من زاوية معينة، يمكن ان تُفهم اسباب الجزع والانفعال والخيبة لدى بعض المستائين من نتائج الانتخابات لولا ان بعض الكتابات المستاءة اتجهت الى ملامة الشعب على التصويت "لسارقي قوته!" واستطردت تلك الملامة عند البعض الى حد شتم الشعب، وتخوين كل من شارك في الاقتراع، من دون تمييز، واعتبار فوز طغمة الفاسدين بمقاعد مجلس النواب بمثابة قبولٍ مذلّ من عموم مواطني البلاد، والغريب، ان يجرف الاستياء هذا كتاباً ونشطاء، وأنصاراً للتغيير، ومثقفين، من دون ان يكلفوا انفسهم تقصي الظروف الانتخابية التي تعرض خلالها الشعب الى "إرهاب" ماكنة الدعاية الاسطورية من فضائيات كُرست لتجميل قُبح الشعارات الطائفية وجيوش الكترونية يديرها الالاف من العاملين، العراقيين والاجانب، فضلا عن النُصب، واعلانات البانوراما المنتشرة في كل شبر ومنعطف وشارع، ووُظّفت لها المليارات المنهوبة، فيما سُخرت في هذه الهجمة الدعائية الغاشمة امكانيات الدولة ودوائرها، ودور العبادة، والملاكات العسكرية والامنية، وقام فيها سماسرة العشائر بتهديد وإجبار وخداع القرويين وسكان العشوائيات على التصويت لمرشحين يدفعون لهم (الآن) رشى، ويوزعون عليهم الوظائف والمساكن بعد زفة العرس.
وبرغم كل ذلك (انتباه) فإن الذين اعطوا اصواتهم لاحزاب السلطة، لايزيدون عن خمسة ملايين من اصل 29 مليون عراقي "يحقّ له الانتخاب".. ولهذه الاغلبية طبولٌ بعد ان تنتهي طبول العرس.
*قالوا:
“ تاج القيصر لا يمكن ان يحميه من الصداع ”
مثل روسي قديم