اخر الاخبار

جنّبوا شبابنا محارق الآخرين

تناقلت الوكالات أنباءً عن مشاركة عدد من العراقيين في الحرب الروسية الأوكرانية، إثر مساعٍ بذلها عملاء المتحاربين لتجنيد شباب منحدرين من أسر محدودة الدخل، بعد إغرائهم برواتب عالية وأراضٍ سكنية وحقّ المواطنة، وتصوير ذلك وكأنه تطوّع عراقي للقتال إلى جانب من يكنّون له محبة خاصة. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الحكومة كلَّ من يورّط العراقيين في هذا الأمر مجرمًا ومتاجرًا بالبشر، طالب الناس بالمزيد من الحزم تجاه هذا الانتهاك الخطير لسيادة البلاد وحقوق مواطنيها، ومعالجة الأوضاع القاسية التي تعاني منها شبيبتنا وتسهّل عمليات خداعها ورميها وقودًا في الحريق، وفضح المتورطين بهذا الفعل المشين.

معًا لإنقاذ هؤلاء المواطنين 

مع اشتداد موجات الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، تداول صحفيون وناشطون مشاهد صادمة من مخيمات النزوح، تظهر أطفالًا حفاة وجياعًا، ونساءً طريحات الفراش، وخيامًا ممزقة، وشيوخًا شبه عراة. وفي الوقت الذي كشفت فيه هذه المشاهد عن واحدة من أسوأ الأوضاع الإنسانية التي يعيشها مواطنون عراقيون منذ عقد من الزمان، عادت لتطرح تساؤلات حول الأسباب التي تمنع "أولي الأمر" من حل هذه المشكلة، وإعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم، وتزويدهم بالوثائق الرسمية، وتوفير فرص العمل والعلاج والتعليم والرعاية الاجتماعية لهم، وتخليصهم من شرور الإرهاب الذي يستغل المعاناة لخلق حواضن له بين صفوفهم.

صدقونا.. ترى گمرة وربيع!

في الوقت الذي شهدت فيه البلاد انخفاضًا بنسبة 38 في المئة في مستوى العمليات الإرهابية مقارنة بالعام الماضي، كشف المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان عن تصاعد حوادث العنف المجتمعي بنسبة 12 في المئة. وقد شملت هذه الحوادث 13 ألفًا و200 حالة عنف أسري، وأكثر من 9 آلاف حالة استغلال اقتصادي للأطفال، وبقاء نسب التسرب الدراسي عند حدود 11 في المئة، وتراجع حرية الرأي والتعبير بحيث حلّ العراق في المرتبة 155 عالميًا في مؤشر حرية الصحافة لهذا العام. ورغم كل هذه المعطيات، "يفخر المتنفذون" بأنهم بنوا في ظل منظومة المحاصصة والفساد، مجتمعًا ديمقراطيًا آمنًا!

تمطر ورطة.. تجف ورطة 

ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي ضربت مدنًا عراقية مختلفة، متسببةً بإغلاق طرق رئيسية وجرف عدد من السيارات وهدم العديد من المنازل ووقوع خسائر مادية ضخمة في الممتلكات العامة، إضافة إلى مقتل خمسة مواطنين وإصابة 12 آخرين وفقدان عدة أشخاص من بينهم أطفال. وفيما اكتفى بعض "أولي الأمر" بتعزية المتضررين وتشكيل لجان لدراسة المشكلة والتحقيق (ربما مع الغيوم!)، تساءل الناس بغضب عن المدى الذي سيبلغه عدم الشعور بالمسؤولية لدى الجهات المعنية بحماية حياة وممتلكات المواطنين، وعما كان سيحدث لو كانت معدلات الأمطار طبيعية ولم تعانِ البلاد من الجفاف.

الربح أم حياة الناس؟ 

أقرت الحكومة التوصيات الخاصة باستحداث كليات للطب البشري في الجامعات الأهلية، بعد جدل واسع بين أصحاب هذه الجامعات الساعين إلى زيادة أرباحهم، وبين الحريصين على مستوى الرعاية الصحية المتخوفين من أن يؤدي هذا الإجراء إلى تدهور جودة التعليم الطبي وتخريج أطباء غير مؤهلين، وبالتالي تراجع مستوى الخدمات الصحية، خاصةً إذا ما نُفذ دون تخطيط مسبق وموارد مالية كافية. ويؤكد الناس ضرورة عدم التهاون في هذا الملف، وضمان توفر التدريب السريري والكادر التدريسي المؤهل والمستلزمات المختبرية والعلمية قبل التنفيذ، وتحديد عدد الخريجين وفق حاجة السوق لتجنب ارتفاع البطالة بين الأطباء.