اخر الاخبار

لقاء مع القائد الشيوعي السوداني المخضرم صديق يوسف: شعبنا السوداني يناضل من أجل الدولة المدنية الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة شعار ثورته المستمرة

دخل خيمة “طريق الشعب” في مهرجان اللومانتيه في باريس، مهيبا، أنيقا، يرتدي جلابية من القطن، الزي المعروف للرجال في السودان، وبدا لي كأنه خارج من صفحات رواية “دومة ود حامد” للكاتب الطيب صالح. سبقته شهرته إلينا من اليوم الأول لحضورنا المهرجان، فتسابق الرفاق لتحيته والتصوير معه. كان متواضعا بمهابة وهادئا في حديثه بالكاد تسمعه. رغم أعوامه الواحد والتسعين، التي قضى 74 عاما منها، في صفوف الحزب الشيوعي السوداني، كان يسير منتصب القامة، بخطى ثابتة ويتحدث بترو ووضوح. ارتجفت اصابعي، حين شد عليها بقوة الكف التي تخيلت كم صافحت من ايادي مناضلين في الحزب الشيوعي السوداني، عمل إلى جانبهم، منهم شهداء، لهم عبق الاساطير، مثل جوزيف قرنق، عبد الخالق محجوب، هشام العطا، الشفيع أحمد الشيخ، محمد إبراهيم نقد، فاطمة أحمد إبراهيم وآخرين.

بعد تأسيس الحزب الشيوعي السوداني في العام 1946، انتمى إليه بعمر يافع، بعد تأسيسه بسنتين، فيعتبر الآن من المؤسسين، وعمل في صفوفه بدون انقطاع، وواجه كل عنت وعسف الحكومات المتعاقبة من ملاحقات واعتقال، آخرها كانون الأول/ ديسمبر 2018 واستمر حتى آذار/ مارس 2019.

 عن أخر التطورات في أوضاع السودان، الذي شهد حركة احتجاجات عارمة، شارك فيها الحزب الشيوعي السوداني بنشاط، اندلعت يوم 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 في أغلب المدن السودانيّة بسببِ ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد على كلّ المستويات، والفساد في أجهزة الدولة واستمرار الحرب في العديد من الأقاليم. وإذ شهدت الاحتجاجات ردا عنيفا من جانب حكومة عمر البشير، استخدم فيها الرصاص الحي، فإنها ازدادت أوارا  رافعة شعار (تسقط بس)، ولم تتوقف رغم سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وأدت إلى تدخل الجيش في 11 أبريل / نيسان 2019، ليعلن خلع الرئيس البشير عن السلطة وبدء مرحلة انتقالية لمدة عامين تنتهي بإقامة انتخابات لنقل السلطة، وتشكل مجلس سيادة مختلط من المدنيين والعسكر، لكن سرعان ما نفذ العسكر انقلابا في  25 أكتوبر/ تشرين الثاني العام الماضي، لإجهاض الثورة، فواجه احتجاجات من أبناء الشعب ولا تزال مستمرة، فكان لنا كان لنا حديث مستفيض مع الرفيق صديق يوسف ، عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، هنا اهم ما ورد فيه :

الرفيق المناضل القدير صديق يوسف، نكرر التحية باسم هيئة تحرير «طريق الشعب»، وباسم كل الشيوعيين العراقيين، الذين ينظرون باعتزاز الى نضالات الحزب الشيوعي السوداني وما قدمه من تضحيات وشهداء لأجل تحقيق أهدافه السامية في بناء مجتمع مدني ديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام لجميع أبناء الشعب السوداني الموحد.

لنبدأ حديثنا من الأوضاع الأخيرة في السودان، انقلاب العسكر وما تبعه  

  • في البدء أكرر الشكر للرفاق في الحزب الشيوعي العراقي، في كل مكان، وعبر “طريق الشعب” أوجه تحيات التضامن والاعتزاز بنضالاتهم التي نتابعها باستمرار، ونستلهم منها الدروس، ونحيي فيهم جهاديتهم العالية واستمرارهم على طريق النضال بدون تخاذل رغم كل الصعوبات والمعوقات والتضحيات.

اما عن السودان، فما حدث في 25 أكتوبر/ تشرين الثاني العام الماضي، كان انقلابا عسكريا، موجها ضد ثورة ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 المجيدة، بقيادة عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، الذي كان رئيسا لمجلس السيادة، الذي يجمع بين المدنيين والعسكريين، اذ حل الانقلاب مجلس السيادة والوزراء، أعلن حالة الطوارئ وعلق العمل بمواد الوثيقة الدستورية، التي وقعت بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير الذي يمثل أحزاب المعارضة السودانية التي ساهمت في الاحتجاجات التي أطاحت بحكم عمر البشير. فحصلت حركة احتجاجية ضد الانقلاب، حالما تسرب خبر الانقلاب، اشتركت فيها كل جماهير شعبنا، في كل مدن السودان، كانت حركة جماهيرية تلقائية لمعارضة الانقلاب العسكري والجهات القائمة عليه.  كما هو متوقع واجه الانقلابيون الجماهير بالقمع والرمي بالرصاص واختطاف وتغييب المناضلين، ولاتزال الاحتجاجات مستمرة، وسقط أكثر من 117 شهيدا في التظاهرات والاعتقالات لعشرات الآلاف من الشباب الذين يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب، بعد ان يتم تسليبهم من ممتلكاتهم، نقودا او هواتف وغيرها. وأصبحت ظاهرة التسليب من قبل قوات الأمن أسلوبا معتمدا لمضايقة أي مجموعة شباب، حتى لو لم يكونوا مشتركين في تظاهرة.

بعد الانقلاب، تابع العالم عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لموقعه ثانية وثم استقالته من جديد، كيف قرأ الشيوعي السوداني هذه الملابسات؟

  • ادانت بعض الدول الافريقية والاوربية الانقلاب العسكري، الاتحاد الافريقي، الهيئة الحكومية للتنمية (أيغاد) وطالبت بأطلاق سراح عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، والعودة للحكم المدني. تم إطلاق سراح رئيس الوزراء، لكنه استقال بعد أقل من شهر. لم تكن استقالته صادمة لنا، لكنه حين عاد ووقع اتفاقا شرعن فيه الانقلاب، صدم كثير ممن وجدوا فيه خيرا لقيادة المرحلة الانتقالية. وحين فشل في الحد من تدخلات المجلس العسكري في سلطاته التنفيذية التي تخولها له الوثيقة الدستورية، وجد ان الاستقالة أكرم له. بعد الانقلاب شكلت لجنة ثلاثية من الأمم المتحدة، الاتحاد الافريقي منظمة الهيئة الحكومية للتنمية “ايغاد”، وتمت دعوة مع كل القوى السياسية، وقدمت لنا، للحزب الشيوعي السوداني الدعوة أيضا وحضرنا ثلاثة رفاق، كنت من ضمنهم. وجدنا ان هناك تواطؤا بين قوى الانقلاب وهذه اللجان. فكانت مطالبنا واضحة: كيف تكون رئاسة الدولة، كيف ننتخب رئيس الوزراء، البرنامج الاقتصادي واجراء الانتخابات؟ قلنا إننا لا يمكن ان نجلس مع الانقلابيين، وعند وقت الاجتماع كان عدد الشهداء أكثر من 70 شهيدا، واعتبرنا النظام مسؤولا عن قتل الشهداء، وان قادة الانقلاب مجرمون ولا يعقل ان نجلس معهم، بل يجب ان يعاقبوا وان المساءلة والمحاكمة شرط أساس. حضرت بعض القوى السياسية من قوى الحرية والتغيير هذه اللقاءات. وكان هناك موقفان متعارضان: موقف يوافق على التفاوض مع العساكر قادة الانقلاب، وموقف الرفض، موقف الحزب الشيوعي السوداني الذي يلخص باللاءات الثلاثة: لا للتفاوض، لا للشراكة ولا شرعية للانقلاب. ان شعبنا يواصل نضالاته، ويثبت كل يوم رفضه التام للأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية، وعشقه للحرية والديمقراطية والعدالة، وقد قرر إقامة سلطة الدولة المدنية الديمقراطية ولا يرضى بديلًا لها، كما اختار الحرية والسلام والعدالة ورفعهم شعار لثورته المستمرة.

هل تجدون ان قوى الانقلاب متجانسة؟ أم هناك صراعات فيما بيها؟ كيف يستثمر الحزب الشيوعي السوداني والحركة الوطنية الخلافات ان وجدت؟

  • أن قوى الانقلاب العسكري، لها قيادتان، قوى الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوى المليشيات، او ما يسمى بالتدخل السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، والمعروف باسم حميدتي، وصدر في أيام حكم البشير قرار بدمج المليشيات مع قوى الجيش. كانت المليشيات عبارة عن جماعات للنهب، وهي قوى بدون تدريب عسكري، اغلبهم من القرويين والرعاة، أعطاها النظام السابق صفة الشرعية، لأسباب تخص تدعيم سلطته، ومن الأيام الأولى كانت هناك مقاومة معلنة وغير معلنة، من قبل الضباط النظاميين في الجيش السوداني لهذه الإجراءات. أيضا ان هذه المليشيات هي القوى المتورطة بعمليات تهريب الذهب السوداني، وهناك العديد من التقارير الصحفية التي سلطت الضوء على تهريب أكثر من مئة طن من الذهب السوداني إلى روسيا، الذي خلق علاقة ما بين هذا النظام وروسيا، وحين بدأ غزو أوكرانيا صرح زعيم المليشيات أنه سيعطي روسيا قواعد عسكرية عند البحر الأحمر مما اثار غضب السعودية ومصر وطبعا الامريكان، وبهذا أدخلونا قسرا إلى الصراع العالمي الذي سيؤثر كثيرا على مصالح شعبنا السوداني. نحن كحزب شيوعي سوداني لنا موقف مستقل من الحرب في اوكرانيا ولا نصطف سوى إلى جانب شعبنا، فلو قامت هذه القواعد العسكرية سيكون بلدنا جزءا من الحرب القائمة، مثلما تم توريط السودان بأرسال وحدات من هذه المليشيات إلى اليمن حيث حاربت إلى جانب القوات السعودية هناك. ان الصراع بين مراكز القوى في الانقلاب مستمر، نحن نتابع ذلك، نتواصل مع أبناء شعبنا من الضباط المخلصين، نواصل التحشيد لأجل برنامجنا السياسي المعلن.

كيف كانت رؤية الشيوعي السوداني للخروج من الازمة وملابساتها؟

  • اعد الحزب الشيوعي السوداني وثيقة سياسية، ودعونا كل القوى السياسية، وقوى التغيير الجذري، لمراجعة التجربة السياسية منذ الاستقلال في 1956، فتجربتنا السياسية كانت مليئة بالانقلابات العسكرية وسيطرة القوى اليمينية التي دعمت العسكر لإدارة مقاليد الحكم. نحن في الشيوعي السوداني وجدنا ضرورة وجود اتفاق حول برنامج حقيقي للانتقال الديمقراطي والإصلاح الاقتصادي والعلاقات الخارجية السليمة. رفضنا اي تدخل عسكري في المنطقة والسودان. رفضنا أي مشاركة في أي اتفاقات وتحالفات عسكرية تهدد استقلال بلدنا، وبنفس الوقت طالبنا ببناء علاقات متكافئة في مصلحة شعبنا السوداني. طالبنا بنظام برلماني يبدأ من القرية، صعودا للعاصمة. طالبنا بالسلام، ونرى ان السلام لا يمكن ان يكون باتفاقات بين العساكر من حاملي السلاح، لابد من معالجة الأسباب التي أدت إلى حمل السلاح، لابد من برنامج تنمية يعالج الدمار، يعالج الهجرة والنزوح، فمن دافور وحدها هاجر أكثر من أربعة ملايين، إلى خارج السودان او يعيشون في المدن التي تشكل الاحزمة، لابد من معالجة الآثار التي تواجه الجنود المسرحين، لابد من حل جميع المليشيات ويكون السلاح بيد الدولة، وتكوين جيش وطني موحد، وثم السعي نحو انتخابات ديمقراطية نزيهة.

في خضم هذا المسعى، وسعي الحزب الشيوعي لتحقيق أهدافه البرنامجية في التغيير، ماذا عن القوى السياسية السودانية التي يجدها الحزب قريبة منه، ويعتبرها حليفته في النضال؟

  • نحن في الحزب الشيوعي السوداني، نعتبر ان قوى الحرية والتغيير كانت قوى حاضنة سياسية للنظام من بعد الثورة، لكنها إلى حد الآن لديها تطلعات للحل عن طريق التفاوض مع قادة الانقلاب، ونحن نرفض هذا. نحن، كحزب شيوعي سوداني، نطالب بأسقاط النظام العسكري عن طريق الأضراب السياسي، وان القوى التي تؤمن بهذا الطريق، هي القوى الجوهرية والاقرب لنا، وهي قوى الشعب، من عمال وكادحين وطلاب وشباب ونساء، وأيضا النقابات، خصوصا ان حركات الاضرابات لا تزال مستمرة.

وماذا تحدثنا عن علاقة حزبكم مع الحركة النقابية؟

ان علاقة الحزب الشيوعي السوداني بالنقابات علاقة تاريخية، وهذه لن يفهمها قادة الانقلاب الذي منع العمل النقابي. اننا حاليا موجودون في كل تجمعات للعاملين. فبمشاركة من الشيوعيين، ولأول مرة حصل ان أعلنت إعادة تأسيس نقابة للصحفيين، برغم من عدم وجود قانون. الحركة النقابية في السودان عريقة، لها تاريخ مجيد في مواجهة مختلف الحكومات، وكان الشيوعيون من أبرز قادتها، فالاتحاد العام لنقابات العمال كان يقوده الشهيد الشفيع أحمد الشيخ المعروف عالميا. هذا الاتحاد قام بدون وجود قرارات تجيزه. فمن بعد ثورة 1964، لم يعد العمال ينتظرون قرارا من أحد، ان مواثيق مكتب العمل الدولي تقول ان العمل النقابي لا يشترط قرارا من الحكومات، ان السلطة والشرعية لتجمع العاملين. ونعتقد ان نقابات العاملين هي واحدة من الحلفاء الأساسيين، ايضا لجان المقاومة، المشكلة من قبل الشباب من مختلف الاتجاهات السياسية، ولدينا علاقات تنسيق جيدة معها، حتى بين صفوف قوى الجيش والشرطة، كذلك المنظمات الشبابية، النسوية، المهندسين والمحامين وغيرها

تابعنا بأعجاب مساهمات المرأة السودانية في احداث الثورة وفي مواجهة الانقلاب، هلا تحدثنا عن الدور المتميز للمرأة السودانية؟

  • نعم، انه فعلا دور متميز، وطالما حيا وساند حزبنا دور المرأة في النضال لأجل حقوقها وحقوق أبناء شعبها. لقد قمعت مختلف الأنظمة نضالات المرأة، ومنذ 2018 حاولت السلطات تغييب وقمع دور المرأة في تطور الاحداث، لكنهم فشلوا. ففي التظاهرات والاعتصامات واثناء قمعها في احداث ديسمبر، بمختلف الطرق من قبل القوى الأمنية، يحصل ان بعض الشباب يتراجعون لكن النساء لا يتراجعن، فثباتهن يدفع الشباب ويحرضهم للعودة. كان دور المرأة في الثورة ومعارضة الانقلاب دورا كبيرا ولها مواقف جريئة ومشرفة.

في العقود الأخيرة لاحظنا انتظاما في انعقاد مؤتمرات الحزب العامة، وتابعنا ما تنشره صحيفة الحزب المركزية (الميدان) بين الحين والأخر، عن تحضيرات تجرى لعقد مؤتمر الحزب السابع، فمتى سيعقد المؤتمر؟ وأين سيعقد؟

  • كل مؤتمرات الحزب الشيوعي السوداني عقدت داخل السودان، شخصيا حضرت المؤتمرات: الثالث، الرابع، الخامس والسادس، وإذا طال بنا العمر سنحضر السابع. وبسبب من ظروف عمل الحزب الصعبة والمعقدة، كان هناك انقطاع بين فترة عقد المؤتمر الرابع والخامس، حوالي ثلاثين سنة. المؤتمر الخامس والسادس عقدا بشكل علني، وما سبقه عقد بشكل سري. وعن المؤتمر السابع، فان التحضيرات والاعمال لعقده جارية ومستمرة، إذا نجحنا ربما يعقد نهاية هذا العام او مطلع العام القادم. كحزب انجزنا اعداد وثائق المؤتمر الأساسية وصدرت نهاية أغسطس/ آب الماضي: المقترحات للتعديلات على دستور الحزب (النظام الداخلي)، التقرير السياسي للجنة المركزية ومشروع برنامج الحزب. ووثائق الحزب حسب النظام الداخلي يجب ان تكون جاهزة قبل أربع شهور وتطرح للنقاش من قبل منظمات الحزب، هذه المرة سنحرص على اشراك القوى الديمقراطية في مناقشة الوثائق.

لنتحدث قليلا، عن العلاقات التاريخية بين حزبينا الشقيقين العراقي والسوداني؟

  • منذ بدايات تأسيس حزبنا ارتبطنا بعلاقات عميقة مع الحزب الشيوعي العراقي، فحزبنا تأسس عام 1946، بينما تأسس الحزب الشيوعي عام 1934، فتعلمنا الكثير من مدرسة نضالات الحزب الشيوعي، وقدم لنا الحزب الشيوعي منذ البدايات مختلف أنواع الدعم، خاصة تزودينا بالأدبيات الماركسية المترجمة إلى اللغة العربية، وتعلمنا من كوادر الحزب الشيوعي بعضا من فنون العمل السري، مثلا الطباعة بالرونيو. وان رفاقنا، ممثلين حزبنا في المنظمات العالمية، على تنسيق دائم مع كوادر الحزب الشيوعي العراقي الشقيق، في اتحاد الشباب العالمي، اتحاد الطلاب العالمي، اتحاد النساء العالمي، واتحاد العمال العالمي وغيرها. ولطالما كانت هناك لقاءات بين قيادة حزبينا لتبادل الخبرة والتضامن، وفي الفترة الأخيرة، تم تبادل الزيارات بين الحزبين على مختلف المستويات، ومنظمات حزبينا خارج الوطن، مثلما حصل في لندن وفنلندا، ودول اوربية أخرى تنسق العمل التضامني فيما بينها، وفي مؤتمر حزبنا السادس 2016، تلقينا رسالة تهنئة تضامن من الحزب الشيوعي نتشرف بها كثيرا.

وبحكم سنوات نضالكم المديدة والمجيدة في صفوف الحزب الشيوعي السوداني، هل اتيحت لكم الفرصة للقاء مع بعض القادة التاريخيين من قيادة الحزب الشيوعي العراقي؟

  • للأسف لم تتح لي شخصيا في السابق فرصة التشرف بلقاء قياديين من الحزب الشيوعي، من الرفاق الذين سمعنا بأسمائهم كثيرا، مثل سلام عادل، عزيز محمد، زكي خيري وعامر عبد الله واخرين، فعملي ونشاطي كان بالأساس داخل السودان، وقليلا ما غادرت البلاد. وفي أجواء مهرجان اللومانتيه، هذا العام، وكما ترى الآن، كل يوم تقريبا أزور خيمة طريق الشعب، فالتقي هناك رفاقي واصدقائي، استمع لأحاديثهم ونتبادل الأفكار والرؤى، وكانت لي لقاءات وافية ومثمرة مع الرفاق ممثلي قيادة الحزب الشيوعي العراقي.

كيف ترى مساهمات الشيوعيين عراقيين وسودانيين، في مهرجان اللومانتيه؟

  • في البدء لابد من شكر وتثمين الحزب الشيوعي الفرنسي، للمثابرة في تنظيم هذا المهرجان، الذي أصبح علامة دالة على نشاط قوى اليسار والشيوعيين. والمهرجان يوفر فرص غير قليلة للشيوعيين وكل قوى اليسار للقاء وتبادل التجارب والمعارف الثورية. فلأول مرة شخصيا مثلا التقي برفاق من كوريا الجنوبية واسمع منهم ويسمعون منا. زرت عدة مرات خيمة (طريق الشعب)، واستمعت فيها لمحاضرات وتابعت فعاليات، ومسرور جدا ان خيمتي حزبينا تستقطبان الكثير من الزوار، خصوصا خيمة (طريق الشعب)، التي اجدها على تنظيم عال وفاعل، ومن خلالكم أقدم تحية تضامن واعتزاز للعاملين في الجريدة ولقرائها.
عرض مقالات: