اخر الاخبار

ص1

عام على تشكيل الحكومة

 الحزب الشيوعي العراقي: حل أزمات بلادنا يتطلب دحر نهج المحاصصة

 تشكلت حكومة السيد محمد شياع السوداني بعد عام من إجراء انتخابات تشرين 2021 البرلمانية، وجراء حالة الاستعصاء السياسي الناجمة عن تشبث المتنفذين بنهج المحاصصة المقيت، وتقاسمهم المواقع باعتبارهم ممثلين لـ "المكونات" حسب ادعائهم. ولم يتم حسم الصراع بشأن تشكيل الحكومة الا بعد امتناع التيار الصدري عن المشاركة فيها غداة انسحابه من البرلمان. تشكلت الحكومة من برلمان يفتقد للشرعية السياسية والشعبية والذي جاء أساسا في انتخابات لم تزد نسبة المشاركة فيها عن 20 في المائة، وبعد صراع مرير صاحبه إراقة دماء.   

وجاءت الحكومة وفقا لآليات التحاصص المعهودة، وكان للإرادات الخارجية والارتهان لها دورها الواضح في مسار التشكيل. كما انها حظيت بدعم الإطار التنسيقي، الذي توافق مع قوى سياسية أخرى لتشكيل تحالف قوى الدولة. بمعنى ان الإطار التنسيقي هو من يتحمل المسؤولية الأولى عن نجاح أو فشل الحكومة، وان لم يعفِ هذا الأطراف الأخرى في تحالف قوى الدولة من المسؤولية، بحكم دعمها ومشاركتها فيها.

وتشكلت الحكومة وأمامها أعباء وتحديات جسيمة، وفي مقدمتها حالة الاستياء الشعبي الواسع وعدم الثقة وحتى النفور من أقطاب السلطة والأحزاب والقوى والشخصيات الماسكة بزمامها، والتي كان انفجار الاحتجاج الشعبي في تشرين 2019 تعبيرا صارخا عنها، وعن الغضب المتراكم عند قطاعات شعبية واسعة.

وأكدت مسيرة الحكومة في سنتها الأولى التناقض الصارخ بين البرنامج الحكومي وأولوياته والذي جاءت العديد من فقراته تحت ضغط الانتفاضة والحراك الجماهيري، ومعادلات نهج وحكم المحاصصة والتزاماته إزاء الأحزاب والقوى الراعية لهذا النهج.

ففي مجال ما أعلن من شن حملة شاملة لمكافحة الفساد، أظهر سير التنفيذ بان سقفها تكشف على نحو صارخ عندما أشرت خيوط فضيحة "سرقة القرن" تورط قوى متنفذة فيها. فتم إطلاق سراح المتورط الرئيس مقابل استرجاع نسبة ضئيلة من الأموال الهائلة المسروقة. ولم يتم التعامل والاقتراب من ملفات فساد كبيرة معروفة.

وعلى صعيد الحقوق والحريات، فقد تزايدت مساعي القوى المتنفذة لقضمها وفرض القيود على حرية الراي والتعبير، فيما استمر التنصل من وعود متكررة بملاحقة قتلة المنتفضين والناشطين وتقديم المجرمين ومن يقف وراءهم إلى العدالة.

كما لم يتمكن السيد السوداني من إجراء تعديل وزاري كما وعد، كذلك تلكأت عملية تقييم أداء الوزراء وكبار المسؤولين. وعندما تقرر تغيير بعض الوكلاء والمدراء العامين استنادا إلى نتائج عملية التقييم، جرت عملية الاستبدال والتغيير وتوزيع المناصب وفق نهج التحاصص عينه، وليس وفق معايير الكفاءة والنزاهة والمواطنة. ويظهر الفشل بوضوح أكبر كلما كان الملف او الهدف المقصود على تماس وذا مساس بمصالح ونفوذ أحزاب المحاصصة وأذرعها المسلحة. لذا ليس غريبا ان نلاحظ غياب المنجز أو ضآلته، في ملفات إصلاح مؤسسات الدولة والنظام المالي والمصرفي، وفي إزالة مختلف أنواع التجاوزات على ممتلكات الدولة والمواطنين، وضبط المنافذ الحدودية. كذلك عند السعي لضبط الجماعات المسلحة، وحل "المكاتب الاقتصادية" للأحزاب التي تستحوذ على معظم المشاريع الحكومية.

كما لم ينفذ مطلب إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة وتم استبدالها بانتخابات مجالس المحافظات.    

أما الإجراءات المتخذة لتخفيف الفقر في أوساط الفئات الاجتماعية الهشة، فإنها لم ترتق إلى معالجة أسباب ظهور الفقر وانتشاره، وإيجاد الحلول لمشكلة البطالة، خاصة بين الشباب والخريجين، كذلك توفير الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية وتأمين الضمان الاجتماعي، لاسيما للفئات الهشة، وانتهاج سياسات اقتصادية ومالية سليمة وذات طابع تنموي، وتحقيق مستوى أفضل من العدالة الاجتماعية.

كما لم يتم تحريك ملف التشريعات والقوانين ذات العلاقة بالمرأة، وتمكينها من أخذ دورها كاملا في الحياة السياسية والعامة.

وفي الأشهر الأخيرة شهدت بلادنا ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الغذائية والمفردات الأساسية في سلة استهلاك الشرائح ضعيفة الدخل، كما ازدادت نسب التضخم وانخفضت القدرة الشرائية للرواتب والأجور بنسبة تزيد على العشرين في المائة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، ما نجم عنه ازدياد مصاعب العيش حتى لبعض الشرائح الوسطى من الموظفين والكسبة، لكنه زاد وضاعف من أرباح المضاربين ومهربي العملة والمهيمنين على مزاد العملة في البنك المركزي العراقي.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أعباء أجور التعليم والطب الخاصين في ميزانية الأسرة العراقية بسبب التدهور في التعليم والطب الحكوميين، ولا يزال ما يخصص لهذين القطاعين دون المستوى المطلوب، واقل من نسبة ما تخصصه دول عربية ذات موارد متواضعة، لا تقارن بموارد العراق. 

وقد بينت تجربة السنة الماضية ان هناك فرقا كبيرا بين السعي إلى التهدئة وإطفاء بؤر التوتر ومظاهر الاحتقان السياسي والاجتماعي، وبين العمل بإرادة قوية واضحة لتحقيق الاستقرار الفعلي، ذي الركائز والدعامات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية، ولمعالجة طائفة من الملفات.

ونرى أن الاستقرار الفعلي يتطلب توفير شروطه المتمثلة بالدرجة الأساس في تحقيق أوسع مشاركة مجتمعية وسياسية ممكنة في عملية صناعة القرار، بالتلازم مع تحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية، وفي توزيع الدخل والثروة. وأثبتت آليات عمل نهج المحاصصة أن التحاصص المكوناتي قاد عمليا إلى تضييق دائرة صناعة القرار السياسي واتخاذه، وإلى زيادة الاستقطاب الاجتماعي، وإلى تعمق الطبيعة الريعية للاقتصاد الوطني وتهميش القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية، وتكريس الهويات الفرعية.

وعموما نرى ان الإجراءات المتخذة في مجالات محددة من البرنامج الحكومي، لم ترتق إلى مستوى الحاجات الفعلية والتوجه الجاد لمعالجة أسباب الازمات المستفحلة والاكتفاء بمعالجات "إطفاء الحرائق"، ولم يتم الاقدام على اجراءات فاعلة قوية وملموسة لإحداث نقلة في إدارة الدولة وتعزيز قوة القانون والمؤسسات، والتخفيف من معاناة المواطنين الاقتصادية والمعيشية، ومن سوء الخدمات، ناهيك عن وضع خطط كفيلة بالسير على طريق التنمية المستدامة الشاملة.   

لذا فإن وضع العراق على سكة الاستقرار والازدهار، يتطلب من بين أمور أخرى، أن يقترن ذلك بالتوجه نحو اعتماد مبدأ المواطنة في شؤون الدولة، والسعي للتحرر من معادلات واشتراطات المحاصصة، ومعالجة العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم، واتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الفساد المستشري وتقديم كبار المسؤولين عنه إلى المحاكم، ووضع حد لظاهرة المليشيات والسلاح المنفلت وانهاء التدخلات الخارجية والانتهاكات الفظة للأراضي العراقية وسيادته الوطنية، كذلك حماية منظومة الحقوق والحريات المكفولة دستوريا والتي تتعرض أكثر فأكثر إلى التضييق والانتهاك، والاستناد إلى الشعب المتطلع إلى  تحقيق الإصلاحات الجذرية.   

وتحقيق هذا وغيره يتطلب مواصلة تعزيز الحراك والضغط الشعبيين، وانتزاع الحقوق وفرض إرادة الشعب والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت وفتح الفضاء لبناء عراق آخر يستحقه العراقيون.

وحيث أن انتخابات مجالس المحافظات على الأبواب والحملات الانتخابية قد بدأت، نتوجه إلى جماهير شعبنا وندعوها إلى المشاركة الواسعة فيها واختيار الأكفأ والأصلح، ودعم واسناد مرشحي "تحالف قيم المدني" بما يمثله من توجهات منحازة إلى المواطن وإلى كادحي الشعب، والتوق إلى التغيير الشامل ولإقامة الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

 

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

3-11-2023

 

راصد الطريق.. الى متى هذه «الخاوة»؟

 

شكا عديد من المواطنين الساعين الى تبديل لوحات سياراتهم القديمة الى جديدة،  من اجراء غريب تلجأ اليه مديرية المرور العامة ودوائرها، حيث تقوم بتسقيط اللوحات القديمة وتحدد مدة لتسليم اللوحات الجديدة تتراوح بين 15 و30 يوما. وخلال هذه المدة تُفرض على المواطنين المذكورين عند قيادتهم سياراتهم غرامات مرورية، بدعوى عدم حملها لوحات مرورية، رغم ان معاملاتهم مودعة لدى دوائر المرور، وفقا لما أبلغ اكثر من مواطن “طريق الشعب”.

وما يقوله المواطنون عن مثل هذه الممارسات يدفع حقا الى التفكير في الفوضى التي تعاني منها مؤسسات الدولة. فهل يعقل ان تعجز دائرة واحدة عن معالجة مثل هذا الاشكال البسيط، الذي يمكن تلافيه عبر إجراءات متنوعة وبسيطة، لا تكاد تكلف شيئا.

ولكن يبدو ان معاناة العراقيين لا نهاية لها، خاصة في ظل استشراء الفساد في مؤسسات الدولة، وسيطرة جهات نافذة تتخذ من أبواب الفساد مصدرا رئيسيا لتنمية ثرواتها، في وقت يتغاضى فيه القائمون على تطبيق القانون عن محاسبتها، في تخادم لا يصب في غير مصلحة الفساد والفاسدين، فيما يبقى المواطن يسدد ثمن هذه الإجراءات “القرقوشية”.

 

 مفوضية الانتخابات تؤكد.. «تأمين» أجهزة العد والفرز والتحقق

 

 بغداد ـ طريق الشعب

تواصل المفوضية المستقلة للانتخابات، عملية إدخال سجل الناخبين الى أجهزة التحقق على مستوى المحطة، في الوقت الذي جرى فيه “تأمين” جميع أجهزة العد والفرز والتحقق.

وأعلنت مفوضية الانتخابات، أمس الأول الجمعة، إتمام طباعة 17 مليون ورقة اقتراع حتى الآن، مشيرة الى تشكيل لجان لمتابعة المخالفات الانتخابية في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي بعد انطلاق الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات مجالس المحافظات.

وقال رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية عماد جميل، إنه “تم تأمين جميع أجهزة المفوضية سواء إذا كانت أجهزة العد والفرز او أجهزة التحقق”، لافتا الى أن “أجهزة الإرسال تم فحصها وتجهيزها لاستخدامها في عمليات الانتخابات القادمة”.

واكد أن “المفوضية مستمرة في ادخال سجل الناخبين الى أجهزة التحقق على مستوى المحطة لذلك تحتاج إلى 35,553 سجل إلكتروني وكذلك سجل ورقي”.

من جهتها، أكدت قيادة العمليات المشتركة إنهاء كافة الاستعدادات والخطط لحماية مراكز الاقتراع في انتخابات مجالس المحافظات. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، أن “القيادة مسؤولة عن الملف الأمني لإدارة الانتخابات والذي يشمل إعداد الخطط لتهيئة القطاعات وحماية المراكز الانتخابية ونقل صناديق الاقتراع”. وأضاف أن “جميع الاستعدادات الأمنية مهيأة بالكامل في ما يتعلق بحماية صناديق الاقتراع، كما أن مراكز الاقتراع مهيأة هي الاخرى”، لافتًا إلى أن “استعدادات قيادة العمليات المشتركة ليوم الاقتراع تجري بالتنسيق بشكل مباشر مع المفوضية الانتخابية وبقية الجهات ذات العلاقة”.

  

ص2

 

العراق يرسل وجبة ثالثة من المساعدات الإنسانية إلى غزة

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أمس السبت، إرسال الوجبة الثالثة من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أهالي قطاع غزة المحاصر وبواقع 11 طنا.

وقال اللواء رسول إنه “تم إرسال وجبة ثالثة محملة بـ 11 طنا من المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من الشعب العراقي من خلال اللجنة المشكلة بتوجيه من قبل رئيس الوزراء باستلام المساعدات”.

وأضاف، أن” المساعدات أرسلت عبر رحلة جوية من قبل طيران القوة الجوية العراقية نحو مطار العريش في جمهورية مصر العربية وتسلم من قبل الهلال الأحمر العراقي لنظيره المصري لتنقل بعدها لأهالي الشعب الفلسطيني في غزة”.

ولفت إلى استمرار العراق بالجسر الجوي وإرسال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني.

 

 لجان متابعة تراقب المخالفات في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي

مفوضية الانتخابات تؤكد «تأمين» أجهزة العد والفرز والتحقق.. ونازحو كركوك خارج الاقتراع

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

تواصل المفوضية المستقلة للانتخابات، عملية إدخال سجل الناخبين الى أجهزة التحقق على مستوى المحطة، في الوقت الذي جرى فيه “تأمين” جميع أجهزة العد والفرز والتحقق.

وأعلنت مفوضية الانتخابات، أمس الأول الجمعة، إتمام طباعة 17 مليون ورقة اقتراع حتى الآن، مشيرة الى تشكيل لجان لمتابعة المخالفات الانتخابية في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي بعد انطلاق الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات مجالس المحافظات.

 

تأمين جميع الأجهزة

وقال رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية عماد جميل، إنه “تم تأمين جميع أجهزة المفوضية سواء إذا كانت أجهزة العد والفرز او أجهزة التحقق”، لافتا الى أن “أجهزة الإرسال تم فحصها وتجهيزها لاستخدامها في عمليات الانتخابات القادمة”.

واكد أن “المفوضية مستمرة في ادخال سجل الناخبين الى أجهزة التحقق على مستوى المحطة لذلك تحتاج إلى 35,553 سجل إلكتروني وكذلك سجل ورقي”.

إنجاز الملف الأمني

من جهتها، أكدت قيادة العمليات المشتركة إنهاء كافة الاستعدادات والخطط لحماية مراكز الاقتراع في انتخابات مجالس المحافظات.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، أن “القيادة مسؤولة عن الملف الأمني لإدارة الانتخابات والذي يشمل إعداد الخطط لتهيئة القطاعات وحماية المراكز الانتخابية ونقل صناديق الاقتراع”.

وأضاف أن “جميع الاستعدادات الأمنية مهيأة بالكامل في ما يتعلق بحماية صناديق الاقتراع، كما أن مراكز الاقتراع مهيأة هي الاخرى”، لافتًا إلى أن “استعدادات قيادة العمليات المشتركة ليوم الاقتراع تجري بالتنسيق بشكل مباشر مع المفوضية الانتخابية وبقية الجهات ذات العلاقة”.

 

17 مليون ورقة اقتراع

فيما قالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي، إن “المفوضية أتمت طباعة أكثر من 17 مليون ورقة اقتراع حتى الآن ومليوني بطاقة بايومترية وسوف توزع بين من حدثوا بياناتهم في العشرة الثانية من تشرين الثاني الحالي”.

وأضافت الغلاي، أن “المفوضية تعمل كذلك على تحضير المواد الفنية واللوجستية مِن أوراق وأختام وأحبار، وكل ما يخص العملية الانتخابية”.

وأوضحت، أن “مفوضية الانتخابات ستقوم كذلك في وقت لاحق بتوزيع الهويات التعريفية الخاصة بالإعلاميين المحليين والمراقبين ووكلاء الأحزاب السياسية، فيما سيتم توزيع الهويات التعريفية للمراقبين والإعلاميين الدوليين في المكتب الوطني حصرآ”.

وأكدت الغلاي، “ أن المفوضية اختارت موظفي الاقتراع من حملة الشهادات العليا، ومن موظفي الدولة، ليتم تدريبهم على آلية استخدام هذه الأجهزة من أجل الاستعداد ليوم الاقتراع الذي تم تحديده في 18 كانون الأول من هذا العام”.

وعن التحديثات المرتبطة بالموقف من المرشحين للانتخابات أوضحت، أنه “تم استبعاد مرشحين وقبول طعون آخرين بلغ عددهم 461 تقرر استبعادهم في وقت سابق والعدد النهائي للمرشحين سيتم إعلانه بعد مصادقة مجلس المفوضين على الأسماء”.

وأكدت انه “تم تشكيل لجان مركزية وفرعية بالتنسيق مع أمانة بغداد ودوائر البلدية وهيئة الاتصالات؛ لغرض متابعة المخالفات الانتخابية والحالات الانتخابية الخاصة بالمرشحين”، منبهة في الوقت نفسه إلى “وجود لجان خاصة لمراقبة ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي لرصد أي مخالفات”.

 

لا اقتراع لنازحي كركوك

المتحدث باسم المفوضية في كركوك، علي عباس أكد عدم وجود اقتراع للنازحين في المحافظة.

وقال “حسب تعليمات وقرارات مجلس المفوضين لا توجد اقتراع للنازحين في كركوك”.

وأوضح أن “المحافظات التي تحتوي مخيمات للنازحين يتم فتح مراكز اقتراع لهم”، مضيفاً “أما في كركوك فليس لدينا أي مخيم”. 

علي عباس، ذكر أن “سكنة كركوك من محافظات أخرى أو من الأقضية والنواحي عليهم الذهاب إلى محافظاتهم أو المنطقة التي صدرت بطاقاتهم فيها للإداء بأصواتهم هناك”.

للمرة الأولى منذ عشر سنوات يشهد العراق إجراء انتخابات لمجالس المحافظات، وللمرة الأولى منذ 18 سنة ستجرى هذه الانتخابات في محافظة كركوك.

ويشارك في انتخابات مجالس المحافظات العراقية 38 تحالفاً و28 حزباً و70 مرشحاً مستقلاً وأكثر من 6000 مرشح آخر ضمن قوائم التحالفات والأحزاب.

 

بلاغ من رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة

مؤتمر أزمة المياه في العراق ووسائل التعامل معها

 

عقدت رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة مؤتمرا تحت عنوان “أزمة المياه في العراق ووسائل التعامل “معها وذلك يوم 28/10/2023 على قاعة بروناي في كلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن (SOAS) بالتعاون مع السفارة العراقية.

لقد حضر المؤتمر جمع غفير من الأكاديميين وذوي الاختصاصات المختلفة في إنكلترا إضافة الى سعادة سفير جمهورية العراق السيد محمد جعفر الصدر والمستشار الثقافي الدكتور محمد الهاشمي.

وقد افتتح المؤتمر بدقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الذين فقدناهم خلال السنوات الأخيرة وخاصة شهداء الحرب في غزة. وتلت ذلك كلمة الهيئة الإدارية لافتتاح المؤتمر القتها البروفيسورة سلوى السام رئيسة رابطة الاكاديميين في المملكة المتحدة، وبعدها القى سعادة السفير كلمة شاملة تلتها كلمة المستشار الثقافي أشادا فيهما بأهمية المؤتمر ودور الاكاديميين في التقدم الحضاري وخدمة الوطن. ثم جرى النقاش حول تحديات ازمة المياه في العراق التي تواجه المواطنين والحكومة العراقية والحلول الممكنة لمواجهة هذه المشاكل.

وتناولت المحاضرات التي القيت بالمؤتمر المحاور التالية:

1 - المياه العابرة للحدود في العراق والقانون الدولي التحديات والفرص - القتها المحامية والباحثة في القانون الدولي للمياه الدكتورة زاكي شبر).

2 ـ شط العرب، معضلات التلوث والملوحة والتصحر الزراعي ودور السد المقترح - القاها الدكتور سلمان كاصد الأستاذ الجامعي، الناشط والباحث في أمور مشاكل ومعالجة الملوحة في مياه شط العرب).

-3 حوكمة المياه العابرة للحدود الجمود والإكراه وإشراك المجتمع المدني - القاها البروفيسور بيتر مولنكا الاختصاصي في تحكم كمية المياه في الدول المتشاطئة ومشاريع الري في بلدان وسط وجنوب آسيا).

4 - اهوار بلاد الرافدين ورحلة الحياة والموت - القاها الأستاذ جاسم الأسدي المهندس والمؤسس لمركز انعاش الاهوار وعضو لجنة متابعة ادراج اهوار جنوب العراق على لائحة التراث العالمي).

5 - هل يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة أزمة المياه في العراق بسرعة: السرعة مقابل الدقة؟ - القاها البروفيسور ضياء الجميلي الأستاذ في جامعة ليفربول والاختصاصي الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفه لحل مشاكل المياه.

6 - الزراعة في ظل التغيرات المناخية والجفاف - القاها الأستاذ حسين النحال مؤسس منظمة النهضة البيئية المختصة بمكافحة التصحر وانشاء الغابات والاحزمة الخضراء). وقد حفزت المحاضرات التي قدمها المتحدثون المشاركة الفعالة من قبل الحضور وخاصة من خلال المناقشات والاسئلة التي جرى تداولها في جلسات النقاش.

ادناه بعض القرارات والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر:

1ـ من الضروري انشاء هيئة تابعة لمجلس الوزراء تشمل الوزارات المعنية لتوحيد سياسة المشاريع لحل مشاكل المياه.

2 ـ تعزيز قدرة العراق في مجال قانون المياه الدولي وفي المفاوضات الدولية بشأن المياه، وعلى الحكومة العراقية توظيف المصالح المشتركة للمساومة على بعض الاتفاقيات الاقتصادية من اجل حل مشاكل المياه المتعلقة مع دول الجوار.

3 - الإسراع الى تشريع قانون المياه في البرلمان لادامة الاهوار ليصبح واجب على أصحاب القرار بتنفيذه في ظل أي حكومة قادمة.

4 ـ الالتزام بالاتفاقات الدولية للتراث العالمي لحفظ الاهوار كونها مناطق  سياحية ومحمية من قبل المنظمات العالمية كاليونسكو.

5 - تشريع قوانين لمنع تسريب مياه الصرف الصحي في الانهار ومنع المؤسسات الصناعية من رمي النفايات فيها، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي بعد تنقيتها ومعالجتها.

6ـ التعامل مع منظمات المجتمع المدني الناشطة في حقل البيئة ومشاكل المياه، واقامة ورشات عمل من خلالها لتوعية المواطنين والعمل على نشر ثقافة حفظ المياه من التلوث بين عامة الشعب ومنعهم من رمي الفضلات وتصريف مياه المجاري فيها.

7ـ اكمال كافة المنشآت الهايدرولوكية المطلوبة للسيطرة على مداخل تغذية

 الاهوار ومخارج تصريف المياه منها للحفاظ على نوعية المياه فيها.

8ـ إعادة النظر في الاستراتيجية الاروائية والزراعية وعدم زراعة الرز في المواسم الجافة، واستعمال الطرق الحديثة في الزراعة والري كالتنقيط وانشاء السدود اللازمة على نهري دجلة والفرات.

9ـ منع بعض المتنفذين في مناطق الاهوار بإنشاء بحيرات سمكية خاصة.

 بهم تستنزف المياه من شط العرب.

10 - حل مشكلة ملوحة مياه شط العرب واختلاطها بمياه البحر وإعادة النظر بإقامة مشروع السد على شط العرب.

11 - التفكير بإقامة الواح شمسية على سطح المياه لمنع التبخر وكذلك لتبريد هذه الالواح في أيام الصيف الحارة جدا لتمكينها من الاستمرار في عملها.

 12 - يجب مشاركة المعلومات بين المؤسسات الحكومية والوزارات باستعمال الذكاء الاصطناعي وتعميمها بدلا من حصرها في مؤسسة أو وزارة معينة بحجة الحفاظ على صيانة الاسرار.

 13 - انشاء غابات واحزمة خضراء طويلة بشرط ان لا يقل العرض عن مئة متر، ويتم البدء بزرع اشجار قصيرة أولا تتبعها بتدرج أشجار بارتفاع تصاعدي، مثلما استخدمت في الصين وفي مقاطعة كولورادو في اميركا.

14 - تخزين مياه الامطار وخزنها في اخاديد داخل الأرض بعمق أكثر من متر وعرض سم. نأمل ان تحضى هذه القرارات والتوصيات باهتمام المسؤولين في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب العراقي لتأخذ طريقها الى التنفيذ.

وأخيرا، تود الهيئة الإدارية لرابطة الاكاديميين ان تعرب عن شكرها وامتنانها للمحاضرين الذين شاركوا بخبراتهم القيمة، وللاعزاء الحضور ولجميع الذين ساهموا وعملوا بكل اخلاص لانجاح هذا المؤتمر، ونخص بالذكر الدكتور لارس لامان المحاضر الاقدم في قسم التاريخ في جامعة سواس (SOAS).

 

الهيئة الإدارية لرابطة الاكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة

 إضاءة.. لا نسيان للأسباب ولا تناسي

محمد عبد الرحمن

يخطيء من يظن ان الحرب الدائرة اليوم بين قوات الاحتلال الصهيوني والشعب الفلسطيني المقاوم الصامد، سببها ما حدث في 7 تشرين الأول الماضي. فهذا ما  يدعيه الاعلام الإسرائيلي، وغيره من المنابر المنحازة أصلا الى إسرائيل، والتي لم تصدر عنها كلمة حق وانصاف للشعب الفلسطيني، الذي  يتعرض اليوم الى خطر وجودي حقيقي يتهدد  مصيره، وتريد له آلة القتل الصهيونية، بتواطؤ حكومات أمريكية وأوروبية، ان يصبح في خبر كان .

ما يحصل اليوم هو تراكم لتداعيات الخطيئة التاريخية الكبرى الأولى، عندما خرجت بريطانيا – دولة الانتداب على فلسطين آنذاك - وعد بلفور عام ١٩١٧، ووهبت ما لا تملك الى من لا حق له . ثم لم تُبذل لاحقا أية محاولة جدية لرفع هذا الغبن التاريخي، وحتى ما تضمنه قرار التقسيم الدولي من حقوق للفلسطينيين، ضاع هو الآخر لأسباب عديدة، ودوّن التاريخ مواقف مختلف الأطراف من ذلك، وصولا الى راهن الحال .

ما يحصل اليوم هو ثمرة الفشل المتكرر في الاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني، وتوفير مستلزمات إقامة دولة فلسطينية  فاعلة وحقيقية، كان يفترض ان ترى النور بعد خمس سنوات من اتفاقية أوسلو. ووراء كل هذا المشهد المأساوي والكارثي الذي نتابعه اليوم، يكمن  التعنت الإسرائيلي والرفض المتكرر لقرارات الشرعية الدولية، في ظل دعم امريكي مكشوف، لا تغطيه الدعوة الكاذبة الى حل الدولتين ، الذي لم يتحقق حتى بالصيغة العنكبوتية التى رسمتها المخيلة الصهيونية لمثل هذه الدولة المفترضة .

وعلى العكس تماما ومنذ توقيع اتفاقية أوسلو، لم تتوقف اجتياحات قوات الاحتلال  الإسرائيلي للضفة الغربية ولا لقطاع غزة، الذي ظل يتعرض الى حصار جائر ظالم، فيما استمر بناء المستوطنات الصهيونية وتقطيع اوصال الضفة الغربية وقتل الفلسطينيين واعتقالهم، كذلك تدنيس الأماكن المقدسة عند المسلمين والمسيحيين .

هذا الفشل المزمن، واستمرار الظلم والعسف والقهر والتجويع والحصار، وانعدام أفق أي حل سياسي، وغياب اي بصيص أمل في قرب انتهاء المعاناة المتواصلة للشعب الفلسطيني، هذا كله، لا يدفع أي منصف حي الضمير الا الى اقرار حق الفلسطينيين في الدفاع عن حقوقهم، ومقاومة المحاولات المستمرة لاقتلاعهم من وطنهم ورميهم بعيدا عن أرضهم، في مشهد تتكرر فيه صور نكبة ١٩٤٨ الماساوية.

وفي الأعوام التي خلت منذ اتفاق أوسلو واطلاق المبادرة العربية، لم تتحقق خطوة واحدة تطمئن الفلسطينيين الى ان هناك افقا. بل على العكس تماما هرول عدد من الدول العربية، تحت ضغط امريكي، الى التطبيع مع إسرائيل، في وقت تقترف فيه دولة الاحتلال هذه كل يوم جرائم جديدة بحق الفلسطينيين، وتقوم بقضم تدريجي للأراضي الفلسطينية. بل ان إسرائيل ذاتها تتحول خلال ذلك الى دولة عنصرية قمعية، تطارد الفلسطينيين حتى  في داخلها.

واليوم، إذ تركض الوفود وتتوسل أمريكا وإسرائيل الموافقة على هدنة إنسانية، لادخال المواد الغذائية والطبية الى القطاع المدمر، وتختزل قضية الشعب الفلسطيني الكبيرة والعادلة وقضية إقامة دولته الوطنية المستقلة، الى مجرد ادخال خمسين الف لتر من الوقود الى غزة، فمن الواضح ان لا مؤشرات حتى الان على توجه جدي لمعالجة أُسّ الازمة.

ولعل من الواجب هنا، في هذه الظروف الحرجة والمؤلمة، ان نكرر القول بان الحلول الترقيعية، من قبيل الحديث عن قوات دولية عازلة، او إدارة مؤقتة للقطاع ، او اسناد المهمة الى احدى دول الحوار،  او الذهاب الى هدنات مؤقتة، ان مثل هذه الحلول لا تقود الى استقرار دائم وسلام وطيد. بل وتقول التجربة ان السلام والاستقرار لن يتحققا الا عبر الاستجابة العاجلة لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في الحياة وإقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه.     

  

ص3

 

كلمة الحزب الشيوعي العراقي في الاجتماع العالمي الـ 23

للأحزاب الشيوعية والعمالية (إزمير، تركيا 20-22 أكتوبر 2023 )

وضع عالمي خطير وتناقض عميق بين الرأسمالية والحياة

 

أنقل أحر تحيات حزبنا الشيوعي العراقي إلى اللقاء العالمي الـ 23 للأحزاب الشيوعية والعمالية، متمنياً لأعماله كل النجاح.

كما نقدر عاليا جهود الحزب الشيوعي التركي الشقيق لاستضافة هذا الاجتماع، على الرغم من التحديات السياسية التي يواجهها، مما يدل مرة أخرى على موقفه الأممي ودوره في تعزيز هذا المنبر العالمي لتبادل الأفكار والخبرات وتطوير العمل المشترك.

وفي هذه المناسبة، نكرر تضامننا مع شعب تركيا والحزب الشيوعي التركي، ونضاله المستمر لتحقيق تغيير حقيقي، ضد الحكم الاستبدادي والاستغلال والفساد؛ لبناء دولة ديمقراطية علمانية ينعم شعبها بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

ينعقد اجتماعنا العالمي الـ 23 في ظل وضع عالمي خطير، مع تصاعد النزاعات المسلحة والحروب، وهو ما أبرزته مؤخرا التطورات في الشرق الأوسط والعدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة.

لقد تجلى في أرجاء العالم على نحو صارخ التناقض بين مصالح الرأسمال الاحتكاري، وبُعده العالمي المتمثل بالإمبريالية، وحق الشعوب في العيش بسلام وأمان وحرية وكرامة وتنمية بشرية مستدامة. فالأزمة العامة للرأسمالية تعود بشراسة بعد فشل النيوليبرالية في تقديم أي حلول لها. ومن بين سماتها الجديدة المهمة التدهور البيئي والاحترار العالمي وتغير المناخ، التي اصبحت تعبّر بصورة متزايدة عن تناقض عميق بين الرأسمالية والحياة ذاتها.

وبدلا من استمرار عصر هيمنة القطب الواحد وبقاء الولايات المتحدة القوة العظمى بلا منازع، فانها تواجه أفول هيمنتها الاقتصادية. وهي تسعى بقوة الى إعاقة تشكل نظام عالمي جديد بدأت تظهر ملامحه، مع تغير ميزان القوى وتراجع القدرة الانتاجية للبلدان الرأسمالية. في هذا السياق، يجرى تأجيج هستيريا الحرب ودعم اليمين المتطرف والشعبوي وتغذية النزعات العنصرية والفاشية. وفي ظل هذه الاوضاع المضطربة والخطرة، رغم ما تنطوي عليه في الوقت نفسه من فرص، تواجه قوى اليسار في العالم وفي كل بلد تحديات جسيمة تملي عليها تطوير وحدتها وتقديم بدائل ورؤى للتغيير الجذري، من اجل انقاذ شعوبها والبشرية مما يحدق بها من كوارث، وتحقيق طموحها الى نظام اجتماعي جديد يقوم على قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة والتعاون، وهي القيم الأساسية للاشتراكية.  

لا تزال الحرب بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، التي اندلعت قبل عام وثمانية أشهر، مستمرة دون أن يلوح في الأفق إمكان التوصل الى وقفها والبدء بمفاوضات جادة للتوصل الى تسوية سياسية تضع حدا للمآسي التي حلّت بشعبي البلدين، وتحول دون اتساع نطاقها وتدرأ مخاطرها الجسيمة على السلم العالمي.

ولم تلق مبادرات السلام التي أطلقتها الصين والبرازيل ودول اخرى تجاوبا بسبب اصرار الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الاطلسي على إدامة الحرب لاستنزاف روسيا ومنعها، كما يُزعم، من تحقيق نصر استراتيجي، فيما تؤكد روسيا عزمها على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق الحد الأدنى من اهدافها. ومع استمرار استفزازات حلف الأطلسي في أوروبا واعلان روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية، يواجه العالم أكثر من أي وقت مضى خطر أن تتحول هذه الحرب إلى حرب عالمية كارثية.

ويتطلب درء هذا المسار الخطر استنهاض حركة سلام عالمية للمطالبة بوقف هذه الحرب فورا والعودة الى المفاوضات والحوار برعاية الأمم المتحدة للتوصل الى اتفاق سلام دائم يجنّب شعبي البلدين المزيد من مآسي الحرب المدمرة.

يشهد الشرق الأوسط تطورات خطيرة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء. وقد أدت حملة القصف الجوي الوحشي المستمرة حتى الآن إلى مقتل 3000 شخص، من بينهم أكثر من 700 طفل. كما فرض المحتلون الصهاينة حصاراً كاملاً على قطاع غزة، ومنعوا عنه إمدادات الغذاء والأدوية والوقود. ويشكل هذا الهجوم انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي ويرقى إلى جريمة حرب.

وجاء تصاعد المقاومة الشعبية الفلسطينية ردا مشروعا على الجرائم البشعة التي واصلت حكومة نتانياهو الفاشية وقوات الاحتلال وعصابات المستوطنين الصهاينة ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس.

وتؤكد التطورات الأخيرة مرة أخرى الحقيقة الثابتة، بأن لا أمن واستقرار في منطقة الشرق الأوسط الاّ بانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة في تقرير المصير والحرية والعودة والاستقلال، وفي إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

كما ان هذه التطورات تؤكد مجددا الانحياز السافر للولايات المتحدة وحلفائها الى اسرائيل ودعمهم اللامحدود لها وتعطيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لتواصل احتلالها غير القانوني وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.

واذ يدين حزبنا الشيوعي العراقي الفظائع المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء، فإنه يدعو إلى المطالبة بـ:

- الوقف الفوري للعدوان الحربي الدموي الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة، والرفع الكامل للحصار العنصري الجائر، وايصال المساعدات الاغاثية الى المدنيين الابرياء. 

- رفض التهجير القسري لسكان غزة وتوطينهم خارجها، تحت غطاء ما يسمى بـ”ممرات آمنة” وإقامة ”مناطق آمنة”، بحجة حماية السكان المدنيين من القصف الإسرائيلي الغاشم.

- الوقوف بحزم ضد محاولات تحويل القضية الفلسطينية، من قضية شعب له حقوق مشروعة ثابتة في تقرير مصيره وإقامة دولته الوطنية المستقلة، الى قضية إنسانية صرفة.

- فضح الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها حكام إسرائيل، ووضع حد لإفلاتهم من العقاب، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق الفوري في هذه الجرائم.

- تصعيد التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وفي هذا السياق، ندعو هذا الاجتماع العالمي الى رفع الصوت عاليا لإدانة جريمة الحرب المروعة التي ارتكبتها الحكومة الفاشية في إسرائيل وجيش الاحتلال الصهيوني مساء الثلاثاء الماضي (17 اكتوبر 2023) بقصف المستشفى الأهلي في قطاع غزة، التي ذهب ضحيتها المئات من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الاطفال.

يجدد حزبنا الشيوعي العراقي ايضا، امام هذا المنبر العالمي، تضامنه الكامل مع الشعب السوداني وقواه الوطنية والديمقراطية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي ، ودعمه لنضالها من اجل وقف الحرب الكارثية التي أشعلها جنرالات الحكم العسكر منذ ستة أشهر وراح ضحيتها أكثر من 5 آلاف من المدنيين الابرياء. وندعو الأحزاب الشيوعية والعمالية المشاركة في هذا الاجتماع الى اعلان تضامنها مع الشعب السوداني والديمقراطيين والشيوعيين السودانيين، ورفضهم للتدخلات الخارجية ونضالهم للحفاظ على وحدة السودان واستقراره، والسير على طريق التغيير الديمقراطي وبناء سلطة الشعب المدنية الديمقراطية.

يواصل الشيوعيون العراقيون، ومعهم القوى الديمقراطية، النضال من أجل التغيير الشامل: بناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على العدالة الاجتماعية.

فبلادنا لا تزال تعاني من عواقب الأزمة البنيوية المتعمقة التي ترجع جذورها الى منظومة المحاصصة الطائفية – الأثنية التي تم فرضها إثر الحرب والغزو والاحتلال الأمريكي قبل 20 عامًا. ومع تفشي الفساد واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وغياب العدالة الاجتماعية، شهدت البلاد تصاعد الحركة الاحتجاجية.

وعلى الرغم من القمع الدموي للانتفاضة الشعبية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والذي أدى الى مقتل 800 من المتظاهرين الشباب، إلاّ أن الاحتجاجات مستمرة ضد منظومة الحكم المفلسة سياسياً والفساد المستشري. وقد قرر الحزب الشيوعي العراقي، و”تحالف القوى الديمقراطية من أجل التغيير” الذي عقد مؤتمره التأسيسي في بغداد في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، خوض انتخابات مجالس المحافظات المقبلة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الجاري. ويُنظر الى هذه الانتخابات باعتبارها ميدانا آخر للصراع، بهدف تعبئة كل القوى الاجتماعية التي تبحث عن بديل سياسي حقيقي يعبر عن تطلعات الشعب العراقي لتحقيق التغيير الشامل.

ونجح الحزب الشيوعي وحلفاؤه في تشكيل ائتلاف انتخابي واسع تحت اسم “ائتلاف قيم المدني”. ويضم عشرة أحزاب مسجلة، إضافة إلى مجموعات سياسية أخرى، وسيخوض الانتخابات المحلية بـ 400 مرشح في 13 محافظة. كما يشارك الحزب في لوائح انتخابية مدنية في محافظتين أخريين.

ويدعو البرنامج السياسي لهذا الائتلاف الانتخابي إلى إنهاء منظومة الحكم الفاسدة والميليشيات المسلحة، وبناء دولة تقوم على المواطنة والعدالة الاجتماعية. إن مثل هذا البديل الديمقراطي هو وحده القادر على ضمان السيادة الوطنية للعراق ووضع حد للتدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، سواء من جانب الولايات المتحدة وحلفائها أو من جانب القوى الإقليمية.

بهذه المناسبة، نعبّر عن تقديرنا الكبير للتضامن الأممي والدعم الذي قدمته العديد من الأحزاب الشقيقة لشعبنا العراقي وللشيوعيين والديمقراطيين العراقيين في نضالهم العادل.

وإذ نتمنى كل النجاح للاجتماع العالمي الـ 23 للأحزاب الشيوعية والعمالية، فإننا نتقدم مرة أخرى بتحياتنا الحارة لجميع المندوبين، مع شكر خاص للحزب الشيوعي التركي الشقيق.

ونتطلع إلى مواصلة تطوير العلاقات مع كافة الاحزاب الشقيقة، ومع قوى السلام والتقدم في العالم، في النضال المشترك من أجل السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

ــــــــــــــــــــــــــ

*  ألقاها الرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في الاجتماع العالمي الـ 23 للأحزاب الشيوعية والعمالية (إزمير، تركيا 20-22 أكتوبر 2023)

  

بلاغ صحفي عن اختتام الاجتماع العالمي الـ 23 للأحزاب الشيوعية والعمالية 

 

انعقد الاجتماع العالمي الـ 23 للأحزاب الشيوعية والعمالية في الفترة من 19 إلى 22 تشرين الاول 2023، في إزمير بتركيا برعاية الحزب الشيوعي التركي. وشارك في الاجتماع 121 مندوبًا من 68 حزبًا من 54 دولة، وأرسلت 7 أحزاب تحايا اذ لم تتمكن من حضور الاجتماع لأسباب مختلفة.

 كان موضوع الاجتماع العالمي كالتالي: المعارك السياسية والفكرية لمواجهة الرأسماليين والامبريالية. مهمات الشيوعيين في نشر الوعي وتعبئة الطبقة العاملة والشباب والنساء والمثقفين في النضال ضد الاستغلال والاضطهاد والأكاذيب الامبريالية والتحريف التاريخي، ومن أجل الحقوق الاجتماعية والديمقراطية للعمال والشعوب، وضد الامبريالية والحرب، من أجل السلام والاشتراكية.

تم خلال الاجتماع تبادل تجارب غنية بشأن نضالات الاحزاب الشيوعية والعمالية، والحركات العمالية والشعبية، في وقت نشهد فيه تعمق التناقضات الطبقية وأن النظام الرأسمالي لا يقدم للبشرية سوى عدم المساواة والفقر والبطالة والحروب والنزاعات والتشريد. كما يستمر التنافس والتناقضات داخل النظام الامبريالي. وينطوي تزايد عدوانية الامبريالية معه، الى جانب التنافس، على خطر وقوع حرب يمكن ان تشمل العالم كله.

كما جرى تبادل وجهات النظر بشأن التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية في الفترة الأخيرة. وشجب الاجتماع بقوة دور حلف شمال الأطلسي وتوسعه الى دول أخرى.

وتم التأكيد على أهمية التطورات في فلسطين. وطالب الاجتماع بالوقف الفوري للعدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية. وجرى التعبير عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني واستنكار الهجمة العسكرية الوحشية والحصار اللا إنساني والإبادة البربرية التي تنفذها اسرائيل في قطاع غزة. كما أدان الاجتماع دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي للعدوان الإسرائيلي. وطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة والاعتراف بها، ووقف الاستيطان غير القانوني وإزالة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، والإفراج عن السجناء السياسيين في سجون إسرائيل، وعودة اللاجئين. وجرى التعبير عن التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني والتأكيد على أهمية تعزيز النضال في جميع البلدان لوقف المجزرة في قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وتناولت كلمات العديد من الاحزاب المشاركة في الاجتماع الحرب في أوكرانيا. وكانت هناك مقاربات مختلفة بشأن مصادر وطبيعة هذا النزاع، ولكن جميع الأحزاب أكدت بشكل خاص على أهمية تصعيد النضال ضد حلف الأطلسي.

وجرى التأكيد على أنه، في ظل هذه الظروف، تتحمل الأحزاب الشيوعية والعمالية مسؤولية تنظيم وقيادة نضالات الشغيلة وتوضيح ضرورة الاشتراكية. كما شدد الاجتماع على أهمية تعزيز التضامن الأممي بين الأحزاب الشيوعية والعمالية، والتنظيمات العمالية ذات التوجه الطبقي، وحركات الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين، والحركات الشعبية بشكل عام.

وأكد الاجتماع العالمي على ضرورة تعزيز التضامن مع الحزب الشيوعي في كوبا، ومع كوبا وشعبها، الذين حققوا الاستقلال والمساواة وحقوقا اجتماعية وعمالية مهمة، ويناضلون للدفاع عن الاشتراكية وإنجازات الثورة الكوبية. ودعا الى تصعيد الإدانة العالمية للحصار الأمريكي الوحشي ضد كوبا والمطالبة بانهائه.

كما جرى التأكيد على أن العداء للشيوعية لا يتجلي فقط في العمليات العسكرية للإمبريالية، بل يشمل ايضا المحاولات والتدخلات المباشرة او السرية ضد تنظيم الاحزاب الشيوعية والعمالية في انحاء مختلفة من العالم وتهديد حق الطبقة العاملة في التنظيم. وجرت الاشارة الى احتكار الرأسمال السيطرة على قنوات المعلومات وامتلاك البرجوازية القدرة على إسكات القوى الثورية، وان نشر المعلومات  المضللة من قبل الامبريالية يستمر في تشويه الواقع وفقا لمصالح الامبريالية. ولذا تم التأكيد على أهمية تعزيز النضال الفكري والسياسي ضد وسائط الإعلام البرجوازية والاكاذيب الامبريالية.

وجدد المشاركون في الاجتماع العالمي تضامنهم مع الطبقة العاملة في تركيا التي تواجه يومًا بعد يوم تفاقما للإستغلال والفقر. وبمناسبة تزامن انعقاد الاجتماع مع مئوية تأسيس الجمهورية التركية، حيا المشاركون فيه نضال الشيوعيين في تركيا ضد الاستغلال الرأسمالي والامبريالية.

كما عبّرت العديد من الأحزاب عن تضامنها مع نضال العمال من أجل حقوقهم الاجتماعية والسياسية والنقابية.

ومع التوجه الى عام 2024 تبنّت الأحزاب الشيوعية والعمالية خطة عمل للفعاليات المشتركة التي ستسعى للقيام بها.

الحزب الشيوعي التركي

المكتب الصحفي

25 تشرين الاول 2023

 ص4

حياة العراقيين معلقة بقيمة الدولار

                                                                      إبراهيم المشهداني

يواجه المواطن العراقي في هذه الأيام محنة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي الذي يقابله انخفاض قيمة الدينار وانعكاساته في ارتفاع مستوى الأسعار   وخاصة أسعار الاستهلاك اليومي سواء المتعلقة في مشترياته اليومية من مأكل ومشرب وملبس وحاجاته اليومية من مختلف الخدمات الصحية حيث تتزايد المستشفيات الاهلية والمراكز الطبية الخاصة والتعليمية خصوصا بعد انتشار التعليم الأهلي يضاف إلى كل ذلك الارتفاع الجنوني في أسعار الأدوية أمام أنظار وزارة الصحة ونقابة الأطباء ونقابة الصيادلة.

    والعراق ما زال يدور في ملعب الدولار وفلكه ولكننا كاقتصاديين مدعوون إلى البحث عن كيفية انهيار عملة قوية في العراق انهيارا مقلقا ليس بسبب الأزمات الاقتصادية او بسبب عدم وجود الاحتياطيات الكافية، وإنما بسبب قرارات سياسية لا تكون إدارة الدولة على قدر كاف من المسؤولية، وما يجري اليوم أشبه ما حدث في الاعوام 1980--2003. فبعد ثورة تموز وخروج العراق من الكتلة الاسترلينية كانت قيمة الدينار العراقي 3،377 دولارا مقابل الدينار وكانت حصة الفرد العراقي من الناتج المحلي الاجمالي في عام 1950 وبأسعار عام 1980 (604) دولارا وازدادت في عام 1980 إلى 4219 اي بحوالي 6،5 مرة وانخفضت إلى (485) عام 1993 نتيجة لاختيار طريق الحرب بديلا عن السلام مع إيران ومن ثم دخول الكويت عام 1990. وفي عام 1996 انخفضت قيمة الدينار عشرة آلاف مرة، وخلال فترة الحصار لجأ البنك المركزي إلى طباعة العملة العراقية بمختلف فئاتها مما فتح الباب إلى عمليات تزوير العملة بنطاق واسع ومؤشرات التضخم ارتفعت من 3،6 في عام 1990 إلى حوالي 7000، ومنذ  عام 2003 بدأ الدينار العراقي يأخذ طريقه إلى التعافي وتركزت سياسة البنك المركزي على ثبات قيمة الدينار العراقي بحدود 1200 للدولار لتستقر   شيئا فشيئا، كما ان التضخم اخذ بالاستقرار ليصل إلى زيادة سنوية تصل إلى 10 بالمائة، متبعة سياسة بيع الدولار عن طريق البورصة من أجل سحب السيولة النقدية للتخفيف من معدلات التضخم وثبات قيمة الدينار تجاه الدولار .

    ونحن  اذ نتابع ازمة الدينار الذي تتهاوى قيمته يوما بعد آخر لابد من الأخذ بعين الانتباه  تصريحات  محافظ البنك في المؤتمر المصرفي السنوي الأول الذي احتضنته مدينة أربيل في تشرين الأول من هذا العام اذ اعتبر أن عملية استقرار سعر الصرف للدينار مقابل الدولار كبيرة تتطلب اجراء تغييرات بالنظام التجاري العراقي  والتحويل المالي إلى خارج البلاد  وانه يتعين ترسيخ القواعد التي نص عليها قانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب رقم 39 لسنة 2018  وتطبيق الممارسات والمعايير الدولية بما يحفظ سلامة النظام المالي من المخاطر والإجراءات المحلية والدولية  وبما يؤمن شفافية وسلامة العمليات المالية

     بيد اننا ونحن نتحدث عن السياسة النقدية والتغيرات في قيمة الدينار العراقي ازاء الدولار لابد من التوضيح إلى أن السياسة النقدية هي انعكاس للسياسة المالية، ومن المعروف ان سياسة السوق المفتوح وانعكاساتها على تجارة السلع الاستهلاكية حد الاغراق تطلبت توفر العملة الصعبة (الدولار )، واليوم أخذت قيمة الدينار تنخفض بشكل مثير للقلق إزاء الدولار حتى وصل إلى اكثر من 1600 للدولار الواحد مما أدى إلى اتساع نطاق المضاربة في السوق من جراء زيادة الطلب على الدولار في ظروف أشد سخونة في الجانب الأمني مما يفسح في المجال للمضاربين وتجار العملة توظيف هذا  الظرف المضطرب  للتلاعب بسوق العملة، وهذه العملية ليست بعيدة عن نشاط مافيات الفساد الموجودة  في قمة الهرم الحكومي مما يتطلب اتخاذ اجراءات حقيقية رادعة على الارض بثبات والابتعاد عن الموسمية وعدم الاكتفاء بإصدار القرارات  والتصريحات العائمة مهما كانت،  وهذا يستدعي وضع آليات فاعلة  وتشريعات عقابية رادعة  وتفعيل دور الاجهزة الرقابية وجهاز الامن الاقتصادي في وزارة الداخلية مع الاكثار من كمية العملات الاجنبية المعروضة ومراقبة الجهات المستفيدة واتباع تعليمات البنك المركزي سبيلا لمعالجة هذه الازمة  فهل سنرى لتصريحات السيد المحافظ  ترجمة على أرض الواقع؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنيون: إدارات جامعية تتعاطى مع التدخلات السياسية

دعوات لتشكيل المجلس الأعلى للتربية والتعليم

 

بغداد ـ محمد التميمي

 

بعد عقدين من التغيير، لا تزال العملية التعليمية تئن من مشاكل وأزمات تعتبر نتيجة طبيعية للإخفاقات، بعد أنْ طال نهج المحاصصة قطاعي التربية والتعليم.

وفي ظل غياب الكفاءات الوطنية والمهنية عن ادارة العملية واعتماد الحلول الترقيعية تراكمت المشاكل اكثر فأكثر حتى وصلت لمديات خطرة تهدد واقع العملية بالانهيار مستقبلاً.

هذا الواقع المأزوم يجده اصحاب الاختصاص ناجما عن غياب التخطيط والسياسات الحقيقية التي يجب ان توضع لتعالج الكثير من القضايا، التي اخرتنا في التقدم على صعيد النظم التعليمية قياساً بدول العالم والمنطقة.

 

أزمة بنيوية

سكرتير اتحاد الطلبة العام ايوب عبد الحسين يقول: ان هناك العديد من التحديات التي تبرز امام العملية التعليمية، والتي تراكمت وتفاقمت خلال عشرين عاما حتى وصلت الى مديات خطرة، واوصلت العملية اليوم الى حافة الانهيار.

واضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلاً ان احد ابرز هذه التحديات هو موضوع “البنية التحتية التعليمية المتهالكة بالكامل، وغير الكافية لسد الحاجة المتزايدة للوافدين سنوياً، علاوة على انها غير قابلة لاستيعاب الزخم الحاصل والزيادة في كل عام”، مشيرا الى انه “في ما يخص البنية التحتية فهي الاخرى اصبحت تهدد حياة الكثير من الطلبة داخل القاعات نتيجة تهالكها، وايضا ما زلنا نعاني من اشكالية استخدام طرائق تدريس حديثة مثل النورمل كروب وغيرها، نتيجة اكتظاظ القاعات الطلبة”.

ولفت عبد الحسين الى ان هناك مشكلة حقيقية في موضوع “المناهج التعليمية التي عفا عليها الزمن، ولا تواكب التطور العلمي والتكنلوجي الحاصل في البلدان، وهي تفتقد ايضاً التحديث المستمر الذي ينبغي ان يكون جذرياً، ابتداء من رياض الاطفال وصولاً الى الدراسات العليا، والاهم ان يستمر هذا التحديث بواقع 20 في المائة من المنهج كل خمسة اعوام باقل الحدود”.

وبالتوازي مع ذلك اكد سكرتير الاتحاد على ضرورة “تأهيل وتدريب الكوادر التدريسية لوزارتي التربية والتعليم، وتطوير امكانياتهم وقدراتهم على استخدام طرق تدريس حديثة، والتعامل مع وسائل المساعدة في شرح المواد لايصال المعلومة للطلبة”.

وفي ما يخص تعاطي الوزارتين مع مشاكل العام الدراسي قال: إن “ازمة التعليم في العراق بنيوية، والوزارات المعنية المتعاقبة وصولاً الى الان يتعاملون مع هذه المشاكل بعقلية الحلول الانية والترقيعية، والتي لم ولن تفضي الى نتيجة بل تفاقم المشاكل اكثر وترحل الازمات المتفاقمة من عام الى آخر، ومع هذا الحال سنصل الى مديات لا يمكن السيطرة عليها”.

وأضاف ان “العملية التعليمية الان على حافة الانهيار إن لم تدخل فعلياً هذه المرحلة. وهذه نتيجة طبيعية في ظل المشاكل والازمات وغياب الحلول الناجعة والجذرية للمشاكل وافتقار الادارات المتعاقبة للكفاءة والمهنية والنزاهة”.

واشار الى ان المطلوب اليوم هو “تخليص الوزارتين من نهج المحاصصة، واسناد ادارتيهما الى قيادات اكاديمية كفوءة، واجراء عملية مراجعة شاملة للعملية التعليمية والتربوية ووضع حلول جذرية لها، تكون مغطاة بميزانيات مالية كافية، وتشكيل المجلس الاعلى للتربية والتعليم”.

 

الربح على حساب الرصانة العلمية

نقيب الأكاديميين العراقيين، د. مهند هلال، لم يذهب بعيداً عن رأي سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، إذ اكد ان حال التعليم الجامعي في العراق يسير باتجاه معاكس تماماً للاتجاهات التي وصلت اليها نظم التعليم في العالم، وعلى الاقل في دول المحيط الاقليمي.

واوضح بقوله ان التعليم في العراق “نتيجة التدخلات السياسية، والنمو غير المعقول في مؤسسات التعليم الجامعي الاهلي القى بظلاله على العملية التعليمية”، معللا ذلك بـ”نمو الربحية على حساب النوعية ورصانة التعليم، وهذا ما انتج جيلا حاصلا على الشهادة، لكنه لا يفقه منها شيئاً وهي كذلك لا تؤهله للولوج في ميادين العمل ما بعد التخرج من الدراسة الجامعية”.

ولفت هلال في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، إلى ان ذلك “القى بظلاله ايضاً على عضوية هيئة التدريس في الجامعات العراقية، فالعديد من الذين تم تعيينهم في المرحلة السابقة من حملة الشهادات العليا كانوا من جامعات غير رصينة وغير معترف بها”.

ونبّه الى ان “تأثير حامل الشهادة من مؤسسات جامعية غير رصينة خارج العراق في وزارات اخرى غير التعليم العالي، قد يكون اقل من حاملها في التعليم العالي، لذا لا بد من اعادة النظر في كل من حصل على شهادة استناداً الى قانون رقم (20) لسنة 2020، الخاص بالدراسات العليا، وعمل امتحان رصانة جديد”.

وذكر هلال، ان هناك تمايزا بين الاكاديميين في مؤسسات التعليم الجامعي الاهلي، نتيجة لوجود متغير اسمه (المستثمر) برغم ان القوانين النافذة لا تتيح له التدخل”، مشيرا الى “ضعف مؤسسات الوزارة المسؤولة عن الاشراف على التعليم الجامعي الاهلي، والذي جعل المستثمر يصول ويجول ويتحكم بمرتبات ومدخولات الاساتذة ويتعامل معهم تعاملاً سلبياً”.

واكد أن ذلك “زحف الى مؤسساتنا في التعليم الحكومي، اذ يصار الى ارغام الاستاذ الجامعي على المزيد في المؤسسة الجامعية وتكليفه بواجبات الدفاع المدني وخفارات برغم ان قانون الخدمة الجامعية يوضح مسؤوليات عضو هيئة التدريس”.

وخلص نقيب الاكاديميين العراقيين الى ان “عضو هيئة التدريس هو اكثر الفئات تضرراً في المجتمع، نتيجة التعامل الفوقي، الذي يمارسه بعض القيادات الجامعية في التعليم الاهلي، ونحن طرحنا في النقابة أكثر من مرة تشكيل المجلس الاعلى للتربية والتعليم”، مبينا ان “الغرض منه هو الحد من التدخلات السياسية التي غالباً ما تدخل من باب القيادات الجامعية”.

بعدوها عن نهج المحاصصة

الى ذلك، قال الناشط الطلابي محمود إسماعيل، انه في ظل منظومة المحاصصة الطائفية المقيتة التي تخلف السوء في كل جوانب الحياة، لم تكن العملية التعليمية بعيدة عن مخالب هذا النهج.

واشر في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، ان “المحاصصة ساهمت بشكل كبير في عرقلة اي منجز حقيقي على هذا الصعيد، وفاقمت الازمات والمشاكل التي باتت تهدد واقع العملية التعليمية والتربوية في البلاد”.

واكد اسماعيل ان “الحراك الطلابي بشكل عام مستمر ومتواصل بهدف النهوض بواقع العملية التعليمية، لكن هناك ضعفا فغالبية الطلاب اليوم لا يحملون الوعي الكافي نتيجة سياسة التجهيل التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة بعد العام 2003، ومع ذلك هناك تنظيمات طلابية وافراد لا يزالون يعملون على خلق وعي طلابي، وهذا ما يزعج الجهات المعنية، حيث برز ذلك عبر المواقف السلبية تجاه هذا النوع من الحراك لأنه يهدد مصالحهم ووجودهم”.

ودعا الى “العمل على ان ينسجم نظام القبول مع حاجة سوق العمل وفتح اختصاصات جديدة واحتواء الخريجين، فمن غير المعقول ان يحدد الطالب باختصاصات معينة لأنها توفر له الوظيفة والدخل المادي الجيد، بينما نحن بحاجة الى اختصاصات اخرى مهمة هي غير موجودة اصلا”.

 

“لدينا ٦٧ ألف موظف ينتظرون استعادة حقوقهم المشروعة”

نقيب الإداريين في الصحة لـ «طريق الشعب»: نعاني من التمييز الوظيفي

 

حوار: ريهام عباس

 

في حوار مع نقيب الاداريين في وزارة الصحة صفاء العگيلي، تطرق الى “مجهودات كبيرة” يقوم بها الاداريون، لكنها تقابل بـ”تمييز وظيفي” مستمر منذ سنوات، على حد قوله.

العگيلي يعد مؤسس نقابة الإداريين، التي تطالب بحقوق الملاكات الإدارية والفنية.

 

  • متى أسست هذه النقابة؟

ـ أنا المؤسس الأول لنقابة الإداريين في وزارة الصحة، ولم تكن هناك اي نقابة باسم الإداريين سابقا، انما قمت بالعمل على تأسيس النقابة في عام ٢٠١٦، بعد أن شاهدنا أن هناك ضياعا لحقوق شريحة الإداريين داخل وزارة الصحة، بسبب عدم وجود من يمثلهم ويدافع عن حقوقهم في الوزارة، فكان لا بد من وجود مؤسسة تعمل لصالحهم وتطالب بحقوقهم المشروعة.

  • هل لديكم فروع في محافظات العراق؟ وهل معترف بها رسميا؟

ـ نعم، لدينا فروع في المحافظات ولدينا تعامل مع وزارة الصحة، وهناك كتب رسمية وجهت من قبل الامانة العامة لمجلس الوزراء إلى وزارة الصحة بالتعامل معنا.

 

  • كم عدد الملاكات الإدارية والفنية في وزارة الصحة؟

ـ قرابة ٦٧ ألف موظف. ولهؤلاء دور كبير في عملية الخدمة الطبية والصحية للمواطن، كون أغلبهم على تماس مباشر مع المرضى، بل أن الكثير من هذه الفئة فقدناهم في أثناء مواجهة جائحة كورونا.

 

  • ما هي أبرز الأمور التي يعاني منها الإداريون؟

ـ اكثر ما يعاني منه الموظف الاداري هو التمييز الوظيفي داخل وزارة الصحة، والذي نعمل كنقابة على تقويضه وتجاوزه. إذ أن هناك فرقا كبيرا جدا بين ما قبل النقابة وبعد تأسيسها؛ فقد تمكّنا من استعادة بعض الحقوق المشروعة لهم، ونعمل على تحقيق المزيد، إذ تم تنظيم ما يقارب من سبع تظاهرات أمام وزارة الصحة وفي المنطقة الخضراء أمام مجلسي الوزراء والنواب.

 

  • هل هناك مساواة في المخصصات الممنوحة للملاكات الإدارية والفنية مع بقية العناوين الوظيفية العاملة وزارة الصحة؟

ـ حتى الآن المخصصات الممنوحة للملاكات الإدارية والفنية غير متساوية مع الملاكات الصحية والطبية، وهذا جزء من التمييز الوظيفي الذي تعاني منه ملاكاتنا الإدارية.

 

  • هل تعرضتم إلى مساءلة قانونية؟ ما هي ابرز التهم التي وجهت الى نقابتكم؟ وما هو دور القضاء إزاء ذاك؟

ـ نعم، كانت هناك مجالس تحقيقية من قبل الوزارة، بالإضافة الى رفع دعاوى قضائية ضدي شخصيا من قبل الوزارة، احدى الدعويين كانت التسبب بالأذى للمرضى والأخرى كانت انتحال صفة نقيب، لكن وبفضل الله كان القضاء منصفا معي، وتمت تبرئتي من جميع الدعاوى المرفوعة.

 

  • ما الذي تنتظرونه من السلطتين التشريعية والتنفيذية كنقابة؟

 

ـ ننتظر ان يكون هناك دعم من السلطتين التشريعية والتنفيذية لقنابة الإداريين والفنيين داخل الوزارة، كي يكون هناك رضى وظيفي لهذه الشريحة، حتى تتمكن من القيام بواجباتها على اكمل وجه.

 

  • بصفتك نقيبا للإداريين في وزارة الصحة، ما رأيك بالخدمة التي تقدمها المؤسسات الصحية للمواطنين؟

ـ الخدمة جيدة. لكننا نتطلع لدعم حكومي اكبر لوزارة الصحة كي تستطيع ان تقدم خدمة طبية أفضل للمواطنين.

 

ص5

 

بين المدارس الأهلية والدروس الخصوصية

أجور التعليم ومستلزماته ترهق أهالي الطلاب

متابعة – طريق الشعب

تتكبّد الأسر العراقية مبالغ مالية كبيرة لتأمين دراسة أبنائها في المدارس الأهلية أو تسجيلهم في الدروس الخصوصية. تضاف إلى ذلك مبالغ شراء مستلزمات الدراسة والملابس، والكتب المنهجية التي عجزت وزارة التربية عن توفيرها في الموعد المحدد، فضلا عن أجور النقل وغيرها من المتطلبات الكثيرة.

 

يأتي ذلك مع استمرار تردي التعليم في المدارس الحكومية، التي تواجه مشكلات عديدة تتمثل في عدم تطوير المناهج وأساليب التدريس، وضعف أداء بعض الكوادر التدريسية، وصولا إلى اكتظاظ الطلبة في الصفوف.

وتفاقمت مشكلات الدراسة في العراق خلال السنوات الأخيرة، بشكل لافت، وطرأت عليها تعقيدات إضافية. ووفقا لاختصاصيين في مجال التعليم، فإن انتقال الطلبة من المدارس أو الجامعات الحكومية إلى مثيلاتها الأهلية، وتسجيلهم في دورات الدروس الخصوصية، باتا من الأمور الضرورية بالنسبة للكثير من الأسر، التي ترى أن بقاء أبنائها في المؤسسات الدراسية الحكومية لن يجدي نفعا في ظل تراجع قطاع التعليم. 

وتُقدم الدروس الخصوصية في البيوت أو في المعاهد، ويتولاها غالبا مدرسون منتسبون إلى وزارة التربية، يقدمون الدروس للطبة مقابل مبالغ مالية كبيرة جدا.

 

ضعف مرتّب المعلم

نقيب المعلمين في العراق عباس السوداني، يرى ان من بين أسباب انتشار التعليم الخصوصي في البلاد “ضعف الدخل الشهري للمعلم”.

ويوضح السوداني في حديث صحفي أنّ “الكثيرين من المعلمين يبررون ممارسة التعليم الخصوصي بضعف دخلهم الشهري الذي لا يكفي لسد احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم”، لافتا إلى أنّ “نقابة المعلمين تقف ضد التعليم الخصوصي. فهو يخلق فوارق طبقية بين الطلبة، لا سيما أنّ أغلب العائلات ذات دخل محدود”. ويدعو السوداني وزارة التربية إلى “فتح معاهد خاصة تكون تحت إشرافها، تستقطب الطاقات التدريسية التي اضطرت للتقاعد بسبب قانون التقاعد الجديد”، مشيرا إلى أنّ “الحكومة غير مهتمة بالقطاع التربوي على الإطلاق، ولم تخصص له أموالاً في الموازنة تنتشله من واقعه المزري”.

وينوّه إلى أن “الحكومة لا تطبق القانون الخاص بمنحة الطلبة المالية، والتي ستساهم بشكل كبير في تخفيف معاناتهم ومعاناة أهاليهم”.

 

لا فائدة من المدارس الحكومية!

محمد كاظم، موظف لديه 4 أولاد اضطر إلى إلحاق اثنين منهم بدورات تقوية استعداداً لاجتياز مرحلة السادس الإعدادي.

ويعمل كاظم موظفا في المديرية العامة لصناعة السيارات، ويتقاضى راتباً شهريا قدره مليون دينار.

يقول في حديث صحفي: “أنفق قرابة 20 مليون دينار مقابل إدخال ولديّ الاثنين إلى معهد خصوصي لتقوية مستواهما العلمي. إذ إنّ المدارس الحكومية باتت لا تقدم أي فائدة للطالب” - حسب تعبيره.

ويؤكد أنه رهن دخله الشهري كله من أجل تعليم أبنائه، واضطر للعمل سائق سيارة أجرة لتوفير متطلبات العيش الأخرى، لافتاً إلى أنّ “كل مادة علمية يتلقاها أولادي في التعليم الخصوصي تصل رسومها إلى مليوني دينار”.

 

بحاجة إلى جهود كبيرة

تُوجّه وزارة التربية المديريات التابعة لها في بغداد والمحافظات، بضرورة حث المشرفين على متابعة الإدارات المدرسية ومطالبتها بأخذ التعهدات من المعلمين والمدرسين بالامتناع عن التدريس الخصوصي. فيما تحذرهم من عقوبة المخالفة التي قد تصل إلى فصلهم الوظيفي، إلا أن هذه الإجراءات لا تُطبّق على أرض الواقع.

المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، يرى أن القضاء على ظاهرة التدريس الخصوصي يحتاج إلى جهود كبيرة جداً، على مستوى المراقبة من جهاز الإشراف، ومن خلال طرح برنامج حكومي في هذا الشأن.

ويوضح في حديث صحفي أن “الوزارة كانت لديها في السنوات السابقة ضوابط صارمة بالنسبة لظاهرة التدريس الخصوصي، وكانت تستقبل الشكاوى ضد المعلمين الذين يبتزون طلبتهم، ويفرضون عليهم دفع الأموال أو يجبرونهم على تلقي الدروس الخصوصية خلال الدوام الرسمي، الذي هم بالأصل مكلفون به”.

وبالرغم من الضوابط التي وضعتها التربية، لا تزال ظاهرة التدريس الخصوصي تتفاقم، وبحسب السيد فإن “اللجان التي شكلت لمتابعة هذه الظاهرة، بالرغم من كثرتها، ربما لم تكن رادعة”.

 

المدارس الأهلية لا تتعامل بمهنية!

خلال الأعوام الأخيرة نشط الاستثمار في مشاريع المدارس الأهلية بشكل واسع في عموم البلاد، والتي تزايدت أعدادها كثيرا، على الرغم من الاتهامات التي تلاحق هذا القطاع بعدم المهنية في التعاطي مع الطلبة.

ووفقا لما ذكره عضو نقابة المعلمين العراقيين أسعد المعاضيدي، في حديث صحفي سابق، فإن المدارس الأهلية تمتاز عن الحكومية بكونها لا تعاني كثافة في عدد الطلبة، ولا تعتمد الدوام المزدوج، فضلا عن احتوائها على المستلزمات الضرورية للتعليم، مستدركا “لكن التعليم في تلك المدارس ليس بالمستوى المطلوب، لكون الهم الوحيد للمستثمرين هو كسب أكبر عدد من الطلبة، وبكل الطرق، مستغلين الخلل الموجود في المدارس الحكومية”.

 

 

ذي قار

إغلاق مدرسة آيلة للسقوط

ولا بديل عنها

 

متابعة – طريق الشعب

نظم العشرات من أهالي منطقة عبودة في قضاء سيد دخيل شرقي ذي قار، أخيرا، وقفة أمام بناية “مدرسة سبأ” الابتدائية، طالبوا فيها بإيجاد مدرسة بديلة قريبة، وذلك بعد اتخاذ قرار حكومي بإغلاقها كونها آيلة للسقوط، وترحيل تلاميذها إلى مدرسة تبعد عن القرية نحو 14 كيلومترا.

وقال عدد من المشاركين في الوقفة، أن بناية المدرسة آيلة للسقوط، لذلك صدر قرار بإخلائها ونقل التلاميذ إلى مدرسة أخرى بعيدة، مبينين أن موسم الشتاء على الأبواب، ما يجعل التلاميذ البالغ عددهم نحو 650 تلميذا يواجهون صعوبات ومخاطر في الوصول إلى المدرسة البديلة.

وطالب الأهالي بتوفير كرفانات مؤقتة وجعلها صفوفا دراسية لتأمين استمرار الدوم المدرسي هذا العام، لحين إنشاء بناية مدرسية جديدة، مناشدين الحكومتين المركزية والمحلية التدخل وتلبية مطالبهم حرصا على سلامة أبنائهم.

 هواة صيد الأسماك في الفاو:

الشرطة تمنعنا

من مزاولة هوايتنا

متابعة – طريق الشعب

ناشد عدد من هواة صيد الأسماك في قضاء الفاو، والمعروفين شعبيا بـ “الحداكة”، رئيس الوزراء ومحافظ البصرة وقيادة عمليات البصرة السماح لهم بمزاولة الصيد في شط العرب قرب قريتي “المخراك” و”المعامر” الحدوديتين، مؤكدين أن القوات الأمنية تمنعهم من مزاولة هوايتهم الوحيدة هذه، في ظل افتقار مدينتهم لأي فضاءات ترفيهية أخرى.

وقالوا في مناشدتهم التي نشرتها وكالة أنباء “المربد”، أن الأرض التي يزاولون عليها الصيد عراقية وانهم أبناء البلد من الشباب وكبار السن، وهذه هوايتهم الوحيدة، لكن الشرطة النهرية وخفر السواحل منعوهم من مزاولتها، مشيرين إلى أنه “بينما نأمل حل مشكلة المضايقات التي يتعرض لها الصيادون العراقيون من قبل الجانب الكويتي، تأتي قواتنا الأمنية فتصدمنا بمضايقتها الصياد العراقي”.

وتعهد الصيادون بإبراز “هويات الصيد” للقوات الأمنية وتوفيرها بالنسبة لمن لا يمتلكها، منوّهين إلى أن المنع إذا كان يأتي لدواع أمنية، فهم يرضون بتحديد وقت للصيد، كأن يكون منذ الصباح حتى مغيب الشمس، على اعتبار أن المنطقة حدودية وتخضع لإجراءات أمنية مشددة.

 

 

خيبة أمل في منطقة «عرب جبور»!

متابعة – طريق الشعب

 

بعد مرور سنتين على المباشرة به، توقف العمل بشكل مفاجئ في مشروع بناء أول مستوصف بمنطقة “عرب جبور” جنوبي بغداد، ما أثار استياء الأهالي نظرا لحاجتهم الماسة إلى مؤسسة صحية. فيما قالت إدارة محافظة بغداد، أن توقف المشروع يتعلق بملف التخصيصات المالية. وقال المواطن أبو محمد الجبوري، أحد سكان المنطقة، أن “الأهالي ينتظرون بفارغ الصبر إكمال بناء المستوصف الذي شارف على الانتهاء، لكن تم سحب كوادر العمل من المشروع بشكل مفاجئ”.  وأضاف قائلا في حديث صحفي “ناشدنا عددا من المسؤولين التحرك من أجل إنجاز المشروع، نظرا لحاجتنا الماسة والملحة إليه، ورغم ذلك لم ننل سوى وعود فارغة”!

ويؤكد أبو محمد أن “أقرب مركز صحي إلى المنطقة يبعد عنها مسافة 15 كيلومترا، ويقع تحديدا في منقطة ألبو عيثة، وهو قديم ومتهالك ولا يوجد خط نقل للوصول إليه”. وحسب ما نقلته وكالات أنباء عن مصدر في محافظة بغداد، فإن توقف المشروع جاء بسبب عدم توفر تخصيصات مالية كافية لإتمام أعمال البناء وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة، لافتا إلى أنه من المرجح أن يستأنف العمل بداية العام المقبل، مع إطلاق الحكومة تخصيصات جملة من المشاريع المتوقفة في بغداد. وأكد المصدر الذي حجبت وكالات الأنباء اسمه أنه “نطمئن الأهالي بأن المشروع ضمن أولويات المحافظة، وسيستأنف العمل فيه ويُجهز بمتطلباته وفق المعايير الحديثة في حال توفّر التخصيصات المالية”.

  

انتعاش سوق بالة الملابس في كربلاء

 

متابعة – طريق الشعب

 

يشهد سوق بيع الملابس المستعملة (البالة) في مدينة كربلاء، انتعاشا وحركة تبضع جيدة هذه الأيام. إذ يقدم المواطنون الفقراء وذوو الدخل المحدود، على شراء الملابس الشتوية من البالة، نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بالبضاعة الجديدة.

وتعد البالة بمثابة المنقذ للعائلات الفقيرة التي لا تستطيع شراء ملابس جديدة، خصوصاً إذا كان عدد أفرادها كبيرا، أو كان لديها طلبة في المدارس.

تقول المواطنة فاطمة، وهي أم لثلاثة أطفال، أن أسعار الملابس المستعملة لا تشكل عبئا على الفقراء وذوي الدخل المحدود، مضيفة في حديث صحفي، أن “الوضع المادي الصعب يجبر الناس على شراء هذه الملابس، خاصة ممن لديهم تلاميذ في المدارس”.

من جهته، يقول محمد جبار، وهو صاحب محل لبيع البالة، أن إقبال الزبائن تحسّن هذه الأيام استعدادا لفصل الشتاء، متوقعا أن تزداد الحركة في السوق خلال الأيام المقبلة، عند اشتداد برودة الجو واحتياج الناس إلى ارتداء ملابس أكثر.

ويوضح في حديث صحفي، أن ملابس البالة تناسب جميع الطبقات الاجتماعية، وهي ذات مناشئ أوربية وخليجية، مؤكدا أن هناك زبائن من ميسوري الحال يقصدون البالات نظرا لجودة بضاعتها.

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي أحمد عيد أن تدهور الأوضاع المعيشية هو الذي يجبر المواطنين على شراء الملابس المستعملة. فيما يلفت إلى أن “الحكومة مُقصّرة في هذا الجانب. إذ يمتلك العراق القدرة على تصنيع أجود أنواع الألبسة لو كانت هناك إرادة حقيقية، خاصة في ظل توفر الأيدي العاملة والخبرات”.

 

 

فواتير الماء تغضب أهالي الحلة!

 

متابعة – طريق الشعب

 

احتج العشرات من أهالي مدينة الحلة على زيادة رسوم ماء الإسالة، بالامتناع عن السداد. وفيما وصفوا التسعيرة الجديدة بـ “المجحفة”، قالت دائرة الماء أن قرار رفع الأجور صدر بناء على نص قانون الموازنة.

يقول المواطن رائد وناس، وهو من سكان حي الصدرين وسط الحلة، أنه “فوجئت بأجور فاتورة الماء التي بلغت 200 ألف دينار، بالرغم من شح مياه الإسالة في الصيف”، مبينا في حديث صحفي أن “معظم السكان اتفقوا على الامتناع عن تسديد الفواتير، التي يتجاوز بعضها الدخل الشهري للكاسب”.

من جانبه، يؤكد مسؤول واردات الماء في مديرية ماء بابل، زياد طارق، أنه “لا علاقة لوزارة الاعمار والإسكان والبلديات بالتسعيرة الجديدة لمياه الشرب، والتي دخلت حيز التنفيذ قبل شهرين”، لافتا في حديث صحفي إلى ان “التسعيرة وردت في المادة 16 من قانون الموازنة الاتحادية لسنة 2023، وصادق عليها مجلس النواب، وهي تنص على أن يكون الحد الأدنى لجباية أجور الماء والمجاري لأمانة بغداد والبلديات في المحافظات الأخرى، 100 دينار للمتر المكعب الواحد”.

ويرى طارق أن “هذه التسعيرة مجحفة بالفعل، وأثقلت كاهل المواطن، فامتنع الكثيرون عن دفع الفواتير، وطالبوا بإعادة التسعيرة القديمة التي تبلغ 12 دينارا للمتر المكعب”، مستدركا “لكن وزارة المالية أكدت أن التسعيرة الجديدة الواردة في الموازنة لا يمكن تغييرها، بعد أن صوت عليها مجلس النواب”.

 

ص6

في أوروبا.. تظاهرات واسعة رافضة للحرب

لجنة حقوق الطفل: غزة مقبرة للأطفال!

متابعة – طريق الشعب

 

منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي، ظهرت مئات القصص المروعة التي نقلتها كاميرات الصحافيين قبل روايتها، بيّنت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، الذي يواصل حربه ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. في حين لم تكتف الحكومة اليمينية الإسرائيلية الأكثر تطرفاً من تصريحاتها التي تتحدث عن استمرار الحرب، مهما تكن تكلفتها.

 

مقتل طفل كل 10 دقائق

وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير، إن “العائلات لا تشعر بالحزن على خسائرها فحسب، بل على ما يبدو أنه فقدان جيل كامل، حيث قتل أكثر من 3700 طفل في غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول”، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وحسب جيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية، يشكل الأطفال 2 من كل 5 شهداء بين المدنيين في غزة، ولا يشمل ذلك نحو ألف طفل لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، بحسب تقديرات المنظمة.

يقول جيسون لي “نحن الآن في وضع يقتل فيه طفل كل 10 دقائق”.

وقالت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة إنه “لا يوجد منتصر في حرب قتل فيها آلاف الأطفال”.

وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، في مؤتمر صحفي “لقد أصبحت غزة مقبرة للأطفال. والجميع هناك يعيش في جحيم”.

 

إدانات جديدة

ودانت الرئاسة الكولومبية الهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، في حين أكدت الخارجية الفنزويلية على ضرورة المحاسبة الدولية على ذلك، أما الخارجية اليابانية فدعت إسرائيل لوقف هجماتها لأجل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

واستنكر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الهجوم الإسرائيلي قائلا: “جريمة حرب جديدة. لقد قلت للرئيس الأميركي جو بايدن. إذا استمرت المذبحة وانتُهك القانون الدولي في العالم، فستحل الهمجية مكان الديمقراطية، التي هي مشروع الإنسانية”.

بدوره، شبّه وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل الهجمات الإسرائيلية المستمرة في غزة بـ”عملية تدمير على الطراز النازي”، مؤكدا ضرورة محاكمتها على تلك الجرائم، وفق وكالة الأناضول.

وشدد جيل على ضرورة وقف الهمجية على الفور، قائلا “الصور والتصريحات التي نتلقاها كل يوم تكشف جرائم الحرب التي ترتكبها دولة إسرائيل”.

من جهتها، دعت اليابان، امس السبت، إسرائيل إلى وقف هجماتها على قطاع غزة حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من دخول القطاع.

 

تواصل الاحتجاج الرافض للحرب

وتجمع أكثر من 100 متظاهر في ميناء أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية لعرقلة إبحار سفينة قالوا إنها تحمل شحنة مساعدات عسكرية أميركية إلى إسرائيل.

وطالب المتظاهرون بوقف الدعم العسكري الأميركي إلى إسرائيل ووقف إطلاق النار، كما اتهموا المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن بتلطخ أيديهم بدماء الأطفال الفلسطينيين.

وكانت بعض المنظمات الحقوقية علمت من بعض العاملين بميناء أوكلاند باستعداد السفينة للتوجه إلى ميناء تاكوما بواشنطن حيث يتوقع أن تحمّل هناك بأسلحة ثمّ تتوجه بها إلى الأراضي المحتلة، فتوجه متظاهرون إلى الميناء يحملون أعلاما فلسطينية ولافتات وتمركزوا على الرصيف الذي تقف عنده السفينة ونجحوا بالفعل في تعطيل تحركها.

فيما تواصلت تظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني في مدن أوروبية عديدة، حيث خرجت حشود من المتظاهرين للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ونظم المتضامنون فعاليات مختلفة، الجمعة، مطالبين حكوماتهم بوقف دعمها وتسليحها لإسرائيل وبحماية المدنيين في غزة، في حين اعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين في لندن.

وخرجت التظاهرات في مدينة روتردام بهولندا، وقرب محطة قطارات كينغز كروس بالعاصمة لندن في المملكة المتحدة، وفي العاصمة فيينا بدولة النمسا. كذلك في مدينة فرانكفورت بالمانيا ومثلها في مدينة أليكانتي في إسبانيا، واخرى في مدينة مالمو وهلسنبوري بالسويد. كما شهدت العاصمة كوبنهاغن بالدانمارك تظاهرات ومسيرات عدة خلال يوم واحد، للمطالبة بوقف المجازر بحق أهالي غزة.

في غضون ذلك، نشرت صحيفة بوليتيكن - وهي واحدة من كبرى الصحف الدانماركية - مقالا يحمل توقيع 1025 من الدانماركيين من أصول فلسطينية تحت عنوان “نعيش من جديد مأساة أجدادنا”.

وقال الموقعون إنهم يتوجهون بهذا النداء إلى صناع القرار بضرورة أن ينال الشعب الفلسطيني حريته وأن يتوقف العدوان على غزة.

وتضمن المقال انتقادات “لازدواجية المعايير لدى الغرب، وانحياز الغرب لدولة الاحتلال، ومحاربة المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي”. كما استنكر الموقعون “التضييق على من يكشف جرائم الاحتلال في رزقه وعمله”.

 

شعور بالرعب

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره “بالرعب” إزاء الضربات الإسرائيلية التي تستهدف المشافي وسيارات الإسعاف.

وشدد غوتيريش على أن استهداف المدنيين المستمر منذ حوالي شهر في غزة يجب أن يتوقف، لا سيما أنهم محاصرون ومحرومون من المساعدات، محذرا من عدم وجود الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.

وتابع غوتيريش، أن ملاجئ الأمم المتحدة في غزة تعمل بنحو 4 أضعاف طاقتها الاستيعابية، وتتعرض للقصف.

 

انعدام الثقة بالجيش

واتفق جنرالات في الاحتياط الإسرائيلي ومسؤولون سابقون على، أن “إسرائيل تواجه مشكلة كبيرة في انعدام الثقة بالجيش، عقب أحداث السابع من تشرين الأول الماضي”.

وفي هذا السياق، قالت المحامية رويطال سويد -العضو السابق في الكنيست- إن إسرائيل تلقت ضربة كبيرة في السابع من تشرين الأول 2023، ومن أبرز نتائجها هي فقدان الثقة بالجيش، الذي لم يكن موجودا خلال الساعات الحرجة: “لقد تلقينا ضربة قوية وصعبة جدا”.

وأضافت، أنه عندما نبدأ حربا يجب على الجميع أن يعلم أنها ستكون طويلة، وأن لها أثمانا عالية.

 

 

حزب الشعب الفلسطيني: المذابح المروعة التي استهدفت المستشفيات ومراكز الإيواء وقوافل الاسعاف في غزة جريمة حرب أمريكية – اسرائيلية يندى لها جبين البشرية

أكد حزب الشعب الفلسطيني أن المذابح المروعة والمتتالية التي اقترفها الاحتلال الصهيوني، بصورة متعمدة، بصواريخ طيرانه مداخل مجمع مستشفى الشفاء ومراكز إيواء المدنيين النازحين بجانب مستشفيات الإندونيسي والقدس في مدينة غزة، وقوافل الإسعاف التي كانت تنقل الجرحى على الطرق نحو معبر رفح، هي جرائم حرب وإبادة جماعية يندى لها جبين البشرية، وتتحمل مسؤوليتها الكاملة دولة الاحتلال الاسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية بوصفها شريك أساسي في هذا العدوان البربري على شعبنا.

إن هذه المذابح البشعة التي استهدفت مجدداَ ومع سبق الإصرار والترصد المدنيين العزل والمستشفيات والطواقم الطبية وقوافل الاسعاف، وما أسفرت عنه من سقوط لعشرات الشهداء والجرحى وتناثر أشلائهم، تتطلب التدخل العاجل من كل الهيئات الرسمية وغير الرسمية على المستويات العربية والاقليمية والدولية، وتحرك الشعوب من أجل سرعة لجم العدوان وجرائم الإبادة التي يتعرض لها شعبا بأكمله على مدار الساعة وخاصة في قطاع غزة.

وفي هذا الشأن، نطالب القيادة الفلسطينية، بالإعلان الفوري عن وقف كل أشكال العلاقات السياسية مع الادارة الامريكية، وإدانة سياساتها ومواقفها العدوانية تجاه شعبنا، والشروع فوراَ بتطبيق كل قرارات الهيئات الوطنية، والعمل بكل ما من شانه تعزيز الوحدة الوطنية، وتسخير كل الإمكانيات الاغاثية لدعم صمود شعبنا.

كما يتوجه حزب الشعب بنداء عاجل إلى جماهير شعبنا الصابرة والصامدة في كل مكان داخل وخارج الوطن، لتعزيز وحدتها في مختلف المجالات، وإلى الانتفاض وبشكل عارم عبر الخروج للشوارع والميادين، وتصعيد وتوسيع مجابهة ومقاومة قوات الاحتلال وعصابات مستوطنيه، وعدم السماح بإعطاء هذا الاحتلال الفاشي لحظة لالتقاط أنفاسه.

 

حزب الشعب الفلسطيني

3/11/2023

 

 

في محاولة لإعادة سيناريو نكبة 1948

وثيقة إسرائيلية مسربة تؤكد خطة ترحيل الفلسطينيين إلى مصر

رشيد غويلب

 

إن ما لم يكن من الممكن تصوره قبل بضعة أسابيع وتم رفضه في البداية باعتباره خيالًا لعدد قليل من المتعصبين الفاشيين والعنصريين في ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف الحاكم، أصبح الآن مؤكدًا باعتباره الخيار السياسي المفضل لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية: التطهير العرقي والترحيل الأبدي للفلسطينيين من قطاع غزة، أي تعريض الشعب الفلسطيني إلى نكبة ثانية، بعد مرور 75 عاماً على نكبته التاريخية التي افضت إلى قيام الكيان الصهيوني.

وفقا للوثيقة الرسمية، التي نشر موقع “شيوعيون الألماني” ترجمة إنكليزية لنصها نشرته مجلة 972 اليسارية الصادرة في إسرائيل، أوصت وزارة المخابرات الإسرائيلية بترحيل القسري والدائم لـ 2,2 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

وتحمل الوثيقة المكونة من 10 صفحات، بتاريخ 13 تشرين الثاني 2023، شعار وزارة المخابرات، برئاسة عضو الليكود غيلا غمليئيل، التي تعد مشاريع سياسية وتقترحها على الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية.

وتتضمن الوثيقة ثلاثة خيارات لمستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة، ولكن في استنتاجاته توصي بالسيناريو المفضل، الترحيل القسري لسكان غزة اثناء الحرب المستمرة إلى سيناء، وبناء مخيمات سكنية مؤقتة، على أن يتم بناء مدن سكنية في شمال سيناء لاحقا. ومن ثم إنشاء منطقة أمنية معزولة داخل مصر. وفي الوقت نفسه، يتعين على الحكومات في مختلف أنحاء العالم، وخاصة الولايات المتحدة، حشد جهودها لدعم هذا المشروع الصهيوني الاستيطاني غير المسبوق.

وقد تبنت حكومة اليمين الصهيوني المتطرف، سيناريو الترحيل الأبدي لسكان غزة، باعتباره الخيار الوحيد. انطلاقا من قناعة هؤلاء بان ترك حماس في السلطة أمر مستحيل سياسياً بعد السابع من تشرين الأول، وليس هناك مجموعة بديلة، وفق رؤيتهم لتولي القيادة على الأرض.

إن النموذج المشابه للضفة الغربية، والذي يتصور الاحتلال الإسرائيلي المباشر بينما يستمر الفلسطينيون في العيش في المنطقة، لا يُنظر إليه على أنه مستدام على المدى الطويل حيث أن المعارضة السياسية والمقاومة في الداخل والخارج ستتصاعد حتماً.

وينظر استراتيجيو وزارة الاستخبارات الإسرائيلية إلى امتداد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى قطاع غزة، على أنه أسوأ نتيجة ممكنة.

إن استمرار تقسيم الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع سياسيا وإداريا، بالنسبة للسياسة الإسرائيلية، أمر لا بد منه، لان هذا التقسيم يمكن أن يمنع تشكيل دولة فلسطينية. ولهذا السبب عملت إسرائيل بشتى الوسائل، ومنذ منتصف الثمانينيات، على تقويض تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني.

واستنتجت وزارة المخابرات: أنه “من غير المقبول أن يؤدي هجوم 7 تشرين الأول إلى انتصار حركة التحرر الوطني الفلسطينية أو ان يمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية”.

ولجعل فكرة قيام دولة وطنية فلسطينية ذات سيادة كاملة مستحيلة، يريدون ترحيل الشعب الفلسطيني من قطاع غزة. وعلى الرغم من الادعاءات التي تقول عكس ذلك، يبدو أن حكومة نتنياهو تتابع هذه الاستراتيجية حتى نهايتها الدموية، لتحقيق نقلة نوعية في عمليات الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى مجمعات سكانية حديثة جاذبة لمستوطنين جدد.

 

أهمية تسريب الوثيقة

إن وجود الوثيقة لا يعني بالضرورة أن الحكومة الإسرائيلية ستنجح بتنفيذها. لكن حقيقة أن وزارة إسرائيلية توصلت إلى مثل هذا الاقتراح التفصيلي في خضم هجوم عسكري واسع النطاق على قطاع غزة، يؤكد من جديد، أن فكرة التقسيم، والتطهير العرقي والترحيل القسري لملايين الفلسطينيين، قد أصبحت تناقش على انها سياسة رسمية للمؤسسات الصهيونية.  وأن ما جرى ويجري ليس سلوكا ينحصر بالمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، بل أصبح توجه لأوساط صهيونية رسمية وشعبية واسعة، تريد ترحيل الشعب الفلسطيني، وإعادة بناء المستوطنات، التي هدمت بعد انسحاب المحتلين في 2005.

وفي الأسابيع الأخيرة، تزايدت المخاوف من مثل هذه الخطط، التي تمثل جريمة حرب خطيرة بموجب القانون الدولي. ويخشى أن يكون الدعم الهستيري لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي بمثابة تمهيد الطريق أمام التطهير العرقي في قطاع غزة. ولقد حذرت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، من أن “إسرائيل تحاول مرة أخرى تبرير ما يرقى إلى مستوى التطهير العرقي باسم الدفاع عن النفس”. وقالت ألبانيز: “هناك خطر كبير من تكرار نكبة 1948 ونكسة 1967، ولكن على نطاق أوسع”.

وبعد تسريب الوثيقة إلى وسائل الإعلام، سعى المسؤولون في حكومة نتنياهو على الفور إلى التقليل من أهميتها، دون نفيها. وقال مكتب رئيس الوزراء لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن هذه مجرد “أفكار أولية” وليست سياسة نهائية. وأنها “ورقة مفاهيم”. لكن الجيش الإسرائيلي ما زال يعمل بوحشية بروحية الوثيقة.

وقد حظي هذا المشروع أيضًا بموافقة دولية. لقد دعا السكرتير العام للحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم في المانيا، كيفين كونرت، الحكومة المصرية إلى قبول اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة. وقال كيفن كونرت، إنه يتعين على الشركاء المصريين القيام بكل ما “يجعل من الممكن فتح المعبر الحدودي وإدخال المدنيين إلى الأراضي المصرية”.

ودفعت إدارة بايدن أيضًا باتجاه نكبة فلسطينية جديدة، حيث ناقشت إقامة مدينة خيام عملاقة في سيناء مع مصر لعدة أيام. ثم تراجعت بعد ان اصطدمت بمعارضة عربية قوية. ولكن الفكرة في إسرائيل، لا تزال حية.

 

ص7

إسرائيل والغرب: مصالح ومشاريع

م.د. عدي حسن مزعل

 

“علينا أن نشكل هناك [يقصد في فلسطين] جزءاً من السور الأوروبي ضد آسيا ومخفراً أمامياً للحضارة بوجه البربرية. وعلينا كدولة محايدة أن نظل على اتصال بأوروبا برمتها والتي سيكون عليها أن تضمن وجودنا”.

ثيودور هرتزل، دولة اليهود، ص49.

في الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد تشكيل حكومة طوارئ ومجلس حرب استعمل عبارات من قبيل: “الحيوانات المفترسة” و”البربريون الذين نواجههم”. ولكي يكون وصفه العنيف هذا مقبولاً ومبرراً لمستمعيه، تبعه بجملة من المشاهد الدامية، منها: “رأينا أطفالاً تكبل أيديهم وتطلق النيران على رؤوسهم”، “نساء حرقوا وهم أحياء”، “شابات اغتصبن وذبحن”، “مقاتلون قطعت رؤوسهم”، “أناس أدخلوا في مكان واحد وحرقت إطارات السيارات على أجسادهم”...... وسرعان ما تبين أن تلك المشاهد قد أخرجها ذهن قالها، وأن الهدف منها كسب تعاطف الرأي العام العالمي، إذ لا وجود لما أدعاه، فلا أطفال قطعت رؤوسهم، ولا نساء أحرقن أو اغتصبن.

وليحتفظ القارئ بالمفردات الواردة في خطاب نتنياهو “مفترسون” و “بربريون”، وذلك لأنها ليست كلاماً عابراً أو عرضياً في سياق خطابه، أنها تعبير عن عقلية وثقافة راسخة لها تاريخ طويل، ثقافة استعار منها نتنياهو، وقبله ثيودور هرتزل (الأب الروحي للحركة الصهيونية) الذي  يميز بين أوروبا المتحضرة وآسيا البربرية، وعلى نحو مطلق لا استثناء فيه، وكأن آسيا الشاسعة كتلة واحدة لا اختلاف أو تباين بين مجتمعاتها وحضاراتها!  وقد سبق هؤلاء (نتنياهو وهرتزل) الكثير من الغربيين، سياسيون، أدباء، مؤرخون، رجال دين، مستشرقون، صحفيون، شعراء ... إلخ، في وصفهم لغيرهم، لأولئك الذين كانوا أخر بالنسبة لهم.

يرى الغرب أن جذوره الحضارية امتداد لليونان القديمة، وان تاريخه ابتدأ مع هذه الحضارة، بوصفها الأفق الفكري الذي نهل منه وتعلم، فهي المرجع والتراث الذي تأثر به واقتبس منه تصورات كبار فلاسفته ومفكريه في الفلسفة والسياسة والاجتماع والتاريخ والدين والعلوم. لقد كان اليونانيون القدماء يعدون كل من لا يتكلم اليونانية بربري. والمصطلح يحمل معاني التحقير والازدراء. وهكذا أحال اليونانيون، الذين وُلد المصطلح واستعمل في كنف ثقافتهم، كل من لا ينتمي إلى عرقهم ولا ينطق لغتهم، إلى بربري أدنى مرتبة منهم، فقد صنفوه في ضوء رؤيتهم لذاتهم، فكان الآخر الذي يختلف عنهم، دونهم منزلة وأقل شأناً.

غير أن هذه التصورات حول الآخر موجودة لدى معظم المجتمعات والحضارات التي تظهر على مسرح التاريخ، وخاصة تلك التي يكون لها منزلة وتأثير، وهو أمر ينطبق على الحضارة الرومانية، ومثلها المسيحية لاحقاً، وحتى الإسلامية. ذلك أن كل ما هو أجنبي لا يشبهني لغة ودين وثقافة فهو آخر. وأما إذا كان هذا الآخر قد دخلت معه الذات في عداء وصراع، فهنا لا تكتفي الذات بتصويره كعدو وحسب، بل تضفي عليه من مخيلتها شتى صور الشرور، التي تخرجه من دائرة الآدمية إلى دائرة الحيوانية. وهذا بالضبط ما فعله نتنياهو، وقبله الكثير من قادة إسرائيل. ولذلك لا غرابة، في أن يصف هذا الأخير غزة بأنها “مدينة الشر”. وحين توجد “مدينة شر” فهناك مدينة “خير وسلام”، والأخيرة هي إسرائيل التي نالها الشر، كما نالها فيما مضى على أيدي البابليين. وكأنه يحاكي في وصفه لغزة مدينة بابل التي تصورها التوراة مدينة خطايا وشرور وعدها الرب بالتدمير والإبادة. ومصير غزة شأن مصير بابل “تحويلها إلى دمار”، يقول نتنياهو، ويكرر معه قادة جيشه القول ذاته. وهو ما يحصل على أرض الواقع، كما نرى ونتابع.

وهكذا، فالصور الواردة في خطاب نتنياهو لم تكن معطى عفوياً أو زلة لسان، أنه يحيل مستمعيه من الصهاينة والغربيين وغيرهم من حلفاء الكيان، إلى ثنائية المتحضر والبربري، الإنساني والمتوحش. وثنائية كهذه تجعل من هويته أعلى منزلة وأكثر قيمة، فهي هوية “المتحضر” و “الإنساني”، وهوية غيره أقل منزلة وبلا قيمة، لأنها هوية “البربري” و “المتوحش”. ووظيفة التمييز هذا أنه يبرر له استعمال أشد الأسلحة فتكاً ودماراً، ويجعل من إبادة “مدينة الشر” أمراً مشروعاً، لأن هوية “البربري” خارج دائرة الحضارة والإنسانية، ولذلك فان إبادته، حتى لو أدى ذلك إلى خرق قوانين الحرب، عمل يكرس الحفاظ على هوية “المتمدن” و “المتحضر” و”الإنساني”، فتلك الهوية هي التي تستحق الحياة وغيرها مصيره الإبادة والفناء!

والغرب هو من دفع بهذا الخطاب وروج له على صعيد واسع، بل وغرسه في أذهان أجيال عديدة من شعوبه (ولا زال). فمن خلاله برر غزو مجتمعات ودول، وذلك تحت مسمى (الرسالة الحضارية). ويقصد بذلك أن وجوده في آسيا وأفريقيا وغيرها، كان من أجل هذه الشعوب، فهو يعمل على تعليمها وتحديثها لكي تلتحق بركب الحضارة والمدنية، أي نقلها من حال “التوحش” و”البربرية” إلى حال “التحضر” و “التمدن”. وعنوان عريض كهذا، من شأنه تبرير مهمته في عالم ما وراء البحار (المستعمرات)، وإقناع شعوبه بأنه يعمل على انتشال، من هم أعراق أدنى، من التخلف والانحطاط بعيداً عن الهيمنة والاستغلال.

ولهذا، فإن مفردات “برابرة” و “متوحشون” يفهمها السياسيون والمثقفون وحتى العامة في الغرب. إنها مفردات تذكرهم بمهمتهم في الشرق، زمن الاستعمار، كما أنها تشعرهم بأن هناك من يواصل مسيرتهم. لا سيما أن بعض القوى الكبرى ما عادت تميل إلى شن الحروب أو التدخل العسكري المباشر، وتفضل سياسات أقل كلفة، مثل: فرض العقوبات، التلويح بورقة حقوق الإنسان وخلق الأزمات السياسية والاقتصادية، شن الحروب بالوكالة، ومن ثم فإن وجود من يردع أعداء القوى الكبرى ويهدد مصالحها في المنطقة، كما تفعل إسرائيل في حربها مع القوى المنأوئة لها ولبعض دول الغرب، لهو عمل كفيل بمساعدتها والوقوف معها، ما دامت سياسات إسرائيل وخططها في المنطقة تتسق وتلتقي مع مصالح الغرب.

وهذا الانسجام في المصالح نجد تفسيره في دعوة هرتزل عام 1896 إلى تأسيس إسرائيل في أرض فلسطين، بوصفها قوة متقدمة هي امتداد للحضارة والحداثة الأوروبية، وعنصر ردع للبرابرة والمتخلفين في آسيا والمنطقة. كما أن هذا الانسجام هو الذي يفسر لنا أيضاً، أن استعمال أكثر الأسلحة فتكاً، والتي لا تفرق بين عسكري ومدني وتخالف كل الأعراف والقوانين، يلقى الدعم والتأييد من طرف “المعسكر المتحضر” في العالم اليوم، والذي يدعوه رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الاتحاد والتكاتف، في سبيل استكمال مهمته الحضارية التي تجيز له، وبدعم غربي معلن وصريح، من تنفيذ مشروع الإبادة والتطهير “للمتوحشين” و “البرابرة”، كما يؤثر نتنياهو تسميتهم.

لكن هذه المهمة الحضارية التي تحمل لوائها اليوم إسرائيل في المنطقة، يسير إلى جانبها مشروع اخر هو مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي أعلن عنه منذ انطلاق العمليات. وغير بعيد أن صمت معظم حكومات المنطقة، يقف خلفه تماهيها مع هذا المشروع الذي يكرس إسرائيل دولة فاعلة، قوية، منسجمة مع محيطها، كما يعيد ترتيب واقع المنطقة بما يخدم مصالح الكيان والدول الكبرى، لا مصالح دول المنطقة وتطلعات شعوبها. وهذا المشروع إذا ما كتب له النجاح، فان القضية الفلسطينية تكون قد شهدت فصولها الأخيرة، وأن كل الوعود والمعاهدات بإنشاء دولة فلسطين وعودة اللاجئين وتعويض المتضررين لا قيمة لها، ما دام الأقوياء والفاعلين في العالم والمنطقة اليوم (الغرب وإسرائيل)، هم من يقرروا حاضر ومستقبل دول الشرق الأوسط. 

ختاماً، ثمة مفارقة تكمن في صميم الخطاب الصهيوني المعاصر، وهي أن زعماء إسرائيل تمثلوا الخطاب ذاته الذي كان يتداوله فيما مضى الغرب حولهم. فهم في أدبيات هذا الأخير “همج” و “غير متحضرين” و “حيوانات” و “محتالون” و”حقراء” و “مرابون” ... الخ. ومنذ زمن يستخدم زعماء الكيان ووسائل إعلامه الخطاب ذاته بحق العرب عامة والفلسطينيون خاصة، وهو سلوك يرينا كيف أن المضطهَد يتمثل خطاب المضطهِد، متناسياً أنه يستعيد تصورات وأفكار لطالما عانى من وقعها، ولطالما أخذته إلى الإبادة والتطهير والتدمير من طرف الايديولوجيات الأوروبية المعاصرة (النازية والفاشية)، تلك الايديولوجيات التي تجرده من انسانيته وتحيله إلى شيء لا قيمة له، ما يجعل من قتله وتشريده في المنافي عمل لا مشكل فيه. وذلك هو عين ما يعيشه الفلسطينيون منذ أكثر من 75 سنة، ولكن ليس على أيدي الأوروبيين مباشرة، وإنما بأيدي من كانوا إلى زمن قريب جداً ضحايا ومضطهدين في أوروبا! والمفارقة الثانية أن مفردات “الإبادة” و “التطهير” التي عاشها اليهود وخبروا مآسيها، في أوروبا وليس في العالم العربي أو في فلسطين تحديداً ، لا سيما في النصف الأول من القرن العشرين، هي ذاتها التي يستخدمها اليوم قادة إسرائيل (حكومة وجيش) بحق غزة التي قُرر مصيرها بوصفها “مدينة الشر”!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشرة “الحدث” - كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية

 

 

غزة.. سيناريوهات متكررة

أ‌. م. د. أثيـر ناظـم الجاسـور

 

منذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من هذا العام وسيناريوهات ما بعد هذا الطوفان تُرسم وتضع لها الخطوط وفق ما هو معمول به لما بعديات المراحل، لكن الفكرة هنا وبالرغم من التفاوت في مختلف التفاصيل بين الفصائل الفلسطينية المقاومة وبين قوات الكيان الاسرائيلي والهجمات المتبادلة غير المتكافئة إلا إن الجميع منشغل بسيناريو حرق الأرض من شعبها، وهذا سيناريو ليس بجديد ضمن ادبيات الكيان لاعتبارات تاريخية ضمنها قادته اليوم بالخطوة الخطأ التي كان من المفترض اتخاذها قبل هذا التاريخ بكثير، مع ذلك تبقى دراسة هذه الحالة هي أساس التفكير باللحظة سواء كانت هذه اللحظة تحمل معانيها التأريخية أو قد تكون استراتيجية بناء على عناصرها يتم رسم صورة المدينة (غزة) وتضمين الهدف المطلوب، بالمقابل ستستمر سيناريوهات العقل الجمعي تلعب على اساس البقاء والتراجع والصعود دون الغوص في حيثيات العمقين الجغرافي: المتمثل بالأرض التي يعدها الفلسطينيين آخر معاقل كرامتهم وهذا ما يدفعهم على الاستمرار، والعمق الثاني: العقلي الذي انقسم في هذه المرحلة التأريخية بين العاطفة والشعور من خلال ترسيخ حالة فريدة تمثلت بالدفاع لآخر روح.

كل السيناريوهات المطروحة متكررة، يبقى سيناريو الترحيل وهذا أيضا مُكرر، لكن عملية التعامل مع هذه الفكرة هذه المرة مختلفة على اساس وجود اكثر من عامل مساعد وداعم لهذه الفكرة. يبقى هذا السيناريو مرهون بقدرتين الأولى: القدرة الدولية على إيقاف الفكرة، والثانية: العمل على فصل المناطق واعلان الدولتين، وهذا يأتي من اصرار الفلسطينيين هذه المرة على عدم ترك أراضيهم مع إسناد على عدم السماح لإيجاد وطن آخر للفلسطينيين ليصبحوا هم في شتات ليعلن الكيان دولته، بالمحصلة فرضية تهجير الفلسطينيين هذه المرة من أراضيهم بشكل كامل يفتح الأبواب على صراعات جديدة في المنطقة لا تسمح للأمن والسلام أن يكونا خيارين اكيدين، مما يدفع المجتمع الدولي على فرض مجموعة من القواعد، واتخاذ جملة من الإجراءات التي ستساعد على اقل تقدير إنهاء هذه الحرب وإيقاف الدمار وفق شروط المنتصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشرة “الحدث” - كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية

  

كرونولوجيا مستحيلة لصراع مستمر

م.د. ياسر علي حداد

 

لعل محاولة تقديم عرض سرد زمني مرتب وفقاً لتسلسل الاحداث والمتغيرات يعنى بقضية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي أمر لن يكون سهلاً، فمن أين ستكون نقطة البداية كونها قضية لها جذورها الممتدة إلى أبعد من الحقبة الاستعمارية ونتاجات قواها واستبدادها  في الوطن العربي، وسنقف هنا عند السياسة الامريكية المعاصرة التي لعبت دورها لتصبح (الوريث الشرعي) لهذه المرحل، متمسكة بالفكرة نفسها ـ احتلال فلسطين ـ ولكن ليس لبناء دولة لليهود فقط بل لزراعة (قومية يهودية)اسمها اسرائيل ستكون كقاعدة سياسية، عسكرية، استراتيجية وسط العمق العربي الذي يجب اختراقه لضمان التواجد الدائم والمستقر فيه دون تهديد من قبل المد القومي العربي. لقد بدأ الصراع من هناك وكل ما جاء بعد هذه الفكرة هي أفكار ساندة لسابقتها.

بناء دولة (إسرائيل) أساسها أفكار يعتنقها جماعة كانوا مبعثرين حول العالم لربما ان هويتهم المضطربة أو نسيجهم الاجتماعي غير متماسك كان أحد الأسباب الكثيرة لتكون دولتهم قائمة على الصراع والصراع المستمر الذي لم ينجح في استيعاب أو صهر السكان الأصليين (الفلسطينيين)، أو حتى ابادتهم كما حدث مع الهنود الحمر على سبيل المثال لا الحصر. حتى الأيديولوجيا (اليهودية الوصولية المتطرفة) التي وظفت المشاعر الدينية والتراث التلمودي اليهودي لخدمة مشروعها السياسي الذي نجح في البدايات اقصد هنا حقبة (بن كورين وموشي ديان) وسواهما من الذين استخدموا هذا المد التعبوي الشعوري في ديمومة سياساتهم وجرائم حربهم التي ساندهم الغرب وقتها، حينما كانت المتغيرات الداخلية والاقليمية والدولية قادرة على استيعاب هكذا توجه. اما في وقتنا هذا فإن الجيل الاسرائيلي الجديد (المجتمع الصهيوني الليبرالي الجديد) هو أكثر عدوانية لكنه اكثر تفهماً واستيعاباً لفكرة ان السياسة المتعرجة لقياداتهم وعنجهية شاغلي المناصب عندهم غير مجدية وتتجه نحو صراع مع سكان اصليين لن ينتهوا وغالب المتابعين يتفقون على ان الواقع الإقليمي والدولي قد اختلف عن سابقه مع بقاء دعم الغرب للأفكار الإسرائيلية العدائية هنالك.

إن وجود روسيا التي عمدت إلى إعادة تمركزها في المنطقة، والصين التي تبحث عن مكان تضع فيه قدمها وغيرهما من اللاعبين المؤثرين الاخرين ساهموا في خلق بيئة اقليمية ودولية مختلفة لن تخدم مشروعهم، وإن هذا كله واقع لم تستوعبه إسرائيل بدليل أن ما يدور الان يعطينا تصوراً واضحاً عن قصر النظر عند من رسم خط التوجه الإسرائيلي الحالي منذ انسحاب عام 2005 حتى السابع من أكتوبر هذا العام.

لم يسهم تراجع القوى الدولية التقليدية في ضعف إسرائيل استراتيجياً فقط، فهنالك فشل في التخطيط للسياسة الإسرائيلية الداخلية وتشكيل مجتمع يهودي يؤمن بفكرة ترحيل الفلسطينيين، تعاقبت الأجيال واتضحت الملامح المشوهة لهذه الأسطورة أو الكذبة. وتيقن اليهود والعالم كله ان التطرف والقتل مهما اشتدت وتيرته لم ولن يذوب الفلسطينيين في منطقة إسرائيلية وان العامل الديمغرافي سيبقى غائباً عن هذه المعادلة غير المنطقية التي يتمنون تحققها.

جاءت أحداث (طوفان الاقصى) لتكون الضربة التي حطمت الهيبة الإسرائيلية بين استيعاب الصدمة والانكسار والذهول. تواجدت مشاعر عدة لكن ردة الفعل الإسرائيلية سادها الانتقام والرغبة باستعادة ما تحطم. هدف واحد قادهم لاتباع سياسة حرق الأرض دون المبالاة بالتبعات.

لقد غادرت إسرائيل مرحلة الصدمة وبدأت بمرحلة الانتقام غير ان المشهد بعد السابع من أكتوبر أوضح لدى الجميع حجم حالة عدم الاستعداد وغياب عنصر الجهوزية لدى الإسرائيليين. ومن الجدير بالذكر إن هناك العديد من السيناريوهات التي حضرت فيها “نظرية المؤامرة” لتبرير الموقف وحفظ ماء الوجه ليس ألا.

أتفق مع الرأي القائل إن هنالك خطوطاً حمراء تضعها السياسة الامريكية لإسرائيل لكن من الغريب جداً ان تكون تحركات (بنيامين نتنياهو) الباحثة عن استرداد الهيبة والرد على (حماس) ما يكشف ويدمر العمق الأمريكي داخل المنطقة مهما كانت الحسابات الامريكية عميقة. ومن البديهي جداً ان تكون أعمق من الحسابات الاسرائيلية، لكن السياسة الامريكية لم تسمح باتساع رقعة الحرب أو استمرارها والذي سيكون عاملاً جديداً لحدوث متغيرات لم تعد الولايات المتحدة مستعدة لها كما قال الرئيس الامريكي (جـو بايدن) : ان الولايات المتحدة لم تدخل الحرب حتى لو تدخلت إيران وحزب الله. كل التحسب والخوف من اتساع رقعة الصراع ليس من إيران، وكافة التصريحات الإسرائيلية والأمريكية هي رسائل ردعية لإيران التي لا يوجد بينها وبين (حماس) جانب تاريخي ساند، لكن الاستمرار سيفسح مجالاً للغير مرحب بهم ضمن الحسابات الأمريكية وسيخلط أوراق ملفات دولية كثيرة لا تريد السياسة الامريكية ترتيبها من جديد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشرة “الحدث” - كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية

  ص8

إعلان حالة طوارئ صحية عالمية.. مطلب اَني وملح !

 

د. كاظم المقدادي

 

أجرت منظمة الصحة العالمية (WHO) منذ فترة طويلة دراسات عديدة، أكدت ان صحة الانسان وثيقة الإرتباط بصحة النظام البيئي الذي يلبي الكثير من احتياجاتنا الاساسية، فتؤدي زيادة عدد السكان، والتطور الاقتصادي إلى حدوث تغييرات سريعة في النظام البيئي العالمي، ويؤثر هذا على صحة البشر.

ونبهت WHO إلى إمكانية التغلب على المشكلات البيئية، التي تتسبب بحوالي ربع الأمراض والوفيات التي تحدث في عمر مبكر. وجاء في دراسة لها بعنوان “تفادي الأمراض من خلال الحرص على بيئة صحية “ انه يمكن سنويا انقاذ حياة 4 ملايين إنسان إذا ما تم تفادي المشكلات الصحية المرتبطة بالمكونات البيئية، كالهواء والماء والتربة والاشعاعات والضجيج والحقول الكهرومغنطيسية والانشاءات والزراعة والسلوكيات الصحية والنظافة. وأوضحت بان عوامل الخطر البيئية تشهد تحولا كبيرا مع التنمية.

تشكل التغيرات المناخية في الوقت الراهن أبرز المشكلات البيئية الساخنة، وتُعدُ تطوراتها المتفاقمة المتسارعة من أكبر التحديات التي تواجه العالم، لا سيما وان تأثيراتها شديدة للغاية على صحة وحياة البشر في أنحاء العالم، حيث يساهم تغيُّر المناخ في تردي جودة الهواء، والمياه، والأمن الغذائي، واماكن العيش والسكن، وفي انتشار الأمراض المعدية. ويُصَعِبُ انخفاض التنوُّع البيولوجي إطعام البشرية بطريقة صحية. وقد تحولت التغيرات المناخية إلى سبب رئيسي لنزوح المجتمعات الأكثر عرضة لتداعياتها، ولنشوء أوضاع مضطربة، وقيام نزاعات، تعرض السلم والأمن الدوليين للخطر..

إدراكاً لهذه المخاطر، خصص مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي سيفتتح في دبي يوم 30 تشرين الثاني القادم، يوماً خاصاً لـ “ الصحة، والتعافي، والإغاثة، والسلام “ ضمن برنامجه الحافل. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية تخصيص مثل هذا اليوم، الذي سيكون يوم الثالث من كانون الأول. ومن المقرر ان يتم خلاله تسليط الضوء بالأدلة والقرائن على التداعيات الصحية الوخيمة للتغيرات المناخية، واستكشاف مسارات جديدة، ضمن أجندة المؤتمر الأممي، لمهمات الإغاثة العاجلة للمتضررين، ولمتطلبات التعافي، وغيرها من مهمات دعم المجتمعات الأكثر تضرراً، وتعزيز مرونتها واستقرارها .

وسيتضمن برنامج اليوم، أيضاً، عقد مؤتمر لوزراء الصحة والبيئة والمناخ، من أرجاء العالم، يناقش أزمة المناخ وتداعياتها الصحية، ووضع الحلول والمعالجات لها، لتكون ضمن أجندة الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية.

وبادرت أكثر من 200 مجلة طبية رائدة ومعروفة وواسعة الإنتشار في العالم، مثل: The BMJ، وThe Lancet، وJAMA، والمجلة الطبية الأسترالية، ومجلة شرق أفريقيا الطبية، والمجلة الطبية الوطنية الهندية، ومجلة دبي الطبية، وغيرها، ونشرت في وقت واحد، يوم الأربعاء 25/10/2023، مقالا افتتاحيا، لخلق زخم قبل إنعقاد (جمعية الصحة العالمية) القادمة في ربيع عام 2024. ودعت فيه قادة العالم والمهنيين من ذوي المهن الطبية والصحية إلى الاعتراف بأن تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي يمثلان أزمة واحدة لا تتجزأ، ويجب معالجتها معًا للحفاظ على الصحة العامة وتجنب الكوارث.

وكتب المؤلفون إنه من الخطأ الخطير الاستجابة لأزمة المناخ وأزمة الطبيعة كما لو كانا تحديين منفصلين. وحثوا منظمة الصحة العالمية على إعلان هذه الأزمة غير القابلة للتجزئة كحالة طوارئ صحية عالمية.

وأن صحة الإنسان تتضرر بشكل مباشر بسبب أزمة المناخ وأزمة الطبيعة، حيث تتحمل المجتمعات الأكثر فقرا وضعفا العبء الأكبر في كثير من الأحيان.

ويعد ارتفاع درجات الحرارة والظواهر الجوية المتطرفة وتلوث الهواء وانتشار الأمراض المعدية من بين التهديدات الصحية الرئيسية التي تتفاقم بسبب تغير المناخ. كما أدى تحمض المحيطات إلى تقليل جودة وكمية المأكولات البحرية التي يعتمد عليها مليارات الأشخاص في الغذاء وفي سبل عيشهم. ويؤدي فقدان التنوع البيولوجي إلى تقويض التغذية الجيدة، وتقييد اكتشاف أدوية جديدة، وفي حين أجبرت التغيرات في استخدام الأراضي عشرات الآلاف من الأنواع على الاتصال الوثيق، مما أدى إلى زيادة تبادل مسببات الأمراض وظهور أمراض وأوبئة جديدة.

    وأكد المؤلفون بان المجتمعات تتمتع بصحة أفضل إذا أتيحت لها إمكانية الوصول إلى مساحات خضراء عالية الجودة تساعد في تصفية تلوث الهواء، وخفض درجات حرارة الهواء والأرض، وتوفير الفرص لممارسة النشاط البدني.

كما أن التواصل مع الطبيعة يقلل أيضًا من التوتر والوحدة والاكتئاب، مع تعزيز التفاعل الاجتماعي، وهي فوائد مهددة بسبب الارتفاع المستمر في التحضر.

ويذكر أنه منذ أن عقد أول مؤتمر عالمي للمناخ في جنيف عام 1979، اتفق علماء من 50 دولة على أن الاتجاهات المقلقة في تغير المناخ تجعل من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لها ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق تحذيرات متكررة، منها في قمة ريو عام 1992، وفي بروتوكول كيوتو لعام 1997، وأخيرا في اتفاق باريس لعام 2015، لكنه لم يتم الوفاء بالإلتزامات الدولية..

ولذا يتوجب أن تعلن WHO أن أزمة المناخ والطبيعة غير قابلة للتجزئة، وهي حالة طوارئ صحية عالمية، وان يتم ذلك  قبل أو أثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية في اَيار 2024.

وتتطلب معالجة هذه الحالة الطارئة تنسيق عمليات COP28، وكخطوة أولى، يجب على الاتفاقيات المعنية أن تعمل على تحقيق تكامل أفضل بين الخطط المناخية الوطنية ومكافئات التنوع البيولوجي.

  ويجب أن يكون العاملون في مجال الصحة مناصرين أقوياء لاستعادة التنوع البيولوجي ومعالجة تغير المناخ لصالح الصحة، في حين يجب على القادة السياسيين أن يدركوا التهديدات الخطيرة التي تهدد الصحة من الأزمة الكوكبية وكذلك الفوائد التي يمكن أن تتدفق على الصحة من معالجة الأزمة. لكن أولا، يجب علينا أن ندرك هذه الأزمة على حقيقتها: “حالة طوارئ صحية عالمية.”

وكتب المدير العام لـ WHO، تيدروس غيبريسوس، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس المعيَّن لـ COP28، سلطان الجابر، والمبعوثة الخاصة للمدير العام لـ WHO المعنية بتغيُّر المناخ والصحة، ڤانيسا كيري، مقالا مشتركاً، نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية، قبل أيام، وجاء فيه:

إن التغيُّر المناخي يعدّ أحد أكبر التهديدات الصحية التي تواجه البشرية. وفي مواجهتها تظل الحاجة العاجلة إلى تنفيذ تدابير التصدي لتغيُّر المناخ هدفاً ملحاً، ولكنه غير محقق.

وأن تغيُّر المناخ يحدث الآن، وآثاره محسوسة في جميع أنحاء العالم. وتشير تقديرات WHO إلى أن حالة وفاة واحدة من كل أربع وفيات يمكن أن تعزى إلى أسباب بيئية يمكن الوقاية منها، وأن تغيُّر المناخ يؤدي إلى تفاقم هذه المخاطر. ويفرض العديد من التحديات الصحية المعقدة، بدءاً من الظواهر الجوية المتطرفة، وانتهاءً بانتشار الأمراض المعدية وتفاقم الحالات المزمنة. ولا يمكن الوقاية منه باللقاح، أو علاجه بالمضادات الحيوية. لكننا نعلم أننا قادرون على التخفيف من آثاره.

وأن تقليل الانبعاثات في جميع القطاعات يعدّ أمراً بالغ الأهمية لاحتواء تغيُّر المناخ والحفاظ على درجة حرارة الأرض في مستوى 1.5 درجة مئوية. ولتحقيق هذه الغاية، يتعيّن على العالم أن يعمل على إزالة الكربون من أنظمة الطاقة لديه، وخفض الانبعاثات بنسبة 43 في المئة على الأقل على مدى السنوات السبع المقبلة”.

ونبه المؤلفون: إذا لم نتحرك، فإن تغيُّر المناخ سيطغى قريباً على النظم الصحية في العالم. وستزداد الظواهر الجوية المتطرفة، في تواترها وشدتها مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. فعلى سبيل المثال، أدت فيضانات العام الماضي في باكستان إلى نزوح 8 ملايين نسمة وتضرر 33 مليون نسمة إجمالآ.

  وأضافوا: نحن نعلم أن الأسوأ قادم. وبدون اتخاذ إجراءات جريئة وعاجلة، سيؤدي تغيُّر المناخ إلى نزوح حوالي 216 مليون شخص بحلول عام 2050، وفقاً لتقديرات البنك الدولي. ويعرّض تغير المناخ حياة الناس وسبل عيشهم للخطر، ويؤدي إلى زيادة في الأمراض المعدية مثل حمى الضنك والكوليرا التي تعرّض الملايين للخطر.

والأهم من ذلك، ستكون الخسائر فادحة إذا لم نتحرك، إذ يؤثر تغيُّر المناخ بالفعل على ما يقرب من نصف سكان العالم. وبحلول عام 2050، في ظل سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، سيتعرّض عدد مرعب قدره 1.4 مليار شخص للإجهاد الحراري، غالبيتهم لأشد أشكاله خطورة.

وإختتم المؤلون:هذا المستقبل لا يمكن أن يكون واقعنا. ولهذا السبب ندعو الحكومات والأطراف الفاعلة في جميع أنحاء العالم إلى الحضور إلى ((COP28 وتقديم حلول طموحة تقي من النتائج الصحية السلبية، وتساعد المتضررين فعلا، مشيرين إلى أنه سيطلق في يوم “ الصحة، والتعافي، والإغاثة” إعلان بشأن” الصحة والمناخ”، سيجعل الصحة ركيزة لجدول أعمال المناخ وجزءاً أساسياً من إرث COP28، داعين جميع الحكومات إلى التوقيع عليه.

  

المعايير الدولية لحق الحصول على المعلومة

 

محمد حسن السلامي

 

إن الحديث عن تشريع قانون (حق الحصول على المعلومات) والذي استمر نقاش المهتمين به من منظمات او قانونيون مع غيرهم من المهتمين لسنوات قريبة، وتم التأكيد على ضرورة تشريعه لسنوات متتالية من قبل البرلمانيين او الحكومة. وهو الذي يرتبط بحق المواطن والصحافة ومراكز البحوث والدراسات لمعرفة مخططات مؤسسات الدولة وتعاقداتها او الاتفاقات التي تعقدها، كذلك المشاريع الاقتصادية التي يتم تنفيذ مراحلها وغير ذلك من اعمال وخطط يكتمل انجازها وغير ذلك. والآن يتجدد الاهتمام بضرورة تشريعه.

من جملة الاهتمامات من قبل منظمات المجتمع المدني والتي قدمتها وتواصل تقديمها كبحوث ودراسات وأراء تتعلق بتحليل مشاريع عديدة تم تقديمها للبرلمان لهذا وضمن سياق تقديم ملاحظاتنا إلى البرلمان نقدم الاسس التي يفترض ان يتضمنها مشروع القانون المزمع تشريعه في البرلمان.

مقدمة         

لقد أصبح موضوع حق الحصول على المعلومة من الموضوعات الحقوقية ضمن أولويات المنظمات المهتمة بالحكم الديمقراطي؛ حيث أن لهذا الحق مقدمات فلسفية وتحديد معايير تطبيقية عامة دولية او اقليمية يمكن تضمينها القوانين الوطنية للسير بالقطار الديمقراطي نحو التنمية المستدامة للوطن وللمواطنين وبناء دولة أكثر استقرارا وشفافية.

كما نجد أن ظاهرة التوسع في البحث عن هذا الحق يزداد فتقدم حوله دراسات ذات أبعاد متعددة التوجهات حيث انه حق ذو اهمية في الحياة السياسية، الديمقراطية، الاقتصادية، الادارية والقانونية .... الخ.

لذلك فقد أورده العديد من المواثيق الدولية من منظور كونه أهمية قصوى له في بناء الدولة التي تستمد جزء من شرعيتها واستمرارها نحو التطور عند التطبيقات الايجابية لحقوق الانسان في كل جوانب حرية التعبير ومنها حق الحصول على المعلومات لذلك نجد إن بعض الدول قد ضمنت دساتيرها هذا الحق صراحة.

كذلك فقد احصيت الآراء القانونية والفقهية في مجموعات عديدة من الدول، فوجد ان أكثر من (80) بلداً في العالم: يعتبر أن الحق في الحصول على المعلومات حقاً دستورياً.

 اما بعض الدساتير وقد يكون لصعوبة التعديلات عليها - اي الدساتير الجامدة - اعترفت بهذا الحق عبر تشريع قوانين خاصة تنظم استخدام الحق من قبل الجمهور صاحبة الحق مع ذكر بعض الاستثناءات المحدودة حيث ان وثائق الدولة ملك صاحب السلطة وهو الشعب. لقد احصيت البلدان التي صدرت قوانين لها عن هذا الحق وجد انها (75) بلداً في العالم قد تم تشريع قانون الحق في الحصول على المعلومات لديهم.

وفيما يخص مشاريع القوانين لدى البلدان التي ما زالت لم يكتمل تشريع قانون لحق الحصول على المعلومة فإنها أكثر من (50) بلداً في العالم: تتوفر لديها مشاريع قوانين لهذا الحق.

المواثيق الدولية وتناولها لحق الحصول على المعلومة

اولا: أول وثيقة يعتبرها الدارسون لموضوعات حقوق الانسان قد أشارت إلى هذا الحق هو الاعلان العالمي لحقوق الانسان لسنة 1948 ضمن المادة 19 منه إذ جاءت بالنص التالي:

لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.

بهذه العبارات يؤكد الاعلان العالمي لحقوق الانسان منذ سنة 1948 إلى حق الاستقصاء عن الانباء اي البحث والتحري عنها مع تداولها بكل حر.

كما أكدت الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد 2003م خصوصاً في المادة (13) منها على أن الوصول إلى المعلومات يعتبر أحد الوسائل الأساسية لمكافحة الفساد وقد استندت بذلك على فكرة أن الشفافية والمساءلة هما خط الدفاع الأول ضد الفساد.

ان الممارسة العملية لهذا الحق اي الحصول على المعلومة يعتبر آلية فعالة للرقابة على الفاسدين حيث انهم سيكونون مكشوفين عما يقدمونه من معلومات حسابية، امام مجموعات تخصصية لهذا الغرض من اقتصاديين وناشطين في مجالات معرفة دقة الكشوفات والجداول وبالتالي رصد الفساد في حالة وجود تلاعب وتزوير او اختلاسات، كما ان هذا الحق يجعل امكانية اجراء التحقيقات الصحفية الاستقصائية في شأن الاموال العامة ومجالات بالضد من الاتجاهات التي تخدم محاولات الفاسدين من التكتم والسرية التي تغطي على التلاعب والتزوير وتغيير المعلومات اي الفساد المالي في المؤسسات الحكومية او القطاع الخاص من اجل إفلات الفاسدين من محاسبة القانون لهم .

المبادئ الأساسية في ممارسة الحق

لقد توصلت الدراسات التي اشتغل لها الناشطون والقانونيون، إضافة إلى مؤسسات وشخصيات اكاديمية او متخصصة في موضوعات حقوق الانسان، لخصت المبادئ والمعايير التي يمكن ان تكون منهجا للممارسة التي تساعد على تحقيق جانب من حقوق الانسان في مجال حق الوصول للمعلومات.

المبدأ 1. حد الكشف الأقصى

كما هو معلوم ان المعلومات لدى مؤسسات الدولة متنوعة جدا فالحياة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والاحصاءات الاجتماعية ثم الميزانية العامة ... كلها ذات اهمية في رسم السياسات ووضع التوجهات للتنمية المستدامة وقد تكون في وزارة الخارجية والداخلية او الدفاع وغيرها من الوزارات سلطات تقديرية للوزير ان يمنع معلومات او يحجبها بالمطلق او لمدة معينة من الزمن.

ان هذا المبدأ لا يسمح بجعل الحجب عن توفيرها إلى الجمهور واسعا وكبيرا بل بأضيق الحدود فتنحصر الاستثناءات عن حق الاطلاع في حدود ضيقة جدا، ولسبب مبرر أي ان يكون المبرر مفهوما ومقنعا؛ كمباحثات سرية ومعلومات اقتصادية لم يتم اقرارها او استكمال تخطيطها، مثل موضوعات عن منظومات دفاعية، هجومية مخترعات .... الخ

 

المبدأ 2. الالتزام بالنشر

كما هو بديهي ان المؤسسات تتوفر لديها المعلومات عن مؤسساتها من حيث الخطط والسياسات والبرامج، والاحصاءات عن الواقع الفعلي الذي تستند اليه في تطوير خططها، كذلك النتائج المحلية التي تنجزها، وغير تلك المعلومات، إن هذه المعلومات يجب ان تكون معلنة للجمهور ويتم تحديثها بشكل دائم، بدون النظر إلى الذين يطلبونها في وقت معين بل واجبة النشر والتحديث، حسب الوسائل المتوفرة، لكنها ملزمة بالنشر علنا.

 

المبدأ 3. تعزيز الحكومة المفتوحة

الحكومة المفتوحة هي تلك الحكومة التي تكون صريحة في القرارات المتخذة بالسياسات العامة التي تخطط وتعمل على تنفيذها. بالطبع فإن هذه الحكومة يجب ان توفر الادوات المعلوماتية التي تمكنها من نشر المعلومات بالوسائل الحديثة من حيث استخدام التقنيات المعلوماتية، بحيث يكون الجمهور اصحاب الحق في الاطلاع وتكون المعلومات ابوابها منفتحة لهم. اي بشفافية عالية لعملها.

ومن مزايا الحكومة المفتوحة الاهتمام بأمن المواطن مع الحرص التام على المعلومات الشخصية التي تخص المواطنين كافة.

المبدأ 4. مجال استثناءات محدود

كما ان العلنية تعتبر احدى ركائز ومبادئ الحق في الحصول على المعلومة كما لا بد من الاعتراف بوجود استثناءات اي عدم امكانية الاطلاع العام، إما لفترة محددة لو لوجود نص في اتفاقية بين دولتين، لكن هذه الاستثناءات بالضرورة لها قواعدها واسبابها المحددة وبأضيق الحدود ولأسباب تكون مبررة ومفهومة.

 

المبدأ 5. عمليات لتسهيل الحصول

ان حق الحصول على المعلومة لا بد ان يكون ضمن هيكلية وبناء مؤسساتي دون مزاجية المسؤول، وهذا المبدأ الخامس، حيث تكون هنالك مؤسسة تخزن وتنظم وتعالج البيانات بالسرعة المطلوبة خاصة في عصر التكنلوجيا الحديثة التي توفر الكثير من الدقة والسرعة والعلنية والوصول الاوسع، ويكون نشرها وتحليلها بنزاهة تامة لتكون قاعدة دراسات سليمة، كذلك تكون هذه المؤسسة سهلة المراجعة للجمهور طالبي المعلومات بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولا بد من الاشارة هنا في نفس الوقت الذي يكون للمواطن حق الحصول على الوثائق والمعلومات فقد تكون امكانية هنالك حالات رفض طلب الحصول على المعلومة ضمن الاستثناءات المنصوص عليها قانونا مثلا او ان حجبها لمدة معينة، لذلك لا بد ان تتأسس جهة مستقلة نزيهة للاعتراض والاجابة الموضوعية ملزمة لقراراتها وفق الحق والقانون الذي ينظم الحق.

 

المبدأ 6. التكاليف

عند الحديث عن الحق في الحصول على المعلومة، لا بد من معرفة ان الدولة سوف تتكلف بعض التكاليف قد تكون باهظة، وبالتالي وفق هذا المبدأ يجب ألا يتحمل طالبوا الحصول على المعلومة هذه التكاليف بحيث قد يتوقف التنفيذ الفعلي لهذا الحق ويفوت على طالبي المعلومة ممارسة جوهر الحق.

إن تطبيق ومراعات هذا المبدأ يجعل امكانية ان تكون التكاليف معقولة وضمن السياق ذاته لروح حق اي ان التكاليف تساعد على ممارسة حق الحصول على المعلومة اي تمكن الجمهور والدارسين بالانسيابية والسلاسة وبالتالي يجب ألا تحول التكاليف العالية دون قيام الأفراد بطلب المعلومات عبر تحميلهم مبالغ لا يكونون قادرين على الحصول على المعلومات لكثرة التكاليف التي يمنعهم بالنتيجة من دفعها ثم الحصول على المعلومات المطلوبة.

 

المبدأ 7. الاجتماعات المفتوحة

وفق المبدأ الرابع لحق الوصول إلى المعلومات لا بد ان تكون اجتماعات الهيئات العامة علنية شفافة يكون الشعب قادر على معرفة كيفية اتخاذ القرارات واسس النظام الداخلي في ادارة الاجتماعات وما هي المواد والنقاط التي تناولها وما نوقش والنتائج التي تم التوصل لها، فأصبحت الدساتير تنص على علنية جلسات بعض المؤسسات العليا، مثل البرلمان، والمحاكم.

اذن يكون عمل الهيئات الحكومية اسس اجتماعاتها ومداولاتها تحت الشمس للجميع.

 

المبدأ 8. الأولوية للكشف

لما كان حق الحصول على المعلومات مقرا به كمبدأ او نص لمادة دستورية او بقانون فلا بد من قوانين سابقة او تعليمات او غيرها من المنظومة القانونية حسب درجاتها بالالتزام،

ان تكون منسجمة مع الحق في الحصول على المعلومات وبالتالي بوجود تعارض بين قوانين او تعليمات او اوامر ادارية وغيرها ان يتم تعديلها وفق هذا الحق، فإزالة

التعارض بإلغاء القوانين او التعليمات وغيرها التي تتعارض مع المبدأ هذا الحق او مانعا من ممارسة هذا الحق لا بد من سيادة مبدأ الكشف والشفافية والعلنية عن المعلومات له الاسبقية والاولوية فيجب تعديل أو الغاء التعارض وفق مبدأ الاكشف الاقصى عن المعلومات

 

 المبدأ 9. حماية المبلغين عن الفساد

بطبيعة الحال ان موضوع الحق في الحصول على المعلومات امر لا بد ان تكون له قواعد لصالح المبلغين عن حالات الاختلالات المالية ومرتكبيها مثلا  ، وهو واحد من المحركات للكشف عن الفساد ومحاربته ، فإن ذلك لا يمنع من وجود استثناءات من حصول جرائم وفساد في بعض مؤسسات الدولة او غيرها بوجود الشفافية والعلنية ، مما يدفع الافراد في المؤسسة او غير المؤسسة كالصحافة او جهات اخرى من الكشف عن الفساد سرقات ، تزوير، تهرب ضريبي ....، الذي يحصل في مؤسسة معينة ، وبالتالي يتعرض الشخص او المجموعة الاعلامية التي تكشف التلاعب المالي إلى ضغوط وتهديد ... الخ .

فلا بد من وضع قواعد ملزمة لحماية كافة الاشخاص او المجموعات التي تعمل للكشف عن الفساد وحمايتهم من المتابعة والمسائلة وتكون الحماية بمواد قانونية ملزمة للجميع يشعر ان المبلغ او المخبر عن الفساد انه يقدم خدمة للمجتمع دون ان تكون عليه تبعات عقابية.

 

ص9

ريال مدريد يخطط للتعاقد مع لاعب سابق لبرشلونة

مدريد ـ وكالات

تخطط إدارة ريال مدريد للتعاقد مع لاعب سابق في صفوف برشلونة خلال الميركاتو الصيفي المقبل. ووفقا لشبكة “ديفنسا سنترال” الإسبانية، فإن الميرينغي يرغب بقوة في التعاقد مع ألفونسو ديفيز من بايرن ميونخ في الصيف المقبل، لدعم مركز الظهير الأيسر، لكن إبرام هذه الصفقة ليس سهلا. وكشفت الشبكة أن الملكي يضع خطة بديلة حال تعقد إتمام صفقة ديفيز، من خلال التوقيع مع أليخاندرو جريمالدو من باير ليفركوزن، والذي كان لاعبا سابقا في برشلونة خلال الفترة من 2008 وحتى 2016. وأشارت إلى أن المثير في هذه الصفقة أن تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة، يسعى أيضا لضم جريمالدو كبديل لأليخاندرو بالدي في مركز الظهير الأيسر.

وخاض جريمالدو 14 مباراة مع باير ليفركوزن، حيث أحرز 5 أهداف، وقدم 5 تمريرات حاسمة، رغم أنه يلعب في مركز الظهير الأيسر، وتبلغ قيمته السوقية 25 مليون يورو.

 

 

الزوراء يصل السعودية لمواجهة النجمة اللبناني

متابعة ـ طريق الشعب

 

وصل فريق نادي الزوراء لكرة القدم، أمس السبت، إلى المملكة العربية السعودية استعداداً لمواجهة النجمة اللبناني في الجولة الرابعة من دور المجموعات بكأس الاتحاد الآسيوي.

وقال عضو ادارة النادي، مشرف الفريق، عبد الكريم عبد الرزاق إن “فريق الزوراء الكروي وصل إلى السعودية استعداداً لملاقاة النجمة اللبناني ضمن منافسات الجولة الرابعة لبطولة كاس الاتحاد الاسيوي”.

وأضاف أن “الفريق سيجري اليوم أول وحدة تدريبية له مساء اليوم السبت استعدادا للقاء المرتقب”.

واشار إلى ان “الفريق جاهز لمواجهة منافسه النجمة اللبناني بعد غد الاثنين، واللاعبون عازمون لتحقيق الانتصار الثاني والعودة بالنقاط الثلاث لتعزيز آمال التأهل للمرحلة المقبلة”، مبينا أن “الفريق سيفتقد خدمات لاعبين في اللقاء هما محمد عبد الحسين بسبب إصابته، وحسام كاظم بسبب حرمانه من خوض المباراة”.

وكان فريق نادي الزوراء حقق في الجولة الثالثة انتصاره الأول في المنافسات على النجمة اللبناني في المباراة التي جرت في ملعب البصرة الدولي في الجولة الثالثة.

  

ميسي: الجميع سيتذكر معركتي مع رونالدو

ميامي ـ وكالات

 

تحدث الأسطورة الأرجنتيني، ليونيل ميسي، نجم إنتر ميامي، عن منافسته التاريخية مع الأسطورة الآخر، البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم النصر السعودي.

وكان ميسي قد حصد جائزة الكرة الذهبية، الاثنين الماضي، للمرة الثامنة، بينما حل النرويجي إيرلينج هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، في المرتبة الثانية، ثم الفرنسي كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، في المركز الثالث.

وعن منافسته مع “الدون” قال ميسي، خلال حوار مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية: “لقد كانت معركة رياضية جيدة جدًا بيني ورونالدو.. كنا نغذي بعضنا بهذه المنافسة، لأن كلًا منا يتمتع بروح منافسة عالية”.

وأضاف: “كنت دائمًا أرغب في الفوز بكل شيء، وفي كل وقت.. كانت فترة رائعة جدًا بالنسبة لكل منا، ولجميع محبي كرة القدم”. وأردف “البرغوث”: “أعتقد أننا نستحق الكثير من الثناء، لأننا نجحنا في البقاء على القمة لفترة طويلة.. من الصعب جدًا البقاء في القمة لمدة 10 أو 15 عامًا.. كانت فترة رائعة، وأعتقد أنها ستظل ذكرى جيدة لجميع من تابعونا”.

 

 

الميناء في ورطة ويبحث فسخ عقود محترفيه بعد فسخ عقد الجهاز الفني

البصرة ـ طريق الشعب

 

قرر نادي الميناء العراقي، أمس السبت، الموافقة على فسخ عقد الجهاز الفني للفريق بقيادة قحطان جثير.

جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ للهيئة الإدارية المؤقتة للميناء، بعد واقعة مباراة الشرطة، باعتبار الفريق خاسرا 0-3.

وقال الميناء في بيان “تم تشكيل لجنة لمعرفة أسباب الأزمة الحالية للفريق، مع الموافقة على فسخ عقد الجهاز التدريبي بالتراضي”.

وتابع “سيتم الجلوس مع المحترفين الذين تم التعاقد معهم، ولم يلعبوا بسبب إيقاف القيد، من أجل فسخ عقودهم بالتراضي”.

ونوه البيان “سيتم التعاقد مع جهاز تدريبي جديد للفريق خلال الأيام المقبلة، مع التعويل على عناصر الشباب، خاصة بعد إلغاء فكرة الانسحاب من دوري نجوم العراق”.

واعتبر الشرطة فائزا على مستضيفه الميناء بنتيجة (3-0)، بقرار من حكم المباراة الذي أنهى المواجهة، بسبب النقص العددي لأصحاب الأرض.

ودخل الميناء المباراة على ملعب البصرة الدولي ب 7 لاعبين فقط، بعد قرار الفيفا بمنع مشاركة لاعبيه الجدد من المحليين والمحترفين، بسبب عدم تسديد بعض مستحقات محترفيه الموسم الماضي.

وبعد انقضاء 11 دقيقة، أصيب أحد لاعبي الميناء، ليخرج من الملعب ويبقى 6 فقط من زملائه، وهذا العدد يتنافى مع قوانين اللعبة، ليتم إنهاء المباراة لصالح الضيوف.

  

بعد فسخ عقده.. الغازي: قف مع الحق حتى لو بقيت وحدك

برلين ـ وكالات

 

رد لاعب كرة القدم الهولندي من أصول مغربية، أنور الغازي، على قرار نادي ماينز الألماني بفسخ تعاقده، في أعقاب تعليقاته بشأن الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن ذلك “لا شيء مقارنة بالجحيم الذي يتعرض له الأبرياء في غزة”.

وفسخ نادي ماينز الألماني، تعاقده مع الغازي بعد منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد يومين من اعتراض اللاعب على بيان النادي بشأن الواقعة، التي أدت إلى إيقافه لأيام.

وكتب النادي في بيان عبر منصة “إكس”: “أنهينا التعاقد مع أنور الغازي بشكل فوري”، مضيفًا أن الإجراء “ردا على تصريحات اللاعب ومنشوراته على منصات التواصل الاجتماعي”.

ورد الغازي (28 عاما) على بيان النادي بمنشور عبر إنستغرام، قال فيه: “قف مع الحق، حتى لو ستقف وحيدا. خسارة مصدر رزقي لا شيء مقارنة بالجحيم الذي يعيشه الأبرياء والمستضعفين في غزة. أوقفوا القتل”.

 

 

شفيونتيك تهزم أنس جابر في 67 دقيقة

كانكون ـ وكالات

 

ودَّعت التونسية أنس جابر، المصنفة السابعة عالميًا بين لاعبات التنس، البطولة الختامية للموسم المقامة في مدينة كانكون المكسيكية بعد خسارتها أمام البولندية إيغا شفيونتيك المصنفة الثانية عالميًا، بمجموعتين نظيفتين.

وتمكنت شفيونتيك من التغلب على جابر بواقع (6-1)، و(6-2) في 67 دقيقة لتنهي دور المجموعات بالفوز بمبارياتها الثلاث، وتبلغ نصف النهائي بأريحية، فيما ودعت جابر البطولة بعد فوزها في مباراة وخسارتها اثنتين.

ورافقت شفيونتك، إلى نصف النهائي من المجموعة الثانية الأمريكية كوكو جوف المصنفة الثالثة عالميًا بعدما تغلبت في وقت سابق الجمعة على التشيكية ماركيتا فوندروسوفا التي كانت قد ودعت مسبقًا البطولة حسابيًا.

وتغلبت جوف على فوندروسوفا التي غادرت البطولة بلا أي انتصار بنتيجة 5-7 و7-6 (7-4) و6-3 في ساعتين و28 دقيقة. ومن المجموعة الأولى، تأهلت إلى نصف النهائي البيلاروسية آرينا سابالينكا، المصنفة الأولى عالميًا، بعدما تغلبت على الكازاخية إلينا ريباكينا 6-2 و3-6 و6-3.

وبسبب الأمطار توقفت المباراة عدة مرات وكانت قد بدأت الخميس واستؤنفت الجمعة وخلالها نجحت سابالينكا في الخروج منتصرة رغم ارتكابها لـ 36 خطأ سهلا، لتنجح في بلوغ نصف النهائي من مجموعتها كوصيفة، خلف الأمريكية جيسيكا بيجولا، المصنفة الخامسة عالميا.

  

قانون جديد لأندية المحترفين

   

منعم جابر

 

لقد صدر قانون للأندية الرياضية في عام 1986 وتعديلاته في عام 1988 أي ان ما يقرب من أربعين عاماً قد مرت على تشريعه مع العلم أن الساحة الرياضية العراقية قد شهدت تغيرات جدية وحاسمة، وقد شهدت الأندية الرياضية واقعاً جديداً وظروفاً متغيرة في القطاع الرياضي وخاصة واقع الأندية الرياضية حيث لم يشهد واقعاً جديداً ولا تغيرات جوهرية، علماً ان الحياة الرياضية والواقع الرياضي والحياة العامة شهدت تغيرات جوهرية وفي مقدمتها فلسفة النظام السياسي وهويته وهذا يعني ان ما كان متبعاً وطبيعياً بالأمس لم يعد كذلك اليوم، الأمر الذي يتطلب منا ان نغير الواقع ونؤمن بفلسفة جديدة تعتمد في الرياضة وفلسفتها على الاقتصاد الحر، لأننا في مسارنا اليوم نعتمد على تلك الفلسفة وذلك المنهج. أما أن نصر على اعتماد ذلك المنهج وتلك الفلسفة فهذا يؤدي إلى عرقلة المسيرة وفشل المنهج. عليه أقول لأحبتي في القطاع الرياضي عليكم اليوم أن تغيروا البوصلة التي كنتم تؤمنون بها وتتحكمون من خلالها بالرياضة ونشاطاتها ومنها الأندية الرياضية فبعد ان كنتم تديرون انديتكم وتتدبروا أمورها من خلال الدعم الحكومي والسطوة الرسمية من خلال قوانين الهواة ومنها القانون رقم  16 لسنة 1986 والقانون 18 لسنة 1988 ومن خلال الدعم الحكومي وعطايا وزارة الشباب والرياضة وهذا ما كان يناسب تلك الايام، اما اليوم فقد صارت الأندية الرياضية هي مؤسسات محترفة تدير نفسها بنفسها وتنهض بواقعها الرياضي من خلال امكانياتها الاستثمارية ومالية قادتها واشتراكات أعضائها، لهذا نقول لأحبتنا ممن يقودون الرياضة وانديتها خاصة عليكم ان تشرعوا قانوناً جديداً يتناسب مع الواقع الجديد والمتطلبات الآنية التي أفرزها الواقع الرياضي الجديد وهو الواقع الاحترافي وتحول الأندية الرياضية لمجموعة كبيرة من الأندية الرياضية إلى عالم الاحتراف واهمية وضرورة اصدار قانون خاص بها لتنظيم عملها وسياقات جديدة متوافقة مع المنطلقات الاحترافية الجديدة مع بقاء بعض الأندية الرياضية الشعبية على حالها كأندية الهواة.

إن واقع الأندية الجديدة والمحترفة وهي تعيش في عالم جديد وواقع يعتمد على الاحتراف والمال فأنها تعيش حالاً متقاطعاً مع الواقع الميداني والعملي لأنها تمارس العمل مع الكبار والمحترفين لكنها لا تملك إلا المال القليل والحصة البائسة. عليه أطالب المعنيين بالرياضة والمسؤولين عن تطورها ان تمارس سلوكاً احترافياً مع الأندية المحترفة وتدعمها في خطواتها الأولى للدخول إلى عالم الاحتراف من خلال تحول هذه الأندية إلى شركات مساهمة وبرأسمال محدد وتشكيل مجالس إدارة من بعض الشخصيات الراغبة وذات الإمكانيات المالية وتكون مجالس الإدارة مسؤولة عن إدارة النادي كشركة ومسؤولة عن مالية النادي. وكذلك تشكيل هيئة إدارية لإدارة الجانب الرياضي وممكن ان تساهم المؤسسة الراعية بمبلغ من رأس المال وان يسلف النادي بقرض معين بدون فوائد لمدة عشرين سنة لإنشاء المنشآت والساحات والملاعب وكل ملاحق النادي وان تساهم البلدية بتقديم قطعة أرض للنادي على سبيل الايجار الرمزي الطويل.

هذه أفكار سريعة ومختصرة لدعم واسناد اندية المحترفين وإصدار قانون خاص بهذه الأندية وعند ذلك سنعمل على تطوير اندية المحترفين وفي كل الألعاب. أملنا ان يساهم رجال القانون والمختصون بالشأن الرياضي لغرض اشباع الموضوع نقاشاً.. ولنا عودة.

  

ثلاث ميداليات للعراق في بطولة الإمارات الدولية بالسباحة

متابعة ـ طريق الشعب

حقق أبطال منتخبنا الوطني للفئات العمرية بالسباحة ثلاث ميداليات ملونة في بطولة الإمارات الدولية الجارية منافساتها في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتوج ياسين عامر ياس بالوسام الفضي لسباق 100 م ظهر عندما حل بالمركز الثاني بزمن قدره (01:11.09) دقيقة. وأحرز السباح نفسه المركز الثالث خاطفاً الميدالية البرونزية لسباق 200 م فراشة بزمن قدره (2:46.68) دقيقة”. وجاء السباح كرار فريد مجيد ثالثاً في سباق 50 م حرة بزمن قدره (28:12) ثانية محققاً الميدالية البرونزية”.

  

ص10

الاشتراكية هي مشروع لتطوير الحداثة

د. ماهر الشريف

 

طرح انهيار الاتحاد السوفييتي وإخفاق تجارب بناء الاشتراكية التي عُرفت باسم “الاشتراكية الواقعية” أو”الاشتراكية الفعلية”، في مطلع تسعينيات القرن العشرين، تحدياً فكرياً كبيراً أمام الماركسيين في العالم العربي، واستثار نقاشات غنية بين صفوفهم، تبلور خلالها تياران رئيسيان، اكتفى الأول منهما بالتأكيد على أن هذا الانهيار يرجع إلى “إخفاق” في تطبيق “الماركسية- اللينينية” وإلى”مؤامرة” حاكتها الدول الإمبريالية، بينما وجد الثاني منهما، الذي لم ينكر دور العامل الخارجي، أن هذا الانهيار يعبر عن مظهر من مظاهر أزمة فكرية عامة يواجهها الماركسيون على مستوى العالم، وفرصة لإعادة النظر في تاريخ دخول الماركسية إلى العالم العربي وفي الأسباب التي حالت دون نجاح الماركسيين العرب في إعادة إنتاجها بصورة مستقلة. وسيسعى هذا المقال إلى التوقف عند مواقف هذا التيار الثاني.

دخول الماركسية إلى العالم العربي

يرى سمير أمين أن الماركسية في البلدان العربية “تُرجمت ولم تُعرّب”، و”عجزت عن إيجاد وسائل الربط بالأصول المحلية”، مقدّراً أن قضية الأصول المحلية تحتل موقعاً مركزياً في كل محاولة لإعادة إنتاج الماركسية بصورة مستقلة. فالماركسية “الأصلية” نفسها لم توجد إلا بعد استناد ماركس إلى مصادر أوروبية ثلاثة، حددها أنجلز ولينين في الفلسفة الكلاسيكية الألمانية، والاقتصاد السياسي الإنكليزي والاشتراكية الفرنسية “الطوباوية”. كما كان التراث الشعبوي للحركة الثورية الروسية أحد مصادر الماركسية التي بلورها لينين ورفاقه في الأوضاع الخاصة لروسيا القيصرية.

قبل ثورة أكتوبر في سنة 1917، وتأسيس الكومنترن في سنة 1919، بقي الاهتمام العربي بالماركسية محدوداً، ومقتصراً على عدد ضئيل من المثقفين العرب، ومن أبرزهم المصري سلامة موسى (1887-1958)، الذي حاول الجمع بين أفكار برنارد شو الإصلاحية وأفكار كارل ماركس الثورية، وشارك في سنة 1920 في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، ليكون جمعية اشتراكية غايتها نشر الوعي وتمهيد الطريق أمام الاشتراكية، لكنه رفض فكرة انضمام هذا الحزب إلى الكومنترن وتغيير اسمه إلى الحزب الشيوعي المصري.

دخلت الماركسية إلى العالم العربي عن طريق الأحزاب الشيوعية، التي راحت تتشكل، منذ مطلع عشرينيات القرن العشرين، في عدد من البلدان العربية. وقد انشدّت هذه الأحزاب، منذ ظهورها، إلى “الماركسية السوفيتية”، بحيث تعرفت إلى الماركسية في مرآة “اللينينية”، ولكن بعد أن كانت هذه “اللينينية” قد فقدت روحها الديالكتيكية، وتحولت، على أيدي ستالين، إلى عقيدة جامدة وباتت ملزمة لجميع فروع الكومنترن.

وخلافاً لما قدّره بعض المحللين، فإن انشداد الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية إلى هذه “الطبعة” السوفيتية من الماركسية لم يكن تعبيراً عن “تبعية” فرضها “مركز” قوي وارتضتها “أطراف” ضعيفة، ذلك إن المسألة كانت، في الواقع، أعقد بكثير من هذا التفسير التبسيطي. فالأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، مثلها مثل عشرات الأحزاب الشيوعية في مناطق العالم المختلفة، كانت مقتنعة قبل سقوط تجربة “الاشتراكية الفعلية” بأن تلك “الطبعة” السوفيتية من الماركسية كانت تجسد، ليس على مستوى النظرية فحسب، بل وعلى مستوى التطبيق كذلك، “صحيح” الماركسية، وكانت متأثرة بمنطق عالمي ساد صفوف الحركة الشيوعية العالمية واستند إلى الأفكار الرئيسية التالية: إن ثورة اكتوبر، التي أقامت أول دولة اشتراكية في العالم، قد افتتحت عصراً جديداً هو عصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية على صعيد العالم؛ إن قيام النظام الاشتراكي العالمي، بعد الحرب العالمية الثانية، قد عزز التحول المستمر في موازين القوى العالمية لصالح الاشتراكية وجعل الرأسمالية تواجه أزمة عامة ستتفاقم حدتها مع الوقت؛ إن نجاحات الاتحاد السوفيتي ومكتسبات “الاشتراكية الفعلية” قد عمقا المحتوى الاجتماعي لحركة التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا، وجعلاها تصبح جزءاً من الثورة الاشتراكية العالمية.

لقد أدركت الأحزاب الشيوعية أن المرحلة التي تمر بها البلدان العربية هي مرحلة النضال ضد الامبريالية ومشاريعها في المنطقة، وخصوصاً المشروع الصهيوني، والتحرر من علاقات التبعية للمراكز الرأسمالية العالمية وبلوغ التقدم، وهي الأهداف التي احتواها مفهوم “الثورة الوطنية الديمقراطية” الذي تبنته. ومع أن هذه الأحزاب لم تضع هدف الاشتراكية كهدف مباشر على جدول أعمالها، إلا أنها رأت أن خصوصية هذه “الثورة الوطنية الديمقراطية” ترجع إلى “سمة العصر”، المتميّز بـ “ الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية على الصعيد العالمي”. وعلى هذا الأساس، تعاملت الأحزاب الشيوعية العربية مع مفهوم “التقدم” من زاوية كونه “تقدماً اجتماعياً”، وراهنت على أن تؤدي الإجراءات التي اتخذتها أنظمة البرجوازية الوطنية، التي تحالفت مع الاتحاد السوفيتي ووصفت بـ “التقدمية”، كالتأميم  والإصلاح الزراعي والتصنيع الثقيل والتعليم الجماهيري، إلى توسيع حجم الطبقة العاملة وتوليد علاقات إنتاج جديدة، بما يساهم في تجميع شروط الانتقال إلى الاشتراكية.

 

الماركسية تبقى حية، لكنها تحتاج إلى ترهين

بقي أنصار هذا التيار الثاني مقتنعين بأن الأزمة الفكرية العامة التي يواجهها الماركسيون على مستوى العالم لا تعني أن نقد الماركسية للنظام الرأسمالي قد فقد أهميته وراهنيته، ذلك إن الماركسية هي، في التحليل الأخير، حقل علمي وفلسفي، نقدي وتحرري، افتتحه كارل ماركس وقُدمت فيه على مدى أكثر من قرن ونصف القرن مساهمات عديدة ساهمت في كشف آليات الاستغلال الرأسمالي واجتهدت في تحديد سبل تجاوزها. ونظراً إلى أن الحياة تبقى في تطوّر دائم، فإن هذا الحقل سيبقى مفتوحاً على مساهمات جديدة أخرى، تسعى إلى استيعاب الظواهر الجديدة التي يشهدها عالمنا، كظاهرة العولمة المتسارعة، التي تتم في ظل تفاوت كبير يتعمق في مستوى التطور بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب، وهي ظاهرة تختلف، في ظروفها وآلياتها، عن تصورات ماركس للتاريخ الذي يتحول بفعل الرأسمالية إلى تاريخ عالمي متجانس؛ والأطروحات الكلاسيكية عن الإمبريالية، التي خلفها كلُ من لينين وبوخارين وروزا لوكسمبورغ، لم تعد قادرة على تفسير أشكال السيطرة العالمية الجديدة، كالسيطرة التكنولوجية أو السيطرة عبر المديونية والتبعية المالية؛ كما أن التحوّلات العميقة التي طرأت على بنية الطبقة العاملة مع دخول العلم كقوة مباشرة في الإنتاج وتطوّر المعلوماتية والأتمتة ستدخل تغيراً جذرياً على مفهوم القوى الاجتماعية التي ستحمل مشروع البديل الاشتراكي الثوري.

عجز الماركسيين العرب عن إعادة إنتاج  الماركسية بصورة مستقلة

باستثناء عدد قليل جداً، سعى إلى تقديم إضافة عربية مستقلة في الحقل الذي افتتحه كارل ماركس، مثل سمير أمين ومهدي عامل (حسن حمدان) وياسين الحافظ  والياس مرقص وعبد الله العروي، بقي الماركسيون العرب، عموماً، بسبب ارتهانهم إلى “الماركسية السوفيتية”، عاجزين عن إعادة إنتاج الماركسية بصورة مستقلة. ويعود هذا العجز، في المقام الأول، إلى انقطاع الماركسية في العالم العربي، عند ظهورها على يد الأحزاب الشيوعية، عن أفكار التنوير بقيم الحداثة وسبل بلوغها، التي حملها تياران، تيار إصلاحي ديني، وتيار ليبرالي علماني. فقد سلط المعبرون عن هذين التيارين الأضواء على أسباب تأخر المجتمعات العربية، وفي مقدمها الجهل، الذي أدى إلى تناسي الفرق بين ما هو جوهري وما هو غير جوهري في الدين وإلى بروز التعصب، وكذلك الاستبداد، ولا سيما السياسي منه، الذي يولّد الظلم والفساد والتضييق على أصحاب الأقلام. ومن منطلق قناعتهم بأن الحداثة التي ولدت في الغرب، وساهمت الرشدية اللاتينية في تمهيد الطريق لها، باتت مع الوقت مكتسباً إنسانياً كونياً، سعوا، بغية تجاوز أسباب التأخر، إلى إشاعة القيم التي مكّنت  “الآخر” من التقدم وإقامة مجتمعات حديثة، ومن أبرزها الحرية الفردية، والمعرفة العقلانية، والعدل بصفته “أساس الحكم والعلاقات بين الناس”، والمساواة بحيث يكون جميع الناس “متساوين أمام القانون”، والوطنية بحيث يتحد الناس، بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم، في الولاء للوطن، وفصل الدين عن الدولة، وحب العمل والكد باعتبارهما “مصدر الثروة” في المجتمع. ولم يكتفِ المعبرون عن هذين التيارين بالتبشير التنويري بقيم الحداثة، بل انخرطوا بنشاط في العمل من أجال مكافحة الأمية، وتعميم التعليم الحديث، وتصدوا لمهمة تحديث اللغة العربية وجعلها قادرة على استيعاب المصطلحات الحديثة، فألفوا المعاجم اللغوية والموسوعات العربية الأولى، كما قاموا بدور ريادي في تأسيس الصحافة وتشكيل الجمعيات الثقافية والاجتماعية.

 لقد أشعل المعبرون عن أفكار التنوير، في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، شرارات ثورة ثقافية حقيقية، لكنها لم تجد من بعدهم من يغذيها بالوقود، بحيث ظلت قيم الحداثة التي بشروا بها معلقة في فراغ ولم تترسخ في المجتمعات العربية، وتواصل، في المقابل، لصق مظاهر التحديث البرّاني على سطح هذه المجتمعات. فالاستعمار الأوروبي، الذي سيطر على معظم البلدان العربية، لم يكن معنياً بنقل المجتمعات العربية من التقليد إلى الحداثة، ولم يمتلك التجار والملاكون العقاريون الذين وقفوا على رأس الحركة الوطنية الاستقلالية الجرأة الكافية للذهاب بعيداً على طريق قد تشكّل تهديداً للعلاقات التقليدية التي كانت تضمن مصالحهم الطبقية وتكفل استمرار هيمنتهم الاجتماعية، فاكتفوا بتبني بعض إجراءات تحديثية طاولت البناء السياسي للدولة. أما القوى الجديدة التي صعدت إلى السلطة، في مرحلة ما بعد الاستقلال، وضمت ممثلي الفئات الاجتماعية الوسطى من الضباط والمعلمين والموظفين، فلم تدرك حقيقة أن تعزيز الاستقلال السياسي وإدخال بعض تحديثات على البنيان الاقتصادي والاجتماعي وتبني “علمانية” ملتبسة، هي إجراءات لا تضمن وحدها نقل المجتمع من حالة التأخر إلى حالة التقدم، وخصوصاُ بعد أن تعاملت هذه القوى مع قيم الحداثة، كالحرية والمساواة، بصورة مجتزأة بما أفرغها من معانيها الحقيقية، إذ نظر ممثلوها إلى الحرية باعتبارها حرية الأوطان فحسب، ورأوا في المساواة وسيلة للحد من التفاوتات الاجتماعية بين الطبقات ولم يروا فيها أساساً لإقامة دولة مؤسسات يكون جميع المواطنين فيها متساوين أمام القانون.

 

الاشتراكية تتبلور في رحم الرأسمالية وتنجم عن تطور الحداثة

أثبت الانقلاب الذي شهده العالم في مطلع تسعينيات القرن العشرين، والذي تزامن مع فشل المشاريع التنموية العربية، أن الاشتراكية لا يمكن أن تتجمع شروطها سوى داخل رحم الرأسمالية وليس بالقطيعة معها، وأن الاشتراكية هي مشروع لتطوير الحداثة، وذلك بغض النظر عن أشكال وطرق بلوغ ذلك؛ أما “ما بعد الحداثة” فلعها تكون “المجتمع الشيوعي” الطوباوي الذي تخيّله كارل ماركس ورسم خطوطه العريضة. وفي هذا السياق، رأى سمير أمين أن مشروع الاشتراكية المستقبلي يجب أن يستند إلى ما حققته الرأسمالية ليس في المجال المادي فحسب، بل أيضاً في مجالات أخرى تشمل مفاهيم حديثة مثل الحرية الفردية والديمقراطية السياسية، بحيث تطوّر الاشتراكية هذه المفاهيم وتعطيها مضامين أغنى وأشمل. بينما أشار عبد الله العروي إلى ما معناه أن المهمات المناط  تحقيقها تاريخياً بالبرجوازية الوطنية العربية، بما فيها مهمة  استيعاب الفكر العربي المفاهيم الحديثة التي روّج لها رواد التنوير العربي، ستظل مطروحة على جدول الأعمال العربي مهما تأخر إنجازها، وأنه كلما تأخر إنجاز هذه المهمات كلما ضعفت فاعلية المجتمع العربي ككل.

وعليه، صار أنصار هذا التيار الثاني يرون أن من واجب الماركسيين العرب، الطامحين إلى الاشتراكية، أن يفردوا، في المرحلة الراهنة، مكانة خاصة في مشروعهم للترويج لقيم الحداثة وسبل بلوغها، من خلال التركيز على إقامة دولة القانون، وتحقيق الفصل الكامل بين السلطات، وضمان الحريات العامة والفردية، ومبدأ التداول السلمي للسلطة، وكفالة حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة، والاحتكام إلى سلطان العقل وفصل الدين عن الدولة، والاعتراف بتعددية الأديان والمذاهب والقوميات في المجتمعات العربية، وبث روح المواطنة فيها عبر القضاء على كل الولاءات التقليدية، العائلية والمناطقية والطائفية، وجعل الولاء للوطن وحده، وتأمين حرية الصحافة واستقلالها، ورفع وصاية الدولة عن النقابات والمنظمات الجماهيرية.

بيد أن الماركسيين العرب لا يمكنهم الاكتفاء بالسعي إلى تكريس قيم الحداثة في المجتمعات العربية، بل عليهم، في طموحهم إلى الاشتراكية، أن يعملوا على تعميق محتوى هذه القيم، وذلك من خلال التعامل، مثلاً، مع الديمقراطية بصفتها قيمة متعددة الأبعاد، لا تقتصر على بعدها السياسي بل تنطوي كذلك على بعدين اقتصادي واجتماعي، ذلك إن الديمقراطية تظل منقوصة ما لم ترتبط بالتقدم الاجتماعي، كما أن المكتسبات الاجتماعية غير المرتبطة بالديمقراطية السياسية تظل عرضة للتبديد، كما بيّنت تجارب العديد من البلدان العربية. ومن ناحية أخرى، ونظراً لأن النضال العربي ما زال ينطوي على بعد وطني قومي، يتمثل في النضال من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وتصفية الوجود العسكري الأجنبي، وضمان تحكم الشعوب العربية بثرواتها الطبيعية، وقيام اتحاد عربي ديمقراطي بين دولها، يصبح من واجب الماركسيين العرب أن يربطوا، ربطاً جدلياً، بين مهمات التغيير الاجتماعي الديمقراطي، من جهة، ومهمات التحرر الوطني والقومي، من جهة ثانية، وذلك من منطلق أن ضعف المجتمعات العربية داخلياً هو الذي يستجر، ويسهّل، التدخل الخارجي في شؤونها والعدوان عليها واحتلال أراضيها والسيطرة على ثرواتها، كما أكد ياسين الحافظ، وعلى اعتبار أن الأوطان الحرة السيدة تحتاج إلى المواطن الحر الذي يشعر أنه سيد نفسه في وطنه.

وختاماً، واستناداً إلى كل ما ذُكر سابقاً، يصبح من المشروع التساؤل: هل ما زال مفهوم الثورة مفهوماً وظيفياً فاعلاً في ظل الأوضاع العربية والدولية الراهنة، أم أن هذه الأوضاع تفرض العودة إلى مفهوم الإصلاح والتعامل، تالياً، مع التغيير بصفته عملية طويلة النفس ستمر بمراحل متعددة وتتخذ أشكالاً متنوعة؛ وهو تغيير لن يقتصر على الحيز السياسي والاجتماعي، بل سيطاول العقليات والذهنيات، بما فيه نظام القيم السائد في المجتمعات العربية، وأنماط السلوك المنتشرة فيها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع حزب الشعب الفلسطيني – 23 أيلول 2023

 

 

ص11

 

في المكتبة

 

- “الوطن.. ذاكرة لا تغفو/ اضاءات حول كتاب “مائة عام من ذاكرة وطن” للباحث عدنان الحسيني. تأليف احمد الناجي. اصدار دار الفرات/ بابل بالاشتراك مع دار سما.

- “ربع قرن من الحكم الملكي العراقي” دراسة وثائقية في التاريخ والسياسة (1921- 1947) عنوان كتاب من تأليف أ. م. د. عبد التواب احمد سعيد، الناشر مكتبة بشار اكرم لخدمة الباحثين، دار الزمان.

- “المواطنة 247” رواية بشرى الهلالي. منشورات تأويل/ بغداد. 

 

قصص قصيرة جدا لاطفال فلسطين (1-3)

 

من الزمن الفلسطيني

 

طلال حسن

 

وا عرباه

تشبثت شجرة الزيتون ، بكلّ جذورها ، بأرضها الطيبة ، حين هاجمها بلدوزر صهيوني ، وصاحت بأعلى صوتها : وا عرباه . فأجابها الصدى : وا .. عر.. با .. ه .

 

شجرة البرتقال

علم ضابط من جيش الاحتلال ، أن شجرة البرتقال ، قد خبأت بين أغصانه طفلاً فلسطينياً ، رجمهم بالحجارة مع رفاقه الأطفال، فأمر جنده قتلها رمياً بالرصاص .

المعلم

قال معلم الرسم للتلاميذ : أرسموا أطفالاً من الأرض المحتلة .

وإذا بجميع التلاميذ يرسمون أطفالاً ، يرفعون علم فلسطين ، وهم يرجمون جند الاحتلال بالحجارة .

 

النصر

رجم طفل جند الاحتلال بحجر ، ثم رفع يده بعلامة النصر ، وصاح مع رفاقه : تحيا فلسطين وأطاحت أطلاقة صهيونية بإحدى أصابعه ، لكن يده المدماة ، ظلت مرفوعة بعلامة النصر .

الطريق والبندقية

نسفوا بيته ، وهجّروه خارج الوطن ، مع زوجته وحفيده الصغير . وفي الطريق إلى المهجر ، قال لحفيده : أنظر إلى معالم الطريق جيداً  يا بنيً ، لأنك ستعود يوماً ، ومعك بندقية .

 

راهبة

قالت راهبة عجوز ، إنها رأت الناصري في القد س ، يحمل الحجارة بين كفيه ، ويقدمها للأطفال، ويقول : طوبى لكم ولحجارتكم ، أرجموا أولاد الأفاعي هؤلاء ، فقد دنسوا الأرض والإنسان .

لا يمكن

قالوا لي ، إن أبي مات ، وهو يقاتل جند الاحتلال ، يا إلهي ، لا يمكن هذا ، إن أبي لم يمت ، فالقتال مستمر ، وحجارتي وحجارة رفاقي الأطفال ، مازالت تقاتل جند الاحتلال .

 

جند النجمة السداسية

وجد الغربان أخيراُ ، من يشاركهم في حصتهم من الرجم بالحجارة ، فحجارة الأطفال ، في الأرض المحتلة ، لم تعد ترجمهم وحدهم  الآن ، فهي ترجم أيضاً .. جند العدو.. جند النجمة السداسية.

 

الروائي التشيلي أرييل دورفمان* يستذكر الانقلاب الفاشي

الاستحواذ على خيال العالم

 

ترجمة: سهيل نجم

 

لا مونيدا تحترق

الدخان يتصاعد من قصر لامونيدا الرئاسي في تشيلي، أثناء الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس سلفادور الليندي في 11 سبتمبر 1973.

في تمام الساعة 13:50 يوم 11 سبتمبر 1973، أرسل الجنرال خافيير بالاسيوس رسالة مقتضبة من ست كلمات من قصر لامونيدا الرئاسي في سانتياغو دي تشيلي إلى رؤسائه في القوات المسلحة الذين قاموا، في صباح ذلك اليوم بالذات، بالانقلاب العسكري ضد حكومة الرئيس المنتخب ديمقراطيا سلفادور الليندي:

“تمت المهمة. أمّنا لامونيدا. مات الرئيس.”

كان بالاسيوس -المسؤول عن القوات التي تهاجم المبنى الذي قاوم فيه الليندي ومجموعة صغيرة من موظفيه وحراسه المطالبات باستقالته- يشير إلى نهاية واحدة من أكثر التجارب الاجتماعية والسياسية روعة في القرن العشرين: المحاولة. بقيادة الليندي وائتلافه الشعبي “يونيداد” الذي يضم الأحزاب اليسارية لبناء الاشتراكية من دون اللجوء إلى العنف.

العنف الذي حاول أليندي تجنبه، وقع بشراسة على المبنى الذي اتخذ فيه موقفه الأخير دفاعاً عن الكرامة والديمقراطية. وإذا تجرأ الجيش على قصف لا مونيدا من الجو وأشعل النار فيه بالدبابات من الأرض، فما الذي كان ليفعله بالتشيليين (وكنت واحداً منهم) الذين كانوا من أتباع الليندي المتحمسين؟ سرعان ما اكتشف العديد من أنصاره – ذوي الأجساد الضعيفة - الأمر.

في بلد، حيث كنا نتمتع، في اليوم السابق، بحرية غير مقيدة في التجمع والتعبير، وكان بوسعنا أن نتباهى ببرلماننا الذي ظل قائما لفترة طويلة، وسلطتنا القضائية المستقلة، وجيشنا الذي لم يتدخل في السياسة، وجدنا أنفسنا مطاردين بلا رحمة. لقد كنت محظوظًا بما فيه الكفاية، مثل الآلاف من أبناء وطني، لأجد طريقي إلى المنفى، مصطحباً زوجتي وطفلي الصغير، لكن عددًا لا يحصى من الآخرين عانوا من موجات هائلة من الاعتقال والتعذيب والإعدام، بل وتم طرد عدد أكبر من وظائفهم وإقصاءهم مدى الحياة. وحل أقسى عذاب بالرجال والنساء الذين اختطفوا من رجال الأمن، وأصبحوا “مختفين”، ولم يعد أحد يراهم أو يسمع عنهم مرة أخرى.

ولا تزال هذه الانتهاكات وتلك الحياة المحطمة والملتوية تطاردني حتى اليوم. لا أستطيع أن أسير في شوارع سانتياغو دون أن أتذكر باستمرار، بعد مرور 50 عامًا، الألم الذي تعرض له أصدقائي الذين فقدتهم وما زلت أحزن عليهم، وكذلك الرفاق الذين لم أعرف أسماءهم وقصصهم أبدًا ولكنهم ساروا معي في سعينا المشترك. من أجل بلاد أفضل.

كانت خطيئتنا أننا شاركنا خلال ألف يوم من حكم الليندي، في عملية التحرر الوطني والتمكين الشعبي التي استعادت للأمة مواردها الطبيعية، ونفذت إصلاحًا زراعيًا أعطى الفلاحين الأرض التي كدح فيها أسلافهم لقرون، وجعلت العمال والموظفين المسؤولين عن المصانع والبنوك التي يعملون فيها، وأحدثوا تحولًا ثقافيًا بركانيًا جلب ملايين الكتب زهيدة الثمن للغاية إلى القراء المعدمين.

ان تجربة الليندي الفريدة – وهي المرة الأولى في التاريخ التي لم تلجأ فيها الثورة إلى الكفاح المسلح لفرض وجهات نظرها أو القضاء على خصومها – قد استحوذت على خيال العالم، فإن هزيمتنا والقمع الوحشي الذي أعقبها، كان له تأثير كبير جدًا خارج حدود ما يمكن توقعه من دولة صغيرة نائية تقع في أقصى حافة نصف الكرة الجنوبي.

ومن بين هذه العواقب العالمية يراد من سقوطنا الزام القوى اليسارية والتقدمية في الخارج على إعادة التفكير في استراتيجيتها للاستيلاء على السلطة - وخاصة في أوروبا. وبحلول أوائل عام 1974، أعلن إنريكو بيرلينجير، رئيس الحزب الشيوعي الإيطالي القوي، أن النتيجة المميتة للثورة السلمية التشيلية أثبتت أن الإصلاحات الجذرية تتطلب أغلبية ساحقة تدعمها، وهو ما يعني التحالفات مع الطبقات المتوسطة وممثليها. وقد تم تبني هذا التحليل لاحقًا من قبل الحزبين الشيوعيين الإسباني والفرنسي، ما أدى إلى انتقال إسبانيا إلى الديمقراطية بعد فرانكو وفترة رئاسة الاشتراكي فرانسوا ميتران لفرنسا. وتوصل آخرون من اليسار، مثل الساندينيين في نيكاراجوا أو المتمردين في كولومبيا، إلى نتيجة معاكسة: وهي لن يتسنى ضمان التغيير الحقيقي إلا عن طريق الانخراط في كفاح مسلح مطول.

كان لانقلاب تشيلي أيضًا تأثير دائم في الولايات المتحدة، ليس لأنه غيَّر التكتيكات الثورية (فلم يكن هناك أي ثوريين تقريبًا) في كيفية تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية. لقد قامت واشنطن، في عهد نيكسون وكيسنجر، بزعزعة استقرار اقتصاد تشيلي وتآمرت للإطاحة برئيس دولة منتخب شرعياً، خوفاً من أنه إذا نجح الليندي، فإن الدول الأخرى ستتبع مثاله المثير في محاولة إحداث تحول جذري بواسطة صناديق الاقتراع. أدى ذلك إلى سلسلة من التعديلات في الكونجرس وهي تقييد المساعدات الأمنية والعسكرية لدكتاتورية بينوشيه. وبعد ذلك جاء التحقيق المفاجئ الذي أجرته لجنة تشيرش في عام 1975 والذي كشف عن التكتيكات القذرة لوكالة المخابرات المركزية في تشيلي وأدى إلى سن قوانين تمنع تقديم المساعدة للحكومات التي ترتكب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان. كان الوعي العام بالفظائع المرتكبة في تشيلي عاملاً مهمًا في جعل دعم حقوق الإنسان - أو على الأقل التشدق بها - أحد أحجار الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية.

لكن على أية حال، مارس الانقلاب وتداعياته تأثيرًا أقل خطورة بكثير على الولايات المتحدة.

إن عهد الإرهاب الذي فرضه بينوشيه، والذي كان يهدف إلى سحق أدنى تلميح للمعارضة أو الانتقاد، سمح للجيش ــ والمدنيين اليمينيين الذين حرضوا على الانقلاب ثم استفادوا من السياسات التي تلت ذلك ــ بتحويل تشيلي إلى مختبر للنيوليبرالية: سلسلة من التدابير التي خصخصت الاقتصاد، وفرضت التقشف على شعب غير راغب، ووثقت في السوق الحرة الجامحة لحل جميع علل المجتمع بطريقة سحرية. وسرعان ما تم تصدير التجارب في شيلي إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة في عهد رونالد ريجان (رغم أن مارجريت تاتشر جاءت في المرتبة الأولى).

ولا تزال شيلي اليوم - بعد مرور 33 عاما على استعادة الديمقراطية - تكافح مع إرث تلك السياسات التي سببت ضائقة هائلة لمواطنينا. وأورد هنا مثالاً واحداً فقط، من بين أمثلة كثيرة: في كل مكان أذهب إليه اليوم في بلدي، أواجه قصصًا محبطة عن المتقاعدين المسنين الذين لا يستطيعون تغطية نفقاتهم، والذين تركوا معدمين بسبب خصخصة الضمان الاجتماعي التي فرضتها الديكتاتورية - وكذلك هو الحال في القيود المفروضة على التعليم، والصحة وحقوق السكان الأصليين. كل هذه يبدو أننا ما زلنا عاجزين عن إصلاحها.

ومع ذلك، فإن التركيز فقط على الكيفية التي يضغط بها ثقل الماضي علينا، والذي يحد من خياراتنا في المستقبل، لا يسمح للقصة الكاملة لهذه السنوات الخمسين بالظهور.

تشكل الطريقة التي تمكن بها شعب تشيلي أخيراً من التخلص من الدكتاتور مصدر إلهام للعالم أجمع. لقد هزمنا بينوشيه والخوف الذي زرعه في نفوس كل سكان البلاد في استفتاء عام 1988 الذي كان من المفترض أن يفوز به، نظراً لسيطرته الساحقة على الروافد الرئيسية للاقتصاد، وولاء قوات الأمن المخيفة، والهيمنة على وسائل الإعلام الرئيسة. لقد كان هذا النصر ممكنا لأننا نحن أنصار الليندي تمكنا من التعرف على عيوبنا وأخطائنا وانتقادها ــ وهي خطوة أساسية إذا أردنا تشكيل تحالف واسع لصالح الديمقراطية، والانضمام إلى الديمقراطيين المسيحيين الذين عارضوا من قبل رئيسنا الليندي ورحبوا بالانقلاب. في هذا الوقت من التاريخ، حيث تتزايد النزعة المعادية لليبرالية وتميل العديد من الدول إلى إغراء البدائل الاستبدادية والديماغوجية، تعد تشيلي مثالاً على كيف يمكن للمواطنين الشجعان والمستنيرين، من خلال الاستراتيجية السياسية الصحيحة التي توحد الجميع لصالح المزيد من الحرية، أن يرفضوا الخوف من قوى الظلام المتجمعة ضدهم.

وعلى نفس القدر من الأهمية كنموذج، كان انتقالنا الناجح إلى الديمقراطية في عام 1990 في وقت كانت العديد من البلدان الاشتراكية (مثل تلك الموجودة في الكتلة السوفييتية - والدول اليمينية مثل تلك الموجودة في كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا) تعاني من مشاكل مماثلة. ومن الأمثلة النموذجية أيضًا الطريقة التي تعاملت بها تشيلي مع الجرائم التي ارتكبت خلال 17 عامًا من الحكم الاستبدادي. ونظراً للأكاذيب والإنكار والتستر خلال تلك الفترة، كان من الأهمية بمكان تحديد ما حدث بالفعل بما لا يدع مجالاً للشك. ومن أجل ذلك، تم تكليف لجنة الحقيقة بهذا التحقيق، ما أسفر عن تقرير نهائي دامغ من 900 صفحة، ومما زاد من الدهشة أنه تم التصديق عليه وتوقيعه من قبل شخصيات محافظة بارزة دعمت النظام السابق. واقتصرت اللجنة على القضايا التي تنتهي بالوفاة ولم تحدد أسماء الجناة. ولكن هذه التسوية ـ التي كانت ضرورية في بلد احتفظ فيه بينوشيه بمنصبه كقائد أعلى للجيش ـ كانت سبباً في تعزيز الإجماع الوطني حول ضرورة عدم تكرار مثل هذا الرعب الذي يقتل الأشقاء مرة أخرى. وبعد سنوات، وإثر اعتقال بينوشيه في لندن عام 1998 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية (حيث أفلت من المحاكمة بتظاهره بالخرف)، حُكم على العديد من أفظع مرتكبي جرائم حقوق الإنسان في الجيش وقوات الأمن بالسجن لفترات طويلة. .

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التطورات، فإننا لم نشف بعد. إن الجرح الأكثر انفتاحاً هو بلا شك عدم إحراز تقدم في العثور على رفات أكثر من ألف من مواطنينا الذين اختفوا، ومن بينهم العديد من الأصدقاء الأعزاء الذين لا أستطيع زيارة قبورهم. وجعل الرئيس غابرييل بوريتش، وهو شاب يساري معجب بالليندي، أولوية للعثور على تلك الجثث مع احتفال البلاد بالذكرى الخمسين للانقلاب. وهو يدرك أن المأساة المستمرة للعائلات غير القادرة على الحداد تجسد الطريقة التي لم ينته بها الانقلاب بالنسبة للكثيرين في أرض فيها عدد لا يحصى من الضحايا. خلال الأشهر التي أقضيها كل عام في تشيلي، لا يمر يوم من دون أن يغمرني بعض الغضب من الماضي. في صباح أحد الأيام، رأيت مجموعة من الجيران المسعورين يحتجون على إقامة نصب تذكاري أمام المطار، حيث غادرت الطائرات لإلقاء السجناء في البحر مثقلين بالحديد. في اليوم التالي، وأثناء تناول الغداء، أخبرني صديق قديم عن جهوده لإقناع الجامعة بالتنصل علنًا من التهم الباطلة الموجهة ضده عندما كان قائدًا طلابيًا في عام 1973 - مما أدى إلى طرده من المهنة التي اختارها. وبعد يوم، مررت بمنزل تناولنا فيه أنا وزوجتي وجبة عشاء لذيذة أعدها لاجئون برازيليون. في وقت ما من عام 1972، كان هذا المنزل قد استولت عليه الشرطة السرية بعد الانقلاب وحولته إلى مركز للتعذيب. وتستمر الحكايات..

كان المرء يأمل أن يكون هذا الحدث المهم، بعد نصف قرن من الدمار العاصف الذي أصاب ديمقراطيتنا، قد وفر بعض الراحة من هذه التمزقات، وبعض الاتفاق بين التشيليين من جميع المعتقدات، ليس فقط للتعزية من الانتهاكات الصادمة التي ارتكبها النظام العسكري، ولكن أيضًا للتنديد بتلك الانتهاكات وإدانة الانقلاب نفسه بشدة. لكن لم يتم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق في أرض هي أكثر استقطابا من أي وقت مضى. والحقيقة أن الانتصارات الانتخابية الأخيرة واسعة النطاق تشير إلى أن خوسيه أنطونيو كاست، أحد المتحمسين الصريحين لبينوشيه، قد يكون رئيس تشيلي المقبل. يبرر كاست، إلى جانب العديد من المحافظين المتشددين، الانقلاب بوصفه الطريقة الوحيدة لإنقاذ البلاد من الفوضى والشيوعية. ووفقاً لاستطلاع للرأي أجري مؤخراً، فإن قلة لا يتجاوز عددهم 36% من التشيليين كانوا يعتقدون أن بينوشيه كان على حق في الإطاحة بالليندي!!

من الواضح إذن أن المعركة من أجل التذكير والتفسير التي بدأت بشراسة في يوم الانقلاب نفسه - عندما احتفل بعض التشيليين وشربوا الشمبانيا بينما كان مواطنوهم مجبرين على أن تكمم أفواههم في قبو رطب - سوف تستمر بلا هوادة في المستقبل القريب وربما البعيد.

ومع ذلك، فإن 80% من التشيليين الأحياء اليوم ليس لديهم خبرة بالانقلاب أو سنوات الليندي. فأي صورة ستسود عندما يتذكرون الانقلاب العسكري؟

أراهن أنها ستكون الصورة الرمزية للقصر الرئاسي لامونيدا وهو يحترق، مع تصاعد أعمدة ضخمة من الدخان من المبنى المحاصر. وربما ترى الأغلبية في هذه الصورة بمثابة تحذير من أن الديمقراطية غير مستقرة ويمكن تقويضها ببطء، ثم تدميرها ذات يوم، حتى في البلدان التي لديها تقاليد طويلة من الالتزام بسيادة القانون - وهو تحذير للدول الأخرى في جميع أنحاء العالم ينبغي عليها أن تنتبه وتتأمل. إذن سوف نتذكر في نهاية المطاف أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 1973، باعتباره اليوم الذي تحولت فيه محاولتنا للتحرر الوطني إلى أنقاض، وهو اليوم الذي طغى عليه الخراب والألم؟ هل هذه هي أفضل طريقة لتذكر ما أحدثه الانقلاب، من استغراق في رثاء لا نهاية له من الحزن، ونزف الغضب في الحاضر؟ أم أن بعض الذكريات الأخرى سوف تستمر؟

ان داخل ذلك القصر الرئاسي المشتعل، رجل ينتظر الموت. توجب على الليندي أن يعلم أنه سيدفع حياته ثمنا للكارثة. لكن هذه ليست الرسالة التي يرسلها إلى العالم في ساعاته الأخيرة. ولا يبعث بكلمة واحدة عن إخفاقاته الشخصية أو ندمه. ما يهم، في هذه اللحظة التي تحدد هويته وإرثه إلى الأبد، هو قراره الحاسم بعدم الاستسلام للمغتصبين بل المقاومة حتى النهاية.

يقول الليندي إن آخرين، سيتغلبون على هذه اللحظة الرمادية والمريرة التي تحاول فيها الخيانة فرض نفسها». وهو يمرر شعلة النضال والتضامن، معبراً عن يقينه بأن حلمه بمجتمع عادل لن يموت معه. ذلك الرئيس الذي أحببته كأب يؤكد إيمانه ويقول: “إنني أؤمن بتشيلي ومصيرها”. ثم يقول مودعاً: “هذه كلماتي الأخيرة وأنا على يقين أن تضحيتي لن تذهب سدى”.

يحدوني الأمل في أن يستمع عدد كاف من الناس في تشيلي الآن، وأكثر منهم من الاجيال القادمة، أن هذا هو ما سوف يتذكرونه، جنباً إلى جنب مع بقية العالم، عن ذلك اليوم الذي مات فيه الليندي والديمقراطية فتحطمت بلادي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الكاتب ارييل دورفمان: كان مستشاراً ثقافياً وصحفياً لرئيس اركان الرئيس سلفادور الليندي خلال الأشهر الأخيرة من حكومة الليندي. له العديد من المؤلفات في الشعر والرواية وقد صدرت مؤخراً روايته الجديدة “متحف الانتحار” التي تتناول وفاة الليندي.

المصدر: Nation Magazine

 

ص12

في لاهاي

احتفال بهيّ بمئوية الراحلة نزيهة الدليمي

لاهاي - مجيد إبراهيم خليل

 

شهدت مدينة لاهاي الهولندية، الأسبوع الماضي، احتفالا بهيا بالذكرى المئوية لولادة رائدة الحركة النسوية الراحلة د. نزيهة الدليمي، أقامته رابطة المرأة العراقية على قاعة جمعية النساء العراقيات. حضرت الاحتفال المناضلة النسوية خانم زهدي، وجمع واسع من بنات وأبناء الجاليتين العراقية والعربية، إضافة لقنصل العراق في هولندا السيدة سوزان أحمد، ممثلة عن السفارة العراقية. الرابطيتان أسحار الحيدري وباسمة بغدادي أدارتا الاحتفال، الذي تحوّل إلى تظاهرة تضامن مع فلسطين، رفرف فوقها العلم الفلسطيني وتصاعدت الهتافات والأغنيات انتصارا للشعب الفلسطيني. وعرض في الاحتفال فيلم عن حياة الفقيدة في محطاتها المختلفة، يتضمن حديثا تلفزيونيا لها عن معاناة المرأة العراقية، تلقي فيه الضوء على مراحل تأسيس رابطة المرأة العراقية. ثم استمع الحضور إلى تسجيل للرابطية نجيبة حسين الساعدي، تتحدث فيه عن جهود الراحلة الكبيرة في تأسيس الرابطة، وتقدم شهادة عن مواقفها الإنسانية. فيما استعرضت السيدة سوسن البراك القادمة من برلين، سيرة الفقيدة وجوانب من شخصيتها، كما تحدثت  عن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي (اندع) ودور الراحلة فيه، وتعريف العالم عبره بقضايا المرأة العراقية. وخلال الاحتفال، ألقي الضوء أيضا على سيرة المناضلة خانم زهدي، صديقة الفقيدة ورفيقة عملها النسوي. هذا وألقت الشاعرة بلقيس حميد حسن قصيدة تتغنى بنضال المرأة العراقية، وأخرى عن فلسطين. كما القى الشاعر كامل الركابي احدى قصائده. فيما أدت الفنانة ليليان القادمة من براغ أغنيات وطنية وشعبية بمصاحبة العازفين محمد البيك وستار الساعدي.  وفي الختام جرى تكريم عدد من الرابطيات الناشطات.

 

 

مثقفو العمارة يطالبون

بترميم نصب «تسواهن»

متابعة – طريق الشعب

 

طالب مثقفون وفنانون في مدينة العمارة، الجهات الرسمية بالعمل على ترميم نصب المرأة الميسانية (تسواهن) الذي ينهض وسط المدينة، بعد تعرضه لتصدعات تنذر بانهياره.

وكان الفنان الراحل أحمد البياتي قد انجز هذا النصب عام 1994بارتفاع 23 مترا وهو يجسد سيدة ترتدي عباءة وعمامة وتحمل في إحدى يديها حمامة وفي الأخرى عجلة ميكانيكية.

وقال الفنان التشكيلي محمد الرسام في حديث صحفي أن “الراحل أحمد البياتي، وخلال آخر زيارة له للعراق عام 2014، حاول ترميم النصب، لكن الجهات المعنية رفضت التعاون معه بذريعة عدم توفر التمويل اللازم”. من جانبه، يأمل رئيس قسم التشكيل في نقابة فناني ميسان وصفي يحيى، أن يتم ترميم النصب ونقله إلى مدخل مدينة العمارة.

إلى ذلك، تقول مديرة البيت الثقافي في ميسان سوسن عبد الكريم، أن “وزارة الثقافة ليست لديها تخصيصات لترميم هذا النصب، ونحن لم نقدم للوزارة أي مقترح في هذا الخصوص”، مشيرة في حديث صحفي إلى ان “النصب متهالك تماماً وهو بحاجة إلى نهضة عمرانية تتكاتف فيها المؤسسات المعنية”.

  

وليد العوض*

 

هنا في غزة تحت ركام البيوت او في مراكز الايواء او خيم اللجوء المؤقت، وما أن تشرق الشمس وتصعد رويداً رويداً لتعانق كبد السماء، حتى يهرع المواطنون الى تفقّد هواتفهم النقالة، يتفحصون إن كان تبقى فيها شيئٌ من الشحن، أو توفرت الشبكة بعد ان توقفت إثر ليلة عنيفة تساقطت فيها القذائف على كل مكان، بما فيها محطات تقوية الارسال التي دُمر معظمها اثناء القصف.

يذهبون لصندوق الرسائل الواردة يتفحصون بعيون ثاقبة وأعناق مشرئبة، رسائل الاطمئنان الواردة من كل قريب ومحب، فيقرأون بصوت مسموع عبارة  أضحت محفوظة عن ظهر قلب: (نحن ما زلنا بخير.. طمنونا عنكم) فيردّون عليها برسالة مماثلة بكل ودٍ وأمل: نحن أيضًا ما زلنا على قيد الحياة، السلامة للجميع.

هكذا في هذه الحرب المجنونة اصبحت مهمة الاطمئنان والتطمين أول ما يلجأ اليه الناجون من الموت، وما زالوا ينتظرون قدومه في كل حين .. الموت بصاروخ من طائرة، او قذيفة مدفع من دبابة أو من زورق، فكله موت كيفما يكون. ينتظرون الموت أمام المخابز التي دمرت فوق رؤوس الباحثين عن الخبز، أو تمزقت اجسادهم وتطايرت اشلاء أمام نقاط توزيع المياه الآخذة بالشح.

ينتظرون الموت متمسكين بالحياة، متمسكين بالأمل  يتدبرون أمورهم لحظة بلحظة، وهم  في اليوم السابع والعشرين للعدوان مصرون على الصمود. في اليوم “نصف رغيف يكفي ونصف زجاجة ماء تكفي” يقفون على الحافة بين الحياة والموت القادم من غربان السماء في كل لحظة، وقد باتوا يعتادون العيش في ظل اقتصاد البقاء، في ظل الاحتمالات المرجحة طول أمد الحرب، ينظمون ما تبقى من بقايا الحياة بكل عزيمة وإصرار، ينتظرون انقشاع الليل الذي يقضونه نصف نيام على قطعة من كرتون، او على مقعد خشبي أو بطانية بالية وجدوها على حافة الطريق، أو حملوها على عجل قبل تدمير البيت.

ينتظرون انقشاع الليل بظلمته الموحشة ولهيب قذائفه الحارقة، يتكورون حول بعضهم البعض يتهامسون حول الأمل في الخروج سالمين من هذه المحرقة، مصرين على الموت معاً كما كانوا في الحياة معاً. وحين يصبح الصبح وتبزغ شمس النهار بحزنه المتربص في القلوب، يتفقدون أحباءهم ويحصون طوابير شهدائهم المكدسين أكواما وأكواما في باحات المستشفيات، يرتبون دفنها على عجل  بمن حضر،  في مقابر جماعية أُعدت خصيصاً لهذا الغرض.

  هنا في غزة وليس في أي مكان آخر يدفن الموتى جماعات وفي كفن واحد،  في غزة تتصل للاطمئنان على صديق أو رفيق او حبيب، فيجيبك شخص آخر: لقد استشهد صاحب هذا الجوال! فتحبس دمعتك المتحجرة بعد أن جفت الدموع وفي القلب غصة.

 أول امس صباح يوم الثلاثاء وردتني الرسالة: (مرحبا رفيق طمنّى عنكم، برن عليك م بمسك الخط، السلامة يارب) فرددت عليه عندما توفرت الشبكة لديّ مساءً: “نحن بخير، طمنّا عنكم “. ولكن الرسالة لم تفتح لوقت طويل، وما زالت لم تفتح حتى الآن. وكانت تلك رسالة الرفيق كمال حمد أبو ضياء الذي استشهد باسماً مع ولده محمد، في مجزرة قصف جباليا مساء الثلاثاء. وكما على كل الشهداء، حزنت تألمت أننا لم نتمكن من تشييعه كما يليق به، هو الذي لم يقصر يوماً في فرح أو ترح.

وداعاً لكل الشهداء.. ورغم الوجع سنبقى  نقول: “طمنونا عنكم نحن ما زلنا بخير”.

 

مدينة غزة 2-11-2023

ـــــــــــــــــــــــ

* عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

 

 

في «نادي الكتّاب» الكربلائي

حول المنظمات المدنية ودورها في العراق

 

كربلاء – سلام القريني

 

ضيّف “نادي الكتاب” في كربلاء، عصر الأربعاء الماضي، المهندس نورس عدنان الذي تحدث عن المنظمات المدنية ودورها في العراق، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في قضايا المجمع المدني.

أدار الجلسة الأستاذ خليل الشافعي. وافتتحها بالحديث عن مفهوم “المجتمع المدني”، الذي ظهر ابان الثورة الصناعية في أوربا منتصف القرن الثامن عشر.

بعد ذلك، تحدث الضيف عن المجتمع المدني، مشيرا إلى أنه أكبر وأوسع من المنظمات المدنية، كالاتحادات والنقابات، وأن له فضاء عاما.

وقال أن العراق شهد بعد 2003 تأسيس العديد من المنظمات المدنية، نظرا للحاجة الماسة إلى ذلك، لا سيما أن الوطن عاش حقبا في ظل أنظمة مستبدة تغيب فيها المواطنة، لافتا إلى أن هذه المنظمات قدمت خدمات جليلة في مجال اقتراح القوانين والمشاريع وتنظيم ورش التدريب في مختلف المجالات.

وأضاف عدنان قائلا أن المنظمات المدنية تعتبر وسائل ضغط على النظام الحكومي لتعديل مساره ودفعه نحو الإصلاح، منوّها إلى أن المنظمات تحظى بتعاون أممي، وان بينها من يحصل على الدعم المادي والمعنوي من اليونسكو، أو من منظمة الصحة العالمية أو الأمم المتحدة وغيرها.

وأشار الضيف إلى أن المنظمات المدنية في العراق خطت خطوات جيدة، ولعبت دورا جديا وأساسيا في تقديم العون والمساعدة للمواطنين خلال الأزمات، ومنها أزمة إرهاب داعش، وأزمة جائحة كورونا، مؤكدا أن تلك المنظمات عبّرت عن نفسها بجلاء في مجال العمل التطوعي، ومن بينها “منظمة أمل” التي تديرها الناشطة هناء أدور.

وشهدت الجلسة مداخلتين حول موضوعها، ساهم فيهما المحامي ساطع عمار المسعودي والقاص سلام القريني.

 

 ختم فرويد الاسطواني

 

عن “دار الرشيد للطباعة والنشر” صدر حديثا كتاب بعنوان “ختم فرويد الاسطواني – فرويد وآثار بلاد ما بين النهرين”، من تأليف أمير دوشي.

جاء في مقدمة الكتاب: “كان فرويد قد مثل نموذجا للعالم والمفكر المهتم والباحث في الثقافة الآثارية للحضارات القديمة في الغرب والشرق. قرأ وشاهد حضارات الشرق من خلال القطع الآثارية التي نهبت من الشرق، غنائم الغزو الأوربي الاستعماري الحديث، وأصبحت سلعا تعرض في محال المزادات الفنية او المتاحف الأوربية، الحكومية والشخصية، في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين”.

يقع الكتاب في 267 صفحة من القطع المتوسط.

 

رسامو هيت

يتضامنون مع أبناء غزة

 

 متابعة – طريق الشعب

 

نظم عدد من الرسامين في قضاء هيت بمحافظة الأنبار، أخيرا، معرض رسم مشتركا تضامنا مع سكان قطاع غزة، الذين يتعرضون إلى قصف وحشي من قبل الكيان الصهيوني.

وأقيم المعرض على أرض “متنزه النواعير” في مركز القضاء، وحضره جمع من المواطنين والعائلات وأطفالها.

وارتدى الرسامون الكوفية الفلسطينية، تعبيرا عن تضامنهم مع أبناء غزة. وقد طغى اللون الأحمر على رسومهم تجسيدا لدماء أبناء غزة التي تراق تحت القصف الصهيوني الوحشي. فيما رسموا علم فلسطين على وجوه الأطفال الحاضرين.

وحسب الرسامة ريام الدليمي التي شاركت في المعرض، فإن الفعالية لم تقتصر على الرسم، إنما شهدت قراءات شعرية تعبر عن التضامن مع القضية الفلسطينية، مشيرة في حديث صحفي إلى ان المعرض أقيم بجهود ذاتية، وانهم يسعون إلى إقامة المزيد من المعارض المماثلة خلال الأيام المقبلة.