اخر الاخبار

 

الصفحة الأولى

انتشالهم مرهون بإصلاح جذري لبنية الإنفاق العام.. ثلث العراقيين يواجهون عواقب تدهور التعليم والصحة والمعيشة

بغداد ـ طريق الشعب

يواجه العراق أحد أكثر التحديات الاجتماعية والاقتصادية تعقيداً، إذ تكشف الإحصاءات الحديثة لتقرير الفقر المتعدد الأبعاد لعام 2024 عن واقعٍ صادم، حيث يعيش أكثر من 36.8 في المائة من العراقيين – أي ما يعادل نحو 17 مليون شخص – في دائرة الفقر متعدد الأبعاد، بينما يعاني 17.5 في المائة آخرون من فقر الدخل المباشر، أي أنهم يعيشون على متوسط دخل شهري يقل عن 137 ألف دينار!

هذه الأرقام لا تقتصر على كونها مؤشرات اقتصادية جامدة، بل تعكس خللاً بنيوياً في السياسات الاجتماعية، وغياب العدالة في توزيع الموارد، وتراجع الخدمات العامة في مجالات التعليم والصحة والعمل والسكن.

وفي ظل هذه المعطيات، تتجه الأنظار نحو مدى قدرة استراتيجية مكافحة الفقر 2026–2030 على تحقيق هدفها الطموح بخفض نسبة الفقر إلى 8–9% فقط، وسط انتقادات حادة من خبراء الاقتصاد والمجتمع لضعف المعايير الحكومية المعتمدة وتراجع فاعلية برامج الإصلاح.

أرقام تكشف عمق الأزمة

وكشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي أن تقرير الفقر المتعدد الأبعاد لعام 2024 الذي صدر في العراق، أظهر أن 36.8% من العراقيين، أي ما يعادل نحو 17 مليون شخص، يعانون من الفقر المتعدد الأبعاد.

وأوضح المرسومي أن هذا النوع من الفقر يُقاس وفق خمسة مؤشرات رئيسية تشمل: التعليم، والصحة، ومستوى المعيشة، والعمل، والصدمات الاجتماعية والاقتصادية، ما يعكس عمق التحديات التي تواجه التنمية البشرية في البلاد.

وأضاف أن التقرير أشار أيضًا إلى أن 17.5% من العراقيين يعانون من فقر الدخل، أي أنهم يعيشون على متوسط دخل شهري يقل عن 137 ألف دينار فقط.

كسر حلقة الفقر

وقال الباحث الاقتصادي عبد الله نجم إن "قياس فعالية الاستراتيجيات لا يقتصر على متابعة المؤشرات الاقتصادية مثل معدلات الدخل أو البطالة، بل يجب مراقبة جودة الحياة بشكل شامل، بما في ذلك وصول المواطنين إلى التعليم والصحة والخدمات الأساسية، وتحسن البنية التحتية، وارتقاء مستوى المعيشة في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء."

وأضاف نجم أن "الاستطلاعات الميدانية ومؤشرات الرضا الاجتماعي تعد أدوات مهمة لفهم أثر السياسات على الفئات الأكثر هشاشة"، مشدداً على أن "خلق سوق عمل مستدام ممكن، لكنه يتطلب إصلاحات هيكلية طويلة الأمد وتنويع الاقتصاد عبر دعم القطاعات غير النفطية مثل الزراعة والصناعة والخدمات الرقمية والسياحة، وفتح المجال أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة لتوظيف الشباب."

وأشار إلى أن "الاستثمار في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني يخلق قوة عاملة قادرة على تلبية احتياجات السوق المستقل عن تقلبات أسعار النفط، ما يقلل من هشاشة الأسر ويحد من دورة الفقر المتجدد."

ويرى نجم أن "الثقة بين المواطن والدولة تبدأ بالشفافية والعدالة في توزيع الموارد والخدمات"، داعيًا الحكومة إلى تبني سياسات مستدامة تركز على تمكين الفئات الضعيفة وتحسين خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية، مع الحد من الفساد البيروقراطي وتوسيع المشاركة المجتمعية في صنع القرار لضمان المحاسبة والعدالة الاجتماعية.

أهداف طموحة وواقع معقد

وتتحدث "إستراتيجية مكافحة الفقر 2026–2030" عن خفض النسبة الإجمالية للفقر إلى 8–9% من خلال التركيز على محاور الإسكان والتعليم والصحة وتمكين المرأة والتكيف المناخي، في محاولة لإعادة رسم الخريطة الاجتماعية للاقتصاد العراقي.

لكن المراقبين يرون أن هذه الأهداف لن تتحقق دون إصلاح جذري في بنية الإنفاق العام وتحديث بيانات الفقر الحقيقية التي تستند إليها الخطط الحكومية.

معايير قديمة لا تعكس الواقع المعيشي

وقال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، إن خط الفقر في العراق لا يزال يُحدد وفق معايير قديمة لا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الحالية وارتفاع تكاليف المعيشة، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية، وفي مقدمتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ما زالت تعتمد مؤشرات تعود إلى سنوات مضت.

وأضاف الهماشي لـ"طريق الشعب"، أن الحد الأدنى للأجور المعتمد في قانون العمل لعام 2015 ما زال محدداً بـ 350 ألف دينار عراقي، وهو المبلغ الذي تستند إليه الدولة لتحديد خط الفقر، معتبراً أن هذا الرقم لم يعد واقعياً في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار.

وأوضح أن "هذا المبلغ لا يمكن أن يؤمن حياة كريمة للمواطن العراقي، إذ أن تكاليف المعيشة الشهرية تتجاوز بكثير هذا الحد، ووفق تقديراتنا الاقتصادية فإن خط الفقر الحقيقي يجب ألا يقل عن 650 ألف دينار شهرياً."

وأشار إلى أن أغلب الخدمات الأساسية مثل الصحة والنقل والتعليم أصبحت تُدار بشكل شبه كامل من قبل القطاع الخاص، ما أدى إلى زيادة الأعباء المالية على المواطنين.

وزاد الهماشي بالقول إن ارتفاع بدلات الإيجار وأسعار المواد الغذائية والوقود جعل من الصعب على الأسر ذات الدخل المحدود تلبية احتياجاتها الأساسية.

وفي ما يتعلق بسوق العمل، كشف أن نحو 600 ألف عامل جديد يدخلون السوق سنوياً، في حين أن الدولة لا تستطيع توفير أكثر من ألف فرصة عمل سنوياً فقط، وهو ما يؤدي إلى تفاقم البطالة والفقر في آنٍ واحد.

واختتم الهماشي بالتأكيد على أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي الحالية لا تزال خجولة ولا ترتقي إلى مستوى التحديات، داعياً الحكومة إلى مراجعة سياساتها الخاصة بخط الفقر والأجور وتفعيل برامج الضمان الاجتماعي لحماية الفئات الضعيفة.

الفقر يهدد تماسك الأسرة والمجتمع

وترى الباحثة الاجتماعية بلقيس الزاملي، أن الفقر في العراق لم يعد مجرد مسألة دخل منخفض، بل أصبح ظاهرة متعددة الأبعاد تهدد بنية الأسرة وتماسك المجتمع.

فالأسرة العراقية، بحسب الزاملي، تعيش تحت ضغوط متراكمة نتيجة حرمان الأطفال من التعليم والخدمات الصحية الأساسية، ما ينعكس على العلاقات الأسرية ويجعل بعض أفرادها أكثر عرضة للتسرب المدرسي أو الهجرة الداخلية بحثًا عن فرص أفضل.

وأوضحت الزاملي، أن ضعف الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والسكن يفاقم المشكلة، إذ إن المواطن الذي يعيش في منطقة بلا مدارس أو مستشفيات كافية يجد نفسه عاجزاً عن تحسين مستوى معيشته حتى لو كان دخله يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات.

وأضافت أن غياب التمكين الاقتصادي للنساء يضاعف آثار الفقر عبر الأجيال، ويحد من قدرتهن على الاستثمار في تعليم أبنائهن وتحسين جودة حياتهم، ما يحافظ على دائرة مغلقة من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي.

كما حذرت الزاملي من أن الصدمات البيئية مثل الجفاف والعواصف الترابية تدفع العائلات الريفية إلى الهجرة نحو المدن، ما يزيد الضغط على الخدمات الحضرية ويخلق بؤراً جديدة من الفقر الحضري والهشاشة الاجتماعية.

وتعلق الزاملي على التوزيع غير المتكافئ للموارد بين المحافظات باعتباره أحد أهم أسباب التوتر الاجتماعي في العراق، مشيرة إلى أن الفجوة بين المدن الكبرى والمناطق الريفية أو الجنوبية تولد شعوراً بالتمييز والغبن، ما يعمق الإحباط الاجتماعي ويقوّض فرص التنمية المتوازنة.

*****************************************

راصد الطريق.. من الذي يقف وراء هؤلاء ويتواطأ معهم؟

يستمر شراء وبيع بطاقات الناخبين رغم تأكيد المفوضية استحالة التصويت بالبطاقات البايومترية دون حضور أصحابها، ما يجعل هذه الممارسات عبثية في الظاهر، لكنها تؤشر في باطنها ما يقلق ويهدد الانتخابات.

وقد حكمت محكمة جنح الأعظمية بحبس أربعة أشخاص مدة 6 أشهر بعد إدانتهم بتهمة شراء البطاقات .

بينما قررت المفوضية عزل موظف في مكتب نينوى، تأكد عمله مقابل المال لمصلحة إحدى المرشحات خارج أوقات دوامه.

ويثير استمرار وقوع هذه الحالات تساؤلات حول الجهات التي تدفع بهذا الاتجاه، ومن يقف وراء عمليات الشراء والبيع أو يتواطأ. فالشفافية غائبة حتى عند كشف المستفيد الحقيقي منها.

أليس من الانصاف الإعلان عن الجهات التي عمل هؤلاء المعاقبون لحسابها؟

ثم إن هذه العقوبات المتخذة بحقهم لا ترقى إلى مستوى الردع الحقيقي. بل ولا تعني شيئا مقابل المليارات التي ينفقها بعض المرشحين، الذين لا يختلف دفع الغرامات بالنسبة إليهم عن شرب كوب ماء. فالامر يتعلق بكيفية الحد من هذا الافراط المجنون في الانفاق السياسي.

وهنا تتحمل أجهزة الدولة مسؤولية كبرى؛ وهي المطالبة بحماية ديمقراطية الانتخابات، لا ان تكون مجرد مراقب أو شاهد لا يريد ان يرى شيئًا.

************************************************

الصفحة الثانية

مختص: عتبة المقعد في بغداد بين 26 و29 ألف صوت آليات إلكترونية حديثة لاعتماد الإعلاميين والمراقبين توزيع أكثر من مليوني بطاقة بايومترية

بغداد ـ طريق الشعب

في إطار العدّ التنازلي للانتخابات البرلمانية المقبلة، تكثّف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات استعداداتها الفنية والإدارية والرقابية لضمان سير العملية الانتخابية بشفافية وانسيابية، وسط متابعة لجميع مراحل التحضير، من توزيع البطاقات البايومترية واعتماد المراقبين والإعلاميين، إلى ضبط الدعايات الانتخابية ومراقبة المخالفات.

آليات إلكترونية حديثة

وأكدت نائب المتحدث باسم المفوضية نبراس أبو سودة، أن المفوضية اعتمدت آليات إلكترونية حديثة في استقبال طلبات الاعتماد الخاصة بالإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين، ضمن استعداداتها المستمرة ليومي التصويت الخاص والعام.

وقالت أبو سودة، إن عملية الاعتماد تمت عبر روابط إلكترونية خاصة أطلقتها المفوضية على موقعها الرسمي، حيث تُجرى عملية التحقق من المستمسكات وتقاطع المعلومات بين المتقدمين، لضمان عدم تكرار التسجيل ضمن أكثر من فئة، مثل من يتقدم بصفته إعلامياً وفي الوقت نفسه كمراقب من منظمة مجتمع مدني.

وأضافت أن المفوضية تتبع إجراءات دقيقة للتأكد من صحة المعلومات والجهات المقدمة، وبعد التحقق يتم إصدار باجات الاعتماد الرسمية وفق الأصول المتبعة في كل استحقاق انتخابي، مشيرة إلى أن هذه العملية مستمرة حتى الأيام القريبة من موعد الاقتراع، وتشمل أيضاً الإعلاميين والمراقبين الدوليين.

وبيّنت أبو سودة أن عملية توزيع البطاقات البايومترية تجاوزت حاجز المليونين، والمفوضية مستمرة في التوزيع حتى يوم الاقتراع، مؤكدة أن وتيرة العمل تتصاعد كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي.

ولفتت إلى أن المفوضية أعدت واختبرت جميع الأجهزة والمواد اللوجستية الحساسة وغير الحساسة مبكراً، وتم توزيعها على المحافظات وفق خطة دقيقة تراعي أعداد الناخبين في كل مركز ومحطة اقتراع.

وختمت أبو سودة بالقول إن التنسيق مستمر مع وزارة التربية بشأن تسلّم المدارس التي ستُستخدم كمراكز اقتراع خلال الفترة من 5 إلى 13 تشرين الثاني المقبل، تمهيداً لبدء العملية الانتخابية بانسيابية تامة وفي الموعد المحدد.

متابعة الحملات الانتخابية

من جانبه، أكد عضو الفريق الإعلامي في المفوضية حسن سلمان أن الاستعدادات الفنية واللوجستية الخاصة بيومي التصويت الخاص والعام تسير بانسيابية عالية، مشيراً إلى أن جميع المخازن جُهّزت بالمواد الحساسة وغير الحساسة، وأن العمل جارٍ بتنسيق متكامل بين الجوانب الإدارية والأمنية والفنية لضمان جاهزية يومي الاقتراع في 9 و11 من أيلول المقبل.

وقال سلمان، إن "المفوضية تعمل بخط واحد يضم جميع التخصصات الفنية والإدارية والأمنية وصولاً إلى يوم الاقتراع"، لافتاً إلى "وجود لجنة عليا للرصد والمتابعة خاصة بالدعايات الانتخابية، تعمل وفق نظام رقم (4) لسنة 2020 المنظم لحملات الدعاية الانتخابية".

وأضاف أن "هناك تنسيقاً عالياً بين المفوضية وأمانة بغداد في متابعة الإعلانات الانتخابية، إذ تتولى الأمانة مراقبة الدعايات المنتشرة في الجزرات الوسطية والأماكن العامة، فيما تتولى المفوضية متابعة المخالفات داخل الدوائر الحكومية والجوامع والحسينيات ومراكز الاقتراع".

وبيّن أن "اللجان الميدانية المنبثقة عن اللجنة العليا ترفع تقاريرها بشكل دوري"، مشيراً إلى أن "الإجراءات الحالية تقتصر على الغرامات ورفع الدعايات المخالفة"، مبيناً أن "المبالغ تُقتطع من التأمينات المالية الخاصة بالمرشحين المخالفين بعد إشعار المفوضية رسمياً من الجهات البلدية".

ودعا سلمان جميع المرشحين إلى "الاطلاع على الأنظمة والقوانين الانتخابية قبل الشروع بالحملات"، مبيناً أن "هذه الأنظمة معلنة منذ ثلاثة أشهر وهي ليست جديدة، إذ تعدّ هذه التجربة الانتخابية الثالثة التي تنفذها المفوضية وفق هذه القواعد لضمان عدالة المنافسة واحترام التعليمات القانونية".

عطلة الانتخابات

وفي السياق ذاته، نوه عضو مفوضية الانتخابات حسن هادي زاير، بأن “عطلة يوم الاقتراع الخاص بالانتخابات البرلمانية، تخص المدارس فقط، وليست عطلة دولة عامة.”

وقال زاير إن “مسألة العطلة العامة للموظفين تخص الأمانة العامة لمجلس الوزراء”، مشيراً إلى أن المفوضية ستبدأ تسلم المدارس المتخذة كمراكز اقتراع في 6 تشرين الثاني”.

وأضاف ان “من الطبيعي أن يعطل الدوام المدرسي لاستلام المراكز وتجهيزها للاقتراع الخاص”، مبيناً أنه “ليس لدينا معلومة بشأن عطلة موظفي الدولة خلال الانتخابات”.

ولفت إلى أن “يوم الاقتراع العام، الموافق 11/11، سيكون عطلة رسمية في البلاد”.

أوامر حبس وقبض

وفي تطور آخر، أعلنت مفوضية الانتخابات، عزل موظف في مكتب انتخابات نينوى بعد ثبوت عمله لصالح مرشحة مقابل مبالغ مالية خارج أوقات دوامه الرسمي، وهو ما اعتُبر تهديدًا لنزاهة العملية الانتخابية.

وفي بغداد، أصدرت محكمة جنح الأعظمية حكمًا بالحبس لمدة ستة أشهر على أربعة أشخاص بتهمة شراء بطاقات انتخابية، وفقًا لأحكام قانون انتخابات مجلس النواب العراقي رقم 9 لسنة 2020 وقوانين العقوبات ذات الصلة. وتستمر ظاهرة شراء وبيع بطاقات الناخبين رغم تأكيد المفوضية أن الاقتراع لن يعتمد على بصمة الوجه أو الأصابع.

كما صدرت أوامر قبض بحق المرشح نزار سامان الجاف وعضو مجلس محافظة ديالى أوس إبراهيم مهدي، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر ملاسنة في إحدى المرابطات الأمنية واعتُبرت تجاوزًا للصلاحيات وتدخلاً غير مشروع في عمل وزارة الداخلية.

عدد الأحزاب المشاركة

وأعلنت المفوضية أن 56 حزبًا سياسيًا فقط من بين 349 حزبًا مسجلًا في العراق سيشاركون في الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل.

وأوضح هيمان تحسين، المدير العام لدائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية، أن بعض الأحزاب لم تشارك طواعية، بينما تم منع أكثر من 60 حزبًا آخر من المشاركة بسبب الإجراءات الانتخابية.

وأضاف أن حركة التغيير في إقليم كردستان لن يُسمح لها بالمشاركة لعدم عقد مؤتمرها، كما تم حل ثلاثة أحزاب أخرى لارتباطها بحزب العمال الكردستاني.

ويبلغ عدد مقاعد البرلمان العراقي 329 مقعدًا، منها 320 عامًا و9 مقاعد كوتا، فيما سيشارك في الانتخابات 31 تحالفًا، و38 حزبًا، و75 مرشحًا مستقلاً، وفقًا لإحصاءات المفوضية.

وفي ختام المشهد الانتخابي، أكد مقداد الشريفي، رئيس الدائرة الانتخابية السابق، أن الأرقام التي تتحدث عنها بعض القوائم بشأن نيل 40 إلى 100 مقعد في الانتخابات غير واقعية، واصفًا هذه التصريحات بأنها خطاب تحفيزي لجذب الناخبين.

وأشار الشريفي إلى أن المنافسة على بغداد شديدة، حيث يتنافس أكثر من 2200 مرشح على 69 مقعدًا، مع وجود 32 قائمة رئيسية تضم رؤساء قوائم وشخصيات برلمانية وكتل كبيرة.

وبحسب المعطيات، هناك 14 قائمة مرشحة للحصول على مقاعد مؤكدة، بينما لا يتوقع أن تحقق أي قائمة فوارق كبيرة كما حدث في انتخابات 2014.

وأضاف الشريفي أن عتبة الحصول على مقعد في بغداد تتراوح بين 26 و29 ألف صوت، مشيرًا إلى أن حوالي 4 قوائم ستضمن مقاعدها وفق الواقع الحالي.

***********************************************

مواطنون في الموصل يحتجون على توقف مشروع «عين العراق} السكني

متابعة ـ طريق الشعب

نظم العشرات من المستفيدين والمتقدمين على مشروع "عين العراق" السكني في الموصل، وقفة احتجاجية للمطالبة بإيجاد حلول عاجلة للتلكؤ المستمر في تنفيذ المشروع منذ أكثر من عشر سنوات، مؤكدين أن معاناتهم تفاقمت بسبب غياب أي تحرك من الجهات المعنية والشركات المنفذة.

وقال أحد المحتجين: "نحن معظمنا من ذوي الدخل المحدود، والمشروع متوقف منذ سنوات، ونطالب رئيس الوزراء والمحافظ والنواب وهيئة الاستثمار بالتدخل الفوري لإنهاء هذه المعاناة".

من جانبه، أكد عضو مجلس محافظة نينوى، محمد أهريس، أن الشركات المنفذة لم تلتزم بالمواعيد، مشيراً إلى إمكانية إلغاء عقودها وإحالتها لشركات رصينة، موضحًا أن المجلس سيلجأ إلى القضاء إذا لم تُحل الأزمة وفق المادة 28 من قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 المعدل، والتي تسمح بفرض جزاءات إدارية وسحب الإجازة من الشركات المتلكئة.

وأشار أهريس إلى فقدان الأهالي الثقة بوعود الاستثمار، مؤكدًا أن مجلس المحافظة سيتابع الملف قضائياً وقانونياً لضمان حقوق المواطنين.

وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية بعد عدة احتجاجات سابقة أمام مجمع "عين العراق"، للمطالبة بتسليم الوحدات السكنية التي تأخرت عن التسليم رغم تعهدات الشركة المستثمرة بإتمام المشروع.

*********************************************

تعزية

الرفيق العزيز حيدر بشبوش سكرتير محلية المثنى

ببالغ الأسى والحزن تلقينا مؤخرًا نبأ وفاة زوجتك وشريكة حياتك العزيزة "أم علي" بعد معاناة مع مرض عضال لم يمهلها كثيرًا، ولا يسعنا في هذه المناسبة المؤلمة إلا أن نتقدم بخالص التعازي والمواساة اليك وإلى جميع أفراد العائلة، متمنين لكم الصبر والسلوان، والذكر الطيب للراحلة العزيزة "أم علي".

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

27-10-2025

***********************************************

الموارد المائية تحذر: {تغلغل} اللسان الملحي في شط العرب

بغداد ـ طريق الشعب

حذرت وزارة الموارد المائية، من تفاقم ظاهرة اللسان الملحي في شط العرب وتأثيرها على سكان محافظة البصرة، نتيجة قلة الإطلاقات المائية.

وما زال معظم أهالي البصرة، يشكون من تمدد اللسان الملحي في المياه، وهو ما يؤدي إلى تجدد الاحتجاجات بين فترة وأخرى، للمطالبة بمعالجة الأزمة التي تمتد إلى سنوات طويلة، وآخرها التظاهرات الغاضبة التي شهدتها مدينة الحيانية إثر زيادة الملوحة.

وقال معاون المدير العام للهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل في الوزارة، غزوان السهلاني، إن "انخفاض تصاريف ناظم قلعة صالح باتجاه دجلة والبصرة تسبب بتغلغل اللسان الملحي ووصوله إلى مناطق الدير ومركز المحافظة".

وبيّن السهلاني أنّ "الوزارة تبذل جهودًا دبلوماسيةً مكثفةً للضغط على دول المنبع في تركيا وإيران لزيادة الإطلاقات المائية، خاصة في نهر الكارون".

وتحدث السهلاني عن "إعداد دراسةٍ متقدِّمةٍ لإنشاء سدَّة قاطعةٍ على شط العرب كحلٍّ بعيد المدى، تُنفذها شركةٌ استشاريَّةٌ متخصِّصةٌ لدراسة خصائص النهر".

وقال إن "الوزارة تتابع الموقف المائيَّ يوميًّا لضمان استمرار تجهيز مياه الشرب".

وقبل أيام، خرج العشرات من أهالي الحيانية في البصرة بتظاهرات غاضبة، أشعلوا في الإطارات لقطع الشوارع، ذلك بسبب زيادة الملوحة في الماء.

**********************************************

الصفحة الثالثة

عبورها يحتاج الى إصلاحات هيكلية لا وعود سياسية العراقي في خانة المخاطر المرتفعة  تصنيف ائتماني ثابت يعكس هشاشة الاقتصاد

بغداد - محمد التميمي

ما يزال التصنيف الائتماني للعراق ثابتاً عند فئة المخاطر المرتفعة (B-) بحسب وكالتي ستاندرد أند بورز وفيتش، في مؤشر يعكس هشاشة التوازن بين الاحتياطيات المالية المريحة نسبياً، وبين البيئة السياسية والاقتصادية المضطربة.

ووفقًا للتقديرات الدولية، فإن هذا التصنيف يضع العراق على بعد درجة واحدة فقط من منطقة التعثر المالي، ما يبقيه في دائرة القلق لدى المستثمرين والدائنين الدوليين.

ورغم تحسن الايرادات النفطية، إلا أن الاعتماد شبه الكامل عليها وضعف تنويع الاقتصاد وتحديات الحوكمة والشفافية، لا تزال تعيق انتقال العراق إلى الفئة الاستثمارية.

وتقع درجة B- ضمن الشريحة غير الاستثمارية أو ما يُعرف بـ المضاربية (Speculative)، وهي مؤشر على ارتفاع احتمال التعثر أو التأخر في السداد. وتعني أن المستثمرين أو المقرضين الدوليين يطلبون فوائد أعلى لتعويض المخاطر، ما يجعل كلفة الاقتراض الخارجي على العراق أعلى من بقية الدول العربية.

وبحسب التحليل المالي، فإن كل خفض بمقدار درجة واحدة في التصنيف يرفع كلفة الاقتراض بنحو 0.5 إلى 1.2 بالمئة في أسواق السندات الدولية. ومع تصنيف العراق الحالي، فإن أي إصدار جديد للدين العام قد يواجه فوائد تفوق 9 بالمئة، مقارنة بأقل من 4 بالمئة في الدول ذات الجدارة العالية مثل السعودية أو قطر. كما يقلل هذا التصنيف من شهية المستثمرين الأجانب للمشاركة في مشاريع استراتيجية كبرى مثل طريق التنمية ومترو بغداد، التي تتطلب تمويلا دوليا طويل الأجل.

بيئة اقتصادية هشة

وفي هذا السياق، أكد أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي أن استمرار تصنيف العراق الائتماني عند المستوى (B-) يعكس واقعا دقيقا لهشاشة البيئة المالية والاقتصادية في البلاد، على الرغم من تحسن المؤشرات النفطية وتراجع حجم الدين الخارجي خلال السنوات الأخيرة.

ونوه السعدي في حديثه لـ"طريق الشعب"، بأن وكالات التصنيف الدولية تنظر إلى الاقتصاد العراقي "بوصفه اقتصاداً ريعياً يعتمد بصورة مفرطة على العوائد النفطية التي تشكل أكثر من 90% من الإيرادات العامة، وهو ما يجعل الموازنة العراقية شديدة الحساسية تجاه تقلبات أسعار الطاقة العالمية".

وبيّن أن هذا التصنيف يعني أن "المخاطر السيادية المرتبطة بالعراق لا تزال مرتفعة، الأمر الذي يدفع المؤسسات الدولية إلى فرض فوائد مرتفعة على القروض لتعويض تلك المخاطر".

ويشير الى أن هذا الوضع "يحدّ من قدرة العراق على الحصول على تمويل ميسر للمشاريع الاستراتيجية، ويجعل المؤسسات المالية الكبرى أقل استعداداً للمشاركة في سندات الدين الحكومية في ظل بيئة استثمارية تتسم بضعف الشفافية وغياب الاستقرار التشريعي والأمني وتراجع كفاءة الإدارة المالية".

ويجد السعدي أن الآثار الاقتصادية للتصنيف الحالي خطيرة، إذ تؤدي إلى ارتفاع كلفة الاقتراض وتراجع قدرة الحكومة على تمويل المشاريع التنموية دون اللجوء إلى الدين الداخلي، الذي بدوره يضغط على السيولة النقدية ويرفع معدلات التضخم.

كما ينبه الى ان هذا التصنيف "يضعف من جاذبية العراق للاستثمارات الأجنبية المباشرة، لأن المستثمرين الأجانب يربطون قراراتهم بدرجة الثقة التي تبديها الأسواق العالمية تجاه الدولة".

ويحذّر من أن جذور الأزمة تكمن في غياب الإصلاح المالي الحقيقي واستمرار الاعتماد الأحادي على النفط دون تطوير قطاعات إنتاجية بديلة مثل الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات، مشيرًا إلى أن ضعف القطاع المصرفي وعدم قدرته على تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة يسهمان بدورهما في إبطاء النمو وزيادة معدلات البطالة.

وطبقا لحديث السعدي فأن تحسين التصنيف الائتماني للعراق لا يتحقق بالشعارات أو الخطط الورقية، وانما عبر تبني إصلاحات مالية وإدارية شاملة تتضمن مكافحة الفساد، وترشيد الإنفاق العام، وتفعيل الإيرادات غير النفطية، وتطوير النظامين الضريبي والكمركي، إلى جانب تعزيز استقلالية السياسة النقدية وإعادة بناء الثقة بالمصارف الحكومية والخاصة، معتقدا أن العراق يمتلك إمكانات اقتصادية وبشرية كبيرة تؤهله لتجاوز تصنيف (B-) نحو مستويات أكثر استقرارًا خلال ثلاث إلى خمس سنوات، شرط أن تُنفَّذ الإصلاحات بجدية.

وفي خاتم حديثه، قال أن "رفع التصنيف الائتماني لا يعني فقط خفض كلفة الاقتراض، إذ سيعزز الثقة الدولية بالاقتصاد الوطني ويفتح آفاق التمويل الطويل الأمد لمشاريع البنية التحتية والطاقة والإسكان التي تمثل ركيزة التنمية المستدامة في البلاد".

بحاجة لإصلاحات هيكلية صارمة

من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي حسنين تحسين أن ضعف القدرة على الوفاء بالالتزامات التنموية والمالية، إلى جانب هشاشة السياسات الاقتصادية، أسهما في إدراج العراق ضمن مناطق عالية المخاطر من حيث النمو الاقتصادي.

وقال تحسين في حديث مع "طريق الشعب"، أن "هذه المؤشرات تعكس بيئة استثمارية غير مستقرة، تتسم بمستويات مرتفعة من المخاطر في تمويل وتنفيذ المشاريع التنموية".

وبيّن تحسين أن "الاستقرار لا يعني بالضرورة الأمان الاقتصادي كما يعتقد البعض"، مشيراً الى ان “الدول التي تكتفي بالاستقرار دون تحقيق معدلات نمو مستدامة، تقع في حالة من الجمود التي تُعدّ أكثر خطورة من التقلبات نفسها”.

وشدد على أن النمو الاقتصادي هو الأساس الحقيقي للتقدم، ولتعزيز قدرة الدولة على مواجهة الأزمات والتحديات المستمرة.

ودعا تحسين إلى إجراء إصلاحات هيكلية عميقة وجذرية في بنية الاقتصاد العراقي، تشمل السياسات المالية والنقدية والإدارية، بهدف إزالة الآثار السلبية المتراكمة التي تعيق تدفق الاستثمارات الكبرى.

وحذر في ختام حديثه من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تراجع ثقة الشركات العالمية، وارتفاع كلفة التمويل والقروض الدولية، ما يدفع نحو الاكتفاء ببرامج مساعدات محدودة لا تسهم فعليًا في تحريك عجلة التنمية.

تعثر مالي وصعوبات في السداد

كذلك كتب الخبير الاقتصادي زياد الهاشمي، إيضاحا عن التصنيف الائتماني في العراق، قائلا انه "مستمر في البقاء في منطقة (الخطر المرتفع) وبدرجة واحدة عن منطقة التعثر المالي، رغم ما قيل عن تحركات رسمية عراقية لإصلاح النظام المصرفي والاقتصادي".

وقال ان "هذا التصنيف يعبر أيضا عن الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يواجهها العراق، وأن أي تدهور سياسي أو اقتصادي أو أمني يمكن أن يؤدي إلى تعثر مالي وصعوبات في السداد. بمعنى آخر، إن المستثمرين العالميين ينظرون لتصنيف العراق عالي الخطورة على أنه تحذير من ارتفاع المخاطر السيادية، مما يجعل كلفة الاقتراض الخارجي أعلى للعراق، لأن الفائدة المطلوبة تكون كبيرة لتعويض المخاطرة.

وخمن ان تواجه مشروعي طريق التنمية أو مترو بغداد في حال تنفيذهما صعوبات حقيقية في جذب الاستثمارات الدولية لتمويل مراحل التنفيذ.

*******************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

انقسام عراقي بين متفائل ومتشائل

نشرت صحيفة (بوسطن هيرالد) الأمريكية تقريرًا عن الانتخابات التشريعية العراقية المزمع إجراؤها في الشهر القادم، وصفتها فيه بأنها خطوة مهمة يمكن أن تحدد مسار البلاد في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في الشرق الأوسط منذ سنوات. فلا تزال المخاوف قائمة من جولة جديدة من الصراع بين الكيان الإسرائيلي وإيران، رغم هدوء التوترات الإقليمية بعد وقف إطلاق النار في غزة، في وقتٍ تواجه فيه بغداد ضغوطًا متزايدة من واشنطن بشأن وجود جماعات مسلحة حليفة لإيران داخل العراق، دون أن يشفع لها بقاؤها على الحياد خلال الحرب القصيرة بين الطرفين في حزيران الماضي.

خلفية سياسية

واستعرض التقرير الطريقة التي شُكِّلت بها الحكومة الحالية والدعم الذي تلقّته من هذه الجماعات في عام 2022 وما تلاه، إضافة إلى التغيير التدريجي الذي طرأ على مواقفها منذ أن راحت تحاول تحقيق توازن في علاقات العراق بين طهران وواشنطن. وتوقّع التقرير أن يترك هذا التغيير أثرًا كبيرًا على مسعى رئيس الحكومة للحصول على ولاية ثانية بعد الانتخابات، وهو أمر نادر الحدوث في البلاد منذ التغيير السياسي عام 2003.

منافسة محتدمة

وحول المشاركين والغائبين عن الانتخابات، ذكر التقرير أن هناك 7768 مرشحًا، من بينهم 2248 امرأة، يتنافسون على 329 مقعدًا في مجلس النواب، وينتمون إلى كتل "مكوناتية" مختلفة يقودها سياسيون مشاركون في السلطة منذ سنوات، إضافةً إلى مجموعة من القوى الإصلاحية والمدنية العابرة للطائفية، وتلك المنبثقة عن احتجاجات تشرين 2019. ونبّه التقرير إلى أن التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر هو الغائب الأبرز في هذه الانتخابات، بعد أن قرر مقاطعتها رغم أنه فاز في سابقتها بأكبر عدد من المقاعد، قبل أن ينسحب إثر فشل المفاوضات لتشكيل حكومة، وما زال ملتزمًا بالمقاطعة. كما أعلن ائتلاف النصر بقيادة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي مقاطعته للعملية الانتخابية، متهمًا إياها بالفساد.

شراء الأصوات

وأشارت الصحيفة إلى انتشار واسع لاتهامات تتعلق بتفشي الفساد وشراء الأصوات، إلى الحد الذي وصف فيه المراقبون هذه الانتخابات بأنها الأكثر استغلالًا منذ عام 2003 من حيث المال السياسي وتسخير موارد الدولة. ونقلت عن مسؤول في حملة انتخابية (طلب عدم الكشف عن هويته) قوله إن أغلب المرشحين، بما فيهم الكتل الكبرى، يشترون بطاقات الناخبين، إذ وصل سعر البطاقة إلى 300 ألف دينار عراقي أي ما يعادل أكثر من 200 دولار. كما نقل التقرير تأكيد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التزامها بإجراء عملية "عادلة وشفافة"، مشيرة إلى اتخاذ "إجراءات صارمة لمراقبة الإنفاق الانتخابي ومنع شراء الأصوات"، وأنها ستستبعد أي مرشح يثبت تورطه في ذلك.

العنف السياسي

واعتبرت الصحيفة عملية اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني، وهو مرشح عن منطقة الطارمية، في تفجير سيارة، مؤشرًا على العنف السياسي الذي يرافق الانتخابات، خاصة بعد أن أكدت التحقيقات أن الجريمة "مرتبطة بالمنافسة الانتخابية". ونوّه التقرير إلى مشاركة العديد من الفصائل المسلحة في المنافسة الانتخابية رغم احتفاظها بالسلاح، في مخالفة للقانون ولتصريح سابق لرئيس الحكومة أكد فيه على أن "الفصائل المسلحة التي تحولت إلى كيانات سياسية لها حق دستوري في المشاركة بالانتخابات إذا تخلت عن السلاح"، معتبرًا ذلك "خطوة في الاتجاه الصحيح".

الولاية الثانية

وذكرت الصحيفة أن رئيس الحكومة سعى إلى تقديم نفسه كسياسي براغماتي يركّز على تحسين الخدمات العامة، ويبدو أنه استفاد من ذلك، إذ تشير استطلاعا

ت الرأي إلى تحسّن نظرة العراقيين للوضع العام.

وأظهرت نتائج مجموعة المستقلة للأبحاث (المرتبطة بجمعية غالوب الدولية) أنه للمرة الأولى منذ عام 2004، يعتقد نصف العراقيين أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح. واستدركت الصحيفة قائلة إن منصب رئيس الوزراء لا يعتمد فقط على نتائج الانتخابات، بل على تفاهمات الكتل السياسية والإقليمية والدولية، وإن خلافات رئيس الحكومة مع بعض حلفائه السابقين قد تعرقل فرصه في الحصول على ولاية ثانية.

أما بالنسبة إلى النصف الآخر من العراقيين، فيرى التقرير أنهم لا يعلّقون آمالًا كبيرة على الانتخابات، إذ يقولون إن شيئًا لم يتغير: لا الماء، ولا الكهرباء، ولا الجفاف، ولا الخدمات.

******************************************

أفكار من أوراق اليسار.. سأنتخب الشيوعيين(3)

إبراهيم إسماعيل

بعثَ إليَّ صديقٌ، قرأ دعواتي لانتخاب مرشّحي الحزب الشيوعي العراقي، عدداً من الدعايات المضلِّلة التي راح اللصوصُ والفاشلون وحماتهم المستبدّون يروّجون لها، في سعيٍ واهمٍ للإضرار بمكانة الشيوعيين في ضمائر الناس، و"نصحني" بأن أتجنّب هذا الطريق، فهو صعبٌ وموحشٌ لقِلّة سالكيه.

وبما أنّي اعتدتُ أن أقدِّم حسنَ النيّة على سوئها، وأحمل صديقي هذا على سبعين محملاً من الخير، اكتفيتُ في الردّ عليه بمقولةٍ لسفيان الثوري، كان يطرب معي لسماعها، أيّامَ كنا نقف على ضفّةٍ واحدة، "من استهان بالظلم كان ظالماً"، وبرفضِ الحلاّج أن يصرِّح بما لا يُبطن، قائلاً لتلميذه "ما كان لي أن أبيع وجهَ الحقّ برضا الظالمين. لقد دعوتُ الناس إلى الحريّة، فكيف أهرب أنا إلى القيود؟"  نعم، يا صديقي اللدود:

سأصوّتُ للشيوعيين، فتصويتي لهم ثغرةٌ في جدار الصمت والفساد. إنّه انحيازٌ لأطفالٍ يأكلون من سيارات القمامة التي يعملون على جمعها، وللساكنين في أكواخ العشوائيات، وللشباب العاطل والمهمَّش، وللمرأة التي يُكسِّر "رجل" عظامها عسى أن يستعيد رجولته، ولطفلةٍ تُغتَصب باسم الزواج المبكّر، ولصبيةٍ وصبايا يفتقدون التعليمَ والرعايةَ الصحيّة والمستقبل، لنازحين مشردين بين الألغام، لأهوار تموت ولرافدين يحتضران بعد قرون من الزهو.

سأصوّتُ للشيوعيين، لأنّ عراقيّتي باتت مهدَّدةً من الاستقطابات الطائفية والإثنية والنزاعات العشائرية والولاءات المناطقية؛ لأنّ حلمنا في أن نكون أحراراً، وأن يكون لنا نظامٌ يكفل تداولاً سلميّاً للسلطة، على وشك أن يُوأَد في ظلّ الفوضى، والسلاح المنفلت، والبيروقراطية، والتفاوت الطبقي، واحتكار ثروات الوطن المادية ومنتجات الشعب الروحية، على يدِ أقلّيةٍ فاشلة.

سأصوّتُ للشيوعيين، لأنّهم خيرُ مَن حمى الهوية الوطنية ومنحها ألقَها، حتى بات يقيناً أنّ لا خلاصَ للعراق من الخراب والريبة والقلق والتشظّي إلاّ بتبنّي مشروعهم للتغيير الشامل. فالبديل الذي يمثلونه سيحقّق توزيعاً منصفاً للثروة، ويتيح برامجَ التنمية والخدمات والنتاج المعرفي والإبداعي للجميع، وسيُعالج الاختلالاتِ الهيكليةَ في الاقتصاد الوطني، ويحرّره من التبعية، ويرفع الحيف عن النساء، ويضمن المساواة بين الجنسين.

سأصوّتُ للشيوعيين، لأنّ بلاداً زيَّنت تاريخَها عمارةُ بابل والزقّورات، وأشرقت فيها ملحمةُ جلجامش وفكرةُ إنانا وإنليل، وتجسّدت علومُها في الألواح المسمارية ومدارس إدّوبا، وأنجب شعبُها الأثريَّ والكرملي ومصطفى جمال الدين والسيّاب وكوران والجواهري وزها حديد ونزيهة الدليمي وعبد الجبار عبد الله وجواد سليم ومير صبري ومحمد مكية وزينب وعلي الوردي، تكاد تُقيَّد اليوم بمفاهيم القمع والعبودية واستلاب العقل ومشاعر التعصّب والجمود والعزلة، وتتدهور فيها القيم، وتتكاثر كفطرٍ سامٍّ عصاباتُ التجهيل والفساد، ولصوصٌ يخطفون من عيون أطفالنا بسمةَ الأمان.

سأصوّتُ للشيوعيين لأنّهم يفتحون كُوى رئيسيةً للضوء ببرنامجهم الثقافي للتغيير، الذي ينبع من الإطار الجامع لقيمنا المادية والروحية، ويعيد صياغةَ العلاقات الضرورية بين الفكر والأخلاق والسياسة، ويخلق فرداً ذا قدرةٍ على التحوّل نحو مجتمع الديمقراطية والعدالة.

سأصوّتُ للشيوعيين، لأنّ برنامجهم للتغيير الشامل فرصةٌ ثمينةٌ لتوحيد جهود كلّ القوى الساعية لصناعة بديلٍ حقيقيٍّ لمنظومة المحاصصة، من الحركات المدنية، والنقابات، والناشطين، والشباب، والنساء، والمثقفين، ورجال الدين والفكر المتنوّرين. وهو محطةٌ هامّةٌ في التراكم الكفاحي، تحافظ على شعلة المعارضة الجذرية متّقدةً رغم كلّ العتمة والخراب.

سأصوّتُ للشيوعيين، لأنّهم خيرُ مَن أوقد سنينَ عمره شموعاً تضيء الدربَ للعراقيين، وتعويذةٌ لسلامة وحرّية وطنهم، ولأنّهم لم يُخلِفوا عهداً، حتى باتوا مثلاً لمن يقدّم بعضاً من روحه زاداً للجياع، ويهشم بيديه العاريتين قيودَ المقهورين، ويضمد جراحَ الناس بقطعٍ مطهَّرةٍ من روحه، ويمسح بيدٍ حانية على رؤوسٍ أبتِ الضيم.

*************************************************

الصفحة الرابعة

متخصصون: هشاشة البنية التقنية تهدد أمن العراق المعلوماتي الفجوة الرقمية في مؤسسات الدولة..  أنظمة قديمة وبيانات مكشوفة

بغداد – تبارك عبد المجيد

في الوقت الذي يشهد فيه العراق توسعا متسارعا في التحول الرقمي داخل مؤسسات الدولة، تقف البلاد أمام تحد متزايد في حماية بياناتها من الهجمات الإلكترونية التي باتت أكثر تعقيدا وتكرارا؛ فمنذ دخول الحواسيب والأنظمة الرقمية إلى الدوائر الحكومية بعد عام 2003، تحولت البيانات الرسمية والمعلومات الشخصية للمواطنين إلى هدف ثمين للقراصنة، وسط ضعفٍ واضح في البنية التحتية التقنية وغياب استراتيجية وطنية موحدة للأمن السيبراني.

لقد شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الاختراقات التي طالت مواقع وزارات ومؤسسات رسمية، وأسفرت عن تسريبات ضخمة لمعلومات حساسة، لتكشف عن واقع هشٍّ في منظومة الحماية الرقمية، وتطرح تساؤلات حول مدى جاهزية العراق لمواجهة الحروب الإلكترونية الحديثة.

في عام 2019 تعرض نحو 30 موقعا حكوميا للاختراق، شملت وزارات الداخلية والدفاع والصحة والخارجية، في أكبر عملية استهدفت مؤسسات الدولة حينها، ما كشف هشاشة الأنظمة الرقمية وضعف إجراءات الحماية الإلكترونية.

وفي عام 2023 كُشف عن تسريب ضخم لبيانات حكومية تضم أكثر من 20 مليون سجل شخصي، نُشرت لاحقا للبيع في "الدارك ويب"، وتضمنت معلومات حساسة عن المواطنين، ما أثار مخاوف واسعة من غياب نظام وطني لحماية البيانات.

وفي عام 2024 تصاعدت الهجمات التجسسية ضد مؤسسات حكومية، نُسبت إلى جهات خارجية استخدمت برمجيات خبيثة لاختراق الأنظمة والبقاء داخلها لفترات طويلة، بهدف سرقة المعلومات واستغلالها لأغراض سياسية.

وفي مطلع عام 2025 أُعلن عن اختراقات استهدفت وزارتي المالية والعمل ومجلس الوزراء، وتسريب كميات كبيرة من البيانات، كما أوقف جهاز الأمن الوطني متهمًا بسرقة وبيع 1500 غيغابايت من ملفات شركات خاصة، في مؤشر واضح على تصاعد وتيرة الجرائم الإلكترونية في البلاد.

قدرات خارقة لدى القراصنة

يقول الأكاديمي المختص في تكنولوجيا المعلومات حيدر ناصر، إن "حماية بيانات المواطنين أصبحت اليوم من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات العراقية، فمعظم الاختراقات لا تحدث بسبب قدرات خارقة لدى القراصنة، بل نتيجة ضعف الأنظمة المستخدمة وغياب إجراءات التحديث الدورية".

ويضيف أن "الاعتماد على برامج قديمة وعدم وجود تشفير فعّال لبيانات المستخدمين يجعل من السهل استهدافها وسرقتها، خصوصا في ظل ضعف التنسيق بين الجهات الحكومية المسؤولة عن إدارة الملف الرقمي".

ويشير ناصر لـ "طريق الشعب"، إلى أن "العراق يُعد متأخرا نسبيًا في مجال الأمن السيبراني مقارنة بدول المنطقة، بسبب غياب استراتيجية وطنية موحدة، وتعدد الجهات التي تتعامل مع هذا الملف دون وجود مركز وطني للرصد والاستجابة السريعة"، موضحًا أن "الكثير من المؤسسات لا تمتلك كوادر متخصصة، وتعتمد على حلول مؤقتة تقدمها جهات خارجية أو منح دولية، ما يزيد من هشاشتها أمام الهجمات الإلكترونية".

ويؤكد أن "لاختراقات لا تستهدف المؤسسات الحكومية فحسب، بل تمتد إلى الشركات الخاصة والمصارف والمنصات التي تحتوي على بيانات حساسة للمواطنين، وغالباً ما يكون الهدف منها تجاريا أو سياسيا".

 ويختتم ناصر قائلاً: ان "الأمن السيبراني لا يتحقق بشراء البرامج فقط، بل ببناء منظومة حماية شاملة تبدأ من التوعية الرقمية، مرورا بتحديث الأنظمة، وانتهاءً بإرادة سياسية تعتبر حماية بيانات المواطنين أولوية وطنية".

ضعف البنية التحتية التقنية

المختص في الأمن السيبراني مصطفى الموسوي، أكد أن المؤسسات الحكومية في العراق تواجه مجموعة من التحديات الجوهرية في مجال الأمن السيبراني، أبرزها ضعف البنية التحتية التقنية واعتماد الكثير من الدوائر الحكومية على أنظمة قديمة وغير محدثة، ما يجعلها عرضة للاختراقات والهجمات الإلكترونية.

وقال الموسوي لـ"طريق الشعب"، إن "العديد من المؤسسات تعتمد على تجهيزات وبنى تحتية متهالكة وغير متطورة، ولا يتم تحديثها بصورة دورية، الأمر الذي يزيد من هشاشتها أمام الهجمات السيبرانية"، موضحا أن بعض هذه الأنظمة غير مرتبطة بالإنترنت بشكل آمن، وتفتقر إلى التشفير والحماية الحديثة.

وأضاف أن نقص الكوادر المتخصصة في الأمن السيبراني داخل المؤسسات الحكومية يمثل تحديا آخر، حيث يؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على مواجهة الهجمات الإلكترونية أو التعامل مع الأزمات التقنية عند حدوثها.

وتابع الموسوي، أن العراق يتعرض بين الحين والآخر إلى هجمات إلكترونية خارجية تستهدف مؤسسات الدولة المختلفة، وغالبًا ما يكون الهدف منها تسريب أو نشر بيانات حساسة، ما يتسبب في إثارة الذعر بين المواطنين، ويمثل تهديدا للأمن الوطني والقومي.

كما نبّه إلى وجود تهديدات داخلية مصدرها بعض الموظفين غير الملتزمين أو الذين يسيئون استخدام صلاحياتهم الوظيفية، سواء بسبب الإهمال أو لعدم الرغبة في التطور التقني، معتبرا ان غياب السياسات الوطنية الموحدة للأمن السيبراني، وغياب استراتيجية متكاملة يؤدي إلى تشتت الجهود وضعف التنسيق بين المؤسسات، ما ينعكس سلبا على فعالية الحماية المعلوماتية.

وأشار إلى مشكلة التخزين غير الآمن للبيانات، موضحا أن بعض الجهات الحكومية تخزن معلوماتها على خوادم غير محمية أو غير مشفرة، وهو ما يزيد من احتمالية تسريب بيانات المواطنين كما حدث سابقًا عندما سُربت معلومات حساسة عبر تطبيق "تلغرام".

وفي حديثه عن التحول الرقمي في مؤسسات الدولة، أوضح الموسوي أن لهذا التحول آثارا إيجابية وسلبية في الوقت ذاته. فمن الإيجابيات "تسريع الإجراءات الحكومية، وتعزيز الشفافية، وتقليل الفساد الإداري، وتحسين دقة البيانات، ودعم اتخاذ القرار". أما أبرز السلبيات، فهي "ارتفاع خطر الاختراقات الإلكترونية واحتمال فقدان الثقة بين المواطن والحكومة في حال تسربت بيانات حساسة أو تعطلت الأنظمة الرقمية".

وفي ختام حديثه، شدد الموسوي على ضرورة إنشاء مركز وطني للأمن السيبراني يتولى متابعة التهديدات بشكل مستمر، إلى جانب تطبيق سياسات تشفير وحماية صارمة لجميع البيانات الحكومية، وتدريب الموظفين الحكوميين على الوعي الأمني السيبراني، مع تحديث الأنظمة بشكل دوري وإجراء اختبارات اختراق منتظمة لضمان جاهزية المؤسسات لأي تهديد محتمل.

ضرورة استراتيجية لمستقبل العراق

من جهته، أكد الدكتور مروان سالم العلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل والمختص في الشؤون الاستراتيجية، أن التحول الرقمي بات اليوم عاملًا حاسمًا للنجاح والقدرة التنافسية للدول، مشيرًا إلى أن الحكومات في مختلف أنحاء العالم تتبنى التقنيات الرقمية لتعزيز كفاءة وفعالية عملياتها الإدارية والخدمية.

وقال العلي، أن "التحول الرقمي لم يعد خيارًا ترفيًّا، بل أصبح ضرورة حيوية في مواجهة الأزمات"، لافتًا إلى أن جائحة كورونا مثّلت نقطة تحول عالمية في اعتماد الخدمات الإلكترونية، خصوصًا في مجالات التعليم والصحة والعمل والإدارة، مشيرا إلى أن "العراق يبدو متأخرًا نسبيًا في تبني التكنولوجيا مقارنة بدول المنطقة.

وواصل القول أن الرقمنة في العراق تُعد "تحديًا وفرصة في آن واحد"، مبينا أن تبني نموذج نضج الحكومة الرقمية يساعد في قياس مدى دمج هذه التقنيات في الخدمات الحكومية وتحسين الاستجابة لاحتياجات المواطنين، فضلًا عن الحد من البيروقراطية والأعباء الإدارية.

وشدد العلي على أن "نجاح التحول الرقمي في العراق يمكن أن يشكل نقلة نوعية في منظومة الحوكمة، ويُسهم في بناء مؤسسات أكثر كفاءة وشفافية"، داعيًا الحكومة إلى الاستمرار في الاستثمار في البنى الرقمية وتطوير المهارات التقنية لدى العاملين في مؤسساتها.

وختم بالقول إن "عملية التحول الرقمي في العراق معقدة وتتطلب وقتًا وإرادة سياسية ومؤسسية قوية، لكنها تمثل فرصة تاريخية لإعادة بناء الدولة على أسس حديثة قائمة على التكنولوجيا والمعرفة".

*************************************************

منذ ١٠ سنوات وقضاء السوير في المثنى بلا مستشفى.. والصحة تكتفي بالوعود

بغداد – طريق الشعب

يعاني أهالي قضاء السوير في محافظة المثنى، منذ أكثر من عقد، من ضعف الخدمات الصحية ونقص الكوادر الطبية، وسط تعطل تنفيذ مشروع المجمع الطبي النموذجي الذي كان من المفترض أن يُنجز عام 2014.

ويعتمد القضاء حالياً على مركز صحي رئيسي وخمسة مراكز فرعية بالإضافة إلى ثلاثة بيوت صحية، إلا أن هذه المنشآت لا تقدم سوى الرعاية الأولية، ما يضطر المواطنين في حالات الطوارئ إلى نقل المرضى بسيارات خاصة أو شاحنات إلى مستشفيات السماوة على بعد نحو 15 كيلومترًا.

11 عاما من التعطيل

المراقب للشأن المحلي، فيصل سلمان البركي، احد سكان منطقة السوير قال إن "المشروع كان من المفترض أن يكون مجمعا طبيا متكاملا يضم مستشفى بسعة 100 سرير، ومركزا صحي نموذجي، إلى جانب أربع شقق مخصصة لسكن الأطباء والممرضين، مع قاطع للإسعاف الفوري. وأوضح البركي أن "هذا المشروع حصل على الموافقات الأولية منذ أحد عشر عامًا، لكنه لم يُنفذ حتى اليوم رغم المطالبات المستمرة من الأهالي ومناشدات النواب والمسؤولين المحليين".

وأشار البركي لـ"طريق الشعب"، إلى أن قضاء السوير الذي يضم نحو 100 ألف نسمة، ويخدم مناطق واسعة تمتد إلى أطراف قضاء الخضر والكرامة والشماوي، لا يزال يفتقر إلى وجود مستشفى متكامل، الأمر الذي يضطر المواطنين إلى التوجه نحو مستشفى السماوة العام الذي يبعد قرابة 15 كيلومترًا، حتى في الحالات الطارئة.

وبين أن "المعاناة لا تقتصر على بُعد المسافة فقط، بل تشمل سوء الخدمات الطبية المتوفرة، ما يهدد حياة المرضى، خاصة كبار السن والنساء الحوامل". وأضاف أن "هذا الملف يعكس تقصيرًا واضحًا من الجهات الحكومية، وخصوصًا وزارة الصحة ومديرية صحة المثنى، اللتين لم تتخذا أي خطوات فعلية لإنجاز المشروع رغم مرور أحد عشر عامًا على الموافقات الأولى".

وفي تطور أثار استغراب الأهالي، كشف البركي عن أن الجهات المعنية تسعى اليوم إلى تقليص سعة المستشفى من 100 إلى 50 سريرًا فقط، أي إلى مستشفى مصغر لا ينسجم مع حجم الكثافة السكانية الحالية.

وقال انه "بدل أن تُرفع السعة لاستيعاب الزيادة السكانية، يجري الحديث عن تقليصها إلى النصف، وهو قرار غير مدروس يفتقر لأي جدوى فنية أو اقتصادية".

ويؤكد أن "عدداً من النواب وأعضاء مجلس المحافظة خاطبوا دائرة صحة المثنى أكثر من مرة بشأن هذا الملف، لكن الردود كانت وعودًا فقط دون أي إجراء عملي".

واختتم البركي بالإشارة إلى أن "الكتب الرسمية التي توثق تاريخ الموافقات على تنفيذ المشروع ما تزال موجودة، لكنها لم تترجم إلى عمل ميداني"، مشدداً على أن "أهالي السوير ينتظرون منذ أكثر من عشر سنوات تحقيق حلمهم بوجود مستشفى حقيقي يضمن لهم حقهم في الرعاية الصحية اللائقة".

واقع صحي سيء

ووصف د. حيدر علي، ناشط مدني من مدينة السماوة، الوضع الصحي في المحافظة بأنه "سيئ، بل وسيئ جداً"، مشيراً إلى أن النظام الصحي في المثنى يواجه تدهورا كبيرا في الخدمات والإمكانيات منذ سنوات طويلة.

وقال علي لـ"طريق الشعب"، إن "محافظة السماوة تعتمد حتى الآن على مستشفى حكومي واحد يعود تأسيسه إلى ثمانينيات القرن الماضي، وما زال يعمل رغم قِدمه وتكرار الحوادث داخله"، موضحاً أن "المستشفى تعرض لعدة حرائق على مرّ السنوات، كما أن غرف العمليات فيه أصبحت متهالكة بعد انتهاء عمرها الافتراضي".

وأضاف أن "المستشفى الحديث الوحيد في المحافظة، المعروف باسم المستشفى الألماني نسبة إلى الشركة المنفذة، ما زال متلكئًا منذ نحو عشر سنوات، بسبب الخلافات المتبادلة بين وزارة الصحة والشركة المنفذة، حيث تلقي كل جهة بالمسؤولية على الأخرى، ولم يُنجز المشروع حتى اليوم برغم تعاقب عدة حكومات".

وأشار علي إلى أن "المحافظة تفتقر إلى المستشفيات والمراكز الصحية التخصصية في الأقضية والنواحي، فلا توجد مستشفيات في السوير أو الرميثة أو الخضر، رغم أن الخضر تُعد من أكبر مناطق المثنى".

وبين أن "محافظة المثنى تفتقر إلى مراكز لغسل الكلى، ولا يوجد فيها أي مركز مختص بعلاج السرطان أو أمراض الثلاسيميا أو الأمراض المستعصية"، مؤكداً أن "غياب هذه الخدمات يدفع أبناء المحافظة إلى السفر إلى محافظات أخرى مثل البصرة وبغداد والنجف لتلقي العلاج".

وختم علي بالقول إن "الواقع الصحي في المثنى مؤلم جداً، ويحتاج إلى تحرك عاجل من الحكومة ووزارة الصحة لإنقاذ أبناء المحافظة من هذا التدهور الخطير في الخدمات الطبية".

وعود حكومية

من جهته، أكد قائممقام قضاء السوير، سعد ناهي، أن مشروع إنشاء مستشفى جديد في القضاء مطروح منذ سنوات، لافتًا إلى أنه تم تخصيص أرض بمساحة 8 دونمات للمشروع سابقًا، لكنه لم يُنفذ بسبب قلة التخصيصات المالية. وقال أن رئيس الوزراء ووزير الصحة أعطيا موافقة مبدئية على المشروع، كما تم التنسيق مع مدير صحة المثنى لإجراء كشف على الموقع المقترح.

وبين ناهي أنه تم اقتراح زيادة مساحة الأرض إلى 15 دونمًا بدلًا من 8 لاستيعاب مستشفى بسعة 100 سرير، مؤكدًا أن الموقع الجديد على الطريق الرئيس يجعل المشروع أكثر ملاءمة وقابلًا للتوسعة.

وأضاف أن مدير عام صحة المثنى وعد بدراسة المقترح ومخاطبة الوزارة لاستكمال الإجراءات، موضحًا أن "الأمل قائم رغم بطء الخطوات الإدارية".

ويعتمد قضاء السوير حاليا على مركز صحي رئيسي وخمسة مراكز فرعية موزعة على مناطق آل بوجراد، البركات، آل غانم، آل عبس، والإصلاح، إلى جانب مركز صحي نموذجي جديد جاهز للافتتاح خلال الأيام المقبلة، وثلاثة بيوت صحية في جرف البركات وآل بو وحيد وآل يونس آل عبس.

أما فيما يتعلق بالأدوية، فأكد أنها متوفرة ولا يوجد نقص فيها، مشيرا إلى أن بعض المواطنين يظنون أن وصفات العيادات الخاصة يجب أن تُصرف من المراكز الحكومية، وهذا غير صحيح لأنها مخصصة للرعاية الأولية فقط. وأضاف أن الدوام المسائي يمتد حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، رغم أن انقطاع الكهرباء ونقص الوقود يؤثر أحيانا على استمرار العمل.

*********************************************

الصفحة الخامسة

التعليم الأهلي يرهق كاهل الأسر.. عجز حكومي عن بناء قطاع عام منهجي متطور

متابعة – طريق الشعب 

تضاعف في الأعوام الأخيرة اعتماد العائلات في العراق على التعليم الأهلي بعدما تراجع أداء المدارس الحكومية التي تعاني الاكتظاظ وضعف البنى التحتية والمستلزمات والخدمات وتراجع أساليب التعليم ووسائله.

وحسب إحصائية لوزارة التخطيط عام 2023، فإن عدد المدارس الأهلية في البلاد يبلغ نحو 2884 مدرسة. غير ان نقيب المعلمين العراقيين عدي العيساوي، أفاد في تصريح صحفي نهاية العام الماضي، بأن العدد قد يتجاوز 12 ألف مدرسة وقد يصل إلى 20 ألفاً.

وتتناقض مشاهد العام الدراسي في العراق. تلاميذ من الجنسين يسيرون ببطء إلى مدارسهم، وهم يحملون حقائبهم على ظهورهم، وآخرون من الأعمار نفسها يبدون أكثر ترتيباً وأناقة، وتختلف ألوان ملابسهم عن تلك الاعتيادية، يقفون أمام منازلهم في انتظار قدوم الباص الخاص لنقلهم إلى مدارسهم.

أولئك الذي يتوجهون سيراً على الأقدام يدرسون في مدارس حكومية، أما من ينتظرون الباص فيتعلمون في مدارس خاصة يُطلق عليها اسم "الأهلية". والفئتان تعكسان مفارقة صارخة في واقع التعليم في البلاد. حيث أصبحت المدارس الأهلية عنواناً للجودة الحديثة لأسر، وفي الوقت ذاته عبئاً يُثقل كاهل أسر أخرى تسعى إلى توفير تعليم أفضل لأبنائها.

ولا تقل رسوم تعليم طالب واحد في مدرسة أهلية عن مليون ونصف المليون دينار، وترتفع في بعضها إلى ضعف هذا الرقم أو أكثر. في حين يعترف أولياء أمور بأن اختيارهم المدارس الأهلية ليس ترفاً، بل ضرورة، بعد ما بات التعليم الحكومي عاجزاً عن مواكبة التطور في المناهج أو الوسائل التعليمية أو حتى في بيئة الصفوف التي تفتقر إلى تكييف ومقاعد مريحة.

أجور ثقيلة

يتحدث قاسم عبد الرزاق، وهو موظف حكومي، عن أن راتبه لم يعد يكفي بعد أن التحق ولداه بمدرسة أهلية.

يقول في حديث صحفي: "أدفع نحو أربعة ملايين دينار سنوياً لكل واحد منهما، وأضطر أحياناً إلى الاقتراض أو بيع شيء من أثاث البيت كي أدفع أقساط الدراسة"، مضيفا قوله أن "التعليم الحكومي ليس خياراً مناسبا، لأنه يعاني إهمالا كبيرا، ولا أريد أن يُنهي أولادي دراستهم الأولية والثانوية من دون أساس متين".

فيما تُبدي رُبى كريم، وهي أم لثلاثة تلاميذ في المرحلة الابتدائية، قلقها من الديون المتراكمة عليها منذ عامين، بعد أن سجلت أولادها في مدرسة أهلية. إذ تقول في حديث صحفي: "يعمل زوجي خياطاً، بينما أعمل أنا في متجر لبيع المواد المنزلية منذ أن التحق أولادي بمدرسة أهلية مكلفة جداً".

وتلفت إلى ان "طريقة التعليم في المدرسة الأهلية أفضل مما في الحكومية. إذ يتحدث ابني الصغير، وهو في الصف الرابع الابتدائي، الإنكليزية بشكل جيد، وهذه ميزة لا توفرها المدارس الحكومية".

تجارة مربحة

فعلياً باتت عائلات كثيرة ترى في المدارس الأهلية "طوق نجاة" لمستقبل أبنائها، لكنها تدرك أن تلك المدارس تفرض أعباءً مالية كبيرة تجعل أولياء الأمور أحياناً في أوضاع حرجة.

ترى سعاد الجميلي، وهي موظفة حكومية، أن "المدارس الأهلية تمثل نموذجاً للتعليم العصري الذي يحتاجه العراق بشدة، لكنها أصبحت تجارة مربحة أيضاً".

وتنتقد في حديث صحفي ارتفاع أجور المدارس الأهلية، والتي ترى انها "مبالغ فيها"، مشيرة إلى ان "المباني جميلة والصفوف مكيّفة، لكن الأسعار صارت خيالية، كأننّا ندرّس أبناءنا في جامعة أجنبية".

ويؤيد الموظف علي حمزة سعادَ في ما أدلت به، ويؤكد أن "المدارس الأهلية أنقذت أبناءه من بيئة مدرسية تخلق النفور والإحباط، لكن ليست كلها مستوياتها جيدة. إذ يهتم بعض أصحابها بالمظهر أكثر من الجوهر. وهي تبقى في كل الأحوال أفضل من تلك الحكومية التي فقدت هيبتها"!

المال فوق الكفاءة!

يُجمع أولياء أمور واختصاصيون على أن التعليم الحكومي في العراق يشهد تراجعاً خطيراً، ما يجعل الأهالي يشعرون بأن مستقبل أبنائهم بات رهن قدرتهم على دفع الأقساط، وليس كفاءة النظام التربوي.

أيضاً تزداد الإشادة بتقديم بعض المدارس الأهلية وسائل تعليم رقمية، وغرفاً صفية مريحة، وأنشطة تعزز قدرات التلاميذ في مجالات مختلفة، وتنمّي ثقتهم بأنفسهم.

يقول المشرف التربوي حسين السامرائي، أن "عدد المدارس الأهلية يتجاوز 4500 مدرسة، ويزداد باستمرار، وان التعليم في تلك المدارس يعتمد أساليب حديثة ترتكز على الجانب النفسي في التعامل مع التلاميذ وفي تنمية مهاراتهم بدلاً من الاكتفاء بتلقين الدروس"، مضيفا في حديث صحفي أن "المدارس الأهلية غالبا ما تحرص على أن تكون العملية التعليمية تفاعلية، وأن يشعر التلميذ بأنه محور الدرس وليس متلقياً سلبياً. ولدى هذه المدارس كوادر ذات خبرة طويلة تقدّم خلاصة خبراتها بأساليب أكثر تطوراً ومرونة".

ويتابع السامرائي قوله: "باعتبارها مشاريع استثمارية، تسعى هذه المدارس إلى النجاح عبر تطوير مستوى تلاميذها باستمرار، وزيادة نسب النجاح والتفوق في الامتحانات الرسمية، وأيضاً توفير أفضل بيئة من أثاث ومختبرات ومكتبات رقمية وأنشطة تحفيزية"، لكنه يعترف أيضاً بأن هناك مدارس أهلية فشلت في تحقيق أهدافها بسبب ضعف إدارتها.

ويقول: "حين يقتحم القطاع التعليمي أشخاص لا يتمتعون بخبرة تربوية، ويظنون أن التعليم مشروع ربحي فقط، تكون النتيجة عكسية".

ويُبدي مواطنون كثيرون استغرابهم من عجز الدولة عن جعل القطاع التعليمي العام متطورا رصينا قادرا على مواكبة القطاعات التعليمية في بقية الدول، في حين يتمكن المستثمرون، وهم أشخاص لا يتمتعون بإمكانات دولة، من إنشاء مدارس تواكب تلك التطورات!

فيما يرى البعض أن إهمال التعليم الحكومي مقصود، من أجل جعل المدارس والجامعات الأهلية منفردة في الجودة. إذ يعتقدون أن أعدادا كبيرة من تلك المؤسسات تابعة إلى جهات متنفذة، وفي حال خضوعها لمنافسة من التعليم الحكومي لن تبقى لها ميزة تستقطب بها الطلبة والتلاميذ!

**********************************************

بسبب أزمة المياه المثنى تفقد 350 ألف دونم زراعي

متابعة – طريق الشعب

أعلنت الحكومة المحلية في محافظة المثنى أن المحافظة فقدت نحو 350 ألف دونم من الأراضي الزراعية نتيجة استمرار الأزمة المائية وتراجع الإطلاقات في نهر الفرات.

وقال معاون المحافظ للشؤون الزراعية والموارد المائية يوسف سوادي، ان شح المياه أثر بشكل مباشر على الخطة الزراعية، وتسبب في خروج مساحات واسعة من الخطط الزراعية في عموم مناطق المحافظة.

وأضاف في حديث صحفي قوله أن الحكومة المحلية تتابع الملف باستمرار مع وزارة الموارد المائية، مؤكدا أن الأزمة أثرت على الوضع الاقتصادي للمحافظة، ودفعت المزارعين إلى هجرة أراضيهم.

**********************************************

فيروس يقتل 50 ألف سمكة في الحبانية

متابعة – طريق الشعب

أعلن قائم مقام قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار، فيصل العيفان العيساوي، عن تشكيل خلية أزمة لمواجهة فيروس "كوي هيرس" الذي تسبب في نفوق أكثر من 50 ألف إصبعية سمك في بحيرة الحبانية.

وقال في حديث صحفي أن "الحكومة المحلية في الأنبار، وبالتنسيق مع مديرية زراعة الفلوجة، شكّلت خلية أزمة لمجابهة الفيروس، بعد تسجيل حالات نفوق كبيرة في الحقول الأهلية داخل بحيرة الحبانية". وأضاف قائلا أن "الجهات المتخصصة وجهت أصحاب حقول الأسماك بضرورة التخلص من الأسماك النافقة وطمرها بالطرق العلمية، مع تعقيم مواقع التربية بشكل دوري للحد من انتشار العدوى". وأشار العيساوي إلى أن "أحد مربي الأسماك تكبد خسائر فادحة نتيجة نفوق كامل إنتاجه تقريباً، في وقت أدى فيه انخفاض مناسيب المياه في بحيرة الحبانية إلى تفاقم الأضرار التي لحقت بالثروة السمكية في المنطقة". وأكد أن "الوضع حالياً تحت السيطرة، والخسائر ضمن الحدود المتوقعة، فيما بدأت حدة المرض بالتراجع تدريجياً"، لافتاً إلى أن "أزمة المياه لا تزال تمثل تحدياً رئيسا أمام استقرار قطاع تربية الأسماك في الأنبار".

***********************************************

سكان أهوار الحويزة: نعاني نقصا حادا في الماء والغذاء

متابعة – طريق الشعب

أطلق عدد من مربي المواشي في أهوار الحويزة بمحافظة ميسان، نداء استغاثة عاجلا، محذرين من كارثة بيئية وإنسانية تحل بهم جراء الجفاف الحاد الذي ضرب المنطقة، ما تسبب في نفوق الحيوانات وحصول نقص حاد في الماء والغذاء. وفي مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، أكد أحد السكان أن الوضع بات لا يُطاق لا للحيوان ولا للإنسان، مشيرا إلى ان الجداول والأهوار جفت بالكامل، ما أدى إلى موت العشب وتوقف الحياة الرعوية التقليدية. وتحدث عن المشقة التي يواجهونها في توفير أبسط مقومات الحياة لحيواناتهم. حيث يضطرون إلى نقل المياه من مسافات بعيدة باستخدام "الستوتات" وبواسطة خزانات بلاستيكية. وأكد أنه "لا نستطيع توفير المياه بشكل منتظم للحيوانات والبشر في الوقت ذاته"، مضيفا أن الحيوانات التي كانت ترعى بحرية في الأهوار أصبحت الآن جليسة في الحظائر، بسبب الجفاف وتدهور المراعي. ولفت إلى اتساع نطاق الجفاف في ظل صمت حكومي إزاء الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم طوال فترة الشح المائي المستمر حتى الآن، مطالبا الحكومة بالتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من الثروة الحيوانية والحياة في مناطق الأهوار.

**********************************************

مواساة

• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى الرفيق عضو اللجنة المحلية احمد سعد، بوفاة عمه.

الذكر الطيب للفقيد وخالص التعازي لذويه.

• بحزنٍ عميق، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الرفيق محمد جليل عبد البيرماني، الذي غيّبه الموت بعد معاناة مع المرض.

كان الفقيد مثالاً للرفيق الملتزم والمكافح، نذر حياته للفكر الذي آمن به، وخاض دروب النضال الصعبة بشجاعةٍ وثبات، وتعرّض للاعتقال بسبب مواقفه الوطنية المشرّفة.

وكان من أوائل الملتحقين بصفوف الحزب بعد سقوط النظام المباد. إذ واصل مسيرته النضالية بإخلاص، وشارك في فعاليات الحزب ونشاطاته المختلفة، وظلّ سندًا وداعمًا للحزب ماديًا ومعنويًا حتى آخر أيامه.

له الذكر الطيب، ولأسرته الكريمة ورفاقه خالص العزاء وأصدق المواساة.

• تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشطرة الرفيق شمخي الجبوري، بوفاة زوجة عمه.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأهلها.

كما تنعى المحلية الرفيق شهيد جبار دبدب الحَزَن، بوفاة شقيقه أمير جبار.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته وذويه الصبر والسلوان.

• تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة السيمر في البصرة، الرفيق جبار محمد علي المطوري (أبو مرتجى).

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

*************************************************

الصفحة السادسة

في جميع أقضية ونواحي المحافظة.. البصرة.. حراك انتخابي متصاعد لمرشح الحزب الشيوعي كاظم السعداوي

البصرة ـ طريق الشعب

في مشهد انتخابي يتّسم بالحيوية والأمل، تشهد محافظة البصرة نشاطا واسعا ومتزايدا لدعم مرشح الحزب الشيوعي العراقي كاظم السعداوي، تسلسل (2) ضمن قائمة تجمع الفاو – زاخو (213)، حيث تتنوّع الفعاليات بين الجولات الراجلة، وحملات طرق الأبواب، والطاولات الإعلامية المنتشرة في مناطق متعددة من المحافظة.

جولات راجلة في القبلة والجامعة والزبير

انطلقت جولة ميدانية راجلة في منطقة القبلة بدأت من فلكة البريد القديم وصولا إلى مجسر المعارض، بمشاركة المرشح كاظم السعداوي وعدد من الرفاق النشطين.

الجولة حملت أجواءً من الود والتفاعل الإيجابي، إذ عبّر المواطنون عن تقديرهم لتاريخ الحزب ومسيرته الوطنية. كما تم تعليق اللافتة الخاصة بالمرشح على طريق مدينة الأمل السكنية، بالإضافة إلى صورة أخرى في حي الجامعة على دار الرفيق جُمان أبو زينب.

وفي قضاء الزبير، نظّم الرفيق علي الوردي مع مجموعة من شباب الحزب جولتين راجلتين في أسواق أم قصر، للتعريف بالمرشح وبرنامجه الانتخابي، فيما نفّذت منظمة السيمر جولة مماثلة في مناطقها.

نشاطات ميدانية في الكورنيش والفراهيدي وحمدان

وفي الأثناء، نظّم فريق إعلامي آخر جولة راجلة في شارع كورنيش البصرة، تم خلالها توزيع بطاقات تعريفية بمرشح الحزب وبرنامجه الانتخابي، وإجراء حوارات مع المواطنين حول أهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة لتغيير نظام المحاصصة الطائفية وبناء دولة المؤسسات. وزار المرشح كاظم السعداوي الطاولة الإعلامية التي أُقيمت على حدائق شارع الفراهيدي، وأجرى هناك نقاشات مع المواطنين حول ضرورة المشاركة الواعية في الانتخابات واختيار المرشحين الأكفأ والأكثر نزاهة. كما قام السعداوي بجولة راجلة في منطقة صناعية حمدان برفقة فريق إعلامي، تم خلالها توزيع بطاقات التعريف والبرنامج الانتخابي على العاملين وإجراء أحاديث مباشرة معهم.

حملات طرق الأبواب واللقاءات الشعبية

وفي غضون ذلك، شهدت منطقة كوت الحجاج حملة طرق أبواب واسعة، قادها عدد من الرفاق وسط ترحيب واسع من الأهالي الذين أشادوا بمواقف الحزب الشيوعي ونزاهته ودفاعه عن حقوق الطبقات الفقيرة والمرأة والطلبة. وفي قضاء شط العرب، نظّمت منظمة الحزب هناك جولة ميدانية في أسواق القضاء، شملت لقاءات مع المواطنين للحديث عن أهمية الانتخابات كوسيلة للتغيير وبناء دولة مدنية عادلة، مع توزيع بطاقات تعريفية ببرنامج الحزب ومرشحه.

في ياسين خريبط وأبو الخصيب والمعقل

كما نفّذ المرشح كاظم السعداوي جولة راجلة في منطقة ياسين خريبط برفقة عدد من الرفاق الناشطين في الحملة، وتم خلالها توزيع البرنامج الانتخابي وإجراء حوارات مع الأهالي حول ضرورة انتخاب الكفوء القادر على إصدار قوانين تخدم الناس دون تمييز.

وفي أسواق أبو الخصيب – محيلة، قام رفاق القضاء بتوزيع صور وبرنامج المرشح، بينما شهدت منطقة المعقل – أسواق خمسة ميل جولة ميدانية مماثلة شارك فيها المرشح أيضا. كما بادر الرفيق جاسم محمد حاجي بجهود فردية إلى تعليق عدد من بوسترات وصور المرشح في ساحة الطيران دعماً للحملة.

الزبير والسيمر.. حضور شبابي متجدد

في قضاء الزبير، نظم فريق من شبيبة الحزب حملة طرق أبواب شملت (25) دارا في منطقة المجصة، جرى خلالها توزيع صور وبرامج المرشح كاظم السعداوي.

أما منظمة السيمر، فقد نفّذت جولة راجلة في حي عمان شملت مستشفى الطفل وشارع مطاعم الطازج وأبو حسن، تم خلالها توزيع صور وبرنامج المرشح وإجراء حوارات مع المواطنين الذين أبدوا تفاعلهم ودعمهم للحزب، كما زار المرشح الطاولة الثابتة أمام مصرف الدم التي يشرف عليها معن الموسوي.

حملات دعائية متواصلة في مختلف الأقضية

وتواصلت الجولات الميدانية لرفاق الحزب في الحيانية والجمعيات وأسواق شط العرب، حيث أُجريت لقاءات مباشرة مع المواطنين للتعريف بالمرشح وبرنامجه الانتخابي، وسط ترحيب شعبي متزايد. وأكد المشاركون في هذه الأنشطة أن العمل الانتخابي المتواصل في البصرة يجسد روح الإصرار على التغيير، ويعكس ثقة المواطنين بمرشح الحزب وبرنامجه الوطني الإصلاحي. وبهذا الزخم الميداني والتفاعل الشعبي، يواصل الحزب الشيوعي العراقي في البصرة نشاطه الانتخابي بدعم واسع لمرشحه كاظم السعداوي، في حملة تميزت بالتنظيم، والمثابرة، والالتصاق الوثيق بالناس، إيمانا بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الميدان، ومن صوت المواطن الحرّ.

******************************************

واسط.. حملة انتخابية شيوعية نشيطة..  للمرشحين وصفي هلال وصابرين فهد

واسط – طريق الشعب

تواصلت النشاطات الانتخابية لمنظمات الحزب الشيوعي العراقي في واسط دعما لمرشحي الحزب ضمن تحالف البديل رقم (250)، المرشح وصفي هلال كاظم (تسلسل 2)، والمرشحة صابرين فهد إسماعيل (تسلسل 12).

ففي منطقة البتّار، نُظمت جولة ميدانية مسائية شملت محال الحدادة وتصليح السيارات للتعريف بمرشحي الحزب وبرنامجهما الانتخابي، وسط تفاعل إيجابي من المواطنين والعاملين في المنطقة. كما أطلقت المنظمات حملة لرفع اللافتات الدعائية في شوارع المدينة، بالتزامن مع نشاط ميداني متواصل لإعداد إطارات الحملة داخل ورش الحدادة.

وفي قضاء الصويرة، نفّذ الرفاق جولة راجلة في شارع الأطباء وزعوا خلالها الكارتات التعريفية على الأهالي، أعقبها لقاء ميداني مع عدد من المواطنين في ريف الجوز الشرقي على الشارع العام. كما شملت الجولة زيارة مضيف شيخ عشيرة الزنابرة في منطقة زين القوس، حيث جرى توزيع الكارتات التعريفية وتبادل الحديث حول رؤية الحزب وأهدافه في الإصلاح والتغيير.

ولم تهدأ الحركة الانتخابية في عموم المحافظة، إذ شكّلت اللجنة الأساسية للحزب في الكوت فريقين ميدانيين؛ الأول عمل في منطقة الكفاءات شمالي المدينة، فيما باشر الفريق الآخر نشاطه في منطقتي المشروع والكورنيش بين أصحاب المحال والباعة والمقاهي والمارة، حيث جرى توزيع مئات الكارتات التعريفية وإجراء عشرات الحوارات المباشرة مع المواطنين.

وفي الوقت ذاته، تولّى فريق آخر تعليق اللافتات الانتخابية في مدخل قضاء الأحرار مرورا بريف قرية الأنصار والعيسى، مع زيارة الرفيق كريم نويصر في منزله بقرية (10) الواقعة بين الروضان والسعيد، ضمن النشاطات المتواصلة للحملة.

أما في مدخل مدينة الكوت، وتحديدا في منطقة البتّار، فقد شهدت المنطقة فعالية جديدة تمثلت بتعليق البوسترات الدعائية وصولا إلى طريق مدرسة أنوار الولاية الابتدائية وامتدادا نحو قرية حسين العلواش بتار، لتختتم بذلك يوما انتخابيا حافلا بالحيوية والتفاعل الشعبي.

****************************************

اللجنة المحلية العمالية .. طاولة إعلامية دعائية للمرشح رائد فهمي

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

استمرارا لنشاطات اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي لدعم مرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم (250)، أقيمت طاولة إعلامية دعائية أمام مقر اللجنة في منطقة الكرادة للترويج والتعريف ببرنامج الحزب وأهدافه الانتخابية.

وخلال النشاط تم توزيع الفولدرات التعريفية على المواطنين، التي تضمنت عرضا لمسيرة الحزب الشيوعي العراقي ونضاله الطويل ضد الأنظمة القمعية، إضافة إلى بطاقات تعريفية تحمل رقم التحالف وتسلسل المرشح رائد فهمي.

وفي الوقت ذاته، انطلق فريق آخر من الرفاق لطرق الأبواب والحديث مع المواطنين، فضلا عن زيارة المحال التجارية والعيادات الطبية والمطاعم القريبة من مقر اللجنة المحلية، حيث جرى حديث ودي مع المواطنين حول أهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة، وضرورة إحداث التغيير عبر صناديق الاقتراع من خلال انتخاب تحالف البديل ومرشح الحزب، بوصفهما الممثلين الحقيقيين للطبقة العاملة والفئات الكادحة.

ولاقت الحملة ترحيبا واسعا واستحسانا كبيرا من قبل المارة الذين عبّروا عن دعمهم وترحيبهم بترشح سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، مشيدين بسيرته النزيهة وتاريخه النضالي المشرف.

ومن جانب آخر، قام عدد من الرفاق بتعليق اللافتات الخاصة بالرفيق رائد فهمي في مناطقهم وبالقرب من أماكن سكناهم، تعزيزا للحملة الانتخابية وتعريفا ببرنامج الحزب الانتخابي.

**************************************************

بهجت الجنابي يواصل نشاطه الانتخابي..  في بابل وسط دعم فني وشعبي متزايد

بابل – طريق الشعب

في إطار الدعم الشعبي لحملة الحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، زار الفنانان المعروفان مشعل عذاب وقاسم العويدي مقر الحزب الرئيسي في بابل، حيث كان في استقبالهم عدد من الرفاق من الكوادر المحلية.

وخلال الزيارة، عبّر الفنانان عن تضامنهما مع مشروع الحزب في التغيير والإصلاح، معلنين تبرعهما بعملٍ فنيٍ خاص دعمًا لمرشح الحزب بهجت الجنابي، تسلسل (2) ضمن تجمع الفاو – زاخو (القائمة 213). وقد ثمّن رفاق الحزب هذه المبادرة الفنية التي تعكس عمق العلاقة بين الحزب والمبدعين والفنانين.

وفي السياق الانتخابي، نظّمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل نشاطا انتخابيا جديدا في شارع الجمعية ضمن برنامجها الميداني لدعم المرشح بهجت الجنابي.

تضمّن النشاط لقاءات مباشرة مع المواطنين وأصحاب المحال التجارية للتعريف ببرنامج الحزب وأهدافه الانتخابية، وقد لاقى ترحيبا واسعًا واستقبالا طيبا من الأهالي الذين عبّروا عن دعمهم للحزب ومرشحه وفريقه الميداني.

كما نظّم عدد من الرفاق الشباب في منظمة الحزب بمدينة القاسم جولة ميدانية راجلة لمواصلة الحملة الدعائية للمرشح، شملت زيارة ورش تصليح المواد المنزلية، ومعمل نجارة، وورشة حدادة، ومكتبًا تجاريا، ومحال للأدوات الاحتياطية وتصليح الإطارات، إضافة إلى زيارة عدد من العوائل وتوزيع أكثر من230 كارتا تعريفيًا بالمرشح.

وقد لاقت الجولة تفاعلا إيجابيا من المواطنين الذين أكدوا دعمهم للحزب وثقتهم بمرشحه.

****************************************

حملات دعائية كبيرة في الشطرة والنصر.. دعما للمرشح شهيد الغالبي

الشطرة - أحمد طه

تواصل اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الشطرة ومنظمة قضاء النصر نشاطهما الانتخابي للترويج للمرشح الدكتور شهيد أحمد الغالبي، تسلسل (4) ضمن قائمة التحالف المدني الديمقراطي رقم (206)، عبر سلسلة فعاليات ميدانية في أكثر من منطقة.

وشهدت الشوارع الرئيسية في قضاء النصر جولات شبابية نظمها رفاق الحزب، تم خلالها نشر صور المرشح وتوزيع فولدرات السيرة الذاتية والبرنامج الانتخابي وكارتات التعريف، وسط ترحيب واسع وتفاعل إيجابي من الأهالي الذين عبّروا عن ثقتهم برؤية الحزب للاصلاح والتغيير.

كما نظّمت محلية الشطرة من جانبها، طاولات إعلامية ميدانية في عدد من المناطق الحيوية، بهدف التعريف ببرنامج التحالف وأهدافه، وفتح حوار مباشر مع المواطنين حول أولويات الإصلاح السياسي والاقتصادي.

*************************************************

المرشحة ميسلون علي تواصل حملتها الانتخابية.. في البياع وشارع فلسطين

بغداد – طريق الشعب

في أجواء انتخابية نابضة بالحيوية، قامت المرشحة ميسلون علي مثنى، تسلسل (34) ضمن تحالف البديل رقم (250)، بجولة ميدانية جديدة في مدينة البياع وشارع فلسطين والمناطق القريبة، التقت خلالها بالمواطنين وأصحاب المحال التجارية.

تبادلت معهم الحديث حول رؤيتها للمرحلة المقبلة ومضامين برنامجها الانتخابي، فيما عبّر الأهالي عن أملهم بالتغيير من خلال البديل الناجح الذي يمحو آثار المحاصصة والفساد طيلة السنوات الماضية.

***************************************************

في مناطق بعقوبة.. الشيوعيون يقودون حملة انتخابية كبيرة

ديالى – طريق الشعب

في مناطق بعقوبة، يقود الشيوعيون حملة انتخابية واسعة وحيوية، ضمن نشاطات منظمات الحزب الشيوعي العراقي في ديالى دعما لمرشح الحزب الرفيق صالح المصرفي، تسلسل (1) في تحالف البديل رقم (250).

وخلال اليومين الماضيين، نفّذت فرق جوالة نشاطات ميدانية مكثفة شملت أحياء متعددة من المدينة، إذ تحركت إحدى الفرق في حي القيصرية ضمن النشاط الدعائي المتواصل، وزارت معظم شوارع الحي ومحاله التجارية وعددا من منازله، ووزّعت أكثر من 150 بطاقة تعريفية بمرشح الحزب وبرنامجه الانتخابي، إلى جانب التواصل المباشر مع الأهالي والمارة.

وفي منطقة بعقوبة الجديدة (يمين شارع الطابو)، باشر فريق آخر جولة ميدانية جديدة قرب المحال التجارية، أجرى خلالها حوارات مع أصحاب المحال والمارة، ووزّع أكثر من 120 بطاقة تعريفية بالمرشح.

كما انطلق فريق ثالث نحو مرآب بعقوبة الرئيسي قرب بناية تربية ديالى، حيث قاد حملة دعائية فاعلة تخللتها حوارات واسعة مع المسافرين والوافدين إلى المحافظة.

ولاقت هذه النشاطات تفاعلا إيجابيا من المواطنين الذين عبّروا عن تقديرهم للحزب الشيوعي العراقي وتاريخه ومسيرته الوطنية، مؤكدين دعمهم لمرشحه في الانتخابات المقبلة.

*****************************************************

الصفحة السابعة

الديوانية.. نشاطات ميدانية ولقاءات جماهيرية..  لمرشح الحزب الشيوعي ميعاد القصير

الديوانية – طريق الشعب

 

تتواصل النشاطات الانتخابية لمرشح الحزب الشيوعي العراقي في محافظة الديوانية ميعاد هادي القصير، تسلسل (1) ضمن تحالف البديل رقم (250)، عبر سلسلة من اللقاءات والندوات والزيارات الميدانية التي تعكس حيوية الحملة وتفاعل المواطنين معها.

ندوات حوارية وبرامج تثقيفية

نظّمت اللجنة المحلية للحزب في الديوانية ندوة انتخابية في منزل الرفيق مكي الأطرگچي، حضرها عدد من الإعلاميين والمهندسين والأكاديميين، حيث استعرض الرفيق ميعاد القصير أبرز محاور برنامجه الانتخابي، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب مشروعا إصلاحيا يعيد الثقة بالعملية السياسية ويضع المواطن في مركز الاهتمام.

وشارك في الندوة الرفيق فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب، والرفيق نعيم كاظم نائب سكرتير اللجنة المحلية، اللذان تحدثا عن أهمية تحالف البديل ودوره في كسر منظومة المحاصصة والفساد.

وفي فعالية أخرى، أقام الرصيف الثقافي في الديوانية ندوة تعريفية عن تحالف البديل ومرشحيه، بالتعاون مع التيار الديمقراطي وإذاعة الديوانية. وتحدث الرفيق ميعاد القصير خلالها عن رؤية التحالف في الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتسليط الضوء على القضايا الملحة كالبطالة والخدمات والعدالة الاجتماعية.

زيارات تفقدية للرفاق القدامى والداعمين

وفي إطار التواصل الاجتماعي والتاريخي، أجرى الرفيق ميعاد القصير برفقة الرفيقين فاروق فياض ونعيم كاظم سلسلة زيارات تفقدية لعدد من رفاق الحزب القدامى وكبار السن وأصدقاء الحزب في محافظة الديوانية.

شملت الزيارات منازل كل من الرفاق: منعم أبو البيان، نجم عبد حلبوص (أبو أحمد)، كريم مجيد، أبو سنان، حيدر فليح، حسن صاحب (أبو علاء)، يوسف عباس (أبو أسامة)، علي الشريفي، سلمان أبو مفيد، حبيب ظاهر (أبو دعاء)، باسم خضير، والصديق قاسم عودة.

كما تواصلت الجولة لتشمل الرفاق سهام الدعمي (أم أوس)، غالب عبد الحسين (أبو أحمد)، نوري حمزة (أبو أزهر)، وجودت الخضيري، إضافة إلى زيارة تفقدية للرفيقين فوزي جلاب وكاظم حسون، حيث عبّر الجميع عن دعمهم الكامل للحزب ومرشحه، مشيدين بالتواصل الدائم الذي يجسّد روح الرفاقية والأصالة النضالية.

دعوات للمشاركة في الانتخابات

وفي ندوة انتخابية أُقيمت في منطقة الجديدة وسط مدينة الديوانية، تحدث الرفيق ميعاد القصير عن تفاصيل برنامجه الانتخابي، مشدّدا على أهمية المشاركة في الانتخابات ودعم تحالف البديل، مؤكّدًا أن التغيير لا يتحقق إلا بإرادة الناس وصوتهم الحر.

وحثّ الحاضرين على المساهمة في الحملة الانتخابية ونشر الوعي بأهداف التحالف، داعيا إلى دعم المرشحين الذين يمثلون قيم النزاهة والعدالة الاجتماعية.

*****************************************************

الشباب الشيوعي في الناصرية.. يواصل دعمه لحملة المرشحة هيفاء الأمين

الناصرية – طريق الشعب

يواصل الشباب الشيوعي في مدينة الناصرية نشاطهم الميداني ضمن الحملة الانتخابية للمرشحة هيفاء الأمين، بالتسلسل (3) ضمن التحالف المدني الديمقراطي (رقم 206).

حيث قام المتطوعون من رفاق الحزب وأصدقائهم بتعليق البوسترات والفلكسات الانتخابية في شوارع المدينة وساحاتها العامة وأحيائها السكنية، في أجواء من الحماس والتعاون، تأكيدا لالتزامهم بدعم المرشحة وبرنامجها الداعي إلى الإصلاح، والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد، وترسيخ قيم الدولة المدنية.

وتأتي هذه الجهود ضمن سلسلة من الأنشطة الميدانية التي ينفذها شباب الحزب الشيوعي بهدف التواصل مع المواطنين وتعريفهم ببرنامج التحالف المدني الديمقراطي، القائم على مبادئ المواطنة، المساواة، وبناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية نزيهة.

***************************************************

بين العمّال والرياضيين.. عبد الكريم عبد الله بلال..  يواصل حملته الانتخابية في النجف

النجف – أحمد الجنابي

في إطار النشاطات الانتخابية المتواصلة للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، نظّمت المختصة العمالية للحزب بالتنسيق مع مرشح الحزب المهندس الزراعي الاستشاري عبد الكريم عبد الله بلال العارضي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم (250)، جولة ميدانية راجلة في الأحياء الصناعية مثل حي عدن وحي الحرفيين.

خلال الجولة، التقى الفريق بعدد من أصحاب المعامل والعاملين، من بينهم الأستاذ فؤاد عوينة، شقيق شهيد الحزب حسن عوينة، والأستاذ محمد الملالي (أبو نزار)، حيث جرى الحديث حول البرنامج الانتخابي للمرشح، ولا سيما ما يتعلق بالواقع الاقتصادي المتردي وسبل النهوض بالقطاع الخاص.

كما تطرق الحوار إلى دور الطبقة العاملة في إحداث التغيير الحقيقي وإنهاء منظومة الفساد والمحاصصة التي أضعفت الاقتصاد وأثّرت سلبا على معيشة ذوي الدخل المحدود، فيما دعا المرشح العمال إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات وحثّ الآخرين على المشاركة أيضا.

وقد لاقت الجولة ترحيبا واسعا من المواطنين الذين عبّروا عن دعمهم لمرشح الحزب، مؤكدين ثقتهم ببرنامجه وحرصه على الدفاع عن قضاياهم.

وفي سياق متصل، التقى المرشح عبد الكريم بلال في مكتبه وفدا من رياضيي ناحية العباسية في قضاء الكوفة، ودار الحديث حول برامج التحالف، ولا سيما ما يتصل بقطاع الشباب والرياضة وتشخيص المعوقات التي تواجهه، مع التأكيد على أهمية إبعاده عن المحاصصة والعمل المشترك للنهوض به.

كما واصل المرشح نشاطاته الميدانية برفقة عدد من الرفاق والأصدقاء من خلال جولات ميدانية في الحي الصناعي وسوق الخضار في شارع السكة وحي ميسان في الكوفة، حيث تبادل الحديث مع المواطنين حول برنامج التحالف وأهدافه الإصلاحية.

وقد رحب الأهالي بهذه اللقاءات التي اتسمت بالمودة والتفاعل الإيجابي، مؤكدين دعمهم لمرشح الحزب ومشاركتهم في حملة تعليق اللافتات في مركز المحافظة والأقضية والنواحي، بما يعزز التواصل بين الحزب وجماهيره من العمال والمواطنين.

************************************************

ندوة جماهيرية في كركوك للمرشحة شميران أوديشو  لعرض برنامجها الانتخابي ورؤيتها الوطنية

كركوك – طريق الشعب

تواصل المرشحة شميران مروكي أوديشو، عن كوتا المسيحيين رقم (319)، حملتها الانتخابية في محافظة كركوك بوتيرة نشطة، وبحضور ميداني لافت بين صفوف العمال والكسبة في الأسواق والمناطق الشعبية.

وقد ازدانت جدران الأزقة والشوارع العامة ومداخل عرفة والحويجة والدبس والدوز بلافتات حملتها الانتخابية، التي تجسّد رؤيتها في الدفاع عن حقوق المكوّنات وتعزيز قيم التعايش والمواطنة المتساوية.

ويُذكر أن حملتها تتواصل بالتوازي في أكثر من محافظة، ضمن سعيها إلى ترسيخ حضورها الجماهيري ونشر برنامجها الانتخابي.

وفي كركوك أيضًا، استضافت اللجنة المحلية للحزب المرشحة شميران في ندوة جماهيرية عامة حضرها عشرات الرفيقات والرفاق، حيث قدّمت خلالها عرضا مفصلًا عن برنامجها الانتخابي ورؤيتها تجاه أوضاع المكونات والقضايا الوطنية الكبرى.

عقب ذلك، قامت المرشحة بزيارة منطقة (55) وعقدت لقاءً موسّعا آخر مع المواطنين، واصلت فيه الحديث عن محاور برنامجها الانتخابي وأولوياتها في المرحلة المقبلة.

**************************************************

طاولات إعلامية وحملات طرق أبواب.. ضمن حملة الحزب الشيوعي في الكرخ

بغداد - ماجد مصطفى عثمان

تشهد منظمات الحزب الشيوعي العراقي في جانب الكرخ حراكا انتخابيا كبيرا لدعم مرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم 250، عبر سلسلة من النشاطات الميدانية والإعلامية في مناطق الكاظمية والمنصور والصالحية.

ففي الكاظمية، شُكّلت فرق عمل لتعليق الفلكسات الخاصة بالرفيق فهمي وتنفيذ حملة طرق الأبواب في مناطق النواب وساحة الزهراء، تضمنت توزيع الفولدرات والكارتات التعريفية وإجراء حوارات مباشرة مع المواطنين حول أهمية المشاركة في الانتخابات والتصويت لمرشح الحزب الشيوعي العراقي.

وفي الصالحية، نُصبت طاولة إعلامية ثابتة في مقر محلية الكرخ لتعريف المواطنين ببرنامج الحزب ومرشحه، فيما شهدت المنصور نشاطا مشابهًا في ساحة الرواد، تخللته لقاءات مع الأهالي وتوزيع مواد دعائية ولافتات انتخابية.

ويأتي هذا الحراك ضمن جهود الحزب لتعزيز التواصل مع المواطنين وترسيخ مشروعه في بناء دولة مدنية عادلة تخلص العراقيين من نظام المحاصصة البغيض ومظاهر الفساد والفشل الذي يسيطر على مفاصل الحياة العامة.

***************************************************

المختصة الاجتماعية المركزية للحزب الشيوعي..  تزور عائلة الشهيد مهدي كاظم في النجف

بغداد – طريق الشعب

زارت المختصة الاجتماعية المركزية للحزب الشيوعي العراقي عائلة الشهيد مهدي كاظم، الذي أعدمه النظام الدكتاتوري السابق مع كوكبة من الشيوعيات والشيوعيين عام 1983.

ضمّ الوفد الزائر كلا من الرفيقة الدكتورة خيال الجواهري، والرفيقة نهاوند، والرفيق عباس حسن، حيث نقلوا تحيات قيادة الحزب إلى عائلة الشهيد، وقدّموا باقة من الورد، مؤكدين أن الحزب لا ينسى أبطاله الذين قدّموا أرواحهم من أجل الوطن والحرية.

وخلال الزيارة، استعرض الحضور سيرة حياة الشهيد الذي تخرّج في كلية الزراعة بجامعة البصرة، واعتُقل في منزله عام 1980 بعد اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية، بوشاية من التنظيم الأمني في الفرقة الحزبية التابعة لحزب البعث المجرم. وقد نُفّذ به لاحقا حكم الإعدام عام 1983. وبيّنت عائلة الشهيد أن مهدي كاظم كان قد اعتُقل أولا في أمن الدجيل بوشاية من موظف مصري الجنسية كان يعمل معه في دائرة زراعة الدجيل، وأُفرج عنه بعد أكثر من شهرين بسبب عدم كفاية الأدلة، وبفضل وساطات عدد من وجهاء المنطقة.

لكن الفرقة الحزبية البعثية عاودت ملاحقته لاحقا، فاختطفته وسلّمته إلى الأمن العامة، ولم يُعرف خبر إعدامه إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي، حين نشرت جريدة طريق الشعب اسمه ضمن كوكبة الشهداء الميامين.

واختُتمت الزيارة بحوار حول الأوضاع السياسية والانتخابات النيابية، حيث جرى التذكير بمواقف الحزب المبدئية وثوابته الوطنية، وتم تزويد العائلة ببطاقات تحالف البديل لتوزيعها على الأقارب والأصدقاء، والدعوة إلى مساندة الحزب في حملته الانتخابية.

***********************************************

حملة المرشح عامر أبو مكسيم  تصل إلى أهالي العبيدي

بغداد – طريق الشعب

أجرى المرشح الدكتور عامر أبو مكسيم، تسلسل (18) ضمن تحالف البديل في بغداد، سلسلة جولات وزيارات ميدانية في منطقة العبيدي، التقى خلالها بعدد من الأهالي وأصحاب المحال التجارية.

وخلال جولاته، وزّع المرشح نسخا من برنامجه الانتخابي والكارتات التعريفية، مستمعا إلى آراء المواطنين وملاحظاتهم حول الواقع الخدمي والمعيشي، ومؤكدا حرصه على تمثيل صوتهم والدفاع عن حقوقهم في مجلس النواب المقبل، ضمن رؤية تحالف البديل الهادفة إلى الإصلاح والتغيير.

**************************************************************

في الصويرة.. حملة متواصلة..  للمرشح وصفي هلال كاظم

بغداد – طريق الشعب

نفذت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في محافظة واسط جولة ميدانية مسائية في منطقة البتّار، للتعريف بمرشح الحزب وصفي هلال كاظم، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم 250.

وشملت الجولة لقاءات مباشرة مع أصحاب محلات الحدادة وتصليح السيارات وعدد من المواطنين في المنطقة، حيث جرى توزيع الكارتات التعريفية بمرشحي الحزب وشرح أهم محاور البرنامج الانتخابي.

‏وقد لاقت الجولة ترحيبا واستقبالا طيبًا من الأهالي، الذين عبّروا عن تقديرهم لجهود الحزب وتواصله المباشر مع الناس.

*****************************************************

الصفحة الثامنة

غزة والضفة.. مأساة إنسانية مستمرة.. وجرائم الكيان ضد الفلسطينيين مستمرة

غزة – خاص

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن أكثر من مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة يعيشون أوضاعاً إنسانية مأساوية، وسط استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية التي استهدفت القطاع منذ عامين، حيث عانى الأطفال يومياً أهوال النزاعات للبقاء على قيد الحياة. وأشارت المنظمة إلى أن غزة باتت أخطر مكان في العالم على الأطفال، مع فقد عشرات الآلاف أحد والديهم، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى إلى أكثر من 64 ألف طفل منذ بداية العدوان.

المساعدات كسلاح

ورغم إعلان وقف إطلاق النار، حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن إسرائيل ما زالت تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح ضد المدنيين الفلسطينيين، مؤكدة أن الوضع الغذائي لا يزال كارثياً، مع استمرار نقص المياه والمأوى، حيث يعيش مئات الآلاف في خيام مع اقتراب فصل الشتاء.  وأضافت المنظمة أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون الخامسة والحوامل لا يزال متفشياً، وأن المستلزمات الأساسية لم تصل بعد إلى الحد الأدنى لضمان حياة كريمة لسكان القطاع.

تنديد من داخل الكيان

من جانبه، ندد النائب الإسرائيلي عوفير كسيف بالعنف الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية المحتلة، محذراً من مستوى مروع من الانتهاكات ضد الفلسطينيين، وخاصة خلال موسم قطف الزيتون، حيث تعرض المزارعون للطرد من أراضيهم واستهداف ممتلكاتهم من قبل المستوطنين، في إطار مخطط واسع لسرقة الأراضي وفرض الوقائع الميدانية لصالح المستوطنات.

وفي أحدث الاعتداءات، أصيب الفتى الفلسطيني نزيه إياد عوض (15 عاماً) في رأسه بقنبلة صوت أطلقتها قوات الاحتلال في قرية بيت عوا جنوب غرب الخليل أثناء توجهه إلى المدرسة، في حادثة تعكس استخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الأطفال.

كما أصدرت سلطات الاحتلال أوامر عسكرية جديدة للاستيلاء على نحو 73 دونماً من أراضي الفلسطينيين في رام الله والبيرة بذريعة أغراض أمنية، مستهدفة قرى كفر مالك ودير جرير والطيبة ورأس كركر، بهدف إنشاء مناطق عازلة وشق طرق لخدمة المستوطنات، في حين جرفت قوات الاحتلال مساحات إضافية في جبل جوحان لتوسيع بؤرة استيطانية أقامها المستوطنون منذ عام.

اعتداءات مستمرة

وتتزامن هذه الإجراءات مع استمرار الاعتداء على موسم الزيتون، حيث أطلق المستوطنون مواشيهم بين منازل الفلسطينيين، وعرقلوا حركة المركبات، ومنعوا المزارعين من قطف الزيتون في قرى مثل سنجل وبيت فوريك، ما يهدد مصدر رزق آلاف العائلات الفلسطينية ويُعد انتهاكاً ممنهجاً للقوانين الدولية.

وفي سياق الاعتقالات، شنت قوات الاحتلال حملة دهم واقتحامات واسعة في الضفة الغربية، اعتقلت خلالها 21 فلسطينياً بينهم قيادات في حركة حماس مثل رئيس بلدية البيرة السابق جمال الطويل، وهو أسير محرر من صفقة "طوفان الأحرار 3"، ما يعكس استمرار قمع الاحتلال للقيادات الفلسطينية ومصادرة حقوقهم السياسية.

مواقف سياسية

وعلى الصعيد السياسي، أكدت حركة فتح أن رئيس اللجنة الإدارية في قطاع غزة يجب أن يكون من حكومة السلطة الفلسطينية، لتوحيد المرجعية الوطنية وضمان عدم الانقسام أو شرعنة أي أطر موازية، بينما وافقت حركة حماس على تعيين أمجد الشوار ئيساً للجنة التكنوقراط في غزة لإدارة شؤون القطاع بشكل مؤقت، في خطوة وصفها الفلسطينيون بأنها ضرورية لضمان الإدارة المهنية والكفاءات الوطنية بعد الحرب.

ويأتي كل ذلك في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة، بما في ذلك الاعتداء على المدنيين والأطفال والمزارعين، ومصادرة الأراضي، وتدمير الأشجار المثمرة، في استمرار واضح لسياسة الاحتلال التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين والسيطرة على الأرض.

وتظل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين وإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وسط تحذيرات من استمرار الوضع الإنساني المأساوي الذي يهدد حياة الملايين في القطاع والضفة الغربية.

في هذا السياق، حذر نواب فلسطينيون وإسرائيليون معارضون من أن استمرار الاستيطان والضم والاعتداءات العسكرية سيؤدي إلى تصعيد جديد للنزاع، مؤكّدين أن التجاهل الدولي للحقوق الفلسطينية يزيد من معاناة الأطفال والعائلات ويهدد استقرار المنطقة بأسرها.

ويبقى الأطفال الفلسطينيون هم الأكثر تضرراً، حيث يشير التقرير الأخير لليونيسف إلى أن قطاع غزة يشهد أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل، تحتاج إلى تدخل عاجل لتوفير الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وضمان ألا يكون الأطفال الفلسطينيون ضحايا حرب الإبادة اليومية التي يفرضها الاحتلال.

***********************************************

الأمم المتحدة تدعو لتوفير ممر آمن للمحاصرين في الفاشر

الخرطوم ـ وكالات

طالب توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بتوفير ممر آمن للمدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر السودانية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة.

وأعلنت قوات الدعم السريع، صباح الأحد، سيطرتها على مدينة الفاشر -عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان- آخر مدينة كبيرة كانت تحت سيطرة الجيش، بعد حصار استمر أكثر من عام.

وفي بيان له، قال فليتشر: "مع تقدم المقاتلين داخل مدينة الفاشر وقطع طرق الهروب، أصبح مئات الآلاف من المدنيين محاصرين ومرعوبين يتعرضون للقصف ويتضورون جوعا، ولا يحصلون على الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان". وأضاف: "أشعر بقلق بالغ من التقارير التي تشير إلى وقوع إصابات بين المدنيين وعمليات نزوح قسري وسط تصاعد القتال، حيث تجتاح القصف العنيف والهجمات البرية المدينة".

وأكد المسؤول الأممي أن على قوات الدعم السريع السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع وغير مقيد إلى جميع المدنيين المحتاجين، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تمتلك إمدادات منقذة للحياة جاهزة للتوزيع، ولكن الهجمات المكثفة تجعل من المستحيل إيصال المساعدات للمحتاجين.

ودعا فليتشر إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر ووقف الهجمات على المدنيين والمستشفيات، وحماية المدنيين الذين قرروا البقاء في المدينة، بمن فيهم الأطباء وعمال الإغاثة المحليون.

*****************************************

إمام أوغلو يصف اتهامات التجسس بالهراء

إسطنبول – وكالات

وجه الادعاء العام التركي، أمس الإثنين، تهم تجسس جديدة ضد عمدة إسطنبول المسجون، أكرم إمام أوغلو، في خطوة أثارت استنكاراً واسعاً بين أنصاره والمراقبين، الذين وصفوا الإجراءات بأنها محاولة لإسكات صوت المعارضة الديمقراطية في تركيا.

وتتعلق التهم الجديدة بتحقيق تم فتحه الأسبوع الماضي حول صلات محتملة بين حملة إمام أوغلو الانتخابية ورجل أعمال تم اعتقاله في تموز الماضي، بتهمة القيام بأنشطة استخباراتية لصالح حكومات أجنبية. كما شملت الاتهامات نجاتي أوزكان، المدير السابق لحملة إمام أوغلو، والصحفي ميردان يانارداج.

ورداً على الاتهامات، وصف إمام أوغلو ما يحدث بأنه حملة افتراءات مكشوفة تهدف لتشويه سمعته وإضعاف الديمقراطية، وقال في بيان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي:

"هذه التهم هراء مطلق. حتى الادعاء بأنني قمت بحرق روما كان ليكون أكثر مصداقية من هذه الادعاءات الباطلة. نحن نواجه حملة سياسية ممنهجة تستهدف تدمير مستقبل تركيا الديمقراطي، لكننا لن نستسلم وسنكافح من أجل العدالة وحق الشعب في اختيار ممثليه بحرية."

وشهدت قاعة المحكمة الرئيسية في إسطنبول يوم الأحد تجمع مئات أنصار إمام أوغلو الذين رفعوا شعارات داعمة له ومنددة بمحاولات التضييق على قيادات المعارضة.

ويشير مراقبون إلى أن استمرار الحبس الاحتياطي ضد إمام أوغلو دون تقديم أدلة ملموسة يمثل انتهاكاً لحقوقه السياسية والمدنية ويهدد مصداقية المؤسسات القضائية التركية.

وأضاف مراقبون أن اتهامات التجسس الجديدة تأتي في سياق حملة لتقويض أكبر معارضة انتخابية في إسطنبول.

*************************************************

قُبيل لقاء ترامب - شي.. توافق صيني أمريكي على بعض القضايا التجارية والاقتصادية

كوالالمبور ـ وكالات

أكد لي تشنغ قانغ، الممثل التجاري الدولي للصين ونائب وزير التجارة، أن الصين والولايات المتحدة توصلتا إلى توافقات أساسية لمعالجة عدد من القضايا الاقتصادية والتجارية المهمة لكل منهما، والتي ستخضع لإجراءات الموافقة المحلية في كلا البلدين.

وجاءت تصريحات لي خلال مؤتمر صحفي عقب الجولة الجديدة من المحادثات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية، والتي عقدت على مدى يومين، وشملت مناقشات معمقة حول إجراءات الفصل 301 الأمريكية المتعلقة بالقطاع البحري، وقطاعي الخدمات اللوجستية وبناء السفن في الصين، بالإضافة إلى تمديد تعليق التعريفات الجمركية المتبادلة والتعاون في مكافحة تهريب الفنتانيل، وتوسيع نطاق التجارة، وضوابط التصدير.

وأشار لي إلى أن المحادثات جاءت في ظل بعض الاضطرابات والتقلبات التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الشهر الماضي، مؤكداً التزام الصين الدقيق بالتوافقات السابقة التي تم التوصل إليها في المكالمات الهاتفية بين رئيسي الدولتين، وسعيها للحفاظ على علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري المستقرة نسبياً.

وأضاف أن الجانب الأمريكي عبّر عن موقفه بحزم، بينما حافظت الصين على موقف ثابت في حماية مصالحها، مؤكداً أن المحادثات جرت بروح الاحترام المتبادل والحوار المتساوي، وأن الجانبين سيواصلان تعزيز التواصل والتبادلات لضمان تنمية مستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية.

ويأتي هذا التقدم قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يأمل فيه العالم أن يسهم في وضع حد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي سياق جولته الآسيوية، توجه ترامب اليوم إلى اليابان، حيث من المتوقع أن يلتقي إمبراطور اليابان ناروهيتو ورئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، لتعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين، خاصة بعد التزام اليابان بالاستثمارات الأمريكية بقيمة 550 مليار دولار مقابل تخفيف الرسوم الجمركية.

وكانت الجولة بدأت في ماليزيا، حيث وقع ترامب اتفاقاً لتسهيل صادرات المعادن النادرة مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ولقاءً مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لتعزيز العلاقات الاقتصادية.

ومن المتوقع أن تكون كوريا الجنوبية المحطة الأبرز في الجولة، حيث سيلتقي ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في مدينة بوسان، فيما أبدا ترامب انفتاحه على لقاء محتمل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في خطوة قد تمثل سابقة دبلوماسية منذ 2019.

***********************************************

هولندا تنتخب برلماناً جديداً طريق الشعب ــ أمستردام

يتوجه الناخبون في هولندا إلى صناديق الاقتراع يوم غد الأربعاء لإجراء الانتخابات البرلمانية، بعد انهيار الائتلاف الحكومي الذي كان يرأسه رئيس الوزراء المستقل ديك سخوف. ومن المتوقع أن يظل حزب الحرية (PVV) اليميني المتطرف، بزعامة خيرت فيلدرز، الحزب الأكبر في البرلمان، غير أن التحولات في توجهات الناخبين قد تؤدي إلى عودة ائتلاف معتدل إلى السلطة.

كيف تتم عملية التصويت؟

تُجرى الانتخابات في هولندا لاختيار أعضاء مجلس النواب المكوَّن من 150 مقعدًا، وهو الهيئة التشريعية الأساسية في البرلمان الهولندي المكوَّن من مجلسين. وتُعقد الانتخابات كل أربع سنوات، إلا إذا تمت الدعوة إليها مبكرًا. وهذا العام، يستطيع الناخبون الاختيار بين سبعة وعشرين حزبًا. وأي حزب يحصل على ما لا يقل عن 0.67 في المائة من الأصوات على مستوى البلاد يُمنح مقعدًا واحدًا في البرلمان. كما يمكن للناخبين الإدلاء بصوت تفضيلي لمرشح بعينه ضمن قائمة الحزب. وإذا حصل المرشح على ما لا يقل عن 0.17 في المائة من مجموع الأصوات، فإنه يفوز بمقعد متقدم في القائمة، بغضّ النظر عن ترتيبه فيها.

الهجرة وأزمة السكن

يرى نحو نصف الناخبين الهولنديين أن أزمة السكن هي القضية الأهم في الانتخابات، إذ تعاني البلاد من نقص يُقدَّر بنحو 400 ألف وحدة سكنية في دولة لا يتجاوز عدد سكانها 18 مليون نسمة. كما هيمنت قضايا الهجرة على السياسة الهولندية لسنوات، ولعبت دورًا محوريًا في فوز حزب الحرية (PVV) في انتخابات عام 2023، إلا أن أهميتها السياسية تراجعت نسبيًا في الفترة الأخيرة.

ويواصل خيرت فيلدرز، السياسي اليميني المتطرف، الدعوة إلى وقف تام لدخول طالبي اللجوء إلى هولندا، واستخدام الجيش لتأمين الحدود، وإغلاق مراكز استقبال اللاجئين التي فُتحت مؤخرًا. كما تبنى حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) وحزب الرد الصحيح (JA21) مواقف متشددة تهدف إلى تشديد إجراءات اللجوء وجعلها أكثر صرامة. أما بقية الأحزاب، فقد سعت إلى تخفيف مواقفها تجاه الهجرة. ويقترح تحالف اليسار الأخضر–العمل تحديد سقف لصافي الهجرة بين 40 ألفًا و60 ألف شخص سنويًا، كما يسعى إلى حماية العمال المهاجرين من الاستغلال وضمان حقوقهم الأساسية في سوق العمل.

كيف تؤثر الهجرة في المشهد السياسي الهولندي؟

تُعدّ الهجرة السبب الرئيسي وراء إجراء انتخابات وطنية هولندية مرتين خلال عامين، إذ انهارت آخر حكومتين في البلاد بسبب الخلاف حول هذا الملف. ورغم ادعاءات اليمين المتطرف بأن المشكلة الأولى في هولندا هي تدفّق اللاجئين الذي يغرق البلاد، تُظهر البيانات واقعًا مختلفًا تمامًا. فنسبة المهاجرين من طالبي اللجوء لا تتجاوز 12 في المائة، أما الباقون فهم طلاب أو عمال مهاجرون من باقي أوروبا، يعمل معظمهم في قطاعات منخفضة الأجور وشاقة بدنيًا، وغالبًا في ظروف معيشية صعبة. وتُقدَّر مساهمة العمال المهاجرين في الاقتصاد الهولندي بحوالي 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المتوقع أن ترتفع إلى ما بين 3.5 و4.7 في المائة بحلول عام 2030.

فرص اليسار

تبدو فرص اليسار في هذه الانتخابات معتبرة للفوز أو على الأقل للعب دور محوري في تشكيل الحكومة. فقد أظهرت بعض استطلاعات الرأي تقدّم الائتلاف اليساري (تحالف حزب العمل + حزب اليسار الأخضر) في مؤشرات متقاربة مع حزب الحرية اليميني المتطرف. بينما تبدو فرص الحزب الاشتراكي أقل بكثير مما كانت عليه في الانتخابات السابقة.

*************************************************

الفخة التاسعة

هل من إنصاف للمرأة الريفية في العراق؟

عبد الكريم عبد الله بلال*

صادف في الأول من أمس، السادس والعشرين من تشرين الأول الجاري، الاحتفاء السنوي بـ يوم المرأة الريفية العالمي، وهو مناسبة تتيح لنا التوقف أمام الدور العظيم الذي تنهض به المرأة الريفية العراقية، وما قدمته – وما زالت تقدمه – من جهود لا تُقدّر بثمن في خدمة أسرتها ومجتمعها واقتصاد وطنها، رغم ما تواجهه من ظروف قاسية وتحديات متراكمة منذ عقود.

جهود مضنية بلا إنصاف

لم تعرف المرأة الريفية في العراق الراحة يوماً. فمنذ الفجر وحتى غروب الشمس، تعمل في الحقول والمزارع بدءاً من مرحلة البذار مروراً بسقي المزروعات، وصولاً إلى موسم الحصاد. ولا يتوقف عطاؤها عند الزراعة فحسب، بل يمتد إلى تربية الحيوانات ورعايتها، وجمع منتجاتها من الحليب والبيض والألبان لتوفير غذاء متكامل للأسرة.

وبالتوازي مع ذلك، تتحمل مسؤوليات منزلية مضاعفة: الغسيل والطبخ والتنظيف والعناية بالأطفال، فضلاً عن متابعة شؤونهم الدراسية. ورغم هذا الجهد الكبير، فإنها تعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، تتسم بانتشار الأمية والحرمان من التعليم بسبب غياب المدارس أو بسبب الأعراف والتقاليد التي تحدّ من فرص تعلم الفتيات، ما أدى إلى تفشي الجهل والتخلف في المناطق الريفية.

تحديات صحية واقتصادية متراكمة

يُضاف إلى ذلك سوء الخدمات الصحية في الريف، فالمستوصفات قليلة، والأدوية واللقاحات نادرة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وارتفاع نسب الوفيات، خصوصاً بين النساء والأطفال. ورغم أن المرأة تمثل العنصر الأساسي في العملية الزراعية والإنتاج الحقلي، فإنها غالباً لا تنال من عائد هذا الجهد سوى القليل، إذ تبقى السلطة الاقتصادية بيد الرجل الذي يهيمن على الموارد ويقرر مصيرها.

مكاسب ما بعد الثورة وتراجع لاحق

بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، شهدت المرأة الريفية بعض التحسن، إذ أُنشئت مراكز لمحو الأمية، وتوسعت فرص التعليم والرعاية الصحية، وتم فتح مراكز لرعاية المرأة الريفية والنشء الريفي، إضافة إلى السماح للنساء بالانضمام إلى الجمعيات الفلاحية والتعاقد على الأراضي الزراعية.

لكن، ومع الأسف، تراجعت كثير من هذه المكاسب في السنوات الأخيرة. فبعد سقوط النظام السابق، جرى الاستيلاء على العديد من مراكز المرأة الريفية من قبل جهات متنفذة، مما أدى إلى تعطيلها وحرمان النساء من خدماتها. كما تراجع دور المرأة في الجمعيات الفلاحية وتضاءلت فرص مشاركتها في صنع القرار الزراعي.

قوانين مجحفة ومعاناة متجددة

وجاءت التعديلات الأخيرة على قانون الأحوال الشخصية رقم (188) لتزيد الطين بلّة، إذ حرمت المرأة من حقها في الإرث بالأراضي الزراعية، وهو ظلم فادح بحق من زرعت الأرض وسقتها بجهدها وعرقها لعقود. كيف تُحرم من الأرض التي عمّرتها بيديها؟

وتفاقمت معاناة النساء الريفيات مع تفاقم أزمة المياه في نهري دجلة والفرات، إذ اضطرّت آلاف العائلات إلى النزوح بحثاً عن مصادر المياه والعمل، تاركةً خلفها أراضيها ومدارسها ومراكزها الصحية، الأمر الذي تسبب بانقطاع الأطفال عن التعليم وتدهور الأوضاع الصحية والاجتماعية.

دعوة للإصلاح وإنصاف المرأة الريفية

إزاء هذه التحديات، فإن الإنصاف الحقيقي للمرأة الريفية يتطلب تحركاً عاجلاً ومسؤولاً من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، يستند إلى خطوات عملية واضحة، من أبرزها:

1. تطوير التعليم الريفي عبر بناء مدارس جديدة في القرى والأرياف، وتوفير كوادر تعليمية كفوءة وبنى تحتية مناسبة مع تعبيد الطرق المؤدية إليها.

2. تحسين الخدمات الصحية من خلال إنشاء مستوصفات في المناطق النائية وتزويدها بالأدوية واللقاحات والملاكات الطبية الكافية.

3. إعادة تفعيل مراكز المرأة الريفية والنشء الريفي التي جرى الاستيلاء عليها، وإنشاء مراكز جديدة لتأهيل النساء وتطوير مهاراتهن الزراعية والمهنية.

4. توفير قروض ميسّرة بلا فوائد للعاملات الريفيات عبر وزارة العمل لتأسيس مشاريع صغيرة في الصناعات اليدوية المنزلية.

5. منح قروض زراعية للنساء من المصرف الزراعي لإنشاء مشاريع الثروة الحيوانية، مثل تربية الأبقار والدواجن والأغنام.

6. معالجة أوضاع النازحين الريفيين وتأمين التعليم والغذاء والرعاية الصحية لهم حتى يتمكنوا من العودة إلى أراضيهم.

7. إلغاء التعديلات المجحفة على قانون الأحوال الشخصية رقم (188)، خصوصاً ما يتعلق بحرمان المرأة من الإرث في الأراضي الزراعية، لأن العدالة تقتضي أن لا يُحرم من يزرع الأرض من حقه فيها.

إن المرأة الريفية العراقية هي العمود الفقري للزراعة والحياة الريفية، وهي التي صانت الأرض والغذاء والعائلة رغم قسوة الظروف وتقصير السياسات. والاحتفاء بيومها العالمي لا ينبغي أن يكون مجرد مناسبة رمزية، بل محطة لتصحيح المسار وضمان إنصافها قانونياً واجتماعياً واقتصادياً، فهي لا تطالب إلا بحقها الطبيعي في حياة كريمة على أرضٍ طالما رعتها بيديها.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

*********************************************

الخطة الزراعية في واسط.. تحتضر!

واسط – شاكر القريشي

تُعد محافظة واسط من أبرز المحافظات العراقية في زراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل الحنطة والشعير والذرة الصفراء، لما تمتلكه من أراضٍ خصبة ومشاريع زراعية واسعة ومستصلحة تمتد من شمال المحافظة إلى جنوبها، وتشكل الركيزة الأساسية في الأمن الغذائي للبلاد، حتى لُقّبت بـ "سلة العراق الغذائية".

تضم المحافظة عدداً من المشاريع الزراعية الكبرى، منها مشروع كصبة – شحمية بمساحة تزيد على (95) ألف دونم، ومشروع الجوت في ناحية الدبوني بمساحة (75) ألف دونم، ومشروع الدلمج في قضاء النعمانية الذي تبلغ مساحته (250) ألف دونم، فضلاً عن مشروع الدجيلة بمساحة (200) ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى مشاريع أخرى كبيرة وصغيرة تعود ملكيتها للقطاع الخاص.

ضبابية وخيبة أمل

يقول المزارع السيد عثمان طلال الياسري، عضو جمعية الشحمية التعاونية، في حديثه لـ "طريق الشعب": "الخطة الزراعية للموسم الحالي تسودها الضبابية، إذ حُرم أصحاب العقود الصغيرة (الميرية) من الزراعة، بينما سُمح للمزارعين الكبار بالزراعة بنسبة   100في المائة، خلافاً لما جرى في الموسم الماضي، ما أثار قلق الفلاحين بشأن وفائهم بالتزاماتهم وتسديد السلف والقروض المترتبة عليهم للتجار والمصارف الزراعية".

وأضاف أن هذا الوضع يهدد الأمن المعيشي لعشرات العوائل الريفية التي تعتمد على الزراعة كمصدر دخل أساسي.

مطالبات عاجلة بصرف المستحقات

من جانبه، قال المزارع كريم حسين نويصر: "حتى الآن لم نستلم مستحقاتنا المالية عن محصولي الحنطة والشعير للموسم الماضي. نطالب رئاسة الوزراء ووزارة الزراعة والحكومة المحلية بالإسراع في صرف مستحقاتنا والسماح لنا بالزراعة وفق خطة تتناسب مع واقعنا الزراعي الحالي".

وبيّن نويصر أن المزارعين يعانون من الظلم وشح المياه وانقطاع التيار الكهربائي، فضلاً عن الإخفاقات الحكومية الناجمة عن الفساد والمحاصصة السياسية، مشيراً إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تدهور القطاع الزراعي في المحافظة ويهدد مستقبل آلاف الفلاحين.

*******************************************************

غياب الأمطار يهدد الموسم الزراعي.. جفاف موسمي يهيمن على العراق مع غياب المنخفضات الجوية

متابعة ـ طريق الشعب

بينما يترقب مزارعو تل عبطة أولى زخّات “الوسم” لإطلاق موسمهم الزراعي، انتهى تشرين الأول هذا العام جافًا، دون أن تهطل أمطار الخريف التي تُعدّ شريان الحياة للزراعة الديمية في غرب نينوى، ما وضع آلاف الفلاحين أمام موسم صعب ومجهول المصير.

طموح المزارعين

يقول مدير زراعة تل عبطة في محافظة نينوى أحمد خضر إن المساحة الصالحة للزراعة في القضاء تبلغ مليونًا و800 ألف دونم، منها 700 ألف تعتمد على الأمطار، لكنها اليوم تواجه خطر التراجع مع استمرار الجفاف منذ خمسة أعوام.

وأضاف أن “أفضل المواسم كانت في أعوام 2001 و2013 و2019، حين تجاوزت المساحات المزروعة 700 ألف دونم وبلغ الإنتاج نحو 65 ألف طن، أما اليوم فقد تراجعت الطموحات إلى مجرد الحصول على الوقود في موعده”.

ويرى المزارع عبد العزيز مد الله أن غياب الأمطار يهدد الأمن الغذائي المحلي، مؤكدًا أن “منطقة الجزيرة بين دجلة والفرات قادرة على إعالة نصف مليون شخص لو توفرت لها مقومات الدعم”. وأضاف: “الفلاح صار يزرع ولا يحصد، وكثير منا لجأ إلى رواتب الرعاية الاجتماعية بعد أن خسر مصدر رزقه”.

زراعة الشعير

فيما أوضح المزارع عجيل فارس أن المزارعين باتوا يفضلون زراعة الشعير على الحنطة لمقاومته قلة الأمطار وملوحة الأرض، مشيرًا إلى أن الأسعار ارتفعت هذا العام مع نقص الإنتاج.

أما بائع المشتقات النفطية نصار الجغيفي فأشار إلى أن سعر لتر الكاز تجاوز 750 دينارًا بسبب تأخر توزيعه من قبل الحكومة، ما يعرقل عمليتي البذار والحصاد معًا.

هطول الامطار

من جانبها، أرجعت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، تأخر الأمطار في عموم البلاد خلال الموسم الخريفي الحالي إلى خمسة أسباب علمية رئيسية، مؤكدة أن الأجواء ما تزال مستقرة وجافة، باستثناء بعض مناطق الشمال.

وقالت الهيئة في بيان رسمي إن "مرور أسابيع من فصل الخريف دون تسجيل أية حالة جوية ممطرة في أغلب مناطق العراق، يعود إلى استمرار تأثير منظومة جوية مستقرة"، مبينة أن ذلك ناتج عن سيطرة المرتفع الجوي شبه المداري، الذي يؤدي إلى هبوط الهواء في خطوط العرض 30° تقريباً، مسبّباً مناطق ضغط مرتفع ورياحاً شمالية شرقية جافة.

وأضافت أن السبب الثاني هو غياب المنخفضات الجوية المتوسطية، إذ لم تنحدر بعد أي موجات باردة فعالة من شرق البحر المتوسط نحو أجواء العراق، بسبب تموضع التيار النفاث شمالاً، ما جعل النشاط المطري يتركز في تركيا وشمال بلاد الشام وبعض مناطق الشمال العراقي.

وأوضحت الهيئة أن استمرار النشاط الحراري السطحي يمثل السبب الثالث، حيث ما تزال درجات الحرارة مرتفعة نسبياً في وسط وجنوب البلاد، الأمر الذي يقلل الفوارق الحرارية اللازمة لتكوّن حالات عدم استقرار جوي.

أما السبب الرابع فيتمثل بـ ضعف الرطوبة في طبقات الجو العليا، إذ أن مستويات الرطوبة في طبقتي 700 و500 مليبار منخفضة، مما يمنع تطور السحب الممطرة حتى في حال وجود اضطرابات سطحية.

وأشارت الهيئة إلى أن السبب الخامس هو المرحلة الانتقالية الموسمية، موضحة أن شهر تشرين الأول يُعد فترة انتقالية بين الصيف والشتاء، وغالباً ما تسود فيها أجواء مستقرة حتى بداية النصف الأول من تشرين الثاني، حيث تزداد فرص الأمطار تدريجياً.

وأكدت الهيئة في ختام بيانها أن "العراق ما زال تحت تأثير منظومة جوية مستقرة، لكن مع تقدّم الموسم وبرودة الأجواء، ستزداد فرص الحالات الممطرة خلال شهر تشرين الثاني المقبل".

لا أمطار في السماء

من جانبه، قال المتنبئ الجوي صادق عطية إن النماذج المناخية تشير إلى غياب الجبهات الهوائية الباردة عن أجواء المنطقة خلال المدة المقبلة، ما يعني أن الانخفاض في درجات الحرارة سيكون تدريجياً وطبيعياً مع تقدم الموسم، من دون أي مؤشرات على موجات باردة مفاجئة.

وأوضح عطية أن الأجواء ستبقى معتدلة نهاراً ومائلة إلى البرودة ليلاً في أغلب المدن، فيما ستشهد المناطق الجبلية ومناطق شمال البلاد انخفاضاً أوضح في درجات الحرارة مع دخول الثلث الثاني من شهر تشرين الثاني، مؤكداً أن هذا النمط المناخي يُعد سلوكاً طبيعياً لفترة الانتقال بين الخريف والشتاء، ولا يدعو للقلق من أي تقلبات جوية حادة خلال الشهر الجاري.

*************************************************

معرفة زراعية.. حول تقنين مياه الري

د. علي السالم

في ظل تزايد شحّ المياه وارتفاع معدلات التبخر، ومع وجود أنواع من التربة تفقد رطوبتها بسرعة، أصبح البحث عن وسائل أكثر كفاءة في الريّ ضرورةً لا خيارًا. ومن أبرز هذه الوسائل الريّ بالتنقيط تحت سطح التربة، الذي أثبت فعاليته في توفير المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية.

تشير دراسة حديثة أُجريت في إحدى الجامعات الأمريكية إلى أن استخدام هذا النظام قلّل خسائر التبخر بمقدار 6 إلى 12 سنتيمترًا خلال الموسم الزراعي، مقارنةً بالريّ التقليدي بالرش، كما أسهم في خفض استهلاك المياه بنحو 15 سنتيمترًا، ورفع إنتاجية محصول الذرة بنسبة 20 في المائة.

ومن المفيد الإشارة إلى أن انتشار هذه التقنية يتطلب دعمًا حكوميًا واضحًا يخفف تكاليفها عن المزارعين، من خلال قروض ميسّرة بلا فوائد، وتوفير الإرشاد الزراعي والتدريب الميداني، فالمزارع لا يستطيع وحده تحمّل تكاليف التحول إلى أنظمة ريّ حديثة دون مساندة الدولة.

ومن جهةٍ مكمّلة، تعتمد كفاءة استخدام المياه في الزراعة على فهمٍ دقيق لخصائص التربة والمحاصيل. فالدراسات التي تحلّل قدرة التربة على تخزين الماء، وتحدّد المناطق الضعيفة إنتاجيًا، تساعد على رسم الخارطة الزراعية ووضع خطط ريّ أكثر دقة. كما تسهم في وضع برامج لتحسين خصائص التربة، مثل زيادة المادة العضوية والغطاء النباتي، واختيار محاصيل تتحمّل الجفاف أو تستفيد بفاعلية من رطوبة التربة المخزّنة.

وقد توصّل الباحثون في إحدى الجامعات الأمريكية إلى أن تخفيض معدلات ريّ البطاطا بنسبة 20 في المائة أدّى إلى انخفاضٍ طفيف في الإنتاج بنسبة 4.5 في المائة فقط، وهو ما تم تعويضه عبر تحسين الإدارة الحقلية، مثل معالجة التربة وتطوير برامج التسميد واختيار الأصناف المقاومة وغيرها.

أما حين تم تخفيض معدل الريّ بنسبة 40 في المائة، فقد تراجع الإنتاج بنسبة وصلت إلى حوالي 60 في المائة. واستنتج الباحثون أن لكل محصول حدودًا آمنة يمكن ضمنها تقليل الريّ دون أضرار كبيرة، وأن تجاوز تلك الحدود يؤدي إلى خسائر يصعب تعويضها. وأكدوا أن تقنين الريّ يجب ألّا يتجاوز المديات المناسبة لكل محصول.

وختامًا، تُظهر التجارب العالمية أن الاستثمار في البحث والتطوير الزراعي هو المفتاح لرفع إنتاجية الزراعة وضمان استدامة الموارد. ولذلك، فإن دعم الأبحاث الزراعية - سواء في تطوير الأصناف، أو تحسين التربة، أو تقنيات الريّ -  يمثل ضرورة وطنية، لا سيما في بلادنا التي تعاني من محدودية المياه.

إن بلادنا اليوم بحاجة إلى استراتيجية واضحة لتطوير كليات ومعاهد الزراعة وربط البحث العلمي بالتطبيق الحقلي، فالمعرفة الزراعية لا قيمة لها إن لم تُترجم إلى ممارسات في الحقل. وعلى المسؤولين أن يدركوا أن الإنفاق على البحث في الزراعة والريّ ليس رفاهيةً، بل ضرورةٌ حيوية.

**************************************************

الصفحة العاشرة

ضياء مناف آل حيدر.. شاعر من الحلة خفت صوته وعلت أصداؤه

محمد علي محيي الدين

في محلة الطاق، ذلك الحي الحلاوي العتيق الذي تنبض أزقته برائحة الطين، وتردد جدرانه تراتيل المواكب وحكايات الشعراء، وُلد ضياء مناف عبد المطلب آل حيدر، عام 1946، في كنف عائلة مشبعة بالشعر والبيان، وتفتّحت عيناه على المجالس الأدبية التي كانت تُعقد كصلواتٍ للشعر، يعلو فيها صوت الوجدان على ضجيج الحياة. ومن هناك، من قلب الحلة، ابتدأت حكايته التي ما زالت تُروى، وإن تفرّقت فيها الصفحات.

أكمل ضياء دراسته حتى الإعدادية في مسقط رأسه، ثم حمل روحه المتوثبة إلى بغداد ليتخرج من معهد المحاسبة العالي سنة 1966، ظل قلبه يخفق بإيقاع القصيدة، وظل صوته ينبض بلهجة الجنوب، ولهفة العاشق للكلمة.

نشأ ضياء شاعرًا شعبيًا، لا بالادعاء ولا بالوراثة وحدها، بل بالتجربة والمعايشة والمعاناة. لقد زامل في شبابه شعراء بارزين مثل عبد الستار شعابث وعلي عزيز بيعي، وارتوى من ينابيع الشعر الحسيني، وحفظ الأغاني العراقية القديمة كأنها أهازيج الذاكرة. تابع برامج الإذاعة الأدبية، وقرأ الدواوين والصحف بشغف من يطارد القصيدة في كل مأوى.

في السبعينيات، حين كان الشعر الشعبي يشقّ طريقه نحو الأوساط الثقافية بخطى واثقة، كان ضياء طالب حيدر أحد رواده المؤسسين في الحلة. أسس جمعية الشعراء الشعبيين في المدينة سنة 1972 وترأسها لأكثر من عقدين، كما ترأس نادي الشعراء الشعبيين، وكان أول رئيس لاتحاد أدباء وكتاب بابل، وهي مناصب لم تكن مجرد ألقاب بل ساحات لصوتٍ شعري ظل وفيًا للأرض التي نشأ عليها.

الناقد رشيد هارون، حين كتب عن تجربة ضياء، لم يلتفت إلى ندرة نتاجه المنشور، بل إلى نوعيته. تحدّث عن المفارقة اللغوية في الشعر الشعبي، وعن كيف أن العامية، رغم هامشيتها الرسمية، تظلّ لغة القلب والوجدان. وأشار إلى حسّ ضياء العالي بوضع الكلمة المناسبة في السياق الأنسب، ذلك الحسّ الذي لا يُكتسب بالقراءة فقط، بل بالمعايشة والانغماس في الحياة اليومية.ضياء لم ينشر ديوانًا شعريًا، ولم يجمع مقالاته أو نثره في كتاب، لكنه ترك أثرًا ثقافيًا عميقًا في جيله، وظلّ اسمه يتردد في المحافل بوصفه أحد الأصوات التي أسست لحضور الشعر الشعبي في بابل. ولئن شغله العمل الإداري والسياسي عن التفرغ للكتابة، فقد بقي حضوره في الذاكرة الثقافية ثابتًا، كما تبقى جذور النخلة رغم اقتلاعها من الأرض.بعد سقوط النظام، انتقل إلى القاهرة، حيث لا يزال يقيم، يرسل بين الفينة والأخرى مقاطع نثرية على مواقع التواصل، كأنها رسائل من زمنٍ آخر، من شاعر لم تقتله العزلة، بل زادته صفاء.

إن الشاعر ضياء طالب حيدر لا يُقاس بكمّ ما نُشر له، بل بعمق ما زرعه في تربة القصيدة الشعبية، وبالأثر الذي خلّفه في وجدان من سمعه، وجالسه، وتعلّم منه أن الشعر ليس مهنة، بل حياة.

ومع أن ضياء طالب حيدر لم يُصدر ديوانًا مطبوعًا، ولم يخلف كتبًا تؤرّخ لتجربته الشعرية، فإن غيابه عن المكتبات لا يعني غيابه عن الذاكرة. فثمة شعراء يكتبون للتاريخ، وآخرون يكتبهم التاريخ نفسه. وضياء من هؤلاء الذين توزعت قصائدهم بين المجالس والصدور، وكان تأثيرهم أوسع من أن يُقاس بعدد الصفحات. إن توثيق تجربته اليوم بات ضرورة، لا ترفًا أدبيًا، لأنه يُمثل حلقة أصيلة في سلسلة الشعر الشعبي العراقي، وصوتًا حمل نبض الحلة في زمنٍ كانت فيه القصيدة جسرًا بين الناس والحياة، بين الحنين والمقاومة، بين العذوبة والصبر. فهل نترك هذا الصوت يتلاشى بصمت، أم نعيد إليه مكانته بما يليق بمن أسّس، وشــــــــــــارك، وألهم؟

**************************************************

مشاویر الوهم

جواد الدراجي

اشو نزيت .. والرجفه خذت بيك

يكلبي من السعر لو فشلة السوم

يذابل وين ....... ياغيم اليرويك

جذابي الربيع ... وما صدگ یوم

 البايعلك حلم ...... تلگاه غشاش

هواي القشمرتهم .......سالفة نوم

مشینه لشوگهم ... عمیان الارواح

ورجعنا یگود چفنه.. العتب واللوم

شريناهم وهم ....... بين المزادات

وحاصلنه جرح ...‌کل ساع ملچوم

یگلبي شفادنه ...... مكابرنه عالآه

ولا بينه كتر ماعاش مندوم

نلهي الآه ........ بوجوه المواويل

ونحني دموعنه بسلوی التصاوير

مشينه والخطاوي جروح وذنوب

ورجعنه مثلمين ... من المشاوير

رحلة شوگ جانت وأمست اوهام

وصدع كل الثواني بروحنه يصير

رحنه بصيف واهسهم ... مساكين

ورجعنه بنص برد .. من غير تجبير

لا صوت اليعزي .. جروح الثگال

ولا وصفات ترهم .. من عطاطیر

ندور صوب یشري البايعه الشوگ

وخریطه أتجیب للضایع تفاسير

یگلبي اللوم .. عاليفتح وهم باب

ويحرك گذلة الشباج .... بالشوگ

وأیوصي الستاير .. ضوه مواعید

وملگه من الخیال ... التایه یبوگ

الغبش حرمان .سور وحاط دنیاه

علیه ثوب التمني ولا رضه يلوگ

وتمنینه یگلبي ...... والعشگ عوز

وعلى جيد المثلنه .. منطبع طوگ

وباچر باع وجهه ..... مرایه للفات

وغصب طعمه شزرعنه لازم نضوگ

يگلبي ولا تنز  ......... بموعد البيع

بذرت اوهام .... وأتسعرت بالسوگ

********************************************

هاك بهاك

كاظم العطشان

أنه ابگد الوفه المذبوح

أوزّن  غيضي من ازعَل

وازِلّ  وي  اليزِلّ  اوياي

هاك  ابهاك...... زَلّ  ابزَل

واشتّم من يشتِّمني....

وبوس  اخيال المعدَّل

ولازيدن  ولانگّص  ولاجامل  ولا اخجل

واصيرن  گنطره  لكل  زين

طاهر  بالحليبه  امن  الثدي  امأصّل

ولا طبعي  السماح  وي  اليعض  مكفاي

وانعل  روح  ابو  الينعل

ولا طخ  راس  لليشمخ

أنه  اتمحچل  عِفَه  اعله  الراد  يتمحچل

وعدّن.....  والجروح  اقصاص

والبادي  ابرِدَه  السايات  يتحمَّل

وذِر  جرحي  ملح  ع الراح 

خاف  انسه...!!  الملح  شاهود  لليسأَل

  وشِل  جرحي  ابضوه  البسكوت

  وبتوت  الصبر  مِشعَل

  وزرَّن  مخيطي  اعله  اگدار

  وشِل  بل خيط  تلّ  ابتل

  وچوّيهن  عِفَه  ابساطور

  خافن  يُبرَن اعله الشَل

  أنه  بغيضي  عبرت  ابحور

لاردني الشرب مايه

ولاطرفي  ابنده  اتبلّل

گطعت  ابليل  درب  الغيض

ماهمني الدرب  لو طال

مرات  الصبر  ع الغيض  يتعلّل

لگيت  ارويحتي  ابوادي

ولگيت  اذياب  فوگ  التل

تناشبني  ابمخالبهه...

ولا لي  اعله  الدرب  مُطلاع  وتسلَّل

بعد  وتريد  مني  ارتاح ...؟

ياراحه  البعد  تِسهَل  ....؟

مشيت.......ويل مشو  جناز

دگّو  بلدفوف  وحنّو  المغسل

مشيت ....ويل مشو  زافوف

لطمو  بلجنازه  ودگّو  المَقتَل

حرت....درب  الصدگ  ياصوب

ياصوب  الصدگ  دلّوني ما اندل..!

ولاأذعِن  وَهَن  بالحيل ...!

لاذبني  الوكت  والحال  يتحوّل

ولاني ابعازة  العكّاز

حته  ارجَه  اليمِدّ  اچفوفه  وتنوَّل

ولادوَّر  فياي  الطوف...

لاكعَّن ...

ولانام  ابذرَه  الينذَل

أنه  ابگد  الوفه  المذبوح

اوزّن  غيضي  من  ازعل

*******************************************

تعبانه روحي

كرار الموسوي

تعبانه روحي اصبحت

وبنكره مشمور اصبحت

مفتاح كل شده الصبر

بالبحر مفتاحي انشمر

خلصت بأحزاني وكت

لو اعده يطلع عمر

عديت كل عمر المضى

بس كلي منه شحصلت

ياحالتي الصعبه وجذب

ما ظن بعد تستقر

بجفوني ما مر الفرح

وبس السهر دايم يمر

شفت العجايب ياوكت

شوفني لوعات شكثر

عالشفه ما مر الضحك

وبس الدمع بعيوني

موتني بعيوني الحمر

ليوين اضلن منتضر

وصحباني مابيهم وفه

استثناني حتى الصبر

امشيلهم ابكل وكت

وبالشده مايمشولي متر

كتلهم بكلشي نعم

من احتاجهم الكل تعتذر

بالحب كولولي الشفت

غير الهجر وكومة دمع

وشكثر منطيهم وفه

رجعولي بكده غدر

**********************************************

ناس وناس

عبد الكريم القصاب

الحقيقه الناصعه المــــا بيها ريب

الناس كل طينه ولها قاموســــــها

ناس مال صخام مـــــا بيهم هديب*

وناس تسوه مـــــن الجبين تبوسها

ناس حتى كَماط ابنها تشوف عيب

وناس تنكَاد بحبل مــــــــن روسها

ناس عريانه لجن مــــــا بيها عيب

وناس ســـــــاتر عيبها ملبوســــها

ــــــــــــــــــــــــ

هديب * زين الرجال

***********************************************

حروف اسمك

حسين جهيد الحافظ

اليك يا من ملكت الفؤاد حبا

بيك اهم

بيك ارتاح

بيك انسه الأهموم

بيك الگلب قداح

ايطش  العطر فواح

ابكتر الحزن دوم

سبحه الروح بيدك

والگلب شذره المحبسك

باچر و أمس واليوم

بيرغ عراضة زلم

اينگط مهابة فخر

بيه الفخر مرسوم

اهلال غيره حلو

متروس حضنه انجوم

احروف اسمك علم

شايل ابراسه نار

عانگ سماء المجد

يخفگ ابچف احرار

معروف واضح علن

ما بين شي مضموم

الشين شعلة درب

خطواته تنثر فرح

طيبه او محبة ناس

والياء ياسمين الدرب

ابدم الصحايه انرسم

للغانمه مقياس

الواو وحده انعرف

للوفه دگ الساس

العين عميه صدك

عين الما تشوفك

بالدرب نبراس

والياء ياما انكتب

اسمك حرز ينگل

يرسم الدنيه احساس

ثوريه بيك او عزم

امن الشهيد حسين

زائد شجاعة علي

والغيره من عباس

ليلى أنته واسمك عشگ

وانه ابغرامك قيس

احبك ابگلبي انطبع

دير او عشگ قديس

حبنه حمامه او برج

والدنيا شوگ اتحوم

بيك اهم

بيك ارتاح

بيك انسه الأهموم

عشرته عشرة صدگ

الفرح وي الحزن

يتلاله بيه انجوم

يتلاله بيه انجوم

*********************************************

بعيده الگنطره

إلى روح الراحل كوكب حمزه

 حامد كعيد الجبوري

بعيدة الگنطره والسچه وحشة خوف

غُبره والدرب عاثور

سنطه ...

وصوت ناعي ايفزّز الميتين

مسموع الونين وياخذ الحيل

رُبابة گاولي وصوت الحزن مبحوح 

وسچين النواعي ايمرعد  الروح

يا طور الحزن ( مسموعة ونت الليل )

ويا بخيت ايزتني يم ديرة هلى

 ( عيني يا عيني يا هوى الناس

، قداح وشموس وعصافير

، يا ليل ومعاشر نواطير )

ها ( يكوكب ) وين راح  الغنه وعيون السهارى

وكاس متعب

ايهيّد الناي الجروح

ابشفة امعرسين مات الفرح يا (كوكب) بعيد 

( همه ثلاثه للمدارس يروحون )

عافوها المدارس بسطوا چنبر رصيف

عيشه مره

الدنيه مره

(بترفك لايت) يِّجدي

والوطن مسرح الغُربه

والوطن ياكل ابولده

ويحضن ايناغي الغريب

والنواطير بمخالب  لزموا الصوبين يا كوكب ( حريمه)

مو خناجر  بيدهم سيف وطبر

غربه يا ديرة هلي

تراب يا ديرة هلي

شبيك يا ماي العروس

شبيك يا چوبي الفرح

امغيسل وگافور يا ديرة هلي

( بچي الشموع  الروح يا كوكب

بس، دمع ما مش صوت )

والمنافي تحز وريد الحنظل اتشربَك عسل

والمنافي غصه غصه

وچنطه چنطه

تشيل يا  چنطة وتصعد يا قطار

(صار العمر محطات

، كالولي كل الليل يلتم ما يطفيّك

وكالولي كلكّ حيل والهّم ما يمضّ بيك)

اشتاكيتها الديرة هَلَك؟

اتسافر الديرة هَلَك؟

والطيور الطايره ...

تجيب وتودي السلام

من چحيل الغربة تحملك سلام

ردني للمضيف وچاغ دَلتنه

( رديلي الفرح رديت)

وين رايح...

والنجم يمشي وراك

وين رايح...

كل بساتين البنفسج تعطش وتذبل تموت

وأنت شوگگ بالعراق

( والعراق بعينك الحلوه ينام

لو رديت يا كوكب

تبوسن يا درب تصرخ على يا باب )

نام ابغربتك واغسل سراب احلام

العراق ابلا عراق شگد رسمنه اوهام

صحينه عل البواچي وعل الهضيمه انام

نام ابغربتك شتسوي بالرجعه

*************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- حكايات شيوعية واخرى عن الناس والوطن/ تأليف د. قاسم حسين صالح، اصدار توليب- بغداد.

- النحت على صخرة الموت/ تأليف سعدون محسن ضمد. اصدار: دار سطور- بغداد.

- الملامح التجريبية الكبرى في المسرح العراقي/ تأليف د. سعد عزيز عبد الصاحب، اصدار نقابة الفنانين- بغداد.

- اسئلة السينما الابدية/ مقاربات الفكرة والمعنى/ تأليف لوران تيرار، ترجمة وتقديم علي كامل، اصدار: كوديا- بغداد.

- الحياة الشعرية/ تأليف هاشم شفيق، اصدار: اتحاد الادباء والكتاب بغداد.

- فتيان دمشقيون في نزهة/ شعر نوري الجراح، اصدار: المتوسط – بيروت.

- الهوية والزمان/ تأويلات فينولوجية لمسألة (النحن) تأليف فتحي المسكين، اصدار دار الطليعة – بيروت.

- المجتمع المدني/ التاريخ النقدي للفكرة/ تأليف جون اهرنبيرغ، ترجمة علي حاكم و د. حسن ناظم، اصدار: المنظمة العربية للترجمة.

*******************************************

من سِيرة الكتابة.. الحداثة مرتبطة بالعقل المدني ارتباطاً نسيجياً

رعـد فاضل

إذا كان((التّفكير الصّحيح هو من خلال تحطيم القوالب)) كما عرّفه جلالُ الدّين الروميّ، فما بالُنا بالتّفكير المبدع الخلّاق إذاً؟ إنّ مفهوم التقليد ينطوي على أمرين: الأصل، ومحاكاته. في هذا السّياق نفهم أنّ كلّ شيء ينهض على محاكاة الأصل ما هو إلّا تقليدٌ له، أما الأصل فلا يظلّ محتفظاً بوجوده إلّا من خلال هذه المُحاكاة. وعلى هذا يكون ((ليس من الضّروريّ أبداً أن يُخضِع الشاعر قصيدته لنظام معيّن من الأشكال التقليديّة)) وفقاً لشيلي (1792- 1822م). كما إنّ الاِساءة المتواصلة إلى أدب وتفكيرٍ مختلفينِ من شأنها تدعيم هذا المُخْتـلَف معه، وترسيخهُ عِبر ترويجها له، وفي الوقت نفسه يخلع المُسيئونَ على أنفسهم عن درايةٍ أو دونها صفةَ المُقلِّدينَ، ويُرسِّخون هذه الصّفة بتواصل هذا الخَلْع والاِساءة. أحياناً أقوم بإعادة قراءة نماذج من الشّعر غيرِ المُختَلَفِ عليه عندما لا أطيق تحمّلَ عزلةِ ما أُفكِّر فيه وأكتبُه وما أنتخِب من كتب تتلاءم وطبيعة تفكيري ونهجي. ربّما مردُّ ذلك إلى أنني أحياناً أحاول التّمتُّعَ بشيء من الاسترخاء والاستجمام الذي لا توفّره لي النّماذجُ العابرة للدّارج الشعريّ بخاصّةٍ والأدبيِّ بعامّةٍ، التّمتُّعَ - وإنِ ادِّعاءً- بأنّي سويٌّ غيرُ مُنعزل، أو معزول!

لم أكن يوماً ميّالاً إلى الحماسة وشِعرها ذلك أنّها لا تقوم إلّا على الانفعال الذي دائماً ما تكون الآنيّةُ والمُباشَرة والحِسيّةُ محرّكاتٍ لها على حساب التّفكير والتأمّل وكبْتِهما. استنهاضُ العواطف يعني مزيداً من تنحية العقل المُتفكِّر/ والشّعرُ العربيّ في معظم قديمه  ومعاصرهِ زاخرٌ بمثل هذه النّماذج. الحماسة تُكمِّلها الفكاهةُ ذلك أنّ الأولى تحريضيّة تنمِّي الروح الشّجاعة وتدفعها إلى سطح الذّات، أمّا الثانية فامتصاصيّةٌ يكمن دورها في التّخفيف من نتائج الكوارث والآلام والخراب التي تُسبِّبها سياسة الحماسة وآدابُها. نوع من اللعب لإيذاء الانسان ومن ثم تطبيبه وتضميده ليستمرّ اللعب! الفكاهة هنا مربّية وخازِنَةٌ للغضب، ومديرةٌ خفيّة لأعماله إذ إنّها تُقدَّم للمُتَحمِّس الغاضب كوجبة مهدّئة إلى حينٍ ليتواصل اللعب. وعلى ذلك يصحّ قولُ فولتير ((إنّ وحشاً مرِحاً لهو أفضل من آخرَ عاطفيّ مُمِلّ)) ليواصل صُنّاعُ الحماسات اللعبَ بمصائر الانسان والعالم والأشياء.  ما دفعني إلى هذه المعالجة بعد أن كنت بعيداً لأكثر من ثلاثة عقود عن ما يُذكّرني بها هو اسهامي مؤخّراً في ملتقىً شعريّ أقامته إحدى الجامعات في الموصل، تمثّلتْ فيه الطائفيّة الفنيّة والثقافيّةُ أوضحَ تمثيل. كانت الحفاوة بقصيدة الشّطرين طاغيةً وهذا لا يعني طبعاً إلى أنّ الزّمن الثقافيّ عندنا لا يزال يسيرُ سَيْرَ القهقرى، وأنّ عقلَ ثمانينياتِ القرن الماضي الشعريَّ والثقافيَّ - وفقاً لطبيعة هذا الملتقى- متقدّمان على عقل اليوم كثيراً. ما قُرِئ كان نظماً ظهيرُه الحماسة وتوسُّلُ حسّ المتلقّي وانفعالاتهِ الآنيّة لا ثقافته وتأمّله، كان شعراً احتفاليّاً            لا أكثر.

قصيدة الشّطرين على اختلاف قيمتها الفنيّة سواء كانت ضعيفة، متوسطة، جيدةً مُعترَفٌ بها بعامّةٍ على أنّها شعر لا لشيء إلّا لأنها تتوفّر على ناظم الوزن، أي محتمية بقانون العروض. أما قصيدة النّثر فلا يمكن أن تكون ضمن تدرّجات الضّعف والوسطيّة والجودة تلك، إذ إمّا أن تكون قصيدة شعريّة رفيعةَ المستوى أو لا تكون، كونها مُتَّرِسَةً بثقافة شاعرها الفنيّة والفكريّة والفلسفيّة حسب، ذلك أنّ الشّكل في قصيدة النثر غير مفروض عليها إذ إنّه مرهونٌ بمضمون كلّ قصيدة وطبيعتها. ولكن ((طالما هناك أسلوب، هناك نظمٌ)) كما يشترط مالارميه، مما يعني أنّ النّظم داخلٌ في قصيدة النّثر أيضاً، هذا صحيحٌ لكنْ ما يُميّز هذا النّظم هنا عن نظم قصيدة الوزن أنّه ليس مفروضاً على الشّاعر والقصيدة بوصفه قانوناً يحكمه ناظمُ العروض، لأنّ قصيدة النّثر((شعرٌ من دون نظمٍ خارجيّ)) كما عرّفها تودوروف. وعلى ذلك إن لم تكن هذه القصيدة ثريّةً جماليّاً ومعرفيّاً لا قيمة مهمّةً لها كونها ليست محميّة بقواعد النّظم كالوزن والقافية، تلك القواعد الوسادةُ التي تتّكئ عليها القصيدة القديمة.

قصيدة النثر تتطلّب من شاعرها أن يتمتّع بثقافة واسعة عميقةٍ، ووعي نفّاذ، وحساسيّة حادّةٍ، أن يكون مُقَلِّبَ نَظَر في الأشياء من طراز فريدٍ لأنّها ((سحر ملتهبٌ صافٍ))، و((فِكر محمومٌ)) كما وصفها سانت بوف، ونرفال. أهمّ امتياز لقصيدة النثر عن سواها أنّها توفّر لشاعرها أن يكتب ((الأكثرَ من خلال الأقلّ)) لما تتميّز به من شدّة العمق والتّكثيف.

لا يمكن لأيّ نصّ أدبيّ مهما كان حرّاً أن يتمتّع بالحرية كاملةً كونه يظلّ بنسبة أو بأخرى مشروطاً بسلطة النّوع (الجنس) الذي كُتب به حتّى لو كان مُهَجَّناً. قصيدة النثر نفسُها التي هي وليدة مصاهرة جنسينِ مختلفين نوعيّاً تظلّ مشروطة بآليّتيهما. رأى كوهين بما معناهُ أنّ الاِيحائيّة والمطابقة يمكن من خلالهما فرز ما هو شعريّ عن الآخر النثريّ، فالشّعر انزياح وايحاء عبر المجاز أمّا النّثر فاستقامةٌ ومطابقة كونه لا مجازيّاً.

هذا هو المفهوم المركزيّ الذي كان شائعاً قبل أن تتمكّن قصيدة النّثر الحقيقيّة من ((التّعبير شعريّاً بالنّثر)). باختصارٍ الشّعر ليس نقيضاً للنّثر، بل نقيضٌ لِلا شِعر. أَخلصُ إلى أننا هنا أمام سلطتين تواجهان حرية الكتابة: سلطة الفكرة، وسلطة النّوع.

إنّ طائفيّة قصيدة الوزن مُتأتّيةٌ من كونها بدويّةَ المَنشأ والتّربية والتّفكير والنّزعة، ومن هنا تأتي مُناصبتُها العداءَ لمدينيَّة قصيدة النثر، بمعنى أنّها ليست معركة أشكال وأساليبَ تعبيرٍ، هذا هو الظّاهر، وإنّما هو صراع بين عقليتين فكريتين متناقضتين تماماً. الحداثة مرتبطة دائماً بالعقل المدينيّ ارتباطاً نسيجيّاً وذلك ما جعل من قصيدة النّثر لازبةَ الوجود كونها الأكثرَ تعبيراً عن هذا العقل، لما تتّصف به من حسّاسيّة عالية التّوتر حدّة وتشابكاً وتناقضاً وتعقيداً كما الحياة في المدينة قياساً بحياة البداوة والأطرافِ البسيطة والتلقائيّة والحِسيّة. قصيدة النثر هي اللبُّ، الجوهر كونها صافية مُنقّاةً من أيّة وسائل خارجيّة مُساعِدة، إنّها أُزْمازومُ (نُخاعُ) الشّعر. وهكذا كلّما ارتفعت درجةُ عناية التّعبير الشعريّ بالدّلالة فكراً وعمقاً تطلّب حريّة أوسعَ، وما عنايةُ هذا التّعبير بـ: العبارة دون البيت إلّا تحرّرٌ من حدود هذا البيت، وخروجٌ إلى ما هو رحبٌ كما الفرق ما بين: مفهوم الخيمة/ ومفهوم المنزل. وقِسْ على ذلك عندما يوغل التّعبير في الذّهاب إلى ما وراءَ المعنى والمقصود، وإلى جعل العبارة الشعريّة هدفاً فكريّاً وفنيّاً وفلسفيّاً بحدّ ذاته. 

لا تزال بساطة التّفكير وتسطيحه سائدةً أكثر من أيّما وقت مضى أمام انعزال العُمق، فالقرّاء الذين تحوّلوا إلى جمهور ومتلقّينَ ومن التحق بهم من الأجيال اللاحقة، إلّا ما ندر، ما عادوا مهتمّين بمن يُعْمِل فيهم القلقَ والتأمّل والتفكّر والتفتّح والتنوّرَ، وإنّما مطلبُهم ما يُسلِّي أو يُحمِّسُ، فلم يعد للشّعر النوعيّ أمام الكميِّ إلّا مساحة ضئيلة لا تزال تنحسرُ على الدّوام، لذا انصرف أغلبُ الشعراء إلى الكتابة الاحتفاليّة الجماهيريّة. فلتكون فريداً لابدّ بداهةً أن تخترق ما هو قارٌّ، نمطيٌّ، سياقيّ، لكنْ في مثل هذا المحيط الثقافيّ الحاليّ فقدت العلامات الأدبيّة الفارقةُ قيمتها وأسبابَ وجودها، وانحسر تعويلُها أكثرَ على القلّة القليلة من القرّاء والنقّاد النّوعيين حتّى أصبحت هذه العلامات أقليّة مُهَمّشةً مِن قِبَل سُوق ثقافة (الدَّايت)، بخاصّةٍ الفيسبوكيّة منها. من حقّ مُتلقِّي هذه الأيام وفقاً لمبادئ الدّيموقراطيّة (السّائدة) أن يفرضوا ذائقتهم لأنّهم أغلبيّة، أعني ذائقة التّرفيه والتّسلية، وما يقع خارج ذلك سيوصَمُ بالتّعالي والأرستقراطيّة. وهذا ربّما وفقاً للتقاليد الدّارجة ما يمنحهم حقَّ أن يكونوا المقياس! الأدب المرموق ليس أمامه اليوم إلّا الانسحاب        أو الصّمت كما أيّ عمل كماليّ أو شخصيّ، ما دامت الأغلبيّة هي من تحدّد تداول البضاعةِ وقيمتَها والتّرويجَ لها!

********************************************

دُرُوس.. وَ تَسَاؤلات

خالد الحلّي/ ملبورن – استراليا

-1-

مَنْ عَلَّمَنِي

أَنْ أَزْرَعَ أَحْلَامِي بَيْنَ اَلْأَمْوَاجِ،         

إِذَا غَابَتْ سُفُنِي

أَنْ أَتْرُكَ دَفْتَرَ أَشْعَارِي يَبْكِي

إِنَّ غِبْتِ، وَصَارَ اَلْبُعْدُ يُؤَرِّقُنِي

منْ عَلَّمَنِي أَنْ أَصْمُتَ

حِينَ يَضِجُّ بِأَعْمَاقِي شَجَنِي

أَنْ أَكْشِفَ أَسْرَارِي لِلرِّيحِ

إِذَا صَارَ ت تَطْرُدُنِي

مَنْ كُلِّ فَضَاءَاتِي

وَ تُبَدِّدُنِي

مَنْ عَلَّمَنِي غَيْركِ؟

مَنْ عَلَّمَنِي؟

-2-

مَنْ عَلَّمَهُمْ

أَنْ تَتَوَقَفَ أَرْجُلُهُمْ

فِي مُنْتَصَفِ الدّرْبِ

إذا خَامَرَهُمْ

حُلْمٌ كَانَ يُخَادِعُهُمْ

مُنْذُ سِنِينٍ يُوعِدُهُمْ

لكن يُخْلِفُهُمْ

يَتْرُكُهُمْ مَهْمُومِينَ حَيَارى

وَ يُخَلّفُ أوهامًا تَغْمُرُهُمْ

ليلاً وَ نَهَارَا  

مَنْ عَلَّمَهُمْ غَيْركِ؟

مَنْ عَلَّمَهُمْ؟

********************************************

حرية مشروطة باحترام الآخر

رعد كريم عزيز

مفردة الحرية من اكثر المفردات التي تتعرض لسوء الفهم والقمع في لوقت نفسه, لانها حين تتحول من حرية التفكير وهي عملية باطنية ذاتية الى حرية التعبير او اعلان ماهية الفكرة والتي تصبح موقفا واضحا يتعارض مع حريات وتعابير الاخرين حتى تدخل في صراع قوي وشديد مع التوجهات الاخرى خاصة اذا كان التعبير يمثل وجهة نظر جديدة تمثل المطالب الشعبية المستحقة ومغايرة لافكار سلطوية وحكومية. واهم ما يواجه حرية التعبير هو سوء الفهم من الاخر الذي لا يعترف بحرية اخرى لا تشبه ما يفكر به وما يعبر عنه على شكل قوانين وتوجهات تمثل مصالحه في الاستيلاء على مساحة اكبر في وجوده الحياتي الذي يحميه بالمال والوجاهة. في العراق تتعرض حرية التعبير الى قمع يصل احيانا الى تغيب الحقيقة ومحاصرتها بزاوية ضيقة تحت ذرائع سياسية ودينية وهيمنة اقتصادية ومن هذه المظاهر عدم تحمل ما يكتبه الساخرون في اعمدتهم الصحفية لا بل حتى النفور من الرسم الكاريكتيري الناقد ,وكم من مسرحية توقف عرضها وفيلم سينمائي تعرض لمقص الرقيب. وقد ولد تراكم الممنوعات والخطوط الحمر الى ضمور في جسد الابداع العراقي لان على الكاتب ان لايمس القضاء ولا الشرطة ولا التعليم والظهور كملائكة لا يرتكبون الاخطاء. وقد لجأ التلفزيون والمسرح الى الموضوعات الريفية الساخرة التي لاتمثل الواقع الحقيقي بسبب الخشية من الاقتراب من نقد الواقع والمطالبة بالتغيير. حرية التعبير تمثل الصناعة الباهرة للحصول على الحرية المشروطة باحترام الاخر وهي حرية لاتعني الانفلات والتخريب بحجة او باخرى لذا فهي تحتاج الى قوانين وضوابط لحمايتها وتوفير حق المعلومة وعدم استعمال القوة مقابل التعبير الناقد الذي يسعى لتحقيق حياة يسود فيها الاحترام المتبادل الذي يسعى لتوفير لقمة العيش والسقف الامن والمستقبل المضمون ,ويتم تداول هذه المفردات بيسر وسهولة من الجميع الا ان ثمن تحقيقها صعب جدا لان علينا ان نتعلم مواجهة الاخر بدون عنف او اضطهاد وفق حوار حضاري بناء ,وكلنا نعرف هذا الطريق الصعب والشائك لا يتوفر الا عبر بناء مؤسسات بعيدة عن الفساد الاداري والمالي لضمان شفافية المعلومة المحمية من قبل الدولة بدون اخفاء او تفريق بين فئة واخرى .

ان بنا حاجة الى تغيير حقيقي على الارض حتى تصبح الكلمة والصورة والصوت من تعابير مخنوقة الى افصاح يبغي تحقيق الحرية المكفولة للجميع ضمن الحدود الانسانية الحقة ...حرية مشروطة باحترام الاخر.

**********************************************

تشكيل من سيزان إلى جياكوميتي

خنساء العيداني

يُعدّ معرض "من سيزان إلى جياكوميتي" ثريًا وحافلًا بالتحديات، ويهدف بشكل مباشر إلى جعل المعرض المتجول للروائع الأوروبية أكثر ملاءمةً للجمهور الأسترالي. يخضع متحف ستوليرباو ويست، وهو الجزء التاريخي من متحف بيرغروين في برلين، لتجديد شامل منذ خريف 2022. وقد نُقلت مجموعة مختارة من مجموعة بيرغروين في جولة دولية شملت طوكيو، وأوساكا، وشنغهاي، وبكين، والبندقية، وباريس، والآن كانبيرا.

وستُنقل لاحقًا إلى مدريد. ليس من غير المألوف أن تُقام جولة فنية لمجموعة فنية أثناء تجديد مبانيها، وهي استراتيجية شائعة لدى المعارض لجمع التبرعات وجذب الدعاية، وقد اقام المعرض الوطني الأسترالي (NGA)، في فترة من تاريخه، عددًا هائلاً من هذه المعارض المتنقلة، لدرجة أن مديرته [بيتي تشيرشر AO] أصبحت تُعرف باسم "بيتي الرائجة".

عُرضت مجموعة مختارة من لوحات أكاديمية كارارا في بيرغامو في NGA كمعرض "روائع فنية" عام ٢٠١١، ولكن بحلول عام ٢٠٢٥، يبدو أن هذه الاستراتيجية التنظيمية لم تعد مجدية. بعرضه لمعرض "من سيزان إلى جياكوميتي: أبرز أعمال متحف بيرغروين / المعرض الوطني الجديد"، أضاف المتحف الوطني الأسترالي إلى مجموعة بيرغروين الثمانين عملاً بحوالي خمسة وسبعين عملاً من مقتنياته الخاصة.

مرة أخرى، ليس من غير المعتاد أن تُضيف صالة عرض أسترالية بعض أعمالها الخاصة التي تُكمل الأعمال في المعرض المتجول. في هذه الحالة، أُضيفت إلى المعرض أعمالٌ لفنانين مثل أوغست رودان، وهنري ماتيس، ودورا مار، وأندريه ديرين، وبيير بونارد، وإميل بورديل، وبول سيزان. الأمر الأكثر جرأةً هو دمج معرض موازٍ في المعرض المتجول.

تتكون مجموعة بيرغروين بشكل أساسي من أعمال فنانين أوروبيين حداثيين من أوائل العصر الذهبي - سيزان، وجورج براك، وألبرتو جياكوميتي، وبول كلي. وقد وضعت NGA هذه الأعمال جنبًا إلى جنب مع أعمال فنانين أستراليين حداثيين ربما كانوا يستجيبون لجوانب من الحداثة الأوروبية. إنها استراتيجية جريئة، وقد حققت نجاحًا إلى حد ما. وكانت صالات العرض الأسترالية قد اقامت معارض فرعية؛ وقد يُستكمل معرض مُعار متجول للانطباعية الفرنسية في مكان آخر في المعرض بمعرض للانطباعية الأسترالية.

إن دمج معرضين من هذا النوع في مساحة واحدة يُعدّ استراتيجيةً عالية المخاطر، مما يؤدي إلى مقارنات في الجودة والتسلسل الزمني وفهم الفنانين المحليين لأعمال الفنانين الأوروبيين. وعلى عكس العديد من المعارض الأسترالية الأخرى، تُصرّح NGA بأنها لا تعتذر عن المنتج المحلي، وتُقدّم في معظم الأحيان حججًا مقنعة.

تتكون مجموعة بيرغروين التي وصلت إلى أستراليا من ثمانين قطعة، بما في ذلك قطع رئيسية مثل لوحة سيزان "صورة السيدة سيزان" (حوالي ١٨٨٥)؛ ولوحة بيكاسو "صورة خايمي سابارتيس" (١٩٠٤)؛ و"المهرج الجالس" (١٩٠٥)؛ و"دورا مار بأظافر خضراء" (١٩٣٦)؛ و"صورة لوريت" لماتيس (١٩١٧)؛ و"الداخلية" (إتريتا) (١٩٢٠)؛ لوحة "العاري الطويل الواقف الثالث" لجياكوميتي، ١٩٦٠ (صُنعت بعد وفاته عام ١٩٨١)، بالإضافة إلى مقطع عرضي رائع لأعمال كلي.

وتُعدّ أعمال كلي الست والثلاثين أبرز ما يميز هذا المعرض. على الرغم من بروز هذا الفنان وأهميته في الفن الأوروبي، إلا أن تمثيله في المعارض في أستراليا كان ضعيفًا، ولعل هذا هو أكبر عرض لأعماله في هذا البلد حتى الآن. بعض الأعمال الأخرى "المستوردة" أقل تميزًا، مثل رسومات سيزان البسيطة التي من غير المرجح أن تثير اهتمام أي شخص خارج دائرة ضيقة من الخبراء، وعدد من لوحات بيكاسو التي تشهد على حقيقة أن حتى الفنانين الكبار قد يمرون بأيام صعبة. ربما مرّ بيكاسو بأكثر من غيره.

تُعد محاولة الجمع بين الفنانين الأوروبيين المعاصرين وأتباعهم الأستراليين المحتملين الجزء الأكثر تحديًا وإثارة للاهتمام في المعرض.

تذكر الرسام جون براك أنه في فترة ما بعد الحرب في الفن الأسترالي، "أصبحت الحداثة تُعد التزامًا وليس انحرافًا...

بالطبع، كانت الفكرة العامة صحيحة. بالنسبة للرسام، أن يكون مختلفًا عن الحداثة المطلقة، كان من الضروري أن يكون حداثيًا".

*****************************************************

الصفحة الثانية عشر

بغداد تتألق بالكتاب والفن.. {أنا عراقي.. أنا أقرأ} للمرة الثانية عشرة

 بغداد – طريق الشعب

ازدانت حدائق شهريار وشهرزاد في شارع أبي نؤاس وسط بغداد، السبت الماضي، بمهرجان "أنا عراقي.. أنا أقر" في موسمه الثاني عشر. حيث غص المكان بجمهور كبير جدا من محبي الكتاب والثقافة والفن، ما عكس مجددا، وجها مشرقا للعاصمة في أهم حدث ثقافي تشهده سنويا.

وكما جرت عليه العادة، تجمهر الزائرون حول موائد الكتاب، التي تزداد ثراء سنة بعد أخرى. حيث وُزعت هذا العام مجانا قرابة 50 ألف كتاب، حصيلة جهود بذلها المتطوعون في مؤسسة "أنا أقرأ" الثقافية، والذين وصل عددهم إلى 100 شخص من كلا الجنسين – حسب ما أعلنته المؤسسة على صفحتها في "فيسبوك".

وطيلة الشهور الماضية، انكب المتطوعون على التحضير للمهرجان عبر جمع تبرعات الكتب من روابط ومؤسسات ثقافية ودور نشر ومتبرعين آخرين.   

وإضافة إلى مبادرة توزيع الكتب المحورية في المهرجان، كانت هناك فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، منها ما خُصص للصغار. حيث تتكرر هذه الفعاليات سنويا، لكنها ترتقي في كل مرة – وفقا لانطباعات عدد من الزائرين.  وبينما احتضن المسرح حفلين موسيقيين – غنائيين في الافتتاح والختام، توزعت الفعاليات في أركان المكان. فكانت هناك زاوية لعرض الرسوم والمشغولات الفنية، وركن لتوقيع كتب من قبل مؤلفيها، فضلا عن ركن مخصص للأطفال، وآخر للمسابقات الفكرية، إلى جانب تجمعات شبابية ساد فيها الحوار الثقافي.  

في حديث صحفي، قال مدير المهرجان عامر مؤيد: "وزعنا 50 الف كتاب مجاناً في الشعر والرواية والتاريخ والفلسفة وغيرها".

وأوضح أنه "أقيم في زاوية من أرض المهرجان حفل توقيع 6 كتب. وخُصصت زاوية لاستذكار الشاعر الراحل موفق محمد، وتسليط الضوء على منجزه الشعري، اضافة الى تخصيص زاوية لفعاليات الاطفال وزع فيها نحو ألفي قصة".

وأشار إلى أن هذا المهرجان يُعد من المبادرات المهمة التي تُشجع المجتمع على القراءة والمطالعة، مستدركا "لكن المبادرة تفتقر إلى الدعم المادي، ويغيب عنها الأكاديميون والجامعات والتشكيلات الثقافية".

ولفت مؤيد إلى أن المهرجان يعتمد على دعم بعض الجهات الثقافية، ومنها الاتحاد العام للأدباء والكتاب "لكن هذا الدعم ليس كافيا لتلبية حاجة القرّاء من الكتب".

من جانبها، قالت الفنانة فاطمة علي، انها قدمت في المهرجان اضاءات فنية في مجال الفن التجريدي، مشيرة إلى أن زاويتها شهدت طرح أفكار حول علاقة الفلسفة بالفن.

الكاتب والصحفي علي حسين، رأى بدوره أن هذا المهرجان كرنفال ثقافي مهم، استطاع تحقيق نجاح كبير واستقطاب حضور مميز، مشيرا إلى ان "الحضور الجماهيري يثبت ان صوت الثقافة ما زال عالياً ومؤثرا في العراق".

ونوّه حسين في حديث صحفي إلى "غياب الحضور الرسمي عن المهرجان، على عكس دول العالم التي تحتضن انشطة وفعاليات ثقافية، نجد الحضور الرسمي واضحا، لأهمية الثقافة وفاعليتها في المجتمعات".

وأوضح أن "حضور الشباب في هذا المهرجان يبعث رسالة إلى العالم تفيد بأن العراق بلد معني بالثقافة والفنون والآداب، وليس معنيا بالحروب".

***************************************************

تنويه

الأعزاء روّاد منتدى "بيتنا الثقافي".  تحية ثقافية دافئة لكم جميعاً. نظرًا لانشغال أغلب روّاد المنتدى في المشاركة في مهرجان "طريق الشعب" العاشر يومي الجمعة والسبت المقبلين على حدائق شهرزاد وشهريار في شارع أبي نؤاس، ولأن حضوركم ودوركم هناك مهم وموضع تقدير وفخر لنا، فقد تقرر تأجيل فعالية السبت المقبل في المنتدى إلى موعد لاحق يتم الإعلان عنه قريبًا.

وبدلًا من لقائنا الأسبوعي المعتاد، يسعدنا ويشرّفنا أن يكون لقاؤنا الجماعي هذا الأسبوع داخل أجواء المهرجان، بين الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية التي يحتضنها.

فرصتنا أن نلتقي ونحتفل معًا بروح الثقافة المدنية الديمقراطية التي تجمعنا دائمًا، ودمتم لنا شركاء جمال وثقافة ووعي.

منتدى {بيتنا الثقافي}

************************************************

يوميات

• يُضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة و"دار الأدب البصري" هذا اليوم الثلاثاء، الفنان التشكيلي صبري المالكي، ليتحدث عن تجربته الفنية ويعرض بعض أعماله.

تُقدم الضيف إلى الجمهور الكاتبة والتشكيلية سرى الحداد. وتكون البداية في الساعة الخامسة والنصف مساء على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.

• يُضيّف "نادي الكتّاب" الكربلائي غدا الأربعاء، المخرج إبراهيم الشذر وأبطال مسرحيته "الكابوشين"، وذلك في جلسة نقدية تُقام في "مقهى بن رضا علوان" وسط كربلاء.

تبدأ الجلسة في الساعة الخامسة مساء.

• يُضيّف "غاليري مجيد" في بغداد الجمعة المقبلة، د. فلاح حسن الخطاط، ليقدم قراءة جمالية للأبعاد في التصميم الكرافيكي، ويوقع كتابه الجديد "البعد الرابع في التصميم الكرافيكي".

يدير الحوار مع الضيف د. معتز عناد غزوان. وتكون البداية في الساعة الخامسة والنصف مساء في مقر الغاليري في المنصور – الداودي.

********************************************

ليس مجرد كلام.. {طريق الشعب}.. سِفْرُ حكاياتٍ وسيرة نضال

عبدالسادة البصري

مثلما يتفتح الورد كل صباح ربيعي، ومثلما تضوع رائحته لتعطّر المكان، نعود في كل عام لنطلق زغاريد الفرح والبهجة في حدائق ابي نؤاس لتزدان بكل ما هو جميل .

انه مهرجان طريق الشعب الذي يعود اليكم بعد يومين بنسخته العاشرة. ولأم الجرايد - طريقنا - نقول : كلّ عام وأنتِ بألف خير، وعقبال النسخة الألف لهذا العرس الزاهي بالمحبّة والجمال والفرح، حيث الخضرة والماء والقلوب الصافية من كل دغش، ذات الوجوه المبتسمة للحياة دائما رغم ما مرّ عليها من محنٍ ونكسات، لكنّها عصيّة على الزمن بكلّ ما فيه من عثرات وكدمات. انها كطائر العنقاء (الفينيق) تنهض من بين الرماد دائما، لتعيد للحياة رونقها وبهجتها ومعناها الحقيقي.

الشيوعيون حاملو مشعل التنوير، وصنّاع الحياة بكل جماليّاتها وثقافتها ومعانيها السامية، عبر مسيرتهم المكلّلة بالزهو والكبرياء والشموخ، وعبر الدرب المضمّخ بأطهر الدماء من أجل حريّة وكرامة وسعادة الانسان والأرض.

الشيوعيون صنّاع الثقافة وصائغو لحظات الفرح بكل أشكاله، لأن الثقافة منهم واليهم، بهم ازدانت المعرفة بشتى ابوابها ومعانيها، ومن ابداعاتهم شعّت شمس الحياة الحقيقية بلوحاتها الزاهية وتفاصيلها الجميلة . انهم الحب والحنان والوداعة والبراءة والفرح والنزاهة والوفاء والاخلاص، أينما يحلّون يكون للفرح والجمال معنى، وحيثما يكونون تتدلى عناقيد المعرفة والفكر الخلّاق كروماً من ألق وابداع. وطريق الشعب ليست مجرد صحيفة، انها سفر حكايات وقصص وروايات، فيها ما فيها من عِبَرٍ وأحاديث ومواقف تجعل الرؤوس شامخة دائما، وفيها من الذكريات حين تطرق أبواب الروح يعتصر القلب أسىً وحسرة على مَنْ رحل تاركاً صوته يرنّ في كل الزوايا. منها تعلّمنا أبجدية الصحافة بكل ما تعنيه، ومن بين سطورها خرجنا حاملين أوراقنا وحقائبنا وأقلامنا وريشاتنا وعدسات كاميراتنا نترنّم قصائد واغنيات، ونصوغ حكاياتنا قلائد فرحٍ وجداريات تحكي للناس عن مدرسة اسمها طريق الشعب.

في يومي الجمعة والسبت القادمين سنفتح قلوبنا قبل الأذرع للسعادة ناثرين ورد محبّتنا في كل مكان، وراسمين لوحات عشقنا عند شهريار وشهرزاد نشاركهما الحكايات التي سنضيف لها من قصص طريقنا الذي مشيناه مع أم الجرايد ليالٍ وليالٍ لتستمرّ الحكاية مثلما تستمرّ الحياة ..

تعالوا معنا لنحتفل مع جريدة الجرايد، ومدرسة الصحافة، وعنوان الكبرياء والتحدّي في عشق الوطن والناس !

***************************************************

قف.. عراق للبيع

عبد المنعم الأعسم

من يمين العراق ومن شماله، هبت رياح ترابية تعمي البصائر، وتتعالى خلالها الاصوات ببيع العراق كمزرعة لا حارس لها، او كدولة "لا حول لها ولا قوة" باعتبار ان المتحكمين في مصيرها لم يشبّوا عن الطوق، وهم بحاجة، في المرة الاولى، لمن يتدخل من خارج الحدود، ليجتمع بهم. ينصحهم. يهددهم ويشتري مواقفهم ليصبحوا قطيعا في حاضرته، وثانيا، لمن يملي عليهم بالتلفون، عبر المحيطات، ماذا يفعلون، وكيف.. بوصفهم جهلة حيال المخاطر التي تحيق بمصائرهم ومصائر بلادهم، وفي المرتين بدا ان المتحكمين في الدولة ضائعون بين ذاك وهذا: يفكرون في مصائرهم وفي كل شيء باستثناء كرامة البلاد وحقها في السيادة واختيار شكل المستقبل والعلاقات مع الدول.. بلادٌ لا حاجة بها الى الوصاية والأرشاد والحِجر،  وهي مثل بقية الدول الاعضاء في الامم المتحدة، او من جملة الاعضاء في جامعة الدول العربية.

  في صحافة هؤلاء واولئك، يجب وضع العراق في غرفة العناية المشددة، ويشاع ان اتصالات سرية تجري بين عواصم مجاورة لبحث "تغييرات" محتملة في العراق، وشاء خيال كتاب المواقع الالكترونية وتغريدات النت ان يتداولوا الروايات غير المحبوكة كفاية عن سيناريوهات الوضع الجديد المقترح للدولة العراقية من دول واجهزة مخابرات كبرى، وبعضهم يطمئننا الى ان الامر يتعلق بايام، فيما النواطير النشامه، نايمين شلون نومه.

*قالوا:

"ان الدينار والدرهم اهلكا مَن كان قبلكم، وهما مهلكانكم".

حديث- عن اصول الكافي

***********************************************

سعد سلّوم يحصد جائزة {أديان} للتضامن في لبنان

متابعة – طريق الشعب

منحت "مؤسسة أديان" المعنية بإدارة التنوع وتعزيز التضامن، في لبنان، جائزة التضامن 2025 للأكاديمي والباحث العراقي د. سعد سلّوم، تقديرًا لجهوده في التعريف بقضايا الأقليات الدينية والمجتمعات المهمّشة في العراق والمنطقة.

ويُعدّ سلّوم، وهو أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة المستنصرية ورئيس "مؤسسة مسارات" للتنمية الثقافية والإعلامية، من أبرز الأصوات المدافعة عن التنوع وحرية المعتقد. وقد سبق أن أطلق المجلس العراقي لحوار الأديان ومركز مواجهة خطابات الكراهية، وأسّس بودكاست "حكايات لم تُروَ من قبل" الذي يوثق قصصًا واقعية عن المجتمعات المنسية والمهمشة في العالم العربي. كما أصدر أكثر من 22 مؤلفا عن شؤون التنوع الديني في العراق والعالم العربي.

وسبق أن نال سلّوم ست جوائز عالمية من بينها "جائزة ابن رشد" للفكر الحر في برلين وجائزة ZÊD الألمانية وجائزة "تحالف ستيفانوس" الدولي في النرويج.

***********************************************

طالبة موصلية تتفوق في برنامج تحدّي القراءة

متابعة – طريق الشعب

حققت الطالبة عائشة نزار كاظم، من "ثانوية زها حديد" للمتميزات في الموصل، إنجازًا لافتًا بحصولها على المركز الخامس عالميًا في برنامج تحدي القراءة العربي بنسخته التاسعة، والذي نُظم في دولة الإمارات برعاية مؤسسة مبادرات محمد بن راشد المكتوم العالمية، وبمشاركة 32 مليون طالبة وطالب من 50 دولة. 

في حديث صحفي قالت مديرة المدرسة هبة الخشاب، أن "الطالبة عائشة، وهي في الصف الثاني المتوسط، تفوّقت على أكثر من 32 مليون مشارك من 132 ألف مدرسة في 50 دولة عربية وأجنبية، حيث تأهلت إلى النهائيات إلى جانب 5 طلبة فقط".

وأوضحت، أن "المسابقة نُقلت ببث مباشر إلى المدرسة عبر دائرة تلفزيونية، وسط حماس زميلات عائشة ومعلماتها".