يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على غزة لليوم الـ 194 على التوالي، حيث شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، أسفرت عن شهداء ومصابين مدنيين، في وقت أصدرت منظمات أممية تحذيرات جدية من ارتكاب الاحتلال أفظع الجرائم بحق الفلسطينيين.

إبادة جماعية

قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إن المجتمع الفلسطيني يواجه إبادة جماعية، ونددت بازدواجية المعايير في أوروبا بشأن القضية الفلسطينية.

وشددت ألبانيزي على ضرورة مواجهة ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن إسرائيل ارتكبت ثلاث جرائم إبادة جماعية على الأقل في القطاع المحاصر.

وقالت المقررة الأممية إن إسرائيل قتلت أكثر من 14 ألفا و500 طفل في غزة، وهي تقتل أكثر من 250 فلسطينيا بشكل يومي.

وكانت ألبانيزي قالت إن القيادة الإسرائيلية وجنودها يحرفون مبادئ القانون الدولي لشرعنة العنف.

وأشارت إلى أن القادة الإسرائيليين يتلاعبون بالألفاظ ويستخدمون مصطلحات مثل «دروع بشرية» و»مناطق آمنة» لتبرير انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

كما دعت المقررة الأممية لحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وفرض عقوبات اقتصادية عليها، وأوضحت أنه يجب إجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي والميثاق الأممي، مؤكدة أنه لم يتم اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل لارتكابها جرائم حرب على مدى أعوام.

هجمات المستوطنين

واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»؛ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالمشاركة في هجمات المستوطنين العنيفة في الضفة الغربية، والتي تسببت في تهجير سكان نحو 20 تجمعا سكانيا، وأزالت سبعة تجمعات سكانية على الأقل بالكامل منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وفي تقرير مطول عن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، صدر أمس الأربعاء؛ قالت المنظمة، إن المستوطنين الإسرائيليين اعتدوا على الفلسطينيين وعذبوهم وارتكبوا العنف الجنسي ضدهم، وسرقوا ممتلكاتهم ومواشيهم، وهددوا بقتلهم إذا لم يغادروا بشكل دائم، ودمروا منازلهم ومدارسهم تحت غطاء الحرب المستمرة في غزة.

وقال بيل فان إسفلد، المدير المشارك لحقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: «هجّر المستوطنون والجنود تجمّعاتٍ فلسطينية بأكملها ودمروا كل منزل فيها بدعم مفترض من السلطات الإسرائيلية. بينما يتركز اهتمام العالم على غزة، تتصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية، التي تغذيها عقود الإفلات من العقاب ولامبالاة حلفاء إسرائيل».

وحققت «هيومن رايتس ووتش» في الهجمات التي أدت إلى التهجير القسري لجميع سكان خربة زنوتا وخربة الرظيم جنوب الخليل، والقانوب شرق الخليل، وعين الرشاش ووادي السيق شرق رام الله، في تشرين الأول، وتشرين الثاني، وتُظهر الأدلة أن المستوطنين المسلحين، بمشاركة نشطة من وحدات الجيش، قطعوا الطرق بشكل متكرر وداهموا التجمعات الفلسطينية، واحتجزوا السكان واعتدوا عليهم وعذبوهم، وطردوهم من منازلهم وأراضيهم تحت تهديد السلاح أو أجبروهم على المغادرة تحت تهديدهم بالقتل، ومنعوهم من أخذ ممتلكاتهم.

وكشفت «هيومن رايتس ووتش» أنها تحدثت إلى 27 شاهدا على الهجمات، واطلعت على فيديوهات صورها السكان، تُظهر مضايقات من قبل رجال يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي ويحملون بنادق حربية «إم 16».

19 ألف يتيم

إلى ذلك، أشارت تقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أنه بعد مرور ستة أشهر على بدء الحرب قُتلت أكثر من 10 آلاف امرأة في غزة، من بينهن نحو 6 آلاف من الأمهات تركن وراءهن حوالي 19 ألف طفل يتيم.

أما النساء الناجيات من القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية البرية، فقد تعرضن للتشريد والترمل ويواجهن خطر المجاعة.

وقالت النشرة الأممية في تقريرها إن «أكثر من مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن جوعاً كارثياً، مع شبه انعدام لإمكانية وصولهن للغذاء والمياه الصالحة للشرب والمراحيض الصالحة للاستخدام أو مياه جارية، مما يعرضهن لمخاطر تهدد حياتهن».

صعوبات امام وصول المساعدات

من جانبها، ذكرت آندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن تسليم المساعدات داخل غزة يواجه تأخيرات كبيرة عند نقاط التفتيش، وخلال الأسبوع الماضي تم رفض 41 في المائة من الطلبات التي قدمتها الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات لشمال غزة.

وقال دي دومينيكو للصحفيين: «إننا نتعامل مع تلك الرقصة إذ نتقدم خطوة للأمام، وخطوتين للخلف، أو خطوتين للأمام، وخطوة للخلف، مما يتركنا دائما عند النقطة نفسها».

وأضاف: «مقابل كل فرصة جديدة تتاح لنا، سنجد تحديا آخر نتعامل معه.. لذا، من الصعب حقا بالنسبة لنا أن نصل إلى ما نرغب فيه».

وقال ان «المشكلة لا تتعلق فقط بالطعام. المشكلة هي أن المجاعة أكثر تعقيدا بكثير... إنها أكبر بكثير من مجرد إدخال الدقيق».

وأردف قائلا: «المياه والصرف الصحي والصحة أمور أساسية لدرء المجاعة».

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي في القطاع إلى 33 ألفا و899 شهيدا بعد ارتكاب قوات الاحتلال 6 مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، ويأتي ذلك في وقت انسحبت فيه قوات الاحتلال من بيت حانون شمالي القطاع.

وأوضحت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 6 مجازر راح ضحيتها 56 شهيدا و89 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية، وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 33 ألفا و899 شهيدا، و76 ألفا و664 جريحا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.