اخر الاخبار

 من خلال قراءتي لقصيدة الشاعر نوفل الصافي وغيرها من قصادئدنا الشعبية، وجدت ان القصائد الشعبية العراقية تتأصل وتتجذر في صورها البلاغية الآخاذة، وانها طرقت ابواب الغزل والرومانسية الحديثة، فاعتقد ان البعض ينظر للرومانسية من منظور ضيق، فيعتبرها مشاعر الحب بين الطرفين على الرغم من ان الرومانسية لها معنى اشمل وادق من ذلك، المرء قد يكون رومانسياً لنفسه، لذاته، فالرومانسية مع شخص اخر، هي احد الاحاسيس الناعمة الرقيقة، التى نشعر بها، حينما يملؤنا حب الحياة والاستمتاع بجمال الطبيعة، عندها تتولد لدينا رغبة في الحب والجمال، فالكتابات العاطفية عن المحسوسات غزيرة بحالات الوصف التعبيرية، فالصور التي يكونها العقل عن تلك المحسوسات، تكون أكثر تأثيراً من أي كلمات وصفية تحاول دائماً وصف الصورة نفسها، وبالوصف الموجود في القصيدة، يستطيع القارئ أخذ الخبرة من الطرف الآخر من خلال تكوين صورة خاصة به، وبنفس الأسلوب والنبرة العاطفية في الكتابة الرومانسية، فمثل هذه الاشعار ستكون لها القدرة على الاحتفاظ بالنص في الذاكرة، وايضا اخذت القصائد الشعبية بالتناص مع اشياء المحيط، لتكون حاضرة في التأثر والتأثير، ولها القدرة على المكوث في الخاطر والذهن، يقول الشاعر الصافي:

(ياشذر طيفي ونثيث اصباي

دبرني اشتهيتك

شوغة الرغبة كتلتني

اومن اذكرك... اتخرخش ابگلبي سوالف مدري شنهي

اومدري ليش.. ابروحي صمّ اطفال تنشغ..اشتهيتك.

اشتهيتك

گاع تشرب ملحة اجنوني اوتخضر تين بري!!) فصور عاطفة الحب.. رغبة وارض، وبين اللامرئي الرغبة، والمرئي الارض، تمكن الشاعر الصافي من اثبات صدق عاطفة الحب، كون الحبيب يجعل من حضوره عسلاً، بقول الشاعر: (اتعســّل الحنظل لون جسته ابحلاتك!!)، فاختلاف الاشياء وتضادها، لايفسد معنى الشاعر، الذي التقطه من خلال اعماق المحبة، بل يثبت هذه العاطفة، وكي يجسم الصورة اكثر، راح يستعير مؤثرات الواقع والمحيط بما فيه الزمن الماضي، فتناص مع ونين المطرب الخالد داخل حسن، حيث يقول:

(اوتكوي قمصان الونين الطبگتهه ابصوت (داخل) !!

صوت (داخل) بي لگيتك...اوبي عرفتك

اوبي بچيتك واشتهيتك.

انت تدري من يوّن (داخل) اهيــس روحي

لضلوعي تشيغ .. ترگص الگصبة اعلى ريتي

اوچنـي اغط

لحزامي بالكاس)

وهذا تأكيد لروح المعنى الرومانسي، الذي بدأه الشاعر في قصيدته، وختمها في قوله:

(إنته گتلي

لفــتـح البيبان كلهه..

واغلگ البيبان كلهه

او (هيت لك ) بس الك وحدك !!

لا (تقــد) مني قميص

ولا (أقد) منك قميص

لأن احنه اثنـينـه ابلايه قميص)

ليثبت انه، هو وحبيبه عُريا، الا من اثواب الحب والصدق في ذلك، فليس لنا حاجة لفتح، أو غلق الابواب، وهذا تناص مع قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم، فالحب، كما عكسته كلمات الشاعر نوفل الصافي، هو الحياة التي نعيشها والهواء الذي نتنفسه، وهوالشعور بدمنا يتحرك بداخل عروقنا، وكذا هو الشعور بالخيال والشعور بالوجدان، وبجمال كل ما حولنا.

 

عرض مقالات: