اخر الاخبار

أثار قرار وزارة الصناعة عرض معملي الصوفية والسجاد اليدوي في الكاظمية (المعروف سابقًا بمعمل فتاح باشا) للمساطحة، ردود فعل رافضة من أهالي المدينة والمناطق المجاورة، الذين اعتبروا الخطوة مساسًا بأحد أهم معالم الكاظمية الصناعية والتاريخية. ويأتي القرار استنادًا إلى كتاب رئاسة مجلس الوزراء، الذي أعلنت الوزارة عن تنفيذه في شباط الماضي، عارضة المساطحة بمبلغ يناهز تسعة مليارات ونصف المليار دينار.

الناشط باسم المنذري، من أهالي المنطقة، أوضح لـ"طريق الشعب" أن المعمل كان يُعد الأول في العراق ضمن صناعة النسيج، حيث كان يعمل بثلاث وجبات يوميًا، ويضم أكثر من 700 عامل، قبل أن تتراجع أعداد العاملين اليوم إلى 65 عاملاً من كبار السن فقط، دون تجديد في الأيدي العاملة، ما يُعَدّه الأهالي محاولة متعمدة لإعلان المعمل خاسرًا.

وأضاف المنذري أن الوزارة ما تزال تروّج لمنتجات المعمل عبر صفحاتها الرسمية، مما يؤكد قابليته على الإنتاج والاستمرار. وتابع قائلًا: "المعمل يمتد على مساحة 15 دونمًا، وتخطط الجهات الرسمية لإزالته وتحويله إلى حدائق ومشاريع ترفيهية، رغم أن الكاظمية تضم أصلًا متنزهات كبيرة مثل متنزه الجوادين وأرض الشعبة الخامسة".

وبحسب الأهالي، فقد جرى تشكيل لجنة شعبية ضمّت عددًا من الشخصيات، قامت بجمع مئات التواقيع ورفعها إلى الجهات المعنية، فضلًا عن زيارات شملت رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، الذي وعد بتحويل الملف إلى النزاهة، وكذلك زيارة مديري معملي الصوفية والسجاد، والمدير العام للشركة العامة للصناعات النسيجية والجلود، وعقد ندوة جماهيرية في مكتبة الكاظمية العامة، حضرها النائب معين الكاظمي وشخصيات اجتماعية وصناعية، أُلقي خلالها بيان جماهيري باسم الأهالي جاء فيه:

"نحن أهالي الكاظمية نعلن رفضنا القاطع لبيع معمل فتاح باشا وتحويله إلى المساطحة. نطالب بإعادة تأهيل المعمل وتشغيله بما يعزز الصناعة الوطنية ويوفر فرص عمل للشباب. نؤكد على ضرورة إشراك المجتمع المحلي في أي قرار يخص مستقبل مدينتنا، ونطالب بإيقاف إجراءات المساطحة فورًا، فالكاظمية ليست للبيع".

وأشار المنذري إلى أن أمانة بغداد قدّمت المشروع مع المخططات ضمن حملة تطوير المدينة التي أطلقها رئيس الوزراء، ووافق عليه مجلس الوزراء، لكنه لم يحظَ بأي تقدم في المزايدة بسبب القيمة التقديرية المرتفعة للإيجار، ما دفع الوزارة لإعادة طرحه بعد تخفيض القيمة بنسبة 10 بالمئة.

ورغم المطالبات المتكررة بتطوير شركات ومعامل وزارة الصناعة، تؤكد الوزارة في كتاب صدر عنها مؤخرًا على تصفية الشركات "الخاسرة"، وهو ما يثير قلق الأهالي والناشطين بشأن مستقبل المعمل.

هذا، وقد قام وفد من الأهالي والحزب الشيوعي العراقي ونقابات العمال بزيارة المرجع الديني السيد حسين الصدر، الذي أعلن بدوره دعمه لمطالبهم، إضافة إلى إجراء لقاءات مماثلة مع شخصيات دينية واجتماعية، فيما لوّح الأهالي بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية أمام المعمل في حال تجاهل مطالبهم.