شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية ترافقت مع عمليات نسف وقصف مدفعي وإطلاق نار مكثف مستهدفا مناطق عدة خلف ما بات يعرف بالخط الأصفر في قطاع غزة، يتزامن هذا مع اقتحام شرطة الاحتلال لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي الشيخ جراح بالقدس.
غارات جوية
وقال مصدر محلي، إن جيش الاحتلال شن غارات جوية داخل مناطق انتشاره وراء الخط الأصفر في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
كما أشار إلى أن جيش الاحتلال نسف عددا من المباني في مدينة رفح، بالإضافة إلى قصف الدبابات والمروحيات الإسرائيلية عددا من المواقع شرقي مدينة خان يونس.
ومنذ الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول الماضي، يواصل جيش الاحتلال عمليات النسف والتدمير لما تبقى من مبان خلف "الخط الأصفر".
كما تعيش العائلات التي عادت إلى منازلها المدمرة حالة من عدم الاستقرار والخوف بفعل استمرار القصف المدفعي وإطلاق النار من الآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الشرقية للقطاع.
تفاقم الوضع الانساني
إنسانيا، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، مشيرا إلى أن 1.7 مليون شخص يواجهون فصل الشتاء وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وأعرب الصندوق عن قلق بالغ إزاء أوضاع النساء والفتيات، موضحا أن القطاع يضم نحو 50 ألف امرأة حامل محرومات من خدمات الولادة الآمنة نتيجة الهجمات على المستشفيات والانهيار شبه الكامل للنظام الصحي.
في الأثناء، حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، من أنّ 52 في المائة من الأدوية الأساسية "رصيدها صفر". وأفادت الوزارة بأنّ "الأرصدة الصفرية من الأدوية والمستهلكات الطبية لا تزال تتخطى مستويات كارثية".
وأوضحت أنّ "52 في المائة من قائمة الأدوية الأساسية و71 في المائة من قوائم المستهلكات الطبية و70في المائة من المستهلكات المخبرية رصيدها صفر".
وشدّدت على أنّ "الأزمة تتّخذ منحنياتٍ تصاعدية مع زيادة الاحتياج للتدخلات العلاجية للجرحى والمرضى".
نقص في الأدوية
وأوضحت الوزارة أنّ "الرعاية الأولية والجراحة والعمليات والعناية المركزة والسرطان وأمراض الدم من الخدمات التي تعاني نقصاً شديداً في قوائم الأدوية". فيما تواجه "أقسام جراحة العظام والكلى والغسيل الكلوي والعيون والجراحة العامة والعمليات والعناية الفائقة تحديات كارثية مع نقص المستهلكات الطبية"، بحسب البيان. وطالبت وزارة الصحة في قطاع غزة بـ "بتعزيز الإمدادات الطبية العاجلة لتمكين عمل الطواقم الطبية في الأقسام التخصصية".
وتمنع إسرائيل إدخال قدر كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية إلى غزة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث يعاني نحو 2.4 مليون فلسطيني أوضاعاً مأساوية. كما تخرق إسرائيل الاتفاق يومياً من خلال قصف أدّى إلى قتل 373 فلسطينياً وإصابة 970، بحسب بيان ثانٍ لوزارة الصحة في القطاع المحاصر.
اقتحام قسري
اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي الشيخ جراح بالقدس، ثم لحقت بها طواقم بلدية الاحتلال وشرعت في تفتيش المكان ومصادرة هواتف حراسه.
وجاء في بيان مقتضب أصدرته الوكالة باللغة الإنجليزية أن أعدادا كبيرة من قوات الأمن الإسرائيلية وصلت المقر، وأنه لا تتوفر أي معلومات إضافية نظرا لانقطاع الاتصالات.
وأكدت الوكالة الدولية في بيانها أنه لا يوجد حاليا أي موظف من موظفي الأمم المتحدة في الموقع، مضيفة أن "دخول قوات الأمن الإسرائيلية القسري وغير المصرح به يُعد انتهاكا غير مقبول لامتيازات وحصانات الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة".
من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم الأونروا عدنان أبو حسنة إن "المقر لا يعمل حاليا، وكل العمليات فيه معطلة منذ قرارات الاحتلال الأخيرة، ولا يوجد داخله سوى عدد من الحراس، وهذا أمر طبيعي".
وأضاف أن عناصر من قوات من شرطة الاحتلال "بعضهم وصلوا على دراجات نارية" دخلوا المكان وصادروا الهواتف المحمولة الخاصة بالحراس، دون أن يوضحوا أسباب الاقتحام أو طبيعة ما يبحثون عنه.
وأوضح المسؤول الأممي أن أرشيف اللاجئين الفلسطينيين في مناطق العمليات الخمس محفوظ بالكامل، مضيفا أن الأونروا أنجزت عملية رقمنة ملايين الوثائق والصور والأفلام، وما تبقّى قيد الاستكمال حاليا، وهو ما يجعل احتمالات المساس بالملفات الأساسية "غير واردة
إدانة لاقتحام المقر
وفي السياق، أدانت محافظة القدس اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر الأونروا في حي الشيخ جراح، معتبرة ذلك اعتداء صارخا على حصانة مؤسسات الأمم المتحدة وتحديا مباشرا لقرار الجمعية العامة الأخير بتجديد ولاية الوكالة.
وأكدت المحافظة أن استهداف وكالة أممية تعنى بخدمة اللاجئين يشكل مساسا خطيرا بالمنظومة الدولية وبالقانون الدولي الذي يؤكد أن القدس أرض محتلة.
ودعت إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها ومساءلة قادتها عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والأممية.