اخر الاخبار

يهدر العراق من الغاز ما قيمته ٢,٥ مليار سنوياً، بينما يستورد من ايران غازا بقيمة ٤,٥ مليار دولار، لتوليد 3500 ميغا واط من الكهرباء.

تقول وزارة النفط، ان إيقاف حرق تلك المليارات يحتاج لسنوات. حاليا تفكر في تنويع مصادر استيرادها، وعدم اعتمادها فقط على ايران، بل الاتجاه للاستيراد ايضاً من دولة قطر.

أضحى الغاز الطبيعي ـ بجميع انواعه ـ يدخل في العديد من الصناعات، بالاضافة الى كونه اهم مشغل في الدول الصناعية، واهم بكثير من النفط والفحم، ورغم ذلك يتم حرقه بشكل كبير في العراق وخصوصاً في محافظة البصرة، حيث ان تقريرا للبنك الدولي في العام 2019 يقول ان العراق يأتي في المرتبة الثانية بالعالم بعد روسيا بحرق الغاز المصاحب، حيث بلغت كمية الغاز المحروق ١٧ مليار قدم مكعب سنوياً دون الاستفادة منه.

هدر الغاز يتضاعف

وتمتلك محافظة البصرة كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، وايضاً من الغاز المصاحب، لا تمتلكها اغلب الدول المتقدمة، وقد تضاعفت كميات هدر وحرق الغاز الطبيعي المصاحب لاستخراج النفط الخام في الحقول النفطية في محافظة البصرة خلال المدة (٢٠٠٩ - ٢٠١٨) بحدود (٢,١) مرة، اذ ارتفعت من (١٩٧٨٦٦) مليون قدم مكعب في عام ٢٠٠٩ الى (٤٢٠٣٤٢) مليون قدم مكعب في عام ٢٠١٨ بزيادة ٥٣٪، علماً ان في عام ٢٠١٨ بلغت كمية الغاز المستثمر في جميع حقول البصرة (٧٥٨٩٤٣) مليون قدم مكعب، حيث يحتل حقل الرميلة المرتبة الاولى بنسبة ٤٨,٧٪، ويأتي بعده حقل غرب القرنة بنسبة ١٩,٧٪، والزبير في المرتبة الثالثة بنسبة ١٥,١٪، وفي المرتبة الرابعة جاء مجنون بنسبة ٥,٧٪. وحقل نهران بن عمر خامسا بنسبة ٤,٩٪، واخير حقول اللحيس وارطاوي والطوبة بنسب ٢,١٪، و١,٥٪، و٠,٨٪، في عام (٢٠١٨).

5 مليارات دولار.. خسارة سنوية

يقول النائب عن لجنة النفط والطاقة النيابية صادق السليطي، ان المبالغ الكبيرة المهدورة، كان يمكن استثمارها في بناء صناعة غازية متقدمة تكفي حاجة البلاد دون الاعتماد على الاستيراد من دول الجوار، مضيفا ان “العراق يخسر من خلال إحراق الغاز مبالغ تصل إلى 5 مليارات دولار سنويا، فضلا عن تبذير ما يقرب من ملياري دولار في شراء الوقود السائل المشغل لمحطات توليد الكهرباء وذلك بسبب شح الغاز في البلاد”.

يشار الى أن حرق الغاز المصاحب في الجو، يحتوي على اثار عديدة مضرة بالبيئة وبحياة الكائنات الحية، فعند حرق الغاز المصاحب للنفط الخام، ينتج عن عملية الاحتراق غازات عديدة سامة ومضرة، مثلا غاز اول اوكسيد الكاربون CO وهو غاز سام ومميت جداً، يسبب لمن يستنشقه الخمول الجسمي والتلف الذهني وعندما تتفاقم اثاره يؤدي الى الوفاة.

وتفيد دراسة (العبء العالمي للأمراض) بأن عدد الذين توفوا نتيجة تلوث الهواء يفوق عدد الوفيات المسجلة منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003.

2000 اصابة سرطانية

وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة في اواخر شهر أيار الماضي،  فان 2000 حالة إصابة بالسرطان تسجل سنوياً في البصرة، بسبب مشاعل النفط التي تطلق غازات سامة في الهواء، نتيجة عمليات استخراج النفط بالحقول.

ويقول المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد إنه “على الرغم من حقيقة أن عمليات النفط والانفجارات النفطية تلوث البيئة، إلا أنه ليس من الصواب إقامة صلة بين حالات السرطان والتلوث النفطي، حيث لم يثبت علميا بعد أن هذا هو السبب في ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في المحافظات الجنوبية”.

ويرى جهاد أن “العديد من التقارير تتجاهل أو تتغاضى عن آثار الحروب التي شهدها العراق، بما في ذلك الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت 8 سنوات وحرب الخليج التي استخدمت فيها أسلحة محظورة، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، وكذلك ملايين القنابل والمقذوفات ومخلفات الحرب الملوثة التي لا تزال تهدد حياة سكان تلك المحافظات”.

ووفقا لمدير بلدية منطقة نهران بن عمر، التي تحتوي على واحد من اهم الحقول في محافظة البصرة، فان “الاصابات بالسرطان تتزايد خلال العقد الماضي بنسبة ٥٠٪، بوجود ١٥٠ حالة ضمن ١٦٠٠ ساكن”.

وفي تقرير لمنظمة السلام الهولندية ( PAX ) فان البصرة تحرق من الغاز ما يعادل ما تحرقه السعودية والصين والهند وكندا، لانها موطن حقل الرميلة، ثالث اكبر حقل بالعالم.

البصرة غير صالحة للعيش؟

وأضاف التقرير، ان “البصرة اذا استمرت بحرق واهدار هذه الكميات الكبيرة من الغاز المصاحب فإنها ستكون غير صالحة للعيش خلال ١٠ سنوات القادمة”.

وتشير دراسات أكاديمية الى ان من “الاثار السلبية لحرق الغاز المصاحب، هو ارتفاع درجة الحرارة، حيث ان متوسط درجة حرارة العراق يرتفع بمقدار ضعفين الى سبعة اضعاف، مقارنة مع متوسط الحرارة العالمي. ونتيجة لذلك فإن العراق امام مخاطر الجفاف وندرة المياه”.

عرض مقالات: