اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المحاصصة جعلت السياسة الخارجية رهينة الولاءات الحزبية.. مراقبون: الانقسام السياسي يشل القرار الدبلوماسي

ويضعف حضور العراق الإقليمي

بغداد - محمد التميمي

مع تضارب مواقف القوى السياسية وتعدد مراكز القرار، تحولت الدبلوماسية العراقية إلى ساحة لتجاذبات داخلية ومصالح حزبية، بينما تراجع الدور الإقليمي لبغداد؛ إذ يرى مراقبون أن غياب التوافق الداخلي وتشتت الخطاب الرسمي أفقد العراق القدرة على بناء سياسة خارجية فاعلة قائمة على المصالح لا على الولاءات.

ويؤكد مختصون أن إعادة الاعتبار للقرار الوطني ووضع استراتيجية أمن قومي متماسكة، يمثلان المدخل الحقيقي لاستعادة حضور العراق وتأثيره في محيطه العربي والإقليمي والدولي.

متلقون للازمات ولا قدرة على التأثير

وفي هذا الشأن، يقول الاكاديمي المتخصص بالعلاقات الدولية علي أغوان، أن جوهر أي سياسة خارجية ناجحة يجب أن يُبنى على قاعدة داخلية متماسكة، مشيراً إلى أن العراق يفتقر اليوم إلى مثل هذه الأرضية بسبب الانقسامات الحادة والتدافعات السياسية التي تعرقل تحديد أولويات الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية للدولة.

ويضيف اغوان في حديث مع "طريق الشعب"، أن غياب التوافق الداخلي انعكس سلباً على موقع العراق في محيطه الإقليمي، إذ بات في الغالب متأثراً بالأحداث لا مؤثراً فيها، مشيرا الى أن “الخلل البنيوي في إدارة القرار السياسي وتغليب الحسابات الطائفية والعقائدية والشخصية على المصلحة الوطنية، جعل السياسة الخارجية العراقية بلا رؤية واضحة ولا أدوات ضغط فعّالة".

ويجد أن "ضعف الأداء المهني وندرة الكفاءات المتخصصة في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية، ساهما في تراجع الدور العراقي في ملفات حيوية، مثل الطاقة، والنقل، والوساطة الاقليمية"، مبيناً أن "بغداد تفتقر إلى أوراق قوة حقيقية يمكن توظيفها لحماية مصالحها، بل أصبحت مكبلة بتبعات اقتصادية وأمنية تجعلها رهينة قرارات الآخرين".

ويعتقد أغوان أن "اعتماد العراق شبه الكلي على الخارج في ملفات حيوية كاستيراد الغاز والطاقة الكهربائية، جعله في موقع هشّ أمام أي توتر اقليمي، مثل احتمال إغلاق مضيق هرمز في حال نشوب صراع بين ايران واسرائيل، وهو ما قد يشلّ صادرات النفط العراقية التي تمثل أكثر من 90% من الإيرادات الوطنية".

ويرى اغوان أن الخطاب الرسمي "متشتت"، مؤكدا أن “السياسة الخارجية في الدول المستقرة تُعبَّر عنها مؤسسات الدولة الرسمية عبر وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة، بينما في العراق نجد أحزاباً وشخصيات اعلامية تتحدث باسم الدولة، ما يفقد المواقف الرسمية اتساقها، ويحولها إلى ردود فعل متناقضة".

الملف الخارجي يدار بمزاج سياسي

من جهته، قال المحلل السياسي داوود سليمان إن السياسة الخارجية تمثل “مرآة قوة الدولة الداخلية وميزان احترامها في الاقليم والعالم”، وأضاف أن العراق اليوم "يفتقد رؤية واضحة ومؤسسات فاعلة تدير علاقاته الخارجية وفق منطق المصالح الوطنية لا المجاملات أو الإملاءات".

وأضاف سليمان في حديث لـ"طريق الشعب"، أنّ "الدبلوماسية العراقية أصبحت رهينة المزاج السياسي للأحزاب وتغيّر الولاءات داخل السلطة، ما جعل الخطاب الخارجي متناقضاً وضعيف التأثير، وأفقد العراق هيبته في الملفات الاقليمية الحساسة".

وتابع أن "الدول لا تفرض احترامها بالتصريحات الرخوة أو البيانات المترددة، وانما بالمواقف الثابتة المبنية على استراتيجية أمن قومي واضحة، تُحدد من هو الشريك ومن هو الخصم، وكيف تُدار الملفات الاقتصادية والأمنية بما يحمي المصلحة العليا للدولة".

وأشار إلى أن "غياب التنسيق بين المؤسسات الرسمية وترك الملف الخارجي بيد قوى غير مؤهلة مهنياً أدى إلى تآكل صورة العراق كدولة مؤثرة"، مضيفا انه “من غير المعقول أن تبقى السياسة الخارجية تُدار بردّات فعل على أزمات الآخرين، فيما تُهدر فرص استثنائية لإعادة بناء الدور العراقي الاقليمي”.

وانتقد سليمان غياب الإرادة السياسية لبناء دبلوماسية براغماتية مستقلة، موضحاً أن “الدول القوية لا تنتظر من جيرانها أن يقرروا عنها، بل تبادر وتؤثر وتضع مصالحها فوق كل اعتبار. أما في العراق فالعلاقات الخارجية تُدار بمنطق الترضيات، لا بمنطق الدولة".

وختم حديثه بالقول إن “السياسة الخارجية القوية تبدأ من الداخل: من استقرار القرار السياسي، واحترام المؤسسات، وامتلاك أدوات اقتصادية وأمنية تمنح العراق وزناً حقيقياً. أما في ظل الانقسام والتبعية، فستبقى البلاد تدور في فلك الآخرين بلا اتجاه ولا نفوذ".

انقسام القرار السياسي الداخلي

الى ذلك، قال اللواء الركن المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عماد علو، أن العراق لا يمكن اعتباره خارج دائرة التأثير الإقليمي والدولي، لكنه يسعى إلى اتباع مسار متوازن يجنّبه الاصطفاف ضمن التحالفات المتصارعة في المنطقة، في محاولة لتركيز جهوده على تعزيز استقراره الداخلي ومواجهة التحديات الأمنية والإرهابية التي عانى منها على مدى سنوات.

وأضاف علو في حديث مع "طريق الشعب"، أن التوجه الخارجي يتأثر بطبيعة الانقسام القائم داخل المشهد السياسي العراقي المعقد بطبيعته والمتداخل، موضحا أن “وحدة القرار السياسي ما زالت تعاني من التشتت والتقاطعات، إذ تبدي قوى سياسية اعتراضات متكررة على قرارات وإجراءات الحكومة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ما يحدّ من وضوح الموقف العراقي في الملفات الإقليمية والدولية”.

وتابع أن وتيرة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العراقيين ونظرائهم من الدول الإقليمية والدولية، تدلل على إدراك بغداد لأهمية التواصل الدبلوماسي والانخراط في محيطها الحيوي، وكذلك اهتمام تلك الدول بما يجري داخل العراق.

وشدد على ضرورة استثمار هذا الانفتاح الخارجي في جذب الاستثمارات وإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني، بعد سنوات من الاستنزاف، نتيجة الحرب ضد تنظيم داعش ومخلفات الاحتلال الأميركي منذ عام 2003.

وختم حديثه بالتأكيد على ان "نجاح هذه المساعي يبقى مرهوناً بقدرة الطبقة السياسية على توحيد القرار الوطني وتجاوز الانقسامات الداخلية".

***************************************

راصد الطريق.. خوش مؤشرات!

في مسعىً لصرف الأنظار عن الإخفاق في حفظ حقوق العراق المائية، خرجت وزارة الموارد المائية بتصريح ينقصه الوضوح، قائلة إن "جميع المؤشرات بشأن زيارة الوفد الوزاري إلى تركيا حول حصة العراق المائية، إيجابية". وأضافت أن "العراق قدّم إحاطة لتركيا بوضعه المائي" وطالبها بزيادة تصريف كل من نهري دجلة والفرات إلى 500 متر مكعب في الثانية.

وأشار التصريح إلى أن الاتفاقية الإطارية بين البلدين تتضمن "حزمة مشاريع استثمارية يؤمّل تنفيذها من قبل شركات تركية، لضمان إدارة مثلى للمياه"، مضيفا أن "المشاريع المطروحة تشمل ستة مشاريع، ثلاثة منها لسدود حصاد المياه، وثلاثة لاستصلاح الأراضي".

مثل هذا الحديث يعكس نهجاً تبريرياً أكثر من كونه إنجازاً تفاوضياً. فالحديث عن “مؤشرات إيجابية” دون إعلان نتائج ملموسة أو التزامات تركية محددة، هو كلام إنشائي أكثر من كونه مؤشراً على تقدم حقيقي في ملف المياه.

كما أن منح الشركات التركية مشاريع داخل العراق، فيما تستمر أنقرة في تقليص تدفقات المياه، يثير شبهة المقايضة الاقتصادية على حساب السيادة المائية. وليس مفهوما أن تتحدث الوزارة عن “إدارة مثلى للمياه” بينما تُعطّل مشاريعها الداخلية، وتجمّد عمل بعض موظفيها الذين يعتمدون أساساً على المخصصات الناتجة عن تلك الأعمال؟

***************************************

الصفحة الثانية

اغتيال صفاء المشهداني في بغداد.. حداد رسمي وتحقيق عاجل

بغداد ـ طريق الشعب

 

أعلن مجلس محافظة بغداد، أمس الأربعاء، الحداد لمدة ثلاثة أيام على اغتيال عضو المجلس صفاء المشهداني، بعبوة لاصقة في سيارته، أثناء عودته إلى مقر سكنه في قضاء الطارمية.

وذكر رئيس مجلس محافظة بغداد، عمار الحمداني، في بيان أن "البلاد تخسر في هذه المرحلة، مع استعدادها لخوض تجربة ديمقراطية جديدة عبر الانتخابات النيابية، واحداً من الرجال الأكفاء والشخصيات المهنية، الشهيد صفاء الحجازي، الشخصية المضحية التي قاومت الإرهاب الأعمى وفساد المؤسسات، ليُقدم مجلس محافظة بغداد أحد أعمدته شهيداً نالته أيادي خبيثة".

وأشار الحمداني إلى أن المجلس يطالب الجهات الحكومية بفتح تحقيق عاجل وسريع لكشف الأسباب والتفاصيل، محملاً وزارة الداخلية مسؤولية تقصيرها في توفير الحماية اللازمة لأعضاء مجلس بغداد، ما يعرض بيئة العمل الميداني للخطر.

وكشف مصدر أمني مطلع عن تفاصيل الحادث، موضحاً أن المشهداني حضر مأدبة عشاء في مطعم رويال جالكسي في منطقة المنصور، مكث فيه خمس ساعات، ثم شارك في مؤتمر انتخابي قبل أن يغادر عائداً إلى الطارمية، حيث انفجرت العبوة المزروعة بسيارته، وأسفرت عن مصرعه فوراً وإصابة أربعة من مرافقيه بجروح متفاوتة، بينهم السائق.

وأضاف المصدر أن العبوة كان يُتحكّم بها عن بُعد وليست توقيتية، ما يشير إلى تتبع المنفذ تحركاته بدقة، وأن التحقيقات الأولية تثير شكوكا بتورط أشخاص مقربين من المشهداني ضمن حمايته أو من أبناء عمومته.

****************************************

القوات الأمنية تعاود الاعتداء على المحتجين في البصرة.. احتجاجات على الملوحة وغياب فرص العمل ومن أجل المستحقات والأموال المجمدة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت مدن عراقية عدة موجة احتجاجات متصاعدة، تتنوع أسبابها بين أزمات خدمية واقتصادية ومعيشية، في مشهد يعكس حجم الاحتقان الشعبي إزاء ضعف الاستجابة الحكومية وتباطؤ المعالجات.

من البصرة إلى العمارة فبغداد، خرج المواطنون للمطالبة بالماء الصالح للشرب، وتعبيد الطرق، وتوفير فرص العمل، وصرف المستحقات المالية، فيما لم تجد القوات الأمنية الا تكرار استخدام العنف ضد المحتجين.

أزمة الملوحة تتفاقم

فضّت القوات الأمنية في البصرة، تظاهرات احتجاجية اندلعت في منطقتي التميمية والحيانية وسط المحافظة، احتجاجاً على تفاقم أزمة ملوحة المياه التي أثارت استياء واسعاً بين المواطنين.

وشهدت مناطق التظاهرات انتشاراً مكثفاً للأفواج الأمنية وتطويقاً لمواقع الاحتجاج، بعد أن أقدم المحتجون على إشعال الإطارات وقطع الطرق الرئيسة، ما دفع القوات إلى التدخل وفض التجمعات بالقوة وإعادة فتح الشوارع أمام حركة المرور.

وأفادت مصادر محلية بوقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين خلال عملية التفريق، فيما انسحب عدد منهم إلى داخل الأحياء السكنية، وسط استمرار انتشار القوات الأمنية تحسباً لتجدد الاحتجاجات.

وتتواصل الاحتجاجات المسائية منذ أيام وسط مدينة البصرة بسبب عدم وصول المياه الصالحة للشرب إلى عدد من المناطق، في حين تستمر المطالب الشعبية بضرورة تدخل الجهات الحكومية لمعالجة الأزمة بشكل عاجل.

خريجون يطالبون بفرص العمل

وفي سياق منفصل، نظّم خريجو الأقسام الهندسية والاختصاصات النفطية والعلوميين في محافظة البصرة، تظاهرة أمام شركة نفط البصرة – موقع المكينة، مطالبين بحقوقهم في الحصول على فرص عمل.

وشهدت الفعالية احتكاكاً مع قوات الشغب وتعرض بعض الخريجين للضرب من قبل القوات الأمنية.

وأفاد المحتجون أنهم حصلوا على العديد من الموافقات من رئيس الوزراء ووزارتي المالية والنفط، لكنهم تفاجأوا خلال التظاهر بـ"القمع من قبل القوات الأمنية، والتجاوزات اللفظية والجسدية".

وأشاروا إلى أن عددًا من الخريجين تم اعتقالهم خلال التظاهرة، محملين وزير النفط ومدير هيئة تشغيل البصرة المسؤولية عمّا حصل.

وحذر الخريجون من أن عدم الاستجابة لمطالبهم قد يؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات مستقبلاً لضمان حقوقهم في التوظيف.

شوارع بلا تبليط

وفي محافظة ميسان، نظّم العشرات من سكان قرية الدفاس في مدينة العمارة، وقفة احتجاجية للمطالبة بتعبيد وإكساء شوارع منطقتهم التي وصفوها بأنها مهملة منذ سنوات.

وأكد الأهالي أن وقفتهم تأتي بعد فشل جميع الوعود السابقة التي قُطعت لهم من قبل المسؤولين المحليين وفريق الجهد الخدمي والهندسي، مشيرين إلى أن المنطقة تنتظر التبليط منذ أشهر دون استجابة.

وقال عدد من السكان، إن فريق الجهد الخدمي أنجز مشاريع الكهرباء والماء والمجاري داخل القرية، لكنه ترك الشوارع دون تبليط أو إكساء، مؤكدين أنهم يجهلون أسباب هذا الإهمال.

وعبر الأهالي عن مخاوفهم مع اقتراب فصل الشتاء وموسم الأمطار، حيث تتحول الشوارع الترابية في القرية إلى برك مائية وطينية، ما يعيق حركة مرور السكان، وخاصة الأطفال والطلبة والنساء، من وإلى المنطقة.

وناشد الأهالي الحكومة المحلية وفريق الجهد الخدمي بالتدخل العاجل وبدء أعمال تعبيد الشوارع فوراً، لإنقاذهم من المعاناة السنوية التي تسببها مياه الأمطار وتحويل المنطقة إلى مستنقعات خلال فصل الشتاء.

مقاولون يطالبون بمستحقاتهم

وفي العاصمة بغداد، نظّم اتحاد المقاولين العراقيين من مختلف المحافظات، تظاهرة سلمية أمام مقر وزارة المالية احتجاجاً على تأخر صرف المستحقات المالية عن المشاريع المنفذة في مختلف المحافظات.

وقال حسين المالكي، رئيس اتحاد المقاولين العراقيين فرع البصرة، إن "المقاولين يواصلون جهودهم في تنفيذ المشاريع الخدمية والعمرانية رغم الصعوبات المالية والالتزامات الكبيرة، إلا أن تأخر وزارة المالية في صرف المستحقات يهدد استمرار المشاريع ويعرض آلاف العاملين في هذا القطاع إلى البطالة والتعثر".

وأضاف أن الاتحاد وجّه دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير المالية للتدخل العاجل وحسم الملفات المالية الخاصة بالمقاولين والشركات المنفذة، لضمان استمرار عجلة الإعمار والبناء في البلاد.

وأشار المالكي إلى أن التظاهرة جاءت بتنسيق كامل مع الاتحادات في جميع المحافظات العراقية، مؤكداً أنها تهدف إلى الضغط السلمي للمطالبة بإطلاق الأموال المتأخرة منذ سنوات.

وحذر المالكي من أن "استمرار التأخير في صرف المستحقات سيؤدي إلى شلل شبه تام في المشاريع الخدمية ويزيد من معاناة الشركات المحلية والعاملين فيها"، مضيفاً أن اتحاد البصرة حذر الحكومة من تجاهل مطالب المقاولين، مؤكداً استمرار التحركات القانونية والسلمية حتى صرف المستحقات بالكامل.

ودائع بلا استرجاع

وفي مشهد آخر من الاحتجاجات المالية، نظم عدد من المواطنين، تظاهرات أمام البنك المركزي العراقي وسط بغداد، احتجاجاً على تأخر صرف أموالهم المودعة لدى مصرف الوركاء.

وطالب المتظاهرون البنك بالتدخل العاجل لإعادة الأموال إلى أصحابها، مؤكدين أنهم قد يلجؤون إلى اعتصام مفتوح في حال عدم تلبية مطالبهم.

ورفع المحتجون شعارات مثل: "لا ثقة ولا مصداقية لدى مصرف الوركاء"، معبرين عن استيائهم من السياسات المالية للمصرف وتأثيرها على حقوق المودعين.

اضراب مرتقب

الى ذلك، نظم أطباء مقيمون وأطباء التدرج، إلى جانب عدد من النقابات الطبية، وقفات احتجاجية في عدد من المحافظات، احتجاجاً على تأخر تعيين خريجي الدفعة 2024، الأمر الذي تسبب بوجود شواغر داخل المستشفيات وتأخر التدرج الطبي.

وهدد المحتجون بالإضراب في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، مشيرين إلى أن تأخر التعيينات يؤثر على سير العمل في المؤسسات الصحية ويزيد من معاناة المواطنين.

وأفادت مصادر طبية بأن الأطباء هددوا بـ توسيع نطاق الإضراب ليشمل المستشفيات ما لم تتدخل الجهات المعنية لتلبية مطالبهم بشكل عاجل.

*****************************************

{هيومن رايتس ووتش}: ضرورة إلغاء مدونة الأحوال الشخصية

متابعة ـ طريق الشعب

وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الأربعاء، مدونة الأحوال الشخصية الجديدة في العراق، التي أقرها البرلمان في 27 آب الماضي، بأنها تمييزية للنساء وتجعلهن مواطنات من الدرجة الثانية، داعية إلى إلغائها فوراً.

وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن المدونة تميّز ضد النساء لصالح الرجال في مسائل الزواج، الطلاق، الميراث، وحضانة الأطفال ورعايتهم.

وقالت باحثة العراق في المنظمة، سارة صنبر، إن المدونة "تُرسخ التمييز ضد النساء وتحطّ من شأنهن قانونياً، وتسلُبهن حق تقرير مصيرهن وتمنحه للرجال"، مؤكدة أن إلغاء المدونة ضرورة عاجلة.

وأضافت إن المشاكل التي خلقتها المدونة ليست قضايا نسائية فحسب، بل قضايا عراقية ستولد مشاكل اجتماعية مستمرة لأجيال قادمة ما لم تُلغَ.

وأضاف التقرير أن المدونة تسمح للزوج بتحويل عقد الزواج إلى أحكامها دون موافقة زوجته، وتطليقها دون إخطارها، ونقل حضانة الأطفال تلقائياً إلى الأب بعد سن 7 سنوات، رغم مصلحة الطفل الفضلى.

ونقل التقرير عن قاضٍ في بغداد أن المدونة "تتعارض مع العديد من الأحكام القانونية للنظام القضائي العراقي، ولا تعترف بمفهوم المواطنة، بل تمنح حقوقاً على أساس الدين، مخالفة للمادة 14 من الدستور التي تضمن المساواة أمام القانون".

وأضاف القاضي أن المدونة تحرم الزوجة من الميراث وتخل بالقانون الدستوري في المادة 88 المتعلقة باستقلال القضاء، إذ تجعل القضاء تابعاً للأوقاف الدينية.

وجاء في التقرير أن عرض التعديلات على البرلمان في آب 2024 قوبل بمعارضة واسعة من منظمات حقوق المرأة، وأدت الاحتجاجات إلى إلغاء بعض الأحكام الأكثر ضرراً، مثل تخفيض السن الدنيا للزواج إلى 9 سنوات.

وأكدت منظمات نسوية استمرار الاحتجاج والضغط لإلغاء المدونة، وقالت نادية محمود، من "تحالف أمان النسوي": "المدونة تعكس آراء الأحزاب الإسلامية التي لا تعتبر المرأة مساوية للرجل، بل تابعة له ومسؤولة عن تلبية رغباته".

***************************************

كل خميس.. القوة الزائفة:  الطغمة تُجمّل فشلها

جاسم الحلفي

تتردّد في الحملة الانتخابية هذه الايام شعارات مثل قوة وازدهار، قوة واقتدار، قوة وشباب، عراق قوي، عراق مقتدر، نحن القوة، قوى الدولة، نحن الدولة، نحن الأمة، ترافقها صور متجهّمة بأحجامٍ هائلة تغطي واجهات العمارات. ملامح متورّمة بالغرور، وألفاظ بلا محتوى، كأنها طلاءٌ جديد على جدارٍ قديمٍ متصدّع. والسؤال الجوهري يبقى: ما الذي يريدونه من تضخيم صورهم؟ وعن أيّ قوة يتحدثون حقاً؟

القوة الحقيقية ليست في استعراض الصور، ولا في عدد البنادق، ولا في طول مواكب الحمايات، بل في قدرة الدولة على بناء الإنسان والمجتمع. فحين يصبح السلاح لغة السياسة، يغيب القانون. والدولة التي تخاف من مواطنيها وتخيفهم ليست قوية، لأنها فقدت جوهر القوة، أي العدالة.

القوة تبدأ من قوة المواطنة، حين يشعر المواطن بالمساواة في الحقوق والواجبات، لا يُقصى بسبب انتمائه، ولا يُفضَّل عليه أحد بولاءٍ حزبي أو طائفي. فالمواطنة هي القيمة الأصدق في مواجهة المحاصصة، وهي ما يجعل العراقي يرى في دولته بيتاً له، لا سجناً يفرّ منه إلى المنافي.

القوة أيضاً في الاقتصاد المنتج، لا في الاقتصاد الريعي الذي جعل الدولة تعتمد على النفط وتُهمل القطاعات الاقتصادية الأخرى. فالوطن لا يُبنى على ريعٍ متقلّب، بل على زراعةٍ وصناعةٍ حديثتين تُداران بالعلم والتكنولوجيا، وتفتحان باب العمل أمام الشباب. الدولة القوية هي التي تضمن لمواطنيها تأميناً صحياً وضماناً اجتماعياً يحميهم من الفاقة والعوز، ويجعل الكرامة حقاً لا امتيازاً.

وتتجلّى القوة كذلك في نزاهة مؤسسات الدولة وخلوّها من الفساد، فالأمم تنهض حين تُدار مواردها بشفافية وعدالة. كما تتجسّد القوة في جمال الوطن، في نظافة شوارعه، وتنظيم مؤسساته، ومدنه التي تُدار بعقلٍ عصري. فالجمال نظامٌ أخلاقي قبل أن يكون مظهراً بصرياً، والمجتمع الذي يحافظ على بيئته ومرافقه يحافظ على ذاته.

أما التعليم والثقافة، فهما المعيار الأعمق للقوة. التعليم يحرّر الإنسان من الجهل، والثقافة توسّع أفقه وتعيد له قدرته على النقد والإبداع. فالعقل المتعلّم أقوى من أي جيش، والمعرفة هي الحصن الحقيقي للأمن.

القوة الحقيقية تكمن في تحقيق العدالة الاجتماعية، في التوزيع العادل للثروة، وفي إنصاف من يعملون بعرقهم. لكن حين تتحوّل السلطة إلى أداة لحماية الامتيازات، تفقد قوتها التاريخية وتتحول إلى عبءٍ على الناس.

القوة تكمن كذلك في تحديث الدولة وعصرنتها، في استخدام التكنولوجيا في الإدارة، وفي تحويل العمل الحكومي من الورق إلى الأنظمة الذكية. فالدولة التي لا تواكب العصر محكوم عليها بالبقاء في الهامش، مهما رفعت من شعارات.

فالعراق القوي هو العراق الذي تُقاس قوته بعدالة مؤسساته، وجمال مدنه، ونزاهة إدارته، وصحة مواطنيه، ووعي شعبه. هو الذي يُعيد للسياسة معناها الإنساني، وللاقتصاد وظيفته الاجتماعية، وللدولة وجهها المدني.

القوة التي نحتاجها اليوم ليست صدى الشعارات ولا مظاهر الاستعراض، بل هي قوة المواطنة، وعدالة التوزيع، ونزاهة الحكم، ومعرفة بناء المستقبل. تلك هي القوة التي تبني وطناً لا يستعرض نفسه، بل يعيش حضوره في كرامة أبنائه.

ويبقى عبثا الحديث عن دولة قوية، تُدار بعقلٍ فاسد وإرادةٍ مشلولة في ظل الطائفية السياسية.

*******************************************

الصفحة الثالثة

الكبتاغون والكريستال والماريغوانا الأكثر انتشارا جهود استخباراتية وتعاون دولي لتفكيك شبكات المخدرات في العراق

بغداد – طريق الشعب

تقول وزارة الداخلية أن العراق احتل المرتبة الثالثة عالمياً في مكافحة المخدرات وفق تصنيف دولي، مع ضبط أكثر من 13 طناً من المواد المخدرة منذ عام 2023، فيما تركز جهود المديرية العامة لمكافحة المخدرات على العمليات الاستخباراتية والتعاون الدولي لتفكيك شبكات التهريب.

عمليات نوعية وتنسيق دولي

وقال مدير العلاقات والإعلام في المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، العميد زياد خلف، في بيان تابعته "طريق الشعب"، أن "الجهود الحكومية أثمرت عن إنجازات أمنية مهمة في ملف مكافحة المخدرات منذ تسلّم الحكومة الحالية مهامها".

وأضاف خلف أن "هذه الإنجازات تمثّلت في حجم الضبط الكبير للمواد المخدرة، إلى جانب الأحكام القضائية الصارمة الصادرة بحق كبار تجار المخدرات الذين كانوا يستوردون هذه السموم إلى داخل البلاد".

وأشار إلى أن "المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية تمكنت، منذ عام 2023 وحتى تشرين الأول 2025، من ضبط أكثر من 13 طناً من المواد المخدرة، في حين لم تتجاوز الضبطيات خلال السنوات الأربع السابقة لعام 2023 ثلاثة أطنان".

وبين أن "المديرية تواصل حربها ضد تجار المخدرات داخل البلاد وخارجها، ونفذت خلال هذه الفترة عدداً من العمليات النوعية بالتعاون مع جهات دولية"، لافتاً إلى أن "العراق صُنّف في أحد التقارير الدولية بالمرتبة الثالثة عالمياً خلال مؤتمر شاركت فيه أكثر من 138 دولة، كما وصفه معهد (نيو لاينز) بأنه زعيم إقليمي في مجال مكافحة المخدرات".

وشدد خلف على أن "جرائم المخدرات تُعدّ من الجرائم العابرة للحدود، الأمر الذي يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً واسعاً"، مؤكداً أن "المديرية عززت تعاونها مع مختلف الدول لتبادل المعلومات وتنفيذ عمليات مشتركة لملاحقة الشبكات الإجرامية".

وحاولت "طريق الشعب" الحصول على وثيقة تؤكد التصنيف الذي تحدث عنه خلف، لكن الجهات المختصة في وزارة الداخلية لم تبد أية مساعدة في هذا الشأن.

ملف بالغ التعقيد

ويؤكد المحلل السياسي علي الحبيب، الذي عمل في ملف مكافحة المخدرات، أن جهود مكافحة المخدرات في العراق شهدت خلال الفترة الأخيرة "تحولًا نوعيا مهما"، إذ انتقلت من أسلوب العمل التقليدي القائم على الملاحقة الشرطوية إلى عمل استخباراتي متقدم، يستهدف تفكيك شبكات التهريب والترويج من الجذور.

ويقول الحبيب لـ"طريق الشعب"، أن ملف المخدرات في العراق أصبح بالغ التعقيد والتشابك، نظرا لتعدد المنافذ والطرق التي تُستغل في إدخال المواد المخدرة إلى البلاد، مشيرا إلى أن رغم وجود أولوية حكومية واضحة لمواجهة هذه الظاهرة، إلا أن التحديات ما تزال كبيرة، بسبب استمرار تسرب السموم إلى الداخل، عبر بعض منافذ حدودية.

ويضيف أن عمل مديرية مكافحة المخدرات تطور بشكل ملحوظ، إذ لم يعد يقتصر على المتابعة الميدانية للشرطة أو ضبط الحالات الفردية، بل أصبح عملاً استخباراتياً يجري في الظل، يهدف إلى الوصول إلى مصادر التهريب الرئيسة والمروجين وشبكات التوزيع، مؤكداً أن هذا التطور انعكس إيجاباً على نوعية العمليات والنتائج المحققة.

ويشير الحبيب الى أن "العراق يواجه تحديا مزدوجا لكونه تحول من بلد عابر للمخدرات إلى بلد مستهلك لها"، محذرا من خطورة هذا التحول على المجتمع، في ظل وجود دول مجاورة تُعد من أبرز مصادر هذه المواد، منها إيران وأفغانستان وسوريا والكويت وتركيا.

ويؤكد أن وزارة الداخلية تعمل بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني والجهات الأمنية الأخرى على إحكام السيطرة على المنافذ الحدودية، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي مع وزارات داخلية الدول المجاورة من خلال مؤتمرات واتفاقيات تهدف إلى تبادل المعلومات وتنفيذ عمليات مشتركة.

ويقول الحبيب، أن الوزارة نفذت عمليات نوعية ناجحة خلال الأشهر الماضية، أثمرت عن ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة والقبض على عدد من المتورطين.

نشاط شبكات التهريب يتراجع؟

أما رئيس منظمة التعافي للحد من خطورة المخدرات عصام كشيش، فيرى أن الإجراءات الأمنية الأخيرة في العراق حققت "نتائج ملموسة في ملف مكافحة المخدرات"، مشيرًا إلى أن البلاد تشهد تراجعًا ملحوظًا في نشاط شبكات التهريب والترويج، بفضل الجهود الأمنية المتواصلة والتعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.

ويقول كشيش لـ"طريق الشعب"، أن العراق استضاف خلال الفترة الماضية مؤتمرين إقليميين مهمين لمكافحة المخدرات في منطقة الشرق الأوسط، شارك في أحدهما رئيس الوزراء. وفي الآخر رئيس الوزراء ووزير الداخلية.

ويربط كشيش نجاح الإجراءات الأمنية في تقليص عمليات التهريب والتوزيع بارتفاع سعر غرام المواد المخدرة من نحو 15 أو 25 ألف دينار سابقا إلى ما يقارب 125 ألف دينار حالياً، وهذا يدل على صعوبة المتاجرة بهذه المواد.

ويشير الى أن العراق أبرم اتفاقيات أمنية مع دول الجوار، من بينها إيران وتركيا ودول الخليج، بهدف ملاحقة عصابات المافيا وشبكات التهريب الدولية التي تنشط في نقل المخدرات من أفغانستان مرورًا بإيران والعراق وصولًا إلى دول الخليج.

وينبه الى أن الأجهزة الأمنية ركزت في استراتيجيتها على ملاحقة التاجر المحلي والناقل الرئيس للمخدرات، بدلًا من التركيز على المتعاطين، نظرًا لكون التاجر المحلي يمثل حلقة الوصل الأساسية بين شبكات التهريب الدولية والمستهلكين داخل البلاد.

ثغرات كبيرة في المنافذ

وبالرغم من هذه الجهود، يرى مراقبون أن مكافحة المخدرات في العراق ما زالت تتطلب تعزيز الإجراءات وزيادة الفعالية، خاصة مع انتشار المواد المخدرة في الأزقة، الأحياء، وحتى المدارس.

وحذر المحلل السياسي محمد زنكنة من أن العراق أصبح بيئة خصبة لتجارة المخدرات، نتيجة الثغرات الكبيرة في المنافذ الحدودية، وغياب الانضباط الأمني والتنسيق بين القوات الرسمية، إضافة إلى استغلال بعض الميليشيات لهذا المجال كمصدر رزق.

وقال زنكنة لـ"طريق الشعب"، إن الكبتاغون والكريستال والماريغوانا أصبحت أكثر ثلاثة أصناف من المخدرات انتشارا في الداخل، مشيراً إلى أن هذه المواد تنتشر أحيانًا مجانًا في البداية، لتتحول فيما بعد إلى تجارة مربحة تؤدي إلى ارتفاع أسعارها وإلى تفاقم الجرائم.

وأضاف أن العنف في العراق وصل إلى مستويات غير مسبوقة، إذ ارتفعت حالات القتل والخطف والعنف ضد الأطفال والنساء، إذ يكون أحيانًا مرتكبو هذه الجرائم من القصر، نتيجة الإدمان على المخدرات.

وأكد زنكنة أن بعض الأحزاب السياسية والميليشيات تشترك بشكل مباشر في هذه التجارة، مستفيدة من انتشار المخدرات إلى جانب تجارة السلاح، في ظل ضعف الدولة في فرض سيطرتها على هذه الملفات الحساسة.

وخلص إلى أن استمرار هذا الوضع يشكل تهديدا حقيقيا للأمن المجتمعي والسياسي في العراق، وأن المعالجة تتطلب جهودا حقيقية لفرض القانون وتنظيم الحدود ومكافحة الفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة.

***************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق وتجديد العقوبات على إيران

اهتمت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وبما سيترتب على ذلك من تأثيرات على العراق. وأشار موقع "أمواج" البريطاني إلى أن قلقًا واسع النطاق قد ساد مؤخرًا في العراق نتيجة لهذه العقوبات، لما يمكن أن تُحدثه من تداعيات سلبية على البلاد، ليس أقلها تعطل واردات الطاقة، وتسارع وتيرة التضخم، واحتدام التوترات الإقليمية المتصاعدة.

العراق في العاصفة

وأكد المقال على أن السلطات العراقية تواجه الآن مهمةً شاقةً محتملة، تتمثل في التخفيف من الآثار المتوالية على اقتصادها الهش، في وقت تواصل فيه واشنطن ممارسة ضغوط شديدة عليها لفكّ ارتباطها بنفوذ طهران، إلى الحد الذي دفع بعض المراقبين إلى إطلاق توقعات متشائمة، وتحذيرات من "كارثة" وشيكة قد تطال ملايين العراقيين، إذا ما صحت المزاعم التي تقول بإن مسؤولين أمريكيين حذروا بغداد من أن أي "تعاون" مستمر مع إيران قد يؤدي إلى فرض عقوبات على العراق.

وذكر الموقع أنه في الوقت الذي رحب فيه بعض خصوم إيران بالخبر، معتبرين إياه فرصة لقطع العلاقات مع طهران، أكد فيه أصدقاء إيران أن البلاد لن تتأثر بهذه العقوبات، وأن "إيران لن تتخلى عن الشعب العراقي". ومع ذلك، بدا أن أغلبية الرأي العام تعيش في حالة من القلق العميق بشأن المستقبل.

المخاطر المحتملة

ونقل المقال عن بعض الخبراء تصورهم بأن العراق قد يكون من أكثر الدول تضررًا، بسبب اعتماده الكبير على الغاز والكهرباء الإيرانيين من جهة، ولأن طهران ستكثف اعتمادها على الأراضي العراقية لتجاوز العقوبات من جهة أخرى، ما قد يؤدي إلى زيادة في التهريب، وتوسع في الأنشطة التجارية غير الرسمية، وبالتالي تعريض البلاد نفسها لعقوبات مماثلة.

وذكّر المقال بالتأثيرات الإيجابية التي خلّفها اتفاق عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الست على التجارة مع العراق، وكيف ساهم الاعتماد المتزايد على الكهرباء والغاز الطبيعي والسلع الإيرانية في استقرار قطاع الطاقة والأسواق المتضررة، كما ساهم في تخفيف حدة الاستقطاب بين الفصائل السياسية الحليفة لطهران والمصالح الغربية، وهو ما أتاح لبغداد هامشًا أوسع للمناورة بين طهران وواشنطن وعواصم غربية أخرى، إضافة إلى حصولها على إعفاءات من العقوبات الأمريكية التي فُرضت لاحقًا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

في تلك الفترة، ازدهرت التجارة الرسمية وغير الرسمية، وتدفقت الأموال الطائلة إلى أصدقاء طهران، ما منحهم نفوذًا سياسيًا لا ترحب به واشنطن.

انعكاسات مستقبلية

غير أن إنهاء العمل بالاتفاق، وفرض عقوبات أمريكية لاحقة، سيكون له - بحسب المقال - تأثير فوري على قطاعات اقتصادية مهمة، وعلى تزويد الجارة الشرقية بالعملة الصعبة. كما قد يؤدي إلى تقليص صادرات إيران غير النفطية إلى العراق، والتي بلغت ما يقارب 2 مليار دولار أمريكي خلال الفترة من مارس 2024 إلى فبراير 2025، فضلًا عن قيمة صادرات الغاز الطبيعي الإيراني إلى العراق، التي تتراوح بين 4 و5 مليارات دولار أمريكي سنويًا.

وخلص المقال إلى أن هناك احتمالًا بألّا تحدث كل هذه السيناريوهات، أو أن تحدث بمستويات أدنى من الشدة والتأثير. لكنه استدرك بالقول إن عودة عقوبات الأمم المتحدة، أياً كانت درجتها، ستشجع المهربين على جانبي الحدود بدلاً من إضعافهم، كما ستمنح طهران حوافز إضافية للاعتماد على جيرانها في تجاوز القيود المفروضة على وصولها إلى الأسواق الدولية.

****************************************

عين على الأحداث

الفاشلون ومصالح البلاد العليا

فشلت اللجنة المشتركة لملف المياه بين العراق وتركيا في ضمان حصولنا على حصتنا من إطلاقات المياه، بسبب تعنّت أنقرة، التي لا تكتفي بعدم احترام وعودها، بل تسعى إلى فرض تنازلات سياسية واقتصادية على العراق، مستغلّةً ما يعانيه من أزمة جفاف شديدة. وتجدر الإشارة إلى أن دول الجوار قد عمدت، ومنذ سنوات، إلى حبس حصتنا من المياه لإنتاج محاصيل زراعية وثروة حيوانية، نضطر إلى استيرادها منها لتغطية حاجتنا من الغذاء. كما لا تتردّد هذه الدول في التدخّل الفظ في شؤوننا الداخلية، لمنعنا من انتزاع حقوقنا المشروعة عبر استخدام القانون الدولي والضغوط الاقتصادية.

صرفوا حتى الصرماية

أعلنت وزارة العمل عن تجاوز عدد الموظفين والمتقاعدين ثمانية ملايين شخص، وعن شمول فئات جديدة بمساعدات الرعاية الاجتماعية، مما يؤدي إلى استنفاد ما يزيد عن ثلثي الموازنة لتغطية الرواتب. وفي الوقت الذي رأى فيه الناس أن التوسّع في التوظيف بدون خطط مدروسة هو مساعٍ لشراء أصوات الناخبين العاطلين عن العمل، حذّر الخبراء من مخاطر الارتفاع غير المسبوق في الإنفاق التشغيلي على مستقبل الاقتصاد الوطني، في ظل قطاع خاص متخلّف، ونشاط إنتاجي ضعيف، واستيراد منفلت، وفساد ينهب الواردات غير النفطية، رغم محدوديتها، والتقلّبات المتواصلة لأسعار النفط، وضغوط "أوبك" لتحديد وتخفيض الإنتاج.

الهَبيط حلال

قررت مفوضية الانتخابات عدم احتساب توزيع "الطعام" على الناخبين، سواء في ولائم أو على شكل سلال غذائية، مخالفة قانونية ما دام التمويل من أموال المرشح "الخاصة"، دون أن يحدّد القرار نوعية الطعام وتكاليفه، أو مواعيد وأماكن توزيعه، ولا درجة جودته وطعمه. وفي الوقت الذي لم يفهم فيه الناس الفرق بين توزيع قيمة الغذاء نقدًا - وهو أمر تعدّه المفوضية من شراء الذمم – وبين توزيع الغذاء مطبوخًا أو غير مطبوخ، خصوصًا في بلاد نفطية يعاني ربع سكانها من الجوع، اجتهدوا بأن يكون ذلك من بين سعي المفوضية، مأجورةً، إلى دعم المطبخ الوطني وتوفير فرص عمل للطباخين ومساعديهم!

الناس أشكال بنظر القانون

صدر حكم بالسجن لستة أعوام على شخص قتل علنًا صحفيًا وأكاديميًا، بعد مشادّة حدثت بينهما إثر طلب القتيل من القاتل التوقّف عن القيادة بسرعة في زقاق سكني. وفي الوقت الذي برّر فيه قرار الحكم تساهله بحاجة المتهم إلى فرصة إصلاح، تساءل الناس عمّا إذا كان القصاص المخفف يمكن أن يكون رادعًا للمستهترين بالقانون، وما إذا كان المجني عليه، كمبدع وباحث، خارج دائرة الذين يستحقون فرص حياة أطول، وأن أطفاله لم يكونوا بحاجة إلى فرصة العيش في رعاية أبيهم، أم إن هذه الدائرة تتّسع فقط للأثرياء، ولمن كان أبوه مقرّبًا من السلطة!

حاسِبوا ولو واحد!

كشف تقرير لموقع "ميديا لاين" الأميركي عن الانتشار الواسع للشهادات الأكاديمية المزوّرة، التي يتم الحصول عليها عبر الفساد والرشوة، وخاصة في القطاع الطبي، مما بات يهدّد حياة العراقيين ونزاهة نظام الرعاية الصحية. ونقل التقرير عن مختصّين تقديرهم بأن نسبة الأطباء المزوّرين وغير المؤهلين بلغت 30 في المئة من الكوادر، لا سيّما بين خريجي الجامعات الخاصة، والقادمين من دول تبيع جامعاتها الشهادات. هذا وتجدر الإشارة إلى أن لبنان قد أعلن رسميًا، قبل عامين، عن بيع إحدى جامعاته لأكثر من 27 ألف شهادة مزورة إلى عراقيين، بينهم وزراء ونوّاب، دون أن يكشف لنا "أولو الأمر" أحداً منهم!

*************************************

الصفحة الرابعة

60 ألف عامل فقدوا مصدر رزقهم ديالى.. 400 معمل تحولت الى خردة ومجلس المحافظة يقدم {خطة إنقاذ}

بغداد – تبارك عبد المجيد

برغم مرور أكثر من عقدين على التغيير السياسي في العراق، تعيش محافظة ديالى التي كانت واحدة من أبرز المحافظات الصناعية في البلاد، أزمة صناعية خانقة؛ إذ تحول أكثر من 400 مصنع ومنشأة صناعية إلى خردة حديد، فيما فقد 50 الى 60 ألف عامل مصدر رزقهم، وسط غياب واضح للدعم الحكومي.

خطة لإحياء المصانع والورش

يقول رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكروي إن عوامل عدة تضافرت، وأدت الى تحويل أكثر من 400 معمل ومنشأة صناعية داخل المحافظة إلى خردة بعد عام 2003، برغم أن هذه المصانع كانت تنتج أكثر من 100 منتج متنوع من البضائع والسلع، التي كانت تزوّد الأسواق العراقية في عدد من المحافظات، منها العاصمة بغداد.

ويضيف الكروي في تصريح خص به "طريق الشعب"، أن أكثر من 400 معمل ومنشأة صناعية في المحافظة، تحولت إلى خردة حديد بعد عام 2003، ما أدى إلى فقدان ما بين 50 إلى 60 ألف عامل لمصادر رزقهم، مشيرا الى ان "ديالى تعد من أكثر المحافظات تضرراً نتيجة توقف الإنتاج الصناعي".

ويؤكد أن الحكومة المحلية "قدمت قبل أشهر خارطة طريق لإعادة إحياء تلك المصانع والورش الصناعية، وتوفير المناخ المناسب لاستئناف العمل"، معتقدا أن "إعادة إحياء المصانع ستسهم في توفير فرص عمل كبيرة للعاطلين، وتخفف من معدلات البطالة والفقر في مناطق عدة داخل المحافظة".

تأكيد: 400 معمل صارت خردة حديد

من جهته، أكد مدير مكتب صناعة ديالى رسول علوان عيدان، أن الأرقام التي أعلنها رئيس مجلس المحافظة بشأن وجود أكثر من 400 معمل تحولت إلى خردة حديد بعد عام 2003 "صحيحة وتعكس واقعاً صناعياً مؤلماً تعيشه المحافظة منذ سنوات".

وقال عيدان في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "القطاع الصناعي في ديالى تضرر بشدة نتيجة غياب الحماية للمنتج المحلي، وانتشار المنافذ غير الرسمية، فضلاً عن وجود فساد إداري في مقابل غياب الدعم الحكومي الحقيقي للقطاع الصناعي الخاص".

وأضاف أن "من بين أبرز المشكلات التي تواجه أصحاب المعامل هي عدم توفر المشتقات النفطية، خصوصاً مادة الكاز اللازمة لتشغيل المولدات، إلى جانب غياب القروض الداعمة للمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة".

وأشار عيدان إلى أن "دائرة الصناعة في ديالى تتحرك بالتنسيق مع اتحاد الصناعات العام في بغداد، وتم عقد لقاءات واجتماعات عدة، وصدرَت قرارات من رئيس الوزراء لدعم القطاع الصناعي، لكنها للأسف لم تُطبّق على أرض الواقع".

وتابع أن "غياب البنية التحتية المناسبة يمثل عائقاً كبيراً أمام عودة النشاط الصناعي"، داعيا الحكومة الى ايجاد دعم حقيقي للقطاع الخاص، وتوفير الحماية المناسبة للمنتج المحلي، والوقود، وتسهيل الإجراءات الإدارية من قبل الوزارات المعنية.

اهمال متعمد

الباحث في الشأن الاقتصادي عبدالله نجم، يرى أن "تأخر النهوض بالقطاع الصناعي في محافظة ديالى يعكس حالة عامة من الإهمال التي يعاني منها هذا القطاع في العراق"، مؤكدة أن "الصناعات المحلية في ديالى تمتلك مقومات كبيرة كان يمكن أن تجعلها رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، لو حظيت بالدعم المطلوب".

ويقول نجم لـ"طريق الشعب"، أن "الاعتماد المتزايد على الاستيراد، وغياب الحماية للمنتج المحلي، سببا شللا كبيرا للصناعة الوطنية، وأديا الى تفاقم معدلات البطالة والفقر في المحافظة"، مشيرا إلى أن "القطاع الصناعي في المحافظة لا يزال يتكئ على مبادرات محدودة لا ترقى إلى مستوى النهوض الشامل المطلوب".

ويشدد على أن "غياب النشاط الصناعي حرم الشباب من فرص التدريب المهني واكتساب المهارات العملية، ما يزيد صعوبة اندماجهم في سوق العمل، ويحد من قدرتهم على خلق فرص عمل لأنفسهم في المشاريع الصغيرة والمتوسطة".

ويرهن نجم إعادة إحياء المصانع المتوقفة بوجود "إرادة سياسية واقتصادية واضحة، وخطة متكاملة لتأهيل البنية التحتية، وتوفير الطاقة، ومنح القروض الإنتاجية، وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين المحليين".

وختم بالقول إن "إحياء الصناعة في ديالى لن ينعكس فقط على واقع المحافظة، بل سيكون نقطة انطلاق لإعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس الإنتاج الحقيقي، بدلاً من الاعتماد المفرط على الاستيراد والنفط".

***************************************

وقفة اقتصادية.. مهارات العاملين.. عامل أساس في إنجاح التنمية

إبراهيم المشهداني

إن رفع وتائر الإنتاج الذي  تستند إليه الأهداف الإنمائية يقترب أكثر  من نهج مرتكز على سوق العمل الذي يقوم على منطق، أن العمل هو الأساس في خلق القيم الاقتصادية، وحسب أطروحات آدم سمث وريكاردو في مراحلها الأولى فإن قيمة السلع تحددها جهود العمل المبذولة في الإنتاج،  وأن أي مسار  نمو لا يخلق وظائف اكثر  وافضل مقترنة بالحماية الاجتماعية الكافية، قد يفشل في تلبية الحاجات الضرورية للناس في إبقاء حياة اكثر استقرارا، ومن هنا فان قوى عاملة  متعلمة وماهرة  تمثل إحدى المكونات الأساسية  في تجديد  أسواق العمل  وأدائها.

ويتضح مما تقدم  أن تطوير مهارات الأفراد الذين يمثلون الركن الأهم في قوى الإنتاج، يتطلب جملة من الأنشطة والفعاليات من خلال مقاربة لإعمام برامج خاصة توطد العمل المشترك في المجالات الوطنية والإقليمية والدولية تهدف  إلى مواجهة الازمات الاقتصادية والهزات المالية التي تتعرض لها البلدان التي تعتمد بوجه خاص على الموارد النفطية وضعف القطاعات الاقتصادية الأخرى كما يجري في العراق  حيث لم تتوفر الضمانات الكافية في وجود وضع مالي ثابت ومستقر بسبب تذبذب أسعار النفط في الساحة الدولية، وفي مثل هذه الأوضاع يمكن الاستفادة من تجارب منظمة العمل الدولية التي ثبت نجاحها في العديد من البلدان التي حققت فيها إنجازات ملموسة  في اطار وضع برامج خاصة لتدريب العاملين.

 ويؤخذ من تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة حول تطوير قدرات الشباب من الجنسين من المزارعين ودور المرأة ومساعدة العوائل المتعففة وقضايا ذات صلة في البيئة ويعكس هذا التقرير  تنوعا  في الأنشطة والفعاليات  بعضها يتعلق بأساليب الزراعة الحديثة وتسويق الإنتاج والى تشجيع الصناعة المحلية تحت شعار ( صنع في العراق )، وبعضها يتعلق بتطوير قدرات الشباب من الجنسين على صناعة وتحضير منتجات غذائية من فطائر وأجبان ومنتجات أخرى كما تشمل هذه الأنشطة تدعيم النساء النازحات من خلال إعطاء الجمعيات النسائية منحا صغيرة ومعدات مع تنظيم دورات تدريبية لتنفيذ مشاريع اقتصادية صغيرة وتقديم الدعم للمرأة العاملة لتمكينها من مصدر اقتصادي معيشي طويل الأمد،  ويشمل البرنامج التعاون مع وزارة العمل والتخطيط في الحكومة المركزية والإقليم بالتعاون مع برنامج الغذاء الدولي لإصلاح نظام الحماية الاجتماعية ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المستمرة في مجال الأمن الغذائي.

 وعلى الرغم من الفوائد التي يوفرها برنامج الامم المتحدة المذكور إلا انه يختصر على عينات شبابية ونسائية محدودة يمكن النظر اليها كتجربة قابلة للتوسع وتداول مخرجاتها المعرفية بين هذه الأوساط غير أنها في كل الأحوال تبقى محدودة قياسا بالتخلف الاقتصادي والاجتماعي الواسع الذي لا يمكن حل طلاسمه إلا عبر خطط واستراتيجيات تنهض بها الدولة بالاستفادة من الفوائض النقدية إن تحققت من ارتفاع أسعار البترول عبر صناديق سيادية خاصة شريطة أن تتوافر إرادة حكومية وتصميم سياسة اقتصادية شاملة. وإسهاما في هذا التوجه نقترح الآتي:

1. إعادة النظر في المناهج التعليمية وتوسيع البرامج التوعوية الخاصة بدور المهارات المعرفية والبدنية وخاصة التي تتماهى مع التطورات التكنولوجية الآخذة في التسارع كحق وواجب لإسهام الشباب من الجنسين في بناء الدولة والمجتمع وتطوير قوى الإنتاج النظرية والعملية وتمكينهم من الإدارة القيادية وتحليل المشكلات واتخاذ القرارات.

2. إيلاء اهتمام كبير وجاد في توسيع وتعميق التعليم المهني وتطوير مؤسساته وربط مناهجها بالعملية الإنتاجية والخطط التنموية بجانبيها النظري والتطبيقي والاستفادة من التجربة السابقة من خلال إعادة مؤسسة التعليم المهني لإعداد وتخريج الكوادر المهنية المؤهلة في مختلف الأنشطة والاختصاصات.

3. قيام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتنفيذ قرارات منظمة العمل الدولية باعتبار العراق عضوا في هذه المنظمة وتنفيذ قانون العمل رقم 37 لسنة 2015 ووضع البرامج لتوسيع التدريب المهني وإعداد الراغبين في العمل باكتساب المهارات بالتنسيق مع وزارات الدولة لتبادل البيانات وتقدير الاحتياجات للقوى العاملة في ضوء احتياجات سوق العمل والتنسيق مع الجامعات ومراكز الأبحاث لهذا الغرض.

***********************************

العراق ثاني أكبر منتج للنفط في أيلول 2025

بغداد ـ طريق الشعب

أظهر تقرير منظمة أوبك، أمس الأربعاء، أن العراق احتل المركز الثاني كأكبر منتج للنفط خلال شهر أيلول 2025.

وجاءت السعودية في الصدارة بإنتاج بلغ نحو 9.961 ملايين برميل يومياً، تلاها العراق بإنتاج قدره 4.066 ملايين برميل يومياً، فيما حلت الإمارات ثالثاً بإنتاج 3.353 ملايين برميل يومياً.

ووفق التقرير، جاءت إيران رابعاً بإنتاج 3.250 ملايين برميل يومياً، تلتها الكويت 2.515 مليون برميل يومياً، ثم نيجيريا 1.517 مليون برميل يومياً، وليبيا 1.318 مليون برميل يومياً. أما فنزويلا فقد بلغ إنتاجها 967 ألف برميل يومياً، والجزائر 951 ألف برميل يومياً، فيما حلت الكونغو في ذيل القائمة بإنتاج 260 ألف برميل يومياً.

وأشار التقرير إلى أن احتفاظ العراق بالمركز الثاني بين كبار المنتجين يعود إلى استقرار الإنتاج في الحقول الجنوبية والالتزام بالحصص المتفق عليها ضمن تحالف أوبك+.

وفي سياق متصل، ذكر التقرير أن العراق حل أيضاً في المرتبة الثانية كأكبر مصدر للنفط الخام إلى الهند خلال أيلول الماضي.

****************************************

جراء الجفاف الحاد تحذيرات من فقدان العراق نصف إنتاجه من الحنطة

بغداد ـ طريق الشعب

حذر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد مغامس التميمي، من أن ارتدادات الجفاف في العراق تعتبر الأخطر خلال المئة سنة الماضية، وتشمل أكثر من 75% من الأراضي العراقية، بما فيها محافظة ديالى. وأوضح أن مصير الخطة الشتوية، وخاصة زراعة محصول الحنطة، لا يزال مجهولاً بسبب صعوبة تأمين مياه السقي للمساحات المزروعة التي تصل إلى ملايين الدونمات.

وأكد التميمي أن الوضع سيبقى معلقاً حتى تشرين الثاني المقبل، انتظاراً لهطول الأمطار أو زيادة الإطلاقات المائية من تركيا باتجاه نهري دجلة والفرات، محذراً من أن العراق قد يفقد نصف إنتاجه من الحنطة على الأقل إذا استمر الجفاف بالمستوى الحالي، خصوصاً مع اعتماد مناطق واسعة على الآبار لتأمين المياه.

من جهته، أشار مرصد العراق الأخضر إلى أن منسوب خزين المياه انخفض إلى 4 في المائة فقط، بعد أن كان 8 في المائة، واصفاً الوضع بأنه الأشد خطورة في البلاد. وأضاف المرصد أن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى نقص مياه الشرب حتى في العاصمة بغداد، بعد أن ضربت الأزمة المحافظات الجنوبية، خصوصاً البصرة وذي قار، ما أدى إلى خروج مظاهرات احتجاجية للمواطنين.

وأوضح المرصد أن الوضع المائي حرج للغاية نتيجة انخفاض الإطلاقات المائية من تركيا وتأخر موسم الأمطار المتوقع منذ مطلع تشرين الأول، رغم مباحثات أجريت بين الوفد العراقي برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين ومسؤولين أتراك لمناقشة ملف المياه، والتي لم تُسفر عن نتائج إيجابية بسبب رفض تركيا زيادة الإطلاقات المائية.

وأشار البيان إلى أن عمليات هدر المياه لا تزال متواصلة، سواء في الحياة اليومية للمواطنين أو بسبب امتناع الكثير من الفلاحين عن استخدام طرق الري الحديثة، مفضّلين الطرق التقليدية التي تزيد من هدر المياه وتفاقم الأزمة.

*****************************************

الصفحة الخامسة

لأول مرة في تاريخها بحيرة آمرلي من شريان حياة إلى أرض قاحلة!

متابعة – طريق الشعب

تعاني بحيرة آمرلي في محافظة صلاح الدين جفافاً شديداً حوّلها إلى مساحة جرداء قاحلة بعد أن كانت مصدرا مائيا مهما لريّ المزارع وتربية المواشي وصيد الأسماك، وملاذاً طبيعياً للباحثين عن الراحة والاستجمام، لتنعكس بذلك الآثار الكارثية للجفاف الحادّ الذي تشهده البلاد، والذي أتى على عديد من المسطحات المائية.

وتُعدّ هذه البحيرة، التي تتغذى بالمياه من سد العظيم، أحد أبرز المواقع السياحية الطبيعية في المنطقة، نظراً لما تتمتع به من مساحات خضراء ونسيم عليل، ما جعلها مقصداً لسكان المدن والقرى القريبة خلال أيام العُطل والمناسبات. حيث كانت بمنزلة مكان ترفيهي مجاني للأفراد والعائلات، على حين انها شريان حياة لأهالي القرى والمناطق القريبة. لكن مشهد البحيرة تبدّل كليّاً هذا العام؛ المياه جفت، والأسماك نفقت، والحقول ذبُلت، فيما بقيت الذكريات وحدها تسبح في وجدان الناس!

يأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات أطلقها مدير ناحية العظيم نبيل العبيدي قبل أيام، من خطر وشيك يهدد القرى والمناطق المحلية نتيجة نفاد المياه في سد العظيم، مؤكدا أن ما تبقى فيه لا يكفي أكثر من 15 إلى20 يوما ولا يصلح للاستخدام، وسط تأخر إنجاز مشروع ماء العظيم المركزي منذ عشر سنوات.

جفّت بالكامل!

في حديث صحفي يقول قائم مقام قضاء آمرلي ميثم نوري، أنّ البحيرة، وهي الخزين المائي الوحيد في المنطقة، جفّت بالكامل للمرة الأولى في تاريخها، مبينا أنّ أزمة المياه المتفاقمة وقلّة الأمطار سبَّبا انحسار المياه تماماً.

ويلفت إلى ان هذه الأزمة "وضعت عشرات القرى في مواجهة عطش حقيقي. حيث اضطر الأهالي إلى الاعتماد على الآبار الارتوازية لتأمين مياه الشرب والاستخدامات المنزلية اليومية".

ويضيف نوري قوله أن "الجفاف ألغى كل خطط الزراعة الشتوية بسبب انعدام مصادر السقي، ما يهدد بانهيار الموسم الزراعي بشكل كامل"، محذراً من "كارثة بيئية وإنسانية وشيكة في حال عدم هطول الأمطار أو وصول سيول تغذي مصادر المياه".

وينوّه إلى ان "أمرلي، التي يعتمد معظم سكانها على الزراعة وتربية المواشي، تواجه تحدياً وجودياً يهدد حياة السكان ويدفع نحو نزوح قسري إذا لم يتم التدخل العاجل من قبل الحكومة الاتحادية لتأمين بدائل مائية عاجلة".

المكان الأحب!

يتحدث مواطنون عن ذكرياتهم مع بحيرة آمرلي، وما يحملونه من مشاعر تجاه هذا المَعلم السياحي.

ففي تكريت تصف ندى العواد (45 عاماً)، هذه البحيرة، بأنّها "المكان الأحبّ" لعائلتها.

وتقول في حديث صحفي: "كنا نذهب إلى البحيرة كل عطلة صيفية. كان أطفالي يركضون بجانب المياه ويحاولون اصطياد السمك بصناراتهم البدائية التي يصنعونها بأيديهم. كانت ضحكاتهم تملأ المكان"، مضيفة القول: "لدينا كم كبير من الصور ومقاطع الفيديو قرب البحيرة، حيث الطبيعة والمرح، وكلّنا أمل في أن تعود الحياة لهذا المكان الجميل".

وحسب تقارير رسمية، فإن أسباب جفاف البحيرة تعود إلى تراجع معدلات الأمطار في المنطقة الشمالية خلال العامين الماضيين، وانخفاض منسوب الخزين المائي في سد العظيم الذي كان يغذّي البحيرة. وتشير التقارير إلى أنّ موجات الحرارة الشديدة، وضعف الإمدادات المائية من السدود، وعدم وجود خطط حكومية عاجلة لإنعاش الخزانات الطبيعية، جعلت من جفاف البحيرة أمراً حتميّاً.

ذهبت أيام الصيد والشواء!

في السياق، يتحدث يوسف عبد الرحيم (28 عاماً)، من قضاء الشرقاط، عن الأيام التي كانت تجمعه رفقة أصدقائه قرب البحيرة. ويقول: "كنا نأتي في عطلة يوم الجمعة، نغنّي ونصطاد السمك ونشويه، ونستمتع في تلك الأجواء حتى ساعات المساء"، مضيفا في حديث صحفي قوله: "كانت البحيرة ملاذاً ننسى معه تعب الأسبوع، فتعود إلينا مشاعر الفرح والحياة".

ويشير يوسف إلى أن هذه البحيرة، إضافة إلى كونها مصدرا مائيا مهما، كانت متنفسا وحيدا لأبناء المدن الصغيرة القريبة منها.

فيما يقول فاضل عباس (60 عاماً)، وهو مزارع في قرية قريبة من البحيرة، أنّه كان يعتمد على هذا الشريان الحيوي في زراعة القمح وتربية الماشية.

ويضيف قائلا: "كنا نعتاش عليها. حتى ماشيتنا كانت تجد المراعي الغنية بالحشائش حول البحيرة. لكن اليوم، لا زرع ولا عشب. وفي حال استمرّ الجفاف، سيقتل كل شيء".

وكانت البحيرة سبباً لبناء علاقات بين الزائرين والسكان القريبين منها – وفقا للمواطنة ناهدة عزيز (47 عاماً)، من محافظة ديالى. إذ تقول أنّها كوّنت طيلة فترة ارتيادها البحيرة علاقات مع سيدات من قرى مجاورة، مضيفة قولها: "تعرّفتُ على نساء كثيرات هناك. كنّا نطبخ معاً ونتبادل الطعام والقصص. نضحك ونشرب الشاي على ضفاف المياه. بعضهنّ ما زلن يتصلن بي ويؤكّدن أن المياه ستعود حتماً إلى البحيرة. وفي حين اننا نقصد البحيرة للاستمتاع فقط، تتوقف معيشة السكان هناك على انتعاشها بالمياه".

جفاف الذاكرة الجمعية!

إلى ذلك، يرى الباحث الاجتماعي مهند الطائي أنّ جفاف بحيرة آمرلي لا يغيّر ملامح الطبيعة وحسب، بل يصيب الذاكرة الجمعية لسكان المنطقة وزوّارها.

ويوضح في حديث صحفي أن "الأماكن الطبيعية ليست مجرد فضاءات جغرافية، بل هي محطات نفسية ترتبط بها العائلات بعواطفها وتاريخها. وحين تختفي، يشعر الناس وكأنّهم فقدوا جزءاً من ذواتهم".

ويحذّر الطائي من أنّ "جفاف البحيرات والأنهار في العراق لم يعد مجرّد ظاهرة بيئية، بل قضية اجتماعية تمسّ الاستقرار الريفي، وتدفع البعض إلى الهجرة نحو المدن. الأمر الذي يخلف تبعاتٍ نفسية واجتماعية تؤثر على استقرار المجتمع، وقد تولّد مشكلات خطيرة جراء الاقتلاع القسري لفئة معينة من المواطنين من بيئتهم وحاضنتهم الطبيعية".

ويشير إلى أنّ جفاف بحيرة آمرلي يؤدّي إلى تقليص عدد المواقع الطبيعية الجميلة التي تعزّز المشاعر الإيجابية لدى المواطنين. ويقول: "باختفائها نفقد ما تبعثه هذه الأماكن من طاقة إيجابية نحن بأمسّ الحاجة إليها في العراق".

وتشكّل المياه الواردة إلى العراق من تركيا وإيران، النسبة الأكبر من الخزين المائي المحلي. لكن تراجع الإمدادات المائية بنسبة كبيرة من البلدين المجاورين، إلى جانب انحسار معدلات الأمطار خلال الشتاء، والارتفاع الحاد في درجات الحرارة صيفاً، كلها عوامل فاقمت موجة التصحّر والجفاف في البلاد. الأمر الذي أدّى إلى اختفاء أو تقلّص العديد من البحيرات والمسطّحات المائية.

وفي تصريح صحفي أفاد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، بأنّ الوضع المائي هذا العام أسوأ مقارنةً بالعام 2024، مشيراً إلى أنّ العراق لا يحصل سوى على أقلّ من 40 في المائة من استحقاقه المائي.

ولفت إلى أن الخزين الاستراتيجي للمياه تراجع إلى نحو 10 مليارات متر مكعب، في حين أنّ الحاجة الفعلية تقتضي توفير 18 ملياراً، مشيرا إلى أن هذا الانخفاض في مناسيب المياه لم يُسجّل منذ 80 عاماً!

***********************************

إثر انحسار مياه {الرزازة} الصيادون تركوا مهنتهم وآلاف العائلات فقدت قوتها!

متابعة – طريق الشعب

أدى الانخفاض الكبير في منسوب مياه بحيرة الرزازة غربي كربلاء، إلى فقدان آلاف العائلات مصدر معيشتها، بعد أن كانت تعتاش على صيد الأسماك والطيور.

وتُعد "الرزازة" من أكبر المسطحات المائية في البلاد، وهي جزء من واد واسع يضم بحيرتي الثرثار والحبانية وبحر النجف. حيث تأثرت تلك المسطحات كثيرا بأزمة المياه الحالية. 

 وبفعل انخفاض منسوب المياه، تقلصت مساحة "الرزازة" بشكل كبير، وانحسرت الأسماك، ما أدى إلى ترك غالبية الصيادين مهنتهم.

في حديث صحفي، يقول الصياد فاضل خضر محمد أن "معاناتنا تتمثل في تناقص مياه البحيرة"، مضيفا القول أن البحيرة كانت توفر سبل معيشة لجميع الأهالي، من صيادين وناقلين وبائعين في السوق.

ويرى أنه "في حال عادت المياه إلى البحيرة كالسابق، بالإمكان الاستفادة من هذه المنطقة في مجال السياحة أيضا، وليس فقط في توفير مصادر عيش الصيادين وعائلاتهم".

 من جانبه، يذكر بائع الأسماك في المنطقة أرشد حميد، أن "منسوب البحيرة كان مرتفعاً بنحو 15 إلى 20 متراً، لكنه انخفض كثيراً الآن"، مضيفا قوله: "تضررنا كثيراً من نقص المياه، وانخفضت أعداد الأسماك وغادر الصيادون المهنة".

 ويدعو حميد الحكومة إلى إحياء هذه البحيرة، التي كانت مصدرا مهما لأصناف عديدة من الأسماك الشهيرة، مثل الشبوط والكطان والبني "فقد كنا نبيع الأسماك إلى مختلف المحافظات".

ولم تنعكس تداعيات أزمة المياه في "الرزازة" على الأسماك وحسب، بل شملت الطيور أيضا. حيث تراجعت أعدادها بشكل كبير.

وبالنسبة للأسماك، فإن الصيادين لم يعودوا يصيدون سوى أعداد قليلة من الأسماك الصغيرة – وفقا للمواطن حميد عبد زيد، الذي يؤكد أن آلاف العائلات كانت تعتاش على مهنة صيد الأسماك.

***************************************

المثنى خريجو {تكرير النفط} يناشدون المعنيين إنصافهم

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من خريجي قسم تكرير النفط والغاز في المعهد التقني في المثنى، بإنصافهم عبر تمكينهم من إكمال دراستهم الجامعية في كلية النفط والطاقة في المثنى. وأوضحوا في حديث صحفي أنهم يمثلون الدفعة الأولى بهذا التخصص في المحافظة ضمن الدراسة المسائية، وهم من الأوائل. إذ سبق ان وعدوهم بإتاحة الفرصة أمامهم لإكمال دراستهم في كليات الهندسة ذات التخصصات المناظرة، لكنهم فوجئوا عند فتح رابط التقديم المخصص للأوائل، بأن الخيارات المتاحة تقتصر على جامعات البصرة وبغداد وكركوك، وبمقابل مالي قدره مليونا دينار.

وأضافوا القول أن عدد الطلبة الأوائل يبلغ 56 طالبا من حقهم إكمال دراساتهم، معربين عن استغرابهم من عدم شمولهم بخيار التقديم داخل المثنى رغم وجود كليات تحمل نفس التخصصات.

وناشد الطلبة الجهات المعنية إنصافهم من خلال فتح باب التقديم أمامهم في كليات محافظتهم.

*****************************************

شط العرب المجاري تتسرب إلى منازل شارع {أبو الزوري}

 متابعة – طريق الشعب

شكا أصحاب منازل في شارع "أبو الزوري" في منطقة الجزيرة بقضاء شط العرب شرقي البصرة، من تهالك شبكة المجاري في منطقتهم، مبينين أن مياه الصرف الصحي أغرقت شارعهم، وبدأت تتسرب إلى المنازل.

وأوضحوا انهم يعانون هذه المشكلة منذ نحو شهرين، وفي حال لم تتم معالجتها سيواجهون أزمة شديدة خلال موسم الأمطار المرتقب، مشيرين إلى أن حركتهم باتت صعبة جدا، وأطفالهم يواجهون صعوبات بالغة في الوصول إلى مدارسهم.

وطالب المواطنون الجهات المعنية بالالتفات إلى مشكلتهم، ومعالجتها سريعا قبل موسم الأمطار.

*************************************

للعام العاشر.. متطوعون شباب  يشجّرون شمالي بغداد

متابعة – طريق الشعب

يواصل شباب متطوعون من منطقة حسينية الراشدية شمالي بغداد، حملة تشجير أطلقوها قبل عشرة أعوام، يهدفون من خلالها إلى غرس عشرة آلاف شجرة.

يقول مسؤول الحملة سجاد جواد، أن حملتهم للموسم الحالي شملت مناطق مختلفة من قضاء الحسينية، مبينا في حديث صحفي انهم باشروا الحملة هذا العام في المدارس. حيث غرسوا أشجارا مثل "الأكاسيا" و"الالبيزا".

ويشير إلى ان الحملة ستستمر 10 أيام متواصلة، وتشمل مختلف مناطق القضاء وجميع المدارس، ضمن خطة تهدف إلى نشر المساحات الخضراء وتعزيز الوعي البيئي لدى الطلبة والمجتمع. ويشكر جواد جميع المتطوعين في الحملة، والذين واصلوا العمل في هذا المشروع منذ انطلاقته حتى اليوم، وكانوا الركيزة الأساسية لاستمراره وتطوره. فيما يلفت إلى ان الأشجار التي يغرسونها تتميز بتأثيرها البيئي الإيجابي إضافة إلى جماليتها. وينوّه إلى ان "المدارس مسؤولة عن سقي الشتلات داخلها، أما بقية المناطق فكل محل أو بيت نغرس أمامه شتلة يتكفل صاحبه بسقيها".

من جانبه، يقول الفنان التشكيلي محمد مسير، أحد الناشطين في الحملة، أنه "استطعنا تحقيق الكثير من النتائج الجميلة. وهدفنا الأساسي هو جعل مدينة الحسينية خضراء، لأننا فعلاً بحاجة إلى اللون الأخضر في مدننا".

ويضيف في حديث صحفي قوله أن "البلاد تشهد تصحرا متزايدا. وهذا لا يليق بطبيعتها ولا بتاريخها. ومن هذا المنطلق بدأنا نرسم أهدافنا بوضوح وعملنا على تشجير الأماكن العامة، وتحويلها إلى مساحات خضراء مزروعة بالورود".

**************************************

مواساة

• تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة إلى الرفيق هادي حنتوش (ابو حسن)، بوفاة شقيقته.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها وذويها الصبر والسلوان.

*************************************

الصفحة السادسة

انتقادات بعد فوز 14 دولة بينها مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان

بروكسل – وكالات

نددت مجموعات حقوقية بانتخاب 14 دولة لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يثير وضع سجل بعضها الحقوقي تساؤلات، على غرار مصر وفيتنام، في اقتراع لم يشهد أي منافسة.

وتضمنت اللائحة أربع دول من أفريقيا هي أنغولا ومصر وموريشيوس وجنوب أفريقيا، وأربعاً من منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي الهند والعراق وباكستان وفيتنام، إلى جانب دولتين من شرق أوروبا هما إستونيا وسلوفينيا، ودولتين من أميركا اللاتينية هما تشيلي والإكوادور، فضلاً عن إيطاليا وبريطانيا باعتبارهما ممثلتين لغرب أوروبا. وقالت مديرة الخدمة الدولية لمكتب حقوق الإنسان في نيويورك مادلين سينكلير إنّ "الانتخابات التي لا تقوم على المنافسة تقوّض سمعة مجلس حقوق الإنسان وعمله، ما يتيح لبلدان مرشّحة أقل من مناسبة الوصول إليه، وتعطيل مبادرات حقوق الإنسان".

واعتبر مدير القسم المسؤول عن الأمم المتحدة لدى "هيومن رايتس ووتش" لوي شاربونو، من جهته، قبل جلسة التصويت أن "الأصوات التي لا تقوم على التنافسية في الأمم المتحدة، تسمح لحكومات ترتكب انتهاكات مثل مصر وفيتنام بالانضمام إلى مجلس حقوق الإنسان، وهو أمر يهدد بتحويل المجلس إلى مهزلة".

******************************************

برنامج الأغذية العالمي: 13.7 مليون شخص يواجهون الجوع الشديد

روما – وكالات

حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الأربعاء من أن ما يقرب من 14 مليون شخص في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي والصومال والسودان وجنوب السودان يواجهون خطر الجوع الشديد بسبب تخفيضات المساعدات الإنسانية عالميا.

وخفضت الولايات المتحدة، أكبر مانحي البرنامج، مساعداتها الخارجية في عهد الرئيس دونالد ترامب. كما خفضت دول كبرى أخرى المساعدات الإنمائية والإنسانية أو أعلنت عن اعتزامها تقليص هذه المساعدات.

وذكر البرنامج الذي يتخذ من روما مقرا "لم يسبق أن واجه تمويل برنامج الأغذية العالمي صعوبات كتلك التي يواجهها الآن. فالوكالة تتوقع أن تتلقى تمويلا أقل بنسبة 40 بالمئة لعام 2025، مما يؤدي إلى ميزانية متوقعة عند 6.4 مليار دولار، بعد أن كانت 10 مليارات دولار في عام 2024".

وحذر تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي بعنوان "شريان حياة في خطر" من أن التخفيضات في المساعدات الغذائية قد تدفع 13.7 مليون شخص من مستوى "الأزمة" إلى "الطوارئ" في ما يتعلق بالجوع، أي على بعد خطوة واحدة من المجاعة في مقياس دولي للجوع يتضمن خمسة مستويات.

*************************************

تحقيق: حكومة الأسد نقلت سرا مقبرة جماعية للتستر على جرائم قتل

دمشق – وكالات

خلص تحقيق أجرته رويترز إلى أن الحكومة في عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نفذت على مدى عامين عملية سرية لنقل آلاف الجثث من إحدى كبريات المقابر الجماعية المعروفة في سوريا إلى موقع سري يبعد أكثر من ساعة بالسيارة في الصحراء النائية.

ومن أجل الكشف عن موقع مقبرة الضمير والحصول على تفاصيل موسعة، تحدثت رويترز إلى 13 شخصا على دراية مباشرة بالعملية التي استمرت عامين لنقل الجثث وراجعت وثائق أعدها مسؤولون معنيون وحللت المئات من صور الأقمار الصناعية المأخوذة على مدى سنوات عدة لموقعي المقبرتين.

وأبلغت رويترز الحكومة السورية الحالية بنتائج هذا التحقيق اليوم الثلاثاء. ولم ترد الحكومة بعد على أسئلة عن هذا التقرير.

ولم تفصح رويترز في تحقيقها عن موقع المقبرة الدقيق، لتقليل احتمال عبث المتسللين بها. وستصدر رويترز قريبا تقريرا خاصا يشرح بالتفصيل كيفية تنفيذ حكومة الأسد العملية السرية وكيف كشف الصحفيون عنها.

واكتشفت رويترز أن المقبرة الجماعية الواقعة في صحراء الضمير تضم ما لا يقل عن 34 خندقا بطول كيلومترين لتكون من أوسع المقابر التي حُفرت خلال الحرب الأهلية السورية. وتشير روايات الشهود وأبعاد الموقع الجديد إلى احتمال دفن عشرات الآلاف من الأشخاص هناك.

********************************************

تحذير دولي من مخاطر بالغة للذخائر غير المنفجرة في غزة.. إسبانيا: إحلال السلام في غزة لا يعني إفلات إسرائيل من العقاب

رام الله – وكالات

حذرت منظمة "هانديكاب إنترناشونال" من أن الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة تشكل خطرا هائلا على النازحين العائدين إلى منازلهم في القطاع المدمر.

مخاطر هائلة

وطالبت آن-كلير يعيش، مديرة المنظمة في الأراضي الفلسطينية في بيان بالسماح بإدخال المعدات اللازمة لعمليات إزالة الألغام وتأمين المناطق السكنية، كاشفة أن "المخاطر هائلة، والتقديرات تشير إلى أن نحو 70 ألف طن من المتفجرات سقطت على غزة" منذ اندلاع الحرب.

وذكرت يعيش أن الوضع الإنساني والأمني في القطاع "بالغ التعقيد"، موضحة أن "طبقات الأنقاض ومستويات الدمار مرتفعة للغاية، ما يجعل من عمليات إزالة الذخائر مهمة شديدة الخطورة في بيئة حضرية مكتظة ومحدودة المساحة".

وأشارت إلى أن المنظمة، وهي جهة غير حكومية متخصصة في إزالة الألغام ومساعدة ضحاياها، تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة، مؤكدة أن "أي تأخير في السماح بدخول فرق إزالة الألغام والمعدات اللازمة سيعرض أرواح المدنيين للخطر، خصوصا مع عودة مئات الآلاف إلى منازلهم".

الإفلات من العقاب

في الأثناء، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن إحلال السلام في غزة لا يعني إفلات إسرائيل من العقاب، مشددًا على أن "المسؤولين الرئيسيين عن الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة يجب أن يُحاسبوا أمام العدالة".

وفي مقابلة مع إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، أعرب سانشيز عن سروره لوجود "نافذة فرصة" من أجل السلام في غزة.

وأشار إلى أن إنهاء العنف في غزة وخلق فرصة لحوار مفتوح بين الدولتين أمر مهم، لكنه شدد على أنه لا ينبغي السماح بالإفلات من العقاب.

وأضاف: "السلام لا يمكن أن يعني النسيان أو الإفلات من العقاب. يجب أن يُحاسب المسؤولون الرئيسيون عن الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة أمام العدالة".

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 قتيلا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

وجدد سانشيز دعمه لحل الدولتين، مؤكدًا ضرورة عدم نسيان الضفة الغربية المحتلة، وأن على أوروبا دعم عملية إعادة إعمار غزة والإشراف عليها.

ولفت سانشيز إلى أن حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل سيستمر حتى يتم ترسيخ السلام في غزة، ولم يستبعد في الوقت نفسه احتمال إرسال إسبانيا قوات إلى غزة في إطار قوة حفظ سلام.

استمرار الاستهداف

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن دبابات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على فلسطينيين الأربعاء، في بلدة بني سهيلا وحي الشيخ ناصر شرقي مدينة خان يونس، إلى جانب قصف مدفعي شرق مدينة غزة، وذلك، رغم وقف إطلاق النار الذي دخل يومه السادس.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن القصف أودى بحياة 2 في الشجاعية شرق مدينة غزة. وقتل الجيش الإسرائيلي 7 فلسطينيين في قصف على غزة الثلاثاء.

وأعلنت السلطة الفلسطينية الأربعاء، جاهزيتها لتشغيل معبر رفح بين مصر وغزة من جانب القطاع.

وقال محمد اشتية المبعوث الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "نحن الآن جاهزون للعمل من جديد، وقد أبلغنا جميع الأطراف باستعدادنا لتشغيل معبر رفح".

وأكد اشتية أن الاتفاق مع (بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية) لدعم السلطة الفلسطينية في إدارة المعبر بفاعلية لا يزال سارياً. وكان جرى تعليق الاتفاق في مارس، بعد تجدد الأعمال القتالية.

وقال اشتية لصحافيين في جنيف خلال زيارة إلى سويسرا حيث التقى وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس "لسنا بحاجة إلى اتفاق جديد. فهناك اتفاق بالفعل، وأعتقد أنه الآن في طور الترتيبات النهائية لوضعه موضع التنفيذ".

***************************************

قطر تفرج عن زعيم الأقلية البهائية {بعد أشهر من الاحتجاز التعسفي}

الدوحة – وكالات

أفرجت قطر عن زعيم الأقلية البهائية في البلاد وفق ما أعلنته هيومن رايتس ووتش، بعد إلغاء حكم بالسجن صدر بحقه قبل نحو شهرين، قالت المنظمة إنه "لا أساس له".

وفي بيان، أوضحت هيومن رايتس ووتش أن "السلطات القطرية برّأت رئيس المحفل الروحاني المركزي البهائي في قطر ريمي روحاني، وأفرجت عنه بعد أشهر من الاحتجاز التعسفي بناء فقط على هويته الدينية". وأضافت أن روحاني، وهو في بداية السبعينيات من العمر، أُطلِق سراحه في 4 تشرين الأول، وأن النيابة العامة يُمكنها استئناف القرار في غضون 60 يوما.  وأورد البيان أن محكمة استئناف قطرية ألغت في 30 أيلول الحكم بالسجن خمس سنوات الذي صدر بحق روحاني في منتصف آب.

وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش مايكل بَيْج "إنه لخبر سار للغاية أن محكمة قطرية برّأت ريمي روحاني من جميع التهم ضده التي لا أساس لها".

وأوقف روحاني في نيسان بموجب قانون الجرائم الإلكترونية، بسبب منشورات على حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بالأقلية البهائية، بحسب المنظمة الحقوقية.

***************************************

منح ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام أفقد مفردة {السلام} معناها

إعداد: رشيد غويلب

تمثل ماريا كورينا ماتشادو، وجها مخادعا لماكينة تغيير الأنظمة في واشنطن، وهي المتحدثة البليغة باسم العقوبات والخصخصة والتدخل الأجنبي، برداء الديمقراطية الامريكية.

إن نهجها السياسي مُشبع بالعنف، فهي داعية لا تمل للتدخل الأجنبي، وعلى صلة مباشرة ً بنتنياهو، العقل المدبر لحرب الإبادة الجماعية في غزة، لكي يساهم في "تحرير" فنزويلا. ودعت إلى فرض العقوبات، سلاح ناعم يتفوق على آلة الحرب في قتل الأبرياء وتدمير أسس الحياة، وقد عرف ملايين العراقيين بشاعته طيلة 13 عاما.

حقيقة ماريا كورينا ماتشادو

إن محطات مواقفها السياسية ترسم صورتها الحقيقية، فهي صاحبة دور محوري في انقلاب عام 2002 الفاشل للإطاحة بالرئيس الفنزويلي المنتخب ديمقراطيا الراحل شافيز، والموقعة على مرسوم تعطيل العمل بالدستور وحل جميع مؤسسات الدولة. وهي شريكة أساسية لواشنطن في محاولات إسقاط الحكومة الفنزويلية بالتدخل العسكري الأجنبي المباشر. 

وهللت لتهديدات ترامب بالغزو ونشر قواته البحرية في منطقة البحر الكاريبي، في استعراض للقوة قد يُشعل حربًا إقليمية بذريعة "مكافحة تهريب المخدرات".  وعبرت في الوقت نفسه، عن استعدادها لتسليمه سيادة فنزويلا في حال وصولها إلى السلطة.

وعلى الرغم من يقينها، بأن الحصار والعقوبات تستهدف، أكثرية شعبها من العاملين والفقراء والمرضى، دعت صراحة إلى فرض عقوبات أميركية لخنق اقتصاد بلدها. وساعدت في إنشاء ما يسمى "الحكومة الانتقالية"، مدعومة من واشنطن تحت قيادة "رئيس، أعلن عن تنصيب نفسه، بقرار شخصي، ونهب أموال فنزويلا المودوعة في البنوك الغربية، بينما كان أطفالها يتضورون جوعاً.

وتعهدت بإعادة فتح السفارة الفنزويلية في القدس، تعبيرا عن وقوفها بشكل علني إلى جانب دولة الاحتلال والفصل العنصري التي تقصف المستشفيات، وتسمي جرائمها دفاعا عن النفس. والآن، تريد تسليم نفط البلاد ومياهها وبنيتها التحتية لشركات رأس المال العالمي، عملا بذات الوصفة التي حوّلت أمريكا اللاتينية إلى مختبر للبؤس الليبرالي الجديد خلال تسعينيات القرن العشرين.

وقفت ماتشادو مع آخرين وراء احتجاجات ٢٠١٤، التي لم تكن "احتجاجات سلمية" كما زعمت الصحافة الأجنبية، بل متاريس منظمة صُممت لشلّ حركة البلاد وفرض عملية الإطاحة بحكومة منتخبة. لقد قطعت الشوارع بالقمامة المشتعلة والأسلاك الشائكة، وأُحرقت حافلات تقل العمال، وتعرض المشتبه بانتمائهم إلى تشافيز للضرب أو القتل. حتى سيارات الإسعاف والأطباء لم يسلموا من عنف اليمين المتطرف.

عنف اليمين المتطرف

كادت أعمال العنف أن تحرق فرق التضامن الطبية الكوبية أحياءً. ودُمّرت المباني العامة ووسائل نقل الطعام والمدارس. وسيطر الخوف على الأحياء السكنية، بينما وقف قادة المعارضة على الرصيف، مثل ماتشادو، يهتفون، واصفين ما حدث بـ "المقاومة".

أشادت ماتشادو بـ "الإجراء الحاسم" الذي اتخذه ترامب ضد ما وصفته بـ "المشروع الإجرامي"، منحازةً إلى احتجاز أطفال المهاجرين في أقفاص وتشتيت شمل العوائل تحت إشراف سلطات الهجرة الأمريكية، بينما تبحث الأمهات الفنزويليات عن أطفالهن الذين اختفوا نتيجة لهذه السياسة.

ان ماتشادو ليست رمزًا للسلام أو التقدم. إنها جزء من تحالف عالمي بين الفاشية والصهيونية والليبرالية الجديدة، وهو محور يبرر الهيمنة بلغة الديمقراطية والسلام.

في فنزويلا، أدى هذا التحالف إلى انقلابات وعقوبات وخصخصة. أما في غزة، فقد أدى إلى إبادة جماعية.  انها أيديولوجية واحدة: الاعتقاد بأن ملايين الأرواح لا قيمة لها، وأن السيادة قابلة للتفاوض، وأن العنف يمكن تسويقه على أنه نظام حياة.

 سلامنا و"سلامهم"

إذا كان بإمكان هنري كيسنجر الفوز بجائزة السلام، فلماذا لا تُمنح لماريا كورينا ماتشادو؟ وربما تُمنح العام المقبل لمؤسسة غزة الإنسانية عن مشروعها "التعاطف في ظل الاحتلال".

في كل مرة تُمنح الجائزة لمهندسي العنف المتنكرين بثوب دبلوماسي، تمثل صفعة في وجه جميع المناضلين حقا من أجل السلام: المسعفون الفلسطينيون الذين ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض، والصحافيون الذين يخاطرون بحياتهم في غزة لتوثيق الحقيقة، والمشاركين في أسطول الصمود، الساعين لكسر الحصار وإيصال المساعدات لأطفال غزة الجائعين.

لكن السلام الحقيقي لا يُتفاوض عليه في الاجتماعات المغلقة، ولا يُمنح على المنصات. السلام الحقيقي تبنيه النساء اللواتي يُنشئن شبكات إمدادات الغذاء خلال الحصار. والسكان الأصليين الذين يدافعون عن الأنهار ضد استخراج المواد الخام. والعمال الذين يرفضون الخضوع للجوع. والأمهات الفنزويليات اللواتي يحتشدن للمطالبة بعودة أطفالهن الذين رُحِّلوا بموجب سياسة الهجرة الأمريكية. والبلدان التي تُعطي الأولوية للسيادة على القهر. هذا هو السلام الذي تستحقه فلسطين وفنزويلا وكوبا وجميع بلدان الجنوب العالمي.

***************************************

الصفحة السابعة

كيف يرى العمال المشاركة في الانتخابات؟

بغداد – طريق الشعب

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، تتباين مواقف العمال في البلاد إزاء المشاركة فيها، بين من يرى أنها وسيلة للتغيير وفرصة لاستعادة الحقوق المهدورة، ومن يعتبرها مجرد تكرار لخيبات سابقة لم تثمر سوى المزيد من الوعود غير المنفّذة. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العامل، يبدو الحديث عن الانتخابات مرتبطا بشكل وثيق بقضايا الأجور، والضمان الاجتماعي.

في أحد معامل إنتاج الطابوق، يقول العامل محمود حميد، وهو يعمل بأجر يومي منذ أكثر من عقدين: "نشارك في كل الانتخابات، لكن حالنا على ما هو عليه. الوعود تتكرر، والأوضاع تبقى كما هي. بعد الانتخابات، لا أحد يسأل عن العمال، وكأننا مجرد أرقام في صناديق الاقتراع".

ويضيف "نريد من يمثلنا فعلا، لا من يرفع شعاراتنا ثم ينسى مطالبنا".

أما إياد عبد الكريم، وهو عامل تنظيف، فيرى أن المشاركة رغم كل الإحباطات تبقى ضرورية. ويقول لـ" طريق الشعب" "صحيح أن عمال النظافة على الرغم من دورهم المجتمعي الكبير إلا أنهم أكثر الفئات التي تعاني التهميش الحكومي، لكن يجب ألا نفقد الأمل، أنا أعمل لإعالة أطفالي، ولا أطلب سوى مسؤولين يشعرون بما نعانيه يوميا، خاصة وأن أجورنا على الرغم من تثبيتنا على الملاك الدائم مازالت قليلة."

وتشاركه في الرأي المواطنة حنان علي، وهي عاملة في أحد ورش الخياطة، لكنها تشدد على أهمية الوعي الانتخابي. تقول لـ  "طريق الشعب" إن"العمال يجب أن يصوتوا بناء على برامج واقعية، لا على الانتماءات الفرعية أو الوعود المؤقتة. نحن بحاجة إلى نقابات عمالية قوية وتنظيم حقيقي حتى يكون لصوتنا وزن وتأثير".

أما العامل أحمد رعد، الذي يعمل في ورشة للحدادة، فيعتقد أن المقاطعة ليست حلا. يقول: "كنت في السابق لا أشارك في التصويت، لكنني أدركت أن العزوف يمنح المجال للفاسدين ليبقوا. صحيح أن المشاركة لا تضمن التغيير الفوري، لكنها وسيلة للضغط".

 ويضيف: "ما نحتاجه هو وعي في اختيار من يعمل لمصلحة العمال ويوحد عمل نقاباتهم العمالية، لا تصويت عشوائي أو قناعة بعدم المشاركة في الانتخابات".

من جانبه، يؤكد الباحث في الشؤون الاجتماعية حميد اللامي أن ضعف التنظيم النقابي وضعف الثقافة السياسية لدى العمال، ساهما في تهميشهم عن المشهد الانتخابي. ويقول لـ" طريق الشعب" إن "العمال يمثلون كتلة انتخابية كبيرة، لكن أصواتهم مشتتة. لو كان هناك تنظيم نقابي حقيقي يمثلهم، لأصبح تأثيرهم جوهريا في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية".

في المقابل، يرى العامل جاسم مطر، الذي يعمل في إحدى شركات المقاولات، أن المشاركة واجب وطني مهما كانت النتائج. ويقول لـ" طريق الشعب" "قد لا يتغير الواقع بسرعة، لكن الامتناع عن التصويت يعني التخلي عن حقنا في المطالبة، خاصة وأن أغلب عمال شركات المقاولات يعانون من عقود العمل غير القانونية وتتضمن شروط عمل تعجيزية".

غير أن بعض العمال لا يخفون تشاؤمهم من العملية الانتخابية. يقول نزار علي، عامل بناء "النتائج محسومة مسبقا، والوجوه ذاتها تعود كل مرة. أفضل أن أعمل في يوم الانتخابات لأكسب قوتي بدلا من إضاعة الوقت في تصويت لا يغير شيئا".

بين من يشارك بدافع الأمل ومن يقاطع بدافع اليأس، تظل مشاركة العمال في الانتخابات مرآة لوضعهم الاقتصادي والاجتماعي. فالعمال، الذين يشكلون قاعدة الإنتاج في البلاد، ما زالوا يعانون ضعف التمثيل داخل المؤسسات السياسية، في وقت تتزايد فيه الضغوط المعيشية وتهمل فيه تشريعات حماية العمل.

ومع كل دورة انتخابية جديدة، يتجدد السؤال في ورش العمل ومعامل الإنتاج: هل يمكن لصوت العامل أن يصبح يوما ما قوة قادرة على تغيير المعادلة السياسية؟ أم سيبقى مجرد رقم يستخدم في الحملات الانتخابية ثم ينسى بعدها؟

***************************************

عمال الرميلة يطالبون بإنهاء {عقود الهشاشة} بعد 13 عاماً من الخدمة

متابعة- طريق الشعب

يواصل عشرات العاملين في الشركات المتعاقدة مع شركة BP البريطانية داخل حقل الرميلة الشمالي في البصرة، وقفاتهم الاحتجاجية للمطالبة بإنهاء ما وصفوه بـ "عقود الهشاشة" وتحويلها إلى عقود رسمية ضمن شركة نفط البصرة، بعد أكثر من ثلاثة عشر عاما من العمل المستمر في مواقع الإنتاج.

يبلغ عدد المحتجين نحو 104 عاملين من كوادر الخدمات والصيانة والتنظيف والمساندة الإدارية. وهم يقولون بأنهم يمثلون الفئة  "المنسية" في منظومة تشغيل الحقل الذي يعد من أكبر الحقول النفطية في العراق، رغم دورهم في استمرار الإنتاج اليومي لملايين البراميل.

محمد علي، أحد منسقي الوقفة الاحتجاجية، يقول إن "العمال يؤدون مهامهم منذ عام 2012 في ظروف عمل صعبة، لكنهم لم يشملوا بقرارات التثبيت أو التحويل إلى الملاك الدائم، رغم مرور كل هذه المدة". وأشار إلى أن "معظم العاملين من أبناء منطقة الرميلة الشمالية الفقيرة، وبينهم حملة شهادات جامعية وذوو شهداء لم يحصلوا على أي امتياز وظيفي حتى اليوم".

أما العامل هيثم فهد فأكد أن "العاملون يعيشون حالة من الإحباط بعد وعود متكررة من الجهات الإدارية دون تنفيذ فعلي"، مبينا أن "الكوادر التي خدمت لأكثر من عشر سنوات تستحق معاملة عادلة لا أن تبقى رهينة عقود مؤقتة بلا ضمانات".

ويؤكد المحتجون أن معاناتهم تعود إلى قرارات صدرت عام 2012 عندما تم تثبيت قسم من موظفي الخدمات على الملاك، فيما استُثني آخرون يؤدون المهام ذاتها، ما خلق فجوة واضحة في الحقوق الوظيفية.

ودعا الناشط المدني علاء البخاتري وزارة النفط إلى "مراجعة شاملة لملف العقود النفطية في الجنوب"، مشيرا إلى أن "هذه الفئة تمثل ركنا أساسيا في استمرار تشغيل الحقول، ولا يمكن إبقاء مئات العاملين بلا استقرار وظيفي في منشآت تمثل عصب الاقتصاد الوطني".

وأكد المحتجون استمرارهم في التحرك "حتى تحقيق مطالبهم المشروعة وإنصافهم قانونيا"، معبرين عن أملهم بأن تدرج قضيتهم ضمن خطوات إصلاح شاملة لملف العقود النفطية في البلاد.

******************************************

{أطفال النظافة}.. حين تتحول الطفولة إلى عمل من أجل البقاء

حوراء فاروق

مع بداية كل يوم، وحين تبدأ الشوارع بالازدحام، تلمح وجوها صغيرة تمسك بالمكانس الطويلة وتكنس الأرصفة وأخرى تدفع حاويات النفايات. أطفال لم يتجاوز بعضهم الثانية عشرة، يرتدون سترات برتقالية كبيرة على أجساد نحيلة، ويغيب عن ملامحهم شيء من اللعب والضحك. هؤلاء هم "أطفال النظافة"، أبناء الفقر الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة حياة أكبر من أعمارهم، يكدحون تحت شمس الصيف أو برد الشتاء مقابل أجور زهيدة لا تكفي لإعالة عائلة، لكنها تمنع الجوع ليوم واحد على الأقل.

ظاهرة عمل الأطفال ليست جديدة في العراق، لكنها اليوم تتخذ شكلا أكثر قسوة، مع تزايد نسب الفقر وتراجع دور الدولة في توفير الحماية الاجتماعية والتعليم المجاني الحقيقي.

هؤلاء العمال الأطفال الذين يفترض أن يكونوا على مقاعد الدراسة، تحولوا إلى قوة عمل رخيصة، تستغل حاجتهم من قبل المقاولين أو البلديات التي تغض النظر عن تشغيلهم، في خرق واضح للقوانين التي تمنع تشغيل من هم دون الثامنة عشرة في الأعمال الشاقة.

بين الحاجة والاستغلال

علي، طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، يعمل في إحدى البلديات بأجر يومي لا يتجاوز عشرة آلاف دينار. يقول بخجل لـ "طريق الشعب" "أبي مريض وأمي ما تشتغل، إذا ما أطلع أشتغل ما نقدر نشتري أكل". علي ليس حالة فردية، بل هو نموذج لمئات الأطفال الذين يجرون حاويات النفايات أو يكنسون الشوارع، وسط تجاهل مجتمعي واسع. إنهم يلبون حاجة الحكومة إلى أيد عاملة رخيصة، فيما تسلب منهم أبسط حقوق الطفولة.

عمالة الأطفال، بحسب المفهوم الإنساني والاقتصادي، ليست مجرد مخالفة قانونية، بل هي جريمة اجتماعية مزدوجة، فهي من جهة تحرم الطفل من التعليم وتدفعه مبكرا إلى سوق العمل، ومن جهة أخرى تكرس دورة الفقر جيلا بعد جيل، إذ يبقى الطفل الذي لم يتعلم أسير الأعمال الهامشية مدى حياته.

استغلال الطفولة من أجل الربح

من وجهة النظر الماركسية، تمثل عمالة الأطفال أحد أكثر أشكال الاستغلال الطبقي وضوحا. فماركس في تحليله للرأسمالية أشار إلى أن النظام الاقتصادي السائد لا يكتفي باستغلال البالغين، بل يمد يده إلى كل من يمكن أن يدر ربحا إضافيا، حتى لو كان طفلا. في كتاب "رأس المال"، يتحدث ماركس عن "إدخال المرأة والطفل إلى المصنع" كوسيلة لزيادة فائض القيمة عبر تخفيض كلفة الأجور وزيادة ساعات العمل".

وهذا بالضبط ما يحدث اليوم، وإن كان في صورة مختلفة. فالطفل العامل في الشوارع أو الورش أو مشاريع النظافة، لا يحصل على أجر عادل ولا ضمان اجتماعي، ويعامل كـ "أداة إنتاج" صغيرة في منظومة غير عادلة. الماركسية تنظر إلى هذه الظاهرة باعتبارها نتيجة مباشرة لهيمنة رأس المال على العمل، حيث يستغل الإنسان - مهما كان عمره - طالما أنه قادر على إنتاج قيمة مضافة.

لا يكمن الحل من منظور ماركسي، في "الشفقة" على هؤلاء الأطفال، بل في تغيير البنية الاقتصادية التي تدفعهم للعمل أصلا. فالمسألة ليست أخلاقية فقط، بل هي طبقية بامتياز. حين يعيش الآباء في فقر مدقع، وحين تنهك الطبقة العاملة بالبطالة وانعدام الضمانات، فإن الأطفال يصبحون امتدادا لمعاناة أسرهم.

التعليم كحق لا كترف

الطفل الذي يكنس الشارع اليوم، كان يمكن أن يكون طالبا في مدرسة تفتح له أبواب المعرفة والحياة الكريمة. لكن غياب السياسات التعليمية الفاعلة، وانهيار البنية التحتية للمدارس في المدن الفقيرة، جعل التعليم ترفا لا يستطيع الجميع تحمله. وفي الوقت الذي تصرف فيه مليارات على الدعاية الانتخابية والمناصب، تبقى المدارس بلا مقاعد كافية، والمعلمون بلا رواتب مجزية.

من هنا يؤكد الفكر الماركسي على ضرورة تأميم التعليم والخدمات العامة وضمان وصولها إلى الجميع كحق إنساني، لا كامتياز طبقي. فالمجتمع الذي يترك أبناءه في الشوارع ليعملوا، هو مجتمع يفرط بمستقبله.

مسؤولية الدولة والمجتمع

إن إنهاء عمالة الأطفال لا يمكن أن تتحقق بقرارات شكلية، بل بإعادة توزيع الثروة بشكل عادل، وخلق نظام رعاية اجتماعية شامل يمنح الأسر الفقيرة بدائل حقيقية عن تشغيل أبنائها. كما يجب فرض رقابة صارمة على البلديات والشركات التي تستخدم الأطفال، وتجريم هذا السلوك قانونيا وإعلاميا.

الموقف الماركسي هنا واضح: لا يمكن القضاء على عمالة الأطفال دون القضاء على الفقر نفسه، ولا يمكن القضاء على الفقر دون تغيير النظام الاقتصادي الذي ينتج التفاوت الطبقي.

وأخيرا، إن أطفال النظافة ليسوا مجرد مشهد مؤلم في شوارعنا، بل هم مرآة تعكس عمق الخلل في بنية المجتمع. حين يجبر الطفل على أن يكون عاملا قبل أن يكون تلميذا، فإن المستقبل كله يصبح هشا.

ولعل السؤال الذي يجب أن نطرحه: أي مستقبل نبنيه على أكتاف أطفال يُحرمون من طفولتهم؟

****************************************

لحظة عمالية.. جايكم يا فُقرة!

نورس حسن

"جايكم يا الفقرة"... عبارة رفعها أحد المرشحين في حملته الانتخابية، فصارت كأنها شعار للسخرية من فقر الناس بدل أن تكون وعدا بإنهائه. هذه الجملة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي التي بدت للبعض قريبة من الناس، تخفي خلفها استهانة بمعاناتهم اليومية، وبالأخص معاناة الفئة التي تبحث عن لقمة العيش بين عمل متعب وأجر لا يسد الرمق.

المرشح الذي يرفع شعار "جايكم يا الفقرة" لا يأتي إليهم ليمنحهم فرصة عمل كريمة او ضمان اجتماعي للعمال، بل ليمن عليهم بوعود الشمول بالرعاية الاجتماعية، وكأنها منة شخصية منه، لا حق تكفله الدولة لكل من يعيش تحت خط الفقر. يستغل حاجة البسطاء إلى راتب ثابت - مهما كان ضئيلا - ليحصد أصواتهم، عارفا أن هؤلاء لا يملكون سوى الأمل في راتب حكومي ينقذهم من جحيم العمل اليومي غير المستقر.

العمال الذين يقضون نهارهم تحت الشمس في مواقع البناء أو بين ضجيج المعامل، لا يحلمون بالكثير. كل ما يريدونه هو نقابات عمالية تمثل مطالبهم وأجر عادل يضمن لهم حياة مستقرة، لا أن يستغل فقرهم كورقة انتخابية. ومع ذلك، يُمنحون وعودا بالشمول في الرعاية الاجتماعية التي لا تتجاوز مبالغها مائة ألف دينار شهريا، في وقت لا يكفي فيه هذا المبلغ لتغطية مصاريف أسبوع واحد لعائلة بسيطة.

ما بين المرشح الذي"جايهم" وبين الفقير الذي ينتظره، تمتد فجوة من الألم والخذلان. فالكرامة لا تشترى ببطاقة انتخابية، ولا يبنى الوطن بالشعارات التي تقال أمام الكاميرات ثم تنسى بعد يوم الاقتراع.

إن استغلال الفقر لتحقيق مكاسب سياسية هو أخطر أشكال الابتزاز، لأنه لا يسرق المال فحسب، بل يسرق الإيمان بفكرة العدالة ذاتها. الفقراء لا يريدون أن "يجيهم" أحد، بل يريدون دولة عادلة تأتي بالحق للجميع، وتكافئ من يعمل، لا من يرفع شعارات جوفاء على حساب وجعهم اليومي.

*****************************************

عمال المنصات الإلكترونية يطالبون بالضمان الاجتماعي

بغداد – طريق الشعب

يواجه عمال المنصات الإلكترونية، مثل سائقي التوصيل وموفري الخدمات عبر التطبيقات، تحديات يومية متزايدة بسبب غياب الحماية القانونية، الاستقرار المالي، ومتطلبات السلامة المهنية، في ظل مساهمتهم الفعالة في الاقتصاد الرقمي المتنامي.

يقول أحمد جاسم، أحد سائقي التوصيل في بغداد "نعمل لساعات طويلة يوميا دون تحديد لساعات عمل ولا توجد أي حماية لنا من الحوادث أو التأمين الصحي. الأجور متقلبة بحسب الطلب، وهذا يجعل حياتنا اليومية صعبة جدا".

رنا كريم، مقدمة خدمات عبر منصة توصيل الطعام، تضيف من جانبها "الضغط كبير والمهام متكررة، وأحيانا نتعرض لمواقف صعبة مع العملاء، لكن لا يوجد أي جهة تشرف على حقوقنا أو تضمن لنا ظروف عمل عادلة. نحن بحاجة ماسة إلى شمولنا بالضمان الاجتماعي والحقوق الأساسية للعاملين".

بدورها أفادت ليلى كريم وهي عاملة في منصة خدمات منزلية " رغم صعوبة الظروف، نحن نواصل العمل لنكسب لقمة العيش، لكننا نحتاج إلى قوانين واضحة تحفظ حقوقنا وتحمي صحتنا، وتضمن لنا استقرارا ماديا"، منبهة إلى أن "أغلب عمال المنصات هم من الخريجين إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على فرصة عمل ضمن اختصاصهم العلمي".

مروان عبد وهو سائق توصيل، يتحدث لـ "طريق الشعب" أن المنافسة على الطلبات كبيرة جدا، وأحيانا نخسر أجورنا بسبب تأخر وصولنا أو مشاكل تقنية في التطبيق، وهذا يزيد الضغوط علينا".

ويشير عمال المنصات إلى أن إدراجهم ضمن منظومة الضمان الاجتماعي، إلى جانب وضع قوانين واضحة للعمل الرقمي، سيضمن لهم استقرارا ماليا، وحماية صحية، وكرامة مهنية، ويمنحهم فرصة لتطوير عملهم بشكل أفضل دون خوف من فقدان حقوقهم الأساسية.

*******************************************

الصفحة الثامنة

شيوعيو بغداد يشحذون الهمم على طريق الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد

الرفيق رائد فهمي يؤكد أهمية التغيير ومشاركة المواطنين الواسعة في الانتخابات

بغداد ـ طريق الشعب

استضاف ملتقى الأسطورة الثقافي في شارع الرشيد، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، المرشح ضمن تحالف البديل، للحديث حول مشروع التحالف الانتخابي وآخر المستجدات السياسية في البلاد.

وتطرق الرفيق رائد فهمي في حديثه إلى رواد المقهى إلى أهمية المشاركة في الانتخابات باعتبارها إحدى الوسائل الأساسية لتحقيق التغيير، مؤكداً أن القابضين على السلطة يسعون للتشبث بها بكافة الوسائل، مستخدمين المال السياسي والخطاب الطائفي وشعارات انتخابية لا تمت للواقع بصلة.

نبذ الطائفيين

وأكد الرفيق أن بعض القوى السياسية المشاركة في السلطة حالياً ترفع شعارات لإيهام المواطنين بأنها بريئة مما وصل إليه العراق من تراجع اقتصادي وتعليمي وصحي، مشيراً إلى أن هذه القوى تعتمد على الخطاب الطائفي والتفرقة في دعايتها الانتخابية، دون تقديم أي برامج أو مشاريع سياسية حقيقية.

وطرح الرفيق سؤالاً يتعلق بالخدمات الصحية، قائلاً: "أين يذهب المواطنون لمعالجة مرضاهم؟ هل المستشفيات الحكومية تقدم خدمات فعلية؟ وأين ذهبت الأموال المخصصة لهذا القطاع الحيوي؟".

غياب الضمان الاجتماعي

وأضاف أن غياب قانون الضمان الاجتماعي والتعليم المجاني هو جزء من الإخفاقات التي تتحملها القوى الحاكمة في إدارة الدولة.

وفي إطار النشاطات الانتخابية للتعريف ببرنامج تحالف البديل رقم (250) ومرشح الحزب الرفيق رائد فهمي تسلسل (2)، نظم الحزب الشيوعي العراقي سلسلة من الجولات الميدانية في العاصمة بغداد، شملت عدداً من المناطق الحيوية.

فقد شكلت المحلية العمالية للحزب فريقاً جوالاً في منطقة السنك بالباب الشرقي، وزع خلاله الرفاق مطويات وكارتات تعريفية تتضمن برنامج التحالف وسيرة مرشح الحزب، إلى جانب إجراء حوارات مباشرة مع المواطنين وأصحاب المحال التجارية والباعة المتجولين حول أهمية المشاركة الواعية في الانتخابات المقبلة ودعم القوى الوطنية الساعية للتغيير.

وأكد المشاركون في الجولة أن تحالف البديل ومرشحه الرفيق رائد فهمي يمثلان صوت الفئات الكادحة والطبقة العاملة، مشيدين بنزاهته ودوره الفاعل في الدفاع عن مصالح الشعب.

نشاطات متواصلة

وفي السياق ذاته، واصل الفريق المركزي للانتخابات نشاطاته الميدانية في مناطق الحرية الأولى والثانية وساحة عدن، حيث تم توزيع أعداد كبيرة من المواد الدعائية وتوعية المواطنين ببرنامج الحزب الانتخابي، وسط تفاعل وترحيب واضح من الأهالي الذين أكدوا دعمهم لمساعي الحزب في تحقيق التغيير والإصلاح.

كما شكلت محلية الرصافة الثانية فريقاً جوالاً في منطقة الزعفرانية، وزعوا فيه الكارت التعريفي بتحالف البديل ومرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، ولاقى الفريق تجاوباً من المواطنين، في حين شكلت محلية الرصافة الثالثة فريقاً شبابياً لحث المواطنين على انتخاب تحالف البديل في منطقة حي أور. واستمرت محلية الثورة في نشاطها الانتخابي حيث زار الرفاق منطقة الكيارة، وتم توزيع الدعاية الانتخابية وسط ترحيب المواطنين بالحزب ورفاقه.

كما استمرت الطاولات الإعلامية المركزية أمام مقر الحزب في ساحة الأندلس والكرادة، قرب مقر محلية الرصافة الأولى، وقرب مقر الحزب في الفضل، حيث ينشط الرفاق في توزيع المنشورات الانتخابية الخاصة بمرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، في إطار خطة شاملة لتعريف المواطنين ببرنامج التحالف وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة.

***************************************

ميعاد القصير.. المرشح الأول لتحالف البديل (250) في محافظة الديوانية

الديوانية ـ طريق الشعب

نظم الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، نشاطين جماهيريين دعماً لحملته الانتخابية الخاصة بمرشحه عن قائمة البديل رقم 250، الرفيق ميعاد القصير، تسلسل رقم 1. وأقام الحزب ندوة أولى في منطقة أم الخيل بمنزل الرفيق محمد فاهم، تحدث فيها القصير عن برنامجه الانتخابي وضرورة تحقيق التغيير المطلوب في الواقع الخدمي للمحافظة، مشيراً إلى أبرز الحلول والمعالجات للأزمات الخدمية والمعيشية التي تواجه الأهالي. كما عُقدت ندوة ثانية في منطقة الإسكان الصناعي بمنزل الفقيد الرفيق صعيصع، تناول خلالها القصير أثر نهج المحاصصة والفساد على تدهور الأوضاع العامة، مؤكداً أهمية دعم الصناعة والزراعة وخلق فرص عمل حقيقية للشباب.

إلى ذلك، نظم الرفاق في اللجنة المحلية والأساسية لمدينة الديوانية جولتين راجلتين في شوارع المدينة للتعريف بمرشح الحزب، الرفيق ميعاد القصير، وحث المواطنين على التصويت له ضمن قائمة البديل رقم 250.

************************************************

ضمن قائمة تجمع الفاو زاخو 213 في البصرة.. الرفيق كاظم السعداوي يواصل حملته الانتخابية

البصرة ـ طريق الشعب

واصل الرفيق كاظم السعداوي، مرشح الحزب الشيوعي العراقي في البصرة عن قائمة تجمع الفاو زاخو رقم (213) وتسلسل (2)، جولاته الميدانية الراجلة في عدد من مناطق المحافظة، ضمن حملته الانتخابية الهادفة إلى التعريف ببرنامجه وحث المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة. وشملت الجولات العشار والقبلة (سوق المسطر) والأصمعي وقضاء القرنة وقضاء الفاو، بمشاركة أعضاء من اللجنة المحلية في المحافظة ورفاق الحزب، بينهم محمود سعدون وجمعة الزيني وعدد من كوادر المنظمات.

وخلال الجولة في منطقة القبلة، وزع الفريق المواد الدعائية على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، وأجرى حوارات مباشرة معهم حول أهمية الانتخاب وضرورة اختيار البديل الوطني القادر على تمثيل تطلعاتهم في البرلمان القادم.

وأكد الرفيق السعداوي في أحاديثه مع المواطنين أنه يمثل صوت التغيير والإصلاح، داعياً إلى دعم قائمة تجمع الفاو زاخو (213) والمشاركة الواعية في يوم الاقتراع.

*********************************************

الصفحة التاسعة

عبد الغني شهد مدربا لكرة دهوك

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت الهيئة الإدارية لنادي دهوك، عن التعاقد رسمياً مع المدرب عبد الغني شهد لتولي قيادة الفريق الكروي، خلفاً للمدرب البرازيلي سيرجيو فارياس، بعد سلسلة من النتائج السلبية في دوري نجوم العراق.

وتم توقيع العقد بين إدارة النادي والمدرب الجديد بحضور رئيس النادي عبد الله الجلال في مدينة دهوك، لتسليم المهمة رسمياً لموسم 2025-2026. وكانت إدارة النادي قد أنهت عقدها مع المدرب البرازيلي بالتراضي، عقب خسارة الفريق لأربع مباريات متتالية، حيث خسر أمام الطلبة 1-2 في الجولة الرابعة، وأربيل 2-3 في الجولة الثالثة، والشرطة 0-2، والكرمة 0-1.

ويقبع فريق دهوك حالياً في المركز الأخير (20) بعد انتهاء الجولة الرابعة من الدوري، دون أي نقاط، ويأمل النادي أن يحقق المدرب الجديد تحسناً في النتائج ويعيد الفريق إلى المنافسة على المراتب المتقدمة.

*****************************************

العراق يفرّط بالتأهل مجدداً ويختار الطريق الأصعب نحو المونديال

بغداد ـ طريق الشعب

لم يكن خروج المنتخب العراقي من الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026 مفاجئاً بقدر ما كان محبطاً لجمهورٍ رأى أن “أسود الرافدين” فرّطوا بفرصةٍ كانت في المتناول للتأهل المباشر، بعد خسارتهم أمام فلسطين وتعادليهم مع الكويت مرتين، ليكملوا سلسلة الأداء الباهت بالتعادل السلبي أمام السعودية، ويغادروا الملحق الآسيوي نحو طريقٍ أطول وأصعب في الملحق العالمي.

هذا الإخفاق ترافق مع تصدعات داخلية في اتحاد الكرة العراقي، إذ ألقى بعض المسؤولين باللوم على زملائهم، وسط حديث متزايد عن تصفية حسابات بين مقدمي البرامج الرياضية وأصحاب المواقع الرياضية الالكترونية وأعضاء الاتحاد. كما أشار مراقبون إلى سوء إدارة واضحة خلال مرحلة الإعداد والمباريات الحاسمة، حيث كان هناك تراجع ملحوظ في الانسجام بين الجهاز الفني واللاعبين.

وعقد رئيس الاتحاد عدنان درجال اجتماعاً مع اللاعبين عقب مباراة السعودية، مؤكداً أن “الفرصة ما زالت قائمة” عبر مواجهة الإمارات في الملحق الآسيوي، داعياً إلى التعويض والتحضير الجيد، مع الحفاظ على الجاهزية الفنية والذهنية لمواجهة الذهاب في أبو ظبي يوم 13 تشرين الثاني والإياب في ملعب البصرة الدولي يوم 18 تشرين الثاني.

وسيكون الفائز من مواجهة العراق والإمارات في الملحق الآسيوي أمام تحدٍ جديد في الملحق العالمي لكأس العالم 2026، والذي يشهد مشاركة 6 منتخبات، بواقع منتخب من كل قارة باستثناء أمريكا الشمالية التي تشارك بمنتخبين، بينما أوروبا لا تشارك في هذا الملحق. وستخوض أقل 4 منتخبات من المشاركين نصف نهائي تُحدد مبارياته بالقرعة، ليتأهل منها منتخبين إلى مباراتين نهائيتين، حيث يتضمن كل نهائي منتخباً من الأعلى تصنيفاً والمتأهلين من نصف النهائي، ليتأهل في النهاية منتخبين مباشرةً إلى المونديال.

حتى الآن لم يُعلن رسمياً عن البلد المستضيف للملحق، لكن التقارير ترجح إقامته في المكسيك التي ستتشارك استضافة البطولة مع الولايات المتحدة وكندا. وبجانب الفائز من العراق والإمارات، سيشارك منتخب بوليفيا من أمريكا الجنوبية، ومنتخب كاليدونيا الجديدة من أوقيانوسيا، فيما سيتحدد ممثل القارة الأفريقية وثنائي أمريكا الشمالية الشهر المقبل.

*****************************************

الفيفا يقرر توجيه قرعة كأس العالم 2026.. خطوة تخدم الكبار

متابعة ـ طريق الشعب

فجرت تقارير إعلامية مفاجأة حول قرار جديد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يتعلق بمراسم قرعة كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف العام المقبل، بمشاركة 48 منتخباً لأول مرة في التاريخ.

وتشهد النسخة المقبلة من المونديال عدة تغييرات استثنائية، أبرزها زيادة عدد المنتخبات من 32 إلى 48، وإقامتها في ثلاث دول للمرة الأولى، بالإضافة إلى منح كل فريق الحق في استدعاء 30 لاعباً بدلاً من 26.

ووفقاً لتقارير صحفية، فقد ضمنت ثلاثة منتخبات المشاركة في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وهي الأردن وأوزبكستان من آسيا، بالإضافة إلى كاب فيردي (الرأس الأخضر) من أفريقيا.

وأوضحت صحيفة "آس" الإسبانية أن فيفا سيتدخل جزئياً في توجيه القرعة، حيث ستتمكن المنتخبات الأعلى تصنيفاً من اختيار مجموعاتها وأماكن إقامتها خلال الدور الأول، كما سُمح للمكسيك والولايات المتحدة وكندا باختيار مناطقها الجغرافية بأسلوب يشبه تقسيم دوري NBA إلى مناطق غربية ووسطى وشرقية.

وتضم المنطقة الغربية لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسياتل وفانكوفر، والمنطقة الوسطى مكسيكو سيتي ومونتيري وغوادالاخارا وهيوستن ودالاس وكانساس سيتي، والمنطقة الشرقية ميامي وأتلانتا وتورونتو وبوسطن وفيلادلفيا ونيويورك.

ويستعد الاتحاد الإسباني لكرة القدم للاستفادة من هذا القرار، حيث يخطط لاختيار مدينة ميامي لاستضافة مباريات المنتخب الإسباني في الدور الأول، بهدف تقليل التنقل بين المدن وحماية اللاعبين من الإجهاد. وقد أجرى رئيس الاتحاد الإسباني رافاييل لوزان زيارة إلى ميامي في يونيو الماضي للتعرف على المرافق الرياضية، التي استثمر فيها نادي ريال مدريد مبالغ كبيرة لضمان جاهزيتها، تمهيداً لاستخدامها كمقر تدريبي للمنتخب الإسباني خلال مرحلة المجموعات.

ومن المقرر أن تُقام مراسم قرعة كأس العالم 2026 في 5 كانون الأول المقبل بمدينة واشنطن الأمريكية، بينما لم يضمن المنتخب الإسباني، بطل نسخة 2010 في جنوب أفريقيا، تأهله المباشر حتى الآن.

***************************************

الحميري ينضم إلى معسكر المنتخب العراقي للركبي استعداداً لبطولة آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

وصل أمس الأربعاء إلى العاصمة بغداد اللاعب العراقي المحترف في الدوري الإنجليزي، لورنس الحميري، لاعب نادي Bracknell RFC، للانضمام إلى معسكر المنتخب الوطني للركبي استعداداً للمشاركة في بطولة آسيا المقررة في العاصمة العُمانية مسقط نهاية الشهر الجاري.

وقال حسين عمار، مسؤول اللجنة الفنية في الاتحاد العراقي للركبي، في بيان، إن "انضمام اللاعبين المحترفين يمثل إضافة فنية مهمة للمنتخب، ويساهم في رفع مستوى الأداء الجماعي خلال البطولة القارية"، مشيراً إلى أن "الكوادر الفنية تراهن على خبرات هؤلاء اللاعبين في دعم مسيرة المنتخب ورفع جاهزيته الفنية والبدنية".

وأضاف عمار أن "الأيام المقبلة ستشهد التحاق عدد من اللاعبين العراقيين المحترفين في أوروبا وكندا، ضمن خطة الإعداد الشاملة التي ينفذها الاتحاد، بهدف الظهور بمستوى يليق بسمعة العراق في المحافل الآسيوية".

************************************

مانشستر يونايتد يجهز مفاجأة لكاسيميرو: تجديد العقد شرط تخفيض الراتب

مانشستر ـ وكالات

يخطط مانشستر يونايتد لمنح لاعبه البرازيلي المخضرم كاسيميرو فرصة للبقاء لفترة أطول مع الفريق في ملعب أولد ترافورد، بعد أن أثارت الفترة الماضية تكهنات حول مستقبل لاعب الوسط الدولي، حيث تداولت التقارير رغبة النادي في التخلص منه.

وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن إدارة اليونايتد تعتزم تجديد عقد كاسيميرو، لكن بشرط وحيد وهو موافقته على تخفيض راتبه الأسبوعي البالغ 375 ألف جنيه إسترليني، ليظل أحد الأعلى أجراً في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويحتوي عقد كاسيميرو على بند يسمح للنادي بتمديده حتى يونيو 2027، في خطوة يسعى النادي لاستغلالها، خاصة بعد تألق اللاعب تحت قيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم. ويأتي ذلك مع احتمالات التعاقد مع لاعب وسط جديد في ظل قلة مشاركة الإنجليزي كوبي ماينو.

وعند انتقاله من ريال مدريد إلى مانشستر يونايتد في صيف 2022، أثار كاسيميرو جدلاً واسعاً بسبب ظروف الفريق الصعبة آنذاك، لكنه سرعان ما أثبت أنه صفقة ناجحة، مضيفاً الخبرة وروح الفوز إلى وسط الشياطين الحمر. وفي موسمه الأول، لعب دوراً محورياً في إعادة التوازن لخط الوسط، وسجل أهدافاً حاسمة أبرزها في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام نيوكاسل، ليقود الفريق إلى أول لقب له منذ سنوات.

وخاض كاسيميرو حتى الآن 83 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع اليونايتد، سجل خلالها 7 أهداف، وحظي بإشادة واسعة من الجماهير والنقاد، الذين وصفوه بـ القائد الهادئ وصاحب الشخصية القوية داخل الملعب.

ومع بلوغه 33 عاماً، يظل كاسيميرو رمزاً للتفاني والاحترافية، ويعتبر أحد أفضل لاعبي الارتكاز في جيله، بعد أن ترك بصمة واضحة في ريال مدريد عبر سنواته الذهبية بين 2013 و2022، محققاً 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، 3 ألقاب في الدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية، فضلاً عن مساهماته الدفاعية الحاسمة وقيادته غير المعلنة لغرفة الملابس.

ويبقى التحدي بالنسبة لمانشستر يونايتد هو إقناع كاسيميرو بتخفيض راتبه لضمان استمراره، واستغلال خبراته في تعزيز استقرار الفريق في وسط الميدان، بعد رحيله عن ريال مدريد وترك فراغاً لم يملأه حتى الآن بشكل كامل.

***********************************************

وقفة رياضية.. كأس الفريق المثالي

منعم جابر

في سنوات عمر الدوري، هناك عدة كؤوس مثل كأس بطل الدوري وكأس بطل كأس العراق وكأس المثابرة، وأسماء متعددة وبطولات متنوعة، والغاية الأساسية منها تشجيع الفرق التي تحقق انتصارات ونتائج متميزة وبارزة.

واقترح اليوم كأس الفريق المثالي، الذي يُمنح للفريق الذي يتميز بتقديم أفضل العروض، ويتمتع بجمهور منضبط وسلوك جماهيري متزن، حيث تتسم هتافاته وتصرفاته بالانضباط، كما أن لاعبيه ملتزمون داخل الملعب ويُعدّون من أقل الفرق حصولاً على البطاقات الملونة. ومن هنا يمكننا إطلاق لقب الفريق المثالي على هذا الفريق.

ويتم تشكيل لجنة مكوّنة من خمسة أعضاء، مهمتها مراقبة الفرق المتنافسة في جميع مباريات دوري نجوم العراق، من خلال الإحصائيات والأرقام، وعدد حالات الطرد والإنذار التي يحصل عليها اللاعبون، والأحداث التي تقع في الميدان أو المدرجات، ومن هم المتسببون فيها. ومن خلال الاجتماعات التي تعقدها لجنة الفريق المثالي وجرد كل الهفوات والأخطاء، يتم تحديد الفريق المثالي لكل دور.

ومن خلال مجموع الأدوار والمراقبة الدقيقة، يُحدد الفريق المثالي لكل موسم. ويمكن للفريق الحاصل على هذا الكأس أن ينال جائزة بطل الدوري، أو جائزة معنوية مثل المشاركة في معسكر تدريبي في إحدى الدول على حساب الاتحاد العراقي، أو إشراكه في بطولة عربية أو خليجية تكريماً له ولجمهوره ولاعبيه.

وتساهم هذه الجائزة في خلق منافسة إيجابية بين الجماهير والفرق المتنافسة، حيث يسعى الجميع للفوز بهذا الكأس المعنوي. وسيحفز هذا المشروع اللاعبين والجماهير على الالتزام والانضباط، ويقلل من الاعتراض على قرارات الحكام، مما يحد من حالات الطرد والانذارات، ويطور ثقافة اللعبة قانونياً وسلوكياً.

كما سيشجع المشروع الجماهير على الالتزام بأساليب التشجيع الصحيحة والابتعاد عن التصرفات التي تثير الحساسيات أو التفرقة بين المشجعين، مما يوسع فرص المنافسة ويمنح الفرق عدة فرص للحصول على الجوائز.

ويضع الاتحاد العراقي لكرة القدم الجماهير أمام مسؤولية الالتزام والانضباط، من خلال السعي للفوز بجائزة الفريق المثالي التي ستكون جائزة اعتبارية مهمة، وتوفر مكاسب للمشاركة في منافسات عربية، خليجية، وربما آسيوية. كما تساهم هذه المبادرة في خلق أجواء منافسة إيجابية، تحد من الاحتكاكات والحساسيات داخل الملاعب، ويكون أثرها إيجابياً على اللاعبين والجماهير على حد سواء، خاصة بعد ما شهدته الملاعب من احتكاكات وحوادث مثل تحطيم بعض الكراسي ومرافق الملاعب، والتي يجب أن تكون درساً للجميع.

ومن خلال هذا المشروع، يمكن للإعلام الرياضي الملتزم والاتحاد العراقي لكرة القدم العمل على تطوير الوعي الجماهيري، وتعزيز أهمية المنافسات الرياضية، وضرورة الالتزام بالقواعد والسلوكيات الصحيحة داخل الملاعب وخارجها، بما يخدم اللعبة ويطورها على كافة الأصعدة.

********************************************

الصفحة العاشرة

دريّة شفيق.. نهاية امرأة شجاعة

بروين حبيب*

 مثلما تمرّ الثمرة في حياتها القصيرة بمراحل ثلاث: التفتح ثم النضوج وبعدها السقوط، كذلك كانت حياة درية شفيق، الرائدة النسوية التي فارقت الحياة منتحرة قبل نصف قرن في 20 سبتمبر/أيلول 1975، ورغم هذه النهاية التراجيدية فقد كانت هذه المرأة مالئة الدنيا وشاغلة الناس لثلاثة عقود. ولو كتبتُ سيناريو عن حياتها لاقتصرتُ على مشاهد ثلاثة، تكفي لنعرف من هي درية شفيق.

المشهد الأول: بعد حصول درية شفيق على درجة الدكتوراه في الفلسفة بمرتبة الشرف، عن موضوع «المرأة في الإسلام» بإشراف ماسينيون سنة 1940، تقدمت للحصول على وظيفة التدريس في كلية الآداب في الجامعة المصرية، لكن أحمد أمين، وكان آنذاك عميدا للكلية، رفض تعيينها بحجة أنه «لا يستطيع تعيين امرأة جميلة لتدرّس في الكلية». وتصف درية لقاءها مع صاحب سلسلة فجر الإسلام وضحاه وظهره بقولها، «كان رد فعله الدهشة والتحدي والاحتقار، بل وحتى الكراهية. لماذا بالله؟ لم يدعُني حتى للجلوس. فظللت واقفة، أشعر بالحرج. وفتحت باب الحديث، ولكنه سرعان ما أوصده. وتبينت رفضه النهائي دون أن ينبس ببنت شفة، فغادرت المكان وأنا حزينة». لجأت درية إلى وزارة التربية والتعليم الجهة المشرفة على الجامعة، لكن الوزير الأديب محمد حسين هيكل أخبرها، أن العميد أحمد أمين اتصل به بعد مقابلتها قائلا: «يوم تخطو درية شفيق بقدمها في الجامعة، هو يوم أغادرها أنا». ومن هذا المشهد البسيط سنتبين أي نضال كان ينتظر هذه المرأة الحديدية، لأجل الدفاع عن حقوق الملايين من النساء القابعات تحت رحمة الذكورية.

المشهد الثاني: كتبت عنه في كتابي «أبصرت بعينيها: المرأة في حياة طه حسين وأدبه»، فمن خلاله نفهم سر انتحار درية شفيق التي خذلها القريب قبل البعيد، فبعد أن قادت – وكانت رئيسة أكبر اتّحاد مصري نسائي «اتّحاد بنت النيل»- مظاهرة من ألف وخمسمئة امرأة اقتحمن البرلمان المصري لعدّة ساعات مطالبات بحقّ المرأة في التصويت، وتولّي المناصب سنة 1951، تقاطع سبيلها بعد هذا الحدث الكبير مع نصير المرأة طه حسين، حين اعتصمت مع 9 نساء سنة 1954 في مبنى نقابة الصحافيين، معلنات أنهن أضربن عن الطعام حتى يتم تعديل قانون الانتخاب، وتمنح المرأة حقها في الترشح للبرلمان، وأن يكون للمرأة تمثيل في الجمعية التأسيسية لوضع دستور مصر الجديد، بل اعتصم معها بعض النساء في الإسكندرية أيضاً، وفي مجلس قيادة الثورة نفسه. وقد شنت الصحافة يومذاك حملة على المعتصمات زاعمة، «أنهن يقضين الليل مع الصحافيين، ومتهمة أزواجهن بأنهم ليسوا رجالاً، وأنهم عار على الإسلام وأن عليهم ضرب زوجاتهن وإعادتهن إلى ديارهن، وأنهن لسن مضربات عن الطعام، بل يتناولن الطعام سرّاً»، وأن درية شفيق تأكل الكستناء المغطاة بشراب السكر حتى لقبتها الصحافة بزعيمة المارون غلاسيه.

لم يعجب الأمر طه حسين، رغم أنه هو من ساعد درية شفيق على دراسة الفلسفة في فرنسا، حينما كان عميدا للجامعة. وكتب مقالاً في جريدة «الجمهورية» بعنوان «العابثات» مبرراً رفضه لصنيعهنّ، ذاكراً أنّ البلاد في مواجهة استحقاقات كبيرة، وتمرّ بمنعطف تاريخي لا يحتمل هذه الخزعبلات، ووصف تحرّكهنّ بالسخيف، واستهزأ من لقب الصائمات الذي وُصفن به، لإضرابهنّ عن الطعام، فقال: «الله لا يحبّ صوماً يقطعه شراب الليمون، والله لا يحبّ صوماً يراد به غير وجهه.. وإن كان وجه الغانيات الحسان.. وهو بعد هذا كلّه صومٌ لا يحبّه الذوق الذي هو من طبيعة السيّدات الأوانس، فليس من الذوق في شيء أن يعبثن والشعب جادّ». وذهب أبعد من ذلك حين حرّض أهالي المعتصمات عليهن فكتب: «ولهؤلاء السيدات والأوانس أولياؤهم الأزواج والآباء. فكيف شارك هؤلاء الأولياء في هذا العبث، وما لهم لم يردوا أزواجهم وبناتهم عنه، وما لهم لا يردونهم عن المضي فيه».

ثمّ ثنّى طه حسين بمقالٍ آخر سماه «عبث العابثات» حين ردّ عليه حسين فهمي رئيس تحرير جريدة «الجمهورية» بمقال عنوانه «لا يا أستاذي الدكتور» وكذلك فعل الصحافي عميد إمام بمقال «العابثون لا العابثات»، يستغربان موقفه، ويطالبانه باحترام الرأي الآخر، وهو الذي كان نصير المرأة، واتُّهم من قبل مناوئيه بالتحرّر. وهنا كتبت درية شفيق مقالاً توضّح فيه حقّها في المطالبة بإحلال حقوق المرأة المصرية في الدستور الجديد، وردّت بقسوة على طه حسين ابتداء من عنوان المقال «طه حسين وعجائز الفرح»، واتّهمته بالنفاق السياسي قائلة: «تكلّم عن المعذّبين في الأرض وأسهب في الكلام، حتى إذا قفز به كلامه إلى مقعد الحكم والسلطان، اندفع يمدح الطاغية، ويرفعه في أواخر أيامه إلى مصافّ الأئمة والقدّيسين». كتب طه حسين رسالة مفتوحة وجّهها لرئيس التحرير إحسان عبد القدوس، ولم يذكر فيها اسم درية شفيق قال فيها إن على كاتبة هذا المقال «أن تبحث عن كاتب أفضل من الذي كتب لها هذا المقال». وأنه مشغول «عن صوم الصائمات وإفطار المفطرات ونقيق الضفادع وطنين الذباب، بما هو أعظم من هذا كله خطراً وأنفع للناس». والحقيقة أنّ هذا الموقف مستغربٌ من طه حسين وهو المعروف بمناصرته لقضايا المرأة والدفاع عنها. ولا يمكن تبرير ذلك، غير أننا نرجعه إلى سببين رئيسيين:

أولهما: العلاقة الوطيدة التي ربطت طه حسين بجمال عبد الناصر، فقد أيد ثورة 1952 من أيامها الأولى وسماها ثورة، ورأى فيها تجسيدا لأفكاره الإصلاحية، وانتصارا لمفاهيم العدالة الاجتماعية وكان عبد الناصر يبادله الاحترام والإعجاب، فقد منحه قلادة النيل عام 1965، وهي أعلى أوسمة الدولة وقدمها له في بيته، حيث كان طه حسين يعاني من المرض، فكان طه يجد نفسه ملزما أخلاقيا وانسجاما مع قناعاته أن يدافع عن خيارات القيادة الجديدة، ويمنع بسلطته الفكرية ما يراه معرقلا لمسيرة الثورة، وإخلالا بالأولويات، وربما كان ذلك منه لسوء تقدير للحركة النسوية، أو لعدم وضوح الرؤية لديه، فاتخذ موقفه المخالف لقناعاته السابقة.

ثانيهما: ما جرّه الجدل من حدّة ولجوء إلى استعمال العنف اللفظيّ، فاستعمل طه حسين أسلوب السخرية للحطّ من هذا التحرك إذ رآه تمثيلا واعتبر هؤلاء المعتصمات قد استجبن لدعوته بترقية التمثيل في مصر، بل لمّح إلى أنهن بطريقة ما خائنات للوطن «فلهؤلاء السيدات الأوانس وطن وعليهن لهذا الوطن حقوق ينبغي أن لا تكون موضوعا للعبث». وقد كرر طه حسين عدة مرات كلمة سخيف لتتفيه ما قام به هؤلاء النساء. مما يرسم لنا صورة مغايرة لطه حسين، الذي اتهم بالتحرر وعدّ نصيرا للمرأة، ووقف في وجه من حاول منعها من حقها في التعليم، وليس التمثيل السياسي سوى امتداد طبيعي لهذا الحق.

وقد فوجئ كثير من محبّي طه حسين بموقفه هذا، واعترض عليه كثر أيضا كان أحمد بهاء الدين أعلاهم صوتا حين قال، «حتى طه حسين صاحب الدفاع القديم عن حق الفتاة في دخول الجامعة وصف صيام السيدات بأنه عبث». ورغم مقالات طه حسين القاسية، افتكت المعتصمات وعدا من رئيس مصر آنذاك محمد نجيب بتحقيق مطالبهن.

المشهد الثالث: يختصره ما كتبه الصحافي مصطفى أمين، «رأيت حشدا من الناس تحيط بملاية بيضاء. سألت ماذا حدث. وقالوا: «لقد ألقت السيدة نفسها من شرفة الطابق السادس». نظرت تحت الملاية البيضاء وجدت جثة جارتي درية شفيق»، هذه النتيجة كانت مقدمتها ثماني عشرة سنة من الإقامة الجبرية فرضها جمال عبد الناصر على درية شفيق، واستمرت في عهد السادات وإن بدرجة أقل. عزلة حصيلتها 550 صفحة باللغة الفرنسية وما يفوق الـ 4200 صفحة باللغة الإنكليزية وستة دواوين شعرية، ولكن متى كانت الكتابة تقي من الجنون أو الانتحار، خاصة لامرأة «فقدت حريتها ومجلاتها وأموالها وزوجها لأنها طالبت بحقوق المرأة، فدفعت ثمنا فظيعا لمقاومتها، بينما استسلم الآخرون»، كما كتب مصطفى أمين أيضا. ورغم أن لها ابنتين وأحفادا كانت النهاية منطقية، فالعزلة الإجبارية تقود إلى الاكتئاب والاكتئاب يقود إلى الانتحار. وهكذا كان. وبعد خمسين سنة من رحيلها ما زال مشروع درية شفيق غير مكتمل، بعد أن غيّبها الجحود، ولا يزال وضع المرأة العربية مترديا، وإن نالت بعض الحقوق والحريات، ولا تزال صرخة درية شفيق تائهة في المدى تنتظر من يسمعها: «لن يسلم أحد للمرأة حريتها إلّا نفسها. لقد قررت أن أكافح حتى آخر قطرة في دمي لكسر قيود النساء في بلادي».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعرة وإعلامية من البحرين

"القدس العربي" – 22 أيلول 2025

*******************************************

أمريكا إلى الديكتاتورية

سنان أنطون*

كنت أقلّب المذياع بحثاً عن واحدة من محطاتي المفضلّة التي تبث، على مدار اليوم، موسيقى كلاسيكية هادئة، تنقّي المزاج وتنظف الروح، كما قال أحد الكتاب، «من غبار الحياة اليومية». استوقفني صوت رجل يقول بكل ثقة، إن الحل الأمثل لمشاكل أمريكا السياسية والاجتماعية والاقتصادية هو، إنهاء العمل بالنظام الديمقراطي وتأسيس نظام شبه – ملكي على رأسه حاكم مطلق الصلاحيات، ويفضل أن يكون من أصحاب كبرى شركات التكنولوجيا الناجحة، في ما يسمّى وادي السيليكون. وأن هذا النظام هو الحل الأمثل لكل المجتمعات الغربية. وهو يرى أن رؤساء الولايات المتحدة جورج واشنطن، وإبراهام لنكولن وروزفلت، كانوا ديكتاتوريين وكانوا يديرون الحكومة كما تدار شركة من قمة الهرم، وبسلطات وصلاحيات واسعة.

ظننت، لأول وهلة، أنني كنت أستمع إلى لقاء مع كاتب ساخر، أو ممثل كوميدي، يعلّق على واقع الحال السريالي في بلاد العم سام. لكن اتضّح بعد دقائق أن البرنامج كان مناظرة جديّة بين شخصيتين، إحداهما إي غلين وايل، اقتصادي ليبرالي ما زال يؤمن بالقيم الديمقراطية، وبأن النظام الفدرالي الجمهوري، على علاته، ما يزال النظام الأنسب المجرّب والقابل للإصلاح، وأن البديل الُقترح سيكون مجتمعاً دستوبياً، يفاقم القسوة والعنف ويكبّد البشر خسائر باهظة. أما المناظر الآخر، فهو كرتس يارفن، الذي وصف بأنه رجل أعمال ومنظّر معاد للديمقراطية. واكتشفت بعدها أنه أحد الأسماء المهمة والمؤثرة في اليمين الرجعي الصاعدة أسهمه بوتيرة صاروخية. لا يؤمن يارفن بالمساواة أو العدالة الاجتماعية، بل يعتقد أن فكرة المساواة، وكل السياسات التي تحاول تحقيقها هي السبب وراء معظم مشاكل العالم. وأن البشر يندرجون في تراتبية، وأن النخب هي التي يجب أن تسيطر على العالم وتحكمه.

حين ذكّره مناظره، وايل، أنه كان قد دعا إلى فصل وعزل كل الذين يمكن تصنيفهم «غير منتجين»، والذين لا يدرّون ربحاً على الاقتصاد، عن بقية المجتمع ووضعهم تحت المراقبة، في ما يشبه معسكرات اعتقال، فلم ينكر يارفن البتة، بل أخذ يشرح. وهو يدعو إلى تدمير الجامعات وإلغائها لأنها عبارة عن حقول لإنتاج أفكار اليسار التقدمية، وأنها، مع الصحافة المنظمات الخيرية وغير الربحية، تعيق عمل رجال الأعمال والرفاه الاقتصادي، وهي عماد النظام القديم الذي يجب قلبه. كما يدعو إلى إلغاء المدارس الحكومية وفكرة التعليم المجاني، وخصخصة كل شيء.

أكملتُ المناظرة إلى آخرها وأضفت، بذلك طبقة أخرى من الغبار المسموم إلى مزاج ذلك اليوم، وطبقة أخرى فوقها بالبحث عن سيرة الرجل وأفكاره، التي تجد صداها لدى الكثيرين في حكومة ترامب، وبين صفوف مؤيديه. بدأ يارفن الكتابة باسم مستعار في العقد الأول من هذا القرن، داعياً إلى إنهاء النظام الديمقراطي والدستور وحكم القانون، وتسليم البلاد إلى رجل قوي، يحول الحكومة إلى شركة رابحة مدجّجة بالسلاح. ويشبهها أحياناً بشركة عقارات هائلة، يجب أن تملك سيادة مطلقة. ونصح مواطنيه الأمريكيين في تدويناته، أنهم إذا كانوا يرغبون فعلاً في تغيير مجتمعهم، فعليهم التخلص مما سمّاه رهاب الديكتاتورية. وحين أماط اللثام عن اسمه الحقيقي تبيّن أنه مهندس ومصمم برامج إلكترونية. وكان قد أسّس شركة «تيلون» التي كانت تهدف إلى «تصميم حاسوب أجمل» والجدير بالذكر، أن اسم الشركة مأخوذ من عنوان إحدى قصص بورخيس المبكرة «تيلون، أوكبار، أوربيس، تيرتيوس». وواحدة من ثيماتها هي سطوة الأفكار وقدرتها على اكتساب وجود مادي وحقيقة تفوق أصلها، وقدرة عالم خيالي أن يؤثر على العالم الحقيقي. نعم، الفاشيون يحبون الأدب أيضاً!

لا تخلو أفكار يارفن من عنصرية مقيتة، فهو يؤمن، مثلاً، أن البيض يتفوقون ذهنياً على السود، ويشترك في قراءته للحرب الأهلية الأمريكية مع غلاة العنصريين واليمينيين. فيقول إنها، بتحرير العبيد، لم تحسّن حياة السود البتة. ودليله على ذلك عدد السود المحررين الذين ماتوا بعد الحرب الأهلية ومذكراتهم التي كان بعض منها يصور الوضع الاقتصادي قبل الحرب الأهلية بشكل إيجابي. لا يميز يارفن بين نيلسون مانديلا، وآندريه بيرفك، فهما في قاموسه إرهابيان. الأول كان نظام جنوب افريقيا والولايات المتحدة قد وضعاه على قوائم الإرهاب، بسبب نضاله ضد نظام الفصل العنصري. ولم ترفع الولايات المتحدة اسمه من قائمة الإرهابيين إلا قبيّل زيارته إليها بعد إطلاق سراحه. أما الثاني، فهو من النازيين الجدد وارتكب أكبر هجوم إرهابي في تاريخ النرويج بقتل عشرات المدنيين.

بالإضافة إلى شرائح وجموع اليمين الفاشي والرجعي، فإن قائمة المعجبين بطروحات يارفن وبما يسمّى «التنوير الظلامي» تضم بعض كبار الرأسماليين وأصحاب شركات التكنولوجيا، مثل بيتر ثيل، الذي أخذ يقتبس أفكار يارفن في تصريحاته ومحاضراته. كما تضم سياسيين بارزين مثل مايكل أنتون الذي شغل منصب نائب مساعد الرئيس للاتصالات الاستراتيجية على مجلس الأمن القومي في ولاية ترامب الأولى ويشغل منذ بداية 2025 منصب مدير التخطيط السياسي في إدارة ترامب. يستأنس أنتون بآراء يارفن في اختيار المرشحين لمناصب في إدارة ترامب وكان قد استضافه في بودكاست ليتحدث عن استبدال الديكتاتورية بالديمقراطية. ومن المعجبين بأفكار يارفن نائب الرئيس فانس وترامب نفسه الذي بدأ بتطبيق مقترحاته بمهاجمة الجامعات والضغط عليها مادياً وقانونياً، وبإلغاء الكثير من البرامج الفدرالية، والذي كتب في تغريدة نشرها في فيراير من هذا العام «عاش الملك». مع أن سياق التغريدة كان القرار الذي اتخذه بإلغاء ضريبة كانت مدينة نيويورك قد فرضتها لتخفيف الزحام، إلا أنه يدل على أن أفكار يارفن قد وصلت إلى البيت الأبيض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر وروائي ومترجم وأكاديمي عراقي

"الاتحاد" الحيفاوية – 30 أيلول 2025

****************************************

تشيخوف بالعربية الأعمال السردية الكاملة

سومر شحادة

مع المقروئية التي تحظى بها أعمال تشيخوف القصصية في العربية، تبقى أعماله الكاملة غير مترجمة، وما صدر منها مختارات من أعماله، التي تبلغ بالروسية ثلاثين مجلداً، تشمل قصصه ومقالاته وأعماله المسرحية، إضافة إلى رسائله. تصدر الأعمال السردية الكاملة للكاتب الروسي في عشرة مجلدات، عن دار الرافدين التي اعتمدت ترجمتها العربية على طبعة دار ناووكا في موسكو عام 1975.

الأجزاء العشرة جاءت موقعة بأسماء: ثائر زين الدين، وفالح الحمراني، وفريد الشحف، ومنذر كاظم ملا، فيما راجع زين الدين الأجزاء كلّها وحرّرها، لتوحيد المصطلحات وأسماء الأعلام، واستمر العمل على المشروع مدة خمس سنوات.

يمثل الجزء الأول بدايات تشيخوف وبوادر أسلوبه، إذ كتب حينها مقالات وقصصاً قصيرة بغرض العيش لا الفن، وبأسماء مستعارة. ويضم الجزء الثاني مئة وثلاثاً وثلاثين قصة كتبها بين عامَي 1883 و1884، مع الكتابة بانتظام في مجلة "أوسكولكي" الساخرة، جامعاً بين التهكم والتأمل الاجتماعي، وتظهر نصوص هذا الجزء تحوله من كاتب هاوٍ إلى كاتب في الصحافة الأدبية، أما الجزء الثالث فيضم ثلاثاً وثمانين قصة كتبها بين عامَي 1884 و1885، وبسبب إصابته بالسل ومواجهته المبكرة مع فكرة الموت، أصبحت نبرة القصص أكثر تأملاً وعمقاً إنسانياً. في هذه الفترة استمر في النشر بغزارة، فكتب أكثر من ستين قصة ومقالاً في عام واحد. وفي أواخر 1885 أخذت تتشكل بوادر "نغمة تشيخوف"، إذ الشخصيات المهزومة والصراعات الداخلية غير المحسومة.

في الجزء الرابع، ترد ثمانٍ وتسعون قصة كتبها عام 1885 في مجلتَي "أوسكولكي" و"ستريكوزا" الساخرتَين، لكن بأسلوب يميل نحو الرصانة والتأمل. أما الجزء الخامس فتبدأ فيه تأملاته في الوحدة والبؤس اليومي. ويضم الجزء السادس خمساً وستين قصة كتب أغلبها سنة 1887، تتسم بالتكثيف والاقتصاد اللغوي، إذ بدا الزمن باهتاً في معظمها واللحظات خالية من الدراما. ويغطي الجزء السابع السنوات 1888-1891، وفيه كتب "السهوب"، كما تميل أعماله إلى الطول، ويختفي الحدث الكبير ليحل محله التحول الداخلي في الشخصيات، أما الجزء الثامن فيشمل أعمال الفترة 1892-1894، ومنها مجموعة "قصص وأقاصيص"، وتتميز قصصه بكونها أهدأ وأكثر تعقيداً في بنائها الفني، تكشف عن تشيخوف المتأمل الكئيب، وتنطوي على نقد اجتماعي حاد، مع شعور بالعبث والاغتراب.

وتشكل قصص الجزء التاسع، المكتوبة بين 1894 و1897، وثيقة سردية لفلسفة تشيخوف الواقعية والاجتماعية، وتسيطر على هذا الجزء أزمات الطبقة الوسطى، والريف بوصفه مكاناً للخراب، فيما تتوسع القصص لتقترب من النوفيلا، أما الجزء العاشر فيجمع النصوص المكتوبة في الفترة 1898 و 1903.

قبل هذا الإصدار، تُرجمت مختارات من قصص تشيخوف إلى العربية، منها إصدار دار رادوغا في موسكو في الثمانينيات بترجمة مها أبو بكر يوسف، كما ترجم عبد الله حبه خمسة وأربعين عملاً من قصصه المبكّرة، إلى جانب ترجمة عدنان جاموس، وخليل الرز، ومحمد القصاص، ويوسف نبيل الذي نقل أطول عمل لتشيخوف، وهو "جريمة في حفلة صيد". وفي عام 2021، صدرت ستة مجلدات عن دار خطوط وظلال في عمّان، تضم مجموعة من قصص وروايات تشيخوف بترجمة ياسر زمّو.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 18 أيلول 2025

*******************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الأدباء

صدر عن الاتحاد العام للادباء والكتاب، الكتب الآتية:

 - هكذا تلقيت هذه الروايات/ نقد صباح هرمز.

- كشكول الاخرس/ فصول في البلاغة الشعبية.

- لا فانفارو/ رواية شارل بودلير، ترجمة وتقديم شاكر نوري.

- مسعود عمارتلي/ دهشة الصوت وانتفاضته/ سيرة سلمان كيوش.

- النص والنظرية/ نقد محمد يونس محمد.

- جرف، ظامئاً يحضن النهر/ شعر عباس عبد العالي. 

- موسيقى الامل/ شعر كاظم ناصر السعدي.

- ضد الحب نهاية الاشياء/ شعر صفاء سالم اسكندر.

- حب ليس لي/ شعر ابراهيم البهرزي.

- عرب الهور/ تأليف ولفريد تيسكر، ترجمة د. سلمان كيوش.

- الخروج من اور/ شعر صلاح حسن.

- لا بغداد قرب حياتي/ شعر علي حبش.

- سيرة القصيدة وسيرة الشاعر/ قراءات في تجارب شعرية ونقدية عراقية/ د. ضياء خضير.

- سيرة شائكة/ شعر غزوان البسنو.

************************************

رأي جدلية الدولة.. اللادولة؛.. بين خطاب العشيرة ومنطق الدولة

إسماعيل نوري الربيعي

يمثل الوضع العراقي الراهن أحد أبرز الأمثلة المعاصرة على التوتر بين الدولة الحديثة من جهة، وإرث البنى التقليدية والعشائرية والسلطوية من جهة أخرى. فالعراق، منذ سقوط النظام الشمولي عام 2003، يعيش حالة جدلية من إعادة التأسيس لمؤسسات الدولة؛ مقابل صعود قوى ما دون الدولة (العشائر، الميليشيات، المرجعيات الدينية، ومراكز النفوذ الخارجي). وتتيح لنا مدرسة فرانكفورت النقدية، بما تطرحه من أدوات تحليل للسلطة والإيديولوجيا والعقلانية المشوهة، إطارًا مناسبًا للتفكيك.

تأسست مدرسة فرانكفورت في ثلاثينيات القرن العشرين، لتقدم ما عُرف بالنظرية النقدية، التي سعت إلى تجاوز النزعة الوضعية، وإبراز البعد التاريخي والإيديولوجي للمعرفة. وقد ركز مفكروها (هوركهايمر، أدورنو، ماركوز، هابرماس) على تحليل كيف تُنتج المجتمعات الحديثة أنماطًا جديدة من السيطرة، عبر الثقافة الجماهيرية، والعقلانية الأداتية، وصناعة الوعي الزائف. في حالتنا العراقية، يمكن استثمار أدوات هذه المدرسة لقراءة ثلاثة مستويات أساسية: حيث الإيديولوجيا كآلية هيمنة: الخطاب السياسي الذي يعكس وعودًا بالإصلاح، لكنها تُستهلك كرموز للتبرير أكثر من كونها برامج للتحقق. والعقلانية الأداتية: إدارة الدولة تتحول إلى حسابات محاصصة وضغط خارجي، بعيدًا عن العقلانية التحررية. والثقافة كإعادة إنتاج للهيمنة: الإعلام النفعي والشعارات الوهمية تُستخدم لإخفاء الصراعات البنيوية، وتصدير خطاب الاستقرار الوهمي. العراق اليوم يعيش حالة يمكن وصفها بجدلية "الدولة/اللادولة". فمن جهة، هناك مؤسسات رسمية: مجلس النواب، حكومة، وزارات، أجهزة أمنية. ومن جهة أخرى، هناك سلطات موازية.. هذه الثنائية تخلق ما يسميه هابرماس "تشوه المجال العام"، حيث لا يمر النقاش عبر العقل العمومي، بل عبر قنوات ضغط غير مؤسساتية. في هذا السياق، تبدو حكومة السوداني محاولة لإعادة ترميم النظام السياسي، لكنها تصطدم بطبيعة البنية نفسها. حيث يضطر الاعلامي احياناً للتماهي مع خطاب الدولة، لكنه عمليًا رهينة منظومة اللادولة. هذه المفارقة تمثل "المضحك المبكي": ضحك حين يُرفع شعار الإصلاح، وبكاء حين يتبين أنه مجرد إعادة إنتاج للفساد.  ان القراءة النقدية تكشف عن: التبعية لمنظومة معينة الى جانب الوعود بمكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية لتظل عالقة على مستوى الشعارات في وقت نجد فيه الأدوات الفعلية غير متاحة، لأن شبكات الفساد جزء من البنية الحاكمة. وإعادة إنتاج الهيمنة، مما يؤدي الى خلق "وعي زائف" لدى الجمهور، يُخفي حقيقة التبعية البنيوية للقوى الخارجية والداخلية. هنا يمكن استدعاء مفهوم ماركوز حول "الإنسان ذو البعد الواحد": المواطن العراقي يُساق للاقتناع بأن بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخيار الممكن الوحيد، بينما تُغلق أمامه احتمالات التغيير الحقيقي! السياسيون أسرى لعبة محاصصة لا تترك مجالًا للإصلاح الحقيقي، وهو ما نراه في رؤى هوركهايمر وأدورنو عندما يتحدثان عن "تشيؤ السياسة"، حيث تتحول القرارات إلى مجرد أدوات لتمديد السلطة لا لإنتاج التغيير، مع بقاء الخطاب المأزوم، الذي يصف الواقع بحدة، لكنه لا يقدّم بدائل عملية، بل يستسلم أحيانًا للحنين إلى "الزعيم القوي" أو الإصلاح الأخلاقي. بهذا المعنى، يصبح النقد "مضحكًا مبكيًا": مبكياً لأنه صادق في تشخيص الخراب، ومضحك لأنه يظل حبيس دائرة الخطاب، عاجزًا عن تقديم مشروع تحرري بديل. من منظور فرانكفورت، العراق يمثل نموذجًا لكيفية عمل الهيمنة في المجتمعات ما بعد الكولونيالية: حيث العقلانية الأداتية في الحكم: الدولة العراقية لا تسعى لبناء مواطنة، بل لحسابات توازن القوى، وتوزيع الريع النفطي كوسيلة لشراء الولاءات. وجعل الثقافة الجماهيرية أداة تخدير: القنوات الإعلامية والخطابات الجاهزة التي تلعب دورًا مشابهًا لما وصفه أدورنو بالصناعة الثقافية، حيث يُعاد إنتاج القبول بالهيمنة. وأحوال الاستلاب السياسي: المواطن العراقي يشعر بالعجز، يضحك ساخرًا من السلطة، لكنه في الوقت نفسه يستبطن استحالة التغيير. هذا الاستلاب هو جوهر "المضحك المبكي".

******************************************

مسرح.. في "الخيانة" لهارولد بنتر: كشف لهشاشة العلاقات الانسانية!

د. محمد سيف/باريس- خاص

تُعدّ مسرحية "الخيانة " واحدة من أبرز الأعمال التي تكشف عن فرادة الكتابة عند هارولد بنتر، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2005. وهي تندرج ضمن ما أسماه النقاد بمفهوم (Pinteresque)، الذي يتضمن الاقتصاد في اللغة، والصمت بوصفه خطابًا موازياً ومتوتراً متخفياً خلف الكلمات. ليست "الخيانة" مجرد دراما عن مثلث عاطفي تقليدي، بل هي تفكيك درامي للعلاقات الحميمية، حيث تتجاور الرغبة والخوف والالتزام في شبكة ملتبسة من المعاني.

"الخيانة" لهارولد بنتر (1978) تسرد قصة مثلث عاطفي بين إيما/ المتزوجة من ناشر ناجح، وصديق زوجها جيري، الذي كان عاشقها السابق، وزوجها روبرت. تتميز المسرحية بسردها العكسي، بدءًا من نهاية العلاقة بين إيما وجيري وصولًا إلى بدايتها، مما يسلط الضوء على تآكل الحب وهشاشة الروابط الإنسانية. اللغة مقتضبة والحوار مليء بالفراغات، ويبرز مفهوم مسرح الصمت، حيث تصبح السكتات والتوقفات أدوات درامية تعكس التوتر الداخلي للشخصيات. المسرحية تتجاوز فكرة الخيانة الزوجية التقليدية لتصبح دراسة عميقة في طبيعة العلاقات الإنسانية، حيث تتداخل حالات الحب والرغبة والخيانة ضمن فضاء أخلاقي رمادي، وتتحول كل كلمة وصمت إلى وسيلة لفهم الصراعات النفسية والمعاناة العاطفية.

أهم مميزات هذا النص/العرض:

أولًا: السرد والزمن المعكوس

أهم ما يميز النص بنيته الزمنية: يبدأ من النهاية – لقاء إيما وجيري بعد انفصالهما – ثم يتدرج إلى الوراء حتى لحظة البداية الأولى للعلاقة. هذا الاختيار البنائي يحوّل اهتمام المتلقي من خلال سؤال "ماذا سيحدث؟" إلى سؤال "كيف وصلوا إلى هنا؟". الزمن العكسي يكشف عن تآكل العاطفة وتفكك الحميمية تدريجيًا، ويحوّل المشاهدة إلى عملية تأمل في انحدار الرغبة لا في صعودها. في عرض المخرجة الفرنسية تاتيانا فيال الذي قدمته مؤخرا على خشبة مسرح "لأوفر l’Œuvre" في باريس، جرى الحفاظ على هذا التعقيد البنائي من خلال مشاهد متصلة وزمنية واضحة، مدعومة بإشارات بصرية وألوان سبعينية عززت إدراك المشاهد لمسار الأحداث رغم حركتها المعكوسة.

ثانيًا: مسرح الصمت وبنية الحوار

الحوار عند بنتر لا يُفصح بل يواري، أي لا يُقال للكشف فقط، بل لإخفاء ما هو أعمق،   والفراغات بين الكلمات تصبح أداة درامية أساسية. "الخيانة" مثال نموذجي على ما يُسمى بـ "مسرح الصمت"، حيث تُحمّل التوقفات والسكتات دلالات شعورية مكثفة. وقد التقطت المخرجة تاتيانا فيال هذا البُعد حين اعتمدت على أداء يُبرز قيمة التردد والسكوت بقدر ما يبرز الكلمة المنطوقة. فشخصية جيري الذي أدّاها الممثل (سوان أرلود) منح الصمت أبعادًا عاطفية دقيقة، بينما شخصية روبرت التي اضطلع بها (مارك أرنو) استخدم السكون كأداة سلطة، يضغط عبر قلة الكلام أكثر مما يضغط بالكلام نفسه. هكذا صار الصمت حضورًا لا يقل كثافة عن الحوار.

ثالثًا: الشخصيات بين الالتباس الأخلاقي والتجسيد المسرحي

إيما، جيري، وروبرت لا يتحركون ضمن ثنائية الخير/الشر، بل في فضاء رمادي يرفض الأحكام القاطعة. إيما ممزقة بين التزامها ورغبتها في الحرية، جيري عاشق يختبر اللذة والخسارة معًا، أما روبرت فمزيج من المخدوع والخائن في آن واحد.

الأداء التمثيلي دعم هذا الالتباس: ماري كوفمان قدّمت إيما غامضة ومستقلة، تتكرر عبارتها "كان يجب أن أخبره" كإشارة إلى صراع داخلي بين الصمت والبوح. جيري بدا تلقائيًا وبسيطًا، ما جعل هشاشته مقنعة، بينما روبرت قُدِّم بصورة متوازنة، يرد الخيانة بالصمت أحيانًا أكثر من المواجهة، وهو ما زاد من توتر اللحظات المحورية.

رابعًا: الرؤية الإخراجية والبعد البصري

أعطت رؤية تاتيانا فيال للإخراج بعدًا إضافيًا للنص باستخدام الديكور البسيط واللمسات الزمنية المرتبطة بالسبعينات التي أضفت على العرض هوية واضحة. اختارت المخرجة أن تجعل روبرت أحيانًا "شاهدًا صامتًا" يتجول على الخشبة حتى في غياب دوره النصي، بما يعكس صورة المثلث العاطفي الذي يظل حاضرًا ضمنيًا حتى حين يظهر شخصان فقط. ورغم بعض المبالغات البصرية (مثل الإضاءة النيونية)، فإن التماسك العام للعرض ظل قائمًا، وساهم في إبراز التوتر الداخلي للنص. هكذا التقت لغة بنتر المقتضبة مع لغة بصرية دقيقة منحت المشاهد تجربة مشحونة بالانفعال.

خامسًا: البعد الفلسفي والقراءة النقدية

"الخيانة" لا تُقدَّم كحكاية عن الخيانة الزوجية فحسب، بل هي دراسة في طبيعة العلاقات الإنسانية، حيث يتجاور الحب والخيانة ويصبح كل منهما وجهًا للآخر. النص يعيد طرح أسئلة وجودية حول هشاشة الروابط، مشيراً الى أن الحميمية فضاء غير مستقر، دائم التصدع. رؤية فيال الإخراجية عززت هذا البُعد عبر جعل الصمت والحضور الجسدي أدوات لفهم ما يتجاوز الكلام.

المسرحية تُظهر قدرة هارولد بنتر على تحويل قصة مثلث عاطفي بسيط إلى مختبر للأسئلة الفلسفية والجمالية حول الحب والحرية والصدق والزيف. النص يقدم بنية معكوسة ومسرح صمت مشحون بالدلالات، بينما الإخراج يترجم هذه البنية إلى صور بصرية وأداء تمثيلي يضاعف التوتر. النتيجة تجربة مسرحية تجمع بين الدقة الأكاديمية والعمق الجمالي، وتؤكد مكانة بنتر كأحد أبرز مجددي المسرح في القرن العشرين. وبذلك تظل "الخيانة" مثالاً بارزًا على المسرح البنترِي، متجاوزة موضوعها المباشر لتصبح دراسة في الوجود الإنساني وهشاشة العلاقات.

*****************************************

السينما العراقية.. إنجازات رائعة ودعم غائب

تشهد السينما العراقية في السنتين الأخيرتين طفرة نوعية ملحوظة على صعيد الإنتاج وتعدد التوجهات والتجريب، ويُلاحظ بالدرجة الأساس بروز السينمائيين الشباب وتصدرهم الواجهة، بالإضافة إلى حضورهم الملحوظ في المهرجانات السينمائية العربية والدولية.

لطالما كانت السينما، كفن خالص وصناعة ونوع إبداعي خلاق، أداة محورية مهمة في طرح قضايا الشعوب، وتعضيد النضال الوطني، وتقديم الوجه الناصع للبلدان، وبالنظر لكونها كذلك، واجه السينمائيون في العقود الماضية مصاعب جمة، تمثلت في ضيق هامش الحريَّة المتاح لهم للعمل واختيار موضوعاتهم، ونقص التمويل والاهمال الذي كانت تبديه الأنظمة السابقة للسينما على وجه الخصوص والثقافة بشكل عام.

إن الحضور الحالي والتألق الذي تشهده السينما العراقية، يعود بالدرجة الأساس إلى فسحة الحريَّة النسبية التي بات يتمتع بها السينمائيون، لاسيّما فئة الشباب منهم، لقدرتهم على المواجهة والإقدام والجرأة على التجريب، بالإضافة إلى الدعم المالي والتمويل الذي تخصصه الجهات الداعمة للسينما ـ أغلبها خارجية ـ بينما ظل دعم الجهات الرسمية المسؤولة عن دعم السينما في العراق، شبه منعدم وعشوائي وغير مهني في الكثير من الأحيان.

إنّ انعدام الأسس العلمية والخطط طويلة المدى المستندة إلى تشريعات رصينة، كفيلة بترسيخ وازدهار العطاء الفني والثقافي في البلاد، يؤكد مطالبتنا المتكررة من هذا المنبر، بضرورة تأسيس صناديق دعم السينما والفنون الأخرى وإصدارات الكتب والمعارض التشكيلية، واليوم بتنا نرى التأثير الكبير والمهم، والنتائج الإيجابية للسينما العراقية عندما تحظى ببعض الدعم الخارجي، وتخصيص تمويل لها، وإن كان منقوصًا، ولا يلبي الطموح، لكنّه على شحته، كان سببًا رئيسًا فيما نراه من ازدهار وحضور وانتشار وتعدد الأفلام العراقية التي باتت تُنتج في السنتين الأخيريتين، فتخيل لو أن صناعة السينما العراقية حظت بدعم رسمي يستند إلى أسس علمية ومهنية مدروسة، كيف ستكون النتائج. على مدى العقود الماضية، لم يكن الخلل في المبدع العراقي وقدرته على اجتراح طروحاته ومشاريعه الإبداعية، كون تأسيسه يستند إلى خزين معرفي هائل، يُستمد من التكوين التاريخي العميق للبلاد، لكن تلك الطاقات كانت تواجه، تارة بالقمع والتضييق ومصادرة الحريَّات، وأخرى بالإهمال والمحاربة وتفكيك البنية التحتية اللازمة للإنتاج وتبديد أدواته، كما هو حاصل في إهمال دور العرض السينمائي في عموم البلاد.

إنّنا في الوقت الذي نؤشر الخلل، ونطالب بترسيخ ألية دعم السينما وتأصيلها، وعزلها عن تأثير المؤسسات الحكومية، لابد أن نشيد بجهود السينمائيين العراقيين الذين استطاعوا تحدي المستحيل، ونقص التمويل، وعدم توفر البنية التحتية اللازمة، وقدموا أفلامًا عراقية خالصة تبعث على الفخر، إذ لم تكتف تلك التجارب السينمائية الرائعة بتقديم منجز إبداعي كبير على صعيد السيناريو والتمثيل والإخراج والمونتاج، بل تجاوزته إلى قدرة وشجاعة منقطعة النظير في التصدي لقضايا شائكة وعميقة، في سبر أغوار المشكلات الاجتماعية والسياسية التي عانى منها العراق على مرّ السنوات الماضية، ناهيك عن تقديم الوجه الحقيقي لنضالات أبناء شعبنا في مقارعتهم الظلم والاحتلال والفساد والتخلف.

إنّ أفلامًا مثل: “الصورة التي لا تُرى”، و”ولادة”، و"ضيف”، وحدث ذات مرة في بغداد”، وأسرار النهر القديم”، وأمير نفسه”، وفاعل خير،” **  و فيلم الرسوم المتحركة  "سكتش"،   و”جريرة” ، و”ابن آشور"  و”ندم” ، و“نابو"، بالإضافة إلى الفلمين الكبيرين “كعكة الرئيس”، و"أركالا.. حلم جلجامش” اللذين حققا حضورًا رائعًا في الأوساط العالمية، الأمر الذي يعد بمستقبل واعد للسينما العراقية على أيدي المخرجين الشباب، بعيدًا عن التابوهات والإملاءات.

افتتاحية "الطريق الثقافي"

العدد 170

**********************************************

الصفحة الثانية عشر

في {بيتنا الثقافي}.. {بين وعي الناخب وضمانات النزاهة}

بغداد – طريق الشعب

احتضنت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، جلسة حوارية بعنوان "الثقة الديمقراطية بين وعي الناخب وضمانات النزاهة"، قدمها الخبير في الشأن الانتخابي دريد توفيق، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشأنين السياسي والانتخابي.

وخلال الجلسة التي أدارها السيد نادر رضا، تحدث توفيق عن القوانين الانتخابية العراقية في الدورات السابقة، مستعرضًا أبرز المتغيرات التي رافقت عملية التشريع، والتي ساهمت في بقاء القوى المهيمنة تحسم صياغة القوانين.

ثم تطرق إلى ظاهرة العزوف الانتخابي المرتفعة، موضحًا أسبابها وتأثيرها في تكريس بقاء القوى التقليدية في السلطة.

ورأى في الوقت ذاته أن هناك صعوبة في تحقيق طموحات الناخبين من قبل النواب المستقلين غير المنتمين لأطر وتنظيمات سياسية.

وشهدت الجلسة مداخلات ونقاشات فاعلة ساهم فيها عدد من الحاضرين المهتمين والمتابعين للشأن العام، ما أضفى عمقًا وتفاعلًا على الحوار.

وفي الختام، قدم رئيس المنتدى د. علي مهدي، شهادة تقدير إلى الأستاذ دريد توفيق، تثمينا لجهوده في التوعية بالشأن الانتخابي وتعزيز الثقافة الديمقراطية.

**************************************

شيوعيو البصرة يستذكرون الفقيد {أبو عراق}

البصرة – طريق الشعب

نظمت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة بالتنسيق مع "ملتقى جيكور" الثقافي"، أول أمس الثلاثاء، جلسة استذكار للشاعر والصحفي الراحل أخيرا علي انكيل (أبو عراق).

حضر الجلسة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية، جمهور من المثقفين والأدباء، إضافة إلى ذوي الفقيد. وقد أدار الجلسة الكاتب قاسم حنون. بينما قدم خلالها عدد من الحاضرين مداخلات وشهادات عن سيرة الفقيد وأبرز محطاته فضلا عن تجربته الشعرية.

وساهم في الحديث كل من مقداد مسعود ومحمد سهيل أحمد ورمزي حسن، إضافة إلى الإعلامي باسم محمد حسين الذي قرأ ورقة بالنيابة عن د. محمد عطوان المقيم في أمريكا، ومشرق المظفر الذي قرأ رسالة مبعوثة من الشاعر المقيم في أمريكا أيضا حيدر الكعبي.

كما عُرض فيديو يتحدث فيها كمال يلدا عن الفقيد ومنجزه الشعري وعلاقته بالملحن الراحل طارق الشبلي، وبُثت رسالة صوتية مرسلة من د. سلمان كاصد.  

*************************************

في كندا.. كاريكاتيرات مؤيد نعمة تجتمع مع أنغام نصير شمة

ميسيساكا – فراس البصري

في مساء عراقي لا يشبه سواه، يوم 11 تشرين الثاني الجاري، وعلى مسرح ميدويفل –  ميسيساكا، جمعت الجمعية العراقية الكندية في مهرجان أيام الثقافة العراقية قمتين من الجمال تمثلان الذاكرة والروح في آن واحد.

الأولى كانت للفنان الراحل مؤيد نعمة، الذي جعل من الكاريكاتير ضميرا ناطقا باسم الناس، وريشة تجرؤ على قول ما تعجز عنه الكلمات.

معرضه الاستذكاري لم يكن مجرد لوحات تعرض، بل حكايات من زمن عراقي متقلب، فيها وجع الناس وسخريتهم النبيلة، وفيها حس فنان عاش صادقا، ورحل تاركا خلفه أثرا لا يمحى، وإبداعا لا يتكرر.

أما القمة الثانية، فكانت مع العازف والموسيقي المرهف نصير شمة، الذي جعل من العود سفيرا للسلام ومترجما للحنين. في أمسيته امتزجت الفخامة بالعاطفة، وتحول الصوت إلى لغة تخاطب القلب قبل الأذن.

عزف مستذكرا محمود درويش فكان اللحن صلاة لأمهات غزة، واستحضر بدر شاكر السياب وهو يوقظ الشعر العربي من سباته، ولامس بجماله الزهرة البرية في حلبجة، الشاهدة على جرح كردي لم يندمل.

ثم مر بأنين لوركا وهو يقاد إلى الإعدام، ليموت واقفا، وختم رحلته بنغمة تحمل سحر الأخطل الصغير، كأن العود بين يديه كان وطنا كاملا ينطق بالشعر والموسيقى معا.

كان الحفل أكثر من عرض فني بل لقاء بين ذاكرة وطن لا ينسى، ووجدان جالية لا تنقطع عن جذورها.

ازدحمت القاعة بالجمهور، لكن الأجمل كان ذلك الصمت المهيب الذي سبق التصفيق.. صمت يشبه الامتنان، ويقول كل ما لا يقال.

كانت أمسية شاهدة على تاريخ وإرث بلد وشعب لن يموت، بل يولد من جديد مع كل عمل يخلق على أيدي مبدعيه.

****************************************

اليوم في بغداد افتتاح مهرجان {جواهريون} السادس

بغداد – طريق الشعب

تحت شعار "الادباء نبض الوطن" يفتتح في الساعة الخامسة من مساء اليوم الخميس، على قاعة قرطبة في فندق المنصور ميليا، مهرجان "جواهريون" السادس.

وستحمل دورة المهرجان هذه اسم القاص الراحل احمد خلف. وستوزع خلالها جوائز مسابقة الأدباء الشباب 2025.

وسيشهد حفل الافتتاح قراءة شعرية لتجربة بارزة مبدعة، حقّقت حضوراً متميّزاً في الأوساط الأدبية. حيث تم اختيار الشاعر القدير أجود مجبل ليفتتح المهرجان بأشعاره.

**************************************

اما بعد.. انتشال التميمي.. عرّاب السينما العراقية

منى سعيد

رافقته أثناء عملنا معا أيام السبعينات في صحيفة "طريق الشعب" ، في القسم الفني بمطبعة الرواد. أمتاز كما بقية الرفاق بجدية فائقة في رسم الصحيفة يوم كانت تطبع باللاينو ، يرسم الصفحة في قسم المونتاج بدقة عالية وينهي عمله قبل الجميع، ليتفرغ لمتابعة المطبوع في باقي الأقسام..

كنا مجموعة شباب سمتنا التحدي والإصرار على إتمام مهامنا، رغم تعرضنا للمضايقات أثناء تدهور أوضاع الجبهة الوطنية. كان المرح سمتنا، نضحك من كل قلوبنا مطلقين الأغنيات عند توجهنا الى مطبعة الرواد وسط بيوت مديرية الأمن العامة، يوم كانت في منطقة القصر الأبيض قبل انتقالها الى بناية أخرى حديثة.

اصطبغت أحلامنا بوطن حر وشعب سعيد، بدماء انفراط الجبهة الوطنية بمرور الأيام. وتشتت شملنا وتوزع على بقاع الأرض الأربع، لكن أحلام انتشال لم تنته مثل أحلام الكثير من رفاقنا. وكمن ينتشل أماله من بين ركام الخيبات سعى انتشال وبكل جهد لترميم ما انكسر وتغذية الطموح، لجعل الحياة أكثر قابلية للعيش وفق مبادئ إنسانية خلاقة لا تنتهي.. واصل مسيرته الثقافية في توثيق جماليات الأماكن ورصد أنشطة رفاقنا الثقافية في الخارج، مثل مسرحيات جواد الأسدي ، عبر كاميرا بسيطة رسمت تاريخا. حارب الإحباط ببسالة واستعان بناشطين في مجال طباعة الكتب، وتمكن من نشر كتب أدبية وفنية منها كتاب عن الفوتغراف للمخرج قتيبة الجنابي. ثم عاد لاهتمامه بالصحافة عبر دراسة أكاديمية، فدرس وتخرج من كلية الصحافة في جامعة موسكو عام 1986 ، وتوجه بعدذاك للفن السينمائي فأسس مهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا عام 2001. وواصل دأبه السينمائي حتى استعانت بقدراته كبريات المهرجانات العالمية السينمائية، ليصبح عضوا للجان التحكيم فيها ومن ثم مبرمجا لأفلامها.

التقيته في أبوظبي حيث عمل لمدة ثماني سنوات مديرا للبرامج العربية في مهرجان أبوظبي السينمائي، ومديرا لصندوق سند لدعم الأفلام، وبعدها لتقيته في مهرجان دبي السينمائي. وهكذا اكتسب انتشال شهرة عالمية حتى استعان به مهرجان الجونة السينمائي في مصر ليصبح مديرا له.

وفي كل مشاركاته حرص على فسح المجال للتعريف بالسينما العراقية، ومد عرى الصداقة والتعاون بين سينمائييها وسينما العالم، بل وتولى تكريم السينما العراقية في بينالي معهد العالم العربي في باريس وطوكيو، وبارما ، وبراغ ، والإسماعيلية .

واصل انتشال نشاطه السينمائي بحرفية عالية، فعمل مبرمجا للسينما العربية في الدورات السادسة إلى العاشرة لمهرجان سييفان للسينما الأسيوية والعربية في دلهي، ونشط عضوا في  رئاسة مجلس إدارة منظمة " نيتباك" لتحفيز السينما الآسيوية.

يعاني انتشال اليوم من وضع صحي صعب، يخضع فيه لغسل الكلية مرات أسبوعيا، ومع ذلك يبقى متواصلا مع السينمائيين ويتابع المهرجانات بحرص شديد .. وفي لفتة لطيفة استذكرته أخيرا دار المدى واحتفلت بمنجزاته الفنية، وكان ذلك على هامش مهرجان السينما الأخير في بغداد.

لم يحضر انتشال من منفاه الاختياري في هولندا ، لكن وفاء الأصدقاء وعرفانهم بما قدمه من منجزات كان حاضرا بصورة بهية، عبر اكتظاظ قاعة المدى في شارع المتنبي بجمهور واسع من الفنانين والنقاد والصحفيين. كذلك كرمه أخيرا مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتباره الرئيس الشرفي للمهرجان، ومنحه جائزة لاهاي للسينما تقديرا لمسيرته وإسهاماته البارزة في دعم الفن السابع عربيا ودوليا.

****************************************

قف.. جدل الحرب والسلام

عبد المنعم الأعسم

باستثناء الحروب التي تسفر عن هزيمة طرف من اطرافها، ويملي المنتصرون شروطهم (هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية، مثلا) فان جميع الحروب التي تدور في توصيف لا غالب ولا مغلوب، ولا أمل لنهايتها، وتنذر بالتوسع والاهوال وتغيير الخرائط، تتوقف (في الكثير من الاحوال) بموجب مفاوضات، فصفقة، قد تحقق سلاما راسخا، او سلاما هشّا، بحسب توازن القوى ما بعد ايقاف الحرب، او تبعاً للرغبة الحقيقية باستتباب السلام لدى المتحاربين، والنأي عن نزعة ليّ الذراع، طالما ان الهدنة، ومن ثم السلام، يوفران بشراً آمنين، كانوا سيدفنون تحت الانقاض، والامر في تضاعيفه يشغِل ويدخل، بالمقام الاول، في مسؤولية انصار السلام الذين عليهم ان لا يتركوا ملعب المفاوضات لخصومهم، المتمرسين في دس الالغام طي النصوص، او كما لخّص مارن لوثر كنغ، داعية السلام والحقوق المدنية، هذه المسؤولية، بالقول "على الذين يحبون السلام أن يتعلموا التنظيم بكفاءة وفعالية مثل أولئك الذين يحبون الحروب".

حرب غزة، بكل جولاتها، ونتائجها، خرجت عن المصطلحات المدرسية للحرب، حين اضطرت القوة العدوانية الغاشمة، المدعومة باحدث الاساطيل ومنظومات الحرب الالكترونية، القبول بالهدنة والسلام، الامر الذي يستجيب لمصالح الفلسطينيين، فيما يبدو (من زاوية معينة) انه لا الحرب كانت حربا، مثل سائر الحروب، ولا السلام يعني سلاما يشبه ما نعرفه عن سلام الشجعان.. ولا تصدقوا ما يقال في الاحتفالات.

*قالوا:

"لا تكتفى الحروب بالكشف عن أسوأ غرائزنا ،بل تصنعها".

امين معلوف

***************************************

الدبلوماسية العراقية المعاصرة من الريادة الى الهامش

عن "دار قناديل" للطباعة والنشر في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان "الدبلوماسية العراقية المعاصرة من الريادة إلى الهامش 1921 – 2022"، من تأليف د. حسن الجنابي.

يتناول الكتاب المهام الدبلوماسية والكيفية التي تدار بها. ويُعرّف بمسار الدبلوماسية العراقية ومدى انسجام عملها مع مهامها الأساسية في حماية مصالح البلاد.

كما يكشف جانبا هاما من نمط تفكير القيادات التي تحكمت بالسلطة وفهمها للعلاقات مع الدول الأخرى. ويوضح أهمية بناء جهاز دبلوماسي فاعل ونشيط باعتباره ضرورة ملحة لتفعيل مقدرة الدولة وواجبها في حماية مصالحها الحيوية في علاقاتها الخارجية.

يقع الكتاب في 478 صفحة من القطع المتوسط.

*************************************

{شاعر ورؤية}  في اتحاد الأدباء

 متابعة – طريق الشعب

أقام نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب أخيرا، أمسية شعرية بعنوان "شاعر ورؤية"، ضيّف فيها الشعراء فائز الحدّاد وأنيس عطا ولفتة سلمان الظفيري وعبد الأمير محسن، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين.

وخلال الأمسية التي أدارها الشاعر حماد الشايع، قرأ الشعراء قصائد تنوعت في موضوعاتها ومضامينها. إذ تناولت قصائد الحدّاد جدلية المعنى وسؤال الإنسان في مواجهة الفناء، فيما جاءت قصائد عطا محمّلة بروح التأمل والبحث عن جوهر الذات في واقع متحوّل. أما الظفيري فقد ركّز في قصائده على المرأة كصورة مجازية للحياة والدهشة، في حين قدّم عبد الأمير محسن نصوصاً تعبّر عن وعي الشاعر بذاته وانفعالاته وتحولاته الوجدانية.

ورأى عدد من الحاضرين ان الشعر لا يقوم على الإحساس وحده، بل على الشكّ الذي يقود نحو يقينيات جديدة، وأن تفاعل الشاعر مع الواقع الحياتي يخلق في داخله رؤية متفرّدة تميّزه عن الآخرين.