اخر الاخبار

للعافية مستلزمات

 

كشف موقع سويس إنفو السويسري عن رغبة بعض المسؤولين في التعلم من تجربة سويسرا في لعب دور الوسيط بالنزاعات، مما سيخدم سياسة التوازن التي تتبعها بغداد، ويمنحها دوراً في حلّ مشاكل المنطقة، وبالتالي قد يساعدها على تحقيق الاستقرار في البلاد وحمايته. الناس الذين يفرحهم تبوّء العراق موقعاً متميزاً في المنطقة والسياسة الدولية، يرون أن لذلك شروطاً، من أهمها تمتين الجبهة الداخلية من خلال احترام هيبة القانون، وحماية الحريات، ومكافحة الفساد، وحصر السلاح بيد الدولة، وترشيد الإنفاق، وشمول المواطنين بالخدمات الأساسية، وضمان تكافؤ الفرص بينهم، وتقديم الولاء للهوية الوطنية على سائر الولاءات.

 

لصوص ووقحون

 

كشف أحد النواب عن وجود 44 تقريراً موثَّقاً لدى ديوان الرقابة المالية حول هدر 4.5 تريليون دينار من المال العام في محافظة واحدة خلال أربع سنوات فقط. وعدَّ النائب هذا الملف أكبر من ملف سرقة القرن، ويأتي بعد الإعلان عن فضيحة فساد أخرى تم فيها إهدار 22 مليار دولار فيما سُمّي بـ "طريق التنمية المؤقت". الناس الذين لم تعد تدهشهم الأخبار عن جرائم الفساد بسبب تواترها، يتساءلون عن مدى وقاحة مرتكبيها، حين لا يكتفون بإعادة ترشيح أنفسهم للمناصب فحسب، بل ويستخدمون هذا السُّحت في شراء الذمم وتضليل الناخبين، كي يبقوا ويبقى خرابهم جاثماً على صدر العراق.

 

التزوير مو عادة غريبة

 

قامت دار نشر أمريكية معروفة بسحب 344 بحثاً علمياً تم تقديمها في مؤتمر عقدته جامعة أهلية عراقية قبل ثلاث سنوات. ويأتي قرار الدار بعد تأكدها من وجود ارتفاع غير طبيعي في الاستشهادات الذاتية وتشابه في تقارير التحكيم، متهمةً عضوين من اللجنة التنظيمية للمؤتمر بالتورط في الأمر. وفي الوقت الذي يُعد فيه قرار الدار أكبر عملية سحب شهدها بلد عربي، فإنه يؤكد المستوى المتدني الذي تُدار به مؤسساتنا الجامعية والبحثية، وما وصلت إليه مصداقيتنا العلمية في العالم، وهو ما لا يسيء لسمعة بلادنا فحسب، بل ويُفقدنا القدرة على التواصل والتبادل العلمي والثقافي مع الآخرين.

 

يتعلمون الحجامة..

 

نقلت الأنباء عن سعي شركة إكسون موبيل الأمريكية، في مباحثات تجريها مع الحكومة، للحصول على عقود استثمار سخية في حقل مجنون النفطي، بعد أن كانت الشركة قد باعت حصتها في حقل غرب القرنة 1 إلى شركة نفط البصرة قبل عامين، وقبضت 350 مليون دولار. هذا، وفي الوقت الذي يتساءل فيه المختصون عن أسباب السماح لشركة سبق لها وأن انسحبت محققة أرباحاً عالية بالعودة مجدداً، لا يستبعد الناس تكرار هذه اللعبة الاستثمارية المكشوفة من أجل نهب أموال البلد، في ظل تغييب الكفاءات الحقيقية وهيمنة الفاشلين، ورغبة واشنطن في عراق يدرّ على شركاتها بالخير الوفير.

 

الثقافة والخراب

 

حلّ العراق في المرتبة 97 عالميًا من أصل 127 دولة، ضمن مؤشر القوة الناعمة لعام 2025، وفقًا لتصنيف أعدّه موقع InfoFlix، الذي يقيس مدى تأثير البلدان على الساحة الدولية من خلال الثقافة، والاقتصاد، والدبلوماسية، والإعلام، والتعليم، والابتكار. وتقدّم العراق عربياً على اليمن وسوريا فقط، فيما تأخر كثيراً عن دول الخليج ومصر والمغرب العربي. هذا ويأتي هذا التصنيف ليؤكد من جديد حجم الخراب الذي لحق ببلد الحضارات جرّاء هيمنة منظومة المحاصصة، التي همّشت المبدعين والمثقفين من الأدباء والشعراء والروائيين والكتّاب والموسيقيين والمسرحيين والسينمائيين والعلماء، وأهملت الثقافة الوطنية أدباً وفناً وعلوماً، وأشاعت مشاعر التعصّب والجمود والعزلة والعسكرة.