اخر الاخبار

تزداد الفجوة الاقتصادية بين الأكثرية المعدمة والكادحة والفقيرة، التي ليس لها في هذا البلد، سوى العمل اليومي الذي تقتات عليه، وبين اقلية يزداد غناها يومياً بسبب ما اكتسبته من مال سحت وحرام.

وبنظرة سريعة الى هذه المجموعة الصغيرة نجدها تجاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما تملك، حيث بدأ بعضهم بتأسيس مشاريع خاصة له واخذ يروج لها، مثل الحدائق والمطاعم والفنادق والصالونات وغيرها، في حين بقى أبناء الفقراء يبحثون عن أي وسيلة تبعدهم ولو مؤقتاً عن واقعهم المأساوي، فوجدوا في  بطولة خليجي 25 البصراوية ضالتهم، اذ جلبت الالاف منهم للفسحة والتمتع، ولكن حتى هذه اللحظة افسدها كبار سراق المال العام وبلوكراتهم بصور معيبة.

ولم يكن هتاف الجمهور (نزل الدولار) في احتفالات نهائي البطولة، وما بعده من فعاليات احتجاجية الا تعبير واضح، عن مدى الصعوبة التي تواجه هؤلاء في حياتهم اليومية.

مقابل ذلك، لم يستطع حتى الآن أي شخص مسؤول الإجابة على السؤال الكبير: ما هي الإمكانات التي وفرتها الحكومات المختلفة لهؤلاء الأكثرية، لضمان عيش كريم لهم؟، وهل ستقدم اصلاً؟

لقد وصلت أطماع الفاسدين الى لقمة عيش هؤلاء، وتوظيفها سياسياً، من خلال جمع عدد كبير من معاملات المعدمين المستحقين لراتب الاعانة الاجتماعية، وتقديمها الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مقابل حصولهم على أصواتهم، ولكن مَن للملايين الاخرى، الذين ليس لديهم نائب في مناطقهم، وهل تستطيع الخطط المعلن عنها توفير عيش كريم للـ25 في المائة الذين يعيشون تحت خط الفقر؟

ألا يسمع المتنفذون صيحات المواطنين اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟، فهذا الذي يتحدث عن انعقاد قمة عربية بسبب تنوع البلدان التي ملأ فيها ثلاجة مطبخه من خضارها وفواكها، وذاك الذي يتحدث عن خفض عدد وجبات طعام اسرته الى اثنتين فقط، بسبب العوز، ألا ينظر هؤلاء من سياراتهم المضللة الى كم المتسولين المنتشرين في تقاطعات الشوارع؟ هناك الكثير والكثير من هذه الكوارث والمآسي، والاصوات ترتفع، لكنهم صمٌ وبكمٍ.

وبينما تؤكد المعطيات، ان استمرار البلد في الاعتماد على نفس الطريقة البالية في دعم الموازنات السنوية، ستجعل من اقتصاده يعاني من أزمات تلو الازمات، في المقابل يتغاضى أصحاب “الكروش” الكبيرة عن سماع الأصوات الداعية الى استثمار الإمكانات والثروات المتوفرة، لتنويع الاقتصاد.

ان تجاهل أصحاب الكروش لهذه الصيحات، ليس عن جهل بالوضع الذي تمر به الأكثرية المعدمة، بل هو نهج متبع من قبلهم لتجويع هؤلاء، كون جوعهم سيكون وسيلة لزيادة ثرواتهم، وسيزدادون غنى. في المقابل، فأن هؤلاء المقيدين بالسلاسل، سيكسرونها ذات يوم، وسيزدادون غضباً، يحول أيام القلة الحاكمة الى جحيم.

عرض مقالات: