اخر الاخبار

علي كظوم، أبو آوس، وانا، ولدنا في مدينة واحدة، المحمودية، ومحلة واحدة، السراي، وعلى بعد دربونة واحدة. بين عمرينا اكثر من عقد من السنين. ارتبطتُ بوالده  صاحب المقهى الطيب، من خلال والدي الذي كان يخص مقهاه ايام رمضان، ويأخذني معه، ولفت نظري صداقة حميمة بينهما حتى كنت احسبهما اقارب. يتحدثان بهمس واهتمام، كعقل واحد في جسدين، وفي صباي و"عمر الشقاوة" جمعتني صداقة ورفقة مع شقيقين يكبران علي، مهدي وصالح، واتذكر (علي) في صغره جيدا.. ولما التقيته في شقلاوة عام 1993 كان نصيرا شيوعيا متماسكاً. يشار له بصفات لم اكن لأملك إخفاء اعجابي بها، سيما وانا اراقب آيات الصفة والموصوف في سلوكه وافكاره. جلسنا متقاربين نتحادث حول فرشة من الذكريات والموضوعات، بالضبط كما كان والدانا يجلسان ويتبادلنا حلاوة الحديث وهمسات الامور التي لا يباح بها، وإذ تكررت لقاءاتنا، في اربيل وبغداد، وفي مسار السنوات العاصفة، وفي جريدة طريق الشعب، فقد شغلني كثيرا اعتلال صحته، وصرت اضع اسمه وتجربة حياته وعبقرية كسب محبة الاخرين في محفوظاتي..

حين صفعني خبر وفات ابو آوس، داهمتني مفارقة الزمن: كنت قد سبقته الى معارك الحياة، فسبقني ال معركة الموت.. يا لفجيعتي.

*قالوا:

"قال لي أبي: عندما تموت ولديك خمسة أصدقاء، فقد عشت حياةً عظيمة".

حكيم