أعلنت شركة زاها حديد للهندسة المعمارية ZHA بالتعاون مع مكتب Bureau Cube Partners BCP) ) الصربي عن مشروع لتحويل مطحنة الورق التاريخية ( ميلان فابا ) في بلغراد إلى متحف مخصص لنيكولا تسلا. هذا المشروع، الذي فاز في مسابقة تصميم معمارية مجهولة الهوية، يهدف إلى تكريم العالم والمخترع الرائد نيكولا تسلا، الذي مهدت أبحاثه الطريق للهندسة الكهربائية الحديثة.
يتميز التصميم بالجمع بين الحفاظ على عناصر المبنى التاريخية وتجديدها بما يتماشى مع وظيفته الجديدة. تشمل عملية التجديد الحفاظ على واجهات المطحنة الأصلية والأسقف المقببة والهياكل الحجرية، مع استلهام التصميم من أبحاث تسلا في المجالات المغناطيسية ونقل الطاقة اللاسلكية. الأشكال الإهليلجية الديناميكية المستوحاة من المدخنة الأصلية تعكس رمزية الطاقة والاتصال التي يمثلها إرث تسلا، بينما تكرم الطابع الصناعي للمبنى. إحياء التراث وخلق مركز ثقافي حديث. بنيت مطحنة (ميلان فابا) عام 1924 كأول مصنع حديث في صربيا، وهي تعد معلماً ثقافياً مهماً محمياً من قِبل معهد بلغراد لحماية المعالم الثقافية. بعد عقود من الهجر، سيتم تحويل المبنى إلى مركز ثقافي بمساحة 13,400 متر مربع بتمويل من مشروع بلغراد ووترفرونت. يتضمن التصميم مدخلاً دائرياً جديداً في الواجهة الغربية يؤدي إلى بهو مركزي بارتفاع ثلاثة طوابق، يربط قصة المتحف وينتهي عند نصب تذكاري لتسلا في الطرف الشرقي. كما تُحدث الفتحات الإهليلجية المنحوتة في الجدران الأصلية ديناميكية داخل الفضاء، مما يعزز التفاعل البصري والحركي. سيضم المتحف قاعات عرض دائمة تعرض اختراعات تسلا وابتكاراته عبر عروض تفاعلية وتجارب غامرة، إضافة إلى صالات عرض مؤقتة لبرامج معارض متغيرة. ومن بين أبرز معالم المشروع قاعة المحول الإلكتروني لتسلا، التي ستحتوي على محول بقدرة 12 مليون فولت، لتقديم تجربة فريدة للزوار. يمتد المشروع إلى الخارج ليشمل ساحة نيكولا تسلا، وهي مساحة عامة تهدف إلى ربط المتحف بمحيطه في بلغراد ووترفرونت. الساحة مستوحاة من أفكار تسلا حول المجالات الكهرومغناطيسية، حيث ستضم مسارات متدفقة وساحات وحدائق تعزز التفاعل المجتمعي وسهولة الوصول. يركز المشروع على الاستدامة من خلال اعتماد استراتيجيات تصميم سلبية، واستخدام الطاقة المتجددة، وأنظمة حرارية أرضية لتقليل الأثر البيئي. كما يوفر المتحف مرافق إضافية مثل مقهى وقاعة متعددة الاستخدامات ومطعم على السطح بإطلالات بانورامية على نهر سافا.
نيكولا تسلا (1856–1943) كان عالماً ومخترعاً ومهندساً كهربائياً، صربي-أمريكي، يعد واحداً من أعظم العقول العلمية في التاريخ. اشتهر بتطوير واكتشافات ثورية في مجالات الكهرباء والطاقة، وكان من أبرز الداعمين لنظام التيار المتردد (AC) الذي أصبح أساس شبكات الكهرباء الحديثة. تسلا كان شخصية فريدة، عاش حياة متواضعة وكان مهووساً بالعلم والابتكار أكثر من المال. عاش معظم حياته في الولايات المتحدة، لكنه توفي في فقر في نيويورك. اسمه اليوم رمز للعبقرية والإبداع، وقد أُطلق اسمه على العديد من المؤسسات العلمية والتكنولوجية، بالإضافة إلى شركة السيارات الكهربائية “تسلا” تكريماً لإسهاماته في مجال الكهرباء والطاقة.