اخر الاخبار

تتفاوت تقديرات نسبة الضائعات  في حبوب الحنطة بشكل كبير بناءً على عدة عوامل منها:

أولا:- مرحلة ما بعد الحصاد: تشير التقديرات العالمية إلى أن حوالي 14 بالمائة من الإنتاج الغذائي العالمي يُفقد بعد الحصاد. بالنسبة للقمح تحديدًا، تقدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) أن حوالي 18.4بالمائة من الإنتاج العالمي يُفقد خلال مراحل ما بعد الحصاد، والتي تشمل التخزين والنقل والتداول. وفي الدول النامية، قد تصل هذه النسبة إلى 30-40 بالمائة بسبب سوء المعاملة والتقنيات غير الملائمة بعد الحصاد.

ثانيا:- أثناء الحصاد: تتراوح نسبة الضائعات المقبولة أثناء حصاد الحبوب الصغيرة مثلا الحنطة والشعير بين 1-3 بالمائة من إجمالي الإنتاج. ومع ذلك، قد ترتفع هذه النسبة بشكل كبير في حالات سوء إدارة الحصاد أو الظروف الجوية السيئة. تشير بعض الدراسات إلى أن الفقد الميكانيكي أثناء الحصاد يمكن أن يمثل حوالي 2.18 بالمائة من إجمالي الإنتاج، وقد تكون الخسائر الكلية في مراحل مختلفة حوالي 6.58 بالمائة.

أسباب الضائعات أثناء حصاد الحنطة:-

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ضياع حبوب الحنطة أثناء الحصاد، ومن أبرزها:

اولا: - الفقد الميكانيكي:

رأس الحصادة (Header): يعتبر الجزء الأكبر من الفقد يحدث هنا، وقد يتجاوز 50 بالمائة من إجمالي الفقد. تشمل الأسباب:

١- ضبط غير دقيق لارتفاع آلة القطع: إذا كان الارتفاع منخفضًا جدًا، قد يتم دفع سنابل القمح للأمام وتسقط قبل القطع. وإذا كان مرتفعًا جدًا، قد لا يتم التقاط جميع السنابل.

٢- سرعة دوران الدولاب (Reel): إذا كانت السرعة عالية جدًا، فقد يؤدي ذلك إلى تكسير السنابل وتساقط الحبوب. وإذا كانت منخفضة جدًا، فقد لا يتم سحب النباتات بشكل فعال نحو آلة القطع.

٣- اهتزازات رأس الحصادة: خاصة عند حصاد الحنطة الناضج تمامًا، حيث يقل التصاق الحبوب بالسنابل.

٤-رفع رأس الحصادة ببطء في نهاية الحقل: قد يؤدي إلى قذف النباتات المتبقية على الأرض.

٥- وحدة الدرس والفصل والتنظيف في الحصادة: الضبط غير الصحيح لسرعة الأسطوانة (Cylinder)، والخلوص بين الأسطوانة والصينية (Concave Clearance)، وسرعة المروحة، وفتحات الغرابيل (Sieves) يمكن أن يؤدي إلى فقد الحبوب مع التبن والقش أو تلف الحبوب.

٦- سرعة الحصادة: التشغيل بسرعة عالية جدًا يمكن أن يؤدي إلى تحميل زائد على الحصادة وزيادة الفقد.

الظروف الجوية:

٧-الأمطار والرياح: يمكن أن تؤدي إلى رقاد النباتات (Lodging) وصعوبة حصادها بالإضافة إلى تسببها في تفتح السنابل وتساقط الحبوب قبل الحصاد (Shattering).

٨-الجفاف: يمكن أن يؤدي إلى قصر النباتات وصعوبة إدخال السنابل إلى الحصادة.

٩-الحرارة الشديدة: قد تزيد من جفاف النباتات وهشاشتها وبالتالي زيادة فرصة تساقط الحبوب أثناء الحصاد.

عوامل بيولوجية:

١٠-الأصناف: بعض أصناف الحنطة تكون أكثر عرضة لتساقط الحبوب من غيرها عند النضج.

١١-الآفات والأمراض: يمكن أن تضعف النباتات وتزيد من فقد الحبوب قبل وأثناء الحصاد.

١٢-الحشائش: وجود الحشائش بكثافة يمكن أن يعيق عملية الحصاد ويزيد من الفقد.

 

ثانيا: -العوامل البشرية:

١-عدم كفاءة المشغل: قلة التدريب وعدم الفهم الكامل لوظائف الحصادة وكيفية ضبطها بشكل صحيح.

٢-تأخير الحصاد: ترك الحبوب في الحقل لفترة طويلة بعد النضج يزيد من خطر التساقط بسبب الظروف الجوية أو الآفات.

٣-عدم الصيانة الدورية للحصادة: يمكن أن يؤدي إلى أعطال وفقد أكبر للحبوب.

٤-حجم قطعة الأرض: تشير الدراسات إلى أن حجم قطعة الأرض الزراعية يؤثر بشك لمباشر على فقد الحبوب أثناء الحصاد، حيث يقل الفقد مع زيادة حجم قطعة الأرض. كما أن الاستثمار في رأس المال الزراعي لتحسين عملية الحصاد يقلل من هذا التأثير.

كيفية تلافي الضائعات أثناء حصاد الحنطة:-

يمكن اتخاذ عدة إجراءات لتقليل الفاقد من حبوب الحنطة أثناء الحصاد:

١- التخطيط الجيد للحصاد:

تحديد الموعد المناسب للحصاد: يجب حصاد الحنطة عند وصوله إلى مرحلة النضج المثالية (عادة عندما يكون محتوى الرطوبة حوالي 20-25 بالمائة). التأخير يزيد من خطر التساقط، والتبكير قد يؤدي إلى حصاد حبوب غير ممتلئة.

٢- مراعاة الظروف الجوية: تجنب الحصاد أثناء الرياح القوية أو الأمطار.

٣-التحضير والصيانة الدورية للحصادة:

فحص وتعديل جميع أجزاء الحصادة: التأكد من سلامة شفرات القطع، وسيور النقل والسلاسل، والمسننات، والبيرنجات. استبدال الأجزاء التالفة أو المتآكلة.

٤- تنظيف الحصادة: إزالة أي بقايا حبوب أو مواد غريبة من الموسم السابق.

٥- معايرة أجهزة الاستشعار الخاصة بفقد الحبوب (Grain Loss Monitor): إذا كانت الحصادة مزودة بها، ل

ئضمان قراءات دقيقة.

٦- الضبط الصحيح للحصادة أثناء التشغيل:

ضبط ارتفاع رأس الحصادة: يجب أن يكون الارتفاع مناسبًا بحيث يتم التقاط السنابل بكفاءة دون دفعها أو ترك جزء منها. يفضل أن يكون عمل الدولاب عند ثلثي ارتفاع نبات القمح.

٧- ضبط سرعة دوران الدولاب: يجب أن تتناسب السرعة مع سرعة حركة الحصادة للأمام بحيث يتم سحب النباتات بلطف نحو آلة القطع.

٨ -ضبط سرعة الأسطوانة والخلوص بين الأسطوانة والصينية: يجب أن يكون الضبط مناسبا لنوعية الحنطة وحالته لتجنب تكسير الحبوب أو فقدها مع القش.

٩ - ضبط سرعة المروحة وفتحات الغرابيل: لضمان فصل الحبوب عن الشوائب بكفاءة وتقليل فقد الحبوب مع المخلفات.

١٠- الحفاظ على تدفق منتظم للمحصول داخل الحصادة: التشغيل بسرعة ثابتة وتجن بالتحميل الزائد.

١١- التوقف والمعاينة الدورية: فحص الحقل بعد مرور الحصادة لتقدير نسبة الفقد وإجراء التعديلات اللازمة على إعدادات الحصادة. يمكن استخدام إطار مربع (1 قدم × 1 قدم) لتقدير الفقد التقريبي (حوالي 20 حبة قمح في القدم المربع تعادل خسارة٢غالون للدونم).

اتباع أفضل الممارسات أثناء الحصاد:

١- الحصاد في الاتجاه الصحيح: غالبًا ما يكون الحصاد عموديًا على اتجاه رقاد النباتات (إذا وجد) أفضل لتقليل الفقد.

٢- تقليل عدد مرات المناورة في نهاية الحقل: لتقليل فقد الحبوب عند رفع وخفض رأس الحصادة.

٣- تدريب المشغلين: التأكد من أن مشغلي الحصادات لديهم المعرفة والمهارات اللازمة لتشغيل وصيانة الحصادات بكفاءة.

إدارة ما بعد الحصاد الجيدة:-

  أن تقليل الفقد في المراحل اللاحقة مهم أيضًا للحفاظ على الإنتاج الكلي. ويشمل ذلك التجفيف المناسب والتخزين الجيد باتباع هذه الإجراءات.

ـــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري