اخر الاخبار

ضيّف “نادي الكتّاب” في كربلاء، مساء الأربعاء الماضي، أستاذ الفلسفة اليونانية د. عدنان عبيد المسعودي، الذي قدم محاضرة عنوانها “وحدة وصراع الأضداد”، بحضور جمهور من المثقفين والأدباء.

أدار المحاضرة د. كامل عزال، الذي قدم نبذة تعريفية عن الضيف ومنجزه الفكري، ثم عرّج بإيجاز على قوانين المنهج  الجدلي (الديالكتيك)، بدءا من فريدريش هيغل، حتى كارل ماركس.

د. المسعودي استهل محاضرته بالحديث عن مفهوم “وحدة الاضداد” وقانون “صراع الأضداد”، اللذين يرى أن بينهما بونا شاسعا. وقال أن ماركس نجح في انتزاع منهجية الجدل من أيادي اللاهوتيين (الإنجيليين الجدد) الذين كان يقودهم هيغل، ليضعها في ميدانها التاريخي الصحيح.

وتابع قائلا أن “كلمة (الصحيح) هنا ليست معنى لاهوتيا مسرفا في التفاؤل، أو معنى فلسفيا تجريديا. فالمعنى، وفقا للمنطق الماركسي، هو أن الصراع يتجذّر في بيئته التاريخية، كتمثلات مواجهة وكفاح شرسة ضد قوى الشرّ والاستغلال والتزييف (تزييف حقائق الصراع بموجات دعائية متغطرسة)”. وبيّن أنه “لن يكون هناك تصالح مع قوى الاستبداد والتشويه التي تسعى لاستعباد جسد الإنسان في آلة صناعية غبيّة مصاصة للدماء، ومغيّبة للضمير. إذ ان فلسفة الهدنة والتصالح والتركيب، هي في جوهرها فلسفة استبداد وتعالٍ وتغييب للعقل وتهميش للوعي”.

وأشار إلى أن ماركس “يضع مفهوم الصراع في ميداني المواجهة والاختبار التاريخيين.. يضعه  في حلبة مجتمع يعاني التهميش والتغييب”، مضيفا أن “الهزيمة وحدها لا تكفي لحسم الصراع أو تزييفه بطبيعة الحال. ومهما تكن طبيعة التحديات التي يفرضها النموذج الرأسمالي - الصناعي المتغطرس، وصوره اللاهوتية المتنوعة، فإنّ مواجهة قوى الاستبداد والتهميش والتغريب ليست مرهونة بمناهج فكرية أو سياسية أو لاهوتية مشروطة لقوى السلطة الماسكة بالزمام، إنّما هي رهنٌ لإرادة الإنسان وقواه الاجتماعية الفاعلة والمتصدية لقوى الشرّ”.

وتابع القول أنه “طالما كنتَ تقاوم وتكافح؛ فلست مهزوماً أبداً. ومهما كانت جراحك دامية وغائرة، فانك تستطيع النهوض من جديد”، لافتا إلى أن “الصراع يجب أن ينتهي بتحرير كامل قوى الإنسان.. بإطلاق سراح جسده أولا من عبودية الاستثمار اللاهوتي أو الرأسمالي، ثم إطلاق سراح قواه العقلية والروحية”.

وأشار المحاضر الى أن “المعركة لن تحسم في يوم ولا في زمن محدد. فالصراع مفتوح على كل الاحتمالات، ومن بينها احتمال الهزيمة، وان طبيعة الوجود ذاته تتجوهر في مقولات الصراع والتضاد.. لذا يجب أن نبقى نكافح حتى لا نُستعبد ونصبح كائنات هامشية مسيّرة ومغيّبة”.

وعلى هامش المحاضرة، قدم بعض الحضور مداخلات وطرحوا أسئلة، أجاب عليها الاستاذ المحاضر او علّق بصورة ضافية.

عرض مقالات: