قال شيخ العائلة الايزيدية الذي بتنا ليلتنا في منزله بقضاء الشيخان قبل عقد ونصف من السنوات: عندما يحتاج الغريب الهارب و"المطلوب" الى مكان يلوذ به، ويحميه، فان عليه ان يبحث عن بيتٍ ايزيدي.. فالايزيدي يشب على الشهامة والفروسية واحتقار الغدر، واضاف الرجل، فيما كانت ترتسم على قسمات وجهه امارات الصدق والثقة، ان الايزيدي يضاعف خدمتَه لزائرٍ له او لاجئ اليه، اذا ما كان مسلما أو مسيحيا ، او من اية ديانة، أو قومية اخرى، اما اذا كان الزائر في حاجة لقضية انسانية (والكلام للشيخ) فان الايزيدي يتصرف معه كما لو انه شريكٌ في قضيته، وقد يموت في سبيلها.
سألت مضيفـَنا الشيخ: لماذا، وكيف اصبحتم هكذا، صلبين، ايها الشيخ؟ قال الرجل الشيخاني، لقد مرّت علينا من المصائب والتجارب ما جعلنا نتعلم الحكمة من هذا الصخر الذي نعيش في فجواته، وفي "لالش" ستجدون مدونات عن هذه الخصال ما تحتاجون الى مجلدات لكي تراجعونها.. اما نحن فقد حفظناها عن غيب، وترجمناها الى سلوك وحليب وصدور رحبة.
*قالوا:
"ليس من مصير يمكن التغلب عليه بالازدراء"
البير كامو