تعود بي السنين إلى بداية عقد السبعينيات يوم تفتحت مداركي على طريق النور والوعي والثقافة ومحبة الناس الكادحين.

من هناك كانت البداية الحقيقية لنيل لقب الإنسان وهذا اللقب ليس بالسهولة الحصول عليه ما لم تقتنع بكل وعي بأن تنذر حياتك كلها بل تسخرها وتكون جاهزا للتضحية بها من أجل أن تستنهض وتدافع وبنضال عتيد عن مصالح الناس الفقراء الكادحين الذين سُلبت حقوقهم من طبقة أو فئة هيمنت على حياتهم اليومية من أجل تحقيق ملذاتها وترفها.

وكان الطريق (طريق الحزب) الذي مشيناه بكل قناعة وثقة بتحقيق شعارنا العظيم (وطن حر وشعب سعيد)، هذا الشعار الذي يجمع الأعداء قبل الأصدقاء بأنه أصدق شعار للنضال من أجل تحقيق السيادة والاستقلال للبلاد وبناء نظام العدالة الاجتماعية الذي يحقق المساواة والعدل والرفاهية لجميع أبناء الشعب.

ومشينا تحثنا الخطى والحزب يؤكد علينا عليكم بالشعب والوطن، هناك سقط لنا شهداء وقادة كبار، لكننا نسير بكل عزيمة وهمة واقتدار، لم نضعف يوماً نعبر بجراحنا والحزب يقوى بالصعاب والمحن وفيها يمتحن الرفاق، لم نلحظ تراجعا لرفيق في أشد الظروف وبعزيمة وصلابة المواقف وصور الثبات على المبادئ لكبار قادتنا، نستلهم الدروس ونمشي رافعين راية حزبنا نحو العلى بكل عزيمة في مواجهة التحديات التي تواجه المناضلين الساعين لبناء عراق حر وسعيد.

لقد خبرنا  أساليب النضال جميعها بفضل الحزب الذي علمنا عليها، وحمل الرفاق والرفيقات السلاح في أصعب الأماكن والظروف البيئية الشديدة في جبال كردستان التي تعتبر الشيوعيين اصدقاءها، بل أوائل المضحين من أجل كرامة شعبنا الكوردي وفي سبيل نيل حقوقه المشروعة، فامتزجت دماء الرفاق على صخور تلك القمم والوديان ولنا شواهد لقبور لشهداء من أنصار حزبنا لا تزال بين تلك الجبال تؤشر على دفاع الشيوعيين بقوة عن مصالح الفئات المعدومة من شعبنا العراقي ككل،  ولم تكن النهاية، ونمشي بدأب وصبر ويقين وثقة بانتصار قضيتنا، وتسقط الدكتاتورية المجرمة رغم أننا سعينا أن يكون التغيير بيد أبناء الشعب وبمساندة الفاعل الأممي ورفعنا شعارنا الكبير ( لا للحرب لا للدكتاتورية)،  وأثبتت الأيام صحة ما ذهبنا إليه نتيجة إلى ما وصلت إليه العملية السياسية الحالية من مخارج مخزية نتيجة نظام ( المحاصصة المقيت )، ولا زلنا نمشي بكل ثقة وعزيمة بالحزب ورفاقه الاوفياء والطريق طويل وطويل لكننا نستمد القوة والعزم من شهداء حزبنا الذين ضحوا ليبقى الحزب كبيرا ومرفوع الرأس دوما وفي كل الظروف بلحمة رفاقه النجباء الذين يواصلون المسير رغم كل الصعاب موحدين حريصين على حزبهم الذي بلغ التسعين من عمره ولا زال شابا وتحبه الناس كلها  .... !

عرض مقالات: