تعاني العديد من مناطق العاصمة، واقعا مريرا على مستوى الخدمات وقطاع البنية التحتية، الى جانب الظروف الاقتصادية الهشة التي يقاسيها أهالي تلك المناطق، التي لا يزورها المسؤولون إلا في مواسم الانتخابات، وعدا ذلك فهي في طي النسيان.

 أشر مراسل “طريق الشعب” الذي زار منطقة الباوية (أقصى شرق بغداد)، رفقة الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، جردة مشكلات وصعوبات لم تجد طريقا للحل مع تعاقب الحكومات، انما أخذت تتفاقم، لا سيما ما يخص قطاع البنى التحتية، تردي الخدمات، تفشي الامية، وغير ذلك.

ووزع الاتحاد العام لنقابات عمال العراق بالتنسيق مع منتدى شباب المعامل الثقافي، مساعدات وسلات غذائية على أكثر من 40 عائلة متعففة.

 متى يعيشون حياة كريمة؟

وقالت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، كوريا رياح التي شاركت في الزيارة، ان “منطقة الباوية ضمن قضاء حي المعامل، وهي مدينة مسحوقة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الطبيعية، ابتداء من البنى التحتية ومختلف اشكال الخدمات”.

وأضافت في حديث مع “طريق الشعب”، ان هناك تهميشا كبيرا يطال الناس، لا سيما النساء، إذ أن أغلبهن بلا معيل، ولا يمتلكن رواتب رعاية اجتماعية”.

وهناك انتشار للأمية وتسرب من المدارس، طبقا لرياح.

وأشارت الى ان المنطقة تكتظ بالعشوائيات، التي يعاني قاطنوها من انعدام الخدمات والبطالة والفقر، متمنية على قسم الرعاية في وزارة العمل، أن يتوجه الى هؤلاء الناس ليجري منحهم راتب رعاية اجتماعية وبعض المساعدات التي تقدمها الحكومة عبر شبكتها الاجتماعية.

وناشدت رياح كل المعنيين في الحكومة والجهات ذات العلاقة “النظر والامعان في حال هؤلاء الناس، والعمل على رفع المعاناة عنهم، والتحقيق في قضايا الابتزاز والمساومات التي تتعرض لها النسوة، للحصول على راتب رعاية اجتماعية”.

وخلصت الى تأكيدها على إدامة التواصل والزيارات الى المناطق المحرومة وتسليط الضوء على معاناة ساكنيها، منوهة بدور منتدى شباب المعامل الثقافي لخدمة الاهالي بمختلف الوسائل والامكانيات المتاحة لهم.

 بحاجة الى كل شيء

من جهته، قال مسؤول منتدى شباب المعامل الثقافي، علي شياع، ان “حي المعامل تأسس في خمسينيات القرن الماضي، وفي العام 1987 قررت السلطات آنذاك نقل المعامل الى منطقة النهروان”، مضيفاً ان “غالبية الاهالي لم يغادروا المنطقة، وتم تحويل المنطقة الى مكان للطمر الصحي”. وواصل شياع حديثه مع “طريق الشعب”، قائلاً: “اليوم وبعد 30 عاما لا تزال هذه المنطقة تفتقر لأبسط الخدمات التي من الطبيعي ان تتوفر في اي مكان اخر”، منبها الى ان هناك “اكثر من 600 الف نسمة يهددها خطر الاصابة بالأوبئة والامراض الخطرة بسبب الطمر الصحي، في ظل غياب كل اجراءات السلامة والصحة التي يمكن ان تحمي الاهالي من هذه الاخطار المحدقة بهم”.

وتأسس منتدى شباب المعامل الثقافي قبل عامين، ويهدف الى رفع المستوى الثقافي والوعي لدى الناس وتقديم المساعدة للأهالي. كما انه يشرف على مدرسة لمحو الامية وروضة مجانية، ويقدم دروس تقوية مجانية لطلبة المرحلتين المتوسطة والاعدادية، الى جانب الخدمات الطبية الجوالة.

وأكد شياع ان “المنطقة تفتقر لوجود مستشفى، وهناك مستشفى جرى الحديث عن المباشرة والشروع ببنائه عام 2010 ولكن حتى اللحظة لا يوجد اي شيء”.

عرض مقالات: