ندد العديد من دول العالم باستخدام واشنطن حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لنقض مشروع قرار يطالب بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة تقدمت، ورأت السلطة الفلسطينية في الفيتو الأمريكي «عدوانا صارخا» يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية».

في وقت اعتبرت الصين ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة لتصحيح ظلم تاريخي طال أمده.

ظلم تاريخي

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس السبت، إن «الجهود الرامية إلى قبول عضوية دولة فلسطينية في الأمم المتحدة، هي خطوة لتصحيح ظلم تاريخي طال أمده». وشدد وانغ بي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره في بابوا غينيا الجديدة خلال زيارة للبلاد، على أن الاعتراف سريعًا بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، خطوة لتصحيح ظلم تاريخي؛ بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا».

والخميس، استخدمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي حقّ النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. ومشروع القرار الذي قدّمته الجزائر، والذي «يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتّحدة» أيّده 12 عضواً، وعارضته الولايات المتّحدة، وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت.

وتقول الولايات المتحدة إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يتعين أن يكون من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وليس من خلال تحرك في الأمم المتحدة.

تنديد فلسطيني

ونددت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس الجمعة باستخدام الولايات المتحدة الفيتو لمنع صدور قرار يطالب بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، ورأت في ذلك «عدوانا صارخا» يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية».

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن هذا الرفض «لن يكسر إرادتنا ولن يوقف إصرارنا. لن نوقف جهودنا. دولة فلسطين حتمية، إنها حقيقية».

وأضاف في خطاب مؤثر «لا تنسوا أنه عندما تُرفَع هذه الجلسة، سيظل أبرياء في فلسطين يدفعون بحياتهم وحياة أبنائهم ثمن الإجراءات الإسرائيلية (...)، ثمن تأخير العدالة والحرية والسلام».

تنديد عربي بالفيتو

من جانبه، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع أن بلاده «ستعود أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة».

وقال بن جامع في كلمة بعد الفيتو الأمريكي على المشروع الجزائري لقرار مجلس الأمن الذي يوصي بقبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة: «سنعود أقوى وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة، فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين». ويأتي ذلك فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من انزلاق الشرق الأوسط إلى «نزاع إقليمي شامل».

وتُقبَل دولة ما عضوا في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بغالبية الثلثين، لكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن.

وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بد من أن يوافق عليه تسعة على الأقل من أعضاء المجلس الـ 15 وشرط ألا تستخدم أي دولة دائمة العضوية حق النقض (الفيتو) لوأده.

ووفقا للسلطة الفلسطينية، فإن 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين. وفي أيلول 2011، قدم رئيس السلطة محمود عباس طلبا «لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة».

وعلى الرغم من أن مبادرته هذه لم تثمر، إلا أن الفلسطينيين نالوا في تشرين الثاني 2012 وضع «دولة مراقبة غير عضو» في الأمم المتحدة.

دولة جديدة تعترف بفلسطين

ويوم أمس، أعلنت حكومة باربادوس إحدى دول منطقة الكاريبي الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة لاقت ترحيبا وارتياحا فلسطينيا.

وقال وزير خارجية باربادوس كيري سيموندز، في بيان، السبت، إن بلاده قررت الاعتراف بدولة فلسطين.

وتساءل سيموندز: «كيف يمكننا أن نقول إننا نريد حل الدولتين دون الاعتراف بدولة فلسطين؟»، مشيرا إلى أن قرار الاعتراف بفلسطين لن يؤثر على علاقات باربادوس مع «إسرائيل». ولفت سيموندز إلى أن بلاده دعت دائمًا إلى حل الدولتين في فلسطين بالأمم المتحدة، منتقدا عدم اعتراف بلاده بدولة فلسطين حتى الآن، ومؤكدا في الوقت نفسه أنه حان الوقت لتصحيح هذا الخطأ.

من جهتها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية «بقرار جمهورية بربادوس الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس».

واعتبرت الخارجية أن الخطوة «تعكس حرص بربادوس على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة في أرضه ووطنه، الأمر الذي ينسجم مع مواقفها الداعمة لحق كافة الشعوب في تقرير المصير، دون استثناء، اتّساقا مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة».

وبربادوس دولة في حوض الكاريبي، كانت عضوا في الكومنولث البريطاني ولكنها خرجت منه وأصبحت جمهورية عام 2021.