اخر الاخبار

الصفحة الاولى

كتب المحرر السياسي

المطلوب محكمة اتحادية

تعزز البناء المدني والديمقراطي للدولة

ما زال الجدل بشأن المحكمة الاتحادية محتدما في مجلس النواب، الذي اجل جلسته من اول امس الثلاثاء الى هذا اليوم الخميس، لاستئناف مساعيه إثر فشل الكتل البرلمانية في الوصول الى توافق بشأن مشروع قانون المحكمة الجديد، الذي تم التصويت على العديد من مواده وبقيت ثلاث خلافية .

وفي الاثناء وبعد تعسر التوافق، ادرج مجلس النواب عَلى جدول عمله تعديل قانون المحكمة رقم ٣٠ لسنة ٢٠٠٥ النافذ، بما يتيح استكمال تركيبة المحكمة واطلاق عملها المعطل الان بسبب النقص في عدد القضاة المطلوب .

ومعروف ان هناك بشأن قانون المحكمة الاتحادية خلافا وجدلا قانونيين وسياسيين متواصلين منذ سنوات، بالنظر الى ان قانونها يعد ركنا أساسيا من اركان القضاء العراقي وفي البناء الدستوري للدولة ، وان قراراتها القطعية الملزمة لها تاثيرها الكبير على مجمل مناحي الحياة، وذات صلة مباشرة بالمواطنين ويفترض ان تكون ضامنة لحقوق مختلف أطياف الشعب العراقي واحترام التنوع والتعددية فيه.

صحيح ان انجاز قانون المحكمة الاتحادية امر ضروري لقيامها بمهامها الدستورية، ولكي تصادق على نتائج الانتخابات وتنظر في الشكاوي والطعون المقدمة اليها. لكن هذا يتوجب الا يجري في ظروف وأوضاع غير مناسبة، وفي اجواء خلافات وانقسامات ظلت سببا في تأجيل إقرار القانون حتى يومنا هذا. كما يتوجب الا يمس روحية مواد الدستور، التي تشدد على البعد المدني والبناء الديمقراطي للدولة العراقية، وان لا يكون مدعاة الى المزيد من الانقسام والتشظي والتمييز في المجتمع العراقي .

ان على مجلس النواب والكتل السياسية الممثلة فيه الا ينطلقوا من مصالحهم الضيقة الراهنة، وعلى حساب مصلحة عموم بنات وأبناء العراق، والا يُخضعوا هذا القانون الهام والاساسي في الدولة الى مساومات وصفقات قد لا تدوم طويلا ، فيما تولد قانونا إشكاليا أعرج يخالف تطلعات غالبية العراقيين الى عدم اقحام اية عناوين، مهما كانت مسمياتها، في جسم المؤسسة القضائية التي يتوجب الحفاظ على استقلاليتها، وابقائها بعيدة عن المحاصصات والصفقات على اختلاف أنواعها. كذلك الحفاظ على مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، وعدم تسييس المؤسسات الدينية وتجنب زجها في إشكاليات السياسة ودهاليزها ومساوماتها .

ان مجلس النواب مطالب بالا يقدم على تمرير مثل هذا التشريع الاشكالي، وسيتحمل النواب مسؤولية تاريخية ان هم اصروا على المضي في ذلك. ولابد انهم رأوا وسمعوا هذا الرفض الواسع لتمرير مشروع القانون بصيغته المعروضة الان في المجلس، والأخطر انه تم ربط ذلك بقضايا خلافية أخرى مثل الموازنة وغيرها. بينما ينبغي عدم نسيان ان لكل قانون خصوصيته، ولا يجوز ادخال “الحزم التشريعية” باي حال، فالخاسر سيكون القضاء واستقلاليته، والمواطن الذي سيدفع الثمن اليوم وغدا، والدولة وبناؤها المدني والديمقراطي.

نؤكد من جديد أهمية تأجيل مشروع هذا القانون، نظرا لما سيولده الاصرار على تمريره من إشكاليات وانقسامات، هي آخر ما يحتاجه شعبنا اليوم ، وستضاف الى المتراكم من المآسي والكوارث التي سببتها الكتل السياسية المتنفذة ذاتها، التي تحكمت بالقرار العراقي منذ ٢٠٠٥، وتريد اليوم “تعظيم” رصيدها من الفشل والأداء السيء وتبديد المال العام، وتقزيم سيادة واستقلال بلدنا وقراره الوطني المستقل.

لقد اصبح الطريق واضحا امام مجلس النواب، وهو يتمثل في التصويت على التعديل المرسل من رئاسة الجمهورية والذي يتيح استكمال قوام المحكمة الاتحادية وعودتها الى اعمالها ومهامها الدستورية. 

وفي رأينا ان على القوى والأحزاب والمنظمات والشخصيات الحريصة والمتطلعة الى بناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات ، الدولة المدنية الديمقراطية ، ان تواصل حراكها المؤثر وتسعى الى بناء رأي عام ضاغط، لضمان التقيد بنص وروح الدستور وشلّ أيدي قوى منظومة المحاصصة والفساد والطائفية السياسية، ومنعها من الحاق مزيد من الأذى بشعبنا ووطننا، ودحر مشاريعها وخططها الأنانية والمفرقة للصفوف.

***********

اتحاد الطلبة: كفى قراراتٍ صادمة

تظاهرات طلابية في 4 محافظات

تندد بموعد الامتحانات المفاجئ

بغداد ـ طريق الشعب

خرج المئات من الطلبة في أربع محافظات، يوم أمس، في احتجاجات غاضبة ضد قرار وزارة التربية المفاجئ، الذي حدد موعداً للامتحانات في الـ 20 من الشهر الجاري، الذي يبدو أن الجميع غير مستعد له، كما أن إدارات المدارس، لم تضع جدولاً للامتحانات بعد. واعتبر اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، قرار وزارة التربية «صادماً»، بعد ان أمهل القرار الطلبة ثلاثة ايام قبل أداء الامتحانات. وبذلك فإن الوزارة قد تجاهلت تماماً اخفاقاتها في مجال التعليم الالكتروني.

تظاهرات طلابية

وتظاهر المئات من طلبة المدارس الثانوية، أمس الاربعاء، امام مبنى المديرية العامة لتربية ذي قار، مطالبين بتأجيل ‏الامتحانات التي حددت موعدها وزارة التربية في الـ 20 من اذار الجاري.‏

وقال شهود عيان، ان المئات من المتظاهرين خرجوا امام منبى المديرية العامة لتربية ذي قار، تنديدا بقرار وزارة ‏التربية التي أعلنت إجراء امتحانات الكورس الاول قبل أربعة ايام فقط من إجرائها.‏

وقال أحد الطلاب، إن «الفترة المحددة تحرجنا أمام مراجعة المناهج الدراسية، لاسيما ان معظم الطلبة يعتمدون بشكل كبير ‏على الدراسة الالكترونية، بعيدا عن الدوام الحضوري، لذا نطالب بتأجيل موعد الامتحانات».‏

وتظاهر طلبة السادس الإعدادي امام مبنى تربية محافظة السليمانية، مطالبين بتأجيل موعد الامتحانات، وتقليص المنهج ‏الدراسي.  ‏

‏وتناقلت وكالات الانباء، صورا تبين تجمع العشرات من طلبة المرحلة الـ 12 أمام مبنى تربية السليمانية، احتجاجا على ‏الموعد الذي قررته وزارة التربية بشأن الامتحانات النهائية.‏

وأبدت العديد من المدارس، في منطقتي الزعفرانية والكرادة، اعتراضها على الموعد المفاجئ لوزارة التربية، مشيرة الى انها لم تتسلم الدفاتر الامتحانية من المديرية بعد، كما أنها لم تعد جدول امتحانات وفقا للموعد المحدد.

رفض طلابي في البصرة وواسط 

وخرج مجموعة من الطلبة في البصرة بتظاهرة كبيرة، رفضا للموعد المستعجل لقرار وزارة التربية الاخير.

وقالوا الطلبة في بيان حصلت «طريق الشعب»، على نسخة منه، «اننا نرفض الموعد المحدد من قبل وزارة التربية، التي لم تراع ظروف استعدادات الطلبة»، معتبرين ان «ذلك تخبط سوف يؤثر على المستوى العلمي للطلبة».

وطالب البيان «وزارة التربية بتأجيل الموعد والنظر في الظروف التي يمر بها الطلبة في هذا العام».

وعلى المنوال ذاته، نظم طلبة في محافظة واسط وقفة احتجاجية، امام مديرية التربية، واصفين القرار بأنه «ظالم».

وطالب لفيف من الطلبة في محافظة واسط بتأجيل الامتحانات الى وقت لاحق.

موعد مفاجئ

وحددت وزارة التربية، أمس الاول، مواعيد امتحانات الكورس الأول ونصف ‏السنة للعام الدراسي الحالي 2020 – 2021 ولجميع المراحل الدراسية.‏

وقالت الوزارة في بيان طالعته «طريق الشعب»، إنها ‏‏»استحصلت الموافقات الرسمية لانطلاق امتحانات نصف السنة ونهاية ‏الكورس الاول للدراسة الابتدائية والثانوية».‏

واشار البيان الى ان «اللجنة الدائمة للامتحانات حددت يوم السبت الموافق ‏الـ20 من شهر آذار لعام 2021 موعدا لانطلاق تلك الامتحانات، حيث ستنتهي ‏امتحانات الدراسة الابتدائية يوم الاثنين الموافق الـ29 من الشهر ذاته اما ‏امتحانات الدراسة الثانوية فتنتهي في يوم الاربعاء الموافق الـ31 من شهر ‏آذار الحالي، على ان يكون يوم السبت ضمن ايام اداء الامتحانات».‏

واوضح البيان ان «الجداول الامتحانية يتم تحديدها من قبل إدارات ‏المدارس»، داعيا الى «إلزام ادارات المدارس بتطبيق الإجراءات الوقائية ‏والتباعد الاجتماعي».‏

ورجح عضو لجنة التربية البرلمانية عباس الزاملي، ان يتم اعتماد نتائج امتحانات نصف السنة والكورس الاول كنتيجة نهائية بحال استمرار جائحة كورونا بهذه الاعداد من الاصابات، ولم تكن هناك امكانية اجراء امتحانات نهاية العام الدراسي. فيما اشار الى ان اجراء الامتحانات السبت المقبل، هو اجراء مستعجل من وزارة التربية «كنا نتوقع ان تكون الامتحانات في نهاية الشهر الجاري» حسب رأيه.

«كفى قرارات صادمة»

وقال اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، في بيان حصلت «طريق الشعب»، على نسخة منه، ان «الوزارة طلت علينا بقرار مفاجئ يلزم الطلبة بأداء الامتحانات في العشرين من الشهر الجاري»، مبيناً انها «لم تترك للطالب سوى ثلاثة ايام مهلة لمراجعة المواد، وكذلك هي متناسية كل اخفاقاتها في مجال التعليم الالكتروني».

وعبّر الاتحاد عن استغرابه من «وضع اليوم الاول من الامتحانات ضمن ايام الحظر الشامل». 

ودعا الاتحاد «وزارة التربية والجهات المعنية الى مراجعة قرارها»، معبراً عن «رفضه القاطع لمثل هذه القرارات التي تنم عن تصريف اعمال لا أكثر».

************

راصد الطريق

كفوا عن استخدام العنف!

تبين الاحصائيات المنشورة ان اكثر من 700 منتفض لقوا مصرعهم خلال انتفاضة تشرين، وما يزيد على 25 الفا آخرين جرحوا جراء العنف المفرط الذي استخدمته الحكومة المستقيلة، لمنع بلوغ الانتفاضة اهدافها.

وبفضل هؤلاء الشباب الشجعان حدث ما يمكن اعتباره هزة كبيرة تعرضت لها العملية السياسية، وتصدع جدار المحاصصة الذي لا يزال المعبر الوحيد للقوى المتنفذة والفاسدة.

وتشكلت الحكومة الجديدة على طريق معبد بالدم، معلنة التزامها بتنفيذ مطالب المحتجين بالقول وبالفعل. لكن ما يستخدم حاليا من عنف مفرط بحق المحتجين في كل المحافظات، يبين انها لم تلتزم بما الزمت نفسها به.

يتحدث الشباب الذين تعرضوا للعنف، عن الاعتداءات المتكررة من قبل قوات مكافحة الشغب، والقوات الأمنية الاخرى، التي تقوم رغم تجاوز اعدادها اعداد المتظاهرين، وقدرتها على ضبط الوضع وتأمين التظاهر، بممارسات منافية للقانون والحقوق التي كفلها الدستور. كما يؤكدون إن اعدادا كبيرة من افراد هذه القوات، لا تمتلك الخبرة والتدريب اللازمين لاحترام حقوق الانسان خلال الاحتجاجات.

فمتى يحترم حق التعبير، ومتى يستجاب لمطالبهم؟

***********

الصفحة الثانية

اتحادات ونقابات تطالب بتأجيل اقرار قانون المحكمة الاتحادية

بغداد – طريق الشعب

اصدر عدد من النقابات والاتحادات، بيانا مشتركا بشأن مشروع قانون المحكمة الاتحادية المعروض على مجلس النواب. وذكرت النقابات والاتحادات في بيانها الذي تلقته “طريق الشعب”, انه “نظرا للأهمية التي تتمتع بها المحكمة الاتحادية، لذا فان تشريع قانونها يتطلب قبولا واسعا من الاطراف المختلفة داخل مجلس النواب وخارجه”.  واكد البيان “ضرورة الاخذ برأي الجهات القانونية المختصة الى جانب نقابة المحامين واتحاد الحقوقيين واساتذة الجامعات المتخصصين في القانون الدستوري”, رافضا الاكتفاء بإرادة الكتل السياسية الممثلة حاليا بمجلس النواب، في تشريعه.  وطالب ممثلو النقابات والاتحادات بـ”تعديل المادة الثالثة من قانون المحكمة الاتحادية النافذ ليكون نصها (عند حدوث اي شاغر في نصاب المحكمة يتم التعيين من خلال التشاور بين  قضاة المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الاعلى ومجلس القضاء في الاقليم) لضمان استمرار المحكمة الاتحادية في أداء مهامها”. ونصح البيان بـ”تأجيل تشريع قانون جديد للمحكمة الاتحادية الى الدورة النيابية القادمة لعدم ملاءمة الظروف الحالية، لإقرار قانون كهذا”.

وحمل البيان تواقيع كل من نقابة الجيولوجيين، نقابة الكيمائيين، نقابة الاطباء، نقابة الاطباء البيطريين، الاتحاد العام للنقابات في العراق، ذوي المهن الهندسية الفنية، نقابة الاكاديميين، نقابة الفنانين، اتحاد الحقوقيين، نقابة الصيادلة، نقابة اطباء الانسان، ذوي المهن الصحية، نقابة المعلمين.

**********

مطالبات بتوفير فرص العمل

احتجاجات لا تهدأ.. حملة اعتقالات وقمع لمحتجي النجف وبابل

بغداد ــ طريق الشعب

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية خلال اليومين الماضيين, للمطالبة بإقالة الحكومات المحلية ومكافحة الفساد والكشف عن قتلة المتظاهرين.

ورافق الاحتجاجات في محافظتي النجف وبابل، حملة اعتقالات وقمع طالت المحتجين، استخدمت فيها القوات الامنية العنف المفرط, فيما اتسعت رقعة الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل في عدد آخر من المحافظات.

غضب في النجف وبابل

وجاب المحتجون في محافظة النجف, شوارع المدينة، مطالبين بإقالة الحكومة المحلية.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المحتجين في المحافظة واصلوا اصرارهم على تحقيق هدفهم بإقالة الحكومة المحلية ومكافحة الفساد”, مشيرا الى ان “المحتجين قطعوا عددا من الطرق الرئيسية في المحافظة، فيما قابلتهم القوات الامنية بالعنف المفرط، ما تسبب بإصابة العشرات من المحتجين”. من جانبهم, واصل المحتجون المطالبون بإقالة محافظ بابل حسن قنديل من منصبه، احتجاجاتهم الغاضبة. وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “المئات من المحتجين تظاهروا في ساحة الاعتصامات الرئيسية، مطالبين بإقالة المحافظ حسن قنديل والحكومة المحلية بالكامل، وتعيين شخصيات كفوءة ونزيهة للمنصب”، مبينا ان “القوات الأمنية قامت بحملة اعتقالات واسعة شملت عددا من المحتجين، ثم عادت لتطلق سراحهم في ما بعد، بسبب التصعيد الذي قام به المتظاهرون”.

الكشف عن قتلة المتظاهرين

من جانبهم, نظم عدد من المتظاهرين في محافظة ميسان، وقفة احتجاجية, للمطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء”. ونوه مراسل “طريق الشعب”, بان “الوقفة تأتي للمطالبة بالكشف عن قتلة أبو احمد الهليجي وجميع ضحايا التظاهرات، وإيقاف نزف الدم المستمر”. ورفع المحتجون شعارات تطالب بتغيير القادة الامنيين في المحافظة بسبب التدهور الامني.

قطع للجسور

وشهدت محافظة ذي قار, قطع عدد من الجسور في مدينة الناصرية، للمطالبة بتعيين شخصية نزيهة من ابناء المحافظة لمنصب المحافظ, ورفض مرشح الكتل السياسية المتنفذة. وبيّن مراسل “طريق الشعب”, ان “المئات من المحتجين اقدموا على قطع جسور النصر والزيتون والحضارات, قبل فتحها بإرادتهم, والتوجه نحو ساحة التحرير”, مشيرا الى ان “الهدف من التصعيد هو التأكيد على رفض مرشح الكتل السياسية المتنفذة لمنصب المحافظ”, مؤكدين على “تعيين شخصية نزيهة وكفوءة من ابناء المحافظة لمنصب محافظ ذي قار”. في الاثناء, قطع محتجون من أهالي قضاء الغراف شمال المحافظة, الطريق العام الرابط مع مركز المحافظة من خلال حرق الإطارات، للمطالبة بإقالة وتغيير قائمقام القضاء ومدير البلدية, بسبب تردي واقع الخدمات. وأغلق محتجون من اصحاب العقود والاجور بوابة محطة كهرباء الناصرية الحرارية في تصعيد احتجاجي، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ عشرة أشهر.

توفير فرص العمل

في غضون ذلك, رفض خريجو ذي قار، المعتصمون أمام مصفى المحافظة فض اعتصامهم ورفع خيامهم من أمام المصفى، وذلك بعد فشل المفاوضات التي جرت معهم من قبل وفد برئاسة المحافظ عبد الغني الأسدي وقائد عمليات سومر. وقال المتظاهر محمد جاسم، لـ”طريق الشعب”, ان “سبب رفض فض الاعتصام كون وزارة النفط تعمل بالتمويل الذاتي، ولا تحتاج الى اقرار الموازنة من قبل مجلس النواب لغرض الاستجابة لمطالبهم”, مؤكدا “استمرار اعتصامهم وغلق المصفى لحين الاستجابة لمطالبهم”. وفي السياق, نظم العشرات من خريجي كليات الهندسة في محافظة البصرة, مسيرة راجلة انطلقت باتجاه شركة نفط البصرة للمطالبة بتوفير فرص العمل, فيما دعوا الجهات المعنية الى الاستجابة لمطالبهم وحل مشاكلهم.

*************

كل خميس

قانون عصري يليق بالعراق

ويستحق المواجهة

جاسم الحلفي

لم يتوقف كفاح الحركة الاجتماعية العراقية عند حد معين في تصديها لطغمة الحكم. وقد شكلت إنتفاضة تشرين الباسلة منعطفا رئيسيا ومهما في المجابهة المشروعة، الهادفة الى تغيير بنى النظام السياسي لأجل إحلال المواطنة كوحدة لبناء الدولة.  فهي لم تحصر رؤيتها عندما تبنت التغيير بتبديل الوجوه فقط،  بل ركزت على إزاحة المتنفذين الذين إستغلوا السلطة لأغراض شخصية وحزبية ضيقة، وإمتدت أياديهم الى المال العام، وإغتنتوا بمال الفساد، وفشلوا في الأداء، وحنثتوا بالقسم، والتفوا على القوانين. هذه الشخصيات التي يجب ان تحتويها السجون لا كراسي السلطة.

أن الخفوت الموقت لوهج الانتفاضة لا يعني انطفاءها أو عدم سطوعها مجددا، فالمنهج العملي يقول: ان الانتفاضة ليست إلا إمتدادا لجميع أنشطة الحركة الاجتماعية التي سبقت إندلاعها، من وقفات وإحتجاجات وتظاهرات وهبّات شعبية، وستكون وهي المأثرة الملهمة لكفاح المحرومين، رافعة لموجات معارضة شعبية قادمة لا ريب فيها.

وفي هذه الايام تنشط الحركة الاجتماعية بأشكال متنوعة، فاضحة زيف ادعاءات المتنفذين بدعم المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات، ومعرّية تشدقهم بجمال (الموزاييك العراقي) في تصريحاتهم المداهنة. وها هو مسعاهم الخائب الهادف الى تمرير قانون المحكمة الاتحادية بصيغة تكرس الطائفية السياسية، يكشف زور أقوالهم. وللاسف لا يتسع المجال هنا لتبيان عيوب بعض فقرات القانون الذي يراد تمريره، وآثاره الوخيمة على موضوعة المواطنة، مؤكدا تمسك المتنفذين بمنهج المحاصصة البغيض.

أن التشبث بالفقرة ثانيا من المادة الدستورية ٩٢، وبصياغتها المتلبسة التي هي أحد الغام الدستور الواجب تعديلها، يرجع الى ما جاء فيها من ان المحكمة الاتحادية العليا تتكون “من عددٍ من القضاة والخبراء  في الفقه الإسلامي، وفقهاء القانون، يُحدد عددهم وتنظم طريقة اختيارهم وعمل المحكمة بقانونٍ يُسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب.”

 وتجدر الإشارة الى ان كلمة “تتكون” التي وردت في النص، هي غير كلمة “تتشكل” حيث يمكن تفسيرها في ارتباطها بتعيين خبراء الفقه الإسلامي وفقهاء القانون ضمن الهيكل الاداري للمحكمة باعتبارهم خبراء ومستشارين. اما المحكمة ذاتها فتتشكل من القضاة فقط حين تفصل في الاحكام كما هو السياق المتبع في المحاكمات.

ولسنا بحاجة الى دليل يكشف مراوغة المتنفذين بادعائهم التمسك بالدستور، أوضح من تعاملهم الإنتقائي مع مواده على وفق مصالحهم  الخاصة. فها هي مواد الباب الثاني من الدستور معطلة من دون ان يعيروها اهتماما، والسبب هو أنها تتناقض مع مصالحهم وتخص الحقوق وحريات المواطن وضماناته التعليمية والطبية والاجتماعية. فهي مواد الباب التي لم ترَ النور!

وفي حين تشتد المجابهة بين المتطلعين الى الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية، وبين المتشبثين بنماذج الأنظمة السياسية التي لا تستجيب لنبض عصر حقوق الانسان والعدالة والمساواة، تواصل الحركة الاجتماعية العراقية كفاحها بلا هوادة من اجل رفعة الانسان وتقدمه.

وقطعا لم  تكن انتفاضة تشرين الباسلة الدرس الوحيد الذي بيّن قدرات الحركة التي هزت اركان نظام المحاصصة، وأقضّت مضجع طغمة الحكم المستأثرتة بالسلطة. فهي تدرك اليوم في كفاحها من اجل قانون عصري يوحد المجتمع ويحافظ على تنوعه الثري، ان النصر لا يأتي بين ليلة وضحاها، وان المنازلة لا يحسمها فعل احتجاجي واحد. بل ان المطلوب لتحقيق ذلك نضال منظم دائب وصبور ومتواصل، لا يكل ولا يكف.

*************

الشيوعي يستقبل الوطني الاشوري

استقبل الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي امس الاربعاء في مقر الحزب ببغداد، السيد منير نيسان عضو اللجنة المركزية للحزب الوطني الأشوري.

وتداول الطرفان في لقائهما بمقر العلاقة بين الحزبين،  والأصداء الايجابية لتحرك القوى المدنية وتأثيرها على مناقشات مجلس النواب حول قانون المحكمة الاتحادية، واتفقا على ضرورة ان تكون هذه الخطوة مقدمة لتحرك اوسع للقوى المدنية تجاه الاحداث الجارية في البلاد واتخاذ مواقف موحدة إزاءها.

وتطرق الجانبان ايضا الى العمل الجاري لإعادة النشاط الى التيار الديمقراطي العراقي، وتفعيل دوره في بغداد والمحافظات كإطار مجتمعي لتعبئة الطاقات التي يمثلها الطيف الديمقراطي الواسع.  كما اتفقا على ضرورة الاعتبار بتجارب العمل المشترك للقوى المدنية والديمقراطية والوطنية وترسيخ قيم العمل الجماعي واستبعاد التهميش والاقصاء.

وحضرت اللقاء الى جانب السيد منير الست فريال من الحزب الوطني الاشوري.

فيما شارك الى جانب الرفيق الجزائري الرفيقان علي مهدي  وفاضل الموسوي عضوا لجنة العلاقات المركزية.

****************

عدد المتنافسين متواضع وأربع محافظات بلا مرشحين

شركة بريطانية تشرف على فحص أجهزة الاقتراع وإعلان نتائج الانتخابات

بغداد ــ طريق الشعب

وافق مجلس المفوّضين، أمس، بالإجماع على اختيار شركة (PWC) البريطانية الفاحصة لأجهزة الاقتراع والأجهزة الملحقة بها ضمن مساعي ضمان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها، بحسب ما تؤكد عليه المفوضية.  وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أصدرت فيه المفوضية تحديثاً غير مطمئن عن عدد المرشحين، الذي ما زال إلى الان ضعيفا جدا. فيما بقيت أربع محافظات من دون أي مرشح حتى اللحظة.

اختيار شركة بريطانية

وذكر إعلام المفوضية في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “مجلس المفوّضين، وافق بالإجماع على اختيار شركة (PWC) البريطانية الفاحصة لأجهزة الاقتراع والأجهزة الملحقة بها والبرامجيات المستخدمة والوسط الناقل وجهاز الإرسال وسيرفرات إعلان النتائج بعد عدّة مراحل تمّ في ضوئها التأكّد من رصانتها واستيفائها للشروط والمواصفات الفنية المطلوبة. حيث انها الأفضل من بين الشركات التي رشّحها مكتب الأمم المتّحدة للمساعدة الانتخابية في العراق (UNAMI) والتي تعمل في إطار فني وتكنولوجي يتماشى والمبادئ الأساسية لعمل المفوّضية بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها”. ووفقا للبيان “شُكِّلت بهذا الصدد لجنة بموجب الأمر الديواني المرقم بالعدد (3) لسنة 2020، يرأسها مفوّض من مجلس المفوّضين، وعضوية مدير قسم الاتّصالات المؤمّنة، ومدير قسم البرمجيات في وزارة الاتّصالات، وعضو من الجهات الأمنية، تتولّى إحالة متطلّبات العملية الانتخابية إلى شركة فاحصة متخصّصة بفحص برمجيات الأجهزة الانتخابية والوسط الناقل التي ستستخدم في الانتخابات المقبلة”.

أهمية الشركة

وقال سعد البطاط، رئيس شبكة عين العراق لمراقبة الانتخابات، إن “التعاقد مع الشركة البريطانية أمر مهم، وهو من ضمن ترشيحات فريق يونامي للانتخابات، من أجل فحص الأجهزة وبيان أهليتها، وسبق أن طلبنا كمنظمات معنية بالانتخابات بتحقيق هذا التعاقد”.  وأوضح البطاط لـ”طريق الشعب”، أن “تعاقدات أخرى ايضا ستكون على هامش التحضيرات للانتخابات القادمة، منها تتعلق بتصميم بطاقة الاقتراع التي سيكون عددها بمثل عدد الدوائر الانتخابية، وأخرى للصيانة والتأهيل وأمور فنية كثيرة”، لافتا إلى إن “المفوضية والجهات المختصة ستشرف على عمل الشركة البريطانية من الناحية الفنية والمالية والإدارية، بينما تقوم منظمات الرقابة والأمم المتحدة بمتابعة سير العملية الانتخابية ورقابتها”.

قلة أعداد المرشحين

وبحسب البطاط، فإن “التحضيرات جيدة من قبل المفوضية، إلا إن الجداول التي اعلنتها مؤخرا تثير القلق، حيث إن تحديثاتها لا تبشر بخير فبعض المحافظات ما زالت إلى الان بلا أي مرشح، فضلا عن قلة اعداد المرشحين في بقية المحافظات، وهذا يمكن أن يهدد موعد الانتخابات”.وتابع “هناك كلام خطير من قيادات سياسية، مفاده أن الانتخابات لن تجرى بموعدها، وهذا الأمر غير مقبول تماما”. ووفقا للجدول الذي نشرته مفوضية الانتخابات مؤخرا، فإن اعداد المرشحين في المحافظات جاءت كما يأتي: “أربيل/ بلا مرشح، الأنبار/2 مرشح، البصرة/7 مرشح، السليمانية/2 مرشح، القادسية/ بلا مرشح، المثنى/3 مرشح، النجف/ مرشح واحد، بابل/ 19 مرشح، بغداد/ 20 مرشح، دهوك/ بلا مرشح، ديالى/ 14 مرشح، ذي قار/ 2 مرشح، صلاح الدين/ 25 مرشح، كربلاء/ 5 مرشح، كركوك/ 10 مرشح، ميسان/ بلا مرشح، نينوى/ 49 مرشح، واسط/ 10 مرشح”، أي إن المجموع لعدد مرشحي المحافظات 192 مرشح فقط وهو أقل من عدد مقاعد البرلمان.

اجتماع اللجنة الأمنية للانتخابات

وفي سياق الاستعدادات للانتخابات، عقدت اللجنة الامنية العليا للانتخابات برئاسة الفريق الركن عبد الامير الشمري، اجتماعها الدوري، أمس الأول، بمقر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وبحسب بيان المفوضية، فأنه “جرى خلال الاجتماع بحث عدد من المواضيع المتعلقة بعمل اللجنة ومنها الاستماع الى ايجازات قدمها مسؤولو اللجان الفرعية منها الميدانية والاعلامية والاستخبارية، وشدد رئيس اللجنة الامنية على اهمية مضاعفة الجهود، وتذليل العقبات التي تعترض سير عمل اللجان وبما يجهز لقاعدة أمنية رصينة يضمن معها أمن الناخب والعملية الانتخابية عموماً”، مضيفا “بحث المجتمعون اهمية الاستمرار بتهيئة البنى التحتية اللازمة والمتعلقات اللوجستية الخاصة بالانتخابات وخلص المجتمعون الى عرض توصيات ومتابعة تنفيذ جدول اعمال اللجنة الأمنية”.

***************

الصفحة الثالثة

التخطيط تؤكد سعيها لمكافحة «الفضائيين» و «الوهميين»

سببان يؤخران انجاز «الرقم الوظيفي» لضبط رواتب الموظفين

بغداد ـ عبدالله لطيف

تواصل وزارة التخطيط عملها في نظام الرقم الوظيفي الخاص بموظفي الدولة، في إطار الجهود الحكومية، الرامية الى مكافحة ظاهرة “الفضائيين والوهميين” ومزدوجي الرواتب في الدوائر والمؤسسات الرسمية.

ولا تزال الفرق الجوالة التي شكلتها الحكومة، تجوب أروقة الوزارات والمؤسسات والهيئات، لتوثيق أعداد الموظفين.

وتواجه تلك الفرق، حتى الان، عاملين معرقلين، وهما: البيانات الورقية التي لا تزال تعمل بها بعض المؤسسات. كذلك تخوف الاجهزة الامنية من تسرّب معلوماتها الى جهات أخرى، الامر الذي اضطر الحكومة الى تشكيل “لجنة رديفة” لمعالجة هذه المشكلة.

وفي تصريح سابق لوزير المالية علي علاوي، فان “الفضائيين” (مسجلون في قوائم الرواتب من دون مزاولة عمل أو أسماء وهمية يتقاضى رواتبها بعض المسؤولين)، يتراوح عددهم بين 200 ألف و250 ألف شخص، مضيفا “أما الموظفون الذين بلا دوام فأعدادهم أكثر من ذلك”.

وذكر علاوي أيضا، أن هاتين الفئتين تشكلان 15 إلى 20 في المائة من الموظفين، وتخصص لهم 20% من موازنة الرواتب البالغة 43.3 مليار دولار سنويا، التي تذهب غالبيتها إلى جيوب الفاسدين.

ما هو الرقم الوظيفي؟

ويعني هذا النظام أن يكون لكل شخص يتقاضى مرتبا ماليا من الدولة، سواء كان متقاعدا أو موظفا، وحتى أصحاب العقود والاجور اليومية وشبكة الحماية الاجتماعية، رقم وظيفي، يرتبط بمخرجات الرواتب الموجودة تفاصيلها لدى وزارة المالية، وبالتالي سيكون ضامنا لعدم تسلم الموظف اكثر من راتب حكومي.

وشكلت وزارة التخطيط لجنة برئاسة وزير التخطيط خالد بتال، ومجموعة من الجهات، بشأن الرقم الوظيفي، رفعت توصياتها إلى مجلس الوزراء، وعلى ضوئها تم تشكيل اللجنة التنفيذيَّة، وهي برئاسة رئيس جهاز الإحصاء وممثلين عن وزارات الداخليَّة والماليَّة والاتصالات وديوان الرقابة الماليَّة ومكتب رئيس الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء. وهذه اللجنة تواصل عملها منذ بداية العام من خلال تشكيل فرق جوالة من الجهاز المركزي للإحصاء، لمراجعة الوزارات والمحافظات، لإكمال البيانات الخاصة بالموظفين في وزارات الدولة.

مقترح آخر 

وطرح رئيس هيئة النزاهة الاسبق موسى فرج لـ”طريق الشعب”، مقترحا آخر، يتلخص بوضع رقم لكل مواطن عراقي، يتضمن بياناته ومعلوماته، تجنبا للتزوير والتلاعب في القانون.

وقال فرج، ان “متطلبات عمل الدولة هي اكمال قاعدة المعلومات، وليس الرقم الوظيفي فقط”.

وعرّج المتحدث على قضية الفضائيين في الدولة، قائلا انهم نوعان: الاول، هم اسماء وهمية لا وجود لها اساساً، وتذهب اموالهم لتمويل كبار الاحزاب. بينما حدد النوع الثاني بموظفين موجودين في الدولة “لا يقدمون اي عمل ولا يواظبون على دوامهم. هذا النوع من الفضائيين متورط  فيه عدد من مدراء الدوائر وكبار الضباط”.

ونوّه فرج بأن “الرقم الوظيفي سيوفر المليارات شرط ان يستخدم بالشكل الصحيح”.

ولفت الى أن “مسألة الرقم الوظيفي ليست جديدة، انما طالبنا به منذ العام 2004”. 

لجنة رديفة

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، ان “جهاز الاحصاء في الوزارة، ما زال مستمرا في استلام بيانات المؤسسات الحكومية”.

وأضاف في حديث خص به “طريق الشعب”، أن “الوزارة تحتاج المزيد من الوقت والبنى التحتية. بعض الوزارات لا تتوفر لديها قاعدة الكترونية، انما تعمل على الورق. وبالتالي نحتاج وقتا طويلا كي نحول هذه المعلومات الورقة الى البيانات الكترونية”.

وأشار الى قيام “فرق جوالة بزيارة الوزارات والمؤسسات الحكومية في المحافظات”، متوقعا ان ينجز العمل خلال الاشهر المقبلة.

ولم ينفِ المتحدث وجود فضائيين ومزدوجي رواتب في الوزارات والدوائر الحكومية، لكنه يعد الحديث عن إحصائيات “سابقا لأوانه”.

وأقر الهنداوي بوجود مخاوف لدى الاجهزة الامنية من الكشف عن بيانات كوادرها، مردفا انه تم “تشكيل لجنة رديفة من اللجنة الرئيسية لإيجاد المعالجات التي تخص الدوائر الامنية، كي نمنع تسرب معلومات هذه الاجهزة”.

وقررت وزارة التخطيط اختيار وزارة التربية لاختبار نظام الرقم الوظيفي، ومن ثم تطبيقه على باقي وزارات الدولة.

وتعقيبا على ذلك يقول الهنداوي “أننا بدأنا في وزارة التربية لاختبار نظامنا الذي نعمل عليه، كونها صاحبة اكبر عدد من الموظفين، وهم منتشرون في كل انحاء العراق، فأي اشكالية ستحدث معنا اثناء العمل مع التربية، لن تتكرر مع وزارة او مؤسسة اخرى”.

واختتم متحدث وزارة التخطيط حديثه بأنه “لا يمكننا أن نحدد أي سقف زمني لإنجاز الموضوع. بعض الجهات تحتاج الى وقت طويل لتحويل بياناتها الى الكترونية”. 

الرقم الوظيفي مرهون بالبصمة

من جانبه، علّق الخبير المالي مصطفى حنتوش بقوله ان “النظام يقضي بأن يكون لكل شخص يتقاضى مرتبا ماليا من الدولة، سواء ‏كان متقاعدا أو موظفا، رقم وظيفي”.‏

وقال حنتوش لـ”طريق الشعب”، إنه “بعد ان تتقاطع معلومات الموظفين، ويصبحون معروفين ببطاقة وظيفية تحتوي على أرقامهم وتسلسلاتهم ودرجاتهم الوظيفية، ‏ورواتبهم وجميع التفاصيل الاخرى”، مشيراً الى أن “هذا النظام سيقضي على اصحاب الرواتب المزدوجة”.‏

وأضاف انه بالنسبة للفضائيين من اصحاب البيانات المتوفرة، فإنهم لن يتمكنوا من تسلّم أرقامهم الوظيفية من دون ان تأخذ بصماتهم. وتصل اعداد الموظفين والمتقاعدين الى 7 مليون، تبلغ اعداد رواتبهم حوالي 70 ترليون سنوياً. سيوفر هذه النظام المليارات للبلاد.

يذكر انه في وقت سابق، قال وكيل الوزارة ماهر حماد، انه تم تسليم الوزارات نحو اكثر من مليوني رقم لكي يكملون الاجراءات التعريفية الاخرى، بعدها سيتم تدقيقها وتطابقها في وزارة المالية مع كل الشبكات.

************************                                       

ناشطون: المحاصصة الطائفية قائمة وتتسبب في كوارث

إحياء شعبي ورسمي للذكرى 33 لجريمة حلبجة

بغداد ــ سيف زهير

استذكر العراقيون خلال اليومين الماضيين، واحدة من ابشع جرائم النظام الدكتاتوري المباد التي اقترفها بحق الكرد والشعب العراقي، عندما استخدم الاسلحة الكيماوية ضد المواطنين المدنيين في مدينة حلبجة، مخلفا الآلاف من الشهداء والمصابين الذين ما زالوا يعانون رغم مرور ثلاثة وثلاثين عاما على هذه الفاجعة الأليمة.

وبعدما اصدرت الرئاسات الثلاث وجهات أخرى، مواقف رسمية بشأن هذه الفاجعة الاليمة، أكد ناشطون أن المأساة ما زالت مستمرة بسبب الفساد والمحاصصة وتقويض الجهود التي تريد بناء دولة المواطنة والكرامة والعدالة الاجتماعية.

مواقف رسمية

وتوالت المواقف الرسمية خلال الذكرى الثالثة والثلاثين للجريمة الجبانة التي ارتكبها نظام صدام الدموي بحق أهالي حلبجة المغدورين.

ووصف رئيس الجمهورية برهم صالح، الحادثة بـ”الجريمة النكراء”، معتبرا أنها تجسيد لمعاناة الشعب الكردي.

وقال صالح في تغريدة على “تويتر” اطلعت عليها “طريق الشعب”، إن “حلبجة هي الجرح الغائر في وجداننا. تتجسدُ فيها معاناة الشعب الكردي ونضاله لنيل الحرية حتى اضحت رمزاً للتضحية”، معتبرا “انصاف الضحايا وإعادة الاعمار والتكاتف لمنع عودة الاستبداد اعظم تقدير لشهدائها”.

أما رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فقد اكد ان “الفاجعة تمثل جرحا غائرا بسبب الظلم الذي يكون اداة بيد الحاكم”.

ووفقا لبيان اصدره مكتب الكاظمي، فإن “ذكرى الجريمة التي اودت بحياة الالاف من المدنيين تمثل انعطافة مؤلمة في تاريخ نضال الشعب ضد الطغيان والدكتاتورية. حيث تنذر مرارة تلك المأساة المستمرة بما يمكن ان يرتكب اليوم باسم الكراهية والعنصرية”.

وفيما أكد رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، على “ضرورة توحيد الجهود لمواجهة تحديات المستقبل، والتضامن مع ذوي ضحايا حلبجة”. دعا رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني، الحكومة الاتحادية إلى “تأدية واجباتها في تعويض السكان والبيئة المسممة لمدينة حلبجة”.

إبادة جماعية

وتداول المدونون على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، صور الجريمة البشعة، مستذكرين التضحيات التي قدمها الشعب العراقي الذي ما زال يطالب بدولة الكرامة والعدالة الاجتماعية.

وعلق الناشط المدني، شهاب الاركوازي على هذه الجريمة قائلا إن “الجريمة التي اقترفها النظام السابق بحق أهالي حلبجة، تعتبر واحدة من ابشع واشرس الابادات الجماعية في تاريخ العراق الحديث والعالم أيضا. حيث قتل قرابة خمسة آلاف مواطن بريء من اهالي مدينة حلبجة التابعة لمحافظة السليمانية، في هجوم كيماوي جوي طال الرجال والنساء والأطفال”.

وأوضح الاركوازي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أنه رغم مرور ثلاثة عقود على هذه الجريمة “ما زال الناجون يعانون مضاعفات صحية كبيرة وبعضهم لا يلاقي الرعاية الصحية اللازمة في ظل تردي الوضع الصحي الذي تعمق بسبب جائحة كورونا. كما إن تجربة الحكم الحالية لم تقدم نموذجا يحتذى به لنتجاوز مرحلة الدكتاتورية. انما عادت المأساة مجددا، فيما العراقيون يتذوقون مرارتها منذ العام 2003 للأسف الشديد”.

وعن المصابين في هجوم حلبجة، أكد لقمان عبد القادر، رئيس جمعية القصف الكيماوي لحلبجة، أنه “قبل انتشار فيروس كورونا كان بعض الناجين يرسلون إلى دول الجوار للعلاج. إلا إنهم يواجهون الان مصاعب كثيرة بسبب عدم وضع برامج صحية لهم من قبل حكومة كردستان والحكومة العراقية”.

ودعا عبد القادر، في تصريح صحفي، الجهات المعنية إلى “إرسال المصابين إلى أوروبا لتلقي العلاج. فالكثير منهم يعانون من ضيق التنفس وضعف في النظر”.

وعود لا أكثر

وفي السياق، أوضح الناشط في مجال حقوق الإنسان، مهدي صباح، إن الحديث عن تعويض المتضررين أو معالجة المصابين، لا يكون منطقيا عندما تطلقه جهات حكومية ورئاسية مسؤولة.

وبيّن صباح لـ”طريق الشعب”، إن “هناك الكثير من المواطنين الذين يعانون من مضاعفات التعرض للمواد السامة، ويجب على حكومتي المركز والاقليم الالتفات لهم، فضلا عن باقي المواطنين الذين يرهقهم المرض، ولا قدرة لهم على العلاج، فهذا افضل من الصراعات السياسية المستمرة من اجل تقاسم السلطة والمال السياسي”، لافتا الى أن “حكام العراق الجدد لم يتعظوا من جرائم نظام البعث، وساهموا بشكل اساسي في تكرار المجازر مثلما حصل في الموصل وقاعدة سبايكر والصقلاوية والعشرات من الكوارث، التي كان آخرها الجرائم التي يقترفها إلى الان نظام المحاصصة بحق المتظاهرين السلميين”.

وبحسب الاحصائيات المتاحة، فإن قرابة 500 مصاب في فاجعة حلبجة، ما زالوا يعيشون في وضع صحي صعب، ويعانون من تداعيات المأساة.ى وزاد المتحدث أن “من المفارقات الكبيرة أن يتحدث المسؤولون عن هذه الجريمة، ويؤكدون عدم سماحهم لعودة هذه المشاهد. بينما نرى الجرائم بحق شعبنا مستمرة، وتعززها الازمات الاقتصادية والامنية والصحية المستمرة”، داعيا الى “تعزيز النظام الديمقراطي بشكل حقيقي وفسح المجال امام الحريات العامة، وفتح ملفات حقوق الانسان المغلقة والتي تضم الالاف من المآسي والقصص، وانصاف العوائل التي اكتوت بنار الحرب وتوفير المناخ اللازم للعيش الكريم”، معتبرا ذلك “مقومات اساسية لبناء البلد وتجاوز آثار الماضي، وليس الحديث الاستعراضي الذي مرارا ما ينتهي بالوعود، بينما يستمر الفساد والسباق نحو السلطة بقتل الابرياء”.

*************

الصفحة الرابعة

في اليوم العالمي للمياه    

رغم التطمينات الحكومية.. تركيا مستمرة في انتهاك القوانين والاعراف الدولية

بغداد ــ علي شغاتي

يحتفل العالم منذ العام 1993، في 22 من اذار، كيوم عالمي للمياه. ويرتكز الاحتفال على اهمية المياه العذبة, ويُراد من الاحتفال التذكير بتعذر حصول ما يزيد ملياري انسان على المياه الصالحة للشرب. ويواجه العراق تحديا حقيقيا في موضوعة الحصول على حصته المائية من نهري دجلة والفرات، بسبب انشاء دول المنبع، عددا من السدود وخاصة على نهر دجلة, ما يهدد بجفاف مساحات واسعة من البلاد، وفرض تغييرات ديموغرافية على الحياة، في حال انحسر امدادات مياه الانهر الداخلة للعراق. وتتعرض الحكومات المتعاقبة لانتقادات لاذعة، بسبب انحسار امدادات المياه من دول المصب النهري، وعدم توصلها الى اتفاقات مع هذه الدول التي يؤكد مراقبون انها ترفض التوقيع على اتفاقيات لتحديد الحصص المائية مع استمرارها في انشاء  سدود اخرى.

مؤتمر للمياه في بغداد

وفي ظل سعي الحكومة الحالية لمعالجة الموضوع, عقدت مؤتمرا دوليا للمياه، الاول من نوعه في بغداد، حيث بدأ أعماله يومي السبت والاحد الماضيين. وبمشاركة وزير الموارد المائية مهدي رشيد ومبعوث الرئاسة التركية إلى العراق فيصل أر أوغلو عبر اتصال مرئي، بالإضافة إلى ممثلين عن سوريا والأردن وهولندا, مع تخلف ايران عن المشاركة.

اصعب المراحل

وفي حديثها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السبت الماضي، أكّدت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية إيرينا فوياشكوفا-سوليورانو، أن المياه ليست مصدرَ عيشٍ مهم للعراق فحسب، ولكنها أيضاً محركٌ مهمٌّ للسلام والتنمية المستدامة والازدهار في المستقبل.

واضافت عبر الاتصال المرئي “هذا المؤتمر الدولي مهمٌّ للعراق وللمنطقة. ينبغي تقاسم المياه على جميع المستويات: عالمياً، وإقليميا، وبين الدول، وبين الرجال والنساء على مستوى المجتمع. ويجب أن تكون مصدراً للتعاون وليس للصراع”.

اجتماعات مكثفة لضمان الحصة المائية

وعقب المؤتمر، أعلن وزير الموارد المائية، مهدي رشيد، أن “البرلمان التركي وافق على مذكرة التفاهم التي تلزم تركيا بإطلاق الحصة المائية العادلة للعراق”, مشيرا الى ان “المبعوث التركي الخاص أكد أن هناك اتفاقيات في الأفق ومذكرات تفاهم ستكون في القريب العاجل، بعدما وافق البرلمان التركي على مذكرة التفاهم التي تلزم الحكومة التركية بإطلاق الحصة المائية العادلة والمنصفة للعراق”.

وأضاف، أن “هذا الموضوع أعقبه بروتوكول عراقي تنفيذي قدمته الحكومة العراقية، وحققنا أكثر من 5 الى 6 اجتماعات مع الجانب التركي في هذه الفترة، وهذا ما لم يحصل منذ سنين”.

عدم استخدامها بالشكل الامثل

من جانبه, أكد السفير التركي لدى بغداد فاتح يلدز على هامش المؤتمر, أن مذكرة التفاهم المبرمة بين بلاده والعراق بشأن المياه، ستدخل حيز التنفيذ قريبا.

وقال يلدز, ان “تركيا تنظر بإيجابية للتعاون مع العراق بخصوص المياه, وقدمت عام 2019 خطة عمل بشأن مشكلة المياه إلى الجانب العراقي حينها، تضمنت خططا ومشاريع في مناطق محددة حسب حاجتها إلى المياه”.

وأضاف “التباين في وجهات النظر بين أنقرة وبغداد في موضوع المياه، ينبع من نظرة العراق إلى القضية على أنها مشكلة تقاسم للمياه”.

وبيّن السفير ان “للمشكلة خطوطا أبعد من حصص المياه، وتكمن في عدم استخدام العراق للمياه بالشكل الأمثل”, مضيفا ان “القحط عام 2018، والسيول عام 2019، أظهرا أن العراق لا يستغل موارده المائية بشكل صحيح”.

وفي مقابل ذلك، أكد يلدز استعداد أنقرة لتقاسم خبراتها مع بغداد، سواء من الناحية التقنية أو من حيث الموارد البشرية.

ووقع العراق وتركيا عام 2014 مذكرة تفاهم في مجال المياه تتضمن 12 مادة، أبرزها التأكيد على أهمية التعاون في مجال إدارة الموارد المائية لنهري دجلة والفرات، وتحديد الحصة المائية لكل دولة في مياه النهرين، والتأكيد على أهمية تقييم الموارد المائية.

“خارطة عمل مشتركة”

من جهته, قال المستشار في وزارة الموارد المائية عوني ذياب لـ”طريق الشعب”, ان “العراق يؤكد ضرورة الوصول الى اتفاقية مع الجانب التركي, تحدد الحصص المائية المعقولة والمنصفة للعراق من النهرين”, مبينا ان “مذكرة التفاهم هي خارطة الطريق من اجل الوصول الى اتفاقية مع الجانب التركي, وحصلنا على تأييد من الجانب التركي على التزامهم بالوصول الى الهدف”.

واضاف ان “تنفيذ مذكرة التفاهم بين البلدين هي نقلة نوعية للأمام في اتجاه حصول العراق على حصته من المياه”, مشيرا الى “وجود اجراءات واعمال بين البلدين يجب تنفيذها قبل الشروع بتطبيقها”. واكد ان “في حال مصادقة البرلمان التركي على مذكرة التفاهم فانها ستوفر خارطة عمل مشترك بين البلدين من اجل حل المشاكل العالقة”.

رد على السفير

وبيّن ذياب ان “الحديث عن سوء ادارة المياه الذي تردده تركيا وبعض المسؤولين والنواب في العراق هي طروحات غير علمية ولو كانت هناك مياه تذهب الى الخليج لما وصلت مياه الخليج الى شط العرب ودمرت بيئته”.

وتابع المتحدث ان “لم نتمكن من انجاز الاعمال الضرورية مثل اصلاح منظومة المشاريع الاروائية وزيادة كفاءة منظومة الري بسبب نقص الاموال والحروب”, مؤكدا ان “المبالغ المالية المخصصة للوزارة قليلة جدا وهي ما عرقلت انجاز ما هو مطلوب، بالاضافة الى عامل الوقت والظروف المحيطة بالبلاد”.

ونوه ذياب, الى ان “العراق سبق دول المنطقة في استخدام التقنيات الحديثة والاساليب المتطورة مثل الري بالتنقيط والري المغلق وإدارة المشاريع عن بعد في سبعينيات القرن الماضي, لكن بدل الذهاب الى البناء وتنفيذ المشاريع العملاقة، ذهبنا الى الحرب, ومنذ ذلك الحين، ونحن في حالة حرب”.

واختتم المتحدث حديثه بالقول “ندرك ما هو مطلوب من الوزارة لكن ظروف البلاد قاسية وصعبة وعلى المتفرجين من الخارج معرفة ذلك واطلاق حصتنا المائية”, مؤكدا ان “المياه الواصلة للعراق اقل من احتياجاته بكثير”.

تركيا تنتهك الاعراف والقوانين

الى ذلك, قال عضو فريق حماة دجلة سلمان خير الله لـ”طريق الشعب”, بان “الانهار المشتركة يجب ان تخضع للاعراف الدولية، وان يجري تقاسمها وفق نسب السكان القاطنين عند مجراها والاستخدام الامثل لمواردها”, مبينا انه “نتيجة لتوسع نفوذ تركيا في المنطقة خلال السنوات الماضية, قامت بضرب الاعراف والقوانين الدولية عرض الحائط من خلال رفضها التوقيع على اتفاقية مجاري المياه غير الملحية, وترفض الدخول في مفاوضات مع العراق, وتصر على ان ما يحدث بينها وبين العراق هو مجرد مباحثات”.

وبيّن خير الله ان “الحكومة التركية لم تعط اية وعود جدية لرئيس الحكومة العراقية خلال زيارته الاخيرة الى تركيا”, مشيرا الى “عدم وجود مباحثات جدية مع تركيا غير التي بدأها الوزير السابق حسن الجانبي، ولم يستطع من اكمالها”.

75 مترا مكعبا بالثانية لصد اللسان الملحي

وانتقد خير الله ادارة الموارد المائية في العراق, بسبب التجاوزات التي بلغت لغاية عام 2018, ثلاثة وعشرون الف تجاوز على نهري دجلة والفرات بينها تجاوزات لمؤسسات حكومية واخرى للمزارعين”, مؤكدا ان “العراق بحاجة الى 75 مترا مكعبا في الثانية من المياه من اجل صد اللسان الملحي, غير ان المياه لم تتجاوز 60 مترا مكعبا منذ العام 2009”. وتابع ان “حصة المياه العراقية من الانهر متفاوتة، وتعتمد على المزاج التركي والكميات الموجودة في الخزانات”, موضحا ان “سبب وفرة المياه في الفترة الماضية هو نتيجة سرعة امتلاء سد اليسو وعدم وجود خزانات اضافية في تركيا”.

تحذيرات من سدود امنية

وحذر خيرالله من “سعي تركيا خلال السنوات القادمة الى بناء 10 سدود امنية بعد سد اليسو، اخطرها سد الجزرة, فيما لا يبعد سد اخر عن الحدود العراقية سوى بضعة كيلومترات من جهة محافظة دهوك”, مبينا ان “الفكرة من انشاء هذه السدود هي السيطرة على المياه الخارجة من سد اليسو، واعادة تقسيمها في الاراضي التركية لغرض انعاشها واحيائها زراعيا، ما يمثل خطرا كبيرا على العراق، الذي لم تتحرك حكومته رغم علمها بالامر”.

واكد ان “تركيا لا تمتلك وصايا على نهر دجلة لكنها تستخدم حجة عدم ادارة الموارد المائية بشكل صحيح في المفاوضات مع الاطراف العراقية وحتى الاطراف الثانية التي سعى العراق لادخالها في الموضوع”.

********************

اشتكوا من “طرق ملتوية” تفرض عليهم كيفية تسلم رواتبهم

متقاعدون في مواجهة «عمولات مجحفة»:

شركات الصرافة تسرق معاشاتنا

بغداد ــ طريق الشعب

لم تسلم رواتب المتقاعدين شهراً من الانتهاكات، التي تفتعلها الحكومة حيناً، وفي غالب الاحيان تكون تحت رحمة عمولات شركات الصيرفة والمصارف الأهلية، التي مرارا ما تتجاوز الحد المقرر لها.

وشكا متقاعدون، مؤخرا، من انتهاكات طالت معاشاتهم، أثناء تحويل بطاقاتهم الخاصة بالراتب من “كي كارد” إلى “ماستر كارد”.

تلاعب في مصير المتقاعدين

ويقول المتقاعد ياسر الصبيحاوي لمراسل “طريق الشعب”، إن “شركة النخيل التي جرت إحالتي عليها بطريقة تعسفية، تستقطع من راتبي وللشهر الرابع على التوالي أكثر من 10 آلاف دينار. بينما الاستقطاع سابقا لم يكن يتجاوز 3 آلاف بواسطة بطاقة الكي كارد”.

ويضيف المتحدث المتقاعد، انه يجهل “لماذا جرى تحويل بطاقاتنا من شركة الى أخرى؟”.

ويوضح الصبيحاوي أن عددا كبيرا جدا من المتقاعدين “تم إجبارهم بطرق قسرية على تحويل بطاقات الكي كارد الخاصة بهم، إلى الماستر كارد، علما أن الأولى كانت تستقطع القليل ومدة صلاحيتها 10 سنوات. بينما الثانية تستقطع مبالغ كبيرة وصلاحيتها 3 سنوات فقط”، مضيفا ان “قرار التحويل من بطاقة إلى أخرى، جاء بشكل مفاجئ بعدما أوقفوا رواتبنا وأبلغونا بعدم صرفها ما لم نقم بالتحويل. وهذا ما حصل أيضا مع الذين تم تحويلهم من مصرف الرافدين إلى مصرف الرشيد من دون علمه”.

وأكد المتحدث أن القضية كانت منذ البداية “انتهاكا خطيرا لم يجر التعامل معه، حيث تعرض المتقاعدون لعملية ابتزاز بدأت بتهديدات مصرف الرشيد بضرورة استبدال البطاقات الذكية التي كانت بحوزتهم إلى ماستر كارد، أو إيقاف رواتبهم خلافا لذلك، علما أن المتقاعدين تلقوا رسائل نصية حينذاك عبر هواتفهم تشير إلى أن مبالغ رواتبهم قد تم استقطاع جزء بسيط منها، لكنهم تفاجأوا باستقطاع نحو 30 – 20 ألف دينار”.

من المسؤول؟

وفي ما يتعلق بمتابعة هذه الاستقطاعات التي يشكو المتقاعدون منها، يتحدث باسم عطية، موظف في هيئة التقاعد الوطنية، عن سبب استقطاع مبالغ من رواتب المتقاعدين.

ويشير عطية خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “الهيئة تدفع رواتب المتقاعدين كاملة إلا أن الاستقطاعات التي تحدث تذهب إلى جباية المصارف. فالدفع أصبح بطريقة الكترونية بعدما تعاقدت المصارف مع شركات ضمن اتفاقات معينة، يتم استقطاع مبالغ من رواتب المتقاعدين بموجبها. لذلك لا دخل لهيئة التقاعد بذلك”.

وتعليقا على ذلك، يلفت مهدي العيسى، رئيس الجمعية العراقية للمتقاعدين، إلى أن متابعة هذا الأمر من مسؤولية البنك المركزي قبل أي طرف آخر.

ويكشف العيسى لـ”طريق الشعب”، عن تحديد البنك المركزي “نسبة عمولة الاستقطاع لرواتب المتقاعدين والتي تبلغ 6 في الألف يجري تطبيقها على البطاقتين الالكترونيتين الماستر والكي كارد. وهي نسبة تقدر بـ 6000 دينار لكل مليون. لكن مكاتب الصرف تضع عمولات إضافية. ولا يتم ضبط هذا الأمر ونرى الاستقطاعات متباينة، وكل طرف يحدد وفق ما يناسبه علما أن عمولة التاجر مثبتة بشريط السحب عند استلام الراتب ولكن مع هذا فالتلاعب مستمر، وتضاف نسب استقطاع جديدة إلى الأصلية بدون وجه حق” حسب قوله.وتابع قائلا ان “الحالة التي لمسناها، هي أن مصرف الرشيد وشركة النخيل تستقطعان مبالغ رغم احتجاجنا وإقامتنا دعاوى عليهم. وإضافة إلى هذه الاستقطاعات، يتم بين فترة وأخرى تغيير البطاقة وإصدار جديدة محلها، مثل تحويل الكي كارد إلى ماستر كارد، ما يتطلب تفاصيل مالية تلقى على عاتق المتقاعد رغم عدم رغبته في ذلك”.

أساليب ملتوية

من جانبه، يشرح المتقاعد بلال حمدي، ما تعرض له أثناء تسلمه راتبه لشهر شباط الماضي، ويقول لـ”طريق الشعب”، انه وجد بطاقته التي “استلم راتبي خلالها معطلة وبدون سبب يذكر، وأجبرت على التحويل إلى شركة النخيل. وعند مراجعتي لإنجاز ذلك طلبوا مني مبلغ 10 آلاف دينار لاستنساخ أوراقي الثبوتية رغم أن استنساخها يكلف 500 دينار فقط. وقوبلت بالرفض القاطع عندما قدمت لهم نسخة من الأوراق، بسبب ما اسموه بـ (التعليمات) التي تفرض أن أعطي هذا المبلغ، ومن ثم طالبوني بشريط الاستلام لآخر راتب. وبما أني لم أكن أملكه وهذا أمر طبيعي، أجبروني على دفع مبلغ 5000 دينار لتعويضه، فضلا عن دفع مبلغ 10 آلاف دينار كرسوم للبطاقة الجديدة، وبالتالي وجدت نفسي ادفع قرابة 30 ألف دينار بدون أي وجه حق وبعملية سرقة واضحة جدا”.

ويؤكد انه أثناء مراجعته المصرف الحكومي، صادف كثيرا من المتقاعدين الذين يواجهون المشكلة ذاتها، فيما “لم تتم الاستجابة لنا رغم المطالبات والغضب الكبير والاعتراضات التي قدمناها”، حمدي.

وطالب حمدي “هيئة النزاهة الاتحادية بالتحقيق في عمليات التلاعب بالرواتب ونسبة الاستقطاع (العمولة) غير المعقولة، ومحاسبة الجهات المتورطة في سرقة رواتب المتقاعدين وإجبارهم على تحويل بطاقاتهم بطرق تعسفية، فضلا عن ضرورة قيام الادعاء العام في رئاسة مجلس القضاء الأعلى، بالتحري لإحالة المسؤولين عن هذه السرقات إلى التحقيق”.

**************

كورونا تقيّد أعياد نوروز للمرة الثانية احتفالات داخل المنازل

بغداد- نورس حسن

يستقبل المواطنون وللمرة الثانية على التوالي، أعياد الربيع (نوروز)، بإجراءات وقائية، وتشديد على حركة التنقل الذي فرضته الحكومات المحلية، بعد أن تزايدت الاصابات، تزامنا مع دخول الموجة الثانية من جائحة كورونا. فخلال هذه الايام من كل عام، يستعد الأهالي في اقليم كردستان والمناطق الكردية لأعياد نوروز الربيعية الجميلة، ويتوجهون الى الاسواق ليشتروا الملابس الفلكلورية ويحضّروا لإقامة الاحتفالات وسط اجواء من الفرح والسرور.

وللمرة الثانية، يقيّد وباء كورونا المحتفلون بنوروز، باضطرارهم للاحتفال على طريقتهم الخاصة، بعيدا عن التلامس مع الاخرين.

تأثيرات كورونا

ويقول سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، كاوه محمود، إن “المواطنين في إقليم كردستان، يجرون كل عام استعدادات كثيرة لاستقبال أعياد الربيع، متحدين جميع الظروف، إلا أن الوضع هذه المرّة مختلف بسبب ما نمر به من تحدٍ جسيم”.

ويوضح محمود لـ”طريق الشعب”، إن فيروس كورونا “أثّر على حياة المواطنين بصورة عامة، وليس على أهالي إقليم كردستان فحسب، حيث عزز مصاعب الحياة وتحدياتها”، مشيرا إلى “وجود توجيهات صحيّة بعدم إقامة التجمعات، والتشديد على ارتداء الكمامات وغيرها من الشروط الصحية، تلافيا لتفشي الفيروس بشكل أوسع بين المواطنين”.

وخلال هذه الأيام التي يقترب فيها المواطنون من أعياد الربيع، كثرت التحذيرات الصحية داخل الاقليم من ضرورة الالتزام بالوقاية والتباعد الاجتماعي، لتجنب تفشي الوباء الخطير.

حركة الاسواق ضعيفة

من جانبه، يرى امير ججو، صحفي في قضاء خانقين، ان اقبال المواطنين الكرد في القضاء على الأسواق ضعيف جدا هذا العام.

ويلفت ججو خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “أسواق الخياطة التي كانت تشهد زخما كبيرا واقبالا واسعا من الذين يخيطون الملابس الكردية الجميلة مع حلول العيد، أصبحت اليوم شبه خالية بسبب الحظر والوقاية من فيروس كورونا، الذي الحق اضرارا كثيرة بالباعة واصحاب المحال التجارية”، مبينا أن ذلك “ينطبق على الكثير من مناطق الاقليم وليس في قضاء خانقين لوحده”، فيما لفت إلى أن “حكومة إقليم كردستان منعت التجمعات في الطرق والساحات العامة خلال أيام الاحتفال بأعياد نوروز”.

احتفالات بطرق أخرى

وفي السياق، تشير المواطنة بان جعفر، من محافظة أربيل، الى أن “احتفالات المواطنين هذا العام، اقتصرت استعداداتهم في استقبال أعياد نوروز على صناعة الحلويات والاحتفال بالمنازل”.

وتوضح جعفر خلال حديثها لـ”طريق الشعب”، قائلة “كنت في كل عام أواظب مع افراد اسرتي على خياطة أزياء جديدة للزي الكردي والذهاب الى ساحة القلعة والمنتزهات الخضراء لإقامة الدبكات الكردية”.

وتضيف “اما هذا العام والعام الماضي، وبسبب فرض الإجراءات الصحية، فضلا عن انتشار فيروس كورونا، اضافة الى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، قلصت الأوضاع كثيرا من مراسيم الاحتفال السنوي لأعياد نوروز”، مشيرة الى انها ستكتفي مع افراد عائلتها على ارتداء الازياء الكردية التي عملت على خياطتها منذ العام الماضي والاحتفال في دارها لا اكثر”.

**************************

الصفحة الخامسة

لبرنامج “يحدث في العراق”:

واثق حسين: استمرار النهج الخاطئ يقود الى انتفاضة جديدة

د. موسى رحمة الله: الشارع المحتج لم يقنع بدعوات الحوار

بغداد ـ طريق الشعب

شكّلت تداعيات اغتيال الناشطين وتصاعد حراك المطالبين بالكشف عن ملفات المخطوفين والجهات التي تقف وراءها، ابرز أحداث الاسبوع الماضي، يقابلها عجز أمني كبير عن معرفة مصير المخطوفين، ووضع حد لعصابات السلاح، التي تستمر في ملاحقة الناشطين وذويهم، الأمر الذي فاقم السخط الشعبي بشكل واسع.

البرنامج الاسبوعي “يحدث في العراق” الذي يقدمه المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي في صفحة الحزب الرسمية على “فيسبوك”، سلط الضوء على هذا الملف في حلقة بعنوان: “اغتيالات الرعب.. فشل أمني وتكريس للغة الانتقام”، والتي ضيّف فيها عضو العلاقات الخارجية لمركز ميترو واثق حسين، والمدافع عن حقوق الانسان الدكتور موسى رحمة الله، فيما أدار الحلقة الاعلامي والناشط المدني سيف زهير.

المركز: حتى الان، لم نلمس تغييرا على ارض الواقع في ما يخص ملف الاغتيالات المستمر، وبالتالي لا يزال الغضب الشعبي كبيرا وعارما؟

رحمة الله: ملف الاغتيالات لم يغلق سابقا. وهو ملف موجود منذ 2003. بدءا من ذلك الحين، وفرق الموت تنفذ الاعمال الاجرامية، بحق كل الناس: الكفاءات الوطنية، وكل الاصوات العالية المعارضة لسياسات عسكرة المجتمع والسياسات التي يتبعها النظام السياسي الراهن. وبعض الفرق استُخدمت لاغتيال فاعلين وناشطين، لاسكات الاصوات المعارضة، والبعض الاخر للوصول لمركز تنفيذي، كما حصل في البصرة ومحافظات اخرى.

ملف الاغتيالات لن يتوقف طالما هناك صراع بين القوى الاقليمية. كل هذه الخلايا مدعومة بغطاء سياسي. وكل المجاميع المسلحة هي متنفذة في الدولة، ولديها رواتب من الدولة وايضا لديها حمايات وغطاء امني كبير جدا، ولديها شرعية وغطاء سياسي للقصاص ولاغتيال المعارضين. الاجهزة الاستخباراتية والامنية تعلم جيدا من الذي يخطط، ومن الذي ينفذ عمليات الاغتيال في كل المحافظات. هذه جرائم سياسية بامتياز.

الفوضى تمارسها جهات متنفذة

المركز: شهدنا مؤخرا اعتداءاتٍ على الزائرين في بغداد، ومن ثم اغتيال والد المحامي المغيب علي جاسب. وفي صلاح الدين جرت جريمة كبرى بحق احدى العائلات. ما هو دور الجهات الامنية؟

واثق حسين: معظم هذه القوى او اغلبها تحاول ان تضعف الدولة لانها لا تعيش الا بالفوضى. ثانيا، التبريرات التي تقدمها السلطة لهذه الجرائم دائما ما تحاول ان تعطيها بعدا طائفيا، لان القوى الطائفية افلست، لذلك تحاول ان تعيد نفسها الى الوجود من اجل التمسك بالسلطة. هذه الجرائم غيض من فيض. هناك جرائم كثيرة. هناك صراعات من اجل السلطة والنفوذ.

هي ليست فوضى أمنية بقدر ما هي فوضى تمارسها القوى المتنفذة من اجل فرض سيطرتها وهيمنتها. تغلغل هذه القوى في وزارتي الداخلية والدفاع له اثر كبير في التغطية على هذه الجرائم.

الحكومة غير جادة

في محاسبة قتلة المتظاهرين

المركز: أحد وعود الحكومة يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، وتقديم القتلة وخصوصا قتلة المتظاهرين الى العدالة، لكن الى اليوم لم يلمس المواطن أية نتيجة تذكر؟

رحمة الله: لن نشهد أية نتيجة. هذه الحكومة اتت بطريقة اشبه بسابقاتها. استغلت وساطات وعلاقات وتوازنات بين قوى اقليمية وداخلية. هذه الحكومة غير جادة في محاسبة قتلة المتظاهرين. الحكومة ذهبت لتغيير عدة قادة امنيين، تغيير رئيس خلية الصقور، وغيّرت مراكز امنية عدة في وزارة الداخلية والاستخبارات العسكرية. لكن كل هذا لم يؤدِ الى وقف عمليات القتل الموجودة. بالاضافة الى ان هذه الحكومة تمشي بخطوات شبه مملة. إنها تستخدم حلولا اتبعها النظام السوري، وايضا النظام الليبي. وبالتالي هذه الحلول مستوردة من الخارج. ولم تقدم حكومتنا حلا حقيقيا.

اتجهت الحكومة نحو تكليف احد المحققين، وتشكيل لجنة تقصي الحقيقة شبيهة بلجنة بسيوني في البحرين. وبالتالي هم ذاهبون الى ان يكون هذا الملف، ملف تسوية، يخرج بصفقة من خلال اشراك احزاب جديدة، والعديد منه في حقيقته ما هو الا ظلال للأحزاب الموجودة. وتتم تسوية الامر من خلال “الرحمة والمغفرة لشهداء تشرين!” مقابل التضحية بضباط وافراد من القوات الامنية!

المركز: في بداية تسلم الحكومة مهامها، كان العذر ان عمليات قتل المتظاهرين كانت في وقت الحكومة التي سبقتها، لكن اليوم نتحدث عن جرائم وعمليات اغتيال مستمرة الى هذه اللحظة؟

رحمة الله: الحكومة السابقة كانت واضحة جدا في عدائها للحراك الاحتجاجي. واعلنت بشكل صريح بأن المؤسسات الرسمية اشتركت في قمع المحتجين. هذه الحكومة تعمل بطريقة مغايرة، لكنها لا تتدخل بمنع الجرائم، هذه الحكومة تصور نفسها بانها المنقذ.

الجرائم لا تنتهي بالتقادم

المركز: المواطن يطرح سؤالا، وهو اننا لا نرى ابسط دليل على جدية الحكومة في متابعة ملف الاغتيالات؟

واثق حسين: في الحقيقة هناك متابعة لهذه الملفات، ومتابعة جدية، لكن اتخاذ قرار لعرض ما توصلت اليه هذه اللجان امر مفقود. وقد توصلوا الى نتائج، لكن الحكومة في هذه المرحلة لا يستطيع ان يفعل شيئا.

هذه الجرائم لا تنتهي بالتقادم، وفي يوم من الايام سيحاسب المجرمون. انتفاضة تشرين زعزعت القوى الحاكمة. لكنهم لا يعلمون ان استمرارهم في نهجهم الخاطئ سيؤدي الى انتفاضة جديدة. وفي الفترة الاخيرة لجأت اعداد من الناشطين الى كردستان وتركيا وغيرهما، نتيجة للتهديدات وملاحقتهم، وبعضهم تم الاعتداء عليه. كل هذا يؤكد ان القوى السياسية المتنفذة، والتي احرقت مقارها في جميع محافظات الوسط الجنوب، لم تكن قادرة على العمل العلني في ايام الانتفاضة. ونرى الان ان التظاهرات بدأت تعود بقوة. وانها ستكون اقوى في الفترة المقبلة.

لا حوار بين الضحية والجلاد

المركز: نتحدث عن وجود قوى وتشكيلات مسلحة تابعة للقوى المتنفذة، لا تقدر الحكومة على محاسبتها. السيد الكاظمي اطلق مبادرة حوارية مع القوى السياسية والمعارضين للنظام السياسي ومع المحتجين. وقوبلت هذه المبادرة بالترحيب من بعض الاطراف السياسية، بينما هناك رفض من المحتجين. هل من الممكن ان تحقق هذه الدعوة شيئا عمليا؟

رحمة الله: هذه القوى موجودة منذ 2003، وهي مستمرة منذ سنوات في تنفيذ هذه الجرائم، وهناك غطاء حكومي وسياسي كبير لاخفاء هذه الجرائم. حتى قصة فرقة الموت في البصرة هي قصة اعلامية!

الدعوة الى الحوار اشبه ما تكون ميتة سريريا. كيف يكون الحوار بين الضحية والجلاد؟ ذهبت هذه الحكومة من اجل ارضاء القوى السياسية المتنفذة، واطلقت الفضاء للعنف، وشاهدنا مجاميع تحمل اسماء قوى سياسية معينة تحرض على قتل الناشطين. وبالتالي لا توجد خصائص تنسجم بها الحركة الاحتجاجية مع هذا الحوار.

المحافظات الجنوبية غارقة بالفساد والمجرمين. الكثير من الناشطين غادروا محافظاتهم وهذه حقيقة لا تنكر. وبالتالي إن ذهبنا للحوار، فعلى الحكومة ان تستقيل وتشكل حكومة بعيدا عن هذه الاحزاب. رفع المحتجون مطلب تشكيل حكومة انتقالية، تكون بصلاحيات استثنائية. ليس هناك اهتمام من الشارع المحتج بدعوات الحكومة للحوار مع الاطراف السياسية. عدد من الزعماء السياسيين رحب بالحوار، لانهم جزء من اختيار الكاظمي. اليوم لا توجد ثقة من قبل الشعب بهذه الحكومة.

القضاء يتعرض لضغوط من القوى المتنفذة

المركز: ما هو دور القضاء واللجان التحقيقية التي شكلت لملاحقة الملفات المتعلقة بالاغتيالات والاستهدافات. بعض المجرمين يتم الامساك بهم، لكن يتم تغيير جنس التهم ـ على سبيل المثال ـ من قضية اغتيال الى قضية عشائرية؟

واثق حسين: القضاء مغيّب. والقضاة يتعرضون لضغوط كبيرة من قبل القوى المتنفذة. تحاول هذه القوى ان تجعله العوبة بيدها. ما يحصل في مسألة المحكمة الاتحادية خير دليل على ذلك. لجنة النزاهة قدمت الكثير من القضايا بخصوص الفساد، والقضاء لم يستطع ان يفعل شيئا، نتيجة للضغوط التي تمارسها القوى السياسية.

بالنسبة للحوار، إذا لم تتوفر أرضية لا يمكن ان يكون هناك حوار. هذه الارضية غير متوفرة. الكثير من الناشطين يرفضون هذا الحوار.

القوى السياسية مستمرة في نهجها. عمليات الاغتيال مستمرة. محاولات تشريع قوانين لتأبيد وجودها مستمرة ايضا. القضاء في الحقيقة مغلوب على امره. مع العلم ان هناك قضاة يصرون على احقاق الحق، لكنهم اما يتعرضون للاغتيال او يضطرون للاستقالة بسبب التهديدات.

مؤسسة عسكرية لحماية المواطنين

المركز: العراق لديه تشكيلات عسكرية وامنية كثيرة، لكن القتل متواصل. ما هو الموقف بخصوص اداء الاجهزة الامنية، هل تعاني نقص خبرة ام بسبب تدخلات سياسية تؤثر في أدائها؟

رحمة الله: القوى الامنية تخضع للمحاصصة الحزبية، بعيدا عن الكفاءة والتدرج العسكري الصحيح. وتخضع لامتيازات سياسية وتوصيات مرتبطة بقوى سياسية. بالتالي نشاهد عدم تنسيق في عملها.

كل دورة حكومية يحصل فيها استبدال مدراء عامين وألوية وضباط باشخاص اخرين. هذا يحتاج الى فترة طويلة حتى يكون جزءا من منظومة العمل العسكري والاستخباراتي، لنصل الى الاستقرار الأمني. التجديد يكون حسب الوزير: اذا كان الوزير من الكتلة الفلانية يأتي ومعه ضباط وألوية ومراتب بتوصية من الكيان السياسي، الذي يمثله هذا الوزير. وتحصل هذه التغييرات اضافة الى ترفيعات غير مهنية.

على سبيل المثال، منذ قدوم الحكومة الحالية هناك عدة ترفيعات حصلت لألوية وضباط ساهموا بشكل مباشر في بعض الحالات الفردية في سوح الاحتجاج. الان نحن في ظرف استثنائي ووضع غير مستقر، يحتاج لقرارات استثنائية. يحتاج لان تكون المؤسسة العسكرية مستقلة، وان تكون قادرة على حماية المواطنين المعارضين لهذا النظام، وان لا تتحول المؤسسة العسكرية الى مؤسسة قامعة لاصوات المتظاهرين.

الظروف الدولية لا تساعد

على تدويل قضية الاغتيالات

المركز: ما رأيكم بالدعوات التي تطلقها بعض الاصوات المحتجة بخصوص تدويل قضية الاغتيالات، لتوفير حماية من المجتمع الدولي. هل هذه ممكنة ومجدية؟

واثق حسين: حقيقةً، الوضع في العراق في غاية التعقيد. قضية التدويل ليست مستبعدة. خصوصا وان هذه القوى السياسية الآثمة التي لا توقف نزف الدم المستمر للشعب العراقي، لكن انا اعول اكثر على مسألة احياء الانتفاضة من جديد. رأينا خلال انتفاضة تشرين أن القوى السياسية المتزمتة رضخت لمطالب المتظاهرين.

تدويل القضية بالوقت الحاضر صعب، لان هذا يحتاج الى دعم دولي. لا أعتقد ان الدول يهمها الوضع حاليا، لكن يمكن العمل على تدويل بعض القضايا مثل قتل الناشطين، مثلما حدث في المانيا، وقدمت شكوى ضد ضابط سوري، وتمت محاكمته في المانيا، لكن تدويل القضية صعب الان، لان الظروف الدولية غير مهيأة.

موجات احتجاجية جديدة

المركز: قضية عودة الاحتجاج. هل تعتقد أن الشارع العراقي مع هذا الغضب المتزايد في ظل تفاقم الفشل الحكومي، سيكون مقبلا على انتفاضة كبيرة مجددا؟

رحمة الله: اعتقد بشكل شخصي أن الشعب سيبدأ بموجات احتجاجية قد تكون في تصاعد وتنازل، وقد تصل في اوقات الى اعلى موجة، وقد تتراجع، لان هناك الكثير من الناس مقتنعون قناعة تامة بأن من الممكن ان يحصل تغيير في الانتخابات. هذا هو اعتقاد لدى بعض الكيانات الناشئة. انه من الممكن ان نذهب باتجاه خيار الانتخابات، وان يحصل هذا التغيير بوجود محكمة اتحادية. شكل المحكمة الاتحادية سيذهب بنا الى مرحلة اخرى، هي استنساخ لنتائج التجربة اللبنانية. الحراك اللبناني خلال انتخابات 2018 شارك في الانتخابات، وبالتالي تفاجأ بكم التزوير الذي حصل، والغاء التصويت، ثم عادت لبنان لتلتحق بالعراق في 17 تشرين. نحن الان امام موجة لا احد قادر على توقعها، لكن هناك نزول للتظاهر، وفي لحظة من الممكن ان تصعد هذه الموجة، وفي أي لحظة تتراجع وفق الظروف والمعطيات الموجودة. لكن بعد الانتخابات انا على يقين بأن هذه القوى السياسية، التي تحمل السلاح من جانبين: جانب قوى الدولة، ومن جانب قوى اللادولة. كلتاهما ستنزلان بالسلاح الى الشارع. كلتاهما سيرفضهما المجتمع، وبالتالي نحن امام موجة كبيرة ستحدث في العراق بعد الانتخابات.

ساحات الاحتجاج تجدد نفسها في مواجهة الفساد وفشل القوى السياسية المتنفذة

المركز: استهداف المتظاهرين قد يبدو قاسيا جدا، لكن بعض الناشطين والمتظاهرين يؤكدون ان انتهاج هذا الاسلوب من قبل هذه القوى، هو دليل على خوفها وإفلاسها، بعد ان كُسر حاجز الصنمية، وان المواطن بات اليوم لا يخاف؟

واثق حسين: هذا صحيح، وبالتأكيد هو دليل على رعب هذه القوى من حدوث تغيير يطيح بسلطتها. ذلك عملت على اتخاذ كثير من الخطوات مثل اغتيال الناشطين او تهديدهم وافراغ الساحات من المتظاهرين. كذلك على المستوى التشريعي تحاول اقرار قانون المحكمة الاتحادية. هذه القوى تقوم ببعض العمليات للاستيلاء على اكبر كمية من الاموال. لكنها الصورة التي نراها كأنهم يستعدون للرحيل. ورأينا ان استهداف الناشطين في الفترة الاخيرة بدأ يزداد، لان هذه القوى قسم منها شارك في التظاهرات وقسم اخر لها جواسيسها في المظاهرات، وبدأوا بتحديد اشخاص من أجل استهدافهم. هذه القوى تمثل تهديدات لآلاف الناشطين. لكن الساحات تجدد نفسها والشباب العراقي معطاء، خصوصا امام هذا الفساد الواسع، وعدم وجود الخدمات. هذه القوى السياسية تنتقل من فشل الى فشل، ولم تستفد من تجربتها، لذلك ارضية التظاهرات موجودة، وازدادت ايضا في الفترة الاخيرة.

ان بعض القوى الموجودة في السلطة بدأت تحاول ان تكسب عطف المتظاهرين، ومحاولة استخدامهم في مواجهة الحكومة، سواء رئيس الحكومة او رئيس الجمهورية. بالتالي اعتقد ان الجو مهيّئ لمظاهرات كبيرة. اذا حدثت انتخابات فإن هذه القوى وبالذات الميليشاوية لن تخسر مواقع كثيرة، لان قانون الانتخابات فصّل وفق ما تريد. هذه القوى بدأت نشاطاتها من الان، واعتقد انها ستحصل على اصوات اكثر في المناطق المحررة: الموصل وصلاح الدين وديالى، لانها مستعدة لتهديد المواطنين: أما ان نتهمكم بالارهاب او تصوتون لنا. لذلك لا اعتقد ان هذه القوى ستخسر الكثير في هذه الانتخابات. ولا القوى الوطنية والمتظاهرون سيحصلون على اصوات كثيرة.

**************

الصفحة السابعة  

ما تحقق إيجابي لكن يبقى الكثير الذي يجب تحقيقه

قوى اليسار الأمريكي وخطة الانقاذ في البلاد

رشيد غويلب

شهدت أوساط اليسار الأمريكي بعد إقرار “خطة الانقاذ الأمريكية”، بقيمة 1900 مليار دولار، من قبل مجلسي النواب والشيوخ، مناقشات عكست تقييم هذه القوى للحدث، وما مطلوب من هذه القوى القيام به في المرحلة اللاحقة.

الشيوعي الأمريكي

 في إطار اجتماعات أسبوعية بعنوان “صباح الخير أيها الثورة” يجريها الحزب الشيوعي الأمريكي عبر الفضاء الافتراضي، ناقش عدد من الكوادر القيادية في الحزب في ندوة 12 اذار الحالي سؤالا: “هل تستطيع الخطة انقاذ أمريكا”؟

لقد كان مهما، منذ عقود، أن تطرح فكرة أساسية جديدة مرة أخرى، هي أنه بإمكان الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها وتقدم على شيء ما. لقد بذلت الحكومات المحافظة منذ نيكسون وريغان كل ما في وسعها لفرض فهم أساسي يقوم على أن الحاجة لدور الحكومة يجب ان يتقلص لصالح فسح المجال للشركات لتنظيم كل شيء. وبالضد من هذا بالضبط يأتي اصدار خطة الدعم، التي تسمى أيضا برنامج المساعدات، تحفيز الاقتصاد، أو حزمة مساعدات كورونا.

قارن المشاركون في الاجتماع الحزمة بـ “الصفقة الجديدة” للرئيس روزفلت في ثلاثينيات القرن العشرين، واصفين إياها بـ “الصفقة الكبيرة” من أجل الفقراء، على حد تعبير الرئيسة المشاركة للحزب الشيوعي الأمريكي روزانا كامبرون. في حين أكدت سكوت هيلي على القرار أنه: “ نتيجة لتعبئة الناس في الحملة الانتخابية من أجل محتوى تقدمي”. ويقول مايكول ديفيد:” علينا كشيوعيين أن ندعم ذلك، وأشارت أنيتا ووترز إلى أنه: “لأول مرة يتم إقرار شيء ما للشعب العامل وليس للطبقة الحاكمة “.

إن الشيوعيين الأمريكان يركزون على المهام المقبلة والمتمثلة بـ:

رفع الحد الأدنى للأجور الى 15 دولار/ ساعة، بدلا من الحد الأدنى الحالي 7,25 دولار، المطلب الذي تم حذفه من قبل مجلس الشيوخ من حزمة المساعدات قبل إقرارها، والذي كان يمكن ان ينتشل 30 في المائة من السود من الفقر كما أكد جو سمز رئيس الحزب الشيوعي الأمريكي الذي أدار الاجتماع.

أقر قانون “حماية حق التنظيم” في مجلس الشيوخ بعد أن أقره مجلس النواب في 9 اذار. ومن شأن هذا القانون أن يضع حداً لكاسري الإضراب والأنشطة الأخرى المعادية للنقابات، ويرفع العقوبات لأول مرة بسبب خرق قوانين العمل إلى 50 ألف دولار، ويجعل عملية التنظيم النقابي أسهل بكثير. وسيكون بمثابة قطيعة تاريخية مع عقود من التشريعات المناهضة للنقابات.

ويحتل إقرار هذا القانون أولوية بالنسبة لواحد من أكبر اتحادات النقابات العمالية لهذا العام. وفي هذا السياق سيتم التحرك “للاتصال بأعضاء مجلس الشيوخ”. ويقوم الاشتراكيون الديمقراطيون الأمريكيون بالتعبئة على مواقعهم على الإنترنت؛ ويبلغ قوام هذا التنظيم اليساري 92 ألف عضو، وهي أكبر منظمة اشتراكية سريعة النمو في الولايات المتحدة.

كتب جون ووجيك رئيس تحرير جريدة “عالم الشعب” اليسارية القريبة من الحزب الشيوعي الأمريكي في 9 اذار: أن “خطة الإنقاذ الأمريكية تخطو خطوات كبيرة لمكافحة الفقر وعدم المساواة والأمراض الأخرى. ويجب على ريغان أن يتململ في قبره. إن هذا أكبر مشروع لصالح العمال منذ الصفقة الجديدة يصبح قانونًا “. ان القانون كلاسيكي، لذا فهو ليس جديدًا تمامًا، ولكنه جديد بسعته. ومع ذلك فإن: “من مشاكله أن الكثير من المساعدات في الحزمة ليست دائمة وأن بعضها سينتهي قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.

وسيوظف الجمهوريون جميع نقاط الضعف لاستعادة السلطة. وهذا سبب إضافي للضغط من أجل النجاح والعمل المستمر على التحالف الذي أخرج ترامب من البيت الأبيض “.

بيرني ساندرز

أكد السناتور اليساري بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الأمريكي، والمدافع بشكل استثنائي عن رفع الحد الأدنى للأجور الى 15 دولارًا، في حوار صحفي في 13 اذار على: “نعم، الأمر يختلف بشأن بعض النقاط التي كنت أرغب في إقرارها، لكن هذا التشريع هو التشريع الأكثر انسجاما مع مصالح العاملين منذ عدة عقود. هذه الصفحات البالغ عددها 628 صفحة ستغير حقًا اهتمامات واحتياجات الأسر العاملة في بلدنا”.

 ألكسندرا أوكاسيو- كورتيز

عضوة الكونغرس اليسارية عن نيويورك، وأحد أهم الشخصيات في تنظيم الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكان ألكسندرا أوكاسيو- كورتيز، وعبر تغريدة مصورة في تويتر أوضحت بالضبط ما تعنيه القرارات للجميع: “عليكم أن تقوموا بالتعبئة، والآن حان وقت التنظيم وممارسة الضغط السياسي. لا يزال هناك الكثير الذي نريد تحقيقه، وعلينا بناء القوة المطلوبة للقيام بذلك، وعلينا إدراك معنى ما حققناه وتقديره  ثم ننتقل إلى الأمام. لأنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ولكن ما تحقق مهم، ومهم جدا”!

***************

استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاجات في الاردن

عمان ـ وكالات

خرج مئات الأردنيين في عدة مدن منها العاصمة عمان لليوم الثاني، بتظاهرات، على حظر التجوال المفروض من قبل السلطات لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

وقال شهود وسكان إن الشرطة في الأردن استخدمت الغاز المسيل للدموع لقمع احتجاجات على حظر التجول المفروض لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

وقالوا إن الشرطة اتخذت الإجراءات بعدما تظاهر المئات في عدة مدن منها العاصمة عمان لليوم الثاني وتحدوا حظر التجول الليلي الذي تم تمديده الأسبوع الماضي.

وطالب كثيرون من المتظاهرين الحكومة بالاستقالة وطالبوا بإنهاء قوانين الطوارئ المعمول بها منذ بداية الجائحة. وتقول جماعات مدنية إن تلك القوانين تنتهك الحقوق المدنية والسياسية.

وشعر آخرون بالغضب بعد وفاة تسعة أشخاص، معظمهم من مرضى كوفيد-19، عندما نفدت إمدادات الأكسجين لأجهزة التنفس الصناعي في مستشفى حكومي لساعتين على الأقل.

وقال شهود إن السلطات نشرت عدة آلاف من شرطة مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين كما جرى اعتقال عشرات النشطاء في عدة مدن وبلدات.

وذكر أحد السكان أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود في عدة مدن بما في ذلك في حي جبل نزال المزدحم بالعاصمة.

وقال مستخدمون ومصادر داخل قطاع الاتصالات لرويترز إن السلطات حظرت بعض تطبيقات فيسبوك التي تسمح بالبث المباشر للمظاهرات. واستمر الانقطاع عدة ساعات.

**************

10 ملايين نزحوا خلال 6 شهور بسبب الكوارث المناخية

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت منظمة إنسانية، أمس، أن 10.3 مليون شخص نزحوا عن ديارهم بسبب كوارث ناتجة عن تغير المناخ مثل الفيضانات والجفاف في الشهور الستة الماضية معظمهم في آسيا.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن “نحو 2.3 مليون آخرين نزحوا بسبب الصراعات في الفترة نفسها، مما يشير إلى أن الغالبية العظمى من عمليات النزوح الداخلي في الوقت الراهن كانت بسبب تغير المناخ”. وقالت منسقة الهجرة والنزوح لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في الاتحاد، هيلين برنت، إنه “على الرغم من أن البيانات تغطي فترة ستة شهور فحسب من ايلول 2020 حتى شباط 2021 فإنها تلقي الضوء على اتجاه عالمي متسارع للنزوح المرتبط بالمناخ”.

وأضافت “الأمور آخذة في التدهور، حيث يفاقم تغير المناخ عوامل موجودة مثل الفقر والصراع والاضطراب السياسي”.

وعلى مستوى العالم بلغ عدد النازحين 17.2 مليون في 2018 و24.9 مليون في 2019. ولم تتوفر أرقام 2020 بالكامل حتى الآن، لكن تقرير المركز لمنتصف العام كشف أن 9.8 مليون نزحوا بسبب كوارث طبيعية في النصف الأول من العام الماضي.

****************

في انتقال سلس للسلطة

الحكومة الليبية الجديدة تتسلم مهام عملها

طرابلس ـ وكالات

تسلمت حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا مهام عملها، أمس الاول، من إدارتين متحاربتين حكمت إحداهما شرق البلاد والأخرى غربها، لتكمل بذلك انتقالا سلسا للسلطة بعد عقد من الفوضى المشوبة بالعنف.

وعانق رئيس المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني السابقة في طرابلس، فائز السراج، منافسه رئيس الحكومة الجديدة، عبد الحميد الدبيبة، أثناء تسليمه السلطة.

وقال خلال مراسم مقتضبة “إنني هنا اليوم لترسيخ مبادئ الديمقراطية”.

وكان البرلمان المنقسم منذ وقت طويل صادق الأسبوع الماضي على حكومة الدبيبة، التي خرجت من رحم محادثات شاركت فيها الأمم المتحدة. وستكون هذه الحكومة مسؤولة عن تحسين الخدمات وتوحيد مؤسسات الدولة والإشراف على انتخابات عامة في كانون الأول.

وأصدرت وزارات الصحة والتعليم والمالية في طرابلس بيانات تؤكد تسليم السلطة للوزراء الجدد. وأظهرت صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا وهو يغادر في سيارته الخاصة.

وأدى الدبيبة اليمين الدستورية يوم الاثنين في مدينة طبرق بشرق البلاد، حيث رحبت الإدارة المتمركزة في الشرق بتعيينه.

تأتي هذه الحكومة بعد شهور من وقف إطلاق النار بين الطرفين الرئيسيين في الحرب الأهلية. وتمثل على ما يبدو أفضل أمل لليبيا منذ أعوام للخروج من الأزمة بعد عشرة أعوام من الفوضى.

وتعيين الدبيبة نفسه يشوبه مزاعم فساد لم يكشف عنها بعد فريق الأمم المتحدة المعني بمراقبة العملية.

ومن شأن إجراء انتخابات وصياغة عملية دستورية للسماح بانعقادها أن ينطوي على تحديات هائلة خلافا لمهمة الحكومة المحددة الأخرى، وهي استعادة الخدمات الموحدة.

***************

لبنان يواصل الانهيار

المحاصصة تعيق تشكيل الحكومة

متابعة ـ طريق الشعب

يعاني اللبنانيون منذ أكثر من سنة من وطأة أزمة اقتصادية تعد هي الأسوأ، تتزامن مع اصرار على نهج سياسي معين يعيق تشكيل أي حكومة تكنوقراط  ويحدّ من قدرة السلطة على تقديم حد أدنى من الخدمات لمواطنين أضناهم تآكل أجورهم.

احتجاجات شعبية

بلغت نقمة اللبنانيين الذين خرجوا الى الشوارع خريف العام 2019 احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية المتهمة بالفساد، ذروتها إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب. دفع حجم الخسائر في الأرواح والدمار حكومة حسان دياب الى تقديم استقالتها لامتصاص غضب الشارع. شكّل الانفجار ضربة قاضية للاقتصاد بعد أشهر من فرض قيود مصرفية مشددة وبدء انهيار سعر الصرف وتخلّف لبنان عن سداد دينه الخارجي. وتفاقمت معالم الانهيار مع فرض تدابير إغلاق مشدد على مراحل لمواجهة فيروس كورونا الذي حدّ أيضاً من وتيرة الاحتجاجات ودفع مؤسسات إلى إقفال أبوابها.

وجد اللبنانيون أنفسهم أمام ارتفاع جنوني في أسعار السلع والخدمات، بينما تراجعت قدراتهم الشرائية ولا تزال تتراجع. حاولت السلطة احتواء الوضع عبر تدابير موضعية، كدعم سلع استهلاكية وملاحقة صرافين. لكن تدهور الليرة استمر، ليتجاوز سعر الصرف الثلاثاء عتبة 15 ألفاً مقابل الدولار، بينما الرسمي مثبت على 1507 ليرات.

والنزيف مرشح للاستمرار. فمن شأن نفاد احتياطي المصرف المركزي بالدولار الذي يُستخدم بشكل رئيسي لدعم استيراد القمح والمحروقات والأدوية، أن يجعل الدولة عاجزة عن توفير أبسط الخدمات.

ويؤخذ على مصرف لبنان استمراره في طبع الليرات ما يفاقم التضخم المفرط أساساً، عوضاً عن اتخاذ إجراءات حاسمة للجم التدهور وإعادة بناء ثقة المودعين بالمصارف وجذب الأموال من الخارج وتوحيد سعر الصرف. وفق محللين.

وعادت منذ مطلع الشهر الحالي الاحتجاجات. قطع متظاهرون لأيام طرقاً رئيسية في أنحاء البلاد. وتستمر التحركات بشكل شبه يومي، لكن بصخب أقل.

تشكيل الحكومة

يوحي أداء القوى السياسية أنّها منفصلة عن الواقع، رغم ضغوط دولية قادتها فرنسا خصوصاً لتشكيل حكومة. ويصطدم تأليف الحكومة الجديدة بشروط واخرى مضادة واتهامات متبادلة بالتعطيل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ 22 تشرين الأول.

وتشير تقارير صحافية الى أن تشبّث رئيس الجمهورية وتياره السياسي بالحصول على حصّة حكومية مرجحة هو ما يعيق ولادة الحكومة، رغم أنه ينفي ذلك. ولم تنجح مبادرات محلية وخارجية حتى الآن في تقريب وجهات النظر.

ويقول مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لوكالة “فرانس برس”، أن  “المعطيات الراهنة تسمح بتشكيل حكومة اليوم، لكن قياساً على سلوك القوى السياسية الموجودة وحساباتها التي يبدو أنها لم تتغير، فهناك تعطيل متبادل قد يستمر لأشهر” مضيفاً “قدمنا حلولاً كثيرة لكن الداخل لم يتلقفها”.

ويقول الباحث والأستاذ الجامعي ناصر ياسين لفرانس برس “ثمة تأزم سياسي كبير بينما نتجه الى الهاوية. يبحث كل فريق كيف سيستفيد من مكتسبات معينة قبل الانهيار التام”.

يحصل ذلك فيما مؤسسات الدولة ومرافقها في “حالة إنهاك تام”، ما يجعلها “عاجزة عن القيام بأبسط واجباتها، من توفير الخدمات اليومية وصولاً الى حفظ الأمن”.

“العتمة الشاملة”

خلال الأسبوع الماضي، أثارت تصريحات وزراء في حكومة تصريف الأعمال انتقادات واسعة. إذ نبّه وزير الداخلية محمد فهمي في مقابلة تلفزيونية إلى أن “الوضع الأمني قد تلاشى”.

وحذّر وزير الطاقة ريمون غجر من أن البلاد تتجه نحو “العتمة الشاملة” نهاية الشهر الحالي، ما لم تُقرّ سلفة لاستيراد الفيول. قبلها بأيام، أعلن وزير التربية طارق المجذوب إضراب المدارس لأسبوع احتجاجاً على عدم تقديم الحكومة مساعدات مالية ولوجستية لها.

وترتفع شكوى القطاعات كافة: محطات الوقود، نقابات الأفران، المستوردون والتجار.. كلهم يهددون بوقف العمل. وبعضهم بالفعل أقفل أبوابه خلال اليومين الأخيرين مع تدهور قيمة الليرة. حتى أن قائد الجيش جوزف عون انتقد، في خطوة نادرة، “الخفض المستمر والمتكرر لموازنة” مؤسسته.

ويقول ياسين “لم نصل بعد إلى مفهوم +الدولة الفاشلة+، بمعنى تفكّكها وانتهاء أدوارها، لكنّ المؤكّد أن قدرتها على الاستمرار تتراجع في كل يوم”.

وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، مروان راعي، لـ”طريق الشعب”، ان “لبنان دخلت الى قلب الانهيار بسبب السياسات الاقتصادية والمالية ‏التي اتبعتها هذه السلطة، هذه السياسات جاءت على حساب الطبقات ‏الفقيرة”. ‏

وأضاف ان “القدرة الشرائية للمواطن اصبحت شبه معدومة، ما دفع الناس الى ‏النزول الى الشارع”. ‏

وأوضح أن “احزاب السلطة ما زالت تتصارع على المناصب”، مبيناً أن “المرحلة تشهد بداية رفع الدعم عن المحروقات والمواد ‏الاولية”. ‏

وأشار الى اننا “في حال ذهبنا الى حكومة انتقالية هذه الحكومة تقع عليها مهمات عديدة على رأسها انقاذ الوضع ‏الاقتصادي”، مشدداً على أن  يجب ان تكون الحلول الاقتصادية المطروحة “خارج اللجوء الى ‏صندوق النقد الدولي الذي هو جزء من الازمة الاقتصادية اللبنانية”. ‏

*************

الصفحة الثامنة

الفيتو في المحكمة الاتحادية

د. حكمت شبر

أرجو من القارئ الكريم أن لا يذهب بعيداً ليظن بأن شوكة المليار مسلم قد تماسكت واشتدت في عالم التناقضات، الذي تحل فيه إرادة الأقلية لتحكم الأكثرية كما في مجلس الأمن، حيث تمتعت الدول الكبرى ولازالت تتمتع بحق النقض (الفيتو) للقرارات التي لا تنسجم مع مصالحها، وحيث وضعت تلك الدول القواعد والموازين الخاصة بها لإدارة عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. وكان الفيتو من حصتها الرئيسية لإيقاف القرارات التي تبتعد عن مصالحها وقد ازداد اللجوء اليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أبان الحرب الباردة لتوقف كل القرارات المتعلقة بالحل السليم والعادل للقضية الفلسطينية ولتدعيم اسرائيل حليفتها بالرغم من كل الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة التي ترتكبها. كما أنها كانت بالمرصاد للدول المطالبة بحقوقها.

وفي الوقت الحاضر نجد أن روسيا التي نادراً ما لجأت لهذا الحق الباطل تقف موقف العدوان الأمريكي لإيقاف القرارات الخاصة بسورية والتي تدعو لإيقاف الدمار والقتل بحق الشعب السوري لأنها لا تفكر بمنطق العدالة الدولية، وإنما بمصالحها الذاتية. تفكر بأنها قد تفقد قاعدتها البحرية في طرطوس وهذا هو مربط الفرس بالنسبة إليها ، أما أن يقتل ويهجر يومياً السوريون الأحرار فهذا بعيداً عن مصالحها البرغماتية.

لعل من فكر باستخدام الفيتو من قادتنا في مجلس البرلمان، وهم يناقشون موضوع المحكمة الدستورية العليا ومنحها لفقهاء المسلمين للاعتراض على القوانين والقواعد الخاصة بإدارة الحكم في العراق الديمقراطي، لعلهم عامدين سمّوا النقض بالفيتو لإعجابهم بموقف الدول المنتهكة لقواعد القانون الدولي كي ينهجوا النهج البعيد عن القانون والعدالة المطلوبة في العراق الجديد.

لا بد لي وأنا أخوض في هذا الموضوع الخطير أن أناقش بعض الأمور المتعلقة بالمحكمة ، التي تارة تسمى المحكمة الفدرالية العليا، وتارة المحكمة الدستورية العليا، أو المحكمة العليا أن أضع النقاط على الحروف بكل صراحة وشفافية.

اولا: أرى أن الدولة الديمقراطية الحديثة التي سوف تنشأ وليس الدولة الحالية المفككة، يجب أن تكون فيها محكمة دستورية عليا كما نشاهده في الدول الديمقراطية الحديثة، نظراً لأهمية وجود مثل هذه المحكمة للرقابة على القوانين الصادرة عن المجلس النيابي والتي تتعارض مع الدستور أو تناقض بعضها بعضاً، كما تفصل في النزاعات بين الإدارات المحلية والمركز. ويكون لها الدور الفصل في كل هذه المواقف والمنازعات. لكن يجب ان تتوفر في هذه المحكمة شروط مهمة أولها: أن لا يكون على رأسها قاضي يرأس ثلاث مؤسسات قضائية مهمة، التمييز، والمحكمة العليا ومجلس القضاء الأعلى، فلكل من هذه المؤسسات عمل يختلف عن الأخرى ويتميز بالتعقيد وضرورة التفرغ والعمل فيه بكل الوقت فكيف يستطيع شخص واحد إدارة مثل هذه المؤسسات؟

ثانياً: يجب أن يكون على رأس هذه المحكمة قاضي له خبرة واسعة في القضاء ويتميز بثقافته القانونية ومعرفته للقوانين كما يجب ان يتمتع بالنزاهة والكفاءة اللازمة لإدارة مثل هذه المؤسسة ، ويكون مستقلاً ولا ينتمي إلى أي من التكتلات الحزبية أو الطائفية أو القومية، حتى لا يقع تحت تأثير أي من هذه التكتلات.

ثالثاً: يجب اختيار أعضاء المحكمة من القضاة الأكفاء أصحاب الخبرة والدراية العالية في القضاء ومعرفة القوانين العديدة التي يتعلق بها مصير شعب يطمح لبناء دولة ديمقراطية حديثة. ويجب على مجلس النواب الذي لا يحظى حالياً باحترام العراقيين، أن ينتخب هؤلاء الحكام من منطلق الكفاءة والقدرة والمعرفة والنزاهة والاستقلالية، فلا مجال بعد الأن للمحاصصة الطائفية اللعينة، التي دمرت نسيج المؤسسات العراقية وأفضت إلى فشلها، فقد وضع في رئاستها أشخاص ومن ضمن العاملين في المؤسسات تم اختيارهم على أسس خاطئة، رجال زوروا شهاداتهم وأهم ما يملكونه أنتسابهم إلى هذه أو تلك من الكتل الطائفية، التي تميزت بعدم النزاهة والفساد المالي والإداري والسياسي. وها هو البلد غارق في متاهات المحاصصة الطائفية ولا نعلم متى نخرج منها.

وفي ختام هذه المقالة أقف وقفة قصيرة أمام تهديد خطير يحيط بنشأة المحكمة الدستورية العليا. وهذا التهديد كما نراه ونسمعه ونراقبه في مجلس النواب ينحصر في محاولة نواب الكتل الإسلامية محاولة أدخال فقهاء الدين في المحكمة الدستورية، المحكمة القانونية والرقابية على مجلس النواب والحكومة والإدارة، ومنح هؤلاء حق الفيتو لإيقاف ما يروه مناقضاً ومعارضاً لسلوكهم. ومحاولة فرضهم الأحكام الدينية الموغلة في القدم ، والتي تتنافى ومنطق القوانين الحديثة ومنطق العصر المتطور. فكيف أجاز هؤلاء لأنفسهم أن يفكروا بإخضاع أهم مرفق قضائي يتعلق به مصير القوانين والأحكام القضائية والإدارية، بفيتو يعود إلى رجال دين لا يفقهون في نظرية أو فلسفة القوانين الحديثة، التي يجب أن يعرفها جيداً ويتعمق بأحكامها القضاة أصحاب الدراسات المعمقة والخبرة الكبيرة. ولكنهم يريدون تحويل المحكمة إلى ما يشببه (مصلحة تشخيص النظام) الموجودة في الجمهورية الإسلامية والتي مهمتها خنق وإيقاف القوانين والتشريعات الحديثة، التي يرون فيها كفراً وخروجاً على الشريعة.

ولا غرابة في موقفهم هذا. إذ سبق وأن وقفوا أمام قانون الأحوال الشخصية الصادر عام 1959, بعد ثورة تموز الخالدة، والذي ساوى بين المرأة والرجل في المواريث فاعتبروه كفراً وإلحاداً، وقاوموا حكومة قاسم بانقلاب (8) شباط 1963, وحدثت المجازر البشعة بحق المخلصين من أبناء الشعب العراقي. وكذلك محاولتهم في فترة مجلس الحكم إلغاء قانون الأحوال الشخصية وقد أصدر المجلس قراره.

إلا إن الحملة الشجاعة التي قادتها المرأة ومنظمات المجتمع المدني ووقوف الأحزاب العلمانية اضطرت الحاكم (بريمر) إلى إلغاء القرار المذكور.

وهم نفس الرجال الذين تناسوا الإرهاب والفساد وحاجة العراقيين إلى الخدمات، كهرباء، ماء، طرق، البطالة وغيرها من الخدمات المهمة في حياة العراقيين. تناسوا كل ذلك ووضعوا نصب أعينهم حجاب المرأة في الدوائر وفي المدن المقدسة كالكاظمية، حيث منعوا دخول غير المحجبات لها بالإضافة إلى تحريضهم على مهاجمة النوادي والمؤسسات الثقافية كاتحاد الأدباء ونوادي الأقليات العرقية باسم الدين والمحافظة على الأخلاق. فأي أخلاق دينية تسمح بالتزوير والرشوة والفساد وسرقة أموال الشعب ولا تحارب الإرهاب بجدية.

ولنعد إلى محاولة منح خبراء الفقه الاسلامي حق الفيتو على قرارات المحكمة الدستورية العليا. ان الحديث عن الفقه سواء كان فقه القانون أم فقه الشريعة، فلا يمكن أن يكون له فسحة أو مجال في وضع القوانين أو اصدار الأحكام من قبل المحاكم الجنائية أو المدنية، فكيف يكون الأمر مع اختصاصات وعمل المحكمة الدستورية العليا، التي من مهماتها الأساسية الرقابة على القوانين التي تتناقض وأحكام الدستور، وعلى تفسيرها وصحة أحكامها.

إن فقه الشريعة بعيد كل البعد عن عمل القضاء ووضع القوانين ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالقوانين الحديثة المطبقة في العراق أو الدول الحديثة أو التي قد تلقب بالدول الإسلامية. فتطور الحياة وتعقدها والتطور الحاصل في العلوم والتكنولوجيا والعلاقات الإنسانية والدولية، وتطور عمل المصارف والشركات الداخلية والدولية حتّم ظهور قوانين جديدة لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية عدا ما تعلق الأمر بموضوع الإرث, والزواج, والطلاق. فعشرات القوانين المطبقة في العراق جاءتنا من الدول المتطورة في مجالات العلاقات المدنية والتجارية والمصرفية والائتمان، وكذلك في مجال القانون الجنائي وأصول المرافعات المدنية والجنائية، والتي لم تعرف الدولة الإسلامية أيام الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية أي شيء عنها. فكانت الدولة آنذاك هي دولة الإسلام وخارجها دولة الكفار، وكان الخليفة ومن حوله لا يهمهم سوى جمع المال والجواري حتى أن أحد خلفاء بني العباس (المتوكل) كان يمتلك (6) آلاف جارية فكيف يهتم أولئك الخلفاء بشؤون الرعية ويحكموا بالعدل بينهم. ولا أنكر ان الإسلام في وقته تضمَّن الكثير من أحكام العدالة والأنصاف ولكنهم أي الخلفاء تنكروا لذلك وكان همهم امتلاك الجواري والأموال المستحصلة بالقوة من رعاياهم.

قد يتساءل القارئ من أين جاءت فكرة حق الفيتو لفقهاء الشريعة الإسلامية على المحكمة العليا، والحكم في قضايا الدولة المختلفة، سواء تعلق الأمر بالتشريع أو الإدارة أو الاقتصاد ولا علاقة له بفقه الشريعة مطلقاً سوى أنهم بهذا الطريق يبتغون عرقلة قيام الدولة الديمقراطية الحديثة بسلطاتها الثلاثة التشريعية، القضائية، الإدارية، والفصل فيما بين السلطات ووجود رقابة المحكمة العليا في حالة الخروج على أحكام وسلطات كل من هذه المؤسسات الدستورية الحديثة.

وهناك أمر في غاية الأهمية وهو اختلاف الفقه والفقهاء الإسلاميين فيما بينهم، فالفقه الجعفري والحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي تتعارض الأحكام فيها في مختلف الشؤون التي تقضي وتفتي بها. فمن سيترشح من فقهاء هذه المذاهب للمحكمة العليا ليقضي بشرعية أو عدم شرعية القوانين؟ وكيف ستحل هذه القضية إذا اتفقنا جدلاً على صلاحيتها؟ إن المذاهب لم تتفق حتى الآن على رؤية هلال رمضان والعيد والعالم الذي وصل إلى معرفة أدق الأسرار عن النجوم والمجرات التي تبعد ملايين السنين الضوئية. وكان لفتوى العالم الراحل السيد محمد حسين فضل الله وزنها الكبير في اعتماد النواظير الحديثة لتحديد مطلع الشهر الفضيل.

فكيف سيتفقون على من يمثلهم في المحكمة الدستورية العليا، وهم في الأساس مختلفون في أغلب قضايا الفقه الإسلامي، حتى وصل الأمر إلى القتال والنزاع والمحاصصة الطائفية في بلدنا الممزق.

أن دقة الأحكام ودقة القوانين تستوجب تشريعاً صحيحاً وناضجاً ومتكاملاً كيلا يُسمح بالتلاعب أو بالتفسيرات الخاطئة في صدور الأحكام. ولذلك يتوجب اختيار قضاة لهم باع طويل وخبرة كبيرة في القضاء حتى يتم السير بالنهج الصحيح في أدارة الحكم وفي عمل التشريع فالمحكمة العليا مهمتها الأساسية رقابة القوانين وانسجامها مع الدستور وفض النزاعات بين الإدارات المحلية والمركز وتفسير القوانين. لذا نحذر من محاولة فرض فقهاء في المحكمة العليا يتمتعون بالفيتو لأن قيام مثل هذه المحكمة سيكون عقبة كأداة أمام تطور العراق وتحوله إلى جمهورية ديمقراطية حديثة.

كما نحذر من إبرام الصفقات في دهاليز البرلمان من قبل الكتل البرلمانية ففي إبرام صفقة المحكمة بوجود فقهاء للشريعة مع حق الفيتو تدمير للخطوات الدستورية التي نأمل أن يسير عليها العراق الجديد.

**********************

اشكالية اختيار خبراءالفقه الاسلامي

هادي عزيز علي

بينا وفي اكثر من مناسبة ان وجود خبراء الفقه الاسلامي ضمن تكوين المحكمة الاتحادية العليا لا يعني ان لهم الحق في الاشتراك ضمن تشكيل المحكمة ، ونقصد بتشكيل المحكمة هو الجانب المهني في عمل القضاة المتمثل في في اعتلاء كرسي القضاء للنظروالبت في المواضيع المطروحة امامهم الذي يتم على وفق احكام قانون المرافعات المدنية رقم 83 لسنة 1969 المعدل ، فقد لاحظنا قيام البعض بالخلط المتعمد بين التكوين والتشكيل حيث ان الاخير لا يتاح الا لمن تم تأهيله عبر المراحل المتعددة التي تضمنتها المنظومة التشريعية القضائية المتمثلة بمجموعة من القوانين منها   قانون التنظيم القضائي وقانون المعهد القضائي وقانون المحاماة ـ، اذ لا يجوز مطلقا اعتلاء كرسي القضاء الا لمن تمكنوا منه على وفق التوصيف اعلاه . لما تقدم فان خبراء الفقه الاسلامي ليسوا بقضاة لان اسباب وشروط التاهيل لم تكن متاحة لهم ، عليه لا يحق لهم اعتلاء كرسي القضاء والاشتراك في تشكيلة المحكمة ، فضلا عن ان توصيفهم دستوريا بالخبراء ، يعني ان الخبرة مختلفة عن القضاء لغة واصطلاحا ووظيفة ، اضافة لما تقدم فان اختيارهم على وفق ما جاء بمشروع القانون المطروح امام مجلس النواب يثير اشكالات عدة منها :

 الموضوع الاول – ورد في مشروع القانون ان المشرع كلف الوقفين الشيعي والسني بترشيح اربعة من خيراء الفقه الاسلامي الى عضوية المحكمة الاتحادية العليا ، ومعلوم ان ادارة الاوقاف  ليست من ضمن تشكيلات المؤسسة الدينية وغير منتسبة لها ، لكونها ادارةعلى وفق التوصيف القانوني لادارة الاوقاف  ومنذ تاسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا فانها مندرجة ضمن تشكيلات دوائر الدولة حسبما يقضي بذلك النظام التشريعي المشرعن لوجودها ووظيفتها   هذا يعني انها جزء من تشكيلات السلطة التنفيذية ، والامر ذاته بالنسبة  لقانوني الوقفين الشيعي والسني الذين يربطانهما برئيس مجلس الوزراء الذي يعد راس السلطة التنفيذية . ولما كان الامر كذلك فأن التعامل معهما لا يتم الا من خلال هذه الصفة وهذه المشروعية ، لذا فان تكليفهما بمهمة ترشيح خبراء الفقه الاسلامي يعني ان التكليف جاء من قبل السلطة التنفيذية لهذه المهمة وهذا التكليف يعد تدخلا من قبل هذه السلطة التنفيذية في الشأن القضائي ، ولما كانت  السلطة القضائية مستقلة وتتولاها المحاكم على اختلاف انواعها ( المادة 87 من الدستور ) ، ولا سلطان للسلطة التنفيذية على السلطة القضائية لان القضاة مستقلون ولا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون ولا يجوز لاية سلطة التدخل في القضاء او شؤون العدالة المادة ( 88 من الدستور ) عليه فأن ترشيح هؤلاء من قبل السلطة التنفيذية يعد تدخلا في الشأن القضائي وانتهاكا لذلك السلطان ويشكل مخالقة دستورية  فضلا عن مخالفته لقاعدة الفصل بين السلطات.

الموضوع الثاني – استقلال القضاء قاعدة دستورية آمرة ، وهذ يعني عدم جوازالاتفاق على ما يخالفها . ومعلوم ان استقلال القضاء امر حازم في العملية القضائية  لانه حق من  حقوق الانسان حسبما نص عليه في  ( الاعلان العالمي لحقوق الانسان ) وليس مجرد ميزة او صفة مضافة لهيبة القضاء ووقاره . ولكن  يلاحظ ان الطريقة التي يتم فيها ترشيح خبراء الفقه الاسلامي من قبل الوقفين السني والشيعي الواردة في مشروع القانون تعتمد على رسوخ عقيدة الهوية الفرعية والانتماء الدوغمائي للمذهب  لدى المرشح شيعيا كان ام سنيا وعلى حساب هوية المواطنة ، هذا يعني ان المرشح يلتحق بالمحكمة وهو معبأ ايديولوجيا مسبقا وهذه والتعبئة تطرح اثارها على سلوك المرشح وتجعله منحازا بالمطلق الى الجهة التي رشحته ، هذا الانحياز العقائدي يفقدة الحيدة عندما يتعلق الامر بالمفاضلة بين المذهب والدولة ، فقدان الحيدة هذه تفضي الى العبث باستقلال القضاء باعتباره قاعدة وستورية وحق من حقوق الانسان .

 3 – ثوابت احكام الاسلام والتوظيف الطائفي : ( لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ).هذا ما نص عليه الدستور ، ويقصد بثوابت احكام الاسلام هي الاحكام القطعية التي لا يجوز الاجتهاد بها والمعروفة للمختصين وغير المختصين . الا ان القراءات المختلفة للنص القرآني هي التي افضت لتأسيس المذاهب التي اسست لثوابت خاصة بها وخرجت باحكام فقهية مختلفة  ومتناقضة  نالت من ثبوت تلك الاحكام ، وافضت الى هذا الوضع الطائفي عليه فان وجود خبراء الفقه الاسلامي ضمن تشكيلة المحكمة يعني نقل النزاع المذهبي من الكتب العتيقة الى سوح القضاء وهذا ترسيخ قانوني للطائفية ترتكبه السلطة التشريعية ويدخلنا في نفق مظلم لا نور في نهايته .

************************

الصفحة التاسعة

150 عاماً على كومونة باريس

د. ماهر الشريف

خلال دراستي في باريس، في جامعة فانسين أولاً ثم في جامعة السوربون، أتيحت لي فرصة تلقي الدروس على أيدي مؤرخين بارزين مختصين بدراسة الحركات اليسارية والعمالية، تركوا أثراً كبيراً على تكويني العلمي والفكري، أذكر منهم مادلين ريبيريو، وكلود ويلار، وجاك كولان، ورينيه غاليسو، وجاك دروز وجان بوفيي. وقد تابعت ضمن البرنامج التدريسي للأستاذة ريبيريو مادة عن كومونة باريس التي تجري التحضيرات في العاصمة الفرنسية حالياً، من جانب مجلس بلدية باريس وعدد من الجمعيات مثل “جمعية أصدقاء وصديقات الكومونة” وجمعية “لنجعل الكومونة تحيا”، لإحياء مرور 150 عاماً على قيامها.

لقد مثّلت كومونة باريس محطة بارزة في تاريخ الحركة العمالية والاشتراكية الفرنسية، وذلك على الرغم من أنها لم تستمر سوى تسعة أسابيع ما بين آذار وأيار 1871. وهي جاءت رداً على الهزيمة العسكرية التي لحقت بالجيش الفرنسي على يد الجيش البروسي في سنة 1870، وقيام هذا الأخير بحصار باريس، ولجوء حكومة أدولف تيير، التي انبثقت عن “الجمعية الوطنية” ذات الأغلبية الملكية التي تم انتخابها بالاقتراع العام الذكوري، إلى ناحية فرساي.

ففي 18 آذار 1871، وبعد أن أرسل تيير جيشاً مؤلفاً من 4000 جندي كي يسترجع 227 مدفعاً موّل شراءها الباريسيون للدفاع عن عاصمتهم في مواجهة البروسيين، ونصبوها في تلة مونمارت وفي بلفيل، اندلعت في باريس انتفاضة شعبية  للدفاع عن هذه المدافع، شاركت فيها النساء بدور بارز، وفرض المنتفضون سيطرتهم على المدينة وأقاموا المتاريس في أحيائها، ودعوا في 26 آذار إلى انتخابات ديمقراطية شارك فيها أكثر من 230000 مواطن ومواطنة، ثم قام النواب المنتخبون في 28 آذار، بمشاركة الجمهور الباريسي الذي تجمع في ساحة أوتيل دو فيل، بإعلان قيام الكومونة، التي انتخبت مجلساً من 78 عضواً، كان من ضمنهم 33 عاملاً وحرفياً، وعشرة فنانين، من أبرزهم الرسام الشهير غوستاف كوربيه، وخمسة من صغار أصحاب العمل، وعدد من النساء، مثل لويز ميشيل، التي ترأست لجنة السهر على المواطنات في الدائرة الثامنة عشرة من باريس وعرفت باسم “العذراء الحمراء” وحكم عليها، بعد القضاء على الكومونة، بالنفي إلى كاليدونيا الجديدة، واليزابيت دمترييف التي كانت موفدة كارل ماركس إلى باريس، وناتالي لومل التي ترأست اتحاد النساء من أجل الدفاع عن باريس ووقفت على رأس فرقة من خمسين إمرأة أقمن متراساً في ساحة بيغال رفعن عليه العلم الأحمر، وتوجهت إلى أفراد الحرس الوطني الذين كان من المفترض بهم الدفاع عن باريس بقولها: “إنكم جبناء؛ فإذا لم تدافعوا عن المتاريس، سوف ندافع عنها نحن النساء”.

أما على مستوى الانتماءات السياسية، فقد كان بعض أعضاء مجلس الكومونة يعرّف نفسه بأنه من اليعاقبة الراغبين في إحياء تقاليد الثورة الفرنسية الكبرى، أو من الجمهوريين الثوريين، أو من الفوضويين أو “اللاسلطويين” من أنصار بلانكي أو برودون، أو من الأمميين المنتمين إلى”جمعية العمال الدولية” (الأممية الأولى) التي تأسست سنة 1864 وكان كارل ماركس من زعمائها.

كانت الكومونة تجربة لديمقراطية مباشرة  قائمة على مواطنة تشاركية ونشيطة على مستوى مدينة، ولم يكن لها قيادة تراتبية؛ شهدت تشكّل عدد كبير من النوادي والجمعيات الشعبية، وطرح مجلسها برنامجاً سياسيا واجتماعياً وديمقراطياً قائماً على قاعدة الحريات، تضمن إلغاء الجيش المحترف الدائم، وقيام الشعب بانتخاب كوادر”الحرس الوطني” الذي كلف بحفظ  النظام، وأصدر مراسيم قضت بمصادرة المنازل والمشاغل المتروكة، وتأجيل دفع  ديون صغار المنتجين، وتطوير نشاط الجمعيات والمنظمات النقابية، وفصل الكنيسة عن الدولة، وتعميم المدرسة الحكومية المجانية، وضمان المساواة بين الرجال والنساء، والسماح للأجانب بالحصول على الجنسية، ومنع ظاهرة الدعارة.

بيد أن هذه التجربة الثورية الفريدة لم تستمر أكثر من 72 يوماً، إذ شرعت سلطات فرساي، منذ 2 نيسان 1871، في محاولات القضاء عليها، وهو ما نجحت فيه أخيراً خلال ما عرف بـ “الأسبوع الدامي” ما بين 21 و 28 أيار 1871، بعد قيامها بشن حملات قمع وحشية، كان الرجال خلالها يعدمون رمياً بالرصاص على الجدران، وتقاد النساء إلى السجون، أو إلى معسكرات الأشعال الشاقة، بينما اضطر الناجون إلى الانتقال إلى المنافي. وتراوح عدد القتلى الذين سقطوا في ذلك الأسبوع ما بين 20000 إلى  30000 قتيل.

 كان لتجربة الكومونة، وما تعرضت له من قمع وحشي، صدى دولي كبير، وخصوصاً وسط الحركة العمالية ومختلف الحركات الثورية الناشئة. فكارل ماركس الذي رأى فيها “الثورة البروليتارية الأولى”، تابع أحداثها باهتمام شديد، وأرسل موفدين من لندن إلى باريس لتتبع تطوراتها، كما تبادل رسائل مع بعض وجوهها البارزين، وكتب مؤلفاً مخصصاً لها هو “الحرب الأهلية في فرنسا” صدر في سنة 1871. وبفضل تجربة الكومونة، عدّل ماركس مفاهيمه حول الدولة والسلطة، والاستراتيجية الثورية، وحول التعاونيات والحركة العمالية، وحول المسألة الفلاحية. كما أن الدور المهم الذي اضطلعت به النساء الباريسيات في أحداث الكومونة  دفعه إلى أن يقترح تشكيل شعب نسائية في”جمعية العمال الدولية”(الأممية الأولى). من ناحية أخرى، انتقد ماركس بقاء الكومونة من دون قيادة، وعدم توجّه أنصارها مباشرة نحو فرساي، بحيث أضاعوا فرصة كبيرة وتركوا المبادرة في أيدي جيش فرساي، كما انتقد عدم قيام مجلس الكومونة بالاستيلاء على احتياطيات بنك فرنسا.

وختاماً، كتب المؤرخ الصديق روجيه مارتللي، رئيس “جمعية أصدقاء وصديقات الكومونة”، في مناسبة الاحتفال بذكراها المئة والخمسين:”لقد رسم الحلم معالم الممكن الملموس، متمثلاً في التجسيد المادي الأول لحكومة شعبية، على الرغم من أن الأمر تعلق بمشروع  بدئي أكثر مما تعلق بمشروع منجز... فالكومونة أبهرتنا لأنها تجرأت ولأنها تحققت، لكنها أيضاً صارت مدعاة للتأمل لأنها انتهت بالإخفاق”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “حزب الشعب الفلسطيني” – 16 آذار 2021

******************

تحقيق بشأن حظر الغناء على الفتيات في العاصمة الأفغانية

قالت وزارة التعليم في أفغانستان إنها تحقق في بيان أصدره مدير التعليم في العاصمة كابول يمنع الفتيات، اللاتي يبلغن من العمر 12 عاما، من الغناء في العلن.

وانتقد الحظر على نطاق واسع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونشرت فتيات مقاطع فيديو غنائية لهن، مستخدمة هاشتاغ بعنوان “أنا أغنيتي”.

وتأتي الخطوة الأخيرة وسط مخاوف من نتائج اتفاقية سلام محتملة قد تعقدها الحكومة مع حركة طالبان.

وكان ممنوعا على الفتيات في أفغانستان التعلّم خلال حكم طالبان، وكانت أغلب أنواع الموسيقى محظورة.

وكشف البيان الصادر عن مدير التعليم في العاصمة كابول عن منع الفتيات بعد بلوغهن 12 عاما من الغناء في فعاليات المدراس، كما يحظر على الفتيات الأكبر سنا التعلم على يد أساتذة موسيقى من الرجال.

وصدر عن وزارة التعليم أن الحظر لا يعكس موقفها، وأنها ستجري تقييما، وقد تتخذ إجراء تأديبيا.

وأثار الحظر الذي أعلن منذ أيام، موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال نشطاء وشخصيات أدبية إنه يمثل خطوة إلى الوراء في مجال الحقوق التعليمية.

وغرّدت الكاتبة والشاعرة الأفغانية البارزة، شفيقة خافلاواك قائلة: “اغفر لنا يا الله، البشر يمكن أن يكونوا قساة إلى درجة أنهم ينظرون حتى إلى طفلة من منطلق جندري”.

وقارن بعض النساء القرار بالحياة خلال حكم طالبان، الذي أسقط عام 2001، فقد كانت الفتيات تمنع من الذهاب إلى المدارس.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن الناشطة الأفغانية في حقوق الإنسان، سيما سامار، وصفها الحظر بـ”الطلبنة من داخل الجمهورية”.

ويقول مراسلون إن الحكومة الأفغانية تتعرض حالياً لضغوط من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام مع حركة طالبان، وإن الكثير من النساء لديهن مخاوف بشأن حقوقهن رغم الرغبة في إنهاء العنف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“بي بي سي” – 14 آذار 2021

******************

مسيرات الجزائر تتواصل مطالبة بتغيير حقيقي

وإقامة دولة القانون

تجددت المسيرات في العاصمة الجزائرية وعدد من الولايات في الجمعة 108 لمسيرات الحراك الشعبي، مؤكدة مطالبتها بإقامة دولة مدنية ورفضها الانتخابات التشريعية المقررة في حزيران المقبل.

وتوجه الآلاف من مختلف مناطق العاصمة إلى وسطها، وتظاهروا عقب صلاة الجمعة، ورددوا هتافات تطالب بتغيير «حقيقي وشامل وإقامة دولة الحق والقانون». وأطلق النشطاء على مظاهرات اليوم «الجمعة الـ108 للحراك»، ورفعوا لافتات عليها عبارات مثل «اتركونا نشيّد ما تسببتم أنتم في تهديمه»، و»الأجندة الانتخابية لا تحل الأزمة السياسية».

وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، خروج مسيرات احتجاجية شارك فيها الآلاف في عدة ولايات جزائرية، من بينها بجاية وتيزي وزو وبومرداس والبويرة بمنطقة القبائل (وسط)، إضافة إلى قسنطينة وسكيكدة وجيجل وعنابة (شرق)، ووهران (غرب). وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد وقع، مؤخرا، مرسوما لإجراء انتخابات نيابية مبكرة يوم 12 حزيران المقبل. وفي 22 شباط الماضي، خرج آلاف الجزائريين في مظاهرات لإحياء الذكرى الثانية للحراك الشعبي، بعد أيام من إجراءات أعلنها تبون لتهدئة الشارع. ومن بين تلك الإجراءات حلّ المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان)، والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، والعفو عن عشرات المعتقلين خلال الحراك، وتغيير حكومي جزئي.

وكان الحراك قد دفع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة في 2 نيسان 2019، بينما تولى تبون الرئاسة إثر فوزه في انتخابات رئاسية في كانون الأول من العام ذاته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

وكالات – 12 آذار 2021

************************

لا بالتدويل ولا بالترقيع .. الحل بالتغيير

موريس نهرا

مع استمرار التدهور الشامل في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية، يجري وضع الشعب والبلد اليوم بين تعنّت وعتم سلطوي، حتى إزاء تشكيل حكومة والتخفيف من وطأة الأزمات، وبين دعوة البطريرك بشارة الراعي الى تدويل لبنان، لكن الواقع القائم وتناقضاته، لا تبيّن في أيّ من المسلكين ، ما يخرج لبنان من المأزق ويلبي حاجاته. فالنظام السياسي الطائفي الذي يكبّل لبنان ويشل انتظام سلطته، هو نفسه الذي تشكلت بنيته الاجتماعية وبنية سلطته في ظل الانتداب الفرنسي، منذ اعلان لبنان الكبير عام 1920، الذي كان للبطريرك الحويّك دوراً معروفاً في مرحلة الاستقلال، أنه أبقى لبنان على فالق الهزات والخضّات التي تستولدها طبيعته، والذي كان دائماً بحاجة إلى وساطات ووصايات خارجية ليستمر.

وتكشف التجربة أيضاً أن بناء كيان على أساس كيانات طوائفه وليس مواطنيه، لم ينتج وطناً ولا نسيج مجتمع موحّد ولا استقرار. بل أبقى اللبنانيين طوائف (مجموعات) يتعدى التمايز بينها الحدود الثقافية، ويصل إلى انقسامات وعصبيات طائفية، بدافع خوف كل طائفة على حصتها وموقعها ومن مطامع زعامات الطوائف الأخرى. وإذا ما أدى الجوهر الطبقي لهذا النظام إلى تراكم ثروات قلّة من اللبنانيين، وافقار أكثريتهم، فإنه بشكله الطائفي أفرز أحزاباً سلطوية، هي أحزاب طوائف ومذاهب.. قبل أن تكون أحزاباً لبنانية. مما جعل التناقض حتى بينها يتخذ طابعاً طائفياً ويصل إلى تصادمات وحروب أهلية. لذلك لن يكون التمسك بالنظام الطائفي حلاً حقيقياً، لا بالتدويل ولا بتسويات داخلية ظرفية. فعلى جميع الحرصاء على لبنان إذاً، وعلى نجاح التعدد فيه، وخصوصاً بكركي، القيام قبلاً ... واليوم، باستخدام ما لها من وزن معنوي وتاريخي لتجاوز طائفية النظام الذي لم يشكل اطمئناناً لأيّ طائفة، وبخاصة المسيحيين، لا بالامتيازات قبلاً ولا بالمناصفة اليوم، ولا بأيِّ تحاصص طوائفي بل زاد الخوف والقلق والشعور خطر الاضطراب وزعزعة لبنان الوطن والكيان والدولة.

ألم يتوجه البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته لبنان إلى اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين قائلاً “اهدموا الحواجز وابنوا الجسور”؟ ألم يعتبر لبنان المتعدّد وطناً ورسالة...؟ وهل أدت تجربة النظام القائم إلى ذلك؟

إن الوصول إلى أفق مسدود يستدعي الخروج من دائرة التسويات الترقيعية إلى رحاب التغيير الديمقراطي المتمثل بإقامة دولة المواطنية التي تساوي بين المواطنين، وتعتمد الكفاءة والنزاهة بدلاً من الانتماء الطائفي معياراً للتمثيل وللوظيفة... الدولة الديمقراطية التي تحمي حرية الرأي والمعتقد والتعبير وممارسة الطقوس لكل طائفة.. ودولة العدالة والضمانات الاجتماعية والقادرة على حماية لبنان وثروته البحرية وأرضه من مطامع “إسرائيل”.

إن مهمة بناء نظام جديد هي أمر يحدده الشعب اللبناني و”أهل مكّة أدرى بشعابها”. وأن العلّة ليست بقابلية لبنان للحياة، بل بالنظام الطائفي المتسبب بانهياره والمانع لنهوضه والهادر لطاقات ومستقبل أبنائه، وإذا كان الغرض من المؤتمر الدولي الحصول على بضعة مليارات، فهذا على فائدته لا يسدّ حاجات بلدنا المتعثر. وإن دول الغرب الاستعمارية، هي التي كانت ترعى وتساند هذا النظام وقواه السياسية. ووضع لبنان اليوم بتصرفها، إلى كونه مساساً بالكرامة الوطنية وبالسيادة والاستقلال، لا ينتج حلاً. وهذه الدول المسيطرة على الأمم المتحدة، لها مخططاتها وهندساتها لمنطقتنا ولبنان منها. وهي تعمل لمصلحتها وليس لمصلحة شعبنا وشعوب المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن موضوع تدويل وحياد لبنان الذي يطرحه البطريرك الراعي، لا يستوجب موافقة المحيط الخارجي فقط، بل الوحدة الداخلية التي لا تتحقق في ظل نظام الانقسامات الطائفية والمذهبية، فضلاً عن استحالة الحياد في وضع لبنان الذي يقيم فيه حوالي نصف مليون فلسطيني، ومليون ونصف نازح سوري. وإضافة إلى ذلك فلبنان ينتمي إلى محيطه العربي وقضاياه، وهو الأكثر حاجة إلى التعاون والمساندة العربية وإلى السوق العربية والسواح العرب...الخ خصوصاً وأن اسرائيل تطمع بثروته النفطية وأرضه، وتعمل لمنع نجاح التعدد فيه لأنه يناقض إقامة دولتها الدينية العنصرية. وهي تسعى مع الضغوط الاميركية لإخضاع لبنان في التفاوض على الحدود البحرية، وفي دفعه إلى التطبيع بعد سلطات عربية خليجية.

إن التغيير الديمقراطي هو الحل الفعلي، ويستدعي تضافر الجهود الشعبية وكل الحرصاء على لبنان على اختلاف مواقعهم، لاستكمال وتعاظم انتفاضة 17 تشرين، فالتغيير يصنعه الشعب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع الحزب الشيوعي اللبناني – 9 آذار 2021

*************************

الصفحة العاشرة  

البطل الشيوعي في قصائد مظفر النواب

كاظم غيلان

“يحزب حسين بس منك علامة أنسج عليهم سج

ندجهه النوب بالدم دج

حك ابحك.. ودم ابدم

يلن حك الذي ينلاج ويتسولف عليه أهواي يتعلج”

من قصيدته” حسن الشموس”

بقدر مايسجل للشاعر والمناضل مظفر النواب الفضل الأول في حركة التجديد للشعر الشعبي العراقي ، يسجل له كذلك انتماؤه المبكر لحزبه الشيوعي العراقي وخوضه النضال المستمر والمشهود له عبر تعرضه للاعتقال والسجن من- نقرة السلمان- الى سجن الحلة- ودوره البارز والبطولي مع عدد من رفاقه في عملية حفر النفق في ذلك السجن الذي أرعب السلطة العارفية وقتها ، وبقي صفحة بطولة مشرفة من صفحات بطولات الحزب وتحدياته، مروراً بالمنفى القسري الذي اختاره وملاحقات أجهزة المخابرات الصدامية له في العديد من البلدان التي راح يتنقل فيها ورفضه القاطع لكل مغريات السلطة في العودة للعراق حيث وجد مصيره مرتبطاً بمصير شعبه وحزبه العظيم.

النواب امتاز عن معظم الشعراء العراقيين والعرب في الخوض بداخل دائرة الحدث ، ولم يتخذ موقف المتفرج على رصيف مجريات الأحداث اللاهبة ، ويمكن لنا رصد ذلك بدءاً من قصيدته الشهيرة (مضايف هيل) المكتوبة في العام 1959 التي رثى خلالها شهيد الحزب وجماهيره الفلاحية (صاحب الملا خصاف) صويحب- للحد الذي دفعه لزيارة منطقة الكحلاء- التابعة لميسان بصحبة رفيقه الراحل (عبد الرحمن الشمسي) حيث التقى (أم فيصل) زوجة الشهيد والتعرف من خلال روايتها على تفاصيل حادثة استشهاده ، وهذا ما أكدته لي شخصياً عبر حوار معها نشرته قبل أعوام قليلة على صفحات طريق الشعب، وفي القصيدة هذه اعتمد النواب على جماليات أسلوبه الشعري، مبتعداً عن لغة الرثاء المثقلة بالندب والنواح إيماناً منه بأفق مستقبل حزبه وشعبه :

“ هاي آنه اللحضنك لاتلم روحك

أضمك بالكصايب عين لتلوحك

يصويحب أفيي الفيه لجروحك

لاتفرح ابدمنه لايلكطاعي

اصويحب من يموت المنجل ايداعي”

ولأن الشهيد لم يكن شيوعياً حسب، بل قائداً فلاحياً أغاضت حماسته واندفاعه فلول الإقطاع إثر صدور قانون الإصلاح الزراعي الذي شرعته وأصدرته حكومة الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم مما دفعهم لاغتياله:

“ صويحب عالعكل صندوك عرس اجبير

حزمه امن الحصاد ايلفهه طيب اجثير

وينه اللي يكلي افلان وين ايصير؟

أوصله وأدك اشراعه بشراعي “

ومع انقلاب الثامن من شباط الأسود 1963 والانتكاسة التي لحقت بالحزب ممثلة بتصفية قيادته وفي مقدمتها سكرتير الحزب الشهيد- سلام عادل- الذي تعرض لعملية تعذيب فاقت الوحشية نفسها، وراحت سجون العراق ومعتقلاته تغص بمناضلي الحزب قيادات وقواعد، والنواب واحد منهم بعد إلقاء القبض عليه من قبل أجهزة (السافاك) الإيرانية أثناء محاولة هروبه للاتحاد السوفيتي عبر الأراضي الإيرانية وتسليمه لأجهزة الأمن العراقي، وكان له إبان الإنقلاب مشاركة بطولية بجانب رفاقه في مقاومة ميليشيا الحرس القومي سيئة الصيت بمنطقة أهله في (الكاظمية) وفي خضم تلك الأحداث المأساوية أقدمت سلطة البعث على إعدام المناضل الشيوعي (وعد الله النجار) من تنظيمات الموصل، والتي تتشرف اليوم بحمل اسمه الذي أطلق على أحد شوارعها بعد العام 2003 اذ كتب عنه النواب قصيدته (عين الرمد):

عين الرمد ماهانت .. نعزهه

وكل رمدهه ايهون

ضموا اجفونكم عالعين

هذا الريح .. ما مأمون

كلهم عن (وعد) ماهان

بتراب المطر مضمون

وفي المنفى الصحراوي الرهيب (نقرة السلمان) الذي زج فيه مناضلو الحزب ، وضع الضابط الشيوعي السجين (صلاح) خطة محكمة للهرب من السجن ، وتمكن من تحقيقها لولا أنه ضَل الطريق الصحراوي فأصبح فريسة للذئاب وما كان من النواب الا وأن يكتب عنه قصيدته المعروفة(صلاح) التي نشرت في مجموعته الأولى(للريل وحمد):

المنايا الماتزوك زورها

خطة التسلم ذبايح سورهه

طافح اعله الريح عينه ايدورهه

وبأثر جدمه اتلوذ كل اطيورهه

وسفه.. ماحفظت صكرهه

وسلمته ابليل.. عمت ناطورهه

لعل ارتباط مظفر بحزبه اتخذ طابعاً حميمياً كرس وأفنى لأجله سنوات طويلة من عمره المثقل بالهموم والفواجع، عاش خلالها مع شرائح شعبه المسحوقة التي عانت من ويلات الأنظمة الدكتاتورية ، ولذا فقد كان مبتكراً استثنائياً لتوظيف لهجة الريف العراقي - الجنوبي- تحديداً في معظم قصائده الملحمية مع انه مديني وابن لعائلة بغدادية عريقة ، وهنا أخذ الانسلاخ الطبقي بمجمل تفاصيله طريقه السليم في المكون الأساسي لشخصية النواب شاعراً ومناضلاً واتخذ من أبطاله نماذج شعبية متطورة في مضامينها وأشكالها كما في (حسن الشموس):

جباشه امفلشه ايذبني عليك الزود

ايعطل اكليبي.. عيب اعطل

يمن جبت الحزب لبيتنه امعكل

وهنا يأخذ العقال رمزاً لمهابة إنسان الريف وشموخه وفروسيته:

حزبنه اليوم يبني امعكل ابحزنه

حزبنه ايدير عينه ايكلب الدنيه

أو ... سكته

اتمطر الصحوة المشمسة مطرة المزنه

حزبنه اليوم يتهمهم عليهه

ومايعرف الكعده والهدنه

كذلك الحال في قصيدته- ابن ديريتنه حمد- :

حمد درع الحزب بالزركات

وايام المطر والشرجي لرفاكه سكيفه

...

تبتدي الدنيه بنهار الثار

ديرة اتبوس ديرة

عمت عين الكاع ضمتهم زلم

جانوا خميره

كول أدير العين عنهم

كلبي الملوع شكله.. اشلون اديره

شلون والقايد صدك بينه نفس منه وبصيره

شلون هذا الشعب للعفنين يسلم مصيره

كذلك الحال نجده في قصيدة لاتقل أهمية الا وهي (حرز):

سكينة الشمس بالهيمة

كبل جدحة شرارتها

نشيل الكاع للنجمه

ونذل انجوم ذلتهه

حرز لساع رشاشه

يدك ابليل محنتهه

أما في ملحميته المعروفة (حجام البريس) فقد أخذت سعتها بمجمل مفردات الشجاعة المقاومة التي من شأنها أن ترسخ آمال جماهير الحزب بأفق المستقبل الذي تجسد في شعاره (وطن حر وشعب سعيد):

أكلج جني أسمع ليل

يم عشرة وزمر زركه

يصح ردوا:

أكحل عين المبشرين واتنومس

وأفرك روحي للملكه

يصح رد الجبير النوكف ابابه

جثير الهله يا يابه

جثير الهله ملهاش خطابه

بدمشق وهو.. من غبتوا

وبقي مظفر النواب روحاً وضميراً مع نضال حزبه الشيوعي ، فقد منح صوته لقائمة الحزب في أول انتخابات برلمانية جرت بعد تغيير 2003 برغم اعتلال صحته في ضاحية مزة بدمشق وهو يقف في باب قاعة انتخابات منشدا لشعبه وحزبه الشيوعي.

*************

فضاء شعبي

الصحفي والكاتب والشاعر المناضل

سهيل فاضل (آشتي)

في ذمة الخلود

د. رحيم العراقي

كما تذوي الشمعة المضيئة و يجف النبع الصافي و تذبل  النخلة الباسقة دون ان تنحني للريح رحل عنا  مؤخراً الصحفي والكاتب والشاعر المناضل سهيل فاضل المعروف بإسم آشتي ابو جيان  في احدى مستشفيات العاصمة الدانماركية كوبنهاكّن. 

واكب الرفيق أشتي مسيرة الحزب الشيوعي العراقي منذ صباه في قضاء الرفاعي بالناصرية، و عاش الظروف الصعبة والأوضاع الخطيرة  و عاني من الملاحقات والمطاردات  حتى التحاقه بصفوف الأنصار الشيوعيين في عام 1979 ليبدأ مرحلة أخرى و فصلاً جديدا في ملحمة الكفاح من اجل وطن حر وشعب سعيد ، وظل أمينا ومخلصا لمبادئه وحزبه حتى رحيله، الذي يشكل خسارة كبيرة لحزبه ورفاقه وأصدقائه وذويه و محبيه.

عاش الرفيق الراحل حياته مناضلا غيورا على مدى خمسين عاماً، كان خلالها مثال المناضل الملتزم والجسور في اداء المهمات الصعبة، والجريء الذي لا يهادن في ابداء وجهة نظره مهما كانت مختلفة، وكان مثالا للتواضع والانتماء ونبل الاخلاق الانسانية.

رحل الرفيق النصير ئاشتي في هذه المرحلة الصعبة التي يكون العراق  فيها بأمس الحاجة له و لأمثاله من المخلصين الأوفياء و مانحين العطاء و المناضلين الاشداء الذين لا يترددون في الوقوف إلى جانب شعبهم و وطنهم والتضحية من أجل تحقيق الاهداف المشرفة والنبيلة.

*************

بس لو تدري

شعر / ئاشتي

بس لو تدري!

اشگد قداح

حن لروحي بعطره وفاح،

من شاف بهمسات شفافك حزن مسافر

من شاف بنظرات عيونگ دنية تسافر،

بس لو تدري!

وأنت مسافر،

تارك بين عيوني،

يلوح شراع فراگ،

لا مو باچر!

من هاي اللحظة لعينك،

يا روحي اشتاگ،

خايف من الليل...الليل

يضمك مره بجنحه،

خايف تغفه احلامك

بالغربه وما تصحه

بس لو تدري اشگد قداح

حن لروحي بعطره وفاح

بس لو تدري.

ــــــــــــــــ

عام 1997

***************

الى الراحل الغالي ئاشتي

(تضاعف حزني لأني لم استطع وداعك)

حميد مطلب

آه ياغم الوكت

گمنه إنتوسل بيه

عله نظرة

وداع……!!

ياخذ الغالين ويسافر

بساع.

آه ياغم الوكت.

وكت التراده..

 يخطي الغمان

ويصيب السباع.

وكت يمطر بس حزن

حزن یمطر..

فاضت النهران

وتغطت الگاع.

وكت مثل انذاله طبعه

طبعه من ذيچ

الطباع.

وكت بيه الموت يخطف..

 أغلى ناس...

 عايف المرياع

وشكول الضباع..

آه غمگ ياوكتنه.

حرمت حتى الوداع.

ردنه بس نظرة

وداع….

١٢ أذار يوم الوداع الأخير للراحل ئاشتي

***************

خفت اموت

فالح حسون الدراجي

يا شهر آذار يا عيد الهنه

خفت اموت وما اعيّد بيك انه

خفت اروح  وما اودعك

ومنهو يشعل بيده شمعك

ويكتب اغنية الحزب هاي السنه؟

يا شهر اذار  ياتاج السنة

وانه بيد الموت .. مر بذني كلام

گلي انهض موالك هذا المنام

گوم اكتب غنوتك

خاف تطول غيبتك

بغيابك باهت وفاهي الغنه

يا شهر آذار يا جوري السنة

مو كلام اللي سمعته مو كلام

هزة الزلزال هزني وكلبي جام

بكل مكان اطشرت

لملمت روحي وگمت

وقررت لازم اعيش .. وعشت انه

يا شهر آذار يا عيد الهنا

خفت اموت وانحرم منك انه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتب النص في المستشفى، والشاعر يعيش محنة الخطر الشديد جراء اصابته بفايروس كورونا

****************

ضوه طاريك

عقيل العرد

بعدني المع ضوه الطاريك لو رسموك

واكشخ للسوالف من يسمونك

وبعدني استاحشك

كل خطوة لو مريت من دونك

تشح وشرب سوالف من كبل عامين

وصوفر شوك ومتانات

ومن الكاك اضوك العافية بلونك

يالمكابلني وين مشرد عيونك

انته شويه وهواي اليحبونك

افردك عنهم بيا رأي

يامنفوس

غصنك مايرد حطاب

وانه اكره صلاة الفوس

***************

ايقونة شيوعية

إلى روح الفقيد الرفيق ( ابو ظافر)

 كاظم منخي صحن الازيرجاوي

حسين جهيد الحافظ

اشلون أرثيك

وامنين ابدي بالرثاء

يا شريان دمنه

اويا نهرمايه نقاء

يبرحية اهلنه ٠٠!

الما تطخ الرأس يوم

او لا يمر بيهه انحناء

يا شقيق الطيب والحب والمحنه

يا اعذب عذب شفاف ٠٠٠

يا ريحة اهلنه

النجف لبست سواد اعليك

رفاقك والمقر ينعيك

غيابك يا غيابك موت

وحشتك كلش قويه

وابحزن شايل حزن

تبچي الناصريه

اعليك يبن الناصريه

ابو ظافر ٠٠٠!!

صعب كلش صعب فرگاك

مشيت ابساع ليش ابساع

وكيح الموت ٠٠٠ !

هيچ الموت ٠٠٠ ما خلاك

لحظه اتشوف صحبانك

ولا چلمة وداع ابوجه جيرانك

يا چلمة هله او حياك

طبعك دوم

من جية فهد لليوم

شاگله الحبوبي من يسال

كاظم وين ٠٠٠ كاظم وين

او شاجاوب لو نشدني ٠٠

شارع العشرين

اگلهم راح لو عندك بعد جيه

يا عشگ المدينه

او شوگ ٠٠شوگ الناصريه

يا گمر ما غاب ضيه

بأجمل بيت ٠٠

من اجمل قصيدة شوگ

وايقونه شيوعية

بعد لسه چلمتك باقيه اعله البال

 (الشيوعية طريق المجد للأجيال )

شخذت اوياك يمسافر

( الشرارة) لو (طريق الشعب)

لو بيان امن الحزب طبعه جديده

وأمل باجر

**************

شعراءنا وكتابنا

تستقبل صفحة (ادب شعبي) قصائدكم ومشاركاتكم على البريد الالكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.وتعتذر الصفحة عن نشر المواد المنشورة سابقاً  ولا تتعامل مع اصحابها مستقبلا. وان المواد والقصائد المرسلة ستُعرض على مختصين قبل النشر.

*************

الصفحة الحادية عشر

اتحاد الادباء/ ثمار الكتب

يواصل اتحاد الادباء والكتاب في العراق، اصدار عدد من الكتب الابداعية والنقدية، ومن احدث ثماره: “جمهورية البرتقال/ شعر: إبراهيم الخياط”. الطبعة الثانية “ خلو” رواية د. طه حامد شبيب، “بذور محمولة بمظلات” شعر: احمد الحلي، “جغرافية الورد” شعر: عبد الله نوري الياس، “نصوص ستوكهولم” شعر: نجم خطاوي، “مكابدات الحافي” شعر: عبد الأمير خليل مراد، “اناخت في مضارب النقد”، نقد/ شكيب كاظم، “طيف عائلة” رواية: زهراء طالب حسن. 

*********

بين الافندي والمثقف العراقي .. هل من مقاربات؟

د. رهبة أسودي حسين*

ليس من السهل العثور على لفظة مثقف في التراث الثقافي العراقي عند مطلع القرن العشرين. أما في الدراسات الحديثة لتاريخ العراق فان استخدام الباحث للفظة (مثقف) هي حالة اسقاطية الحاضر على تراث الماضي، نعثر على لفظة مقاربة استخدمت للتعبير عن مفهوم (المثقف) وهي لفظة (الافندي)، يجد(لونكريك) أن لفظة افندية تطلق على طبقة من الموظفين الذين لا يملكون من حظ التعليم سوى النزر القليل الذي لايتعدى القراءة والكتابة ولكنهم يمتلكون أدب التعامل الاجتماعي، أما ملبسهم فهو على الطراز الأوروبي الحديث ولكن ارتداءهم  لهذه الملابس يبدو مضحكا فيحاولون عزل أنفسهم عن الناس، و لايتعاملون الا في اطار طبقتهم الاجتماعية، يتكلمون اللغة التركية حتى لوكانوا بين العرب، محاولين احتقار الاخرين، فضلا عن ابتعادهم عن روح الخدمة العامة. ولايعول(لونكريك) على قيام هؤلاء بالاصلاح في العراق، ولعل أفندية (لونكريك) أقرب وصفا الى بعض شخصيات الادب الروسي عند(غوغول) و(ليرومنتوف) و(دوستوفسكي) تلك الشخصيات التي تلقت تعليما بسيطا وتعرب عن ثقافتها من خلال استخدامها للمفردات الفرنسية، فهي أقرب للشخصيات المضحكة و ليست المثقفة. وطبقا لافندي لونكريك فان أفضل من صور شخصية (الافندي العربي) هو الاديب المصري (عبد الرحمن الشرقاوي) في  روايتة “الارض”. أما لفظة أفندي عند  المس (بيل)، فهي أقرب وصفا للفظة بغدادي،فهو الذي يعيش في مدينة بغداد وينعم بوسائل الترف و الراحة وموضع حسد الفلاح، وينتمي بعض الاحيان الى طبقة الموظفين ويكره اشغال الوظائف في الارياف،ويكثرالكلام عن الحرية عند ارتياده للمقاهي ولكنها حرية محددة بطبقتهم الخاصة.

ان أفندية المس (بيل) لاتختلف كثيرا عن افندية (لونكريك)، فهم فئة حصلت  على تعليم ٍبسيط ٍ يؤهلهم لاشغال وظائف ادارية، أما من ناحية ثقافتهم فهي ثقافة سطحية ليس لها اساسٌ فكري،  اجتماعي أو سياسي. ربما يسأل احد لماذا تبحثين في لفظة الافندي إذا كانت خصائصهم العامة بعيدة كل البعد عن مفهوم المثقف؟ الجواب عن ذلك ينبع من استخدام باحثين عراقيين لفظة الافندي محاولين اسقاط سمات المثقفين عليهم فالدكتور (علي الوري) يجد الافندية الاشخاص الذين كانوا موظفين أو ضباطاً في العهد التركي فهم في الغالب فقدوا مناصبهم في عهد الاحتلال البريطاني وصار الكثير منهم بلا مورد، واضطروا الى بيع مايملكون، وقد اصبحوا من رواد المقاهي يبثون الدعايات والاشاعات المناوئة للاحتلال البريطاني ويبشرون الناس بقرب عودة الاتراك الى العراق ،فليس لهؤلاء وظيفة اجتماعية يمارسونها على وجه الاحتراف، ولكن مع بدايات تأسيس الدولة العراقية عام 1921 بدأ الدكتور (علي الوردي) يطلق لفظة (افندية) على خريجي المدارس العسكرية أوالكليات المدنية في الدولة العثمانية الذين بدأوا يلعبون دورا سياسيا في تاريخ العراق الحديث فغالبا ماتستخدم لفظة أفندية مقابل لفظة مُلائية (علماء الدين)، ويجد أن الملائية يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية على أمور السياسة بينما الافندية يريدون ابعاد الدين عن السياسة.

وبهذا أخذت الوظيفة الاجتماعية تضفي على أفندية الدكتور (علي الوردي) سمات المثقفين. ويجد الدكتور (سيار الجميل) أن الافندية هم طبقة اجتماعية تجمع فئات عليا في المجتمع المدني  نمت وتطورت تدريجيا، وقد اضطلعت بأدوار مهمة في عملية التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية.... فكانت تعمل جاهدة على بث الوعي بين الناس بأساليب متنوعة دينية اصلاحية، ادبية ثقافية، أو سياسية وبيروقراطية و قانونية.... وهي تهدف الى  ضرورة تحسين أوضاع المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وعلى الرغم من الغموض الذي يحيط بمفهوم الطبقة الاجتماعية و كيفية نموها الا أن لهذه الفئات ادوارا اجتماعية سياسية واقتصادية وثقافية جعلت طبقة الافندية تقترب من مفهوم المثقف. بينما د. علي الوردي وجهة نظر اخرى فيما يتعلق بأدوار المثقفين فهو يقول:

1ـ تنحصر وظيفة إولئك بالعمل على بث الدعاية للسلطان وهم علماء الدين و الوعاظ والخطباء والشعراء والمؤلفون والكتاب وذوو القدرة على تنميق الكلام من الذين جذبتهم سلطة الاحتلال البريطاني بجانبها فيما بعد.

2 ـ يتوسع د.(علي الوردي) في تحديد وظيفتهم بشكل اعمق حين وضح أن لفظة الوعاظ لاتختلف عن لفظة الموجهين فالسلاطين يستخدمون نوعين من الجلاوزة جلاوزة السيف و جلاوزة القلم وهم يبذلون من الاموال في رعاية جلاوزة القلم مثلما يبذلون في رعاية جلاوزة السيف. فان “ الوعاظ والطغاة من نوع واحد، هؤلاء يظلمون الناس بأعمالهم و أولئك يظلمونهم بأقوالهم”.

من هنا نفهم أن ليس لهؤلاء الموجهين والوعاظ من وظيفة اجتماعية سوى خدمة السلطة, فالموجهون والوعاظ يمكن أن نجدهم في تنظيمات حزبية أونشاطات صحفية، فتاريخ العراق حافل بادوار الموجهين والوعاظ.

وفي الحقيقة تكمن الصعوبة في تحديد تعريف واحد للمثقف العراقي، لاننا أمام تسميات كثيرة لعبت ادوارا كثيرة منذ مطلع القرن العشرين فالتداخل واضح ضمن الوظائف المتعددة،فلا يمكن الاخذ بافكار(ريمون ارون) الذي يبعد المثقف عن الدخول في معترك الحياة السياسية لان المثقف يميل الى طرح موضوعات تجريدية من خلال حلول غير اقعية متجاهلا الامور الاساسية و مختلقا مشكلات زائفة. لأن مثقفنا العراقي دخل معترك السياسة بل مارس السلطة من خلال تنظيمات حزبية ونشاطات صحفية. فهناك ثلاثة مفاهيم يمكن تطبيقها في مفهوم المثقف العراقي وهي:

1ـ أن المثقفين بوصفهم منظمي الوظيفة الاقتصادية للطبقة التي يرتبطون بها عضويا وحملة وظيفة الهيمنة التي تمارسها الطبقة السائدة في المجتمع، ومنظمي الاكراه الذي تمارسه الطبقة السائدة على سائر الطبقات بواسطة الدولة.

أن هذا الرأي هو الذي طرحه (غرامشي) ضمن مفهومي المثقف العضوي والمثقف التقليدي والذي اشرنا اليه سابقا.

2ـ المثقف التقني عند(سارتر) الذي ينحصر دوره في عمل تقني معين كعالم الذرة الذي لن يكون مثقفا الا اذا اضاف الى عمله فعلا سياسيا وإِجتماعيا يجعله جزءاً من الرأي العام الذي يوجه السلطة السياسية.

3ـ  مفهوم المثقف الثوري على وفق وجهة نظر(فانون) الذي تغريه ثقافة الغرب في الاطلاع عليها والسعي للعمل على تبنيها نابذا ثقافته المحلية، لكن هذا الاغراء والانصياع للتأثر بالثقافة الغربية لايستمر طـويلا ً أذ يستيقظ (وجدانه المعذب) من خلال المقارنة بين أفكار الغرب وافعاله، فيعود الى ثقافته المحلية عاملا على انتاج ثقافة وطنية يسعى بها الى تغيير الواقع.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*باحثة واكاديمية، صدر لها مؤخراً كتاب جديد بعنوان “المثقف والسلطة” عن دار الشؤون الثقافية- بغداد.

*******

نصان كرديان

يخمدني كي أشتعل

کـــژال أحمد

ترجمة: لقمان منصور

أيُّ عصرٍ هذا ؟!

لا أحد ينفخ في الجمر

حتى يتلهّب

كن شاهداً

و أنظر كيف نفخوا جميعاً

في شعلة قلبي

لتنطفئ

أنظر الى الفحم

كم هو عبوس و مظلم

أنظر الى النار

كم هي لذيذة متوهجة

انا عشتُ في كليهما !!

ألذي أراد أن يلمسني

لونت يديه بالسواد

و الذي إقترب مني، إحترق

يا خيالي الدائم ، و الروح التي بجواري

أنا من الأزل

شجرة وحيدة

و لو بقصد إخمادي

تعال

أُنفخ فيّ

كما يُنفخ في فراشةٍ خريفية

مثل إطفاء شموع أعياد الميلاد

مع انغام أغنية سريعة الإيقاع

أُنفخ في

مثل إهداء سورة الفاتحة

للروح الطاهرة لشهيدٍ

من شفتي أمهِ

مثل النفخ في قلب

قدحٍ من الشاي الحار

أو إصبع طفلٍ

لسعتها النار

أنفخ على التراب المتراكم

على رفوف

ماضيَّ و حاضري و مستقبلي

اريد أن أشتعل

و أدخل عالماً مختلفاً

أخمدني كي أشتعل

أُنظر الى الدخان و اللهب

و أعلم

أن لا أحد ينفخ في عينيه لكي تصفى

لا أحد يشعل ناراً

من أجل النار ذاتها

انا أعلم إنني لا أدرك

عندما

تقف في طريقي

ليكون الطريق مفتوحاً أمامي

تحبني حتى لا أصبح فحماً

أو عصابيد حطاب

في لهيب الفرن

تأخذني أنت

و تستعملني كالعصا الذي

يستعمَل في تقلب جمر الفرن

يا خيالي الدائم و روحي

لا أحد ينفخ في الجمر

ليتوهج

و لكني متأكدة من نفخك في

تخمدني كي أشتعل ثانية

قل للجمر :

إنها بشدة محوها متقدة

بمحاولة إخمادها حية

إنها سجينة بحكم العشق

قل للجمرة

منذ سنين وأرى

إنها بخَجَلِ خدودها المحمرة

تبدو جميلة

العشاق لا يكذبون

ابراهيم الهوراماني

ترجمة: شمال اكريى

1 -

الفردوس

منزل العشاق

2 -

أنسجم

مع كل شيء

الجوع

مرض السكر

العوز

السجن المؤبد

بيد اني لا احتمل بعداك!

3 -

رغم ان قلبي

ما زال بمكانه

لكني

ما زلت وحيداً

4 -

سيمضي

الربيع

وسيأتي الخريف

مثل رحيلك

وانهياري!

5 -

ليس فقط

للسماء قمر

انا ايضاً لي قمري

6 -

يأتي الربيع

الاشجار تزدهر مرة اخرى

وأنا سأغدو ربيعاً

7 -

هناك

بين الربيع والخريف

فرق واحد فقط

هو

وجودك

8 -

فقط

استحسن الموت

عندما انظر لرحيلك

9 -

اعلم

انك ستأتين

لأن العشاق لا يكذبون؟

10 -

متى

جئت؟

كي لا اكون بإنتظارك!

********

قصة قصيرة

خوف ..

ابراهيم خليل ياسين

في صباح مشرق حمل مظروف الورقة النقدية إلى صديقه المرسل من أحد معارفه المقيم خارج البلد، بعد أن سحبها من مكتب البريد، ودسها في جيب سترته، فالطريق إلى مدينته طويل ويتأرجح بين الأسفلت المشوب بالتخسفات حينا والترابي حينا اخر، قال في سره “هذا لايهم فأنا مشتاق لرؤيته والجلوس معه والحديث إليه”، إستقل مع جمع الركاب في حافلة كبيرة وسط صخب بعض النسوة وهن يواصلن صعودهن ولم يتوقف إلا للضرورات كان منذ زمن طويل لم يره، مذ كان زميلا له في إحدى الوحدات العسكرية، الآن لا يعرف عن أخباره شيئا،باستثناء مايرده من بعض الأصدقاء ، لاسيما بعد المستجدات من الأحداث وماتبعها، بعضها ظل يساورها الشكوك بين أفواه لاتجيد البوح سوى حقيقة مايقع بين مايسمعه هنا وهناك لرضوخها المطلق ضمن نطاق أخبار قنوات التلفزة وما تخلفه من تداعيات، ظل يتأمل عبر نافذة الحافلة ماضي اعوامه المتزاحمة في شراك مبعثرة بين حقيقة ما يقع وسراب لفظتها زحام الأحداث ...

- اخبارك ؟

- جيدة

- كيف ؟

- سأتزوج من احبها

- أحقا !!

- نعم بعد معاناة والام

- اتعني....

- نعم أنها هي

صمتا لحظات ثم غرقا في مزاح وهما جالسان في قاعة الفصيل على أحد الأسرة،ثم نهضا وهرولا باتجاه ساحة العرضات عند إطلاق الصافرة،ثم تجمع مع صف طويل من المراتب، تنبه إلى الطريق طيلة المسافة التي قطعتها الحافلة، شعر بالضجر والإمتعاض عندما عانق بصره حجم الخراب والحطام الذي طال هذه المدينة الصغيرة ذات المنظر القروي جراء القصف الشديد الذي لم يترك حيزا من مبانيها وشوارعها وساحاتها إلا ونال منه.، قبل هذا الوقت كانت تزهو بهالة من إخضرار ورونقة فسحها وجمال اشجارها وكثافة اعشابها

عند منطقة فسيحة ترجل حالما تأكد من ملامحها ورسمها بدقة في ذهنه، وان ذلك الطريق الخرب يفضي إلى بيت صديقه..... فإنه لم يزل محتفظا بشيئ من هيئته ، قطع خطواته والقلق بات يغمره تماما، وقبالة منعطف ضيق وقف يتابع بدقة أين مكان البيت ؟ ولم يتأخر.. وسرعان ما أدرك من بعض صغار كانوا يمرحون مع بعضهم في العاب يستأنسون بها

- أين بيت .....؟

أشاروا باتجاهه، إقترب منه، فضل طرق الباب لكنه لم يفعل حين فوجئ بالباب مفتوحة على مصراعيها، وإن واجهته الأمامية لم تكن سوى محض شكل ليس إلا وما خلفه ركام من الأنقاض والأتربة التي غمرت الباحة المقابلة للغرف، حتى شجرة السدر في داخله

بات لم ير منها إلا محض أغصان مبعثرة، إزداد حزنا إلى حد طفرت الدموع من عينيه .، إنسحب مخذولا، عاود السير ففوجي بالصغار يستغربون من تصرفه هذا

- أين ذهبوا ؟

قال أحدهم

- لقد ماتوا بالقصف

عاد مخذولا بحزن شديد لدرجة شعر بساقية لاتطيقان

حمله وهو يقطع الطريق من حيث جاء وقبل أن يبادر بقطع خطوة باتجاه العودة آثار انتباهه ثمة طير ذا ألوان يحط فوق أحد جدران الحطام

******

الصفحة الثانية عشر

عائدة فوزي في ضيافة "بيتنا الثقافي"

بغداد ـ طريق الشعب

تضيّف اللجنة الثقافية في منتدى "بيتنا الثقافي" بساحة الاندلس، اليوم الخميس، الدكتورة عائدة فوزي، للحديث عن تداعيات جائحة كورونا، وتأثيرها الاقتصادي على واقع المرأة.

وتقدّم د. عائدة في الندوة التي يديرها عادل شبيب، محاضرة بعنوان (تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العراقي وآثارها على واقع المرأة الاقتصادي).

وتبدأ الندوة في الساعة الواحدة بعد الظهر. والدعوة عامة.

**************

استعدادا لاستقبال نوروز

رواج أسواق المكسرات في كردستان

السليمانية – وكالات

تشهد أسواق المكسرات والحلوى في مدينة السليمانية وبقية مناطق إقليم كردستان، هذه الأيام، رواجاً كبيراً استعدادا لاستقبال أعياد نوروز والربيع.

وتشتهر السليمانية بالمكسرات المتنوعة، كالجوز والفستق واللوز، بالإضافة إلى الفاكهة المجففة مثل التين والزبيب والتوت والمشمش، فضلا عن الحلويات الشعبية، ومنها الباسوق والسجق والحلقوم ومَن السما.

كاك هوشمن، وهو صاحب محل لبيع المكسرات في المدينة، يؤكد في حديث صحفي، رواج بضاعته هذه الأيام، خاصة في ظل قدوم سائحين عرب وبدء الاستعدادات للاحتفال بأعياد نوروز، مشيرا إلى زيادة الطلب على الجكليت والفستق، باعتبارهما من أساسيات مائدة احتفال العائلة الكردية.

ويضيف أن “السائحين يحبون إهداء اقاربهم واصدقائهم هدايا عند عودتهم الى مناطقهم، وهم يفضلون المكسرات والحلوى كهدايا”، لافتا إلى أن أسعار هذه المواد، ارتفعت نسبيا الفترة الحالية، لارتفاع سعر صرف الدولار “لكن هذا لم يمنع الناس من التبضع” – بحسب هوشمن نفسه.

إلى ذلك، تقول المواطنة ام سازان، ان “كرم الضيافة من العادات الكردية الأصيلة القديمة، التي تبرز في الأعياد والمناسبات، ومنها عيد نوروز”، مشيرة إلى أن “العائلات الكردية تستقبل المهنئين في عيد نوروز بمائدة ضيافة تتضمن الحلوى والمكسرات”.

وتأسف أم سازان على كون الاحتفال بعيد نوروز هذا العام اقتصر على التجمع داخل العائلة، بسبب الحظر الصحي وتطبيق تعليمات الوقاية من فيروس كورونا المتفشي.

**************

مصطفى زاير:

سبع مقطوعات للعزف المنفرد في “حضارتي”

بغداد – وكالات

كشف الموسيقي مصطفى زاير، عن تأليفه سبع مقطوعات جديدة للعزف المنفرد على العود، ستندرج ضمن ألبومه الجديد الموسوم “حضارتي”، مبينا انه يقوم حاليا بتسجيل الألبوم في استوديوهات “بيت الموسيقى” بمحافظة السليمانية، تحت إشراف الموسيقي مصطفى عباس ومهندس الصوت كسرى كاوه.

وبين زاير أن “حفلي الموسيقي الذي كان من المقرر إقامته قبل شهور، والذي تم تأجيله بسبب جائحة كورونا، سيقام في اقرب وقت ممكن، وستكون الأولوية فيه لمقطوعاتي الجديدة”.

وبشأن مركز تعليم الموسيقى الذي يديره، أكد انه “سيعاود تعليم الموسيقى بمختلف الآلات، بعد الانتهاء من الحظر الصحي”، لافتا إلى أن “المركز الذي تحاضر فيه نخبة من أساتذة الموسيقى، خرّج عازفين بمختلف الأعمار، معظمهم عزف ضمن حفلاتي التي أقيمت سابقا في بغداد وخارج العراق”.

واوضح زاير، ان الحفلات الموسيقية التي أقامها في الخارج بمشاركة الفرقة التابعة لدائرة الفنون الموسيقية، كان لها تأثير كبير في المجتمعين الغربي والعربي، مؤكدا سعيه إلى المحافظة على الهوية الموسيقية العراقية الاصيلة.

***************

بحر النجف “معجزة بيئية” تنبض بالحياة

النجف – وكالات  

بحيرة جفّت منذ أكثر من قرن في مدينة النجف، تحولت اليوم إلى “بحر” وفير المياه، حياته نابضة بمختلف أنواع الطيور والأسماك والنباتات.

صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، وصفت في تقرير لها صادر أخيرا، “بحر النجف” الواقع في قلب الصحراء بـ “المعجزة البيئية الحديثة والنادرة الوقوع في عالم كثرت فيه الكوارث الطبيعية وانقرضت أصناف نباتية وحيوانية بسبب تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري”.

وينبسط “بحر النجف” عند سفح المدينة، نهاية بستان ضخم من أشجار النخيل المثمرة، على امتداد 336 كيلومترا مربعا، أي أكثر من نصف مساحة “بحيرة جنيف” الواقعة على الحدود السويسرية الفرنسية – بحسب التقرير.

ممر للوافدين سابقا 

يشير التقرير إلى أن الوافدين كانوا يصلون إلى مدينة النجف في السابق عن طريق بحرها، مستدركا “لكن هذا البحر جفّ عام 1887 بقرار من السلطان العثماني آنذاك، الذي أمر بوقف القنوات التي تمده بالمياه”.

وقبل بضع سنوات فقط، كان “بحر النجف” مستنقعات شاسعة في منطقة منخفضة، وبدأت منذ عام 2012 موجة جفاف تدريجية للمياه، لكنها انتهت العامين الماضيين، وعادت المياه إلى البحر مجددا وبوفرة.

وتُجرى أبحاث لشرح أسباب عودة المياه إلى البحر. إذ يرى بعض الفرضيات أن السبب يكمن في الأمطار التي رفعت خلال السنوات الأخيرة مناسيب المياه في نهر الفرات الذي يمر على بعد كيلومترات قليلة فقط من النجف، فضلا عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية.

ثروة حيوانية ونباتية

بدت تأثيرات عودة “بحر النجف” على الثروة الحيوانية والنباتية واضحة. فقد سُجّل ظهور 168 نوعا من الطيور المحلية أو المهاجرة في المنطقة منذ عام 2017، فيما أُحصي نحو 30 نوعًا من النباتات المتكيفة مع المناخ الصحراوي ومع الوسط المائي. وسمحت وفرة الأسماك بعودة نشاط الصيد الذي اختفى من مدة في البحيرة، كما ازدهرت أنشطة استخراج الملح في المكان.

وترى الصحيفة الفرنسية أنه إذا استمر هذا الانتعاش في ظل ظروف جوية جيدة، فربما يتحول “بحر النجف” يوما ما إلى واحدة من الوجهات السياحية البارزة في العراق، شريطة أن يستمر منسوب المياه في الارتفاع.

**************

ناسا:

كميات كبيرة من المياه في قشرة المريخ

واشنطن – وكالات

كشفت دراسة جديدة لوكالة ناسا الفضائية الأمريكية، عن احتمال وجود كميات كبيرة من المياه في قشرة المريخ، لم تتسرب إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، على عكس ما كان يعتقد منذ فترة طويلة.

وكانت أبحاث ناسا السابقة تشير إلى أن المريخ كان رطبا بدرجة كافية لتغطية سطحه بالكامل بمحيط من المياه عمقه يتراوح من 100 إلى 1500 متر، ما يساوي حوالي نصف كمية المياه الموجودة في المحيط الأطلسي.

واعتقد العلماء وقتها أن الكوكب الأحمر فقد مجاله المغناطيسي وجرده الإشعاع الشمسي والرياح الشمسية من الكثير من الهواء والمياه.

ويشير البحث الجديد، إلى أن كمية كبيرة من مياه المريخ، ما بين 30 و99 في المائة منها، قد تكون محصورة داخل المعادن في قشرة الكوكب، “ما يمثل تحديا للنظرية القائلة إنه بسبب الجاذبية المنخفضة للمريخ، تسربت مياهه إلى الفضاء” – وفق بيان صادر عن ناسا.

**************

استغل فترة الحظر الصحي

طالب بصري يبدع

في “الفيلوغرافيا”

البصرة – وكالات

استغل الشاب يوسف رياض، من مدينة البصرة، فترة الحظر الصحي في تعلم فن الفيلوغرافيا، الذي يعد طريقة في الرسم تتم من خلال لف خيوط وغزلها بين مسامير مثبتة على لوحة خشبية.

وبدأ يوسف، وهو طالب في الصف الخامس الإعدادي، مشواره مع هذا الفن بإنجاز لوحات بسيطة، قام بنشرها على موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”، ليحظى بإعجاب متابعيه وتشجيعهم، الأمر الذي حفزه على إنجاز المزيد من اللوحات، أبرزها بورتريهات لوجوه عالمية وعراقية معروفة، مثل العالم ألبرت أينشتاين والشاعر بدر شاكر السياب.

وعن تاريخ هذا الفن، يقول يوسف انه يعود إلى أيام الدولة العثمانية، حين كانت إدارات السجون تدعو السجناء إلى مزاولته، لغرض خفض توترهم، وتقليل فترة حكمهم في الوقت نفسه.

واستطاع هذا الشاب أن يطور من مهاراته الفنية في الفيلوغرافيا، حتى انه صار يزاول نوعا مشتقا منه اسمه “سبايدر آرت”، وهو أصعب من الأول الشائع، وطريقة الاشتغال عليه مختلفة، تتمثل في لف الخيوط وغزلها بين المسامير بصورة متقاطعة. وعن ذلك يقول، أن مزاولي فن  “سبايدر آرت” قليلون في العراق لا يتجاوز عددهم الـ 4 أشخاص، على عكس فن الفيلوغرافيا الذي يزاوله عدد كبير من الفنانين العراقيين.

وبعد أن طور من مهاراته، اتخذ يوسف هذه الهواية مهنة لكسب الرزق، فصار ينجز لوحات للراغبين من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل مبلغ من المال.

ويرى هذا الشاب انه من الجميل أن يكون الإنسان طالب علم وفنانا في الوقت ذاته، مؤكدا سعيه إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا الحقل الفني على أن يتعزز ذلك بتشجيع الأهل والأصدقاء والمتابعين.

*************** 

النجف تكمل ملف

“منارات طريق الحج”

النجف – وكالات

أعلنت مديرية الآثار في محافظة النجف، أخيرا، عن إكمالها إنجاز ملف “منارات طريق الحج البري”، لغرض إدراجها على لائحة التراث العالمي في اليونسكو.

وقال مدير آثار المحافظة، محمد الميالي، ان هناك 18 منارة في النجف تقع على طريق الحج البري الممتد إلى السعودية، يعود تاريخها إلى العصر العباسي، مبينا انه تم إكمال ملف هذه المنارات لإدراجها على لائحة التراث العالمي أسوة بمدينتيّ أور وبابل الأثريتين.

وأشار إلى أن هذه المنارات التي تمتد مواقعها على طريق طوله 180 كيلومترا، لم تشهد أي ترميم خلال السنوات الماضية “بسبب عدم توفر التخصيصات المالية”، لافتا إلى أن السعودية تضم منارات مشابهة للمنارات الموجودة في النجف، تم إدراجها على لائحة التراث العالمي.

وبين الميالي، انه سيتم تنظيم جولة ميدانية بين تلك المنارات، لتحديد ما تحتاجه استعدادا لصيانتها بعد إقرار الموازنة المالية العامة، مطالبا بتحويل الطريق البري الذي تقع عليه المنارات، إلى طريق سياحي، والشروع بإحياء المناطق القريبة منه.