في ظل التصعيد الخطر بين إيران وإسرائيل، والترجيحات بشن الأولى ضربة «انتقامية» على الكيان الصهيوني، ردا على استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، يبقى سكان قطاع غزة يعانون الجوع والعطش والقتل المستمر في ظل إمعان آلة القتل الصهيونية في جرائمها.

وخلال 189 يوما للحرب على غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إلى 33 ألفاً و634 شهيدا و76 ألفاً و214 مصاباً، منذ 7 تشرين الاول الماضي.

وأضافت الوزارة، انه «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

الكيان يمعن في جرائمه

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب «إبادة جماعية».

وحذّرت إسرائيل إيران، امس السبت، من «تبعات خيار تصعيد الوضع» في المنطقة التي تتوجّه إليها تعزيزات عسكرية أميركية؛ تحسّبا لأي ردّ انتقامي على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، بعد أكثر من 6 أشهر من اندلاع الحرب على غزة.

وتتزايد المخاوف من اتّساع رقعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على الصعيد الإقليمي، في حين ما زال الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون بانتظار ردّ كلّ من حماس وإسرائيل على مقترحهم الأخير للتهدئة.

وفيما باتت إسرائيل في حالة تأهّب قصوى تحسبا لردّ انتقامي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري في بيان أمس، إن «إيران ستتحمل تبعات خيار تصعيد الوضع بشكل أكبر».

وصرّح: «عزّزنا جاهزيتنا لحماية إسرائيل من هجوم إيراني جديد. ونحن بدورنا مستعدّون للردّ».

وهددت إيران بالردّ على الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان، وأدت إلى مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم ضابطان رفيعا المستوى.

وعبّر اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية، عن ارتياحه لأن إسرائيل «تشعر بالهلع» من «انتقام وصفعة إيران المرتقبة» ردّا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن اللواء صفوي، قوله: إن «الصهاينة يعيشون في حالة رعب منذ أسبوع وأعلنوا الاستنفار، وأوقفوا هجومهم المرتقب على رفح؛ لأنهم لا يعرفون ماذا تريد إيران أن تفعله، ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك؛ فإن الخوف يلف الكيان الصهيوني وحُماته».

وأضاف صفوي الذي كان يتحدث في مراسيم تأبين في اليوم السابع لمقتل اللواء محمد رضا زاهدي في قصف القنصلية الإيرانية، أن «هذه الحرب النفسية والسياسية والإعلامية هي أشد رعبا للصهاينة من الحرب نفسها، وقد أجبرت قسما منهم على الهروب، وقسما آخر على النزول إلى الملاجئ في كل ليلة؛ لأنهم يخافون من الهجوم الإيراني».

تعزيزات أمريكية

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن: «نرسل تعزيزات إلى المنطقة لدعم جهود الردع الإقليمي، وتعزيز حماية القوّات الأميركية».

وتوقع الرئيس الأميركي، أن تضرب طهران قريباً.

وقال جو بايدن: «لا أريد الخوض في معلومات سرية، لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلا وليس آجلا». ولكنه دعا طهران إلى الامتناع عن ذلك.

وفي هذا السياق، أوفد الرئيس الأمريكي قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل الخميس، للقاء مسؤولين عسكريين.

والسبت، أعلنت هولندا غلق سفارتها في إيران وقنصليتها في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق «على سبيل الاحتياط». وبالأمس، أعلنت الخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا» وشركة الطيران النمساوية «أوستريان إيرلاينز» التابعة لها تعليق الرحلات من طهران وإليها حتّى يوم الخميس 18 نيسان/أبريل.

100 صاروخ كروز للهجوم المحتمل

وأفاد مسؤولان أمريكيان بأن إيران أعدت أكثر من 100 صاروخ كروز لاستخدامها المحتمل في ضربة ضد إسرائيل.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين أن «إيران جهزت الأسبوع الماضي عدداً كبيراً من الصواريخ لضربة محتملة على إسرائيل» وفقا لشبكة إيه بي سي نيوز التي نقلت عن اثنين منهم قولهما إن عدد الصواريخ يتجاوز الـ 100.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أن «تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق».

عدوان وسط القطاع

وفي ظل انتظار الردّ على مقترح الهدنة الأخير، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بلا هوادة عدوانه على قطاع غزة المحاصر الذي يهدد الجوع سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون، بحسب تحذيرات الأمم المتحدة.

وبعد انسحاب قوّات الاحتلال الإسرائيلية من خان يونس (الجنوب) قبل أسبوع، أعلن الاحتلال أنه يواصل عملياته ضدّ حركة وسط قطاع غزة.

وفي مدينة دير البلح، أظهر تسجيل مصوّر لوكالة فرانس برس أكواما من الركام، بينها أنقاض مسجد. وقد أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المنطقة، بحسب ما قال محمد عادل ثابت من مخيّم النصيرات.

وأضاف، «وبعدما أخلينا المنطقة بربع ساعة، تم نسفها بالكامل» وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت عن قصف أكثر من «ثلاثين هدفا» في غزة خلال اليوم السابق.

ومنذ أشهر، تحضّ وكالات إغاثة وحكومات أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إسرائيل، على فتح طرق إمداد مباشرة إلى شمال قطاع غزة، حيث الأزمة الإنسانية أكثر حدة.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عبر منصة إكس، إن «الزيادة في المساعدات ليست ملموسة بعد».

وأضاف «يجب أن تكون المساعدات قادرة على الوصول بأمان إلى جميع المحتاجين إليها»، داعيا إسرائيل إلى «رفع» القيود المفروضة على موظفي وكالته للسماح لهم بالوصول إلى شمال غزة.

وأعرب البابا فرنسيس، الجمعة، عن «حزنه» بسبب «الصراع في فلسطين وإسرائيل» وذلك في رسالة وجّهها بمناسبة نهاية شهر رمضان.

وقال البابا: «ليتوقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة حيث تحدث كارثة إنسانية، ولتصل المساعدات إلى السكان الفلسطينيين الذين يتألمون بضراوة، وليطلق سراح الرهائن الذين خطفوا في تشرين الأول/أكتوبر». وتطرّق البابا في رسالته إلى «سوريا المعذّبة ولبنان وكل الشرق الأوسط».