اخر الاخبار

عادت فيروس الحمى النزفية الى الواجهة مرة أخرى، بحدوث عدد من الاصابات في المحافظات، بينها حالتا وفاة، الامر الذي يستلزم اعتماد تدابير وقائية في المراعي ومحال القصابة وغيرها.

وأعلن وزير الصحة، امس الإثنين، تسجيل (19) إصابة بالحمى النزفية في العراق.

وقال في مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة، إن "الإصابات المسجلة تتركز في محافظة ذي قار بواقع (7) إصابات، و(4) في كركوك، و(3) في المثنى، وبقية الإصابات توزعت بواقع إصابة واحدة في عدة محافظات، وأن حالات الوفيات المسجلة هي اثنتان فقط".

وأضاف أن "أحد المتوفين هو من منتسبي دائرة صحة كركوك، وقد تعرض للإصابة نتيجة التماس المباشر مع أحد المرضى المصابين بهذا المرض"، مشددا على "أهمية الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها من قبل ربات البيوت ومربي المواشي والقصابين".

كما أكد "أهمية وضرورة استخدام الكفوف وغسل اللحوم جيداً قبل طبخها للوقاية من الإصابة".

ويعد الحمى النزفية من الأمراض الفيروسية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بطرق متعددة، وقد تؤدي مضاعفاته في بعض الأحيان إلى الوفاة. وينتقل هذا الفيروس عادة عن طريق لدغة كائن صغير يُعرف بـ"القراد"، والذي يحمله من الحيوان إلى الإنسان. فيما تكمن خطورة المرض في أن الحيوانات المصابة لا تظهر عليها الأعراض، بينما يتسبب في تدهور حاد في صحة الإنسان.

وتتعدد أنواع الحمى النزفية وتشمل عدة فيروسات قاتلة، من بينها: إيبولا، لاسا، دنغي، ماربورغ، والحمى الصفراء.

حالة طوارئ في صلاح الدين

وأعلن مجلس محافظة صلاح الدين، امس، دخول المحافظة في حالة طوارئ صحية، عقب تسجيل إصابات بفيروس الحمى النزفية في عدد من المحافظات، وتشكيل خلية أزمة لمواجهة أي طارئ صحي محتمل.

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في مجلس المحافظة، سيف المهند، إن "مجلس محافظة صلاح الدين عقد اجتماعاً موسعاً لمناقشة تطورات انتشار فيروس الحمى النزفية، وتسجيل العديد من الإصابات في محافظات عراقية، والسعي لاتخاذ كافة الإجراءات لمنع تسجيل أي إصابة داخل حدود المحافظة".

وأضاف، أن "رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، أكد أن المحافظة في حالة طوارئ صحية، وشدد على ضرورة استمرار الاجتماعات والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، عقب تشكيل خلية أزمة مختصة لمواجهة أي طارئ صحي".

وأشار المهند إلى أن "تقييماً شاملاً أُجري للأوضاع في مدينة تكريت وبقية مدن المحافظة، ولم تُسجل حتى الآن أي إصابة بالحمى النزفية، لكن هذه التحركات تأتي ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية، لا سيما بعد تسجيل إصابات مؤكدة في محافظة كركوك مؤخراً".

وتابع أن "المحافظة بصدد تنفيذ خطة شاملة تتضمن عدداً من المحاور، أبرزها منع دخول المواشي من المناطق المصابة بالتنسيق مع الحكومة المحلية، إضافة إلى تكثيف عمليات التعقيم المجاني، وإطلاق حملات توعية صحية لمكافحة مصادر العدوى والتأكيد على أهمية الإجراءات الوقائية".

حملة كبيرة في دهوك

وأكد المسؤول البيطري في محافظة دهوك أحمد المزوري، أن المحافظة لم تسجل حتى الآن أي إصابات بالحمى النزفية.

وقال المزوري، أمس، إن "المستشفيات البيطرية وبالتعاون مع الجهات الصحية بدأت خطة واسعة وحملة كبيرة، لمنع انتشار فيروس الحمى النزفية".

وأضاف "قمنا بغلق عدد من محلات القصابة المخالفة لشروط السلامة، وأطلقنا أكبر حملة توعية، ويجب على المواطن أن يتعاون معنا، لبقاء المحافظة خالية من هذا الفيروس".

وأشار إلى أنه "مع تسجيل حالة وفاة وإصابات في كركوك، فإن محافظات إقليم كردستان دخلت حالة الإنذار، ورفعت من استعدادها، لمنع انتشار الفيروس".

حملة وطنية وقائية في الربيع

من جهته، أكد مدير دائرة البيطرة في وزارة الزراعة حبيب الخفاجي، إن الوزارة وزعت شحنات من الأدوية والمستلزمات الوقائية بين المستشفيات البيطرية في المحافظات لغرض حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية.

وأشار إلى استمرار الحملة الوطنية الوقائية الربيعية المجانية لتغطيس الأغنام والماعز ورش الأبقار والجاموس وحظائر الحيوانات بمضادات حشرة القراد، للسيطرة على الوسيط الناقل المسبب لمرض الحمى النزفية، إذ تنفذ بمشاركة أكثر من 250 فرقة من الأطباء البيطريين مع تشكيل فرق جوالة، وتستمر حتى نهاية نيسان الحالي.

ولفت الخفاجي إلى تفعيل عمل الرقابة والتفتيش بالتنسيق مع وزارات الصحة والبيئة والبلديات والجهات الأمنية ودوائر البيطرة، للحد من الجزر العشوائي ومنع حركة الحيوانات من الأماكن الموبوءة إلا بشهادة صحية تؤكد خلوها من طفيلي (القراد).

وأضاف، أن هناك حملات توعية صحية بيطرية لمربي الحيوانات بشأن مرض الحمى النزفية وطرق الوقاية، واتباع جميع الضوابط الصحية للحد من خطورة الأمراض المشتركة.