اخر الاخبار

الصفحة الاولى

تهنئة

تتقدم أسرة “طريق الشعب”، إلى أبناء شعبنا من الايزيديين، بالتهاني والتبريكات، لمناسبة حلول عيد رأس السنة الايزيدية، متمنية لهم عاما مليئا بالسلام والسعادة.

كما وتنتهز الجريدة هذه المناسبة، للتأكيد على ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم من قبل الجهات المعنية بالايزيديين، وتوفير مستلزمات عودة النازحين منهم، وتحرير المختطفات والمختطفين، وإعادة اعمار ما خربه الإرهاب.

كل عام والجميع بألف خير.

*******

كتب المحرر السياسي

فرز مستحق

وضغط جماهيري مطلوب

حسم المرسوم الجمهوري الصادر اخيرا الجدل حول تاريخ اجراء الانتخابات النيابية المبكرة، بتحديده يوم ١٠ تشرين الثاني  2021 موعدا لها. وسبق ذلك اتخاذ مجلس النواب قرارا بحل نفسه قبل ثلاثة أيام من التاريخ  المذكور.

وقد اعطى هذان الإجراءان  دفعة جديدة للحراك السياسي المرتبط بالتحضير للانتخابات،  التي تكتسب أهمية كبيرة في الظروف الراهنة بالنظر الى ما يمر به البلد من أزمات، والى التطلع المتزايد لإيجاد مخارج لحالة الاستعصاء السياسي والاحتقان الاجتماعي، ولمباشرة عملية التغيير  المنشود .

 فقد شهدت الأيام الماضية دعوات الى لقاءات واصطفافات، بعضها قديم  يريد  ارتداء لباس جديد مع التمسك بالنمط والمنهج ذاتهما وبالمحاصصة، وبعض اخذ يدرك  الحاجة الى تحريك الأمور تحت عناوين مختلفة مثل  تجميع قوى الاعتدال، الكتل العابرة للطوائف، بناء الدولة واستعادة هيبتها او ما بات يعرف بقوى الدولة مقابل قوى اللادولة. 

ولا شك ان هذه العناوين ومثيلاتها تعكس اقترابا من تشخيص موضوعي للواقع، وسعيا  الى التعامل معه. كما تعكس ادراكا لخطورة استمرار التدهور على مختلف الصعد، وبقاء بلادنا ساحة تنافس بين قوى إقليمية ودولية، فيما المطلوب هو النأي بها بعيدا عن اتون صراعات لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل.

صحيح ان حالة المراجعة هذه كانت مطلوبة منذ زمن، وهي تعد مؤشرا إيجابيا، ولكن على القوى ذات العلاقة ان تفعل الكثير والكثير لتضييق الهوة التي تفصل بينها، وبضمنها  من هم في مركز القرار، وبين المواطنين الذين لم يتلمسوا منهم إجراءات جدية تؤشر اختلافا في التوجه. بل ان بعض توجهاتهم لا سيما الاقتصادية والاجتماعية هي موضع تساؤل.

كما يبقى موضع تساؤل مدى  قدرة القوى ذاتها على تحقيق ما يقترب من مطامح الناس، وهي التي جُرّبت حين كانت في مركز القرار وما زالت، ولَم يرتفع لها صوت قوي في الدفاع عن قضايا الناس وهمومهم. ولا في الوقوف مع المنتفضين بصلابة وإدانة ما تعرضوا له من قمع وقتل واضطهاد، وتجسيد موقف كهذا في خطوات عملية، كالتي اقدم عليها النائبان الشيوعيان بالاستقالة من مجلس النواب تضامنا مع المنتفضين، التي تبعتها استقالة الشيوعيين أعضاء مجالس المحافظات ايضا وغيرهم في مواقع أخرى.

ان ما يحصل ليس بالتأكيد بعيدا عما افرزه الحراك الاحتجاجي والجماهيري وانتفاضة تشرين ٢٠١٩ ، وقد اكدنا مرارا ان ما بعد الانتفاضة لن يكون كما قبلها، فقد جرت مياه  كثيرة وبرزت معطيات وحقائق جديدة.

ان حالة الفرز الجارية في مواقف مختلف القوى، وان كانت لا تزال متواصلة، تؤشر الى إمكانية بناء اصطفافات واسعة، شعبية وسياسية ساعية الى التغيير والى الحاق هزيمة  بمنظومة المحاصصة والفساد.

وتلعب وحدة عمل قوى التغيير الجذرية، المجرَّبة والمعروفة بانحيازها الى مصالح الناس وعدم المساومة عليها في اي حال من الاحوال، وبالذات القوى المدنية الديمقراطية حاملة المشروع الوطني الديمقراطي، البديل لمنظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، دورا مسرعا في تحقيق ذلك.

ويبقى مطلوبا في هذا السياق المزيد من تصعيد الضغط الجماهيري وزيادة زخمه، لفرض التراجع والتقهقر على قوى الهيمنة والمال والسلاح والفساد، وتدشين مرحلة جديدة على طريق تحقيق المشروع المذكور، الوطني الديمقراطي، الذي يؤمّن بناء دولة المؤسسات والقانون الحقة، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

***********

رائد فهمي لـ «دجلة»: اذا لم تغير الانتخابات الواقع الحالي فسيلجأ الناس الى الشارع

بغداد – طريق الشعب

حذر سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، من عدم تغيير الواقع الحالي للبلد على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال فهمي في تصريح لموقع قناة “دجلة” الفضائية ان “بقاء الاصطفافات القديمة وعدم البحث عن صيغ جديدة للتحالف في الانتخابات المقبلة، لا ينسجم مع الازمة التي يمر بها البلد، ولا يستجيب لتنامي الضغط والحراك الشعبيين اللذين جسدتهما ثورة تشرين”.

واضاف انه “اصبح واضحاً الآن عدم امكان استمرار الاوضاع وادارة الامور بنفس طريقة ما قبل انتفاضة تشرين، باعتبارها حدثاً جوهرياً وكان من مطالبها اجراءالانتخابات المبكرة”.

واوضح سكرتير الحزب الشيوعي انه “عندما طرحت الانتفاضة موضوع الانتخابات المبكرة وتبنته حكومة الكاظمي، فمعنى ذلك ان الانتخابات يجب الا تكون كسابقاتها، بما عرف عنها من تزوير ومن إتيان بنفس المنظومة الحاكمة”.

وقال ان “التغيير هو موضوع الصراع الحالي، وان الانتخابات يجب ان تكون منطلقا للتغيير. واذا لم يحدث تغيير فمعنى ذلك ان عناصر الازمة ستستمر، وستكون الخطورة كامنة في فقدان الناس الثقة. وحينها سيلجأون الى الشارع باعتبار ان العملية الديمقراطية والانتخابية محكومة بعوامل معطلة، ولن يسمح الرأي العام المتطلع الى التغيير بان تستمر نفس بنية البرلمان والحكومة”.

واختتم فهمي قائلا ان “التغيير ضرورة يفرضها الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وازاء هذه الحقيقية ما زال العديد من القوى يتموضع في مقابل حركة احتجاجية من شباب يرفعون مطالب مشروعة”.

*********

اتحاد الطلبة العام: التعليم في خطر

بغداد – طريق الشعب

أصدر اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، بيانا لمناسبة الذكرى الـ73 لتأسيسه, حذر فيه من خطورة قضايا عدة، تخص الواقعين التعليمي والتربوي في البلاد.

وقال الاتحاد في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخه منه, ان “الوضع في قطاعي التربية والتعليم ليس بمعزل عن الاوضاع المتردية التي يعانيها اغلب ابناء شعبنا, وبسبب سياسات الحكومات المتعاقبة، واهمالها هذه القطاعات الحيوية”.

واضاف البيان ان “اعتماد التعليم الالكتروني في الجامعات لم يمنع تفاقم المشاكل بسبب استمرار القرارات المتخبطة لوزارة التعليم العالي، وعدم حسمها موضوع آلية الامتحانات، التي شهدت اعتراضات كبيرة من قبل الطلبة، بأسلوب احتجاجي، للمطالبة بتوحيد آلية التدريس والامتحان”.

وذكّر الاتحاد وزارة التعليم العالي بـ”مشكلة الاقسام الداخلية والمناهج الدراسية القديمة، وطرق التدريس بالتلقين، وتهالك البنية التحتية وتراجعها”, منبها الى “عدم رؤية اية محاولة لتطوير الجامعات الا في حالات استثنائية، وبجهود الاساتذة، وفي حالات محدودة جدا”.

********

في مناسبة يوم الفلاح

صبحي الجميلي: تحية لمنتجي الخيرات في ريفنا العراقي

بغداد ــ طريق الشعب

أكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الدكتور صبحي الجميلي، على “ضرورة الاهتمام بالفلاحين والعمال والمزارعين العراقيين، وتثمين دورهم في ما يقومون به من عمل يسهم في توفير سلة الغذاء للمواطن العراقي من الناتج الوطني المحلي”.

واضاف الجميلي في تصريح لـ”طريق الشعب”، لمناسبة يوم الفلاح العراقي في 15 نيسان: “نقدم خالص التحايا القلبية في هذا اليوم، ونستذكر الشهداء والتضحيات الكبيرة التي قدمها الفلاحون والعمال الزراعيون لنيل حقوقهم  في الأرض وتطبيق قوانين الإصلاح الزراعي والقوانين الأخرى التي تنصف الفلاحين، وخاصة صغار الفلاحين وكادحي الريف”.

وتابع “في هذا اليوم وفي ظل الازمة الراهنة، يتوجب على الحكومة ومجلس النواب ومختلف مؤسسات الدولة ان تعيد النظر في الرؤى والتوجهات الاقتصادية بمجملها، ومنها الزراعية، بما يضمن تنويع الاقتصاد العراقي وزيادة مساهمة القطاع الزراعي، بشقيه النباتي والحيواني، في الناتج المحلي الإجمالي، وان يكون له دور مهم في توفير المنتج الوطني، سواء للاستهلاك البشري ام توفير المواد الأولية للصناعة الوطنية”.

ولفت الرفيق الجميلي الى “ضرورة اتخاذ عدد من الخطوات والإجراءات، منها زيادة حصة القطاع الزراعي في الموازنة العامة، وتوفير الحماية للمنتج الزراعي الوطني، ومنع الاستيراد العشوائي، وتوفير البنى التحتية، والاستمرار في استصلاح الأراضي الزراعية  وتوسيع المساحات المشمولة بذلك وإدامته، الى جانب تقديم كل أشكال الدعم والإسناد للفلاحين من اسمدة وبذور ومكافحة. كذلك تفعيل دور المصرف الزراعي وإعادة النظر في المبادرة الزراعية بما يضمن ان تذهب الأموال المخصصة لها الى مستحقيها فعلا وتسهيل حصول الفلاحين على القروض”.

*************

راصد الطريق

متى يسري القانون على الجميع؟

سددت رئيسة وزراء النرويج إرنا زولبيرغ مبلغ 2350 دولارا غرامة الى الشرطة، نظير عدم التزامها بالقانون وهي تحتفل بشكل مبالغ بعيد ميلادها الستين، وانتهاكها القيود المفروضة للحد من جائحة كورونا. واعتذرت قائلة انها مستقبلا “ستتوخي الحذر بشكل أفضل”.

هكذا الحال في دولة المؤسسات، حيث القانون يسري على الجميع بمن فيهم كبار المسؤولين، وحيث يتوجب على من ينتهكه الاعتذار، وفي كثير من الاحيان حتى الاستقالة.

وهذا للاسف ما لا يحصل في بلدنا المكتوي بنار المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، وحيث القانون يُخرق ويجري الالتفاف عليه من قبل المتنفذين والمليشيات، وما من محاسبة للمتجاوزين الذين هم من بيدهم القرار غالباً.

في المقابل نرى المحاسبة تلاحق من يخالفون مضطرين تعليمات حظر التجوال  وهم يسعون لتأمين رغيف الخبز لاطفالهم، حيث تفرض عليهم لقاءعدم ارتداء الكمامة غرامة مالية تصل الى 25 الف دينار.

في الوقت نفسه لا يُحاسَب  مرشحون نافذون يقيمون تجمعات انتخابية كبيرة تُنتهك فيها علنا تعليمات وزارة الصحة، وهي فوق ذلك تقام رغم عدم بدء الحملة الدعائية حتى الآن.

***************

الصفحة الثانية

منظمة طبية تحذر من هجرة ثلث الأطباء العراقيين قريباً

بغداد ــ طريق الشعب

اعلن رئيس نقابة الأطباء العراقيين جاسم العزاوي، امس الأربعاء، عن وجود 60 الف طبيب عراقي استشاري في بريطانيا، و12 الف طبيب في دول اوروبية وامريكا وأستراليا ودول الخليج، موضحاً أن عودة الأطباء المهاجرين مرهونة بتوفر “الاحترام اللازم والأمان والعمل”. ولفت العزاوي في تصريح تابعته “طريق الشعب”، الى ان “الروتين والمشاكل الاخرى تمنع عودة اغلب الاطباء الذين أبدوا رغبتهم في العودة للبلاد والعمل فيها مجانا، في حال توفير الأمان والعدة والأجهزة”. وحذرت دراسة علمية أعدها ثلاثة أطباء من (الجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية) من إمكانية هجرة ثلث الأطباء العراقيين في المستقبل القريب بسبب الأوضاع العامة في البلد، ومشاكل وتحديات تعتري حياتهم المهنية. وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في آذار الماضي، أن “92 في المئة من الأطباء العراقيين لا يشعرون بالأمان لأسباب من أبرزها التهديدات العشائرية، والحوادث الإجرامية، والتعسف الإداري، والخوف من العدوى بأمراض خطرة، وأن ثلث الأطباء قد أصيبوا بالفعل خلال عملهم في المؤسسات الصحية بأمراض خطرة، و75 في المئة من الأطباء المشاركين في الدراسة تعرضوا للعنف، مثل الضرب والسب والإهانة والتهديد، وثلثهم خضعوا إلى لجانٍ تحقيقية، و13 في المائة منهم مثلوا أمام القضاء، بسبب عملهم”. وبينت الدراسة أن “85 في المائة من الأطباء العراقيين يفكرون في الهجرة، وثلثهم يعملون بشكلٍ جديٍ لترتيب إجراءات هجرتهم.”

***********

كل خميس

مآل الصراع بين الدولة واللادولة

جاسم الحلفي

يُتداول في الخطاب السياسي العراقي هذه الايام موضوع الصراع بين الدولة واللادولة. وفيما يمكن تحديد القوى التي تتبنى موضوعة الدفاع عن شرعية الدولة وفرض هيبتها، فان جماعة اللادولة لا يكشفون وجوههم ولا يدعون وصلا بها، مع أنهم ليسوا فضائيين ولا أشباح، بل جهات معروفة تحاول فرض إرادتها كرديف للدولة، وتهدد الأمن وتعيق الاستقرار خدمة لمصالح لا تمت للشعب العراقي بصلة.

ويالها من مفارقة ان يجري الصراع بين من يريدون للعراق ان يكون دولة ومن لا يريدون، وهو البلد الذي كان يوم ٢٦ آيار ١٩٤٥ ضمن الخمسين دولة التي أسهمت في تأسيس منظمة الأمم المتحدة، وأصبح يوم ٢١ كانون الأول  ١٩٤٥عضوا أصيلاً في هذه المنظمة الدولية، التي تمنح الاعتراف للدول التي تنال الاستقلال و تحقق سيادتها.

وقبل ذلك وبالتحديد في ٣ تشرين الأول عام ١٩٣٢، نال العراق إستقلاله الرسمي وأصبح عضوا في عصبة الأمم المتحدة. وبعدها جاء يوم ١٤ تموز عام ١٩٥٨، ليعلن فيه النظام الجمهوري ويخرج من حلف بغداد ومن كتلة الجنيه الإسترليني ويحقق الاستقلال التام.

لا تستطيع أية قوة أن تلغي شرعية الدولة العراقية، التي عرّفها دستور ٢٠٠٥ في مادته الأولى بأنها (دولةٌ اتحاديةٌ واحدةٌ مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ  (برلماني) ديمقراطيٌ، وهذا الدستور ضامنٌ لوحدة العراق.).  حتى الاحتلال الامريكي الذي جاء أثر غزو الولايات المتحدة وحلفائها لم يستمر طويلا، حيث أخذت مقاومته كل الأساليب والاشكال المشروعة. وجاءت الاتفاقية العراقية - الامريكية المعقودة في ١٧ تشرين الثاني ٢٠٠٨، لتنهي الاحتلال رسميا في ١٥ كانون أول ٢٠١١. وتبقى على جدول عمل القوى الوطنية مهمة  إخراج آخر جندي أمريكي من العراق، وهي مهمة لا يجب الابطاء في إنجازها الذي يتطلب تعزيز قدرات الجيش العراقي وبقية الأجهزة الأمنية، وإحتكار السلاح من قبل الدولة.

إرتباطا بذلك يتوجب على قوى الدولة، التي تقع ضمنها الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية والمجتمع المدني بمعناه الواسع، أن توحد جهودها وتنسق عملها في المجابهة المطلوبة، انتصارا لمشروع بناء دولة مستقلة كاملة السيادة. وهذا لا يعني إطلاقا تأجيل الصراع الاجتماعي داخل الدولة، بل يتطلب عدم التردد في خوضه بإتجاه حفظ كرامة المواطن، إنطلاقا من الحرص على موارد العراق واقتصاده ولحفظهما بعيدا عن قبضة الفاسدين والمنصاعين لوصفات إقتصادية وتدابير مالية جاهزة تفرض على العراق من قبل المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية. وهؤلاء الساعون الى وضع العراق تحت هيمنة الرأسمال المالي الأجنبي، لا يختلفون من حيث الجوهر عن قوى اللادولة في سعيها لاضعاف العراق وتجويع شعبه.

 ان الاستقلال والسيادة لا يعنيان مجرد إخراج الجيوش المحتلة والمليشيات المنفلتة وإنهاء سلاح العصابات، بل يتطلبان في نفس الوقت التصدي لكل السياسات التي تفرض على العراق من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ولوصفاتهما التي تؤدي الى المزيد من إفقار الشعب، عبر توسيع الفجوة المعيشية بين الفئات محدودة الدخل والمهمشة والفقراء من جانب، وطغمة الفساد وأصحاب الترليونات من الجهة الاخرى.

ولا نأتي بجديد حين نشير الى  ان وراء الأرادات الخارجية مصالح دول لم تكن يوما ولن تكون معنية بمصالح الشعب العراقي وبحفظها.

*********

المواطنون والخريجون يطالبون بالخدمات في 7 محافظات

إغلاق الدوائر الحكومية للمطالبة بفرص العمل

بغداد ــ طريق الشعب

اغلق العشرات من الموظفين في شركة الحفر العراقية، الطريق المؤدي إلى بئر رقم 20 في البرجسية غربي محافظة البصرة، احتجاجاً على تهميش الشركة، ومحاولة جعلها شركة خاسرة. فيما طالب اصحاب العقود في جامعة البصرة, وزارة التعليم العالي، بالعدول عن قرار الغاء تعاقداتهم.

ودعا الموظفون وزارة النفط الى إنصاف شركتهم وجعلها شركة مشاركة في الإنتاج وتخصيص نسبة لها من سعر برميل النفط المستخرج، أسوة بشركات جولات التراخيص النفطية, مؤكدين ضرورة انقاذ الشركة من الخسارة، وإعطائها الأولوية في أعمال الحفر والاستخراج.

وشدد المحتجون على ضرورة الاهتمام بشركة الحفر وتفضيلها على الشركات الأجنبية, لما تملكه من أسطول كبير من أبراج الحفر والاستصلاح والمنافسة عالميا.

تظاهرات للعقود

الى ذلك, تظاهر عدد من اصحاب العقود في جامعة البصرة, احتجاجا على قرار الغاء عقودهم من قبل وزارة التعليم العالي.

وقال المتظاهر علي رحيم لـ”طريق الشعب”, ان “اصحاب العقود في جامعة البصرة تم التعاقد معهم وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315, لكن وزارة التعليم قامت بالغاء العقود رغم توطين رواتبنا على المصارف”, مؤكدا ان “القرار مجحف بحقهم، كونهم يمتلكون ارقاما وظيفية في وزارة المالية، ما يمنعهم من التقديم على أي وظيفة اخرى”.

اعتداءات متكررة

 وعاد مشهد الاعتداءات على الخريجين المطالبين بتوفير فرص العمل, بعد قيام قوات الامن بالاعتداء بالضرب على خريجي كليات الهندسة المتظاهرين امام شركة نفط ميسان, في محاولة منها لتفريقهم ومنعهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة.

احتجاج واسع في ذي قار

وفي ذي قار, قطع عدد من اهالي منطقة الطلاحبة شمال المحافظة, الطريق العام الرابط مع العاصمة بغداد، احتجاجا على عدم إكمال مشروع ماء الإسالة واعتمادهم على مياه الأنهار في كافة احتياجاتهم, مطالبين الجهات المعنية بانجاز المشروع من اجل تخليصهم من معاناتهم المستمرة منذ سنوات.

وتظاهر العشرات من خريجي ذوي المهن الصحية والطبية أمام مبنى دائرة الصحة في المحافظة، مطالبين بتوفير درجات وظيفية لهم على ملاك الوزارة.

وذكر المتظاهر احمد علي لـ”طريق الشعب”, ان “المهن الصحية والطبية لعام 2019 مشمولون بالتعيين المركزي, لكن الوزارة لغاية اللحظة لم تقم بتوفير درجات وظيفية او الاعلان عنها”, مطالبا بـ”الاستجابة لمطالبهم وفتح باب التقديم لهم”.

في الاثناء, جدد العشرات من اهالي قضاء سوق الشيوخ مطالبتهم بمحاسبة “المقصرين” من المسؤولين، وإقالتهم وتحسين الواقع الخدمي لهم.

وطالب المتظاهر علي خشن في حديث لـ”طريق الشعب”, بـ”إعفاء جميع المسؤولين ومدراء الدوائر، على خلفية تردي واقع الخدمات في القضاء، طيلة السنوات الماضية، وعدم تقديمهم الخدمات”.

يُذكر ان العشرات من اصحاب الاجور اليومية في بلدية قضاء سوق الشيوخ نظموا اضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم تحويلهم إلى عقود وزارية وشمولهم بالقرار 315 وتحسين رواتبهم.

اغلاق للدوائر

من جانبهم, أغلق العشرات من خريجي الاختصاصات الطبية في محافظة واسط، مبنى دائرة صحة المحافظة، مطالبين بإصدار أوامر المباشرة الخاصة بهم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “الخريجين امهلوا وزارة الصحة حتى اليوم الخميس من اجل الاستجابة لمطالبهم”, مهددين بـ”نصب خيم الاعتصام في حال عدم إكمال إجراءات التعيين الخاصة بهم”.

فيما يواصل العشرات من اصحاب الاجور اليومية في بلدية الكوت إضرابهم عن العمل، للمطالبة بتحويلهم الى عقود وزارية, مؤكدين استمرار اضرابهم عن العمل لحين الاستجابة لمطالبهم.

من جهتهم, تظاهر العشرات من خريجي المعاهد الطبية والصحية أمام مبنى دائرة صحة محافظة الديوانية، للمطالبة بإصدار أوامر المباشرة لهم بعد إقرار الموازنة.

ويواصل العشرات من خريجي كليات الهندسة، تظاهراتهم أمام مبنى مستودع الديوانية النفطي، داعين الى توفير فرص العمل.

ويستمر خريجو كليات الزراعة في محافظة المثنى, في اغلاق مبنى مديرية الزراعة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

النجف وبغداد: ظروف معيشية صعبة

وفي قضاء الكوفة، تظاهر عدد من المواطنين مطالبين بإلغاء قرار حظر التجوال.

وقال مراسل “طريق الشعب”, احمد عباس, ان “العشرات من الكسبة واصحاب البسطات نظموا تظاهرة، للمطالبة بإلغاء قرار حظر التجوال المفروض من قبل الجهات الحكومية”.

فيما نظم لفيف من الاجراء والعمّال، وقفة احتجاجية، امام نادي النفط في حي اور، شمال العاصمة بغداد، للتنديد بقرار رفع ايجار المحال التابعة للنادي.

وطالب المحتجون بإعادة النظر في القرار والعودة الى الاتفاق السابق.

وبين المحتجون لمراسل “طريق الشعب”، علي الجبوري انهم “فوجئوا بقرار رفع الايجارات من قبل ادارة النادي بنسبة ٢٥ في المائة، وسط الضائقة الاقتصادية وفرض حظر التجوال الذي ادى الى تعطيل اعمالهم”.

*******

الى / رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي المحترم

اتوجه اليكم باطيب التحيات

واود ان اعرب عن خالص الامتنان لرسالة التهنئة التي تفضلتم بتوجيهها في مناسبة الذكرى الـ 87 لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي.

وتقديرا لما عبرتم عنه في الرسالة من مشاعر نبيلة تجاه حزبنا، وتنويه بمسيرته وتضحياته واسهاماته في الميادين المختلفة، يسرني التأكيد ان ما ضمّنتموها إياه من تمنيات هو عين ما ينغمر فيه حزبنا اليوم وسيبقى يواصله، من استمرار في المسيرة الوطنية وعمل دائب لا يكل في سبيل خير العراق واستقراره ورخائه.

مع فائق التقدير

رائد فهمي                 

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

بغداد في 2 نيسان 2021

***********

سيادة رئيس اقليم كوردستان كاك نيجيرفان بارزاني المحترم

نتقدم اليكم بخالص تحياتنا وبعد

فقد اسعدنا ان نتسلم رسالة التهنئة التي تفضلتم بتوجيهها الى حزبينا الشيوعيين العراقي والكوردستاني في مناسبة الذكرى السابعة والثمانين للتأسيس.

ويطيب لي هنا ان نعرب عن جزيل الامتنان لما حمّلتم الرسالة من مشاعر سامية تجاه الحزب واعضائه ومناصريه، ومن تقدير لدوره ونضاله الوطنيين والتحرريين. كذلك نود  تأكيد حرصنا اليوم كما بالامس، على وحدة الصف والتلاحم بين الاطياف والاطراف العراقية والكوردستانية وتعزيز البناء الديمقراطي الاتحادي للدولة العراقية، لما فيه المصلحة الوطنية المشتركة وخير العراقيين جميعا بعربهم وكردهم وقومياتهم الاخرى.

مع فائق التقدير

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

بغداد في 2 نيسان 2021

*********

“طريق الشعب” تحاور المتحدث باسم مفوضية الانتخابات

جمانة الغلاي: استعداداتنا جارية وندعو الى المشاركة الواسعة

بغداد ــ سيف زهير

أجرت “طريق الشعب”، الأحد الماضي، حوارا موسعا مع جمانة الغلاي، المتحدث الرسمي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، تناول استعدادات المفوضية لإقامة الانتخابات في موعدها، والتحديات التي تواجهها، فضلا عن الموقف من الاقتراع الخارجي الذي ألغي بقرار سابق، وإمكانية الطعن به، بالإضافة الى اخر الارقام بشأن عمليات التحديث والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وطبيعة المراقبة الدولية التي دعا العراق اليها.

كما تعرض اللقاء الى تفاصيل كثيرة أخرى تخص المفوضية والأحزاب والتحالفات والناخبين.

آخر مستجدات التحديث

وبدأت الغلاي الحوار بالحديث عن عمليات التحديث البايومتري، التي انطلقت مبكرا والتي تجاوزت نسبة التحديث حاليا، قرابة مليون ونصف المليون حالة، مؤكدة أن “العملية ما زالت مستمرة لإدراج مواطنين جدد في تحديث البطاقات”.

وفي ما يخص النازحين، فإن المفوضية بحسب الغلاي “قامت بالتنسيق مع وزارة الهجرة والمهجرين، ووصلت إلى مخيمات النزوح، وسيّرت فرقا جوالة كثيرة إليها حيث حدثت البطاقات وسلمتها إلى المواطنين النازحين والعمل متواصل في هذا السياق، فضلا عن الاهتمام أيضا بموظفي الدولة وذوي الاحتياجات الخاصة وأي ناخب بحاجة إلى أن تصل إليه فرقنا الجوالة”.

وكشفت الغلاي لـ”طريق الشعب”، عن “وجود ما يقارب 1300 فرقة جوالة تابعة للمفوضية في مناطق مختلفة من البلاد. وأما بالنسبة لعمليات التسجيل البايومتري، فقد تجاوزت أكثر من 16 مليون عملية، وهنا لا بد من التفريق بين التحديث والتسجيل لأن هناك خلطا كبيرا بشأنهما. فالبعض يعتقد أن 16 مليون مواطن مسجل بايومتريا، قد حدثوا بطاقاتهم أو بحاجة إلى القيام بذلك، لكن هذا غير صحيح. إن التحديث يكون لمن تعرضت بطاقته إلى الكسر أو الضياع أو بسبب إضافة المواليد الجديدة التي استحقت من الناحية العمرية المشاركة في الانتخابات. كما توجد أيضا ما يسمى بالبطاقات قصيرة الأمد وهي فعالة بحسب قانون الانتخابات، لكننا نفضل تحويلها إلى البايومترية كونها أصبحت وثيقة رسمية مفيدة. وأود أن أشير إلى إن المواطنين المشمولين بالتصويت الخاص من عناصر القوات الأمنية الذين سحبت بطاقاتهم في الاقتراع السابق عام 2018 ولم يحصلوا عليها لاحقا، يمكنهم الآن مراجعة مراكز التسجيل للحصول على البطاقات الخاصة بهم. كما إن المفوضية نسقت العمل مع وزارة الداخلية لحصر أعدادهم، كون عناصر قوى الأمن متحركة بشكل دائم، وبعيدين عن منازلهم في أوقات كثيرة، لذلك وجهنا فرقا جوالة لتصل إلى أماكن عملهم من أجل تحديث أو تسجيل بيناتهم واعطائهم البطاقات بانسيابية عالية”.

وأكدت لـ”طريق الشعب” الاستمرار في “توزيع بطاقات الناخبين على المواطنين وهناك أكثر من 13 مليون بطاقة تم تسلميها. وقامت في الفترة الماضية شركة (اندرا) الاسبانية المختصة بطباعة ورزم ونقل البطاقات الانتخابية، بتسليمنا قرابة 737 ألف بطاقة وزعت على مكاتبنا في المحافظات لغرض إيصالها إلى المواطنين. علما إن البيانات الموجودة في هذه البطاقات تقوم المفوضية ومن خلال مكاتبها ومراكزها بمقاطعة البيانات لعدم تكرارها. وهناك لجنة مختصة تقوم بفحص البطاقات بشكل عيني والكتروني قبل توزيعها”.

موعد الانتخابات ثابت

وعن موعد الانتخابات وإمكانية تعرضه للتغيير مجددا، بسبب رغبات قوى سياسية معينة، أفادت الغلاي بأن “مجلس المفوضين أصدر قبل أيام بيانا يدعو الناخبين إلى تسجيل وتحديث بياناتهم بسرعة قصوى، وسيتاح ذلك لغاية يوم 15 /4 / 2021، وأما المرشحون فأمامهم فرصة لغاية يوم 17 من نفس الشهر، لذلك يجب عليهم الاسراع واغتنام الوقت لأن المواعيد نهائية. كما صرح مجلس المفوضين بأن يوم 10/ 10/ 2021 هو الموعد النهائي والحتمي لإجراء الانتخابات. ونحن كمفوضية مستعدون على أساس هذا الموعد، خصوصا بعدما اكتملت قضية الانفاق الانتخابي، وانجز قانون المحكمة الاتحادية ووجود قانون الانتخابات الذي شرع قبله”.

ودعت المتحدثة الناخبين إلى “المشاركة في الانتخابات القادمة كون هذا الأمر هو الخيار الكفيل بإحداث التغيير. فالمشاركة الواسعة تخدم البلد، مضيفة “نأمل كثيرا بأن تكون هناك مشاركة واسعة في الانتخابات خصوصا من الشابات والشباب الطموحين، لتأسيس مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لذلك يجب ضمان أكبر مشاركة انتخابية والمفوضية تعمل على ذلك والمسؤولية مشتركة طبعا”، فيما أكدت أن “موعد الانتخابات ثابت ولا تغيير فيه، وأن احداث أي تغيير يمكن أن يتسبب بمشاكل من خلال حرمان عدد من الشباب الذين يطمحون بالترشح ولكنهم لم يستطيعوا بسبب فارق أيام او شهور بحسب القانون”.

مراقبة الخروقات والمال السياسي

وفي ما يتعلق باستغلال المالي السياسي والخروقات التي تجري في كل حملة انتخابية، أشارت المتحدثة باسم المفوضية إلى أن “مجلس المفوضية صادق على نظام الحملات الانتخابية بالاعتماد على قانوني الأحزاب والانتخابات، ويعمل على متابعة هذا الأمر”.

وبيّنت أن “المفوضية سوف تقوم بتشكيل لجان لمراقبة الخروقات الانتخابية، وستطلق هذه المرة بعد المصادقة على المرشحين، فرقا كثيرة للمراقبة والضبط، ولن تنتظر المباشرة قبل شهر من الانتخابات، مثلما كان في السابق. وهي قادرة على رصد المخالفين ومحاسبتهم. كما توجد أيضا دائرة شؤون الاحزاب والتنظيمات السياسية التي تضم شعبة خاصة لمتابعة الإنفاق المالي للأحزاب، وهي تشرط على الاخيرة أن تقدم سجلات توثق إيراداتها ونفقاتها بواسطة مكتب محاسب قانوني. وتقوم الدائرة بإعداد التقارير عن الأحزاب وترسلها لاحقا إلى ديوان الرقابة المالية لغرض التحقق منه، وبالتالي يقوم الديوان بإحالتها إلى البرلمان. لذلك فإن المتابعة مستمرة لهذا الأمر والمسؤولية مشتركة، وليست محصورة بالمفوضية وحدها”.

تصويت الخارج: قرار قابل للطعن

وتحدثت الغلاي عن تفاصيل إلغاء التصويت للعراقيين في الخارج، مبينة بانه حق قانوني ولا يلغى إلا بتشريع مثله، لكن المفوضية أقدمت على ذلك لأسباب خارجة عن الإرادة.

وشددت على أن “أسباب الرفض كانت صحية ومالية وقانونية، ففي الجانب الصحي ورغم إن المفوضية أجرت الاستعداد لإقامة الانتخابات في الخارج، وصادقت على تحديث بيانات المواطنين في 21 دولة وأعدت العدة لذلك ووضعت ميزانية للإنفاق، لكن الدول هذه لم ترد على مخاطبة المفوضية لها عن طريق وزارة الخارجية. وأسباب عدم الجواب كانت تتعلق بظروف الجائحة. علما أن المفوضية خاطبت لاحقا وزارة الخارجية لتوفير أماكن لموظفيها في السفارات أو القنصليات، او تسمية اثنين من موظفين الخارجية ليتعاونوا مع عناصر المفوضية لغرض تحديث البيانات ولكن الخارجية لم توافق على الطلب ولم نحصل على إجابة منها ولا من الدول التي يقيم العراقيون فيها”.

ولفتت إلى إن “مجلس المفوضية أصدر بالاجتماع قرار إلغاء التصويت في الخارج، وهو قرار قابل للطعن امام الهيئة القضائية للانتخابات. والقانون ينص على إن الطعن يكون بعد ثلاثة ايام من نشر القرار في الموقع الالكتروني باللغات العربية والكردية والانكليزية. والقرار الآن بيد الهيئة القضائية للانتخابات لتبت فيه، ونحن ننتظر الطعون الواردة بهذا الشأن من أجل اجراء انتخابات الخارج أم لا”.

أعداد المرشحين والتفاصيل

وكشفت الغلاي لـ”طريق الشعب”، عن أعداد المتقدمين للترشح في الانتخابات القادمة.

وقالت إن “عدد المرشحين لغاية الآن يبلغ 333 مرشحا، منهم 70 مرشحا قدمته الأحزاب، و 4 عن التحالفات السياسية، والبقية مستقلون كأفراد وهم من كلا الجنسين”، منوهة بأن التخوف من عدم وجود نساء في بعض الدوائر رغم اشتراط وجودهن في القانون الانتخابي تم حله “فقانون الانتخابات يفرض على القوائم المشاركة أن تتضمن أسماء مرشحات، ولذلك سيكون الحضور النسوي في الدوائر الـ 83 المحددة. علما أن من بين المتقدمين 7 مرشحين من الكرد الفيليين و 7 من الصابئة المندائيين، و5 من الأيزيديين، والبيانات الحالية مبشرة خصوصا في ما يتعلق بالنساء”.

التحالفات والأحزاب واللقاء معها

وتابعت المتحدث “لدى مفوضية الانتخابات قرابة 250 حزبا، و65 حزبا قيد التأسيس، ويجب على الأحزاب التي أبدت الرغبة في المشاركة في الانتخابات وهي مسجلة في السابق، أن تملأ طلب المشاركة. علما أن 112 حزبا أبدى الرغبة في ذلك، ولدينا حوالي 30 تحالفا صادق مجلس المفوضية على 25 تحالف منها منذ العام 2018 فما دون، وخمسة جديدة. ومن التحالفات القديمة التي رجعت لتقدم على الانتخابات هي 8 فقط، بينما هناك 13 أخرى قيد التأسيس”.

وأوضحت أن “المفوضية سهّلت اجراءات التحديث؛ فهناك مواطنون يخاوفون من الغرامات بسبب ضياع بطاقاتهم او كسرها، علما أن مراكز المفوضية تقدمها لهم مجانا وبانسيابية عالية”.

وبيّنت أن المفوضية “سوف تعقد ندوة مع الأحزاب والتحالفات السياسية في المحكمة الاتحادية للحديث عن تفاصيل التسجيل، وتقديم الأجوبة عن كافة التساؤلات، وعن امور التصويت العام والخاص. وبمعنى آخر، فالندوة ستكون توعوية لكل القوى التي ستشارك في الانتخابيات، أو المهتمين بشؤونها”.

شركات تسريع النتائج

وعن الشركات المصنعة لأجهزة التحقق والتسريع والتدقيق، كشفت الغلاي عن كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن.

وأوضحت لـ”طريق الشعب”، إن “الشركة المصنعة لأجهزة التحقق الالكتروني وتسريع النتائج هي شركة (ميرو) الكورية، فهي المختصة. ووفقا لقانون الانتخابات، يجب على المفوضية اعتماد شركة عالمية فاحصة لعمل هذه الاجهزة. وبحسب الامر الديواني رقم 276 يجب على المفوضية اعتماد شركة رصينة لفحص الاجهزة المرشحة من قبل الامم المتحدة وهي عشر شركات. واحالة العمل اليها بدعوة مباشرة وليست بمناقصة. المفوضية دعت الشركات العشر، ولم تستجب سوى اثنتين، بريطانية والمانية. وشركة (ميرو) الكورية المصنعة لأجهزة الانتخابات قامت بتدريب وتأهيل وصيانة الاجهزة التي نملكها منذ السابق، ودربت الموظفين الفنيين بشكل هرمي عليها. والمرحلة الاولى شملت تدريب الموظفين المختصين. علما أننا نملك 63 الف جهاز تسريع نتائج واكثر من 70 الف جهاز تحقق الكتروني. أما الشركات الفاحصة، فهي تقوم تحديدا بفحص عمل هذه الأجهزة وجدواها وإمكانية اختراقها ام لا، كما وتفحص أوراق الاقتراع”.

وتابعت الغلاي أن “المفوضية أعدت نماذج لورقة الاقتراع وأرسلتها للشركة الكورية لتنظيم الأجهزة وبرمجتها عليها. فالورقة هذه المرة ستختلف عن التصاميم السابقة، وسيكون هناك 83 نموذجا بحسب عدد الدوائر الانتخابية، وقامت الشركة الكورية ببرمجة الاجهزة عليها والعمل جار لضمان أمانها وكفاءتها بشكل حقيقي. علما أن ورقة الاقتراع سيكون العرض الخاص بها بقياس ثابت، لكن الطول سيكون متغيرا بحسب عدد المرشحين، فإن كثرت يمكن الطباعة على وجهي الورقة بحسب المواصفات التي تعاقدنا عليها. أي أنه بمعنى آخر أن كل دائرة ستكون لها ورقة ذات خصوصية معينة”.

الرقابة الدولية وأهميتها

ونوهت المتحدث الغلاي، بأن “المفوضية نسقت عملها مع وزارة الخارجية بشأن توجيه الدعوات، وبالفعل قدم العراق 75 طلبا للرقابة العربية والأجنبية، وصلت إلى دول وسفارات وقنصليات ومنظمات دولية كثيرة. وهناك جهات دولية زارت مجلس المفوضية وأبدت رغبتها في التعاون ومراقبة الانتخابات العراقية. علما أن الرقابة لا تعني الاشراف وان الانتخابات تجري بأيد عراقية فقط بدون أي تدخل وبحسب ما ينص عليه قانون المفوضية رقم 39 لسنة 2019 الذي يؤكد اعتماد مراقبين دوليين ومحليين للرقابة لا الاشراف. وأما الأمم المتحدة فستقدم المشورة الفنية فقط إلى العراق، والمفوضية لن تخضع لرقابة أي جهة باستثناء مجلس النواب كونه الجهة التشريعية والرقابية والممثلة للشعب العراقي. في حين ستقوم المنظمات والجهات المراقبة بإعداد التقارير وارسالها الى الجهات الخاصة بها ولا يحق لها حتى تقديم الشكاوى وهذه من صلاحيات ممثلي الكيانات السياسية”.

وقالت الغلاي إن “المفوضية تأخذ بتقارير المنظمات الرقابية المحلية وهناك قسم خاص للتواصل والتنسيق معها، بينما يتابع المراقبون المحليون من المنظمات، عمليات تحديث سجلات الناخبين ايضا”.

حملة إعلامية ضعيفة

ووجهت “طريق الشعب”، سؤالا الى المتحدثة بشأن اسباب ضعف الحملة الاعلامية لمفوضية الانتخابات، من اجل حث المواطنين على تحديث سجلاتهم؟

وأوضحت المتحدثة أن “الانفاق المالي للمفوضية كان لا يتحمل القيام بحملة اعلامية، ووجهت جهودها لتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي لحث المواطنين على التحديث. واعتمدت ايضا على التنسيق مع الاعلاميين والصحفيين، لأنها من مهامهم التي يشتركون بها مع المفوضية بكل تأكيد، وهي من مهام الاحزاب والتحالفات السياسية أيضا”، لافتة إلى “وجود مذكرة تفاهم بين المفوضية وشبكة الاعلام العراقي، ستدشن خلال الفترة القريبة القادمة، حملة اعلامية أكبر”.

وردت الغلاي عن الشكوك التي تقدم بشأن عدم استقلال المفوضية وتأثر قراراتها بالنفوذ السياسي قائلة: ان “مجلس المفوضية مكون من قضاة متمرسين جرى اختيارهم لهذه المهمة، وهم قادرون على جعل القرارات مستقلة، فلهم باع طويل في القانون. والمفوضية سعت بكل ما تملك لضمان اقامة الانتخابات بأسهل الطرق واكثرها نزاهة لتبديد هذه المخاوف والشكوك. لكن قبل ذلك يجب المشاركة الواسعة من قبل المواطنين وعدم المقاطعة لضمان نزاهة الانتخابات ومنع التزوير”.

وأضافت “لقد وضعنا نظاما للحملات الانتخابية وستقوم المفوضية بتشكيل لجان بحسب قانون الانتخابات لمواجهة الحملات الدعائية المبكرة ومنع كل الخروقات وذلك بالتعاون مع جهات عديدة لها علاقة بالأمر. وفيما يخص كوادر المفوضية فيجري الان تدريبها وتقوم شعبة الاجراءات والتدريب بهذه المهمة وقد وصلت الى مراحل متقدمة في تدريب موظفي مراكز التسجيل على آليات الاقتراع الخاص الذي سيجري قبل 48 ساعة من التصويت العام، وسيشمل التصويت الخاص كلاً من القوات الأمنية والنازحين ونزلاء السجون المحكومين بأقل من خمس سنوات، ووفقا للبطاقة البايومترية حصرا. كما ان التدريب يعني ايضا بالتصويت العام، ونحن بحاجة الى ما يقارب الـ 334 موظف اقتراع، ولدينا حوالي 59 ألف محطة اقتراع تعتمد عليهم”، مبينة أن “كل محطة اقتراع ستقوم بإظهار نتائجها بشكل فوري في هذه الانتخابات وستعلن عن الفائزين ايضا، وبإمكان الوكلاء السياسيين والمراقبين ان يتابعوا النتائج وحسن سير الأمور والاطلاع على شرائط النتائج”.

**********

الصفحة الرابعة

متخصصون: الديمقراطية بعد 2003 شوهتها المحاصصة

بغداد ـ عبدالله لطيف

في مناسبة الذكرى الـ 18  لسقوط نظام الدكتاتور صدام حسين، تعد “طريق الشعب”، سلسلة من الحلقات في مواضيع مختلفة، تستطلع من خلالها الآراء، وتطرح سؤلاً عن توقعات الناس وتطلعاتهم، في شأن المستقبل، ومقارنتها بالنتائج التي افرزتها المرحلة على الارض.

أعراف انهت الديمقراطية

وقال عميد كلية العلوم السياسية، في الجامعة المستنصرية، الدكتور خالد عبدالاله، لـ”طريق الشعب”: ان “ما تحقق ايجابا هو انهاء النظام الدكتاتوري، ثم التداول السلمي للسلطة، (الانتخابات)، التي مكنت المواطنين من اختيار ممثليهم في مجلس النواب، وهذا من أساسيات بناء الدولة المدنية الحديثة”، مبيناً أنه “رغم هذه الميزة الاساسية، لكن التحول الى الديمقراطية رافقته اعراف وسلوكيات شوهت الديمقراطية مثل نهج المحاصصة الطائفية والقومية والإثنية”.

وأضاف أن “الاخفاق الذي حدث في ما بعد يكمن في عملية بناء الدولة الذي لم يكن على أسس المواطنة، وذهبنا باتجاه بناء دولة المكونات”، مشيرا الى ان “تغيير النظام لم يكن بالطريقة المثالية، ورافقته احداث كثيرة اهمها تدخل بلدان الجوار في بناء الدولة الجديدة”. 

وأوضح ان “القوى السياسية لم تتحدث عن عصر سياسي جديد في العراق، يلتزم بالشروط الاساسية لبناء الدولة الحديثة، إلا بعد تشرين 2019”، مشددا على ضرورة ان “يكون هناك تغيير في بعض الجوانب واصلاح في جوانب أخرى”.

وأشار الى أن “النظام البرلماني واحد من افضل الانظمة في العالم، لكن الانحراف عن مسارات النظام البرلماني والممارسات الخاطئة التي مارستها الكتل السياسية ـ حيث لم تتبن أي كتلة سياسية دور المعارضة داخل البرلمان والحكومة ـ قدم نموذجا سيئا عن هذا النظام”.

إزاحة الطغمة السياسية

من جهته، قال المحلل السياسي، احسان الشمري، انه قد يكون هناك تغيير في طبيعة النظام السياسي، تفرزها العملية الانتخابية”.

وأضاف الشمري في حديث خص به “طريق الشعب”، انه “بعد 18 عاما يبدو ان كل شيء قد تغير. لم يعد الدستور معترفا به. عملية الانتخابات مزورة، وحرية الرأي أصبحت مقيدة. كما أن حق التظاهر والاحتجاج، يقابل بالقمع والقتل”.

واتهم الشمري، القوى السياسية المتنفذة التي تقود نظام بعد التغيير بأنها “تقترب تدريجياً من الاستبداد، وتحاول الامساك بالسلطة”.

ويجد ان “حلم الديمقراطية انتهى في العراق، وان الدعوة لإعادة هيكلة النظام السياسي هي دعوة جادة، لإزاحة الطغمة السياسية الموجودة، مع الحفاظ على النظام البرلماني، واجراء اصلاحات جدية في الدستور ومحاسبة قتلة المتظاهرين وكبار الفاسدين وحل الاحزاب التي مارست دورا سلبيا في المرحلة السابقة”.

واقع متعدد الازمات وعجز تشريعي

أما عميد كلية الآمال الجامعة د. عامر حسن فياض، فوصف الوضع الراهن في البلاد بأنه “في مرحلة انتقالية”، مبينا أن العراق “يقف ما بين حدين؛ الماضي التسلطي السيء، والمستقبل المنشود، صعب التحقيق”.

وقال فياض في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “بعد مرور 18 عاما على تغيير النظام الديكتاتوري، نعيش واقعا متعدد الازمات”، مسترسلا “اننا نشهد الان عجزا خدميا. وهذا الموضوع لا يحتاج الى تفصيل او تحليل، وكذلك عجز تشريعي”.

ولاحظ د. عامر أن “العراق بعد دستور 2005 لم يسن قوانين تأسيسية لبناء الدولة، لأن الدستور ترك 66 قانونا غير مشرعة الى مجلس النواب”.

وأشار الى أن “البلد يعاني عقما في الانتاج بينما هناك خصوبة عالية في الاستهلاك، فضلاً عن عبث في المال العام، الذي وصل الى ارقام كبيرة”، مبيناً ان “الولايات المتحدة عندما اسقطت النظام السابق لم تكن ترغب في بناء نظام بديل للنظام التسلطي”.  

وبيّن أن “العيب في النظام السياسي، ومفتاح الحل هو بناء نظام سياسي، وكان يجب ان يبنى فور التخلص من النظام الدكتاتوري”، لافتا الى ان “القوة السياسية التي ادارت البلاد بعد 2003 لم تنتج لنا رجال دولة. وهي اجادت طرق المعارضة، لكنها لم تجِد البناء”.

منظومة سياسية تمثل الشعب

من جهته، قال المحلل السياسي إياد العنبر لـ”طريق الشعب”، ان “كل القوى السياسية الحاكمة الان تدرك ان الرؤيا الجيدة لحل الاشكالات ‏السياسية والاقتصادية، تتطلب توفير منظومة سياسية تدار من قبل زعامات ‏سياسية، تكون ممثلة حقيقية للشعب”.

وأضاف العنبر، “هناك من يعتقد ان المخرج من الازمة السياسية في العراق تتطلب خطوتين ‏اولا حصر السلاح بيد الدولة، ثم توفير انتخابات حرة ونزيهة”.  ‏

ويعلّق العنبر على هذا الاعتقاد قائلا: “اذا كانت القوى التي يجب ان تعمل على حصر ‏السلاح بيد الدولة، لها ميليشيات واذرع مسلحة، فمن يتصدى للسلاح ‏المنفلت، البرلمان لا استعداد لديه لتقديم حكومة تحصر السلام بيد الدولة”. ‏

وأشار الى ان “هذه المنظومة السياسية لن تقبل ان يأتي رئيس حكومة يقيدها، ويحد من ‏عملها؛ ففي ظل هذه المنظومة السياسية الان اصبح شعار حصر السلاح ‏بيد الدولة وهما كبيرا”.  ‏

وعن الانتخابات بوصفها احد مخارج الازمة، قال العنبر “لم يكن هناك نظام سياسي يحمل مخرجات تتلاءم مع ‏مدخلاته، فبالتأكيد لن تنتج الانتخابات نتائج مرجوة. نحن في السنوات ‏السابقة نذهب للمشاركة في الانتخابات لكن في النتيجة الحكومات ‏تتشكل نتيجة لصفقات، وليست نتيجة استحقاق لمن اخذ الاصوات الاعلى”، لافتاً الى ان “الانتخابات مدخل لشرعية النظام، لكن مخرجات النظام، لا تعتمد على ‏الانتخابات”.

**********

الفساد والتدخلات الخارجية والداخلية عززت كثيرا من التشوهات والإهمال

فنانون: لا للانفراد في قرار البناء الحضاري للعاصمة

بغداد - نورس حسن

ما رأيكم في الجوانب الجمالية لواقع الحياة اليومية في العاصمة بغداد؟ هل تشعرون بالرضا عنها؟ وكيف تقيمون اهتمام امانة بغداد ووزارة الثقافة والمؤسسات الاخرى المعنية، بالفضاءات العامة في بغداد وبتطويرها من النواحي الجمالية؟ وماذا تقترحون لجعل بغداد مدينة اجمل؟ واية جهات يمكن في رأيكم الاستعانة بها لهذا الغرض؟ هذه الاسئلة وغيرها هي مما يشغل بال كثيرين من البغداديين ومن شغيلة الفكر والمهتمين بالجوانب الفنية والمعمارية العامة في العاصمة.

عوامل التشويه

مستشارة رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ميسون الدملوجي اشارت في اجاباتها على اسئلة “طريق الشعب” الى ان هناك عدة عوامل ساهمت وتساهم في زيادة نسب التشويه في العاصمة بغداد.

قالت ان “السكن العشوائي، والقرارات غير المدروسة في التخطيط والتصميم، فضلا عن تراجع الخدمات الأساسية وتقلص المساحات الخضراء، عوامل اسهمت جميعا في تشويه المعالم الجمالية لمدينة بغداد”.

وتابعت قائلة ان “المسألة الجمالية في بغداد تبقى جدلية، فنهر دجلة الذي تلامس مياهه جرف بغداد يبقى عنصرا جماليا متميزا بالنسبة الى اهالي العاصمة”. واستطرت تقول انه “على الرغم من الدمار والاهمال اللذين لحقا بالكثير من النصب والتماثيل في بغداد، الا انها تبقى العاصمة التي تحضى بالكم الابرز والاكثر من الفنون، من بين عواصم الدول العربية المجاورة”.

وعن مستوى الاهتمام الذي توليه المؤسسات المعنية للفضاءات العامة في بغداد، رأت الدملوجي انه “ على الرغم من اهتمام امانة بغداد ووزارة الثقافة ورئاسة الوزراء بجمالية بغداد، الا ان الفساد والتدخلات الخارجية والداخلية عززت كثيرا من التشوهات والاهمال، خاصة في ما يتعلق بالأبنية التراثية”.

وتشدد الدملوجي على حاجة العاصمة بغداد الملحة للعودة الى تصميمها الاساسي، والعمل على تطويره بما ينسجم مع تطورات العصر، اضافة الى ايقاف عمليات الهدم التي تتعرض لها الابنية التراثية” 

وحمّلت الدملوجي في حديثها امانة بغداد مسؤولية ما تتعرض له العاصمة من “محو ممنهج للذاكرة” عبر التعامل المؤسف مع المباني التراثية.

التعاون مع الفنانين وجمعيتهم

من جهته افاد وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم ان “وزارة الثقافة اكدت على الجهات العليا من خلال كتب رسمية، ان تقوم بترتيب اولويات وضوابط القيم الجمالية للعاصمة بغداد بالتعاون مع الفنانين واصحاب الاختصاص”.

وأضاف لـ”طريق الشعب” ان “وزارة الثقافة تمتلك رؤى وتصورات حول الواقع الجمالي لبغداد، لكن تصوراتها عادة ما تصطدم بغياب التشريعات والقوانين التي تعزز رؤاها”.

وشدد على ضرورة “تشريع القوانين اللازمة، وتعزيزها باجهزة رقابية تحد من الفوضى وتغلق الطرق امام العابثين”.

وحول الاجراءات التي تراها الوزارة ضرورية ذكر جاسم ان “وزارة الثقافة طالبت مجلس الوزراء وامانة بغداد، بالتعاون مع جمعية الفنانين التشكيليين لغرض وضع الرؤية المشتركة لكل خطوة تتعلق بجمالية بغداد، فضلا عن توخي الحذر في التعامل مع الشكل الحضاري”.

اهمال وانفراد بالقرار

في السياق نفسه اكد الفنان التشكيلي طه وهيب “ضرورة عدم الانفراد في اتخاذ القرارات التي تتعلق بجمالية معالم بغداد ونصبها وتماثيلها”، وطالب بان توضع كافة الآراء الفنية المختصة في الاعتبار.

وقال وهيب لـ”طريق الشعب” ان مدينة بغداد “تفتقد الاهتمام وتفتقر الى المخطط الحضري المستقبلي القابل للتطبيق”. ونبه الى ان بغداد  كانت من مدن العالم التي يحسب لها حساب، وهي لا تستحق هذا الاهمال وهذا التدهور الذي وصلت اليه.

واشار وهيب، وهو نحات مرموق، الى انه اقترح مرة على امانة بغداد ووزارة الثقافة “تخصيص ساعة واحدة، بين حين وآخر، لجميع الموظفين المعنيين، لمشاهدة فيلم توعوي عن الجوانب الجمالية في تطوير المدن. او اعداد مطبوع يوزع عليهم ويطلعون من خلاله على المطلوب من النواحي الجمالية وما يخدم الناس والمدينة في الحياة اليومية”.

ونبّه الى ضرورة “وضع القوانين والنظم السليمة الخاصة بادارة العملية الجمالية، وتطبيقها بالشكل الصحيح على الجميع”. من جانبه صرح امين سر جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين قاسم حمزة لـ”طريق الشعب” ان “الخطوات التي تتخذها امانة بغداد في نقل النصب ليس في محلها، وان عليها قبل القيام بذلك ان تطلع على آراء المختصين، فضلا عن الرأي العام في المناطق”.

وشدد على ضرورة تشكيل لجان خاصة لهذا الغرض، تضم ممثلين عن جميع الجهات الحكومية المعنية والجهات الفنية، اما امانة بغداد فالمفترض اقتصار دورها على تهيأة المكان الذي تجده الجهات الفنية المعنية مناسبا لوضع النصب.

***********

أشروا تهاونا حكوميا إزاء حصص العراق المائية

معنيون: المخلفات البيئية تهدد «جنة عدن»

بغداد ــ طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد، مؤخراً، عقد مؤتمر تناول التغيرات المناخية في العراق، بالتنسيق بين معهد غوتا، ومنظمة حماة دجلة، المهتمة بملف المياه والبيئة. وناقش المؤتمر الذي استمر ليومين، ما يتعلق بدور انعاش الاهوار، وحماية بيئة تلك المسطحات المائية، التي من الممكن ان تتأثر ‏بشكل كبير بالتغير المناخي، فضلا عن تأثير المخلفات البيئية والمبيدات على النظام ‏البيئي سلبا.

وشدد المؤتمرون على ضرورة السياحة البيئية.‏

العراق الاكثر تضرراً

والتأم المؤتمر بحضور جهات حكومية مسؤولة، وعدد من منظمات المجتمع المدني وإعلاميين، ومهتمين بملف البيئة، لأجل التوصل الى حلول مشتركة، للحد من التأثير السلبي للتغير المناخي في البلاد. وقالت اسراء فلاح، عضو منظمة حماة دجلة، التي حضرت المؤتمر، لـ”طريق الشعب”: ان “العراق ضمن البلدان الأكثر تضررا من تأثيرات التغيرات المناخية على البيئة”. وتحدث فلاح عن بعض التوقعات التي تشير الى احتمالية ان يفقد العراق مياهه بحلول العام 2040”. وشددت على ضرورة “إيجاد حلول بديلة تتعلق بتحسين الإدارة المائية في البلاد، والالتفات الى أهمية انعاش الاهوار وحماية بيئتها، فضلا عن معالجة التأثير السلبي الناتج عن استخدام المبيدات”.

إجراءات حكومية ضعيفة

أما منسقة جمعية حماة دجلة، هدى جبار فقد تطرقت الى الحصص المائية للعراق. وقالت لـ”طريق الشعب” ان “الإجراءات الحكومية للتحاور مع دول الجوار حول مستحقات المائية ضعيفة، فنحن الان نحصل على اقل كمية ممكنة من مستحقاتنا المائية من دول الجوار، التي تعمدت بناء سدود أدت الى حجز المياه داخل أراضيها او تغيير مسارها”.

وأشارت الى ان “ذلك واحد من عدة أسباب اثرت سلبا على الوضع البيئي في العراق، إضافة الى ملوثات الانسان المتعددة على البيئة”.

التجاوزات اثرت على البئية

وعلى صعيد آخر، تحدثت جبار عن ان “اتباع الأساليب البيولوجية للحد من تلوث المياه في الأنهر تساعد على استرجاع الكائنات الحية الى بيئتها الام، فضلا عن انها لا تسبب أي ضرر للإنسان والحيوانات والنباتات”. من جهتها، اكدت طالبة الدكتوراه في جامعة بغداد علياء شاكر عليوي، ان “تجاوزات دول الحوار على الاستحقاقات المائية اثرت سلبا وبشكل كبير على الوضع البيئي”، واضافت عليوي (اختصاص موارد مائية وبيئية) ان “تصريف المياه كان سابقا يصل 29.5 مليار متر مكعب، بينما اليوم لا يتجاوز 9 مليارات متر مكعب”، مشددة على “ضرورة بناء خزانات وسدود إضافية مقاومة لعمليات التعرية التي تتعرض لها الطبيعة، الهدف منها خزن المياه وقت إطلاق المياه في مواسم ذوبان الثلوج وتساقط الامطار”.

***********

الصفحة الخامسة

المشكلة مزمنة والحكومة لا تعلم!

شبح الجفاف يلاحق قضاء الرطبة من جديد

الرطبة – وكالات

يواجه قضاء الرطبة غربي محافظة الانبار، شبح الجفاف مجددا، مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وظهور ملامح الصيف الأولى، في الوقت الذي تبدو فيه الإجراءات الحكومية متعثرة في حل هذه المشكلة المزمنة.

ويعاني القضاء، منذ سنوات طويلة، شحا في المياه، وهو يعتمد على الآبار في توفير الماء للسكان، إلا أن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، تسببت في دمار العديد من الآبار والأنابيب الناقلة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة.  

ويواجه عشرات آلاف المواطنين من سكان الرطبة، نقصاً كبيراً في مياه الشرب، ويواجهون في الوقت ذاته صعوبة في توفير الماء لمواشيهم وأراضيهم الزراعية.

هذا الواقع المرير، دفع بناشطين ورجال دين إلى إطلاق حملة حفر آبار داخل المدينة، لمواجهة الازمة والسعي إلى عدم تكرار ما حصل في الصيف الماضي، إذ نزح بعض السكان بشكل مؤقت إلى مناطق أخرى من الأنبار، فرارا من مشكلة انقطاع المياه، التي تستمر لأيام، أو حتى لأسابيع أحيانا.

ووفقا لناشطين فإن أكثر من 10 آبار تم حفرها في المدينة خلال الأشهر الماضية، بعضها تتشارك فيه منازل عدة أو شارع كامل، وآخر تم حفره على الأرصفة والساحات العامة ليكون مشاعا لعامة المواطنين. لكن المدينة ما زالت بحاجة إلى ما لا يقل عن 100 بئر أخرى لتجاوز الازمة – بحسب الناشطين.

وتبلغ كلفة حفر البئر الواحدة ما بين 900 الى 1200 دولار، بما فيها كلفة مضخمة سحب المياه وفلتر التصفية. إذ تكون المياه في بعض الآبار غير نقية، ومن الممكن أن تتسبب في إصابة السكان بالأمراض.

ومع ظهور بوادر فصل الصيف، تعالت أصوات سكان الرطبة وضواحيها، مطالبة الجهات المعنية بإعادة تأهيل أنابيب المياه التي دمرت إبان الحرب. إذ ان حملات حفر الآبار التي تنفذها منظمات اغاثية، لم تتمكن من سد حاجة الأهالي من المياه - وذلك حسب ما أفاد به رئيس فرع “منظمة سحب الغيث للتنمية والإغاثة” في الأنبار، سليمان الكبيسي.

وأوضح الكبيسي، في حديث صحفي، إن “قضاء الرطبة يعاني مشكلة شح المياه منذ سنوات طويلة، وهو يعتمد بشكل كبير، على الآبار منذ سنوات ما قبل الاحتلال، لكن العمليات العسكرية التي شهدها القضاء لتحريره من داعش، دمرت عددا كبيرا من الآبار وانابيب ضخ المياه”.

وأضاف قائلا: “نحن كمنظمات اغاثية وانسانية تمكنا من حفر آبار عدة في الرطبة والقرى المحيطة بها، إلا أن السكان ما زالوا لغاية الآن يعانون شح المياه، ويطالبون بإصلاح الآبار المتضررة”، مشيرا إلى أن “إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، حالت دون إنجاز العديد من الآبار في مناطق متفرقة من القضاء”.

من جهته قال قائم مقام الرطبة، عماد الدليمي، ان “وزارة الموارد المائية تتعذر بشأن حفر آبار جديدة او إصلاح التي دمرت ابان الحرب، وتقول أن الآبار الموجودة لديكم كافية وتغطي حاجة القضاء”، مستدركا في قوله “لكن الحقيقة هي أن الآبار هذه لا تغطي احتياجات السكان، كون مشروع تجهيز المياه الرابط بين الرمادي والرطبة متوقفا عن العمل”.

وأضاف الدليمي، أن “اعمال تأهيل مشروع ايصال المياه من الرمادي إلى الرطبة سارية على قدم وساق، وذلك ضمن مشاريع صندوق اعمار المناطق المتضررة، لكننا بحاجة إلى حلول وقتية طارئة لحين إنجاز المشروع”.

إلى ذلك، علق مدير الموارد المائية في غربي الانبار، اياد الراوي، على مشكلة شح المياه في الرطبة بالقول ان “وزارة الموارد المائية تواصل حفر الآبار وصيانة الموجود منها. كما أنها تعمل على إنشاء سدود على الوديان الصغيرة لزيادة المياه الجوفية”، مبينا في حديث صحفي، انه “لم يتم تبليغنا بأمر شح المياه في الرطبة، من قبل أي جهة، سواء ادارية كانت أم محلية في المحافظة أو القضاء، وإذا كانت هناك مشكلة مثل هذه بالفعل، فيمكن مراجعة مديرية الموارد المائية في الأنبار أو وزارة الموارد المائية لغرض علاجها”.

*******

أگـول

أواعدك بالوعد

وازكيك يا كمون!

عامر عبود الشيخ علي

بالرغم من شروع محافظة بغداد بتحديد سعر أمبير الكهرباء لدى المولدات الاهلية والحكومية، لنوعي التشغيل “العادي” و”الذهبي”، إلا ان اغلب اصحاب المولدات لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة. فهم يضعون أسعارا مبالغا فيها ترهق كاهل المواطن وتزيد معاناته في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

وكانت محافظة بغداد قد طالبت وحداتها الادارية برفع “تقرير مفصل” حول عمل المولدات، من حيث تجهيز الكهرباء، مطالبة أيضا بإلزام أصحاب المولدات ومتعهديها بوضع لوحات على مولداتهم تثبت عليها التسعيرة الرسمية ورقم هاتفي لتلقي الشكاوى. كما طالبت المحافظة، بمعرفة ما إذا كان صاحب المولدة قد تسلم حصته من الوقود أم لا.

وبالرغم من هذه الإجراءات الإدارية، فإن الكثيرين من أصحاب المولدات لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة، نظرا لعدم وجود رقابة حكومية حقيقية على عملهم، ومحاسبة للمخالفين. فهناك عدم التزام واضح بالتسعيرة، خاصة في الشهور التي يعتدل فيها المناخ وتزيد ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية، حتى تصل إلى 20 ساعة في اليوم.

ومن الملاحظ ان سعر الامبير الواحد في بعض المناطق يتراوح بين 15 و 20 الف دينار، وهذا مبلغ كبير يثقل كاهل المواطن في ظل انعدام فرص العمل وتفشي البطالة والغلاء المعيشي. ومن البديهي، فإن سعر الأمبير سيزداد خلال الشهور القادمة مع ارتفاع درجات الحرارة، مثلما يحصل في موسم الصيف من كل عام.

نتساءل: متى تفي الجهات المسؤولة بوعودها التي قطعتها أمام المواطنين، في شأن اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق أصحاب المولدات الذين لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة.. متى تقوم بوضع رقابة فعلية على عمل هؤلاء!؟

*******

مواساة

*ببالغ الأسى والحزن تلقى شيوعيو كربلاء نبأ وفاة شقيقة الرفيق سلام القريني، سكرتير اللجنة المحلية للحزب في كربلاء. وإذ يشاركونه وعائلته حزنهم، يعبرون  لهم عن امنياتهم بالصبر والسلوان وللفقيدة الذكر الطيب.

*ببالغ الاسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، عائلة صديق حزبنا الشخصية الوطنية الكاتب والشاعر حسين البعقوبي (ابو أسر)، بوفاته. كما تعزي في هذا المصاب الجلل، اتحاد ادباء وكتاب ديالى بفقدان البعقوبي، أحد أعضائه المميزين، اثر مرض عضال ألم به ولم يمهله طويلا. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته في بعقوبة الصبر والسلوان.

وتعزي اللجنة المحلية أيضا، بحزن بالغ، عائلة الحاج عدنان السارة برحيل عميدها الحاج مهدي السارة، الشخصية الاجتماعية والوطنية، وذلك اثر مرض عضال ألم به. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ومحبيه في قرية الهويدر الصبر والسلوان.

*تعزي لجنة الشهيد محمد الخضري الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الخضر/محافظة المثنى، الرفيق محمد علي جبر بوفاة ابن خاله ناصر عريبي نايف، اثر مرض عضال. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

وتعزي ايضا الشخصية الوطنية المحامي ناظم حمزه عباس بوفاة زوجته والدة الناشط المدني علي ناظم. للفقيدة الذكر الطيب و للعائلة الصبر والسلوان.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق برير عويد الذي توفي اثر حادث سير موسف. للرفيق الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته الصبر والسلوان.

‏*بمزيد من الحزن والأسى تنعى رابطة المرأة العراقية الزميلة رقية عبد الله، التي رحلت اثر جلطة دماغية. والزميلة واحدة من السجينات السياسيات اللواتي تعرضن لمعاناة طويلة بسبب السجن والتعذيب وأضرارهما، وهي لم تتمكن من الحصول على التعويضات التي تستحقها كسجينة سياسية لعدم توفر الوثائق الرسمية التي تثبت سجنها وتعذيبها في زمن النظام السابق بسبب مبادئها النبيلة.  رحلت بعد سنوات من الالم والاحساس بالغبن وعدم الإنصاف، لكنها لم تتوقف عن مواصلة عطائها الانساني وتقديم المساعدة لمن يحتاجها. لروحها السلام والذكر الطيب ولأختيها الزميلتين ساهرة وسناء وكافة افراد عائلتها ولجميع زميلاتها الصبر والسلوان.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، الرفيقة العزيزة المناضلة رقية عبد الله، التي توفيت اثر مرض عضال.

لقد تعرضت الرفيقة للسجن والاعتقال وتحملت أقسى انواع التعذيب اللاإنساني في زمن الدكتاتورية الفاشية، لكنها بقيت أمينة مخلصة لمبادئها العظيمة.

لروحها السلام والذكر العاطر، ولعائلتها الكريمة المناضلة ورفاقها، المزيد من الصبر والسلوان.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، عائلة الشهيد راضي محمد والرفيق (مالك عبدالهادي صالح) ابو انس، بوفاة والدة الشهيد. لها الذكر الطيب, ولعائلتها الصبر والسلوان.

* تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ابو الخصيب، الرفيق عبد الحسين عبد علي وعائلته بوفاة والده عبد علي الجبريت.

لقد كان الجبريت رئيس الجمعيات الفلاحية في منطقة شط العرب، ولطالما ناضل وكافح من اجل انصاف المزارعين وتحقيق مطالبهم. له الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية الرفيق سعدون كاظم غاوي، عضو المحلية وسكرتير اساسية شاكر محمود في المحمودية، بوفاة خالته. للفقيدة الذكر العاطر ولعائلتها جميل الصبر والسلوان.

*تنعي محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حسين جاسم محمد لوفاتة بسبب مرض لم يمهله طويلا،  لقد كان الفقيد من الرفاق المناضلين النشطين طيلة حياته في حب الحزب والوطن والشعب يحب كل الناس ومحترم من الجميع،  سيبقى ابو علي  في ضمائرنا له الذكر الجميل والصبر والسلوان لرفاقه وللعائلة الكريمة.

*تعزي منظمة الزبيدية للحزب الشيوعي العراقي عائلة الرفيق والشخصية الوطنية جبوري عليوي (ابو كريم) السجين السياسي، تعرض للملاحقة والتعذيب من قبل الحكومات الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة ، ونال حصته من السجن منذ انقلاب شباط الأسود في نقرة السلمان وسجن الرمادي،، لاكن لم يثنيه عن مواصلة عملة الحزب، وبعد سقوط النظام الدكتاتوري عاود العمل مع رفاقه رغم المرض حتى وفاته، للفقيد الذكر الطيب  والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.

*******

أهالي “حي الصحفيين” في العمارة:

نريد «كهرباء نظامية» وطرقا مبلطة!

العمارة – وكالات

شكا سكان “حي الصحفيين” في مدينة العمارة، تدهور شبكة الكهرباء في منطقتهم، مشيرين إلى إنها “غير نظامية”، الأمر الذي يتسبب في ضعفها وانقطاعها فترات طويلة.

وأوضحوا في حديث لإذاعة “المربد”، ان منازل كثيرة سحبت خطوط كهرباء على نفقتها الخاصة، من خلال ربط كيبلات بصورة غير نظامية، ما زاد الحمل على المحولات الموجودة في الحي، والتي باتت الواحدة منها تغذي نحو 40 منزلا، مطالبين الجهات المعنية، بمعالجة هذه المشكلة، التي تزيد من معاناتهم خلال فصل الصيف.   

من جانب آخر، شكا السكان تردي الواقع الخدمي في الحي، خاصة من ناحية الطرق الداخلية. فهي ترابية وتخلو من الأرصفة، مطالبين بلدية العمارة بشمول جميع طرق الحي بخطط التبليط. 

وفي السياق، قال مدير بلدية العمارة، نورس الساعدي، أن تخصيصات موازنة عام 2021، ستشمل انجاز مشاريع خدمية في “حي الصحفيين”، وغيره من أحياء مدينة العمارة، مبينا في حديث صحفي، أن هناك مشاريع في انتظار إعلان إحالتها للتنفيذ.

*******

الديوانية

دعوات لزيادة رواتب ذوي الاحتياجات الخاصة

الديوانية – وكالات

دعا عدد من معيلي ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الديوانية، مفوضية حقوق الإنسان إلى التدخل للمطالبة بزيادة رواتب هذه الشريحة وتعديل القانون الخاص بها.

وأوضحوا خلال وقفة نظموها أخيرا، أمام مكتب المفوضية في المحافظة، أن الرواتب المخصصة لرعاية أبنائهم، غير كافية ولا تغطي نفقات الرعاية الصحية والتأهيل، داعين إلى تعديل قانون رعاية ذوي الإعاقة رقم 38 لسنة 2013، بما يضمن دعم هذه الشريحة وزيادة رواتبها. وبالمقابل، أعلن مدير مكتب المفوضية، محمد البديري، في حديث صحفي، أن مكتبه تسلم مطالب المشاركين في الوقفة، وقام برفعها الى المفوضية العليا لحقوق الانسان في العاصمة، لتقوم الاخيرة بمخاطبة الجهات المعنية في مجلسي الوزراء والنواب لغرض تعديل قانون رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.

********

تضررت بسبب داعش

خانقين تطالب بحصة

من «المنح الدولية»

بعقوبة – وكالات

طالب قضاء خانقين شرقي محافظة ديالى، بشموله بمشاريع الدول المانحة، لمعالجة الأضرار التي تكبدها خلال الحرب ضد إرهاب داعش.

وقال قائم مقام القضاء دلير حسن سايه، في حديث صحفي أول أمس الثلاثاء، إن “مدينة خانقين اصابها الضرر الاكبر من بين مدن ديالى خلال الحرب ضد داعش. فهي قامت بإيواء أكثر من 150 الف نازح في الفترة من 2014 لغاية نهاية 2020”، مشيرا الى تضرر وتدمير الطرق في المدينة، بعد أن أصبحت الممر الوحيد بين بغداد وكردستان.

ولفت سايه الى “تدمير جانب كبير من البنى التحتية في المدينة، ابرزها الطرق والممرات الرئيسة والابنية المدرسة والمرافق الشبابية والرياض”، داعيا الى تخصيص مشاريع لإعادة إعمار تلك البنى المتضررة.

واوضح ان “خانقين لم تحصل على استحقاقها من المشاريع والموازنات على الرغم من الانفجار السكاني الذي شهدته خلال الفترة بين 2003 و2012 وتزايد السكان من 35 الى اكثر من 200 الف نسمة، بعد عودة المرحلين قسرا من قبل النظام المباد في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والتوافد السكاني إليها من خارج القضاء”.

*****

سوق الشيوخ

مطالبات بإقالة «الفاسدين» وتحسين الخدمات

الناصرية – وكالات

طالب أهالي قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار، الحكومة المحلية بإقالة المسؤولين الفاسدين في الدوائر الخدمية، والشروع بتحسين الواقع الخدمي للقضاء.

وخرج العشرات من أبناء القضاء، اليومين الماضيين، في تظاهرة جماهيرية تخللتها مسيرات ووقفات أمام أبواب الدوائر الحكومية، للمطالبة بإقالة المسؤولين الفاسدين والمقصرين في أداء واجباتهم.

وأوضح أحد المتظاهرين، في حديث صحفي، أن القضاء يعاني، منذ سنوات، ترديا في واقعه الخدمي، مشيرا إلى أن الجهات الحكومية بدت غير جادة في تحسين هذا الواقع.

********

الصفحة السادسة

سد النهضة.. السودان يدعو مصر واثيوبيا الى قمة ثلاثية

الخرطوم ـ وكالات

دعا رئيس وزراء السودان نظيريه المصري والإثيوبي إلى عقد قمة مغلقة للتباحث حول الخلافات بين الدول الثلاثة بشأن سد النهضة الذي تقوم اديس ابابا بإنشائه على النيل الازرق. وجاءت الدعوة بعد أن فشلت جولة من المفاوضات بين الدول الثلاث، الاسبوع الماضي، التي استضافتها الكونغو الديمقراطية الرئيسة الدورية للاتحاد الافريقي، في التوصل الى اتفاق حول ملء السد وتشغيله. ومنذ أن بدأت عمليات انشاء السد في 2011 تتخوف مصر من ان يؤثر على امداداتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بنسبة 97 في المائة في مياه الشرب والري، بينما يحذر السودان من أن ملء السد دون توقيع اتفاق سيؤدي الى أضرار بسدوده. وقال تصريح مكتوب صادر عن مكتب عبد الله حمدوك، طالعته “طريق الشعب”، إن “رئيس الوزراء دعا نظيريه المصري مصطفى مدبولي والإثيوبي أبيي أحمد إلى اجتماع قمة ثلاثية خلال عشرة ايام لتقييم مفاوضات سد”. وأضاف أن حمدوك ابدى قلقه من أن عمليات انشاء السد وصلت الى مراحل متقدمة “ما يجعل من التوصل إلى اتفاق قبل بدء التشغيل ضرورة ملحة وامرا عاجلا”. واشار التصريح الى أن القمة ستعقد افتراضيا.

*******************

الموساد يتبنى مسؤولية تفجير مفاعل “نطنز”

تل أبيب ـ وكالات

كشفت مؤسسات اعلامية محلية، أمس، أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، كان وراء التفجير الذي ضرب مفاعل نطنز النووي الإيراني الذي وقع يوم أمس الاول. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان” عن مصادر مخابراتية التي لم تذكر جنسيتها، قولها إن “الموساد نفذ هجوما إلكترونيا تسبب في ضرب المفاعل”. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قال إن مشكلة وقعت بشبكة توزيع الكهرباء بالمنشأة. وقال المتحدث بهروز كمالوندي: إن “الحادث لم يوقع إصابات بشرية أو يتسبب في تلوث إشعاعي”. فيما أكدت وسائل إعلام إيرانية في وقت لاحق، أن كمالوندي تعرض لحادث خلال زيارة موقع نطنز، مضيفةً أنه “أصيب بكسر في رأسه وساقه”. ولم توضح التقارير سبب الحادث. ومنشأة نطنز، المقامة في الصحراء بمحافظة أصفهان وسط البلاد، هي محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وقالت الوكالة العبرية، إن الضرر في المفاعل أكبر من المعلن، في حين أشارت إلى أن المجلس الأمني والوزاري المصغر “الكابينيت” في إسرائيل سيجتمع الأحد المقبل لبحث الملف الإيراني.

************************

إصابة مسلحين من «قسد» جراء قصف يستهدف سجنا في الحسكة

دمشق ـ وكالات

أصيب شخصان من مسلحي تنظيم “قسد” في هجوم بقذائف الهاون استهدف سجنا في ريف مدينة الحسكة السورية. ونقلت وكالة “سانا” السورية عن مصادر محلية، تعرض سجن كبيبة الذي تحتجز فيه القوات الأمريكية عشرات المقاتلين من تنظيم “داعش” الإرهابي الى قصف جوي أصيب على إثره مسلحان من تنظيم “قسد” الذي يتولى حراسة السجن وإدارته. وبحسب المصادر ذاتها، فإن الهجوم كان بالتزامن مع قيام القوات الأمريكية بنقل 40 سجيناً من عناصر داعش الإرهابي من داخل السجن إلى سجن القاعدة العسكرية الأمريكية في مدينة الشدادي. وأشارت المصادر إلى أن الهجوم أدى إلى مقتل اثنين من المهاجمين في حين تدخلت حوامات عسكرية أمريكية وقامت بتمشيط المنطقة المحيطة بالسجن. الجدير بالذكر أن السجن يقع على طريق جبسة السريع القديم في مدينة الشدادي جنوبي محافظة الحسكة السورية.

**** 

على عكس النهب المباشر للمال العام في بلادنا

آلية عمل المجلس الاقتصادي لحزب المستشارة الألمانية

رشيد غويلب

بعد فضائح الفساد الأخيرة التي عاشها الاتحاد الديمقراطي المسيحي، حزب المستشارة الألمانية ميركل، والتي أدت الى استقالة أعضاء في كتلة الحزب وشقيقه الأصغر في الاتحاد المسيحي، الحزب الاجتماعي المسيحي، لا تزال التحقيقات مستمرة مع تزايد عدد المتهمين، وتراجع التأييد في استطلاعات الرأي لحزب، يقود التحالف الحاكم في ألمانيا منذ 20 عاما.

(لوبي) الشركات والمصارف الكبيرة

وانتقدت دراسة جديدة لجمعية “الرقابة على اللوبي” التداخل المستمر بين المجلس الاقتصادي، غير المنتخب للحزب، ومركز القرار في قيادته. وقدمت الدراسة تحليلا لهذه الإشكالية. والجمعية هي مبادرة للشفافية والديمقراطية مسجلة بموجب القانون ومقرها مدينة كولونيا، وتصف وثائق تسجيلها اهداف الجمعية بالتالي: “تريد الجمعية تعريف الناس بطبيعة هياكل السلطة واستراتيجيات التأثير في ألمانيا والاتحاد الأوروبي”، و”تدعو إلى الشفافية والرقابة الديمقراطية والحواجز الواضحة أمام التأثير على السياسة والجمهور الذي تستخدمه جماعات تمثيل المصالح (اللوبي)”.

ان التسمية المتداولة للمجلس “المجلس الاقتصادي للاتحاد الديمقراطي المسيحي” لا تعكس طبيعته الحقيقية، فهو ليس هيئة حزبية منتخبة، بل مجموعة ضغط (لوبي) للشركات والمصارف الكبيرة قوامها 1200 شخصية اقتصادية ومدير تنفيذي، لكنه يعمل كهيئة حزبية، لأنه يتمتع بامتياز الوصول إلى مركز دوائر القرار في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

المتحدثة باسم “الرقابة على اللوبي”، والخبيرة بشؤون اللوبي والسياسات المناخية، وفي تعليق لها مثل خلاصة مكثفة للدراسة الجديدة قالت: “يمثل المجلس الاقتصادي ممارسة ضغط احادي الجانب في مركز القرار في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. إن وجود رابطة لوبي لها مقعد في اللجنة التنفيذية للحزب أمر سخيف. ويتمتع المجلس الاقتصادي، من خلال صلاته الحصرية بقيادة الحزب، بسلطة خاصة، يمكن للفئات الاجتماعية الأخرى أن تحلم بمثلها. ومثل هذا التفضيل لجماعة لوبي بعينها يعزز التأثير على الحزب، وبالتالي يؤدي إلى قرارات سياسية غير متوازنة، مع وجود مجموعة حزبية خاصة تقدم طلبات اقتصادية الفئات الوسطى والشركات الصغيرة والمتوسطة الى الحزب. يستخدم المجلس الاقتصادي موقعه الخاص لإبطاء إجراءات حماية المناخ في ألمانيا. وككابح قوي لسياسة المناخ. ضغط المجلس ضد فرض قيود أكثر صرامة ضد عمليات الانبعاث، وأهداف مناخية أوروبية أعلى، وضد المعايير البيئية في سلاسل التوريد العالمية. ان التقارب بين جماعة الضغط والحزب يضر بالديمقراطية والمناخ. وبصفته مجموعة لوبي بصبغة حزبية، يمارس المجلس انتقالا سلسا بين وظائف الحزب ووظائف اللوبي. ويمكن له أن يستخدم هذا الدور المزدوج لصالحه بعدة طرق: اسمه يمنح جماعة اللوبي الصورة الزائفة لهيئة حزبية. ويضمن لها مقعدا في اللجنة التنفيذية للحزب، ويتمتع بإمكانية الوصول المباشر إلى مركز السلطة الأعمق للحزب. وتعمل شخصيات قيادية في الاتحاد الديمقراطي المسيحي مثل نائب رئيس المجلس الاقتصادي، فريدريش ميرتس، دور بوابة ثانية على الحزب”.

المجلس الاقتصادي خارج “الشفافية”

وعلى الرغم من قربه من الحزب، إلا أن المجلس الاقتصادي، بصفته جمعية مهنية، لا يخضع لالتزامات الشفافية الملزمة للأحزاب. كما أنه يستفيد من المزايا الضريبية. يجب ألا يسمح لجماعة لوبي إبقاء تفاصيل تمويلها في الظلام، خاصة إذا كانت تمارس عمليا دور هيئة حزبية”.

ولهذا تطالب جمعية “الرقابة على اللوبي” الاتحاد الديمقراطي المسيحي بالحد من دور المجلس الاقتصادي في صفوفه، وعلى الحزب الفصل التام والنظيف بين نشاطات اللوبي وهياكله الحزبية، فلا مكان لجماعات اللوبي في قيادات الأحزاب. ان علاقة الحب السرية بين جماعة اللوبي والحزب تضر بالديمقراطية وتؤخر إجراءات إعادة بناء الاقتصاد وفق معايير قمة باريس للمناخ.

الاستطلاعات تحاصر حزب ميركل

إن رئيس المجلس الاقتصادي هو عضو استشاري في قيادة الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ونائبه القيادي في الحزب فريدريش ميرتس فشل في ثلاث محاولات خلال العقدين الأخيرين في الوصول الى زعامة الحزب، كانت الأولى امام الوزيرة القادمة من الشرق ميركل في اثر انهيار قيادة هلموت كول على اثر فضيحة التبرعات والحسابات غير الشرعية عام 1999، وآخرها قبل اشهر، والآن يحاول ميرتس الترشيح في انتخابات ايلول البرلمانية المقبلة، لكي يلعب دورا محوريا في كتلة الاتحاد المسيحي بشقيه في البرلمان الاتحادي.

ميركل خلفت حزبا يعاني من فضائج الفساد والتراجع بحسب استطلاعات الرأي.

********

شركات دولية مهتمة بإعادة إعمار مرفأ بيروت

بيروت ـ وكالات

بعد ثمانية أشهر على انفجار بيروت المروع، تتطلع شركات عالمية على وقع تنافس بين حكومات خارجية وتوقع استثمارات بمليارات الدولارات، الى مشروع إعادة اعمار المرفأ الذي دمّر بشكل شبه كامل. ويقول مدير مرفأ بيروت بالوكالة باسم قيسي، إن “الجميع مهتم بالمرفأ، الروس والصينيون والأتراك والفرنسيون واليوم الألمان. لكن الأمر لا يتخطى حتى الآن مجرد إعلان نوايا”.

ولم يُتخذ أي قرار بشأن المرفأ حتى الآن. ووفق قيسي فإن “إدارته تعمل حالياً على وضع خطة متكاملة جديدة تتضمن مشاريع عدة تتعلق بالسوق الحرة، والمستودعات والحاويات وغيرها”، على أن تتقدم بها فور جهوزيتها إلى مجلس الوزراء.

لكن شركات ألمانية استبقت الأمور، وأعلن ممثلون عنها من بيروت مشروعاً ضخماً تبلغ قيمته 30 مليار دولار لإعادة إعمار المرفأ والمناطق المتضررة في محيطه.

وتطمح الخطة التي تمتد على نحو 20 عاماً، إلى إبعاد غالبية أنشطة المرفأ عن وسط المدينة، وتحويل الأجزاء الأكثر تضرراً فيه إلى منطقة سكنية تضم شققا بأسعار مقبولة ومساحات خضراء وشواطئ.

وشكّل حجم المشروع المدعوم من الحكومة الألمانية، عامل مفاجأة لكثيرين وجدوا أنه يطمح لإعادة إعمار بيروت ولا مرفأها فقط.

كما وضعت شركة “سي أم أا - سي جي أم” الفرنسية العملاقة رؤيتها الخاصة أيضاً لمستقبل المرفأ.

وفي أيلول الماضي، رافق رئيس مجلس إدارة الشركة رودولف سعادة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الثانية إلى بيروت بعد الانفجار.

وقال المدير الإقليمي للشركة جو دقاق في تصريحات صحفية، تابعتها “طريق الشعب”، إن “الزيارة شكلت فرصة لتقديم مشروع متكامل من ثلاث مراحل، هدفه أولاً إعادة إعمار ما تدمر في المرفأ ثم توسيعه وتطويره إلى أن يتحول إلى مرفأ ذكي”.

وقدّرت الشركة كلفة المرحلتين الأولى والثانية بين 400 و600 مليون دولار، وفق دقاق الذي يقول إن شركته “ستموّل نصف الكلفة من أموالها الخاصة”، مشيراً إلى أن المشروع يلقى اهتمام “50 شركة ومؤسسة عالمية”.

*********

بالتزامن مع محكمة فلويد

الشرطة الامريكية تقتل مواطنا من اصحاب البشرة السوداء في مينيابوليس

متابعة ـ طريق الشعب

تظاهر عشرات المواطنين الامريكيين، مؤخراً، في مدينة مينيابوليس، بعد ان أطلقت الشرطة النار على رجل وأردته قتيلا، ما أثار اشتباكات بين مئات المتظاهرين وضباط الشرطة في المنطقة، بالتزامن مع محاكمة ديريك شوفين، قاتل جورج فلويد.

ووفقا لـ”نيويورك تايمز”، فإن الشرطة أطلقت النار على مواطن من اصحاب البشرة السمراء، عقب إيقافه سيارته في مكان يمنع فيه الوقوف، على بعد نحو 16 كيلومترا فقط من موقع وفاة جورج فلويد.

وتجمع مئات المواطنين أمام  مركز للشرطة في بروكلين سنتر، شمال غرب مينيابوليس، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتّجاه المتظاهرين.

مخالفة مرورية

وقالت والدة الشاب الذي قتل على أيدي الشرطة ويدعى داونت رايت (20 عاما) أمام حشد، أنه اتصل بها لإبلاغها بأنه تم توقيفه من قبل الشرطة. وأفادت كاتي رايت أنها سمعت عناصر الأمن يطلبون من نجلها ترك هاتفه المحمول قبل أن ينهي أحدهم المكالمة. وبعد وقت قصير، أبلغتها صديقته بأنه قتل بالرصاص.

وأكد مكتب التوقيف الجنائي التابع لمينيسوتا لوكالة الصحافة الفرنسية أنه “يحقق بشأن حادثة إطلاق نار مرتبطة بالشرطة” في بروكلين سنتر، لكنه رفض تحديد هوية الضحية.

ونشرت دائرة شرطة بروكلين سنتر، بيانا أكدت من خلاله أن العناصر طلبوا من السائق التوقف بسبب مخالفة مرورية. وعندما اكتشفوا وجود مذكرة بإلقاء القبض عليه أساسا، حاولوا توقيفه. لكنه عاد إلى سيارته، وقد أطلق أحد العناصر النار فأصيب السائق وتوفي فورا.

وبحسب البيان فإن راكبة كانت معه في السيارة تعرّضت “لإصابات لا تشكّل خطرا على حياتها”، ونقلت إلى مستشفى في المكان، دون أن يتم تحديد هويتها.

وأطلقت الشرطة طلقات غير قاتلة في محاولة لتفريق المحتجين، بحسب صحيفة “ستار تربيون”، وبعد نحو ساعة، تراجع وجود الشرطة وأضاء الحشد الشموع، وكتبوا رسائل على نحو “العدالة لداونت رايت” في الشارع.

ووصف رئيس بلدية مدينة بروكلين، مايك إليوت، إطلاق النار بأنه “مأساوياً”. وقال في تغريدة على منصة “تويتر”، “نطلب من المتظاهرين أن يحافظوا على السلمية. لا يتم التعامل مع الاحتجاجات السلمية بالقوة”. لكن اندلعت صدامات جديدة بعد وقت قصير من تجمّع مئات المتظاهرين خارج مقر شرطة بروكلين سنتر حيث استخدم الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريقهم.

احتجاجات واسعة 

وتشهد مينيابوليس احتجاجات منذ أيام بالتزامن مع محاكمة الضابط ديريك تشوفين الذي ضغط بركبته على رقبة الأميركي الأسود فلويد لما يقرب من 9 دقائق ما أسفر عن وفاته.

وأشعل قتل فلويد شهورا من الاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة، وأثار غضبا دوليا.

استقالة القتلة  

واستقالت الشرطية التي أطلقت الرصاص على الشاب، ليتبعها في ذلك قائد شرطة المدينة، الذي وصف عملية القتل في وقت سابق بأنها حادث؛ ما أجج الاضطرابات التي استمرت على مدار ليلتين.

وقال رئيس بلدية بروكلين سنتر، إن “الشرطية وقائدها تقدما بالاستقالة عقب يوم من تصريحات قائد الشرطة خلال إفادة صحفية قال فيها إن الشرطية التي قتلت دوانتي رايت، بدا أنها سحبت مسدسها بطريق الخطأ بدلا من الصاعق الكهربائي”.

وأضاف مايك إليوت رئيس بلدية بروكلين سنتر للصحفيين أن مجلس المدينة أصدر قرارا يطالب بفصل الاثنين، وهما قائد شرطة تيم جانون والشرطية المتسببة في الواقعة وهي كيم بوتر والتي خدمت على مدار 26 عاما، من العمل بالشرطة.

وأوضح قائلا “يحدوني الأمل أن يجلب هذا بعض الهدوء للمجتمع”، مضيفا أنه “لم يقبل بعد استقالة بوتر، تاركا الباب مفتوحا أمام فصلها”، مبيناً “اننا نريد أن نبعث برسالة للمجتمع بأننا نتعامل مع الموقف بجدية”.

وجاءت تلك الخطوة عقب احتجاجات واشتباكات بين المحتجين والشرطة على مدار ليلتين في بروكلين سنتر التي تشكل جزءا من منطقة تمر بتوتر شديد بسبب محاكمة ديريك شوفين، الشرطي السابق في منيابوليس والمتهم بقتل جورج فلويد في أيار من العام الماضي.

********

الصفحة السابعة

في ذكرى تأسيسه

اتحاد الطلبة العام: التعليم في خطر

بغداد ــ طريق الشعب

أصدر اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، بيانا لمناسبة الذكرى الـ73 لتأسيسه, حذر فيه من خطورة قضايا عدة، تخص الواقعين التعليمي والتربوي في البلاد.

مشاكل عديدة

وقال الاتحاد في بيان تلقت “طريق الشعب” نسخه منه, ان “الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، يقاسي مشاكل عديدة, بسبب اصرار الكتل السياسية الحاكمة على مواصلة نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، وإبعاد الكفاءات عن مواقع صنع القرار, ما تسبب في استعصاء الحلول وانتهاج سياسات اقتصادية، حملت المواطن مسؤولية فساد الطبقة الحاكمة، وسوء ادارتها لموارد البلد”, محذرا من “استمرار تجاهل مطالب المتظاهرين في توفير فرص العمل والخدمات، لكونها نابعة من معاناة حقيقية يعيشها اغلب ابناء شعبنا. ونؤكد ضرورة حماية السلم الاهلي والكف عن استهداف وملاحقة المحتجين من قبل المنتفعين من نظام المحاصصة المقيت”.

التربية والتعليم

واضاف البيان ان “الوضع في قطاعي التربية والتعليم ليس بمعزل عن الاوضاع المتردية التي يعانيها اغلب ابناء شعبنا, وبسبب سياسات الحكومات المتعاقبة، واهمالها هذه القطاعات الحيوية, وصل الحال الى تراجع كبير من التردي؛ فتلاميذ المدارس الابتدائية وخصوصا المراحل الاربعة الاولى، لم يتعلموا شيئا خلال السنتين الماضيتين، بسبب الاعتماد على نظام التعليم الالكتروني الذي اثبت فشله بسبب تطبيقه من دون دراسة وخطة واضحة, ما فاقم الامر بصورة كبيرة”.

وانتقد الاتحاد “الارباك الذي مرّت به وزارة التربية خلال اجراء الامتحانات التمهيدية، التي شهدت فوضى كبيرة من خلال الاخطاء في الاسئلة، وتبديل المراكز الامتحانية, مع تواصل مشكلة نقص المناهج الدراسية، وعدم توزيعها بشكل كامل على الطلبة, رغم ان المعلومات المتوفرة لدينا تفيد بأن مخازن الوزارة والمطابع يوجد فيها ما يُكفي الطلبة”, مبينا ان “مشكلة نقص المدارس تفاقمت ووصلت الحاجة فيها الى حدود 20 الف مدرسة”.

تفاقم المشاكل

واضاف البيان ان “اعتماد التعليم الالكتروني في الجامعات لم يمنع تفاقم المشاكل بسبب استمرار القرارات المتخبطة لوزارة التعليم العالي، وعدم حسمها موضوع آلية الامتحانات، التي شهدت اعتراضات كبيرة من قبل الطلبة، بأسلوب احتجاجي، للمطالبة بتوحيد آلية التدريس والامتحان”, مشيرا الى “تواصل التضييق على الطلبة من خلال ملاحقتهم بسبب التعبير عن آرائهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الاستفادة من تعليمات انضباط الطلبة سيّئة الصيت، التي ندعو الى تعديلها، لعدم انسجامها مع الواقع الحالي”.

تعديل الأجور

وبيّن الاتحاد انه “رغم قرار وزارة التعليم العالي بتخفيض الاجور الدراسية في التعليم الموازي والمسائي, التي اعتبرناها خطوة ايجابية لكنها بقيت منقوصة، كون الاجور ما زالت مرتفعة، في ظل الازمة الاقتصادية الكبيرة”, مؤكدا “ضرورة تعديل قانون التعليم الاهلي، وجعل قضية تحديد الاجور الدراسية من صلب عمل الوزارة، وعدم تركه لأهواء المستثمرين الذين نعلم ان اغلبهم هم من المتنفذين في القوى الحاكمة”.

التعليم الأهلي

وحول التعليم الأهلي في العراق، يعتقد الاتحاد “ضرورة مراجعة متطلبات المدارس والجامعات، والفائدة المتحققة منها، وعدم ترك طلبتها ضحايا لابتزاز اصحاب المشاريع الاستثمارية, خاصة ان العديد من هذه المدارس والجامعات هي باب من ابواب تمويل الاحزاب المتنفذة في البلاد”.

وذكّر الاتحاد وزارة التعليم العالي بـ”مشكلة الاقسام الداخلية والمناهج الدراسية القديمة، وطرق التدريس بالتلقين، وتهالك البنية التحتية وتراجعها”, منبها الى “عدم رؤية اية محاولة لتطوير الجامعات الا في حالات استثنائية، وبجهود الاساتذة، وفي حالات محدودة جدا”.

ودعا البيان “الوزارة الى حل عاجل بخصوص مطالبات الجامعات لطلبة الاقسام الداخلية بدفع اجور السكن في الاقسام، برغم انهم لم يسكنوها الا في فترة الامتحانات”.

المنحة الطلابية

وتطرق الاتحاد الى “ضرورة تطبيق قانون المنحة الطلابية, واعتماد نظام قبول عادل يحقق للطلبة جزءا من طموحاتهم الضائعة، نتيجة للسياسات الخاطئة, واعادة النظر في مخرجات التعليم، لتتناغم مع سوق العمل, مع ضرورة اشراك الطلبة والمنظمات الطلابية والاتحادات في اتخاذ اي قرار يخص الحياة التعليمية، وشؤون الطلبة”.

ورفض الاتحاد “محاولات الكتل السياسية جعل ملف التربية والتعليم ملفا انتخابيا، وربط قضية النجاح بالمكاسب الانتخابية”. كما حذر “من انتهاج هذا السلوك المضر بالعملية التربوية والتعليمية في البلاد”.

واختتم البيان بـ”تقديم التحايا للطلبة متمنيا لهم التوفيق والنجاح في حياتهم الدراسية”, مثمنا “جهود العمال في حماية الطلبة من اجل عقد مؤتمرهم الخالد الذي انبثقت عنه اول منظمة طلابية مهنية”.

********

رائد فهمي يهنئ اتحاد الطلبة العام في ذكرى تأسيسه

بغداد – طريق الشعب

وجه سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي تهنئة الى اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق في مناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيسه.

وقال الرفيق فهمي في تدوينة نشرها في “فيس بوك”، “نتوجه باحر التهاني لقيادة الاتحاد واعضائه ونستحضر في المناسبة الدور النضالي المشهود للاتحاد على الصعيدين الوطني والطلابي من اجل حياة طلابية حرة وتوفير ظروف افضل للطلبة والارتقاء بالواقع التعليمي والتربوي”.

وتابع “تشتد الحاجة الى دور فاعل تنظيمي وتوعوي للاتحاد وللتنظيمات الطلابية الديمقراطية في ظل تردي الواقع التعليمي ولا سيما التعليم العام مقابل تنامي التعليم الخاص وما يرافقه من ظواهر سلبية”.

واضاف “نشد على اياديهم، ونتمنى للاتحاد النجاحات لتعزيز دوره ومكانته وتأثيره في الوسط الطلابي”.

*******

لتحيا الذكرى 73

لتأسيس اتحاد الطلبة العام

في الجمهورية العراقية

د. بدر كاظم الجبوري

14  نيسان 1948 يوما” محفورا” في ضمير طلبة العراق الثوريين، و شعلة منيرة للطلبة في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل.

نعم انها الشعلة الوضائه التي تلت الوثبة التي اندلعت في 27 كانون الثاني من عام 1948 ، واسقطت معاهدة بورت سموث ، وكان العمال العراقيين قد فرضوا تنظيما” نقابيا” علنيا” في عام 1944 ولهم 16 نقابة في بغداد والمدن الجنوبية والوسطى العراقية . اما الطلبة فعقدوا  مؤتمرهم بحماية العمال ، اذ انعقد المؤتمر في ساحة السباع ببغداد بتاريخ 14 نيسان 1948 وهو المؤتمر التأسيسي لاتحاد الطلبة العراقي وحضر المؤتمر 200 مندوبا يمثلون 56 اعدادية ومعهد وكلية من اصل 71 مؤسسة تعليمية قائمة آنذاك .  وقد حضره الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ،منشدا قصيدته “يوم الشهيد”، التي خلدت شهداء الوثبة، ورفع شعاره المركزي ( في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل) ويضم الاتحاد في عضويته كافة الطلبة الراغبين بالعمل الطوعي في صفوفه بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية او القومية او الدينية. وضمت هذه المنظمة الطلابية المهنية شريحة واعية ومثقفة من الطلبة لتلعب الدور الفاعل في مجال الارتقاء بالعمل التربوي والمطلبي والمهني وغير الحكومي طيلة تاريخها المعمد بالتضحيات والشهداء.سقط الطلبة جعفر الجواهري(اخ الشاعر الكبير الجواهري)وقيس الآلوسي وشمران علوان في وثبة 1948 قبل ثلاثة اشهر من انعقاد المؤتمر!

 بعد ثورة 14 تموز المجيدة عقد المؤتمر الثاني للاتحاد في 16 شباط 1959 وحضره الزعيم عبد الكريم قاسم وكذلك الشاعر الكبير الجواهري ووزير المعارف ونقيب المعلمين وممثل عن اتحاد الطلاب العالمي. اسهم اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية في دعم ورعاية العمل التربوي بعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة الى جانب نقابة المعلمين والمؤسسات التربوية الحكومية،كما اكتسح اتحاد الطلبة العام الانتخابات الطلابية عام 1967 في بلادنا بتحقيقه 80% من مجموع اصوات الطلبة مما اضطر الحكومة لالغاء الانتخابات واعلان حملة ملاحقة شرسة ضد زميلات وزملاء الاتحاد، بينما ادى العمل المهني خلال سني البعث الشمولي(1968-2003) الى اضمحلال دوره الايجابي وتغييبه عن الساحة التربوية بسبب اصرار الدكتاتورية على الدور الاستئثاري المهيمن وتحويل هذا العمل الى رافد للتجسس المخابراتي ارتبطت قياداته بالأجهزة الأمنية والحزبية للنظام.

ان ما حل بالطالب العراقي في ال 30 عاما المنصرمة  من القرن المنصرم هو عن جهد واع وتصميم مسبق لسياسة الطغمة الحاكمة لتحويل ابناء الشعب الى قطيع من الأرقاء مغسولي الأدمغة والى بوق اعلامي تهريجي. لقد تآكلت المراكز الأكاديمية والتدريسية بعد ان اسهم الاتحاد اللأوطني لطلبة العراق(المنظمة الطلابية السلطوية التي تاسست بايعاز من المخابرات الاميركية عام 1961) في تحويل اللجان الطلابية في الكليات والمعاهد والمدارس الى اوكار للدعارة المخابراتية.

وبذل النظام البعثي (1968-2003)  السابق الجهد لتأطير السايكولوجية الطلابية بالقيم الزائفة للركوع امام الطاغية وخدمة مآرب الاسياد في النزعة الحربية، وغرس فيهم عقدة الذنب جراء استخدام الأسلحة الفتاكة لا لتهديد جيران العراق فحسب بل ضد الشعب العراقي والشعب الكردي، وليبقوا في هذا الشرك القاتل في سبيل تثبيت مواقعهم كشرذمة في معسكر اعداء الشعب.واسهم جهابذة الثقافة القومية البعثية ومع تفاقم دور الدولة القمعية  العراقية في قمع الشعب والابتلاع التدريجي لحقوق الانسان والمنظمات الاجتماعية والنقابية العراقية.

لازال التعليم في بلادنا يعمل على قاعدة الربحية، وبات التعليم المجاني الحر في خبر كان عبر الرسوم التعجيزية على كل المستويات ابتداءا من الكليات والمدارس المسائية،وبينما كانت الكتب والقرطاسية توزع مجانا اصبح على الطلبة دفع ثمنها اليوم. وتشكل المصاريف الجديدة عبئا ثقيلا على أكتاف الفقراء والمعدمين!.الوضع الدراسي مشوب بالمخاطر والانفلات الامني والمزايدات والطائفيات والعنصريات والجهويات الفئوية الضيقة والمناهج الدراسية المشوشة والمغلقة غبر القابلة للتطور والعطاء والموضوعية وقبول الافكار العلمية والجدل العلمي.الوضع الدراسي مشوب بالمؤسسات والمعلمين والمدرسين والاساتذة والطلاب الذين يصفقون و يهرجون للمشروع الطائفي واساليب العنف والتهديد والابتزاز والفكر الرجعي الديني .

يبقى 14 نيسان مضيئا في عقول ووجدان طلبة العراق بقدر ما يكون مبعث فخر الشعب العراقي  نقف اجلالا واكبارا امام تلك التضحيات الجسام التي قدمها الطلبة في طريق الحرية والانعتاق والخلاص من الانظمة الدكتاتورية على مدى تاريخ عراقنا الحديث.

المجد والخلود لشهداء الحركة الطلابية والشبابية العراقية المناضلة.

**********

في مناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لميلاد اتحاد الطلبة العام

داود أمين

في الرابع عشر من نيسان عام ١٩٤٨، وفي ساحة السباع الشهيرة وسط بغداد ولد التنظيم الطلابي الأول في العراق (اتحاد الطلبة العام) بحضور جماهيري واسع سمته الرئيسية هم اليساريون العراقيون، ومنذ ذلك التأريخ قبل ثلاثة وسبعين عاماً وهذا التنظيم الطلابي الجسور الذي ضم عشرات ألوف الطلبة يواصل نضاله الصعب في صفوف الطلبة مقدماً مئات الشهداء منذ العهد الملكي للعهود التي تلته.

وكان لواء المنتفك أو محافظة ذي قار، كما سمي فيما بعد ومركزها الناصرية واحداً من المراكز الرئيسية لنشاط الاتحاد، خصوصاً بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، إذ تم إفتاح مقر الاتحاد الطلابي وسط المدينة، قرب حديقة غازي، وكان من نشطائه عبد الرزاق شناوة وحسن علي التركي وعزيز السيد جاسم وعدنان ملة عمران وعمران رشيد وغيرهم، وقدم خلال سنواته الاولى مختلف النشاطات الفنية والرياضية والجماهيرية، ولكن انقلاب ٨ شباط عام ١٩٦٣ الدموي، أجهض تلك النشاطات، وزج ناشطيه في السجون والمعتقلات.

وفي السبعينات وبعد قيام ما سمي بالجبهة الوطنية عاود الطلبة اليساريون نشاطهم الطلابي المستقل بعيداً عن الاتحاد الوطني لطلبة العراق التابع للبعث، فاكتسح التنظيم الطلابي (اتحاد الطلبة) الساحة الطلابية اكتساحا ساحقاً، رغم كل الاجراءات الإرهابية والقمعية التي مارسها الاتحاد السلطوي وأجهزة الدولة القمعية الأخرى.

فيما يلي مقابلة لعنصرين من نشطاء الاتحاد في تلك الفترة هما الرفيقان عباس حسن وأمير أمين لإضاءة بعض جوانب تلك التجربة.

كان سؤالي الاول لهما هو: في السبعينات برز دور اتحاد الطلبة بوضوح، وربما القول إنه اكتسح الساحة الطلابية في محافظة ذي قار، مع وجود اتحاد خاص بالطلبة لحزب البعث، ما هو تفسيرك لذلك، وبم تعلل اتساع جماهيرية الاتحاد؟

يجيب الزميل عباس حسن قائلاً : نعم اتسع نشاط اتحاد الطلبة العام في المحافظة، وكاد ان يشكل نسبة تزيد عن ٨٠ بالمئة من طلبة المحافظة، وأهم ميزة كانت فيه هي دقة التنظيم ورصانته وصلابة قياداته التي تشكلت مثلما يتشكل تنظيم الحزب الشيوعي العراقي(حشع)  وقريب من هرميته ، ويعزى التصاق الطلبة باتحادهم إلى تمسك الشباب في مرحلة المراهقة بشخصيتهم والاستماتة بالتمسك بمعتقداتهم، ولما كان للحزب الشيوعي من تأثير طاغ على الساحة الاجتماعية في تلك الفترة، فإن الاتحاد الطلابي هو الأقرب له، وقيادته من رفاق الحزب وأكثرهم يتثقف بالمفاهيم الماركسية، ونهاية كل كادر متقدم في الاتحاد هي الانتماء للحزب، اما اتحاد السلطة  فهو مقترن بالبعث المنبوذ اجتماعياً، والمنتمون له في الغالب هم من الطلبة القادمين من الريف ! ومن المهتمين بمصلحتهم الشخصية كالقبول في الكليات المخصصة للطلبة البعثيين وبالذات كلية التربية والكلية العسكرية وكلية الشرطة، وكذلك قبولهم في الاقسام الداخلية.

الزميل أمير أمين أجاب على نفس السؤال قائلاً: برز اتحاد الطلبة العام في العراق بنشاط متميز في جميع محافظات العراق في بداية السبعينات ولحين تجميده، أو حله بالتلويح بالقوة من قبل أجهزة النظام المقبور أواخر عام ١٩٧٥، وجاء هذا النشاط من خلال الجهادية العالية والحماس الكبير الذي تميز به الاتحاديون ومن الجنسين، أي الطلاب والطالبات، بحيث اكتسح الساحات الطلابية والشبابية وخاصة في مدينة الناصرية، ترافقاً مع اجواء الجبهة الوطنية وتحالف الحزبين الشيوعي والبعث، وغض النظر المؤقت عن عمل الاتحاد، الذي اتاح له الفرصة للتوسع الافقي والعمودي، وانتشار تنظيماته بشكل مذهل ويصعب السيطرة عليه، وكانت السلطة واجهزتها تراقب هذا النشاط بدقة، وتعد العدة لإجهاضه بأية وسيلة ممكنة لكنها لم تستطع قمعه بالسجون والتعذيب والطرق البوليسية المعروفة، بسبب أوضاع الجبهة والتحالف، فقامت بالضغط لتجميده ونجحت في ذلك، وبالمقابل كانت عناصر الاتحاد الوطني وعلى الرغم من المغريات التي تقدمها للطلبة تفشل دائماً في عملية كسب الطلبة وتوسيع تنظيماتها، وكان الطالب يخجل من اقرانه حينما ينتمي للاتحاد الوطني التابع للسلطة، فكانوا هؤلاء يحسون بالعزلة والاحتقار من الآخرين، بينما كانت تنظيمات اتحادنا تتعاظم في جميع الثانويات والمعاهد وبشكل صارخ، وكان طلابنا من النخبة المثقفة والمحبوبة في مدارسهم وفي داخل المدينة، بينما نرى أن اغلب المنتمين للاتحاد الوطني كانوا من ابناء الارياف المعزولين عن أي نشاط ثقافي او اجتماعي، وبصراحة كنا نعاني من توسع تنظيماتنا بهذا الشكل الذي يصعب السيطرة  عليه، لكن الأمور هكذا تسير في تلك الحقبة.

اما سؤالي الثاني فكان: اتذكر جيداً بروز دور الرفيق الفقيد (حميد مهلهل) في قيادة الاتحاد في المحافظة فترة السبعينات، إلى جانب عدد من الكوادر الطلابية الاخرى، هل تتذكر أبرز مميزات الرفيق الفقيد؟ كما برز الرفاق صبار نعيم وشقيقه على مستوى قيادة اتحاد العراق وهما كانا من تنظيمات الناصرية، واستشهدا ببطولة بعد ذلك، هل تتذكر نشاطهما في المدينة؟

يجيب الزميل عباس حسن قائلاً : برز الرفيق حميد مهلهل بمهامه من خلال انضباطه التنظيمي أولاً وصموده عند الاعتقال، حينما تعرض له وكان معه آنذاك الرفيق خلف جابر  ووحيد لغيوي وفيصل عبد الغفار وبعده الرفيق صبار نعيم، وقد عملت مع الاثنين، وكان الرفيق صبار ذا مقدرة تنظيمية ومقبولية بين الطلبة لهدوئه وسعة معلوماته، وكان مسؤولنا حينذاك الفقيد حميد مهلهل فهو سكرتير المحافظة، التي تتكون من ممثل لكل قضاء من اقضية المحافظة، وانا ترحلت إلى السكرتارية لأكون مسؤولاً عن مدينة الناصرية، بعدما كان مسؤولها الشهيد صبار نعيم، الذي غادر إلى بغداد ليصبح ممثل الطلبة الشيوعيين العلني في كلية التربية، أما شقيقه الشهيد جبار نعيم فلم تكن لي علاقة تنظيمية معه، انما صداقة فقط، ومن البنات كانت الرفيقات عواطف داود ومريم حيال وغيرهن من انشط الطالبات،  وبعد ذهاب الرفيق حميد مهلهل للدراسة في معهد المعلمين في البصرة، استلمت سكرتارية المحافظة واستلم الرفيق طه سلمان مسؤولية مدينة  الناصرية، واصبحت عضواً في ( مكتب الدباس ) وهو مكتب كان يقوم بالأشراف على الاتحاد في المنطقة الجنوبية، والتي تضم محافظات البصرة والعمارة وذي قار ، وكان مسؤولنا في بغداد الرفيق مهند البراك، وهناك التقيت بالشهيد صبار نعيم، وقد استمر عملي في هذا الموقع لمدة سنة،  بعدها نجحت وقبلت في المعهد الزراعي الفني في ابو غريب، وانتهت علاقتي باتحاد الطلبة الذي تعرض فيما بعد للحل.

الرفيق أمير أمين يجيب على نفس السؤال قائلاً: انا في الحقيقة لم أعمل بشكل مباشر مع الرفيق حميد مهلهل حيث لما تم تقديمي إلى مكتب وهيئة سكرتارية محافظة ذي قار، كان مسؤول السكرتارية الزميل عباس حسن وبعده استلمها الزميل طه سلمان، لكني عملت في اللجنة الحزبية القيادية في المحافظة، وكان أحد اعضائها الرفيق حميد مهلهل، الذي امتاز  بثقافة جيدة ووعي سياسي متطور، بالإضافة لكونه من العناصر الجهادية والمبدئية في العمل، فكان دائم الحضور وينشط ويحرك اجواء الاجتماعات بالنقاش الحيوي، وكان لديه حماس جيد جداً بالعمل، وعلاقاته مع رفاقه كانت جيدة، ويعامل معهم بمودة واحترام، ويبدي مساعدة لأي رفيق يحتاج اليها.

اما سؤالي الثالث فكان: ما هو دور اتحاد الطلبة الان، اي منذ سقوط النظام، مع علمي ان ليس هناك اتحاد طلابي منافس، بمعنى ان اتحادنا هو الوحيد صاحب التاريخ الطويل والتجارب الغنية؟

وقد اجاب الرفيق عباس حسن قائلاً:

عند سقوط النظام كنت من سكنة الحلة، وتوجهت للعمل الحزبي من أول يوم وساهمت مع الرفاق في افتتاح مقر الحزب في الحلة، عموماً شكلنا التنظيم بما فيه الاتحاد الطلابي، وكان واسعاً ووحيداً، لكن جرى اتباع نفس الاساليب السابقة في التنظيم، في الوقت الذي يعيش فيه الشباب ثورة التواصل، وعلى الرغم من ذلك ساهمنا بعقد مؤتمره المتجدد واضافة بعض المفاهيم المتجددة والمقترحة من الطلبة الشيوعيين، وكانت شكلية تخص التسمية وزيادة افق النشاطات الاجتماعية والمهنية، لكنها لا تتناسب والتطورات الاجتماعية السريعة والمعقدة، ولم نترك المساحة الواسعة  والاستقلالية في رسم سياسة الاتحاد للطلبة انفسهم ، اي انه استنساخ لما سبق، وللأسف كانت هناك اختيارات غير موفقة تدخلت بها الذاتية واحياناً المحسوبية، مما سرع  في ضعفه بعد أن تنامى بشكل واسع، لذلك أدعو لتوفير الاجواء الثقافية وبروح وطنية وتسهيل الاطلاع على المفاهيم المدنية، كما يجب فسح المجال للطلبة لاختيار طرقهم في التواصل والتنظيم، وعدم فرض صيغ قديمة، ومساعدتهم  بتوفير اجواء  اللقاءات  الامنة  ودعمهم  مادياً بالمستطاع ، والابتعاد  عن اسلوب التعليم الابوي المتسلط، والتأكيد على الاختلاط  وهو مفروض بحكم شبكة التواصل الاجتماعي، كذلك توفير  المسارح وامكنة العروض الفنية، بدون التدخل بمضامينها.

**********

الصفحة الثامنة

خوف من التصويت الخاص واغتيال أصوات الخارج

علي كريم

من إفرازات ونتائج انتفاضة تشرين الباسلة، كانت انتخابات مبكرة عادلة يسبقها قانون انتخابي عادل، وفي  ظل الاستعدادات الجارية لتنظيم الانتخابات أعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية، عدم فتح صناديق الاقتراع للمغتربين والمقيمين خارج البلاد، بسبب معوقات فنية ومالية وقانونية وصحية، وفي بيان لها صرحت من خلاله أنها واجهت معوقات من بينها إكمال عملية تسجيل الناخبين العراقيين في الخارج “بايومتريا” وهي عملية تحتاج إلى نحو مائة وستين يوما في الظروف المثالية، بينما المدة المتبقية لا تكفي للانتهاء من عمليات التسجيل وفقا للبيان. كما أضافت وزارة الخارجية في بيان لها، انها تعتذر عن إجراء عملية التسجيل والاقتراع في السفارات والقنصليات العراقية لاستحالة إقامتها في المرحلة الراهنة، ولهذه الدورة الانتخابية، كما أن عملية فتح حسابات جارية باسم مكاتب المفوضية في خارج العراق، تتطلب موافقات أمنية ومالية من تلك الدول، إضافة الى وقت كاف. وجاء في البيان أن إجراء العملية الانتخابية في أماكن غير خاضعة للسيادة العراقية، يجعلها خاضعة لقوانين تلك الدول، ولا ولاية للقضاء العراقي على المخالفات والتجاوزات التي قد تحصل خلال إجراء العملية الانتخابية، وأن إرسال موظفي المفوضية إلى دول أخرى في ظل الظروف الصحية الحرجة المتمثلة بانتشار جائحة كورونا، يعرض سلامتهم إلى الخطر.

وهنا نتساءل ما المقصود بالأماكن غير الخاضعة للسيادة العراقية، والخاضعة لقوانين تلك الدول ولا ولاية للقضاء العراقي عليها؟ وكيف إذن كانت تجري الانتخابات قبل انتفاضة تشرين وجائحة كورونا في خارج الوطن؟ وقانون الانتخابات رقم 9 لعام 2020 في المادة رقم ( 1 ) تعرف وتنص على الاتي: الناخب المهجر: العراقي الذي جرى تهجيره من مكان اقامته الدائم الى مكان اخر خارج العراق لأي سبب كان. وبقرارات وزارة الخارجية والمفوضية بالغاء التصويت للناخبين في خارج البلاد، سيتم حرمان ملايين العراقيين من حق التصويت.

إن حق الانتخابات والمشاركة فيها مكفول  دستوريا، بغض النظر عن تواجد المواطنين سواء كانوا في خارج الوطن أم كانوا في داخله. وكان الأجدر بمفوضية الانتخابات ووزارة الخارجية العمل مبكرا والتهيئة لاسيما وإن حكومة الكاظمي من أولويات وواجبات عملها هو تهيئة الأرضية الكاملة للانتخابات المبكرة. وفي مقابل كل هذا نطرح إشكالية التصويت الخاص بقوى الأمن والمعتقلين في السجون، وحسب تعريف قانون الانتخابات رقم 9 لعام 2020 لمحطة الاقتراع: المكان الذي تعيّنه المفوضية ضمن مركز الانتخاب لتصويت الناخبين الذي يستوعب عدداً من الناخبين، تحددهم المفوضية (وهنا التعريف القانوني يؤكد حق المشاركة في الانتخابات لصالح تشكيلات القوات المسلحة الجيش العراقي وتشكيلاته والعسكريين العاملين في وزارة الدفاع والاجهزة الأمنية وجهاز مكافحة الارهاب وهيأة الحشد الشعبي والبيشمركة ووزارة الداخلية الاتحادية وتشكيلاتها ووزارة داخلية الاقليم ومنتسبي الاجهزة الأمنية، جهاز المخابرات الوطني العراقي ومستشارية الامن الوطني وجهاز الامن الوطني وأية دوائر او تشكيلات تابعة لها. وهنا لا بد من وقفة وطرح سؤال في غاية الأهمية، وهو لمن ولاءات وميول تلك التشكيلات الأمنية؟ أليس من الأجدر إبعادهم عن العملية السياسية ولضمان حيادية تلك الأجهزة الأمنية؟ نعم، هم مواطنون ولا نريد أن نشكك في وطنيتهم أبدا، لكن على القانون أن يضمن حقهم الانتخابي بعد خروجهم من الخدمة بتلك الأجهزة، أي عندما يصبحون مواطنين مدنيين، وكما هو معروف هناك امتدادات سياسية لأذرع مسلحة لبعض تلك التشكيلات المشار إليها في هذا التعريف، علما أنه يحق لأكثر من مليون منتسب في قوى الأمن الداخلي والجيش والشرطة والحشد الشعبي والأجهزة الأمنية المتنوعة المشاركة في الاقتراع. كما هناك تخوف من الاقتراع الذي سيحصل في السجون، هل سنضمن عدم ممارسة ضغوط ومساومات عليهم، حتى ينتخبوا هذا أو ذاك؟ فمن الأجدر الغاء التصويت الخاص والعمل بالحق المكفول دستوريا للعراقيين في خارج الوطن.

**********

لا انتخابات نزيهة تحت تهديد السلاح

منعم جابر

الكل يتحدث عن مطالب انتفاضة تشرين وأثرها في الشارع العراقي وكيف أنها استطاعت ان تؤسس لثقافة جديدة ولمستقبل واعد، بفعل حركة الجيل الجديد، وبناء المجتمع وفقا لتوجهات جديدة تم بناؤها في مرحلة ما بعد النظام الدكتاتوري الشمولي الذي حكم الوطن لما يقرب من أربعة عقود عجاف ذاق الشعب والوطن أمر العذابات والأساليب البربرية والطغيان بقيادة حزب واحد وطاغية واحد، لا بل عائلة واحدة.

وجاء التغيير في 2003 بعد انتظار طويل وصعب وقاس، وكان الأمل كبيراً بما حدث، ولكن التغيير حصل بالحرب والاحتلال وكنا نعرف أن الثمن باهض لهذا الاحتلال، وجاء المحتل يحمل أجندته المحملة بحسابات كبيرة، حيث نشر وساهم بزراعة الطائفية والعرقية والإثنية والعشائرية والمناطقية، وغابت عن الجماهير الهوية الوطنية العراقية لتجد العراقيين كل يدعو لعشيرته ولقوميته ومذهبه ودينه ومحافظته، وحصل التشرذم والتشتت والضياع.

لكن ثوار تشرين بيقظتهم عرفوا لعبة السياسة (القذرة) وليس السياسة (الشريفة) والوطنية، فخرجوا وقدموا مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين، وما زالوا يقدمون في كل ساحات العز والشرف، وخاصة في محافظاتنا العزيزة الناصرية والبصرة وواسط وغيرها، حيث تقدم الجماهير صورة بطولية فذة ورجولة ما بعدها رجولة فاقت التصور، لجماهير تتراقص أمام الرصاص الحي، فهؤلاء أبناء ذي قار يهتفون بوجه (عصابات) القتل والترويع (ذي قار ابنج عايف روحه) وكانت مطالبهم تؤكد على الحرب على الفاسدين واسقاطهم، وانتخابات نزيهة، وكشف قتلة المتظاهرين، ولا سلاح بيد المليشيات، بل حصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى مطالب أخرى..

وهنا نصل إلى بيت القصيد الذي هو أجراء الانتخابات في تشرين الأول من هذا العام، وكيف تجري الانتخابات؟

السلاح والتهديد لا يسمح بانتخابات حرة

ثوار تشرين حققوا انتصارا بإجراء انتخابات مبكرة لأنهم يرون أن إجراءها يعني التغيير المتوقع في أعلى سلطة تشريعية وإن تحقق ذلك فسيخدم الشعب والعملية السياسية لأنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى صعود وجوه شابة جديدة مؤمنة بالتغيير، إضافة إلى تغيير في الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة وانتهاء عمليات التزوير، لكن الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء الكاظمي ما زالت بعيدة المنال ولم يتحقق منها شيء، وهنا نركز على السلاح المنفلت والتهديد به والاستقواء على من لا سلاح له.

واليوم نجد أن البعض ممن يحمل سلاحاً ويهدد به وقد يستخدمه في ساعات قادمة ويلوح به في ساعات (الشدة)، وهنا نجد أن الانتخابات تعني اختيار من تؤمن به الجماهير صالحاً لخدمتها وترفض المتسلطين والفاسدين. أما وجود هذه المليشيات المسلحة فيعني غياب حرية الاختيار وأنصار الساعين لإحداث تغييرات جذرية في مؤسسة الدولة العراقية. وكذلك نجد أن البعض يدعو إلى رفض الرقابة الدولية والإشراف الاممي ويعتبرها تدخلا بالعملية الانتخابية، بينما الكثير من بلدان العالم تجدها فرصة لتأكيد نزاهة انتخاباتها.

لا مشاركة في الانتخابات تحت التهديد

الكثير من الشخصيات الوطنية والمشاركون في انتفاضة تشرين أكدوا على أن المشاركة في الانتخابات هي فرصة ذهبية لإصلاح الحال، لكنهم أكدوا رفضهم للمشاركة والتصويت تحت التهديد، لأن هذه الفرصة ستذهب كما ذهبت الفرص السابقة.

على هذا الأساس نجد أن على رئيس الوزراء الكاظمي أن يكون جاداً في نزع السلاح من حامليه بشكل غير قانوني لأن السلاح يجب أن يحصر بيد الدولة، فالتجربة الجديدة ستذهب كسابقاتها إذا بقي السلاح منفلتاً لا تحكمه القوانين والأنظمة، وبهذا ستكون الدولة في مهب الريح.

إن توافر الشروط والضوابط لانتخابات نزيهة وعادلة تعكس بأمانة وعدالة الرأي الحر للناخب، وهنا لا بد ان ندعو لتوفر مستلزمات عدة منها:

- توفر منظومة انتخابية عادلة تضمن النزاهة والاستقلالية.

- توفر قانون ونظام انتخابي عادل ومفوضية مستقلة.

- ضمان إشراف وطني ودولي أممي على الانتخابات.

- وضع ضوابط وآليات لمنع التزوير.

- التطبيق الجاد لقانون الأحزاب وحظر مشاركة الأحزاب التي لديها أذرع مسلحة.

هذه الشروط والضوابط تضمن نزاهة الانتخابات وعدالتها.

********

فراريه اليوم وفراريه أمس

عبد جعفر

يذكر جيلي الرعب الذي خلقته لنا مفارز الانضباط العسكري أصحاب النطاق الأبيض، فقد كان الجميع من الشباب يخاف مخالبهم سواء من هرب من الخدمة العسكرية أو من كان قد سهى عن حمل هويته أو فقدها، ولن تنفعه أية توسلات أو تبريرات يثبت بها أنه غير هارب من الخدمة.  ويذكر أن نظام الجيش العراقي السابق مبني على التعامل مع الجنود بطريقة تهدر إنسانيتهم وكرامتهم، وكثيرا ما زج بهم في حروب لا ناقة لهم ولا جمل، مما دفع الكثير إلى الهروب من الخدمة. وكل الذين يمسكهم الانضباط العسكري، يرسلون إلى (الكرنتينه) في الحارثية في بغداد أو المعتقلات المماثلة لها في المحافظات. وقبل أن يصلوا إلى المعتقل يجري سحبهم في الشوارع والناس تنظر إليهم بين متعاطف أو شامت وهم مقيدو اليدين بالإصفاد كأي بهيمة تجر للذبح.

 (الفراريه) من الجنود يرسلون إلى وحداتهم لينالوا عقابهم. وفي فترة الحرب كانوا كثيرا ما يعدمون وقد سمح لمنظمات البعث في المناطق اعدامهم من دون الرجوع إلى المحاكم.

 أما من كان غير مشمول بالخدمة العسكرية أو غير ملزم بها فيبقى في (الكرنتينه) إذا لم يجد ما يكفله ويقدم أوراقه الثبوتية، كي يتعفن ويأكل (الجرب) جلده. اما (فراريه) اليوم هم (انضباطية) أمس ولكن في رتب ومقامات عالية، ويتحركون ويصولون بالعلن، ولديهم العشرات من (الكرينتنات) السرية والعلنية قد عدت لنا نحن -المطاردين- لهم. ويبدون غير مهتمين لهروبهم من وجه العدالة رغم جرائمهم وفسادهم الذي يزكم الأنوف.

ولكن من المفرح هو قيام خمسة عوائل عراقية بتقديم دعوى ضد عادل عبد المهدي أمام إحدى المحاكم الفرنسية في باريس تتهمه بجرائم ضد الإنسانية وتعذيب وإخفاء قسري خلال تظاهرات تشرين عام 2019 بحكم كونه يملك جوازا فرنسيا.

وهذا شيء يدعونا لرفع الدعاوى امام القضاء المحلي والدولي لمحاكمة (الفراريه) الأخرين ممن ساهموا بسقوط الموصل ومجازر سبايكر، ومذبحة جسر الأمة، ومجازر الحرب الطائفية، والمشاريع الوهمية وتهريب الأموال وتغول المليشيات المسلحة خارج نطاق الدولة، وسراق المال العام وغيرها من الجرائم. وأن غدا لناظره قريب!

*******

المؤتمر التأسيسي الأول

إجازة الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية

أحمد القصير

في منتصف عام ١٩٥٩ تدخل وزير الداخلية بتكليف من الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، وطلب الاتفاق على تقديم طلب موحد يجمع بين الشيوعيين والحزب الوطني الديمقراطي وحزب البارت، أي بقائمة إئتلافية لإجازة الاتحاد.. وبناء عليه وتقديراً للظروف السائدة، تم تشكيل الهيئة المؤسسة للاتحاد العام من ٢٧ شخصاً. وهم:

كاظم فرهود كاظم، فيصل مشهد، فاهم فرهود، كاظم جاسم، إبراهيم عباس، فارس رحيم، عابدين أحمد، جمال جلال، عبدالله صالح، عبدالمحسن يوسف، عبد الواحد كرم، بدر المعيدي، جاسم محمد، لطيف عبد، حسن مصطفى، حسن طه، نايف الحسن، كاظم حسن آل ذرب، ردام گيطان، عراك الزگم، خضير صگر الفندي، سيد حميد السيد كاظم، رشيد حاج عباس، حسن عبدالله العساف، داود حرش السلمان، أحمد ملا قادر، محمد رشيد.

انتخب المؤتمر الأول الذي عقد يوم ١٥ نيسان/ ١٩٥٩ كاظم فرهود كاظم رئيساً للاتحاد.

وقد أجابت الداخلية..

إلى طالبي تأسيس الإتحاد العام للجمعيات الفلاحية السادة: كاظم فرهود وعراك الزگم واحمد ملا قادر ورفاقهم

الموضوع/ تأسيس الإتحاد العام

بمقتضى المادة السادسة من القانون رقم ٧٨ لسنة ١٩٥٩ تم تأسيس الإتحاد.

لم يعش هذا الائتلاف الثلاثي كثيراً. وفشل كتجربة أولى في العمل الديمقراطي من الناحيتين السياسية والعملية. فقبل يوم واحد من إجازة الاتحاد العام، أي في١٩٥٩/٥/٢٠ جمد الحزب الوطني الديمقراطي نشاطهِ السياسي، بالاتفاق والتفاهم مع الزعيم عبد الكريم قاسم. وقد صرح محمد حديد، ثاني شخصية في الحزب “مبرراً قرار التجميد”.

ومن ثم أيد الزعيم عبد الكريم أقوال محمد حديد بتصريحهِ وقولهِ: “.. أنا في الوقت الحاضر لا أشجع قيام الأحزاب. فترة الإنتقال تعني عدم وجود الأحزاب. وإنني وافقت على قرار الحزب الوطني الديمقراطي؛ وإنهُ ينسجم مع تفكيري..”.

فبدلاً من رفع راية النضال وتشديد الكفاح من أجل حقوق الشعب، فاجأت هذه الاحزاب الرأي العام بقرارات تجميد نشاطها... وتخيّب آمال جماهيرها.

وانسحب ممثلو الحزب الوطني الديمقراطي باستثناء “نايف الحسن” الذي لم يكن مؤيداً لتجميد نشاط الحزب ولم يؤيد فكرة الانسحاب ومعارضة الانتخابات، أجاز الاتحاد اكثر من ثلاثة آلاف جمعية فلاحية في كافة أنحاء الوطن. خلال فترة قصيرة، وبدورها نهضت الجمعيات بإسناد وإنجاز الإصلاح الزراعي. وساعدت الكثير من الفلاحين على الحصول على أراضي بالمقاطعات والأماكن الشاغرة التي كانت بحاجة إلى فلاحين، ووزعت الهويات.

لكن عمل الاتحاد اصطدم بعقبات ومعاكسات ومقاومة متشددة من قبل الأعداء التقليديين، والتيارات السياسية العاملة ضد الشيوعية وضد الحركة الديمقراطية. وفي الأساس كان حجم المقاومة والعقبات من جانب أجهزة السلطة أكبر وأشد. إن جهاز الدولة البيروقراطي والقمع كان منفلتاً وعنيفاً في استغلال الظروف ضد الشعب وحركته الديمقراطية. بعد إنسحاب الوطني الديمقراطي، جرى تشكيل مركز ثاني يعمل بإسم الجمعيات الفلاحية، ويحظى بدعم الحكومة، الأمر الذي يعتبر خرقاً للقانون ودليلاً على تشجيع الفرقة والإنقسام، ومع إن المركز الإنشقاقي اقتصر نشاطهِ عاى التحريض المتواصل ضد الإتحاد العام، وتعبئة العناصر والفئات المناوئة للشيوعية، إلا إنه لم يفلح بكسب المعركة إلا بعد أن شُرع القانون الجديد للجمعيات الفلاحية الرقم ١٣٩ لسنة ١٩٥٩ والذي ألغى القانون رقم ٧٨ لسنة ١٩٥٩ وبموجبهِ، أُنيطت صلاحية إجازة الجمعيات الفلاحية بوزارة الداخلية او من تخولها من متصرفيات الألوية، بعد أن كانت إجازة الجمعيات بموجب قانون ٧٨ لسنة ١٩٥٩ من صلاحية الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية.

وكان لهذا القانون الجديد رقم ١٣٩ أثر رجعي؛ إذ ألغى كافة الجمعيات التي أجازها الاتحاد العام. ومُنحت إجازات جديدة، كانت نسبتها اكثر من ٩٠ في المئة للوطني الديمقراطي.

*************

ما الذي يجري في العراق؟!

جواد وادي

تتناسل في رؤوسنا الأسئلة يوما بعد آخر، دون أن نجد لها أجوبة، أو حلولا تقترب من الأجوبة، والملفات المعقدة تتشابك بشكل سريالي، ولا من سبيلٍ لاتخاذ إجراءات تبسُط هيبة الدولة وسلطة القانون، والعديد من أصحاب القرار، يدّعون بأنهم يسعون لفرض سلطة الدولة، فلم نلمس، لا حضورا للدولة ولا مؤشرات تدلل لسلطة البلاد، ليبقى الحبل على الجرار، والأبواب مشرعة لكل من هب ودب ليبرز عضلاته ويستعرض قدراته الاستفزازية  بشكل لا ينم على أن الفصائل العراقية المسلحة لا تعير ادنى اهتمام لهيبة الدولة وهي في الحقيقة، هيبة للمواطن وهيبة للشعب وهيبة للقوانين، وقبل كل شيء هيبة للعراق، اذا ما ارادت تلك الفصائل والعشائر والقوى المسلحة أن تفتخر بوطن آمن ومستقر ويحظى باحترام المجتمع الدولي لتشعر تلك القوى المدججة بشتى أنواع الأسلحة والتي تعتبر تحدٍ حقيقي للناس والبلاد والاستقرار الذي ينشده مجتمع ما زال يعاني من مجازر اعتى نظام فاشي، زج الأبرياء في حروب ومغامرات وكوارث، ما زال العراقيون يئنون من فواجعها، ليأتي خطر انتشار الأسلحة المنفلتة والخارجة عن سيطرة الدولة والقوانين التي ينبغي أن تكون هي الفيصل في استتباب الأمن والاستقرار للنهوض بالمجتمع العراقي الذي يعاني من شتى أنواع الكوارث نحو الشعور بالأمن والخروج من مسلسل الحروب والمذابح وقرقعة الأسلحة للانتقال  المواطنة الحقيقية، احتراما لتاريخ وحضارة وماضي عريق لوطن أسمه عراق.

فما الذي جرى لهؤلاء المواطنين المنتمين لفصائل لا تفكّر إلا بمصالحها وليست سوى أدوات لأجندات خارجية، لا تريد الخير للعراق ولا لأهله ولا لأبنائهم وعوائلهم، هم أنفسهم، لقاء ماذا؟ هذا ما لا يدركه فهم من يتابع مثل هذه المظاهر المخيفة.

فهل المواطنة والانتماء لتراب الوطن عادت مجرد هواء في شبك وفبركات من أجل تمرير المنافع الشخصية والنزوع البغيض للوطن؟ والعراق بأمس الحاجة لأبنائه، سيما الشباب منهم، لإعادة بنائه ووقوفه من جديد بتحد وهيبة ومباهاة أمام بلدان العالم، أم أن النوازع الذاتية والمصالح الشخصية والمنافع الزائلة وغياب الوعي ومحدودية المعرفة والمصالح المادية والانحياز المدمر للأجنبي، تغلّبت على مرؤة المواطن العراقي الذي تركناه في نهاية السبعينات من اشد المدافعين والحريصين على سيادة البلد والاستعداد التام للدفاع عنه وترخيص الغالي والنفيس وتقديم التضحيات للحفاظ على شموخ العراق وبقائه متسيّدا لقراره الحر المستقل، وذا هيبة تخشاها وتحترمها كل دول المعمورة.

قبل أن يزج المعتوه صدام ذلك الصبي عقلا والأبله تفكيرا والبلطجي سلوكا وهو يلملم ثلة من التافهين والأغبياء وعديمي الأهلية والجهلة، البلاد الى المهالك، ويوزع عليهم المناصب العليا وسلطة القرارات المصيرية وتوجيه البلاد ومستقبل أبنائه الى مغامرات قاتلة أحرقت كل شيء وعادوا جميعا كمن تلك التي (لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي) حتى أنهم لم ينالوا على قلة من المقابر التي تليق بالموتى. وهكذا انتقلت البلاد من شموخها الذي كان يحسب له ألف حساب الى أفقر وأجهل واشد تراجعا مخيفا بسبب تلك المغامرات الغبية، بالأمس القريب ويومنا الراهن، فهل اتّعظت القوى السياسية الحالية من دروس الماضي القريب؟ أم أن الامتيازات واموال السحت الحرام والكراسي المهترئة وفخفخة السلطة، اعمت عيونهم وحالت بين حكمة العقل وتفاهة المنافع الزائلة والمواقف المدمرة عاجلاً أم آجلاً؟ سيما أن ثورة تشرين لم يخمد وهجها وهي على شفا بركان ممكن أن ينفجر غضبا في أية لحظة، والشواهد في مواصلة الاحتجاجات في المحافظات المنتفضة وغضب الشباب الثائر يتصاعد، والأحزاب والكتل وقوى الخراب قد ادارت ظهرها لما يجري اعتقادا منها بان الخطر الداهم من ثورة تشرين المباركة وثوارها الأبطال قد انتهى، لنقول لهم أن ثورة الشعب سوف لن تنطفئ جذوة اوارها ما دام مسلسل الفساد والطائفية والمحاصصة وانتشار الفساد بشكل مخيف وانتشار الفصائل المسلحة التي تصول وتجول دون رادع، وغيرها من مظاهر اللا دولة، كلها زلازل ستهز عروشهم، فلا يغرنهم هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة والذي سيطيح بعروشهم، والدروس والعبر قريبة جدا من نحورهم إن كانوا يفقهون.

نحن نريد من الشباب المسلح المغرر بهم تحت اية ذريعة أن يعودوا لرجاحة العقل ووشيجة الانتماء للوطن والتفكير بمستقبل أبنائهم بالابتعاد عن المهاترات وتغليب القوة الفارغة وبروز العضلات على الانتماء للوطن والانصياع لأجندات أجنبية والتي لا تريد الخير لهم ولأبنائهم ولبلدهم، ولا نريدهم أن يعضّوا أصابع الندم لأفعال ستقضي عليهم قبل غيرهم وتجعلهم وقودا لحروب الآخرين، لتلتهم النيران كل شيء، قبل فوات الآوان.

إننا بحكم فارق العمر وتراكم التجربة وسعة الوعي المعرفي ورجاحة العقل، نوصي وبمحبة وصدق، شبابنا المنخرط في فصائل ستكون وبالا عليهم، أن يتّعظوا ويعودوا لرشدهم ويبتعدوا عن العواطف المزيفة ويفكّروا بمستقبل أبنائهم ومن اجل وطنهم وشعبهم الذي لا يريد المصادمات لأبناء الوطن الواحد وبالتالي يخسر الجميع كل شيء ويضيع الوطن، خيمتهم وملاذهم الوحيد، وليكونوا على بيّنة بأن الجميع ممن يدفعهم لهذه الفوضى وهذا التحدي الذي لا موجب له، إن في الوطن أو خارجه، سيتخلى عنهم ما أن تنتفي الحاجة لاستغلالهم كأدوات لتنفيذ اجنداتهم، وسيبقون وحيدين وفاقدي الأمل في الخروج من المحنة التي يسعون الآن لزج أنفسهم فيها دون موجب، لا وطني ولا ديني ولا اخلاقي.

وقد اعذر من أنذر

**********

الصفحة التاسعة

في الذكرى الثالثة للثورة

هل جنت المرأة السودانية ثمار تضحياتها؟

مزدلفة عثمان

يسود إجماع واسع وسط السودانيات والنخب، وكل من كان يرصد حراك الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس عمر البشير في نيسان 2019، بأن السودانية لم تحصد أي ثمار توازي التضحيات الجسام التي قدمتها على مدى 5 أشهر قادت خلالها آلاف النساء والشابات احتجاجات الشوارع الطويلة وتعرضن تبعا لذلك الى الاعتقال والمطاردات ولم يسلمن من الضرب والتنكيل والتحرش.

وفي الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يتحدث في ولاية جنوب كردفان ظهر أول أمس الخميس معترفا بأن تمثيل المرأة في السلطة لا يزال دون الطموح، كانت مئات النسوة يجبن شوارع الخرطوم مطالبات بإصلاح القوانين ومنددات بالدعوات لضربهن في الشوارع بسبب الزي غير اللائق في نظر البعض.

مطالبات بتفعيل نص القانون الملغى

وكانت دعوات تسيدت مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأسبوع الماضي تحرض على جلد كل من لا ترتدي زيا محتشما، وهو عين ما كان يتم تحت ستار قانون النظام العام الذي تم الغاؤه بعد الثورة، وعززت تلك الدعوات مطالبات مدير شرطة ولاية الخرطوم بتفعيل نص القانون الملغي مما أثار بوجهه موجة متعاظمة من الغضب أثمرت عن إقالة المسؤول الشرطي من منصبه.

وللتعبير عن حجم السخط على الطريقة التي تتعامل بها الحكومة الانتقالية مع قضايا المرأة والاستمرار في وضعها بحالة الانتظار، تنادت تجمعات نسوية لإسماع اصواتهن لأعلى الجهات القانونية، فكان 8 نيسان موعدا لتسليم مذكرة للجهات العدلية متضمنة مجموعة مطالب، وللمفارقة فإن الموكب النسوي وأثناء طريقه الطويل من وزارة العدل إلى النيابة العامة تعرضت فيه عديد من المشاركات للتحرش فلم يترددن باللجوء إلى القانون وتدوين بلاغات ضد الفاعلين.

البيان النسوي

وتطالب النسوة في مذكرتهن المعنونة (البيان النسوي) بضرورة مشاركة النساء في كافة مستويات الحكم بالمناصفة على الأقل، وتعديل قانون الانتخابات للسماح للنساء بالترشح بالإنابة عن مجتمعاتهن وليس فقط ضمن القوائم النسوية، مع ضمان مشاركة النساء الفاعلة في مباحثات السلام، وإعداد الترتيبات الأمنية وآليات العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية.

ودعين لإزالة كافة العقبات التي تحد من المشاركة السياسية الفاعلة للنساء، بما في ذلك ضمان المساواة داخل الأسرة وإلغاء كافة القوانين والسياسات التمييزية بما في ذلك قانون الأحوال الشخصية، القانون الجنائي، قانون العمل، وسن تشريعات وسياسات تجرم التمييز القائم على النوع، وطالبن كذلك بمساواة النساء أمام المحاكم والاعتراف بالشهادة الكاملة في القضايا الجنائية.

المساواة النوعية

كما دعين إلى اعتماد مرجعية المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بالمساواة النوعية في كافة التعديلات والإصلاحات القانونية والسياسية، مع ضمان أمن وسلامة النساء والفتيات في الفضاء العام والخاص، بتشكيل نيابات ومحاكم متخصصة في التعامل مع العنف القائم على النوع.

ومن بين المطالب كذلك إصلاح منظومة إنفاذ القانون والقضاء لضمان سيادة حكم القانون وبناء مؤسسات عدلية تلبي التطلعات للعدالة، وتحترم الحقوق والحريات والتنوع الثقافي والديني والنوعي والإثني.

إقصاء النساء

وتؤكد الصحفية المدافعة عن قضايا المرأة عائشة السماني للجزيرة نت إن النساء لم يحصدن ولو واحد في المائة من مقدار التضحية التي قدمنها طوال 30 عاما في مواجهة حملات التنكيل المستمرة التي كان يمارسها قادة النظام المعزول. وتشير إلى أنه برغم تعهدات الحكومة بإشراك النساء في صنع القرار فإن ذلك لم يحدث، لسيطرة “الفكر الذكوري” كما أن الخطاب الديني “السلفي المتشدد” أيضا لا يزال مسيطرا ويعمل على تكبيل حرية المرأة. وترى عائشة أن الإرادة السياسية غير متوافرة لدى قادة الحكومة الانتقالية لمساندة قضايا النساء والتوقيع على اتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة “سيداو” والتي تحمى النساء من عنف كثيف يطالهن باستمرار.

بطاقة تنافس

وتصف هالة الكارب المديرة الإقليمي لشبكة المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الأفريقي (صيحة) أحوال النساء ما بعد الثورة بالمحزن جدا.

وتضيف للجزيرة نت “مع الأسف مشاركة النساء ودعمهن للتغيير لم تحظ بأي تقدير من مجموعة النخب التي تولت الحكم في السودان، ورغم ادعاءات الحكومة الانتقالية في المحافل الدولية وغيرها أنها بصدد القيام بتغييرات جذرية حول أوضاع النساء والفتيات في السودان فإنها تجاهلت أوضاعهن داخليا”.

وبحسب المسؤولة الإقليمية فإن الحكومة تعطي القوى “الظلامية” الضوء الأخضر للتعدي وانتهاك حقوق النساء دون أن تحركا ساكنا.

وتنتقد الكارب بشدة إهمال الحكومة الانتقالية لأوضاع النساء في دارفور بعد أن بات الاغتصاب أمرا اعتياديا على غرار عهد البشير الذي أدانته المحكمة الجنائية بسبب حزمة انتهاكات بينها جرائم الاغتصاب بحكم وجوده على رأس الدولة، ثم تردف “ما الذي يجعلنا لا ندين الحكومة الانتقالية الحالية بذات الجرم لأنهم أيضا جالسون في أعلى السلطة دون فعل شيء لوقف الجرائم المنظمة والعنف الذي تواجهه النساء”.

مسؤولية الأحزاب

وتحمل القيادية في حزب المؤتمر السوداني هنادي الصديق القوى السياسية مسؤولية الإخفاق في تمثيل النساء بالقدر المتفق عليه في الوثائق المكتوبة حيث يفترض أن تصل نسبة المشاركة في هياكل الحكم إلى 40 في المائة، وهو ما جانبه الواقع في كل تكوينات الحكومة الانتقالية التي أعقبت الثورة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

“الجزيرة” – 10 نيسان 2021

*******

أصحاب المليارات كسبوا خمسة تريليونات دولار أثناء الجائحة

أضاف أصحاب المليارات على مستوى العالم أكثر من خمسة تريليونات دولار إلى ثرواتهم في العام الماضي، فبلغت ثروة أغنى 2755 شخصاً على كوكب الأرض أكثر من 13 تريليون دولار.

وسجلت تلك القائمة التي تجمعها مجلة «فوربس» سنوياً، نمواً بلغ نحو 30 في المئة، بالمقارنة مع قائمة نشرت قبل سنة واحدة، ما شكل زيادة بـ660 شخصاً وصولاً إلى قائمة تضم 2755 مليارديراً. ويعد 86 في المئة منهم اليوم أكثر ثراءً مما كانوه قبل سنة واحدة، في بداية الأزمة الصحية العالمية وتداعياتها الاقتصادية التي تركت ملايين كثيرة من دون عمل في الأشهر التي تلت ضربتها.

وحل مجدداً على رأس القائمة مؤسس «أمازون» ورئيسها التنفيذي المنتهية ولايته، جيف بيزوس، المقدرة ثروته بأكثر من 177 مليار دولار، تلاه الرئيس التنفيذي لشركة «تيسلا»، إيلون ماسك، بثروة صافية سجلت 151 مليار دولار.

وفي عام 1987، حيث بدأت «فوربس»تنشر تصنيفها السنوي، بلغ مجموع ثروات أصحاب المليارات على مستوى العالم أكثر من 295 مليار دولار. وعلى مدى العقود التالية من الزمن، نمت ثروتهم الصافية بأكثر من 44 ضعفاً.

وكان أغنى رجل في العالم عام 1987 هو يوشياكي تسوتسومي من «مجموعة سيبو للسكك الحديد» الذي بلغت ثروته الصافية 20 مليار دولار.

وتضم أميركا 724 مليارديراً. ويأتي من الولايات المتحدة ثمانية من الأشخاص العشرة الأكثر ثراءً في العالم، وهم السيد بيزوس، والسيد إيلون ماسك، والسيد بيل غيتس، والمستثمر وارن بافيت، ومارك زوكربرغ من «فيسبوك»، والرئيس التنفيذي لـ»أوراكل» لاري إليسون، ولاري بايج وسيرغي برين من «غوغل»، اللذين جمعا ثروة مشتركة بلغت 728.5 مليار دولار.

وفي ملمح بارز، جاء ارتفاع الثروات بين أكثر الناس ثراءً في الولايات المتحدة، عبر سنة من البطالة الجماعية وخسارة المداخيل أثرت في حوالى نصف الأسر الأميركية.

وفي وضع مغاير، عانى أكثر من 40 مليون أميركي البطالة والتوقف عن العمل في غضون الأشهر الأولى من انتشار الجائحة، وأفاد أربعة من كل 10 أميركيين تقريباً عن آثار مالية ناجمة عن فقدان وظيفة أو مدخول أثناء أزمة الصحة العامة، وفق استطلاع أجرته «أسوشيتد برس- نورك سنتر».

والشهر الماضي، أفاد «مكتب إحصاءات العمل» بأن ما يقرب من 2.4 مليون أميركي، أي حوالى ربع مجموع الأميركيين العاطلين من العمل، هم من دون عمل منذ 52 أسبوعاً أو أكثر.

وكذلك من المرجح أن ينمو هذا الرقم. إذ لا تشمل الصورة الأخيرة بعض العاملين، أو الأشخاص الذين يستقيلون من وظائفهم لأسباب صحية أو أسباب أخرى، أو ارتفاع الطلب على إعانات البطالة في أواخر آذار 2020.

وفي الاتجاه نفسه، يلاحظ إن الجائحة عجلت بدلاً من ذلك في اتجاهات النمو بين أكثر الأسر ثراءً. فقد توصل تقرير صادر في 2021 عن «معهد دراسات السياسة» إلى أن المكافآت في «وول ستريت» ازدادت بأكثر من 1200 في المئة في الوقت الذي نشرت «فوربس» القائمة السنوية بأصحاب المليارات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«اندبندنت عربية» – 12 نيسان 2021

********

صحفيو تونس يرفضون محاولات النهضة إخضاع وسائل الإعلام

تشهد الساحة الإعلامية في تونس حالة من الغليان بسبب ما اعتبره الصحفيون محاولات من حركة النهضة لإخضاع وسائل الإعلام العمومية، ودفعها إلى “تلميع” مصالح حكومة هشام المشيشي والحزام الداعم لها والمتكون أساسا من حركة النهضة وذراعها ائتلاف الكرامة وحليفها الحالي حزب قلب تونس.

وأعلن العاملون في وكالة تونس إفريقيا للأنباء، وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، الدخول في إضراب عام في حال لم تتراجع الحكومة عن تعيين أحد المقربين من حركة النهضة في منصب المدير العام للمؤسسة، معتبرين أن تعيينه يأتي في إطار مساعي الحزب الإخواني للتأثير على الخط التحريري لوكالة الأنباء الرسمية وتوجيهه لصالح حركة النهضة.

وكان العاملون في وكالة تونس إفريقيا للأنباء قد دخلوا في اعتصام مفتوح منذ السادس من نيسان الجاري معبرين عن “رفضهم القاطع لهذ التعيين السياسي الحزبي المفضوح الذي يهدد بجدية استقلالية الوكالة كمرفق عمومي”، وفق نص بيان مشترك صادر عن نقابة الصحفين ونقابة الإعلام اللتين تدعمان التحركات الاحتجاجية لصحفيي وموظفي وكالة الأنباء.

ودعا المحتجون في وكالة الأنباء الرسمية، منظمات المجتمع المدني وكل القوى الحية المؤمنة بحرية الصحافة والتعبير وحق المواطن في إعلام حر ومستقل، إلى الوقوف إلى جانب الوكالة الوطنية في هذا الظرف الصعب، الذي تسعى فيه كيانات سياسية للسيطرة على الإعلام.

حالة تململ

ويشهد قطاع الصحافة والإعلام في تونس، في الأسابيع الأخيرة، حالة تململ بسبب مضايقات حركة النهضة وحلفائها التي تنوعت بين الخطابات العنيفة الموجهة ضد الصحفيين والاعتداء أثناء العمل الميداني ومحاولات السيطرة تحريريا عبر تعيينات موالية على رأس إدارات المؤسسات الإعلامية.

ويعرف الرأي العام في تونس محاولات حركة النهضة منذ سنوات تكوين جبهة إعلامية تدعمها وتروج لأطروحاتها عبر ضخ أموال طائلة لإنشاء محطات تلفزيونية وإذاعات ومواقع موالية لها، واستقطاب عدد من المحللين والمعلقين وحتى الصحفيين لترويج خطابات تخدمها.

وتتجه النهضة، اليوم، عبر بوابة حكومة المشيشي إلى التمكن من التعيينات على رأس مؤسسات الإعلام العامة، وهو ما يعتبره مراقبون استعدادا من الحزب المحسوب على تيار الإخوان لمعارك قادمة مع رئيس الجمهورية قيس سعيد وتحسبا للمحطات الإنتخابية القادمة.

بيان إدانة

في غضون ذلك، وقعت 37 جمعية ومنظمة من بينها رابطة حقوق الإنسان، بيان إدانة لمحاولات السيطرة على قطاع الإعلام عبر التعيينات واعتبرتها خطة لفرض سيطرة الأحزاب الحاكمة على الإعلام العمومي الذي يمول من دافعي الضرائب.

ودعا منتدى الحقوق الإقتصادية والاجتماعية، الحكومة إلى التراجع عن التعيين في وكالة الأنباء الرسمية وعدم تمكين الأحزاب من الهيمنة على الإعلام العمومي.

وأفاد عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، القاضي عمر الوسلاتي، بأن إدارة مؤسسات الإعلام العمومية يجب أن تراعي معايير مهنية وتقوم على أساس التطوير ووضع الأهداف والمشاريع، وبأن تدخل السلطة السياسية في الإعلام لا يحترم الديمقراطية ويعطل عمل المؤسسات ويؤثر على جودة المضامين الإعلامية.

 وأضاف أن حركة النهضة تحاول “تدجين” الإعلام من أجل معركة انتخابية قادمة وقد سبق أن أورد تقرير لدائرة المحاسبات معطيات عن توظيفها الإعلام للتسويق السياسي، من أجل الوصول للحكم دون أن تخدم قضايا المجتمع الحقيقية طيلة سنوات حكمها العشر.

وتعد أزمة وكالة تونس إفريقيا للأنباء جزء من معركة مستمرة تقودها حركة النهضة لتطويع الصحافة، أسلحتها الضغط عبر الإعلانات و التمويلات أو حملات التشهير وخطابات العنف التي تقودها لجانها الإلكترونية عبر منصات التوصل الاجتماعي، وفي محاولة لإسكات الأصوات المعارضة لسياستها من جهة وخلق أذرع إعلامية للترويج لها من جهة أخرى.

يذكر أن صحيفة “الأنوار” المستقلة تعرضت، مؤخرا، لسلسة من الضغوط وحملات التحريض بعد نشرها تحقيقا كشف عن حجم ثروة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ومصادرها المتأتية من تهريب السلاح وأنشطة مشبوهة، وقد تراجعت الصحيفة عن نشر الجزء الثاني من التحقيق بعد هذه الضغوط في انتظار بت القضاء في خصومتها مع الغنوشي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“سكاي نيوز” – 11 نيسان 2021

********

الصفحة العاشرة

فضاء شعبي

توظيف المثل في النص الشعري الشعبي

علوان السلمان

يشكل التراث الشعبي بكل مكوناته(العادات والتقاليد والامثال والاغاني الشعبية المكتنزة بدلالاتها المقصودة عالما فاعلا ومؤثرا في الوجود الاجتماعي.. مشكلا ذاكرة ونافذة مشرعة على الوجود الانساني والمتغيرات الحضارية.. حتى صار مادة يتكىء عليها الشعراء لبناء نصوصهم جماليا.. فيستحضرون الامثال منها ويوظفونها فنيا ودلاليا في البناء النصي الشعري ليضفي عليها قدرة تأثيرية وادهاشية..كونه يكشف بمضمونه الذي يمس الحياة المجتمعية بكل اطيافها بجمله المكثفة وايجاز عباراته المعبرة عن حدث واقعي تناقلته الافواه شفاها..حتى صار جزء من حياتها اليومية..فضلا عن انه يكشف عن ثقافة معرفية في الموروث الذي يستدعيه المنتج(الشاعر) ليكون حاضرا داخل البيئة الشعرية.. كونه يحمل بعدا دالا سواء أكان فكريا او تاريخيا لعلاقة معاصرة تشبهها  واستدعائها فكريا من جذورها التراثية لتضمينها في نصوص الشعراء المعاصرين تضمينا هادفا مكملا لعوالم النص ومقتربا بمضمونه الانساني..اضافة الى اضفائه ضربة جمالية مستفزة لذات المستهلك(المتلقي)..كما في قول الشاعر ثائر عبدالحق..

مرات احزن من صحيح..

مرات افرح من صحيح..

مرات اذب روحي اعله بابك

مرات اتسله بغيابك

مرات اعوفك..استريح

يكولون..لو جتك الريح

سد باب دارك وستريح

وقول الشاعر عبود الكرخي.. الذي يكشف عن طبقية حادة..

ناس تاكل بالدجاج   

وناس تتلكه العجاج

وقول الشاعر جودة التميمي متمردا على واقع مهزوم..مترد...

لو صادف بدربك نهر

اعبر ولا تمشي شهر

فالنصوص تستدعي التراث الشعبي مركزة على المثل كدعامة لتأكيد دلالة النص وتأصيل فكرته واضفاء مسحة جمالية تراثية على صياغته وتراكيبه الجاذبة..الدالة على عمق التجربة من خلال حضور المتداول اليومي من اللغة شفاها لانه جزء من الحياة الاجتماعية..فضلا عن توظيف الرموز التاريخية والدينية ودلاتها بالفاظ موحية معبرة عن رؤية انسانية تكشف عنها ابعاد التجربة الشعرية بلهجتها وتعابيرها العامية ..التي تتراقص على شفاه عامة الناس..حتى ان بعض الشعراء اخذوا يسيارون الفصيح من القول..كما في قول الشاعر نصر بن احمد بن نصر البصري الذي يقول:

الى الماء يسعى من  يغص بلقمة

الى اين يسعى من يغص بماء؟

فيجاريه الشاعر الشعبي عبدالسادة الكصاد بقوله:

امجنح ما شله بالدمع بلماي

ولا عندي رفيج اشترك بلماي

الزاد البيه اغص يندفع بلماي

امن اغص بلماي كلي شلون بيه

وقول آخر:

صبري اعله صبر ايوب زاد وتعده

وزاد الصبر طاكات وتعده حده

من كل هذا يتضح مدى اهتمام المنتج(الشاعر) بالموروث المتداول..فيكشف عن وعيه بقيمته التاريخية وعمقه المعرفي  الكامن في الوجدان الشعبي..

********

«وجوه على الشط»

للشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي

ريسان الخزعلي

(1)

عبد الرحمن الأبنودي، شاعر العاميّة المصريّة، يحتل مكانه الشعري في مقدمة مشهد الشعر الشعبي المصري، ويُشكّل مع الشاعرين  أحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين ثلاثيّاً متميزاً. وكان للشعراء الثلاثة دور بارز في التفاعل مع تحولات الشعرية العربية منذ الأربعينيات ؛ وقد إنعكس هذا الدور في تطوير القصيدة الشعبية المصرية بعد أن كانت الأزجال هي الصيغة الشعرية المتوارثة.

أصدر الشاعر أعمالاً عدّة، من بينها : الأرض والعيال، الزحمه، عمّاليات، جوابات حراجي القط، الفصول، أحمد سماعين، أنا والناس، بعد التحية والسلام، وجوه على الشط.

إن َّ ما يُميز تجربة الأبنودي انحيازه الطبقي للناس المهمّشين في المجتمع المصري، وهذا الإنحياز تعكسه حتى عناوين مجاميعه الشعرية بعد أن كانت القصائد متوناً مشتعلة بهذا الإنحياز، مماجعل الإلتفات إليه، شعراً وقصائدَ غناء، أن يأخذ مساحة واسعة من الإهتمام، ليس على صعيد مصر فحسب، بل على مستوى ً عربي.

(2)

في مجموعة (وجوه على الشط) يتعمّق ادراك الشاعر لقضية الإنسان وتضحياته من أجل الحياة والحرية، وهكذا يُفصح عن هذا الإدرك بدءاً من الإهداء :  إلى أحمد أبو الدقون، فلّاح لايعرف العالم عنه شيئاً، إصطادته الدانه وهو على شجرة مشمش. وإلى عمّي ابراهيم أب زعزوع الذي مات في أرض الهجرة.

وكما هو الإهداء، فقد جاء  معظم عناوين القصائد يحمل الأسماء المحليّة  أيضاً :  ابراهيم أبو العيون، فتحيّة أب زعزوع، محمد عبد المولى، أُم علي، علي أب سلمى، سيد طه، الحاج أب سلمى، علي أبو العيون، عبد الرحمن عبد المولى.

إن َّ الشاعر هنا، يتفاعل مع محليته بإنصات، ولم يرد ْ أن يرى الوجوه في مراياها، بل أرادها في مرأى ً آخر، ألا وهو الشط، وكأنه في مشهد ٍ (نرسيسي)، حيث تصح حقيقة الوجوه من دون تجميل.

(3)

في الموقف الفني، تميل قصائد الشاعر إلى الطول والإسهاب في الوصف والشرح والتفاصيل، كما أنها تبدو نثرية ً  حكائيّة ً لا يشدّها أيُّ رابط ٍ إيقاعي / وزني على الأعم، والأمر يرتبط طبعاً بطبيعة عروض الشعر الشعبي المصري التي قد لا ترتكز على عروض الشعر العربي كما الحال مع الشعر الشعبي العراقي ؛ غير أن َّ معظم القصائد تأخذ  شكل البناء الحديث للشعر، متحررة من القافية الواحدة، والأشطر فيها متناوبة الطول  :

في الصيف.. في الليل

تهب النسمه من الشرق

يميل النخل.. يطقطق.. ورق المشمش في الأغصان

عمّي ابراهيم نايم  برّه البيت..على دكّه قدّام الباب

هادي البال اللي ابيكره ريحة الأحزان

كلبه ابينبح ع الحيط وقمر سهران

جاي متكوّر م البرد اللي ف سينا أم القلب المتعوّر أم البال السكران

صلّى..وكَل.. وارتاح

بكره يوم البصلات والتفاح

بس ع الله الضرب يكون هادي ومعقول...

.....،

النموذج الشعري هذا، يكاد يكون هو الشكل العام لقصائد مجموعة (وجوه على الشط)..، وهو شكل جديد على الشعرية الشعبية المصرية قبل تجارب الشاعر وجيله من المجددين، ولو أولى الشاعر اهتماما ً فنيّاً من حيث التركيز والإختزال وتجاوز اسلوب الحكاية  إلى حد ٍ مناسب، لأوجد َ نموجاً متقدماً يرتبط به وبشعريته.

وحين يقتصد الشاعر بإستطالات الأبيات الشعرية، ويحكم دلالة كل بيت، ويختزل الحكاية، فإن َّ القصيدة تجيئ متماسكة، خالية من الإستطراد الممل :

بيّاع الدندرمه

اللي العصريّه بيزمّر ويفوت

م اليوم مش حيفوت

ولا حينادي على المنجه ولا التوت

زي ما كل الناس بتموت

بيّاع الدندرمه يا جمالات

مات

عدّى الموسم

وشجرة النبق اتخضّت

والتكعيبه عرف سكّتها الموت...

......،

في (وجوه على الشط) ثمّة قصائد تتشاغل بموضوعات تتعدى  المناخ المحلي إلى مناخ أبعد وأوسع، حيث الهم الإنساني التضامني، قصيدة (فيتنام) إنموذجاً، وفيها يُثير الأسئلة والتعجّب بوجه المحتل، وقد جاءت لفظة فيتنام بنطق ٍ صعيدي – فيتمان  :

فيتمان.. فيتمان.. فيتمان

يعني احنا ورق خبيزه.. وناس فيتمان خلفة شيطان..؟!

مش ناس زيّنا طالعه في الرمل وفي الريح..؟

مش نابتين زيّنا في طين الزرع..؟

...،

الوجوه في هذه المجموعة لا تمحوها مياه الشط، فهي ظلال راكدة في ذات الشاعر تكشفها  دلالة قوله :

أحلى ما يعمل إنسان في حياته.. يا ولدي يزرع ظِل....

*********

من ديوان قصائد للوطن والناس

هلا بك

كاظم الرويعي

ياهلا بك .. ياهلا بك

ماوكف غيم اعله نورك ..

ولانبت غش اعله بابك

يانهار الدنيه يانخوة اصحابك

ياهلا بك

بيك سر محد يعرفه ..

شماكبر عمرك يرد بيك الشباب

ياهلا بك .. ياهلا بك

مره شفتك مزهريه ..

عطشوها !

اونبع بيهه العطش جوري وجلنار

او مره شفتك بندقيه ..

كسروها

ونبع بيها الكسر ثوار اوشرار

وانت انت ابكل ارض للمنفي دار

وانت للطيب درع ..

اوعادة - الليلو – يتدرع بالمحار

ياهلا بك .. ياهلا بك

يـ الملايين المشانق .. كسرتها على اركابك

يـ الملايين المعاقل .. هدمتها من عذابك

ياعظيم ..

ياخبز ياعيد ياثوب اليتيم

يغلط احساب الخشيم ..

وانت مايغلط احسابك

ياهلا بك .. ياهلا بك

تدري المن تسد بابك..

وتدري المن تفك بابك

يا ...

ياهلا بك

************

تراجيد

كامل الركابي

مترطِّب وي الرطب

متفتَّح وي الورد

متربّع اعله العرش

حسنَك

 رهافة عطر متجذّره

 وي الهرش

نهرين يجرن سوه

 ابروحك

واحسها ابعطش

رجفن ادين النجم

من غيبتك

وارتعش

ماچان يدرك زمن:

من سن الاربعطعش

وجهك حزن قافله

متروبه

تحمل نعش !

********

قصيدة لميلاد الحزب

ناظم السماوي

الگمر منطي اسم سيد الكياسه

الحزب ..

طيعه مميز من اساسه

رسم خطوة فجر من صُبح آذار

ومن فكرة (فهد) فصل قياسه

الحزب خده ورد ينثر نفانيف

وغبش صبح النده من خده باسه

تره طبع اليحب من عشگه معروف

يذوب العطر من شهگة انفاسه

وحبينه الحزب حب المجانين

وعّلم حب الجنون أصبح دراسه

شوصفك يا حزب .. تحتار الأوصاف

اذا انوصفك ذهب تزعل الماسه

الحزب ... يا ناس عدنه الشمس والماي

اليزور الحزب يعرف طبع ناسه

الحزب مو مثل وعاظ السلاطين

ياخذ شوره

من سوگ النخاسه

الحزب..

صاحب قضيه وعنده تاريخ

وّبياض الشيب تاريخ أعله راسه

الحزب (لگمة) شرف وبحلگ جوعان

وتاريخ الشرف عنده قداسه

********

بستان طول الوطن

رحيم الغالبي

(- امشي وكول اوصلت والكنطرة بعيده....!!)*

    يذياب * هذا الدرب ...غيره فلا ريده

    شامخ وأمين ...

    وجزه ثمانين ..من عيده

    و ورود ريل وحمد.. وجكليت من عرسه

    عفيه .. جسر هالجسد ، مثل الحصى.. منمرد

    رغم العثر والغلط ...

    باقي يظل حسه

    طول الوطن ، فصّلت

    ثوب احمر ألعرسه

    هلهللت بيه البنات

    وظلّت الخرسه

    ....

    نفسه اليسب الورد ..نفس الوجه

    . . نفسه ..!!!

    مرّت ايام المحن . . واتحمل النكسة

    شايل صخرنه ابجبل

    سييزيف – واتحسه

    وكلمن –سبوس الجرش - ريح التجي اتكنسه

    ماله جذر بالارض

    حتى ولو......

    الاّ بارض نجسه

    هي الشمس واحده

    واللي خلق هالارض ..

    تبقى الشمس شمسه

    ونته شمسنه..الحزب..تاريخ أمه وشعب

    ماصرت خبزة ابحلك ،

    واللي يمضغك حقد ....

    صدّكني كل الصدك

    هم ينكسر ضرسه

    بس عدنه احنه السمع

    وافواهم خرسه….!!!

    .......

    لولينه الهم طفل

    ماغفت عين الحقد

    واشراع عدنه صعد...

    اهتز صحيح ...

    و خذل الموج بينه

    او وصمد

    من ريحهم شرسه

    وسنين عشنه بسعد

    و أسنينهم انتهت...

    بالمزبله وتعسه...

    ياروحي

    مثل الثيل تمشي اعله سمعة ماي

    والطير حط عالسطح

    من سمع مني الناي

    فرحت و اجت بالسمه

    طيور شالت غصن ، ومنهن تغني اوياي

    هو العمر لافته

    ..بشارع ضمير ، اسمك

    احتار وين انرسم كون انته وياي

    ....... بوسه اعله كد رسمك

    ياعيني كون الوطن...

    بستان

    بستان كون الوطن ...

    مو كاع صبخة وقهر بيه تلعب الفيران

    وناعور ساكت...

    اسف

    وتحركه الثيران

    ايوصل الماي ... الجبل

    بيه ريحة الانسان

    ياروحي اسمج سطح .. لو تصعد الجدران

    ياروحي ...كافي وفشل وعيب ،وتجيك الاذى

    من اسهمهم جيران

    هو الوطن مدرسة

    والرمز بيه الشعب

    وسنينه تمتحن...

    مرات رسبت صدك واتحملت خذلان

    ومرات صار المنع....

    صبرت وطكت نبع

    فاض النبع نهران...

    نهران

    فاض النبع

    نهران...

    روحك رمز للشعب

    والصلى ..راد آذان

    أذنت محد سمع

    منها..... وبدى الخسران

    ياروحي لمي الشمل....

    غربه ... و قهر ينرسم بالمنفى احلى الوان

    عودي الوطن هل حلو تانانه من ازمان

    سبعين عنده الجزن وخمسه عل سبعين...

    انذرله ...دم الجسم

    انذر له العينيين

    اطشن فرح بالشطرة عالصوبين

************

الصفحة الحادية عشر

«ثلاث وستون» جديد الروائي أحمد الجنديل

رواية (ثلاث وستون) هي الرواية السادسة للقاص والروائي أحمد الجنديل.

الرواية تدور أحداثها حول معلم أحيل على التقاعد عند بلوغه سن التقاعد بعد رحلة طويلة في تعليم تلاميذه فك طلاسم الحروف، وغرس القيم النبيلة والاخلاق الفاضلة في نفوسهم.

يتعرض هذا المعلم الى حالة من الابتزاز من قبل الموظفة أثناء انجاز معاملة التقاعد فيرفض الانصياع ويسافر الى محافظة أخرى لجلب كتاب التأييد التي طلبته منه الموظفة المرتشية.

أثناء سفره وفي زمن انتشار وباء الكورونا يتعرض الى الكثير من المفاجآت التي تجعله في وضع مضطرب، ومع تصاعد الاحداث ينتصر المعلم على كل العقبات التي صادفته الا انه يفارق الحياة من دون ان يستلم راتبه التقاعدي.

الرواية تقع في (161) صفحة/ اصدار دار مداد للطباعة والنشر.

**********

بلاسم، مأساة الحبر والحب

جبار ياسين

كأنّي أراه

مِن قريبٍ وبعيدٍ معاً

في حُلمِ ليلةٍ من ليالينا القديمة

في طبيعة صامتة لا تضاهى

جالساً على كرسيٍّ مِن جريدِ النّخل

أمامه منضدةٌ عليها قصبٌ ومحبرة

وكتاب طوق الحمامة.

يحدّقُ في الماء

يُصغي لموسيقى المياه في نهرِ الكوفة.

ابتسامتهُ ذاتها لم تتغير قط،

نظرةُ عينيه ذاتها،

تنظرُ في البعيد، تستفهمُ كلَّ شيءٍ

القصور، التي تطلُّ على النّهر، بهتت ألوانهاِ

تمضي مع النهر  إلى البعيدِ

تصيرُ مثل رسومٍ  لا تفاصيلَ لها

بلاسم على كرسيّهِ لا يتحرّكُ

لا يسمعُ ما أقول

كأنّي في حُلمٍ وهو يجلسُ في الحقيقة .

 أراه في غرفةٍ تطلّ على حديقةٍ في المساء

يخرجُ منها حاملاً خطوطه

ورواية “جوستن .”

يصعد سلّم “مجلتي” مبتسماً، كعادته

كان ذلك مِن زمنٍ بعيدٍ في الوزيرية

سوياً سنمضي، أوّل اللّيل، إلى السينما

الفيلم كان فرنسيا والسينما سمير اميس.

 ذات مساءٍ، في بيتٍ بغدادي قديم

وكانت أحلامنا ما تزال في عذوبتها

أسرّ لي بقصةِ حُبٍّ ضاحكاً

عيونٌ مِن الزّمردِ وشعرٌ بلونِ اللّيلِ

 بعد دهورٍ أسأله عن نهاية القصّةِ

فيضحكُ ذات ضحكته  القديمة..

انتهت بكارثة! يقول لي .

وتسرحُ ضحكته في شوارعِ روما أوّل آذار .

“فقدت ابتسامتك وفقدت شعري “

يقول لي .

“ فقدنا كلَّ شيءٍ الا صداقتنا .”

زمانٌ عجيب

لم يرأف بنا ساعةً،

أقول له، وكانَ يسحلُ سترته الزّرقاء

قريباً من الكوليزيه .

كان عقيل وعبد الرّحيم خلفنا

وينقصنا سهام  كي نعودَ إلى الماضي .

 أراهُ في البيتِ، بيته المحاذي لدجلة

هناك، في مدخلِ الدّارِ، تشمُّ رائحةَ الماءِ

عطر وردةِ الجوري على يمين الحديقةِ

والظّلالُ على “طارمة” الدّارِ

ترسمُ خطوطاً مستقيمةً.

ورشتهُ في الطّابق الأوّل

نافذةٌ كبيرةٌ، لوحاتٌ، أوراقٌ وقناني ألوان،

كتبٌ تزاحم بعضها بين الموائدِ والرّفوفِ، وصور العائلة 

يهبطُ السّلمُ مسرعاً،

حاملاً ألبومَ صورٍ مرّت عليها سنين

لمياء تدندنُ أُغنيةً قديمةً

واقفة تركّبُ كيمياء الطّعام

رائحة الرّز تأتي وتغزو المكان

تختلط التّوابل بضحك أطفاله وضجيج الأصدقاء

في الكؤوسِ يذوبُ الثّلج في ثوانٍ

فيضيفُ بلاسم ثلجاً في الكؤوس

نحن في رابعةِ النّهارِ

والنّوارسُ ما زالت تحلّقُ فوقَ دجلةَ .

سيأتي ربيعٌ ينطحُ آذارُ نيسانَ فيه

من كتابِ الأساطيرِ تهبُّ عاصفة

رياح من ثمود تقلعُ وردةَ الجوري

مدخلُ البيتِ، الظّلال

ورشة الفنان، عطور النّهاراتِ

أحرفُ الأبجدية

كرّاسة هاشم

أغاني لمياء

وابتسامة أخي عن شفتيه

في صباح الأربعاء

الماء في دجلة يصير غباراً

بغداد يجلّلها السّواد

والكوفة يجهشُ صفصافها بالبكاء .

لماذا؟

أصرخُ في البعيدِ

في نهار أوروبا المعلّب بالوباء

بلاسم! لماذا؟

لماذا يا أخي تُغادرُنا الآنَ

ألم ننتظر كلّ هذي السّنين؟

لماذا لا تنتظرُ ولو عاماً

شهراً  كي يمرَّ الرّبيع

ونلتقي بعد أنْ يخفتَ النّرجس

ويأتي الصّدى: نيسان

أقسى الشّهور علينا وعلى العراق.

في التّاسع منه تسقط بغداد

ويتهاوى صديق العمر مضمّخاً بالطّيبِ

وعطرِ الفراق.

****************

كورونا وثقافة العزلة!

جودت هوشيار

يبدو لي ان الوضع الصحي الراهن في العالم لا يعطي فكرة واضحة،عما ستكون عليه حياتنا بعد انحسار جائحة كورونا. وكما هو الحال مع اي ازمة عالمية، فان التداعيات الناجمة عن هذا الوباء غير معروفةا الى حد كبير، ولا يمكن التكهن بها حالياً. ولكن على المدى القصير لن يؤدي الوباء الا الى تفاقم عدم المساواة وارتفاع نسب البطالة الى مستويات غير مسبوقة، واذا كانت الدول المتقدمة قد قدمت مساعدات كبيرة الى الاشخاص الذين فقدوا وظائفهم، والى الشركات الخاسرة بسبب الوباء، فان العديد من دول الشرق الأوسط، فرضت الحجر الصحي، ومنع التجوال لفترات طويلة، وفقد عدد كبير من الناس مصادر رزقهم، دون ان تفكر تلك الدول بتقديم مساعدات مالية الى المحتاجين منهم.

الفقراء يعانون من تداعيات كورونا، اكثر من غيرهم، ويموتون بنسب  اكبر. لأن العزل المنزلي ترف للاغنياء فقط، ولا يمكن ان يتمتع به شرائح المجتمع الأخرى لفترة طويلة.

نحن اليوم في وضع لم يكن موجودا منذ زمن بعيد، فالتقدم العلمي التكنولوجي اوحى لنا بأن لكل داء دواء، وكل أزمة قابلة للعلاج، ولأول مرة تقف البشرية عاجزة امام هذا الداء الوبيل..ليست ثمة جوانب إيجابية لما نمر به الآن سوى الإدرات العميق بان مصير المجتمع الانساني واحد.وسيكون خلاصنا او هلاكنا مشتركا، فنحن في سفينة واحدة. لم يفهم الناس قط من قبل بهذا الوضوح ان ثمة تأثيرا متبادلاً بينهم وبين العالم بأسره، يؤثرون فيه، ويتأثرون به.لقد اظهر الوباء اننا جميعا نعتمد على بعضنا البعض – ما حدث في الصين أثَّر بشكل خطير في حياة البشر جميعا.

هذا الوباء سيدق المسمار الأخير في نعش الانعزالية. وقد اصبح اليوم جليا أننا لا نستطيع السماح بتكرار ما حدث.، والطريقة الوحيدة لضمان ذلك هي العمل معاً

العودة الى الحياة الطبيعية ممكنة فقط في حالة واحدة، وهي التوصل الى انتاج لقاح فائق الفعالية، من دون آثار جانبية خطيرة، وبأسعار معقولة للحميع. كما ان التطعيم الجماعي يضع حداً لأنتشارالوباء وتنهي كوفيد – 19 على نطاق عالمي.

نحن محظوظون الى حد ما،لأن هذا الوباء حدث في عصر الثورة الرقمية، وقد منحنا ذلك الفرصة لمواصلة التواصل، والاحتفال بالاعياد والمناسبات العائلية، ومواصلة العمل عن بعد. لو حدث هذا الوباء قبل عشرين عاما، لكان الوضع أسوأ بكثير. ولكننا نحن البشر مخلوقات اجتماعية، لا نطيق العزل الاجتماعي لفترة طويلة جداً. صحيح ان التكنولوجيا الرقمية سهلت على الناس تحُّمل الحجر الصحي، والعزل الذاتي، والتباعد الاجتماعي، لكنها ليست بديلة عن التفاعل الاجتماعي الحي.

سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يشعر الناس بالراحة مرة اخرى في الحفلات الموسيقية والمسارح والسينمات وغيرها من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، لكننا سنعود الى هذا على اي حال، وسوف يستمتع الناس بوجود اشخاص آخرين. فالانسان كائن اجتماعي لا يمكنه الانعزال عن المجتمع، والاستغناء عما يزخر به من اعمال وفعاليات.

كنت وما ازال،  اقضي معظم وقتي في مكتبي المنزلي، ولكن الحجر الصحي، أتاح لي فرصة أكبر للكتابة،  وقراءة  ما فاتني من الأدب الكلاسيكي العالمي، وقضاء وقت اكثر مع افراد العائلة ، والقيام بما اريد القيام به دون ان افكر في الذهاب الى اي مكان. وقد نشرت بعض المقالات حول الجوانب المختلفة لحياتنا في ظل جائحة كورونا..

ادب كورونا

صدرت خلال اشهر الحجر الصحي روايات وقصص قصيرة كثيرة في شتى بلدان العالم، تتناول الحياة في ظروف العزل المنزلي. وكالعادة فان معظم تلك الأعمال ظهرت في الآداب الأوروبية والاميركية. ولكن معالجة موضوع الكورونا كانت احادية الجانب، حيث لجأ العديد من كتاب الدرجة الثانية والثالثة الى استغلال هذه الفرصة، وتأليف روايات تتحدث عن المعاناة النفسية بسبب عدم القدرة على مغادرة المنزل والمشاكل الناجمة عن ذلك. فعلى سبيل المثال، هناك رواية انجليزية طريفة تحت عنوان “العزلة مع زوجتي السابفة“. جاء الزوج السابق الى منزل طليقته لأخذ كلبه المدلل، وفي هذا الوقت اعلن الحجر الصحي، فأضطر أن يبقى ويعيش معها.

وكتب الروائي الروسي المعروف فيكتور بيليفين رواية كبيرة تقع في حوالي 700 صفحة عن الحياة في ظل كورونا تحت عنوان “شمس لا تقهر“

هناك اليوم ما يمكن ان نسميه “أدب كورونا“، ولكن هذا الأدب كُتِبَ ونشر على عجل لتلبية حاجة السوق. وهي لا ترقي – فكرا وفنا – الى مستوى الروايات التي كتبت عن الأوبئة التي أصابت البشرية في السابق، ومنها مثلا.رواية البير كامو “الطاعون“.

************

بيت ابي

عبدالحسين بريسم

على نهرين من عسل وحليب

هناك بنى ابي بيته

للطائفين

والعصافير

والاولاد والبنات

الذين لم يكونوا على نهج واحد

ولا دين

ارادهم

ان يتبعوا شمس وطن

وقمر الامهات

لكنهم اكلوا التفاحة

وهدموا الجدار وطاروا

اخذهم الطوفان بعيدا

ولم ترجعهم سفن ولا حنين

الاولاد الصغار

صدقوا الاضواء المخادعة

فلا وصلوا

ولا هم يرجعون

تركوا ارض السواد بلا سواد

وضاعوا في البياض

فصارت وجوهم مخططة

ولم يعرف اصلهم احد

وتاهوا

ولا دليل

لا امسكوا

عصفورهم الوحيد

ولا العصافير العشرة

التي طارت من شجرتهم

على التل مازال الاب يلوح

والابناء لم يلتفتوا

يبكي ولا يبكون

الاب دموعه

تروي طريق عودتهم

فلا زرعهم عانق شمسهم

ولا هم ينظرون

********

قصة قصيرة

الأنثى والعقرب

عباس عبد جاسم

أفقتُ

تذكّرتُ اليانكي الذي كلّمني بأصابع  الاشارة، والكلب يلعق ما تبقى من السائل الدبق أسفل السرير، والانثى تقشّر ثمرة الموز، وجمرات السجائر تتوهج من أفواه مطموسة في القاع، قال الترجمان:

حالما ينتهي الدكتور تيك من العملية، ستنسى كراهيتك لنا

 دهمني قلق مفاجئ: أين أنا؟ (حطَّ الهدهد ثانية فوق سياج الحديقة) سألني الترجمان:

- أتشعر بالألم؟

كانت الوجوه مستديرة حولي، قلت:

- لا

 إنحنت الأنثى وأزرار القميص نصف محلولة:

- ربما إستعذب الألم

 قالت ذالك، وقد ضمّت بوز الكلب الى نعيم الرمان، إستبدّت بي نوبة من الدوار (صرخ أحدهم: السائق مخمور والشاحنة عائمة في الظلام) خلت رأسي يتدهده من حافة السرير، إعتلق ضوء أحمر في عينيّ، كانت رائحة االأنثى زنخة، والشهوة تتقدم صوب الحرمان، لحم طري يهتز تحت سوط  المتعة، تمتم الدكتور تيك بكلام لم أفهمه، قال الترجمان:

 - ليس وحده مصدر الخطر!!

 وآذاني منشغفة بما أسمع (هذه الحرية ملتبسة بالفوضى) نبيذ أحمر يقطر من عيني الكلب، وقد جرّني وحدي من الطابور، يقيناً إرتطم رأسي بشيء صلب، نفخ الياكي دخان سيجارته في وجهي، إنطلقت ضحكة داعرة من فم الأنثى (قواعد اللعبة: مَنْ يملأ هذا الفراغ ؟) كان اللعاب يسيل من لسان الكلب، وقد إختلطت صفارة برج المراقبة بصفارة عربة الإسعاف، خلتُ الشجر مرتبكاً كالناس، ومخالب الأنثى تعبث أسفل السرّة، حتى إختلط االألم بالمتعة، كان الوهم جميلاً واللعبة خطرة، ثم تهت مع نفسي: أنا في قبو أم في شاحنة ؟ (إستغاثت امرأة ملفوفة بالسواد: أحدهم يعبث في بستان فاطمة) هزّ اليانكي السلسلة الموصولة بطوق الكلب، شعرتُ بمداهمة غير مسبقة، ورأسي لايزال داخل الكيس، وثمة حوار مبهم يتواصل ماوراء الباب الموصدة (الكرة لاتزال في ملعب الشعب، والجمهور يهتف باسم الكرة) إنهمر وهج شديد الضوء، أغمضتُ عينيّ، أبصرتُ الأنثى عارية حتى من ورقة التوت (إندفع “الباه” بقوة حصان جامح، ثم غرس العقرب ذنبه في برج الأنثى، كانت التفاحة قاب قوسين أو أدنى من فم الثعبان، ومع نشوة الصعود الى القمة إنهارت القوة العظمى، وبدأ الجسد يتحرّر من سطوة الأنثى) نزع الدكتور تيك قفازه الملطّخ بالدم، قال الترجمان:

- القوة نقيض القوة

 أرخى اليانكي السلسلة الموصولة بطوق الكلب، كفّت الأنثى عن العبث أسفل السرّة، كنت أركض وظلي يتبعني، فتحت عيني، كانت القوة العظمى تسّاقط من أعلى القمة.

أفقت بعد ساعة أو تزيد.

إنتبهتُ.

 عندما رأيت رأسي يسترخي على ذراعي الكلب المبسوطتين إرتعبتُ، صرخت المرأة الملفوفة بالسواد (لحم الهدهد نتنٌ) تذكّرت الرجل الذي مدّ يده لمصافحتي، حين أدرك بأن يدي اليمنى معطّلة، ربت على كتفي:

- ستقضي ليلة طويلة معنا

 ثم همس بصوت غير مسموع:

- نمْ قرب تلك الجثة

 إنتابني شيء من الغثيان، وكأن العالم من حولي سكران، ثم هزّ الرجل كتفي بقوة:

 - كنْ بعيداً عنا !!

إختلطت رائحة الجثة بالخوف، تقيأتُ (تطوّحت الكرة خارج المرمى، ضج الشعب في الملعب: خيانة عظمى) راودني شك بأنني فقدت جزءاً مني، لعل جسدي في القاعة، ورأسي ملقى على السرير، يقيناً ثمة من عبث أسفل السرّة، رأيت الكلب ينبح، ولكنني لم أسمع  نباحه، قال الترجمان:

- ذاكرته قوية كذاكرة الكلب

(إنحسر شعاع الشمس عن برج المراقبة) كنت سادراً في غيابة القاع، ومخالب الأنثى تنهش في أحشاء الظلام، تتأوّه والألم يصعد بي الى القمة، ويدي تهصر دم الرمان (الأحمر لون وحشي، هذا هو مجتمع مابعدالانهيار) حتى غرس العقرب ذنبه في برج الأنثى، هبط جسدي مثل كتلة طريّة لدنة، كأني لم أكن في جسدي، وعنقود القوة ينفرط (أنتم لاتفهمون معنى القوة) ثم ساد هوس وإرتباك وفوضى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* قاص وناقد عراقي/ رئيس تحرير جريدة “الاديب الثقافية”.

*********

الصفحة الثانية عشر

اصدار

محنة الأقدام الكاذبة

عن “منشورات نصوص” في شارع المتنبي، صدر أخيرا كتاب جديد للشاعر والناقد جمال جاسم أمين، حمل عنوان “محنة الأقدام الكاذبة”.

يقول المؤلف عن كتابه، انه يأتي في سياق مشروعه الثقافي النقدي الذي أطلقه عام 2005، والذي يحمل عنوان “البديل الثقافي”، مبينا ان الكتاب يطرح مفاهيم الأنسنة كبدائل لكل يوتوبيا لا سند لها. ويركز على جعل العلم بديلا عن الخرافة، والعمل بديلا عن الارتزاق.

*********

كربلائي يسلم الدولة ألف قطعة أثرية نادرة

كربلاء – وكالات

أعلنت مفتشية آثار وتراث محافظة كربلاء، أخيرا، عن تسلمها قرابة 1000 قطعة أثرية نادرة مفقودة، من مواطن كربلائي.  وقال مفتش آثار وتراث كربلاء، أحمد حسن جابر، أن القطع المستلمة تعود إلى الحقبة السومرية، وإلى فترات زمنية مختلفة، موضحا في بيان صحفي، انه “تم جرد وتوثيق وتسجيل هذه القطع بشكل رسمي وتصنيفها بصورة فنية في مفتشية الآثار، لغرض تسليمها الى الهيأة العامة للآثار والتراث”. وعن نوعية القطع المستلمة، بيّن جابر، انها عبارة عن ألواح طينية وحجرية بأشكال اسطوانية وهندسية، ورقم طينية يحمل بعضها كتابات بالحروف المسمارية، وبعضها الآخر منقوشة عليه رسوم تعبر عن طبيعة الحياة الاجتماعية في ذلك الزمن، لافتا إلى أن المواطن الذي بادر إلى تسليم القطع، من هواة جمع المقتنيات النادرة.

*********

ابتهاجا بعيد الحزب

بطولة شطرنج في «ناحية شفته» بديالى

بعقوبة – علي الورد

ابتهاجا بالذكرى الـ 87 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، نظمت اللجنة الأساسية للحزب في ناحية شفته بمحافظة ديالى، بطولة شطرنج، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للشطرنج. شارك في البطولة التي احتضنتها قاعة «كازينو اتحاد الشعب» وسط الناحية، 14 لاعبا يمثلون مناطق مختلفة من ديالى. وقد تمت البطولة بإشراف رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج عمر إبراهيم، والحكم الدولي حسن الساكني، وبتنسيق الرفيق ثائر حميد. وبعد مباريات عدة، أسفرت النتائج عن فوز اللاعب مصطفى باسم بالمركز الأول، جامعا 7 نقاط. فيما حل اللاعب عمر عبد الرزاق في المركز الثاني بـ 6 نقاط، والمركز الثالث كان من نصيب اللاعب محمد رجب، الذي جمع 5 نقاط. وفي الختام، وزع عدد من أعضاء اللجنة المحلية للحزب في ديالى، ميداليات على الفائزين الثلاثة الأوائل، وهدايا تقديرية على بقية اللاعبين المشاركين. وفي سياق البطولة، ألقى عدد من الرفاق، كلمات وقصائد في مناسبة عيد الحزب.

********

في الموصل

«أوركسترا وتر» تنفض رماد الحرب

عن «مسرح الربيع»

الموصل - صباح سليم علي

أقامت فرقة “أوركسترا وتر” الموسيقية الموصلية، الخميس الماضي، حفلا موسيقيا وسط حضور جماهيري لافت، من المثقفين والفنانين ومحبي الموسيقى.

وأقيم الحفل على قاعة “مسرح الربيع” في الجانب الأيسر من الموصل، والتي تعرضت إلى أضرار كبيرة خلال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، ليكون هذا النشاط الفني بادرة مهمة لنفض رماد الحرب عن هذا المسرح العريق، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى ستينيات القرن الماضي. 

وعزفت الفرقة، مقطوعات موسيقية وأغنيات موصلية تراثية، معظمها من تأليف وتوزيع المايسترو محمد محمود. من بين عناوينها: “العودة إلى الموصل”، “شبابيك موصلية”، “رحلة مع الجوبي”، “قضية عم أحمد”، “عايدة يالعايدة”، “محلتنا القديمة” و”رحيل”.

وتضم “أوركسترا وتر”، 35 عازفة وعازفا شبابا من مختلف قوميات وأطياف محافظة نينوى. وقد تأسست هذه الفرقة قبل نحو سنة، برعاية راديو “الغد”، وهي تقبل العازفين الأعضاء بين عمري 16 و26 عاما.

وتضم محافظة نينوى، عديدا من الفرق والمجاميع الموسيقية، بعضها متخصص في أداء الموسيقى المحلية والعراقية التراثية، وبعضها متخصص في الموروث الموسيقي للأقليات التي تسكن في حدود المحافظة. ومن بين الفرق الموسيقية والغنائية التي تزاول نشاطها الفني اليوم داخل مدينة الموصل: “فرقة ملا عثمان الموصلي” بقيادة الفنان نبيل الشعار، “فرقة نينوى للموسيقى الشرقية”، وهي فرقة مشكلة حديثا وتابعة لنقابة الفنانين، “فرقة ترانيم الحدباء للإنشاد” بقيادة الفنان علي سالم، فضلا عن مجموعة موسيقية - غنائية تضم عددا من الفنانين. كما أن هناك فرقا تعمل في إطارات رسمية تربوية، كفرق كلية ومعاهد الفنون الجميلة، و”فرقة شباب أم الربيعين” بقيادة الموسيقي خالد فاضل شيت.

وتسعى هذه الفرق إلى نشر الموسيقى والأغنيات التراثية الأصيلة، التي تحمل أهمية كبيرة في التربية الجمالية، في الوقت الذي تشتد فيه حركة الغناء الهابط، وما تخلفه من آثار سلبية على الذوق الفني العام.

********

في عيد الحزب

شيوعيو الثورة ينظمون

بطولة كرة قدم

بغداد – قاسم عناد

على شرف الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، نظمت اللجنة المحلية للحزب في مدينة الثورة (الصدر)، بطولة كرة قدم شارك فيها عدد من الفرق الشعبية في المدينة. البطولة التي استمرت ثلاثة أيام، والتي احتضنها ملعب “القطاع 9” في المدينة، كانت مباراتها النهائية بين فريقي “شباب الأثير” و”القطاع 9”، وقد انتهت بفوز الأول على نظيره. وفي الختام، وزعت اللجنة المحلية الكؤوس والميداليات على الفريقين.

*******

شيوعيو المثنى يحتفلون بذكرى ميلاد حزبهم

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، السبت الماضي، حفلا في مناسبة الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب.

حضر الحفل الذي أقيم في مقر اللجنة المحلية وسط مدينة السماوة، الرفيق د. غازي الخطيب وعدد من الشيوعيين وأصدقائهم.

وبعد أن وقف الحاضرون دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والوطن، واستمعوا إلى النشيد الوطني، ألقى سكرتير اللجنة المحلية الرفيق نعيم مجهول، كلمة تناول فيها بدايات تأسيس الحزب، مسلطا الضوء على الدور البارز للشهيد الخالد فهد في بناء خلايا الحزب في مدن العراق كافة. واضاف قائلا أن “تأسيس الحزب جاء نتيجة لنضال شعبنا العراقي بطبقاته كافة، من أجل وطن حر وشعب سعيد”، مبينا أن الحزب اهتم منذ بدايته في ترسيخ روح المواطنة ومبادئ الوحدة الوطنية الأصيلة “وهو ما جسده في بنائه التنظيمي الأممي وفي برنامجه وأهدافه وشعاراته”.

وتطرق الرفيق مجهول في الكلمة، إلى المسيرة النضالية للحزب، ودوره في قيادة الجماهير للمطالبة بحقوقها.

بعدها اعتلى الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل، المنصة، وألقى قصيدة شعبية في المناسبة، أعقبه الشاعر غايب السماوي بقصيدة، وأخرى ألقتها الشاعرة منتهى الصافي.

وتخللت الحفل فقرة موسيقية – غنائية، ساهم فيها العازفان حسين طعمة واياد فيصل والمطرب الشاب حسن كامل.

فيما صدحت حناجر بعض الحاضرين، بالأناشيد الوطنية والأهازيج الحماسية.

*******

شيوعيو المنصور يعرّفون بسياسة حزبهم

بغداد – طريق الشعب

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أخيرا، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع منطقة الوشاش وأسواقها، سيرا على الأقدام.  ووزع الفريق على الكثير من المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من بيان صادر عن اللجنة المركزية للحزب، يحمل عنوان “نداء الى الاحزاب والشخصيات المدنية والديمقراطية وقوى انتفاضة تشرين”. وتبادل الفريق مع المواطنين، الحديث حول موقف الحزب من الراهن السياسي، ودعوته إلى إجراء التغيير المنشود من خلال بناء بديل سياسي لمنظومة المحاصصة والطائفية، إلى جانب رغبته في التعاون مع الداعين إلى الدولة المدنية الديمقراطية.

******

في كربلاء

معرض للوحات الفنان

الراحل فاضل طعمة

كربلاء – طريق الشعب

افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين في محافظة كربلاء، الجمعة الماضية على قاعتها، معرضا للوحات الفنان الراحل فاضل طعمة، بحضور عائلته وجمع من الفنانين والأدباء والمثقفين والإعلاميين.

ضم المعرض لوحات ملونة منجزة بأسلوب المدرسة الواقعية، تعبر عن بعض تفاصيل الحياة اليومية وهموم الإنسان.

رئيس الجمعية الفنان محمد حاتم، تحدث لـ “طريق الشعب” عن المعرض، مشيرا إلى انه يمثل “تكريما للفنان الراحل فاضل طعمة، وتثمينا لعطائه الفني الثر الذي جسد فيه البيئة الكربلائية وطبيعتها بشكل رائع”.

يشار إلى أن الراحل ولد عام 1952 في قضاء الهندية بكربلاء، وتخرج في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وعمل تدريسيا، وصحفيا في مجلات “المزمار” و”مجلتي” و”المسرة”. كما انه أقام معارض شخصية عدة في الداخل، وواحدا في مصر.

*******

في الموصل

رابطة المرأة تعقد ندوة حول القرار 1325

الموصل - نضال توما

بدعم من “منظمة المرأة للمرأة” السويدية، نظم فرع رابطة المرأة العراقية في الموصل، ورشة عمل حول قرار مجلس الأمن المرقم 1325، والخطة الوطنية الثانية لتنفيذ هذا القرار المتعلق بالمرأة والسلام والأمن.

شاركت في الورشة التي نظمت في الفترة من 6 إلى 7 نيسان الجاري، 20 ناشطة. وقد تضمنت الورشة في بدايتها، تقديم نبذة عن رابطة المرأة وتاريخها النضالي.

بعدها قدم شرح مفصل حول القرار المذكور والخطة الوطنية الثانية التي أقرتها الحكومة العراقية لتنفيذه، فضلا عما يتعلق بدور النساء في بناء السلام والحد من النزاعات.

وفي سياق الورشة، طرح العديد من المشاركات، مداخلات كشفت عن طموحهن لتغيير الواقع إلى الأفضل. فيما نقل البعض منهن، صورا عن المعاناة التي عاشتها النساء في نينوى أبان فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

*******

توزيع «طريق الشعب»

في ساحة الأندلس

بغداد - انتصار الميالي

نظمت شبيبة لجنة الإبداع الأساسية التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي، اخيرا، جولة إعلامية راجلة في ساحة الأندلس وسط بغداد. ووزع المشاركون في الجولة، على الكثير من المواطنين والطلبة والكسبة وسائقي السيارات، نسخا من “طريق الشعب”.

وتواصل شبيبة “لجنة المثقفين”، تنظيم الحملات الإعلامية، ميدانيا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر البيانات الصادرة عن الحزب في ما يتعلق بالظروف الراهنة في البلد.