اخر الاخبار

قديمًا كان للملاعب الشعبية دور مهم في تخريج المئات من لاعبي كرة القدم، في وقت لم نكن نمتلك فيه سوى عدد قليل من الملاعب النظامية. ورغم ذلك، فقد خرجت هذه الساحات الترابية عشرات المبدعين ونجوم اللعبة، مثل: هادي عباس، وناصر جكو، وجميل عباس (جمولي)، ومنصور مرجان، وعمو بابا، وغيرهم الكثير ممن زيّنوا سماء الكرة العراقية ورسموا أجمل صورها، وأثبتوا كفاءتهم وقدراتهم عبر تلك الملاعب الشعبية.

لكن الحال تبدل اليوم، وتراجع المستوى الفني، وهنا أطالب بالاهتمام النوعي والإشراف المتقدم، وأن تكون هناك لجان مختصة تُعنى بالملاعب الشعبية التي لعبت دورًا كبيرًا في تخريج المواهب وتقديمها إلى الأندية والمؤسسات المعنية بكرة القدم.

لقد كانت الملاعب الشعبية في ذلك الزمن بمنزلة معامل لإنتاج المبدعين والنجوم. وكانت الفرق الشعبية والمدارس ومنتخبات "المعارف" ومعلموها ومدرسوها هي السند والداعم والموجّه لهؤلاء الشباب الذين تحولوا لاحقًا إلى نجوم في سماء الكرة العراقية.

ومن هنا، أتمنى ضرورة الاهتمام بالساحات والملاعب الشعبية، ودعم الفرق الأهلية في مناطق بغداد والمحافظات كافة، لأنها تمثل بيئة خصبة لتخريج المبدعين، وخصوصًا في لعبة كرة القدم. أما هجرها وإهمالها فيعني تجفيف أحد أهم منابع الإبداع الرياضي.

نعم، لقد تغيّر الزمن وازدادت الكثافة السكانية، وارتفعت الأطماع، فتحولت العديد من الساحات الشعبية المخصّصة لكرة القدم إلى مشاريع استثمارية. لذلك، فإن الحفاظ على ما تبقى منها بات ضرورة ملحّة، فشباب اليوم في حاجة إلى مساحات لممارسة الرياضة وتطوير مواهبهم، تطبيقًا لما نصّ عليه الدستور العراقي في المادة (36) التي تؤكد أن: "ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها."

ومن هنا، أقول للجهات المسؤولة وصنّاع القرار: عليكم تنفيذ ما جاء في الدستور العراقي، والعمل على دعم حركة الشباب والرياضة، وإعادة الحيوية للنشاطات الرياضية. كما يجب عليكم الحفاظ على الملاعب الشعبية وإعادة الحياة إليها، لأنها تمثل روح الرياضة ومستقبل أبنائنا، ومن خلالها ينهض مستوى كرة القدم ويتطور من جديد.