متابعة – طريق الشعب

 احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، السبت الماضي، بالكاتب والناقد جمال العتابي وروايته “منازل العطراني” الصادرة حديثا ضمن منشورات الاتحاد.

 

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في السرد. فيما أدارها الناقد زهير الجبوري، واستهلها بتقديم نبذة عن رواية المحتفى به.

قال أن “الرواية تضمنت سيرة تنطوي على جدل واسع حول عائلة ومرحلة ومكان”.

أما العتابي، فذكر في معرض حديثه أنه “لا يمكن لكاتب نص روائي واحد أن يدخل معشر الروائيين” – في إشارة إلى انه لم يصدر في حياته غير هذه الرواية.

وأوضح أن “تسمية العطراني تشير الى مكان يقع في ريف الغراف بمحافظة ذي قار. وقد لجأ إليه سجين سياسي هارب من سجن الكوت، وعاش فيه فترة من الزمن، متحملا مصاعب الحياة والمطاردة الأمنية”، مبينا أن “الرواية تمثل سيرة وطن عاش فترة صراع سياسي محتدم بين القوى الوطنية والأنظمة التي أرادت قتل الشعب. كما أنها سيرة عائلة، وتثير اسئلة ومفارقات تتعلق بمعنى البطولة، والمناضل في داخل السجن أو وهو يواجه الموت”.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن رواية المحتفى به. كان أولهم الناقد فاضل ثامر، الذي رأى أن “رواية العتابي رواية سجون ورواية مناضل ورحلة بحث عن الملاذ الآمن وصولاً الى منطقة العطراني. كما انها تمثل سيرة حياة إنسان”.

أما المداخلة الثانية، فكانت للروائي أحمد خلف، الذي تطرق إلى علاقته الطويلة بالعتابي. فيما لفت إلى ان الرواية واقعية وعميقة وحقيقية.

وكانت للمسرحي د. عقيل مهدي، مداخلة ذكر فيها أن “رواية العتابي تصلح للتلفزيون، نظرا لعمقها السردي، ولكونها مؤهلة للانسجام مع التقنيات التلفزيونية. فكل هذه المسوغات تؤهلها للظهور درامياً”.

وقدم الناقد د. سمير الخليل مداخلة قال فيها أنه “إذا أردت أن أصنف هذه الرواية، فهي رواية شخصية وليست رواية حدث. لأن الطاغي فيها هو تصوير الشخصيات وثقافتها ومعاناتها وأفكارها، لا سيما أن مجمل الشخصيات مبدئية وتحمل أيديولوجيا سياسية متقاربة”.

الناقد بشير حاجم، قدم هو الآخر مداخلة تناول فيها المشاعر الإنسانية والمواقف والآراء التي تحملها رواية العتابي، أعقبه الكاتب حمدي العطار بمداخلة ذكر فيها أن “رواية (منازل العطراني) سياسية - اجتماعية نجح كاتبها في خوضه في الحيل السردية. فكانت الرواية وصفة سردية خاصة بالمكان”.

وقدم القاص والروائي حنون مجيد مداخلة رأى فيها ان “رواية المحتفى بها ذات بعد ملحمي. إذ ضمت بين صفحاتها حياة شعب بأكمله، وجاءت بصورة عميقة وغير سطحية وخالية من أية أخطاء، ودلت على الذاكرة الحية والملونة للروائي ونقلتنا من العالم الورقي إلى الواقع”.