اخر الاخبار

تشهد مدن عراقية مختلفة موجة احتجاجات جديدة، امتدت من سائقي الشاحنات الثقيلة إلى الخريجين وسكان المناطق المحرومة، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الشعبية على الحكومة بسبب قرارات إدارية وضرائب وإجراءات تنظيمية وملفات خدمية متعثرة، فضلاً عن تفاقم أزمة البطالة والاتهامات بالفساد.

وتعكس هذه الاحتجاجات المتزامنة حجم الضغوط التي تواجهها الحكومة، بين معالجة قرارات اقتصادية وإدارية مثيرة للجدل، والاستجابة لمطالب خدمية ومعيشية متراكمة. وبينما يؤكد المحتجون على سلمية تحركاتهم، فإن تلويح بعضهم بالتصعيد وإغلاق طرق ومواقع حيوية يشير إلى إمكانية اتساع رقعة الأزمة ما لم تفتح الحكومة قنوات حوار مباشرة وفعالة معهم.

إضراب سائقي الشاحنات

وبدأت شرارة التحركات من مجموعات سائقي الشاحنات الكبيرة "التريلات"، الذين أعلنوا الإضراب في مختلف المحافظات، من الشمال وحتى البصرة، احتجاجاً على قرارات وصفوها بـ"المجحفة".

وتشمل هذه القرارات ضرائب جديدة، وتعليمات تخص الأوزان ومواقيت الدخول والخروج من الموانئ، فضلاً عن إجراءات رقابية اعتبرها السائقون تعقيداً إضافياً يضر بأرزاقهم.

وتحولت مجموعة "كروب سواق تريلات العراق كافة" التي تضم نحو ربع مليون سائق، إلى منصة تعبئة، حيث انتشرت فيديوهات ورسائل تدعو إلى الاحتجاج، وسط حديث عن رفع توصيات رسمية إلى مكتب رئيس الوزراء، بانتظار لقاء مع محمد شياع السوداني لمناقشة الأزمة.

تضامن من الأنبار إلى كردستان

وفي الأنبار، أعلنت رابطة سائقي الشاحنات الانضمام للإضراب، مطالبة بإعادة العمل ببرنامج "النافذ" الإلكتروني الذي ينظم عملية تحميل البضائع في المنافذ والموانئ. ويشكو السائقون من اعتماد الإجراءات اليدوية التي تؤدي إلى تأخير طويل وفرض ضرائب وصفوها بـ"الكبيرة".

ولم تتوقف التحركات عند هذا الحد، ففي ديالى تجمع العشرات قرب تقاطع القدس بمدينة بعقوبة، رافعين شكاوى من سوء المعاملة في منافذ المنذرية ومندلي، إضافة إلى تعرضهم للابتزاز في نقاط الوزن والسيطرات. بعض السائقين أكدوا أنهم يخسرون نصف أجورهم بسبب ساعات الانتظار الطويلة، فيما تكبد ناقلو الدجاج الحي خسائر فادحة نتيجة "الهلاكات".

أما في خانقين، فقد نظم العشرات احتجاجات قرب منفذ "باوه محمود"، رافضين قرار منع مرور الشاحنات القادمة من إقليم كردستان إلى محافظات الوسط والجنوب. وأغلق المحتجون الطريق الرابط بين كلار وخانقين، مؤكدين أن الإجراءات الجديدة رفعت التكاليف وأطالت وقت الرحلة من ثلاث ساعات إلى ثلاثة أيام، ما يهدد بأزمة اقتصادية في منطقة كرميان.

بابل

وفي بابل، نظّم خريجون وقفة أمام ديوان المحافظة في الحلة، للمطالبة بالتعيين وتوفير فرص عمل تتناسب مع سنوات دراستهم، رافعين يافطات تطالب بالعدالة وإنهاء معاناتهم.

احتجاجات خدمية في السماوة

وإلى الجنوب، حيث شهدت منطقة آل جروخي شمال السماوة احتجاجاً شعبياً على تعثر مشروع طريق حيوي يربطهم بالمناطق المجاورة. المتظاهرون أقدموا على قطع الطريق العام، مطالبين الحكومة المحلية والجهات المعنية باستئناف العمل بالمشروع لما له من أهمية في تسهيل تنقل الأهالي.

خريجو النفط في البصرة يصعّدون

وفي البصرة، صعّد خريجو الأقسام الهندسية والاختصاصات النفطية احتجاجاتهم أمام مقر شركة نفط البصرة، ملوحين بنقل التظاهرات إلى مواقع نفطية استراتيجية مثل البرجسية وإغلاق بوابات الآبار. وحمّل المحتجون وزارة النفط مسؤولية "التسويف والمماطلة"، محذرين من أن التصعيد القادم سيكون سلمياً لكنه "منظماً وحازماً".

كما نظم خريجو قضاء القرنة شمال البصرة وقفة احتجاجية أمام قسم التربية، للمطالبة بفتح باب تسجيل بياناتهم وشمولهم في التعيينات المقبلة. المحتجون اتهموا جهات متنفذة وأحزاباً سياسية بـ"بيع الوظائف"، مؤكدين أن إدراج أسماء خارج الأطر الرسمية دليل واضح على الفساد. ولوّحوا بتصعيد أكبر في حال استمرار تجاهل مطالبهم.