اخر الاخبار

نتائج انتخابات الثلاثاء الماضي، لم تُفاجئ إلا الذين راهنوا، وطمّنوا النفس (وبشّروا) بانها ستكون شيئا آخر، أو ستغيّر معادلة الحكم القائم على مثلث الفساد والمحاصصة والوصاية، لكن في جميع الاحوال، ينغي لكل القوى المدنية، وفي المقدمة، انصارها المشتغلين في مطابخ التحليل وادارة الجدل والتأمل في المحصلات واتجاهات الاحداث، ان لا يتأخروا عن طرح السؤال، الآني، لا عن الاسباب التي ادت الى الاخفاق القاسي، والممض، في الوصول الى قبة البرلمان(وهي اسباب معروفة  وتتوزع على طيف من المسؤوليات والمصادر، ذاتية وموضوعية) لكن عن الوسائل العاجلة لاعادة بناء السياسات والمواقف والادوات التي من شأنها تفعيل دور الرقم الوطني، المدني، اليساري، غير المتورط في مذبحة الدولة.. دولة المواطنة.. بواسطة المال السياسي وخداع الملايين بمستقبل زائف، وتدوير نفايات المرحلة لتبدو (هذه النفايات) منقذة للوضع المندفع الى الهاوية.

وحتى يكون السؤال وجيها، وله ما يبرره، فان اللف والدوران، وتسمية الاشياء بغير اسمائها، والخوف من الاعتراف بالفشل، بجانب هوس تصفية الحساب، وشفاء الغاليل، واختزال المشكلة الى الفردانية، من شأن كل ذلك ان يعقّد الاجابة، ويجعل عملية بناء الموقف السليم من المستقبل بمثابة هرطقة، وكأننا لم نأخذ مما حصل درسا.. اوشيئاً من هذا القبيل.

*قالوا:

"ومن يك ذا فمٍ مرٍ مريضٍ ... يجد مراً به الماء الزلالا".

الغزالي