العربي الجديد
تتجه السلطات العراقية والسورية نحو مزيد من التعاون والتنسيق في الملف الأمني وتبادل المعلومات خلال الفترة المقبلة، وفقاً لما أكده مسؤول بارز في وزارة الخارجية العراقية لـ"العربي الجديد"، كشف عن لقاءات غير معلنة بين مسؤولين أمنيين عراقيين ونظرائهم السوريين جرت في الفترة الأخيرة لبحث ملف الحدود والتعاون الأمني وملاحقة خلايا تنظيم "داعش"، وتبادل السجناء، ومعسكر "الهول"، الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وكانت بغداد قد سجلت أخيراً موقفاً اعتبر في مصلحة دمشق بعد رفض فتح معبر ربيعة الحدودي بين نينوى العراقية والحسكة السورية، ما لم يكن تحت إدارة الحكومة السورية في دمشق، وليس قوات "قسد" التي تسيطر عليه حالياً.
وأبلغ مسؤول عراقي رفيع في وزارة الخارجية "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن العراق وسورية، "دخلا فعلياً مرحلة التنسيق والتعاون الأمني، بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي لا تزال تعمل في كلا البلدين لملاحقة خلايا ومسلحين يتبعون تنظيم داعش".
وأشار المسؤول ذاته إلى أن الفترة الماضية "شهدت عدة لقاءات أمنية بين البلدين حضرها مسؤولون معنيون بملفات الإرهاب والحدود ومكافحة المخدرات، ضمن سعي عراقي لتأمين الجانب الغربي والشمالي من حدوده مع سورية".
ووفقاً للمسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لكونه غير مخول بالتصريح، فإن العراق وسورية سيعلنان قريباً اتخاذ خطوات جديدة في العلاقات بينهما، تشمل ملف المياه والمعابر البرية والتعاون التجاري، معتبراً عودة العلاقات كاملة بين البلدين بأنها تسير بشكل تدريجي، لكنها قضية مُتفق عليها سياسياً على خلاف التصعيد الإعلامي للفصائل المسلحة بالعراق ضد الإدارة السورية، متوقعاً أن يتجه البلدان لعلاقات كاملة بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد أكد في لقاء صحافي في بغداد، أمس الاثنين، أن سفارتي العراق وسورية في بغداد ودمشق "تعملان وتقدمان خدماتهما، ولدينا تعاون وتنسيق أمني لمتابعة عصابات داعش والمخدرات. عمقنا العربي مساحة لعلاقات أوثق، ومصالح مشتركة مستندة الى المشاريع الاقتصادية، وأهمها مشروع طريق التنمية".