اخر الاخبار

أنهار كثيرة بكت شعراء خلّدوها ومضوا.. دجلة الجواهري وبويب السياب وبردى أحمد شوقي ونيل أمل دنقل. كان برتولد بريخت في خمسينيات القرن الماضي قد دوّن سيرته بين مويجات نهر المسيسبي العجوز الذي "يجرف المواشي والأرض" أما موفق محمد أبو خمرة فقد أعطى لنهر الحلة إجازة المرور الطليق إلى طلْق أمّه وهي تقترحه جنينا في رحمها النبيل: "أرجو ان لا يخاف أحد/ ها أنا أحب الحلة/ فما زلت جنيناً في رحمها/ أسمع صوت أمي/ في هسهسة الخبز/ وفي نهرها الهادر بالحَمَام/ هذا النهر الذي مد ذراعيه وسحبني برفق من رحمها/ وخبأني وأراني ما في قلبه من تيجان/ وكنوز/ ولفّني في سورته/ لكن نهر الحلة قد اكتسى بالسواد /لأن النهر يلبس عباءات الثكالى/ ثكالى الحروب التي دمرت وطنه/ يا نهر أنّى لك هذا السواد".

ويشاء موفق محمد أن يحاور أنهار بلده الأخرى من فوق جسر نهر الحلة العتيق: "سألوا دجلة، وهو مشلول الضفتين /مثقل بالرؤوس اليانعة التي تقوم فيها الساعة وينشق القمر/ ما الذي تتمناه الآن؟ /فرتّل بموجة مقطوعة اللسان/ أروني الفرات/ لأطبع غيمة دافقة على جبينه/ وأعزف له بساقيةٍ ثقَبَها الرصاص".

*قالوا:

"لا تخف من النهر الجاري".

 مثل شعبي شامي