تُفسَد وتتشرشح وتضيع القضايا الوطنية الكبيرة ومصالح الشعب وحقوقه، اذا ما تحَكّم فيها، طرفان، أولهما الحرامية واللصوص، ومن تنقصهم قطرة الحياء ولوازم العفة، وثانيهما، الصبيان والمزعطة مرتقو ناصية السياسة والبرلمان من بوابات غامضة من حيث تشابك الولاءات والحسابات، ومفضوحة من زاوية السباق إلى المواقع والمليارات والأصوات الانتخابية، المهووسون بالتشهير، طالما يسهل امتطاء "الرجز" بالتشهير، وقديما قيل إن بحر الرجز حمار الشعراء.
أظن ان هذه المقدمة تلامس جديد قضية خور عبد الله، والتجاذبات التي، في حال استمرارها ومرمطتها في الإعلام، والمزايدات، ستدفع العلاقات العراقية الكويتية إلى بؤرة توتر تصعب العودة عنها، مع محاولات أطراف خارجية الاستثمار في الأزمة، عبورا من فوق ملف المشكلة الأصلية ذات الصلة بغزو صدام للكويت قبل 35 سنة وبالعقوبات والقرارات الدولية العقابية المجحفة بحق العراق ومستقبله، جنب أحلام التمدد والقضم الكويتية، قصيرة النظر، حيث لا يمكن نزع الأضرار التي لحقت بالعراق إلا من خلال علاقات "اخوية" وشبكة تواصل تجاري وامني وثقافي ودبلوماسي بينية وراسخة بين الدولتين ومراعاة فروض الجيرة والخصوصيات والهواجس وتهذيب الإعلام من الصُراخ والتهديدات المتبادلة.. ثم.. التذكير بأن اللعب في الجغرافيا كما اللعب في حقلٍ ملغوم.
*قالوا:
"إذا تمّ العقلُ نقص الكلام".
الإمام علي