العمل الرياضي تقوده المؤسسات الرياضية الرسمية والشعبية، ويعتمد أولاً على الدعم الحكومي، إضافة إلى النشاطات التي تدر عليه واردات وأموالاً خاصة. إلا أن واقعنا الرياضي تنعم عليه الدولة ومؤسساتها الرسمية بالكثير حتى الساعة، وبحكم هذا الواقع يصبح من واجب القائمين عليه قبول الأفكار والمقترحات والملاحظات، بل وحتى النقد والانتقاد عند حصول العيوب والأخطاء. ذلك لأن الأموال التي تُصرف على الرياضة هي أموال الشعب والمجتمع، ولا يمكن للمجتمع أن يتنازل عن حقه في إبداء الملاحظات والتصويبات تجاه كل المؤسسات التي تدير هذا الواقع الرياضي.
وعلى هذا الأساس، يتوجب على قادة المؤسسات الرياضية، من اتحادات وأندية رياضية ولجنة أولمبية وطنية، أن يؤمنوا بأن هذه الملاحظات والأفكار والانتقادات صادرة من الشعب وإليه، مما يعني وجوب قبولها والتعامل معها بروح رياضية. إلا أن الملاحظ، وعلى جميع الصعد، أن كثيرين من قادة هذه المفاصل الرياضية يتعاملون مع الصحافة والإعلام كسلطة رابعة بحساسية وبمواقف سلبية ومزاجية، بعيداً عن المطلوب والمعروف. فكثير من مسؤولي الرياضة وقادتها نراهم قد اتخذوا مواقف مسبقة من الإعلام الرياضي ومن كتّابه ومعدّي برامجه، بحجة مواقف هذا أو تقاطع ذاك مع أولئك.
إن معدّي هذه البرامج ومقدميها غالباً ما يكونون إيجابيين ومتفاعلين مع الحدث الرياضي، باستثناء قلة قليلة منهم ممن يتعاملون مع أحداث وحكايات هذا الطرف أو ذاك بحساسية ومواقف مسبقة. وهؤلاء لا يمثلون إلا أقلية في الإعلام الرياضي. أما الزملاء العاملون في الصحافة والإعلام الرياضي، فعلى الأغلب هم من الواعين والموضوعيين، الذين يقدمون مصلحة الرياضة والوطن في المقام الأول.
لقد كان الإعلام الرياضي، وسيبقى، إيجابياً تجاه الأحداث الرياضية. فعند الفوز والنتائج الإيجابية، في كل الرياضات فردية كانت أو جماعية، نجدهم متفاعلين ويصفقون لأبطال الرياضة وصانعي الإنجاز الرياضي. أما في حالة الإخفاق والفشل، فنجد الكثير من الملاحظات والأفكار الموضوعية التي يطرحها الزملاء بموضوعية وحيادية، بعيداً عن الشخصانية والحساسيات. وهذه المواقف تخدم الواقع الرياضي، كما تخدم البطل أو الفريق الذي أخفق في هذه الجولة، بعيداً عن تصفية الحسابات والمواقف الشخصية.
ولهذا نقول ونناشد أحبتنا في الإعلام الرياضي: عليكم أن تميزوا في حساباتكم وكتاباتكم وتحليلاتكم بين مواقفكم الشخصية وعلاقاتكم المهنية، وأن يبقى الاحترام والحيادية في ما تعرضونه أو تتحدثون به وتقدمونه لأبناء الرياضة وعشاقها، لأنه أمانة في أعناقكم ومسؤولية تاريخية تجاه شعوبكم ورياضتكم.
ونحن ندعو زملاءنا في الإعلام الرياضي بكل صنوفه إلى تمثيل الموضوعية والتحدث بالحق ومن أجله، بعيداً عن التزلف أو التلاعب بالألفاظ والحكايات لإيهام المتلقي وتزويده بمعلومات غير دقيقة أو غير مسؤولة، مما قد يزرع الشك في معلوماته ويضيع الحقيقة التي يسعى المواطن الرياضي للوصول إليها.
وهنا نقول لأحبتنا في قيادة المؤسسات الرياضية: عليكم أن تقبلوا بكل الملاحظات والأفكار والعيوب التي يبثها الإعلام الرياضي كحقائق عن مؤسساتكم الرياضية، وعن إنجازات وإخفاقات أبطال ألعابكم، لأن المصارحة هي الطريق الوحيد والصحيح للتقدم والنجاح الرياضي.
ونقول لبعض الإعلاميين: عليكم أن تعرضوا الحقائق ونتائج عملكم، وإن أخفقتم فعليكم أن تقبلوا ذلك بروح رياضية عالية، وتؤسسوا لنجاح قادم، بعيداً عن المغالاة والعناد