اخر الاخبار

الصفحة الاولى

شكر وتقدير

تتقدم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بعميق شكرها وامتنانها الى المهنئين في مناسبة حلول الذكرى 87 لتأسيس الحزب، وتعبر عن تقديرها العالي الى الرئاسات الثلاث وأعضاء مجلس النواب والكتل والأحزاب السياسية والشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية والإعلامية والاجتماعية، والى منظمات الحزب ورفاقه وأصدقائه، على كلماتهم الطيبة التي قيلت بحق حزبنا ودوره النضالي ودفاعه المتواصل عن حقوق ومصالح الشعب والوطن العليا.

ننتهز هذه الفرصة لنعبر عن خالص الامتنان للجميع، متمنين لهم الصحة والعافية ولبلدنا الأمان والاستقرار والرقي والازدهار.

************

كتب المحرر السياسي

عدم اشراك عراقيي الخارج في الانتخابات خرق دستوري

الانتخابات المبكرة هي مطلب انتفاضة تشرين، وقد تاخر اجراؤها  كثيرا عن موعده، حيث طالب المنتفضون بها في تشرين الأول ٢٠١٩، وها ان الموعد المعلن لاجرائها هو تشرين الأول ٢٠٢١، أي بفارق سنتين بالكمال والتمام. وفوق هذا لا تنتهي التساؤلات عما اذا سيصمد هذا الموعد.

ان  المراد من هذه الانتخابات هو ان تكون خطوة في سياق تراكمي لمستلزمات التغيير، وبناء ميزان قوى قادر على فرض إرادة الشعب وتطلعه الى الخلاص مما هو فيه من أزمات، طالت كل شيء في الوطن ووصلت تداعياتها الى الغالبية الساحقة من بيوت المواطنين.

وهذا يستلزم بالضرورة ان تكون الانتخابات عادلة ونزيهة وشفافة، وان يستطيع المواطن داخل الوطن وخارجه الأدلاء بصوته بحرية تامة وفقا لخياراته وقناعاته، بعيدا عن الضغط والاكراه، من أيّة جهة جاءا وتحت أي مسمى وعنوان. وان تجري العملية الانتخابية في جميع مراحلها في أجواء آمنة، وبعيدا عن نفوذ المال السياسي واغراءات الكتل المتنفذة، وبعيدا أيضا عن ضغط السلاح المنفلت الذي يتوجب ان يحصر بيد مؤسسات الدولة، وان تتخذ إجراءات ملموسة في هذا الشأن، ويطبق نص المادة التاسعة/   أولا من الدستور، التي تنص على انه: يحظر تكوين مليشيات عسكرية خارج القوات المسلحة. 

ان من واجب الحكومة والمفوضية توفير مستلزمات تمتع المواطنين جميعا، بالحق في المشاركة في الشؤون العامة وبالحقوق السياسية، بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح، كما نصت المادة ٢٠ من الدستور. ولم يميز الدستور ومواده، كذلك قانون الانتخابات، بين المواطنين العراقيين سواء كانوا داخل وطنهم او خارجه. ولهذا يبقى مدى قانونية حرمان العراقيين في الخارج من حق التصويت واختيار ممثليهم، موضع تساؤل مشروع.

ان السلطتين التشريعية والقضائية خصوصا مطالبتان بالنظر في هذا  الاجراء، فليس معقولا ان تعطل قضايا فنية حقا دستوريا، وما يترتب على ذلك من حرمان اكثر من مليوني مواطن، من المشاركة في رسم معالم وتوجهات بلدهم.

ان بلدنا العراق ليس الوحيد في العالم الذي يتوزع مواطنون من ابنائه في دول العالم، لكنها، بعكس العراق، تحرص على ان توفر لهم وتسهّل عليهم المشاركة في  حدث كبير  مثل الانتخابات العامة.

ان قرار المفوضية بحرمان مشاركة مواطني الخارج هو خرق دستوري وقانوني، تتوجب مراجعته والغائه.

*******

في حديث لشبكة رووداو

رائد فهمي:  البلد يحتاج الى إصلاحات حقيقية

بغداد – طريق الشعب

تحدث سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، عن “التحدي الأكبر” في الانتخابات المقبلة في العراق، مشيراً إلى أن التحالفات السابقة في الانتخابات “لم تعد قائمة” جاء ذلك في مقابلة صحفية.

فقد قال لشبكة رووداو الإعلامية يوم السبت (10 نيسان 2021)، إن “التحدي الاكبر هو كيف ستقام هذه الانتخابات وتوفر الشروط للتعبير بحرية، لأن البلد يحتاج إلى ان تنكسر الهوة الموجودة بين المجتمع وبين المنظومة السياسية والتشريعية والتنفيذية”.

وأضاف أنه “خلال الأسابيع الماضية جرى تذليل عدد من العقبات حول إقرار المحكمة الاتحادية وتمرير الموازنة وغيرها”، لافتاً إلى “مسألة توفير كل الظروف المناسبة لأن تكون الانتخابات  حرة ونزيهة لإجراء تغيير وخلق بيئة ليذهب الناخب بدون تهديدات، ويعبر عن ارادته بحرية”.

 وحول امكانية إجراء الانتخابات، أوضح  فهمي أن “المؤشرات تشير إلى احتمالية إجراء الانتخابات في موعدها، ويبدو أن هناك رغبة، إقليمية  ودولية أيضاً، بأن تشكل هذه الانتخابات محطة مهمة  ومتميزة عن الانتخابات السابقة”.

ورأى  فهمي أن “هناك اشكالية عند الناخبين ومدى ثقتهم بأن هذه الانتخابات ستعبر عن إرادة المواطنين ، وأن لا تعيد انتاج ما أفرزته الانتخابات السابقة، وما رافقها من  تزوير أو نفوذ القوى المتنفذة عن طريق وسائل مالية أو غيرها”، مبيناً أن “احتمالات المقاطعة موجودة، لعدم اليقين  بأن تكون  الانتخابات محطة تغيير ، خاصة  مع وجود حالات اختطاف واغتيال والسلاح المنفلت”.

أما بشأن تحضيرات الأحزاب السياسية لدخول الانتخابات، ذكر فهمي، أن “التحالفات السابقة  في الانتخابات السابقة لم تعد قائمة حالياً، والبعض يدعو إلى إحيائها”، عاداً هذا الأمر “صعباً لأن الظروف تغيرت، فضلا عن ان التحالفات والاصطفافات الجديدة حتى الآن لم تتبلور، فضلاً عن وجود خيارات مختلفة”.

وبشأن دخول الحزب الشيوعي في الانتخابات، قال فهمي إن “وجهتنا الآن هي الدخول والمشاركة ضمن التحالف المدني الديمقراطي، مع عدد من القوى السياسية، ولدينا لقاءات وتشاورات مع قوى  أخرى”، منوهاً إلى أن “التحالفات ما بعد الانتخابات ممكنة، والمطلوب الآن ليس تحالفات من أجل تمرير حكومة فقط دون الاتفاق على رؤية مبدأية مشتركة، فالبلد يحتاج إلى إصلاحات حقيقية، وحكومة قوية فاعلة بقاعدة سياسية ودعم شعبي، والبلد يحتاج إلى رؤية مشتركة لاستنهاضه ومواجهة التحديات”.

وأكد على ضرورة أن “لا تكون الانتخابات المقبلة  تحت عناوين هوياتية ضيقة، ونحتاج إلى حملة انتخابية على أساس برامج ورؤى، ويجب أن تتفاهم القوى السياسية  على كثير من الأمور التي تتعلق بالدولة، فهي تحتاج إلى بُعد انتخابي غير ما شاهدناه في السنوات  السابقة”.

أما بخصوص تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، فقد أشار فهمي إلى أن “الارادة السياسية لتطبيق المادة 140 غير متوفرة بشكل كاف عند الاطراف، واذا توفرت يمكن معالجة النقاط التفصيلية المتعلقة بها”، مضيفاً أن “البعض يعتبرها منحازة للكرد ، بينما هي مادة تحترم الحقوق، عادلة وغير منحازة “.

********

مرشحو الكوتا

أمام «إجحاف قانوني»

بغداد – طريق الشعب

واجه عدد من المرشحين، ضمن كوتا الأقليات، صعوبة في تقديم أسمائهم الى مكاتب المفوضية، لوجود نص قانوني يعارض ترشحهم في محافظات أخرى، لا يسكنون فيها، رغم انه جرى تمييز ترشحهم باعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة. وبالتالي فإن باستطاعتهم الحصول على أصوات في أي محافظة.

ويقول مرشحون انهم لم يواجهوا هذا الامر في قانون الانتخابات الذي جرت وفقه انتخابات 2014 الا ان القانون الحالي والتعليمات وضعا بعض العراقيل امام ترشيحهم.

وقالت الناشطة السياسية شميران مروكل واحدى المرشحات عن الكوتا، إن الفقرة التي وردت في قانون الانتخابات، والتي يقضي تفسيرها بحرمان مرشحي المكونات العراقية من اختيار مكان الترشح، تقضم الحقوق، وتضيق على أبناء هذه المكونات، التي تعاني في ظل الازمة السياسية الراهنة.

من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي، إن الحديث الحالي بشأن حصر الترشيح على الكوتا في مناطق السكن او الاقامة هي “قضية قانونية لا أكثر”.

********

قيمة الدينار ومحدودية رواتب الرعاية تفاقم مآسي الفقراء

بغداد ــ نورس حسن

يشتكي الكثير من المستفيدين من الرعاية الاجتماعية من ضنك العيش، خاصة بعد رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار، ما احال دون مقدرة الكثير منهم على دعم مصدر رزقه الوحيد، فيما استسهل بعضهم طريق الاستجداء، بغية الحصول على مبلغ مادي، يوفر عبره متطلبات حياة أسرته اليومية، خاصة وان رواتب الرعاية الاجتماعية وعلى الرغم من قرار زيادتها الا انها لا تزال هزيلة، قياسا بأسعار المواد الغذائية.

وتعليقا على اجراءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برفع رواتب المستفيدين من شبكة الرعاية الاجتماعية، تقول زهراء محمد لـ”طريق الشعب” ان “الموظفين الذين تتجاوز رواتبهم 800 الف دينار شهريا، باتوا يقاسون ارتفاع الاسعار، فكيف بالمواطنين الذين يتقاضون 250 الف دينار كراتب من الرعاية”.

وكشف رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية، النائب رعد الدهلكي في تصريح صحفي، عن تضمين قانون الموازنة العامة للعام 2021، “زيادة في رواتب المشمولين بالرعاية الاجتماعية”، موضحا ان الزيادة تتراوح بين 25 الى 75 الفا للعائلة الواحدة.

********

دراسة بريطانية: الصحف حاملةً لرسائل العمليات الإرهابية

رشيد غويلب

تناولت دراسة صدرت اخيرا عن مركز أبحاث السياسة الأمنية في معهد رويال يونايتد للخدمات في لندن، الدور الذي تلعبه الصحف ووسائل الإعلام الأخرى في استراتيجية المعلومات التي يعتمدها الإرهابيون.

ففي البلدان الرأسمالية المتطورة مثل بريطانيا العظمى، فرنسا، وألمانيا، يأتي التهديد الأكبر بالإرهاب من القوى النازية والفاشية الجديدة، او ما توصف بالإعلام التقليدي باليمين المتطرف، إلا أن توصيف الإرهاب في الوعي المجتمعي يرتبط في الغالب بالأعمال التي تنفذها مجموعات او افراد ارهابيون اسلامويون.

وبحثت الدراسة إلى أي مدى تستخدم الصحافة البريطانية الإرهاب أو تتصدى له. وتقر كاتبة الدراسة جيسيكا وايت بأن السكان يريدون تقارير فورية ومفصلة عن الهجمات الإرهابية، وهذه التقارير لها آثار إيجابية، وسلبية غير مقصودة على المجتمع. لذلك تقترح وايت أن تقوم هيئات التحرير بوضع قواعد سلوك بشأن كيفية تناول الهجمات الإرهابية.

********

راصد الطريق

نموذج .. ونموذج

يعبر المواطنون اليوم عن الارتياح حين يراجعون دوائر الجوازات ويلاحظون سلاسة انجاز المعاملات  في مدد زمنية قصيرة نسبيا. حيث جرى تخطي العديد  من العقبات حتى بات الحصول على الجواز الجديد او تجديد القديم امرا لا يحتاج ان يحسب له الحساب جهدا و“مالا“ وتهيئة “للعِرف والواسطات”. وبدلا من التكدس السابق في مديرية الجوازات العامة في بغداد مثلا، فتحت وزارة الداخلية مكاتب عدة في المناطق، ما اوجد الانسيابية التي نتحدث عنها والحصول على الجواز في يومين او ثلاثة من دون “الدفع”. وهو ما يتوجب الحرص عليه وتطويره ومنع ايادي الفاسدين والعابثين من العودة الى “مهنتهم” في اطاره.

مقابل هذا تبقى معاناة المتقاعدين بانتظار الحل، فرحلة المُراجع  الى مديرية التقاعد تستمر ساعات طويلة وقد تمتد لايام وسط تدافع وازدحام على “الشبابيك”. ويصبح الامر صعب التحمل في الصيف اللاهب، خصوصا لابناء المحافظات. فيما يبقى المراجع يسمع الأصوات تتردد عالية: “العنده واسطة” او “اللي يدفع” أموره ماشية.

فمتى ينتهي هذا كله ؟!

*********

الصفحة الثانية

“طريق الشعب”، تنشر الحوار كاملاً معها الخميس القادم

جمانة الغلاي: 333 مواطناً رشحوا للانتخابات حتى الآن

بغداد – سيف زهير

أكدت الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي، امس الأحد، أن عدد المرشحين المتقدمين للمنافسة الانتخابية بلغ 333 مرشحا لغاية الآن.

وقالت الغلاي، خلال حوار خاص اجرته معها “طريق الشعب”، إن “عدد المرشحين هذا يضم 70 اسما من الأحزاب، و 4 من التحالفات، فيما البقية أتت ضمن الترشح الفردي للمستقلين”.

ولفتت إلى ان “المفوضية تجري استعدادات متواصلة للتحضير الجيد من اجل اقامة الانتخابات على أحسن وجه، وتعد العدة لمواجهة حالات التزوير والتلاعب من خلال اجراءات صارمة وعبر فرقها الرصدية التي ستنتشر بوقت مبكر في مختلف الدوائر الانتخابية”.

******************

اضاءة

الحكومة والمفوضية

على المحك

محمد عبد الرحمن

من جديد أعلنت  المفوضية العليا للانتخابات ان يوم ١٠-١٠- ٢٠٢١ ، هو يوم حتمي لاجراء الانتخابات المبكرة، التي كانت من المطالب الرئيسة لانتفاضة تشرين المجيدة.

بالطبع ظلت القوى المتنفذة تراوغ وتماطل، وإن كانت قبلت فكرة اجراء الانتخابات المبكرة فعلى مضض، فهي بالأحرى فرضت عليها ، وقد مارست كل أنواع الزوغان والتعطيل، بدءاً بقانون الانتخابات الذي فصلته على مقاساتها ، مرورا بتأخير تشكيل المحكمة الاتحادية، تضاف الى هذا وذاك التجاذبات والتقاطعات بشأن موازنة ٢٠٢١ التي اقرت أخيرا بعد رحلة ماراثونية، استمرت اكثر من ثلاثة اشهر.

وليس بعيدا عن ذلك،  القرار المتعلق بحل مجلس النواب نفسه وتحديده موعد الحل بثلاثة أيام فقط قبل الموعد المحدد لاجراء الانتخابات، وهو ما يعكس   أجواء  عدم ثقة القوى المتنفذة وقلقها ازاء نتائج الانتخابات القادمة، رغم انها فعلت كل شيء وما زالت لضمان هيمنتها فيها.

ولعل من بين أسباب القلق اعلان عدد من قوى انتفاضة تشرين عزمها  الدخول في المعترك الانتخابي، بعد ان شكل عدد منها اطرا وتنظيمات خاصة به. وقد دفع هذا القلق القوى المذكورة الى استنفار امكاناتها لإعادة الحصان الجامح والمتمرد، وتأمين السيطرة عليه بوسائط عدة، منها :

*اختلاق  تشكيلات وتنظيمات تدعي ان لها صلة بالانتفاضة والحراك الاحتجاجي، على عكس الواقع تماما.

*استمرار ملاحقة الناشطين والفاعلين المدنيين واختطافهم، وتفعيل دور كاتم الصوت من اجل الترهيب وتكميم الافواه واشاعة اليأس.

*تفعيل دور المال السياسي لشراء الذمم والاصوات.

*استمرار  فلتان السلاح وقرقعته.

*اغداق الوعود بتأمين المناصب والمواقع  في مؤسسات الدولة .

هذا ما يتوجب ان تدركه قوى تشرين الحقة، وان تقلب الطاولة في وجوه أصحاب المشاريع الخبيثة وتلحق الهزيمة بهم، وتنأى بنفسها عن كل ما يضر بسمعة المنتفضين  وشعارهم العتيد “ نريد وطن “ ، فلا يعقل ان يُصغّر الوطن الى وظيفة مثلا !

من جانب آخر وبالقدر الذي تعلن فيه المفوضية حرصها على اجراء الانتخابات في وقتها، فحري بها وبالحكومة ومؤسسات الدولة ذات العلاقة ان تبدي الحرص على توفير مستلزمات اجراء انتخابات عادلة ونزيهة، وتأمين أجواء إعادة ثقة المواطن بالعملية الانتخابية وجدواها، وامكانية ان تكون معبرة بصدق عن إرادة الناخبين وتطلعاتهم  واهدافهم، بما فيهااهداف الانتفاضة .

فهل تعلم المفوضية ان البعض بدأ دعايته الانتخابية منذ الآن؟ وهل تدري بالاموال التي تخصص وتدفع ؟

ويبرز هنا أيضا التساؤل الكبير بشأن تطبيق  قانون الأحزاب السياسية، خاصة منه ما يتصل بالسلاح، وتلك مهمة لا تخص المفوضية وحسب ، بل والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، خاصة الحكومة لجهة حصر السلاح بالمؤسسات المخولة دستوريا بذلك .

ان توفير الامن والاستقرار مطلوب منذ الآن وليس في يوم التصويت، وهذا أوسع من تأمين حماية صناديق الانتخاب، حيث ما زال على الحكومة ان تفعل الكثير.

ان الإجراءات الخاصة بالانتخابات لا تقتصر على الجوانب الفنية البحت، رغم أهميتها، انما الأهم ان تتوفر ظروف ومقومات اجراء انتخابات ذات صدقية، وان يتم اتخاذ إجراءات ملموسة تطمّن المواطن - الناخب.

*************

اغلاق مؤسسات نفطية ودوائر حكومية في المحافظات

تصعيد احتجاجي يرافق زيارة الكاظمي الى البصرة

بغداد ـ طريق الشعب

لم يفوت المحتجون زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى محافظة البصرة، لوضع الحجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير، دون تصعيد احتجاجي، للمطالبة بتوفير فرص العمل وصرف مستحقات اصحاب العقود والاجور اليومية.

واغلق المحتجون من أصحاب الـ 30 ألف درجة وظيفية مصفى الشعيبة، ما اجبر الكاظمي على وصول المصفى بطائرة مروحية.

ويطالب المحتجون بتحويلهم الى عقود وزارية وصرف مستحقاتهم المتأخرة, مستغربين من عدم تضمين مستحقاتهم في الموازنة العامة.

وقطع متظاهرون في قضاء الفاو جنوبي المحافظة، الطريق المؤدي الى مستودع الفاو النفطي، بالكتل الكونكريتية في مسعى منهم للضغط على الحكومة بالاستجابة لمطالبهم بتوفير فرص العمل.

احتجاجات واسعة

ولم تكن محافظة ذي قار بمعزل عن الاحتجاجات الدائرة في جارتها البصرة, حيث قطع محتجون من خريجي كليات الهندسة والمعاهد التقنية جسور النصر والحضارات والزيتون للضغط على الحكومتين المحلية والمركزية بالاستجابة لمطالبهم.

ويواصل العشرات من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد في المحافظة، اعتصامهم المفتوح أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتخصيص جزء من درجات الحذف والاستحداث لهم, فيما تظاهر عدد من خريجي كلية الاعلام في المكان ذاته، مطالبين بتوفير فرص عمل.

ونظم العشرات من اصحاب الاجور اليومية ـ المضربين عن العمل في دائرة بلدية الناصرية ـ تظاهرة في ساحة الحبوبي، للمطالبة بتحويلهم الى عقود وزارية، وشمولهم بقرار مجلس الوزراء رقم 315, مستنكرين تخفيض اجورهم الى 300 الف دينار, مؤكدين استمرار اضرابهم لحين تنفيذ مطالبهم، وتحسين رواتبهم وضمان التقاعد.

يُشار الى ان  العشرات من اهالي قضاء سوق الشيوخ، نظموا تظاهرة احتجاجية، للمطالبة بإقالة المسؤولين الفاسدين والمقصرين في عملهم, وتحسين واقع الخدمات المتردية في القضاء منذ سنوات.

إغلاق المؤسسات النفطية

وفي محافظة ميسان, اغلق العشرات من المهندسين الباحثين عن فرص العمل مبنى شركة نفط ميسان في خطوة تصعيدية للضغط على الشركة والحكومتين المحلية والمركزية، في حل مشكلتهم، وابرام عقود وزارية معهم.

ويواصل العشرات من خريجي كليات الهندسة، احتجاجاتهم امام المستودع النفطي في محافظة الديوانية، مطالبين بتوفير فرص العمل.

ويهدد المهندسون المتظاهرون بـ”التصعيد” في حال استمر تجاهل مطالبهم المشروعة.

فيما اغلق خريجو كليات الهندسة، شركة المنتجات النفطية في محافظة المثنى, مطالبين بتوفير فرص العمل. واقدم عدد من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد والمعهد المحاسبي، على اغلاق البوابة الرئيسية لمصفى السماوة، للمطالبة بفرص العمل.

يُذكر ان العشرات من المهندسين الزراعيين اغلقوا مبنى دائرة الزراعة في المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

تطبيق القرار 315

ودخل اعتصام اصحاب الاجور اليومية في بلدية الكوت يومه الخامس, للمطالبة بتحويلهم الى عقود وزارية وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 315, مؤكدين استمرار احتجاجهم لحين تنفيذ مطالبهم وعدم الالتفات الى وعود المسؤولين كونهم غير جديرين بالثقة.

وجدد العشرات من العاملين بصفة اجر يومي في بلدية الكوت، مطالبتهم الجهات المعنية بضرورة الاستجابة إلى مطالبهم بتحويلهم إلى عقود وزارية حسب قرار 315.

وطالب العشرات من اصحاب الاجور اليومية في جامعة واسط، الجهات المعنية بتوفير التخصيص المالي اللازم، لتحويلهم إلى عقود وزارية، خلال وقفة نظموها امام بوابة الجامعة.

من جانبهم, اغلق عمّال البلدية في محافظة بابل، مبنى دائرة البلدية، مطالبين بشمول عقود البلدية بقرار مجلس الوزراء رقم 315.

وطالب العمال أيضا بتفعيل بطاقات الماستر كارد الخاصة برواتهم وتحويلهم الى عقود وزارية.

واتسعت رقعة الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل, حيث شهدت محافظة ديالى تظاهرة احتجاجية لأصحاب عقود تنمية الاقاليم أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بضمان حقهم في التعيين، وفق الاطار القانوني.

وفي العاصمة بغداد, تظاهرات اعداد كبيرة من حملة الشهادات العليا، امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, مطالبين بتوفير درجات وظيفية لهم حسب اختصاصاتهم, فيما قابلتهم القوات الامنية بالاعتداء عليهم وتفريقهم بالقوة. وقد سلطت “طريق الشعب”, الضوء على النشاط الاحتجاجي لحملة الشهادات العليا، الذي يتواصل منذ 16 شهرا، في الصفحة الرابعة من عدد الجريدة لليوم الاثنين.

*************

الاخ السيد مصطفى الكاظمي المحترم

رئيس مجلس الوزراء

اتوجه اليكم باطيب التحيات والتمنيات

واود الاعراب عن خالص الامتنان لرسالة التهنئة التي تفضلتم بتوجيهها في مناسبة الذكرى الـ 87 لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي.

وتجاوبا مع ما عبرتم عنه في الرسالة من مشاعر نبيلة تجاه حزبنا، ومن تمنيات مخلصة له في عمله اللاحق، اود تأكيد الحرص من طرفنا على مواصلة العمل الوطني بدأب وتفان، والنضال مع كل القوى التي تقدر تضحيات شعبنا وتسعى لتحقيق تطلعه الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية على اساس من العدالة الاجتماعية.

مع فائق تقديرنا

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

بغداد في 2 نيسان 2021 

**************

السيد الدكتور برهم صالح المحترم

رئيس الجمهورية

نتوجه اليكم باطيب تحياتنا

ونود ان نعرب عن خالص امتناننا لرسالة التهنئة التي تفضلتم بتوجيهها في مناسبة الذكرى الـ 87 لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي.

وتجاوبا مع ما عبرتم عنه في الرسالة من مشاعر نبيلة تجاه حزبنا، وما ضمنتموها من رؤى في شأن الحاجة الى الخروج ببلادنا من دوامة الازمات المهلكة المتلاحقة الى شاطيء السلامة، نود ان نؤكد يقيننا بان لا بديل عن التغيير الذي غدا ضرورة ملحة،  وان الإصلاح الحقيقي هو المدخل لإحداث هذا التغيير الشامل، الذي لابد لتحقيقه من بناء بديل سياسي لمنظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد. بديل يضمن اقامة الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة، ويرسي اسس العدالة الاجتماعية.

وتقبلوا فائق تقديرنا واعتزازنا

رائد فهمي            

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

بغداد في 2 نيسان 2021

***************

الى عائلة الشاعر الشيوعي الكردي الكبير الفقيد احمد دلزار المحترمين

جسيمة هي الخسارة التي تكبدتموها، وتكبدناها معكم، برحيل ابن كردستان الوفي، الشخصية الوطنية والثقافية العراقية البارزة، المناضل الشيوعي الباسل والشاعر الاممي المعروف  احمد دلزار، عن مائة عام وعام.

قرن كامل ونيّف امضاها الفقيد منغمرا في حياة حية نابضة بالكفاح القومي التحرري والنضال الوطني، حافلة بالعطاء السخي للادب والثقافة الكردستانيين والعراقيين ، والسعي الدائب من اجل خير كردستان وكل العراق، ولتقدم ورخاء الشعب بجماهيره الواسعة، وبالاخص جماهير العمال والفلاحين والكادحين.

رحل دلزار مخلفا وراءه إرثا نضاليا وثقافيا وانسانيا غنيا وعميقا .. باقيا لا يرحل.

نقاسمكم الاحزان في هذه المناسبة المؤلمة، ونبعث خالص مواساتنا الى العائلة الكريمة جميعا، والى رفاق الفقيد واصدقائه ومحبية الكثيرين، والى النخب السياسية والثقافية المخلصة في الاقليم.

ويبقى احمد دلزار علما خفاقا، قمة منيرة بين ذرى كردستان السامقة.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

10/4/2021

****************

الصفحة الثالثة

ساكو يوجه نداءً وطنيا لبناء دولة مدنية في العراق

بغداد - طريق الشعب

دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو، لبناء دولة مدنية في العراق والاستفادة من التجارب والتحديات التي يشهدها العراق.

ووجه ساكو نداءً وطنيا، قال فيه “أود أن أنشر هذه الخاطرة على شكل نداء وطني ووجداني ونحن على أبواب الانتخابات. وسط ما نعيشه من تجاذبات وولاءات وعدم استقرار، ومجهول يحاصرنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، نحتاج الى صحوة ضمير، ووعي مجتمعي لكي نتكاتف ونُعدّ لغد أفضل لمواطنينا”.

واضاف “يتعين علينا أن نتفهم تحدّيات واقعنا وتداعياته التي لا تتحمل الانتظار. علينا ان نتخلص من الترسبات المعقدة، كمواطن عراقي عشتُ كل هذه الظروف منذ عقود، وبصدقٍ أقول إني لا أرى سبيلاً آخر للخلاص سوى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية قوية تقف على مسافة واحدة من الكل، دولة مدنية مثل معظم دول العالم”.

وتابع البطريريك “أتمنى ان يشكل هذا الهاجس نقطة تحول رئيسية في اهتمام سياسيينا، من دون تحفُّظ، لأن فيها خلاصنا، ولأن الوطن هو الهوية الجامعة لنا، ويحتضن التنوع ويحميه. ولا يخفى على أحد ان الانسان والأوطان تاريخياً قبل الاديان”.

وشدد ساكو على ان “المرجع الشيعي الأعلى والدعوة الى قيام دولة مدنية، ومن المفرح والمشجّع ان هذا الطرح ينسجم مع دعوة المرجع الشيعي الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، التي وجّهها أكثر من مرة. فوجود المرجع الشيعي الأعلى، ليس واجهة لدولة طائفية، إنما يبرز دوره بخصوصية متميزة في إسداء النصيحة والارشاد في إطار الوطن”.

واكد الكردينال ساكو ان “المدنية (من المدينة) نظام يرتبط بحياة المجتمع بحيادية، ويحترم المكانة المستقلة للديانة وشعائرها ولا يقف ضدها. الدولة المدنية تسنّ قوانينها ودستورها على المواطنة، وبإنصاف تجاه كل شرائح شعبها. أساس الدولة المدنية هو ضمان حقوق جميع المواطنين وواجباتهم على قدم المساواة، وتوفير حياة كريمة لهم. وليس صحيحاً ان النظام المدني (العلماني) يناهض الدين، بل على العكس تماماً فالنظام المدني لا يحرم الاشخاص من حقّهم في ممارسة دينهم بحسب معتقداتهم، لكنه لا يجبرهم على التديّن”.

**************

معنيون: الجهات الرسمية لم تُقدم على خطوات فعلية لإيقاف نزيف الدم

العفو الدولية: انتهاكات مستمرة بحق الناشطين العراقيين

بغداد ــ طريق الشعب

في التقرير السنوي الاخير لمنظمة العفو الدولية، عن حالة حقوق الإنسان في العالم، جاء القسم المخصص للأوضاع في العراق صادما، حيث تضمن الكثير من الاعتداءات المستمرة، وبرغم ذلك أكد ناشطون أن المنظمة فاتها الكثير من الانتهاكات.

قمع عنيف

وأشار التقرير الذي اطلعت عليه “طريق الشعب”، إلى أن “الأساليب القمعية العنيفة والاعتقالات التعسفية، استمرت في مواجهة المحتجين العراقيين، فضلا عن حالات التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة السيئة”.

وأوضح التقرير، إن “عمليات القتل غير المشروع استمرت أيضا ضد المتظاهرين والناشطين، بالإضافة إلى حالات الاختفاء القسري والاعتداءات على حرية التعبير. وقتلت قوات الأمن منذ بداية الاحتجاجات في تشرين الأول 2019، المئات من المتظاهرين باستخدام القوة المفرطة. كما استهدف مسلحون مجهولون، عشرات الناشطين، وقتلوا واختطفوا واخضعوا عشرات الأشخاص إلى التغييب القسري”، لافتا إلى أن “قوات الأمن في إقليم كردستان فرقت الاحتجاجات بالعنف، واعتقلت عشرات المحتجين وقيدت تنقل الأفراد”.

الإفلات من العقاب

وتابع تقرير المنظمة انه “خلال الأشهر الأولى من 2020 توقفت الاحتجاجات بشكل مؤقت، وعادت لاحقا بعدد أقل من المشاركين في محافظات كثيرة أبرزها: البصرة، الناصرية، وبغداد، وطالبت بمساءلة قوات الأمن عن الانتهاكات التي ارتكبت في وقت لاحق، وتضمنت قتل المحتجين وتعرضهم للاختفاء القسري”، مبينا أن “الاحتجاجات هذه اتسمت بالسلمية إلى حد كبير جدا، لكن قوات الأمن واجهتها مجددا بالقوة المفرطة غير القانونية، واستعملت الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع العسكرية، ما أدى إلى مقتل محتجين في بغداد والبصرة وكربلاء وديالى والنجف والناصرية. واستخدم فصيل مسلح الذخيرة الحية ضد المحتجين المعارضين للحكومة في البصرة، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة أربع آخرين”.

وبحسب التقرير “أمر رئيس الوزراء المعين بعد الاحتجاجات (مصطفى الكاظمي)، بإجراء تحقيقات بشأن مقتل وإصابة المحتجين ووعد بتقديم التعويضات لأسرهم ورغم ذلك لم يعلن عن نتائج التحقيقات بحلول نهاية العام، ما أشعل فتيل احتجاجات متفرقة في إنحاء البلد. وفي سبتمبر (أيلول) أمر قوات الأمن بإنقاذ ناشط مختطف في الناصرية، إلا انه لا يزال مفقودا لغاية الآن”.

صمت الرئاسات الثلاث

وتعليقا على ذلك، أكد المحامي والناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، محمد علي القريشي، استمرار حالات الاعتقال والاستهداف في المحافظات التي تشهد تظاهرات.

وأوضح القريشي لـ”طريق الشعب”، أنه “على مدار الفترات الماضية، ومنذ انطلاقة انتفاضة تشرين ولغاية الآن تتواصل عمليات القتل والخطف والتغييب. حيث شهدنا خلال الفترة الأخيرة الماضية اغتيال المتظاهر صلاح العراقي، ومن بعده والد المحامي المغيب علي جاسب. ولم يكن هذان الشخصان الوحيدين اللذين تعرضا للاغتيال”، مبينا أن “الحكومة الحالية لم تقم بأي جهد يذكر، وتخلفت عن وعدها بتقديم القتلة إلى العدالة والكشف عن الجهات التي تقف خلفهم، وهذا ما زاد الطين بلة، وجعل التظاهرات تستمر لأنها لم تحقق مطلبها الرئيسي. كما إن البرلمان والقضاء العراقي صامتان، ولم يقدما على إجراء أية خطوات فعلية، لإيقاف نزف الدم”.

وتابع المحامي “خلال الأشهر الماضية، صدرت تقارير كثيرة كانت مخزية بحق السلطات والقوى المتنفذة؛ فالعراق وفق الأرقام يعد من أكثر البلدان انتهاكا لحقوق الإنسان، خصوصا في ما يتعلق بملف التعامل مع المتظاهرين السلميين”، لافتا إلى أن “التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية لم يشِر إلى الجرائم التي حصلت خلال العام الحالي، بل اكتفت بالعام الماضي، وهذا ما يجعل الأرقام منقوصة”.

ما الذي تحقق؟

من جانبه، أفاد المتظاهر من محافظة ذي قار، يوسف البدري، بأن “المتظاهرين أدركوا جيدا بأن الحكومة الحالية لجأت إلى المماطلة، ولن تقدم على مواجهة القتلة الذين باتت أسماؤهم والجهات التي تقف خلفهم معروفة” بحسب قوله.

وقال البدري لـ”طريق الشعب”، إن “السلطات وقوى الأمن لا تحاسب الجهات التي تحرض علنا على قتل المتظاهرين في مواقع التواصل الاجتماعي، بل تقوم مقابل ذلك بمتابعة وملاحقة المتظاهرين والناشطين الذين يخرجون في ساحات التظاهر أو يكتبون على المنصات الالكترونية للتعبير عن رأيهم بهذا الانفلات الأمني الخطر”.

واضاف البدري، أن “التظاهرات ستعود بقوة، والبلد الآن مقبل على تظاهرات عارمة، اذا ما استمرت الأزمات الراهنة، فالالتفاف والتسويف أبرز ما لمسه المحتجون من الحكومة والقوى المتنفذة”.

*****************

ناشطون: قانون العنف الاسري

 يتعثر بشروط الكتل السياسية

بغداد ـ طريق الشعب

أقامت منظمة “لأجلها”، مؤخراً، ندوة عن العنف الاسري، في مركز البيان ‏للدراسات والخطط، ضيّفت فيها الأكاديمية في جامعة بغداد اسماء ‏جميل، عن مركز دراسات المرآة، والمستشار القانوني لدائرة تمكين ‏المرآة كريم عذاب، والتي شهدت حضورا كبيرا للنساء المدافعات ‏عن حقوق المرأة. ‏

وشهد العام الماضي زيادة كبيرة في حالات العنف الاسري، وكذلك أساليب ‏العنف التي تعرضت لها الاسرة. وتزامن ذلك مع فرض حظر التجوال ‏الصحي، نتيجة لتداعيات أزمة كورونا.‏

وتعتقد بعض الكتل السياسية، أن “تشريع مثل هكذا قانون قد ‏يفكك الاسرة او يخرجها عن التعاليم الاسلامية”. ‏

يهدد نهج المحاصصة

وقالت الدكتورة اسماء جميل، ان “العراق يتمتع بدستور خال من اي ‏تمييز بحق المرأة”، مبينةً ان “المادة 29 من الدستور منعت ممارسة اي ‏عنف ضد الاسرة او المجتمع، لكن هذا النص لا قيمة عملية له من دون ‏تشريع قوانين له”. ‏

وأضافت أن “مسودة قانون العنف الاسري اثارت الجدل في مجلس ‏النواب من قبل قوى سياسية مختلفة، بعضها يعتقد ان القانون يفكك ‏الاسرة، والبعض يعتقد انها تخالف تعاليم الدين الاسلامي”.   ‏

وأشارت الى ان “قوى سياسية اخرى ترى انه يهدد السلطة الابوية، وبالتالي ‏انه يهدد نهج المحاصصة الطائفي الموجود في الدولة، كون ان هناك تضادا ‏بين المحاصصة والجندرة”. ‏

إحصائيات  ‏

واستعرضت الدكتورة جميل استطلاعاً للرأي اعده مركز البيان للدراسات ‏والتخطيط، حول الرؤيا المجتمعية لقانون العنف الاسري، حيث توزع ‏الاستطلاع على كافة محافظات العراق، وتركز في المحافظات التي ‏شهدت عنفا اسريا كبيرا.‏

وبحسب جميل فإن “عدد المشاركين في الاستبيان بلغ 13 الف ‏شخص، شكلت النساء 60 في المائة من عدد المشاركين الكلي في ‏هذا الاستطلاع”. ‏

وقالت ان “الاستطلاع حظي بتأييد كبير لتشريع القانون، وبلغت نسبة ‏المؤيدين له 89 في المائة”.‏

وبيّنت ان “30 في المائة، المؤيدين للقانون، هم مؤيدون لتشريع القانون ‏من دون الاطلاع على مسودته في مجلس النواب، وهذا يعني ان ‏المجتمع يرغب في الخلاص من العنف الاسري بأي شكل”. ‏

وذكرت ان “نسبة مشاركة الشباب في الاستطلاع من اعمار 18 – 29 ‏قد بلغت حوالي 77 في المائة”. ‏

ووفقا للاستطلاع، “فإن 88 في المائة من المستطلع آراؤهم، وجدوا أن تشريع قانون كهذا ‏من الممكن ان يحدث آثرا ملموسا في الحد من العنف”، بحسب ‏المتحدثة. ‏

ويعتقد معظم المستطلعين أن ضرب الزوج لزوجته جريمة يجب ان ‏يعاقب عليها القانون.‏

اسباب تعطيل القانون ‏

من جانبه، يرى المستشار القانوني، لدائرة تمكين المرآة، كريم عذاب، ‏ان “منظمات المجتمع المدني، تنظر على ان قانون العنف الاسري صنع ‏خصيصا للدفاع عن المرأة، وهذه الرؤيا قد تعطل اقرار القانون”. ‏

وأضاف ان “تشريع هذا القانون له سببان: الاول، التشريع هو جزء من ‏التزامات العراق الدولية مع منظمات حقوق الانسان العالمية”، فيما أشار الى أن السبب الثاني يتعلق بـ”انتشار ظاهرة العنف الاسري على مواقع ‏التواصل الاجتماعي، لتصبح المطالبة بتشريع قانون مناهض للعنف ‏الاسري، رأيا عاما”. ‏

ولفت الى أن “واحدة من اسباب تعطيل تشريع قانون العنف، داخل ‏البرلمان هو وجود مسودتين للقانون، واحدة من مجلس الوزراء، والثانية ‏من رئاسة الجمهورية”.

ارهاب عائلي ‏

وقالت رئيسة جمعية الامل العراقية، هناء ادور، في مداخلة لها: ان “ما ‏يحدث من عنف داخل الاسرة العراقية هو ارهاب عائلي، وان اساليب ‏العنف الاسري تطورت مؤخراً بشكل يتناغم تماماً مع ظاهرة العنف العام ‏في المجتمع ومنها عنف الارهاب، والجماعات المسلحة الاخرى”.‏

وعلى مستوى اخر، أكدت أن “تركيز منظمات المجتمع المدني على ‏المرأة والطفل، لأنهما يمثلان عنصرين مستضعفين، ومهمشة في المجتمع”. ‏

وفي رد على حديث الممثل الحكومي كريم عذاب، قالت ادور: ان “تشريع ‏قانون العنف الاسري موضوع يتعلق بأكثر من نصف المجتمع لأنه يمس ‏حياة المرأة والطفل”، مشيرة الى ان “الضرر يقع بشكل مباشر على ‏هاتين الشريحتين”. ‏

وأوضحت أن “من الضروري ان لا يسكت المجتمع المدني، ولا يتوقف عن ‏فضح ما يحدث من عنف ضد الاسرة، وهو السلاح البديل لحين تشريع ‏القانون”. ‏

*************

قانون الانتخابات يضع العراقيل أمام ترشيحهم

مرشحو الكوتا أمام “إجحاف قانوني”

بغداد – طريق الشعب

واجه عدد من المرشحين، ضمن كوتا الأقليات، صعوبة في تقديم أسمائهم الى مكاتب المفوضية، لوجود نص قانوني يعارض ترشحهم في محافظات أخرى، لا يسكنون فيها، رغم انه جرى تمييز ترشحهم باعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة. وبالتالي فإن باستطاعتهم الحصول على أصوات في أي محافظة.

ويقول مرشحون انهم لم يواجهوا هذا الامر في قانون الانتخابات الذي جرت وفقه انتخابات 2014 الا ان القانون الحالي والتعليمات وضعا بعض العراقيل امام ترشيحهم.

تمييز سلبي

وقالت الناشطة السياسية شميران مروكل واحدى المرشحات عن الكوتا، إن الفقرة التي وردت في قانون الانتخابات، والتي يقضي تفسيرها بحرمان مرشحي المكونات العراقية من اختيار مكان الترشح، تقضم الحقوق، وتضيق على أبناء هذه المكونات، التي تعاني في ظل الازمة السياسية الراهنة.

وأوضحت مروكل لـ”طريق الشعب”، إن “القانون الانتخابي كان يفترض ان يضع بعض الجوانب الايجابية لأبناء المكونات، من أجل تشجيعهم على المشاركة في الانتخابات، لا التضييق عليهم.  ففي الدورات الانتخابية السابقة كان يسمح للمرشح بأن يختار المحافظة التي يريد المنافسة فيها، وهذا الأمر سهّل تفاصيل كثيرة للمرشحين المسيحيين والصابئة المندائية والايزيديين والفيليين وغيرهم. وانا شخصيا رشحت في عام 2014 للانتخابات البرلمانية في محافظة كركوك، رغم أني لم اكن اسكنها ولكن هذا حق طبيعي، ويجب عدم الغائه”، لافتة إلى أن “أبناء الأقليات يواجهون ظروفا صعبة جدا، منها ما يتعلق بمخلفات الإرهاب، وانفلات الوضع الأمني، لذلك تعرضوا إلى تهميش كبير وعدم استقرار بسبب التشتت والسكن في أكثر من مكان نتيجة الحروب. لهذا لا بد من مراعاة هذا الأمر وعدم معاملة الكوتا كالترشيح العادي”. 

وعدّت مروكل “اجبار مرشحي الكوتا على المنافسة في مكان السكن الدائم اجحافا قانونيا يخالف حرية المواطنين من الاقليات وحقوقهم بالترشح في مختلف مناطق البلاد”.

استثناء ضروري

وينص قانون الانتخابات في فصله الثالث، ضمن مادة الشروط المطلوبة في المرشح على عضوية مجلس النواب، على “أن يكون من أبناء المحافظة أو مقيم فيها”. ورغم أن المادة لم تشر إلى شمول الكوتا فيها، إلا إن آراء قانونية تقول إنها تشمل ذلك رغم الاشكالات التي تسببت فيها.

وعلّق الخبير القانوني، زهير ضياء الدين، على المادة التي تمنع مرشحي الكوتا من الترشح في محافظات يختارونها.

وقال ضياء الدين لـ”طريق الشعب”، إن “المادة تشمل الكوتا رغم أنها ليست ضمن فقراتها في قانون الانتخابات، فهي كتبت في بداية الفقرات وتشمل المرشحين جميعا”، مردفا أنها “تشكل اجحافا وغبنا كبيرين بحق مرشحي الأقليات، لأنهم ليسوا بالكثافة العالية في مناطق البلد، وكان من الأجدر مراعاة هذا الأمر والعناية به”.

وبيّن الخبير، أن “القانون الانتخابي يجب أن يكتب بطريقة أكثر مرونة من النسخة الحالية في ما يخص الكوتا. ودعونا كثيرا إلى أن يكون العراق دائرة انتخابية واحدة لتعزيز المبادئ الديمقراطية وحل جميع الاشكالات، وابعاد المنافسة البرلمانية عن النطاق الضيق، لكن ما جرى للأسف خلافا لذلك وجاءت أخيراً هذه المادة لتقلل من فرص الكثير من مرشحي الأقليات، وأضعفت من حظوظهم”.

مفوضية الانتخابات: قضية قانونية

من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي، إن الحديث الحالي بشأن حصر الترشيح على الكوتا في مناطق السكن او الاقامة هي “قضية قانونية لا أكثر”.

وقالت الغلاي لـ”طريق الشعب”، إن “المادة هذه متعلقة بقانون الانتخابات الذي شرعه مجلس النواب”، لافتة إلى أن “المفوضية تصدر تعليماتها وفق ما جاء بالقانون”.

*****************

الصفحة الرابعة

الفقر والحروب ابرز الاسباب.. وتحذيرات من العصابات والنصابين

«طريق الشعب» تقتحم عالم التسوّل: طرق احترافية لاستعطاف المارة

بغداد ـ  علي شغاتي

خلال السنوات الاخيرة الفائتة، قفزت إحصائيات التسول في البلاد، الى أرقام مخيفة، بسبب ما عاصر تلك الأعوام من حروب وفقر ونزوح وتهجير، أضحت معها الشوارع في كل مكان، تغصّ بالمتسولين.

ولمعالجة تلك الظاهرة، تعتزم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الى إجراء مسح ميداني للمتسولين، لكن باحثين ومطلعين شككوا في قدرة الوزارة على مكافحة التسول.

مسح ميداني

وأعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، قرب إجراء مسح ميداني للمتسولين تمهيداً لشمولهم بخدمات الوزارة.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه، أن “وزير العمل عادل الركابي بحث خلال زيارته مجلس القضاء الأعلى مع عدد من اعضاء هيأة الطفولة ملف التسول والانتهاكات بحق الطفولة في العراق”، مؤكدا “قرب اجراء مسح ميداني للمتسولين في الاماكن العامة تمهيدا لشمولهم بخدمات الوزارة”.

وأكد البيان أن الوزارة تسعى “للوصول الى الشبكات المنظمة التي تقف وراءهم والقيام بالاجراءات القانونية بحقهم، فضلاً عن شمول المستحقين منهم بخدمات الوزارة بعد التعاون مع عدد من الوزارات وخاصة وزارة الداخلية والامن الوطني”.

أسباب الظاهرة

من جانبه، اكد المهتم الباحث الاجتماعي، علي الخفاجي، ان ملف المتسولين معقد وكبير، ولا تستطيع جهة معينة وحدها معالجته.

وقال الخفاجي لـ”طريق الشعب”، ان “هناك اسبابا متعددة وراء انتشار ظاهرة التسول في العراق من ابرزها الفقر والحاجة للقمة العيش، والبطالة”، الى جانب “اسباب نفسية منها شعور الفرد بالحرمان والحاجة للمال ورغبته في الحصول عليه بطريقة سهلة من خلال استجداء عواطف الناس”.

وأضاف ان “غياب المتابعة الامنية وعدم وجود قوانين واضحة تردع المتسولين والمتاجرين بالطفولة، وسوء التربية وانتشار الامية وحرمان الاطفال من التعليم وتسربهم من المدارس والتفكك الاسري وغياب العدالة الاجتماعية، هي عوامل اساسية في انتشار هذه الظاهرة”.

ويفصل الخفاجي المتسولين الى ثلاث فئات؛ اولاها هم الفقراء الذين لم يحصلوا على رواتب من الرعاية الاجتماعية، والنازحون من مناطق الصراع في العراق وسوريا. اما الفئة الثانية فهم النصابون الذين يستخدمون حيلاً ذكية من اجل كسب الود والاستعطاف”، مبينا ان “الفئة الثالثة هي الاخطر وهم  العصابات التي تقوم بادارة اغلب عمليات التسول من خلال استئجار الاطفال والنساء واستغلالهم في عملية التسول، ما يعتبر اتجارا بالبشر”.

اقتحام عالم التسول

وحاولت “طريق الشعب” الدخول الى هذا العالم الغامض، فكانت الخطوة الاولى، الذهاب الى منطقة البتاوين، وسط العاصمة بغداد، حيث معقل المتسولين، لتسليط الضوء على تلك الظاهرة. ومن هناك حاول مراسل “طريق الشعب” التحدث الى عدد من النساء اللاتي، يحملن اطفالا لا تتعدى اعمارهم 3 سنوات. وقد رفض اغلبهن الحديث، لكن متسولة تحمل جنسية بلد عربي، كشفت جزءا من كواليس ممارساتها اليومية.

وقالت المتسولة التي رفضت الكشف عن اسمها، ان “هناك اشخاصا يقومون بتوفير السكن والطعام وحتى العلاج للنساء والاطفال في منطقة البتاوين، مقابل توزيعهم على شوارع العاصمة بغداد، صباح كل يوم، لغرض استجداء الاموال من المارة.

وأضافت، ان “النساء اللائي يحصلن على مبالغ جيدة من التسول، يتلقين رعاية خاصة”، لافتة الى انهم “يتعرضون للتفتيش الدقيق عند عودتهم الى اماكن سكنهم، من قبل هذه المجاميع التي ترعاهم، للتأكد من عدم اخفاء بعض الاموال”، لأن عقوبة من يحاول ذلك تصل الى الضرب العنيف، والحبس في داخل الفندق.

طرق احترافية للتسول

وقرب مدينة الطب في منطقة باب المعظم، تتجول عجلة قديمة، وفي داخلها سيدة تجلس بملابس رثة، وعلى جنبيها طفلان، تبدو عليهما مظاهر المرض والفقر. وبينما تسير تلك السيارة ببطء، يحاول سائقها كسب عطف المارة، من خلال التوقف عندهم، ليطلب المساعدة منهم، بحجة انهم من محافظة اخرى، ولا يطلب سوى ملء خزان وقود سيارته.

ويتعاطى النصابون مع ظاهرة التسول بطرق مختلفة؛ إذ يروي المواطن محمد صانت لمراسل “طريق الشعب”، قصته مع المتسولين المحترفين، قائلا ان “امرأة كبيرة في السن ركبت معه في حافلة نقل الركاب من منطقة جامع النداء الى الباب الشرقي، وأثناء تحرك السيارة بدأت برواية حكايتها، مدعية ان ابنها قام بطردها، وهي تروم الذهاب الى بيت ابنتها في محافظة اخرى، ما يدفع اغلب الركاب الى التعاطف معها، واعطائها الاموال”. يقول صانت ان هذه الحادثة تكررت معه ومن قبل السيدة نفسها في مكان اخر.

الوضع القانوني

ورغم ان المشرع العراقي عد التسول من الجرائم الاجتماعية في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، حيث نصت المادة 390/1 على ان “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على شهر كل شخص أتم الثامنة عشرة من عمره، وكان له مورد مشروع يتعيش منه، او كان يستطيع بعمله الحصول على هذا المورد، وجد متسولا في الطريق العام او في المحلات العامة أو دخل دون إذن منزلا أو محلا ملحقا لغرض التسول، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر اذا تصنع المتسول الإصابة بجرح أو عاهة أو الح في الاستجداء”.

اما بخصوص المتسول الذي لم يتم الثامنة عشرة من عمره، فقد نصت الفقرة الثانية من المادة نفسها على “اذا كان مرتكب هذه الأفعال لم يتم الثامنة عشرة من عمره تطبق بشأنه احكام مسؤولية الأحداث في حالة ارتكاب مخالفة، ويجوز للمحكمة بدلا من الحكم على المتسول بالعقوبة المنصوص عليها في المادة السابقة أن تأمر بإيداعه مدة لا تزيد على سنة، دارا للتشغيل إن كان قادرا على العمل، أو بإيداعه ملجأ أو دارا للعجزة أو مؤسسة خيرية معترف بها، اذا كان عاجزا عن العمل”.

وحول هذه الفقرة، يعلق الخبير القانوني، محسن كريم، في حديث لـ”طريق الشعب”، قائلا ان “القانون لا يتجزأ، ومن غير الممكن تطبيق فقرة منه واهمال الاخرى”، مبينا ان “تطبيق القانون على المتسولين يتطلب وجود مؤسسات حكومية، تتولى رعاية المحتاجين منهم، ورعاية القاصرين وحمايتهم”.

واضاف ان “اغلب هذه المؤسسات معطلة ونسب الفقر في ارتفاع كبير مع ازمة اقتصادية خانقة والدولة عاجزة عن أداء مهامها في امور صغيرة، كيف لها ان تعالج مشكلة كبيرة مثل التسول”، مشيرا الى “وجود عصابات ومافيات تستغل القاصرين والمحتاجين والمهجرين من اجل تشغيلهم في مهنة التسول”.

********

عدّوا التعيين بعيدا عن اختصاصاتهم “إهانة”

حملة الشهادات العليا:

لا نسعى وراء المال.. هدفنا البناء والتغيير

بغداد ــ طريق الشعب

16 شهرا مضت، بينما حملة الشهادات العليا يفترشون الارصفة امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, من اجل توفير فرصة العمل, لحوالي 7 الاف: ألفان يحملون شهاده الدكتوراه, والاخرون لدهم الماجستير, وباختصاصات علمية مختلفة.

وعود في مهب الريح

وطيلة الفترة الماضية، تلقى المعتصمون وعودا كثيرة من قبل المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذية بتوفير فرص عمل لهم، حال اقرار الموازنة العامة. ورغم ان مجلس النواب الزم الحكومة بتخصيص 15 في المائة من الدرجات الوظيفية في موازنة العام الحالي لحملة الشهادات العليا, لكن الصدمة كانت ان هذه الدرجات منحت الى دوائر خدمية وبعيدة عن اختصاصات اغلب حملة الشهادات العليا, الامر الذي اعتبره عدد من المعتصمين امام الوزارة محاولة للخلاص من المشكلة، وركنهم في خانة الموظفين غير المنتجين.

التعيين خارج الاختصاص.. حكم بالدفن

ويقول ممثل حملة الشهادات العليا المعتصمين امام وزارة التعليم العالي، وحامل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية شعلان جليل لـ”طريق الشعب”: ان “حملة شهادة الدكتوراه يمثلون ما نسبته 35 في المائة من المعتصمين، والبقية هم من حملة شهادة الماجستير من مجموع 1600 معتصم, فيما الاعداد الكلية لحملة الشهادات العليا في العراق بحدود 7 الاف وفي حال اضافة خريجي العام الحالي سوف نصل الى 9 الاف”.

وحول بنود الموازنة التي تضمنت تعيين حملة الشهادات في الدوائر الخدمية, يشير الى ان “الدولة قامت بالصرف على حملة الشهادات من اجل ان يكونوا منتجين ويساهمون في بناء الدولة، وفي حال تعيينهم في اماكن خارج اختصاصاتهم فانه حكم بالدفن على اصحاب الاختصاصات وسوف تحبس الافكار”.

ويرفض المتحدث أية فرصة حكومية لا تتناسب مع اختصاصات حملة الشهادات العليا, قائلا: “ماذا يفعل حامل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية في دوائر المجاري والبلدية؟ بالتاكيد أنه سيكون عالة على الدولة”.

ويضيف, ان “القائمين على النظام السياسي يعتقدون ان حملة الشهادات يلهثون وراء الاموال، وهذا غير صحيح كون الهدف من الدراسة هو تقديم خدمة اجتماعية وفائدة للبلد, اما في ما يخص اجور العمل فهو حق طبيعي للإنسان”, مبينا ان “تعيين اصحاب الاختصاصات النادرة والعلمية في دوائر بعيدة عن اختصاصاتهم، لا يقدم نفعا لحامل الشهادة والدولة في آن واحد”.

الحفاظ على المكاسب

ويبيّن جليل, ان “القائمين على النظام السياسي يتعاملون مع اصحاب الشهادات العليا بهذه الطريقة المعيبة من اجل تدمير التعليم في البلد، وللحفاظ على مكاسبهم ومنافعهم وضمان عدم منافسة احد لهم”, مؤكدا ان “لا سبيل سوى التكاتف بين ابناء الشعب للخلاص من طغمة الفساد التي تسلطت على رقاب المواطنين وقتلت الاحلام والطموحات”.

وينوه الى ان “تطبيق قانون رقم 59 لتعيين حملة الشهادات هو محاولة لتسويف مطالب المعتصمين”.

إهانة للعقول

من جانبه, يقول علي اسماعيل (يحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث)، ان “تعيين حملة الشهادات العليا في اماكن خارج اختصاصاتهم يشكل اهانة واجراء غير مقبول”.

ويضيف اسماعيل لـ”طريق الشعب”, أن “المكان الصحيح للحملة الشهادات العليا هو في قطاعي التربية والتعليم”.

ويتهم اسماعيل الحكومة بأنها “مجردة من الارادة ولا تعرف معنى قيمة التعليم، وتحاول القضاء على الكفاءات العلمية من خلال زجهم في مواقع خارج اختصاصاتهم، وبالتالي الحكم عليهم بالفشل وانعدام العلمية”، مفسرا ذلك بأنه “استهداف ممنهج واهمال واضح لقطاعي التربية والتعليم، يهدف الى انتاج أجيال معدومة ثقافيا وعلميا”.

استيعاب الكفاءات

أما شهد محمد (تحمل شهاده دكتوراه في الفيزياء) فتتساءل عن “خطط الحكومة في استيعاب حملة الشهادات العليا والاستفادة منهم في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد”. وتقول محمد في حديث لـ”طريق الشعب”, ان “دول العالم تولي اهتماما كبيرا للعقول واصحاب الشهادات وللبحث العلمي من خلال توفير اجواء مناسبة للعقول والعلماء في تطوير واقع بلدانهم والمساهمة في الارتقاء بها”, مشيرة الى ان “ما يحدث في العراق هو العكس. انهم يفترشون الارصفة ويتم العامل معهم بطريقة غير لائقة من قبل المسؤولين وقوات الامن، أثناء مطالبتهم بحقوقهم المشروعة”. وتشير الى ان “الارتقاء بالبلد ومعالجة مشاكله، يتطلبان وضع الشخص المناسب في المكان المناسب”، مضيفة انه “من غير المقبول التعامل مع حملة الشهادات على اعتبارهم مشكلة وعبئا ثقيلا”. وتؤكد محمد ان “المسؤولين لا يرغبون في فتح المجال للطاقات الشبابية”، مبرهنة على ذلك بـ”محاولتهم تعيين حملة الشهادات العليا في اماكن بعيدة عن اختصاصاتهم تأكيدا لسياسة الفشل الاداري والاقتصادي التي يعاني منها البلد”. وتنصح شهد رفاقها المعتصمين بأن “قبول هذا الاجراء يعني استمرار الفساد والترهل في مؤسسات الدولة”.

*********

مستفيدون يشتكون من قطع إعانات الشبكة

قيمة الدينار ومحدودية رواتب الرعاية تفاقم مآسي الفقراء

بغداد ــ نورس حسن

يشتكي الكثير من المستفيدين من الرعاية الاجتماعية من ضنك العيش، خاصة بعد رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار، ما احال دون مقدرة الكثير منهم على دعم مصدر رزقه الوحيد، فيما استسهل بعضهم طريق الاستجداء، بغية الحصول على مبلغ مادي، يوفر عبره متطلبات حياة أسرته اليومية، خاصة وان رواتب الرعاية الاجتماعية وعلى الرغم من قرار زيادتها الا انها لا تزال هزيلة، قياسا بأسعار المواد الغذائية.

وفي إحصائية أعلنتها التخطيط، سابقا، فإن عدد الفقراء في العراق اقل من 10 ملايين شخص.

“أم عباس” وشبكة الرعاية

فبائعة الخضار غازية ام عباس في سوق الزعفرانية، اجبرت بعد مضايقات عدة تعرضت لها من قبل امانة بغداد على ترك بسطيتها.

وقالت لـ”طريق الشعب”، انها تركت عملها كبائعة للخضار “بسبب مضايقات البلدية وارتفاع الاسعار، فلم اعد استطيع تسوق المواد”.

أم عباس التي تجاوزت العقد الثامن، ولا تزال هي من يعيل افراد أسرتها، تقول انها تتسلم راتبا من شبكة الرعاية الاجتماعية يبلغ 150 الف دينار، لكنه قطع عنها منذ عدة اشهر لأسباب لا تعلمها.

وتجهل أم عباس سياقات الاستفسار حول اسباب القطع “راجعت الوزارة ولم يبال أحد لمشكلتنا”.

وتقول المرأة الثمانينية، انها مسؤولة عن اعالة ولدها الوحيد الذي يعاني من بتر ثلاثي نتيجة صعقة كهربائية، بينما لديه أربعة اطفال، تركتهم والدتهم، وفضلت العيش لدى أهلها.

وحاولت “طريق الشعب” إيصال مناداة المواطنة ام عباس الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وللاستفسار عن مشكلة الراتب، الا ان المتحدث باسم الوزارة لم يرد على الاتصالات المتكررة للجريدة.

الدولار والفقراء

زهراء محمد (ارملة وأم لثلاثة اطفال) تسكن في غرفة مؤجرة بمبلغ 150 الف دينار شهريا، في احدى مناطق شرق بغداد، أجبرت على غلق محلها، بسبب تغيير سعر صرف الدولار “لم تعد الناس تتبضع مني بعد ارتفاع اسعار المواد المنزلية، الامر الذي اضطررت معه الى غلق باب المحل”.

وتعليقا على اجراءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برفع رواتب المستفيدين من شبكة الرعاية الاجتماعية، تقول زهراء لـ“طريق الشعب” ان “الموظفين الذين تتجاوز رواتبهم 800 الف دينار شهريا، باتوا يقاسون ارتفاع الاسعار، فكيف بالمواطنين الذين يتقاضون 250 الف دينار كراتب من الرعاية”.

توسيع شبكة الرعاية الاجتماعية

وكشف رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية، النائب رعد الدهلكي في تصريح صحفي، عن تضمين قانون الموازنة العامة للعام 2021، “زيادة في رواتب المشمولين بالرعاية الاجتماعية”، موضحا ان الزيادة تتراوح بين 25 الى 75 الفا للعائلة الواحدة.

واشار الدهلكي الى ان “قانون الموازنة تضمن توفير 400 الف درجة لشمول العوائل الفقيرة بالرعاية الاجتماعية”، لافتا إلى أن “هذا العدد سيتم توزيعه على المحافظات بشكل متساوٍ، وبحسب النسبة السكانية والفقر”.

********

الصفحة الخامسة

فوائد عالية وروتين قاتل

حل أزمة السكن في العراق بين الواقع و الخيال

بغداد - وكالات

بدت مبادرة البنك المركزي الأخيرة لحل أزمة السكن في العراق، أشبه بـ “الخيال” – وفق ما يرى العديد من المتابعين. فالروتين الإداري والتعليمات المعقدة الصادرة عن المصارف الحكومية، والأرباح والأعباء التي تضعها المصارف الأهلية، كل ذلك يجعل الشخص الذي يروم الحصول على قرض لشراء وحدة سكنية، يفكر مليا قبل الاقدام على هذه الخطوة.

وكان البنك المركزي قد اعلن في الاول من شباط الماضي، عن مبادرة جديدة لحل أزمة السكن، من خلال منح قروض للموظفين الموطنة رواتبهم في المصارف الحكومية والخاصة. وحدد البنك مبلغ القرض بـ 15 مليون دينار، وبعمولة مقطوعة تستوفى لمرة واحدة نسبتها 4 في المائة من قيمة القرض، على أن يكون السداد في 5 سنوات.

وتمنح المبادرة أيضا، قرضا بمبلغ 125 مليون دينار، لشراء وحدات سكنية في المجمعات السكنية الاستثمارية. وهذا القرض سيكون بلا فوائد، على أن تستقطع عمولة إدارية لمرة واحدة نسبتها 5 في المائة من قيمة القرض، وأن يكون السداد في مدة لا تتجاوز 20 عاما.

ثلاث مبادرات بدون التزام

يقول أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني، ان “البنك المركزي قام بثلاث مبادرات لتشجيع المصارف الاهلية على منح قروض سكنية للمواطنين بفائدة قليلة، الا ان معظم هذه المصارف لا تلتزم بالمبادرات”، مبينا في حديث صحفي، ان “المصارف الاهلية هي مصارف تجارية تسعى لتحقيق الارباح، وبالتالي فإنها لا تمنح قروضا سكنية”.

ويضيف، ان “المجمعات السكنية رعتها المصارف الحكومية لتشجيع السكن العمودي، وهي لا تحل مشكلة ازمة السكن في العراق. فنحن هنا نتحدث عن حاجة البلد إلى اربعة ملايين وحدة سكنية”، مشيرا إلى أن “القروض البسيطة التي منحت من قبل المصارف، شوهت مناظر المدينة، كونها منحت لمساحات صغيرة حتى 50 مترا”.

حرية تحديد الفائدة

من جانبه، يقول مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح، ان “العراق بعد 2004 اعتمد التحرر المالي. حيث ترك للمصارف حرية منح الائتمان بأي وجه وبدون تقييد، وفي الوقت نفسه حرية تحديد الفوائد”، مضيفا في حديث صحفي، انه “لا يمكن للحكومة ان تتدخل بسياسة المصارف سواء من ناحية مبلغ القرض أم الفائدة”.

ويستدرك في قوله: “لكن الحكومة يمكن أن تتدخل في عمل المصارف التنموية، كالمصرف العقاري وصندوق الاسكان”.

القرض وسيلة أم غاية؟

يرى الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، ان “القرض ليس غاية، انما وسيلة اذا ما توفرت عناصر التنمية لتوظيفه في مشاريع منتجة تحد من نسب البطالة وتديم دورة رأس المال”، مستدركا “اما القروض العبثية غير المبنية على دراسات جدوى حقيقية، فهي اعباء مالية على المستفيدين، ومنفعة وقتية مقابل ضرر بعيد المدى”. ويضيف ان “الفائدة الموضوعة على القرض يجب ان تكون عمليا من اصل المتبقي في ذمة المقترض، وليس من اصل القرض الكلي، لأن هذا غير عادل ويعد استغلالا للمقترض”.

المواطن مضطر!

يقول المواطن علي حمزة، ان “الفوائد التي تضعها المصارف الحكومية على القروض، ثابتة ولا تتناقص بتناقص مبلغ القرض اثناء التسديد”، مشيرا إلى ان “معظم المواطنين يترددون في طلب القروض من المصارف، بسبب فوائدها العالية”.

إلى ذلك يقول المواطن رائد الخفاجي، انه “وافق مضطرا على قبول فائدة ثابتة مقابل حصوله على قرض من مصرف الرافدين لشراء وحدة سكنية في مجمع بسمايا”، مبينا في حديث صحفي، انه يسكن حاليا في دار مؤجرة وليس لديه المال الكافي لشراء دار او حتى شقة بدون الحصول على قرض. ويشير إلى أن “القرض الذي حصلت عليه سأسدده خلال 15 سنة، مع فائدة تقارب نصف مبلغه”، لافتا إلى ان “المصارف الحكومية تحولت الى تجارية، شأن المصارف الاهلية!”.

****************

أگـول

إجراءات مخيبة و”مسحات” لا توازي خطورة كورونا

قاسم عناد

يشهد العراق هذه الأيام انتشارا سريعا وتداعيات مخيفة لوباء كورونا، في وقت تبدو فيه الإجراءات الاحترازية والوقائية مخيبة للآمال. فمن يصدق ان استلام نتيجة “المسحة” لتحديد الإصابة بالفيروس أو عدمها، يتطلب الانتظار أكثر من خمسة ايام، وفق آلية بعيدة كل البعد عن الجدية في مكافحة الوباء!؟

 ففي المركز الطبي التابع لمنطقة البلديات في بغداد، يتجمع يوميا العشرات من المواطنين عند الساعة الثالثة عصرا، من اجل إجراء “المسحة” التي لا تستغرق اكثر من ساعة، ليتفاجأوا بأن موعد استلام النتيجة سيكون بعد خمسة أيام!

الأدهى من ذلك، هو أن هذه النتائج لا يتم استلامها باليد، إنما عن طريق الموقع الالكتروني للمركز الطبي. وهنا نتساءل: هل أن جميع المواطنين يجيدون استخدام الانترنيت؟ وما الداعي لهذا التأخير في ظهور النتائج، في وقت يتوجب فيه أن يُعالج المصاب على وجه السرعة؟

أما من ناحية إجراءات الحظر الصحي، فهي صادمة! ففي أيام الحظر، تغلق الشوارع بالكتل الكونكريتية منذ الساعة التاسعة مساء، ما يضع مشكلة كبيرة أمام تنقل المواطنين في حال حدوث طارئ ما. إذ حدث لي ان تعرض ابني لحالة اختناق، فاتصلت بأصدقاء ناشطين يسكنون في مدينة الصدر (الثورة) لغرض توفير اسطوانة أوكسجين، وكان ذلك في الساعة الواحدة ليلا. وبعد جهود استطاع الأصدقاء الحصول على اسطوانة، فحاولوا إيصالها إلى بيتنا في منطقة  البلديات، إلا أن السيطرة الأمنية كانت قد أغلقت الطريق بالكتل الكونكريتية منعا لمرور السيارات، فاضطررنا إلى نقل الأسطوانة سيرا على الأقدام تحت وطأة وزنها الثقيل، حتى أن الشرطي الخفر في السيطرة، تألم لحالنا، لكن ما باليد حيلة. فالكتل الكونكريتية وحدها تحتاج إلى “شفل” لرفعها!

في ظل هذا الإغلاق غير المبرر، كيف سيتم إيصال الحالات المرضية الطارئة إلى المستشفى؟ هل يُحمل المريض بالأيدي ويُنقل سيرا على الأقدام!؟

***************

ديالى مهددة بالعطش

متنفذون ينهبون

“شريان الحياة”

بعقوبة – وكالات

أكد قائم مقام بعقوبة عبد الله الحيالي، أن تجاوزات المتنفذين على مصادر المياه، “تنهب” نصف الايرادات المائية المخصصة للشرب والأغراض الضرورية في بعقوبة وضواحيها، مضيفا في حديث لوكالة “شفق نيوز”، ان “شح ماء الشرب وانحسار الإيرادات المائية المخصصة لمحطات التصفية، كل ذلك سببه تجاوزات لأشخاص متنفذين على نهر خريسان الذي يعد الشريان الرئيس لبعقوبة وضواحيها”.

ولفت الحيالي، إلى أن “الحملات الحكومية عاجزة عن إزالة تلك التجاوزات. فتدخلات المتجاوزين المتنفذين، عرقلت عمل لجان إزالة التجاوزات، وقوضت جهود تأمين ماء الشرب في مناطق عدة تعاني الشح والعطش”، مشيرا إلى “لجوء اللجان لرفع دعاوى قضائية ضد المتجاوزين، كي يزيلوا تجاوزاتهم بما يضمن تأمين ماء الشرب لمئات الآلاف من السكان”.

ودعا القائم مقام، الحكومة الاتحادية إلى “التدخل لحماية الأنهر من التجاوزات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتجاوزين، تفاديا لـ كارثة عطش تعصف بوحدات إدارية عديدة في ديالى، أبرزها بعقوبة”، مشددا على أهمية منع استغلال المياه في الزراعة و”المنافع الشخصية” على حساب الحاجة الأساسية للسكان من ماء الشرب.

**************

في واسط.. مطالبات بدعم مربي الأبقار والجاموس

الكوت – وكالات

طالب عدد من أهالي ناحية البتار شمالي محافظة واسط، الجهات المختصة بـ “ضرورة دعم مربي الأبقار والجاموس، واصدار قوانين تمنع استيراد الماشية من خارج البلد”.

وذكر الأهالي، في حديث صحفي، أن ناحية البتار معروفة بتربية الأبقار والجاموس “فهي تضم أكثر من 800 بقرة و1300 رأس جاموس”، لافتين إلى أن محافظة واسط تفتقر لوجود معمل ألبان يقوم باستهلاك الحليب المنتج من هذه الماشية.

وأشار الأهالي إلى أن أصحاب محال الجزارة، صاروا يعزفون عن شراء الماشية المحلية، بسبب منافسة الماشية المستوردة، التي تباع بأسعار أقل.

***************

استياء من تدني إنتاج الشاي في الديوانية

الديوانية – وكالات

أعرب اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة الديوانية، الأربعاء الماضي، عن استيائه من “إهمال” الحكومة الاتحادية القطاع الزراعي في المحافظة، مشيراً إلى تدني إنتاج المحافظة السنوي لأحد أجود أنواع الشاي في العالم.

وقال مدير الاتحاد، محمد كشاش الجليحاوي، في حديث صحفي، ان إنتاج الديوانية من شاي الكجرات، قل وأصبح لا يتجاوز الـ10 أطنان سنويا، مبينا أن سبب ضعف الانتاج يعود إلى “عدم وجود دعم حكومي لزراعة هذا المحصول المهم عالميا”.

وأضاف قائلا، أن “سعر الطن الواحد من شاي الكجرات، يتراوح بين 3 إلى 5 ملايين دينار عراقي”، متابعا قوله، أن هذا النوع من الشاي، بات قليل الوجود في الأسواق، وذلك بسبب افتقاره للتسويق، وعدم وجود مصانع متخصصة في إنتاجه.

وطالب الجليحاوي، الحكومة بـ”الانتباه لوضع الفلاح في الديوانية، والاعتناء به من خلال توفير الدعم اللازم له، خاصة أن ما ينتجه من محاصيل، كشاي الكجرات، يمثل الجانب الزراعي النموذجي للبلاد”.

****************

مواساة

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، عائلة الشخصية الأكاديمية الوطنية د. فاطمة عيسى، بوفاتها.

والراحلة أستاذة النقد الأدبي الحديث في جامعة بابل، وهي زوجة د. ابراهيم جنداري، وشقيقة د. كاظم عيسى الموسوي.

 للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، د. فيصل ياسين شطي الوائلي، الذي فارق الحياة بعد صراع مع مرض لم يمهله طويلا. الذكر الجميل للفقيد والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

كما تنعى الاستاذ محمد الجصاني ( ابو حازم ) الذي توفي إثر مرض لم يمهله طويلا. والراحل من الرفاق القدامى. الذكر الطيب له والصبر والسلوان لرفاقه وعائلته الكريمة.      

*بمزيد من الحزن والاسى تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية الرفيق حسن هويدي (ابو سلام) الذي توفي بعد معاناة طويلة مع مرض الم به. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

*ببالغ الأسى والحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، رفيقها كريم غني الحمداني، الذي توفي إثر مرض عضال ألم به ولم يمهله طويلا. كان الفقيد مناضلا مثقفا تحمل مرارة السجون والتعذيب، لكنه بقي على العهد مع حزبه. لفقيدنا الذكر الطيب ولأهله ورفاقه في قرية الهويدر الصبر والسلوان.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى الرفيق عبد الحسين ناصر السماوي بوفاة ابن عمته سيد خضر هادي الموسوي. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

* تنعي منظمة الحزب الشيوعي العراقي  في روسيا الاتحادية صديق حزبنا الفقيد جعفر الحصيني الذي غيبه الموت في موسكو بشكل مفاجيء. لقد عانى الفقيد من ملاحقات الديكتاتورية وازلامها لحملة الافكار اليسارية وللانتماء العائلي الشيوعي مما اضطره لمغادرة البلاد والعيش في موسكو . كان الفقيد مساعدا للأخرين، التعازي الحارة لعائلته واصدقائه, وله الذكر الطيب دوما.

*************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية

أنقذوا الصناعات الدوائية من دائرة الاهمال

ابراهيم المشهداني

يعاني العراق العديد من المشاكل الخاصة بالصناعة الدوائية التي أوصلت عملية انتاج الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مرحلة تصنيع دوائي بسيط لا يمكن مقارنته بحجم الإنتاج المطلوب لسد الطلب المحلي والتخفيف عن كاهل المواطنين الغارقين في دوامة الأدوية المستوردة التي استحوذت على الجزء الأكبر من مداخيلهم، يجري هذا كله في وقت تطورت الأمراض وتنوعت ارتباطا بتزايد حجم السكان.

  لقد سجل العراق أولى تجاربه الرائدة في مجال انتاج الأدوية بعيد ثورة 14 تموز، إذ عقدت الحكومة حزمة من الاتفاقيات مع الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة الزمنية، وإثر ذلك تم تأسيس الشركة العامة لصناعة الأدوية وأنشأ أول المصانع في سامراء في عام 1965 وباشر بالإنتاج الفعلي في عام 1971، واستنادا إلى قانون الشركات رقم 22 لسنة 1997 تم تغيير اسمها إلى الشركة العامة لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية، وتبعا لذلك تطور انتاج معمل أدوية سامراء ليشمل معظم المنتجات الصيدلانية والتي تبلغ 350 نوعا من الأدوية بالإضافة إلى غاز الاوكسجين وغاز التخدير والزجاج العلمي، فضلا عن المحاقن الطبية التي استمر انتاجها، وفي سجل هذه التجربة أيضا على سبيل المثال فإن معمل انتاج الأدوية والمستلزمات الطبية في نينوى قد برز في جودة الإنتاج وكفاءته العلاجية، لهذا فاز بشهادة الجودة الدولية ISO9001 وشهادة جودة ثانية من هيئة الاعتماد الأسترالية في انتاج العديد من المستحضرات الطبية بما فيها مضادات السرطان وملايين القناني من المحاليل الوريدية المنقذة للحياة،  لكن الدولة أدارت لها ظهر المجن عبر سياسة السوق المفتوحة والاهتمام بالاستيراد الخارجي رغم تكاليفه الباهظة بالعملة الصعبة،  لقد كان واضحا أن الهدف الرئيسي للشركة ومصانعها المنتشرة في بعض المحافظات دعم الاقتصاد الوطني عن طريق صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل وفق المعايير الدولية لكي تسهم في سد حاجة البلاد من الأدوية البشرية والأدوية البيطرية.

ومن المعلوم أن المصانع الدوائية تتوزع في محافظات بغداد والموصل وصلاح الدين وبابل وديالى وعددها 17 وحدة انتاجية تقوم بإنتاج الأدوية والمواد الصيدلانية بعد أن كان مجموعها 40 مصنعا، غير أن الكثير منها قد اختفى بسبب التغيير في نشاطها والانعطاف الكبير في سياسة الدولة التي أهملت مجمل الصناعة الوطنية ومن ضمنها الصناعة الدوائية انطلاقا من المدرسة الفكرية التي انتعشت بعد الاحتلال الامريكي.

إن التجربة العراقية لو قدر لها أن تستمر بنفس القوة التي انطلقت فيها والمستوى الذي وصلت اليه في سد حاجة السوق العراقية لكان العراق واحدا من الدول التي تتصدر في انتاج الأدوية لولا التحديات والعقبات التي واجهتها وفي المقدمة منها السياسات الحكومية واهمال دعم مصانع الأدوية والمستلزمات الطبية مما أفقدت الثقة بالمنتج الوطني واطلاق العنان لشركات استيراد الأدوية بعضها غير مجاز في استيراد الأدوية اتخذت لنفسها مكانة متميزة في سوق الاستهلاك دون رقابة أو حساب لنوع الأدوية المستوردة ناهيك عن الارتفاع الجنوني في الاسعار الذي أرهق ميزانيات المواطنين.

اننا نعتقد أن مراجعة السياسات الحكومية فيما يتعلق بالحركة التصنيعية بما فيها صناعة الأدوية من أجل تدعيم السوق الوطنية والحفاظ على العملة الصعبة وانعاش الاقتصاد يتطلب من بين أمور كثيرة قيام الحكومة بإيلاء اهتمام أكبر بمجال تطوير وتوسيع البنية التحتية لمصانع الأدوية في العراق عن طريق توسيع الخطوط الإنتاجية للمصانع الموجودة حالياً والعمل على إنشاء مصانع جديدة يمكنها توفير الحاجة المحلية لمختلف أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى للمواطنين وبما يغطي أغلب المحافظات العراقية، ويمكن أن يكون الدعم بواسطة تخصيص المساحات الملائمة لإنشاء هذه المصانع وأن يراعى التوزيع الجغرافي الملائم لها وبما يمكنها من أداء دورها بالصورة الصحيحة وتغطية الطلب المتزايد، كما أنّ عوامل الدعم الأخرى تتمثل بتوفير المبالغ المالية اللازمة للأعمال الإنشائية لهذه المصانع وتوفير المكائن والآلات الخاصة بالخطوط الإنتاجية لمختلف أنواع الأدوية التي ستقوم هذه المصانع بإنتاجها.

*************

بعض الفنادق تحولت الى مخازن تجارية

السياحة في زمن كورونا: الإجراءات الحكومية تُفاقم الأزمة

كربلاء - هشام سالم

قبل عامين من الآن، كانت مدينتا كربلاء والنجف، من اكثر المدن العراقية اقبالا على السياحة الدينية، لما تتمتعان به من مكانة دينية وحضارية، لكن مع تفشي جائحة كورونا، بداية العام الماضي، أخذ هذا المورد الاقتصادي يتراجع ليس وقوفا حتى الرقم صفر، انما تكبد عدد كبير من المستثمرين

خسائر بالمليارات

يقول صائب ابو غنيم، رئيس رابطة الفنادق في محافظة النجف، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان محافظته وحدها تضم قرابة 350 فندقا، بدرجات متفاوتة، مؤكدا ان “50 فندقا، منها، الغيت اجازاتها، وتحولت الى مخازن ومراكز تجارية”.

ويضيف ابو غنيم، أن “نسبة التشغيل في الوقت الحالي تراجعت الى صفر في المئة”، مبيناً أنه “منذ بداية تظاهرات تشرين، كان نحو 50 فندقا، يستقبل سائحين عراقيين، وما أن تفشى فيروس كورونا في عموم العراق، حتى انقطع الجميع عن زيارة المدينة، ما سبب اندثارا لقطاع السياحة في المحافظة بشكل كامل”.

وبشأن الخسائر الاقتصادية التي تكبدها قطاع السياحة في النجف، يوضح أبو غنيم أن “الدخل السنوي للفندق يبلغ 100 الف دولار سنويا، وبالتالي فإن مجموع الخسائر التي يكبدها اصحاب الفنادق والبالغة 350 فندقا مجتمعة، هي 3,500,000  ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار سنويا”.

تسريح العاملين

ويشير ابو غنيم الى ان “قيمة الفنادق في محافظة النجف كانت تزيد على 3 مليارات دولار، اما في الوقت الحالي فقد اصبحت اقل من مليار ونصف المليار دولار. وبالتالي فان الأضرار كانت كبيرة على أصحاب الفنادق”.

وعزا المتحدث تراجع قيمة العقارات الى “اندثار البنى التحتية للفنادق”، اضافة الى التي العوامل التي افرزتها جائحة كورونا، والتي انعكست على تسريح اغلب العاملين في هذا القطاع، لينضموا الى قافلة العاطلين عن العمل.

إجراءات حكومية سببت الافلاس

ولم تكن محافظة كربلاء بعيدة عن مصير جارتها النجف، بل الضرر الذي طالها كان أكبر بكثير.   

ويحمّل مدير فندق كاردينيا الشام في كربلاء، محمود النصراوي، الحكومة المركزية سبب تراجع قطاع السياحة في المحافظة، مبينا ان “كربلاء تضم ما يقارب 1000 فندق وبمختلف التصنيفات، لكن السياحة الدينية في المحافظة تراجعت منذ العام 2017 بسبب الاجراءات الحكومية”.

ويقول النصراوي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الحكومة لم تراع الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد، وجاءت جائحة كورونا لتكمل مشوار الخراب”.

ويبين النصراوي، ان “الحكومة تراخت كثيرا بمسألة سكن الوفود السياحية في منازل المواطنين، التي تزاحم الفنادق، والتي لا تخضع للرقابة، في حين تخضع الفنادق للشروط والاجراءات الحكومية، ناهيك عن مستحقات الجباية ورسوم الماء والكهرباء والضمان الاجتماعي، واجازة وزارة الصحة والضرائب”.

ويتابع أن “الحكومة ساهمت بشكل وبآخر في تردي قطاع السياحة من خلال توفير اماكن سكن للأفواج السياحية بالمجان، خصوصا في الزيارات الدينية الكبيرة، وهذا ما سبب إفلاس اغلب اصحاب الفنادق وتسريح العمال”.

ويكشف النصراوي، ان خسارته المالية في العام الماضي، بلغت (150,000) دولار، بالإضافة الى ما اصاب الفندق واجهزته من اندثار”.

ويطالب المتحدث، الحكومة “بإعفاءات من الجباية نظرا للوضع الاقتصادي الراهن”.

خسائر اضافية

ويؤيد حيدر اكرم، احد المستثمرين في القطاع السياحي، مطالبة النصراوي.

ويقول أكرم في حديثه لـ”طريق الشعب”، إن “استمرار الاجراءات الحكومية الوقائية من دون حلول بديلة، أدت الى خسائر جمة في هذا القطاع، كونه يحتاج الى نفقات لديمومته، ودون أية ايرادات مالية لهذا القطاع الكبير”.

ويضيف أكرم أن “توالي الخسائر أدى الى تسريح العمالة في هذا القطاع”.

ولم تقتصر الخسائر المالية على الفنادق فحسب، انما شاركتها الشركات السياحية المختصة بتنظيم عمل السفر ونقل المسافرين في المعاناة، حيث أصابها الشلل التام لنحو عام كامل، وما زال الوضع المتردي قائما الا من بعض الاستثناءات.

ويقول مدير شركة عطاء الخير للسياحة والسفر، مجتبى القزويني، إن شركته “توقفت عن مزاولة نشاطها منذ ظهور الجائحة ولحد الان، وهذا سبب بتسريح العمال وخسائر مالية كبيرة”.

ويضيف، أن “سياسة الاغلاق التي اتبعها العراق والدول المجاورة وحتى العالمية، أصابت قطاع السياحة الدينية بأضرار كبيرة”.

ويقدر القزويني خسائر الشركات السياحية بـ 100,000 دولار خلال العام الماضي، مناشداً الحكومة اعفاء الشركات السياحية، من الضرائب واجور الاجازة والنفقات الاخرى، للتخفيف عن كاهل الشركات، مراعاة للوضع الراهن”.

ورفعت بعض الدول أجور الموافقة الامنية (الفيزا) الى اضعاف، بعد تفشي الوباء، كما يوضح رشاد سعيد، مدير دلتا الرافدين للسفر والسياحة في كربلاء.

ويقول سعيد لـ”طريق الشعب”، ان “سعر الموافقة الامنية وصل الى مائة دولار، بعد ان كانت سابقا ما قبل ظهور فيروس كورونا، لا تتجاوز خمسة عشر دولارا فقط”، مشيرا الى ان تكلفة الرحلة الى سوريا تزيد على سبعمائة دولار، بعد ان كانت ثلاثمائة دولار فقط”.

ويتابع سعيد، ان “تركيا صارت تعطي فقط موافقات علاجية تكلفتها 270 دولارا بعد ان كانت واحدة من افضل دول الجوار في تسهيل متطلبات السفر اليها”.

اهمال قطاع السياحة

وبهذا الشأن يقول عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، حامد الموسوي، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “قطاع السياحة في العراق يتعرض الى خسائر كبيرة، وللأسف الشديد الجهات القطاعية المسؤولة وهي وزارة الثقافة والسياحة الاثار وهيئة السياحة لا تقدم شيئا، بل تحاول الضغط على هذا القطاع بشكل اكبر من خلال فرض ضرائب ورسوم اكثر”.

واتهم الموسوي، الحكومة بـ”اهمال قطاع السياحة الدينية”.

ويشير الموسوي الى انه “على الرغم من تفشي الوباء في عموم العراق، فقد اتخذت حكومة اقليم كردستان عدة اجراءات من شأنها ابقاء هذا القطاع الحيوي المهم، لكن الحكومة المركزية المتمثلة بوزارة الثقافة والسياحة والاثار والوزارات الاخرى، ابتعدت عن ايجاد حلول ناجعة”.

ويؤكد النائب أن “هناك خسائر بمليارات الدولارات، تعرض لها قطاع السياحة الدينية في العراق”.

*************

آمال في مهب الريح

اقتصاديون يتحدثون عن نكسة ما بعد 2003: سياسة السوق المفتوح أغرقت البلاد بالفوضى

بغداد ـ عبدالله لطيف

في مناسبة الذكرى الـ 18 لسقوط نظام الدكتاتور صدام حسين، تعد “طريق الشعب”، سلسلة من الحلقات على مستويات مختلفة، تستطلع من خلالها الآراء، وتطرح سؤالاً عن توقعات الناس وتطلعاتهم في شأن المستقبل، ومقارنتها بالنتائج التي افرزتها المرحلة في وقت لاحق. ان تطورات الاوضاع بعد 2003 كانت لها تداعيات على الاقتصاد العراقي وتوزيع الثروة وحياة المواطنين.

تغيرات جذرية

وقال الصناعي باسم جميل انطوان لـ”طريق الشعب”، “كنا عاقدين الامل على اجراء تغييرات جذرية بالاقتصاد العراقي، واعطاء دور الى القطاع الخاص ورجال الاعمال الصناعيين، للنهوض بالصناعة العراقية”.

وأضاف أن التوقعات كانت تصب حول “اعطاء مساحة للمصانع العراقية التي كانت تتجاوز 24 الف مشروع صناعي خاص، لتلبية حاجة السوق المحلية، بحيث تشكل 25 في المائة من الناتج الاجمالي المحلي”.  

وتابع انه “كان يجب تطبيق قوانين التعرفة الكمركية والفحص والتقييس والسيطرة النوعية على السلع والبضائع التي تدخل العراق، وحماية المنتج الوطني، للحد من اغراق السوق بالمنتج المستورد”.

ولفت الى انه “بعد الاحتلال مباشرة دخلت السوق العراقية مختلف انواع السلع المستوردة من دون قوانين او رادع، ووضعوا مكان الضوابط المعروفة رسم اعادة اعمار فقط”، مبيناً أن “مزاد بيع العملة الذي وضع على انه مؤقت اعطى فرصة لاستيراد السلع وساهم في خروج الدولار الى خارج البلد”.

وبين ان “كل هذا جعل الصناعيين خارج المنافسة، وجعلهم مضطرين الى ترحيل مصانعهم ومعاملهم الى خارج البلاد، ما ادى الى ارتفاع نسب البطالة في العراق”.

تناقض اقتصادي

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، صالح الهماش لـ”طريق الشعب”، ان “النظام السابق كان قد عمل على تعزيز دور القطاع العام وتقليص القطاع الخاص، ووضع الاقتصاد كله بيد الدولة، ما فرض مجموعة من القوانين والاعراف والسلوكيات في السوق العراقية، دفعت باتجاه تعزيز دور القطاع العام”.

وأضاف ان “بعد 2003 جاء النظام السياسي الجديد بفكرة السوق المفتوح، وهو مختلف تماماً عن سابقه، وبالتالي فالتحول من نظام الى اخر يمر بحالة من الفوضى. لذا نحتاج الى فترة طويلة كي يتم تعديل القوانين وتغيير الاعراف الاقتصادية التي كنا نعمل بها سابقاً”.

وأردف “كنا نتوقع ان يستغرق هذا التحول فترة وجيزة لحين اقرار مجلس النواب قوانين تلائم المرحلة الحالية، اهمها اقرار قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي، وقوانين الملكية والانتاج”، لافتاً الى ان “اهمال تعديل القوانين جعل سلوك رجال الاعمال متناقضا بين العمل بقوانين تعزز سلطة القطاع العام، وفلسفة السوق المفتوح”.

تطلعات امريكية متوقعة

من جهته، علق الاقتصادي ابراهيم المشهداني، قائلاً ان “مستقبل العراق الاقتصادي كان واضحاً منذ البداية؛ فبعد الاحتلال كان مؤكداً ان يكون العراق جزءا من الخارطة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، وسياسة واشنطن بالهيمنة على اقتصاديات العالم وتطويعها للمصالح الغربية، فضلاً عن رسم الاقتصاد على نهج مصادرة الممتلكات العامة، والاتجاه نحو الاقتصاد المنفلت”. وأضاف في حديث لـ “طريق الشعب”، “الان نحن نتلمس نتائج هذا السلوك الذي فرض بعد الاحتلال، حيث ان عجلة الاقتصاد تراجعت الى الخلف، وخسر العراق كل مؤسساته الانتاجية التي كانت تكفي لسد حاجة البلد”.

مطامح لتحقيق التنمية المستدامة

وفي السياق، أكد الخبير الاقتصادي، ثامر الهيمص، ان “التطلعات كانت تجري حول تحقيق التنمية المستدامة بحسب النظم العالمية المعروفة، لكن الرهان كان خاسراً. كذلك تبدد الطموح بأن يكون العراق انموذجاً مصغراً من البلدان المتقدمة اقتصاديا”. ويعوّل الهيمص على نتائج الانتخابات، وما يفرزه من برلمان يمكن أن يحقق التنمية المستدامة، ووضع حد للتردي الاقتصادي”.

واشار الى انه “من دون تنمية زراعية وصناعية، لا يمكن القضاء على البطالة التي لم تشهد أية معالجة منذ العام 2003”.

******

الصفحة السابعة  

استخدام أحادي لتوصيف الإرهاب

دراسة بريطانية: الصحف حاملةً لرسائل العمليات الإرهابية

رشيد غويلب

في البلدان الرأسمالية المتطورة مثل بريطانيا العظمى، فرنسا، وألمانيا، يأتي التهديد الأكبر بالإرهاب من القوى النازية والفاشية الجديدة، او ما توصف بالإعلام التقليدي باليمين المتطرف، إلا أن توصيف الإرهاب في الوعي المجتمعي يرتبط في الغالب بالأعمال التي تنفذها مجموعات او افراد ارهابيون اسلامويون. ويميل الاعلام التقليدي الى استخدام مصطلح “الإرهاب” بهذا المعنى. وعندما يتعلق الأمر بعمليات ينفذها فاشيون جدد، فإن الاعلام السائد يصاب بالفزع من إطلاق نفس التوصيف.

الارهاب والصحافة

ان هذا الاستخدام الأحادي لمصطلح “الإرهاب” يرجع أيضًا إلى عدم وجود تعريف متفق عليه من قبل الجميع. هناك اتفاق واسع على أن الإرهاب هو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية بواسطة العنف الجسدي والفكري، وبالتالي فهو وسيلة تعبوية ايضا. وبمعنى آخر فإن الإرهاب وسيلة لإيصال رسائل متنوعة. ما هو الدور الذي تلعبه الصحف ووسائل الإعلام الأخرى في استراتيجية المعلومات التي يعتمدها الإرهابيون؟ تناولت دراسة صدرت اخيرا عن مركز أبحاث السياسة الأمنية ومقره معهد رويال يونايتد للخدمات في لندن، هذا السؤال.

والدراسة هي إجابة على سؤال: هل سيكون هناك إرهاب، إذا لم تتناوله تقارير وسائل الإعلام الجماهيرية؟ هذا ما اشارت اليه إليزابيث بيرسون، المحاضرة في مركز أبحاث التهديدات الإلكترونية في جامعة ويلز، عند عرضها التقييمي للدراسة في 4 اذار الفائت في لندن.

يبرز السؤال للواجهة بعد حدوث هجمات إرهابية، كما حدث بعد الهجوم الإرهابي في 2 تشرين الثاني في فيينا، والذي نفذه أحد أنصار داعش وتسبب في وقوع 4 ضحايا. لقد وقع عشرات الآلاف على نداء لسحب الدعم المالي العام لوسائل الإعلام التي تسمى بـ “الشعبية”، بعد نشر وسائل اعلام نمساوية فيدو عن الجريمة عده الموقعون اعلان مجاني للإرهاب.

قواعد التعاطي مع الهجمات الارهابية

تبحث الدراسة الحالية: إلى أي مدى تستخدم الصحافة البريطانية الإرهاب أو تتصدى له. تقر كاتبة الدراسة جيسيكا وايت بأن السكان يريدون تقارير فورية ومفصلة عن الهجمات الإرهابية، وهذه التقارير لها آثار إيجابية، وسلبية غير مقصودة على المجتمع. لذلك تقترح وايت أن تقوم هيئات التحرير بوضع قواعد سلوك بشأن كيفية تناول الهجمات الإرهابية. يجب أن تتلقى وسائل الإعلام تدريباً منتظماً على هذه القضايا والأسئلة الأخلاقية المرتبطة بالهجمات الإرهابية. ان مثل هذه المقترحات ليست جديدة تماما. منذ سنوات تم تقديم طلبات وأفكار إلى الحكومة البريطانية، وتمت مناقشتها في النقابات العمالية ومجموعات الراي العام الأخرى. واخذت وسائل الإعلام الجادة بما تمخضت عنه هذه المناقشات.

وتوصي الدراسة بتحسين التواصل بين الشرطة وهيئات التحرير من أجل فهم أفضل. ولا تتحدث الدراسة عن كيفية التعامل مع المعلومات والبيانات الصادرة عن المنظمات الإرهابية.

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تراجعت أهمية وسائل الإعلام الكلاسيكية بالنسبة للإرهابيين نظرا لأهمية قنواتهم الخاصة، مثل تلغرام، التي تعد أداة تواصل مهمة لمنظمات مثل داعش.

وفق استطلاع أجرته مجلة إيكونوميست البريطانية، فقد انخفض خطر الإرهاب في جميع أنحاء العالم منذ عام 1992. وفي المقابل، تزايدت هذه المخاطر، منذ الهجمات الإرهابية في 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة. ان هيئات التحرير ليست مسؤولة عن الإرهاب، لكنها تؤثر في حدود توصيف الإرهاب وعمق إدراك تهديده.

وفق جريدة الغارديان، استطاعت المخابرات البريطانية افشال 3 هجمات إرهابية خلال الـ 12 شهرا الماضية، عمليتين خطط لها ارهابيون اسلامويين، والثالث لليمين المتطرف. وانخفض عدد المعتقلين بتهم الإرهاب من 282 في العام السابق إلى 185، اي أقل مما كان عليه في عام 2011. وبالمقابل ازداد عدد المدانين بموجب قانون مكافحة الإرهاب من أنصار اليمين المتطرف، وحقق رقما قياسيا في العام الفائت بلغ 42 مدانا.

**************

بعد دعوات الى التهدئة.. إيرلندا الشمالية تشهد موجة عنف جديدة

 بلفاست ــ وكالات

جددت الحكومة البريطانية، أمس الاول، دعوتها إلى مثيري الشغب والشرطة في إيرلندا الشمالية إلى التزام الهدوء، بعد اشتباكات جديدة بينهم، حيث يُخشى أن يقوض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي السلام الهش في المقاطعة.

ومنذ أكثر من اسبوع، تشهد المقاطعة البريطانية أعمال عنف لم تشهد مثيلا لها منذ سنوات، خصوصا في مناطق الموالين الوحدويين ذات الغالبية البروتستانتية حيث خلقت عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي شعوراً بالخيانة والمرارة.

ورغم دعوات لندن ودبلن وواشنطن لوقف أعمال العنف، اشتعلت العاصمة بلفاست مجددا ليل الخميس ــ الجمعة.

وفي حي غربي، استهدفت شرطة مكافحة الشغب التي علقت بين فكي كماشة بين الجانبين، بزجاجات حارقة وحجارة عندما حاولت منع مئات المتظاهرين الجمهوريين من التوجه نحو الوحدويين. وتم صدهم باستخدام خراطيم المياه.

وأعمال العنف التي أوقعت أكثر من خمسين جريحا حتى الآن في صفوف الشرطة، أعادت إلى الذاكرة الاضطرابات التي تسببت بمقتل 3500 شخص خلال ثلاثة عقود في مواجهات دامية بين الجمهوريين ومعظمهم من الكاثوليك أنصار الوحدة مع إيرلندا وبين الوحدويين البروتستانت المدافعين عن الانتماء.

******************

مسؤول: 60 في المائة من الإيرانيين تحت خط الفقر

طهران ـ وكالات

أكد مسؤول ايراني ان 60 في المائة من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر الافتراضي، مشيراً الى ان المنحة التي دفعتها الحكومة للمواطنين هي اعتراف بأن الشعب يعاني فقراً في بلد يُعد من أغنى بلدان الشرق الأوسط.‏

وقال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام أحمد توكلي، إن 60 في المائة، من سكان ‏إيران يعيشون تحت خط “الفقر الافتراضي”.‏

وأوضح توكلي، وهو عضو سابق في البرلمان الإيراني، في اجتماع لـ”جمعية الطلاب ‏الإسلامية” إن “الجوع والفقر في إيران أصبحا مهيمنين”.‏

وتابع بقوله: “عندما قرر البرلمان منح الدعم للفقراء، فقد أعلن أنه سيتم منحه الدعم إلى 60 ‏مليون شخص، أي حوالي 73 في المائة، من سكان البلاد، مما يعني أننا نعترف بأن الـ 73 في المائة، من الشعب ‏الإيراني لهم الحق بتلقي المساعدات”.‏

وذكر أن “وضع الناس سيئ للغاية”، مؤكداً أن الوضع يلزم الحكومة بخرق حتى ‏القواعد والمبادئ الأساسية ومساعدة الشعب”.‏ وشدد توكلي على أنه “إذا لم تفعل الحكومة ذلك، فقد يحدث شيء لا ‏ينبغي أن يحدث”.‏ وقد يكون توكلي يشير بشكل غير مباشر إلى القلق من اندلاع “ثورة جياع” على شاكلة ‏احتجاجات 2017 و2019.‏

وشهد تشرين الثاني 2019 مظاهرات شعبية عارمة عمت معظم المدن الإيرانية وتم قمعها بشكل ‏دموي، انطلقت احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود. وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، نقلاً عن ‏مصادر في وزارة الداخلية الإيرانية لم تكشف عن هويتها، فقد قتلت قوات الأمن خلال أربعة ‏أيام حوالي 1500 محتج، إلا أن طهران لم تعترف رسمياً إلا بمقتل 230 شخصا.

**************

أوكرانيا وتركيا تناقشان توريد طائرة “بيرقدار” ‏

ناقش وزراء الدفاع لأوكرانيا وتركيا أندريه تاران وخولوصي أكار، ‏مسألة إمداد كييف بالطائرات المسيرة بيرقدار، وفقا لوزارة الدفاع ‏الأوكرانية.‏

وناقش الوزيران “بشكل منفصل تطوير العلاقات الثنائية في مجال التعاون ‏العسكري الفني”.‏ وتطرقا على وجه الخصوص إلى “التقدم المحرز في تنفيذ العقود الموقعة ‏في كانون الأول، بشأن بناء سفن من طراز “كورفيت” وتوريد ‏بيرقدار والذخيرة”.‏

كما تمت مناقشة “فرص تطوير المزيد من المشاريع، لا سيما في صناعة ‏الطيران”. وأعلن الطرفان إحراز تقدم في العلاقات في المجال الدفاعي.‏

كما دعا تاران وزير الدفاع التركي للاحتفال بالذكرى الثلاثين لعيد ‏استقلال أوكرانيا. يذكر أن تركيا أكدت شراء أوكرانيا للطائرات المسيرة. ‏

وذكرت وسائل الإعلام أن كييف استخدمت لأول مرة بيرقدار في ‏دونباس. ‏

وحلقت الطائرة المسيرة في 9 نيسان، من الجزء الجنوبي من أوكرانيا عبر ‏مناطق خيرسون وزابوروجي ودنيبروبيتروفسك وخاركوف. بعد ذلك، ‏عادت إلى نقطة الإقلاع.‏

*************

سد النهضة.. مصر والسودان ترفضان مقترح اثيوبيا

متابعة ــ طريق الشعب

وجهت اثيوبيا، مؤخراً، دعوة إلى مصر والسودان، بخصوص سد النهضة، من اجل تعيين منسقين أو مشغلين معنيين بملف السد النهضة، لكن دعوتها قوبلت بالرفض من قبل الدولتين، حيث ان الدولتين تسعيان إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن عمليات السد، الذي تقول أديس أبابا إنه يلعب دورا حاسما في تنميتها الاقتصادية.

وقالت الخارجية الإثيوبية في بيان لها، ان “وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي بيكيلي، وجه رسالتين إلى نظيريه المصري والسوداني، دعاهما فيهما رسمياً إلى تعيين منسقين أو مشغلين معنيين بملف سد النهضة، بغية تبادل البيانات بين الدول الثلاث قبل المرحلة الثانية من ملئه المقرر تنفيذها في تموز وآب المقبلين”.

 وأضاف البيان أن “هذه الدعوة تأتي بناء على التوافق الذي تم التوصل إليه بشأن جدول الملء الذي أعدته مجموعة البحث العلمي الوطنية المستقلة، التي تضم خبراء من الدول الثلاث”.

وشددت الرسالتان، بحسب الوزارة، على أهمية التوقيع فوراً على اتفاق بشأن القواعد والمبادئ التوجيهية للمرحلة الأولى من ملء سد النهضة، وفقاً لإعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث عام 2015، مضيفتين أن هذه الخطوة تمثل فرصة جيدة لبناء الثقة بين الأطراف.

رفض مصري ــ سوداني

ورفضت مصر والسودان اقتراحا إثيوبيا لتبادل المعلومات بشأن عمليات سد النهضة على النيل الأزرق بعد انتهاء مفاوضات بين الدول الثلاث في كينشاسا الأسبوع الماضي، دون إحراز تقدم.

وفي رد على الدعوة الاثيوبية، اكدت القاهرة والخرطوم أنهما تسعيان إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن عمليات السد، الذي تقول أديس أبابا إنه يلعب دورا حاسما في تنميتها الاقتصادية.

وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية في بيان لها، ان “الحكومة السودانية ترى، أن تبادل المعلومات إجراء ضروري لكن العرض الإثيوبي لتبادل المعلومات بالطريقة التي أشارت إليها الرسالة ينطوي على انتقائية مريبة في التعامل مع ما تم الاتفاق عليه”.

ونقلت وكالة السودان للأنباء عن إدارة الخزانات بوزارة الري والموارد المائية قولها “حجز حوالي 600 مليون متر مكعب من المياه بخزان جبل أولياء، عقب انتهاء فترة تفريغ الخزان، وذلك لضمان استمرار العمل بمحطات الطلمبات على النيل الأبيض والنيل الرئيسي لتلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة، ضمن تحسبات الدولة لأي إجراء أحادي من قبل إثيوبيا بالبدء في الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل”.

وقال وزير الري المصري في حديث صحافي، إنه في حين أن الاحتياطيات في السد العالي بأسوان يمكن أن تساعد في التغلب على آثار الملء الثاني لسد النهضة إلا أن مبعث قلقه الرئيسي يتمثل في إدارة الجفاف”.

مخاوف سودانية

في الاثناء، اعتبرت دولة جنوب السودان، مخاوف الخرطوم من الملء الثاني الأحادي لسد النهضة الإثيوبي، مشروعة.

وقالت وزارة الري والموارد المائية في السودان، إن “وزير الري بجنوب السودان مناوا بيتر قادكوث، أكد عقب لقائه نظيره السوداني ياسر عباس، مشروعية مخاوف السودان من الملء الأحادي لسد النهضة”، داعياً أطراف المفاوضات إلى ضرورة التوصل الى اتفاق قانوني ملزم بشأن السد، وذلك بحسب موقع “سودان تريبيون”.

يذكر ان إثيوبيا رفضت كافة المقترحات والبدائل التي طرحتها مصر وأيدتها السودان، من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات، وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.

*************

الصفحة الثامنة

ما هي سبل الخروج من المحنة؟

جواد وادي

إن الظرف الذي يمر به العراق اليوم لهو أمر في غاية التعقيد والغموض، لتشابك حالاته وملفاته وأبجدية قراءته التي لا يمكن الإمساك بتلابيبها حتى وإن توفرت لدى المحلل الخبير ببواطن الأمور، مرجعية لا يستهان بها وقدرة تحليل واسعة وكفيلة بتفكيك أي حالة اشتباك، سياسية كانت أم اقتصادية أم أمنية وما إلى ذلك من حالات تتحكم بوضع أي بلد بكل مساربه وتفاصيله ومكونات وجوده داخليا وخارجيا، ونحن هنا ومن باب الاقتراب لسريالية الأوضاع التي يمر بها العراق، لم يعد أمام المتابع الحريص لوضع النقاط على الحروف، ليعيد ترتيب الملفات رغم تقيداتها وغموضها وعدم استقرارها وافتقارها لأبسط حالات الموضوعية، مما حدا بأي متابع أن يرمي بشباكه على عواهنه، بعيدا عما هو مألوف من تناول موضوعي يمكن أن يريح الكاتب والمحلل والمراقب، الحامل لهموم الوطن، وهو يراقب ما يحدث من طلاسمية غير مفهومة على الاطلاق، وعادت كل المحاولات في تناول هكذا أمور ضربا من التخمين والمغامرة غير محسومة النتائج.

وما محاولاتنا في التصدي لما يجري في العراق، سوى مجرد تفريغ لاحتقان يتعاظم يوميا، لندلو بدلونا ونزيح عنا مسؤولية ألا نلوذ بالصمت ونبقى نتفرج لمهازل الداخل، لئلا يلومنا الآخرون بأن مهمة المثقفين لم تكن بمستوى ما يجري، وعليهم توجيه اقلامهم وهي سلاحهم الوحيد لمواجهة الحالات الشاذة والمخزية التي تقوم بها مجاميع مارقة نذرت نفسها لإيقاف أي تطور لإحداث نقلات نوعية لبلد يرزح تحت رحمة الطغاة والحاقدين والفاسدين والطائفيين وهلم عدا وتوصيفا لعقود من المحن والويلات والمغامرات والخيانات وتفاهة من يقود دفة الحكم وسلطة القرار.

وجوابا على السؤال الذي يتصدر المقال، يبدو للقارئ، أننا سنتوصل إلى تصورات شبه ناجعة ممكن أن تزيح الغبار المتراكم منذ العام 2003 عن وضع العراق الغارق في الضياع والتشتت وغياب الرؤيا.

فالنسيج المجتمعي مفكك، وسلطة الدولة غائبة تماما، ومجموعة الأحزاب والكتل الإسلامية هي التي تتحكم بسلطة القرار، وكل حزب أو مكون أو كتلة لها فصيلها المسلح ومليشياتها المتحكمة بالأمن الذي تراه هي من أجل بقائها وبسط هيمنتها والتلاعب بمقدرات البلد من حيث وضع اليد على مصادر ثروته  وخيراته والتحكم بالمطلق باقتصاده وغياب تنميته ولها القرار الفصل في وضع اليد على عائدات المنافذ وبيع البترول وتوزيع الوظائف على المطبلين لها من الأحبة والمصفقين، وتعطيل تحريك البنى التحتية وتعميق توجه الاقتصاد الريعي البعيد عن بناء البلد واحياء الصناعة التي اجهضوها والزراعة التي خربوها والسياحة التي اوقفوها والثقافة التي مسخوها وغيرها من الإجراءات التي حالت دون إحداث نقلات نوعية في بلد يحتاج إلى تدخل حاسم ونوعي في كل مفصل من مفاصله وإعادة بنائه فتركوا الحبل على الغارب، وكأنهم غير موجودين في بلد عريق وكبير في تاريخه وموقعه وهيبته وحضارته ووجوده الفاعل والمؤثر، بلد اسمه عراق كان كل من يسمع هذا الاسم المدوي ينحني اجلالا له ولماضيه المشرف.

ترى أي مخلوقات هذه التي حولت وتغالي في تحويل هذا الوطن العريق إلى مجرد جغرافيا لأرضٍ قاحلة لا معنى لها بإشاعة كل حالات التردي والتخلف والمعاداة وإيقاف عجلة التقدم، والأنكى من كل ذلك، توظيف أسلحتها وتوجيهها صوب صدور من يعترض على افعالها وسلوكياتها وانفلاتها ودفاعها عن الفاسدين واعداء الوطن، بدعوى الدفاع عن المذهب وبيافطات ومسميات دينية، وحاشى للدين أن يبارك لهم افعالهم المرفوضة واللا إنسانية، كونه حالة روحية لا غير.

ننقل هنا هذه الفقرة للرفيق رائد فهمي من لقاء أُجري معه مؤخرا، يشخّص فيها بعض الخلل في بنية الدولة العراقية وطريقة الخروج من المحنة التي يمر بها العراق، فيقول:

“الفساد أصبح عقبة في طريق أي نمو، البناء السياسي في البلد والمؤسسات الغائبة... كل هذه اصبحت حالة بالغة الهشاشة، لذلك نقول ÷ن التغيير أصبح ضرورة ملحة ومفترق طرق. ما لم يحدث التغيير فسيظل البلد يسير تحت رحمة نفس النهج المدمر، نهج المحاصصة والفساد، ونهج التفريط بموارد البلد. وهذا يؤدي إلى معاناة بالغة الخطورة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وبالتالي ففي ظل هذه الاوضاع، يرسم حزبنا سياساته وتوجهاته ويحدد المهام الملحة والتحديات التي أمامه وأمام الوطن”.

هنا ينبغي التفكير في التخلص من هذه المحنة التي تضرب بقوة وتتعمق في العراق، مثل المحاصصة التي دمرت النسيج العراقي، والطائفية التي مزقت اللحمة الوطنية، وإشاعة الفساد المتنامي بشكل خطير وباستهتار ما بعده ضياع، وانتشار السلاح المنفلت وغير المنفلت الذي يصول ويجول ويهدد المجتمع العراقي بكامله، وكأننا عدنا إلى عهد الطاغية وفصائله المجرمة، بأفعالها البلطجية المعروفة للجميع، ووضع اليد على الاقتصاد العراقي الذي تذهب حركة أمواله لجيوب الفاسدين والاذرع المسلحة ومن ورائها كبار الناهبين من متسيّدي سلطة القرار، وهكذا بات تعدد مساوئ الأوضاع أمرا متعبا ويشتت من يريد وضع اصبعه على الخلل.

إذن ما عاد أمام العراقيين، وخصوصا شباب ثورة تشرين المباركة وكل المتضررين من هذه السياسات الهوجاء وغير المسؤولة وغير المدركة لخطورة افعالها، ما لهم من حل إلا السعي الحثيث والمتواصل بالتغيير الجذري، لإزاحة تلك الحالات الشاذة والشائنة والتي اذا ما بقيت جاثمة على صدور العراقيين وتتحكم بمقدرات البلاد وخبزة العباد، فأن تتمة الخراب قادمة لا شك في ذلك، بعد أن يشعر المخربون بأن لسعة الحريق قد وصلتهم، ليحملوا اثقالهم للهروب من المساءلة الشعبية والتي ستكون مريرة عليهم.

ونحن هنا نرفض بالمطلق المواجهات الدموية التي لا تُبقي ولا تذر، إنما بأسهل وانجع الطرق المتيسرة لدى العراقيين، تلك هي صناديق الاقتراع التي من شأنها أن تزيح الغُمة الجاثمة على صدورهم، شريطة السعي بالضغط على الحكومة، وعلى رأسها  رئيس مجلس الوزراء، على سحب السلاح بالكامل وأينما كان، وإيجاد هيئة انتخابات وطنية نزيهة وبإشراف دولي  بتدخل فاعل ومؤثر، وحصول الناخبين على البطاقة البايومترية وهي اشد ما يخيف المزورين، وقبل كل شيء، اصدار قوانين صارمة تجرّم توظيف الأموال لاستمالة وشراء ضعاف النفوس، وغيرها من الإجراءات التي ستحقق نقلة نوعية في تنظيف الوضع السياسي وازاحة النتن الذي سعى ويسعى لبسط سلطته لتخريب ما تبقى من أمل لإعادة العراق لوضعه الطبيعي.

هنا نؤكد وبقوة على التلاحم الجماهيري وتكثيف التقارب المجتمعي بين كافة القوى الحية في المجتمع المدني، وإيجاد مشتركات أساسها لّلحمة الوطنية والمصالح العليا، إذا ما أريد للتغيير الحقيقي أن يحصل في العراق، وما الحراك الذي تقوده القوى المدنية الحية مؤخرا، إلا خطوات مباركة ينبغي أن تتكثف وتتوسع لتساهم في نشر الوعي المثمر للتغيير، ونحن بانتظار الخروج من هذه المحنة التي تتعاظم يوميا، وسيكون العرس الوطني لولادة عراق جديد.

************

الأولمبية تجاوزت

انتخاباتها.. ولكن

منعم جابر

وأخيراً نجحت المؤسسة الرياضية متمثلة باللجنة الأولمبية الوطنية العراقية في اجراء انتخاباتها التي تعطلت لأكثر من عام والغيت من قبل الأولمبية الدولية على خلفية مخالفات حصلت في انتخاباتها المذكورة، ودخول البعض ممن لا تنطبق عليهم الضوابط والشروط، الامر الذي تطلب تشكيل لجنة مؤقتة لفترة زمنية محددة بعدها جرت الانتخابات وفق القانون الذي شرعته المؤسسة العراقية المختصة (البرلمان) وتم تدقيق الإجراءات القانونية النافذة. وفعلاً تم قبول الترشيح للبعض ورفضه للبعض الآخر لعدم انطباق الشروط.

واليوم وقد تجاوزت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية امتحانها الأول بنجاح انتخاباتها ووصول الكابتن رعد حمودي لمنصب الرئاسة للمرة الثالثة على التوالي ووصول أعضاء المكتب التنفيذي، بعضهم من القدماء والبعض الآخر من الجدد، وهنا تصبح مسؤولية الجميع مضاعفة وخاصة وخاصة الكابتن رعد حمودي بسبب ما عانته الرياضة العراقية من اخفاق وفشل كبيران خلال السنوات السبعة عشر فلا إنجازات ولا نتائج ولا سنوات متميزة ولا حل لمشاكلها ولا معالجات لواقعها المربك.

ولهذا نطالب الكابتن رعد حمودي وزملائه في المكتب التنفيذي الجديد بشحذ الهمم والتعاون وتصفية مخلفات الماضي والبدء ببرنامج جديد معتمدين على تجاوز الماضي بسلبياته والانطلاق نحو المستقبل ببرامج ورؤى جديدة تعتمد العلم والمعرفة والخبرات ونضع امام المكتب التنفيذي الجديد الخطوات التي يتوجب العمل وفقها وكما يلي:

1- لا بد للمكتب التنفيذي ان يضع خطة لأربع سنوات تقسم الى خطط سنوية تعمل الاتحادات الرياضية وفقها ويساهم في رسمها الاكاديميون والمختصين.

2- يجب تشكل مكاتب متخصصة يقودها متخصصين اكاديميين مثل مكتب للرياضة النسوية ومكتب للرياضة الجماهيرية ومكتب متخصص برياضة المحافظات إضافة الى اختصاصات الاعلام والاهتمام بالبراعم والأطفال ومكتب للاشراف على الرياضة في الأندية مع الاهتمام باختيار قادتها.

3- تقليص المشاركات الخارجية بحدودها الدنيا وتنشيط الفعاليات الداخلية والعمل على خلق البطل الأولمبي.

4- تدقيق اختيار الشخصيات للمناصب والوظائف من اهل الخبرة وذوي السمعة الطيبة مثل الأمين العام والأمين المالي والمدير التنفيذي وبعض مدراء الأقسام من العناصر الكفوءة والنزيهة.

5- ابعاد الطارئين والدخلاء من الوسط الرياضي وعدم فسح المجال لهم بالتدخل فيما لا يعنيهم وخاصة في مجالات العمل الأولمبي وسفرات الفرق الرياضية ووفودها.

ان حسن اختيار الطواقم العاملة في مجالات الأولمبية ولجانها سيساهم في نجاح العمل الرياضي الأولمبي ويحقق الإنجاز، بينما الفشل في الاختيار الصحيح سيؤدي الى فشل العمل الرياضي.

ان ما تعرضت له الرياضة من تراجع واخفاق في الدورات السابقة هو شاهد حقيقي على عدم دقة اختيار العاملين، وهنا نشد على يد الكابتن رعد حمودي وزملائه من أعضاء المكتب التنفيذي ونبارك لهم اختيارهم لهذه المسؤولية ونتمنى لهم التوفيق.  

**************

كي لا تذهب

التضحيات سُدًى

علي كاظم

لقد شارك الملايين من العراقيين من مختلف أعراقهم وقومياتهم ومذاهبهم في انتفاضة تشرين بمحض ارادتهم لاجماعهم على فكرة التغيير الشامل، ولم تستطع أدوات السلطة الوحشية رغم محاولاتها المتعددة السيطرة على المنتفضين لصعوبة انكسارهم فهم يتبعون فكرة نبيلة ويسعون لتحقيق هدف عظيم.

ومثل قول عاشق لم يحالفه حظه العاثر في العيش مع من أحبها، إن البدايات دائما أجمل، إذ سرعان ما عاد الراغبون في التغيير إلى الانقسام قبل تحقيق الهدف، وبدأت الافكار تتعدد رغم حتمية وجودها، ولكن ما الفائدة منها في ظل عدم تحقيق هدفهم المنشود.

ولكوني عاشقا سيئا الحظ، لازلت أسعى إلى استمرار جمال البدايات إلى النهاية من اجل تحقيق هدف التغيير الذي ذهبت في سبيله دماء المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين، وأحذر من شاركوني فقد الاصدقاء والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والاختطاف والتهديد من الانزلاق إلى خطر غياب الاجماع، فإذا انقسم الناس انقسمت الافكار وتعددت الطروحات، وهذا ما يسهل للقابضين على السلطة القضاء علينا جميعا واحدا تلو اخر.

تذكروا يا إخوتي أن الحشود المجتمعة تنتصر على حاملي السلاح المأمورين والمستفيدين، وأن انفراط عقدنا يفقدنا المتضامنين من حولنا، ما يسهل للسلطة الاستفراد بنا، ويجعلنا نهرب لطلب العون فنصبح رهينة من يعطينا هذا العون.

رفاق الجوع والفقر والمستقبل المجهول، دعونا نهتم بوضوح أهدافنا ووحدة صفوفنا في مواجهة قوى المحاصصة والفساد، فقد حان الوقت للوقوف معا من أجل تحقيق هدف التغيير الشامل والخلاص من سراق المال العام.

وفي النهاية علي أن اذكركم أن وحدتنا واجتماعنا تثير الرعب في صفوف اعدائنا، الذين لن يدخروا شيئا من جديد لتفرقتنا لعلمهم أن وحدتنا فيها زوال لظلمهم وامتيازاتهم ومنافعهم ومناصبهم.

**************

أي جيل هذا وأية مناهج يتعلم منها؟

حسين علوان

يا وطن كنت منارة للعلم والعلماء والأطباء والأدباء والفنانين والشعراء والرياضيين الأبطال والكفاءات الكبيرة الأخرى ...

جيل لا يعرف قاماته ولم يتعرف عليهم لقد هدمنا التعليم بنهج مدروس بتفشي الامية والجهل والشعوذة.

شباب هجروا المدارس بعضهم من توجه لمساعدة عوائله في طرق أبواب العمل المغلقة، وذهب الاخرون منهم ضحية العوز إلى السقوط في أحضان العصابات التي تبيع وتشتري بالبشر،  ومنهم من سلك طريق المخدرات المتفشية ( الكرستال وغيره )، ومنهم من يرمى بنفسه على قارعة الطريق ليسرق من المارة والبيوت، واكتظت السجون بأعمار منتجة لو تحركت عجلة الاقتصاد وزجت في مصانع البلاد المعطلة من قبل طبقة طفيلية معتاشة على هذا الوضع الهزيل الذي تمر به البلاد، لكان التقدم  في جميع النواحي حين تتحرك عجلة الاقتصاد والصناعة والزراعة فتنمو الواردات وتنعكس على عموم ابناء البلاد   بالخير والرفاهية  ...

وانا أتابع أحد البرامج على إحدى الفضائيات تسأل المقدمة شباب التقت بهم في احدى شوارع بغداد عن شاعر العرب الاكبر (محمد مهدي الجواهري) لم تحصل على اجابة صحيحة من جميع الذين التقت بهم، يا للخيبة أي جيل هذا وأي وعي متراجع نحو الأسوأ، لا أحد يعرف هذا الرجل الذي ملأ الحياة الثقافية ابداعاً.

لقد تغيرت الموازين والمقاييس في معيار التقدم، وبدأ الشباب يستسهلون القضايا السطحية ولا يكلفون انفسهم بمواصلة اكمال تعليمهم، وحتى المتواصلون منهم من نجده  يميل إلى الحصول على الشهادة ليس بالتفوق والبحث والقراءة بل بأساليب خطرة ومنها الغش الذي أصبح ظاهرة في التعليم لا يمكن السيطرة عليها، والأدهى من ذلك ان هناك مكاتب سمحت لنفسها بابتكار طرق مخفية وصعبة الاكتشاف فيها وتبيعها للطلبة بأسعار زهيدة، ومن حالات الغش الجارية اليوم هو عن طريق الكمامة فتملأ  ببراشيم  مطبوعة على قطع من النايلون الخفيف وتلصق وكأنها ليبلات للكمامة نفسها ويدخل  الطالب  مرتديا اياها بدون أي تفتيش ويبدأ بالنقل للمادة التي يمتحن بها وبكل سهولة .

إن انحدار التعليم وعدم الجدية بالنهوض به سيترك أثرا قاتلا على نموا الاجيال مستقبلا وستتحمل الحكومة اعباء المسؤولية لعدم اتخاذها الاجراءات الكفيلة بالنهوض بأهم مفصل في بناء الاوطان وتقدمها ألا وهو الأساس الحقيقي لذلك هو التعليم ثم التعليم ثم التعليم ...!

***********

الصفحة العاشرة

ماركس هجّاءً: الأدب مدخلاً لتلقّي ماركس

الرأسمال الروحي

ثائر ديب

يحضر أدب الآخرين في أعمال ماركس، لاسيما في «رأس المال»، إلى جانب ما يحضر فيها من الأنثروبولوجيا والاقتصاد السياسي والتاريخ وسوى ذلك من الفروع المعرفية والإبداعية الواسعة التي أحاط بها واعتاد أن يحشدها في كتاباته بأسلوب اصطفائي كلّي المعرفة. ويبدو وصف ماركس لديمقريطس في أطروحته للدكتوراه، «الفارق بين فلسفة ديمقريطس وفلسفة أبيقور»، أشبه بصورة له هو ذاته: «يصفه شيشرون بأنه متبحّر تماماً. فهو كفوء في الفيزياء والأخلاق والرياضيات وفي الفروع الموسوعية وفي كل فن».

مطالع أدبية

ليس ثمة جديد في المعلومات التي تشتمل عليها هذه المقالة، فهي متاحة - ولو بصورة مبعثرة - في معظم السير الكثيرة التي كتبت عن ماركس، ومتاحة أكثر في الأعمال التي تناولت علاقته بالأدب والنظرية الأدبية. ولعل الجديد يكمن في جمعها معاً واستكشافها على ذلك النحو الذي يتيح اقتراح الأدب - كما هو واضح في العنوان - مدخلاً أساسياً لا بد منه بين المداخل المتعددة لتلقي ماركس وفهمه، شأنه شأن المدخل الفلسفي والاقتصادي والاجتماعي والتاريخي والثقافي وسواه مما يندرج ضمن الفهم المادي للتاريخ الذي يعد جديد ماركس ومنجزه بين المفكرين والمنظرين.

حفل مطلع حياة ماركس بالكثير مما كان يهيئه لحياة أدبية تتذكر ابنته إليانور سماعها من عماتها «إنه كان في طفولته طاغية مرعبا حيال أخواته، «يسوقهن» على أنهن جياد نزولاً من ماركوسبيرغ في ترير بأقصى سرعة، والأسوأ أنه كان يجبرهن على أكل «الفطائر» التي صنعها من عجين متسخ بيديه الأشد اتساخاً. لكنهن كن يتحملن «سوقهن» وأكل «الفطائر» من دون أن ينبسن ببنت شفة، كرمى للحكايات التي كان يحكيها لهن لقاء صنيعهن الحسن»(1). وكان أترابه يخشونه للسهولة التي كان يؤلف بها الهجاء والأشعار الهجائية. كما كان يعرف، وهو طالب، أوفيد وشيشرون وتاسيتوس، فضلاً عن هوميروس وسوفوكليس وأفلاطون وثوكيديدس. ويبدو أنّ أستاذاً موهوباً، هو فيتوس لويرس، كان قد نشر شروحاً لأوفيد، أفلح في أن يثير لديه حماسة تجاه ذلك الشاعر أعقبتها محاولات لترجمة الـ Libri tristium  (كتاب الأحزان) إلى الألمانية شعراً. أما والده فقد نمّى لديه تذوق الكلاسيكيّات الألمانية التي عرفها القرن الثامن عشر، لا سيما شيللر، في حين دفعه جارهم في ترير وعمه اللاحق أبو زوجته، لودفيغ فون ويستفالن، إلى مشاطرته إعجابه بشكسبير وهوميروس. قالت إليانور لفلهم ليبكنخت: «كان لا يفتأ يحدثنا عن البارون المسن فون ويستفالن ومعرفته العجيبة بشكسبير وهوميروس. كان بمقدوره تلاوة أغان كاملة من هوميروس من ألفها إلى يائها، وكان يحفظ عن ظهر قلب معظم مسرحيات شكسبير، بالإنكليزية والألمانية على السواء». وأضافت إليانور: «كان والد ماركس، من جهة أخرى... فرنسياً حقيقياً» من القرن الثامن عشر، وكان يحفظ عن ظهر قلب فولتير وروسو كما كان العجوز فون ويستفالن يحفظ هوميروس وشكسبير(2).

يكاد أن يكون مؤكداً أنّ مطامح ماركس الباكرة كانت مطامح أدبية. يقول أوغست كورنو: «لا شكّ في أن ماركس، الذي كان شديد الميل إلى الشعر ويحس بأنه هو نفسه شاعر، كان يفضل دراسة الأدب على دراسة الحقوق. وهذا يفسر لماذا كان يتابع محاضرات في الأدب وعلم الجمال إلى جانب محاضرات الحقوق»(3). ويقول البروفسور س. س. براور: «قضى ماركس وهو طالب جامعي، في بون أولاً ثم في برلين (1835 - 1841) وقتاً طويلاً ليس في دراسة التاريخ وحده، ولا الفلسفة ولا القانون، بل الأدب أيضاً. واستمع إلى محاضرات أ. و. شليغل عن هوميروس وبروبرتيوس، ومحاضرات ف. ج. ويلكر عن الأساطير اليونانية والرومانية، ومحاضرات برونو باور عن إشعيا، ونسخ كتابات لليسنغ وسولغر وفينكلمان في علم الجمال، وحاول أن يبقى على اتصال بكل ما هو جديد في الأدب، وطور أسلوبه بترجمة تاسيتوس وأوفيد، وانضم إلى ناد للشعراء الشباب»(4).

إخفاقات الشاعر والمسرحي

بل إنّ ماركس كتب في هذه الفترة ديواناً شعرياً ومسرحية شعرية وروايةًعنوانها «سكوربيون وفيليكس» أنجزها على عجل وهو مفتون برواية لورنس ستيرن تريسترام شاندي. لكنه أخفق وأقر بالهزيمة بعد هذه التجارب وشارف على الانهيار: «فجأة... بضربةٍساحقة... تقوضت إبداعاتي جميعاً وتلاشت... وكان لا بد من تنصيب آلهة جديدة»(5).

وبحسب فرانز مهرنغ، فإن ماركس نفسه أصدر حكماً بالإدانة على أشعاره المهداة إلى خطيبته. ورأى مهرنغ نفسه أن تلك القصائد «تتكشف...، بشكل عام، عن نفَس من الرومانسية التافهة، ونادراً ما يتخللها نفَس شعري حقيقي. وبالإضافة إلى ذلك فإنها كانت من الناحية الفنية خرقاء وبائسة»(6). وكتبت لورا ماركس لافارغ إلى مهرنغ، وهي ترسل تلك القصائد إليه، إن أبويها كانا يضحكان كثيراً بصددها حين يصادف أن يتحدثا عنها(7).

السؤال هنا، هل كان ماركس مجرد متلق جيد للأدب الجيد، خالياً هو نفسه من المهارة الأدبية والموهبة الشعرية؟ وعلى أي أساس إذن يعتبر كثيرون أنه قدِّر له لاحقاً أن يصبح كاتباً كبيراً تمكن مقارنته بلسنغ ونيتشه من حيث دقة الأسلوب وقوّته والجمال الرائع لاستعاراته البلاغية والأدبية، كما قدِّر لإحساسه الدقيق بالشعر أن يجعل منه المستشار مرهوب الجانب والمحبوب في الوقت ذاته لشعراء كبار مثل هنريش هاينه وف. فرايليغرات؟ الجواب، بحسب كورنو، أن روح ماركس كانت حينئذ شديدة القلق والهموم، وخياله محموماً جداً، وأفكاره شديدة الاضطراب بحيث كان محتّماً على شعره أن يضيع وسط الموج. وكان هو نفسه يعي ذلك، إذ وصف في رسالة إلى والده محاولاته الشعرية الأولى وإخفاقاته فيها: «في الجو الذهني الذي كنت فيه حينئذ... وكما كان يحتّم الوضع الذي كنت فيه وكل تطوري الفكري، كان (شعري) شعراً مثاليًّ بحتاً... واقع ينطمس ويتبدد إلى ما لانهاية له، واتهامات ضد الآونة الحاضرة، ومشاعر غامضة ومشوشة، وفقدان تام للشيء الطبيعي، وتراكيب في الغيوم، وتعارض مطلق بين المثال والواقع، والبلاغة والحجج الفكرية تحل محل الإلهام الشعري وربما مع بعض الحرارة في المشاعر وبعض الانطلاق الوجداني: تلك هي صفات دفاتر الشعر الثلاثة التي تلقتها جيني. ويتجسد فيها، في وجوه مختلفة، كلّ لا نهاية رغبات ومطامح لا تعرف حدوداً... تعطي الشعر الذي يعبّر عنها طابعاً عديم الشكل»(8).

واضح، إذن، حضور الأدب في حياة الفتى ماركس وأعماله على نحوين: أدب الآخرين وأدبه هو ذاته، إنما المخفق. وسوف يتواصل هذا الحضور في حياته وأعماله الراشدة على النحوين ذاتهما، إنما مع فارقين في ما يتعلق بأدبه الخاص: أولهما هو أن هذا الأدب سيكون منتثراً في أعماله التي لا تقتصر بأي حال من الأحوال على كونها أدبية، بل التي تبدو في الظاهر وخطأ على أنها أبعد ما تكون عن الأدب، وثانيهما، هو أنه سينجح نجاحاً باهراً هذه المرة. وما من تفسير لهذا النجاح سوى أن أفكار ماركس كانت قد تحولت منذ مغادرته الجامعة ذلك التحول الحاسم والشهير من المثالية إلى المادية، من المجرد إلى الفعليّ

أدب الآخرين لدى ماركس

يحضر أدب الآخرين في أعمال ماركس، لاسيما في «رأس المال»، إلى جانب ما يحضر فيها من الأنثربولوجيا والاقتصاد السياسي والتاريخ وسوى ذلك من الفروع المعرفية والإبداعية الواسعة التي أحاط بها واعتاد أن يحشدها في كتاباته بأسلوب اصطفائي كلّي المعرفة. ويبدو وصف ماركس لديمقريطس في أطروحته للدكتوراه، «الفارق بين فلسفة ديمقريطس وفلسفة أبيقور»، أشبه بصورة له هو ذاته: «يصفه شيشرون بأنه متبحر تماماً. فهو كفوء في الفيزياء والأخلاق والرياضيات وفي الفروع الموسوعية وفي كل فن».(9)

وكان ماركس يقول في بعض الأحيان، وهو يشير إلى الكتب على رفوفه:

«أولئك عبيدي، ويجب أن يقوموا على خدمتي كما أشتهي». فمهمة هذه الكتب، أو قوة العمل المجانية هذه، كانت تتمثل في أن توفر له المادة الخام التي يمكن عندئذ أن يشكلها بحسب أغراضه. وكتب صحافي من الـ«شيكاغو تريبيون» زار ماركس عام ١٨٧٨ وأجرى معه لقاء: «لا يجري حديث ماركس على غرار واحد، بل يتنوع تنوع الكتب على رفوف مكتبته. ويمكن عموماً أن نحكم على رجل من خلال الكتب التي يقرأها، وهذا ما يمكنكم أن تفعلوه باستنتاجاتكم الخاصة حيث أقول لكم إنّ نظرة عابرة قد كشفت عن شكسبير وديكنز وثاكري وموليير وراسين وبيكون وغوته وفولتير وبِنْ، وعن كتب زرقاء إنجليزية وأميركية وفرنسية، وعن أعمال سياسية وفلسفية بالروسية والألمانية والإسبانية والإيطالية، إلخ...إلخ».(10) وفي العام ١٩٧٦، وضع البروفسور س. س. براور كتاباً في نحو ٤٥٠ صفحة مكرساً بأكمله لإحالات ماركس الأدبية. ففي المجلّد الأول من «رأس المال» نجد مقتبسات من الكتاب المقدس وشكسبير وغوته وملتون وفولتير وهوميروس وبلزاك ودانتي وشيللر وسوفوكليس وأفلاطون وثوكيديدس وزينوفون وديفو وسرفانتس ودرايدن وهاينه وفيرجيل وجوفينال وهوراس وتوماس مور وصموئيل بتلر، فضلاً عن إلماعات إلى قصص الرعب التي تحكي عن المستذئبين ومصاصي الدماء، والقصص الشعبية الألمانية والروايات الرومانتيكية الإنكليزية والأغاني الشعبية والعادية والمقفاة وصنوف الميلودراما والهزليات والأساطير والأقوال المأثورة.

يقول الناقد والمفكر الأميركي مارشال بيرمان: مؤلف «رأس المال» هو «واحد من العمالقة العظماء المعذبين في القرن التاسع عشر إلى جانب بيتهوفن وغويا وتولستوي ودوستويفسكي وإبسن ونيتشه وفان غوخ، ممن دفعوا بنا صوب الجنون، كما دفعوا أنفسهم، لكنّ عذابهم ولّد قدراً كبيراً من الرأسمال الروحي الذي لا نزال نعتاش عليه». بيد أن ذلك كله يبقى كلاماً عاماً خارجياً لا يظهر أدب ماركس ذاته إظهاراً ناصعاً. ولعلنا نحتاج إلى التركيز على عمل بعينه تركيزاً مفصلاً كي تظهر تلك الأدبية بأكمل الوضوح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

1.Eleanor Marx, from: «Recollections of Mohr» (1895), in Marx & Engels, On Literature & Art: a selection of writings, ed., Lee Baxandall & Stefan Morawski (St. Louis / Milwaukee: Telos Press,1973), p. 147 انظر ترجمة عربيّة لذكريات ابنة ماركس هذه عن والدها في: إيليونورا ماركس - إيفلنغ، «كارل ماركس (ملاحظات موجزة)»، في كارل ماركس وفريدريك إنجلز في ذكريات معاصريهما، ترجمة سليم توما (موسكو: دار التقدم، 1985)، ص 136

  1. انظر: S. S. Prawer, Karl Marx and World Literature, (London and New York: Verso, 1976, 2011), pp. 1 - 2 وانظر: ولهلم ليبكنخت، «من ذكريات عن ماركس»، في كارل ماركس وفريدريك إنجلز في ذكريات معاصريهما، ص 381 - 382
  2. أوغست كورنو، ماركس وإنجلز: حياتهما وأعمالهما الفكريّة، المجلّد الأوّل: سنوات الحداثة والشباب، اليسار الهيغليّ، 1818 - 1844، ترجمة محمّد عيتاني (بيروت: دار الحقيقة، من دون تاريخ للنشر)، ص 80

4.Brawer, pp. 3 - 4

  1. فرانسيس وِينْ، رأس المال لكارل ماركس: سيرة، ترجمة: ثائر ديب (الرياض: العبيكان للنشر، 2007)، ص 20
  2. فرانز مهرنغ، كارل ماركس: تاريخ حياته ونضاله، ترجمة خليل الهندي (بيروت: دار الطليعة، 1972)، ص 16
  3. كورنو، ص 86
  4. المصدر ذاته، ص 87 - 88
  5. فرنسيس وين، ص 22
  6. المصدر ذاته، ص 100 - 101

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الاتحاد” الحيفاوية – 19 آذار 2021

************

أزمة تِلْوَ أزمة تكشف هشاشة النظام العالمي

بنجامين ميكان

مع التحفظ على أي وصف آخر، فقصة السفينة التي علقت في قناة السويس كانت «طريفة».

يتم إشعارنا عادة بأن الاقتصاد العالمي وكأنه موضوع محرم لشدة تعقيده، وعملياته تبدو مبهمة رغم تأثيرها الكبير على حياتنا. لكن فجأة شهدنا حدوث مشكلة اقتصادية شديدة أوقفت 12 في المائة من التجارة العالمية، سببها بسيط: سفينة كبيرة عالقة. وحتى بعد فتح القناة وإزالة السفينة، ستستمر مليارات التكاليف بالتراكم. بعض السفن تستهلك المزيد من الوقود أثناء تغييرها مسارها للالتفاف حول الطرف الجنوبي من إفريقيا، بينما من المتوقع أن تتسبب السفن التي انتظرت فتح القناة في اختناقات مرورية كبيرة عند وصولها إلى الميناء بالقرب من بعضها بعضاً.

أحد الأسباب الذي يجعل الأمر طريفاً هو أن السفينة العالقة قد أوضحت بشكل جلي الهوة بين الخطاب والواقع في الأسواق النيوليبرالية. لقد نسجوا أهازيج عن سحر الأسواق والسرعة المبهرة وحجم سلاسل التوريد العالمية. قارنوا سلاسلَ التوريد بالسيمفونيات ومديري سلاسلِ التوريد بالعباقرة. ذهَب ميلتون فريدمان أبعد من ذلك، واصفاً النيوليبرالية بـ«الإيمان الجديد»، وعزا تصنيع قلم الرصاص ليس إلى عمل بشر حقيقيين، بل إلى سحر «نظام التسعير». ليس من الشطط أن ننظر إلى المسؤول عن تجميع مواد جهاز آيفون من 43 بلداً على طول العالم بأنه «ساحر».

لكن السفينة التي علقت في القناة كشفت الأوراق وعرضتها على الملأ. كشفت حقيقة سلاسل التوريد العالمية المعتمدة على استغلال كدح العمال أكثر بكثير من كونها سيمفونية أو سحراً. سلاسل التوريد العالمية مربحة لأنها تخفّض التكاليف بلا رحمة وتعمل بأقل قدر ممكن من فائض المخزون. يتطلب هذا التصنيع المضبوط على الوقت عملاً سريعاً لتجميع الأجزاء بالزمن المناسب، لكنه يجبر العمال أيضاً على القبول بساعات عمل إضافيّ قسري وجداول زمنية غير إنسانية.

السفينة العالقة أثبتت أن العمل لا يتم بسحر، وأنه يتم من خلال بشر عاملين في العالم الواقعي، يواجهون حدوداً بيئية ومادية.

تدرك الشركات ومديرو سلاسل التوريد هشاشة هذه السلاسل، وهم يحاولون بالفعل جعلها أكثر مرونة بأقل تكلفة. كانت ندرة معدات الوقاية الشخصية في الأيام الأولى للوباء تذكيراً أقل إمتاعاً بأن النظام القائم هش. يحاول النخب ومدراء الشركات إقناعنا بأن هذه المرونة يمكن تحقيقها عبر تعميق النيوليبرالية وجعل حركة رأس المال أكثر سهولة، بحيث يمكن استبدال الروابط المتعثرة في السلسلة بسهولة أكبر، سواء أكان ذلك بسبب جائحة أو إضراب عمالي. أي باختصار: تعميق المسبّب الرئيس للمشكلة.

هذه الحلول هي سعي نحو كوارث أكبر. سلاسل التوريد ضعيفة وطيّعة ليوقفها قارب أو حجر صحي، وضمن قواعد تخفيض التكاليف لتحقيق الربح الأقصى لن تكون إلا أكثر ضعفاً وهشاشة. ولهذا فالحل ليس تعميق الرأسمالية النيوليبرالية، بل إسقاطها وبناء نظام بديل بشكل جذري. يأخذنا هذا إلى مسألة أخرى. فضعف سلاسل التوريد وقدرة سفينة عالقة على إيقافها، يعني بأنّ مستوى معين من التنظيم العمالي سيسمح للعمال المتضامنين مع بعضهم بدل التنافس، بتعطيل هذه السلاسل الشركاتية والسيطرة عليها. قد يبدو هذا الأمر خيالياً بعض الشيء لمدى طول وتعقيد هذه السلاسل، لكنه ممكن في الحقيقة. لنأخذ مثالاً متاجر وول مارت أو تارغت. عندما يشتري المرء بضاعة رخيصة من هذه المتاجر، فهو يصبح مرتبطاً بسلاسل التوريد العالمية شاء أم أبى، فالشركات تمتلك بيانات هائلة عن زبائنها من أجل التنبؤ بالطلب ومن أجل تخفيض الأجور بشكل متوقع في السباق نحو القاع، وهذه البيانات تعني حال الحصول عليها قدرة تنسيق جهد العمال في روابط السلسلة المتعددة من أجل السيطرة عليها.

يجعلنا هذا نصل إلى خلاصة: النظام القائم هشّ، والسيطرة عليه واستبداله ممكنان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة: “قاسيون” عن موقع “جاكوبين” - 1 نيسان 2021

*********

الصفحة الحادية عشر

د. بلاسم محمد.. الأبيض من البياض

فقدنا ضوء وجهه وكلماته وألوانه. كان مجموعة تكتمل في بلاسم محمد، الانسان التقدمي المضىء عافية وموقفاً وقيماً، والباحث الجليل الذي يبحث عن فردوس الكلام لينعش بها عقول طلبته، والفنان التشكيلي الذي اتخذ من الألوان موسيقا عذوبتها وانسجامها وجمالها.

كان بلسماً لكل همّ.. وهو يداويه بسحر لوحاته التي تتفرد اسلوباً وألواناً وألقاً.

رحل د. بلاسم محمد بقلب ابيض من البياض وعقل أسمى من الصمت الخجول.. وبقي منجزه في كتبه الجمالية المعمقة ولوحاته الاثيرة وخطوطه النادرة وتصاميمه البارعة.. سيبقى بلاسم معنا وسيظل مشعاً لأجيال قادمة.

ثقافة

*************

قراءة في كتاب «الفن والقمامة» للراحل بلاسم محمد

د.معتز عناد غزوان

يعد الفن الابداعي من منطلق عام كافة النتاجات التي خرجت عن القواعد والاصول المتعارف عليها من خلال استعمال تقنيات جديدة تحاكي المتلقي والمتذوق وتحاول ان تشد بصيرته الى تلك المكونات البصرية، ولا يخفى ان الكثير من المنظرين للفن قد وضعوا معايير مهمة لقياس الابداع في الفن ومن تلك المعايير هي الاصالة في العمل، والطلاقة والمرونة التي تشكل اساسا في الحكم على الفن بانه فن ابداعي جديد. من المسلم بالامر ان الفن الجديد او الفن المبتكر او الابداعي لن يكون بمعزل تام عن تحولات الفنون ومدارسها الفنية من الكلاسيكية مرورا بالانطباعية فالسوريالية والتجريدية حتى تيارات ما بعد الحداثة والمعاصرة التي يعيش فيها الفن اليوم. ومن تلك الظواهر الجديدة هي ظاهرة القمامة وما تحتويه من مخلفات عضوية وغير عضوية صلبة ولدنة تقبل التشكيل والقولبة. من هذا المنطلق المهم كتب المؤلف الدكتور بلاسم محمد كتابه المهم في هذا الحقل المعرفي المهم والموسوم (الفن والقمامة)، من عنوانه المثير للجدل والمشوق في قراءة مكوناته وفصوله المتتابعة بشكل اكاديمي وخاضع للدراسة والنقد التحليلي لمفوم الفن التشكيلي تحديدا وتحولاته البصرية والتقنية التي بدأت تتركب من مواد مختلفة وبتقنيات جديدة ومتميزة في طرح الافكار الذاتية التي يعبربها الفنان عن مايدور في خاطره من افكار يحاول من خلالها شد النظر، فهناك من يقول ان ما بعد الحداثة تعني الخروج عن القولبة او الواقع نفسه نحو الغرابة او الخروج عن الفن وقواعده.

اذ يشير المؤلف في حديثه عن تطور الفن الحديث عبر اتجاهات متلاحقة، اسهمت في تطور تلك المدارس الفنية المعروفة منها التنقيطية والانطباعية التي حددتها الاكتشافات الفيزيائية للضوء، ثم حضور الذات، والبحوث النفسية التي مهدت لظهور التعبيرية والسوريالية، اما التطورات التكنولوجية فقد وصفها المؤلف بانها مهدت وفتحت الامال الى مستقبل واعد لعصر الالة ونتاجاتها الحديثة، وحركيتها في المدرسة المستقبلية، والتركيز المبالغ على الالية والديناميكية في الاعمال الفنية.ويشير هنا الى ان تلك الافكار قد اسهمت في التغير الكلي داخل الصرح الجمالي التاريخي، على مستوى الشكل والمحتوى والموضوع والخامة ووسائل العرض/ وكانت هزة عنيفة قد قوضت كل الانظمة القديمة، وفتحت المجال لتلاقح الفنون بعضها ببعض، ولم يقتصر اسلوب الهدم والرفض على الاعمال الفنية فحسب، بل سعى لان يصبح كل انسان فنانا مادام يعبر عن ذاته باسم الفن.

اشار الدكتور بلاسم محمد في فصول اخرى من هذا الكتاب المهم الى موضوع مهم جدا الا وهو مفهوم التغريب، اذ يشير الى ان التغريب في المعاصرة قد كسر كل الطروحات والافكار المألوفة والمتوقعة من قبل المتلقي، والسير به نحو مناطق غامضة غريبة مجهولة تثير الانتباه وتحفز فضول الرؤيا. لذلك فان هدف التغريب دفع المتفرج لاعادة النظر من جديد في الاشياء المألوفة، وهنا يستعين بمقولة للفيلسوف (شوبنهور) الذي يقول: ينبغي على الفن عموماً ان يقدم الاشياء العامة والمألوفة في ضوء ساطع، من هنا فالتغريب هو تقنية تقوم على ابعاد الواقع المصور اذ يبدأ الموضوع من طريق منظار جديد يظهر ما كان خفياً او يلفت النظر ما صار مألوفاً لكثرة الاستعمال. ومن المصطلحات المهمة التي وضعها المؤلف في كتابه هذا هو مصطلح (نهاية الفن) الذي وصفه بانه أشبه بالافكار السائدة التي تتحدث عن موت الشعر وموت الانسان وموت المؤلف وموت المتعة كاشارات جاك دريدا في دراساته حول الشعر والادب. كما وضع لنا مقارنة مهمة ما بين تحولات الفن الجديد والموروث الذي ظل راسخاً في فنون العديد من شعوب العالم المحافظة على سماته ومكوناته وحكاياته وملامحه الجمالية والظاهرية والباطنية، كما تطرق الى الحرية السائدة في الاستعارات للعديد من العناصر الفنية البصرية الشهيرة وعملية الاستلال وادخال تلك العناصر في العديد من الفنون الشعبية والتطبيقية والفنون التي تخدم الوظيفة من اجل اثارة المتلقي نحو الغرابة والدهشة، منها استعمال اشكال الموناليزا التي رسمها دافنشي في طباعة الملابس واضافة بعض المكونات الاخرى في شكلها وملامحها وخروجها عن واقعها الحقيقي.

لقد كان الحديث مهماً في محاولة استغلال القمامة وما تحتويه من عناصر مختلفة في التكوين والصفات المظهرية وآلية تعامل الفنان التشكيلي مع تلك القمامة، وهنا يقول الدكتور بلاسم محمد (بالنسبة للذين يجادلون بان هذه الاعمال خدعة يمكن يمكن للمرء ان يجيب بان هذه القطع من القمامة كانت تثير اهتماما اكثر من اي شيء فني اخر داخل المتحف، وتوحي هذه الامثلة، ان داخل النفايات والقمامة تمكن امكانات جمالية كبيرة، يمكن للاشياء المهملة ان تقدم وظائف اخرى غير وظيفتها، وان مبولة مارسيل دوشامب مثلا على تغيير قطعة زائلة وقذرة جردت من وظيفتها وصار لها سمو مفاجئ في الفن، على الرغم من ما ينظر على انها قذارة ومن المحرمات الاجتماعية).  تطرق المؤلف الى دراسة العديد من تجارب الفنانين العراقيين الذين تعاملوا مع مخلفات الانقاض والقمامة من خلال الكارتون او المعدات المعدنية التي صنعوا منها اعمالا ضخمة وجميلة ومعبرة منهم الفنان حسن العبادي الذي شكل العديد من المنحوتات من الخردة المعدنية التي قام بجمعها من القمامة، وكذلك تطرق الى تجربة الفنان  محمد تعبان الذي كانت له تجارب سابقة في ثمانينيات القرن الماضي في استخدامه لقذيفة مدفع بكامل عدتها عثر عليها من المخلفات الحربية.

الكتاب تناول تجارب مهمة وجديرة بالقراءة والمتابعة في ميدان الفن والتشكيل والقمامة وانواعها وابتداع الفن الجديد المعاصر. صدر هذا الكتاب عن سلسلة دراسات فكرية في جامعة الكوفة، وبالحجم المتوسط.

*********

يحدثُ أن..

أمير الحلاج 

يحدثُ أن يجرجَ قلبَه

يحدثُ أن يجرحَ قلبكَ

يحدثُ أن تَجْرحا قلوبَ المحيطينَ

يحدثُ .....

يحدثُ كلُّ هذا دون أن يحضرَ القصدُ

في  شروعِه ليرى اخضرارَ الفعلِ

أو تشهر وسيلَتَها الغايةُ

لحظة أعلنتِ المُدْيةُ

أن مدَّها القوَّةَ المسنُّ

ليبصمَ في عيونِ المُبصرين الفعلَ المُتقنَ

يحدثُ دائمًا ما يخلُّ ببياضِ التفاصيلِ

أو ببياضِ الأمنياتِ المزروعةِ

على أملِ احتضانِها الشَّمْسَ

لتكشفَ الأكفَّ الراغبةَ بالبترِ والطعناتِ

يحدثُ

يحدثُ.....

ما يشلّ الطريقَ

ويمنحُ العيونَ حاجزًا أن لا تبصرها الشبكةُ

والمحيطونَ بهم

يعجزُ الحالُ أن يبصرَ الصورَ

وهي كالمرايا

تلفظُ  القوى  الساعيةُ

أن تبصرَ الخطواتُ الأكفَّ

وهيَ تلمُّ عيونَ المحيطينَ

كي لا  تعود بلا مظلَّة الوقاية

يحدثُ كلّ هذا

والعيونُ المحيطةُ لا تكلُّ

فدعوا الصبحَ  يشهر صورتَه

لتبتسمَ الكراسي

يحدثُ كلَّ هذا

والأقدامُ ارتعاشها يمنحُ الشّمسَ ماء الحياةِ

رغبةً أن تطلقَ الأزاهيرُ أجنحتها

ليقبِّلَ الجوعى العطرُ

فتركزُ في الأرْجاءِ أقدامها الابتساماتُ.

********

قمر على الطاولة

سالم سالم

1

أمي

أغلقي  باب قلبك

فأنا  خائف

هناك بشر.. في الخارج

2

حينما..

يأتي المغيب

كانت ..أمي 

توزع قلبها

علي ..طاولة العشاء

لأختي..قمر

لأخي ..حلما

لي..بسمة

وبقية...في عينيها دمعة

لم ..تسقط 

صرخنا  جميعا لمن..هذه

قالت...لأبيكم 

حينما

يعود  من الحرب

3

.. وطن.. بألف دينار

بألف دينار..

فصرخ شرطي

ماذا تقصد... ؟

******

قصة قصيرة

السنابل

د. قيس العطواني

صافحت أشعة الشمس وجه القرية الذي ابتلّ بالأمطار يوم أمس، وبدأت خيوطها الصفراء بلملمة  آثار زخّات المطر التي تركتها على جدران المنازل، والشوارع التي تحوّلت أرضيتها الترابية إلى كتل طينية لزجة متفرقة، وبقع من المياه تتناثر هنا وهناك  ..  

مدّ الفلّاح (أبو آزاد) يده نحو مزلاج الباب ليخرج من بيته متّجها نحو الحقل كالمعتاد، وكم كان يتمنّى لو يساعده في العمل ابنه آزاد الذي فُقِدَ عندما كان يقاتل عصابات داعش في سنجار شماليّ العراق.

وقعت عينا أبي آزاد على سنبلة قمح ذهبية غضّة على عتبة بابه.. قطّب مابين حاجبيه مستغربا وجودها هنا، لأنّ فلّاحي القرية لايزرعون القمح، فمدّ يده والتقطها بتمهّل، وظلّ يتأمّلها وهو يحثّ الخطى نحو جاره (أبي أحمد) ليذهب معه إلى الحقل.

في الوقت نفسه كان أبو أحمد قد همّ بالخروج من داره، وهو يتحسّر ألما على زوجته الراقدة في البيت بسبب إصابتها برصاصة في كتفها عندما حملت السلاح لتتصدّى مع أهل القرية، وتقاوم عصابات داعش الإرهابية، واستطاعوا إبعاد شرّها، كما شعر بالقلق لأنّ نتيجة ابنه أحمد في امتحانات البكالوريا للسادس الإعدادي، ستظهر صباح الغد، وعندما فتح باب الدار وجد سنبلتين ذهبيّتين غضّتين على العتبة، فراوده  الشعور ذاته الذي مرّ به جاره أبو آزاد، وأخذ يحدّث نفسه بغمغمة صوت خفيض :

- من أين للسنابل أن تأتي لداري ونحن لانزرع القمح في أراضينا .؟

التقى الاثنان، ومضيا إلى الحقل وهما يتحدّثان بأمر هذه السنابل، من ثمّ مرّا على شريكهما في الحقل (أبو الشهيد علي) الضابط في الجيش العراقي الذي استشهد عندما اقتحم مع الجنود تحصينات داعش في الرمادي تاركا زوجته الحامل بشهرها الأوّل، ووالديه في حزن كبير، وكم كانت المفاجأة عندما وجدا أبا الشهيد علي واقفا أمام عتبة داره، وهو يمسك بثلاث سنابل ذهبية غضّة، وبعد أن ألقيا التحية عليه شاركهما الاستغراب من أمر السنابل:

- من أتى بها، ووضعها على عتبة بيوتنا، ولماذا أبو آزاد وجد سنبلة واحدة، وأبو أحمد وجد سنبلتين، وأنا وجدت ثلاث سنابل.؟

انشغل الثلاثة في عملهم داخل الحقل، وشعروا أنّ نشاطا غير عادي قد انتابهم فأنجزوا عملا يوازي ماكانوا يعملونه في ثلاثة أيام، وقبل اختفاء قرص الشمس كان الجميع في بيوتهم يخبرون زوجاتهم وأطفالهم عن السنابل التي وجدوها على عتبة دورهم، وبينما أبو آزاد يروي لعائلته الحادثة، طُرِقَ بابُ بيته طرقاتٍ كان يألفها سابقا، فوثب نحو الباب غير مصدّق، ويالهول المفاجأة إنّه ابنه المفقود آزاد، لقد اعتقد الجميع أنّه استشهد لكنّه الان وصل إليهم حيّا يرزق. لقد كان أسيرا بيد داعش في مدينة الحسكة بسوريا، واستطاع الهرب منهم ليحتضن أباه بحرارة، وهو يقول له:

- لن تخرج للعمل وحدك في الحقل مرة أخرى يا أبي.

في الوقت نفسه كان أبو أحمد يحدّث زوجته طريحة الفراش عن عمله المميّز في الحقل، ونشاطه غير المعتاد اليوم هو وشريكاه، وأراها السنبلتين اللتين عثرعليهما على عتبة الدار، ووضعهما في سندانة صغيرة قرب سريرها..

في الصباح عاد ابنه أحمد متهلّلا من مدرسته، وهو يحمل شهادة النجاح بدرجة تفوقٍ عالٍ، واستقبله والده ببالغ الفرح والسعادة، وفي الوقت نفسه تفاجأ الاثنان بأمّ أحمد، وهي تنهض من سريرها وتطلق الزغاريد البهيجة، وهي بأفضل صحة وأحسن حال، فصرخ متهلّلا (الله اكبر..الله أكبر) فرحا وابتهاجا، ثم نظر إلى السنبلتين الذهبيتين فحدّثهما قائلا :

- هذا لم يحصل إلا ببركة وجودكما في بيتي.

في هذه الآونة أسرع أبو آزاد ليبشّر أبا أحمد بعودة ابنه المفقود آزاد، فوجد الأفراح قائمة بشفاء أمّ أحمد، ونجاح ابنها بتفوّق حينها قرر الاثنان التوجّه إلى  بيت أبي الشهيد علي ليخبراه بما حصل لهما ببركة السنابل التي عثرا عليها على عتبة بيتيهما متوقّعين أن تناله ذات البركة التي حلّت بهما، فوجدا أبي الشهيد علي وزوجته واقفين أمام الباب الخارجي للبيت قلقين، وخائفين. إذ أخبرتهما القابلة المأذونة أنّ زوجة الشهيد علي التي حضرتها ساعة الولادة تمرّ بعُسر وصعوبة بالغة في الولادة، وظلّا يسمعان صرخاتها المؤلمة في غرفتها، وبعد أن سمع أبو الشهيد علي من شريكيه ماحصل لهما بفعل السنابل المباركة. إذّاك دخل إلى الغرفة، ووضع السنابل الثلاثة في سندانة قرب رأس زوجة ابنه الشهيد، ثمّ خرج.

وبعد مضيّ ثلاث ساعات أسرعت القابلة المأذونة لتزفّ البشرى بولادة ثلاثة توائم كما الأقمار، فازدانت الدار فرحا وابتهاجا، وعلت الزغاريد، وتجمّع أهل القرية وانتشر خبر السنابل وبركاتها بينهم، وقرّروا أنّ هذه السنابل مكافأة من السماء للفلّاحين الثلاثة، لتعوّضهم عن صبرهم وتضحياتهم، وعاش الفلاحون الثلاثة يروون ماحصل لهم، وهم يقولون إنّ الصبر والتضحية والصدق لها من يكافئها، ويحمدها في هذه الدنيا.

*******

الصفحة الثانية عشر

إصدار

العدد 141 من “الشرارة

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، صدر أخيرا العدد (141) نيسان 2021 من مجلة “الشرارة”.

تصدر العدد، الذي جاء في 107 صفحات، البيان الصادر عن الحزب الشيوعي العراقي في مناسبة الذكرى الـ 87 لتأسيسه. كما ضم العدد مقالات وأخبارا وتقارير سياسية واقتصادية وثقافية وصحية ومنوعة، فضلا عن ملحق “مرحبا يا أصدقاء” الموجه للأطفال.

من عناوين العدد: “نهوض اليسار الأمريكي وضرورة مراجعة استراتيجيته”، “تجار السياسة والخراب العراقي”، “هل عقد التحالفات السياسية بدعة عند الشيوعيين؟”، “مخاطر الاعتماد على الاقتصاد الريعي”، “الرؤى والاطروحات عند نقاد السرد المعاصرين” و”الأدوية العلاجية وعلاقتها بالسرطان”.

******************

ليس مجرد كلام

محاضرون مجّانيون .. لماذا ؟!

عبد السادة البصري

حين يلج الطالب إلى المدرسة  يُمنّي النفسَ بشهادةٍ جامعيةٍ يستفيد منها في حياته!

يرسم شخصيته على وفقها ، ويجتهد بصقل موهبته بالدربة والمران والقراءة ليجني ثمرة النجاح!

لكن .. قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!

وقد تتحطم أحلامه عند صخرة صماء!

وقد يأخذه التيار بعيدا! وقد تصادفه ظروف صعبة تقلب وجهة حياته رأساً على عقب وقد .. وقد ..!

لكنه يدرس ويتعب صيفاً وشتاءً موصلاً الليل بالنهار،  ليتخرّج حاملاً شهادته الجامعية التي حلم بها ، مؤطرا اياها بفرحته ليعلّقها في غرفة الاستقبال دون أدنى فائدة منها. وتلك هي الصدمة الكبرى لكل واحد منا ؟! وهذا ما حصل ويحصل الآن. منذ أكثر من ثماني عشرة سنة، أبناؤنا  يتخرجون بالآلاف من الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية بلا تعيين أو عمل ، ليكونوا عالة على أهلهم. والطامة الأكبر إذا كانوا متزوجين طبعا! شبابٌ بعمر الورود حالمون بمستقبلٍ كبير، لكنهم صدموا بجلوسهم عاطلين عن العمل ، يتسكعون على الأرصفة ويقتلون الوقت في المقاهي واللعب دون أدنى فائدة لهم ولعوائلهم، لأنهم اصطدموا بعقبة كأداء هي توقف التعيينات الحكومية، ونادراً ما يحصل احدهم على عملٍ في شركة أهلية، وحينما تظاهروا للمطالبة بحقهم المشروع سماويا وارضيا ومنطقيا ومهنيا قوبلوا بالماء الحار والهراوات والضرب والاعتقال وحتى القتل، أيعقل هذا؟؟

اضطروا إلى العمل كمعلّمين ومدرّسين مجاناً، عسى ولعلّ  تنفكّ العقدة وتنظر الحكومة لهم باعتبارهم رجال حاضر ومستقبل. وتمر سنة وأخرى واخرى .. وهم لا يسمعون غير الوعود التي تذهب مع الريح!

في كل دول العالم وضمن دساتيرها وموازناتها المالية السنوية نجد قوائم مُعدّة وأرقاما محسوبة مالياً وإدارياً وخدمياً للتعيين في دوائر الدولة ومؤسساتها التربوية والتعليمية وفي الشركات الإنتاجية والخدمية كل حسب اختصاصه ، بمعنى انه يتخرّج اليوم ويتعيّن غداً، لأنّه درس وتعلّم ليكون رجل المستقبل في بناء الوطن! لهذا نجد إن جميع الأوطان تعتمد على أبنائها في تقدّمها وازدهارها، ولا تتركهم عرضة لأهواء الحاجة واليأس والقنوط والانتحار، وكأنهم لم يحلموا ذات يوم ، ولم يدرسوا ويتعلّموا ويتعبوا في الحصول على الشهادة المعلّقة في غرفة الاستقبال!

على السادة المسؤولين ومَنْ يقود البلد ان يتوقفوا لحظة ويتأملوا إلى أين سيصلون بالبلد؟ تقع المسؤولية الإنسانية هذه في التفكير بمستقبل البلاد عليهم بالذات ، من خلال التخطيط والعمل الجاد على تأمين فرص العمل والتشجيع على الجدِّ والاجتهاد ليقدّم شباب الوطن خبراتهم علمياً وفكرياً وثقافياً في خضم البناء والأعمار، لا إهمالهم وتركهم عاطلين، أو الإشاحة بالوجه عنهم وعدم صرف راتب لهم كونهم يعملون بالمجّان. والحقيقة أن خدمة الناس من خلال الترشح لأي منصب برلماني أو وزاري هي التي يجب أن تكون بالمجان، وكلٌّ على راتبه الوظيفي الذي كان عليه قبل الترشح مثلما يحصل في كل دول العالم!

************ 

احياءً للذكرى 87 لتأسيس الحزب

بغداد – طريق الشعب

نظمت هيئة المقرات في الحزب الشيوعي العراقي مباراة لكرة القدم بين فريقي المشتل و المعامل على ساحة البلديات، انتهت بفوز فريق المشتل بركلات الجزاء. وتم توزيع الجوائز من قبل اللجنة الرياضية لهيئة المقرات ممثلة بالرفيقين ضياء و ابو حسين.

***************

ديالى

كنوز أثرية تتعرض للإهمال والتجاوزات

بعقوبة – قحطان الانصاري

قد لا يعرف كثيرون أن محافظة ديالى تعد من أغنى محافظات العراق بالآثار. فهي كانت من المدن التاريخية على مر العصور.

وبحسب ما يذكره اختصاصيون في مجال الآثار، فإن ديالى تضم نحو 900 موقع أثري، بينها 100 موقع مهددة بالاندثار جراء الإهمال.

ويدعو الاختصاصيون، الحكومة إلى “ضرورة الإسراع  في حماية هذه الآثار”، مبينين في حديث صحفي، أن “العمليات العسكرية الأخيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، شكلت تهديدا رئيسا لهذه المعالم التاريخية”.

وأوضح أحد الآثاريين، أن “غالبية المواقع الأثرية في ديالى، تقع ضمن القرى، وانها تعرضت لتجاوزات عشوائية من قبل السكان”. فيما طالب آخر، الحكومة المركزية بـ “التحقيق العاجل” حول عمليات التنقيب لعشرات المواقع الأثرية في ديالى من قبل عصابات الآثار، التي تستغل تردي الأوضاع الأمنية في تهريب القطع الأثرية إلى الخارج.

وفي السياق، طالب مواطنون وزارة الثقافة والسياحة والآثار بـ “التدخل لإنقاذ ما تبقى من هذا الإرث التاريخي، الذي يعد ثروة وطنية ذات قيمة تاريخية، وحضارات عمرها آلاف السنوات”.

ويعد “تل اسمر”، من أهم مواقع ديالى الأثرية، وهو مركز عاصمة “مملكة اشنونا” القديمة. وكانت جامعة شيكاغو الأمريكية قد نقبت في هذا الموقع أبان ثلاثينيات القرن الماضي، ثم تبعت ذلك عمليات تنقيب من قبل الكوادر العراقية، خلال عامي 2001 و2002.

ويوجد في ديالى أيضا، تل “شوك الريم”. وهو موقع بابلي قديم. كما تضم المحافظة تل “أبو قبور”، الذي يعود تاريخه إلى الفترتين الساسانية والإسلامية، ويقع على جرف نهر ديالى. ويتعرض هذا التل اليوم للتعرية، ما يتطلب إنقاذه.

وتضم ديالى، أكثر من 100 دار تراثية، أهمها “بيت الجاف” في ناحية السعدية، وآثار “تل الزندان” في قضاء المقدادية.

 إلى ذلك، صرح أحد المسؤولين في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، لـ “طريق الشعب”، بأن هناك عمليات تنقيب إنقاذية لبعض المواقع الأثرية في ديالى، مبينا ان هذه المواقع تتعرض للتجاوزات بين فترة وأخرى.

وحمّل المسؤول، القوات الأمنية الموجودة في المنطقة، مسؤولية حماية المواقع الأثرية، داعيا إلى ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية لتوعية المواطنين بأهمية المساهمة في حماية الآثار والإبلاغ عن المتجاوزين عليها وعصابات التهريب.

***********

اتحاد نقابات العمال يهنئ شيوعيي الديوانية بعيدهم

الديوانية – ميعاد القصير

زار وفد من فرع اتحاد نقابات عمال العراق في محافظة الديوانية، أخيرا، مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، ليقدم التهاني في مناسبة الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب.

ورحب سكرتير اللجنة المحلية الرفيق حمزة سوادي، ومعه رفاقه الآخرون، بالوفد الزائر الذي ضم كلا من رئيس فرع الاتحاد رافد الخفاجي ونائبه علي الطائي ومستشاره محمد فرهود فضلا عن عضو مكتب فرع الاتحاد محمود شاكر.

وبعد أن قدم الوفد التهاني بعيد الحزب ومعها باقة ورد، تحدث عن دور الحزب في النضال من أجل حقوق العمال والكادحين.

رئيس فرع الاتحاد أشار في حديث له خلال اللقاء، إلى أن “الحزب الذي يدافع عن مصالح العمال بحق، هو الحزب الشيوعي، صاحب التاريخ النضالي والوطني الطويل والمشرف”.

من جانبه، شكر الرفيق سوادي الوفد على زيارته وتهانيه، مشددا على أهمية التكاتف وتوحيد الخطاب والعمل النقابي، بما يصب في مصلحة الطبقة العاملة، ويحقق مكتسباتها.

******************

بالموسيقى والغناء

الحلة تحيي اليوم العالمي للمسرح

الحلة - مائدة جميل

في مناسبة اليوم العالمي للمسرح 27 آذار، أقام فرع نقابة الفنانين العراقيين في محافظة بابل، عصر الأحد قبل الماضي 4 نيسان، حفلا فنيا منوعا، تضمن فقرات موسيقية وغنائية ومسرحية.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة النشاط المدرسي وسط مدينة الحلة، جمهور من المثقفين والفنانين ومحبي المسرح.  رئيس فرع النقابة، الفنان محسن الجيلاوي، ألقى كلمة في بداية الحفل أشاد فيها بالنشاط الفني لفناني بابل، وسعيهم الجاد إلى الارتقاء بمختلف المجالات الفنية، رغم عدم توفر الدعم. بعد ذلك انطلق الحفل الغنائي، ليقدم المطربان الشابان فادي علاء وميثم الساهر، وصلتين غنائيتين برفقة فرقة موسيقية تضم عازفين من أجيال مختلفة.    وفي سياق الحفل، وزع فرع النقابة شهادات تقدير على رواد المسرح في بابل، من كتاب ومخرجين وممثلين. فيما قدم سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، الرفيق بهجت الجنابي، باقة ورد في المناسبة إلى رئيس النقابة، ملقيا في السياق، كلمة قصيرة عن دور الفن في تنمية الشعور الوطني ونشر الثقافة الوطنية.  واختتم الحفل بمسرحية قصيرة، من تمثيل الفنانين علي التاجر وأحمد عباس.

*****************

دولة ما يغلبها غلاب!

عبد جعفر

لم نستغرب حين صرح مؤخرا وزير المالية بأن سعر أصغر وظيفة في الكمارك يتراوح ما بين 50 ألف إلى 100ألف دولار. كما ذكر أن وزارته تحصل على 12% من مجموع 7 مليارات دولار من أموال الكمارك السنوية.

والبقية إلى جيوب الأحزاب والجماعات المسلحة المتنفذة!

 والحقيقة أن طرح هذه الوظيفة للمزاد العلني وبعلم السلطات، ربما يرجع إلى تنافس المافيا، اذ أفضى صراعها إلى سيطرة البعض وربما إلى تراجع سلطات البعض الأخر. وتذكرنا هذه الواقعة بتصريح لأحد أصحاب المتاجر في إيطاليا إلى أن بساتين عائلته تعرضت للسرقة ليلا، في الوقت أن الذبابة ما كان بمقدورها أن تدخل البستان من دون أذن من المافيا. ويقصد بذلك الجهة التي كانت ترعاه ويقدم لها شروط الطاعة.

 والإخلال بسلطة الدولة وسيادتها كشرعية وأداة للهيمنة في العراق، لم يعد سرا مخفيا، ومثال الكمارك إلا نقطة في بحر الفساد الكبير الذي يكتوي به الشعب.

ذهبت إلى عمي (أبو عادل) المعروف بحكمته، وأنا منفعل من هذه الأخبار. قال لي ضاحكا: حكايتنا مثل صاحب الديك الذي اشتكى الجيران من صياحه المزعج، فطلب منه أن يتخلص منه، ونزولا عند رغبتهم ذبحه، وفي اليوم الثاني امتلأت المنطقة بصياح الديكة التي كانت لا يسمع صوتها في زمن الديك المهمين.

فإذا ذهب بالأمس حرامي واحد كبير، ظهر لنا ألف ألف حرامي صغير وحيتان كبار أيضا!

- والحل؟!

فقال لي:

-أتشرب قهوة أم شاي؟

وعرفت أنه يريد أن يسكتني بعرضه، وربما هو الأخر لا يعرف الجواب، فبلعت لساني رغم مرارة الأسئلة، وأنا أحاول أن أجد تسمية لدولتنا.. الخروف الأسود.. الأبيض،

الأخضر.. إلى أن طرحني الصداع أرضا!

***************

مكافحة من صلاح الدين

“أم بلسم” تهزم العوز والحرمان بمهنة رجالية

سامراء – وكالات

في ورشة صيانة مزدحمة بالأجهزة الكهربائية والالكترونية، تجلس “ام بلسم” حاملة عددها اليدوية، منشغلة في تصليح جهاز عاطل، في حالة فريدة لم يسبق لناحية يثرب جنوبي صلاح الدين أن شهدتها.

“ام بلسم” أو خولة الاعرجي، امرأة مكافحة ذات إرادة قوية، استعانت بمهنة رجالية كي تهزم العوز والحرمان المعيشي، ما كسرت قاعدة هيمنة الرجال على الكثير من المهن وتحملهم وحدهم مسؤوليات المعيشة.

تقول أم بلسم في حديث صحفي: “بدأت مزاولة مهنة التصليح بعد اصابة زوجي بإعاقة تامة جراء تعرضه لحادث إرهابي”، مشيرة إلى أن زوجها كان يعمل في هذه المهنة، وبعد إصابته باتت وعائلتها بدون معيل، فطلبت منه أن يعلمها تصليح الأجهزة الكهربائية وكيفية التعامل مع معداتها ولوازمها، في محلهم البسيط وسط الناحية.

التصليح مجانا للأرامل والأيتام

وتؤكد أم بلسم أن “أهم أسس نجاحي ووصولي الى مرحلة اتقان هذه المهنة الصعبة، هي الارادة”، مبينة أن الأجور التي تستوفيها عن تصليح الأجهزة، رمزية ولا تتعدى ما يؤمن القوت اليومي. كما انها تستثني الارامل والايتام وأسر ضحايا الارهاب من أجور التصليح. فمحلها – وفق ما تؤكده - مفتوح مجانا للشرائح المنكوبة والمتضررة “في بادرة إنسانية اسعى من خلالها لتقديم ابسط سبل العون والمساعدة” – على حد تعبيرها.

وأجبرت الظروف الأمنية الصعبة التي عاشتها محافظة صلاح الدين عام 2014 جراء دخول عصابات داعش، أم بلسم وعائلتها على النزوح إلى كركوك، لكنها عادت بعد ذلك وواصلت مهنتها، مواجهة الضغوطات والسلوكيات اللاإنسانية من بعض أصحاب محال صيانة الأجهزة الكهربائية، الذين يستاءون من موضوع أجورها الزهيدة.

وتوضح هذه المرأة المكافحة بالقول: “كنا أول العائدين إلى ديارنا بعد تحرير مناطقنا. فاستأنفت افتتاح ورشتي في منزلي من جديد، كي أؤمن متطلبات المعيشة”.  وتحمل أم بلسم شهادة جامعية باختصاص إدارة المكاتب، في وقت حرمت فيه من “التعيين” الذي سعت جاهدة إليه. إذ ان “المحسوبيات والوساطات” بددت جميع مساعيها للحصول على تعيين في دوائر الدولة لها أو لأولادها.

ولم يتوقف طموحها عند صيانة أجهزة التلفاز والعارضات وغيرها، إنما تعدى ذلك. فهي صارت تبتكر وتصنع اجهزة كهربائية، مثل “المحولات الاوتوماتيكية” و”اللوحات الكهربائية” ذات المستوى العالي من الكفاءة. وهي تؤكد أن “الابتكار والإبداع لا يجب أن يقتصر على الرجال، أو يتحدد بقيود المجتمع التي تحاول تحجيم دور المرأة”.