اخر الاخبار

قلنا ذلك مرارًا، وكرره العديد من الزملاء الإعلاميين: إنكم، يا قيادات المؤسسات العامة والمجتمعية والرياضية، تركزون جلّ اهتمامكم على رياضة كرة القدم، دون أن تفكروا أو تقدموا الدعم الكافي والمناسب لبقية الألعاب، وخاصة الألعاب الفردية، التي أثبتت دومًا قدرتها على تحقيق الإنجازات والنجاحات.

إن هذا التجاهل لبقية الألعاب، لاسيما الفردية منها، ساهم بشكل واضح في تراجعها وفشلها، رغم أهميتها وضرورة ممارستها، فهي ألعاب قادرة على تحقيق النجاحات والمكاسب بدعم أقل، كما أنها تشجع الشباب على الانخراط في الرياضة.

وبسبب هذا النهج والسياسات الرياضية غير المتوازنة، تحولت الرياضة في بلادنا إلى كرة قدم فقط، مع بعض الألعاب المساعدة، في حين ساهم الإعلام الرياضي، للأسف، في ترسيخ هذا التوجه غير الصحيح، إذ يتركز اهتمامه على أخبار دوري كرة القدم، والمنتخب الوطني، دون الالتفات إلى بقية الألعاب، ومنها الألعاب الفردية.

فعلى سبيل المثال، أحرز أحد أبطال رفع الأثقال، الشاب موسى خضير صبحي، وسامًا فضيًا في بطولة العالم للشباب والناشئين في بيرو، وهو مشروع بطل قادم كما أشار إلى ذلك خبراء اللعبة، مثل الحاج عقيل عطرة والدكتور محمد صالح محمد كاظم، وآخرون. وكذلك الحال مع الرباع الشاب علي عمار يسر، حيث أكد الخبراء والمدربون المختصون في رياضة رفع الأثقال أن هؤلاء يمكن أن يكونوا أبطالًا أولمبيين، إذا ما تم توفير الدعم والرعاية والظروف المناسبة لتطويرهم وتدريبهم بشكل صحيح.

إن هذه المواهب الصاعدة تحتاج إلى الدعم والإسناد، لكن زملاءنا في البرامج الرياضية لم يسلّطوا الضوء على هؤلاء الأبطال، ولم يستضيفوهم في لقاءات خاصة، لأن اهتمامهم يتركز فقط على كرة القدم، دون منح مساحة كافية لبقية الرياضات.

أقول لأحبتي في الإعلام الرياضي: إنكم أمام واجب تاريخي ومسؤولية مضاعفة، تتمثل في إنصاف بقية الألعاب، لاسيما الفردية منها، كرفع الأثقال، والمصارعة، وغيرها، فقد كنّا في هذه الألعاب أبطالًا مشهودًا لنا بالكفاءة والقدرة. لذلك، علينا أن نعيد لها مكانتها، ونعمل على نشرها وتطويرها في جميع المحافل والمشاركات.

كما أن من واجب المؤسسات الرسمية، لا سيما وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، أن تهتم وترعى الألعاب الفردية، لأنها تمثل الأساس الحقيقي للنجاح الرياضي في العراق، من خلال تأسيس مراكز تدريب متخصصة، وتوفير الدعم المالي، وتعيين المدربين والخبراء المؤهلين.

عندها فقط نستطيع أن نعدّ أبطالًا ينافسون أبطال العالم، ويحققون الإنجازات المرجوة. أما أن يبقى التركيز فقط على كرة القدم، فهذا وضع بائس وغير منصف.

أقول مجددًا لأحبتي في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية: نعم، اهتموا بكرة القدم، وادعموها بما تستحق، ولكن ليس على حساب بقية الألعاب. لأن التركيز على كرة القدم فقط سيؤدي بنا إلى خسارة الرياضات الأخرى، وهذا ظلم وإجحاف بحقها، خاصة وأن لكل لعبة جمهورها ومحبوها.

فلنعطِ كل رياضة حقها، كما هو الحال في سائر دول العالم. وقد كانت خطوة وزارة التربية في استحداث مدرسة إعدادية متخصصة في شؤون الرياضة خطوة مباركة وفي الاتجاه الصحيح، لأنها تشكل نواة لصناعة أبطال في مختلف الألعاب.

أملنا أن نجد من يهتم ويرعى رياضة الألعاب الفردية، لما لها من دور في رقي وتقدم الرياضة العراقية، سواء الفردية منها أو الجماعية.