهة نحو الخليج العربي. كانت الأوامر بالذهاب لحماية مصافي النفط وأنابيبه في عبادان، وإستعداداً لإحتلال البصرة. شكل نشوب الحرب العالمية الأولى بداية عهد جديد في تاريخ العالم، لأنها غيرت خارطة أوروبا تغييراً كبيراً. أما أهم حدث في الشرق الأوسط هو قيام الثورة العربية في الحجاز التي تُعد ضربة قوية للدولة العثمانية وحلفائها.

بدأت مرحلة التنفيذ الفعلي للسيطرة على العراق بعد إعلان الحرب بأيام. بدأ الهجوم على الفاو بتاريخ 06 /11 /1914، وتم إحتلالها بدون صعوبة. وفي 14 نوفمبر وصلت سبع عشرة باخرة محملة بالجنود البريطانيين، فتكونت فرقة عسكرية كاملة. حدثت معارك بين القوات البريطانية والعشائر العراقية تساندها القوات التركية، أشهرها معركة “كوت الزين”، على الشاطىء الأيمن من شط العرب مقابل المحمرة تقريباً، أستشهد فيها الكثيرمن أبناء القبائل العراقية. 

كان الهدف التوجه إلى البصرة، ففي 21 /11 /1914 تم جلاء القوات العثمانية وإخلاء البصرة. وبعد ذلك تغلغلت القوات البريطانية إلى بعض أرجاء الجنوب العراقي. تعرضت قوات الإحتلال لمقاومة شديدة، منيت بخسائر كبيرة على يد القوات العثمانية في معركة الشعيبة في نيسان 1915، بلغت خسائر قوات الإحتلال زهاء (1200)، بين قتيل وجريح. وخسائر الأتراك ضعف هذا العدد، وقدرت خسائر المجاهدين بثلاثة آلاف، وكان عدد الأسرى أكثر من (700) أسير، سيقوا إلى البصرة.

استمر توغل القوات البريطانية شمالاً وإنقسمت الفيالق إلى نصفين عند القرنة. واستمرت القطعات البريطانية بإنتصاراتها، وبالتوغل صعوداً مع مجرى النهرين. ورغم المقاومة الشديدة سقطت بعض المدن المهمة كالناصرية، والسماوة، والعمارة وغيرها. واجهت القوات البريطانية هجوماً صعباً على تخوم مدينة الكوت بوصفها الخط الدفاعي الأخير لبغداد عسكريا. منيت قوات الاحتلال بخسائر وحوصرت لمدة أربعة أشهر، أنهكها الإعياء وقلة التموين والإمداد وسوء الإدارة والتنظيم، علاوة على قساوة الظروف المناخية. مما أدى إلى استسلام القوات البريطانية بيد القوات العثمانية في نيسان 1916، وإنهيار الحملة.

إلا أن ثقل أعباء الحرب في جبهات القتال، أدى إلى تقهقر القوات العثمانية، مما شجع القوات البريطانية على الدخول بصعوبة لمشارف بغداد في 10 /03 /1917. شهدت الفترة التي إمتدت بين سقوط بغداد وإعلان الهدنة في 31 /10 /1918، معارك حربية عديدة بين القوات العثمانية والبريطانية. تطور الأحداث في العراق والهزائم العثمانية في الشام والحجاز واليمن، وجبهات القتال في أوروبا، دفع الحلفاء والدولة العثمانية إلى عقد هدنة “موردوس”، التي تضمنت إنسحاب الجيوش العثمانية من مواقع القتال في العراق، وبذلك لم تعد للدولة العثمانية أي سلطة على العراق.

مارست سلطة الإحتلال كل أساليب الخداع بزرع الفتنة الطائفية، وترسيخ النهج العشائري وإحتواء الموجهين إليهم من “رجال الدين، الوعاظ، الخطباء، الشعراء، الأُدباء”. نجحوا في إجتذاب بعضهم بالإغراء وبعضهم بالتهديد. أغدقت سلطة الإحتلال بالوعود الوهمية، آخرها التصريح البريطاني الفرنسي بعد إنتهاء الحرب بتاريخ 07 /11 /1918. بأن الغاية التي يرمون إليها تحرير الشعوب التي رزحت تحت أعباء إستعباد الدولة العثمانية، وتأسيس حكومات وإدارات وطنية. ولكن عدم الإيفاء بالوعود زاد من حالة التذمر، وأثار الناس عليهم. ولما ثبتت وتوطدت أقدام سلطة الإحتلال أداروا ظهورهم للعراقيين، عاملوا أحرارهم وزعماءهم بكل قسوة وشدة وفظاظة، وأمعنوا بالإستهانة بحقوق المواطنين وفرض الضرائب الثقيلة عليهم.

كانت أخطاء بريطانيا فظيعة في حربها في العراق. أكد د. علي الوردي، حسب رؤية الناقد العسكري البريطاني “باركر”: “ إن المؤرخين المعاصرين يكادون يجمعون على أن الحرب العالمية الأولى قد اديرت في الغالب بطريقة تخبطية ولكن إدارة حرب العراق كانت أشد تخبطاً، فقد كانت تستفيد من أخطائها في الجبهات الأخرى، أما في جبهة العراق فكانت تتنقل من غلطة إلى أخرى”. خسرت بريطانيا في حرب العراق نحو مائة ألف رجل بين قتيل وجريح، وعندما إنتهت الحرب وقف “ أندرو بونار لو” (Andrew Bonar Law) في مجلس العموم البريطاني قائلاً: “أتمنى لو أننا لم نكن قد ذهبنا إلى العراق أصلاً”.

لم يطق الشعب الإستمرار على تحمل المهانة، أخذ الوعي القومي في تلك الفترة يأخذ طريقه إلى المثقفين والضباط العرب الذين كانوا في الجيش العثماني، فتكونت الجمعيات السرية. كل هذه الأمور أدت إلى إنتفاضة شعبية في العراق بلغت أوجها بثورة العشرين. التي أبدى فيها العراقيون من البسالة ما جعل الإحتلال البريطاني يحسب لهم ألف حساب. وفعلاً غيرت بريطانيا من سياستها الرامية إلى ضم العراق إلى إدارتها في الهند، وتقديم بعض التنازلات، منها إقامة حكومة مؤقتة، غايتها الأساسية العمل على تهيئة الأجواء لتشكيل مجلس نيابي منتخب لسن الدستور.

الأحداث التي وقعت في العراق خلال الحرب العالمية الأولى أعطتنا دروساً قيمة، كشفت عن خفايا مجتمعنا العراقي، التي قد تساعدنا في فهم المراحل اللاحقة. أهم صفة بارزة سيادة القيم البدوية بشقيها الإيجابي والسلبي، هناك إستفحال لقيم العصبية والغزو والنهب والأتاوة والثأر، ومن الجانب الآخر قيم الضيافة والنخوة.  لقد عاش المجتمع العراقي طيلة العهد العثماني في فترة مظلمة من الناحية الحضارية، لأن ما كان يهم الحكومة المركزية هو جباية الضرائب، وتركت الناس يفعلون بأنفسهم ما يشاؤون، فشاعت بينهم المعارك القبلية والغزو والنهب وقطع الطرق والثأر، فاضطروا إلى التمسك بالعصبية والقيم البدوية لكي يحافظوا على أرواحهم وأموالهم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

- د. علي الوردي: لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج4، ج5، ج6، دار كوفان للنشر، لندن 1992.

- د. عبد الوهاب الكيالي: موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ج4.

- نجدة فتحي صفوة: الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، المجلد الثاني، دار الساقي، لندن 1996.

- أحمد عطية الله: القاموس السياسي، دار النهضة العربية، ط4، القاهرة 1980.

- الموسوعة العربية العالمية، العدد 16، ط 2، مؤسسة أعمال الموسوعة، الرياض 1999.

- موسوعة ويكيبيديا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أكاديمي عراقي مقيم في بريطانيا

***********

الصفحة الرابعة عشر

دور الفاشية في قطع المنعطفات الثورية

انتفاضة تشرين أنموذجا

فرحان قاسم

الاستبداد والعنف والارهاب قديم في المجتمعات البشرية واخذ مديات اكبر في ظل التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية الاستغلالية، ولكننا حينما نتحدث عن الفاشية نتحدث عن مفهوم تاريخي ارتبط ظهوره بمرحلة الامبريالية. وهي ممارسة وسلوك قبل ان تكون أيديولوجيا ونظرية، والفاشيات تجاوزت جغرافية المكان وهي في جميع انحاء العالم مسميات لجوهر واحد.

اختلفت الباحثون حول ظاهرة الفاشية فمنهم من اعتبرها أداة ضاربة موغلة في الوحشية لتحقيق هيمنة راس المال في ظل الامبريالية، وهناك من عدّها حركة رجعية مضادة للفكر الاشتراكي تستخدم الوسائل الأشد قمعية في التعامل مع الحركات الاشتراكية. اعتبر غرامشي الفاشية ظاهرة انجبتها ظروف لم تستطع فيها الطبقتان البرجوازية والعاملة ايجاد حل حاسم لازمة المجتمع في لحظة ما بعد الحرب العالمية الأولى.

في اوروبا نشأت الفاشية كمعارضة عنيفة للحركة العمالية والنقابات ولأحزاب اليسار، وتلقت الدعم من كبار الصناعيين، وملاك الاراضي، وتعاطف معها الكثير من القوى السياسية المحافظة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الامريكية ومن القوى الاقتصادية المهيمنة. وتم تصديرها للبلدان الطرفية من قبل حيتان الراسمالية لمواجهة الحركات الثورية الجذرية. ان هدف الفاشيات القديمة والحديثة هو واحد رغم اختلاف الأزمنة والامكنة:  قطع الطريق على ثورة شعبية وقمع  الفكر الاشتراكي أحزابا ونقابات وحركات.

تستخدم الفاشية وسيلتين لاخضاع المجتمعات لها وهما وسيلة القمع والعنف والإرهاب باقسى واشد أنواعها من عمليات اعتقال وتعذيب وخطف واغتيالات، ووسيلة الاقناع والخضوع والانضباط الذاتي. ولتحقيق ذلك استندت الى اكثر أساليب الخطاب الأيديولوجي والشعبوي انحطاطا ورجعية وجعلت منه ركيزة أساسية في جهازها الآيديولوجي والإعلامي لانها تعتبر الجماهير “عجينة طيعة” تصوغها وتقولبها وفق وجهتها من خلال توظيف الدولة بكل ما تملك من أدوات عسكرية وإعلامية ومالية، وحولت المدارس والجامعات الى بؤر لصناعة جيل سطحي مهووس بعبادة الشخصية والتعصب القومي والاثني والطائفي والمذهبي وتقديس البربرية والإرادة العمياء والشوفينية العنصرية المتطرفة.

 وفي الممارسة السياسية تعتمد انكار الصراعات الداخلية وتوحيد عناصر الداخل حول كاريزما القائد، والدفاع عن العرق او الطائفة او المذهب لتزييف الوعي ونفي الصراعات والتمايزات الطبقية في الداخل وتوحيدها بالضد من عدو خارجي موجود او وهمي تصنعه بوسائلها المختلفة. 

ان تحالفات الفاشية تعكس طبيعة الايدولوجيات التي تتبناها ارتباطا بالاهداف النهائية للفاشية. وهي تختلف باختلاف البلدان والبيئات التي نشات فيها. تحالفت الفاشية في بلدان المركز الرأسمالية مع السلطة البرجوازية على أساس برنامج مشترك لمكافحة الشيوعية والخروج من الازمة الاقتصادية آنذاك، وسحبت معها في هذا التحالف جماهير غفيرة من البرجوازية الصغيرة ومن المهمشين والجنود العائدين من الحرب العاطلين واليائسين، وقطاعا من العمال ونقاباتهم التي تقاطعت مع سياسات الحركة الاشتراكية، في إيطاليا دخل موسوليني فيها بتحالف مكشوف مع الحكومة حيث كان جنود الحكومة يرافقون العصابات الفاشية في الشوارع للهجوم على مقرات الشيوعيين وجري تسليح هؤلاء من ترسانات الجيش والشرطة، واستخدمت الفاشية خليطا متناقضا من ايديولوجيات متناقضة “فشعارات التعاون الطبقي والهجوم على الراسمالية تهدف الى جذب البرجوازيين الصغار والشعارات الاشتراكية تهدف جذب العمال والفلاحين الفقراء، وتهاجم الماركسية لارضاء البرجوازية، وتعتمد الفاشية على  تحقير العقل، ونبذ التقدم التاريخي للمجتمع، وخلق الاساطير”.

وبدلا من قوات التدخل الامريكية المباشرة لجات الإدارة الامريكية الى الانقلابات العسكرية الفاشية كثورة مضادة لثورات شعبية تهدد مصالحها، فدعمت اليمين اليوناني واجهضت ثورة مصدق في ايران عام 1953، ودعمت انقلاب شباط الفاشي في العراق عام 1963. واطاحت بالحكم الاصلاحي في البرازيل عام 1964، و بحكم سوكارنو في اندونيسيا عام 1965، وكلفت الجنرال بينوشيت الفاشي للإطاحة بحكومة سلفادور اليندي في تشيلي عام 1973.

وتميزت سياسة الممارسة للولايات المتحدة الامريكية الخاصة بالبلدان الطرفية بخلطة من التكتيكات والستراتيجيات التي تبدو متنافرة ومتناقضة أحيانا، فمن سياسة الردع والاحتواء الى سياسة الهجوم الوقائي، ومن دعم الحكومات الدكتاتورية الفاشية الى نشر نمط الحياة الامريكية وتصدير الديمقراطية والليبرالية الجديدة على المقاس الأمريكي. ولتحقيق هيمنتها على البلدان الطرفية لا تتوانى عن استخدام اشد الأساليب فاشية بضمنها الاحتلال العسكري المباشر مثلما جرى في العراق وأفغانستان واستخدام القوة العسكرية لاسقاط أنظمة حكم متقاطعة مع التوجه الأمريكي مثلما جرى في بنما.

حقق مشروع “الدولة الوطنية” الذي انتجته معاهدة سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى “نجاحا كبيرا” في تعميق تبعية الشرق الأوسط والمنطقة العربية برمتها الى مصالح المركز الرأسمالي عبر مجموعة من أنظمة الحكم التابعة التي مارست ابشع الأساليب الفاشية في قمع الحركات الشعبية التي تسعى الى التحرر الاقتصادي والسياسي. فليس غريبا ان يكون رد فعل تلك الأنظمة وبالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية تجاه انتفاضات الربيع العربي القمع والتشويه والالتفاف لحرف تلك الانتفاضة عن أهدافها. فاستخدام الاخوان المسلمين في تونس بديلا لنظام بن علي، والاخوان ثم الجيش بديلا لحسني مبارك في مصر، واشعال الحرب الاهلية الطاحنة في سوريا واليمن، وما جرى في السودان بعد انتفاضتها الباسلة هو جزء من هذه اللوحة. وكان الهدف الأساسي من كل تلك الأساليب هو ابعاد هذه البلدان عن تغيير وإصلاح جذري في طبيعة ومحتوى الدولة في المنطقة.

بالرغم من اشتراك انتفاضة تشرين في العراق وانتفاضة لبنان بالاهداف العامة التي سببت انطلاقة انتفاضات الربيع العربي وهي تغيير محتوى الدولة للوصول الى استقلال سياسي واقتصادي حقيقيين، الا انهما تختلفان كثيرا من حيث طبيعة نظام الحكم وشكل الدولة والقوى المحركة للعمليات الاجتماعية ولوحة التحالفات الناشئة عنها. فلبنان كدولة شكلها الفرنسيون على أساس طائفي واعتمدت اليات “الديمقراطية” في الحكم من انتخابات وبرلمان و”فصل السلطات” الخ وتم تكريس النظام الطائفي بعد اتفاق الطائف، والعراق شكلها الامريكان بعد الاحتلال عام 2003 على أساس طائفي أيضا وضمن الاليات الديمقراطية نفسها.

شكلت الانتفاضتان خطرا كبيرا على على نظام الحكم في البلدين لانهما من جهة ضد الفساد المالي والإداري وتسعيان الى تحقيق استقلال اقتصادي يستند الى الطاقات الوطنية وتنمية مستدامة تخدم غالبية سكان البلدين، وبسبب ذلك التوجه واجهتا عدوين لدودين: البرجوازية المحلية البيروقراطية والكومبرادورية، ودوائر الراسمالية العالمية . ومن جهة أخرى فان الانتفاضتين تقفان وبقوة ضد نظام الحكم المستند على الطائفية والاثنية والمناطقية وبسبب ذلك واجهتا قوى وشرائح داخلية وإقليمية تعتاش على التمترس الطائفي والاثني.

ان المشهد المعقد لانتفاضتي العراق ولبنان جعلهما تواجهان قوى دولية وإقليمية وداخلية تمتلك قوة الدولة والمال والسلاح والتأييد والدعم والاعلام، ومقابل ذلك لا تمتلك الانتفاضتان سوى الوسائل السلمية للتعبير عن اهدافهما. ومنذ اللحظات الأولى كانتا بمواجهة القمع والتشويه والالتفاف، اما انتفاضة تشرين في العراق فقد واجهت اشد الأساليب وحشية كالخطف والاغتيال والتهديد وقدمت الاف الجرحى ومئات الشهداء.

ان العوامل التي دفعت الشباب في الشرق الأوسط والمنطقة العربية للانتفاض على الاوضاع البائسة التي تعيشها شعوب هذه البلدان ما زالت قائمة وتتفاقم باستمرار، وان خفوت شمعة هنا وانطفاء ضوء هناك لن يمنع أبدا شمس الثورات القادمة من اختراق العتمة التي تلف مجتمعاتنا. 

ـــــــــــــــــــــــ

المصادر:

الفاشية - زهير الجزائري

في الدكتاتورية - موريس دوفرجيه

الاشتراكية لعصر شكاك - رالف ميليباند

************

بحثا عن نظام جديد

فريدة النقاش

مضت أكثر من ثلاثة عقود منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وبلدان المنظومة الاشتراكية, ولكن انحسرت في السنوات الأخيرة مظاهر الفرح التي عمت الأوساط المناهضة للاشتراكية لأن البدائل التي جري طرحها لتحل محل الاشتراكية عجزت عن مواجهة المشكلات التي ترتبت على الانهيار، وأخذ العالم يبحث عن نظام جديد.

وكانت الليبرالية الجديدة هي أبرز البدائل، والواقع أنها لم تكن جديدة في شيء إذ بقي منطلقها الأساسي هو سوق حرة دون ضوابط أو قيود. ولذلك اختار لها الاقتصاديون التقدميون وصف الرأسمالية المتوحشة بسبب ما ألحقته من أذى بالطبقة العاملة والطبقة الوسطى على حد سواء في كل مكان تقريبا.

وخرجت الرأسمالية المتوحشة إلى الوجود ردا على أزمة كل النظم الاقتصادية التي كانت قائمة عشية الانهيار. فالرأسمالية القحة عجزت عن الوفاء بوعودها رغم كل التقدم الذي أنجزته في ميادين العلم وتقدم الإنتاج وتحقيق الوفرة. وخيبت الإشتراكية الآمال في التطبيق حين أطاحت بالديموقراطية في مقابل إنجازاتها في ميدان العدالة الاجتماعية. أما الاشتراكية الديموقراطية التي بدا أنها سوف تصالح الإشتراكية على الديموقراطية فقد أخذت تنحدر ببطء إلى رأسمالية صريحة، وأصبحت الأزمة ثلاثية.

وكان انهيار النظام الاشتراكي قد ساعد على التعجيل بسقوط كل المنظومة الثلاثية التي كانت قد تبلورت علي الصعيد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، والتي توجها انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية آنذاك، وبرز إلى الوجود دور هذه المنظومة الثلاثية المكونة من الاتحاد السوفييتي ومعه البلدان الإشتراكية، وحركة التحرر الوطني في بلدان العالم الثالث كما سميت آنذاك. وقد تكللت بالنجاح الذي أنجزته ضد الاستعمار القديم،  وأخذت تكافح ضد الاستعمار الجديد، ثم الضلع الثالث المتمثل في أحزاب الديموقراطية الاجتماعية في غرب أوروبا، وتعلقت آمال الشعوب بهذه المنظومة التي سرعان ما انهارت بدورها.

كذلك كانت آمال القوى الديموقراطية في العالم قد انعقدت على الإنجاز الكبير لأحزاب الديموقراطية الاجتماعية في شمال أوروبا بشكل خاص، وتفاءل بها الاشتراكيون في كل مكان لأنها تقدم حلا لإشكالية الديموقراطية في ظل الإشتراكية. وهي الإشكالية التي لا تزال تشغل المفكرين الإشتراكيين.

وظلت تجربة “السويد” الاجتماعية الديموقراطية تشكل نقطة جذب ملهمة للقوى التقدمية والاشتراكية في العالم كله لزمن طويل لأنها قدمت حلا عبقريا لمعضلة كانت قد واجهت الاشتراكيين في كل مكان واستخدمها نقاد الاشتراكية باعتبارها مرضا ملازما للاشتراكية لا شفاء منه، ألا وهي تغييب الديموقراطية.

وظلت تجربة السويد- وحدها- نقطة جذب للقوى التقدمية والإشتراكية في العالم كله لزمن طويل, ولذا كان تراجعها ثم انهيارها بدورها حادثا مأساويا فاجعا بكل المعايير في سجل العمل الاشتراكي دعا الاشتراكيين في كل أنحاء العالم لمراجعة مسلماتهم المستقرة بحثا عن أفق جديد.

قدمت مجلة “النيوليفت ريفيو” بحثا متعمقا عن التجربة كتبه جوران ثيريورن بعنوان “غسق الديموقراطية الاجتماعية في السويد” ملخصا للأزمة التي يواجهها كل من الفكر والممارسة للديموقراطية الاجتماعية على الصعيد العالمي.

توقف الباحث أمام الهزيمة الانتخابية للديموقراطيين الاجتماعيين في السويد رغم نجاحهم في الانتخابات. فبعد أن كانوا يحصلون على 45 في المائة من الأصوات تراجعت أصواتهم إلى 28.3 في المائة.

وكانت السويد قد أصبحت سيدة الديموقراطية الاجتماعية في العالم، اذ نجحت نجاحا لافتا في إجراء الاصلاحات وصولا إلى التشغيل الكامل دون أي بطالة، واقتصاد مفتوح ينافس على الصعيد العالمي، مع دولة رفاة ومجتمع مساواة تطلعت إليه شعوب العالم، لكنه سرعان ما تعرض بدوره للأزمات.

ورغم أن الأزمة ضربت الجميع، فقد راكمت البشرية تراثا عظيما في ميدان البحث عن العدالة، وعن أفضل توزيع للثروات، بينما تعاظمت قوة الرجعية والمحافظين وتحالف كبار الرأسماليين حفاظا علي مصالحهم المهددة، واشتد الصراع على الجبهات كافة.

وكان الاشتراكيون قد اعتبروا انتصارهم نهائيا ولا رجعة فيه، ثم انخرطوا مجددا في الصراع من أجل نظام جديد يتأسس على تراثهم العظيم الذي تجددت أفكاره، كما برزت أساليب وآليات جديدة في سياق هذا التجديد. وأصبح الوصول إلى القوى الشابة برؤاها الطازجة ومبادراتها المدهشة أحد الاهداف الرئيسية، بل وأخذ الفكر النظري حول الاشتراكية يراهن على إبداع هذه القوة الشابة في كل من ميدان الفكر النظري والممارسة العملية.

ويلفت النظر أن هناك الآن تنوعا شديد الثراء في ميدان الفكر النظري حول الاشتراكية بعد حالة اللامبالاة التي أصابت غالبية السياسيين والنشطاء حين تعاملوا مع الأفكار النظرية باعتبارها ترفا تأمليا شائعا بين المثقفين, وما أحوجنا الآن للتعرف بعمق على هذا الجديد الذي تنتجه منظمات وعقول فذة انشغلت دائما بمستقبل العدالة على كل المستويات وفي كل البلدان، لتكون مثل هذه المعرفة إحدى أدواتنا للولوج إلى المستقبل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأهالي”- 10 آذار 2021

******

نصوص جديرة بالقراءة

لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية

كتاب فلسفي لأنجلز أصدره عام 1886، لعب دوراً بارزاً في البرهنة على المادية الجدلية والتاريخية وتطويرهما. وقد الحق المؤلف بكتابه “الاطروحات عن فيورباخ” التي وضعها ماركس. وبدأ انجلز بتحويل جوهر الفلسفة الهيغيلية والتناقضات الكامنة فيها. ويبيّن أن الجدل الماركسي والجدل الهيغلي متعارضان. ويعطي انجلز تعريفاً كلاسيكيا للمسألة الأساسية في الفلسفة وجانبيها الاثنين. وفي نفس الوقف يعطي تعريفاً علمياً للمادية والمثالية، فيحلل آراء الماديين الإنكليز والفرنسيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر وآراء فيورباخ. وبعد أن يوضح انجلز الاختلاف الأساسي بين المادية الجدلية وكل الفلسفات السابقة عليها، يعرض في الجزء الأخير من كتابه، وفي صورة موجزة، المفهوم المادي للتاريخ. وهو يؤكد – وقد طور نظرية المادية التاريخية – الفكرة القائلة بأن البناء الفوقي مستقل نسبياً. وكان لهذا أهمية كبرى لنقد المادية الاقتصادية التي ظهرت في ذلك الوقت. وتحليل أنجلز لأسباب ومضمون وأهمية الثورة الجذرية التي صنعتها الماركسية في الفلسفة، وعرضه المبسط لجوهر المادية الجدلية والتاريخية يجعلان هذا الكتاب (الذي وضعه لينين على مستوى “بيان الحزب الشيوعي”) كتاباً لا غنى عنه لدراسة أصل وتاريخ الأفكار الأساسية للفلسفة الماركسية.

اعداد: د. صالح ياسر

************

الصفحة الخامسة عشر

الدلفي وبخشي وساهرة سعيد/ قصص

صدرت مؤخراً ثلاث مجاميع قصصية عراقية جديدة هي: “ذاكرة الطباشير” للقاص كامل الدلفي عن دار المحجة البيضاء- بيروت. و “سفر الآلام” للروائي سالم بخشي عن فضاءات الفن- بغداد. و “عوالم السيدة ميساء” للقاصة ساهرة سعيد- عن دار ميزر- لندن.

الدلفي اصدر من قبل “طائر القصب” وبخشي اصدر “قال الشيخ، المخبر السري، إنانا والهباش” فيما أصدرت ساهرة سعيد اربع مجاميع قصصية.

***********

قصة قصيرة

حفلة المساء

زعيم الطائي/ أمريكا- خاص*

بعد قليل ستتجمع حمامات آخر النهار فوق بنايات الصفوف الأخيرة,او فوق السلالم و اغصان الاشجار المحيطة بالسور. بعد قليل سيعود الهدوء الى الحشائش المقصوصة والتربة المبللة .سيغادر الطلبة وهم يحملون الحقائب التي تركوها عند البوابة وقد انقضى العام.يغادرون الواحد تلو الآخر,بصمت,بمسافات متفاوتةالبعد,غير مرئية,سيقان منفرجة,بنطلونات تكسر شمس الفراغ الاخضر الصامت,كأنما تريد اللحاق بعضها ببعض.

غادر الطلبة كل اثنين منهم معا,منذ بداية اليوم,واستمع الى النواح اليائس لآخر الاوقات عند الصباح ,او في الظهيرة او المساء.

من المحتمل انه قد شم رائحة المطر المحرقة اول الصيف تلك الرائحة المنبعثة من ثيابها الوردية الملتصقة,ورأى لون الجدران خلف ساحة حديقة الكلية والتماثيل الساكنة,احنت رأسها الصغير وهمست:

-اردت ان تقول شيئا,ماذا اردت ان تقول؟

-في بعض الاحيان نريد ان نقول شيئا فلانقوله,ونقول شيئا اخر لانريد ان نقوله.

هل حدث ان جلسا معا في الصباح؟

او وقت الظهيرة او في المساء؟هل حدث ان تأملا نفسيهما تحت الشجرة المنفردة والظل الوحيد؟هل تقابلا منذ زمن ,او منذ وقت قصير؟هل جلست الى جواره تتأمل شحوب وجهه تحت الضياء الراكد,او المساء العابر المتخثر,هل نظرت اليه ووجهها ينفرج بابتسامة وتأملته عيناها بتوسل؟هل اختفت تلك الابتسامة سريعا والتصق هو بطرف المقعد الطويل رافعا بصره نحو ناحية اخرى محتميا بالظلال,هل اوشكت ان تقول له بصوت متعثر:

-انت قلت شيئا وانا قلت شيئا,انت نسيت شيئا وانا نسيت شيئا.

سوف تتسرب الساعات بالوحشة,بحركتها التلقائية الهامسة,نصف راكضةونصف نائمة,ساعات سائلة,ساعات كاذبة,ساعات مظلمة تنبض في قلب الصمت مختلطة بايقاع الزمن الموجع,ترى لماذا تتلفت الفتاة الصغيرة وتهمس حين تقول :

-انا آسفة,انها أشياء لاتستحق الذكر.

ربما قال الفتى:

-ماذا كيف ؟

-قلت انها أشياء تافهة,ارجو ان لايضايقك ذلك.

-اجل انها لاتستحق الذكر,ولكن ماهي تلك الأشياء؟

قالت الفتاة:

- لاكنني صريحة معك,لقد اغويتني كثيرا, حتى اذا مات وجهت نحوك لم اجد شيئا, لم تمارس شيئا,واذهلني عجزك,انت ايضا تريدني ان اكون سعيدة لكنني اشعر ان سعادتي تلفظ انفاسها.

اطلقت أهه قصيرة,وخلال بضع ثوان,لمس كفها البضة فحررت يدها من يده,التفت الى الجانب الاخر مبهورا ونظر الى السماء التي فقدت نضارتها قال:

-في البداية كان كل شيء جميلا,البدايات دائما هكذا,مالذي سنفعله الآن ؟

استمع الى خفق اجفانها المائلة للزرقة والتي جف عليها ظل حزن غامض,وتناهى الى قلبه حفيف الريح بين دقائق شعرها الاسود,نظر الى يدها العارية ذات الاصابع الطويلة المندهشة,وانتبه الى ابتعاد الطلبة وانقطاع اصواتهم .عند جدار مطعم النادي شاهد قطة ميتة وقد لفت بورق الجرائد,فبرز جزء من جسدها تحت الجدار.

كانت هي قد ابعدت وجهها ,مرر يده على انفه,فاصغت الى صوت ارهاقه وحيرته,اقتربت منه وقالت كانما تروي حلما بلهجة مقهورة:

-ارجوك لاتتاثر كثيرا,عده شيئا منتهيا.

قال وهو يتفحصها:

-ارجوك انت انك تحرجينني ..

-ان ذلك سيىء انا اعرف.

-حينما انظر الى نفسي اجدني مخطئا كل الخطأ,انا مخطئ كبير,ان وجودي منذ بدايته حتى نهايته هكذا .

صمت برهة ثم اراد ان يتكلم من جديد,حانت منه التفاتة الى بطنها المسترخية تحت الضوء,حياة متبددة,عنفوان,اختلاط احلام ,كوابيس,رؤى قدرية,ساعات من عواصف ضوئية جبارة,هذا المساء وكل مساء, اقتربا, افترقا, لكنها قالت:

-لم اكن اقصد ذلك ,سامحني..

-انها احزان متشابهة,انه السر الكامن في الاحزان.

من الطبيعي انها قالت :

-لو فعلت ذلك من قبل ,لو فعلت ذلك منذ زمن ,الا انه ليس بوسعي تحمله.

بدأت تنشط ريح خفيفة فاحدثت بعض الوريقات الصغيرة المتساقطة من دفاتر آخر الطلبة صوتا على عشب الحديقة قرب المصطبة التي يجلسان عليها,حانت منه التفاتة الى القطة الملفوفة,تنهدت هي فقال وهو ينظر الى الفراغ الملون تحت الشمس:

- هذا الصباح تمشيت في السراي ,كنت ابحث عن وجه افتقدته منذ زمن,صورة قديمة من طفولتي..امرأة غريبة بيضاء,بضفائر ذوات نجوم,كانت معلقة في بيتنا,انا اردت تلك الصورة.

-  امرأة ؟

-زمن بعيد ,ذكريات ثمينة, احزان, ما الذي يضايقك في ذلك؟

-الليلة الماضية شاهدت حلما,احلم هذه الايام احلاما كثيرة.

-احلام كثيرة,اين ؟

-في نومي.

- لماذا ؟

- ماذا تقصد؟

-متى ؟

-أثناء النوم في كل ليلة.

-لم لا ..؟

-قلت انك تحلمين دائما...

-انا لم اقل دائما,انا اقول انني احلم بعض الاحيان.

نظر الى فرجة فمها المندهشة ,وضاع في انعكاسة ضوء النهار حول خصلات شعرها المتطاير, قالت :

-ماذا تريد ,حسبت نفسي اعرفك,القيت نفسي عندك,لكنك لاتريد ان تعرف حتى نفسك.

-انني أتأمل أشياء لاتحدث الا في مخيلتي ,أشياء لن تتحقق ابدا, ان آمالي تحطمني .

-ارجوك ..

-ليست بي رغبة الى شيء,حينما اتوجه الى اي مكان لااعرف غالبا اين وجهتي,والشوارع التي اسير فيها لااعرف الى اين تاخذني ,اريد ان اقترب من نفسي اكثر ,واين اجد ذلك ,ليست لدي وسيلة اخرى سوى ان انتحر او اموت او اتشرد ,انني بعيد عن نفسي,بعيد جدا,كم هو مؤلم ان لاارى كما ينبغي ولااعرف شيئا كما اريد.

(الان,هل عاد الهدوء الى. الحشائش الخضراء المجذوذة والثيل المبتل؟الآن هل تركت الحقائق واختفت الابتسامات خلف الدموع, بعد نهاية العام ,او بعد نهاية كل عام ؟)

لبرهة قصيرة,تكسر الضوء المنحرف من نهايات الاشجار وتساقط حول مآقيها الملتمعة,احست هي باختلاجة خديه وهو يحني رأسه تحت ضوء شديد الخضرة.

تناثرت اوراق كان لها دوي اشياء محطمة, وقد تبخر منها النسغ, تابعت عيناه تلك الوريقات المرتعدة مع هبوب الريح,وفجأة شعر بنفسه يمو ت بشكل مخيف ,ترى هل سمعها تقول ؟ :

-ربما اراك في السنة القادمة,عليك ان تبذل مجهودا كبيرا من اجل استرداد نفسك ..

قال: لاادري , لااعتقد .

لكنها نهضت وقد اخرجت من حقيبة يدها الصغيرة وهي تمشي متمهلة باتجاه مكان الحقائب,نظارة سوداء,كأنما تدفن احلامها تحت أضواء اخر اليوم الشاحبة ..

جلس هو في مكانه,ينظر الى نفسه, ويتامل ركبتيه بحنان, وبلهفة تطلع الى السلالم الصامتة وبنايات الدرس التي تشرف على الحديقة من جهة السور ,احس بجرح غامض في قلبه لايعرف مصدره,ونزف لايعرف متى سيتوقف او يكف ,وقد اخذت الريح تصفر في اذنيه ,برغم ان كل شيء كان ساكنا, وكانت القطة هناك ,ملفوفة قرب الجدار .

ــــــــــــــــــــــــ

*قاص عراقي من جيل السبعينات يقيم في أمريكا.

*********

نصان

للشاعر فنجنسو رومانيوولو

ترجمها عن الايطالية: عبدالوهاب الدايني

1 - خرافةٌ أنتِ

في نظرتكِ

تنعكسُ روحي

 لايتوقف أبداً

تفكيري

ودون ان أحس

مبررات

صمت نًفًسي

............

تكونينً انت....

جزئي من الحياةِ

نافورتي من ماءِ نقيٍ

الفرح المحتوم

تكونت لأجلي

من الروح

ومن القلب

.................

كم من أبتساماتٍ

كلماتٍ طيباتٍ

ولدن من جمالكِ

انتِ كل ذاك الذي

حلمتُ

تاملتُ

والذي الأله

قد خلقك

................

ماكنتُ أفكرُ أبداَ

أن ألعواطف

ستأخذُ من شكل

مشاعرِ ألايدي التي

قد لامستها

لكن قبلةً واحدةً منكِ

تكفي للطيرُ سعيداً

في سَماؤكِ

2 -  ذكرى واحدة فقط

في ذهني ذكرى

واحدة فقط

مع ذلك فأنها

كانت ترعش

تقطع الهواء عن نَفَسي

.......

كم من المشاعر

في تلك الايام اوقفن القلب

خفيفة وفارغة

كان سعيداً

وهو يرتجف

مثل طفل

.......

كنت فرَحاً وعذَباً

لكن قبلاتكِ الحلوةُ

كن نسمات

ببهجن روحي

مع ابتسامات صادقات

.......

كانت تكفي قبلةٌ

سرقتها من الريح

المداعبة

التي تلامس القلب

وأنا كنت اطير

نحو السماء

سكران بالحب

......

بقيتي نجمتي

المرصعة في بعض اجزاء من الكون

تؤرجحك الشمس

التي تدفيء

قلبي من بعيد

دون حب

***********

قراءة

عنف وفوضي شكسبيرية في رؤيا معاصرة

علاوة وهبي / الجزائر/ خاص

من اهم الكتب التي قرأتها مؤخرا كتاب الصديق المسرحي المخرج ــ الباحث والناقد المتميز د. فاضل  سوداني  ، والكتاب  عن العبقري ويليام شكسبير الذي يعد اهم  كاتب مسرحي  بعد  عظماء الإغريق الأوائل . و على الرغم من مضي كل هذا الزمن  فان نصوصه مازالت تعيش بيننا وفي كل مرة نكتشف خفاياها الفنية  لأنها تعالج  العديد من أوجه الحياة  المختلفة  ولهذا فإن  قراءآت شكسبير قد تعددت من مختلف نقاد العالم .

ان اعمال شكسبير الخالدة  في كل مرة  تجعلنا وكأننا نشاهدها او نقرأها لاول مرة لما فيها من عمق فني وفلسفي  وفي كل مرة تُقدم برؤية جديدة  في مختلف مسارح العالم   قد تصدمك  لكنها بالتأكيد تشعرك بالمتعة .

يعد كتاب د. فاضل سوداني واحد من اهم الكتب  التي كتبت من قبل نقاد عالميين وكذلك  باحثون ونقاد من الوطن العربي ، ولهذا تمتعت به شخصياً وأعتبره    من اجمل وامتع ما قرات عن شكسبير لأنه  تناول اعمال شكسبير المسرحية من جانب لم يسبق حسب علمي ان تناوله  بالدراسة العميقة والتحليل  التطبيقي ..

وقد يثير عنوان الكتاب  (العنف والفوضي المنظمة في مسرح شكسبير) بعض الجدل والتساؤل مثل كيف يمكن ان تجتمع الفوضي مع التنظيم او كيف يمكن للفوضي ان تكون منظمة ؟ . وهو سؤال منطقي ولكن  طرح  ومعالجة الدكتور سوداني لفكر شكسبير المتشعب بين العنف والفوضى  المنظمة كذلك  كان منطقياً ومقنعاً  ولقد عمد خلال صفحات كتابه الثلاثمائة ونيف الي الكشف عن جوانب هذا العنف وإرتباطه  بالفوضي التي  عالجها شكسبير في جميع أعماله تقريباً  وكذالك  البرهنة علي انها فوضي منظمة ليس فقط في النصوص الشكسبيرية وإنما في العروض المسرحية لهذه النصوص .

في قراءتة الجديدة هذه يبتعد د. سوداني عن منهج القراءات السابقة ويعمد الي منهج مغاير لها  بالاعتماد علي البصرية  ويسمية (بالتحليل البصري ) ، بمعنى أنه يقوم بقراءة النص الشكسبيري ثم قراءة العرض المسرحي  كما شاهده في المسارح المختلفة او الفرق العالمية التي عرضت في كوبنهاكن التي  كان يتابعها  .

وقد ركز بشكل خاص علي اكبر المأسي الشكسبيرية  واكثرها جدلاً  واعني مسرحية (هاملت) مثلا  اذ افرد لها في كتابه  الجزء الأكبر  محللا النص المسرحي  وثم تحليله كعرض فوق المسرح وتحليل رؤية المخرج او قراءة المخرج للنص دراماتوجيا باحثا في كل كبيرة وصغيرة وما الجديد في هذه القراءة ليدلل من خلال ذلك علي العنف الموجود في ثنايا النص الشكسبيري والفوضي المنظمة التي تعمه  الي جانب ذلك جماليات النص او العرض وكذلك  لم يهمل مناقشة  حتي الدراسات او القصائد التي كتبت حول جنون اوفيليا حبيبة هاملت فجاء بقراء لقصيدة رامبو الشهيرة عنها  وكذلك قراءته لبعض اللوحات الزيتية التي رسمها رسامون لهذه الأوفيليا وجنونها وانتحارها .

كل ذلك استعان به المخرج والباحث  د سوداني ليصل الي الغرض الذي سعي اليه وهو العنف والفوضي المنظمة في مسرح هذا العبقري فتنوعت  قراءة الفكر الشكسبيري  من خلال  النص المكتوب  وقراءته  لعروض مختلفة كان شاهدها في قلعة هلسنيور بالدانمرك والتي ينظم فيها مهرجان خاص احتفاء بهاملت وكاتبه  تحت اسم (مهرجان هاملت الصيفي تقدم فيه مختلف  عروض هاملت  من مختلف الفرق المسرحية العالمية )  وقد جعلنا هذا الكتاب نعيش معه هذه العروض بقراءته البصرية او التبصيرية  فيحلل لنا مثلا أحد العروض المهمة  لفرقة من ليتوانيا واخري من برمنجهام ثم فرقة المسرح الدنماركي الصغير  عن عرض هاملت فقط  معرجا علي استخدام الغروتيسك والتغريب احيانا والراوي ، ويتوقف قليلا عند عرض المخرج  اوجين باربا عن هاملت  دافعا بنا الي عالم هؤلاء المخرجين الذين قدم كل واحد منهم هاملت برؤية مختلفة عن الآخر وهذا يجعلنا نتمتع بثلاث عروض وثلاث رؤى مختلفة عن أهم الشخصيات الشكسبيرية القلقة .

لا يتردد المؤلف في الاستعانة بكل ما يخدم رؤيته لدراسة وتحليل اعمال شكسبير سعيا لاكتشاف العنف والفوضي فيها وكذلك فعل مع مسرحية (الملك لير)   وحتى في  مسرحيات شكسبير الكوميدية  والأخرى المبنية على أهمية الحب  وغيرها.

الكتاب.. قراءة جديدة وضعتنا  امام رؤيا جديدة لمسرح شكسبير واكتشافات جديدة كانت خافية سابقاً كما دلنا علي اعمال فنية من انواع اخري لها ارتباط باعمال شكسبير ويمكنها ان تزيد رؤيتنا وتعيننا علي قراءتها المتجددة .

**********

الصفحة السادسة عشر  

إصدار

الثبات مع الثورة الأممية

عن “دار الفارابي للطباعة والنشر” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “الثبات مع الثورة الأممية”، من تأليف د. جورج حجار.

يلقي الكتاب الضوء على موضوعات سياسية واجتماعية وفكرية معاصرة. ويتحدث عن “الانتفاضات الشعبية في مواجهة رأسمالية السوق”، “الإقليمية في مواجهة الأحادية القطبية”، “جبهة الشعوب في مواجهة العسكرتاريا”، “الإنسانوية في مواجهة رطانة التحول الديمقراطي” و”التحررية في مواجهة العبودية”.

************

ليس مجرد كلام

بين الموازنة

وصرف الدولار !

عبد السادة البصري

ذات يوم حدّثني أبي عن ثلاثة أخوة في قريتهم الغافية عند تخوم البحر ، كانوا يمتلكون نصف أراضي القرية ، اختلفوا في ما بينهم على آلية تقسيم حصصهم ليتولى كل واحد زراعة حصته بما يرغب، فظلوا بين شدّ وجذب ومدّ وجزر لمدة طويلة حتى بارت أرضهم ولم تفلح زراعتها، ما اضطرهم إلى بيعها بثمنٍ بخسٍ والرحيل إلى مركز المدينة للعمل كأجراء في احد المعامل!

تذكّرت قصّتهم رغم عجالتها ، ونحن نسمع ونقرأ ونشاهد الخلافات والصراعات بين الكتل البرلمانية المهيمنة على رقاب العباد حول الموازنة ، وما بين البرلمان ووزير المالية حول صرف الدولار، وكأن كلّ واحد من هؤلاء من دولة معادية للأخرى ، كل واحد منهم يريد أن يجرِّ النار إلى رغيفه ضارباً عرض الحائط بمصائر الناس جميعاً!

تساءلت : أيّ مواطنٍ لا يرغب أن تكون عملة بلده أقوى وأعلى قيمة من غيرها ؟! وأيّ مواطنٍ لا يرغب أن يعيش أهله في بحبوحة عيشٍ رغيد وأمان وسعادة ؟! وأيّ مواطن لا يرغب أن يكون اقتصاد بلده أعلى وأقوى اقتصاد في العالم؟!

الخلافات والصراعات لأجل المصالح الضيقة جداً لن تبني بلداً ، بل ستؤول به إلى الخراب وتنزله في الحضيض !

كم من بلد فقير مادياً استطاع حكّامه وسياسيّوه أن يطوّروه اقتصادياً ويتخلصوا من الديون والأزمات ؟!

لماذا هذا التكالب على المصالح الفئوية متناسين مصلحة شعب قوامه أكثر من 35 مليون نسمة ، وتركه بين انتظار إقرار الموازنة والتفكير بمصروفه اليومي متقلّباً على جمر الأزمات ؟!

لماذا هذا التهاون والاستهتار واللامبالاة بحياة أبناء البلد الذين ابتلوا منذ أكثر من نصف قرن بحكومات لا تعرف غير الحروب و الدم والفساد من أجل الاحتفاظ بكراسي ستنخرها الأرضة ، وتلفظهم حتى الحفر الحقيرة إلى مزبلة التاريخ ؟!

مَنْ يُحِبُّ شعبه بشكل حقيقي ، عليه أن يسعى إلى إسعاده بشتى الصور ! ومَنْ يُحِبُّ شعبه ويشعر بالانتماء الحقيقي إليه ، عليه أن يرمي كل المصالح الضيّقة وراء ظهره ، ويعمل بكل إخلاص ونزاهة ومحبّة من أجل رفع شأن بلده وناسه !

 لا تتركوا الناس تتقلب على جمر الأزمات المتزايدة والمتوالدة وانتم تبحثون عن سعادتكم فقط ، النظر في آلية صرف العملة وارتفاع قيمة العملة الوطنية أهم من كل شيء ، وإقرار الموازنة في وقتها المناسب بدلا من الصراعات والتأخير وموازنة تصريف أعمال في كل مرة هما العمل الوطني الحقيقي في خدمة الوطن والناس دائماً .

*************

الموصل

رسّامون شباب يمحون آثار داعش بالرسوم الملونة

الموصل – وكالات

قبل نحو أربع سنوات، حمل جدار يطل على شارع عام في “حي الزهور” بالجانب الأيسر من الموصل، رسوما تجسد أفكار تنظيم داعش المتطرفة. وبعد تحرير المدينة من التنظيم الإرهابي، محيت تلك الرسوم ولم يبق على الجدار سوى آثار رصاص وشظايا، الأمر الذي دفع مجموعة من الرسامات والرسامين الشباب، إلى إخفاء تلك الآثار تحت رسوم ملونة تحمل ملامح الأمل في حياة جديدة جميلة.

هذه المجموعة، وهي فريق شبابي تطوعي يطلق على نفسه اسم “ ART7”، أخذت على عاتقها، منذ نحو عام، تجميل شوارع الموصل بجهودها الذاتية وعلى نفقتها الخاصة.

يقول مسؤول الفريق، تاج الدين، ان فريقه يحاول إضفاء شيء من الجمالية على شوارع المدينة، مشيرا في حديث صحفي إلى ان “الحياة باتت صعبة، واليأس يحيط بالناس اينما ذهبوا، لذلك نحن نحاول اليوم من خلال بعض الرسوم الملونة، غرس الابتسامة والأمل على وجوه الناس”.

ثناء المارة أعظم جائزة

رسل احمد، وهي رسامة متطوعة ضمن الفريق، تعرب عن سعادتها الكبيرة وهي ترى الناس يلتقطون الصور قرب رسومهم. وتقول أن “اعظم جائزة ممكن أن نحصل عليها لقاء عملنا الطوعي هذا، هي كلمة ثناء من المارة الذين يعجبون برسومنا. فهذه الكلمة تجعلنا نشعر بأن ما نقدمه يستحق منا الجهد والتعب والإنفاق”.

وسيلة للهروب من الواقع

من جانبها، تقول سارة محمود، إحدى رسامات الفريق، أن فريقها يستثمر حتى أيام حظر التجوال في الرسم، مؤكدة أن هذه الجدارية ليست الأولى التي ينجزونها، ولن تكون الأخيرة.

وتتحدث سارة عن غايتهم من الرسم على الجدران، فهي بالإضافة إلى كونها مبادرة لتجميل المدينة، وسيلة لقتل الملل والهروب من الواقع “الذي أصبح صعبا جدا”.

وتقول: “اننا نقضي وقتنا في الرسم على الجدران، وفي نهاية المطاف نقدم شيئا جميلا للمجتمع، في وقت نحاول فيه أن نزرع الأمل في نفوسنا مثلما نزرعه في نفوس الآخرين”.

وتؤكد سارة انه “سنواصل الرسم على الجدران.. نرسم الحياة التي نريدها لأنفسنا ونقدم الرسائل التي تستحق أن يقرأها الناس. فالعامل والكاسب ومن شغلته هموم الحياة ولقمة العيش، لا وقت لديه لزيارة المعارض الفنية. لذلك نحن ننقل المعارض الى الشوارع العامة كي تكون تحت مرأى الجميع”.

*************

في أحضان أهوار الجبايش

نساء ذي قار يحتفلن بيومهن العالمي

الناصرية – طريق الشعب

احتفى فرع رابطة المرأة العراقية في محافظة ذي قار، الاثنين الماضي، باليوم العالمي للمرأة 8 آذار، وذلك في سفرة سياحية إلى أهوار الجبايش، نظمها في المناسبة.

ووجهت الناشطات والرابطيات المشاركات في السفرة، التهاني إلى نساء العالم والعراق في عيدهن.

وألقي في سياق السفرة التي شهدت جولة سياحية وفعاليات ثقافية وفلكلورية مختلفة، بيان الرابطة الصادر في المناسبة.

***************

من رابطة المرأة..

باقة ورد إلى الرائدة سافرة جميل حافظ

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ 69 لتأسيسها، احتفت رابطة المرأة العراقية بالرائدة النسوية والأديبة سافرة جميل حافظ، بحضور سكرتيرة الرابطة شميران مروكل وعدد من الرابطيات. 

وكرّمت الرابطة السيدة سافرة بباقة ورد، تعبيرا عن اعتزازها بها، على كونها من مؤسسيها الأوائل.

****************

متحف الناصرية يعتزم إنتاج 100 نسخة من “لعبة أور”

الناصرية – وكالات

أعلن متحف الناصرية الحضاري، عن قرب انتاج 100 نسخة من “لعبة أور” السومرية.

وهذه اللعبة التي يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، تم اكتشافها أول مرة ابان عشرينيات القرن الماضي في مدينة أور الأثرية، وذلك على يد فريق آثاري من المتحف البريطاني.

واللعبة عبارة عن قطعة من الخشب مستطيلة الشكل مقسمة إلى مربعات تحمل رسوما مختلفة، ويلعبها لاعبان يقومان باستخدام النرد لينتقلا بين تلك الرسوم بواسطة أزرار بلونين مختلفين.

 مدير المتحف، عامر عبد الرزاق، ذكر في بيان صحفي أنه “بدعم من د. مصطفى كامل (باحث وصحافي) سيقوم متحف الناصرية بصناعة وانتاج 100 نسخة من لعبة أور السومرية، ليتم توزيعها كجوائز على المبدعين والمتفوقين”.

وأضاف أن المتحف سيقوم بتعليم الشباب قواعد هذه اللعبة وتدريبهم على مزاولتها “وذلك بهدف إحياء التراث الرافديني”، مؤكدا أن هذه اللعبة تباع حاليا في “سوق امازون” فقط، وبسعر 55 دولارا للقطعة الواحدة.

ولفت عبد الرزاق، إلى أن تنفيذ صناعة اللعبة سيكون في إحدى ورش النجارة بمحافظة ذي قار.